|
|
 Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
العزيز خالد و الاعزاء جميعا
تحياتي
أعلم أني أنقل صورة لم نألفها عن الابيض و لكن ذلك ما آل اليه الحال ، فمعذرة و صبرا فقد تبقي لدي جزء أخير رقم (6) سوف يعقب هذا . الجزء الاخير سوف أطرح فيه بعض الحلول كمقترح للنقاش.
نواصل (5)
أجمل الأوقات تلك التي كنت أجلس فيها إلي الأخ الصديق الأستاذ/ الحاج عيسي عند تكرمه و تفضله بزيارتي في المنزل ... الحاج بطبعه صبور على الأشياء و مشكلته تكمن دائما في مسعاه إلي (حلحلة) مشاكل خلق الله و التي أصبحت لا تعد و لا تحصي ... حدثني عن اتساع رقعة المدينة فحكيت له عن مشواري و مشاهداتي في رحلتي من لفة ود عكيفة و حتى آخر الصالحين ثم عن الزحام في كل المدينة و خاصة السوق الكبير . الحاج قال: على هذا المنوال يكون الحال في باقي المدينة ، فالأبيض قد تمددت في اتجاهاتها الأربعة إلي مسافات لا تخطر على بال و بالتالي تعداد السكان ... الأحياء تضاعفت إلي عشرة أضعاف على الأقل !! ( و ما يزال العرض مستمرا) و شيء طبيعي أن يصحب ذلك تدني إن لم يكن إنعدام في كل أنواع الخدمات : صحية و تعليمية و أمنية و صحة بيئة الخ.... هنا جال بخاطري فعلا ما يمكن أن يسببه هذا الحال من إنفلات أمني ؟ الخدمات إن كانت لا تفي حاجة الأبيض في حجمها السابق فكيف بالحال مع هذا التكوم الذي إزداد ( ردوما) ؟ و التعليم ..... كنت في زيارة للأستاذ المربي يوسف بشير وزير التربية و التعليم ... الوزارة عبارة عن (ملحق) أضيف إلي مباني مكتب التعليم الأساسية . بعد مشوار إليه و الذي قصدت أن يكون ( كداري) للمزيد من المشاهدة أثناء السير ، استقبلني بحفاوة كردفانية تمثلت في كوب من (الكركدي) البارد كنت في حاجة إليه . تحدثنا بلغة المعلمين أو كما يقول الإنجليز في لغتهم we speak the same tongue ، تحدثنا عن الهموم ... فالرجل مهموم بأعباء وزارة خاوية !! لاحظت عليه علامات الكبر فالرجل ( يمسك المرفعين من اضنينه !!) و الوزارة حالها كحال ( الراسو بوجعو و ربطوا ليه كراعو !!) مدارس تشكو لطوب الأرض من عدم الصيانة و شح الأثاث و الكتب و المعلمين و المتوفر لديها فقط هو الازدحام ... فكيف الحال بعد هذه الأعداد المضاعفة من الوافدين على المدينة ؟ أكبر كارثة حلت بالتعليم في السودان أجمعه و كان لها أبلغ الاثر في تدني مستوي التعليم ، هي وأد معاهد تدريب المعلمين ، من شيخ المعاهد ( بخت الرضـا) و حتى آخرها ... معلم غير مدرب (أخير عدمه) ... معاهد كنا يوما نفاخر بها غيرنا على مستوي الوطن العربي بأكمله ...... فقدنا المعاهد و فقدنا التدريب للمعلمين و بالتالي لا معلم و لا متعلم ... و بدأنا نحيل المعلمين (الخبرة) على المعاش!!! استأذنت الأستاذ يوسف بشير منصرفا لأتركه مع هموم الإعداد للامتحانات و التي كانت على الأبواب . أنا في طريقي خارجا من وزارة التربية و التعليم كنت أسترجع في سري قصيدة أستاذنا المرحوم / عمر قسومة و التي كان يشكو فيها حال المعلم أيامها و لست أدري بماذا كانت ستجود قريحته إن عاش حال المعلم اليوم:
"من كالمعلم في الحياة معذبا
من مثله يسعي وراء سراب
أفنيت في التدريس عمرا ناضرا
فوأدته و دفنته بتراب
قالوا جـحا كانت له ناعورة
إذا أعبت ، أفرغت لعباب
و أنا جـحا هذا الزمان و هذه
ناعورتي سبورتي و كتابي"
" القصيدة طويلة ... سوف أبعث بها كاملة لمن يرغب من المعلمين)
تحركت و كداري أيضا الي وسط المدينة فكان (إستاد) الأبيض محطة استراحتي الثانية و لم يكن في الامكان تجاوز (دار الرياضة) خاصة و لي فيها ذكريات جميلة عندما كنا أعضاء في اتحاد كرة القدم ... الاستاد من الخارج لم يسعد بأي صيانة .. من الداخل ، قابلت الأخ العزيز ( السر عوض الكريم) سكرتير الاتحاد اليوم و الذي تفاجأ بزيارتي و استقبلني بالترحاب و قبل أن أقول أي شيء بادر بقوله : تعال شوف الحصل شنو؟ المكاتب التي بنيناها لم يزد عليها شيء حتى الصيانة معدومة .. الأثاث الخشبي الجميل في قاعة الاجتماعات قد إختفي!! أما المرافق العامة (الحمامات) فحدث و لا حرج !! لم أشاهد اقذر من ذلك أبدأ و يستحيل أن تدخلها مهما كانت (الزنقة) !! دخلت إلي أرض الملعب ... العشب ( النجيلة) قد جف ضرعها ، عبارة عن عشب جاف .... يا السر أين الماء ؟ أين البئر ؟ معطلة !! ثم نظرت إلي المساطب الوسطي و الجانبية ... تجد صفين من الكراسي و باقي المدرجات فاضية ؟ أين الكراسي؟؟ .... السيد سكرتير الاتحاد يشكو إلي طوب الأرض ... العجز المالي مع زيادة الفرق ... (30) فريق مسجل في كل الدرجات .... الكرة انتهت .... الأبيض أصبحت معبرا ( كبري) لكادقلي .. فقد سحبت كادقلي البساط على الأقل رياضيا من الأبيض !! دوري السودان الأخير أقيم في كادقلي ... الحكومة في كادقلي تدعم الرياضة ، مدربون و لاعبون بأعلي المرتبات من الخرطوم ... الأبيض أصبحت محطة تستجم فيها فرق العاصمة و هي في طريقها لكادقلي ... هل لتأنيث الوزارة دخل؟؟ جلست في مكتب (أبو دومة) مررت ببصري على الصور المعلقة على حيطان المكتب و التي تحكي عن حقب تاريخية جسدت عظمة هذه الدار ... بين الصور وآحدة لي مع رفاقي في (اتحاد ود المامون) ... تذكرت أيام سحبنا البساط من الخرطوم نفسها ... يوم أن مثل مريخ الأبيض السودان في أفريقيا الوسطي و هلال الأبيض في ذات الوقت يلعب باسم السودان في كينيـا .. دورات التدريب و التحكيم التي نظمناها و أشرف عليها خبراء من (الفيفا) ... لاعبونا الشباب و الذين أرسلنا بهم للتدريب في انجلترا !! عيادة طبية متكاملة للمرضي من اللاعبين ، يرقدون فيها بدلا عن المستشفي و لا تقل رعاية عن المستشفي ... كراسي جميلة لكل المساطب انتهي بها عهد الجلوس على (الخرسانة) مباشرة ... إعادة تأهيل الإنارة .... جلبنا الكشافات من السعودية و مهندسو التركيب من رجال الإدارة المركزية بالأبيض .. النجيلة من كوستي ... رحم الله الصديق الغالي / عمر أبو راسين أرسلنا به لكوستي ليعود على قطار( بضاعة) يحمل جولات النجيلة ... أذكر تلك الأمسية حينما تجمع أعضاء الاتحاد (يرشون) مادة اليوريا بأنفسهم .... رشاشات الماء و التي أراحت (سليمان) فراش الاتحاد من السقاية ( بالخرطوش) المقصورة و أثاثها الفاخر و البوفيه ذو الخمسة نجوم ... كل هذا ( ذهب مع الريح) تأسيس الدرجة الثالثة ... اللبس الجميل لكل الفرق و بأقساط مريحة من دخل لعب كل فريق ... الكشف الطبي على كل لاعب قبل التسجيل ... حسابات بنكية غاية في الانضباط و الدقة ... مراقبة أداء الأندية و التدخل المباشر لحل أي مشكلة تواجه النادي ، بل و استلام مهام النادي الإدارية في حال تعثر لجنته حتى الخروج به لبر الأمان ....