الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2008, 03:56 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    صلاح البندر: هل غرق في سحر المعلومة..؟
    بقلم صلاح شعيب
    يفترض المرء أن التجارب البحثية القيمة التي يمتلكها الدكتور صلاح البندر كان ينبغي أن تجعله قادراً على النفاذ إلى حلول لِكُنه القضايا التي هو بصدد بحثها، وفوقاً عن ذلك فإن البندر يملك أيضاً من زخيرة المعرفة بالمعلومة وبأهميتها ما تتيح له قراءات متقدّمة للمشكل السوداني أو العربي أو الإنساني عموماً.
    وكل هذه التفردات في شخصيته المتواضعة تجعلنا ننظر له كباحث، المأمول عنده هو العثور على حلول منطقية وعملية يقود الناس إليها وبالتالي يتم النظر إليه كعقل ملهم ومستنير، وكذات مجتمعية نرتجي منها إعادة المثابرة لروح السودانيين الذين يظنون أن الأزمة التي يعايشونها يمكن أن تزول.
    بيد أن الدكتور الفاضل كاد يحبطني -عبر ندوة أقامتها الجالية السودانية في واشنطن- بمعلوماته الغزيرة التي قبضت على روح الاستشراف التي تميّز المفكر والباحث، وعليه إنتهى إلى روائي يجيد الانغماس في التفاصيل، حتى الدقيقة، من دون أن يضفرها في مشروع فكري لإحياء ذلك الأمل السوداني، بل وجدته مفتوناً بامتلاك المعلومة أكثر من أن نكون نحن مفتونين بما في جرابه من معلومات حلول لقضايانا، ولا أعتقد أن عقلاً باحثاً مثل صلاح البندر يفتقد الإمكانية لتقديم الرؤى المشجعة لقوى التغيير الديمرقراطي، ولكنه آثر أن يطلق لخياله العنان في الاتجاه السلبي ليؤسطر الواقع بإنطباع ينهي أي طموح لتغييره.
    وفي اعتقادي أن المعلومة هي الأمر القيم، وهي وسيلة الباحث والمواطن لاتخاذ الموقف وليست غايتهما، ولكن مشكلة شعبنا السوداني الكريم لا تكمن في غياب المعلومة ولكن في طريقة التعاطي معها وتحويلها إلى حافز للتغيير، وحينما قال المرحوم محمود محمد طه إن الشعب السوداني لا تنقصه الأصالة وإنما غياب المعلومة كان يقصد أن الشعب لم يتوافر وقتها على وعي بالمعلومة العامة ولم يقف على وعي معلوم بالقيادات التي تدبر شأنه.
    ولكن نحن نقول مع التقدير أَجلَّه لذلك الشيخ الوقور، الزاهد محمود محمد طه -والذي راح ضحية غياب المعلومة عن همه الديني الإصلاحي- إن المعلومة حول الشأن الوطني متوافرة في «صينية غداء» المواطن وفي آثار التعذيب التي يتحسس الفرد نتوءاته حين يتلقى حماماً دافئاً ويلحظها في الشوارع التي صرفت عليها الدولة ما صرفت ثم دثرها التراب بعد حين نسبة لخريف متوسط الأمطار، والمعلومة كامنة في تناسل أملاك الأثرياء من زملاء الدراسة أو زملاء الحي أو هؤلاء الجهويين الذين انتهوا إلى المتاجرة بقضايا مناطقهم.
    والمعلومة غير متخفية في تناطح العمارات لهؤلاء الناشطين في جبهة العمل العام. ولعل الأسلوب المتكاسل الذي يسيِّر به الإداريون دولاب الدولة لا يخفيها، وربما تكمن المعلومة في الإحساس بجهة الذين يسيطرون على حواف السلطة والثروة وفي غلاء الأسعار وفي فساد الذمم وفي نوعية المذلة التي يبذلها الفرد لأهل الولاء حتى يجد البراء من كل شيء، وتكمن المعلومة في الآلاف المؤلفة التي وجدت نفسها في شارع الله أكبر مقطوعة من حبل الوظيفة، على أن ألسنة المعلومة ممدودة بخيلاء في خيابة دليل الملايين التي كان من بينها مجموعات وجدت في الدولة اليهودية منجاة من سعير الدولة الإسلامية، والعياذ بالله.
