الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 03:07 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    الحلقة السادسة
    من أوراق الأستاذ/ محمود محمد طه داخل معتقلات مايو (6)
    الهوية في ظل الحكم الدستوري تعني الانتماء للوطن المعين أو (الجنسية)
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    لقد مرت مسيرة تطور الإنسان بمراحل عديدة يخطؤها الحصر ، ويمكن تلخيصها في ثلاثة مراحل رئيسية: مرحلة الجسد الصرف ، مرحلة الجسد والعقل المتنازعين ثم مرحلة الجسد والعقل المتسقين .. الجسد الصرف هي مرحلة الحيوان ، والجسد والعقل المتنازعين هي مرحلة البشرية الحاضرة ، أما مرحلة الجسد والعقل المتسقين فلا تزال أمامنا وهي مرحلة الإنسانية فيها تكون الحياة البشرية شيئاً جديداً لدرجة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت بقلب بشر .. المهم بالنسبة لنا المرحلة التي نحن فها وهي مرحلة الجسد والعقل المتنازعين ، وهي تتبع في عمومها لمرحلة الحيوان إذ أن الحيوان لا تشير إلى الحيوان الأعجم وحده ، وإنما تعني أيضاً البشر الذين لا يختلف سلوكهم كثيراً عن الحيوان.
    إن مرحلة الجسد والعقل المتنازعين بدأت بظهور العقل في المسرح ، وقد نمت القدرة على التفكير تدريجياً ، يغذيها الصراع مع البيئة الطبيعية ومع الأحياء .. ولما كان الفكر ضعيفاً ، في مراحله الأولى ، فقد وظف توظيفاً يكاد يكون تاماً في خدمة دوافع الجسد ومطالبه المادية ، أي عقل معاش .. وكان من الصعب على الفرد أن يضبط استرساله في الاستجابة لمطالب الجسد إلا إذا اضطر اضطراراً على ضرورة ماثلة لا يمكن تجاوزها .. لقد كانت حركة الفكر مزعجة للفرد البشري ، وكان باستمرار يحاول طرد الفكر الوافد الجديد هذا ، لكي تنساب الحياة كالحيوان من غير ضابط ، ولذلك فقد شهدت هذه المرحلة شرب الخمر بصورة مكثفة لفعاليتها في تغييب العقل وإبعاده عن الواقع .. ويمكن من هنا أن يلتمس الإنسان السبب في التدرج خطوة خطوة الذي اتخذه الإسلام في تحريم الخمر ، والسبب في جعل عقوبتها حداً أيضاً .. وفي بدايات هذه المرحلة التي نحن فيها الآن ، كانت المجموعات البشرية تتعرض للانقراض الحسي بسبب فشلها الاستجابة لدواعي التطور .. والقرآن ملئ بالقصص التي تحكي عن وسائل ذلك الانقراض ، كقوم عاد أو نوح مثلاً .. هذا الأسلوب قد خدم غرضه حتى استنفده ، وصارت البشرية تهتدي بالصراع الاجتماعي .. وفي إشارة لهذا المعنى قال النبي الكريم أنه سأل الله أن يرفع سخطه عن أمته فأجاب ، ثم سأله عن أن يرفع عنهم بأسهم بينهم فأبى ولذلك قال تعالى: (ولو لا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).. ولا يزال الصراع الاجتماعي هو الأساس في تنمية الحياة البشرية ودفعها إلى الأمام ، وفي كل خطوة يقل الصراع الجسدي بالحرب ويحل محله التفاوض وهكذا تطور الحياة إلى أن يكون الفكر وحده سيد الموقف ..
    إن الصراع العنيف في الحروب ، والنزاع على الأرض والمرعى الذي كان سائداً ، ولا يزال بصورة من الصور ، دفع البشرية لأن تتكتل في شكل مجموعات تربطها أواصر الدم ، فبرزت القبيلة والعنصرية .. وعندما جاءت أديان التوحيد فإن الدعوة كانت إلى تجميع تلك العناصر في عقيدة واحدة ، فجاءت العقائد المختلفة .. وفي اليهودية كأول دين كتابي كانت الصورة غير مفهومة فقد اعتبروا أن الدين اليهودي خاص بهم كعنصر ، والى الآن فإن من يدخل في اليهودية من غير اليهود يعتبر متدين يهودي من الدرجة الثانية ، لأنهم هم شعب الله المختار .. والعقيدة أضعفت العنصرية في الأديان اللاحقة كالمسيحية والإسلام ، فهي تطور عليها ولكنها لم تلغها ، فقد كان المتدينون يضربون بهذه العقائد عرض الحائط ويركنون إلى عناصرهم متى ما ضغطتهم الظروف ..