حدثت مع الموردة و بعد تدخل الاتحاد ، أصبحت حتى اجتماعات الاتحاد تعقد في نادي الموردة ، عاد النادي إلي موقعة بل فاز بالدوري ذلك الموسم لما وجده من دعم ... إعادة تنظيم بطاقات الدخول و ضبط الأبواب فتمت تغطية العجز المالي و تجاوزه إلي فائض مالي محترم... أصبحنا رقم هام و فاعل في انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم السوداني ... كل هذا دار في شريط سريع و أنا أجلس مع كابتن السر أبو دومة و قد شعرت بغاية الإحباط حتى أنني لم أستجب لدعوته الكريمة في الحضور مساءا لمشاهدة مباراة بين فريق من الخرطوم في طريقه لكادقلي!! أرجو ألا يفهم من حديثي أي تقليل من قدر كادقلي ( و الذين يعلمون ، لها عندي عشق خاص) فكادقلي تستحق هذا الإنجاز و أكثر ... فهو جهد رجالها و تخطيطهم.
مررت على ود المامون و حكيت له عن زيارتي للاتحاد و زال تعجبي من استماعه لي باهتمام حينما قال: انا آخر مرة دخلت دار الرياضة قبل خمستاشر سنة !!
في طريق العودة للمنزل مررت بنادي الخرجين فدخلت لأسجل زيارة لما بات يعرف ب " المركز الثقافي السوداني البريطاني" و هو بقية من بقايا المجلس الثقافي البريطاني ... تحول هذا الصرح إلي هذا المكان بعد انسحاب الإنجليز من رعايته و حسب ما سمعت بعد أن فشلوا في سداد قيمة الإيجار للمقر في الحي البريطاني ... لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن يخرج من ذلك الحي إلي هذا الجزء من مبني نادي الخريجين ... المبني عبارة عن ملحق بالمبني . أرض صحراء لا تشبه مباني المجلس البريطاني السابقة و حدائقه الجميلة في شيء !! الباب مغلق بطبلة كبيرة رغم أن اليوم كان يوم خميس (يوم عمل) عرفت أن الموظفين لهم أعمال أخري للمزيد من الدخل (ظروف الحياة صعبة) !! تركت لهم مذكرة ( حضرت و لم أجدكم .... سلام) و دسست الوريقة في (حلق) الباب جوار الطبلة ... في سور النادي غرفة تشير الكتابة على الباب أنها مقر لفنان تشكيلي !! ليتني وجدته حاضرا لأقول له هل هناك أكثر تشكيلا مما نراه اليوم في كل ركن من أركان المدينة؟؟ بعد هذا المحل الصغير مباشرة (فولة) نادي الخريجين و جدتها قد (ردموها!!) و رفعت فيها أعمدة إنارة ... لا تنير ... نعم ردمت الفولة و التي هي مجري للمياه يخرج الفائض منها إلي فولة قرين طقو ... ذكرني ذلك بأمطار السنة الماضية و التي تركت آثارها باقية حتى اليوم على الكثير من المنازل التي تهدمت على عروشها !! كما قطعت تلك الأمطار الطريق بين الأبيض و الخرطوم ... المكان الذي تم فيه قطع الطريق قد شاهدته و أنا في الباص و هو على حاله دون أي صيانة للطريق ... يعني بعد أسابيع قليلة من اليوم سوف يعود الخريف ثانيا و يجد الطريق أسوأ مما كان و بلا شك سيتم انقطاع الطريق مرة أخري و ربما بصورة أصعب .... أوليس فيكم رجل رشيد ؟؟ لماذا لا يبدأ التحرك و الصيانة منذ الأمس؟ أم دائما نفضل الانتظار حتى (تقع الفاس في الراس) أو كما يقولون؟؟
نواصل مع الجزء الاخير...
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: hamid murahid)
|
الاستاذ حامد
التحيات الزاكيات
محزن جدا ما ال اليه حال البلد وهذا نداء لكل ابناء الابيض للحضور و المناقشة و المساهمة بالافكار و الاراء لنعيد لها سيرتها الاولى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
استاذ حامد و خالد
وكل ناس الابيض
المصيبة كبيرة وماتجوا الابيض بالذاكرة القديمة فجيعتكم كبيرة .
الجميع هنا عبر المنظمة حاولوا لكن النتائج ضعيفة لانه الازمة كبيرة .
وده حال كل السودان قول يا لطيف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: tayseer alnworani)
|
العزيزه تيسير
سلام و تحيه و ها انت تفى بالوعد كعهدك دائما بالحضور و المشاركة صحيح ان الذى يحدث للابيض لا ينفصل عن حال السودان كله لكن مع ذلك يبدو لى نسبيا ربما تكون الاوضاع تحسنت قليلا فى مدن كثيره عما كانت عليه الا الابيض - و صحيح ايضا اننا نحتاج الى ربط الذاكرة القديمة بالحديثة و ربط الماضى بالحاضر و نظل مقصرين فى حقك يا عروس المدائن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: tayseer alnworani)
|
العزيزة تيسير النوراني
تحياتي و شكري الجزيل.....
نعم الفجيعة كبيرة لكن الذاكرة القديمة ، و ما كانت الابيض عليه ، هي البوصلة التي تهدينا لننشد التغيير و على الاقل العودة لما كنا عليه إن لم تكن العودة لما هو أفضل مما كنا عليه ... هذه الازمة الكبيرة من صنع إنسان و نظام ، و ما دام الامر كذلك فالامل موجود بوجود هذا الانسان ... الذاكرة القديمة تتيح لنا المقارنة السليمة و هذه المقارنة تشحذ الهمم للاصلاح و الذي أراه ممكنا إن صدقت النوايا و تجاوب الانسان مع التخطيط السليم ... أهلنا (الغبش) زمان قالوا : لو عايز تعرف العصاية عوجا و لا عديله ، تجيب عصاية تانيه تختها جنبها !! يا عرفت عوجة عصايتك أو عوجة الاتنين!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: hamid murahid)
|
استاذ حامد وخالد سليمان
سلامات وشوق كتيير
| Quote: نعم الفجيعة كبيرة لكن الذاكرة القديمة ، و ما كانت الابيض عليه ، هي البوصلة التي تهدينا لننشد التغيير و على الاقل العودة لما كنا عليه إن لم تكن العودة لما هو أفضل مما كنا عليه ... هذه الازمة الكبيرة من صنع إنسان و نظام ، و ما دام الامر كذلك فالامل موجود بوجود هذا الانسان ... |
صحيح الامل لا يخبو فى دواخلنا لكن كل ناس الابيض فى الخرطوم تعال احضر مناسبة عرس ولا بكا بتتحير انك فى الابيض ولا فى الخرطوم البحسوا بالبلد منو و السكنوا ما بعرفا جمال الابيض عشان كده ما بحسوا بى فجيعتنا
النا س عايشين فى ظروف صعبة حياتهم كلها دين (مجرورة وتجر ) زى ما قال حميد .
