سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 10:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2008, 09:41 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! (Re: adil amin)

    الصين فى القرن ال》21《


    فى المؤتمر الدولى الكبير الذى عقد فى بكين عن》الصين فى القرن الحادى والعشرين《كما ذكرت طرح للمناقشة موضوع مستقبل علاقات الصين مع العالم، فكان رأى الدكتور جاكيز سانترميب رئيس وزراء لوكسمبرج السابق ورئيس المفوضية الأوربة السابق، أن علاقات الصين مع أوربا ومع العالم سوف تشهد طفرة كبيرة فى السنوات القادمة، وقد مرت 25 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين الاتحاد الأوربى والصين، ومنذ سنة 1975 حدث تحول كبير فى مسار العلاقات بينهما، وزادت العلاقات بين الصين وأوربا بسرعة أكبر مما كان أى إنسان يتوقعها، والآن والوحدة الأوربية وصلت إلى مرحلة جديدة، فالعملة الأوربية (اليورو) ابتداء من يناير 2002 هى التى يتعامل بها كل مواطن فى 12 دولة أوربية، والقوانين ونظم القضاء والشئون الداخلية قطعت شوطا نحو التوحد أيضا، وأصبحت الوحدة السياسية هدفا ممكنا كذلك، وأوربا الموحدة تمثل قوة سياسية واقتصادية، وفى نفس الوقت تمثل سوقا كبيرة بالنسبة للمنتجات الصينية، ومع سياسة الانفتاح فى الصين فإن الاستثمارات الأوربية تتدفق عليها لما فيها من مزايا وتسهيلات، فالصين الآن هى الدولة رقم (7) من الدول الكبرى فى التجارة الدولية وأمامها فرصة للتقدم أكثر، كما أصبحت الدولة الجاذبة للاستثمارات حتى إنها الآن الدولة الثانية للاستثمار الأوربى، وأصبحت شريكا أساسيا لأوربا فى الاقتصاد، وإنتاج التكنولوجيا الحديثة وخاصة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والطاقة، وقد أصبحت عضوا فى منظمة التجارة العالمية وهى مؤهلة لدخول السوق العالمى كلاعب رئيسى.. ومنذ بدأت سياسة الانفتاح عام 1978 زادت تجارتها مع دول الاتحاد الأوربى 12 مرة، وفى العام الماضى قرر الاتحاد الأوربى اعتبار الصين الدولة الأولى فى الاستثمارات الخارجية المباشرة، وجاء ذلك نتيجة التطور الكبير الذى حدث فى الصين.. فقد تطورت الأفكار، وتطورت فلسفة العمل، وأسلوب الإدارة، وتغيرت المدن الصينية تغيرا مذهلا وأصبحت شاهدا على قدرة الصين على الوصول إلى مستوى الدول الكبرى، فالعاصمة بكين الآن غير بكين منذ سنوات قليلة.. كل شىء فيها يتغير.. وبهذا العالم على أرضها فإنهم يجدونها دولة أخرى غير التى عرفها العالم، وستأخذ مكانها فى الصدارة بين الدول الكبرى وسيزداد وجودها وتأثيرها فى الاقتصاد العالمى.
    ***
    التقدم الاقتصادى والاجتماعى الذى تحقق فى الصين فى العشرين سنة الماضية كان تقدما هائلا، لم تحقق مثله أية دولة أخرى فى العالم، ونجحت فى فتح مجالات الاستثمار أمام رجال الأعمال الأوربيين بعد أن تأكد أن التطور، والتقدم، والتنمية، أصبحت مبادئ ومفاهيم مستقرة فى عقلية القيادة السياسية وفى عقلية المنفذين للسياسات والمسئولين عن التعالم المباشر مع المستثمرين، وتعمقت جذور هذه المفاهيم فى الثقافة، والسلوك وفى شخصية المواطن الصينى، وأصبح لدى الصين الأيدى العالمة المدربة التى تعمل بنشاط وبكفاءة لا تجدها فى دول أخرى.
