فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2013, 11:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)




    طه: غادرت المنصب امتثالا لقرارات البشير ولا خلافات لي داخل الحزب


    الجمعة, 06 كانون1/ديسمبر 2013 08:09

    سارع نائب الرئيس السوداني الأول على عثمان محمد طه إلى محاصرة التسريبات التى راجت خلال اليومين الماضيين عن مغادرته لمنصبه غاضباً إثر، وشدد طه الذى عرف عنه قلة ظهوره الإعلامي على ان استقالته جاءت امتثالا لمقترح الرئيس البشير الداعي لتغير شامل في كابينة القيادة. وكانت مجموعة من الشخصيات والدوائر المحسوبة على المؤتمر الوطني تحدث خلال اليومين الماضيين عن وجود خلافات حادة بين الرئيس ونائبه ، بشأن مجموعة من الملفات في مقدمتها ملف الفساد بجانب الحريات ، والعلاقة مع القوى السياسية المعارضة.
    وذهبت الدوائر إلى ان طه من المنادين داخل قيادة الوطني بتوسيع قاعدة المشاركة بشكل حقيقي وافساح المجال للحلول السياسية لقضايا النيل الازرق وجنوب كردفان إضافة لدارفور.


    غير ان رؤية طه اصطدمت بدوائر نافذة في الحزب الحاكم تحظى بالثقة لدى الرئيس البشير ، لافتة إلى ان علاقة الرجلين تأثرت كثيرا في اعقاب كشف المحاولة الانقلابية التي يقودها مدير جهاز الامن السابق صلاح عبدالله قوش المحسوب على طه، واطاحت تلك المحاولة بعدد من رجال الرجل الثاني في الحكومة والاول في الحركة الاسلامية.
    وقطع النائب الاول بان مغادرته لمنصبه فى القصر الرئاسى جاءت انفاذا لمقترح الرئيس الداعى لاحداث تغيير شامل فى القيادة .


    ونفى على عثمان محمد طه فى اول واسرع تصريحات له بعد تقارير تحدثت عن مغادرته المنصب غاضبا وجود اى خلافات او صراعات وسط قيادات الحكومة .


    وقال فى تصريح انتقى له وجوها بعينها (لا توجد أي خلافات او صراعات ، ليس بيني وبين الرئيس ولا مع أي من قيادات الحزب ) مشددا على ان التغييرات كانت تنفيذا والتزاما بقرار قيادة الحزب بضرورة احداث تغيير يشمل الجميع.


    ودعا طه الذى كان يتحدث من مكتبه فى القصر الجمهورى الخميس الاعلام الى ضرورة العمل على تماسك الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على من وصفهم بالمحرضين ، ووعد بتصريحات شاملة عقب صدور قرارات الرئيس رسميا .


    وكانت تقارير صحفية نشرت الخميس قالت ان طه طلب ابعاده من المنصب ليكون قدوة لغيره من المسؤولين ، ورجحت تلك التقارير ان يتولى طه رئاسة البرلمان فى المرحلة المقبلة .


    ونقلت صحيفة “ايلاف” الاسبوعية الصادرة فى الخرطوم الاربعاء ان طه تنحى عن منصبه فى القصر وان البشير قرر ايكال المنصب لوزير الرئاسة الفريق بكرى حسن صالح.


    وطبقا لذات الصحيفة فان طه اقترح تسمية بكري ليخلفه في منصب النائب الأول, في حين تؤكد مصادر متطابقة أن ترشيح بكري يحظى بشبه إجماع في أوساط تيارات المؤتمر الوطني المختلفة.
    وحملت غالبية الصحف الصادرة فى الخرطوم الخميس عناوينا رئيسية اكدت تنحى النائب الاول ولملته اغراضه من مكتبه بالقصر الرئاسى.


    غير ان تقاريرا اخرى نشرت اليوم الجمعة قالت ان طه مازال موجودا فى القصر الرئاسى ولم يتقدم باستقالته ولن ينتقل الى البرلمان .
    برغم انه اعلن عدم الرغبة فى في الاستمرار بالمنصب ، وطبقا لذات التقارير لم تفلح محاولات جهات عديدة فى أثناء النائب الأول عن موقفه.
    وتردد أن الرئيس البشير لن يستجيب الى رغبة طه وسيعتمد عليه لحين الانتخابات المقبلة .


    وتترقب الانظارالتئام المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى غدا السبت لعرض التعديلات فى شكلها النهائى قبل اعلانها رسميا.

    سوداتريبيون
                  

12-07-2013, 10:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الصادق الرزيقى

    طـــي مرحلــــة وبداية أخـــرى... القفز فـــي الظـــلام الســياســي..


    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 07 كانون1/ديسمبر 2013 09:28

    انشغل غالب الناس، بظاهر الحدث الجلل المتمثل في التغييرات المذهلة في قيادة الدولة والحزب الحاكم، التي تأكدت حتى اللحظة دون بيان رسمي أو قرار، بخروج النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، والدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، يشبه الزلزال العنيف وتوسنامي سياسي لن يكون الحكم بعده كما كان على أقل تقدير..

    وتركزت كل أحاديث الناس عن أسباب المغادرة ودوافعها وخفاياها، وذهب البعض إلى إضفاء أبعاد وجوانب شخصانية تتعلق بالمغادرين وهل ما وقع كالصاعقة نتيجة صراع وتنافس في النفوذ والسلطة.. أم هو تطور آخر لا صلة له بالاحتراب السلطوي والسياسي الداخلي؟ وتحرى البعض رؤية ما يمكن ثبوته من حقائق تُلجم خيل التكهنات والتأويلات!
    فاجأ الرأي العام المحلي والخارجي، خبر الإعلان عن رغبة النائب الأول لرئيس الجمهورية في التنحي وما يُقال عن إخلائه لمكتبه، ثم ترافق الخبر عن ذهاب د. نافع علي نافع عن مؤسسة الرئاسة وتخليه عن موقعه في قيادة المؤتمر الوطني.. واستبق الجميع نحو بوابات التفسير مثلما تسابق البعض نحو النتائج المترتبة على خروجهما، باعتبار أنهما دعامتان من ثلاث دعائم وركيزتان من ثلاث ركائز أساسية تقوم عليها السلطة والنظام الحاكم اليوم..
    لكن تغافل أو تجاهل الناس، ما هو أكبر وأهم من خروج ومغادرة علي عثمان ونافع، فالمؤتمر الوطني وقيادة الدولة بصدد إحداث انقلاب طوعي داخلي لا مثيل له من قبل ولا من بعد، وهو بالتأكيد ليس مقارباً ولا شبيهاً بما حدث في الرابع من رمضان في المفاصلة الشهيرة، لكنه حدث جديد يمثل بتبعاته وظلاله الكثيفة وأثره، طي مرحلة بالكامل والبدء من مربع جديد إن لم يكن المربع الصفري..
    ***
    ما يحدث اليوم، هو نهاية حقبة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، إذ يقدم الحزب الحاكم على مغامرة سياسية جريئة للغاية فيها من المخاطر ما هو أعظم وأكبر بكثير من أسباب السلامة والنجاة والكسب، وربما تكون قفزة في الظلام الدامس الذي يعم السودان والمنطقة كلها في ظروف بالغة التعقيد..
    فالحزب الحاكم، بدأ في العمل من أجل التغيير من فترة ليست بالقصيرة، وكون عديد اللجان الحزبية لدراسة الواقع وآفاق مستقبل الحكم، وعكفت اللجان المختلفة على دراسات متعمقة في واقع السودان ومشكلاته وموقع المؤتمر الوطني من إعراب الجملة السياسية ماضيها ومضارعها!!
    وكان من لوازم ذلك، حتمية الإصلاح الشامل استعداداً للمستقبل، وكانت استخلاصات اللجان التي تم تكوينها ونتائج أشغالها، هو الوصول بعد تشخيص الداء والعلل إلى ضرورة تجرع الدواء المُر أو قُل الكي بالنار في نهاية الأمر..
    ومن واقع ما أعدَّته اللجان ومن حقائق التطورات السياسية والاجتماعية التي حدثت في ربع القرن الماضي من تاريخ البلاد، ونظرًا للتأثيرات الجوهرية والحيوية في المجتمع، من واقع التطبيق للسياسات الكلية التي نفذتها الإنقاذ الوطني في مختلف الصعد السياسية والتعليمية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية، توفر المؤتمر الوطني وقيادة الدولة على معلومات دقيقة ومخيفة في آن واحد، جعلت القيادة السياسية للدولة والحزب، تشعر بالأوضاع التي تمور موراً وتفور فوراً، وبالتكلس الذي أصاب الجسد الحاكم ورهقه، والإعياء الذي بدا عليه، وآلام المفاصل الحادة وهي تفتك بحركته!
    وساور قيادات الصف الأول في الدولة والمؤتمر الوطني، إحساس عميق أن الدولة إذا استمرت هكذا بنفس القيادة والوجوه بعد مضي أربعة وعشرين عاماً من عمر الإنقاذ والشخوص في مواقعها ومسؤولياتها، ستشيخ الدولة بوجود شيوخ الحزب والحركة في أماكنهم في دولاب الحكم، ولن تستطيع تجديد دمائها وإصلاح الأعطاب وتطبيب الاعتلالات..
    ويبدو أن قرار ذهاب الصف الأول من قيادة الدولة والحزب، كان قراراً متوافقًا عليه، كما أشار إلى ذلك مولانا أحمد إبراهيم الطاهر قبل يومين في حلفا، ونطق به د. نافع في المتمة أمس، وقد لا يكون ذلك زهداً في السلطة وتجرداً من ثيابها وبهرجها وأنهم عافوا شمَّها وتقبيلها..
    ***
    يبدو أن قيادة الدولة والحزب، تهيئ الأوضاع لمرحلة جديدة، سيكون هناك لاعبون جدد في الحلبة والمضمار، ويُنظر إلى هذه التغييرات التي ستمضي كما تشير كل الدلائل إلى منتهاها، على أنها تدشين واقع سياسي جديد، واستنساخ الإنقاذ لنفسها في جيل شاب يحمل نفس جينات الجيل السابق، وقد فعلت عدة أنظمة في العالم تطاولت في السلطة، ذات الذي تحاول الإنقاذ فعله، لكن ظروفها كانت أفضل بكثير من ظروفنا وتعقيدات أوضاعها وتحدياتها لا يمكن مقارنتها مع ظروفنا الضاغطة وتحدياتنا الماثلة..
    ***
    لكن هل الذهاب والمغادرة هو الحل؟


    وهل البدائل ستكون بقدر الفراغ الذي سيخلفه رجال الصف الأول؟؟


    هناك شكوك قوية أن ذهاب علي عثمان ونافع معاً وفي هذه المرحلة، سيعود بالخير على الدولة وحزبها الحكم، ونظراً لما يتمتعان به من ميزات قيادية وقدرات هائلة في إدارة الشأن العام وخبرة طويلة في العمل التنظيمي والحزبي ومعرفة بالمجتمع السوداني وقضاياه وتنوعاته وتشكلاته وأطيافه الاجتماعية والسياسية والفكرية ودراية كافية بالواقع المحلي وصلات بالعالم الخارجي في محيطنا الإقليمي والدولي، وبما يتمتعان به من مزايا شخصية جعلت من أثرهما وتأثيرهما السياسي ومساهماتهما الوطنية بالغ العمق في الحياة العامة، فإنه نظراً لذلك.. يصعب ملء الفراغ الذي يخلفانه إن غادرا، فليس مستحيلاً أن تأتي ببديل.. لكن لا بد للبديل إن يكون إما بنفس المستوى والدرجة أو الأفضل على كل حال!
    لكن ثمة أسئلة صغيرة تدور في أذهان الناس..


    1- هل ما جرى أو سيجري نتيجة لما ورد أعلاه أم أن هناك تسوية سياسية في غاية من السرية والكتمان جرت مع بعض اللاعبين الكبار في الساحة السياسية ومنهم د. الترابي.. حول ترتيبات المرحلة المقبلة قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والولائية التي تبقى لها عام تقريباً؟


    2- بما أن قضايا السودان الأمنية والسياسية طوال ما يقارب العقدين ظلت مجالاً مفتوحاً للتدخلات الخارجية، فأين موقع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة واللصيقة بأوضاعنا من هذا الذي يجري؟

    3- هل هناك بُعد ومَلمَح صراعي داخلي، كان مخاضه الأخير ذهاب الرجلين؟

    >> حتى تتضح الأمور غداً.. أو بعد الغد.. كل شيء في رحم الغيب.. ربما تكون هناك مفاجآت تعقد ألسنتنا من الدهشة


    ---------------

    مع البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم حول الراهن والماضي:

    التفاصيلنشر بتاريخ الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2013 09:19
    حوار: أحلام صالح

    التنظيمات الإسلامية بالسودان أيًا كانت مسمياتها سواء أكان الحركة الإسلامية أو الجبهة الإسلامية القومية أو المؤتمر الوطني أو الشعبي أو الإخوان المسلمين.. إلخ، كل هذه المسميات الكثيرة وإن اختلفت فليس مهماً الاختلاف اسمًا ولكن الخطير الاختلاف في أشياء أعمق.. بدأ خلاف الإسلاميين منذ المهد أو قل في طفولة الحركة الإسلامية اليافعة في الستينيات وترعرع معها ليفرخ مزيداً من التصريحات وينقل العدوى من جيل إلى جيل.. فمن المسؤول عن تفرقة عباد الله الذين كانوا إخواناً بالإسلام. هل هي ألاعيب السياسة أم صولجان السلطة أم الاختلاف الفكري غير المتأدب بأدب الخلاف في الإسلام أم التطرف والغلو في الدين.. وما الفرق بين التربية والسياسة والدعوة الإسلامية قديماً وحالياً.. وهل حقًا خسر المؤتمر الوطني بعدم قبوله للإصلاحيين وإقصائهم.. وكيف نضبط الساسة إسلاميًا ونحول دون تحول القواعد الدينية إلى لعبة سياسية كقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) التي قد تتحول إلى «الغاية تبرر الوسيلة» الحكمة الغربية لميكافيللي.. وكيف نوحد الإسلام ونبرئه من الأخطاء.. وهل مصطلح الإسلام السياسي صحيح؟ وإن صح فهل فشل الإسلام السياسي بالسودان؟ كل ذلك في الحلقة الأولى من حوارنا مع البروفسير الحبر يوسف نور الدائم المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين ورئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالبرلمان.. فإلى مضابط الحوار:


    > حركة الإخوان المسلمين ماذا قدمت للمسلمين والسودان كحركة إسلامية وكتنظيم سياسي؟


    حركة الإخوان المسلمين في المقام الأول هي حركة إصلاحية تربوية دعوية، وحاولت جاهدة أن تبين للناس أن الإسلام يشمل الحياة بكل جوانبها وتعقيداتها، والإمام الشهيد حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين عام 1928م الشيء الأساسي الذي ارتكز عليه هو أنه لا بد من أن نفهم الإسلام من أصوله الثابتة (الكتاب والسنة) فقد حاول أن يبين للناس (ألا يتخذ القرآن عضين) بمعنى ألّا نقسم الإسلام إلى جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية.. إلخ ولا نتخذ الدين تفاريق قال تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء) وقراءة أخرى متواترة (فارقوا)، بمعني أن من فرق فقد فارق.


    مرت أطوار مختلفة في حركة الإخوان المسلمين، وكان لها تاريخها الطويل منذ أربعينات القرن الماضي بالسودان، وحدث شيء من خلاف ليس بخلاف جوهري أو حقيقي والخلاف بين استناد الحركة إلى التربية أم السياسة، فالسياسة شيء من الدين ولكن على أيهما التركيز كان هو الخيار الصعب.


    > ألا تتفق معنا أن لكلٍّ أهميته ولا يجب التفريط في أحدهما أو التعصب لأيٍّ منهما؟


    < الذين قالوا بالتركيز على السياسة وتغليبها يرون ألا ينغلق الناس على أنفسهم في حجرات وزوايا معزولة وأنه لا يصح حصر الدين في زوايا ضيقة وإلا فشل كدعوة إذا لم يختلط بالآخرين بمن فيهم الساسة، فالدعوة الإسلامية للجميع، وحتى تنتشر وتؤدي رسالتها فلا بد لها من الانفتاح على الآخرين عبر تنظيم سياسي شامل تقدم خطابها الدعوي الإسلامي عبره.


    > رغم أن مثل هذا الخلاف قديم إلا أنه ما يزال يطفو على السطح ويعكر صفو الجماعة ووحدتها؟


    < كما - ذكرت - هذا الخلاف لا أعتبره جوهريًا بين السياسة والتربية بل مجرد خلاف حول ترتيب الأولويات، فكلٌّ يرى أن هذا أولى من ذاك، والتجربة نفسها في النهاية أثبتت في الماضي والحاضر أنه لا بد من المزاوجة بين الأمرين، لأنك إذا اهتممت بالجانب السياسي وحده دون النظر للجانب التربوي للنفس وتزكيتها فإنك واقع لا محالة في مشكلات جمة كلها تفضي إلى الفساد السياسي، وكما يقولون (إن السياسة لعبة قذرة) ولذا لا بد أن تكون محكومة بالدين ومنضبطة بضوابط الإسلام حتى لا نقع في أحابيلها ونتلوث بدنسها.


    > عفوًا ولكن السياسة متقلبة بحسب الأحوال والمتطلبات والمصالح.. فكيف تحكمها بضوابط وثوابت دون أن تفلت منك أو تنفلت أنت من الضوابط قسراً؟


    < مهما تقلبت أحوالها وتواترت أحداثها إذا تمسكنا بالعروة الوثقى وتقوى الله فلن يجرفنا تيارها ولن نغرق أبدًا في بحرها الآسن بل ترسو سفينتنا في بر الأمان الإسلامي ما دمنا متمسكين بمرجعيتنا الأساسية الإسلامية.


    > البعض من الساسة ينقل القواعد الإسلامية لصالحه مثل (الضرورات تبيح المحظورات) وتوظيفها بسوء يحولها إلى قاعدة ميكافييلي (الغاية تبرر الوسيلة) كيف نضبط ذلك ونُحدث التوازن؟


    < لا بد أن نوجه الناس إلى الجانب الروحي والديني في الإنسان، وأن ما يراه مصلحة يكون فيه ضرره، قال تعالى «والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، فالناحية الفكرية وتطبيقها عمليًا مهمة ولا تكون مجرد شعارات سياسية، وهكذا يتلاعب البعض بالقواعد الفقهية فالضرورة لها قواعد ومتطلبات وشروط لا بد من توفرها، فمتى يلزم تطبيق الضرورة، وهل الضرورات موسعة إلى ما شاء الله أم منضبطة ومحددة؟، فإذا أبحنا لأي سياسي بموجب استغلاله السيء لهذه القاعدة (أن يحل الحرام ويحرم الحلال) فلن يغلق هذا الباب أبداً إلى يوم يبعثون وسيجر علينا مفاسد كثيرة، وتصبح القاعدة الفقهية مجرد لعبة سياسية وأقرب إلى (الغاية تبرر الوسيلة) ولذا لا بد من الانضباط وتحري الدقة فحتى لا يحدث الانفلات لا بد من أن ينطلق الأمر وينبثق من قاعدة إيمانية ثابتة.


    أول من قام بعملية إصلاحية والمطالبة بها في الستينيات أنتم، كيف ترى ذلك الآن بعد عقود ونتاجه؟


    < أعترف بأن أول عملية إصلاحية داخل الحركة الإسلامية في الستينيات بدأناها نحن وانفصلنا بعدها إلى حركة الإخوان المسلمين المستمرة إلى يومنا هذا، والحقيقة الماثلة دوماً في كل زمان ومكان أن الناس يضيقون ذرعاً بمن يخالفهم الرأي فيما يعتقدونه وإن كان محقًا في ذلك، فالإنسان إذا نظر نظرة تنظيمية ضيقة فسينفي كل مخالف له، فمثلاً أنا شخصيًا تعرضت لموقف كهذا بسبب محاضرة ألقيتها بجامعة القاهرة ــ فرع الخرطوم ــ سابقًا ــ انتقدت فيها بعض الممارسات التي يقوم بها التنظيم (آنذاك) فقيل لي إنك قد خرجت عن القواعد التنظيمية التي تجمعنا وعليه فإن المكتب الإداري قد قرر فصلك من الحزب ومقاطعتك، فقلت لمن جاءني بالقرار (الفصل من التنظيم وعرفناه ففيم المقاطعة والإسلام قال لا تهجر أخاك) فلا وجه شرعي للمقاطعة.


    > ألا ترى أن المؤسسية بأحزابنا جميعًا وليس الإسلاميين دومًا ذريعة وتكبل الإصلاح الداخلي للتنظيمات السياسية؟


    < الإنسان لا بد أن يحترم رأي الأغلبية في المسائل الشكلية فقط، أما المسائل التي فيها حكم شرعي فلا تخضع لأهواء الناس، لذلك قد تجد إنسانًا من الصالحين سلوكًا وأخلاقًا ومع ذلك لا يصلح للعمل في الجماعة المنظمة لتبلغ أهدافها المحددة، وبعض الإسلاميين أنكروا الجماعات كلها والقرآن الكريم يقول (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا).
    > وما المطلوب حتى يتوحد عباد الله ويصيروا إخوانا يخدمون إسلامهم؟


    < المطلوب أن نتجاوز عن الجزئيات والهفوات ويحتمل بعضنا بعضًا ونقهر مآربنا الذاتية من أجل الوحدة الإسلامية، فهناك أشياء لا تحتمل المجاملة ولا يمكن التضحية بها من أجل سلطة أو جاه أو دنيا.


    > انشقاقات غير الإسلاميين أخف وطأة لأنها أحزاب سياسية محدودة والحركة الإسلامية انشقاقها على الدين قبل الدولة؟


    تتحدثين عن الإسلاميين كأنهم ليسوا من طينة البشر وكأنهم أكثر الأحزاب صلاحًا وأفرادهم أكثر فلاحًا، إنهم مثلهم مثل غيرهم يخطئون ويصيبون، فهم أنفس بشرية بشرِّها وخيرها وفتنة الدنيا لها.


    > هل ولوج الإسلاميين إلى السلطة (المؤتمر الوطني) هو الذي جعلهم يبلغون من الانقسامات عتيا (أكثر من واحد)؟


    < التنازع على السلطة يفضي إلى البغضاء والاحتراب وضياع الإسلام والمسلمين، وقد قال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، والتاريخ الإسلامي يصدق فكلما حدث نزاع بين المسلمين ينتج عنه ضعف الخلافة أو الدولة الإسلامية، فالخلاف في الإسلام يكون بحيث لا تختلف القلوب والأفئدة المسلمة أي يمكن أن نختلف فكريًا وليس وجدانيًا أو روحيًا.
    > حدِّثنا عن فلسفة الخلاف في الإسلام وتطبيقها على واقعنا الحالي؟
    < فلسفة الخلاف في الإسلام تحتاج إلى فهم طبيعة الإنسان ونوازعه النفسية وميوله الفكرية، لأن الله خلق الناس متفاوتين في تفكيرهم وتبصيرهم وطرق معيشتهم ونظرتهم للحياة، يقول أحدهم في هذا الفهم الراقي للاختلاف بين البشر يقول (جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هم كالأخاذة) والأخاذة هي نبع الماء تروي الواحد والاثنين والعشرة وأكثر و(الأخاذة) لو نزل بها أهل الأرض لأهدرتهم، وطبيعة البشر كذلك لا يمكن أن نحكمها برأي فرد أو اثنين أو عشرة أو أكثر، فلا يمكن أن نضيق واسعًا ونصُب هذه الطبيعة التي تسع العالم بأسره في قالب ضيق وحيز محدود، فيجب مراعاة الآخرين، بمعنى يجب مراعاة الرأي والرأي الآخر واحترام المسلمين بعضهم لبعض وطرح الأمر للجميع.