    هذه الخلفية تقودنا إلى الحديث عن أوضاعنا في السودان .. فقد برزت من خلال الصراع المسلح بين الشمال والجنوب الاتجاهات إلى تحديد هوية السودان .. فمن الناس من يقول أن هوية السودان عربية ، ومنهم من يذهب في الاتجاه المضاد ويقول أن السودان أفريقي .. والذين في قلوبهم حنين إلى الدين يحاولون أن يبحثوا عن هوية من الإسلام ، لكنهم يصطدمون بالفهم العقائدي في الشريعة الذي يفرق بين الناس على أساس العقيدة والجنس .. ولذلك فإن اتجاه الواقع العملي الضاغط دفع المواطنين جميعاً على اختلاف معتقداتهم أن يقولوا أن الهوية هي السودان في محاولة للقفز فوق هذه الأسلاك الشائكة من المفاهيم القديمة ..
    إن من يقول أن هوية السودان عربية أو أفريقية ، لا يستند على حقائق من الواقع ، فالسودانيون لا هم عرب ولا هم أفارقة ، وإنما هم مزيج بين ذلك .. وقد وصف الشاعر إسماعيل حسن حال السودانيين بدقة حين قال: (عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة ديل أهلي .. ديل قبيلتي لمن أدور أفصل للبدور فصلي) .. العرب لم يكن لهم وزن في التاريخ كعرب ، وإنما أتاهم الوزن والقيمة من الإسلام ، وكذلك وحد الإسلام اللغة وهذبها على لغة قريش ..ومن يدعو إلى العروبة كما فعلت القومية العربية ، كأنه يقول العروبة كعنصر تجمع العرب والإسلام كفكر يفرق ، وهذا خطأ فادح وقع فيه دعاة القومية العربية .. فهم حتى النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يسمونه (الثائر العربي) .. أما الأسماء العامة جميعها ينسبونها إلى العروبة: النادي العربي ، المكتبة العربية .. الخ .. وعلى عهد جمال عبد الناصر (الجمهورية العربية المتحدة) عندما توحدت مصر وسوريا على العروبة .. ولا عبرة بمن يطورون القومية لتقوم على أساس وحدة التاريخ واللغة ، فإن الأمم قد تجاوزت ذلك أيضاً إذ أن المهم ما هي القيمة الإنسانية التي أنجزها ذلك التاريخ؟ ..
    الإسلام في جميع مستوياته يقف بصورة حاسمة ضد العنصرية ، قال تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) .. قوله (شعوباً وقبائل) إشارة إلى العناصر المختلفة من البشر ، وقوله (لتعارفوا) يعني لتقيموا علاقات بينكم تنقلكم من العنصرية إلى القيمة الإنسانية والكرامة عند الله المعبر عنها بعبارة (اتقاكم) لأنه (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) .. وفي هذا الاتجاه جاء الحديث النبوي: (لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم) ومن أجل تخفيف ضغوط العنصرية جاء الحديث النبوي في اختيار الزوجة: (اغتربوا لا تضووا) يعني ابتعدوا عن عناصركم لتتفاعلوا مع عناصر أخرى فتقوى فيكم الإنسانية وتضعف العنصرية .. هذا وقد حدد الفقهاء شروط الكفاءة في الزواج بستة أمور: الإسلام ، الدين ، النسب ، الحرية ، الحرفة والمال .. وفي الشريعة المطورة المأخوذة من الإسلام في مستواه العلمي تسقط جميع هذه الشروط ما عدا الدين والنسب .. الدين يعني مكارم الأخلاق وليس العقيدة ، والنسب وهو النسب المتعلق بالدين بمعنى الخلق وليس العنصر .. وقد سأل أحد الباحثين الوافدين: ما مغزى آيات سورة (المسد)؟ التي تبدأ بقوله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب) وقال أنه لم يهتد إلى القيمة المستقبلية لهذه الآيات لأنها تشرح عقوبة فرد معين لا دخل للآخرين به .. فرد عليه الأستاذ محمود: (في الحقيقة دي أكبر آيات في القرآن ضربت العنصرية لأنو ده عمه!!) .. الدعوة العنصرية قد تجاوزها الزمن ، ومن يتبناها يكون في أدنى درجات التخلف .. ولا يقلل من هذا الفهم النفور الذي نجده في أنفسنا عندما نلتقي بالعناصر الأخرى التي نعايشها يومياً ، فإن هذا النفور مصيره إلى الزوال كلما تطورت المجتمعات واهتدت بالقيم الإنسانية الرفيعة ، وهذا التطور مستمر ومضطرد .. هل تزيد هذه المعاني عمقاً وتثبتاً ، إذا قلنا أن كل المفكرين والمخترعين الذين قادوا البشرية ، إنما يرجعون إلى عناصر متنوعة في تكوينهم العرقي ؟؟ ويمكن القول أن العنصرية والعقائدية بمقاس اليوم وجهان لعملة واحدة هي التعصب .. وفي وقتنا الحاضر نرى العقائديين من المسلمين ينسبون الأسماء إلى عقيدتهم كما فعل العنصريون من دعاة القومية العربية ، وعلى سبيل المثال تجد: المخبز الإسلامي ، مكتبة خاتم الأنبياء ، صيدلية ما شاء الله تبارك الله.. الخ.. وكلها صور من استغلال حب الناس للدين للكسب الدنيوي..
