نواصل من كلام الامام "ابن الجوزي رحمه الله"عن مراحل التصوف، ونقد مسالكه: "...ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع ، والفقر، والوساوس، والخطرات،وصنفوا في ذلك، مثل: "الحارث المحاسبي". وجاء آخرون، فهذبوا مذهب التصوف، وأفردوه بصفات ميزوه بها، من الاختصاص بالمرقعة، والسماع، والوجد، والرقص، والتصفيق.وتميزوا بزيادة النظافة والطهارة. ثم ما زال الأمر ينمى، والأشياخ يضعون لهم أوضاعا، ويتكلمون بواقعاتهم،ويتفق بعدهم-بضم الباء والدال- عن العلماء، لا، بل رؤيتهم ما هم فيه، أو في العلوم حتى سموه:"العلم الباطن". وجعلوا علم الشريعة:"العلم الظاهر".ومنهم من خرج به الجوع الى الخيالات الفاسدة، فادعى عشق الحق، والهيمان فيه، فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به.وهؤلاء بين الكفر والبدعة.ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق، ففسدت عقائدهم."
Quote: نواصل من كلام الامام "ابن الجوزي رحمه الله"عن مراحل التصوف، ونقد مسالكه: "...ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع ، والفقر، والوساوس، والخطرات،وصنفوا في ذلك، مثل: "الحارث المحاسبي". وجاء آخرون، فهذبوا مذهب التصوف، وأفردوه بصفات ميزوه بها، من الاختصاص بالمرقعة، والسماع، والوجد، والرقص، والتصفيق.وتميزوا بزيادة النظافة والطهارة. ثم ما زال الأمر ينمى، والأشياخ يضعون لهم أوضاعا، ويتكلمون بواقعاتهم،ويتفق بعدهم-بضم الباء والدال- عن العلماء، لا، بل رؤيتهم ما هم فيه، أو في العلوم حتى سموه:"العلم الباطن". وجعلوا علم الشريعة:"العلم الظاهر".ومنهم من خرج به الجوع الى الخيالات الفاسدة، فادعى عشق الحق، والهيمان فيه، فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به.وهؤلاء بين الكفر والبدعة.ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق، ففسدت عقائدهم."
من هذا التأصيل نخرج بالآتي: 1/أن منهج التصوف تعرض لتموجات فكرية ولتقلبات عقدية. 2/أنه بذلك بدأ يبتعد شيئافشيئا عن منهج السلف الصالح. 3/أن فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم هو المعيار الذي تقاس على ضوئه المناهج والمسالك الدينية. 4/ان فهم السلف لطهارة النفس مبني على القرآن فهما وتطبيقا، وعلى سنة، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم دراسة وفهما وتطبيقا. ومن ذلك دراسة حياة أهل العلم من القرون المفضلة. 5/أن بعض مشايخ التصوف ابتدعوا الكلام في أمور كثيرة أدخلوها في الدين ، وما هي من الدين في شيئ،كالكلام في الوساوس، والخطرات، والجوع...الخ. 6/أن هذه الأمور التي ابتدعوها وتكلموا بها، وخاضوا فيها، أوقعتهم في المخالفات العقدية والقولية والفعلية،كالهيام بالصور الجميلة، والوقوع في القول الخطير ب"علم الباطن"وهو ادعاء جواز أن يكون للانسان طريقا باطنا يخالف شريعة الاسلام كما خالف الخضر-بادعائهم- موسى عليهما الصلاة والسلام. وبذلك تفلت كثير منهم من الشرائع ، وهاموا بالجبال والأودية وتركوا الجهاد والسعي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة