الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 11:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2008, 06:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    أجسام البغال وأحلام العصافير


    بسم الله الرحمن الرحيم

    "مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء" صدق الله العظيم

    في حوار لجريدة البيان الخليجية تحدث السيد الصادق المهدي عن تصوره لأحداث سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة ، ولم يستطع أدانة الارهاب، ولا تسميته باسمه ، بل فضل ان يسمي هذه الجماعات الارهابية المتطرفة بالمتشددين !! ثم طرح رايه حول مفهوم الجهاد والاجتهاد ، والوضع السياسي العالمي والسوداني ، وحاول ان يخفي الصراع الداخلي في حزب الأمة ، وأعلن تحول حكومة الجبهة عن التعنت ومحاولته اقناع امريكا والتجمع بالنظام السوداني وامله في

    مصالحة نظام الجبهة هي التي ستسوق الى عودة السودان الي الديمقراطية، والتفاف العالم حول نهج الصحوة الذي يدعو له !!

    ولقد أسمته جريدة البيان "الزعيم السياسي والمفكر الاسلامي " وكلها القاب اعتاد الصادق على سماعها من اتباعه ومريديه ، ولكنها كانت دائما، ولا تزال، أكبر من قامته ، فنحن نراه كما كان دائما الزعيم الطائفي، الجاهل بما حوله، المتسلط بغير حق على اتباعه ، اللاهث دوماُ خلف كرسي الحكم ، والذي يتضح فشله لاتباعه كل يوم ، منذ أن خرج من السودان، ولحق بقوى المعارضة ، وسمى تلك العملية " تهتدون" ثم وضح له ان خروجه وانضمامه للمعارضة ، لم يكن الهداية التي توقعها ، فخرج من التجمع ، ورجع لذات الحكومة التي ادعى انه خرج لاسقاطها، يتسقط مصالحتها ومشاركتها !! ولم يكن الصادق يتوقع ان ترفضه الجبهة ، وانما كان يظن انها ستقدر عودته، فسمى رجوعه " تفلحون" ، ولكن ظهر ان الذي لازمه هو الخيبة، وليس الفلاح.. ولقد تساءل أحد الظرفاء ساخراُ من "تهتدون " الى "ترجعون" ماذا " ستفعلون"!؟

    الجهاد والاجتهاد:

    يقول الصادق المهدي ( في رأيي سيكون لاحداث الحادي عشر من سبتمبر والسابع من اكتوبر ، كذلك آثار هامة جدا على الصعيد الاسلامي ، لان الاجتهاد الاسلامي أصلا في رأيي اوالاجتهاد السياسي في البلدان الاسلامية قائم في اتجاه ثلاثة خيارات ، الاول خيار انتفائي ، يقول به كثير من التقليديين ، وهو خيار يرى ان الاسلام وقد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم واضح النصوص وان هذه النصوص قد بنى عليها أئمة الاجتهاد استنباطات واضحة لكل زمان ومكان وان علينا كلنا نحن الخلف ان نطبق ما استنبطه السلف دون مساهمة برأي او اجتهاد... وهذا الخطاب يوجد بشكل حركي لدى ما يمكن ان نسميهم حركات التشدد الاسلامي، ان حركات التشدد الاسلامي لم تات بجديد بل هي تضع سنانا في قناة التفكير الانكفائي بين المسلمين .. وهناك تيار آخر مضاد للتيار الاول تماما ، ويرى ان الاسلام قد استنفد دوره في الحياة العامة ولا دور له بعد هذا الا كالتزام ضميري للشخص والفرد ، اما في الحياة العامة فقد انتهى دوره ولذلك يجب ابعاده تماما عن الدولة والسياسة وفي الحياة العامة وذلك ما نسميه بالاتجاه العلماني...وفي رأي ان هناك تيارا ثالثاُ يرى ان الدين جزء لا يتجزأ من الحياة ولا يمكن ان يطرد من الحياة وهو في كل جوانب الحياة ولكن مع الالتزام بالقطعيات أي قطعيات الوحي التي هي محدودة للغاية ، اما بقية المبادئ والاسس والتشريعات الاسلامية الي آخره فهي مفتوحة للاجتهاد بحيث تقبل الصياغة الاجتهادية لتلائم ظروف الزمان والمكان ، وهذا ما نسميه اتجاه الصحوة الاسلامية ..."[1]