    > وهل يندرج خلاف الإصلاحيين بالمؤتمر الوطني تحت هذا المفهوم؟ وما رأيك فيما اتُّخذ تجاههم؟


    < حزب المؤتمر الوطني الحاكم حزب منظم وله قواعد ولوائح داخلية تخصه وحده، ولكن في رأيي أن المؤتمر الوطني قد خسر خسارة ضخمة في هذا الموقف، وكان يجب عليه التأني والحكمة والأخذ والرد وتطبيق أدب الخلاف في الإسلام وأعمال مبدأ الشورى وذلك تطبيقًا للإسلام وحفاظًا على قياداته التاريخية التي خسرها بالتسرع باتخاذ هذا القرار الانفعالي الحاد.
    > هل فشل الإسلام السياسي بالسودان كما يردد البعض ورأيك في هذا المصطلح؟


    < الإسلام ينتظم الحياة كلها فهو شامل وصالح لكل زمان ومكان وبشر، ولهذا أنا ضد المصطلح نفسه، فلا يجب حصره في المسمى السياسي أو غيره، والذين يسمونه بالإسلام السياسي يروجون للدعاية السالبة ضد الإسلاميين ولا يريدون خيرًا بالإسلام ولا يريدون تقدمه، وهذه الدعاية الخطرة جعلت بعض الإسلاميين انهزاميين ويقولون إن «الإسلام السياسي» فشل، والقرآن الكريم يرد عليهم بقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فالفشل من أنفسهم وليس من الإسلام.
    > وكيف نغير ما بأنفسنا في ظل هذا الضجيج والمؤثرات السالبة؟


    < يجب علينا أن نحرص على تبرئة الإسلام من ممارساتنا الخاطئة بالاعتراف بها وتقويم أنفسنا، فمن الصعب لعامة الناس أن يفرقوا تفرقة دقيقة بين تغيير الذات وتغيير التنظيم والنظام فكلها مرتبطة بعضها ببعض، وتغيير الكل يبدأ بالجزء ومن ثم تتكامل الأدوار لنسمو بالإسلام ونعيده سيرته الأولى.
    > مؤتمر الحركة الإسلامية الذي عُقد أخيرًا أعاد إلى النفوس بعض الأمل في عودة الصف الإسلامي، ما رأيك أنت؟


    < هذه مجرد مسميات وإن اختلفت فالمهم أن يصح الإسلام فالله تعالى يقول (هو سماكم المسلمين) وأياً كان المسمى المهم أن نتفقه في الدين ونفهمه فهمًا صحيحًا، ونكون أنموذجًا للمسلم القويم الذي إذا رأيته ذكرت الله، فلا تناقض في أن نكون جماعة منظمة ولكن المهم في تفريقنا لجماعة الإخوان المسلمين أن نوضح أننا لسنا جماعة المسلمين ولكننا جماعة من المسلمين، أي جزء من الجماعة الكلية للمسلمين.
    > ولكن هناك بعض الجماعات المتطرفة تنصب نفسها على الجميع وتحكم برأيها هي أصابت أو أخطأت اتفقت أو خالفت؟


    جاءني فيما مضى بعض الشباب من منطقة الثورة بأم درمان، وطالبوني بتكفير بعض الشخصيات بالبلاد مثل الدكتور الترابي والرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري وآخرين، فرفضت وقلت لهم إنني لا أكفر أي شخص مسلم إلا إذا شهد على نفسه بالكفر أو غيره، فلما رفضت ذلك وجدت عندهم أن من لا يكفر الكافر فهو كافر مثله، وكنت أجلس معهم حتى صلاة المغرب وقلت لهم نصلي جماعة فرفضوا الصلاة معي وقالوا إنهم سيصلون وحدهم، رغم أنهم لو يفقهون الإسلام لعرفوا أن الصلاة خلف البر والفاجر جائزة مادام مسلماً.
    > التطرف والغلو في الدين يقود إلى العنف.. ولدينا أمثلة ونماذج لحوادث من هذا القبيل بالسودان؟


    < التطرف يقود إلى العنف والغلو في الدين ممارسة منحرفة أحسن منه المنحرف الذي لا دين له لأنه لا يؤذي الآخرين باسم الدين بل يكون هناك أمل في هدايته.


    > وما هو مفهوم الدين السليم في معناه المصطلحي والفطري الإنساني المجرد؟
    < في المجتمعات الإنسانية على مدار التاريخ لا نجد شخصًا ليس عنده دين، ولكن لكلٍّ فهمه، فحتى الأجانب وغير المسلمين لهم دينهم باعتباره علاقة روحية بين العبد وربه.
    بقية الحوار لاحقاً..

    اقرأ في الحلقة القادمة:
    لا نستطيع السيطرة على الانشقاقات ولسنا وحدنا كذلك
    عواطف الجعلي مخطئة والبرلمانيون ليسوا قطيعاً يُقاد
    هل انتقلت معركة الإصلاحيين إلى قاعات البرلمان؟
    ما يحدث من صراع بالبرلمان نوع من الكلام العاطفي.
                  

12-07-2013, 08:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الالبشير : طه هو رأس الرمح وقائد التغيير في التشكيل الوزاري الجديد ..أقسم بالله ليس هنالك خلافات بل " هيً لله "


    12-07-2013 09:51 PM
    ( سونا) اعلن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ان السيد علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية هو رأس الرمح وقائد التغيير في التشكيل الوزاري الجديد وقال البشير "ان علي عثمان سيتنازل عن مكانته كما تنازل طوعاً من قبل عندما وقع اتفاقية السلام الشامل ".

    واقسم البشير لدي مخاطبته اليوم بمنطقة قري (شمال الخرطوم) الاحتفال بمرور 500عام علي قيام اول دولة اسلامية في السودان ، أقسم بعدم وجود خلافات اوصراعات مشيرا الي ان الوزراء الذين مازال عطائهم مستمراً ويمكن ان يستمر تنازلوا طوعا واختيارا وان التغيير الجديد سيكون احياءا لقيم(هي لله).

    واوضح رئيس الجمهورية ان قيام الدولة الاسلامية في سنار عبر تحالف عبد الله جماع وعمارة دنقس كان الفاصل بين العهد القديم والعهد الجديد للسودان بقيمه الاسلامية واخلاقه واعرافه وثقافته مشيرا الي ان قبيلة العبدلاب هي النموذج القوي لوحدة اهل السودان .
    وقال البشير نريد ان تكون المناسبة انطلاقة لاعادة كتابة تاريخ السودان الذي زوره المستشرقون والمستعمرون الذين ارادوا القضاء علي الاسلام.


    ودعا البشير الي مقاومة مخططات هدم السودان باحياء القيم التربوية الاسلامية واحياء نار القران والمراكز الاسلامية والخلاوي والمساجد

    (عدل بواسطة الكيك on 12-07-2013, 08:55 PM)

                  

12-07-2013, 08:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    البشير يدعو علي الحاج إلى العودة والإسهام في معالجة أزمة دارفور


    البشير يدعو علي الحاج إلى العودة والإسهام في معالجة أزمة دارفور


    12-06-2013 09:39 PM

    الخرطوم - أميرة الجعلي
    التقى وفد بقيادة صديق ودعة مسؤول ملف الاتصال بالحركات والشخصيات السياسية، علي الحاج نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي والسياسي المعارض البارز بمدينة بون الأسبوع الماضي. وقال مصدر حضر إن صديق ودعة أبلغ علي الحاج رسالة شفوية من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير نقل له فيها جهوده في الحوار الوطني وصنع السلام والتوافق الوطني، وطالبه بالعودة إلى السودان للإسهام في معالجة أزمة دارفور وجهود الحوار الوطني.

    وقال المصدر إن علي الحاج ثمن رسالة رئيس الجمهورية ورغبته في مساهمة المعارضين في الحل السياسي، وقال إن علي الحاج أكد على ضرورة الحل السياسي الشامل وابتدار حوار وتفاوض فعلي مع المعارضة السياسية ووقف الاقتتال مع الحركات المسلحة في دارفور والجبهة الثورية وأن يترافق ذلك مع حملة للإصلاح السياسي في البلاد خاصة العلاقة مع جنوب السودان. وقال علي الحاج إنه لا يريد عودته إلى البلاد منفرداً بل في إطار تسوية سياسة تشمل الجميع. وقال المصدر إن حديث علي الحاج يعتبر إيجابياً في رده على مبادرة رئيس الجمهورية

    اليوم التالي
                  

12-08-2013, 06:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    اجاز المؤتمر الوطنى فجر اليوم التعديل الوزارى الذى قام به الرئيس البشير وتشير النتيجة النهائية الى صعود نجم مجموعة نافع البشير وابعادا لطاقم على عثمان محمد طه عن اى منصب حتى الان وهم

    على عثمان والذى كان يعد مهندسا للنظام والعقل المفكر فيه

    عوض الجاز

    اسماعيل المتعافى

    صلاح قوش

    الشريف ودبدر

    عبد الرحمن الخضر والى الخرطوم

    وهم اليد اليمنى فى الاجهزة الرسمية لعلى عثمان محمد طه

    وان التعديل يبدو انه قصد ابعاد على عثمان محمد طه تحديدا ومن ثم الموالين له وافساح المجال للقوة المناوئة له التى تلتزم بخط نافع البشير بخط البشير
    وكان البشير اعلن
    ان السيد علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية هو رأس الرمح وقائد التغيير في التشكيل الوزاري الجديد وقال البشير "ان علي عثمان سيتنازل عن مكانته كما تنازل طوعاً من قبل عندما وقع اتفاقية السلام الشامل


    12-08-2013 04:24 AM
    الخرطوم (سونا)
    اعتمد المؤتمر الوطنى التشكيلة الحكومية الجديدة التى تضمنت تغيير طاقم رئاسة الجمهورية بخروج كل من النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان محمد طه والدكتور الحاج ادم يوسف ومساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع على نافع وتم تعيين كل من الفريق اول ركن بكرى حسن صالح نائبا اول لرئيس الجمهورية والدكتور حسبو محمد عبد الرحمن نائبا لرئيس الجمهورية

    وتم تعيين
    الدكتور الفاتح عزالدين رئيسا للمجلس الوطنى والدكتور عيسى بشرى نائبا له .

    وقال الدكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب فى تصريحات صحفية عقب اجتماع المكتب القيادى الذى انتهى فجر اليوم ان التغيير شمل بعضا من الوزراء كما تم الابقاء على البعض الاخر.
    واضاف نافع انه تم تعيين.

    الاستاذ صلاح الدين ونسى وزيرا لرئاسة الجمهورية
    و السيدعبدالواحد يوسف وزيرا للداخلية
    والمهندس ابراهيم محمود وزيرا للزراعة
    والمهندس مكاوى محمد عوض وزيرا للنفط
    والاستاذ بدرالدين محمود وزيرا للمالية
    والاستاذة سمية ابوكشوة وزيرة للتعليم العالى
    و السيد معتز يوسف وزيرا للكهرباء والسدود
    والاستاذ السميح الصديق وزيرا للصناعة
    والاستاذ الطيب بدوى حسن وزيرا للثقافة
    والاستاذة تهانى عبدالله وزيرة للاتصالات والتقانة .

    واوضح نافع ان التشكيل بصفة عامة اشتمل على تغييرات كبيرة وكان الاساس فيها هو ان يقدم شباب خضعوا للتجربة والاختبار فى المركز والولايات مضيفا ان وزارات الشركاء من الاحزاب لم يتم البت فيها وهى متروكة لاختيار هذه الاحزاب التى ستشارك فى التشكيل الجديد.
    واشار نافع الى احتفاظ بعض الوزراء بمواقعهم من بينهم الاستاذ على كرتى وزير الخارجية والاستاذ كمال عبد اللطيف وزير المعادن .









                  

12-08-2013, 09:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    قصـر رئاسي «بلا» طه!!.

    .أحمد يوسف التاي

    نشر بتاريخ السبت, 07 كانون1/ديسمبر 2013 10:10


    قابل الشارع السوداني قرار النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بمغادرة منصبه بسيل من الأسئلة المشروعة حول مدلولات المغادرة وأبعادها السياسية ومغزاها وتوقيتها، وما إذا كان طه أقبل على هذه الخطوة مغاضبًا كما تردد بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية أم أنها استجابة لدواعي التغيير التي أرادها الرئيس البشير كما قال علي عثمان...

    الشارع السياسي السوداني أيضًا يتساءل عمّا إذا كان طه يريد فعلاً إتاحة الفرصة لجيل جديد وأن خطوته تلك لم تكن نتيجة لخلافات راجت كثيرًا في الفترة الماضية بينه وبين الرئيس البشير من ناحية، وبينه وبين مساعد الرئيس نافع علي نافع من ناحية أخرى... ثمة تساؤلات أخرى ظل يلقي بها الشارع السياسي حول من يخلف طه الذي غادر القصر وحزم أمتعته عقب جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وما هي حظوظ كل من المرشحين لخلافة النائب الأول لرئيس الجمهورية... كل هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها بشيء من الموضوعية وفقًا للمعطيات والمعلومات المتاحة في الوقت الراهن،

    ومعلوم أن تناول هذا الحدث يحتم علينا الأخذ في الاعتبار سيناريوهين: الأول أن تكون مغادرة النائب الأول لرئيس الجمهورية هي فعلاً استجابة لدواعي التغيير الذي يعتزم الرئيس البشير إحداثه في الحكومة والحزب وإتاحة الفرصة لجيل جديد... والسيناريو الثاني هو أن تكون المغادرة نتيجة لخلافات استعصت وفلتت من عقالها واختِير لها توقيت التغيير لتكون ضمن الإجراءات الحالية لتخفيف وطأتها على «المشفقين» وتسهيل ابتلاعها على الآخرين على الرصيف، وتفويت فرصة اغتنامها على «الشامتين» وفيما يلي نستعرض معطيات كل سيناريو ونترك الحكم النهائي للقارئ الذكي اللمّاح وذلك على النحو التالي:

    سيناريو التغيير

    أما أن تكون مغادرة النائب الأول اقتضتها الحاجة لتغيير الوجوه القديمة وإتاحة الفرصة للشباب وليست نتيجة لخلافات سياسية أو صراع، فهذه الفرضية تعززها عدة معطيات منها:


    أولاً: التصريحات المتواترة للرئيس البشير نفسه عن التغيير كضرورة ملحة ، ورغبته هو شخصيًا في عدم الترشح لدورة رئاسية جديدة، وأن الشعب السوداني ملول فهو يمل الوجوه المتكررة خاصة أن أركان حرب البشير المتنفذين، وبالطبع طه منهم قضوا بالحكم «24» عامًا، فإذا كانت الحكومة جادة في برنامج التغيير الجذري كما تقول فإن طه وآخرين قضوا بالسلطة ربع قرن من الزمان ومن الأولى أن يطولهم التغيير مثلهم مثل الآخرين..


    ثانيًا: تصريحات النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه نفسه، والذي قال إن قرار تنحيه جاء لدواعي التغيير بإتاحة الفرصة لجيل جديد ولا توجد أي خلافات في القيادة دفعته لهذه الخطوة... وأضاف في تصريح لعدد محدود جدًا من الصحافيين: «لا توجد أي خلافات أو صراعات، ليس بيني وبين الرئيس ولا مع أي من قيادات الحزب».


    ثالثًا: طه أيضًا أكد أن قرار مغادرته سيفتح الباب للتغيير والتجديد وأضاف: هذا نهج ارتضيناه ومتفقون عليه، مشيراً إلى أن الرئيس عمر البشير منتخب من الشعب، بينما هم تم تعيينهم بقرارات جمهورية.


    رابعًا: السكرتير الإعلامي لرئيس الجمهورية عماد سيد أحمد شدَّد هو الآخر على عدم وجود خلافات وراء مغادرة طه القصر الجمهوري، ووصف في الوقت نفسه اعتزامه عدم تولي أي مهام في الحكومة الجديدة، بأنه خطوة جاءت مواكبة لنهج التغيير الذي أقره الحزب الحاكم.

    سيناريو الخلافات

    أما ما يمكن الإشارة إليه بشأن سيناريو الخلافات وهو الفرضية التي تشير إلى أن المغادرة نتيجة لخلافات استعصت وخرجت للعلن واختِير لها توقيت التغيير لتمييعها وتخفيف وطأتها، وتفويت فرصة اغتنامها على «الشامتين» فهناك عدة مؤشرات ومعطيات «قولية، وفعلية» وقرائن أحوال تعزز هذه الفرضية بشكل أو بآخر وذلك على النحو التالي:


    «أ» أشارت تقارير صحفية متطابقة ومتواترة إلى إن أعدادًا كبيرة من القيادات ورموز الدولة والعمل الإسلامي تقاطرت إلى منزل النائب الأول بعد أن تأكد لها أن طه قدم استقالته للرئيس البشير وخرج مغاضبًا من القصر، وأن السيارات أغلقت الشوارع المؤدية إلى منزله وأن هناك مساعي واتصالات جارية لإثنائه عن المغادرة، وقالت معلومات متطابقة إن وفوداً عدة تقاطرت لمنزله لحظة تردد نبأ استقالته، لإقناعه بالعدول عن قرار المغادرة... والسؤال المنطقي والموضوعي هنا لماذا «المفاجأة» وتقاطر الرموز والقيادات لإثناء طه عن قراره طالما أن الخطوة متفق عليها وطالما أنها قرار حزب؟ فهل يعقل هذا؟


    «ب» من أبرز المؤشرات التي تومئ بوجود خلافات هو استباق النائب الأول القرارات الرئاسية المرتقبة بشأن التغيير بقرار استقالته، أليس من الأفضل أن ينتظر قرار الرئيس في هذا الإطار طالما أن هذه الخطوة متفق عليها كما يقول النائب الأول وإلا فلماذا لم يقدم الآخرون استقالاتهم أيضًا قبل قرارات الإعفاء.


    «ج» جاء في الأخبار أيضًا أن تقارير صحفية صدرت أمس بالخرطوم أشارت إلى أن النائب الأول دعا الإعلام لعدم إثارة موضوع استقالته وإعطائه أكثر من حجمه حتى لا يتيح الفرصة لجهات معادية ولمغرضين لتفسير كل ذلك في غير سياقه الموضوعي والعام... والسؤال الجوهري، لماذا الدعوة لعدم إثارة هذه الخطوة والتحذير منها طالما أنها تأتي في سياق التغيير المنشود والمتفق عليه وإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة لإدارة البلاد، وطالما أن الأمر قُصد منه بعث رسالة للآخرين ليحذوا حذو النائب الأول المشهود له بالإيثار!

    كما في حديث المستشار الصحفي للرئيس الذي أشار إلى أن طه باعتذاره يريد تقديم نموذج للآخرين في التنازل عن السلطة طواعية كما فعل من قبل بعد توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام بتقديم منصبه لرئيس الحركة الشعبية جون قرنق في عام «2005» أو ليست هذه خطوة جيدة ومطلوبة وتعطي رسالة إيجابية للعالم أجمع لماذا «الطبطبة» عليها إن لم يكن فيها ما يخيف؟!!!


    «د» نفي النائب الأول وجود خلافات ليس دليلاً دامغًا لعدم وجود خلافات، فليس هناك سياسي محنك وحكيم مثل طه يقر بوجود خلافات ويعترف بها على الملأ لأنها ستنطوي على خسائر كبيرة خاصة في هذا التوقيت، لذلك من الحكمة عدم ذيوعها والتكتم عليها، فالسياسي العادي عندما يقول «نعم» إنما هو يقصد «لا»: وعندما يقول «لا» فهو يقصد «نعم » فما بالك بـ «طه» ذي القدرات العالية والدهاء السياسي المشهود..


    «هـ» بعض الدوائر التي تروج لوجود خلافات تشير إلى أن هناك اتجاهًا برز من وقت ليس بالقريب داخل مؤسسات الحزب لا يرغب في استمرار طه في منصبه، وأن الأخير استبق هذا الاتجاه حفاظًا على مكانه وتاريخه السياسي، وأن هذه الخطوة ستعزز مكانته أكثر في نفوس الناس.


    «ز» وفضلاً عما تقدم تردد أيضًا في مواقع إسفيرية كثيرة وفي مجالس أهل السياسة، وفي الدوائر الضيقة المحسوبة على المؤتمر تردد حديث كثير عن وجود خلافات سياسية حادة بين طه وقيادات متنفذة بحزب المؤتمر الوطني، بشأن مجموعة من الملفات في مقدمتها ملف الفساد بجانب الحريات، والعلاقة مع القوى السياسية المعارضة.
    وذهبت الدوائر إلى أن طه من المنادين داخل قيادة الوطني بتوسيع قاعدة المشاركة بشكل حقيقي وإفساح المجال للحلول السياسية لقضايا النيل الأزرق وجنوب كردفان إضافة لدارفور.


    غير أن رؤية طه اصطدمت بدوائر نافذة في الحزب الحاكم تحظى بالثقة لدى الرئيس البشير.
    وكانت تقارير صحفية قالت إن طه طلب إبعاده من المنصب ليكون قدوة لغيره من المسؤولين، ورجحت تلك التقارير أن يتولى طه رئاسة البرلمان في المرحلة المقبلة.

    من يخلف طه؟

    تبارت عدة تكهنات حول من يخلف علي عثمان في مقعد النائب الأول لرئيس الجمهورية، ويتردد الآن بقوة أن من أبرز المرشحين لتولي المنصب وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح، ومساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع، ونائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج بصفته الشخصية لا الحزبية، ويتردد أيضًا أن طه نفسه اقترح تسمية الفريق بكري ليخلفه في منصب النائب الأول، في حين أن مصادر موثوقة أكدت أن ترشيح الفريق بكري يحظى بشبه إجماع في أوساط تيارات المؤتمر الوطني المختلفة، بينما استبعدت بعض المصادر استجابة الرئيس البشير لرغبة طه في التنحي وأكدت أنه سيعتمد عليه لحين الانتخابات المقبلة، وبالمقابل هناك معطيات كثيرة تقلل من فرص ترشيح الدكتور علي الحاج، خاصة أن الرجل مازال نائبًا للأمين العام للمؤتمر الشعبي وأن الحزب اتخذ قرارًا واضحًا بشأن المشاركة في السلطة، وأن مشاركة الحاج في مثل هذا المنصب لن تكون إلا في إطار سياسي شامل ومؤثر لأن الحاج بمفرده لن يضيف ولن يغيّر شيئًا.


    وأشارت الترشيحات إلى أسماء عدة منها أيضًا وزير الكهرباء الموارد المائية أسامة عبد الله للقصر الجمهوري في منصب النائب الأول غير أن حظوظ أسامة لهذا المنصب الرفيع وغيره من المرشحين تبدو ضعيفة لاعتبارات كثيرة ، وعليه يظل الفريق بكري والدكتور نافع أبرز المرشحين لتولي المنصب، إذا لم تطرأ مستجدات على الساحة السياسية التي تبدو حبلى بكثير من المستجدات.
                  