    والصين فى نفس الوقت- ليست شريكا سهلا بالنسبة لأوربا، وفهناك عقبات قائمة بينهما، وأول هذه العقبات أن النظام السياسى فى الجانبين مختلف، وتثير أوربا- مع أمريكا- قضايا الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتتحدث عن الدكتاتورية فى حكم الصين. بينما ترى الصين أنها بحكم تاريخها وميراثها الثقافى، وتحت ضغط التهديدات الخارجية الدائمة على مدى التاريخ، ولاتساع رقعتها، وعدد سكانها الهائل، ووجود قوميات ولغات وديانات متعددة، تطبق النظام الذى يتناسب مع ظروفها، كما ترى أن هناك من يعمل من وراء ستار الحريات لتغذية الاتجاهات الانفصالية فى بعض المناطق.. هذه الظروف الخاصة بها تفرض عليها نظاما سياسيا مختلفا عن النظام السياسى فى أوربا وأمريكا.. وترى أن التعاون الاقتصادى والتجارى والسياسى بين الدول لا يشترط أن يكون هناك نظام سياسى واحد للجميع.. فهناك خصوصية لكل شعب يجب أن تكون موضع احترام من الآخرين، وهناك هوية وثقافة وطنية وقيم مميزة لكل أمة، وهناك أيضا مصالح لكل دولة من حقها أن تحافظ عليها.. وكل ذلك يعنى أن الدخول فى العولمة ممكن بدون الضغط على الدول لكى يذوب كيانها وشخصيتها وتصبح مثل الآخرين.. ومن الذى يقول إن هناك ثقافة أفضل من ثقافة، أو حضارة أفضل من حضارة، حتى تتخلى الدول عن ثقافتها ومقومات حضارتها، وتغرس مجموعة قيم ومبادئ أخرى نجحت فى دول، وقد لا تجد النجاح فى غيرها لأنها قيم ومبادئ غربية على شعوبها.. باختصار الصين حريصة على أن تأخذ بنظام الاقتصاد الحر، ولكنها مصممة على ألا يكون تكرارا للنظام الرأسمالى الأمريكى أو الأوربى، وترفض الأخذ بوصفة جاهزة للتنمية والتقدم الاقتصادى، وترى أنها تستطيع》تفصيل《نظام اقتصاد حر له خصائص تناسب ظروفها وأوضاعها.
    ***
    الصين حريصة على إقامة علاقات اقتصادية مع الولايات المتحدة، وحريصة أيضا على عدم التصادم معها، لكى توفر لنفسها مناخ الهدوء والاستقرار والأمن لتتفرغ لتنفيذ مشروعها الكبير لإعادة بناء الصين الحديثة، القوية، والقادرة على أن تقف فى العالم كقوة لها وزنها المؤثر اقتصاديا وسياسيا.
    والصين على وعى بأن الربع الأخير من القرن الماضى شهد ظاهرة جديدة، هى العولمة، وهذه العولمة فرضت تغيرات سياسية واقتصادية وتكنولوجية، وأصبحت مفروضة على الجميع، ومن يرفض الدخول فى العولمة سيصبح على هامش العالم ويتخلف أكثر وأكثر وربما ينتهى بته الحال إلى الموت أو إلى حال قريب من الموت، فالملعب الدولى لن يدخله إلا من هو مستعد للعولمة ومؤهل للتعامل معها كشريك وليس كتابع، وهى لذلك مدركة أن العولمة فرضت وجود أوربا جديدة، وكذلك تفرض وجود صين جديدة، وتفرض العولمة علاقات من نوع جديد بين الدول، وقبول إزالة الحدود والحواجز.. فى الصين يدركون أن العولمة غيرت كثيرا من المفاهيم ومن معانى الأشياء وهم مستعدون لذلك.