    كل هذه الأحوال المتمظهرة عياناً بياناً -والتي يمكن لأي مواطن عادي أن يلتقطها من أي قارعة طريق أو مستشفى أو دار رياضة أو في زيارة لسجن النساء أو في شعر هاشم صديق أو في اسكتشات الهيلاهوب- توضح معلومات متنوعة للكيفية التي دبر ويدبر بها القادة أمر البلاد، وكذلك للكيفية التي بها يمكن أن تحدد حول ما إذا كان من الممكن أن يخلق المرء تصوراً عاماً لما ينبغي أن يكون عليه البديل السياسي، والذي يخلق واقعاً تختفي فيه تلك المعلومات المؤسفة وبالتالي يتجسّد لنا الحكم الرشيد الذي يحقق مفاهيم العدالة الاجتماعية والسلام والحرية والوحدة... إلخ،
    ولكن كيف نصل إلى هذه الأهداف الإنسانية ونحن ما زلنا نشرح ونفصِّل في نتاج الدولة الدينية/الإثنية والتي نعرف مسبقاً، مسبقاً، مسبقاً سقوف الخطل في منهجها وتجربتها؟ وهل يجوز بعد كل هذه «السنين المرة» البحث عن معلومة تدلنا على كيفية صنع الدواء للداء اللعين: جدلية المركز والهامش، أو لعبة الديمقراطية والشمولية، أو التراوح بين الإسلاموية والعلمانية، أو تنازع العامل الخارجي مع الداخلي، أو التخاذل بين الشعب والقادة، أو تقديم الذاتي على الموضوعي/القومي، أو سم الجدليات إن شئت.
    وإذا كانت الدولة الدينية ما بعد تجربة مدينة الهدى وتسبيح الملائك في ذوابات النخيل قد أغرقت، ما عدا نموذج سيدنا عمر بن عبدالعزيز، المسلمين في بحور من الدماء، وأنواع من الكهنوت، وفساد في التعاطي مع مجمل الواقع، وتأخر دون ركب الأمم- ذلك الذي وضع الدول الإسلامية في قمة لائحة الدول الفاشلة -فكيف إذاً نستغرب أو نندهش لأسوأ معلومة جديدة ناتجة عن منهج وتجربة هذا النوع من الدولة المجرّبة في التاريخ القديم والحديث؟
    والسؤال الأشق على الفؤاد هو أنه كيف نصل لتلك الأهداف القيمية في وضع بائس كما هو لنا بينما الوضوح في الانحياز الإثني يتجسد على مستوى وسامة الأفراد الذين يسيّرون الدولة وتقعيداتها الأرضية وفي مستوى الاتجاهات الجغرافية للتنمية المنشورة في الصحف وفي مستوى الإستدارة على اتفاقات لمعالجة التظلمات الجهوية وتحويلها إلى ساحة تلاعب وفي مستوى اضمار منهج الخبث والفتنة الذي يقضي على سلامة مرافعات لتظلمات قيض لها حمل الأسلحة والرماح وكلفت المواطن السوداني هذا الرهق والضياع والتمزق؟
    إن المعلومات التي يدركها شعبنا عن سوء مآله وتغرقه من أشعث رأسه حتى أقمص قدميه لا تحتاج إلى باحثين «مهولين» ليعرفونه بها ولا تحتاج إلى نظريات أكاديمية حتى يستوعبها وذلك لسبب بسيط: إذ أنه يكتوي يومياً بتأثيرها عليه ويدفع ثمنها آناء الليل وأطراف النهار، ولعل العبد حين يرفع يديه إلى الله بالدعاء إنما يتمنى أن يزيل عليه الكرب لا أن يمهد له وجود المثقفين الأشاوس ليعلمونه كيف إنه أصبح جائعاً وذليلاً وفاقداً للدليل و«تشابه عليه بقر حلوب أو عجاف».