12-08-2013, 06:22 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الموجه الرئيسي للتعيينات الجديدة ضمان سلامة عمر البشير وأسرته

    December 8, 2013

    حلقومو(حريات)

    أجاز المكتب القيادي للمؤتمر الوطني التعيينات الحكومية الجديدة التي دفع با المشير عمر البشير ، والتي قضت بتعيين بكري حسن صالح نائباً أول بديلاً عن علي عثمان ، وحسبو محمد عبد الرحمن نائباً وبديلاً عن الحاج آدم ، وابراهيم غندور مساعداً وبديلاً عن نافع .

    وقال نافع علي نافع في تصريحات صحفية انه تمت إجازة تعيين الفاتح عزالدين رئيساً للمجلس الوطني وعيسى بشري نائباً له ، وصلاح ونسي وزيراً لرئاسة الجمهورية وعبد الواحد يوسف للداخلية ، وابراهيم محمود للزراعة ، ومكاوي عوض للنفط ، وبدر الدين محمود للمالية ، وسمية أبوكشوة للتعليم العالي ، ومعتز يوسف للكهرباء ، والسميح الصديق للصناعة ، والطيب بدوي للثقافة ، وتهاني عبد الله للإتصالات . وأكد نافع احتفاظ علي كرتي بالخارجية ، فيما تجاهل سؤال الصحفيين عن مصير وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين .

    وقال المحلل السياسي لـ (حريات) ان تعيين بكري حسن صالح بديلاً عن علي عثمان يدحض ما ظلت تردده قيادات النظام وإعلامها بأن السبب في تنحي علي عثمان (الرغبة في التغيير) و (لإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة) ، حيث ان بكري حسن صالح من أقدم الوزراء في الإنقاذ وظل أحد طاقمها منذ الإنقلاب وحتى الآن ، فضلاً عن انه بالطبع ليس من (الأجيال الجديدة) .

    وأضاف المحلل السياسي ان تعيين بكري حسن صالح كنائب أول يؤكد ان الموجه الرئيسي للتعيينات الحكومية الجديدة ضمان سلامة ومصالح عمر البشير وأسرته إذا أضطر للتنحي ضمن الصفقة الدولية الاقليمية المطروحة مقابل خروج آمن له .

    وقال المحلل السياسي ان التعديلات الجديدة لا تضيف جديداً في القضايا الرئيسية التي تواجه البلاد ، فتجاه قضية الحرب ، أعطت التعديلات إنطباعاً واضحاً بتوجهها المستقبلي حيث أهملت تعيين أي من أبناء القوميات المهمشة في أي من الوزارات الرئيسية وبالمقابل صعدت من المسؤولين عن تسليح المليشيات كحسبو عبد الرحمن والسميح الصديق ، وتجاه قضية الحريات إزدحمت التشكيلة الجديدة بمسؤولي الأمن الشعبي الذين يعرفون بمدراء المكاتب مثل الفاتح عزالدين وعبد الواحد يوسف وصلاح ونسي وعيسى بشرى ، وأما فيما يتعلق بقضايا المواطنين الحياتية فان التشكيل الجديد لم يضم أي خبير أو متخصص ، وحتى في وزارة المالية تم تجاوز حسن أحمد طه رغم إنتمائه للمؤتمر الوطني إلى بدرالدين محمود – الموظف ببنك السودان – والمرتبط بشبكات الفساد في تجارة العملة وغسيل الأموال .

    وسبق واوردت (حريات) 17 يونيو 2013 نقلاً عن مصدر موثوق ومطلع بأن عمر البشير قد حسم أمره وقرر الإطاحة بنائبه علي عثمان محمد طه.

    وأضاف مصدر (حريات) ان التحضير لهذه الخطوة بدأ في إثيوبيا شهر ابريل 2013، حين أخر عمر البشير عودته للبلاد لأخذ إجازة ومعه وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ، وقال ان الإجازة لم تقتصر على اللهو والعبث وإنما كانت لإحكام ترتيب الإجراءات الإستخبارية والعسكرية للخطوة المرتقبة .

    وقال المصدر ان عمر البشير بات على قناعة نهائية بأن الخيار المطروح من نخبته الإسلامية لا يوفر مخرجاً آمناً له ولأسرته . ووفقاً لهذا الخيار المسمى بـ ( العملية الدستورية) والمؤيد من علي عثمان والقطريين والأمريكان فعلى عمر البشير ألا يترشح في إنتخابات 2015 في مقابل ان يوفر له ملاذ آمن في قطر أو السعودية ، وهو يرى بأنه إذا فقد السلطة لصالح علي عثمان أو أي من إسلاميي حزبه فلن تكون هناك ضمانات كافية بعدم تسليمه لاحقاً ، وان ضمانته الحقيقية بقاؤه في السلطة أو في حال الإضطرار تسليمها لعسكري من خلصائه الذين لن يتخلوا عنه لأية حسابات سياسية .

    وقال انه بناء على هذه القناعة قرر عمر البشير التخلص من أهم المدنيين المرتبطين بما يسمى بالعملية الدستورية وهما علي عثمان وغازي صلاح الدين بحيث لا يتبقى للقوى الدافعة لأجل هذا السيناريو سوى بكري حسن صالح والعسكريين الآخرين .

    وأكد ان الإطاحة بعلي عثمان في حد ذاتها لا أهمية كبيرة لها خصوصاً وقد تحول الإسلاميون إلى موظفين في الدولة أحرص على إمتيازاتهم من أن يقفوا مع علي عثمان الذي سبق وهندس الإطاحة بشيخهم الترابي ، ولكن الخطوة تكتسب أهميتها من أزمة النظام وإنسداد الأفق ، خصوصاً مع خطوات عمر البشير ذات الطابع اليائس والإنتحاري والتي تهدد بالإطاحة بمكتسباتهم في (التمكين) لأكثر من ربع قرن .

    وسبق وقال المحلل السياسى لـ(حريات) ان مايريده على عثمان من انتقال السلطة له بطريقة سلسة مستحيل ، فالنظام فى طور انحطاطه المتأخر آلت السلطة الفعلية فيه الى مجموعة ضيقة من العسكريين الامنيين (اسامة عبد الله ، بكرى حسن صالح ، عبد الرحيم محمد حسين ،طه عثمان – مدير مكتب البشير – ، عبد الله البشير – شقيقه – ) وهذه المجموعة لن تسلم على عثمان السلطة بصورة (سلسة) !

    واضاف المحلل السياسى انه ماعادت القدرات ولا الشعارات سبيلا الى الترقى فى سلطة الانقاذ ، واذ تحولت الانقاذ الى (عش دبابير ) صارت المواصفة الرئيسية (الدبابير ) – الرتب العسكرية . وعلى عثمان اما ان يتحالف مع دبابير اخرى او يدخل الكلية الحربية من جديد ! وهذه عاقبة القصاص من حركة باعت نفسها للشيطان .

    وأعاد المحلل السياسي تأكيده بأن المعيار الحقيقي للوجود في التشكيل الوزاري الجديد الولاء الشخصي لعمر البشير ، فالذين يطالهم التغيير لن يطالهم بسبب (قدمهم) فعمر البشير هو الأقدم ، وليس بسبب فسادهم فهو الأكثر فساداً ، وانما بسبب تحول الطغيان من طغيان حزب شمولي الى طغيان شخصي لعمر البشير ، ولذا فانه لا يريد أي شخص لديه بقايا ولاء ، مهما صغرت هذه البقايا ، للتنظيم الذي أوصله للسلطة .

    ولأن عمر البشير يعلم بأن التنظيم نفسه لم يعد ( تنظيماً) سياسياً وانما (تنظيماً) للمصالح ، فانه لن يذهب في اتجاه تعديل الوجوه أكثر مما ينبغي ، فالطاقم الموجود نفسه مستعد لبيع أي شئ للبقاء في الوزارة ، وقد سبق وباعوا أنفسهم للشيطان ، حينما اختاروا الانقلاب وسلموا مقدرات حركتهم السياسية لعسكري متواضع القدرات لم يكن له اسهام في بناء هذه الحركة ولا حتى في الانقلاب الذي أوصله الى السلطة
                  

12-09-2013, 04:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    المعارضة : التشكيل الجديد «إنقلاب كامل الدسم وإحدى عجائب الإنقاذ »

    «هم يضمرون شرا كبيرا بمواجهة النظام، لكنهم انحنوا للعاصفة مؤقتا».

    تشكيل الحكومة الجديدة أنهى آمال التغيير تماما بالنسبة لشعب السودان،
    12-09-2013 05:03 AM
    الخرطوم: أحمد يونس


    في خطوة متوقعة، وضع الرئيس السوداني عمر البشير حدا للتكهنات التي ظلت تشغل الخرطوم طوال الأشهر الماضية، بإعلان تشكيل حكومي خرج بموجبه القادة الإسلاميين الكبار الذين ظلوا يشاركون البشير السلطة منذ الانقلاب في 1989.

    وأعلن في الخرطوم في وقت مبكر من صباح أمس عن خروج النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه، ونائب الرئيس الحاج آدم، ومساعده نافع علي نافع، فضلا عن وزير النفط عوض الجاز، وعدد آخر من رجال الصف الأول في الحكم.

    وكشف رسميا عن تسمية الفريق أول ركن بكري حسن صالح نائبا أول للبشير بديلا لطه، وحسبو محمد عبد الرحمن خلفا لنائب الرئيس الحاج آدم، وإبراهيم غندور مساعدا لمساعد الرئيس نافع علي نافع.

    وحاول مساعد الرئيس الجديد إبراهيم غندور تصحيح تصريحات سابقه لنافع علي نافع، بالقول إن «رئاسة البرلمان ستجرى بالانتخاب من أعضائه»، وذلك بعد أن ذكر الأخير أن رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر استقال وعين مكانه الفاتح عز الدين، فيما عين عيسى بشري نائبا له في محل نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد.

    وقال نائب الرئيس السابق لشؤون الحزب نافع علي نافع في تصريحات صحافية أعقبت اجتماع المكتب القيادي للحزب، الذي طال حتى صبيحة أمس، إن «التغيير شمل بعضا من الوزراء وأبقى البعض الآخر، وشملت التغييرات عددا كبيرا من الوزراء ووزراء الدولة».

    وأضاف نافع أن «الأساس في التشكيل هو أن يقدم شبابا خضعوا للتجربة والاختبار في المركز والولايات، وأن الحزب أبقى على الوزارات التي يقودها ممثلون لشركاء الحكم من الأحزاب الحليفة للحزب الحاكم».

    ويعد خروج كل من طه ونافع والجاز وعبد الحليم المتعافي وأمين حسن عمر، وهم الرجال الذين صنعوا الإنقاذ مع البشير دفعة واحدة، من أكبر مفاجآت التشكيل الوزاري الذي أعلن أمس، بحسب مراقبين. فيما يثير بقاء كل من عبد الرحيم محمد حسين وعلي كرتي في مواقعهم الكثير من الأسئلة، لا سيما وأن حسين كان من المرشحين للذهاب في أقرب تغيير.

    وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني الجديد إبراهيم غندور، في مؤتمر صحافي ثاني عقد في نفس اليوم، إن «حزبه درج على العمل الشوري منهجا في اختيار الكوادر الحزبية لشغل المواقع التنفيذية بالدولة». وأضاف أن «التغييرات التي حدثت في الجهاز التنفيذي جاءت وفقا لقراءة لقدرات الوزراء ولخبراتهم وتجاربهم وأنها لم تأت عشوائيا».

    وظلت التكهنات، التي لم تختلف كثيرا عما جرى إعلانه أمس، تسود منذ الكشف على لسان طه أن البشير يعكف على إحداث تغيير كبير يحل مشكلات البلاد.

    وتدعو المعارضة إلى إسقاط نظام الحكم أو تفكيكه، وإقامة نظام بديل على أنقاضه، على الرغم من إمكانية قبولها لحكومة انتقالية بمشاركة الحزب الحاكم تعد لانتخابات حرة نزيهة، وتعقد مؤتمرا دستوريا يضع حدا لمشكلات الحكم في السودان.

    وهو ما جعل قوى المعارضة ترى في التغيير الذي حدث «إحدى عجائب الإنقاذ التي لا تنقضي»، حسبما أفاد المتحدث باسم تحالف قوى الإجماع الوطني كمال عمر لـ«الشرق الأوسط»، والذي وصف التغيير بأنه «انقلاب»، وشكك في الرواية الرسمية التي تقول إن «النائب الأول السابق طه خرج برضاه، ولفتح المجال أمام التجديد بقوله: هذه إقالة كاملة الدسم»، وأضاف: «الرئيس ومنذ فترة يبحث عمن يطمئن لهم في مقبل حياته، لذا اختار أكثر الناس قربا له وهو نائبه الأول الجديد بكري حسن صالح».

    وجزم عمر بوجود هواجس كبيرة لدى الرئيس ضد نائبه الأول السابق، وأنه أجرى ترتيبات كثيرة ليقصيه ومجموعته بالقاضية، ما جعل المجموعة تنحني للعاصفة.

    ونفى عمر احتمال تحقيق مصالح الشعب من هذا التغيير، بقوله: «هو تغيير لمصلحة برنامج الرئيس في حكومة بلا أصوات معارضة، تمكنه من جمع كل السلطات في يده».

    وأوضح المعارض البارز أن تشكيل الحكومة الجديدة أنهى آمال التغيير تماما بالنسبة لشعب السودان، ولم تعد هناك خيارات أمامه سوى تكثيف جهوده لإسقاط النظام، معتبرا تشكيل الحكومة الجديدة «هدية النظام للمعارضة لإسقاطه».

    ######ر عمر مما سماه «ادعاء قبول القرارات» من المجموعة التي أخرجت، بقوله: «هم يضمرون شرا كبيرا بمواجهة النظام، لكنهم انحنوا للعاصفة مؤقتا».



    الشرق الاوسط
                  

12-09-2013, 05:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حزب غازي صلاح الدين : حزب البشير يحمل بذرة فنائه في داخله مثل غيره من الأحزاب الشمولية،،من أخرجوا، أخرجوا مرغمين وليس برغبتهم




    العلاقة بين نافع وطه ليست حميمة والبشير أزاح كل المنافسين المحتملين عن طريقه،
    12-09-2013 06:33 AM
    أحمد يونس

    قال عضو «حركة الإصلاح الآن»، التي تكونت من آخر المنشقين عن حزب الرئيس البشير، أسامة توفيق تعليقا على التغييرات الوزارية، إن «المؤتمر الوطني يحمل بذرة فنائه في داخله، مثل غيره من الأحزاب الشمولية، لأن التغيير لم يأت بطريقة طبيعية، وإن من أخرجوا، أخرجوا مرغمين وليس برغبتهم».

    وأضاف أن العلة في المنهاج السياسي وطريقة التفكير وليس في الأشخاص، وتابع أن «هذا قرار فوقي على الرغم من أن كثيرا من الوزراء الجدد مشهود لهم بالنزاهة والاستقامة، ووجودهم ضمن هذا الوضع يشبه قيادة عربة فارهة في طريق عربات تجرها الدواب، لن يكون هناك فرق بين الاثنين مهما كانت العربة فارهة وسريعة».

    وأرجع توفيق تلك القرارات إلى رغبة الرئيس في التجديد لنفسه لدورة رئاسية مقبلة، لذا أزاح كل المنافسين المحتملين عن طريقه، وتعليقا على إقالة كل من طه ونافع في وقت واحد، قال توفيق: «هناك صراعات بين الرجلين، والمؤتمر الوطني اعتاد إعفاء من يختلفون معه، والعلاقة بين نافع وطه ليست حميمة».

    ودعا توفيق المجموعة المبعدة عن السلطة للتفرغ للعمل الاجتماعي والدعوي، وكتابة مذكراتهم، والمشاركة في التنمية المجتمعية، وقال: «علهم يكونوا أكثر فائدة مما كان عليه الحال وهم في السلطة».

    الشرق الاوسط

    ------------


    المهندس عثمان ميرغنى وهو من الاخوان محسوب على جماعة على عثمان كتب رايا يشتم من ورائه مدى الغضب على ما قيل انه تغيير واخذ على نافع الذى ارق مضاجعهم فترة طويلة الى ان انتصر نصرا باهرا بازاحة النائب الاول اخذ عليه الابقاء على سياسات قديمة وان لا تغيير طالما ان الرؤية هى نفسها والسياسات لم تتغير ولم يسال نفسه او يجيب لماذا وصلنا الى ما نحن فيه فى ظل حكم الاخوان ..


    اقرا راى
    عثمان ميرغنى


    بروفة تغيير
    12-09-2013 01:55 AM


    وقبل أن تتضح معالم التغيير تبرع الدكتور نافع على نافع بدليل وبرهان أكيد أن التعديل ما هو إلا طلاء جديد لبيت قديم.. إذ نشرت صحف الأمس تصريحاته في ولاية نهر النيل التي ـ كالعادة ـ ينعي فيها المعارضة ويمجد تفوق حزبه المؤتمر الوطني عليها.. مثل هذا التصريح يبعث برسالة مربكة للشعب.. تؤكد أن منهج التفكير السياسي للحزب الحاكم والحكومة لم يتغير حتى ولو هز التغيير قائمة الأسماء الكبيرة..

    ييدو غريباً للغاية ـ على الأقل لمثلي ـ أن يفهم كيف تفرح الحكومة بأنها وطن (بلا معارضة).. هل يعني ذلك أن نظرية الحكم عند المؤتمر الوطني.. تقصد حكومة قوية ومعارضة واهية؟.. ألا يعلم حزب المؤتمر الوطني أن أركان الدولة الديموقراطية تقوم على مبدأ دولة متوازنة تطير بجناحي حكومة ومعارضة؟.. ألا يتذكر الدكتور نافع الصورة التاريخية للزعيم إسماعيل الأزهري يداً بيد مع زعيم المعارضة الأستاذ محمد أحمد محجوب وهما يرفعان علم الاستقلال في أعظم لحظة تاريخية من عمر السودان؟..

    المعارضة جزء لا يتجزأ من منظومة وقوام الدولة العصرية.. لكن قومنا يفهمون أن المعارضة رجس من عمل الشيطان فاقتلوه.. ونجاح الحكومة مرهون بموات المعارضة.. وتزداد قوة الحزب الحاكم كلما أجهز وخنق الأحزاب المعارضة له.. هل هذا هو التغيير الآتي؟..

    ما يفيد الشعب السوداني لو تغيرت الوزارة وكل الهياكل من قمة شعرها حتى أخمص قدميها.. ثم بقيت السياسات والعقلية الحزبية الضيقة كما هي؟.. عقلية تقسم السودان إلى كرام بررة ضد لئام فجرة.. عقلية ومنهج تفكير يجعل الوطن شطرين.. فاجع ومفجوع بينهما شعب موجوع..

    لا أعلم ـ والله العظيم ـ كم تكلف الحزب الحاكم الكلمة الطيبة؟.. ألا يكفي التأكيد والضمان الإلهي الذي نطق به القرآن (كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)؟.. ما هي دواعي الحرب اللفظية التي يغرق فيها خطاب الحزب الحاكم؟... حتى في اللحظات التي يعد ويبشر ناس فيها بـ(التغيير)؟..

    ليس مهما من يذهب ومن يبقى إذا بقى الحال على ماهو عليه.. إذا وفد جيل جديد يحمل ذات الأدب السياسي بلون آخر.. وذات الخطاب الإعلامي بلسان آخر..

    على كل حال.. نحن في الانتظار.. هل هو تغيير.. أم يبقى الحال على ما هو عليه؟

    اليوم التالي
                  

12-09-2013, 03:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الخال الرئاسي : تمخض جبل الإنقاذ فولد فأراً مريضاً في وقت اختار فيه العالم أجمع المسار الديمقراطي


    الخال الرئاسي : تمخض جبل الإنقاذ فولد فأراً مريضاً في وقت اختار فيه العالم أجمع المسار الديمقراطي




    قال : بعد ربع قرن من الزمان تعود الإنقاذ لعهدها الأول

    12-09-2013 02:47 PM
    الخرطوم:
    وجه المهندس الطيب مصطفى رئيس حزب منبر السلام العادل انتقادات لاذعة للتشكيل الوزاري الجديد، واصفاً إياه بغير المقبول لأنه لا يبشر بأي تحول ديمقراطي أو إصلاح سياسي ولا حتى اقتصادي، واعتبر مصطفى ما تم بالانقلاب. وقال إن الشعب كان ينتظر تغييراً شاملاً لكنه فوجئ بأن جبل الإنقاذ تمخض فولد فأراً مريضاً، لافتاً النظر إلى أن القوى السياسية تريد تحولاً كبيراً في السياسات وتغييراً في المنهج يمهد الطريق لتحول ديمقراطي حقيقي وليس انقلاباً.
    وأبان مصطفى بعد ربع قرن من الزمان تعود الإنقاذ لعهدها الأول في وقت اختار فيه العالم أجمع المسار الديمقراطي سبيلاً لتحقيق النهضة والحكم الراشد، وتساءل مصطفى بعد الذي حدث في التشكيل الوزاري هل نطمع في إجراء انتخابات حرة ونزيهة تنقل السودان إلى مرحلة جديدة في تاريخه أم أن علينا الانتظار لربع قرن آخر.

    آخر لحظة

    -------------------

    نافع علي نافع : أقول لإخوانا الدرشتهم درشتين أو تلاتة أن يعفو عنا


    نافع علي نافع : أقول لإخوانا الدرشتهم درشتين أو تلاتة أن يعفو عنا


    قال : الزول البهبش الإنقاذ بعد دا ما بنخليهو

    12-09-2013 11:08 AM
    قال نافع علي نافع القيادي بالمؤتمر الوطني إننا في عملية الاختيار متحررون من موقع وجود الشخص الذي يتم تكليفه بداخل الأجهزة أو خارجها. مؤكدًا سير الحزب على ذات النهج والمضي قدمًا في الانفتاح والتفاوض والحوار مع مختلف القوى السياسية من أجل تحقيق التوافق المطلوب حول القضايا الوطنية وتحقيق السلام والأمن والاستقرار بكل ربوع الوطن مع استمرار الدفاع عن مقدرات وإنسان الوطن.

    وحسب الانتباهة أضاف نافع : «أقول لإخوانا الدرشتهم درشتين أو تلاتة أن يعفو عنا، ما فيها استهداف شخصي، وأنا ما تعرضت لزول، لكن الزول البهبش الإنقاذ بعد دا ما بنخليهو».


                  

12-10-2013, 10:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    د.غازي : التعديل الوزارى "عادى"..الأزمة فى السودان هى أزمة قيادة


    د.غازي : التعديل الوزارى




    وصف الاطاحة بنافع وطه والطاهر وأمين بأنه يحمل العديد من الدلالات

    12-10-2013 02:52 PM

    حاوره محمد طه البشير-الدوحة

    وصف الدكتور غازي صلاح الدين رئيس اللجنة التأسيسية لحزب 'حركة الإصلاح الآن' - التعديل الوزاري الذي أجري مؤخرا بأنه 'عادي إلا فيما يتصل بتغيير القيادات العليا'، لكنه 'يحمل دلالات'، وأكد أن حل مشكلات السودان لن يكون إلا بتوافق كل القوى السياسية السودانية على أرضية مشتركة .
    وأضاف صلاح الدين -في حوار مع الجزيرة نت- أنه من الخطأ القفز إلى نتائج التعديل الوزاري الآن، لأن 'العبرة ليست في تغيير الأشخاص وإنما في الإصلاح المنهجي وطرائق العمل والسياسات، وهذا ما سيحدد نجاح التعديلات من فشلها'.