    ***
    وفى رأى الدكتور جاكيز أن الصين وأوربا يمثلان جزءا من المشكلة والحل للقضايا الكبرى الإقليمية والعالمية، ومن مصلحة أوربا أن تساند الصين فى خطواتها لتصبح دولة قوية ومنفتحة على العالم، ومن مصلحتها كذلك زيادة التعاون مع الصين بعد أن تم وضع الإطار القانونى سنة 1975 لعلاقة الصين مع الاتحاد الأروبى وتنظيم التجارة بينهما وهى الأساس الذى تنمو به العلاقات بينهما فى السنوات القادمة، وهناك اتفاق على ضرورة اشتراك الصين فى كل حوار سياسى مع المجتمع الدولى، وأن دخول الصين فى المجتمع الدولى سيزداد بعد انضمامها إلى عضوية منظمة التجارة العالمية، وبعد إتمام التحولات الداخلية فيها التى بدأت منذ سنوات، والحوار السياسى بدأ فعلا بين الصين وأوربا سنة 1994 عن طريق مبعوثين ورسائل متبادلة، وعقدت قمة صينية أوروبية فى لندن سنة 1998 كانت علامة مميزة على طريق العلاقات، وكذلك كانت القمة الأخيرة فى بكين فى أكتوبر 2000 خطوة لزيادة التعاون. وهكذا تسير العلاقات على أساس الحوار والتفاهم الدائمين.. وعقد أول اجتماع بين الصين والمسئولين عن الترويكا فى نوفمبر 2000 فى بكين، وهكذا فإن المسافة بين أوربا والصين أصبحت قصيرة جدا.
    وبعد أن وقعت الصين على الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وتوصلت إلى ما تريده لتحقيق مصالحها من هذا الانضمام واستغرقت المفاوضات 15 عاما، وبهذا الانضمام وفقا لشروط الصين – انفتحت أمامها الفرص أكثر للحصول على مساعدات تكنولوجية، وميزات فى التجارة والاستثمار، ووقعت اتفاقية للتعاون العلمى والتكنولوجى مع الاتحاد الأوربى، وتم الاتفاق على أن تتلقى الصين من أوربا مساعدات لتنفيذ برامجها الجادة لحماية البيئة، ومواصلة التنمية الاقتصادية، وإعادة البناء الثقافى والاجتماعى.. وشملت اتفاقية التعاون تلقى الصين مساعدات لمشروعاتها للتدريب والتنمية فى المناطق الريفية، وفى هذا العام سيناقش المرلمان الأوربى زيادة برامج التعاون بين دول أوربا والصين فى المدى القصير والمتوسط.
    الاتحاد الأوروبى يعتبر أن علاقاته مع الصين ستكون لها الأولوية فى القرو الحادى والعشرين، ولذلك تعقد القمم دوريا، ويلتقى وزراء خارجية أوربا والصين باستمرار، والاتصالات قائمة ودائمة مع الرسميين فى مقر الاتحاد الأوربى فى بروكسل ومع بكين، وكذلك مع نيويورك وجنيف، وهكذا فإن الصين حاضرة ومشاركة فى كل القضايا الكبرى فى العالم وسيزداد هذا الدور فى خلال هذا القرن الجديد.
    ***
    ويبدو أن الصين نجحت فى تحسين علاقاتها مع روسيا إلى الدرجة التى جعلت رئيس البرلمان الروسى لسابق ف.ب.بوكين يقول فى المؤتمر إن علاقات روسيا والصين الآن فى أحسن أحوالها، وإن الخبرة التى اكتسبتها الدولتان فى العشرين عاما الماضية أكدت لها أن الطريق الصحيح هو صياغة علاقات جوار عل أسس تحقق مصالح وأهداف الدولتين.. وبهذا المفهوم استطاعت الصين وروسيا بناء الثقة وإنشاء آليات للتفاهم بينهما، وروسيا تقف إلى جانب الصين فى مطالبتها بتوحيد الوطن واستعادة تايوان، وستكون العلاقات بين البلدين فى القرن الحادى والعشرين قائمة على تعاون أكبر تجاه السياسات الدولية والعولمة والنظام الاقتصادى العالمى.. وقد وقعت روسيا والصين اتفاقية مشتركة للتعاون، وهذه الاتفاقية ليست موجهة ضد أية دولة أوتجمع دولى، وهى التى مهدت لتوقيع 6 اتفاقيات اقتصادية مهمة فى الفترة الأخيرة، منها اتفاقية نقل بترول سيبريا إلى الصين.. وهناك مجالات جديدة اكتشفتها الصين وروسيا معا لتحقيق مصالحهما معا فى قرن جديد ليس لدى أى منهما رغبة أو نوايا للتصادم أو الصراع بعد أن انتهت الأسباب لذلك.