الى ان نلتقى لكم مديين محبة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: tayseer alnworani)
|
العزيز خالد و الحضور الجميل
تحية و تقدير...
إليكم الجزء (6) و الاخير من عكس مشاعري ابان زيارتي للابيض و التي تغير حتى لون رمالها الزاهي (الباهي)!!
آه يا أبيض......!!
"لولا ثناها ما اهتديت لحانها
و لولا شذاها ما تصورها الوهم ...."
شارفت زيارتي على الانتهاء ، كانت أيامي فيها تبدأ مع انطلاقة جيوش (الذباب) فجرا حتى انسحابه مساءا مخليا الساحة لجيوش (البعوض) و التي تعزف مارشاتها الحربية حتى الصباح مما جعلهم ينصبون لها (الراجمات) و هكذا .... سعدت كثيرا في هذه الزيارة بالنظر إلي النجوم الأمر الذي افتقدته لسنين عددا !! و وجدت النجوم (زادت عدد) !!! شاركت في تشييع بعض موتانا الي مقابر دليل مما اتاح لي الفرصة للترحم على أعزاء رحلوا عنا إلي دنيا الخلود ... رغم أني في المقابر إلا أني سعدت جدا بوجود هذا العدد المهول من المشيعين و هذه عادة (أبيضية) حمدت المولي كثيرا أنها لم (تمت) ، في نفس الوقت أحزنني كثرة الذين رحلوا ... فالرحيل أصبح يوميا , و أحيانا أكثر من فرد واحد في اليوم الواحد ... أظنه تفسير منطقي لقلة عدد من تتعرف عليهم في الطرقات ... كنت أقطع المسافة من المنزل الي السوق الكبير و عدد الذين أقابلهم و أعرفهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ... سابقا كنا نقطع نفس المسافة في أضعاف الوقت نسبة لكثرة الوقوف للسلام على المعارف !! حزنت على رحول العزيز أرباب وداعة ، ذلك الرمز الذي يعرفه كل أهل الأبيض و قد كان يحمل لواء ظرفاء المدينة بلا منازع ... سوف أكتب عن ظرفه في باب آخر . شخصية أخري حزنت لفراقها و قد كنت أمني النفس بلقائه و تسلية النفس بنوادره الذكية ... إنه (الشاذلي) !! تلك الشخصية التي أحتار الناس في توصيفها .. هل هو درويش ؟ أم ولي ؟ام مجنون؟ (الم يقولوا خذوا الحكمة من أفواه المجانين) كان شاذلي يجوب طرقات الأبيض طولا و عرضا و قد تخصص في نقد لاذع للحكومة و رموزها ... نقد ينظمه سجعا جميلا خفيفا محببا للجميع (عدا من ينتاشهم بسهامه) له ذاكرة و حضور مدهش و إلمام بما يدور في الدواوين الرسمية من أحداث ... أيام كانت الأخت العزيزة (نجدة) نائبا للوالي ، انطلق شاذلي يجوب الشوارع يهتف : والي تمام ... نجدة ورا و نجدة قدام !! يقصد عربة النجدة في مقدمة موكب الوالي و نجدة خلفه أي نائبه (ورا) !! عندما كثر بيع الأراضي العامة من قبل الحكومة ، خرج شاذلي أيضا بنقده اللاذع: أبو الرقيع الجنك بيع ... احد المسئولين حاول أن يخطب وده ليتقي شر لسانه فأكرم ضيافته و بعد أن خرج منه انطلق صائحا: يا طويل ... يا عوير .... يا السووووك وزير . رحمهم المولي جميعا.
أجمل اللحظات في هذه الزيارة ، تلك الأوقات التي كنت أقضيها مع ذلك الإنسان العظيم .. رجل خيار من خيار ... أحب الأبيض و أدمن عشقها ، صادق في وده مخلص للأبيض ... يجري حبها في دمه ، ورث عن والده عليه الرحمة الوفاء و التفاني في خدمة الأبيض ، يقابلك بابتسام و ضحكة (طاهرة) تعيدك لأيام الأبيض زمان .. إنه العزيز / معاوية الفاتح النور ، أغلب ساعات النهار أجلس فيها إليه في مكتبة (قبلة الزوار) نشرب القهوة و نحكي و نحكي و نحكي عن الحال . مرة وجدته و مجموعة من الإخوان معه و أمامهم خارطة تحلقوا حولها و هو يسأل عن كل كبيرة و صغيرة فيها ... الخارطة كانت لشبكة المياه في مدرسة خور طقت ، يسعى معاوية جاهدا الي إعادة تأهيل الشبكة لتواكب احتياجات هذا الصرح التاريخ ... إنه عمل و جهد كبير و لا شك أنه منجزه فله الشكر و التقدير ... ليلا نواصل الحوار و النقاش في كيفية خروج الأبيض من هذا النفق المظلم ؟؟ الأيام كانت أيام المولد النبوي الشريف فوجه معاوية رقاع الدعوة للحضور و الإفطار و ختم القرآن الكريم في دار الأسرة و هو تقليد أخذه من الوالد عليه الرحمة و داوم عليه ... من بعض ما دار الحديث حوله و حزنت له عندما أخطرته بما وصل الي سمعي من فرض رسوم لعداد الكهرباء بالمساجد و تحديدا تحدثت عن جامع العالم عبد الباقي و الذي فيه يصلي اثنين من الوزراء على الأقل بصورة منتظمة ...!! لم يسمع معاوية بهذا الخبر فزدته من الشعر بيتا ، أن عداد الجامع عداد استثماري و ليس كعدادات المنازل ، بل و جامع العالم عليه متأخرات خمسة مليون جنيه !! البعض بدأ يفكر في وضع (حصالة) في المسجد يتصدق المصلون بما تجود به أيديهم لسداد الفاتورة ...