    وفي ما يلي النص الكامل للحوار:

    نبدأ من آخر التطورات في السودان، ما رأيكم في التعديل الوزاري الجديد في السودان؟ وهل من وجهة نظركم سيحل الأزمة؟

    د.غازي: التعديل الوزاري فيما دون القيادة العليا عادي، ولكن الجديد فيه الذي يحمل دلالات هو التغيير في القيادة العليا، ومن الخطأ القفز إلى نتائج الآن، لأن العبرة ليست في تغيير الأشخاص، وإنما في الإصلاح المنهجي وطرائق العمل والسياسات، وهذا ما سيحدد نجاح التعديلات من فشلها، وهذا شيء في ضمير الزمان، وسنحكم في الوقت المناسب على جدواه أو عدم جدواه.

    طيب، لنرجع إلى حزبكم 'حركة الإصلاح الآن' الذي أعلنتموه بعد فصلكم من حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ما سمات برنامج هذا الحزب؟

    د.غازي: الحزب أودع طلبا لدى مسجل الأحزاب فقط لأنه ليس بإمكانه أن يعمل كتيار يجمع رأيا واسعا دون أن يسجل كحزب لأن القانون لا يسمح بذلك، ولذلك فهو حزب في مرحلة التأسيس، وأنا أحاذر من أن أصادر رأي الحزب بآراء شخصية حتى تتشكل مؤسسات تقوم بهذه المهمة، ولكن نحن لدينا منطلقات لخصناها في وثيقة أسميناها وثيقة التأسيس تحمل الأفكار الأساسية المرجعية التي نتحاكم إليها، ونريد أن نفرع منها أوراقا متعلقة بقضايا السودان ككل، مثل قضية العلاقات الخارجية، والاقتصاد، والقضية السياسية الأمنية المتمثلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ومؤسسات الحكم، والانتخابات القادمة، هذه كلها قضايا مهمة لدينا فيها أطروحات سنتقدم بها في الوقت المناسب، ولكن أنبه إلى أننا في طور تأسيس، والذين سنتصل بهم سيكونون مؤسسين وليسوا منضمين للحزب، الحزب حتى الآن حسب الإجراءات القانونية ما زال في طور التأسيس.

    هل ستشاركون في الانتخابات القادمة؟

    د.غازي: نحن ذكرنا في المؤتمر الصحفي التعريفي في انطلاقة مرحلة التأسيس أن كل الخيارات السياسية مفتوحة أمامنا للعمل السياسي كما ينص عليه الدستور، هذه الحقوق لا نتنازل عنها، ولكن القرار السياسي بخوض الانتخابات أو عدم خوضها هذا يتوقف على أشياء كثيرة، منها المناخ الذي ستجري فيه الانتخابات والقوانين الحاكمة، ومنها عدالة ونزاهة العملية الانتخابية، هذه كلها أشياء تؤخذ في الحسبان.

    ما مطالبكم بالنسبة لهذه الانتخابات؟

    د.غازي: نحن ندعو إلى مطلب أساسي، وهو تعزيز الوحدة الوطنية من خلال إيجاد الحد الأدنى المشترك بين القوى السياسية، وهو ما أسميناه خيار حل الأزمة، ونعتقد أن هناك فرصة سانحة لمصالحة كبرى بين السودانيين حول الأرضية المشتركة التي يمكن أن تقف عليها، وفي تقديري أن الخلافات لا تتجاوز العشرين بالمائة من الأطروحات، هناك إجماع على أن الجميع يريدون مثلا دولة عادلة محايدة غير منحازة لطرف، ويريدون حرية في المجتمع، ويريدون أن تتأطر هذه من خلال مؤسسات الدولة والمجتمع، هذه مطالبنا ومطالب السودانيين جميعا نحن نعبر عنها ربما بصورة إجماعية أكثر، نحاول أن تكون هذه الأطروحة ليست أطروحة حزبية لحزب بعينه وإنما أطروحة مطلبية جامعة مما يكسبها قوة بلا شك إزاء التجربة الحاكمة الآن، نريد أن نحقق ذلك من خلال إجماع وطني، ثم نترك قضية الدعوة إلى المذهبيات التي تفرق الناس إلى الانتخابات، وعندها من الممكن أن يعرض كل إنسان بضاعته وأفكاره ويحصل على كسب يوازي حجمه في المجتمع.

    ما النسبة التي تتوقعونها في عضوية المؤتمر الوطني؟ وهل ستقصرون حزبكم على الإسلاميين؟

    د.غازي: لا بالعكس، نحن قلنا إن هذا الحزب هو حزب للإسلاميين وغير الإسلاميين، هناك قوى كثيرة لا تندرج تحت وصف إسلاميين وإن كانت ليست لديها مشكلة مع الإسلام، السودانيون عامة ليست لديهم مشكلة مع الإسلام ولكنهم ليسوا منتظمين في حركة إسلامية بعينها، هناك عدة حركات إسلامية موجودة في الساحة، ويمكن لمن أراد أن ينضم إلى حركة إسلامية أن يتقدم إليها، منها حركة الإخوان المسلمين والمؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني منبر السلام العادل، كل هذه ترى نفسها أحزابا إسلامية، فليس هناك جديد في ذلك، الذي ندعو إليه هو أن يتداعى الناس لهذا التشكيل الجديد من منطلق الرغبة في إيجاد الأرضية المشتركة التي يمكن أن تجمع السودانيين الآن.

    ولذلك فإن حزبنا حزب مفتوح، هو ليس حزبا مصنفا حسب التصنيفات التقليدية، والأفكار الأساسية التي طرحناها في وثيقة التأسيس تعبر عن هذا الحزب، وهي أفكار يمكن أن يضاف إليها أو يحذف منها من خلال المؤتمر التأسيسي.

    ألا تخشون من مصير كثير من الأحزاب في الساحة السودانية التي انشقت عن أحزاب رئيسية وانتهى بها المطاف إلى الانحسار أو العودة إلى الحزب الأم؟

    د.غازي: مخاطر وتحديات إنشاء حزب جديد كبيرة ونحن ندرك ذلك تماما، وأولها الإمكانات المادية، طبعا أنت لا يمكن أن تقيم حزبا بمساحة السودان وولاياته الـ18 دون إمكانيات مادية وسيظل ذلك تحديا كبيرا، حتى الآن وجدنا استعدادا كبيرا من كثير من المواطنين السودانيين على مستوى أفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية متحمسين جدا لفكرة تمويل الحزب من داخله، التحدي الآخر هو الاتساع الجغرافي للسودان، فأنت إذا أردت أن تقيم حزبا يتحرك في دوائر ثرثرة المثقفين في الخرطوم فلن تحقق كسبا كبيرا، لا بد أن تخرج إلى الأقاليم وهذا ما سنفعله.

    وهناك أيضا محذور الإجراءات المضادة التي نتوقعها من بعض الأجهزة التي سعت -في ما رأينا من تجارب سابقة- إلى تفتيت الحركات السياسية، هذا وارد وبالنسبة لنا يشكل تحديا، ولذلك نحن ندرك أن المهمة ليست مهمة سهلة، ولكننا نسعى بعزم أكيد إلى تجاوز هذه التحديات بصورة إيجابية وهناك مؤشرات مشجعة.

    بالنسبة لعملكم في الساحة السياسية، هل ستتحالفون مع قوى المعارضة أم ستختارون طريقا ثالثا؟

    د.غازي: هذا سيترك، كما قلت لك الحزب في طور التأسيس ولا أريد أن أصادر حق الحزب في أن يحدد سياساته، ولكن بصورة عامة من الناحية المبدئية وكما قلت في المؤتمر الصحفي لإطلاق تأسيس الحزب فنحن نتعامل بكل الأدوات السياسية التي كفلها لنا الدستور، من محاضرة ولقاء جماهيري ومظاهرة ومسيرة وعمل سياسي وانتخابات وتحالف مع القوى السياسية الأخرى، المحدد الرئيسي لنا من قضية التحالفات هو الأرضية التي نجتمع عليها ولكن ليس لدينا الآن موقف، نحن قلنا فقط إننا نحترم كل القوى السياسية بما في ذلك المؤتمر الوطني، وسيكون التعامل معهم فيما نعتبر أنه يجمع بيننا وأنه حق مشترك، ولكن لم نخصص حتى الآن جهة واحدة ولا تجمعا، هذا أمر خاضع للتقديرات السياسية.

    هل أنتم مستعدون للاعتذار عن الماضي كما طالبت المعارضة؟

    د.غازي: أنا لا أحب هذا الاقتراح التبسيطي للمشاكل، الذين يقترحون ذلك كأنما يرون أن مشكلات السودان تحل بقضية الاعتذار، إذا كان علينا الاعتبار بما مضى أو حتى الاعتذار فهذا مجهود جماعي نشترك فيه جميعا، كل مطالب بقدره بشيء من الاعتذار أو بشيء من الإقرار أو بشيء من التصالح مع الواقع، هذه عملية كبيرة دعنا لا نختصرها في هذا المطلب التبسيطي.

    هناك اتجاهات متباينة لقوى المعارضة في التعامل مع النظام، هناك من يتبنى إسقاط النظام سلميا وآخر عسكريا، وهناك من يرى إقامة نظام جديد في مرحلة انتقالية تشارك فيها الأحزاب كلها بما فيها الحزب الحاكم، فماذا ترون أنتم؟

    د.غازي: حتى الآن في اعتقادي أن هناك عدة خيارات مرتبة حسب الأولويات، ولكل أن يختار منها ما يشاء، لكن من وجهة نظري الشخصية أفضل خيار للسودان يمنع الفوضى ويمنع انهيار السلطة المركزية هو تصالح جامع لكل السودانيين من غير استثناء حتى الحزب الحاكم، وهذا التصالح الجامع هو توافق على تعهد وطني جديد من أجل إنقاذ السودان، والتوافق على أرضية مشتركية نخوض بمقتضاها الانتخابات القادمة بحيث تكون انتخابات نزيهة وحرة وشفافة، وهذه فرصة تاريخية للحكومة برئاسة البشير، لأنها إذا أضاعت هذا الخيار فسيتجه البعض الآخر إلى خيار التغيير، وهذا سيكون بوسائل مشروعة وهو غير مشروع، بمعنى أنه تغيير الحكومات من خلال العمل الانتخابي ومن خلال العمل السياسي شيء مشروع، ولكنه مختلف عن الخيار الأول فهو خيار يأتي في المرتبة الثانية، هناك الخيار الثالث الذي عليه البعض وهو حمل السلاح، وهذا خيار يراه أصحابه مشروعا وقد يراه آخرون مشروعا ولكنهم لا يساهمون فيه باعتبار أنه يخالف الدستور، وما دعونا له في المؤتمر الصحفي أن هذه القوى هي قوى سودانية، وإذا أبدت استعدادا للتفاوض فعلى الحكومة أن تفاوضها، ولكن حمل السلاح ليس خيارنا نحن، وهذه القوى تحمل مطالب ينبغي النظر إليها.

    ما وجهة نظرك لمستقبل الاتجاهات السياسية في السودان خاصة مع بروز جيل من الشباب يحمل مفاهيم جديدة؟

    د.غازي: هناك مخاطر عديدة نحن عددناها في ورقة التأسيس، وتحدثنا عن مشكلات الداخل والخارج ومشكلات الهامش إزاء المركز والانقسام الاجتماعي الذي نراه الآن على أساس إثنى وعرقي وجغرافي، وعن مشكلات كثيرة تواجه الواقع السوداني، ولكننا تحدثنا أيضا عن إيجابيات عن موقع السودان الجغرافي وإمكاناته الطبيعية، والنفوذ الثقافي الناعم الذي يملكه السودان في محيطه الجغرافي الذي يرشحه ليكون دولة محورية، هذه كلها أشياء إيجابية ولكن هناك واقع سلبي، ولذلك المضي في أي من الاتجاهين وارد، إما أن نمضي في اتجاه تشتيت السودان بسبب المعطيات السالبة التي ذكرتها، وإما أن مضي في مسار تجميع وتوحيد السودان بالبناء على الإيجابيات، والمسؤولية الرئيسية تقع على قادة البلاد وعلى الذين يتولون السلطة، القوى السياسية لديها مسؤولية ولكنها مسؤولية محدودة.

    لو طلبنا منك بلغة الأطباء -وأنت طبيب- أن تشرح الأزمة السياسية في السودان والوصفة العلاجية الناجعة فماذا تقول؟

    د.غازي: المشكلة مشكلة قيادة بصورة واضحة جدا، هناك معطيات للفشل ومعطيات للنجاح، مهمة القيادة هي أن تبني على معطيات النجاح وتوظف هذه المعطيات وتقود البلاد من خلال زعامة تاريخية، هذا غير متوفر الآن للأسف الشديد.

    في محور آخر، ما رأيك في العلاقات السودانية المصرية بعد الانقلاب في مصر؟ وما هي وجهة نظرك فيما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة؟

    د.غازي: من الأشياء التي تغيب عن الناس أحيانا أن السودان له متنفس طبيعي من حوله هو مصر والسعودية ودول الخليج، لذلك لا بد أن يكون هناك مبدأ مركزي في السياسة الخارجية بأن يكون هذا المتنفس الطبيعي لهذا السودان معافى، وأن تكون العلاقة علاقة سوية، نحن ندرك المشكلة والانقسام الذي تعيشه مصر بسبب التطورات السياسية، ولكن على كل حال نحن نؤكد أن الجوار السوداني مهم جدا، وينبغي العناية به لأنه يؤثر تأثيرا بالغا على السودان في داخله.

    ما تقييمك لتجربة الإسلاميين في الحكم في ظل ما يوصف بتراجع ثورات الربيع العربي التي جاءت غالبا بالإخوان إلى السلطة؟

    د.غازي: في أي ثورة بعد الثورة الأولى -أيا كانت الثورة هذه إسلامية أو علمانية أو اشتراكية، ثورة فرنسية أو ثورة روسية- يحدث تراجع وفتور، لأن اللحظات الأولى للثورة تحمل آمالا كبارا وأحيانا غير واقعية، هذا معلوم في حركة الثورات، في حالة الإسلاميين لا يمكن أن ألقي بحكم جامع لكل التجربة الإسلامية، هناك تجربة توصف بأنها ناجحة مثل التجربة التركية، هناك تجارب تناضل من أجل البقاء مثل التجربة التونسية، التجربة السودانية ذات خصوصية لأنها تولت الحكم بالقوة في العام 1989 وهذا ألقى عليها بمسؤولية خاصة تختلف عن مسؤولية الحركات الإسلامية الأخرى.

    بصورة عامة قضية تراجع الحماسة الثورية الأولى في نظري هي ظاهرة طبيعية، ولكن إذا ألقيناها على الحالة الإسلامية فينبغي أن نتذكر أنه رغم كل الذي يقال عن تراجع المد الثوري في دول الربيع العربي فإن العاطفة الإسلامية لا تزال موجودة، وربما لا تتحول هذه العاطفة إلى رصيد لتجارب الإسلاميين وربما تتحول إلى رصيد لتجارب أخرى فهذا مسار وارد، لكنها لن تختفي تماما.

    وبالتالي فإنني أعتقد أن الإسلام ودور الإسلام كملهم حضاري سيظل قويا في الساحة العربية، والتحدي الذي تخوضه الحركات الإسلامية هو أن توظف هذا المد توظيفا حقيقيا، وأن تعيد طرح الإسلام طرحا تجديديا في كيف يمكن أن يساهم في حل مشاكل المجتمعات، وليس باعتباره شيئا يعقد حياة المجتمعات ويخلق مشاكل جديدة، فهم أيضا لديهم خيار أن تتقدم تجربتهم إذا استطاعوا أن يقدموا طرحا تجديديا للإسلام
                  

12-11-2013, 08:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    كشف أسباب الإطاحة بنافع وطه..د.غازي صلاح الدين : لا أؤمن بالدولة الدينية والسودان لا يمكن حكمه بدولة دينية.


    كشف أسباب الإطاحة بنافع وطه..د.غازي صلاح الدين : لا أؤمن بالدولة الدينية والسودان لا يمكن حكمه بدولة دينية.

    12-10-2013 11:58 PM
    الراكوبة اجتمع د. غازي صلاح الدين اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة بمنزل أحد السودانيين مع 20 من السودانيين المغتربين بقطر والتي يتواجد بها حوالي 41000 سوداني ، وكان الاجتماع خاص بمناقشة الوضع السياسي الراهن ومحاولة إستقطاب عدد من السودانيين الى حزبه الجديد " الاصلاح الآن " بعد إنشقاقه عن حزب البشير ، وحاصر أحد السودانيين د. غازي وقلب الطاولة بعدد من الاسئلة ، كاشفاً الجرائم والتجاوزات التي إرتكبها حزب البشير في فترة الـ 24 عاماً الماضية في حق الوطن والمواطن وهو كان مشاركاً معهم في الحكم ومفكراً للنظام.

    فرد د.غازي بأنه لم يكن مؤيداً للإنقلاب وأقسم بذلك وقال أن د. حسن عبد الله الترابي نفسه لم يكن مقتنعاً بالإنقلاب على الديمقراطية ، وأقسم مرة أخرى بأنه لا يؤمن بالدولة الدينية أو الحكم الإسلامي وقال أن السودان لا يمكن حكمه بدولة دينية ،
    وكان الشئ الملاحظ في هذا الإجتماع أن د. غازي كان يقسم بإلله كثيراً.

    وكشف د.غازي صلاح الدين أن ارتباك عمر البشير في سياساته وقراراته مبني على خوفه من المحكمة الجنائية الدولية ، وأبان أنه أطاح بنافع على نافع وعلى عثمان محمد طه لخوفه وإحساسه بأنهما يمكن تحت ظروف محددة أن يسلماه الى المحكمة الجنائية الدولية ، لذا كانت ثقته عالية في بكري حسن صالح ، بالرغم من أن نافع وطه هما من إجتهدا وعملا على أن يصبح عمر البشير زعيماً للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ، ومضى قائلاً أن الحركة الاسلامية نفسها إنتهت وماتت. وأوضح أنه مع محاكمة عمر البشير أمام محكمة وطنية برقابة دولية.

    وكشف د.غازي صلاح الدين بأنه وحزبه ليس لديهم مشكلة مع القوى السياسية ويمكن الجلوس والإتفاق معها ، وقال أن السودان لم تقم فيه دولة بمفهوم الدولة ، أما عن الجرائم والفساد فقال أنه لن ينفى ولن يبرئ نفسه ومستعد لكشف كل شئ ومستعد للمحاكمة بعد قيام الدولة السودانية.


    -----------------

    د.الطيب زين العابدين في حوار : الغلبة في حكومة الإنقاذ للعسكر والأمن وأصحاب الأموال والبقية يمشوا يشوفوا ليهم شغلة


    د.الطيب زين العابدين في حوار : الغلبة في حكومة الإنقاذ للعسكر والأمن وأصحاب الأموال والبقية يمشوا يشوفوا ليهم شغلة




    رفضنا إدخال الشريعة الإسلامية في (الحركة الوطنية للتغيير) لأنها مسألة خلافية

    12-10-2013 10:45 PM

    * لم نأتلف مع غازي ومجموعته لأنهم قعدوا في الوطني عشرين سنة وجزء من الحاصل.. وده بتحسب علينا ساي
    * الممارسة السياسية للحركة الإسلامية في السودان غير مقنعة حتى لمنسوبيها..
    * الناس الحاملين السلاح ديل عندهم (غبينة شديدة)
    * قادة الأحزاب كلهم (براغماتية) كايسين مصلحتهم ومصلحة أحزابهم

    المقدمة

    بروف الطيب زين العابدين القيادي بالحركة الوطنية للتغيير من قدامى الإسلاميين الذين خطوا نهجاً مغايراً في الانتصار على الذات والنقد الذاتي لفكرتهم التي آمنوا بها نظرياً وأقروا بوجود (تشوهات) على مستوى التطبيق (على حد تعبيرهم)، ظل ينافح عبر مقالاته وما يقدمه من أفكار ثم قبل عامين من الآن تبلورت ـ لديه وبعض الرموز الأخرى التي خرجت باكراً منذ بداية التسعينيات من رحم الحركة الإسلامية ـ فكرة إنشاء تجمع يعمل على الدفع الإيجابي لمسيرة حكم السودان فنشأت الحركة الوطنية للتغيير والتي ذكر أنه يود أن تكون وعاءً جامعاً لكل أهل السودان دون حزبية أو عقيدة أو لون، لكن ظلت هنالك العديد من التهم المعلقة في عنق هذه الحركة بأنها أكاديمية وتنظيرية أكثر من كونها من ذات الوعاء الفكري القديم وأنها تنصلت من إدخال الشريعة الإسلامية بعد أن ثبت بالدلائل الملموسة له هذه الاتهامات مع إفادات مهمة أدلى بها في ما يتعلق بممارسة الحركة الإسلامية والأحزاب السودانية فإلى مضابط الحوار..

    حوار / عفراء فتح الرحمن

    ـ الحركة الوطنية للتغيير ظلت لدى الكثيرين مسمى مبهماً لا هي حزب سياسي ولا منظمة مجتمع مدني ولم تسجل بعد؛ لماذا هذا الغموض الذي يلفها؟
    الحركة الوطنية للتغيير هي مشروع فكر فيه أولاً بعض الإسلاميين نسبة لاعتقادهم في فشل تجربة الإنقاذ بعد أكثر من ربع قرن في الحكم قادتنا إلى طريق مسدود بما اتهم إسلاميين والسلطة الحاكمة وصلت باسم الإسلام والإسلاميين إلى الحكم فإنه من مسؤوليتنا محاولة إصلاح الوضع لذا بدأنا في معالجة فشل الإنقاذ وتجاربنا منذ الاستقلال حتى اليوم فما حدث هو تراكم لفشل الممارسة السياسية السودانية التي أبقت على حكم العسكر 40 عاماً بينما الديمقراطية مكثت ربع المدة فقط، والآن الوضع الصحي والتعليم وقبلها الاقتصادي يستدعيان إعادة النظر في النظام، فالحركة الوطنية نشأتها عائدة إلى النخب المثقفة والتفكير في قيامها كان قبل عامين وكتبت عدة مذكرات خضعت لتعديلات حتى وصلنا إلى البيان التأسيسي وهو قابل للمعارضة، ونحن لسنا حزباً حتى نذهب إلى مسجل أحزاب، نحن منبر للحوار من أجل محاولة الوصول إلى وفاق سياسي وحد أدنى من الاتفاق بين مكونات المجتمع المختلفة وفي العلن نحن لسنا حزباً ولا جمعية ثقافية ولا منظمة مجتمع مدني، لأن نشاطاتنا هي مجرد حوار فقط في مرحلة لاحقة سنحتاج الى تسجيل وتحديد كينونة ثابتة.


    ـ إذاً ما هي آليات التغيير لدى الحركة الوطنية، لأن الاجتماعات المغلقة التي تقومون بها يسميها البعض (تنظير أكاديمي لا يسمن ولا يغني من جوع)؟
    حتى الآن نحن نتحدث عن نظرة كلية وليست تفصيلية بالنسبة لنا لابد أن يكون التغيير سلمياً لأن استخدام القوة لن يؤدي إلى ديمقراطية، بالتالي نحن نتبع الحراك الجماهيري والمناهضة السلمية.


    ـ أين الجديد في ما ذكرت، ذات الدعوة ينتهجها الأمة القومي لم لا تأتلفون معه ما دامت الأفكار واحدة، وعله يخرجكم من حرج (اللاجماهيرية)؟
    الأحزاب السياسية في السودان بينها صراعات متعددة وتأريخية في الأيدلوجيا والأفكار الرئيسية، ليس هذا موضع سردها على العموم كل أحزاب المعارضة والحركات المسلحة وغيرها رغم أن الجامع لها هو فكرة إسقاط النظام إلا أن الفروقات سافرة، الشاهد أن الأحزاب السياسية القديمة متأثرة بالصراعات السياسية القديمة مع أن حقيقة الأمر ذات الفروقات الموجودة على الأرض لكن عملياً لابد من الأخذ في الاعتبار أن ثمة حواجز نفسية قائمة و...


