الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 09:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2008, 00:41 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    ماذا نفعل ب "مشكلة الشرق الأوسط"؟
    د. حسن موسى
    أعني ب "مشكلة الشرق الأوسط" ذلك الكتاب الذي أصدره "الحزب الجمهوري" في
    السودان عقب حرب يونيو 1967 . وأظنه من أول ومن أهم الكتب التي صدرت
    في السودان حول مشكلة الشرق الأوسط بعد حرب 67 . وصفة الأهمية تتأتى من كونه
    كتاب صادر عن جهة سودانية منظمة سياسيا (الحزب الجمهوري) تحاول أن تقف على
    مسافة نقدية من مجموعة المسلمات والمفاهيم السائدة في المجتمع العربي عن العلاقة
    مع الآخرين في مشهد الواقع الذي شكلته الحرب الباردة.
    ورغم أن الكتاب يعالج أسئلة الصراع العربي الإسرائيلي وقضايا التحالفات السياسية
    ضمن ملابسات التحرر من الاستعمار والحرب الباردة إلا أن مركز الثقل الفكري فيه
    يتبلور عند سؤال الهوية.
    والكتاب يلح على سؤال الهوية كسؤال مفتاحي يمكن أن تحال إليه كل قضايا المجتمع
    العربي الأخرى، بما في ذلك قضية "قيام دولة إسرائيل في أرض فلسطين".
    ففي الفصل السابع من " مشكلة الشرق الأوسط" (أكتوبر 1967 )، يخلص الكاتب إلى
    تعريف " الحل الآجل" لمشكلة الشرق الأوسط من منظور قومي عروبي يموضع العرب
    أمام مهمة تاريخية في جلال ابتداع مدنية جديدة وإنقاذ العالم من قدر القسمة المريعة
    بين الانحدار الأخلاقي والتقدم التقني:
    " أول ما تجب الإشارة إليه هو أن العرب اليوم يواجهون تحديا حاسما، وليس هذا
    التحدي هو قيام دولة إسرائيل، في أرض فلسطين، بعد أن اقتطعتها، وشردت أهلها،
    وأعانها، على كل أولئك قوم آخرون، في طليعتهم الشيوعية الدولية التي تدعي صداقة
    العرب اليوم، وتتباكى على مأساتهم. . بل أن النظر العميق في حقيقة هذا التحدي
    ليظهر دولة إسرائيل وكأنها صديق في ثياب عدو. . أو أنها نعمة في ثوب نقمة.

    2
    وأما التحدي الحاسم الذي يواجه العرب فإنه يتمثل في أن منطق تطور الحياة البشرية
    المعاصرة في هذا الكوكب يقول للعرب أن عليكم، منذ اليوم، أن تدخلوا التاريخ في
    القرن العشرين، كما دخله أوائلكم في القرن السابع، فأشرقت بدخولهم على عالم يومئذ
    شمس مدنية جديدة. . أو أن تخرجوا عن التاريخ، لبقية التاريخ. . " إن العرب اليوم لا
    يوجهون التاريخ، ولا هم يسهمون في توجيهه، وإنما ينساقون خلفه ويعيشون على
    هامشه. . ". . " ويزيد في حسم التحدي الحاسم الذي يواجه العرب عدة أمور: منها
    أولا، أن المدنية الغربية، الآلية، الحاضرة قد أعلنت إفلاسها، ووصلت إلى نهاية
    مقدرتها التطورية، وعجزت عن استيعاب طاقة بشرية اليوم، وتطلعها إلى تحقيق
    الاشتراكية والديموقراطية في جهاز حكومي واحد. . ". . " وقد ع  مق إفلاس هذه
    المدنية، وعجزها،شعور البشرية المعاصرة بالحاجة إلى بزوغ شمس مدنية جديدة،
    تلقح الحضارة الغربية الآلية الحاضرة وتنفخ فيها روحا جديدا به يتسق التناسق بين
    التقدم التكنولوجي، والتقدم الخلقي. وبذلك تصبح المدنية الغربية الحاضرة قادرة على
    التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة
    الاجتماعية الشاملة. ".
    ومساهمة الأستاذ محمود في مساعي" تلقيح المدنية الغربية" وحقنها" بدم جديد"، (دم
    عربسلامي) يجدد شبابها، إنما تندرج في ما يمكن أن نسميه ب "نظرية صراع
    الحضارات". وهي "نظرية" تمخضت عنها آيديولوجيا المركزية الأوروبية العنصرية
    والاستبعادية التي تعتبر نفسها مستودعا طبيعيا لقيم حضارية جوهرية خارج التاريخ.
    وتستمد من هذه القناعة الخرقاء كل المسوغات التي تحتاجها للاستعلاء على الآخرين
    وقهرهم واستغلالهم . ومصيبة " نظرية صراع الحضارات " تتلخص في كونها تتصور
    الحضارات ككيانات صافية قائمة على استمرارية قيم حضارية ثابتة لا تعرف القسمة،
    قيم مستقلة بذاتها عن كل شائبة وكل تأثير أو تداخل مع غيرها من قيم الحضارات التي
    تعاصرها أو حتى تلك السابقة أو اللاحقة لها. وإذا كانت " نظرية صراع الحضارات"
    Société Soudanaise des Etudes et Recherches en Arts, Lettres et Sciences Humaines
    3
    التي تسقط على الظاهرة الحضارية مواقف الإنسان وبواعثه السلوكية، قد أورثتنا ذلك
    المقطع المشهور من شعر روديار كيبلنغ "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"
    Oh, East is East, and West is West, and never the twain shall meet, Till Earth
    and Sky stand presently at God’s great Judgment Seat;
    فهي قد ألهمت صامويل هانتنغتون، الأستاذ بجامعة هارفارد ومستشار الأمن القومي
    لدي الإدارة الأمريكية، بذل المبررات الأخلاقية والسياسية والاقتصادية التي تس  وغ لدول
    حلف شمال الأطلنطي إتخاذ مواقف عدائية تجاه " الآخرين "( في البلدان الإسلامية أوفي
    الصين) على أساس الإختلاف الحضاري، وقيل على أساس "أخوة الحضارة" حسب
    عبارة هانتنغتون:
    «frères de civilisation»
    S. Huntington, Le Choc des Civilisations, Odiljacob,1997,p. 439
    ووراء كيبلنغ وهانتنغتون تطول القائمة لتشمل تلاوين سياسية وثقافية ما أنزل الله بها
    من سلطان من صدام حسين الذي أعلن الحرب على " الفرس" باسم العروبة لأسامة بن
    لادن الذي أعلن الحرب على الغرب باسم الشرق مرورا بالهادي المهدي إمام طائفة
    الأنصار الذي الذي كان يعتبر السودان بمثابة" رأس الرمح" للغزو الإسلامي العروبي
    في أفريقيا، لغاية شعراء "الغابة والصحراء" والسودانويين من تشكيليي "مدرسة
    الخرطوم" بتنويعاتها العربانية والأفريقانية، وصولا لأصوليي نظام الإنقاذ الذين أشعلوا
    الحرائق في السودان باسم الحضارة العربسلامية ثم أنكروا "المشروع الحضاري"
    الإسلامي وتبرأوا منه بالكلية بعد الحادي عشر من سبتمبر. وبين هؤلاء وأولئك جادت
    القرائح " الحضاروية" بتنويعات شتى على نظرية "صراع الحضارات": من مقولة "نهاية
    الغرب" أو "نظرية موت الحضارة المادية" لمقولة "حوار الحضارات" أو "حوار الأديان"
    لغاية تلقيح الحضارة الغربية الآلية بشيء من المحمول الروحي للإسلام. و"نظرية
    التلقيح" المتمدن، رغم أنها تنطرح هنا كتعبير سلمي "بوليتيكلي كوريكت" إلا أنها تنطوي

    4
    على بعد رسالي "إنقاذي" (في المعنى المحمود للعبارة) كما لو كان مصير الحضارة
    الإنسانية كله يتوقف على الموقف الذي يتخذه العربسلاميون، لا من الحضارات الأخرى
    عموما، وإنما من هذه الحضارة الراهنة المهيمنة، المسماة "غربية" و"آلية " على وجه
    التحديد.