    ان هذا الحديث لا يختلف من سائر أحاديث السيد الصادق وكتاباته ، فهي جميعها مليئة بالتعميم، وعدم التحديد، والتهرب من مواجهة القضية الجوهرية .. فهو هنا يندد بالاتجاه الاسلامي التقليدي ، ويتهمه بان لم يأت بجديد ، فما هو الجديد في أتى به الصادق ما دام انه يخلص في النهاية الى الالتزام بقطيعات الوحي ، ولا يقدم فهما مختلفاُ لها؟ أليس هذا هو راي الاسلاميين التقليديين أنفسهم ؟ أن الفقهاء حين قفلوا باب الاجتهاد، عادوا بعد فترة وفتحوه ، ولكنهم قيدوا الاجتهاد بعبارتهم الشهيرة " لا اجتهاد مع النص " وهم بطبيعة الحال يقصدون النص القطعي الذي أشار اليه الصادق المهدي.. ولقد أخطأ الفقهاء ، وجماعات الاسلاميين، وتبعهم الصادق، حين ظنوا جميعاُ، ان الاجتهاد لا يجوز فيما ورد فيه نص قاطع، فقفلوا باب الاجتهاد في الأمور التي وردت فيها النصوص ، وفتحوه في الأمور التي لم ير فيها نص قطعي من الكتاب أو السنة، وهي أمور لا أهمية لها عند الله ، فلو كانت مهمة لانزل فيها نصاُ قاطعاُ.. فلماذا نجتهد في أشياء لا قيمة لها عند الله ونترك الاجتهاد فيما أنزل الله فيه النصوص ؟! وانما بسبب الاجتهاد في المسائل الهامشية ، صنف الفقهاء الآلاف من المتون والحواشي التي زادت الدين تعقيداُ ، ثم لم تؤثر على حياة الناس..إن الاجتهاد الحقيقي يجب ان يكون فيما وردت فيه النصوص ، باعادة فهم النص ، ومعرفة الحكمة من ورائه، ذلك لأن المعاني التي يحتملها النص القرآني لا تنتهي ، ولهذا يجب ان لا نبحث عن شئ خارجه ، قال تعالى "ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم" (لقمان 27 ) ومعلوم ان القرآن المعروف يمكن ان يكتب بقلم واحد ، ودواة واحدة ، فأين الكلمات التي لا تنفد لو كتبت باشجار الارض ومياه البحار؟! انها المعاني التي يمكن ان تحملها هذه الكلمات، وسبيلنا لمعرفتها انما هو التقوى ، لقوله تعالى " واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم" (البقرة 282)...القرآن هو كلام الله ، ونحن حين نقرأ القرآن فان الله يكلمنا، وكلامه الينا قد حوى كل شئ ، قال جل من قائل " ما فرطنا في الكتاب من شئ" (الانعام 38).. ولكننا لا نفهم لاننا عنه غافلون.. والاجتهاد المطلوب هو ان نحضر مع الله ، حتى نفهم المعاني المتجددة لكلامه القديم، ومن هذا المستوى جاءت الدعوة لتطوير التشريع الاسلامي بالانتقال من فروع القرآن الى أصوله ، الامر الذي أسسه الاستاذ محمود محمد طه قبل ثلاثين عاما ، وهوهو النهج الوسط بين العلمانية ، والدعوات الاسلامية التقليدية السلفية ، التي لا يكفي الصادق للخروج من عباءتها، ان يظل يكرر حديثه عن النصوص قطعية الدلالة..

