سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2008, 02:44 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! (Re: adil amin)

    خاتمة مع تحية مقدرة للاخت عايدة الصينية التي زودتني بهذا الكتاب لاعرضه في هذا المنبر
    والتحية لل600 زائر الذين اطلعو عليه


    الصين والعولمة
    تعتبر الصين الآن النموذج للجمع بين الإندماج فى العولمة والاحتفاظ بالهوية القومية فى نفس الوقت، بعد أن أصبحت العولمة حقيقة من حقائق هذا العصر، وأمرا واقعا لا يمكن الفرار منه، ومهما قيل عن الآثار السلبية للعولمة، وعن مخاطرها على الكيانات الوطنية، فلن تستطيع دولة الخروج عن هذه الكرة الأرضية التى أصبحت تحكمها العولمة.
    والسائد عن العولمة أن الجانب الاقتصادى منها سيؤدى إلى زيادة غنى الدول الغنية وزيادة فقر الدول الفقيرة، ولن تكون أمام الدول المتخلفة بعد ذلك فرصة للبدء فى تنمية حقيقية، وسيكون الخيار الوحيد أمامها أن تقبل التبعية وترضخ لشروط القوة العظمى الوحيدة التى تقود النظام العالمى الجديد وتقود منظمة التجارة العالمية، وتقود أيضا المنظمات الدولية المعبرة عن الشرعية الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكل هذا صحيح إلى حد كبير، ولكن هناك حقيقة أخرى وهى أن العولمة تضع معايير وقيم وضوابط للإنتاج الصناعى والزراعى ونظم الجمارك والضرائب والتشريعات والممارسات المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والدول التى تستطيع توفيق أوضاعها مع هذه المعايير والقيم ستجد لنفسها مكانا فى إطارها، أما الدول التى لن تستطيع ذلك فستجد نفسها مهمشة، وخارج التاريخ.
    والصورة السيئة للعولمة جاءت نتيجة الشعور العام فى الدول النامية بأن الغرب يفرض على جميع الدول ثقافته، على حساب هزيمة الثقافات الأخرى، وعزز هذا الشعور النظرية الجديدة التى واكبت ظروف العولمة عن صراع الثقافات وهى نظرية لقيت رواجا يلفت النظر، يضاف إلى ذلك أن فرض الثقافة الغربية يمثل عدوانا على حقوق الشعوب الأخرى فى الاحتفاظ بثقافتها وهويتها، والثقافة الغربية ثقافة مادية وعدوانية فى نظر أصحاب الثقافات الأخرى مثل الثقافة الإسلامية وثقافة الصين والثقافات الأفريقية. وحتى عندما يدير الغرب حوارا مع أصحاب الثقافات الأخرى فإنما يتحدث من موقع القوة والسيطرة والقدرة على فرض الإرادة وكسر إرادة الآخرين، وتبدو حوارات الغرب مع الدول النامية على أنها حوارات الأغنياء، الأقوياء، القادرين على تغيير الواقع الاجتماعى والروحى لكل الدول والشعوب فى العالم غير الغربى.
    والصين حددت موقفها من العولمة بعدم الرفض، أو الاستنكار، ولكن بدخول هذه الحلبة الجديدة بشروطها هى وليس بشروط الآخرين.. فهى يقبل تغيير أدوات الإنتاج والتكنولوجيا لتساير منتجاتها قانون السوق والمنافسة الحرة فى عالم تزول فيه أسوار الحماية للمنتجات وتسقط أسوار العزلة عن جميع الدول، وتقبل تغيير مناهج التعليم لتساير المستويات العالمية، وتقبل تغيير نظم الإدارة والتشريعات ونظم الضرائب والجمارك، وتقبل المفهوم العالمى للديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الدينية، ولا تشترط إلا أن يكون ذلك بما لا يؤدى إلى تهديد الاستقرار ووحدة البلاد، وفى غير ذلك فهى تعمل على الاحتفاظ بالخصائص المميزة لها وبالروح الصينية.. والروح الصينية- كما قال عنها الأستاذ محمد حسنين هيكل- هى روح التنظيم الموجودة فى عقيدة الصين التاريخية الأولى، وهى تعاليم》كونفوشيوس《وهذه التعاليم فى حقيقتها مجموعة قواعد الأخلاق والسلوك، وضعت أسسا واسخة لاحترام المسئوليات على كل المستويات، ومجتمع الصين كما قال ادجار سنو وهو من أشهر الدارسين لشئون الصين:》هو بالطبيعة مجتمع نهر، ولذلك فهو محتاج دائما إلى حكومة مركزية قوية، ويضاف إلى ذلك أن الحضارة الصينية لم تنقطع طوال التاريخ ولم تنكسر رغم هزيمة الصين وخضوعها للاحتلال العسكرى والاقتصادى فترات طويلة، واستمرار الحضارة كان الضمان لاستمرار وحدة الأمة، كما أن اللغة الصينية ظلت وعاء الوعى والضمير والمشاعر، ويضاف إلى ذلك أن الصينى ظل- وما زال- يعتقد أن الصين هى قلب الكون، واسم الصين فى اللغة الصينية هو
    》شونج كو《وترجمتها》الملكوت المركزى《ومن هنا فإن هوية الصين هى شعب الصين، وهذا ما يفسر أن المهاجرين من أبناء الصين فى أوربا والولايات المتحدة لا يعتبرون أنفسهم مهاجرين ولكن يعتبرون أنفسهم فى مهمة خارج الصين.