من هذا السرد المحزن نخلص الي الجديد المفجع و المتمثل في : زحف ريفي نحو المدينة حولها من مدينة كانت عروسا بين مدن السودان إلي أوسخ و أتعس المدن ... هذه (المدافرة) السكانية الكثيفة زادت من عدد الأحياء السكنية إلي عشرة أضعاف و مع هؤلاء القادمين الجدد و الذين يمارسون سبل كسب عيش عشوائية ، لا شك يهددون الأمن و يخلقون ممارسات خطيرة على المجتمع تقود إلي انفلاتات في نواحي عدة تستوجب منا التحوط لها .. المشكل الثاني هو ما بات تتميز به المدينة من وساخة أصبحت سمة ظاهرة ..... ثالثا الوضع الصحي و الرعاية الطبية و الدليل شح الإمكانيات مما يتطلب من المريض شد الرحال إلي الخرطوم (بتوجيه من الأطباء) لعمل تحاليل و صور يفترض أن تكون موجودة محليا ... لنا أن نتخيل معاناة هذا السفر ماديا و غيره .... رابعها الثنائي القديم المقيم .. (الكهرباء و الماء) !! و عودة بيع المياه عبر (الخرج) و في قلب المدينة أما الكهرباء و التي تعود بعد الانقطاع ، تجعلك تدرك أن الأطفال لم ينسوا الفرح و الضحك و هم يهللوا بعودتها !! إذن : أمن ، صحة ، نظافة ، تعليم ، ماء و كهرباء ثم يأتي الباقي .... لا أظن أن هنالك عاقل يحسد السيد الوالي على حاله .... واليا لإقليم هذه حال حاضرته وسط هذا المسار من (الدقداق) !! درج الكثير من أبناء الأبيض بدول المهجر و كلهم حماس و غيرة على حال الأبيض ، من تقديم يد العون و المناداة بذلك لحل بعض المشاكل و ذلك عبر مؤسسات مثل قسم غسيل الكلي و الذي ساهم نفر كريم في إنشائه و دعمه و هنا فرصة لتقديم الشكر و التقدير لهم جميعا . بعد وقوفي على الحال ، أقول جازما أن أي جهد مماثل يكون حرثا في بحر !!! لا تقليلا و تثبيطا للهمم و لكني أري أن صلاح الأبيض قد تجاوز هذه الدائرة إلي متاهات أخري تستوجب وجود دور فاعل للحكومة مركزية كانت أو إقليمية .... عليها أداء فرضها و من ثم تتقبل نافلة أبناء المدينة ، لكن أن ينقلب الحال ليقوم أبناء المدينة (متطوعين) بدور الحكومات فهذا أمر لن يجدي نفعا ... القصور و التردي في الأبيض خلاصة مرده إلي أمرين : أزمة إدارة و أزمة مال !!!! الولاية تحتاج الي وزراء يقدمون الولاء و الإخلاص و العمل الجاد لرفعة المدينة و بالتالي الإقليم بكامله ،على ذلك الولاء الحزبي الضيق !! مسألة الكوتة الحزبية التي تخصص وزارات لكل حزب ، بغض النظر عن من هو أكثر دراية في المجال المعين هي بالحق جريمة في حق المدينة و الإقليم ... هنالك من هم خارج هذه المنظومة و لكنهم أكفأ من ينجز عمل وزارة معينة نجده لا يلتفت إليه و وزير آخر توكل إليه مهام وزارة و هو أبعد ما يكون صلة بتلك الوزارة فقط هي شروط الكوتة و الاتفاقية .... !! هذا المشكل الأول و الذي ينبغي أن يعدل و أن تكون الوزارة لمن هو أصلح دون التقيد بشكل الكوتة الحزبية ، أو على الأقل هذا ما يجب أن يطبق على الأقاليم دون العاصمة. بالعدم يمكن أن تكون الكوتة الحزبية وقفا على الوالي و نائبه فقط .... ظل و لسنين عدة تداول أشخاص بعينهم لمناصب محورية في هذا الإقليم دون ملاحظة أي مردود لعملهم و كل المؤهل للبقاء في المنصب هو الولاء الحزبي ؟؟؟(إضافة للحوافز المادية و العينية التي يخرج بها من هذه ليدخل تلك ثم يخرج منها بنفس الحوافز ليكرر هذا اللحن المشروخ) كيف الخروج من هذه الدائرة (العوجاء) ؟؟ علما بأن الأبيض (ولود) و الحمد لله ، فلها من الأبناء الأخيار العلماء من هم قامات في مجالاتهم محليا و دوليا و تخطب ودهم دول أخري و هم على أتم الاستعداد لتقديم جهدهم و خبرتهم للأبيض. علمت من البعض (الذي يوافقني الرأي في هذه الجزئية) أنه تمت على هذا المنوال مخاطبة بعض أبناء الأبيض (الخبراء الدوليين) لتقديم العون و الرأي ، و قد أبدوا الاستعداد الكامل ، منهم حسب ما علمت الصديق الدكتور / بشير عمر (مانشستر) هذه المحاولة لم تر النور ... لماذا ؟؟؟ . أشار بعض الإخوان في الأبيض إلي ضعف الميزانية المرصودة للإقليم مقارنة بأقاليم أخري أقل عددا و مساحة و مصادر دخل قومي !! شاهدنا الزحف السكاني الهائل فهل تم تعداد لهم على ضوئه قدمت ميزانية الإقليم؟؟ السعي للحصول على الميزانية المناسبة هوإفتراضا من هموم الوالي إن أراد لمشاريع الإقليم أن تنجز !! حتى يتم الفصل في مسألة ( التوزير) غير المرتبط بالولاء الحزبي ، يمكن أن تتم الدعوة لإقامة ورش عمل متخصصة في مختلف النواحي ، تتم لها دعوة أبناء الأبيض الخبراء في مختلف المجالات (بدون النظر للانتماء الحزبي) هذه الورش يمكن أن تشخص و تحلل الوضع بصورة علمية إداريا و اقتصاديا و تربويا و أمنيا الخ .... هذه خطوة يمكن أن تبدأ بها حكومة الإقليم الآن إن أرادت الجدية في التطوير و الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه الأبيض و كلي ثقة في أنها ستجد استجابة وآسعة من أبناء الابيض العلماء الافاضل.
مسألة النظافة العاجلة ، يمكن حلها بمسلك إداري و في أيام معدودة !! خارطة الأبيض تقسم الي قطاعات محددة و يتم إنزال الطلاب ، القوات النظامية ، القطاع الخاص ، كل في قطاع مسئول عن نظافته و تشكل (غرفة عمليات) تشرف على كل القطاعات مع المتابعة الدقيقة و تنزل غرفة العمليات (كل الحكومة) إلي الميدان مع تسخير كل عربات الدولة و الكارو الخ .... بعدها توضع ضوابط المحافظة على النظافة و هذا النفير لا يستغرق أكثر من 3 أيام تعود بعدها النظافة للمدينة ... ثم العودة لعيد الشجرة و قبله إعادة مشتل كردفان بقيادة الرجل الموهوب الجزولي العالم عبد الباقي مع تصور (لاحق) لتشجير الشوارع و المدارس و المصالح الحكومية و الميادين العامة و غيرها في نفير آخر .... يتبع عملية نفير النظافة ، إخلاء لوسط السوق من هذا الانتشار العشوائي و تخصص أسواق أخري منسقة و منظمة .... سحب قراشات تصليح العربات من داخل الأحياء السكنية و كذلك مواقف المواصلات ...
رغم ما سطرت مما هو محبط ، إلا أني وجدت ( ناس الأبيض ياهم ناس الأبيض) على عهدهم من الصبر و الحب و التفاني لهذه الدرة الفريدة (جوهر صدر المحافل) رغم ضنك العيش لا يفوتون نكتة .... قابلت أحدهم و كانت كلتا يديه في (جيوب جلابيته) فبادرني : يا أخي أديني (يديه) جوه الجيوب مش لأنه خايف اتنشل ... هو حاجة ينشلوها زاتو مافي .... و كمان ما عشان الدنيا برد ... أديني جوه جيوب الجلابية لأني ماسك بيهم السروال ما ينصل !!