    الحقيقة التي نحاول إثباتها في هذا البحث هي أن الهوية في عصرنا الحالي لا تعني غير الجنسية ، بمعنى الانتماء للبقعة الجغرافية المحددة إدارياً وليس على أي أساس آخر .. السودان لا هو عربي ولا هو أفريقي وإنما هو السودان وسكانه هم السودانيون .. ولا يمكن أن نقول أن الهوية هي الإسلام كعقيدة وقد شرحنا سابقاً بتفصيل أن وقت العقائد قد آذن بالزوال وأن أمامنا مرحلة الإنسانية .. ووضع السودان بالتحديد يجعله أكثر استعداداً لقبول هذه المبادئ ، فمثلاً إذا أردنا تحديد مؤهلات وظيفة محافظ بنك السودان ، لا يمكن أن ندخل عقيدة الشخص ضمن المؤهلات المطلوبة ، وإنما الكفاءة تنحصر في الشهادات ، الأمانة ، الخبرة .. فإذا توفرت هذه الشروط في شخص يخالف عقيدتنا فهو أحق بالوظيفة ، وهذا هو الأسلوب العلمي الذي يرمي إليه الإسلام .. ونحن لدينا تجربة مع السودانيين من غير المسلمين في جميع مرافق الدولة ، وقد كانوا نماذج في الدقة والانضباط والأمانة ، وخير مثال على ذلك هيئة السكة حديد في عهدها الذهبي ..
    إن الصراع المسلح الذي كان دائراً في السودان بين الشمال والجنوب قبل اتفاقية السلام في يناير 2005م ، إنما ارتكز على أسباب كلها تنبع من العقائدية والعنصرية .. ولذلك فإن الارتفاع في الوعي بخطورة هذه الدعوات يعمل على إرساء دعائم السلام الشامل .. لقد كان الأستاذ محمود يجمع قتلى الطرفين أثناء الحرب ويقول: نحن السودانيين فقدنا كذا من أبنائنا .. إن الحل لجميع هذه المشاكل المعقدة إنما هو في نشر الوعي من خلال الصراع الفكري في المنابر الحرة .. ولذلك فإن تكاتف جميع أفراد الشعب بالتمسك باتفاقية السلام وحمايتها من الانهيار ، هو واجب المرحلة التي نحن فيها حتى لا تتكرر تجربة الحرب مرة أخرى ، ومعلوم أن كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها .. هل هذا هو تأييد لنظام الإنقاذ؟ التأييد للاتفاقية ، وإذا سار النظام في تطبيقها فبقاءه مرهون بفوزه بالانتخابات .. نحن نؤيد مبادئ دستورية ينص عليها الدستور الانتقالي ، ولذلك فإننا نعمل مع من يحترمها ونختلف مع من يعمل على تقويضها ..
    هذا وقد لخص منشور (هذا .. أو الطوفان) الصادر بتاريخ 25/12/1984م ، والذي كانت نتيجته الإعدام لأستاذ الأجيال ، مطالب الجمهوريين في: إلغاء قوانين سبتمبر 1983م ، الحل السياسي لمشكلة الجنوب ثم إقامة المنابر الحرة .. والآن فإن جميع هذه المطالب قد تحققت بقدر طيب على الواقع يمكن البناء عليه وتكميله بالحوار الموضوعي ، من أجل خلق رأي عام ضد الهوس الديني يقوم على المعرفة بأصول الإسلام .. إذن المطلوب اليوم هو زيادة حضور قادة الفكر الإسلامي المستنير في الميدان السياسي ..