    وروح الصين كانت أقوى من الاستعمار الذى فرض الإذلال على الشعب الصينى فى حرب الأفيون، وكانت روح الصين أيضا أقوى من ماركس وانجلز ولينين وستالين.. عندما بدأ ماوتسى تونج تطبيق النظرية الصينية استجاب للطبيعة الصينية أكثر مما استجاب لنظريات وتطبيقات هؤلاء الرواد للماركسية، وطبق ماو الماركسية بما يلائم ظروف الصين، وهذا ما يحدث اليوم، فالصين تحولت إلى نظام اقتصاد السوق ولكنها تطبقه وفقا للخصائص الصينية.
    والظاهرة التى تلفت نظر زائر الصين اليوم هى ذات الظاهرة التى لفتت نظر الأستاذ هيكل فى زيارته لها عام 1973، وهى أن الخط الفكرى الصينى واضح من القمة عند الزعيم سواء كان الزعيم هو ماوتسى تونج أو ديانج شياو بنج أو جيانج زيمن، إلى أى عامل فى مزرعة أو مصنع، هذه الوحدة فى الخط الفكرى واتصاله بين القيادة والقاعدة، ترجع- كما رأى الأستاذ هيكل- إلى أن التجربة أمام الإنسان الصينى ناجحة، وأن القيادة فى الصين قدوة، والناس يتقبلون حينما يشعرون أن الذين يدعونهم إلى شىء يطبقونه أولا على أنفسهم، ونتيجة لذلك ظلت الثقة قائمة بين القاعدة والقمة، الثقة فى إخلاص القيادة، والثقة أيضا فى قدرتها وحكمتها، فضلا عن أن جميع القضايا تطرح للمناقشة داخل الحزب، وعلى كل مستوياته، فتصبح عند صدورها معبرة عن الجماهير الواسعة، ولا تكون أوامر من أعلى كأنها قنبلة هاوية من السماء، أو انفجار مفاجئ تحت الأقدام مثل لغم كان مدفونا فى الأرض، ويضاف إلى ذلك أن العقائد لا تعطى للجماهير كأنها كتل حجر، وإنما تترجم العقائد إلى تصرفات عادية وإنسانية بسيطة للغاية قادرة على النفاذ داخل أى تصور، وأخيرا فإن خطوط الاتصالات ولغة الاتصالات بين القمة والقاعدة فى الصين مازالت حية وقوية من أثر التجربة الثورية الطويلة التى تجعل》الثلاثة فى واحد《كما يقولون فى الصين، أى الحزب، والجيش، والحكومة.
    هكذا رأى الأستاذ هيكل فى عام 1973 روح الصين التى أدت إلى وحدتها وقوة تماسك شعبها، وهكذا رأيتها كذلك أيضا فى عام 2001 كما هى لم تتغير كثيرا. وهذا ما يجعل الصين قادرة على الاحتفاظ بكيانها القومى، وخصائصها الحضارية والروحية وهى تندمج فى العالم دون أن تخشى الذوبان. وما تظهر من تقليد السلوك الغربى- ف اعتقادى – هو أمر عادى ومحدود على السطح لا يمثل تغييرا جوهريا فى طبيعة وروح الصين.