    هذه الفكرة الطوباوية النبيلة، ظلت على الدوام تؤثّث خلفية كل التحليلات السياسية
    التي بذلها الجمهوريون لواقع العلاقات السياسية في الشرق الأوسط. ففي خاتمة كتاب
    "التحدي الذي يواجه العرب"، وهو الكتاب الذي أصدره الحزب الجمهوري في شهر
    سبتمبر 1967 ، أي بعد أسابيع من هزيمة الدول العربية في يونيو 1967 ، طرح
    الجمهوريون رؤيتهم للنزاع بين إسرائيل والدول العربية على منظور المواجهة
    الحضارية بين العرب ومن جهة والعالم من جهة أخرى. على زعم أن العرب هم الجهة
    التي عهدت إليها العناية الإلهية بتحقيق " دين التوحيد" الذي سيخلص الإنسانية من كافة
    شقاقاتها. والجمهوريون بهذه النظرة لا يقّلون عروبة عن القوميين العرب (ناصريين
    كانوا أم بعثيين) لأنهم رأوا في العرب جوهرا عرقيا أو و دينيا يصطفيهم كما
    اليهود لأداء مهمة لا يقدر عليها سواهم. و"شعب الله العربسلامي المختار" هنا يطرح
    نفسه خارج العالم وبالمقارنة مع العالم وقيل ضد العالم بدلا من أن يطرح نفسه
    في العالم وكجزء من العالم. جزء من "الناس".
    تقول خاتمة كتيب "التحدي الذي يواجه العرب":
    "إن هذه الآية التي صدرنا بها هذا السفر، وهي قوله تعالى:" ومن يبتغ غير الإسلام دينا
    فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، آية تطالب هذه الأيام بمظهرها على
    الأرض، وهي تطالب بمظهرها على أرض العرب أولا ريثما تنشر ظلها على سائر
    الأرض، وذلك أمر ما منه بد،وسيكون ظهورها في أرض العرب على أيدي العرب،
    فإذا ل  ج العرب عنها،والتمسوا لمشاكلهم الحل في غير الإسلام، فإن الخذلان هو
    نصيبهم. إن الله غيور على العرب بما جعلهم ورثة المصحف العربي، وعترة النبي
    العربي، فإذا انتصر الناس في هذه الأيام عن غير طريق الإسلام، فإن العرب لن

    5
    ينتصروا، في هذه الأيام، إلا عن طريق الإسلام. وعلى العرب أن يعرفوا أن "من لم
    يسر إلى الله بلطائف الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان، فما من الله بد."
    وفي هذا المنظور،منظور إنقاذ الحضارة الإنسانية بحالها، فنحن أبعد ما نكون عن
    الطموح السياسي البراغماتي الذي يريد حل النزاع العربي الإسرائيلي وحده بصرف
    النظر عن المخاطر التي قد تتهدد الحضارة الإنسانية.
    هذه الفكرة، فكرة إنقاذ الحضارة الإنسانية بحالها، بفضل البعث العربسلامي المرتقب،
    تطمس بصيرة التحليل الجيوبوليتيكي الذي يعبر عنه الكتاب في بعض صفحاته عندما
    يطرح المؤلف مشكلة الشرق الأوسط في إطار الواقع السياسي الذي خلقته الحرب
    الباردة. ذلك لأن الكتاب يب  سط الواقع المركب للحرب الباردة ويختزله لمجرد مواجهة
    بين عملاقين، رأسمالي وشيوعي، يستقطبان كل احتمالات الحركة والسكون ضمن
    مشهد الصراع العالمي.
    وذلك رغم أن خبرة الأستاذ الشخصية، السياسية والتاريخية في نظري الضعيف
    تفرض عليه بالضرورة رؤية التركيب اللاحق بواقع الحروب الساخنة والباردة
    وأمورها المشتبهات التي عاصرها في منطقة الشرق الأوسط . فتحت شروط الحرب
    الباردة أمكن تفكيك آلة الاستعمار الكلاسيكي في بلدان العالم الثالث سواء عن طريق
    الضغوط السياسية السلمية سواء عن طريق النضال المسلح الذي م ّ كن لبعض حركات
    التحرر أن تتقدم على درب التحرر مسنودة بحلفاء موضوعيين معادين للاستعمار
    والإمبريالية. تحت شروط الحرب الباردة تمكن الشعب الفيتنامي من هزيمة آلة القهر
    الطبقي للإمبريالية الأمريكية وبناء دولة السيادة الوطنية. وتحت شروط الحرب الباردة
    أمكن لبعض البلدان المتحررة أن تباشر بعض الإصلاحات المهمة في بنى الاقتصاد
    وإطلاق التنمية الاجتماعية التي استفادت منها أجيال ما بعد الاستقلال. ولا شك أن
    الفلاحين الفقراء الذين حصلوا على الأرض بفضل "الإصلاح الزراعي " الذي أجراه
    عبد الناصر، وأبناء الفقراء الذين استفادوا من مجانية التعليم يحفظون للزعيم المستبد

    6
    لا غلاط في ذلك أنه ف  رج عنهم بعض كرب الواقع الطبقي التعيس في مصر
    الباشوات.
