سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2008, 10:55 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! (Re: adil amin)

    كيف يفكرون؟
    كان أول انطباع بعد هبوطى إلى مطار بكين، ومشاهداتى فى الطريق، وما رأيته وسمعته فى التليفزيون وفى لقاءاتى مع عدد من المسئولين وغير المسئولين أن كل شىء فى الصين يتغير.. الناس.. والعقول.. والأفكار.. وأسلوب الحياة.. وطريقة التفكير.. والمبانى.. والتطلعات.. والجامعات.. ومراكز البحوث.. كل شىء يتغير.. ولم أجد أماى سرى أن أتخلى عن كل ما كان فى رأسى من معلومات وأفكار عن الصين، وأبدأ من جديد فى فهم حقيقة ما يجرى فى هذا البلد الذى يحقق قفزات مذهلة.. وينظر أمامه بمنتهى الثقة.. ويتحرك إلى الأمام تمنتهى القوة.. وبمنتهى التواضع والواقعية أيضا..
    وفى قاعة الشعب الكبرى (البرلمان الصينى) كان موعدى على العشاء بدعوة من السيد لى قوى شيان نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى، وهو أحد القادة الكبار للحزب الشيوعى الذى يتولى قيادة الصين، ونائب رئيس مجلس الشيوخ أو مجلس الشورى ويسمونه المجلس الوطنى لنواب الشعب، وهو منصب رفيع يجعل صاحبه فى دائرة صنع القرار، وهو أيضا رئيس جمعية التفاهم الدولى التى تعمل على ربط الصين بالعالم.
    وفى القاعة الكبرى – قبل العشاء – دار حوار طويل استغرق ساعتين، ثم امتد بعد ذلك على العشاء لأكثر من ساعة.
    فى البداية قال لى قوى شيان: عندنا مثل صينى يقول: 》إن الناس فى الخارج يعرفون عنك أكثر مما تعرف عن نفسك، ويرون ما يجرى حولك أكثر مما ترى《، وقد رأيت كثيرا من الأماكن، وقابلت كثيرا من الناس، ولأننا نعيش هنا فإننا لا نرى ما يراه الآخرون الذين يأتون من الخارج.. وفى كل مرة ألتقى فيها بأصدقاء أجانب أسألهم: ماذا رأيتم فى الصين؟.. وما رأيكم فيما رأيتم؟.. فما رأيك أن نبدأ اللقاء بهذا السؤال؟
    قلت: إن انطباعاتى عما رأيت أن الصين بلد المستقبل، وأنا شخصيا مذهول من أنكم حققتم كل هذه الإنجازات فى الصناعة والتكنولوجيا، وفى الاقتصاد، والتصدير، وفى التعليم، وفى بناء المدن والطرق والكبارى والمطارات.. أنتم تحققون معجزة فى زمن قصير.. لم تمض سوى عشرين عاما ولكن أرجو أن تسمح لى أن أسأل أنا، وبعد ذلك لك أن تسألنى كما تشاء.. لأنى صحفى.. وعملى أن أسأل.. وسؤالى الأول: كيف استطعتم أن تجمعوا بين النظام الاشتراكى، وسياسة الانفتاح واقتصاد السوق؟ كيف أمكنكم حل هذه المعادلة الصعبة؟
    قال: هذا يرجع إلى ظروف الصين، فقد قامت جمهورية الصين الشعبية عام 1949 وكان عدد السكان فى ذلك الوقت 500 مليون نسمة تقريبا، وعلى وجه الدقة كان العدد 470 مليون نسمة، وكان الإنتاج الزراعى لا يكفى لإطعام هذا العدد، وكانت الحرب قد دمرت الهياكل الصناعية الأساسية، فكان إنتاجنا من الحديد محدودا لايتجاوز 300 ألف طن، وكان المجتمع الصينى شبه إقطاعى، ولم يصل بعد إلى المجتمع الرأسمالى، وحتى ذلك الوقت لم يكن فى الصين قوانين وتشريعات تنظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتحدد الحقوق والواجبات.. هكذا كان الحال حين قامت الجمهورية عام 1949.. وبعد قيام الجمهورية لم يكن أمامنا إلا أن