    ولازالت القسمات البارزة فى سياسة الصين تجاه العالم الخارجى هى نفس السياسة التى تحدث عنها الأستاذ هيكل.. فالصين مازالت- كما كانت دائما- صبورة جدا، عملية جدا فى صبرها، لا يستفزها شىء، من ذلك مثلا أنها قبلت بوجود قطعة منها وهى هونج كونج مستعمرة من مستعمرات بريطانيا بينما كانت قادرة على تحريرها إلى أن عادت إليها هونج كونج، ومكاو، وغدا ستستعيد تايوان بنفس الطريقة..
    والصين تحسب خطواتها بدقة، وتتعلم فى هدوء من تجاربها وتجارب غيرها، ولا تدخل معركة مهما كانت محاولات جرها إلى المعركة، وتراهن على أن حركة التاريخ لصالحها ولصالح الشعوب.. لذلك كانت مفاجأة للعالم ولم تكن مفاجأة للصين حين ذهب أول رئيس للولايات المتحدة (ريتشارد نيكسون) إليها حاملا اعترافه بها، وحين ذهب رئيس الوزراء اليابانى (تاناكا) إليها حاملا اعتذار بلاده.
    والصبر عند الصين ليس موقفا سلبيا، ولكنه مرتبط بالعمل واكتساب مزيد من عوامل القوة، ومع الوقت يتحقق لها النصر بدون حرب.. وحتى عندما رفضت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية أن يكون للصين مقعد دائم فى مجلس الأمن، وقال الرئيس الأمريكى وقتها (فرانكلين روزفلت): أى مستقبل يمكن أن يكون للصين؟.. وأى دور يمكن أن تؤديه فى العالم الجديد؟.. إلا أنها برغم ذلك حصلت على مقعد دائم فى مجلس الأمن.
    والصين وإن كانت قد قبلت الدخول فى منظمة التجارة العالمية وأعدت نفسها للعولمة بمفهومها الواسع، مازالت حريصة على أن تكسب وقتا تستكمل فيه بناء قوتها.. وقد أصبحت لديها قوة نووية.. وقدرتها الاقتصادية فى نمو سريع..
    ولكى تضمن أن يكون الوقت لصالحها أنهت حالة العداء القديم مع الاتحاد السوفيتى ووقعت معاهدة مع روسيا، وفى نفس الوقت فإن علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة تنمو بسرعة أيضا بالرغم من أن العلاقات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين هى أغرب العلاقات بين القوى فى هذا العصر- كما قال الأستاذ هيكل (بينهما عقائد مختلفة، وحضارات متباعدة، ومصالح متعارضة حتى الأمس القريب) وكذلك أصبحت علاقات الصين واليابان طبيعة مع ما فيها من رواسب الماضى حين كانت اليابان تحتل الصين وكان احتلالها أبشع احتلال، ولكن الصين مازالت تأخذ بالحكمة التى أرساها ماوتسى تونج والتى تقول:》افتحوا كل الأبواب. أن الذين كانوا أعداءنا قد يتخذون موقفا أكثر اعتدالا، والذين كانوا معتدلين قد يصبحون أصدقاء، والذين كانوا أصدقاء سوف يتأكد ويتقرر موقفهم معنا《.
    والصين تعمل على أساس أن النظام العالمى الجديد لم يستكمل تشكيله، ولم يصل إلى صورته النهائية، ومازال هناك فراغ فى هذا النظام الدولى، ولا يعبر حتى الآن عن القوى الاقتصادية التى نتجت عن العولمة، ولا يزال مجلس الأمن معبرا عن الحالة الدولية كما كانت بعد الحرب العالمية الثانية، وأن صندوق النقد الدولى- أحد المعالم الهامة للعولمة- لم يشمله الإصلاح ولم يخرج عن سيطرة الولايات المتحدة عليه، ومازال يفرض الشروط القاسية على الدول مقابل القروض، كما أن الدول الصناعية القائمة على المستوى العالمى تعكس آثارها على آسيا فى القرن الحادى والعشرين وعلى العالم، والخررج من هذا الحصار يتمثل فى نجاح كل دولة فى التنمية والوصول إلى صيغة ناجحة للتعاون مع جيرانها على المستوى الإقليمى.