    ـ لكن الحواجز النفسية التي تحدثنا عنها لأن لمحها في علاقاتكم بالأمة القومي الذي يكاد يكون (حاضر دائماً) في كل أنشطته السياسية وغيرها فإذا ذاب جليد الأفكار والتعامل الاجتماعي، ماذا يتبقى؟
    نعم.. والله فعلاً المفروض الداعون للتغيير السلمي والتوعوي يشكلون جبهة عريضة ولكن عندما تنشأ كجزء من حزب فإنك لا محالة ستتأثر بصراعاته وتأريخه وقيادته، ولكن بميلاد تيار جديد خالٍ من الرموز فإنه سيكون مصدر جاذبية وإشعاع لاستقطاب المتمردين على الأوضاع الراهنة والململة (دي) قاعدة في كل حتة في المؤتمر الوطني والأمة والشيوعي فمهمتنا تجميع هؤلاء الناس وبعد أن يستوي عودنا سنصل حتى الى الأحزاب ثم ثانياً الحركة الوطنية للتغيير لم تأتلف مع جهة لأنها صناعة جماعية وليست فردية أو ثنائية ونحن الآن في معيتنا مسيحيين مثل (القسيس إسماعيل) من جبال النوبة وعبدالعزيز حسين الصاوي البعثي المعروف.. فهذه التعددية ستفيد في حل المشكل السوداني رغم ما به من تعقيد، وأزيدك من الشعر بيت صحيح المؤسسون الأوائل إسلاميون، لكن رفضنا إدخال الشريعة الإسلامية في أطروحاتنا الأساسية ويمكن أن تطرح في مرحلة لاحقة بعد التلاقي الوطني وبعد الفترة الانتقالية و...


    ـ هل اتكأتم في مسألة رفض إدخال الشريعة الإسلامية في أطروحاتكم على الواقع الذي ينبئ بانفضاض الجماهير عن الإسلام السياسي كما حدث في مصر والداخل؟
    فعلنا هذا الشئ لسببين.. أولاً: تطبيق التجربة الإسلامية في السودان لم تكن ناجحة وغير جاذبة، ثانياً نحن نطمح لجمع كل التيارات السياسية بما فيها اليساريين وغير المسلمين فأول (ما نخت حاجة) مثل الشريعة الإسلامية بوضوح لا نتوقع البتة أن هذه التيارات والكيانات ستتفاعل معنا، ثم هنالك مرحلة لاحقة لهذا الائتلاف وهي أن الأحزاب السياسية ستظل موجودة بما فيها الإسلاميين وحتى بعض الإسلاميين مثل أنصار السنة والجهاديين وغيرهما لذا نحن لم نأتِِ بالمختلف عليه.


    ـ عدم إدراجكم الشريعة الإسلامية توقعت أن يكون جاذباً للتيارات المغايرة، لكن تظل الحقيقة ماثلة وهي أن المؤسسين إسلاميين هذه وحدها أليست كافية لخلق قلق من تشابه النهايات؟
    لو كنا اكتفينا بالمؤسسين الإسلاميين ما كنا نادينا الناس الآخرين (وأنا بقول ليك) معانا غير مسلمين وهم مؤسسون ونحن ما غرضنا حزب إسلامي.


    ـ إذا كانت هذه الحركة الوطنية للتغيير «كياناً جاذباً» للمتمردين على الواقع لماذا لم ينضم لكم د. غازي ومجموعته رغم أنكم كنتم على صلة معه قبل خروجه على الوطني؟
    أول حاجة مع د. غازي ومجموعته تربطنا علاقات قديمة منذ أن كنا في حزب واحد يحمل اسم (الجبهة الإسلامية القومية)، بالتالي كوننا نلتقي ونتفاهم هذا شئ عادي للغاية، وأنا بدأت في نقد الإنقاذ منذ 1992م وذكرت بالحرف أن هذه الممارسات خاطئة من الناحيتين، الناحية الدينية والسياسية، على العموم أفكارنا متقاربة معهم وعندما دعوا الى إصلاح داخل الحزب كنا أول المؤيدين لهم، فقط الاختلاف في النهج، هم أرادوا التغيير من داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، بينما كل المجموعة الموجودة في الحركة الوطنية للتغيير هم خرجوا من الحركة الإسلامية منذ وقت مبكر منذ بداية التسعينات لذا لم يكن هناك سبيل للتلاقي لأننا خرجنا وعملنا ونادينا بالإصلاح بينما هو بقوا وأرادوا التغيير من الداخل.


    ـ بعد أن فُصلوا من المؤتمر الوطني أصبحوا مكرهين على الإصلاح من الخارج لماذا لم تأتلفوا؟
    ما هم تم فصلهم يعني ما خرجوا (براهم) فخروجهم إجباري وبعد أن فصلوا (جونا) اتكلموا معانا وقلنا ليهم لكن ما ممكن يا د. غازي نحن جيناك من بدري وكان ردو علينا أنهم يفضلون العمل من داخل الوطني وما بنشتغل من الخارج، طيب هسه بعد ما قلنا مع السلامة إنت اشتغل من داخل مؤتمرك الوطني ونحن بنعمل برانا، وبعدين الآن نحن عملنا على تجمع قطاعات وفقاً لنهج محدد (أها) قبال ما الناس دي ندخل معاها في عصف ذهني ينمي الحركة (نجي نقول ليهم أرح أمشوا لغازي صلاح الدين!) والناس الذين مع غازي ديل (90 مؤتمر وطني والنقطة الثانية أنهم متهمين بكونهم جزء من الإشكاليات أنت قاعد أكثر من عشرين سنة وبالتالي الحاجات (دي كلها حصلت وأنت جزء منها) فنحن ما دايرين الحاجات دي تتحسب علينا ساكت يعني، وكل الإسلاميين الموجودين في الحركة الوطنية للتغيير ناس طلعوا على الإنقاذ منذ بدايتها (ولما أجيب لي قاعدة) من المؤتمر الوطني الناس حتجي تنضم لي (كيفن يعني) كده حنكون أحمد وحاج أحمد.


    ـ ده تصريح بات ائتلافكم مع د. غازي ومجموعته يسود تأريخكم النضالي؟
    والله نحن حركة جديدة وما عندنا تأريخ (ولا يحزنون) لكن أفرادها تكلموا وانتقدوا وخرجوا منذ وقت باكر، لكن القصة غير منحصرة في هؤلاء الأفراد مع العلم أن عددهم ليس بالكثير، المعضلة الحقيقة أنك ذهبت إلى أشخاص آخرين واستجابوا لك بصفتك وبتاريخك المعروف معقول (تجي) ترجعوا مرة ثانية لذات الحلقة المفرغة يخيل لي (دي حكاية) شكلها غير مقبول لكن في المستقبل سنلتقي ونتعاون على الأهداف، أما الآن فنحن في مرحلة بداية وتحسس طريق وهذا ليس الوقت الملائم للانضمام لمجموعة ظلت قاعدة في المؤتمر الوطني لسنوات طويلة.


    ـ إذا خرجنا بك من جلباب الذاتي إلى الموضوعات أنت كمحلل سياسي كيف تنظر لمستقبل (الإصلاح الآن)؟
    واحدة من النقاط بيننا ومجموعة د. غازي أننا غير مستعجلين لإنشاء حزب وهم أمام تحدٍ كانوا داخل حزب وشغالين فيه حاولوا يعملوا إصلاح وما قدروا وفجأة ناس الحزب (قاموا رفدوهم) فطوالي بسرعة استعدوا لإعلان حزب جديد، أما نحن فنصر على إجراء حوار مع قطاعات الشعب السوداني المختلفة حتى نصل إلى درجة من التوافق والحد الأدنى من الأسس التي تجيب على سؤال كيف يحكم السودان الآن، وهذه نقطة اختلافنا معهم ومع الكثير من الأحزاب الأخرى مثلاً الإمام الصادق المهدي شخص خلاق ولديه العديد من الأفكار التي تأتيك منه كفرد وليس من حزب الأمة حتى ما نطمح إليه نحن أن تأتي أفكار حركتنا جماعية من كل الائتلافات وليس منا نحن فقط أو من غيرنا فقط، ونسعى لتبني أفكار جمعية فيها شراكة عميقة وصادقة
    ـ هل بدأتم الاتصال بالجبهة الثورية والحركات المسلحة كجزء من الواقع الآني؟


    شوفي إنتي تفكيرك (ده زي) عقلية المعارضة السودانية الكل همها إسقاط النظام وبالطبع أقوى الأطراف مقدرة على إسقاط النظام الجبهة الثورية، لكن نحن بالنسبة (لينا العنف ما حبابو) وكونك تبدأ حواراتك في كيف يحكم السودان مع حاملي السلاح هذا مدعاة لتصنيفك خصوصاً في عهد (حكومة متسلبطة زي حقت الإنقاذ دي) لكن في وقت من الأوقات من أجل تحقيق سلام شامل لابد من إجراء حوار مع الحركات المسلحة وبعدين إذا في زول حمل السلاح ده بيفضي الى نتيجة أنه صاحب (غبينة شديدة) ونحن نعترف بأنهم مهمشون ووقعت عليهم مظالم عديدة، وإذا وجدت طريقة لتحقيق مطالبهم بغير السلاح سيفعلونها، عموماً نحن في الوقت الراهن لم نصل الحركات المسلحة، وفي الوقت الراهن خلينا نبدأ بعشيرتك الأقربين.


    ـ فعلاً البداية الصحيحة دوماً بالعشيرة الأقربين، قبل أن تفكروا في توحيد التيارات السودانية لماذا لم توحدوا الحركات الإسلامية السودانية من وطني وشعبي وحركة إصلاح لماذا لم تحاولوا حقن دمائكم التي تفرقت؟
    نحن لسه دمائنا قاعدة (ضاحكاً) مالك مستعجلة علينا ودايرة (تكتلينا وتنتهي مننا)، تاريخ الإسلام ملئ بالاختلافات منذ عهد الصحابة مثلاً الفتنة في عهد سيدنا عثمان بن عفان والقتال الذي اشترك فيه كبار الصحابة الزبير ابن العوام والسيدة عائشة، ثم ظهور الخوارج والشيعة، حتى المذاهب الفهقية المختلفة فحكاية على (قلب رجل واحد) ده كلام نظري (ساكت) ودائماً البشر مختلفون، والاختلاف رحمة، لكن حمى الاختلاف الفيهو حمل سلاح وحرب ضد بعض شئ قبيح و...


    ـ أظنك قد وقعت في الفخ الشهير ودمجت بين الإسلاميين والمسلمين.. الخلاف كان في تاريخ المسلمين وأنا أحدثك عن خلاف الإسلاميين أصحاب النبع الفكري المشترك؟
    معليش.. لكن الإسلاميين نفسها متعددة التعريفات مثلاً هل أنصار السنة إسلاميين، إسلامي تطلق على الشخص الذي يعمل في مجالات الدعوة والتربية والسياسة (وكده يعني) لكن هنالك تنظيم الإخوان المسلمين (أشهر تنظيم سياسي) في مجال الدعوة الإسلامية، لكن السؤال الكبير: هل آرائهم السياسية موحدة الإجابة (لا) لأن الإسلام ليس فيه تفاصيل لنظام الحكم ولا نظام الاقتصاد وبعدين الإسلاميون ديل ما حكموا عدا بعض (الاستثناءات) مثلاً النظام الإيراني لديهم تجربة ذاتية، السعودية حكمت بالإسلام ولكنها نسخة أخرى من الحكم الإسلامي و...


    ـ بروف دعنا نقفز من التأريخي إلى الواقعي (جماعة الإخوان المسلمين) في نسختها السودانية فشلت في الائتلاف على أفكار جامعة؟
    نعم.. (هي أريتها) لو فشلت في كده فقط، هي فشلت حتى في الممارسة وغير مقنعة وأكبر سبب أنها وصلت إلى الحكم بالقوة ولو جاءت بالديمقراطية ما كان (البشير) سيكون رئيسها فالأولى هو رئيس الحركة (شيخ الترابي) وكان عند (الجبهة الإسلامية القومية) 53 نائب برلماني و...


    ـ أنت ضد انقلاب 89 إذاً؟
    جملة وتفصيلاً و..


    ـ لكنك كثيراً ما تروي التفاصيل الانقلابية في (1989) وأنه أتى بـ(1000) مدني ووزعوا عليهم الأزياء العسكرية.. أليس في هذا تناقض؟
    أيوة، صحيح.. لكن أنا علمت بهذه التفاصيل بعد الانقلاب ولعلمك أنا قاعد في الحركة الإسلامية (35سنة) وما حصل سمعت (بالعميد عمر البشير) إلا بعد أن أذاع البيان وأصبح رئيساً للجمهورية، والعمل العسكري سري للغاية وأنا ما عرفت التفاصيل إلا بعد الفأس وقع في الرأس.


    ـ مكثت 35 سنة في الحركة الإسلامية ولم تكن على معرفة بقيادات التنظيم في الجيش؟
    لا ما هو الزول الكان مسؤول من التنظيم في الجيش ليس (العميد وقتها عمر البشر) ومن اختار البشير رئيساً هو الترابي نفسه وسبب الاختيار أنه توسم فيه التجاوب.
    ـ في مسألة (التعديلات) الأخيرة البعض يقرؤها من زاوية أن الغلبة أصبحت (للعسكر) في مقابل الرموز المدنية للحركة الإسلامية؟
    هم العساكر ديل ما إسلاميين وكانوا مجندين في الحركة الإسلامية و...


    ـ قصدت غياب الرموز الفكرية والمدنية في آن؟
    معليش عرفت كلامك.. والإنقاذ أصلاً ما عرفت بالرموز الفكرية كثيراً والغلبة فيها للعسكر والأمن والدفاع الشعبي وأصحاب الأموال هؤلاء أصحاب التأثير الكبير، أما رموز الفكر فخلاص (كتر خيركم وبارك الله فيكم) يعني عملتوا شغلتكم خلاص امشوا شوفوا ليكم شغلة ثانية، لكن جميع ممثلي الأحزاب الأخرى يبقوا وأعتقد أن المرحلة القادمة هي مرحلة التحالف مع الأحزاب الكبيرة أما (الأحزاب الصغيرة صغيرة) ناس 4 أحزاب يمكن التخلص منهم بعد ضمان مشاركة الأحزاب الكبيرة، لكن في المقابل الأحزاب الكبيرة شروطها أكثر صرامة وأتوقع على رأس القائمة حل مشكلة دارفور ودستور متوافق عليه من الجميع، المشاركة في حل الأزمة الاقتصادية، لكن أحزاب الزينة غير شريكة في صنع القرار وتكتفي فقط بالمخصصات الدستورية فشروطهم مفيدة للرئاسة والوطني وأنا بفتكر من الأفضل الاستجابة لطلبهم وهذا يعطي صورة جديدة للإنقاذ غير كده ما في تعديل وزاري بعمل حاجة.


    ـ ربما من أبرز مطالب الأحزاب الكبيرة وجود مرحلة انتقالية الأمر الذي يرفضه الوطني بشدة؟
    السياسة (دي) ما فيها حاجة نهائية كله قابل للتعديل والمراجعة وديل كلهم ناس سياسيين (براغماتيين) كايسين مصلحتهم ومصلحة أحزابهم فلو وجدوا وضعاً جيداً ومعادلة عادلة من الوطني كان الاتحادي ولا السيد الصادق المهدي ولا الشعبي، هل يكون عندهم مانع لو مددت الفترة الانتقالية مثلاً من عام الى عامين أو ثلاثة بعد ما يشتركوا ويكونوا (جوة) تاني الكلام يكون مغاير مع العلم أن ذلك بعد الاتفاق على الدستور والمشكلة الاقتصادية وقانون الانتخابات القادمة والسلام في السودان حينها تكون لا مشكلة.


    ـ الحكومة تدعو الأحزاب من أجل المشاركة في دستور السودان والأخيرة تتمسك باشتراطات على رأسها إحلال السلام كيف يمكن خلق تقارب؟
    من وجهة نظري أن الأحزاب على حق في مطالبها أولاً كيف يمكن صياغة دستور جديد في بلد تستعر فيه الحرب في ج كردفان ودارفور والنيل الأزرق والشرق بدأت فيه تململات عسكرية، والسلام لا يأتي بالحركات المسلحة لتصبح جزءاً من صناعة الدستور، ثانياً ياخي ما في أي حريات في البلد، الناس البعملوا ليهم ندوة في بطن بيتهم بقبضوهم لابد من وجود حريات لإفشاء الحوار، حتى الناس الوقعوا مع الجبهة الثورية على الفجر الجديد قبضوهم في المطار قبال ما يصلوا بطن بيوتهم (ديل سووا شنو؟) ما شالوا سلاح اتفقوا على وثيقة ومبادئ عامة المهم وجهة نظر (ما شالوا بندقية) خلينا من ده كلو قانون الصحافة والمطبوعات وين؟ كل يوم والتاني مصادرين صحيفة ومانعين كتاب، ثم ثالثاً لماذا تجبر الحكومة الآخرين حتى على نقاط التحاور.. المسألة ليست دستوراً فقط نحن لدينا قضايا مهمة نود إدخالها في الحوار مثلاً قانون الانتخابات على الحكومة ألا تضعه بشكل منفرد حتى نضمن نزاهة الانتخابات (ولا كيف؟) والمشكلة الاقتصادية لابد من مشاركة الجميع في حلها المهم شروط الأحزاب موضوعية للغاية، على المؤتمر الوطني القبول بالآخر لأنه أخذ ربع قرن من الزمان وهناك أخطاء جوهرية من مشروع الجزيرة والخطوط الجوية والصحة والتعليم والعلاقات الخارجية وكل شئ فمستحيل تجئ الأحزاب (ترلة وتقطره) في كل هذه الأخطاء، من حقهم ألا يحتملوها..


    ـ شكراً جزيلاً لك بروف الطيب زين العابدين؟
    بارك الله فيك وتمنياتي لكم بالتوفيق وللسودان بمستقبل زاهر بإذن الله.
    صحيفة الجريدة السودانيةand#65279;

    الجريدة

    --------------

    (كلنا فى الفساد مؤتمر وطنى) : لجنة مراجعة فساد الاوقاف تحج على حسابها

    December 11, 2013

    الاغتصاب(حريات)

    كشف الطيب مختار المتهم الاول في قضية الأوقاف ان اللجنة المختصة بمراجعة الاوقاف من ديوان المراجع العام قبلت (هدية) – رشوة – عبارة عن (حج مدفوع التكاليف) ، مخالفة بذلك لائحة الخدمة العامة بقبولها لـ (هدايا) أثناء تنفيذ مهامها .

    وفى محكمة جنايات الخرطوم شمال ، أنكر المتهم الأول أن يكون العقد الموقَّع بينه وبين وزير الأوقاف الأسبق الدكتور أزهري التجاني (المتهم الثالث) غير شرعي ، قائلاً – بحسب ما اوردت صحيفة (الانتباهة) – ان العقد قانوني ومستوفٍ لأركان العقد .

    وكأنما يقول ( كلنا فى الفساد مؤتمر وطنى ) ، أكد ( وجود عشرات الجهات المخالفة لقانون الخدمة المدنية عبر عقود خاصة).

    جدير بالذكر ان التعاقد السري الذي تم بين وزير الإرشاد والأوقاف أزهري التيجاني ومدير عام ديوان الأوقاف الطيب مختار، وتم إبرامه في 1/1/ 2009م اشتمل على المزايا التالية:الأجر الشهري (20) مليون جنيه بـ (القديم) والأجر السنوي (240) مليون جنيه. وبدل عربة (36) مليون جنيه. العلاج (60) مليون جنيه. الإجازة (20) مليون جنيه. ومنحة عيد الفطر(40) مليون جنيه ، وعيد الأضحى (40) مليون جنيه. و بدل السكن (80) مليون جنيه. وتأمينات اجتماعية (80) مليون جنيه. ويساوى المرتب الإجمالي (596) مليون جنيه فى السنة . كما يشتمل العقد على مزايا اخرى تتضمن (4) تذاكر سفر ذهاباً وإياباً خلال العام بدرجة رجال أعمال أو ما يعادلها نقداً. وتكلفة استخدام الإنترنت للاستخدام الرسمي والشخصي. وبدل مأموريات وتذاكر خارج السودان. وحوافز وفق التطوير والاستثمار. وإعفاء من ضريبة الدخل الشخصي أو أية ضرائب أخرى. وعربة أو بدل عربة تقدره الإدارة، مع الوقود والتأمين الشامل والصيانة للاستعمال الشخصي والرسمي مع سائق.

    وكانت خلافات بين قيادات وزارة الشئون الدينية والاوقاف قد كشفت عن الفساد في الوزارة علي قاعدة ( اختلف اللصوص فظهر المسروق ) .

    وقال الطيب مختار أمين ديوان الأوقاف ان تجاوزات هيئة الحج والعمرة تبلغ (5) مليار جنيه من ميزانيتها المصدقة للعام 2010م . واضاف في تصريحات لصحيفة (التيار) 22 ديسمبر ان المدير السابق للحج والعمرة أحمد عبد الله ومدير الشؤون المالية والادارية آدم جماع صرفا مبلغ (2) مليار جنيه من مال الهيئة لشركة مغمورة لا يعرف عنوانها أحد وقالا ان دفع المبلغ للشركة تم بغرض الاستثمار !.

    واتت تصريحات الطيب مختار رداً على اتهامات له بالفساد في مبلغ (6) مليون واربعمائة ألف ريال سعودي.

    وكشف تحقيق للصحفي عبد الباقي الظافر أن وزير الأوقاف أزهري التيجاني أخذ نثرية شهرية من هيئة الحج والعمرة تبلغ (200) مليون جنيه للاستخدام في (سبيل الله) ! وأوقفت الهيئة النثرية بعد عدة أشهر ، الأمر الذي شكل أحد أسباب الخلاف بين الوزير ومدير الهيئة أحمد عبد الله .

    كما كشف التحقيق ان حوافز كبار متنفذي الانقاذ في موسم الحج تصل الى (120) ألف ريال سعودي للشخص الواحد !!.

    واكتشفت لجنة التحقيق مع مدير الحج والعمرة أحمد عبد الله انه فتح (17) حساباً بنكياً للهيئة ! وتجاوز المدير بند التبرعات بثلاثة أضعاف ! وتابعت اللجنة شيكاً بـ (20) مليون من المفترض ان تذهب في شكل تبرعات لادارة من ادارات الشرطة الا أن الشيك لم يذهب الى هدفه . ولاحظت اللجنة أن حسابات تفتح ثم يتم اغلاقها وتصفيرها !.

    والفساد في الانقاذ فساد منهجى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد .

    ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكده شهادات اسلاميين مختلفين.

    وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.
                  

12-12-2013, 05:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)





    ير شبكة (عاين) : ملامح جديدة لإنهيار النظام

    December 12, 2013

    0004(عاين)

    and#1633;and#1633; سبتمبر and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;

    يشهد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان منذ فترة ليست بالقصيرة حالة من التوترات داخل صفوفه. في الوقت الذي تمر البلاد بحالة من الترهل الاقتصادي، ناجمة عن استمرار الحرب في كل من النيل والأزرق وكردفان ودارفور. بلغت التوترات إلى مرحلة تخلص الحزب من قيادات تاريخية واكبت نشوءه منذ انقلاب الثلاثين من يونيو and#1633;and#1641;and#1640;and#1641;.