    ***
    ومع اليابان واضح أن الصين تجحت أيضا فى إقامة علاقات جديدة تتجاوز الصراعات والحساسيات التى ملأت نفوس الصينيين بالمرارة تجاه اليابان.. وقد عبر عن ذلك فى المؤتمر رئيس وزراء اليابان السابق كيفو توشيكى فقال إنالصين الآن وصلت إلى مرحلة الاستقرار والانطلاق الاقتصادى، وهى جادة فى الحرص على السلام مع جيرانها ومع كل دول العالم لكى تتفرغ لتنفيذ مشروعها للتنمية والتحديث وإعادة البناء، وهذا المشروع من أهم دواعى التعاون بين الصين واليابان. ولذلك تجاوزت العلاقات بين البلدين كثيرا من الصعوبات فى العشرين سنة الماضية وأصبحت فى القرن العشرين علاقات صداقة وستزداد هذه الصداقة ومجالات التعاون فى القرن الحادى والعشرين، ومن صالح البلدين، بل من صالح آسيا كلها أن يظل الاستقرار والسلام والصداقة فى علاقات الصين واليابان. وهما أهم دولتين فى آسيا، وسياسة الانفتاح وإعادة البناء فى الصين تفتح أمامها الأبواب لإقامة علاقات أقوى مع دول آسيا كلها.
    وقال رئيس الوزراء اليابانى السابق: إن القرن الحادى والعشرين سيكون قرنا آسيويا، فقاطعه المستشار الألمانى السابق هيلموت كول صائحا: لا.. القرن الحادى والعشرين سيكون قرنا أوربيا.
    وكانت هذه نقطة الخلاف الكبرى فى مناقشات المؤتمر. هل سيكون القرن الجديد قرنا آسيويا أو أوربيا.. بينما تؤكد أمريكا أنه سيكون قرنا أمريكيا! أما العلم العربى فلم يقل شيئا!
    ***
    وكانت وجهة نظر الدكتور بطرس غالى حين تدخل فى المناقشات أن الصين تؤسس علاقاته مع العالم على مبادئ التعايش السلمى مع الآخرين، وتنفذ ما تعلنه من أن على كل دول العالم أن تطوى صفحة الماضى، وتنتهى من حل مشكلات العلاقات القديمة من بقايا مرحلة الحرب الباردة وعقلية الصراع الدولى، لكى يستقر فى العالم مفهوم جديد للأمن لا يقوم على تحقيق الأمن لدولة أو مجموعة دول على حساب تهديد أمن الآخرين، ولكن يقوم على تحقيق الأمن للجميع وينتهى معه سباق التسلح.
    وفى رأى الدكتور بطرس غالى أيضا أن الصين جادة وصادقة فى دعوتها إلى تعاون اقتصادى بينها وبين دول العالم قائم على التكافؤ واحترام مصالح كل دولة.. نظام اقتصادى عادل.. يساعد على تضييق الفجوة بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة، وهى فجوة هائلة.
    كذلك فى رأى الدكتور بطرس غالى أن الصين قادرة على المدى البعيد على أن تسهم مساهمة كبيرة فى إقرار الأمن والسلام فى آسيا وفى العالم، وهذا سيتلزم بناء الثقة، وحسن النوايا من جميع الدول، والعقبة أمام هذا الهدف هى الاستمرار فى التسابق على إنتاج وامتلاك المزيد من الأسلحة، وأن التسابق على اختراع وإنتاج الأسلحة يمكن أن يهدد السلام فى العالم ويعيد العالم إلى مرحلة التوتر والصراع وسباق التسلح ولن يكون ذلك لصالح معظم الدول التى تريد أن توجد طاقاتها وأموالها للتنمية وتحسين معيشة شعوبها.
