الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2008, 03:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! (Re: عبدالله عثمان)


    الرد( الجمهوري) العجيب!
    محمد وقيع الله أحمد
    لم يخب ظني حين حملت ( الصحافة) الغراء اعلانا يقول بان شخصا من اتباع الفكر الجمهوري سيرد على ما جرى على لساني في اللقاء الصحفي الذي اداره الصحفي البارع الاستاذ صلاح شعيب. توقعت حينها- وصدق حدسي- ان يكرر هذا الشخص في رده كل ما طفق يقوله في ردوده التي جاء بها على غيري ممن مسوا محمود محمد طه بنقد خفيف او كثيف. لم اتوقع ان يقول هذا الشخص شيئا لم يقله في الحلقات الممجوجة الطويلة التي رد بها على الصادق المهدي والأخرى التي رد بها على البروفسور عبد الله على ابراهيم، والبروفسور خالد المبارك، والدكتور غازي صلاح الدين وعلماء آخرين. فهذا الشخص لا يكلف خاطره بسوى تكرار العبارات والمقولات القلائل التي يحفظها ويتهافت بعضها على بعض في غير طائل ولا يزيد عليها شيئا كأنه توقف عن التعلم او كأنما رأى ان من خيانة عهد التلمذة ان يتعرف على شيئ جديد في هذه الدنيا بعد أن فارقها محمود. ولا غرو ففي ظن هذا الشخص أنه لا يوجد ثمة علم سوى العلم اللدني الذي اتى به محمود محمد طه وكل الصيد في جوف الفرا!!
    مسوِّغات الرفض التام:
    وقد عاب علي هذا الشخص ان ارفض فكر محمود برمته كما يقبله هو برمته. واورد عبارة طويلة من مقولات شيخه تحداني ان كنت جاداً ان ارفضها على علاتها (او سوى ما فيها من حروف الجر والنصب والتسكين كما قلت!) والعبارة التي جاء بها يتحداني هي:" عندما استعلن النور الالهي بمحمد الأمي من جبال مكة في القرن السابع الميلادي، اشرقت شمس مدنية جديدة، بها ارتفعت القيمة البشرية الى قمة لم يسبق لها ضريب في تاريخ البشرية. ولقد قامت تلك المدنية الانسانية الجديدة على انقاض المدنية المادية الرومانية في الغرب، وعلى انقاض المدنية المادية الفارسية في الشرق، ولقد بلغت هذه المدنية الانسانية الجديدة أوجها، من الناحية النظرية على الاقل غداة انزل الله تعالى على نبيه الآية التي صدرنا بها هذا السفر، وهى قوله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناًً". وقد تساءل مجادلي بعد ان اورد هذا النص قائلا:" فهل يختلف وقيع الله مع كل ما ورد في هذا النص أم يتفق مع بعض ما ورد فيه بخلاف حروف الجر والتسكين والنصب؟!"
    وعلى مجادلي هذا الا يندهش اذا اجبته باني بعد ان اخرج الآية الكريمة التي في هذا النص، فاني اختلف مع النص على الجملة والتفصيل، وذلك لاني اقرا هذه النص المحمودي الخبيث على ضوء مجمل قراءاتي للفكر الجمهوري ( الذي قرأت فيه اكثر من سبعة وعشرين كتابا). والعبارة المفتاحية التي تدعوني لكي ارفض هذا النص على علاته هي قول محمود محمد طه الاحتراسي ان المدنية الاسلامية كانت متفوقة: " من الناحية النظرية على الاقل". فهذه العبارة تفترض بل تتضمن ان هناك رسالتان من دين الاسلام ، اولاهما تلك التي كانت في عهد الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، وعهد صحابته والتابعين الاكرمين، وهي في نظر محمود رسالة الاسلام السلفية القاصرة القائمة على القرآن المدني الذي لا تصلح احكامه لانسانية القرن العشرين. واما الرسالة الثانية فهي رسالة المؤمنين والاخوان الجمهوريين التي جاء بها محمود في السودان والتي كان من المقرر ان تتجلى وتستعلن عند مقرن النيلين بالخرطوم، قبل موت محمود النهائي، وهي التي استشهد صاحبها لصحتها بقول الله تعالى في القرآن المكي: " سنسمه على الخرطوم"، وهي الرسالة الخاتمة التي كانت ستصلح - كما قال - لما بقي من القرن العشرين، ولما بعده كما يجادلنا تابعه هذا الآن.
    وبعد هذا فارجو ان يتقبل مجادلي هذا رفضي الكامل لهذا النص الذي انتخبه بعناية بالغة من فكر شيخه محمود، وعليه ألا يرفع حواجبه من الدهشة لأني تخلصت من الفخ الذي نصبه لي فيه فإني لم اكن لأغفل عن ان النص يحتوي على آية كريمة من قول الله تعالى فاتورط في رفضها من ضمن ما ارفض من قول محمود. ثم اضيف لمجادلي سببا اخر سوغ لى رفض النص بكامله حيث لم يحسن صاحبه استخدام المصطلحات، فـ (التمدن)، وهو المصطلح الذي استخدمه، يعني الجانب المادي من التطور الاجتماعي، وبالتالي فانه قد حصر بقوله هذا رسالة الاسلام وانجازه التاريخي في هذا الجانب المادي القاصر من جوانب الرقي الاجتماعي، ولو استخدم محمود مصطلح (التحضر) لاصاب، لان التحضر يعني الجانب الثقافي والروحي والعقدي في التطور الاجتماعي، وهنا- وكما هو معلوم- يكمن لب لباب الاسلام، فالمسلم الحق، الذي يستلهم الإسلام بشكل حي غلاب، هو انسان متحضر حتى ولوعاش في بيئة مقفرة من كل أسباب التمدن والرفاه الاقتصادي.