    ولقد شهد العالم ثورتان تفرضان وجود التعاون الإقليمى كضرورة للدخول فى العولمة، الثورة الأولى هى الثورة فى أساليب الإنتاج وحرية انتقال رؤوس الأموال عبر الحدود، والثانية هى ثورة المعلومات وسرعة انتقالها وتدفقها حول الكرة الأرضية دون عوائق وفى لحظات.. وهاتان الثورتان هما فى نفس الوقت من أقوى الضغوط على الدول. والحل هو تقوية الكيانات الإقليمية، ولذلك تشارك الصين بقوة فى منظمتى ابيك (APEC) التى تضم القوى الاقتصادية الكبرى ( الولايات المتحدة والصين واليابان)، والآسيان (ASEAN) التى تضم دول الهند والصينية. وإذا كان انتهاء الحرب الباردة قد سهل التعاون الاقليمى فإن قوى العولمة جعلت هذا التعاون ضرورة لكل الدول لحماية نفسها من الذوبان أو الخسارة فى طوفان العولمة.
    ومع العولمة يتزايد سوق》اليزنس《وعمليات الإنتاج عبر الحدود، وتجد الحكومات نفسها تحت ضغط متزايد من الشركات العابرة للحدود، ونتيجة لسرعة زيادة التدفقات المالية تواجه المؤسسات القومية صعوبات فى المراقبة والتحكم وتحصيل الضرائب والحقوق، فضلا عن المشاكل التى ازدادت مع العولمة والشركات العملاقة العابرة للقوميات مثل مشاكل البيئة، والأمن، والإرهاب، وهى مشاكل تؤثر وتضغط على الحكومات ولا تتأثر بها هذه الشركات التى لا يهمها إلا تحقيق الربح ولا تعنيها النتائج أو الخسائر التى تسببها للدول التى تعمل فيها. وهذا يؤيد ضرورة وجود كتابات أقليمية قوية للوقوف أمام هذه الشركات الكبرى، خاصة مع تراجع دور الأمم المتحدة ومنظماتها وسيطرة قوة واحدة عليها. ولا يملأ الفراغ الناتج عن الخلل فى المنظمات العالمية، لحل مشاكل ومواجهة قضايا قد لا تهم المجتمع الدولى بأسره.
    ومع حرص الصين على المنظمات الإقليمية إلا أن هذه المنظمات لم تصل إلى الدرجة التى وصل إليها الاتحاد الأوربى، وربما يكون ذلك بسبب اختلاف مستويات القوة والنمو فى الدول الآسيوية وتقارب مستويات النمو فى الدول الأوربية.
    وللصين دور كبير فى كل المنظمات الإقليمية فى آسيا، وأن كانت الدول الآسيوية تشكو من أن الصين هى التى تجذب النصيب الأكبر من الاستثمارات الأجنبية حتى وصل نصيبها 85% فقط، وهذا ما يجعل الدول الآسيوية الصغيرة تقول أن المنظمات الإقليمية ليست إلا صورة من المنظمات العالمية للأقوى والأكبر النصيب الأكبر دائما. وأن كانت الصين قد مارست دورا قياديا إيجابيا فى الأزمة المالية الآسيوية، وقدمت العون لصندوق النقد الدولى رافضة انتهاز الفرصة لتحقيق مكاسب لها على حساب جيرانها، وفعلت العكس، إذ شاركت فى تقديم مساعدة مالية لها، وبذلك تأكدت زعامة الصين فى آسيا، كما تأكدت صحة النظرية الصينية بأن نماذج التنمية فى شرق آسيا لا تناسبها، وأنها كانت على صواب عندما اتخذت لنفسها طريقا خاصا للتنمية وللعلاقات الدولية.
    ويمثل دخول الصين أخيرا فى منظمة التجارة العالمية القبول لتحديات العولمة والاستعداد للوقوف فى المنافسة العالمية والاتعداد لتقديم نموذج تنافسى يحقق زيادة الانتاج، وتخفيض الأسعار، وزيادة فرص العمل ودخول العمال، واقتحام الأسواق العالمية والدعوة إلى المزيد من التجارة العالمية الحرة.
    هكذا تدخل الصين العولمة بوعى بطبيعة هذه الموجة الجديدة التى لا يمكن تفاديها او الهروب منها، ولكن يمكن التعامل معها، والاستفادة منها، وتفادى سلبياتها ومخاطرها بقدر الإمكان، كما يمكن الاحتفاظ بروح الصين وشخصيتها القومية وتراثها الحضارى.