    يقول الصادق المهدي ( إن الجهاد يعني العمل بكل الوسائل لاعلاء كلمة الله ، وهذا التزام لكل مسلم حتى قيام الساعة ، ليس فيه أدنى شبهة أو إضطراب ، وهذا الجهاد يكون بالمال والفكر والرأي ، والقلم وبكل الوسائل وهو غير مسموح به بأن يصبح قتلا وعنفا الا في ثلاث حالات ، الحالة الأولى دفاعا عن النفس ، والحالة الثانية ضد الاضطهاد الديني ، والحالة الثالثة ضد الاحتلال الاجنبي ، وفي هذه الحالات الثلاث ينبغي ويمكن ان يتحول الجهاد الى عنف...)[2].. فالصادق المهدي يرى ان الجهاد إنما هو مجرد دفاع عن النفس ، وهذا هو رأي الاخوان المسلمين كما عبر عنه محمد قطب في كتابه " شبهات حول الاسلام" .. والحق ان هذا فهم خاطئ للجهاد وللدفاع عن النفس ..( فمع ان المدافع عن نفسه أو عرضه أو أرضه أو ماله في وجه المعتدي يعتبر مجاهداُ إلا ان الجهاد أبعد مدى من ذلك ، إذ ان كل دفاع عن النفس جهاد وليس كل جهاد دفاع عن النفس..والدفاع عن النفس حق مشروع لم يجئ به الاسلام، وإنما هو عرف سابق لكل الاديان ، وعليه نشأت المجتمعات البدائية القديمة ، وهو لذلك أمر طبيعي لا يحتاج الاسلام لفرضه على الناس، وان إعتبره من مكارم الأخلاق ، وبدأ به الجهاد كما ذكرنا. أما الجهاد المقصود والذي جاء به الاسلام ورفع أصحابه الدرجات العلى ، فهو القتال من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض ، ولذلك خرجت جيوش المسلمين من جزيرة العرب تغزو بلاد الهند والصين والاندلس ، لنشر الاسلام مع ان أهل تلك البلاد لم يعتدوا على العرب في أرضهم.. وحين إنتصر المسلمون فرضوا نظامهم ، وأقاموا سلطان الدولة الاسلامية ، ولم يرجعوا عن تلك البلاد ، مما يدل على انهم لم يجيئوا دفاعا عن النفس أو لدرء ظلم وقع بهم.. والحق ان الشعوب الأخرى التي وقع عليها الغزو هي التي كانت تدافع عن أوطانها، ونظمها ، ومعتقداتها ، في وجه الغزو الاسلامي ..لقد أخطأ كثير من الدعاة الاسلاميين ، خطأ فادحا،ُ حين ذكروا ان حروب الاسلام ، قد كانت حروباُ دفاعية.. ولعل ما دفعهم لهذا الخطأ ، هو محاولتهم للرد على بعض المستشرقين ، الذين كتبوا ان الاسلام انتشر بحد السيف .. والحق ان حروب الاسلام مبررة بما يكفي اذا أخذنا ملابسات الوقت في الاعتبار. فقد نزل الاسلام على مجتمكع كان العرف السائد فيه هو الحرب والقتال لاتفه الاسباب ، فلم يكن من الممكن تجاوز هذا العرف تماما ، لذلك اتجه الاسلام ليوجه غاية الحرب بدلا من الحرب بلا هدف ، لتصبح حربا من أجل إعلاء قيم الحق والعدل ، ومع ذلك لم يحارب إبتداء ، وإنما حارب بعد ان أضطر الى ذلك ، حين عجزت الجماعة عن النهوض بمسئولية الحرية ،فلم يكن هنالك بد من مصادرة حريتها، وفرض الوصاية عليها.. فالاسلام إستعمل السيف ولكن " كما يستعمل الطبيب المبضع وليس كما يستعمل الجزار المدية" كما قال الاستاذ محمود محمد طه.

    ولكن الامر الذي لا من تقريره هو ان الحروب بغرض نشر الدين غير مبررة اليوم ، لان العرف المقبول اليوم ، أصبح السلم وليس الحرب ، ولان البشرية قد تطورت للحد الذي جعلها تتعلق بمبادئ الحرية وتستنكر مصادرتها ألا وفق القانون الذي ينظمها..ولقد قامت مواثيق الامم المتحدة ، ومبادئ حقوق الانسان ، على حق الانسان في الحياة ، وفي الحرية ، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو نوعه من ذكر أو أنثى..لقد أصبح من الصعب على العقل المعاصر ان يقبل فكرة قتل انسان ، لمجرد انه مخالف لما تعتقد فيه انت.. وهذا هو السبب الذي دفع بعض الدعاة الاسلاميين ، حين عجزوا عن الرد على المستشرقين، ان ينكروا حقيقة ان الاسلام ، فرض نفوذه وسلطانه بقوة السلاح ، وغزو الآخرين في ديارهم لنشر عقيدته ).[3]