    ثم اني لا اعدم سببا آخر أكشف به عن تناقض هذا النص وتهافته، فبينما يشهر صاحبه رفضه الصريح الدائم للقرآن المدني، فانه هنا قد سَهَا سهوة جبارة كبرى هنا حيث استشهد على دعواه بقرآن مدني، بل هو باتفاق علماء المسلمين من بعض آخر ما نزل من الذكر الحكيم!
    وقد استنكر مجادلي هذا اني هجمت على شيخه وقلت انه متحامل على الاسلام ولم ابين:" كيف كان الاستاذ محمود متحاملاً او محرفاً، او معادياً للاسلام". ولو قرأ مجادلي هذا قولي بوعي كامل لاستنبط الحيثيات التي بنيت عليها القول، فاني قد قلت ان محمودا عمل على تقويض أركان الاسلام وهدم دعائمه الكبرى، فانكر الصلاة والصيام والزكاة والحج، فهل من تحامل او تحريف او عداء للإسلام اشد من هذا او اسوأ؟! لقد قلت هذا في الحوارالصحفي عرضا، وقبل ذلك قلته مستفيضا في اطار البحث الذي نشرته بـ ( الصحافة) قبل شهور عن الفكر الجمهوري ونشرته بعض المواقع الإلكترونية مشكورة نقلا عنها، وعلق عليه بعض الافاضل وغيرهم، ولا استبعد ان يكون مجادلي هذا قد اطلع عليه ثم عجز عن مقارعته الحجة بالحجة مكتفيا بملاحقة ظواهر الالفاظ والعبارات في هذا الحوار الصحفي العفوي الذي اجراه معي الاستاذ شعيب في نهاية يوم عمل صاخب، ومع ذلك فانه قد عجز عن نقد شيئ في الحوار ولم يفصح الا عن جهله بلغة الضاد وعجزه عن فهم تصريفاتها واشاراتها واحتمالاتها ومجازاتها، ولم يلزم نفسه بما يلزم من ضرورة التحلي بالأريحية والتخلي عن الحرفية الظاهرية والتعنت والتعبط حتى يتأتى له الفهم الصحيح لما يقال في لغة الضاد في إطاره وسياقه الصحيح، وإلا لما فهم من قولي انني اختلف مع محمود في كل شيء كتبه " فيما عدا حروف الجر والتسكين والنصب!"، اني آخذ نفسي عندما اقرأ افكار محمود بعدِّ كلماته وحروفه، واختبارها فرادى منفصلة، واشغل فكري بفرز ما اقبله وما ارفضه من تلك الكلمات والحروف!!
    انصاف محمود اختياراً:
    ثم لا اجد دليلا على ان مجادلي هذا لا يقرأ بوعي كاف اكثر من ايراده لحيثية استخدمتها للدلالة على عداء محمود للإسلام وقيامه باستخدامها ضدي، فقال :" فاذا كان الأستاذ محمود محمد طه قد اقام فكرته على رفض اركان الاسلام، وتقويض شرائعه ونبذ القرآن المدني، فلماذا وصفه وقيع الله بأنه مفكر عميق وكبير وذلك حيث قال: (اعتقد ان محموداً كان من كبار المتأملين المفكرين في السودان، وكان يعيش احلاماً كبيرة وخطيرة، وهذه هى التي صنعت منه مفكراً كبيراً)؟! نعم لقد قلت ذلك وهو صحيح. فالانسان قد يكون مفكراً عميقا وصاحب افكار كبيرة، ويكون مع ذلك معاديا للإسلام. وهذا القول نفسه يمكنني ان اردده عن مستشرقين كبار قضوا حياتهم في الكيد للإسلام ومحاولة هدمه من امثال ديفيد صمويل مارغليوث، وإغناز غولزيهر، ورتشارد هل، وجوزيف شاخت، ولويس ماسينيون، وباتريشيا كرين، ومايكل كوك، وجون وانسبورا وغيرهم من دهاقنة هذه الطائفة الماكرة التي تفانت في الكيد لهذا الدين تماما مثلما تفانى في الكيد له ولآخر لمحة من عمره زعيم الجمهوريين.