    والصين قادرة على تحقيق هذه المعادلات الصعبة، يساعدها على ذلك طبيعتها وتركيبها السكانى وهما مصدر ضعف ومصدر قوة فى نفس الوقت، فالصين تضم 55 مجموعة عرقية، ويمثل عرق الهان (HAN) غالبية السكان، ومساحتها 9 ملايين ونصف مليون كيلو متر مربع، وتضم 23 مقاطقة، و5 أقاليم حكم ذاتى، و4 بلديات، بالإضافة إلى أقليم إدارى خاص فى هونج كونج وآخرى فى مكاو، وحدود تبلغ 22 ألف كيلو متر بينها وبين 14 دولة هى: أفغانستان، وبوتان، وبورما، والهند، وكازخستان، وكوريا الشمالية، وقيرغيزستان، ولاوس، ومنغوليا، ونيبال، وباكستان، وروسيا، وطاجيكستان، وفيتنام. وهذه الخريطة تفرض عليها.
    والصين تحتل اليوم المرتبة السابعة فى العالم من حيث حجم الاقتصاد، والمرتبة التاسعة فى التجارة العالمية، وهى أكبر دولة نامية تجذب الاستثمارات الأجنبية وساعدها ذلك على تنفيذ برنامج التحديث ودفع التنمية الاقتصادية، وقد استعدت للعولمة بتوسيع الطلب الداخلى، والإسراع فى بناء المرافق والبنية الأساسية، وتشجيع التصدير، وجذب الأموال والبنوك الأجنبية، وتعديل الهيكل الاقتصادى، وحافظت على استقرار عملتها مع الظروف الصعبة التى مرت بالعالم وبدول آسيا بوجه خاص، وتمضى فى سياسة إصلاح الأجهزة الإدارية.. بذلك تدخل منظمة التجارة العالمية لتجنى من وراء زيادة مواردها، والحصول على ظروف تجارية واقتصادية مستقرة، وبتسهيلات التجارة والاستثمار الدولى.
    ولن تستطيع رياح العولمة اقتلاع جذور الكنفوشية من الصين، وهى التى يعتبرونها جوهر الروح والشخصية الصينية، ومبادئ الكنفوشية قائمة على الطاعة، واحترام الكبير للصغير، والالتزام بالتعليم، وتقديس الأسرة، وإدارة الأمراء لشئون الحكم وفقا للأخلاق والعدل والاستقامة، والكنفوشية فيها نزعة للزهد، والدعوة إلى خدمة الآخرين، ولذلك يقولون فى الصين:》ليس المهم أن تكون الكعكة كبيرة، المهم أن تقسم الكعكة على الجميع بالعدل《.. والكنفوشية أيضا هى سر الروح الجماعية فى الصين وكراهية النزعة الفردية، والشراهة.
    وقد اعتاد الغرب على القول بأن نظام الحكم فى الصين نظام دكتاتورى دون إشارة إلى التغير الذى يحدث فى مجلس الشعب من معارضة واستجوبات.
    كما اعتاد الغرب على القول بأن الصين تضطهد أصحاب الديانات دون إشارة إلى ما يحدث الآن من التعايش بين العقائد، الإسلام، والمسيحية، مع البوذية، والطاوية، واعيد فتح دور العبادة جميعها دون استثناء، وروادها الآن ليسوا من كبار السن فقط بل من الشباب والمثقفين ورجال الأعمال، وأصبحت المساجد تمتلئ بالمصلين يوم الجمعة فى مناطق تجمعات المسلمين، ويتم افتتاح كنائس جديدة باستمرار، وربما كانت الفكرة الغربية عن الاضطهاد الدينى فى الصين راجعة إلى الفترة الماضية التى كانت الحكومة فيها تعتبر الدين أفيون الشعوب. وقد تغيرت هذه النظرية، وأصبحت الدولة تنظر إلى الدين على أنه عنصر هام فى بناء الاخلاقيات الاجتماعية والشخصية ويمكن أن يكون عنصرا من عناصر الحفاظ على الهوية. ورفض الذوبان فى الثقافات الأخرى بتأثير العولمة.
    وإن كانت تعاليم كنفوشية هى الأكثر تأثيرا فى الشعب الصينى فهى تعاليم تحض على الفضيلة، وتدعو كل فرد لأن يكون قدرة لأسرته وللآخرين، وعلى الإنسان أن يحسن حكم نفسه أولا قبل أن يسعى إلى حكم الآخرين، كما تدعو كل فرد لأن يعمل للناس ما يحب أن يعمله الناس له، وأن يكرس نفسه لخدمة غيره وبذلك يكون قد وصل إلى الحكمة.