    فيما يلي نقدم أضواء على مسيرة الإنسان في مرحلة البشرية الحاضرة ، منذ آدم أبي البشر والى يومنا هذا من (ديباجة الدستور) في الفقرة التالية:
    34) ((اليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي ، و رضيت لكم الإسلام دينا..)) هذا اليوم ، هو يوم عرفة ، من سنة عشر للهجرة ، و هو يوم حجة الوداع ، و قد كان يوم جمعة.. هذه الآية هي آخر ما نزل من القرآن .. و لقد لبث النبي بعدها بين الناس ، بقية ذي الحجة ، و محرم ، و صفر ، ثم لحق بالرفيق الأعلى، و كان ذلك يوم 12 ربيع الأول ، من السنة الحادية عشرة ، من الهجرة المباركة.. لقد كمل يومئذ إنزال القرآن ، و لكن لم يكمل بيانه ــ و لن يكمل ، لان بيانه عند الله ، حيث لا عند ( ثم ان علينا بيانه))، هكذا قال ربي العظيم ، و ما علي الله بيانه لا يقع الفراغ من بيانه ، لأنه مطلق ،(( و كل يوم هو في شأن)) .. و لقد بين ،تبارك و تعالي ، لنبيه قدرا عظيما منه ، و لكنه نهاه عن تبليغه للامة ( نحن معاشر الأنبياء، امرنا ان نخاطب الناس علي قدر عقولهم )).. و لقد أرشدنا ، تبارك و تعالي ، إلى الطريقة التي بها نكون مهيئين لتلقي البيان منه ، تبارك و تعالي، فقال ( و اتقوا الله ، و يعلمكم الله و الله بكل شيء عليم .. )) و قال النبى الكريم( إنما أنا قاسم، و الله يعطي، و من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين ..)) فالنبي جاء ليعلمنا كيف نتقي الله حتي يعلمنا الله .. فقوله (( إنما أنا قاسم )) يعني أرسلت بالشريعة لأعلمكم كيف تتقون ، و أرسلت بالطريقة أيضا لأكون لكم قدوة بإتباعها تزيدون في تقواكم لله ، فيعلمكم الله ،(( و الله بكل شيء عليم )) .. فهو يعلمكم بقدر استعداد المكان منكم للتعليم . (( و من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين )).. و اليوم ، بفضل الله ، ثم بفضل إتباع النبي الكريم ، يدخل في الوجود زيادة بيان للقرآن يناسب القرن العشرين ، حتي يكون الإسلام ، و القرآن ، للناس ــ جميع الناس ــ ملاذا ، و مفازة .. ان " لا إله إلا الله “ اليوم لا تعني : " لا معبود بحق إلا الله “ ، و إنما تزيد علي ذلك المعني، فتصبح ( لا فاعل لكبير الأشياء ، و لا لصغيرها ، إلا الله )) .. يقول تعالي ( و كأين من دابة لا تحمل رزقها ، الله يرزقها ، و إياكم، و هو السميع العليم* و لئن سألتهم : من خلق السموات، و الأرض، و سخر الشمس، و القمر؟؟ ليقولنّ: الله .. فأنّي يؤفكون* الله يبسط الرزق، لمن يشاء من عباده ، و يقدر له .. ان الله بكل شيء عليم ..)) فكأن الناس يردون فعل الأشياء الكبيرة إلى الله ، و لكن فعل الأشياء الصغيرة ينسبونه للمخلوقات ، من دون الله .. و إنما جاء ذلك لوهم الإرادة التي ورطتنا فيها حركاتنا التلقائية .. نحن نظن ان عندنا إرادة مستقلة ، عن الله ، سبحانه و تعالي، بها ننفذ الأعمال الصغيرة، التي تتطلبها حياتنا اليومية ، في هذه الدنيا ، مثل تدبير الرزق ، و هو اكبر شيء رسب الخوف في صدورنا، منذ نشأة الحياة ، بين الماء ، و الطين ، في سحيق الآماد.. و لقد ساق الله لنا هنا الآية الأولى عن الرزق ثم ساق الآية الثانية عن خلق السموات ، و الأرض ، و تسخير الشمس ، و القمر.. و ساق الآية الثالثة عن الرزق أيضا .. نحن لا دعوي لنا في خلق السموات ، و الأرض، و لا في تسخير الشمس ، و القمر .. هذه لا طاقة لنا بها ، فلا دعوي.. و لكن لنا طاقة بتدبير الرزق بالزراعة ، و بالتجارة ، و باحتراف الحرف المختلفة .. و لذلك فقد تورطنا في الدعوي ههنا .. و استولي علينا عقل المعاش .. و ركز فينا خوف الجوع ، وخوف الموت بالـجوع ، و امرنا بالبخل ، و بالحرص ، و بالادخار ، و بالعداوة ، و بالحرب، و بكل مذام الصفات .. هذه هي الأصنام التي نعبدها اليوم ، لا الأصنام الحسية .. لقد كانت الأصنام الحسية ، في حينها ، رمزا، مجسدا ، لهذه المعاني.. كانت الأصنام الحسية رمزا للإرادة البشرية و تسويلاتها المختلفة التي أملاها علينا الجهل، في سحيق الآماد . و لقد جاء تبارك و تعالي ، في فاصلة الآية الأولى بقوله ( و هو السميع العليم)) .. و في فاصلة الآية الثالثة بقوله ( ان الله بكل شيء عليم )) و جاءت فاصلة الآية المتوسطة بين الآية الأولى ، و الآية الثالثة ، بقوله ( فأنى يؤفكون؟؟ )) .. و ((يؤفكون)) هنا تعني ((يصرفون)) .. كأنه قال ( فكيف .. يجهلون؟؟)) .. عبر، تبارك و تعالي ، في ثلاث الآيات عن العلم ، إشارة إلى وجوب الخلاص من وهم الحواس ، و وهم العقول التي أملت علينا وهم استقلال الإرادة .. ان صنمنا الأعظم اليوم إنما هو الإرادة البشرية المتوهمة التي تعارض الإرادة الإلهية المحققة..