    لقد قلت إن محمود محمد طه مفكر تأملي كبير بهذا المعنى، وبمعنى عام أيضاً، فهو مفكر كبير بأي مقياس من مقاييس الفلسفة والفكر، ولا ينكر هذا الا الجهلة المتعصبون، ولست منهم بحمد الله. ولقد قلت ما قلته في شأن شجاعته وثباته منطلقاً من ركن الانصاف الخلقي، وهو خلقي وطبعي، ولم يضطرني أحد الى هذا القول كما ظن مجادلي ذو العنت الشديد هذا، فقد دفع به ذلك العنت الشديد لكي يقول:" :" ولقد كان الصحافي المحاور منصفاً حين سأل وقيع الله عن ايجابيات الاستاذ محمود، فاضطره ليقول: (كان محمود ثابت الجأش في المحكمة وحتى في قتله كان ثابتاً) وحتى يقلل من هذه الايجابية التي اضطر اضطراراً لذكرها، واصل قائلاً (كثير من الخارجين على الاسلام بدوافع الجذب والشطح والايمان بالاشياء الغامضة، واجهوا مصيرهم بمثل هذا الثبات والابتسام.. والحلاج صلى ركعتين قبل قتله، وهناك آخرون صدقوا مع انفسهم ولكن الصدق لا يعني الصحة والصواب). . واقول لمجادلي هذا انني لم اقل هذا القول اضطرا را ولم يرغمني على قوله الأستاذ صلاح شعيب، فقد سبق ان قلته وقلت ما هو اكثر منه بصدد انصاف محمود في البحث الذي كتبته عن الفكر الجمهوري، ولم يكن حينها يسألني الأستاذ شعيب ولا يسألني غيره، ولقد قلت كل هذا وقلت ما هو اكثر منه عندما اتيح لي ان احاضر عن محمود محمد طه خمس مرات في أمريكا، ولم يجبرني احد على قول ما قلت!! والحق أنني استطيع ان ارفض افكار محمود محمد طه وانتقدها أشد النقد، ولكن لا يمنعني ذلك من ان اعترف له بالشجاعة والثبات على المبدأ (ولا أعترف بها لبقية تلاميذه وأتباعه الذين جبنوا وتراجعوا عن اقوالهم وهربوا ومنهم زعيم الحزب الحالي وبعض من يحسنون الجدال الآن). و هذا كله فرع من طبع النصفة والعدل الذي أتحلى به، بحمد الله، وهو طبع يعجز عن فهمه مجادلي هذا - وما كان له ان يفهمه - ولذا جاز له أن يظن أن المحاور الصحفي الماهر صلاح شعيب قد اضطرني للاعتراف بقول الحق!
    مجادلي والتكفير:
    وبدهي أني إذا انصفت محموداً في هذا الجانب، فإني أقول الحق وحسب، ولا يعني ذلك تزكية لمحمود محمد طه ولا نفياً لعدائه للإسلام. ولا اتردد بعد ذلك في القول إن الذي يعادي الإسلام بعد ان كان من اهله، مثل محمود محمد طه، هوشخص مرتد بلا خلاف الا من جانب هواة الخلاف، ولذلك لا اجد مبررا إلا من جانب حب الخلاف لكي يستنكر على مجادلي هذا ان اطلق على شيخه نعت الردة عن الاسلام ويقول:" ولو كان وقيع الله يفهم الاسلام، لعلم ان الاسلام في اصوله ليست فيه ردة، لأنه اعطى حرية الاعتقاد، قال تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)!! وللعلم ان الاسلام في هذا المستوى الرفيع يتفق مع مواثيق حقوق الانسان.. وان هذا هو المستوى الوحيد الذي يمكن ان تتحقق به الديمقراطية التي حدثنا عنها وهو لا يدرك كنهها؟!"
    لقد حلا لهذا الانسان الجدلي المنافح عن ضلال الشيخ وردته ان يأخذ آية من القرآن الكريم ويستشهد بها على اباحة الكفر وصحته ويتجاهل غيرها من النصوص المحكمة التي تمنع الكفر وتشجبه وتحاربه ومنها قول الله تعالى:" وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، ومنها قول الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم:" من بدَّل دينه فاقتلوه" وهذا النص يشير إلى التبديل بدين الإسلام ديناً آخر. نقول هذا منعا للالتباس على صاحبنا هذا المجادل الذي لا يفهم من عبارات الضاد الا ظواهرها ودلالاتها السطحية المطلقة ولا يدرك شيئاً في احتمالات التقييد والتخصيص بمقتضى الاطار والسياق العام!
    وأما تعريف الردة فهو الذي ورد في حديث مسلم:"التارك لدينه المفارق للجماعة" فهو تعريف ينطبق على الشخص المخالف والمشاقق والمحارب للرسول وللإسلام ولجماعة المسلمين والخارج على مواثيق الامة والناصرلأعدائها عليها، وهذا واقع أمر شبيه بما يسمى في الثقافة العلمانية المعاصرة بـ (الخيانة العظمى) والتي يحاكم مرتكبوها بالاعدام في كثير من قوانين البلاد النصرانية العريقة في الديمقراطية.
    وليس الإسلام وحده هو الدين الذي يتفرد بمنع الردة وعقاب مرتكبيها، فتراث الديانتين اليهودية والنصرانية ملئ بالنصوص على حكم الردة بأشد مما ورد في الإسلام. يقول سفر سفر التثنية إن الرب يقول:" وَإِذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرََّأفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ" . وما يزال النصارى وقد عشنا بينهم دهرا وخبرناهم عن قرب يكفرون بعضهم بعضا وتؤمن كل طائفة منهم أنها على الهدى والحق المستبين وان من سواهم يسدر في ضلال مبين.