نعمل على نقل القوانين والتشريعات الاقتصادية والإدارية من الاتحاد السوفيتى، وأن نطبق نظاما اقتصاديا مركزيا، بحيث أصبحت جميع الموارد ووسائل الإنتاج خاضعة لإشراف وسيطرة الدولة.. وسيطرة الدولة على الأسعار.. وكان الدخل القومى منخفضا لا يكاد يكفى لتوفير الطعام لكل المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.. ولذلك ألقيت أعباء كثيرة على كاهل الدولة.. وكان الدخل الذى يحصل عليه العمال وغيرهم يكفى للغذاء فقط.. وكانت السلع والمنتجات تباع باسعار تحكمية بأقل من التكلفة.. وكان على الدولة أن تواجه مشكلة توفير الغذاء، والعمل، والسكن، والعلاج، وكافة الخدمات الضرورية لكل هذه الأعداد الكبيرة من البشر. ولم تسر عملية الإصلاح والبناء فى طريق مستقيم، ولكن توقفت حركة البناء والتقدم فى عام 1958.. فى هذا العام حدثت أخطاء كثيرة أدت إلى تدمير قوى الإنتاج، وإلى القضاء على معظم الغابات والأشجار لبيعها وشراء الحديد اللازم للبناء، وفى الفترة من عام 1966 حتى عام 1976، ولمدة عشر سنوات هى فترة الثورة الثقافية شهدت البلاد تدميرا لا مثيل له فى الاقتصاد، وانهيارا فى الأسعار وعاشت البلاد فى حالة شلل، حتى الجامعات والمدارس والمصانع توقفت.. وكان الانهيار شاملا.. وكان علينا أن نبدأ من جديد..
    ***
    وقال السيد لى قوى شيان:
    هكذا سارت الأمور.. لا يمكنك فهم ما يجرى فى الصين الآن دون أن ترجع إلى تاريخ الصين وإلى تجارب التقدم والتراجع.. ونحن نعتبر عام 1978 نقطة تحول فاصلة.. فى هذا العام بدأت أولى خطوات الإصلاح على يد الزعيم الراحل دينج شياو بنج الذى فكر فى كيفية مواجهة الحكومة لهذه الأوضاع السلبية بإجراءات محددة، خاصة بعد أن تبين أن النموذج الاقتصادى السوفتى لم يحقق الإنجازات المأمولة، وطرح دينج شياو بنج أفكاره عن الإصلاح القائم على اساس جديد، ونقطة الإرتكاز عنده كانت العمل والبناء الاقتصادى، وكان الطريق إلى ذلك هو الانفتاح على العالم، مع التمسك بالمبادئ الأساسية، ورغم أن الطريق لم يكن واضحا أمامه، ولكن ينج شياو بنج تعلم من التجربة لتصحيح المسار، وسار بحرص ودون تسرع لكى يتأكد أنه يسير على أرض صلبة، وليس معرضا للوقوع فى هاوية، وكان شعاره فى ذلك المثل الصينى الذى يقول: 》إن عليك وأنت تعبر النهر أن تتلمس الأحجار فى القاع《، والمعنى أن يتأكد أنه لن يسقط فى منطقة بلا قاع، وكان المبدأ الأساسى الذى سار عليه منذ بداية الثمانينات هو أنه لا يمكن بناء نظام رأسمالى بدون تخطيط، ولا يمكن بناء اشتراكية بدون سوق، وهكذا سارت الصين فى طريق يجمع بين نظام مركزية التخطيط الاقتصادى ونظام آلية السوق، وحددت الدولة مجالات لكل نظام منهما، واستمرت هذه المرحلة عشر سنوات، وحققت الصين خلالها زيادة ملحوظة فى الإنتاج، وفى نفس الوقت ظهرت سلبيات الانفتاح والحرية الاقتصادية، وأهمها ظهور الاحتكار، وظهور الطبقة الجديدة ذات الدخول المرتفعة والإنفاق الاستهلاكى، وبقيت ازدواحية النظام الاقتصادى.. نظام التخطيط المركزى ونظام التخطيط الإشادى أو التأشيرى، وازدواحية فى الأسعار.. سلع تخضع لسيطرة الدولة فى تحديد أسعارها، وسلع تخضع أسعارها لعوامل السوق، وهذه السلع فى مجالات محددة.