    إنما شعبنا ينتظر من هذا «الابن».. أو تلك «الابنة» التي أوتيت من الحكمة شرح الطريق للإصلاح، وإذا كان طائر الفينيق ينهض من الرماد وأن الوردة تنبت من «التبن» وأن الصمغ ينبثق من بين أهداب الفروع فإن وظيفة المثقف أن يضع هذه المعلومات في معمل البحث ليخرج لأهله بتصور حلول لحالهم البائس ذاك، لا أن يعمق في أسباب الشقاء ويحبط الهمم أثناء السير نحو المستقبل، ونحن نعرف سلفاً عبر كتب التاريخ أن رهط الأنبياء يأتي بحلول للمشاكل المجتمعية العصية برغم قتامة الواقع، وأن الفلاسفة يمتلكون معلومة الوجود من الواقع الردئ فيعطون العلاج للأزمات المجتمعية، وأن المفكرين في كل ضروب الحياة وهم يسعون لقيادة أمة أكثر معرفة بالمحكات البئيسة، وينحتون أمخاخهم حتى يقودوا الناس إلى طريق التساكن والتسامح، وأن الإصلاحيين في بيئات الأعمال الاجتماعية يقدرون هذا المأزق الإنساني ويدرسونه ثم يملكونا أبواب الفرج القريب أو البعيد. وإذا جاز أن نعدد عن دور الأنبياء والفلاسفة والمفكرين لاحتجنا لأبحاث تشريح.
    إن قيمة المفكّر أن يؤثر، مع امتلاكه لتلك المعلومات القيمة، على واقع الناس وأن يخلق الرؤية الحصيفة والفصيحة التي تجعل المنتجين لهذه المعلومات معطوبين لجهة تغذيتها أو توظيفها لاستمرارية القبح. ثم ما هي قيمة المثقف أو المفكّر حين يستسلم للواقع االمعوج دون أن يستزيد بتراث التغيير الإنساني الذي قاد البشر إلى طريق الهدي؟ وما هي قيمة الناشط الوطني إن كانت وظيفته أن «يعفرت» الواقع بما يحبط دعاة التغيير؟ وما هي قيمة المتعلم الذي يرجوه أهله حين يعجز عن استشراف الرؤى القيمية للبناء والنماء؟ ثم هل كان دور المفكر أن يشتغل فقط عند المحكات السهلة حتى إن تطوّرت وتعقدت راح يطلق لنفسه الخيال حتى تتلبسه التفاصيل؟ وإلى أي مدى يظل التقدير وارداً للعقل الذي لا يبسط في معادلة الخير والشر الوجودية ثم يقنع الناس بإتباع ما يفيدهم.
    إنني كنت وما زلت أكن تقديراً كبيراً للعقلية البحثية للدكتور صلاح البندر التي لها منجزها المكتوب ولكن للأسف غاب ظني في منهجه غير المتماسك وبعجزه في أن يقودنا بخيط فكري واضح لحل أمهات القضايا، وحسبت أن الطريقة التي يعالج بها القضية الوطنية تشعل من النيران ما يصعب إطفاؤها. فمن جهة يقول إنه لا يملك «وصفة سحرية» للواقع ولكنه في مسيس الحاجة لتوظيف المعلومة، يصل بنا إلى أحكام تدمّر أفكار أصحاب التغيير في الشمال وفي الجنوب أيضاً وينتهي إلى القول إن ريك مشار وأهله النوير سيشعلونها حرباً ضراماً ضد الدينكا، وإذا كان من شأن أي باحث أن يصل إلى خلاصاته بالطريقة التي تصنع الخلاف الخلاق فإن هذه الخلاصات لا تنبني على أسس من المنطق والشواهد والتحليل وربما تبقى درباً نحو «ضرب الرمل».