    ***
    كذلك كان رأى رئيس وزراء استراليا السابق بوب هوك أن الصين قوة واعدة صاعدة.. وقال: بعد انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 وانهارت معه علاقات أمريكا مع آسيا، وقلت إن أمريكا ستواجه مخاطر فى آسيا وخصوصا مع الصين. وقلت إن أمريكا أصبحت القوة العظمى الآن، والعدو الجديد لأمريكا بعد الاتحاد السوفيتى سيكون الصين، ورأيت أن التجمع ضد الصين تقوده أمريكا ويغذيه الإعلام الأمريكى. وفى سنة 1996 كتب البروفيسور هنرى روين الأستاذ مجلس المخابرات القومى، يقول:》إن هناك علامات لا تخطىء عن تغيرات إيجابية فى الصين، وخصوصا فى ثلاثة مجالات أساسية: الديمقراطية، وسيادة القانون، وحرية الإعلام، وإن هذه التغيرات الإيجابية لم يلحظها الأمريكيون ويلاحقها الإعلام الأمريكى بالهجوم، ويظهر ذلك فى الصحف والمجلات الخمس الكبرى فى أمريكا: نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، وواشنطن بوست، وتايم، ونيوزويك، وفى الفترة من يونيو 1991 حتى يونيو 1996 نشرت 356 مقالة ضد الصين سواء عن اختراقات فى حقوق الإنسان والحريات، أو عن تزوير فى الانتخابات المحلية، أو عن اختراق القانون وعدم احترام السلطات له، أو عن تقييد حرية التعبير فى وسائل الإعلام، فكيف يستطيع الإنسان تفسير هذه التغطية المكثفة فى اتجاه واحد؟.
    وقال رئيس وزراء استراليا السابق: لقد أتيح لى ان ألتقى بالبروفيسور روين فى جامعة ستانفورد فى العام الماضى وسألته هل ما زال يرصد هذا الاتجاه العدائى للصين فى الصحافة الأمريكية فقال لى إن الإعلام الأمريكى لا يتناول ما يخص الصين بحياد وما زال منحازا.
    وقال رئيس وزراء استراليا السابق أيضا: فى عام 1999 أجرى معهد هاريس للرأى العام فى الولايات المتحدة استطلاعا للرأى أظهر أن 63% من الأمريكيين الذين شاركوا فى الاستطلاع يرون أن الصين ليست دولة صديقة بل هى عدو لأمريكا، وقال رئيس الوزراء إن الإدارة الأمريكية الحالية لا تفعل شيئا لتغيير هذا المفهوم السائد فى الرأى العام الأمريكى بتأثير الإعلام، ورصد ثلاثة أحداث وقعت فى عام 2001 أكدت صورة الصين كعدو فى أذهان الأمريكيين، الأول هو حادث طائرة التجسس الأمريكية على الصين التى أوقعتها الصين فى الأسر، والحدث الثانى هو إصرار إدارة الرئيس بوش على إقامة نظام صاروخى بما ينطوى عليه من تهديدات للصين ويدعم فكرة أنها العدو، والحدث الثالث هو إعلان الرئيس بوش ان الولايات المتحدة سوف تتخذ كل الإجراءات لحماية تايوان، وهو بذلك يعلن معارضته لسياسة الصين فى ضم تايوان ويهدد بالوقوف ضد الصين إذا حاولت استخدام القوة لضمها.. هذه الأحداث تدل على اتجاه أمريكى متشدد واحتمالات نشوب صراع بسبب تايوان.. والإدارة الأمريكية تتجاهل تاريخ علاقاتها مع الصين فى السبعينات، وقع الرئيس الأمريكى نيسكون فى شنغهاى على وثيقة تقر فيها الولايات المتحدة بأنها تعترف بأن كل الصينيين فى تايوان لهم حق البقاء، وأن تكون دولة الصين موحدة، وأن تايوان جزء منها. ولن تعارض الولايات المتحدة على ذلك.
    ومشكلة تايوان هى التى تقف بين أمريكا والصين الآن، مع أن تايوان كانت دائما جزءا من الصين بالقانون الدولى فى إعلان القاهرة عام 1943، وأكدت ذلك إعلان بوتسدام عام 1945، وإن كان الشيوعيون بقيادة ماوتسى تونج حين أقاموا جمهورية الصين الشعبية عام 1949 لم يذكروا وضع تايوان، ولكن ذلك لا يغير من الوضع شيئا، وماذا كان يمكن أن تفعله أمريكا لو أن ماو استولى على تايوان بالقوة؟ والولايات المتحدة يجب ألا تقاوم توحيد الصين، والصين من جانبها تتولى إدارة هذه القضية بالعقل والصبر والهدوء الذى يتميز به الصينيون. والصين تعلن كل يوم أنها لن تلجأ إلى القوة، وأنها ستظل متمسكة بحقها فى ضم تايوان عن طريق المفاوضات والحل السياسى، ولكن الولايات المتحدة تحتاج عادة إلى وقت طويل إلى أن تصل إلى الحل الصحيح، كما فعلت فى مشكلتها الداخلية الكبرى بإقرار المساواة فى الحقوق المدنية للأمركيين السود!