    وقال السيد لى قوى شيان وهو يشرح لى تطور التجربة الصينية: هكذا سارت الصين عشر سنوات.. نظامان فى الاقتصاد.. ونظامان فى الأسعار.. وكان لذلك جانب إيجابى وجانب سلبى، الجانب الإيجابى هو تحقيق نمو اقتصادى وزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته وإيجاد فرص عمل.. الجانب السلبى هو ظهور فئة اتخذت من اقتصاد السوق فرصة لتحقيق مكاسب كبيرة..
    وفى عام 1992 طرح بشكل رسمى إقامة نظام السوق الاشتراكى، والتخلى نهائيا عن نظام التخطيط المركزية، ومع وجود تخطيط سنوى لمجلس الدولة يقوم على دراسة مؤشرات واتجاهات السوق بصورة تنبؤية، وليس بالتخطيط المركزى الملزم، والخطة السنوية التى يعدها مجلس الدولة (مجلس الوزراء) تعرض وتناقش وتعتمد من مجلس نواب الشعب (البرلمان) وخلال هذه العملية تم التركيز على أمرين أساسيين:
    الأمر الأول: هو إصلاح هياكل المؤسسات، والفصل بين هذه المؤسسات والدولة، وبدأنا فى إعادة تنظيم الدولة، ففى سنة 1992 إلى 41 وزارة، ثم أنخفض العدد فى عام 1998 فأصبح 29 وزارة، وكان الهدف هو زيادة استقلالية العديد من الهيئات والمؤسسات، وتقوية وزارة الصناعة وتتبعها 8 هيئات للتكنولوجيا، ووزارة البتروكيماويات، ووزارة للإلكترونيات، وأصبحت المؤسسات مستقلة وتعتمد على نفسها فى الإدارة ولا تنتظر تعليمات أو موافقات، وتم إلغاء كل الوزارات ذات الطابع الإدارى، وكنت أنا مسئولا عن إتمام عملية إلغاء هذه الوزارات من سنة 1992 إلى سنة 1998 وكان هذا العمل صعبا للغاية، ولكن لم يكن ممكنا أن نطبق نظام السوق الاشتراكى بدون القضاء على سيطرة المركزية المتمثلة فى هذه الوزارات، وفى نفس الوقت عملنا على تقوية وزارة المالية، والبنك المركزى، وقد شغلت وظيفة محافظ البنك المركزى لسنوات، وكذلك ركزنا على تقوية مصلحة الضرائب، وامتدت هذه الإصلاحات فى الهياكل الإدارية للدولة إلى مستوى المقاطعات، والمحافظات، وكان الشعار هو المثل الصينى الذى يقول:》هذه ليست معابد وليست آلهة《، أى إن كل شىء يمكن إعادة النظر فيه.
    والأمر الثانى: الذى سرنا فى تحقيقه هو إقامة نظام تشريعى وقانونى قوى لتنظيم مجالات الإدارة والاقتصاد.. مثل قانون الميزانية وقانون المحاسبات، وقانون البنك المركزى، وقانون الشركات، وقانون البورصة وغيرها من القوانين التى وصل عددها إلى 80 قانونا تمثل نظاما قانونيا متكاملا.
    فى نفس الوقت ظلت الصين متمسكة بالميزة المهمة للاشتراكية وهى ملكية الدولة للمرافق والمجالات الرئيسية، أما المؤسسات الصغيرة فقد قمنا بعرضها للبيع أو التأجير ويمكن للأجانب شراء أسهمها، فالدولة تسيطر على السكك الحديدية، والاتصالات والمواصلات، وصناعات الحديد والصلب، والبتروكيماويات وتجارة الحبوب، واقتصاد السوق قائم فى نفس الوقت تحكمه القوانين وإشراف الدولة.. ولدينا الآن بورصة فى شنغهاى، وبورصة ثانية فى مدينة شنجن، ولكن الشرايين الأساسية فى الدولة تملكها الدولة.