    من أبرز الوجوه التي غادرت السلطة التنفيذية بعد التعديل الوزاري الأخير نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، ونائبه الحاج آدم يوسف، إضافة إلى مساعد رئيس الجمهورية والوجه البارز في حكومة البشير د. نافع على نافع، ووزير الطاقة والتعدين د.عوض أحمد الجاز، فضلاً عن فصل د. غازي صلاح الدين من الحزب ثم البرلمان.

    التشكيل الوزاري

    منذ الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي انتشرت العديد من الإشاعات في الخرطوم حول تغيير كبير مرتقب في الحكومة، وانتشرت تسريبات من داخل قيادة حزب المؤتمر الوطني حول التشكيل الوزاري الجديد، استبعدت العديد من الوجوه التقليدية ذات النفوذ البالغ داخل النظام. وقبل أن يتم تأكيد هذه التسريبات بشكل رسمي أعلن مستشار رئيس الجمهورية المفصول د. غازي صلاح الدين العتباني عن تأسيس حزب جديد، ليمثل ذلك ثاني أكبر انشقاق داخل المؤتمر الوطني بعد انشقاق عراب النظام ومفكره د. حسن الترابي في انقلاب أبيض قاده الرئيس عمر البشير نهاية القرن الماضي.

    غلب على التشكيل الوزاري استحواذ المؤسسة العسكرية على النظام على حساب الحزب الحاكم. تجلت في تعيين الفريق أول بكري حسن صالح نائباً أولاً للرئيس، وهو الرجل الذي لم يغادر القصر الجمهوري منذ الانقلاب الذي شارك فيه. ليصبح عضواً في مجلس قيادة ثورة الإنقاذ، متقلداً بعد ذلك العديد من المناصب الوزارية في النظام الذي بدأ يبدل وجوهه كلها باستثناء منصب الرئيس.

    تململ الجيش

    و قد سبق ان استشرى التململ داخل الجيش الذي تقسمه توازنات متباينة تصاعدت بشكل خطير الى أن وصلت مرحلة الانقلاب العسكري حاول تنفيذه عسكريون وأمنيون بجانب مدنيين منظمين في الحزب الحاكم في نوفمبر من العام الماضي. كان أبرز المتهمين فيه مدير جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السابق صلاح عبدالله (قوش) والعميد محمد إبراهيم، الشهير بود إبراهيم، وهو الانقلاب الذي فشل كسابقيه في إسقاط أكثر رئيس بقي في سدة الحكم بالسودان منذ الاستقلال.

    إنشقاق.

    جاءت خطوة الإصلاحيين في المؤتمر الوطني وانشقاقهم بإعلان حزب جديد بعد فترة من التوترات الداخلية وصلت إلى حد النقد الصريح. وكان ذلك عقب إحتجاجات سبتمبر الماضي ضد اجراءات التقشف الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة برفع الدعم عن الوقود وما صاحبها من قمع تسبب في وقوع عدد مقدر من القتلى والجرحى. وفي تلك الفترة قدم مؤسسو الحزب الجديد مذكرة إصلاحية للرئيس عمر البشير أدانت عمليات قمع وقتل المتظاهرين، وشملت المطالب مقترحات محددة لحل أزمات البلاد السياسية والاقتصادية. الأمر الذي لم يتقبله الحزب وقاده لمحاسبة الموقعين على المذكرة، وإيقاع عقوبات تفاوتت بين الفصل من عضوية الحزب والتجميد لمدة عام ولفت النظر.

    ودافع د. غازي عن مذكرته التصحيحة في المؤتمر الصحفي الذي دشن خلاله حزبه الجديد “حركة الإصلاح الآن” في الثالث من ديسمبر الجاري. ونفى أن يكون حزبه إعادة إنتاج للحزب الحاكم وأفكاره. مؤكداً أن الحزب الجديد يقوم على مفهوم “خيار الحد الأدنى” لإيجاد أرضية مشتركة يتوافق عليها الجميع. ويقول غازي :” لسنا مغاضبين لأحد ولا عداوة لنا مع الوطني. لو أحسن نقول له أحسنت فنحن ليست حركة مغاضبة وانما ايجابية تسعى لحل مشكلات البلاد”.

    ومن الواضح أن خطاب د. غازي وحزبه لم يحد عن التيار الإسلامي، في خطوة مشابهة لتأسيس حزب استاذه د. حسن الترابي المؤتمر الشعبي مما يعني أن الاختلاف التنظيمي هو الذي أدى إلى هذا الشقاق لا الاختلاف الفكري.

    إستقالة.

    وبعد إعلان التشكيل الوزاري وتقديم النائب الأول علي عثمان محمد طه، لاستقالته أثيرت العديد من التساؤلات حول أسباب إستقالة الرجل القوي في النظام، وتراوحت التكهنات ما بين أنها جاءت في اطار العملية الطبيعية لاتجاه النظام نحو عملية التغيير الشامل – وهو ما يروج له النظام – وبين من اعتبرها نتاج لتصفية حسابات شخصية ما بين علي عثمان ومساعد رئيس الجمهورية والرجل الثاني في الحزب الحاكم د. نافع علي نافع.

    المحلل السياسي البرفسور الطيب زين العابدين قال إن ما توصل إليه من معلومات بشأن استقالة علي عثمان محمد طه، أشارت إلى أن الأخير طالب الرئيس البشير بإجراء تغيير شامل للحكومة دون استثناء باعتبار أن الإبقاء على أي من الوجوه القديمة في التشكيلة الجديدة يضعف التغيير ويقلل من فرصة التأثير المطلوبة من وراء تعديل الحكومة. وأشار إلى أن طه اقترح أن يحل في منصبه الوزير برئاسة الجمهورية بكري حسن صالح.

    ويرى زين العابدين أن استقالة طه تمنح البشير فرصة كبيرة لإعادة هيكلة الدولة والأشخاص دونما حرج وبمسئولية كاملة. واعتبر ذلك أمراً إيجابياً ومؤشرا لحجم التغيير المقبل في الحكومة الجديدة. مضيفاً أن هذا التعديل القصد منه خلق تأثير في المجتمع باضفاء تفاؤل للتغيير.

    في حين يرى الكاتب الصحفي المعارض فائز السليك، استقالة طه من زاوية أخرى. حيث قال لـ (عاين) إن ما حدث لطه هو انقلاب أبيض، وأن النظام أصبح يدار بمجموعة قليلة من العسكريين وبعض الخبراء الأمنيين. مما يشير إلى مزيد من القمع والعنف لكل من يريد أن يخرج ضد النطام. وأوضح السليك أن استقالة طه جاءت بناءً على طلب البشير ورغبة الحزب الذي دفعه إلى ذلك. مشيراً إلى أول تصريح لطه عقب الاستقالة والذي قال فيه “أنا استقلت بناء على طلب البشير ورغبة الحزب”. ويمضي السليك محللاً بأن ما حدث عقب استقالة طه هو أشبه بإستراتيجية الإحلال والإبدال في الشطرنج (الترقية). متوقعاً أن تقود التغيرات الحالية إلى مزيد من التشظي داخل النظام لأن خروج علي عثمان وغازي صلاح الدين جعل النظام بلا عقل مدبر للأزمات. وما يعقد وضع النظام أكثر هو نفوذ الرجلين داخل أجهزة الدولة المختلفة وبالأخص الجيش والأمن. تفاقم الحرب

    على الجانب العسكري ترى الجبهة الثورية السودانية أن الأمر بشكله العام ما هو إلا تعبير عن احتدام صراعات الصقور داخل النظام. حيث قال الناطق الرسمي باسم الجبهة أبو القاسم إمام في تصريح لـ(عاين) إن الإنقاذ تعيش اشكاليات عديدة. وهي مرحلة من مراحل التشظي قادت إلى التغيير الوزاري الذي يمثل فض الاشتباك بين الأقطاب المتنافرة داخل النظام، وأعرب إمام أن ما يهمهم هو تغيير الاتجاه لعسكرة الدولة. الذي وصفه بأنه اتجاه لإبادة جديدة في مناطق الحرب. موضحاً بأن ذات الماكينة التي تحرك عجلة النظام ما زالت موجودة.

    ومن الواضح أن وصول الفريق أول بكري حسن صالح إلى منصب الرجل الثاني في النظام بجانب المشير عمر البشير يعني سيطرة الجيش على مفاصل عملية اتخاذ القرار بشكل يقلل من نفوذ المسئولين القادمين من الحركة الإسلامية، ويعني بالتالي تحجيم الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات العسكرية مع المعارضة المسلحة. خصوصاً أن الرجل الخارج من النظام – علي عثمان طه – كان المفاوض الأول لاتفاقية السلام الشامل.

    ومع توتر الأوضاع الداخلية اقتصادياً وسياسياً، وازدياد وتيرة القتال في مناطق النزاع يبدو من الواضح أن الأيام القادمة ستشهد استمراراً مضطرداً للمعارك على حساب المواطن السوداني.


    ----------------

    صحف الحكومة : موسى هلال ينفي الانضمام لحزب غازي


    صحف الحكومة : موسى هلال ينفي الانضمام لحزب غازي






    12-12-2013 04:01 AM

    نفى المستشار بديوان الحكم الاتحادي، الشيخ موسى هلال، زعيم قبيلة المحاميد، ليل الأربعاء، ما أُشيع من أنباء عن انضمامه لحزب الإصلاح الآن بزعامة د. غازي صلاح الدين العتباني، وأكد أنه من دعاه الإصلاح دون الخروج من المؤسسة.


    وأبلغ المستشار الإعلامي لهلال، محمد الماحي، شبكة "الشروق"، في اتصال هاتفي، أن هلال خاطب حشداً كبيراً بمدينة الضعين، دعا فيه أهل دارفور لنبذ الفرقة والشتات، ومد أياديهم لكل أهل السودان حتى لا يجد المتربصون وأعداء الوطن أي فرصة للنيل من وحدة السودان وأمنه.


    وقال هلال إنه وحزب المؤتمر الوطني للأصلاح يدعون كما أن جزءاً من قيادات الحزب أمثال د. غازي العتباني وحسن رزق وغيرهم يدعون للإصلاح، وعندما خرجوا لم يرفعوا السلاح في وجه الدولة.


    واعتبر أن التعديلات الواسعة التي يجريها المؤتمر الوطني تمثل جزءاً من عملية الإصلاح، معرباً عن أمله أن تفضي لما يحقق تطلعات الشعب السودان وأهل دارفور في السلام والأمن والاستقرار والحياه الكريمة.


    ورأى هلال أن عملية التنمية والاستقرار في دارفور تتطلب أن تتقدمها عمليتا السلام والأمن، مشدداً على أن التنمية والاستقرار لا يمكن أن تتما دون أن يسكت صوت البنادق ويحل السلام.


    شبكة الشروق


    -----------------

    عسكرة النظام في السودان..لم أكن أدرك وكذلك ضيفي طه أن حواري معه سيكون الظهور الأخير..لقد كان أداء طه انتحارا سياسيا بكل المقاييس.


    عسكرة النظام في السودان..لم أكن أدرك وكذلك ضيفي طه أن حواري معه سيكون الظهور الأخير..لقد كان أداء طه انتحارا سياسيا بكل المقاييس.






    12-12-2013 05:54 AM
    أحمد منصور - كاتب ..اخوانجى

    وإعلامي مصري

    لم أكن أدرك وكذلك ضيفي النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أن الحوار الذي أجريته معه في برنامجي التليفزيوني «بلاحدود» في 6 نوفمبر الماضي سيكون الظهور الإعلامي وربما السياسي الأخير للرجل الذي كان ينظر إليه على أنه المنظر الأول للنظام السوداني بعدما شارك الرئيس عمر البشير في الإطاحة بزعيم الحركة الإسلامية في السودان الدكتور حسن الترابي في العام 1999.

    وقتها ذهبت للسودان وأجريت حوارين على مدى أسبوعين أحدهما مع الرئيس عمر البشير والآخر مع الدكتور حسن الترابي وأدركت أن الرئيس الذي جاء من خلفية عسكرية نجح فيما قام به جمال عبد الناصر في مصر قبل ذلك عام 1954 ـ مع الفارق ـ في استخدام الحركة الإسلامية وسيلة حقق من خلالها انقلابه العسكري عام 1989 وبعد تربعه على السلطة أطاح بالجناح الأقوى بعدما استطاع أن يشطرها إلى نصفين استبقى الطامحين وعباد الكراسي إلى جواره بينما أطاح بالمعارضين له، ولم يكن هؤلاء يدركون في ذلك الوقت أنهم أكلوا حينما سمحوا للعسكر أن يأكلوا الثور الأبيض، بعد الإطاحة بالدكتور حسن الترابي أصبح علي عثمان محمد طه الذي كان نائبا للدكتور الترابي في الحركة الإسلامية السوادانية هو عراب النظام ومنظره وكافأه البشير على ما قام به بأن عينه نائبا أول للرئيس، وكان ينظر للرجل طوال هذه السنوات على أنه الشخصية الغامضة التي تسير الأمور من وراء الكواليس لكن الحقيقة كانت غير ذلك وهي أن الرئيس العسكري هو الذي كان يرسخ أقدامه وأقدام العسكر في أركان الدولة مع ترك الفتات لحلفائه من رجال الحركة الإسلامية في السوادان الذين أطاحوا بزعيمهم وقائدهم وبقوا إلى جوار الجنرال الذي يسيطر على مقاليد السلطة.

    أخذ علي عثمان محمد طه طيلة خمسة عشر عاما يساعد الرئيس البشير على قصقصة أجنحة رجال الحركة الإسلامية في السلطة والإطاحة بهم أو إبعادهم إلى مناصب هامشية، وكان الرئيس يستخدم الجميع لتقوية أوضاعه، وأوضاع العسكر داخل منظومة الحكم، كما أقام نظاما أمنيا قويا وفي ظل وضع كهذا كان من الطبيعي أن ينتشر الفساد في البلاد، حينما حاورت نائب الرئيس السوداني ظل يدافع عن النظام وعما حدث ولم تكن لديه إجابات مقنعة على كثير من الاسئلة أو رؤية واضحة لمستقبل السودان وهذا ما جعل أحد الذي تحدثوا معي بعد الحوار يقول «لقد كان أداء نائب الرئيس في الحوار انتحارا سياسيا بكل المقاييس» لم يمض شهر إلا وكان البشير قد أطاح بنائبه الذي ساعده طيلة خمسة وعشرين عاما على ترسيخ أركان حكمه ثم عسكر الدولة عبر كل التعيينات التي جرت في الحكومة أو أركان الدولة الأخرى ليؤكد على أن كل من يدعم العسكر سوف يكتوي يوما بنارهم.


    الخبر


    -----------------

    السنوسي: خروج طه ونافع من التشكيل الجديد إبعاد للحركة الإسلامية من الحكم


    السنوسي: خروج طه ونافع من التشكيل الجديد إبعاد للحركة الإسلامية من الحكم


    12-12-2013 01:39 PM
    الخرطوم: بكري خضر

    قطع نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ إبراهيم السنوسي بأن مغادرة الأستاذ علي عثمان محمد طه ود. نافع علي نافع لموقعيهما داخل القصر الجمهوري ضمن التعديلات الوزارية الأخيرة بمثابة إعلان خروج الحركة الإسلامية من الساحة السياسية، واعتبر خروجهم إبعاداً للحركة من منظومة العقل السياسي ورد ذلك لتاريخ طه ونافع السياسي والتنظيمي.وقلل السنوسي من تدعيم الحكومة الجديدة بعناصر شابة، مؤكداً أن الاستعانة بهم جاء بهدف امتصاص غضبتهم وتذمرهم من سياسات النظام الحاكم، بجانب السعي لكسب ود الشعب السوداني بعد الاحتجاجات التي تلت قرار رفع
    الدعم حسب قوله. وأشار السنوسي إلى أن النظام الحاكم كانت أمامه فرصة ذهبية بعد الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر الماضي، وزاد كان بإمكانه أن يأتي التغيير الحقيقي عبر إطلاق الحريات السياسية وحل مجلس الوزراء والجلوس في طاولة حوار مع القوى السياسية المعارضة للاتفاق على مرحلة انتقالية والخروج بقرارات من أجل تحقيق السلام والوفاق في الداخل والخارج وتخفيف حدة الاحتقان السياسي عبر إجراء انتخابات نزيهة لإخراج البلاد من ما وصفه بالأزمة.

    اخر لحظة

    -----------------

    تغييرات البشير.. شكلية أم جوهرية؟


    تغييرات البشير.. شكلية أم جوهرية؟




    كتاب نظام البشير يكتبون

    12-12-2013 06:31 AM
    ياسر محجوب الحسين
    رئيس تحرير صحيفة حزب البشير السابقة "الرائد"


    التغيير الكبير الذي أحدثه الرئيس السوداني عمر البشير في حكومته يبدو للوهلة الأولى تغييرا إيجابيا ومبشرا، بيد أن إشكاليات حقيقية تعتريه ليبدو في نظر الكثيرين شكليا وغير قادر البتة على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه سفينة حكم البشير بعد مسيرة طويلة قاربت ربع قرن من الزمان.

    الجانب الإيجابي في التغييرات ينحصر في تنحي رموز سياسية ومراكز قوى ظلت متنفذة ومستأثرة طوال هذه السنوات بالقرار السياسي دون أن تتيح الفرصة لغيرها للإسهام في العمل السياسي رغم انسداد أفقها السياسي ونضوب معين مبادراتها السياسية، حيث لم يعد هناك مجال أمامها لتقديم حلول ذكية تخرج البلاد من وهدتها.

    والواقع أن هذا الجيل المخضرم لم يعد قادرا على إقناع أغلبية حزب المؤتمر الحاكم الصامتة والمعتزلة بالعودة للولاء والفاعلية التنظيمية، وبالتالي فقدان آليات حشدها وحثها على الالتفاف حول النظام في المرحلة القادمة.

    وتتمثل إشكاليات هذه التغييرات في أنها أغفلت ثلاث قضايا وملفات مهمة، فهي لم تتضمن مبادرة لإشراك الأحزاب الأخرى في الحكومة من حيث إشراكها مشاركة فاعلة وحقيقة كما ونوعا، بدلا من مشاركتها الهامشية الحالية والتي توصف كثيرا بالمشاركة (الديكورية)، وظلت هذه الأحزاب تطالب الحزب الحاكم بنصيب مقدر من كعكة السلطة، ولكن دون جدوى.

    كذلك هزمت التغييرات فكرة تقليص عدد الوزارات في ظل ضائقة اقتصادية تمسك بخناق الدولة عقب ذهاب أكثر من 70% من حجم الثروة النفطية بسبب انفصال جنوب البلاد في سبتمبر/أيلول 2011، بل زيدت وزارة مركزية جديدة، وبلغ عدد وزراء الحكومة الجديدة ستين وزيرا.

    الإشكال الآخر هو تقوقع الرئيس البشير وعودته القهقرى لمؤسسته العسكرية (الجيش)، وفي هذه التغييرات استبدل نائبه الأول علي عثمان محمد طه، وهو رجل دولة مدني بالفريق أول بكري حسن صالح آخر أعضاء مجلس الانقلاب الذي قاده إلى السلطة في يونيو/حزيران 1989 الذين بقوا في السلطة بجانبه.

    وبالتالي، فقد أصبح الطريق نحو مدنية الحكم في السودان طريقا غير معبد ليبقى الجيش لاعبا رئيسيا في الحياة السياسية السودانية.

    لقد وقعت الحركة الإسلامية السودانية، وهي المرجعية الفكرية للنظام، في خطأ قاتل عندما أفسحت المجال أمام السياسيين والتنفيذيين البراغماتيين ليحتووا المجموعة العسكرية في المرحلة الأولى من حكم البشير، فضلا عن أنها لم تتعهد النخبة العسكرية الإسلامية بالبناء الفكري، وركزت فقط على البناء التربوي، فأصبح تدين تلك النخبة أقرب إلى التدين الصوفي التقليدي الشائع في السودان، والصوفية التقليدية تصطدم في الغالب مع الحداثة والاستنارة القائمة على التفكير العقلاني المنفتح.

    ملامح توتر طبقي

    لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في الخرطوم وفي بعض الولايات في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أن مصيبة الحكومة السودانية أكبر من مجرد وضع اقتصادي ضاغط واحتجاجات شعبية على إجراءات اقتصادية أفضت إلى رفع الدعم عن أهم سلعة إستراتيجية، وهي الوقود بأشكاله كافة ليرتفع بنسبة 55%.

    لم تشهد الخرطوم مظاهرات نمطية، مطلبية أو سياسية بالمعنى المعروف، لكنها كانت عبارة عن أعمال تخريبية تتخذ طابعا ممنهجا وليست موجهة ضد السلطات فحسب، ولكنها موجهة ضد المواطنين العاديين الذين هم في الوقت نفسه ضحايا تلك القرارات القاسية التي وصفتها الحكومة بالإجراءات الاقتصادية تخفيفا وتجميلا لها على ما يبدو، فهي زيادات كبيرة على وقود السيارات ومحطات الري وأسطوانات الغاز المنزلية، وهي زيادات تفضي بالضرورة إلى زيادات أخرى في سلع مرتبط إنتاجها أو توزيعها بزيادة الوقود بنسبة تصل إلى 100%.

    وأشارت أعمال التخريب الواسعة إلى توترات اجتماعية أو طبقية تعتري المجتمع السوداني، ولم تكن قرارات رفع الدعم سببا لها بقدر ما كانت فرصة لها لتطفو على السطح.

    لم يدلِ خبراء علم الاجتماع ولا السلطات الأمنية بتفسيرات لما حدث حتى الآن، لكن ما حدث ربما يشير إلى توتر اجتماعي استغلته حركات مسلحة متمردة على الحكومة، ويقوم خطابها السياسي على دعاوى التهميش على أساس جهوي وربما عنصري.

    ولم يكن غريبا أن ما حدث يحمل ملامح ما عرف بأحداث الاثنين الأسود في الثاني من أغسطس/آب 2005 الذي تزامن مع مقتل زعيم الحركة الشعبية جون قرنق، حيث شهدت الخرطوم أعمال عنف غير مسبوقة تلفها مشاعر عنصرية مع اعتقاد البعض بتهميشه في ظل سيطرت القبائل العربية أو قبائل الوسط على مقاليد الأمور في السودان.

    لكن بغض النظر عن التطورات التي انحرفت بالقضية الاقتصادية إلى قضية من نوع آخر، فإن قرارات الحكومة السودانية كانت موجعة ومجحفة بحق المواطن العادي الذي لم يكن البتة في وضع يمكنه من تحمل المزيد من الضغوط الاقتصادية بعد التدهور الكبير في سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي.

    اقتصاديو الحكومة قالوا إن رفع الدعم كان جراحة لابد منها وإلا واجه الاقتصاد السوداني الانهيار الكامل في ظل تضاؤل الإنتاج مقابل ارتفاع مستمر لمصروفات الدولة والتي منها دعم سلعتي الوقود ودقيق القمح، ولكن اقتصاديين مستقلين يقولون إن الحكومة السودانية أخذت بأسهل الحلول ولم تكلف نفسها البحث في خيارات اصلاحية أخرى غير رفع الدعم، وإن الإصلاحات القائمة على رفع الدعم عبارة عن (روشتة) قديمة ظل البنك الدولي يدفع بها إلى الدول التي تعاني أوضاعا اقتصادية مماثلة.