    وقد سجل بيتر بوتيلير رئيس بعثة البنك الدولى فى الصين فى تقرير له أن معدلات وفيات الأطفال فى الصين قلت إلى درجة أن الطفل الذى يولد فى الصين الآن لديه فرصة أفضل للحياة والرعاية من الطفل الذى يولد فى واشنطن ونيويورك! ويغفل الأمريكيون أن برنامجهم لسباق التسلح فى مرحلة الحرب الباردة كان على حساب تخفيض ميزانيات الرعاية الصحية والخدمات وكانت النتيجة موت 40 ألف طفل أمريكى سنويا نتيجة لذلك، ولو كانت أمريكا وفرت ميزانيات التسلح لرعاية شعبها لما فقدت كل هذه الآلاف من الأطفال، وهذا هو الدرس الذى يجعل الصين ضد سباق التسلح، وضد إثارة الصراعات المسلحة، لأن ذلك يعطل تنفيذ سياساتها لتحسين مستوى معيشة شعبها وتحديث الصناعة والتعليم، والنتيجة أن الصين نجحت فى الحد من الفقر وتعمل على استكمال هدفها فى تنمية المناطق المتخلفة وهى تحتاج إلى أموال كثيرة ليس من الصواب تبديدها على التسلح والصراعات.
    ***
    وهيلموت كول المستشار الألمانى السابق قال فى المؤتمر: نحن الآن فى علم متعدد الأقطاب.. وعلى الولايات المتحدة ان تدرك ذلك، وتتعود على العيش فى عالم فيه قوى أخرى مع الولايات المتحدة مثل أوربا، والصين، وروسيا، والهند، وعليها ان تدرك أن الاتحاد الأوربى لن يصبح قوة عالمية عظمى تنافس أمريكا، ولكنه سيصبح شريكا لأكريكا ولروسيا وللصين، وستعمل على تحقيق القوة، والاستقرار، الديمقراطية فى أوربا مع التقدم الاقتصادى والتكنولوجى.
    وقال: إن السوق الآسيوية تزداد أهمية للدول الأوربية، وكذلك تزداد أهمية السوق الأوروبية بالنسبة لآسيا، وبالنسبة للاتحاد الأوربى أصبحت آسيا ثانى أكبر سوق بعد أكريكا الشمالية، وحجم الصادرات من دول آسيا فيما عدا اليابان تمثل 30% من حجم ما تستورده أوربا، وسوف يزداد فى المستقبل، والصين مستمرة فى تحقيق معدل نمو كبير بالنسبة لدول العالم، يتراوح بين 7% و9% ، وفى السنوات الأخيرة تحقق نمو كبير فى تجارة الصين العالمية وخاصة مع أوربا.
    وقال كول: إن التنمية الاقتصادية فى الصين ستواجه صعوبات، فيما يتعلق بدور الدولة وتدخلها فى الاقتصاد وإعادة البناء، وقد بدأت الصين فى التوسع فى الاعتماد على القطاع الخاص منذ سنة 1999، وهذه السياسة ستساعد على زيادة التنمية الاقتصادية وتحرير الاقتصاد والاستثمار من القيود الحكومية.
    ***
    وحين جاء الدور للحديث عن》الصين فى عيون المصريين《تحدث الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية (وهو تجمع غير حكومى) فقال إن الصين- مثل مصر- كلاهما دولة ذات حضارة قديمة، ولكن لم يتم التواصل بينهما إلا فى وقت متأخر، وفى الوقت الحاضر هناك فرص كثيرة لزيادة العلاقات خاصة بعد أن أرست قمة مبارك وزيمن فى أبريل 1999 أسس التعاون الاستراتيجى بين البلدين، وقد كانت مصر سباقة فى إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين، ونحن نعرف أن الصين ليست لديها نوايا للسيطرة أوالهيمنة وراء مساعداتها للدول النامية، والمعونات الاقتصادية والفنية التى تقدمها غير مشروطة بأى شروط سياسية، وأكبر مثال على ذلك إقامتها خط السكة الحديد فى تنزانيا دون مقابل.