    والجهاد قد ورد بنصوص قطعية الورود والدلالة ، وهذه النصوص لم تتحدث عن القلم والرأي- كما يطيب للصادق ان يحدثنا – وانما تحدثت عن الجهاد بالسيف ، لا دفاعا عن النفس ، وانما بغرض ازالة الشرك ، فالمشرك يقاتل حتى يسلم أو يقتل ، ولا يمنع عنه القتل الا التوبة واقامة شعائر الاسلام.. قال تعالى في ذلك (فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) (التوبة 5 ). وبناء على هذه الآية الشهيرة بآية السيف جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وامرهم الى الله ) وعلى الآية والحديث أعتمد أبوبكر الصديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة..هذه نصوص أجمع السلف على قطعيتها فماذا سيفعل بها الصادق في نهج الصحوة؟ فإن عمل بها ، ودعا لها، لانها نصوص قطعية، فسيمارس الجهاد، ويرجع الى أصله حيث يلتقي في الفكر والممارسة بالجماعات الاسلامية، المتطرفة، التي هاجمها كثيرا في هذا اللقاء ..وان رفض العمل بهذه النصوص القطعية ، واستعاض عنها باجراءات مدنية ، تقوم على نهج سلمي يرفض العنف ، فقد ابعد الدين من الحياة ، مثل ما فعل العلمانيين الذين نقدهم في حديثه !!

    يقول الصادق المهدي عن جماعة بن لادن ( سمعت واحدا منهم وهو يتحدث وهو ابو الغيث الناطق باسم القاعدة يقول نحن ارهابيين لان الله سبحانه وتعالى قال كونوا إرهابيين ويقول سبحانه وتعالى " واعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" وهذا فهم جاهل للعبارة نفسها والصحيح ان هناك ترجمة خطأ لعبارة الارهاب Terrorism إرهاب في حقيقة الامر ترجمتها الصحيحة "الترويع" أي الارعاب أما ترهبون التي وردت في الآية فتعني كونوا أقوياء حتى لا يطمع العدو في ان يعتدي عليكم...).[4] هل رايتم مثل هذا الالتواء؟ فالله يقول " ترهبون" والصادق يقول "كونوا اقوياء" ولو اراد الله ذلك فقط لذكره مباشرة ، ولكنه حواه في عبارة الارهاب ذلك انك لا تقطع طمع عدوك فيك الا اذا كنت قويا حتى خافك ، وصار يتوقع بطشك في كل لحظة ، فعاش في رعب دائم ، وهذا هو إرهاب العدو ، وهو مأمور به في الشريعة كما ذكر ممثل حركة بن لادن ، وانما يجئ جهل الرجل من ظنه بان شريعة الجهاد مقبولة اليوم ، وهو جهل هو والصادق فيه سيان.. وحين اراد الصادق ان يقدم بديلا عن طرح جماعة بن لادن قال ( علينا ان نقرأ القرآن بتدبر، وان هنالك اعتبار للآخر " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه" ).[5] وهنا مربط الفرس ذلك ان هذه الآية ومثيلاتها مثل قوله تعالى " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(الكهف 29) قد نسخت بآية السيف كما ذكر سائر المفسرين ، وكما دل الواقع حيث انها لو كانت محكمة لما تمت ممارسة للجهاد..فاذا دعا الصادق المهدي، الى بعث القرآن المنسوخ، فقد وفق للحل الأمثل، وتبقى اشكالية بسيطة، ولكنها عظيمة لدى الصادق، وهي ان هذا الفهم قد طرحه الاستاذ محمود محمد طه قبل خمسين عاما ، فاذا وافق عليه الصادق اليوم، ثم اتقن فهمه ، فسيكون تلميذا فيه وليس زعيماُ !!

    فاذا كان فهم جماعة بن لادن للجهاد خطأ، فقد قتلوا أنفساُ بريئة بغير حق ، قال تعالى " من قتل نفساُ بغير نفس أو فساداُ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاُ ", وهم بذلك قد خالفوا الاسلام مخالفة جوهرية ، فلماذا لا يقرر الصادق المهدي انهم مجرمين ، وقتلة ، وأرهابيين ، ولا علاقة لهم بالاسلام بدلا من ان يهادنهم ويقول عنهم (نحن لا نشك ان هؤلاء المتحمسين المتشددين أسلامياُ لديهم قضية كقضية الفساد والظلم ولكن هذه القضية لا بد ان نحضنها في الوسائل التي لا تأتي بنتائج عكسية ...)[6]!!