    مثلاً يشكك الدكتور الفاضل في قيمة ما جاءت به اتفاقية نيفاشا على صعيد الشمال والجنوب ولكنه ينسى هذه المكتسبات التي حققتها: «1» ايقاف الحرب التي دمرت الاخضر واليابس وأزهقت الإرواح، «2» إعطاء حق تقرير المصير للجنوب بضمانات دولية، الحق الذي يعطيهم الفرصة لحكم أنفسهم رغم المصائب التي يواجهونها من المركز ومن بعض الإنتهازيين وسطهم في محاولة بناء حاضرهم ومستقبلهم كما يريدون، «3» إن الاتفاقية أتاحت للقوى السياسية سقفاً للحراك السياسي بالمقارنة بما قبله، «4» إنها حررت المركز الذي سيطرت عليه النخب الشمالية من الثقل الاستعلائي الذي مارسوه تجاه الجنوبيين وأنسنت أنفسهم تجاه المختلفين معهم دينياً وثقافياً، «5» إنها أتت بفكر السودان الجديد السلمي المتجاوز لكل الأفكار السياسية للمركز مهما تصعبت الظروف أمام تنفيذه، «6» إنها خلقت الأمل ولو كان ضئيلاً تجاه إمكانية الوحدة والتي تدمر سبلها اماما السلطة في الخرطوم، «7» إنها أنهت إسطورة الثوابت الدينية الخربة التي وظفناها تجاه هؤلاء الاخوة وتجاه الشماليين أجمعين، «8» إنها أعطت الأمل بأن الحوار يمكن أن يكون طريقاً للسلام بين السودانيين المحتربين،«9» إنها مهّدت حرية الصحافة التي تتيح للدكتور الفرصة للتحدث إلى صحف الخرطوم وقراءة أفكاره، «10» وأخيراً وليس آخر فإن الاتفاقية وفرت هذه الملايين من الدولارات التي كانت تذهب هدراً وأوقفت الموت الذي حصد الأرواح، وكم يتوقع المرء عدد الذين سيموتون إن لم يتحقق سلام نيفاشا.
    إن الايجابي في اتفاقية نيفاشا لا يحصى ولا يعد ولكن هل بالإمكان أن نحمل الجنوبيين الفشل في تحقيق أمانينا نحن أهل الشمال والتي يعلم الدكتور إلى أي مدى تقاعست القوى السياسية في تفتيتها بالتقاعس السياسي وتعاون كوادرها النافذة مع النظام السياسي القائم وتماهي مصالحها السياسية والإثنية معه، وهل يدرك الدكتور النحرير أن الحركة الشعبية التي لا تتعدى العامين في التأسيس السياسي لا يمكن أن نحملها وزر الأحزاب السياسية التي تناثرت إلى ملل ونحل بلغت «التسديس» ثم ماذا عن الحركات المسلحة الدارفورية التي تحتاج إلى مايكروسكوب لرصد تشظياتها.. وحين تقول إنه لا توجد وصفة سحرية، هل الاستعانة بمرجعية «القضايا المصيرية» نوع من الترف الفكري. صحيح أن نيفاشا لم تحقق كل رغبات الجانبين ولكن ألا تعتبر في حد ذاتها خطوة للأمام وأن التعمّد البائن في عدم تطبيق بنودها لا يلغي أهميتها كأفضل وثيقة سودانية لإنهاء الصراع بين الشمال والجنوب؟
    ثم يتحدث الدكتور الفاضل عن الرجوع إلى مقررات أسمرا كحل للقضية السودانية، ولكن هل يعتبر هذا شيئاً عملياً أم هو جزء من عقلية نقض الوعود الذي حذَّر منه مولانا أبيل ألير في سفره الوثيقة، ثم ألم نبدأ نحن الشماليين في تجاوز هذه المقررات بنظريات «ترجعون» التي أعادت التاريخ إلى عصر المصالحات..؟ ثم ماذا نقول للمجتمع الدولي الذي شهد المئات من ممثليه في توقيع الاتفاق...؟ وهل هذا النكوص عن الاتفاقية من الحكمة التي يقبل بها الاخوة في الجنوب بعد هذه المرارات تجاه الذهنية الشمالية التي استمرأت التحايل على الوقائع حتى الاتفاقات.. يا أيها الناس أوفوا بالعهود؟
    وإذا كان هناك تقصير في تنفيذ بنود نيفاشا فمن إذاً الذي تحايل على قسمة الوزارات، أولم يكن العقل السلطوي المركزي قبل غيره وهو العقل الذي شتت الحركات المسلحة في دارفور إلى نثارات وأذهب شوكتها.. وإذا كان الجنوبيون قد دارت بهم دائرة الفساد كما يحكي لنا الدكتور ولكن السؤال هل غاب الفساد عن العالم وكيف نقارن فسادهم بالفساد التاريخي للنخبة الشمالية بكل جهوياتها، وهل سكت الجنوبيون عن هذا الفساد أم سعوا إلى فتح ملفاته بالمقارنة لسكوتنا الاجماعي عنه سواء على مستوى الدولة أو المعارضة..؟ وهل يمكن أن نقول إننا تاريخياً قد أفسدنا هذه النخب بذرائع تمييع قضيتهم.. هل لدينا الشجاعة يا دكتور في الجلوس القرفصاء لنضرب الرمل لنتنبأ حول كم من الملايين من الدولارات كلفتنا لتدجين الاخوة الجنوبيين إلى صف الحكومات المركزية وقتل ضمائرهم.
