قائد الجيش .. قائد الشرطة ... يتباريان في الكذب حتى يكتبا عند الله كذابين

Quote: فضاءات إحنا بتوع الأتوبيس أ‌. فايز الشيخ السليك في الفيلم المصري ( نحن بتوع الأتوبيس) للفنان الكبير عادل إمام مفارقة تعكس وجه التراجوكوميديا، أي المضحك المبكي، وربما أن كثيرين منا شاهدوا قصة الفيلم الذي جاء في قالب كوميدي رغم جرعات الحزن الكبيرة التي تتسرب من بين مشاهده، فالصدفة وحدها هي التي دفعت اثنين من المصريين الببسطاء إلى السجن بسبب مشاجرة عادية وقعت في داخل ( أتوبيس ) والصدفة أيضاً هي التي رمت بالأثنين في غياهب الزنازين مع معتقلين سياسين كبار، لكن السجانين لم يرحماهما لإتهامهما بالمشاركة في نشاط سياسي خطير، لا يعلمان عنه شيئاً، وكلما أتت ساعة العقاب وهي لا تتوقف كثيراً صرخ الإثنان بأنهما ( بتوع الأتوبيس ) إلا أن الرحمة لا تغشى قلوب الجلادين …. ونهاية الفيلم معروفة . وهنا في الخرطوم أعلنت محكمة جنايات الخرطوم شمال تبرئة 10 سودانيين كانوا متهمين بتهمة القتل العمد في قضية طالب جامهة النيلين المعز في 2007، فأطلق سراح 6 من المتهمين بينما وجهت تهمة حيازة واستخدام السلاح في مواجهة الـ 4 الآخرين وفق المادة (126) من القاون الجنائي … والحكم بغير شك إنتصار للقضاء في السودان، وتأكيد على أن من بين أفراد هذا الجهاز أناس محترمون رغم أن هيئة الدفاع تقدمت باستئناف بإسقاط التهمة عن كل المتهمين، وهي نقلة كبيرة في القضية، رغم أن القضية سيلسية في مضمونها وجنائية في جوهرها وهنا مربط الفرس، لأن خلط السياسي مع القانوني يفتح الأبواب مشرعة أمام شتى التأويلات، ويولد الشكوك في النفوس لا سيما إذا ما تم هذا الخلط في أوضاعٍ شمولية . إن مسألة استغلال القانون في تمرير أجندة سياسية يجعل الجميع في خالة من الرعب، وعدم الطمأنينة، وهي حالة لا تساعد على بناء السلام وثقافة السلام لأن من من يشعر بالظلم ويشعر بالقهر فله وسائله الخطيرة كرد فعل منطلقاً من سيكولوجية الإنسان المقهور، فلماذا تصر بعض الجهات على قهر الناس، وهل لاتخشى على أن تنقلب الأوضاع يوماً ما رأساً على عقب، وهل لا يخشى هؤلاء من غضبة المظلوم؟ ومن فعل المقهور ..؟؟ وفي ذات قضية طالب النيلين، والذي نسأل له الرحمة وأن يلزم أهله وذويه الصبر، وأن يتم القبض على الجناة الحقيقين نتسائل حول مصير ( المتهمين الأبرياء ) فبينهم من فقد عاماً دراسياً كاملاً مثل الطلاب حسين الشيخ، حسين محمد حسين، وعبدالرحمن إبراهيم؟ ومنهم من فقد وظيفته مثل بكري يوسف.؟ من يرفع الضرر المادي والمعنوي عن هؤلاء المواطنين ؟ ومن يضمن أنه ليس في السجون كثيرون من ( بتوع الأتوبيس ) لا سيما في القضايا ذات الأبعاد السياسية؟ ومنذ بداية القضية ظل الكثيرون يكررون بأن القضية في معظمها عبارة عن كيدٍ سياسي مرتبط بأحداث جامعة النيلين، بدأت بمحاولة من الإسلاميين لحجب الرأي الآخر حين سخر المستقلون مما يعتبره الإسلاميون شهداء في الجنوب من الطلاب، فاعتبروا الأمر خطوطاً حمراء لا يجب تجاوزها، وصادروا النشاط مثلما فعلوا ذلك في كل الجامعات