بعد أيام شعرت و بلا إرادة أنني أدخل يدي في جيوب الجلابية ، فابتسمت في سري ..!!
أرجو أن يجد لي الأعزاء العذر إن عكرت لهم صفو صورة أجمل المدن ، خاصة الذين فارقوا الأبيض لسنين طويلة مع الأمل أن نعمل معا أملا في العودة لما كانت عليه الأبيض ...
فهل من عودة تاني؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
اهداء الى الاخ العزيز حامد و الاخ العزيز معاوية الفاتح النور
هذه القصه التى اوردها عبد الله على ابراهيم و محمد جلال هاشم نقلا عن المرحوم الفاتح النور
Quote: قل ليه ما يهدر فرحتهم: صلاة سعادة المدير
وجدت في كلمة نشرها المرحوم الفاتح النور، مؤسس جريدة ودار كردفان، ليس بياناً شافياً لهوان الاسلام علي الاستعمار وحسب بل لكيف اقض هذا الهوان مضجع جمهرة المسلمين وباتوا منه علي ضعة ومذلة. وهذا العار هو ما سماه بازل ديفدسون، المؤرخ لافريقيا، بـ" الخزي الخلقي للاستعمارCOLONIAL MORAL INJURY." وهو ما تتركه غربة الحاكم الدينية أو العرقية من جراح في الرعية التي فرطت في استقلالها فتمكن منها من لا تتواثق معه علي شيء ابداً ولا يستشعر مثقال ذرة مما تشعر.
ففي اول عهد الاستقلال تعين السيد مكاوي سليمان اكرت مديراً لمديرية كردفان. وجاء يوم صلاة الجمعة وحضر الصلاة. وهذا ما كتبه الفاتح عن هذه الصلاة المحضورة:
فقد جاء ذات يوم السيد مكاوي سليمان اكرت مدير كردفان في زي وطني يقود عربة الدولة ذات العلمين لتأدية صلاة الجمعة بمسجد الابيض العتيق. وبهر المنظر المصلين. فما زالت سطوة المدير الانجليزي نافذة علي عقلهم ونظرهم. وانتهت الصلاة. خرج سعادة المدير مكاوي والمصلون يتسابقون للتأكد من أنه سعادة المدير شخصياً.
وكان عصر ذلك اليوم ومساؤه لاحديث للناس الا عن صلاة سعادة المدير. وطبعاً كل من شاهده يروي عن صلاته بمزيد من المشوقات للذين لم يحظوا برؤيته.
وفي اليوم التالي السبت طلبني مولانا الشيخ الكبير محمد الامين القرشي وكان يومها قاضي شرعي مديرية كردفان. وهو رجل عظيم ومجاهد كبير في سبيل الاسلام لم يخلد ويكرم كما ينبغي (لبعض سيرته راجع كتاب الدكتور احمد عبدالرحيم نصر عن التبشير المسيحي والاسلامي في جبال النوبة). وعندما ذهبت اليه قال: قل لصاحبك المدير ما ينقطع عن صلاة الجمعة. وقل ليه صلاته امس صحت المسلمين ورفعت معنوياتهم وأحس ضعاف الايمان منهم والسذج بعظمة الاسلام بصلاته هذه. ومن واجبنا أن نسايرهم علي قدر عقولهم. قل ليه ما يهدر فرحتهم ولا يتخلف عن صلاة الجمعة أبداً. وإذا كان الوضوء صعب عليه وكان البرد شديداً يجي بس بدون وضوء (جريدة الايام 4 يناير 1988)
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
Quote:
الاخ الكريم عبد اللطيف
تحياتى الحاره
وجدت عنوانك على سودانيز اون لاين وانا اطالع كتابتكم
عن الابيض واهل الابيض واستمتعت جدا وانا اواظب على اضافتكم
لبوست ( الابيض دى وين ) وكنت عايزك تكتب برضو عن امير واهل
امير وقوة الترابط والاحساس القوى بالعائلة الكبيره . |
الأخوة الكرام ،،
من أجل زوارنا الكرام وأهل الأبيض الذين يمرون على هذا البوست
من غير الأعضاء في سودانيزأونلاين ، أرفق لكم رسالة أنيقة من
الأخ / أحمد حامد يوسف (أحمد العارض) ، شقيق الأستاذ / سراج الدين
حامد والأستاذ / محمد حامد (عريبي) والباشمهندس / علي حامد (علي
العارض) لاعب الموردة السابق ،،
بادرة طيبة من الأخ أحمد وهو يثير فينا الشجون لحي أمير ، هذا الحي
الوادع الأنيق التوأم لحي البترول والمشابه له في كل شيء خصوصا
ذلك التنافس الخفي بين سكانهما في تشجير المنازل وفرق كرة القدم
والريادة بشكل عام في مجالات أخرى عديدة،،
للذين يودودن الإسهام في هذا البوست من خارج المنبر حتى نؤرخ لمدينتنا
الجميلة إليكم هذه الإيميل :
[email protected]
أو أي من إيملات الأخوة خالد أو أستاذنا حامد ليظل هذا البوست
عاليا علو أبقبة فحل الديوم،،
سأكتب يوما أخي أحمد عن أمير ، وليتك أيضاً تدعمنا في هذا المجال،،
وتحياتي للجميع وعذرا على الغياب،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: عبد اللطيف بكري أحمد)
|
الاخ العزيز عبد اللطيف بكرى تحياتى شوق و سلام طولت الغيبه
الف مرحب باخونا احمد حامد و باسهاماته عبر هذا البوست فعلا حى امير حى متميز كتب عنه الاخ العزيز جمال الصادق
فعلا يحتاج الى التوثيق و الكتابه عنه و عن اهله الطيبين تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
الاستاذ حامد
لك التحية والتقدير
طال الخراب ونعق البوم فى كل شى
ادمعت عيناى حين ذهبت لزيارة مدرسة الاميرية التى تغنينا لها
اميرية قدرى وبلسم امتى وحياتها
طوبى لجيل من اوائلنا بنى لبناتها
اميرية عاشت وعاش بناتها وحماتها
فعدت مهمومالم يخرجنى من ذلك الا صيحة ودالريح وعمر المنصورى من امام منزل خالد مكى الشيخ
وراى ودالريح دمعات وقال لى لا تحزن ياضياء فكل مكان تغير وليس الاميرية وحدها
عدت وعلمت بقدوم استاذ الخير حاج حمد فذهبت له وتحدثنا عن الاميرية وزمنها الجميل استاذ شلال رحمه الله واستاذ امبابى وودالريح وعلى عثمان وفخرالدين واستاذ العميرى وشرشير والخير حاج حمد وزروق الرائع
وتذكرنا عم البونى رحمه الله وايم علمنا فيها الاستاذ حسن شرشير النحت والطباعة على القماش والزجاج وفوقها كان معلما فذا
اما الابيض الثانوية فدخلتها بذكرى حاضرة فى ذهن المرحوم عبدالحميد محمد مدنى واستاذ ابوضامر واستاذ محمد عبداللطيف واستاذ هاشم مكى واستاذ فضل الله التوم والامين شيخة واستاذ صالح ابوبكر واستاذ نصرالدين -الماحى ومحضر المعامل الاستاذ الهادى شقيق الاستاذ الكبير ومربى الاجيال عبدالباقى محمد
تذكرت عمنا رحمه الله على زمام وذهبت لزيارة العم مصطفى اكو ولم احظى بلقائه فى داره وعدت لنادى الموردة مساء وطال اللقاء بيننا
عدت الحلاج ووجدته كعود الصندل لم تستطع الايام الا ان تزيده حسن على حسن ونقاء على نقاء هو الحلاج بكل مافيه من جميل الخصال
وفى جنبات اخرى تجد محمد سليمان دقق بابتسامته وكرمه الفياض وتجد عم سليمان دقق كما يحل لنا ان نسميه سيد الحوش يقابلك بترحاب اهل الابيض الطيبين ووهنالك عبدالله الهدى يحدثك دوما عن غياب الجميع
تمرعلى حسن التمارى وعبدالباقى هلال وعم عابدين الدرديرىو على فاروق جيمس لتجد شيش محمد التمارى وسرقى ومحمد ملاح وسخينة ومحمد الدرديرى وعبدالباقى شبور وصابون وتسال لقد رحل عم البير الى الدار الاخرة
تغيرت الابيض حتى عثمان جبرة اصبح ترزى بلدى بعد ان كان ترزى الاناقة. اعود لمطبعة القرشىحيث كنت اقفل راجعا فى اخر المطاف لنعود مع والدى الى المنزل فاجدها حزينة فقد رحل عم محمد الشيخ القرشى ورحل والدى كرارابوفخرى ورحل عم عوض محمدانى والكثيرينمن رواد هذا المكان نسال الله ان يرحمهم ويلبس ثوب العافية والصحةللجميع من الاحياء
التحية للجميع لاهل الابيض الاوفياء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
هذه رسالة الاخ العزيز مكى من استراليا عبر الايميل
Quote: الاستاذ خالد ..تحيه طيبه پا اخي...