    ***
    وقال السيد لى قوى شيان: هنا ظهرت المشاكل الناتجة عن آلية السوق، مثلا فى عام 1995 حدث تراجع فى نمو الاقتصاد، وكان النمو بالسالب، وزادت نسبة البطالة نتيجة زيادة عدد العمال الذين تم الاستغناء عنهم، وكان علينا تشغيل هؤلاء فى بناء المرافق الأساسية والبنية التحتية، وواجهنا أيضا مشكلة التضخم مرتين مرة فى سنة 1988، ووصلت نسبة التضخم إلى 18.5% والمرة الثانية فى سنة 1992 وصلت نسبة التضخم إلى 21%، وواجهت الدولة هذه المشكلة بخفض المصروفات، والقروض، والضرائب.
    وفى الحالتين كنا نطبق سياسة مالية إيجابية، فأصدرت الدولة سندات لجذب الأموال لبناء المرافق الأساسية مثل الطرق والسكك الحديدية.
    وما زال أمامنا أن نعمل لتحقيق التوازن والتكامل بين النظام الاشتراكى ونظام السوق المنضبط الذى نسميه نظام السوق الاشتراكى، وأمامنا أيضا تصحيح مسار بعض قطاعات القطاع العام التى تحقق خسائر، وأمامنا مشكلة زيادة أعداد المسرحين، وظهرت عندنا مشكلة جديدة هى أن الفوارق فى الدخل ازدادت واتسعت الفجوة وظهرت الطبقة الوسطى فى الصين.. ونحن فى مرحلة البحث عن أفضل الطرق لمواجهة هذه المشاكل..
    وفى الوقت الحاضر تهدف الدولة إلى المحافظة على تحقيق نمو اقتصادى سريع، وتطوير التشريعات المنظمة للاقتصاد، وتطوير نظام السوق الاشتراكى.
    وقال لى السيد لى قوى شيان: هكذا ترى أن الإجابة عن سؤالك ليست سهلة..!
    ***
    قلت: عندى سؤال آخر يتعلق بنظرتكم للنظام العالمى الجديد الذى يجرى تشكيله الآن.. كيف ترون هذا النظام العالمى الجديد؟.. وأين مكان الصين فيه فى تقديركم؟
    قال: نحن نرى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، واختفاء المعسكر الاشتراكى، وانتهاء الحرب الباردة، تسعى الولايات المتحدة إلى أن تكون القوة الوحيدة فى العالم، وتعمل على التدخل فى شئون الدول والإشراف على حركة النظام العالمى الجديد، ورغم أننى لست مسئولا عن الشئون الخارجية، فإننى أرى أن هذا شىء مستحيل، وقد أثبتت التجارب التاريخية أن استمرار وجود قوة واحدة أو قطب واحد فى العالم أمر مستحيل، ولا بد أن العالم سوف يتجه إلى نظام التعددية، حيث تتعدد مراكز القوة، وتتعدد الأقطاب، وهذا أمر ضرورى لتحقيق التوازن العالمى، والاستقرار، والتنمية، والسلام. والتنمية هنا خيار استراتيجى.