    قلت أن البعد الآيديولوجي الإنقاذي يطمس بصيرة التحليل الجيوبوليتيكي لكتاب "مشكلة
    الشرق الأوسط" لأنه يموضع العرب، كل العرب، بدون فرز طبقي، في جهة غير
    الجهة التي فيها "العالم". ناهيك عن السعي المحموم لموضعة" العالم"، في هيئة" الغرب"،
    ككيان أصم لا يعرف الفرز الاجتماعي ولا تطاله طائلة التاريخ. وهذه الرؤية تحرم
    العرب، من أصحاب المصلحة في التحرر، من احتمال ملاقاة حلفاء موضوعيين خارج
    جغرافيا العالم العربي، وتحكم عليهم بالعزلة النهائية داخل" الحفرة" العربسلامية
    المجيدة. وعرب إسرائيل الذين يقاومون السياسات الصهيونية لليمين الإسرائيلي
    بالتحالف مع قطاع من اليسار الإسرائيلي على سبيل المثال لا بد أنهم يقدرون
    قيمة القرب الآيديولوجي الذي يربطهم بالشيوعيين الإسرائيليين بأكثر مما يقدرون
    قرابتهم العرقية والدينية مع أثرياء الرأسمالية الطفيلية العربسلامية المتحالفة مع أنظمة
    الاستبداد العربي التي تتعيش من المزايدة السياسية باسم القضية الفلسطينية.
    وعبر صفحات الكتاب يرسم المؤلف صورة المجتمع العربي ككتلة ص ماء غاشمة
    عديمة الخيال تتبع " القادة الق  صر" والمتقاعسين أو و المتهورين الذين يلهبون
    الجماهير بالخطب الرنانة ويجهلون كل شيء عن الأجندة الشريرة للقوى الدولية الكبرى
    التي تغرر بهم وتتظاهر بصداقتهم. وقد ك  رس المؤلف مساحة معتبرة من الكتاب الذي
    موضوعه " مشكلة الشرق الأوسط" لنقد مواقف جمال عبد الناصر وسياساته باعتباره
    المسئول الأول عن الكوارث التي لحقت بالعرب مثلما هو مكرس لنقد الأحزاب
    الشيوعية العربية والإتحاد السوفيتي. فعبد الناصر ما هو إلا ضحية لخداع الشيوعيين،
    والشيوعيون بدورهم ضحايا للتضليل الآيديولوجي الماركسي للإتحاد السوفييتي
    الذي"استعمر" عقول الشيوعيين العرب وأفسد بصائرهم.