    ,
    35) الآية العظيمة التي صدرنا بها حديثنا هذا ، و هي ( اليوم أكملت لكم دينكم ، و أتممت عليكم نعمتي ، و رضيت لكم الإسلام دينا ..)) أخطأ في فهمها جميع علماء الإسلام ، حين ظنوا ان كل ما يخص الدين قد كمل، و ان ليس هناك أمر مستأنف، يجيء فيما يقبل من الزمان .. و الحق ان الدين كله أمامنا .. و انه لمن فضل الله، علينا ، و علي الناس ، ان جاءتنا هذه البشارة، بان الله اكمل لنا ديننا ، و أتم علينا نعمته ، و رضي لنا الإسلام دينا .. معلوم ان الإسلام قد جاءت به جميع الرسالات السماوية ، من لدن آدم ، و إلى محمد ، و قد قال المعصوم خير ما جئت به ، انا و النبيون من قبلي :" لا إله إلا الله ") .. اللفظ واحد ، و التحصيل يختلف ، بين الأمم ، و أنبيائها، و بين الأمم ، فيما بينها ، و بين الأنبياء، فيما بينهم .. و اكبر تحصيل ، في ذلك : بين الأنبياء ، ما قيضه الله، تبارك و تعالي، لنبيه الكريم .. وأكبر تحصيل ، فى ذلك : بين الأمم ، ماقيضه الله لأمة نبيه الكريم ــ أمة المؤمنين .. فأما عند الأمة المؤمنة ــ أمة المؤمنين ــ فقد كانت تعني " لا إله إلا الله " . لا معبود بحق إلا الله .. و قد سبق ان قررنا ذلك .. و أما عند النبي فقد كانت تعني " لا فاعل، لكبير الأشياء ، و لا لصغيرها ، إلا الله !!
    و الدين الذي أشارت له الآية السابقة ، هو الدين الذي أشارت اليه آية :" فأقم وجهك للدين حنيفا ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ،ذلك الدين القيم .. و لكن اكثر الناس لا يعلمون.." هو الفطرة ــ " فطرة الله التي فطر الناس عليها " ، جميع الناس .. و لقد قال النبي ( كل مولود يولد علي الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ..)) و هذه الفطرة لا يقع عليها الكبت ، و إنما يقع الكبت علي حواشيها ــ هي في سويداوات القلوب.. و لذلك قال تعالي عنها ( لا تبديل لخلق الله)) .. و لقد سبقت الإشارة إلى الكبت ، و قلنا سببه الخوف العنصري ، و به انقسم الإنسان على نفسه ، و بهذه القسمة ارتفع فوق مستوي الحيوان ، و اخذ الخطوة الأولى في سيره إلى مقام إنسانيته .. و ستكون الخطوة الثانية في فضّ الكبت .. و بفضّ الكبت يصل السالك إلى فطرة الله التي فطر الناس عليها ، في سويداوات القلوب.. و لقد وقع الكبت بين عقل المعاش ، و عقل المعاد..
    و عقل المعاد هو طبقة العقل التي تلي عقل المعاش فيما بينه و بين سويداء القلب .. و طبقات العقل سبع ، تطابق النفوس السبع ، عند أصحابنا السادة الصوفية.. و تطابق أسماء الصفات السبع : الحي ، العالم، المريد ، القادر ، السميع ، البصير ، المتكلم .. فالحي في سويداء القلوب و هذه ــ الحياة ـــ هي الفطرة ــ فطرة الله التي فطر الناس عليها ..

    36) بالكبت أخذنا أول خطوة في طريق السير إلى مقام إنسانيتنا .. و بفضّ الكبت نصل إليها .. و لقد ذكرنا ان التطور، في مضمار البشرية ، منذ ان ارتفعت فوق مستوي الحيوانية بالكبت ، ظل في نطاق الكبت .. و الكبت سببه الخوف .. و الخوف سببه الجهل بالبيئة التي نعيش فيها .. و لقد قلنا : ان العلم المادي التجريبي قد رد الكون الظاهري ــ أو قل قد رد المادة إلى اصل واحد ، هو الطاقة.. و عندما وصل الدين إلى معني (( لا إله إلا الله )) بأنه لا فاعل لكبير الأشياء ، و لا لصغيرها ، إلا الله ، فقد رد جميع مظاهر الوجود إلى مظهر واحد ، هو ــ الله ــ الكون مظهر الله في ذاته ــ لقد تحققت وحدة الوجود بتضافر العلم المادي ، و العلم الروحي.. و أصبحت البيئة القديمة بيئة جديدة 00.. هي بيئة روحية في مظهر مادي .. و أصبح علينا إذن ان نتواءم معها.. ثم ان هناك أمرا آخر تقرره الكلمة ( لا إله إلا الله )) .. هذا الأمر هو ان الوجود واحد ، و انه هو خير مطلق، و صرف، و لا مكان للشر فيه ، إلا لحكمة تعليمنا نحن قال تعالي (و من كل شيء خلقنا زوجين،لعلكم تذكرون* ففروا إلى الله .. اني لكم منه نذير مبين)) .." فالاثنينية" مظهر للواحد، و ليست أصلا فيه .. و الحكمة من الاثنينية ان نتعلم نحن ، لان حواسنا التي تؤدي المعاني إلى عقولنا اثنينية ، و كذلك عقولنا .. فنحن إنما نعرف الأشياء باضدادها ــ نعرف الظلام ، بالنور.. و نعرف البرد، بالحر..
    و نعرف الشر، بالخير، وهكذا.. لقد دخل الشر في الوجود ليعرفنا بالخير ..
    و الله خير مطلق.. فان نحن استطعنا ان نتواءم مع خلقه ــ نرضى بفعله ــ لا نري الشر اطلاقا.. و الله تعالي يقول( ما يفعل الله بعذابكم ، ان شكرتم ، و آمنتم ، و كان الله شاكرا عليما ؟؟)).. و في الآيتين السابقتين يأمرنا ، تبارك و تعالي ، ان نفر من الثنائية إلى الوحدة ، حيث ينقطع عنا الشر و يبقي الخير وحده.. هذه المعرفة الجديدة للبيئة القديمة هي التي تحررنا من الخوف .. و بالتحرر من الخوف ينفض الكبت الذي رسبه فينا الخوف الذي دفعه إلى قلوبنا الجهل بحقيقة البيئة..

    37) فطرة الله التي فطر الناس عليها هي ((الحياة)) .. هي حياة الإنسان ،
    و ما حياة الحيوان إلا الخطوة الأولى في السير إلى حياة الإنسان .. حياة الإنسان عالمة و حياة الحيوان جاهلة .. حياة الإنسان هي الحياة الأخرى، و حياة الحيوان هي الحياة الدنيا.. للحياة الأخرى عقل المعاد، و للحياة الدنيا عقل المعاش، و إنما جاء الدين ليهذب عقل المعاش ، حتي يرتفع بنا إلى عقل المعاد .. و لقد ورد في ذلك بعض التفصيل .. و لما كانت حياة الإنسان عالمة، كانت أيضا طائعة لله ، مؤمنة به :
    (( الذين آمنوا ، و لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، أولئك لهم الأمن ، و هم مهتدون..)) و لقد قال ، تبارك و تعالي، في الحياتين ، الحياة الدنيا ، و الحياة الاخري ( و ما هذه الحياة الدنيا إلا لهو و لعب ، و ان الدار الآخرة لهي الحيوان ، لو كانوا يعلمون!!)) و"الحيوان" تعني المبالغة في الحياة ــ تعني الحياة الكاملة ..