اتابع باهتمام ولهفه ما تقومون به ومحاوله التوثيق لمدينتنا الحبيبه ..وبما انني
غائب عن مدينه الابيض منذ ثمانيه اعوام ، فقد كان هذا البوست بمثابه تعويض عن
الشوق الذي نكابده ..وكما تعلم يا اخي للابيض عشق خاص لا يعرفه الا اهلهاولقد بكيت كثيرآ وانا اتابع السرد المحزن للاستاذ مراهد وما آل اليه الحال في مدينتنا
لذا يا اخي ارجو ان يكون هذا البوست ضربه بدايه ودعوه لابناء الابيض في كل انحاء
العالم للتحرك وفعل شئ لهذه المدينه التي ما بخلت علينا يومآ ...وانا علي يقين ان مثل هذه
المبادرات سوف تجد التجاوب اذا وضعت خطط وبرامج تضمن لها النجاح وسوف يكون لنا شرف المشاركه معكم
اذا قمتم بهذا العمل.
ولك جزيل الشكر وااسف للاطاله
اخوك/مكي ميرغني الاندس
كانبيرا / استراليا |
الف مرحب بيك الاخ العزيز مكى و نحن على العهد و الوعد انشاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
العزيز مكي..
تحياتي و تقديري
أشكر لكم مشاعركم الصادقة نحو مدينتنا التي خرجت من التاريخ!! ما نقلته عنها هو جزء يسير من واقع الحال المر الأليم بل و المستقبل المظلم إن لم يتم تدارك الحال!! أري ما أن ما سيولده هذا الحال لن يسر أبدا!! فليكن الصوت داويا لعدم تهميش هذه الدرة الغالية و رفع الغبن عن كردفان كافة و حاضرتها خاصة... دعوة لأبنائها العلماء لتقديم رؤياهم العلمية الصادقة في مختلف المجالات أقتصادية ، تربوية ، أمنية ، صحية الخ .... ليصل صوتهم العلمي الي ما بعد (الافق) في أطروحات تقدم المخرج من هذا النفق المظلم... لم يعد التداعي العاطفي يجدي فإني أري (ململة) تطرح العديد المثير من الأسئلة المشروعة..!!
هل أسباب تردي الابيض خاصة و كردفان عامة هو أمر اقتصادي؟
كم هي ميزانيتها؟ و هل هي (الميزانية) بحجم سكانها؟ و مصادر ثرواتها النفطية و الزراعية و الحيوانية؟هل المقارنة مع ميزانيات ولايات أخري(أقل منها عددا و مساحة و مصادر دخل) منصفة لها؟ هل الخلل إداري؟ أقتصادي؟ أم ماذا؟؟؟ أين صوت أبناء الابيض و الذين هم في مقاعد السلطة المركزية؟ هل تركوا زيارتها و لا يعلمون ما آل اليه حالها؟؟
الأسئلة كثيرة ... أهلنا البقارة عندهم مثل بليغ و ذكي!! معناه: إن كان لديناحبل به عقدة نريد حلها ، فخير لنا أن نحلها باليد بدلا من استخدام أسنانا!! (حل بالايد و لا حل بالخشم) نسأل المولي أن يعيدلأبيضنا سيرتها الأولي.
شكري لكم مرة أخري.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: hamid murahid)
|
الاعزاء جميعا
بالامس كان احتفالا بهيجا بمطعم فينسيا بالسد ضم ابناء كردفان جميعهم على شرف الوالد الوزير يوسف بشير وزير التربية و التعليم بولاية شمال كردفات و تناول الاحتفال هموم و اشجان كردفان الكبرى
و حاضرتها الابيض تحدث بكلمة رصينة و بليغه الاستاذ حامد مراهد نيابة عن تجمع ابناء كردفان كما تحدث المربى الجليل و الوزير عن هموم الوطن الضغير كردفان بمعرفة و دراية الجراح الماهر كما تحدث د طارق الشيخ و الاستاذ محمد المكى و اهم ما صدر عن هذا الاحتفال رغم خصوصية المناسبة اطلاق حملة نداء كردفان من هنا بالدوحة
مزيدا من التفاصيل و الصور سوف ترد اليكم تباعا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
العزيز خالد...
تحياتي
" أنصفوا كردفان"
سعدت حقا بالتواجد معكم و كل الاخوة من أبناء كردفان في حضرة المربي الجليل الأستاذ / يوسف بشير وزير التعليم . لقد كان الاستاذ يوسف صريحا وواضحا في طرحه لما يحمل من هموم التعليم في شمال كردفان كما أعجبتني شجاعته في الاعتراف المباشر بما هو حادث من قصور بين سواء بالنسبة لعدم وجود المعلم المؤهل و المدرب ، غياب معاهد تدريب المعلمين و أثرها السلبي على العملية التربوية و التعليمية ، شح الامكانات الاخري المكملة للدائرة التربوية. أكثر ما اعجبت به أيضا حديثه (الصريح) عن الأثر السلبي على إنسان كردفان جراء إغلاق الداخليات و عدم تمكن أبناء فقراء كردفان من فرص التنافس كما كانوا و (كنا) في السابق و سعيهم الي مشروع تجميع الداخليات بغرض خلق أستقرار للأبناء . تراجع المستوي التعليمي نسبة لنقص المعلمين و آخرين دخلوا المهنة و ليس لديهم من مقوماتها شيء.... البعض انتسب لها فقط من أجل قضاء فترة (الخدمة الإلزامية) بعدها يغادر المهنة غير عابيء بما يحدث للطلاب من بعده بل يتركهم لطالب خدمة إلزامية آخر و هكذا!!!