    قلت: وكيف ترون العولمة..؟
    قال: الحقيقة أن التطور الاقتصادى الذى شهده العالم حقق تطورا سريعا، بحيث أصبحت العولمة أمرا لا يمكن مقاومته، لأن ظاهرة العولمة ترتبط بالتطور، ويبقى أن نفكر ماذا تعمل الدول النامية؟ وأقول: إن عليها الدفاع عن مصالحها فى مواجهة الآثار السلبية للعولمة، خاصة وأن جبهة الدول المتقدمة متماسكة وتحافظ على مصالحها بقوة، مثلا صندوق النقد الدولى تسيطر عليه الولايات المتحدة، لأنها تملك 25% من الأسهم انخفضت الآن إلى 23%، والولايات المتحدة تعمل على السيطرة على هذا الصندوق، بحيث لا يمكن تمرير أى شىء بدون موافقة الولايات المتحدة، والدول الصناعية السبع الكبرى هى التى تتحكم فى الاقتصاد الدولى، وهى لا تكترث بمصالح الدول النامية، وعندما كنت أتولى منصب محافظ البنك المركزى كنت أحضر اجتماعات صندوق النقد الدولى، وقبل كل اجتماع كان وزراء المالية فى الدول الصناعية السبع الكبرى يعقدون معا اجتماعا ليقروا ما سينتهى إليه اجتماع الصندوق.. وهذا ما أراه.. قد يكون صحيحا، وقد يكون غير صحيح، وأرى أن الدول النامية عليها أن تركز قوتها ف التنمية وتطوير اقتصادها لكى تضيق الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة وتشارك فى الاقتصاد العالمى، وتتضامن فيما بينها، لأن التضامن يعطيها قوة.. وهذه رؤيتى من خلال مشاركتى فى مؤتمرات المنظمات الاقتصادية والمنتديات العالمية..
    ***
    قلت: والحزب.. الحزب الشيوعى هو الذى يحكم الآن.. ومع التغيرات الواسعة فى المجتمع الصينى اجتماعا واقتصاديا وسياسيا وتزايد النشاط الفردى.. هل يهدد ذلك الانضباط الذى يتميز به الحزب الشيوعى الصينى.. وباختصار ما هى رؤيتكم لمستقبل الحزب الشيوعى مع نمو الفردية واقتصاد السوق والطبقة الجديدة؟
    وقال السيد لى قوى شيان: إن الحزب الشيوعى الصينى تأسس منذ 80 عاما، وأنا عضو فيه منذ 40 عاما، وقاعدته الجماهيرية واسعة، ولديه القدرة على الاستمرار فى قيادة الشعب، والرئيس جيانج زيمن طرح فى الاحتفال بذكرى مرور 80 عاما على تأسيس الحزب ثلاث مهام رئيسية:
    أولها: تمثيل متطلبات التطور فى قوة الإنتاج الصينى، وثانيها: تمثيل الحضارة الصينية والاحتفاظ بالشخصية القومية، وثالثها: تمثيل المصالح الأساسية للأغلبية العظمى من الشعب الصينى، وهذا الاتجاه يلاقى الترحيب من الجماهير، ونجاح الحزب فى التعبير عن مصالح الجماهير هو ضمان استمراره وتطوره، ومن المهم أن ندرك أهمية عنصر القيادة، التى تمثل المحور لعمل ونشاط وتماسك الحزب، والقيادة هى قوة الدفع والتحرك، وهى التى تعمل على تعبئة الجماهير وراء الحزب، وقيادات الحزب فى الأجيال الثلاثة: ماوتسى تونج، وبنج، وزيمن جميعا على درجة عالية جدا من الكفاءة، وفى الحزب نظام دقيق الاختيار الكوادر والقيادات لأنها هى عنصر التجمع الشعبى حول الحزب، ولذلك فإن التصعيد يتم من القاعدة إلى القمة، وفى القاعدة الجماهيرية للحزب هناك التزام ونظام وآلية لمراقبة السلوك الحزبى لكل عضو، وفى الحزب أيضا نظام المراقبة الصارم لأداء العضو القيادى وكفاءته فى أداء المهام الحزبية التى تكلف بها، هذا النظام يتضمن إجراءات صارمة يتم اتخاذها ضد أى عضو قيادى فاسد، والحزب يحاسب، بكل حسم، العضو الذى يثبت عليه الفساد مهما كان موقعه، وعلى سبيل المثال تمت محاكمة نائب رئيس سابق للمجلس الوطنى لنواب الشعب وحكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم.. لاتهاون مع الفسا
    .. وفى نفس الوقت هنا نشاط وجهد لجذب عناصر جديدة صالحة.. وبذلك نضمن نظافة واستمرار تماسك الحزب.. واستمرار ثقة الجماهير فيه..