    وإذا قربنا الشقة وجئنا إلى صاحبنا المجادل هذا فإنا نقرأ له ما يكتبه في مواجهة خصم له من المسلمين، وهو البروفسور خالد المبارك، فيستشهد في حقه بقول الله تعالى :"إن شرّ الدَّوابِّ عند اللهِ الصُّمُّ البكمُ الذين لا يعقِلون. ولو علِم اللهُ فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوْا وهم مُعرضُون" . فهذه الآية الكريمة التي نزلت في حق الكفار، بل شرِّ انواع الكفار على الإطلاق، لا يجوز أن يخاطب بها إلا الكفار، ولا يجوز أن يخاطب بها المسلمون على الإطلاق. ولكن مجادلنا الجمهوري المشتط يستخدمها استخداما معيبا خطيرا بحق احد المسلمين، هو البروفسور المبارك، فهل يمكن أن يعدُّ المخاطب بهذه الآية من قبل هذا الجمهوري حاد الطباع مسلما ام لا ؟! ان كانت الاجابة بالايجاب فقد وقع المحظور وسقط هذا الجمهوري هاوي الجدال فيما ينهى عنه من التكفير والحكم على الاخرين بالردة عن الاسلام، وان كانت اجابته سلبا فليعترف معها، وبمقتضاها، وعلى رؤوس الاشهاد، بانه قد أخطأ في استخدام هذه الاية استخداما مجانباً للحكمة والحصافة وهدي العقل المعافى السليم، وليعتذر ويقل إنه ما ساق تلك الاية في هذا المنحى المنحرف الخاطئ الا بضغط من التوتر ولظى الخصومة الفاجرة التي لا تهدي إلى الرشد ولا إلى صراط مستقيم.
    الحرية له لا لسواه!
    وهذا اعتذار منه لا نرجوه فهذا الشخص الجمهوري التابع لمحمود محمد طه، لا يزال ساعيا أبداً في الهجوم الحاد على خصومه والإساءة اليهم، ومحاولة فرض (وصايته) الفكرية عليهم وعلى الجميع، ولا يحتمل أدنى خلاف في الرأي، ولا يؤمن بأن الحرية حق مشاع ( له ولسواه ). ولدى هذا الجمهوري طائفة من النعوت الشنعاء البشعة التي لا يتردد في وصم كل من يختلف معه في رأي- أي رأي- بها. فهذا الذي يخالفه اما أن يكون جاهلا، أوسطحياً ، أو متناقضا، أو في ذهنه مناطق متفرقة لاشياء كثيرة متنافرة، أو أنه يعاني من انفصام وازدواج في التفكير، أو أنه شخص لا قيمة لفكره ولما يقول. وهذه الفاظ جارحة يطلقها بهدف الإرهاب الأدبي والتمهيد لفرض (الوصاية) على الغير. ولا ريب فشيخ هذا الفتى هو محمود محمد طه القائل عن الشعب السوداني بجملته: " إن هذا الشعب يحتاج الى وصاية على أن تكون وصاية مخلصة رشيدة ". ولا ريب أن سائر من يرد عليهم في مقالاته الصحفية الصاخبة المتوترة، نمثل في نظر هذا الجمهوري التابع، مجرد أفراد قلائل من جملة هذا الشعب السوداني الذي يحتاج إلى (الوصاية) المخلصة الرشيدة. اما هو ? على قلة علمه وشأنه - فإنه ولا ريب - ولا عجب - (الوصي) الذي لا يسمح لنا بأن نعتقد أو نفكر أو نقول إلا بما يشاء لنا ونسكت عما لا يريد!
    التحريض ضد الأنصار!
    ولذلك انكر علي قولي عن شيخه إنه كان يتآمر مع عصابة مايو ضد الأنصار وقال:" وحين ذكر الصحافي ان هناك من يقول بأن محاكمة الاستاذ محمود كانت عملاً سياسياً اجاب وقيع الله (قد يكون.. لكن هو ايضاً لم يكن بريئاً من التآمر السياسي ضد خصومه. وقد تآمر مع حكومة نميري والشيوعيين ضد الانصار، وايد ببيانات كثيرة ضرب الانصار يوم ضربوا في الجزيرة ابا عام 1970م..) ولم يخبرنا وقيع الله كيف تآمر الاستاذ مع حكومة نميري ضد الانصار؟! او ماذا جاء في احد البيانات التي قال انها كثيرة؟!" .. ويا لشقاء مجادلي هذا فهاهو يطلب بنفسه مني الآن أن أتكلم، وها قد حان الحين لأخبره الخبر اليقين. فقد ظل حزبه الجمهوري يؤيد الحكم الشيوعي المايوي ويشيد بقيامه بسحق الأنصار الشرفاء.