    والحال أن الحكومة السودانية ظلت مناهضة لوصفات البنك الدولي، فما الجديد الذي دعاها لاعتماد هذه الوصفة التي لم تراعِ حال السواد الأعظم من الشعب؟

    ضد البروسترويكا

    لقد فشل الحزب الحاكم الذي يرأسه البشير في الحوار الداخلي وقبول الرأي الآخر، واتخذ إجراءات الفصل ضد قيادات فيه قدمت مبادرة إصلاحية كانت في رأيها عملية (بروسترويكا) ضرورية لا غنى عنها، و(البروسترويكا) مصطلح روسي تحول إلى قيمة مفاهيمية تعني (إعادة البناء)، واليوم امتد مفهومه إلى إعادة البناء والإصلاح في الأطر والكيانات السياسية.

    هذه (البروسترويكا) تقدم بها مجموعة الإصلاحيين داخل الحزب الحاكم بقيادة مستشار البشير غازي صلاح الدين العتباني، وهو كذلك رئيس الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني في البرلمان قبل عزله مؤخرا في سبتمبر/أيلول الماضي تزامنا مع تلك المظاهرات الرافضة للإجراءات الاقتصادية، بيد أن تلك المذكرة الإصلاحية ووجهت بغضب كبير وإجراءات قاسية ضد مقدميها.

    موجة غضب الحزب ضد الإصلاحيين تجنبت الخوض في الأفكار التي حوتها المذكرة وركزت الهجوم على الجوانب الإجرائية التي صاحبت تقديم المذكرة، مثل توقيت المذكرة، والإشارة كذلك إلى أن الموقعين تجاوزوا "المؤسسية"، وقدموا مذكرة موجهة مباشرة إلى الرئيس البشير متعمدين تسريبها إلى الإعلام.

    لقد دعت المذكرة إلى إجراء مراجعات داخلية في الحزب ونقد للذات، بما يقويه ويؤهله لقيادة البلاد، وإلى ما سمي بـ"مصالحة كبرى"، البلاد في حاجة ماسة لها.

    وتضيف المذكرة أن البلاد في مفترق تاريخي، وأن المؤتمر الوطني هو الحزب صاحب المسؤولية الأكبر تجاه البلد والمواطنين، باعتباره الممسك بمقاليد السلطة، وأفعاله وقراراته تؤثر مباشرة في أحوال البلاد والعباد.

    ويرد الإصلاحيون على الانتقاد الموجه لهم بشأن توقيت المذكرة واتهامهم بالانتهازية بقولهم "إن الأحداث التي جرت في البلاد أخيرا وتداعياتها داخل الحزب وخارجه قدمت سانحة نادرة للإصلاح، والمراجعات النقدية".

    وكان واضحا أن العتباني من مؤيدي تنحي الرئيس البشير، وسبق أن أشار في مقال له "أن البشير بخبرته قد أدرك استحالة أن يأتي زعيم -أي زعيم- بجديد في الحكم بعد أن قضى فيه خمسة وعشرين عاما".

    ويضيف أن "قوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء وحدها تمنع ذلك، ولعل الرئيس رأى أجيالا ناهضة تموج موج البحر تطلعا لحظها في القيادة وتجريب رؤاها المجددة".

    بل كان العتباني أكثر وضوحا في رؤيته عندما قال "وربما حدّق الرئيس في الأفق ونظر في أقاصيص الزمان أدرك أن التاريخ سيكون أرأف به في أحكامه لو أنه أحسن توقيت تنازله، وربما نظر الرئيس إلى أحكام التاريخ على حكام آخرين لم يعوا دروس الوقت فاستبرأ من أن يستنَّ بسنتهم".

    جرأة العتباني استندت إلى إعلان الرئيس البشير عدم رغبته في الترشح، إلا أن ما أعقب ذلك الإعلان من معطيات شككت في مدى صدقية هذه الرغبة أو أن قوى متنفذة في الدائرة المغلقة يهمها استمرار البشير في الرئاسة دون الأخذ في الاعتبار القراءة الموضوعية لمستقبل الخارطة السياسية في السودان، وكذلك مستقبل حزب المؤتمر الوطني في الحكم، فالنظام الأساسي للحزب الحاكم يمنع استمرار القيادات الحزبية في مواقعها لأكثر من دورتين بمن فيهم رئيس الحزب الذي أكمل دورتين.

    الدائرة المغلقة توحي بأنه يمكن تعديل النظام الأساسي للحزب في المؤتمر العام القادم الذي تم تأجيله ربما لهذا السبب، ومعلوم أن رئيس الحزب سيكون مرشحه بانتخابات الرئاسة القادمة في 2015.

    الخروج من عنق الزجاجة

    مؤيدو بقاء الرئيس البشير في سدة الرئاسة يرون أنه ضروري لبقاء حزب المؤتمر الوطني حزبا حاكما، إذ إن البشير وهو القائد الأعلى للجيش لا يمكن تصور قبول الجيش برجل مدني يخلف البشير، فالبشير في رأيهم ضمانة قوية لولاء الجيش الذي ظل لاعبا أساسيا في السياسة السودانية منذ استقلال البلاد عام 1956.

    وبالتالي، هناك ربط قوي وفقا لأولئك بين ضمان ولاء الجيش لحزب المؤتمر الوطني وبين استمرار البشير رئيسا للبلاد.

    في المقابل، يرى البعض الآخر أن تلك حجة ظاهرها حق وباطنها باطل يريد بها أصحاب المصالح استمرار البشير في الحكم لارتباط مصالحهم ببقائه في الحكم، وبالتالي فهم لا يتورعون عن الزج بالبشير في أتون معركة قد تكون (خاسرة) حتى لو حصل على أغلبية الأصوات.

    لكن رغم ارتفاع أصوات أصحاب المصالح المرتبطة ببقاء الرئيس البشير في السلطة إلا أن كثيرا من الدواعي والشواهد تصب في اتجاه التغيير، إذ إن المناخ الدولي والإقليمي وثورات الربيع العربي تحتم على راسمي الإستراتيجيات داخل الحزب طرح التغيير باعتباره محورا مهما في خطط مواجهة الأزمات التي تواجهها البلاد، وأن التغيير يمثل فرصة لالتقاط الأنفاس باعتبار أن ذلك التغيير يجعل الفرصة مواتية أمام صفحة علاقات جديدة مع الدول الغربية التي ظلت مناوئة للسودان.

    الخرطوم مطالبة كثيرا بإظهار قدر من الاستقرار السياسي وترتيب البيت من الداخل وإدارة حوار سياسي مع كل أشكال الطيف السياسي السوداني، على أن يفضي هذا الحوار إلى الاتفاق على دستور دائم يضمن الحد الأدنى من الوفاق الوطني ويحول التنوع الثقافي والعرقي إلى معطى إيجابي.

    مهما بذلت الخرطوم من جهود إعلامية وحملات علاقات عامة لجذب الاستثمارات وعكس صورة مشرقة للأوضاع في السودان، فإن ذلك لن يجدي نفعا طالما لم يصل السودانيون إلى استقرار سياسي ينهي حقب الاضطراب والاقتتال التي ظلت ملازمة للبلاد منذ الاستقلال عام 1956.

    ( الجزيرة 2013-12-12
                  

12-13-2013, 12:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الانقلاب الأخطر انتهى عملياً من حكم السوبر تنظيم ..

    الانقلاب الأخطر انتهى عملياً من حكم السوبر تنظيم ..

    12-13-2013 06:59 AM
    د. عبدالوهاب الأفندي

    الحكومة ـ الأزمة في السودان

    عندما تتعرض البلدان لأزمات، يتجه القرار لتشكيل ما يسمى بـ ‘حكومة أزمة’، يكون محور اهتمامها معالجة تلك الأزمة، ويكون من خواصها أنها تتكون من كفاءات عالية في المجال المعني، إضافة إلى القبول من الشعب، أو على الأقل من القوى السياسية الفاعلة. فإذا كانت الأزمة اقتصادية، يسند الأمر إلى خبراء الاقتصاد والمتمرسين في مجاله، وكذلك الحال لو كانت الأزمة أمنية أو دبلوماسية. أما في السودان، الذي ظل منذ الاستقلال أزمة مجسدة، ومنذ الإنقاذ كتلة أزمات، فإن الحكومة التي تم تشكيلها بعد أن بلغت الحلقوم هي في حد ذاتها ازمة مركبة.

    (2)

    الأزمة التي دفعت لإعادة تشكيل الحكومة كانت اقتصادية، نتجت بدورها عن أزمة سياسية-أمنية مركبة. ولكن الأزمات تعقدت بأزمة داخل المجموعة الحاكمة تمثلت في التراشق حول الإصلاح والصراعات حول السلطة. وقد وقع الفرز في هذه الصراعات بين أنصار الإنغلاق والتمترس من جهة، ومن جهة أخرى أنصار الإصلاح والانفتاح الذين تم طردهم وتكريس نهج الإنغلاق. وعليه كان من المفترض أن تجسد الحكومة الجديدة هذا النهج، وهو ما حدث. ولكن يبدو أن الرئيس وحلقته التي طفقت تضيق باستمرار، قرروا ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فاختاروا الإنغلاق حتى ضد أنصار الإنغلاق. وعليه فقد جاء التغيير على شكل مجزرة تخلص فيها البشير من كل أساطين ‘السوبر تنظيم’ الذين ظلوا يحكمون البلاد منذ الإنقلاب، وقرر أن يصبح الحاكم بأمره.

    (3)

    عندما وقع انقلاب البشير عام 1989، أخبرني أحد الصحافيين الشباب وقتها أن الصدمة الأكبر بعد الانقلاب كانت الكشف أن كثيرين ممن كان ينظر إليهم على أنهم ‘قادة’ الحركة الإسلامية ورموزها ظهر أنهم كانوا خارج دائرة صنع القرار تماماً، وكان كثيرون منهم لا يعلمون شيئاً عما يجري. أما انقلاب البشير الأخير فلم يكشف حقيقة مثل تلك، وإنما صنعها، حيث جرد معظم من كانوا أهل الحل والعقد في النظام من كل سلطانهم، وأخرجهم تماماً من اللعبة. ولعلها عظة وعبرة لهؤلاء ليدركوا ماذا سيحدث لهم عند سقوط النظام الوشيك، حيث لن يقتصر الأمر على فقدان الجاه والسلطان، بل سيكون أسوأ بكثير.

    (4)

    الحكومة الجديدة فجرت إذن أزمة جديدة داخل المؤتمر الوطني والمنظومة الحاكمة لأنها مثلت انقلاباً ثالثاً على الانقلابيين، وذلك بعد انقلاب البشير-علي عثمان ضد الترابي عام 1999، ثم انقلاب نافع-البشير على علي عثمان عام 2007. ولعل هذا هو الانقلاب الأخطر، لأنه انتهى عملياً من حكم السوبر تنظيم، وأصبحت شلة البشير الممثلة في عبدالرحيم محمد حسين وبكري هي التي تحكم البلاد. وهذه فئة معزولة حتى وسط التيار الموالي للإنقاذ ومكروهة من الجيش. ويمكن أن يقال أن هذه أكثر حكومة في تاريخ السودان تعاني العزلة منذ أيام النميري الأخيرة.

    (5)

    هذه الحكومة إذن لن تحل الأزمة السياسية، لأنها أكثر انغلاقاً من سابقتها، ولن تجد القبول من المعارضة. وهي لن تعالج الأزمة الاقتصادية لأنها تفتقد الكفاءات في مجال الاقتصاد وغيره، كما أنها أكدت عزمها على تنفيذ برنامج التقشف الذي فجر الأزمة في الأساس. وعلى كل فإن الأزمة الاقتصادية هي سياسية في الأساس، تنبع من الفساد والتوظيف السياسي للمال العام أولاً (يكفي التأمل في عدد الوزراء الذي فاق الستين في حين أن الولايات المتحدة يحكمها خمسة عشر وزيراً)، وثانياً من الحروب والصراعات، وثالثاً من عزلة السودان الدولية، وهي مرتبطة بما سبق. وهذه الحكومة لن تحل الصراعات ولن تحسن توظيف المال العام، وستزيد البلاد عزلة.

    (6)

    ولكن لهذه الحكومة ميزة مهمة، وهي أنها ستسرع بسقوط النظام. ذلك أنها بتعميق الأزمة داخل المنظومة الحاكمة وتفجر الصراعات داخلها، وإدخال اليأس في قلوب من كانوا يحلمون بالإصلاح والانفراج، ستجعل من الصعب على أنصار النظام قبل خصومه الصبر على هذا الوضع. وكما ذكرنا مراراً من قبل، فإن من نعم الله على العباد أن أهل الطغيان والبغي هم في الغالب أعدى أعداء أنفسهم، لأنهم بتجبرهم في الأرض يستعدون كل الخلق، حتى أقرب المقربين. ويتميز الحكم الدكتاتوري بعمى البصيرة، حيث لا يتنبه الدكتاتور المستعصم بأسواره العالية إلى معاناة عامة الناس، ولا يحترم حتى نصائح المخلصين، حتى تقع الواقعة.

    (7)

    يذكرني هذا الوضع باتصال هاتفي كنت تلقيته من العاصمة السودانية الخرطوم من إعلامي مرموق في مطلع عام 2000 عندما احتدم صراع الترابي والبشير، وتم إقصاء الأول. وكان ذلك الإعلامي من محبي الشيخ الترابي ومريديه المقربين، وقد أعانه الشيخ بالمال حتى تبوأ مقاماً رفيعاً من الناحية الوظيفية والمالية وليس بالضرورة الأخلاقية- في مجال الإعلام، ولكنه قرر لنفس السبب الانحياز الكامل لجماعة البشير، لدرجة أنه كان يحدثني وقتها باسم معسكر البشير. تساءل الرجل: ما رأيك لو قرر البشير التخلص من الحركة الإسلامية والحكم منفرداً؟ ألم يحن الوقت لذلك، خاصة وأن الحركة أصبحت عبئاً؟ قلت للرجل: على حسب ما أذكر، فإن الرئيس النميري، وهو قد جاء إلى السلطة بدون سند من الحركة الإسلامية وظل يحاربها، بقي في السلطة ثلاثة أسابيع فقط بعد الإطاحة بالاسلاميين عام 1985. أما البشير فأنا أعطيه ثلاثة أيام.

    (8)

    أعتقد الآن أنني كنت على خطأ في ذلك الزعم، لأن الصحيح أن التخلص من الحركة الإسلامية قد تم بالفعل في عام 1989، وقد أثبتت التطورات المتعاقبة أن ذلك الكيان قد ‘استشهد’ ودفن، ولم يبق له أثر أو وجود. ولكن هذا لا يعني أن النظام لم يبق له أنصار لهم ‘أعذارهم’ (فهذا هو الاسم الحقيقي لدوافعهم، لأنه يعلمون أنهم آثمون بدعم هذا النظام). ولكن قيادة النظام وجهت ضربة قاصمة لهؤلاء الأنصار وعزلت نفسها عنهم. وعليه فإنه لا ينبغي علينا عد الأيام حتى يسقط هذا النظام، بل يجب أن نعد الساعات. والواجب على الجميع الاحتياط كما يحتاط الناس عندما تأتيهم توقعات الإرصاد بإعصار قوي قادم.

    القدس العربي


    ---------------------

    حزب غازي يرحب بإنضمام موسى هلال..رئيس البرلمان يقبل راس الطاهر وسط صيحات التهليل والتكبير


    حزب غازي يرحب بإنضمام موسى هلال..رئيس البرلمان يقبل راس الطاهر وسط صيحات التهليل والتكبير




    تراجيديا سودانية .. الاصلاح و الدموع ! ..دموع هنا وذبائح وصيوانات فرح هناك

    12-13-2013 11:15 AM

    محمد وداعة

    ان صحت الأخبار المتواترة عن السيد موسى هلال قد أعلن أمام حشد من انصاره انضمامه لحزب (الاصلاح الان ) وهو حزب حديث أسسه المبعدون " المنسلخون" من حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بقيادة الدكتور غازى صلاح الدين، بذلك يكون حزب (الاصلاح الان) قد أمتلك ذراعه العسكرية وما " فيش حد أحسن من حد" فلطالما أعتبر حزب المؤتمر الوطنى وقتآ كان د.غازى احد النافذين فيه ولايزال ان حركة العدل والمساواة هى الذراع العسكرى للمؤتمر الشعبى ، وهو سيعتبر تطورا نوعيا وسيشكل زخمآ قويا لو قبل رسميا " الاصلاح الان " عضوية موسى هلال ، التصريح الذى تداولته المواقع الاسفيرية ونقلته معظم الصحف السودانية عن وكالة انباء الاناضول يقول موسى هلال "إن الأفكار التى يتبناها حزب الاصلاح الان " بزعامة غازى " هى المخرج لقضايا السودان ، وقال أنه من دعاة الاصلاح ، لهذا يعلن أنضمامة لحزب الاصلاح الان " ،

    وكان السيد أسامة توفيق القيادى بالاصلاح قد رحب بانضمام هلال مثمنا خطواته وايمانه بوثيقة الحزب التى تدعو للحوار بين أطراف الشعب السودانى ، المراقب لما يجرى فى بلادنا بعد حيرة لاشك سيكتشف نظريات جديدة فى السياسة والاقتصاد وهى ستكون اختراع سودانى " مائة فى المائة " وهى حالة نادرة لا تشاركنا فيها بقية الامم والشعوب ، بعد خمسة وعشرون عامآ يكتشف الاصلاحيون أنهم قضوا نصف عمرهم فى حزب لايؤمن بالديمقراطية ولايقوى على الحوار وأصبح ماكينة تتنتج المعارضين له أكثر مما تفعل المعارضة صاحبة الحق الحصرى والامتياز فى معارضة النظام لفترة طويلة ، يحاور من يحملون السلاح ويعقد معهم الاتفاقات و" يستوزهم" ومنهم المساعدون والمستشارون ويرفض الحوار مع المعارضة " السلمية " ويتعالى عليها ويهزأ بها كل صباح وذات مساء ،

    المكتب القيادى للحزب الحاكم يسقط حكومته بنفسه فيما اسماه تعديل وزارى واسع احرج المعارضة كما زعم الدكتور نافع ، ويبقى على عدد من الوزراء لا يزيدون عن خمسة فى عملية أشبه بوصول حزب أخر غير المؤتمر الوطنى لسدة الحكم ، فى ذات السياق يعين المؤتمر الوطنى رئيس البرلمان ونائبه ورؤساء اللجان ،ويقوم رئيس البرلمان الجديد بتقبيل راس الرئيس السابق وسط صيحات التهليل والتكبير ، دموع هنا وذبائح وصيوانات فرح هناك والكل من حزب واحد هو حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ، ربما أرتفعت حواجب الدهشة لدى الكثيرين وعظمت لديهم الشعور بمكانة عالية وأنتفخت أوداج بعضنا ذلك أن السيد رئيس البرلمان يعتذر للشعب عن أى تقصير للانقاذ خلال 25 عاما ، الدكتور نافع أعتذار بما يشبه عدم الاعتذار ولكنها " كثيرة منو " ،

    وزير المعادن كمال عبداللطيف بكى و ابكى مودعيه طالبا العفو ،هذه التعديلات أن لم تغعل شئيا فيما يلى الاوضاع السياسية والاقتصادية المتفاقمة فانها فعلت شيئا مهما اذا أظهرت أننا شعب محترم و لنا قيمة أستدعت أن يعتذر لنا كبار حكامنا ( المغادرين ) ويطلبون العفو منا ، ليتهم فعلوا ذلك قبل أن يترجلوا ، فربما كانت الأعتذارات والدموع ليس لفقدان الموقع وحسب ، ولبست كما جرت به الامثال ( دق الاضينة و اتعذر لو ) ،عضو المجلس عبد الله مسار يحذر رئيس المجلس الجديد د الفاتح عز الدين من مغبة تحويل البرلمان الى ( اضينة ) يقودها الوطنى كترلات مستغلآ اغلبيته ،
                  

12-13-2013, 07:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    امبراطورية طه التي بناها في 40 عام الآن تنهار أمام أعينه..اسحق فضل الله يتبع من يدفع ويعطي امتيازات أكثر




    البشير يقود بنفسه معركة كسر العظم ويطيح بطه ونافع والجاز وأمين بضربة واحدة

    12-12-2013 06:58 AM
    من أفضل حسنات التعديل الوزاري الجديد أنه أصواتا كثيرة سيرتاح منها الناس مثل نافع علي نافع، واسحق أحمد فضل الله المحسوب على جماعة علي عثمان محمد طه

    خالد ابواحمد

    التعديل الوزاري الأخير الذي حدث في السودان يعتبر حدثا تاريخيا بمعنى الكلمة، كما يعتبر فاصلة في تاريخ النظام الحاكم، ويمكن أن يُؤرخ بها تماما مثل وفاة أو اغتيال نائب رئيس الجمهورية الفريق الزبير محمد صالح، والانشقاق الشهير في الرابع من رمضان، والتوقيع على اتفاقية نيفاشا، ودخول قوات العدل والمساوة العاصمة الخرطوم..إلخ.

    التعديل لم يكن تعديلا بالمعنى المعروف لدينا، ولم يكن قد اطاح برؤوس كبيرة فحسب بل بأفكار ومعتقدات ومنهجيات في الحكم وأحلام وطموحات محلية واقليمية..!!.

    والتعديل الوزاري الذي أجراءه الرئيس عمر حسن البشير مثل الزلزال بقوة 8 بمقاس رختير ستكون له هزات ارتدادية لها تأثيرها على النظام بشكل أو آخر، ولذلك يمكننا ان نطلق على التعديلات عدة مسميات:
    الانقلاب على (الحركة الاسلامية) وعلى رفقاء درب ربع قرن من الزمان.
    معركة كسر العظم لأنها أطاحت بالرؤوس الكبيرة علي عثمان محمد طه/ د. نافع على نافع/اسامة عبدالله/ د. عوض الجاز..وآخرين، وسنعود لذلك تفصيلا.

    مسرحية جديدة من المسرحيات (الانقاذية) على وزن أذهب للقصر رئيسا وانا للسجن حبيسا،لكن هذه المرة اختلفت الخطة والممثلين، ومثل الطرف الآخر كما هو واضح كل من د.غازي صلاح الدين، وحسين خوجلي، وقد أوكل لكل منهما دور كبير ويحتاج لجهد وزمن كبيرين لاقناع الناس بالفكرة (الخطة)..سنعود لذلك أيضا.

    لكن قبل هذا وذلك لا بد من التمعن في التشكيلة الوزارية بالنظر لمقالنا الذي نشر هنا في موقع (الراكوبة) بعنوان (هل بدأ الصراع (الشايقي)...(الجعلي) على السلطة في البلاد...؟ا) المنشور بتاريخ 23 اكتوبر 2010م، حقيقة لا أريد من ذلك ايقاظ لجهوية أو عنصرية، ولكن ذكر هذا الأمر اقتضته ضرورة تبيان الحقائق فقط، حتى ندرك الهدف من التعديل الوزاري، وهل هو ما اقتضته المرحلة أم تصفية حسابات.؟!،..رابط المقال..

    http://www.sudaneseonline.com/articles-act...ow-id-2746.htm
    وفي هذا المقال تحدثت عن مشكلة مكاوي عوض مكاوي الذي تعرض هو وزوجته لتهديد صلاح قوش، وفي التعديل الوزاري الجديد جاء مكاوي وزيرا بينما ذهب قوش تطارده اللعنات، وكذلك ذكرت في المقال رجل النظام القوي علي كرتي الذي يستند على القوة العسكرية والأمنية الضاربة التي تحمي النظام الحاكم، وقد أبقي في منصبه وزيرا للخارجية.