    وقال لى السيد لى قوى شيان: وأنت.. كيف ترى النظام العالمى الجديد..؟
    قلت: أنا أتفق معك فى أن الولايات المتحدة الآن هى الدولة الأقوى عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وهى الأكثر نفوذا وتأثيرا على دول العالم، وحتى على الاتحاد الأوربى، وفى نفس الوقت هناك قوى صاعدة فى الأفق العالمى، ومنها الصين، وأعتقد أنها سوف تحتل مكانا مؤثرا فى المستقبل القريب كقوة اقتصادية، ولكنى أخشى على مستقبل الدول الصغيرة النامية، خاصة أن النظام العالمى الجديد يعمل على إعادة رسم الخرائط وتغيير الحدود، وهناك شعوب تعانى من الجوع وشعوب تواجه الموت، ودول تختفى ودول على وشك الاختفاء، أفريقيا تتراجع، ولم يعد لمنظمة عدم الانحياز تأثير، ولا منظمة الوحدة الأفريقة ولا الجامعة العربية ولا حتى الأمم المتحدة.. وطوق النجاة الوحيد للدول النامية أن تتجمع لتصبح قوة يمكن أن يكون لها حساب فى عالم لم يعد يعرف إلا منطق القوة..
    ثم قلت: عموما ليس هدفى أن أعرض أفكارى.. هدفى أن أسأل.. وسؤالى كيف ترى الصين أزمة الشرق الأوسط.. وهل هناك تغير فى مواقفها المؤيدة لحقوق الفلسطينيين؟
    قال: لقد كان الرئيس عرفات فى الصين فى شهر أغسطس 2001، وأجرى معه الرئيس زيمن مباحثات، وكانت تصريحات الرئيس زيمن أثناء زيارة عرفات مؤكدة لاستمرار الموقف الصيني، وقد أعجبتنى كلمة الرئيس كاسترو فى مؤتمر مناهضة العنصرية فى دربان حين أعلن: أن على الدول المتقدمة تعويض الدول النامية عن نهب ثرواتها، وخاصة أفريقيا..
    قال السيد لى قوى شيان: وماذا يجرى فى مصر؟
    قلت: نحن أيضا مشغولون بالإصلاح الاقتصادى، وإعادة بناء الاقتصاد على أساس اقتصاد السوق، والخصخصة، ومشغولون كذلك بمشروعات التنمية الكبرى مثل مشروع توشكى، ومشروع تنمية سيناء، والمنطقة الحرة الجديدة شرق بورسعيد، وغيرها، وأعتقد ان الاستثمارات الصينية أمامها فرصة كبيرة للمشاركة فى هذه المشروعات.
    وقلت: سؤالى الأخير.. فى ظل انفتاح الصين على العالم.. ودخول أنماط جديدة للاستهلاك والسلوك والثقافة، هل يمكن أن يظل المجتمع الصينى محتفظا بطابعه القومى، وشخصيته المميزة، وعاداته، وتقاليده، أو سيتأثر بهذا الانفتاح ويخضع للتغيير، وتدخل فيه عناصر ومؤثرات غربية وأمريكية..؟
    قال: من خصائص الشعب الصينى أنه يحافظ على عاداته وتقاليده الراسخة، وكان ذلك هو السبب فى أن الصين حافظت على نفسها على مر السنين، وبلد مثل الصين له حضارة وثقافة قديمة ليس من السهل تغييرها، ولكن إذا انفتح الباب على مصراعيه على العالم، فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى مشكلات كبيرة.. مثلا الطعام الصينى يتميز بأنه خفيف ويعتمد على الخضراوات أكثر من اللحوم، ولذلك يتمتع الصينيون بالنشاط والحيوية والصحة وتقل فيهم الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويعيشون طويلا، ولكن بعد دخول ماكدونالدز وكنتاكى والأكلات الأمريكية السريعة الدسمة، والإعلانات عنها فى التليفزيون، شجع هذا الناس عل تناول هذه الأكلات، فبدأت تظهر أمراض القلب والشرايين والسمنة والسكر.. وبعد عشرين عاما سيكون التاثير أكبر اجتماعيا وصحيا..