هؤلاء لا يمكن أن يرجي منهم ما يفيد أبناءنا الطلاب.. ما أجمل من قالوا عن أنفسهم يوما:
قالوا جــحا كانت له ناعورة
إذا أعبت أفرغت لعباب
و أنا جحا هذا الزمان و هذه
ناعورتي سبورتي و كتابي"
اختلفنا مع السيد / الوزير المحترم حول الكثير من مسببات للخلل (تناولنا التعليم فقط) و لا يمكننا إلا أن نعترف له بسعة صدره و آماله الكبيرة في أن يقدم شيئا للتعليم في كردفان برغم كل شيء... شخصيا أري القصور عموما ( و ليس التعليم فقط) في كردفان و في حاضرتها خاصة مرده إهمال مركزي بهذه المنطقة ... لا يمكن أن نري الطرق المسفلتة تجري طولا و عرضا ( و طريق واحد يربط السودان شرقه بغربه ، حلمنا به و لم يتم و اكتفينا بشكوي من قصروا في حقه الي الله!!) و المطارات الجديدة تقام و السدود تبني و الميزانيات المليارية ترصد لمواقع أخري ( أقل من كردفان مساحة و تعداد سكان و مصادر دخل و ثروة قومية) و في حاضرة كردفان ما يزال حديثنا عن إنقطاع الكهرباء و الماء و ملاريا تحارب بالراجمات !!! و فشل كلوي طال حتى صغارنا و طريق واحد يجرفه السيل فيقطع التواصل مع العاصمة و كأن كردفان جسم غريب في هذا الوطن !! رغم خيراتها و التي نتغني بها " الغرة أم خيرا جوه و بره"
نشكر لأستاذنا الجليل الوقور يوسف بشير زيارته الكريمة و نشكر له صبره و جلوسه الطويل يستمع إلي حديثنا في نبرات تحمل أحيانا ( حر الدرت) و كما وعدنا بتمليكنا كل جديد مع تواصل مكثف ، فإننا نعده بأن نكون سندا لكل ما ترجوه كردفان من أبنائها و صوتا عاليا ينادي بإطلاق نداء حملة كردفان فقد آن أوان رفع الظلم عن الابيض خاصة و كردفان عامة ...
و كردفان فوق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
الاستاذ حامد وخالد
و الجميع
لكم التحايا لو تضافرت جهودنا حترجع الابيض افضل مما كانت
يلا نعمل
انعى ليكم عمى ابو الزول والدنزار الذى توفى يوم الثلاثاء بالابيض للفقيد الرحمة و لاسرته حسن العزاء .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
الأخوان العزيزان مراهد وخالد
الأخت تيسير وبقية العقد الكردفانى الأصيل
نعزى خلالكم الاخ نزار ابو الزول والاسرة الكريمة ..
ومعا نتواصل لنشد من عضد الاستاذ مراهد فى جهده المضنى من أجل وضع المشرط على جروح الأبيض التى
ظلت ومازالت توزع البلسم لمدواة جروح الاخرين ولأسفى على مطابنا بتلبية حاجة انسان الابيض الضرورية
والعالم يسعى للحفاظ على حقوق الانسان الساسية والادبية...
هل نستجدى حكومة الوسط ونصرخ وااأبيضاه..ولات من سامع..فليتواصل الجهد الخاص والمبذول منذ سنين
بواسطة اباء الأبيض فى السودان وخارجه..
فوووووووووووووووووووووووووووق..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: Yahia Abd El Kareem)
|
العزيز الاستاذ / يحي عبد الكريم
تحياتي و تقديري و سلامي للأسرة . أشكر لكم مداخلتكم الصادقة و دعوتكم بالتواصل من أجل كردفان عامة و الابيض خاصة ... و أقول جادا و مخلصا أن حال كردفان قد وصل الي نقطة تستوجب من المركز أن ينظر إليها بجدية كاملة قبل فوات الأوان .... و أن ما يسطره أبناء كردفان اليوم ، لا شك أنه ليس من باب (الترف) الخطابي !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: hamid murahid)
|
الاستاذ العزيز يحيى عبد الكريم
ان الاوان لتنمية كردفان و توفير الخدمات الاساسية بها من كهرباء مياه صحة و تعليم
ليتك كنت حاضرا معنا ذلك اللقاء الكردفانى مع الوزير الزائر وهو لقاء اتسم بالصراحة و الشفافية و المكاشفه و المجاهرة بمشاكل الابيض و كردفان عموما يجب كما قال حامد تدارك الامر قبل ما الفاس تقع فى الراس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
الأخوة الأكارم ... خالد ... حامد مراهد .... تيسير .... دهب ... وبقية النشامى ...
صارت "الابيض دى وين ؟؟؟" مؤسسة مجتمع مدني تعيد صياغة تلك المدينة.
ولما لا طالما أن أولى الثمرات قد أينعت وتمخضت بإعادة أفتتاح درة المتاحف "شيكان"
هيا إحملوا المعاول أهدموا بلا رحمة ذلك الزيف لإزاحة الظلم ثم أبنوا بناء شامل بلا تردد ...
يا خالد ويا حامد متابع معكم ساعود .. ووعدي معكم بالكتابة عن حي البترول
فقط ظروف العمل هي الحائل بيننا ...
كما أن قراءة سطر من وجهات النظر العنصرية في هذا المنبر تعكر صفوي وكياني وتجعلني أكره حتى لونه ....
فأحس بأنني في حوجة لحالة نقاهة .... يلازمها الصمت عن كل شئ والابتعاد عن المنبر
جمع الله قلوب بني وطني
وشكرا لك يا حامد على مجهودك المتميز ونقلك للصورة عبر القلم وتعابيرك الرائعة المعبرة وذلك الولاء لمدينتنا الساحرة
الأبيض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: othman mohmmadien)
|
حمد الله الف على السلامة الصديق العزيز عثمان محمدين حقيقى افتقدناك جدا و افتقدتك الابيض و البترول و كردفان
و معا يدا بيد من اجل الابيض
Quote: هيا إحملوا المعاول أهدموا بلا رحمة ذلك الزيف لإزاحة الظلم ثم أبنوا بناء شامل بلا تردد ...
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: othman mohmmadien)
|
العزيز عثمان....
حمدا لله على سلامة طلتكم البهية و الله شوق كردفاني و (قرمانين) بجد ... آملين أن نعكس أمرين .... الأول صورة ما كانت عليه الابيض و ريفها الجميل و نبوغ أبنائها الامر الذي لم يشاهده أبناءها اليوم ، فطموح أطفال من جيل اليوم أن يحصل على (كارو) يجره حمار و غاية الأماني رخصة سواقة يقود بها (أتوس) !! إن كان هذا هو الحال فكيف يكون المستقبل و صناعه المرتقبون قد ضاعت منهم بوصلة العلم و المعرفة ؟؟ هنا تحضرني طرفة سمعتها أثناء زيارتي الاخيرة للأبيض " طفل رجع من المدرسة مبكرا على غير العادة فسأله أبوه : الليلة رجعت بدري مالك؟ فأجاب: فصل ناس فلان وقع (إنهار) عشان كده فكونا بدري... طيب و انتو مالكم و مال فصلهم ما هم في سنه تالته و إنتو في سنه أولي؟؟ فأجاب الطفل : ما نحنا قاعدين نقرا في ضل فصلم!!! قد تكون مجرد طرفة و لكن لا شك أن بين طياتها الكثير ... الأمر الثاني ، نرجو أن نوصل الي أهل القرار في المركز أن الاهمال الذي طال الابيض مآله الي ما لا تحمد عقباه فالأبيض هي (سرة) استقرار و تقدم السودان بلا منازع ... أملي من أبناء الأبيض و الذين في مواقع القرار في المركز أن ينسوا للحظة الإنتماء الحزبي الضيق و ينظروا بعين الوفاء و الإنصاف لهذ الدرة الغالية (الابيض)
شكرا عثمان و في انتظاركم شوقا....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
Quote: من أبناء الأبيض و الذين في مواقع القرار في المركز أن ينسوا للحظة الإنتماء الحزبي الضيق و ينظروا بعين الوفاء و الإنصاف لهذ الدرة الغالية (الابيض)
|
دائما متضافرين فى الخير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابيض دى وين ؟؟؟ (Re: خالد محمد سليمان)
|
و انا انقب بمكتبة الاستاذ الكبير احمد طه عثرت على هذا الكنز
وها انا استاذنه فى اعادة نشر هذا المقال لعموم الفائده
Quote: من اوراق الجمعة (2) الأبيض ..أب قبة فحل الديوم
كانت الهجرة الى الابيض (اغتراب) داخل الوطن , بسبب الانتعاش الاقتصادي الذي تنعم به .. رافقه ثراء اجتماعي وثقافي بعد ان صارت قبلة لكل اهل السودان بمختلف سحناتهم وأعراقهم وانصهروا في قبيلة " ناس الأبيض" التي فتحت ذراعيها للجميع .