    و لقد خلق الإنسان ــ آدم ــ علي هذه الفطرة ـ الحياة الكاملة.. (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) و ذلك في أعلي الجنان ـ في الملكوت ـ عند الله ، و ترد عنها العبارة القرآنية (( عند مليك مقتدر)) من قوله ، تبارك و تعالي ( ان المتقين في جنات، و نهر * في مقعد صدق ، عند مليك مقتدر ..)) .. ثم انه ، من مقام (( أحسن تقويم )) قد رد إلى (( أسفل سافلين)) ، و إنما رد بالأمر التكويني.. و الأمر التكويني يقوم علي حكمة الخلق.. و لقد رد إلى (( أسفل سافلين )) ، و في ذاكرته (( أحسن تقويم )) ، من اجل ذلك ظل يحلم بالكمال دائما، و يسعي إلى تحصيله .. و لقد قلنا : ان (( أسفل سافلين )) هو مرتبة ادني التجسيد في عالم الملك ــ مرتبة ذرة بخار الماء ــ ذرة غاز الهايدروجين .. و لقد أخذ الإنسان طريقه ، في العودة إلى الله ، من ذلك التجسيد المهين، و ذلك بمحض الفضل الإلهي و لقد انفق في ذلك السير دهرا ، دهيرا .. و لقد عبر ، تبارك وتعالي، عن ذلك بقوله ( هل أتى علي الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * انا خلقنا الإنسان من نطفة ، امشاج، نبتليه.. فجعلناه سميعا بصيرا..)) و هو إنما لم يكن شيئا مذكورا في ملكوت الله لأنه لم يبلغ ان يكون مكلفا ، في ذلك الحين الطويل من الدهر، و إنما كان يتقلب في الحيوات الدنيا ــ حياة الذر ، و الهوام ، و الحيوان .. ثم انه لما برز فيه العقل اصبح منورا بالعقل من أعلاه ، مظلما بالنفس من أسفله .. و ظل علي ذلك متجاذبا بين الواجب ، و يمليــه العقل، و بين الشهوة ، و تمليها النفس .. و كان علي ذلك أيضا خطاء.. و جعـل الله ، تبارك و تعالي ، كماله في هذه النشأة الخطّاءة .. فهو يخطئ ، و يصيب ، و يزيد رصيــد صوابه من ممارسة خطئه .. و لقد قال المعصوم ( ان لم تخطئوا ، و تستغفروا ، فسيأتي الله بقوم ، يخطئون ، و يستغفرون ، فيغفر لهم ..)) و عندما نزل آدم الأول ــ آدم الخليفة ــ منزلة التكليف ، فنبئ ، اسكن جنة الملك ــ جنة الأرض ــ ( و قلنا يا آدم اسكن ، أنت ، و زوجك الجنة ، و كلا منها رغدا حيث شئتما ، و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها ، فأخرجهما مما كانا فيه ، و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ، و لكم في الأرض مستقر ، و متاع ، إلى حين * فتلقي آدم من ربه كلمات ، فتاب عليه ، انه هو التواب الرحيم * قلنا اهبطوا منها جميعا ، فأما يأتينكم مني هدي ، فمن تبع هداي ، فلا خوف عليهم ، و لا هم يحزنون * و الذين كفروا ، و كذبوا بآياتنا ، أولئك أصحاب النار .. هم فيها خالدون )) .. "ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " هذا أول أمر تشريعي لآدم ، بعد الأمر بالعبادة ، و هو تنظيم القوة الجنسية .. و لقد كان هذا أول أمر تشريعي لأسلاف آدم عند ظهور العقل ،و قبل وفرة العلم .. و لقد وردت إلى ذلك الإشارة عند الحديث عن نشأة المجتمع .. و لقد اهبط آدم من جنة الأرض بمخالفة هذا الأمر التشريعي.. و هذه الخطيئة قد جبرت بالاستغفار ، و عاد آدم الخليفة إلى الطاعة ، و الهداية .. قال تعالي في ذلك ( فتلقي آدم من ربه كلمات ، فتاب عليه ، انه هو التواب الرحيم )) .. و لقد كانت تلك الكلمات هي قول آدم ، وزوجه ( ربنا ظلمنا أنفسنا ، و ان لم تغفر لنا ، و ترحمنا ، لنكونن من الخاسرين )).. لقد اهبط آدم من جنة الأرض ــ و ذلك ، في مستوي من المستويات ، رد من (( أحسن تقويم )) إلى (( أسفل سافلين )) كما رد ، أو اهبط ، بعض ذريته ، من بعده ، و لا يزال هذا يجري ، و سيظل يجري ، مع كل خطيئة ( و ذا النون إذ ذهب مغاضبا ، فظن ان لن نقدر عليه ، فنادي في الظلمات ، إلاّ اله إلا أنت، سبحانك ، اني كنت من الظالمين * و استجبنا له ، و نجيناه من الغم ، و كذلك ننجي المؤمنين )).. و عن قوم سبأ يخبرنا ، تبارك و تعالي ،( لقد كان لسبأ ، في مساكنهم ، آية : جنتان ، عن يمين ، و شمال ، كلوا من رزق ربكم ، و اشكروا له بلدة طيبة ، و رب غفور * فأعرضوا ، فأرسلنا عليهم سيل العرم ، و بدلناهم ، بجنتيهم ، جنتين ذواتي أكل خمط ، و اثل ، و شيء من سدر قليل ))..