    كذلك تأثرت الأسرة بالانفتاح.. فالعائلة فى الصين لها قوة.. الصغير يحترم كبير السن.. والجميع يهتمون اهتماما كبيرا بالأطفال والعلاقة بين الرجل والمرأة فيها توازن، وتطبق سياسة الزوجة الواحدة بشكل صارم.. ولكن حدث تغير.. ازدادت نسبة الطلاق.. بعض العائلات أصبح لها عائل واحد (الأب أو الأم) العائلة أصبحت تعنى بالأطفال أكثر من اللازم.. لأن النظام عندنا هو أن يكون لكل زوجين طفل واحد فقط، حتى نحافظ على تعداد السكان، وقد أصبحنا الآن أكثر من 1200 مليون نسمة.. ولكن ذلك أدى إلى أن الزوجين أصبحا يتعلقان بالطفل الوحيد تعلقا زائدا.. وكذلك يتعلق بهذا الطفل والدا الزوجة والدا الزوج.. والجدود أيضا.. فالطفل الواحد يجد 6 أفراد يهتمون به حتى أصبح الطفل فى الصين إمبراطورا صغيرا.. وهكذا حدث تغير، ولكن فى إطار المحافظة على الطابع القومى.
    ***
    قلت: أرى أن حركة البناء وتطوير المدن تسير بسرعة مذهلة.. وأرى فنادق كثيرة سوف تقام فى كل مكان..
    وقال السيد لى قوى شيان: منذ 40 سنة كان فى بكين فندق واحد، والآن فيها 300 فندق، وفى شنغهاى أكثر من 400 فندق وكذلك فى مدينة كوانجو.. ولكن هذا العدد لم يعد كافيا لمواجهة الزيادة فى أعداد السياح، ولذلك فنحن تنشئ فنادق جديدة، مشكلة بكين أن الهواء به نسبة تلوث وأتربة نتيجة الرياح المحملة بالرمال، وبكين حولها الجبال من ثلاثة جوانب، والسهل فى الجنوب فقط، ونحن نعمل على تحسين البيئة، وإنشاء طرق جديدة دائرية واسعة تكفى لتدفق حركة السيارات المتزايدة..
    ***
    أما العشاء مع المسئول الصينى الكبير والضيوف من كبار رجال الحزب و》جمعية التفاهم الدولى《و》المؤتمر الاستشارى السياسى《، والأطباق الصينية المميزة.. فهذا يستحق حديثا آخر..
                  

العنوان الكاتب Date
سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-02-08, 01:03 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! تيسير عووضة04-02-08, 01:06 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-03-08, 11:14 AM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-05-08, 12:52 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-09-08, 12:40 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-10-08, 08:16 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-10-08, 09:41 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-13-08, 11:37 AM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-14-08, 11:17 AM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-15-08, 01:25 PM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-15-08, 01:53 PM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! malamih04-16-08, 07:01 AM
            Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-16-08, 02:05 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-16-08, 01:30 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-17-08, 08:21 AM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-19-08, 01:26 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-20-08, 12:35 PM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-21-08, 10:55 AM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-22-08, 02:04 PM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-23-08, 10:55 AM
            Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-24-08, 09:41 AM
              Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-27-08, 12:02 PM
                Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-28-08, 11:42 AM
                  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin04-29-08, 03:00 PM
                    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-01-08, 08:20 AM
                      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-02-08, 02:35 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-02-08, 02:44 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-03-08, 02:02 PM
  Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-06-08, 12:32 PM
    Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin05-30-08, 07:43 PM
      Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-10-08, 08:11 AM
        Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-11-08, 09:21 AM
          Re: سباق المسافات الطويلة(4): ما الذى يجب ان يتغير فعلا في السودان؟؟!!! adil amin06-12-08, 09:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de