من داخل المديرية هاجر اليها ابناء الدينكا(الجانقي) من منطقة أبيي الذي اختار الناظر دينق مجوك ان تنضم الى كردفان بدلاً عن بحر الغزال .. وقد أثبت القرار حكمة هذا الشيخ الحصيف وصارت منطقته مثالاً للتداخل بين العرب والزنج وصل حد المصاهرة ومشاركة المرعى وموارد المياه..شاركه هذا الانجاز صديقه الناظر بابو نمر ..جاء الدينكا الى الأبيض وتقاطروا اليها خاصة بعد كابوس الحرائق التي نشبت في السجن والقطار والتي لولا عناية المولى وحكمة الشيخين لاستمر الحريق حتى الآن.. وجدوا فيها الأمان والطمأنينة واقتربوا فيها أكثر من "المندكورو".
جاء اليها ابناء جبال النوبة التي تقع في التخوم الجنوبية الغربية للمديرية لأنها عاصمتهم الاقليمية التي توفر لهم عملاً مناسباً يكفيهم شر العوز في الجبال أو التوغل شرقاً الى ما بعد ( بحر أبيض ) فهم يتوجسون من الهبوط من الجبال ويرون البعد عنها خياراً صعباً.
أما قبائل البقارة فكان تأتي إليها في الخريف، تطوقها بمضاربها وتخومها بالحليب ومشتقاته إذ يصل سعر " بخسة " اللبن إلي حفنة من القروش، وهذه الفترة تعتبر فترة استجمام للعرب البقارة وأسرهم يستعدون بعدها "للنشوق" من جديد.
كلهم .. النوبة والجانقي والعرب .. كانوا يرون في الأبيض ( فحل الديوم ) والبندر الكبير المتسامح الذي لا يرد أحداً ولا يشعرون فيه بالغربة أو التمييز وكثيراً ما يكسون صمت ليل المدينة الهادى، أصوات الطبول والنقارة .. فهناك قوم يرقصون.
التأم فيها شمل الوافدين البهما من كل أنحاء السودان وكونوا نسيجاً اجتماعياً فريداً محاكاً علي خيوطه المحبة والسلام ولم يكن (الاغتراب) خارج الوطن حلماً يدغدغ الجميع مثلما نحن فيه الان.
وكان السوداني بطبعه وفطرته يتوجس من الهجرة ويصعب عليه فراق مدينته أو قريته والهجرة الى ديار اخرى , فالذي يتجه غرباً قد لا يعود ابداًَ مثلما حدث للكثيرين ..تآلفوا مع المكان وأهله وبقوا فه وصارت لهم ذرية في دار رأوها خير من دارهم .. لم يكن السوداني يفكر في الهجرة إلا طلباً للعلم ولكنه الأن تائه في الموانئ والمطارات والقوارب التي تجوب بلاد العالم تبحث عن مرسي يوفر لركابها صك لجوء مرير ويبحث بعضهم عن "كرت أخضر " بدلاً عن جوزهم الأخضر ويسعي البعض للحصول علي جواز غيره باللجوء أو بالمنحة أو بـ(الجواز) .. المهم جنسية جديدة تكفيه شر أمة الأمجاد والذين على رأسها ولا بأس جواز "دولة أتير" ما دام يفي بالغرض.
كل قبائل السودان اجتمعت هناك وكونوا نسيجاً اجتماعياً وثقافياً أشبه بمجتمع أمدرمان الفريد.. يفيضون بالحيوية والانسجام.. متآلفين.. متكافلين.. وتفيض القلوب مودة ورحمة مفعمة بالحب والشفافية.. فأهل الأبيض هم سر عبقريتها .. قوم شُم تسبقهم الحفاوة والندى والبشر وطيب المعشر.. ظرفاء.. وجهاء وبهاليل.. مقبلون علي الحياة ومهتمون بتفاصيلها.. يعشقون الفن والغناء والشعر.
هذا المزيج الاجتماعي والثقافي جعل من عروس الرمال مدينة تحمل قسمات فتلة من البقارة.. رائعة الجمال تجدل شعرها بطريقة أهل الجبال.. تعفر في جبهتها وشم الجنوب و"تكرب" وسطها بفوطة "البادونا" تضع في اذنيها قرطين من "القمر بوبا" ويدلى من جيدها عقد من السكسك واسطته حبة من ذهب " شيبون" يتداخل فيها الهلال والصليب .. فهي متعددة القسمات واللكنات والرقصات تتهادى على ايقاع " النقرزان" في اغنيات الحقيبة .. تستمتع بطبل " المصمودي" في أغاني الست وتتقافز مع الطبول والنقاقيز في رقصات الكمبلا .والكيسا والمردوم ..وتدمع عيناها في اغاني الجراري والحداء اثناء تهادي الثور في رحلة البحث عن العشب ..هذا النقاء هو الذي جمع الناس حولها ..نوبة وهمج زنج وعرب وحلب وشوام وهنود وأقباط واغاريق ..حتى اليمن والحبش وأمبررو .!!
هذه المدينة العبقرية يحفظ اهلها الشعر الجميل ويرددونه .. ويحتفظون في بيوتهم بالطرب الاصيل والغناء البديع .. كان صوت أم كلثوم في تلك الفترة ينطلق من المقاهي والأندية الرياضية والأذاعات المدرسية وجلسات العصاري وأمسيات الندامى .
بجانب صوت الست أخذ الغناء السوداني الأمدرماني مكاناً خاصاً في قلوبهم إذ كانت تلك فترة العهد الذهبي للاغنية السوداني المشحونة بالكلم الجميل والألحان التي ابدعها عباقرة ذلك الجيل الرائع مما جعل الناس هناك أكثر شفافية وتذوقاً واحساساً بالجمال..اما حقيبة الفن فكانت عشقهم الكبير , أفسحوا لها مكاناً خاصاً في قلوبهم وولدت عندهم من جديد
وأواصل
|
| |
|
|
|
|
|
|
| |
hamid murahid
خالد محمد سليمان
الرشيد شلال
Dia
othman mohmmadien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست