نحو حوار موضوعي وهادف.. أرضاً سلاح

Quote: لويل كودو المطر قيرتور كُتب في: 2008-04-09 [email protected] في مكان ما من بلاد الدينكا، وفي زمان قديم قبل استخدام لمبات الكهرباء وغيرها من منتجات النفط. كان الزمان ليلاً، رقد الطفل وهو برفقة والده يريد النوم لكنه تحسس رائحة كريهة فتساءل بصوت عفوي (ما هذه الرائحة) أجاب الوالد: هذه ريح وعاصفة تسبق المطر، وتكرر نفس الشئ مرة أخرى فالعجوز كان يخرج ريحاً يقلق الطفل فيقلقه الطفل بدوره بالأسئلة المتتابعة.. وجاءت الاجابة كذلك بأن الوقت خريف وهذا هواء يسبق المطر، الطفل بدوره اقتنع برد والده فعقب عليه بالقول: (إذا كانت هذه الروائح هي الهواء السابقة لهطول المطر.. فهذا يعني بأن التي ستهطل عبارة عن روث وبراز). وان كان هنالك شخص مطلوب منه الاعتذار فهو (أنا) عزيزي القارئ.. فهو أنا والاعتذار لك عن هذه المقدمة غير المستساغة لآذاننا.. لكن ماذا نقول إذا كان أساتذتنا في الإعلام المكتوب يريدوننا ان نكون هكذا؟ ماذا نقول إذا كنا نريد طباعة آلاف الكلمات في شتائم وسباب لبعضنا؟ وأما سبب الحكاية أعلاه، فهذا ما اشبهه بما يحصل اليوم فهذه ثمار أشجار زرعت منذ قديم، هذه البضاعة التي تعرض اليوم في الصحف عبارة عن نتاج الجامعات التي كانت الأركان السياسية فيها عبارة عن شتائم وسباب لرموزنا السياسية المختلفة عنا فكرياً. نعم لا تستغربوا أعزائي القراء فيما يحدث.. حتى ان البعض يعيد مقالاً مليئاً بالسباب والشتائم ويدعي بأن هذا جاء تلبية لرغبة (القراء).. وهل هذا معقول؟ هل هناك مواطن سوداني يطالب بإعادة نشر مقال فيه من الكلمات ما يكفي لنقض وضوء المصلي؟ نعم ان الصحافة والحصافة تحتاجان للكثير من العقل والتعقل، والكلمتان (الحصافة والصحافة) قرأتهما من مقال الأستاذ طه النعمان في هذه الصحيفة صباح أمس رغم اني لا أعرف الفرق بينهما غير حرف (الواو) فقط.. استعرتهما عندما طالعت في صحيفة الخرطوم وفي عمود الدكتور إبراهيم دقش اطلعت على ما حدث في ولاية القضارف التي قيل بأن مديراً في إحدى المستشفيات اعتدى بالضرب على طبيب والأطباء هناك اضربوا عن العمل وتوفيت امرأة عمرها 67 عاما.. وقد يظن البعض بأنه ليس هناك علاقة بين هذه الأشياء.. لنقف قليلاً ونتأمل هذه المعارك الكلامية التي ساحتها اثنين من الصحف الناجحة من حيث التوزيع.. وطبيب يعتدي بالضرب وآخر بسبب انه مصر على الاضراب يترك المريض ليموت.. هذه كلها سيكون الرد الساهل انهم كلهم خريجو جامعاتنا العريقة. لن ادعي نفسي ببعيد عن الساحة الصحافية المستعدة لابراز عضلاتها من الألفاظ النابية.. فما دمت درست في نفس الجامعات التي تخرج منها أساتذتي في الصحافة فكيف أحيد عن دربهم.. ان العبرة في النتيجة وليس الوقوف في الذي حدث وانتهى. وعلى نمط سؤال الطفل الذي استخدم عقله للاستنتاج عن نتائج الروائح الكريهة السابقة للمطر نحن نقول بدورنا ماذا سنقدم للقارئ السوداني يوم غدً هل نريد ان نجعله ملعوناً بسبب الكتابات المكررة الممجوجة؟!!