    إن حديث الصادق عن الترويع والارهاب يذكرنا بالمهدية ، فقد كتب الخليفة عبد الله التعايشي الى ودالنجومي عن اخبار تمرد الجهادية عليه، وهزيمته لهم (أعداء الله الجهادية الذين كسروا من كردفان بنواحي الجبال قد توجه لهم الحبيب حمدان اب عنجة...واهلك العبيد عن آخرهم... وصار قتل رؤساهم الثلاثة علي ملة وسرور الفور وبشير علي ، وقطع رؤوسهم الثلاثة وارسلها لنا بالبقعة وبعد وصولها أمرنا بتعليقها في المسجد.. ثم أمرنا بتوجيه الروس المذكورة الى الخرطوم لاجل القاها مع رمم الكفرة الذين به لانهم من المغضوب عليهم..)[7]..إن المطلوب من الصادق المهدي، ان يدين هذا الارث الدامي، الملئ بالظلم، والبطش والارهاب، وقتل المعارضين ، وتكفيرهم، والتمثيل بجثثهم ، قبل ان يدين عنف بن لادن ، ويحدثنا عن الديمقراطية، والجهاد بالقلم والرأي على نهج الصحوة ..

    الصادق وحكومة الجبهة :

    يقول الصادق المهدي عن نظام الجبهة ( هذه أول مرة يقبل فيها نظام شمولي الآخر ، ويقبل الحوار الجاد والتعددية السياسية ويقبل ان المصير السوداني ليس حكرا على حزب السلطة، وانما للسودانيين كلهم، صحيح هناك نكسات وهناك معايير مختلفة ، وخطاب مضطرب ، ولكن في جوهر الامر اعتقد ان الموقف الآن هو ان الحكومة والمعارضة يقبلان مبدأ ان يكون المصير السوداني متفاوضا عليه بين القوى السودانية الحاكمة وغير الحاكمة بصورة سلمية ، وانا أعتقد ان هذه اول مرة في التاريخ يحدث فيها هذا النوع من التحول ، صحيح حدثت في عهد نميري المصالحة الوطنية ، ولكن كان واضحا منذ البداية ان نميري كان الحاكم بأمره، وكان يريد ان يجعل المصالحة وسيلة لدفع المعارضة للانخراط في النظام ، وعندما تبينا ذلك تركناه وأستأنفنا المعارضة ضده ، اعتقد ان نظام الانقاذ الحالي ليس فيه هذا النوع من الانفراد بالسلطة أو لدى أي واحد من قادته ..).[8]

    إن إشادة الصادق الآن بحكومة الجبهة، تمهيدا للرجوع الى حظيرتها، ليس أمراُ مستغرباُ، فلقد سبق ان نبهت الى ذلك منذ عدة سنوات !! ففي ندوة عقدت في القاهرة ، بمنزل السيد زين العابدين صالح عام1994 ، تحدث فيها السيد عمر نور الدائم والسيد مبارك الفاضل_ بمناسبة اتفاق شقدم الذي عقداه باسم حزب الامة مع حركة قرنق_ وحضرها جمع من السودانيين، ذكرت انه لا فرق بين الجبهة وحزب الامة ، وان الصادق المهدي قد كان رئيس الحكومة، والحرب في الجنوب قائمة ، والقوانين الاسلامية قائمة ، وحين قام بعض اساتذة الجامعة بحوار مع الحركة عقد في أمبو باثيوبيا قامت حكومة الصادق باعتقالهم وهاجمهم مبارك الفاضل في الجمعية التأسيسية باعتبارهم خونة لانهم تنقاشوا مع العدو !! فلماذا نصدق الآن ان حزب الأمة جاد في الحوار مع الحركة ، او جاد في معارضة الجبهة وهي تنفذ في نفس البرنامج الذي كان الصادق ينفذه حين حالفها ورفض اتفاقية السلام التي عقدها السيد محمد عثمان الميرغني مع الحركة ؟ ولقد ذكرت لهما ان الصادق لا يطيق البعد عن الكرسي، ولهو لذلك سوف يسعى الى مصالحة الجبهة بكل الوسائل ، فرفضا هذا الحديث وسخرا منه.. والحديث مازال مسجل على الشريط ولا تزال الاشرطة لدى الأخ الزين صالح بالقاهرة..