    وفي هذا يقول محمود محمد طه مشيدا بالنظام المايوي -:" ان النظام الحاضريجد تبريره الكافي في انه منذ البداية سار في اتجاه تصفية الطائفية بصورة لم يسبق لها مثيل في العهود السابقة ولا يمكن لهذا الشعب أن يدخل عهد كرامته ومن ثم ديمقراطيته الا اذا تخلص من النفوذ الطائفي، و ليست الطائفية تنظيما فحسب وانما عقيدة .. و لا تحارب العقيدة بالسلاح وان حورب التنظيم بالسلاح. وانما يجب أن يسير مع السلاح الذي أضعف التنظيم "الطائفي" نشر الوعي بالدعوة الى الاسلام الصحيح"... قال محمود محمد طه هذا القول النُّكر المستنكر في حواره مع عبد الله جلاب. وفي ذلك الحوار نفسه قال:" إن هذا العهد قد قوض نظام الأحزاب الفاسدة ، وهو قد ضرب الطائفية ضربة كسرت شوكتها ولكنها لم تقتلع جذورها". إن هذا هو قول محمود محمد طه بنصه وفصه أدلى به للصحفي المايوي عبد الله جلاب في يوم الاثنين 11-12-1972م. وكما هو واضح فإن صاحب القول لا ينكر في هذا النص استخدام السلاح ضد الأنصار، بل إنه يقر ذلك ويؤيده، ويبدو وكأنه يحرض على المزيد من استخدامه.
    والآن فماهو هذا السلاح الذي استخدم ضد الأنصار، ولم يعترض محمود على استخدامه بل أقره ووافق عليه وبدا كأنه يحرض على المزيد منه حتى يكتمل كسر الكيان الأنصاري عسكرياً و يتم اقتلاعه تماماً من جذوره العقائدية الغائرة؟؟ إنه ليس سوى سلاح الطيران الرهيب الذي اجتلب من الخارج وتم به حصد الألوف المؤلفة من جماهيرالأنصار الأطهار، وهدم به مسجدهم الجامع العامر المسمى بمسجد الكون بالجزيرة أبا، و هشم بوابل قصفه قصر امامهم الإمام الهادي المهدي، ذلكم الزعيم الوطني الديني الكبير الذي نهض يقاوم المد اليساري الباغي حتى قتل دون ذلك فيما نحسبها شهادة كريمة له رحمه الله تعالى.
    إن في هذا الكلام الموثق الذي ننقله عن عبد الله جلاب والذي هو موجود حتى الآن - ونرجو أن يظل موجودا ابدا- بالموقع الإلكتروني للحزب الجمهوري، لرد كاف على مجادلي هذا الذي كتب بـ (الصحافة ) يرد علي وينكر قولي بأن محمود محمد طه كان يؤيد ضرب الأنصار بالجزيرة أبا. ومن أسف فإن هذا الشخص الذي ينعي عليَّ جهلي وقلة اطلاعي على مصادر الحزب الجمهوري لا يدري هو نفسه شيئا عن وجود هذه المقابلة الصحفية الدامغة والمدمرة على الموقع الإلكتروني لحزبه. وبهذه المناسبة فأرجو ان يكون في إيرادي لهذا النص على صفحات (الصحافة) الغراء رد مباشر كذلك على من علقوا على حواري مع الأستاذ صلاح شعيب على المواقع الإلكترونية، وقاموا بالرد النافي على من سألوا عن صحة قولي ان زعيم الجمهوريين لم يكن بريئا من الناحية السياسية وانه حرض ببياناته واقواله على ضرب الانصار، وزعم هؤلاء النفاة ان ما قلت انه موجود على صفحات الانترنيت من هذه الاقوال غير موجود فيها لدى التحقيق.
    وفي الحق فاني قد حزنت كثيرا لدى قراءتي لتعليقهم ذاك، لاني كنت أظن ان هذا الشباب الطالع الذي يكتب هذا الكلام على شبكة العنكبوت ادرى مني بما هو موجود على تلك الشبكة او غير موجود. ولقد قلت لنفسي على إثر ذلك اني لا ألزم نفسي باحضار هذا النص لهؤلاء الشباب من مصدره - وهوالموقع الإلكتروني للحزب الجمهوري!- طالما اني ارشدتهم إلى طريق الوصول اليه. ولكني اكتشفت بأني قد اسأت التقدير بلا ريب، فهذا شخص جمهوري كبير يقول إنه يحمل شهادة دكتوراه ( في علم لا ادري ماهو)، ويزعم انه على صلة بمناهج النظر والبحث والتحقيق، ثم لا يدري بعد ذلك شيئا عن وجود هذا النص من عدمه في أدبيات الحزب الذي ينتمي اليه!!
    الفرق بين القيم والآليات :
    وضعف مجادلي هذا في مناهج النظر والتحليل هو الذي اورده موارد العطب والخلل الفكري في نقده إياي. فهو لا يستطيع ان يفرق ما بين (القيم المثالية) و(الآليات العملية). ولذلك لم يفهم من قولي ان المسلمين لا يحتاجون الى استيراد قيم سياسية غربية، وانه لا مانع في الوقت نفسه من أن يسترشدوا ويستفيدوا من آليات التجارب العملية في الديمقراطية الغربية الا على انه قول مضطرب متناقض، ذلك مع اني ضربت الامثلة الواضحة لنوعية التجارب التي اقصدها بالآليات التطبيقية البحتة كمراكز البحوث، واللجان البرلمانية في الكونغرس ومجلس العموم، وأساليب التدريس بمدارس التعليم العام في البلاد الغربية، ونحو ذلك، فهل هذه (قيم مثالية) ام هي (آليات تطبيقية)؟!