    38) لقد اهبط آدم الخليفة من جنة المعاني ، في الملكوت ، إلى جنة المباني ، في الملك ، بالأمر التكويني، و علي الأمر التكويني تقوم حكمة الخلق ، و لا تقع ، في الأمر التكويني ، معصية ، فما فيه غير الطاعة .. ثم ان آدم قد اهبط من جنة الطاعة ، حيث الرغد ، و الوفرة ، إلى جنة الشقاء ، و الضيق ، لما عصا الأمر التشريعي ، (( و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )).. و قال تعالي عنه ( و عصي آدم ربه فغوي)).. و هو إنما عصي لأنه استمع لأمر الشيطان ، و نسي أمر ربه: (( فوسوس إليه الشيطان : قال : يا آدم !! هل أدلك علي شجرة الخلد ، و ملك لا يبلي ؟؟ * فأكلا منها ، فبدت لهما سوآتهما ، و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ، و عصي آدم ربه فغوي * ثم اجتباه ربه ، فتاب عليه ، و هدي )).. و هو إنما استمع لأمر الشيطان ، لان عقل معاده ، قد كان محجوبا بعقل معاشه ، و هو عقل يسيطر عليه الخوف العنصري ، الساذج ، و لذلك فقد طمع في الخلد ، و الملك الذي لا يبلي.. و لقد سبقت الإشارة إلى عقل المعاد و عقل المعاش.. (( ثم اجتباه ربه ، فتاب عليه ، و هدي)) ، هدي عقل معاشه بالتهذيب بالعبادة ، و بالعقوبة ، ليسير به إلى عقل معاده ، حيث يعرف القيم ، فيطيع أمر الله ، و يعصي أمر الشيطان ، و لقد قلنا ان المعصية لا تقع في الأمر التكويني ، فليس ثمة إلا الطاعة .. و قلنا علي الأمر التكويني تقوم حكمة الخلق .. و أما علي الأمر التشريعي فتقوم حكمة التعليم .. و في الأمر التشريعي تقع المعصية ، و تقع الطاعة .. والأمر التكويني مسيطر علي عالم الملكوت و علي عالم الملك ــ علي عالم العقول ، و علي عالم الأجساد ، علي السواء.. و لهيمنة الأمر التكويني ، علي الأمر التشريعي ،فليست هناك معصية ،في الحقيقة، و إنما المعصية في الشريعة ــ في حكم العقل .. و في هذا سر التسيير ، و التخيير ، الذي شغل ، و لا يزال يشغل ، عقول المفكرين ، من علماء الدين ، و من علماء الدنيا .. و الحكمة وراء المعصية ، إنما هي ترويض العقول ، لتسير ، بالممارسة ، من المعصية إلى الطاعة ، حتى تصبح مطبوعة علي الطاعة ، و هي مختارة لها ، و مقتنعة بقيمها .. لقد خلق الله ، في الملكوت ، خلقا مرحليين ، و ضرب عليهم الطاعة ، فهم (( لا يعصون الله ما أمرهم ، و يفعلون ما يؤمرون )) .. هم بذلك علماء ، و لكنهم ليسوا أحرارا .. و خلق الله في الملك خلقا مرحليين ، و ضرب عليهم المعصية ، فهم لا يطيعون ..اولئك هم الملائكة .. و هؤلاء هم الأبالسة ، و عدم الحرية في أولئك ، و هؤلاء إنما هو أمر مرحلي .. ثم ان الله خلق ، بين أولئك ، و هؤلاء ، خلقا هم البشر .. الملائكة عقول بدون شهوة.. و الأبالسة شهوة ، بدون عقول ، و البشر شهوة ، ركبت عليها العقول لتسوسها .. و جاء الشرع ليقوي العقول علي هذه السياسة ، فتسير إلى الطاعة ، و هي مدركة ، و عالمة ، فتكون الحصيلة : العلم ، و الحرية ، و ذلك بفضل الله ، ثم بفضل كمال النشأة البشرية ، التي أعطيت حق : الخطأ .. و بهذه النشأة اصبح سائر بشر اكمل ، مآلا ، من سائر الملائكة .. و لا يكمل الملائكة ، و لا الأبالسة ، بان يكونوا علماء ، و أحرارا ، حتى يدخلوا في هيكل الإنسان ..


                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de