    ان ممارسة الصادق واداء حزبه داخل التجمع ، يعطينا الحق في ان نشك في انه هرب من السودان مراغمة للجبهة ، فيبدو ان الجبهة قد رأت ان تخرجه ليدخل التجمع ويحاول اضعافه ، واقناعه بالمصالحة.. أما هو فقد كان يأمل في الوصول لكرسي الحكم في كل الاحوال ، فاذا استطاع التجمع ان يهزم الحكومة ، سيعود مع الظافرين ليتولى رئاسة الوزارة ، واذا فشل التجمع ، وضعف، فان الصادق سيبادر بالخروج منه، واللحاق بالحكومة .. على ان مشكلة الصادق دائما تكمن في انه يضعف أما الجبهة، ويصدقها للتقارب الفكري بينهم ، فهو لم يكن يتوقع ان تشعره الجبهة بان مصالحته وحده لا قيمة لها، وانه لا بد ان يسعى لاقناع التجمع على الاقل في فصائله الشمالية، حتى تتم المصالحة.. وحكومة الجبهة لم تعط الصادق ما يريد لانها تعلم ضعفه، وحرصه على السلطة ، ومقدرته على التضحية حتى باتباعه في سبيلها.. لهذا فهي تلوح له بها ولا تعطيها له..

    وحين رجع الصادق، رجعت مجموعة من المقاتلين، بعد ان أمضت وقتا طويل،ا في إريتريا دون ان تعطى رواتب ، فقاموا بالاعتداء على عمر نور الدائم ، ولو أنصفوا لطلبوا حقهم لدى الصادق لأن د. عمر نور الدائم لا حول له ولا قوة، ان هو الا تابع للصادق المهدي، لا يكف عن مدحه، ولا يفعل شيئا بغير أمره !! وكما خان الصادق اتباعه، من قبل، فساقهم الى الحرب مع نظام مايو عام 1976 ثم هرع لمصالحة نميري، ودخل الاتحاد الاشتراكي، وأدى قسم الولاء لثورة مايو الظافرة، قبل ان تجف دماء اتباعه على الارض ، هاهو يخونهم اليوم، بعد ان ضحوا بمفارقة وطنهم، والعيش في جبهة القتال ، فيدعو الى مصالحة النظام الذي شردهم ، والتجاوز عن كافة جرائمه، بل يصفه بانه ( يقبل الحوار والتعددية السياسية ) !!

    لقد كانت فترة الصادق مع التجمع، على قصرها، مليئة بالخيانة ، فقد كان معهم في العلن ، ثم هو يقابل الترابي في لندن ثم البشير في جيبوتي في الخفاء !! وحين كشف أمره ، بادر بالهجوم على د. قرنق ، وحاول ان يستعدي عليه حلفاءه من الشماليين ، فلما فشل في ذلك ، خرج من التجمع، وهاجمه، ثم عاد الى الخرطوم ، وحين لم يجد من الجبهة الاسلامية "العظم" الذي يشبعه، غفل راجعا، في وفد من اتباعه، ليفاوض التجمع للرجوع اليه من خلال قبول الجميع للمفاوضة والمصالحة مع النظام.. فهل رأى الناس رجلا منزور الحظ من الكرامة والحياء ، كالصادق المهدي ؟!

    إن خيانة الصادق اليوم تتعدى اتباعه، الى الشعب السوداني جميعه ، فهو يدعو للمصالحة مع النظام الذي قتل الشعب، وعذبه، وشرده، ولا زال حتى اليوم يبيع البترول ويشتري به السلاح ، ويصعد عملياته الحربية في الجنوب، وفي جبال النوبة ، يقتل الابرياء ، ويضرب القرى الآمنة ويروع النساء، والاطفال ، ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد..

    الصادق يقنع التجمع وأمريكا :

    والصادق يحدث جريدة البيان، بانه أختلف مع أمريكا، ومع التجمع، في موقفهما من حكومة الجبهة ، وأخيراُ رجعت أمريكا، ورجع التجمع الى رأي الصادق المهدي !! يقول الصادق المهدي ( أن الراي العام الامريكي والكونجرس الأمريكي وكثير جدا من المنظمات الطوعية الامريكية صارت معبأة ضد النظام السوداني بشكل كبير جدا وهي تعبئة قد اشترك النظام السوداني نفسه في مدها بالاسباب عن طريق سياسته القمعية، وبذلك بعد ان غير النظام سياسته هذه ، فان هذه الاوساط لم تغير موقفها بسرعة لذلك ظهر مفارقة بين رأي الادارة الامريكية وهذه المنظمات واللوبيات وكان حتما سيؤدي هذا الموقف الى مراجعة الموقف الامريكي من المعارضة السودانية المسلحة ، وحقيقة الامر ان هذا كان طلبنا نحن كقوى سياسية ، وقد كنا حريصين على دعم أمريكا للمعارضة السودانية عندما كان الموقف السوداني موقفا نافيا للآخر...ان هذه الموقف الماضي ينبغي التخلص منه لأن المطلوب الآن ليس دعم اتجاه معين في السودان ، وانما دعم فكرة الحل السلمي الشامل... ونعتقد ان هذا ما اتجهت اليه اكثر وأكثر الادارة الامريكية...وحول هذه القضية أختلفنا مع التجمع ، واعتقد ان التجمع الآن يسلك في جوهر الامر اتجاها مشابها ولذلك نحن نعتقد ان ما أختلفنا عليه مع أمريكا تعدل فيه الموقف الأمريكي لصالح ما كنا ننادي به، وما أختلفنا عليه مع أخوتنا في التجمع تعدل فيه الموقف لصالح ما كنا ننادي به ...).[9] فلئن صدق الصادق هذه الدعاوى الكاذبة ، فلأنه يعطي نفسه اكبر من قدرها ، فلماذا يظن ان أحد غيره يمكن ان يصدقها؟!

    مأساة حزب وأزمة قيادة :

    وحين سأل محرر البيان الصادق عن تجميد عضوية بكري عديل ، تحدث الصادق عن الأسس الديمقراطية داخل حزب الامة، وكيف ان هنالك مجلس قيادي، ومجلس أمناء، ومكتب سياسي، ومكتب تنفيذي ، فقال ( اذا هناك شخص قيادي من الحزب خرج عن الموقف الذي أجازته المؤسسات تتصدى له الهيئة وكانها محكمة داخلية لتقييم الاشياء وقالوا ان لديهم أربعة أنواع من العقوبات ألاولى لفت النظر لمن يخالف والثانية التوبيخ والثالثة تجميد العضوية والرابعة الاعفاء من الحزب... وقد رأت الهيئة ان بكري عديل تعدى الخطوط الحمراء لما صدر عنه من حديث عن مذكرات خاصة بالحزب وفي حالة لفت النظر وفي حالة التوبيخ هذه صلاحيات الهيئة وحدها، وفي حالتي التجميد للعضوية أو الفصل اذا استأنف الطرف المعني لرئيس الحزب، لرئيس الحزب الحق في تعديل الحكم..)[10] !!

    والصادق المهدي يحدثنا عن كل هذه الهيئات داخل الحزب، حتى نظن ان في الحزب ديمقراطية ، ولكنه لا يحدثنا عن الخطوط الحمراء، التي تعداها السيد بكري عديل ، ولماذا هي حمراء ، وما سبب وجودها في تنطيم ديمقراطي؟ وهل هناك حزب في الوقت الحالي ، يعاقب قياديه، بالتوبيخ وكأنهم أطفال ؟! أن الشخص المتجاوز لقرارات الحزب، يخطر بذلك رسميا، ليقدم دفعه ومبرراته، ويتم بعد ذلك التصويت حول آراءه في مقابل رأي الحزب ، فاذا وضحت مخالفته للأغلبية، يعلن تراجعه ، أو يفصل من الحزب .. وقد تختلف الاجراءات، من حزب لآخر، ولكنها جميعاُ لا تقوم على مثل هذا الاذلال، الذي يمارسه الصادق على اعضاء حزبه..

    ولعل مأساة ذبح حزب الامة لاعضائه، لم تبدأ بالسيد بكري عديل، وانما سبقه الى محرقة الحزب بروفسير بقادي، والسيد عبد الرحمن فرح، اللذين ادانهما الصادق المهدي، من أجهزة اعلام الجبهة، واتهمهما بالكذب حين ذكرا ان حكومة الجبهة مارست عليهما التعذيب !! وتبع ذلك موضوع أعضاء حزب الامة الذين أجتمعوا وناقشوا انفراد الصادق بالقرار ، وطرحوا آراء حول أعادة الديمقراطية للحزب ، فسمع بهم الصادق وهددهم بالفصل ، فسارعوا بالاعتذار ، ولكن الصادق لم يقبل اعتذاراتهم، حتى كتب كل منهم توبة تسلمها الصادق منهم جميعا،ُ امعاناُ في أذلالهم، وتحقيرهم، وارهابهم حتى لا يعترضوا مرة أخرى .. ولعل هذه المهزلة على بشاعتها، لم تسكت بعض الاصوات الشجاعة داخل حزب الأمة ، وفي مقدمتهم السيد بكري عديل ، فتخطى الخطوط الحمراء الوهمية ، وتمرد على الدكتاتورية اليشعة التي تمارس باسم الديمقراطية داخل حزب الامة، مما عرضه للعقوبات التي لم يستح الصادق ان يذكرها في منبر عام !!

    ولسائل ان يسأل ما ميزة الصادق نفسه على بكري عديل غير انه حفيد المهدي؟ أليست هذه هي الطائفية المنكرة التي يتسلط بها الناس على رقاب بعضهم بسبب انسابهم واحسابهم ؟!

    أحلام العصافير :

    ان الصادق يسعي لاقناع للتجمع ، ويظن انه يؤثر على أمريكا، وان حكومة الجبهة ستعقد المصالحة وتقام الانتخابات ، فيفوز بالدوائر المقفولة ، ويصبح رئيس الوزراء .. وهو ايضا بسبب العبارات الدينية التي يكررها بلا فهم، هنا وهناك، والكتيبات الخاوية، التي ينشرها من حين لآخر، يحلم بان يصبح زعيما أسلاميا عالميا، يعقد مؤتمرا إسلاميا ضخما يصحح فيه المفاهيم لجماعة بن لادن وأمثالهم من المتشددين ويقنع فيه المفكرين الاسلاميين ألم يقل ( فاغلبية المفكرين من الاسلاميين في رأيي الآن هم أقرب الى مفاهيم الصحوة...).[11]

    بكل هذه الاحلام الصغيرة، التي لا تعبر عن آلام الشعب، ومستقبله، يحاول الصادق ان يحكم قبضته على حزبه الذي بدأ يتخلخل تحت أقدامه، وعلى الشعب السوداني المنكوب الذي رزء بحكم بالصادق ثلاث مرات دون ان يحقق فيها مشروعا تنمويا واحداُ ، بل كانت فترات حكمه تمتاز بالفشل في كافة المجالات حتى انه في تجربة حكمه الاخيرة، حل حكومته ثلاث مرات، وكان في كل مرة يغير كل الوزراء ويظل في مكانه ، وكأنه ليس مسئولا عن فشل وزرائه..لقد أنى لهذا الزعيم المزعوم ان يتنحى ، ويعطي الفرصة لغيره ، لو كان حريصا على حزب الأمة ، أو على الوطن ، فقد اتسم كل أدائه بالفشل وصغار الأحلام..



    عمر القراي



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - جريدة البيان الاربعاء 15 شعبان 1422 الموافق 31 اكتوبر 2001

    2- المصدر السابق

    - عمر القراي 1995 الجهاد أم حرية الاعتقاد؟ القاهرة: مطبعة الشروق [3]

    -[4] -حديث الصادق للبيان.

    [5] المصدر السابق

    [6] -المصدر السابق

    [7] -محمد ابراهيم نقد (1995 ) علاقات الرق في المجتمع السوداني. القاهرة: دار الثقافة الجديدة. ص 100

    [8] - حديث الصادق للبيان.

    [9] - المصدر السابق

    [10] -المصدر السابق

    -[11] -المصدر السابق

    http://www.madarat.org/modules.php?name=News&file=article&sid=16
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de