    إن هذه بلا أدنى ريب أو خلط مجرد آليات تطبيقية تنّزل بها المثل الديمقراطية إلى أرض الواقع المعاش.إن هذا هو الأمر على جليته برمته، واذا استطاع مجادلي ان يفهمه فهما سطحيا او عميقا، فسيفهم حينئذ ان كلامي لا يتناقض. أما ان كان محتاجا الى مثال آخر ليفهم، فليتدبر إذن هذا المثال الاوضح مما سلف، فهو ادنى للفهم. ان من آليات تطبيق الديمقراطية وسائل متعددة تستخدم لاحصاء الاصوات، فقد تحصى الأصوات الكترونيا، او يدويا، وقد تحصى بالوقوف، أو التصفيق، او برفع الاصوات. وكل هذه الوسائل سائغة ومناسبة ويستخدم كل منها في الوقت الملائم. فهل اذا استوردنا وسائل احصائية كهذه لاحصاء الاصوات من الغرب نكون قد استوردنا قيما سياسية من الغرب؟؟
    قد يجوز هذا الفهم عند من يقول عني:" وحين سأله المحاور بناءً على حديثه السابق (هل نحن محتاجون الى استيراد قيم سياسية؟) اجاب بقوله (لا اعتقد.. من جانب آخر اعتقد ان دراسة وتمثل الموروث الشوري الاسلامي القديم وفهمه بنضج متقدم يكفي في حد ذاته).. ولعله قبل ان يسجل الصحافي هذا الاجابة الواضحة التي فحواها اننا لا نحتاج لاستيراد الديمقراطية من الغرب، وانما يجب ان نتمثل الشورى القديمة ونتفهمها، اذا بوقيع الله يفاجئه بقوله (لكن لا مانع من الاستزادة بالتجارب الديمقراطية العظيمة المتطورة في الغرب، خاصة الولايات المتحدة الاميركية.. وهذه البلاد تمارس فيها الديمقراطية ممارسة حقيقية حية وقوية وناضجة وشريفة..)!!
    ومع ان هذا الإنسان الجدلي قد دل بقوله هذا أنه لا يحسن فهم الفرق بين (القيم) و(الآليات) الا انه يعود ليفقهنا في مثل الشورى والديمقراطية وقيمهما قائلا:" (فالشورى ليست نظام حكم، وانما هى ميكانيكية مساعدة لنظام الخلافة، تلطفه، وتهذبه حتى لا يصبح دكتاتورية سافرة، بل يكون نظام وصاية الفرد الرشيد على القصر.. فالخليفة الحاكم يختار مجموعة ممن حوله سماها الفقهاء مؤخراً (أهل الحل والعقد) يشاورهم في امور الدولة فيستأنس برأيهم، ولكنه يملك ان يخالفهم، فليست المشاورة بملزمة.. فبالرغم من الشورى يظل نظام الخلافة حكم فرد، وهو لهذا يتناقض تماماً مع الديمقراطية.. وآية الشورى من الكتاب قوله تعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين".
    ويقول مجادلي هذا عن الآية الشريفة إنها غير ملزمة فهي بالتالي لا تعني الديمقراطية او الحرية او الشورى. ولا ندري لماذا يريد ان يلزمنا بفهمه هذا القائل ان هذه الآية ليست ملزمة ، فاننا نفضل بدلا من الأخذ برأيه غير الملزم هذا أن نأخذ برأي الإمام السيوطي، رحمه الله، الذي استدل على الزامية الشورى بما أخرجه ابن مردويه عن علي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزم فقال: "مشاورة أهل الرأي، ثم اتباعهم". ونفضل ان نأخذ أيضاً برأي الامام النهضوي الأكبرمحمد عبده، رحمه الله، الذي حدثنا مليا عن مضار الاستبداد ثم قال: " إن الشريعة ... توجب تقييد الحاكم بالسنة والقانون، ومن البديهي الواضح أن نصوص الشريعة لا تقيّد الحاكم بنفسها، فإنها ليست إلا عـبارة عن معاني أحكام مرسومة في أذهان أرباب الشريعة وعلمائها، أو مدلولاً عليها بنقوش مرقومة في الكتب، ولا يكفي في تقيُّد الحاكم بها مجرد علمه بأصولها، بل لا بد في ذلك من وجود أناس يتحققون بمعـانيها، ويظهرون بمظاهرها، فيقومونه عند انحرافه عنها، ويحضونه على ملازمتها، ويحثونه على السير في طريقها، ومن أجل ذلك دعا سيدنا عمر، رضي الله عنه، الناس في خطبته إلى تقويم ما عساه يكون منه من الاعوجاج في تنفيذ أحكام الشريعة، ... وقال تعالى: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون". إذ لا يخفى أن هذه الآية الشريفة عامة في دعوة الملوك وغيرهم، على معنى أن تلك الأمة، أي الطائفة من المسلمين، تدعو الملوك وغيرهم إلى الخير، وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، ليقوم بها الدين، ولا يخرج أحد عن حدِّه، حاكماً كان أو محكوماً».