    وتعاليم كنفوشيوس الراسخة فى الضمير الصينى هى سر التماسك داخل الأسرة الصينية بمختلف أجيالها، وطاعة الأبناء لآبائهم، وهى سر》الاعتدال《فى كل شىء، فى الطعام والانفاق والعلاقات، وهى سر التواضع والحياة البسيطة.
    وكنفوشيوس هو القائل:》إن التاجر الناجح يخفى ثروته بحرص، ويعمل كما لو كان لا يملك شيئا.. والرجل العظيم بسيط فى سلوكه ومظهره.. وعليك أن تتخلى عن كبريائك، واطماعك، وعن المظاهر.. فلن تفيدك شيئا.. وهذه نصيحتى إليك《.
    ويروى عن كنفوشيوس أنه كان يسير مع تلاميذه فى بقعة قاحلة موحشة، فوجد امرأة عجوز تبكى أمام قبر، وحين سألها عن سبب بكائها قالت له: أن النمور قتلت حماها وزوجها وابنها وأصبحت وحيدة، فسألها: ولماذا قرروا الحياة فى هذه البقعة الموحشة، ولماذا بقيت بعد أن واجهت غزو الوحوش، أجابت: لأنه لا توجد هنا حكومة جائرة، فالتفت كنفوشيوس إلى تلاميذه وقال لهم:》اكتبوا هذا.. إن الحكومة الجائرة أكثر وحشية من وحوش البرارى《.
    وتروى الكتب الصينية أن كنفوشيوس حين أصبح رئيسا للوزراء فى مرحلة من مراحل حياته》كان الغش والفساد يتواريان خجلا، وصار الصدق والنزاهة والاستقامة من خصال الرجال، والطهر ودماثة الأخلاق من صفات النساء، وازداد قدوم الأغراب إلى الولاية من الولايات الأخرى، وصار كنفوشيوس معبود الناس《. ولكن الحكام الطغاة المستبدين فى الأقاليم الأخرى وجدوا أن كنفوشيوس خطر عليهم، لأن مواطنيهم يطالبونهم بأن يفعلوا معهم مثل ما يفعل كنفوشيوس مع قومه، وخشى هؤلاء الحكام أن تنتشر عدوى النزاهة والأمانة فى بلادهم، وفحاكوا مؤامرة أفسدت العلاقة بينه بين الحكام، فطرده، وخرج كنفوشيوس يتجول فى الأرض ثلاثة عشر عاما.. وتقلب بين السلطة والاضطهاد.. ولكنه يظل يؤمن بمبادئه، وبأن اليأس هو أكبر الخطايا.
    هكذا كان كنفوشيوس الذى يعتبرونه رسول التوازن والطريق الوسط وتحمل الصعاب، والصبر على المكاره، والتمسك بالفضيلة فى كل الأحوال..
    وهكذا نفهم الصين اليوم وغدا.. حين نحسن فهم تعاليم ومبادئ كنفوشيوس وهى روح الصين التى لن تذوب فى محيط العولمة..
                  

العنوان الكاتب Date
سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-02-08, 01:03 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! تيسير عووضة04-02-08, 01:06 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-03-08, 11:14 AM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-05-08, 12:52 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-09-08, 12:40 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-10-08, 08:16 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-10-08, 09:41 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-13-08, 11:37 AM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-14-08, 11:17 AM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-15-08, 01:25 PM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-15-08, 01:53 PM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! malamih04-16-08, 07:01 AM
            Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-16-08, 02:05 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-16-08, 01:30 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-17-08, 08:21 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-19-08, 01:26 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-20-08, 12:35 PM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-21-08, 10:55 AM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-22-08, 02:04 PM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-23-08, 10:55 AM
            Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-24-08, 09:41 AM
              Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-27-08, 12:02 PM
                Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-28-08, 11:42 AM
                  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-29-08, 03:00 PM
                    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-01-08, 08:20 AM
                      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-02-08, 02:35 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-02-08, 02:44 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-03-08, 02:02 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-06-08, 12:32 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-30-08, 07:43 PM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-10-08, 08:11 AM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-11-08, 09:21 AM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-12-08, 09:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de