    وتجربة الصين فى الانفتاح والتنمية الاقتصادية تمكن لنا الاستفادة منها فى مصر، وفقد حققت أعلى نسبة نمو فى العالم، وبلغت تجارتها الخارجية، والاستثمارات الأجنبية المباشرة فيها، والاستثمارات المشتركة أرقاما لم تحققها أى دولة أخرى فى العالم، والقادة الصينيون يقولون بالتواضع الصينى الشهير- إن الصين ستصبح قوة متوسطة خلال الخمسين عاما القادمة، بينما معدل النمو الحالى فى الصين يجعلها قوة عظمى وليست قوة متوسطة ودخولها فى منظمة التجارة العالمية سيؤهلها لتصبح الدولة الثامنة بين الدول الصناعية الكبرى.. ستصبح الصين فى القرن الحادى والعشرين قوة اقتصادية كبرى.. وقوة عسكرية.. ووفقا لاستراتيجية الصين فإن هذه القوة العسكرية لن تكون قوة هجومية أو توسعية ولكنها ستظل فى إطار السياسة الصينية قوة دفاعية. وتجربة التفجير النووى الذى قامت به الصين عام 1964 كان إيذانا بدخولها فى عصر التقدم التكنولوجى والبحث العلمى، ودليلا على نجاحها فى كسر الحواجز المفروضة من الدول المتقدمة عليها وعلى الدول النامية لمنع امتلاكها للتقدم التكنولوجى، وبعد أن حققت الصين تقدمها التكنولوجى فإنها لا تحتكر لنفسها هذا التقدم، وتقدم مساعدات تكنولوجية مهمة للدول النامية وبذلك تجد الدول المتخلفة فى القرن الجديد فرصة لتعويض مافاتها بسبب أنانية الدول الكبرى.
    وقال الدكتور شاكر: إن امتلاك الصين للسلاح النووى لا يمثل تهديدها لأحد، ولكنه قوة حماية وردع أكثر.. والصين تقاوم مشروع حائط الصواريخ الأمريكى لأنه يعيد العالم إلى سباق التسلح.. والصين لها الحق فى ضم تايوان كما عادت إليها هونج كونج ومكاو وفقا لمبدأ وطن واحد ونظامين اقتصاديين. والصين لها دور فى استقرار وأمن قارة آسيا، وهى تعمل على تحسين علاقاتتها مع دول القارة.. اليابان.. والهند.. وكوريا.
    والعالم لن يشعر بالأمن ولن يطمئن على المستقبل فى وجود قوة وحيدة تسيطر على العالم ولديها نوايا للهيمنة وتريد فرض إرادتها وإخضاع الجميع لتحقيق مصالحها.
    العالم يشعر بالأمن والاستقرار حين يصبح فى العالم قوى متعددة، ولذلك فإن من مصلحة كل دول العالم أن تصبح الصين قوة عالمية فى عالم متعدد الأقطاب لكى ينتهى عصر القطب الواحد.
                  

العنوان الكاتب Date
سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-02-08, 01:03 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! تيسير عووضة04-02-08, 01:06 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-03-08, 11:14 AM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-05-08, 12:52 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-09-08, 12:40 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-10-08, 08:16 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-10-08, 09:41 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-13-08, 11:37 AM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-14-08, 11:17 AM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-15-08, 01:25 PM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-15-08, 01:53 PM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! malamih04-16-08, 07:01 AM
            Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-16-08, 02:05 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-16-08, 01:30 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-17-08, 08:21 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-19-08, 01:26 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-20-08, 12:35 PM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-21-08, 10:55 AM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-22-08, 02:04 PM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-23-08, 10:55 AM
            Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-24-08, 09:41 AM
              Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-27-08, 12:02 PM
                Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-28-08, 11:42 AM
                  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-29-08, 03:00 PM
                    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-01-08, 08:20 AM
                      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-02-08, 02:35 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-02-08, 02:44 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-03-08, 02:02 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-06-08, 12:32 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-30-08, 07:43 PM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-10-08, 08:11 AM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-11-08, 09:21 AM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-12-08, 09:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de