    فهذا رأي تحليلي وظيفي قيم نظر إلى مهام الأمة على هذا الصعيد وحصرها في ثلاث: أولها تكوين الآراء الصائبة، وثانيها بذلها للحكام عبر الشورى، وثالثها إلزام الحكام بالرأي الشوري الغالب، وقد رأى هذا الإمام الحكيم الملهم في الآية التي استشهد بها دلالة على الشورى، أنها آكد في دلالة من آية الشورى التي أشار اليها مجادلنا من قبل. وعلى الجملة فإن رأي الامام محمد عبده الذي نأخذ به وندين به أقيم بكثير وأقوم من رأي محمود محمد طه شديد التحامل والعداء لدين الله، وبالتأكيد فإنه أقيم بكثير وأقوم من رأي تابع محمود هذا الذي لا يستحي ولا يتورع عن ان يصف حكم الخلفاء الراشدين بأنه حكم ثيوقراطي وانه:" حكم فرد، وهو لهذا يتناقض تماماً مع الديمقراطية" ، و يزعم ان سيدنا أبا بكر الصديق وسائر الخلفاء الراشدين لم ينتخبوا انتخابا حرا من قبل الناس.
    ولو كان لهذا الشخص الجدلي الذي يبتسر القول ابتسارا أدنى معرفة بتاريخ الإمام الطبري الذي سجل وقائع الشورى الأولى، لعرف أن تجربة السقيفة قد أدت إلى اختيار اختيار الصديق خليفة عن طريق الصفوة والجمهور معاً، إذ اتفقت صفوة الصحابة الكرام على اختيار أبي بكر، رضي الله عنه، ثم عرض هذا الاختيار على عامة الناس فوافقوا عليه. وهذا ما يمكن أن يسمى بالانتخاب على مرحلتين، وربما كانت تجربة السقيفة رائدة بهذا المقتضى على ما يعرف في الأنظمة الديمقراطية الحديثة بنظام الانتخاب على مرحلتين. مرحلة الانتخابات الأولية Pri
    maries ومرحلة الانتخاب العام General Election، وهي
    التجربة المعمول بها في الديمقراطية الأمريكية الآن.
    ولو راجع مجادلنا هذا أي تاريخ موثوق لعلم ان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبوا من الصديق، رضي الله عنه، وهو على فراش الموت ان يرشح لهم شخصا للخلافة، فرشح لهم عمر ولم يفرضه عليهم، ولو راجع هذا المشاغب على تاريخ الشورى وتجربتها مرجعا حسنا في التاريخ لكان قد عرف ان أن العملية الانتخابية التي أتت بسيدنا عثمان، رضي الله عنه، إلى الحكم قد استغرقت المسلمين جميعاً بالمدينة، سواء أكانوا من النخبة أو العامة. وأن عملية الانتخاب المبدئي كانت سرية، وربما كانت الحكمة في اتخاذ الغطاء السري لها هو منع احتكاك أصحاب الآراء ببعضهم بعضاً في هذه المرحلة التمهيدية الحرجة. ولكان قد عرف أن العهد قد أخذ على المرشحين جميعا باحترام دستور الدولة، وهو القرآن والسنة. وأن العهد قد أخذ أيضاً عليهم باحترام النظام السياسي المستقر، وهو ما عبَّر عنه عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، بقوله : " وسنة صاحبيك من قبلك ". ولعرف أيضاً أن عهداً آخر قد أخذ على المرشحين باحترام المشروعية السياسية، أي ما تُسفر عنه العملية الانتخابية، وأن اختيارعبد الرحمن بن عوف لسيدنا عثمان، رضي الله عنهما، لم يتولد عن رأيه الشخصي الصِّرف، وإنما من أغلبية الأصوات التي استقرأها، وعضَّد ذلك الاختيار رفض سيدنا علي، رضي الله عنه، لأحد شروط تولي الخلافة، كما حددها ابن عوف، رضي الله عنهما. إن هذا جانب مضئ من تاريخ الشورى يجهله هذا الذي يتطاول على هذا المفهوم الشوري القيمي الإسلامي العظيم ويفضل عليه المفهوم الديمقراطي الغربي الذي لسنا نقف ضده عندما يطبق في بلاده ولكنا نعلن بملء الفم أنا- من الناحية القيمية ? لا نحتاج اليه لأننا نملك ما هو أفضل منه بكثير.