    إن الصورة القاتمة التي يرسمها الدكتور عن مستقبل الجنوب وهي من بعد يعوزها الشهادة إنما تدق أسفيناً في جسد العلاقة بين الاخوة الجنوبيين وكان الأحرى به أن يكون لديه فائض قيمة فضائلية لحث الجنوبيين بمحبة «العابد الناسك» على لملمة صفوفهم الاثنية ورتق ثقوب التمايزات العرقية فيما بينهم وتنبيههم بمحبة لائقة لمصائب الانحياز للعرق بدلاً من إطلاق عبارات الفتنة وتقسيمهم إلى نوير ودينكا والتأسيس الأكاديمي للاحتراب التاريخي الذي لا ينتهي بينهم كما قال.
    إن المهمة الأخلاقية للمفكر أن يطفو فوق الحسابات العرقية ليحولها إلى تألفات في الحياة ويجب ألا ينسينا إنتماءنا العقدي والعرقي من تقديم بوادر عمل «صالح نافع» للذين هم خارج الملة ولا أعتقد أن هذه الضرورات إلا من شيمة الصفاء الروحي والأخلاقي للنشطاء في حقول المعرفة الإنسانية المنمازة، وكما قلت من قبل فإن مسؤولياتنا تجاه الجنوبيين لا تنتهي بإعلان تقرير مصيرهم خصماً على الوحدة.
    إن واجبنا أن نسهم في تأسيس دولتهم إذا كان خيارهم الإنفصال وبنص الوضعيتين الدينية والأخلاقية فنحن مطالبون بالتمهيد لحسن الجوار ناهيك عن أُخوتنا التاريخية للذين يشاركونا في هذا الجوار. ولا يأتي هذا القول اعتباطا وإنما تمليه أيضاً مصلحتنا الاستراتيجية في استقرار الدولة المتصورة ودعمها، ولا أعتقد أن الحدود ستفصل مصالح أهل الأرض فيما بينهم.
    وهل من فكر مستقبلي بناء يمهد لنا تصوراً لكيفية تمتين العلاقة الشعبية بين البلدين، إذا انفصلا، خصوصاً وأن هناك مصاهرات ومصالح بين الجانبين لا تنتهي بنهاية الدولة الموحدة وهل يمكن أن نتصور أن الأخوة الجنوبيين يمكن أن يستعينوا بالكوادر السودانية في بناء الدولة بما يجعل الاستفادة ممكنة لهم ولنا، وهل يمكن أن نشكل تكاملاً في بعض الجوانب، الزراعية والاقتصادية والإعلامية مثلاً لمصلحة الشعبين، وهل لدينا الشجاعة الأخلاقية لإقامة مؤتمرات يشارك فيها الخبراء السودانيون تساعد كوادرهم في تجاوز أخطاء الدولة السودانية فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي في كل جوانب الحياة؟ وهل هناك أفق للتعاون بين المستثمرين السودانيين في الداخل والخارج للإسهام في بناء الجنوب بما يفيده ويفيدنا سواء أصبحت الوحدة جاذبة أم لا؟ وعلى المدى البعيد وإذا تحققت دولة «أنزانيا» التي تصورها الدكتور هل نستطيع أن نطرح تعاوناً بأسس عميقة حول الدفاع المشترك أو العملة الواحدة أو شبكة الطرق التي تربط حركة اقتصادهم باقتصادنا أو حركة تجارتهم بتجارتنا؟
    إن الأمل في الدكتور صلاح البندر لا يزال كبيراً في أن يوظف علمه لمراجعة منهجه في مخاطبة الأزمة السودانية وهو الذي لديه من تراث للنجاح في قضايا الدعوة للديمقراطية في العالم العربي والاهتمام بحقوق الإنسان والبحث حول الكثير من القضايا الإنسانية ما يجعله في طليعة النشطاء العرب والأفارقة في هذا المجال وليتقبّل نقدنا هذا إذا كان الخيار الوحيد المتروك لنا الآن الاختلاف الضروري لصنع الاتفاق المأمول.

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147509680&bk=1
    _________________
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de