    7
    وفي مشهد نقد الفكر الماركسي يطرح الكتاب مفهوما جديدا للاستعمار الجديد. وهو
    غير مفهوم " الاستعمار الجديد" (نيوكولونياليزم) المتعارف عليه في مجال دراسات
    الاقتصاد السياسي. ف "الإستعمار الجديد" في التعريف الجمهوري هو "الاستعمار
    الشيوعي الذي يسعى جاهدا اليوم لبسط نفوذه على العالم. وهو استعمار يسعى من
    الوهلة الأولى إلى استعمار العقول بأفكار هي غاية في السوء، وغاية في الخطورة،
    وليس غرضه المباشر الاستغلال الاقتصادي، وإنما غرضه المباشر، النهي، والأمر،
    والسيطرة، والاستغلال الاقتصادي يجيء من بعد ذلك بالتبعية. . ويخطئ كثيرا من
    يظن أن المادة هي أقصى ما تطلب النفس البشرية. . ذلك بأن إلتذاذ النفس البشرية
    بالسلطة يفوق إلتذاذها بالثروة"، وهكذا يؤول أمر ظاهرة اقتصادية وسياسية واجتماعية
    في تعقيد وتركيب الظاهرة الاستعمارية إلى نوع من هوى النفس البشرية الأمارة
    بالسوء التي تلتذ بالسلطة قبل الثروة،( ترى هل يمكن تفسير تضامن الشيوعيين
    السودانيين مع الأستاذ محمود ضد حكم محكمة الردة الأولى كنوع من الانسياق وراء
    التضليل الشيوعي المنظم أم هو خيار حر أصيل لدعم الديموقراطية في ساحة العمل
    العام السوداني؟). وما الذي يجعل رجلا في فطنة أستاذنا محمود النقدية وفي سعة حيلته
    الفكرية يقبل بهذا التحليل الساذج لمفهوم الاستعمار؟ ما الذي يدفع أستاذنا محمود
    القارئ الواسع الإطلاع لتجاهل أدبيات الاقتصاد السياسي التي حللت الظاهرة
    الاستعمارية وأفاضت في شرحها كل هذا التجاهل المثير للريبة؟هل يمكن لنا أن نتصور
    أن الأستاذ قد غفل وإنجرف وراء إغراء السهولة التي زينت له استباحة حرمة مصطلح
    " الاستعمار" بذريعة الكسب السياسي العاجل؟أم أن النص المكتوب في مفهوم الاستعمار
    خارج من قلم آخر غير قلم أستاذنا الدقيق ومن فكر آخر غير فكره الثاقب. وأنا أقول
    هذا الكلام لأني أعرف أن في النصوص الصادرة باسم الجمهوريين جزء مكتوب بشكل
    جماعي، وإن صدر تحت اسم الأستاذ محمود وبمباركته. وربما نفعنا الأصدقاء
    الجمهوريون الذين عاصروا كتابة "مشكلة الشرق الأوسط" بمعرفتهم بملابسات كتابة هذا
    النص.
    8
    وبخلاف مشكلة المصطلح السياسي يتكشّف الكتاب عن فهم متواضع لجيوبوليتيك
    الحرب الباردة. بالذات حين يتصور الحرب الباردة كخيار حر مبذول أمام الدول
    الصغيرة فتتبناه أو تلفظه. ذلك أن أحد أهم المآخذ التي يأخذها الكتاب على جمال عبد
    الناصر هي أنه زج ببلاده وبالبلدان العربية في أتون الحرب الباردة واستعدى على
    العرب القوى الكبرى في أوروبا وأمريكا وجعلها ألعوبة في يد حليف مخاتل من شاكلة
    الإتحاد السوفييتي إلخ...". وحين تدخل مصلحة دولة صغيرة في حلبة هذه الحرب
    الباردة، تهدر هذه المصلحة، ولا تعار أدنى إهتمام، وتصبح هذه الدولة الصغيرة كالنملة
    تحت أقدام الفيلة المتصارعة، لا تبالي الفيلة بمصيرها.
    وهذا يوجب على كل زعيم يستحق لقبه، من زعماء الدول الصغيرة، أن يسير مفتوح
    الذهن ليكسب لأمته مكانا تحت الشمس من غير أن يجرها إلى حلبة هذه الحرب
    المجنونة. . ". . "ذلك بأن كل ما لقي العرب وما يلقون، إلى اليوم، إنما مرده إلى أنهم
    قد أصبحوا، من جراء قصر النظر في تأميم قناة السويس، غرضا من أغراض الحرب
    الباردة بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية".
    إن كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" يظل من الكتب المهمة التي أصدرها الجمهوريون لأنه
    يضيء منهج التفكير السياسي الجمهوري على الأقل في تلك الفترة بطريقة بريئة
    في إنتقائيتها، طريقة تؤشر لتغ  ول البراغماتية السياسية المغرضة حتى لا أقول
    "الانتهازية السياسية" على منطق الفكر الحر الذي لازم جهد التجديد الديني عندهم.
    وبعد، وقبل،
    ما زالت في الخاطر أسئلة كثيرة تتعلق ب "كعب آخيل " الميراث السياسي الجمهوري
    المسمى ب مشكلة الشرق الأوسط" ويا حبذا إعادة قراءة نقدية تجيء من طرف التلاميذ
    النظاميين للأستاذ ممن عاصروا الفترة التي كتب فيها هذا الكتاب فتستكمل ما غاب من
    الصورة العروبية للجمهوريين.

    http://sudaneseonline.com/sections/special-files/MMTaha/ustazMMtahap1.html
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de