    الجانب الشخصي في الموضوع:
    ويبقى بعد ذلك الجانب الشخصي في الموضوع، وهو اقل الجوانب قيمة واهمية، ولولا ان طاب لمجادلنا الخوض فيه باسهاب لما شغلنا به قراء (الصحافة) الكرام، وإنا لن نشغلهم به كثيرا على أية حال. فمجادلي يتهمني بأني قد هبطت بمستوى الحوار بصورة مؤسفة واني في اكثر من مرة لم افهم مجرد السؤال :" فحين سأله الصحافي: (حينما فكرت الانقاذ في ذلك- يعني الانقلاب- كانت تستند على مرجعية دينية، أم مرجعية ديمقراطية؟) اجاب (ماذا تعني بذلك؟!) وحين قال له الصحافي (لكن الآلية التي كان يعتمد عليها الصادق المهدي ديمقراطية) اجاب (ماذا تعني؟) و ظن مجادلي أني عندما أسأل بلفظة ماذا تعني؟ لا أفهم شيئاً في السؤال. ولم يفهم هذا الشخص المعاظل بالألفاظ أن هذا الأسلوب يستخدم فنياً ومنهجياً في سياقات لغة الحوارالصحفي وغير الصحفي وذلك حتى تتحدد المصطلحات بصورة جيدة وينضبط السؤال على نحو حدي جامع مانع وتأتي الإجابة من ثم مفصلة على قدر السؤال. ولو كان مجادلي من أهل الانصاف لأتى بالمثال التالي من الحوار الصحفي الذي اجراه معي الأستاذ صلاح شعيب: فقد سألني الأستاذ شعيب كالتالي: ان الظروف الاجتماعية في السودان صعبة جدا، فماذا تقول؟ و حينها سألته ماذا تعني بالظروف الاجتماعية ؟ فأجا بـ: أعني بها ظروف المعاش. وبذلك اتضح انه يعني بالظروف الاجتماعية معنى ضيقاً، وهو المعنى الاقتصادي دون غيره من الجوانب الاجتماعية الكثيرة، ولذلك فقد كان حسنا ان اسأله هذا السؤال الاستيضاحي ولم اكن غبيا كما ظن هذا المتغابي عن الحق!
    وقد شاء مجادلي المتحامل أن يفهم من قولي اني اتفادى العمل التنظيمي الجماعي في الحركة الإسلامية لأنه يعرضني للمشاكل وللاحتكاك بالآخرين، إني شخص حاد الطباع وسيئ الأخلاق، واستنتج كذلك أني مدرس يحتد مع طلابه ويسيئ إليهم. وإزاء ذلك فإني على رهان مع هذا الإنسان الجدلي المتعنت فأدعوه لكي يذهب ويسأل عني طلابي أجمعين، وعددهم وفير جدا بحمد الله، وبينهم اليوم بحمد الله، بروفسورات وعمداء في الكليات، فإن وجد فيهم واحدا فقط لا أكثر يقول بأني قد أسأته أو خاشنته أو أحجمت عن معاونته يوما ما، فإني سأقبل شهادته هذه المفردة وكأنها شهادة صادرة ضدي من الجميع.
    وأما محاولة هذا الجمهوري الجامد أن يلزمني بالعمل التنظيمي في الحركة الإسلامية فهي محاولة متطفلة حقا، إذ لا يحق له أن يفرض (وصايته) علي، خاصة لما كان أمري لا يعنيه من قريب أو بعيد. وأما عن قوله إني عندما لا انتظم في داخل الحركة الإسلامية فإني سأجد نفسي في خلاف فكري معها، فمن قال له إني لا أختلف مع الحركة الإسلامية؟! فالحركة الإسلامية ليست صنما يعبد كالحزب الجمهوري.


    http://alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147507498&bk=1
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:38 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:41 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:43 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:49 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:50 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:51 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:52 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:53 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:54 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:55 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:56 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:57 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 02:58 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:00 AM
                                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:01 AM
                                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:02 AM
                                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:03 AM
                                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:04 AM
                                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 03:14 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:06 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 04:08 AM
  رد Mohamed fageer04-02-08, 04:30 AM
    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:05 PM
      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:07 PM
        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:08 PM
          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:09 PM
            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:10 PM
              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:11 PM
                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:12 PM
                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:13 PM
                      Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:14 PM
                        Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:15 PM
                          Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:16 PM
                            Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:23 PM
                              Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:39 PM
                                Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 01:47 PM
                                  Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:44 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-02-08, 02:59 PM
                                      Re: رد عمار محمد حامد04-02-08, 07:21 PM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 00:40 AM
                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:30 AM
                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:34 AM
                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:36 AM
                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:38 AM
                                            Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:40 AM
                                              Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:45 AM
                                                Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:46 AM
                                                  Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:49 AM
                                                    Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:52 AM
                                                      Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 01:58 AM
                                                        Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:03 AM
                                                          Re: رد عبدالله عثمان04-04-08, 02:07 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-02-08, 07:23 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:34 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:35 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:36 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:37 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:39 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:40 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:41 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:42 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:45 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:46 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:47 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:48 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:49 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:50 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:51 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:52 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:53 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:54 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:55 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 00:56 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:02 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:04 AM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:06 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:08 AM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:09 AM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:10 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:11 AM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:12 AM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:13 AM
                    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:14 AM
                      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:15 AM
                        Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:16 AM
                          Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:17 AM
                            Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 01:18 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 03:33 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:06 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 07:44 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:04 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 10:05 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-03-08, 11:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 03:19 AM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-04-08, 00:31 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! عبدالله عثمان04-06-08, 04:51 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de