    وجود كل مسببات الانهيار والدمار

    لكن في يقيني التام برغم أنني سعدت للغاية بمعركة كسر العظم هذه إلا أنني لا أر فائدة من أي تعديلات في وجود كل مسببات الانهيار والدمار الذي لحق بالبلاد، ووجود الرئيس على دفة الحكم، والمنهج الأمني والعسكري في التعامل مع قضايا البلاد، خاصة إذا علمنا بأن الكثير من الذين تم ابعادهم غاضبين بدرجات متفاوتة، والبعض منهم الآن يعيش في صدمة لم يفق منها حتى الحين، وقد وصلتني معلومات عن معارك انتقامية ستندلع في مقبل الأيام سواء كانت اعلامية محلية او خارجية لنشر (الغسيل العفن)، أو انتقامية بأسلحة مختلفة، وفي حسباني هذا أمر متوقع، وخاصة إذا نظرنا وتمعنا في الطريقة التي عبّر بها وزير المعادن كمال عبداللطيف عن صدمته إزاء ابعاده عن المنصب، وقد كشف بأن وزراء النظام لم يكونوا يوما من الايام يتخيلوا أن تتم إزاحتهم من المناصب، وعاشوا في دنيا غريبة عن المستوى المادي لأسرهم ومجتمعاتهم، وغريبة أيضا عن حياة السودانيين، إذ تعودوا على حياة البذخ والسفر الخارجي والبيوت والسيارات الفاخرة والعيشة الهنية، لم يكن غريبا ان يبكي كمال عبداللطيف وهو من أسرة بسيطة تعيش في بورتسودان مثلها وكل الأسر، ليس اسرة تجارية لها املاك عقارات، بكى الوزير لأنه سيصبح مواطنا عاديا، بلا منصب وبلا سكرتيرة ولا خدم وحشم، ولا حرس خاص، ولا امتيازات التي تمتعوا بها 25 عاما وحرموا المواطنين من أبسط الحقوق التي كفلتها لهم كل الشرائع والواثيق، يبكون اليوم لأنهم جُردوا من السلطة..يا عجبي..!!.

    لكن ما هي قصة المسرحية..؟!.

    ظل النظام الحاكم منذ مجيئه يراهن على أنه ذكي وأن الآخرين لا يدركون حقيقة الأشياء ويمكنهم الالتفاف عليهم ببساطة واقناعهم بكل ما يخططون له، وفي اعتقادهم بأن الشعب السوداني قد سرت عليه المسرحية الأولى -الذهاب للقصر رئيسا وللسجن حبيسا- وهذه المرة اختاروا د. غازي صلاح الدين ليقوم بدور الزعيم المنشق وأتاحوا لتصريحاته النشر في كل الصحف حتى تلك التي يديرها جهاز الامن، كما اتاحوا له حرية التحدث في المنابر والإلتقاء بالناس، بل أن يسافر للدوحة مبشرا بـ( الاصلاح الآن)، وغازي يحاول باستماتة شديدة إجادة الدور، ومحاولة اقناع الناس في الداخل والخارج بأنه صادق في حديثه نحو الاصلاح، وأنه قد وُلد اليوم د. غازي صلاح الدين جديد (لنج) ليس له أي علاقة بسياسة النظام في القتل والاغتيالات والاغتصاب والتصفيات الجسدية، وأنه جاء لبشرنا بميلاد حزب – الاصلاح الآن- الحزب الوليد بصفحات بيضاء ليلها كنهارها لا يرفض ما جاء فيها إلا هالك بن هالك..!!.

    وتذكرت الايام الأولى لإنشقاق (الحركة الاسلامية) حيث منع د. حسن الترابي من السفر للخارج، وفي فترة أخضع للإقامة الجبرية، حتى لا يتحدث لعضوية حزبه وجماهيره، وفي ذات السياق د. غازي صلاح الدين تفتح له المنابر..!!.

    وفي الجانب الآخر المهم كان الممثل صاحب السيرك الامدرماني حسين خوجلي يتحدث عن فساد فلان وعلان والغربية هناك من صدقه، بل ذهبوا أكثر من ذلك يدعون الناس لمشاهدة هذا السيرك الذي تحتوي بعض فقراته على اللعب بالبيض،واللعب على الدقون، وقصص الحب بين النمل والفيّلة، دراما حديثة قديمة ذكرتني بمسرحية (شاهد ما شاف حاجة) عندما يبكي عادل امام "ده انا غلبان" ويترنح بجسده أمام طاولة المحكمة التي يجلس عليها القضاة الثلاثة، والفرق بين مسرحية عادل امام ومسرحية (قناة أمدرمان)هو ان الشاهد بالفعل (ما شاف حاجة) لكن في مسرحية (مع حسين خوجلي) أن الشاهد حسين خوجلي لم يكن الشاهد فحسب بل مشاركا في الجريمة، وذلك تتعامل اجهزة النظام مع خوجلي من هذه الزاوية..!.

    عزيزي القارئ..كلي قناعة بأن حكاية – الاصلاح الآن- يمكن ربطها بالتعديلات الوزارية وعلاقة الرئيس عمر البشير بد.غازي صلاح الدين، وكنت قبل سنوات في إحدى المقالات ذكرت بأن علي عثمان محمد طه يحمل في جوفه كراهية شديدة لغازي ولأمين حسن عمر وأتذكر بعد الانشقاق الشهير في نهاية عام 1999م كان علي عثمان في القصر الجمهوري يُهندس ويرتب في الوضع الجديد بعد خروج حسن الترابي من الحكم، يقول "أنا لا أريد غازي وامين لأنهم أولاد الترابي ومهما حصل في النهاية سيرجعوا لشيخهم"..!!، وطيلة فترة وجود غازي في القصر أو خارجه كان بعيدا عن النائب الاول علي عثمان، وكان تعامله مباشرة مع الرئيس عمر البشير، وعلاقته بالرئيس لم يشوبها أي شائب، نضف لذلك أن اسرة الرئيس نفسها تحب وتقدر وتحترم غازي صلاح الدين، لذا ليس من المنطق ان يكون صلاح الدين بعيدا عن الرئيس، وحسب تحليلاتي الشخصية إن غازي جزء من المجموعة المقربة من الرئيس خاصة وان غير محسوب على مجموعة علي عثمان التي تضم صلاح قوش وعوض الجاز واسامة والبقية.

    والأمر الذي أعرفه ومتأكد منها جيدا هو أن إدارة المرحلة التي افرزت التعديلات الوزارية ليس بمقدر الرئيس وحده أن يقوم بها، فإن شخصية مثل غازي صلاح الدين كانت هي التي اسهمت في هذا العمل، وقبل أكثر من شهرين قابلت أحد الاخوة عبر الانترنيت وذكر لي بأن على ما يبدو هناك تغييرات جذرية تطبخ الآن على نار هادئة وفيها ترتيبات سياسية وأمنية وعسكرية، وحينها لم أفهم مقصده، وبعد فترة سألته عن معنى الترتيبات الأمنية وعلاقتها بالتعديلات الوزارية، أجابني بأن التغيير الذي سيحدث هو الأول من نوعه وسيكون مؤثر وسيؤثر في مصالح رؤوس كبيرة، لذا تصحبه ترتيبات أمنية، وهذا الكلام متداول بين الناس، وعندما خلدت لنفسي ضحكت وقلت في نفسي منذ متى و الحزب الحاكم في السودان ورئاسة الجمهورية تطبخ على نار هادئة وبترتيبات..!.

    الرئيس غدر بـ علي عثمان ود. نافع..!!

    لكن الغريب في التعديلات الجديدة أن كل من علي عثمان محمد طه ود. نافع علي نافع كانا من المخططين للتعديلات، وكانا حتى آخر اللحظات ضمن الفريق الرئاسي الذي وقف على الخطوات النهائية للتعديلات الوزارية، ولم يكن منهما من يتخيل بأنه خارج التشكيلة الوزارية، وان الرئيس عمر البشير غدر بهم وهذه هي الحقيقة التي لا مناص منها، وأساسا أن فكرة ابعاد علي عثمان موجودة في ذهن الرئيس منذ فترة طويلة بعد عملية (ابوهول) محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك في أديس ابابا منتصف التسعينات، وتوصيات عدد من الشخصيات الرفيعة في المجتمع من تجار ورجال أعمال يقابلها الرئيس أوصت بإبعاد د. نافع علي نافع لانه أكثر من يؤلب المعارضة في الداخل والخارج على النظام، وأكثر من يثير مشاعر الناس ضد النظام بتصريحاته الاستفزازية.

    وعندما نقول بأن التعديل الوزاري معركة كسر العظم لأنها اطاحت بالرؤوس الكبيرة مثل علي عثمان محمد طه/ د. نافع على نافع/اسامة عبدالله/ د. عوض الجاز، وأمين حسن عمر وهي معركة بالفعل انتصر فيها الرئيس عمر البشير على أكبر مراكز القوى في النظام، يقودها نائبه الأول وكما نعرف جميعا بأن غالبية سنوات النظام كان الحاكم الفعلي هو علي عثمان وكان الرئيس مجرد ديكور، وبطبيعة الحال ان الرئيس ليس له في العمل التنظيمي السري الذي يقود من خلاله دولاب الدولة من تحت الأرض، ولفترات طويلة علي عثمان ممسك بدفة الحكم في السياسة على ووجه الخصوص، ود. عوض الجاز المال والاقتصاد، وصلاح قوش الأمن والمخابرات، وهذا كان تحالف عجيب جدا وغريب في آن واحد كانت الميزانية المخصصة لهم مفتوحة على مصراعيها من عائدات النفط التي ليس لها حسيب ولا رقيب غير عوض الجاز نفسه، الذي كان يسلم رئاسة الجمهورية ارقام مختلفة عن التي في حوزته، ونسخة مختلفة لدى الحركة الشعبية التي كانت تتشارك الحكم مع النظام.

    انهيارات بالجملة..!!

    لذلك الترتيبات التي عناها متحدثي سببها أنه بعد إبعاد هذه الثلة بقيادة علي عثمان محمد طه ستنهار من بعدهم شبكات العمل التنظيمي المنتشرة داخل الدولة ومؤسساتها وكواليسها المظلمة، وان الفترة المقبلة ستشهد الكثير من المتغيرات وسيتم احالة المئات بل الآلاف من قيادات الخدمة المدنية وشركات الحكومة المنتشرة في السوق داخليا وخارجيا، وشركات التنظيمات السياسية والأمنية والعسكرية من قيادات تابعين لمجموعة النائب الاول للرئيس المقال من منصبه، من بينهم سفراء ودبلوماسيين، ومن أشهرهم سفير السودان في زمن الغفلة بقاهرة المعز كمال حسن علي، وقريبا جدا سيتم سحبهم من التمثيل الدبلوماسي، وكمال حسن علي بالذات دفع به اسامة عبدالله لمنصب مدير الحزب الحاكم في القاهرة، ثم سفيرا، وهو السفير الأول لجمهورية مصر العربية منذ استقلال السودان بمؤهلات ضحلة ومتدنية، لا تشبه حتى مؤهلات موظف صغير جدا في وزارة الخارجية.

    الآن بيوت قادة الحزب الحاكم موشحة بالسواد فإن امبراطورية علي عثمان محمد طه التي بناها في 40 عام الآن تنهار أمام أعينه، وحتى الآن هناك الكثير من الذين أبعدوا في حالة صدمة نفسية صعبة وغير مصدقين البتة بأنهم أصبحوا خارج دائرة الأضواء الكاشفة وقوائم السفير مع الرئيس او مع النائب الأول، وبعد ايام ستنشر الصحف السودانية بأن عددا من المسؤولين الذين تم اقالتهم رفضوا تسليم سياراتهم وبيوتهم الحكومية او تسليم ما لديهم من عُهد رسمية، لأنهم حسبوا بأنهم خالدين فيها.

    ومن أفضل حسنات التعديل الوزاري الجديد أنه أصواتا كثيرة سيرتاح منها الناس مثل نافع علي نافع، واسحق أحمد فضل الله المحسوب على جماعة علي عثمان محمد طه، ولو انه في الغالب يتبع من يدفع أكثر ويعطي امتيازات أكثر، وأن العديد من الوجوه ستختفي قريبا عن الشاشات والصحف السودانية، وبما يختص بالهزات الارتدادية أتوقع أن المجموعة المقالة ستعمل على عرقلة الحكومة الجديدة بشتى الوسائل، وستثير الكثير من الاشكالات، ولا أستبعد البتة أن ينضم جزء من الذين أقيلوا لمجموعة غازي صلاح او للمعارضة..!!.


    وخلاصة القول..ان التعديلات الوزارية جاءت في وقت والبلاد وصلت مرحلة من الانهيار غير مسبوقة، والضوائق المعيشية والصحية والكبت والارهاب الحكومي والقتل اليومي، والامراض المعدية الفتاكة باتت تنشر بسرعة في الاقاليم السودانية، كلها عناصر تحاصر المواطن السوداني، ولم أجد من خلال متابعتي لمئات المقالات والآراء المنشورة من كتاب سودانيين وغير سودانيين ان هناك من يرى بأن التعديلات الجديدة تمثل خطوة ايجابية، ذلك لان الوضع الراهن يحتم مشاركة الجميع في حكومة قومية تمثل كل ألوان الطيف السوداني تعمل على انقاذ الوطن الجريح، وأن التعديلات الجديدة برغم انها كبيرة وتاريخية إلا أنها ليست ذات جدوى مقارنة بمتطلبات المرحلة الراهنة، فالمطلوب من النظام أن يجمع شمل السودانيين كافة، وكما قلت ذلك للسفير السوداني بمملكة البحرين عبدالله احمد عثمان قبل اسابيع في نقاش محتدم بالنادي السوداني أن الفرصة لا زالت موجودة لحل المشكلة السودانية، وأن النظام بيده أن يحدث التغيير المطلوب من أجل اللحاق بما تبقى من البلاد ومن المواطنين الذين انهشتهم الحروب والامراض والحاجة للغذاء والدواء، وأن النظام الآن بيده أن يوقف الحرب في كل الجبهات وأن ينادي الجميع لطاولة مفاوضات تفضي لحكومة قومية وذلك حفظا للدماء التي تراق كل يوم، وحفظا لامكانيات البلاد التي تهدر كل يوم، فليس منا من يريد لبلاد أن تصل لما وصلت إليه سوريا او العراق، لكن تجاهل مثل هذه النداءات مرة بعد مرة ستؤدي حتما للكارثة.

    إن الله غالب على أمره لكم أكثر الناس لا يعلمون.
    صباح الخميس 12 ديسمبر 2013م
                  

12-14-2013, 07:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    غندور: ترجل طه لايعني خروج الاسلاميين من السلطة



    12-14-2013 04:48 PM

    الخرطوم: خالد الفكي

    نفى مساعد الرئيس نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب بروفسير ابراهيم غندور ان يكون ترجل على عثمان طه اكبر القيادات الاسلامية وصعود الفريق اول بكري حسن صالح ابرز قيادات الانقاذ العسكرية بمثابة خروج للحركة الاسلامية من السلطة، نافياً وبشدة وجود اي صراع كما يتصور الناس ، موضحا ان التعديلات التى جرت شملت شخصيات لها وزنها وهدفت لتجديد الدماء والدفع باضافات جديدة ، واضاف خلال حديثه لبرنامج مؤتمر اذاعي (بالجمعة)،" ربما تعود الناس فى مثل هذه الاوضاع ان يحدث صراع ولكن الامر تم بطريقة احترافية ولاوجود لا صراع وستثبت الايام ذلك"،

    قاطعا ان التغيير جاء في الاطار الحزبي للاصلاح، كاشفا وجود لجان بالمؤتمر الوطني لمراجعة السياسيات العامة،

    وراي ان القضية مرتبطة بالمؤسسات والسياسيات وليس الاشخاص،

    وتابع" العسكرية ليس مضاد للسياسة"، وشدد على ان تعيين شخصية عسكرية بمنصب النائب الاول لايعني تغيير السياسيات العامة للمؤتمر الوطني ، مبيناً ان ترجل النائب الاول للرئيس السابق على عثمان ودخول الفريق بكري حسن صالح بديلاً عنه لايعني التراجع الى بدايات الانقاذ، مشدداً على ان ماتم لايرجع الناس الى الوراء، لافتا الى قدرات الفريق اول بكري الذى ظل يعمل فى صمت بالمنصب الوزاري لسنوات طويلة أهلته الى العمل التنفيذى، ونبه الى خلفية الرئيس العسكرية التى جعلت منه محل اجماع من كافة السودانيين، مؤكداً ان العسكرية تحمل سمات الانضباط، ودافع غندور عن بقاء وزير الدفاع الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين بالتشكيل الوزاري،

    وقال انه لايوجد مدرب عاقل يغير فريقه بالكامل، مبيناً ان الحكومة الجديدة مازجت بين الخبرة والشباب الصاعد ،

    واضاف" التغيير بوزارة الدفاع ليس مطلوب فى هذا التوقيت بالذات "، عازياً الامر الى وعد الرئيس بالقضاء على التمرد خلال المرحة المقبلة والترتيبات التى تجري لذلك، مستحسناً ادوار الفريق يحيي محمد خير وزير الدولة بالدفاع الذى قطع بقدراته العسكرية والسياسية والادارية ، ونبه الى اهمية الاستفادة من خبراته فى التخيطيط الاشمل بوزارة الدفاع الامر الذي استدعي سحبه من ولاية النيل الازرق عقب دحره لتمرد مالك عقار.

    الاهرام اليوم



    ------------------------------------
    تجربة السودان في صيغة المرابحة الإسلامية..عبد الرحيم حمدي يدعو للدفع بصيغة القرض الحسن


    تجربة السودان في صيغة المرابحة الإسلامية..عبد الرحيم حمدي يدعو للدفع بصيغة القرض الحسن


    عائشة الغبشاوي ربطت أسباب التعثر عن سداد المرابحات بشبهات للربا

    12-14-2013 08:18 AM

    عماد عبد الهادي-الخرطوم

    تباينت آراء عدد من خبراء الاقتصاد والفقه الإسلامي بالسودان حول أسباب ارتفاع نسبة التعامل المصرفي بصيغة المرابحة والمرابحة للأمر بالشراء لنحو 50% من حجم التمويل الكلي الممنوح وما صاحبها من أخطاء.

    غير أن تلك الآراء اتفقت -في ندوة حول تطبيقات صيغة المرابحة في المصارف الإسلامية على ضوء التجربة السودانية التي ختمت أعمالها مساء الخميس- على وجود مشكلات صاحبت تطبيق الصيغة الإسلامية على أرض الواقع بسبب افتقار المصارف وعملائها للمعرفة الفقهية اللازمة.

    توصيات
    وأوصت الندوة التي بحثت الأحكام الشرعية لصيغة المرابحة، وتحديد هامش الربح، وأخطاء التطبيق، والتطبيقات والتجارب الدولية في المرابحة، والسياسات والمخاطر، بالسعي لتحقيق المقاصد الشرعية المالية الكلية الإضافية عند التعامل بصيغة المرابحة أو المرابحة للأمر بالشراء.

    وأشارت إلى ضرورة حفظ المال ورواجه وتداوله ووضوحه وثباته والعدل فيه، داعية الهيئات العليا للرقابة الشرعية لإعداد المراشد والأدلة وتقديم المنتجات البديلة التي تحقق المرونة اللازمة في منح التمويل لتحقيق أهداف المجتمع برؤية المرجعيات الشرعية.

    وطالب خبراء في مجال الصيرفة الإسلامية بالتزام المصارف ببيع المرابحة للأمر بالشراء بعدم بيع السلع للأمر بالشراء إلا بعد تملكها وحيازتها حيازة حقيقة أو حكمية، وفق ضوابط القبض الحكمي المبين في المعايير والمراشد الشرعية.

    وأمنوا على أهمية التوسع في نشاط المصارف الإسلامية ليشمل جوانب التنمية الاقتصادية خاصة المشاريع الزراعية والصناعية بجهود خاصة، أو عن طريق المشاركة والمضاربة مع أطراف أخرى.

    ودعا هؤلاء الخبراء المصارف الإسلامية لاتخاذ أساليب وأدوات مراجعة وتدقيق تساعد على تقليل أخطاء التطبيق في المراجعة، مع التوسع في التعامل بالصيغ الأخرى في التمويل الأصغر والمشاركات والمضاربات والمقاولات والسلم.

    وطالبوا بتحديد نسبة لا تزيد على 30% من حجم محفظة التمويل لصيغة المرابحة، وعدم السماح للبنوك بتجاوزها.

    من جانبه دعا الخبير الاقتصادي محمد سر الختم إلى وقف ومعالجة الأخطاء داخل الجهاز المصرفي نفسه، مشيرا إلى وجود أمية فقهية في بعض الشرائح التي يتم التعامل معها وفق الصيغة الإسلامية.

    وطالب بالعمل على إزالة هذه الأمية الفقهية "لخطورة الدور الذي تلعبه" فضلا عن مساهمتها في إعاقة نجاح المشاريع الصغيرة التي تعتمد على التمويل الأقل من البنوك.

    التجربة السودانية
    لكن الخبير في مجال الاقتصاد الإسلامي عبد الرحيم حمدي، يرى بضرورة العمل على تطوير التجربة السودانية في مجال التمويل بالصيغ الإسلامية بأكثر مما هي عليه الآن.

    ودعا حمدي - إلى لدفع بصيغة القرض الحسن التي لا تمنح البنوك فرصا لتتقاضى عليها رسوما إضافية غير المعاملات.

    وانتقد المغالاة في الضمانات التي تطلبها البنوك لتمويل المشروعات الصغيرة، معتبرا أنها تفتح الباب ليكون المال دُولة بين الأغنياء فقط.


    أما أستاذة الفقه الإسلامي عائشة الغبشاوي، فقد ربطت أسباب التعثر عن سداد المرابحات بشبهات للربا، معتبرة أن غالب حالات التعثر تقف وراءها معاملات ربوية أخرى.



    وتساءلت -في حديثها للجزيرة نت- عن مبررات الزج بالمعسرين في السجون وإهدار كرامتهم الإنسانية في ظل توقع الخسارة، متهمة البنوك بعدم الالتزام بالضوابط الشرعية في التعامل مع العملاء.



    ويعتقد عضو هيئة الرقابة الشرعية ببنك الثروة الحيوانية مصطفي آدم بوجود تحديات فقهية حقيقية عند تنفيذ صيغ المرابحة كصيغة المرابحة للأمر بالشراء، لافتا إلى ما يواجه العاملين من مشكلات في توقيت إثبات العملية التمويلية وبداية احتساب أقساط سدادها.

    وطالب آدم - - بمعالجة أخطاء تنفيذ الصيغ الإسلامية في كافة المصارف والهيئات الاقتصادية والاستثمارية بالسودان.



    غير أن رئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني عصام أحمد البشير فطالب بتصحيح أخطاء التجربة بالسعي لاستدراك المسيرة، معتبرا أن الخلل في الممارسة التطبيقية للتجارب ليس عيبا.



    وقال عصام البشير إن السودان بحاجة إلى نهج للتصويب "حتى نطهر أموالنا من كل شائبة" وتصويب الممارسة السياسية التي تنبني على الحكم الراشد وإقامة العدل بالمعاملات المالية وبسط الشورى.
    المصدر : الجزيرة

    --------------------------------


    سندرس الانتقال من خيار الإصلاح إلى التغيير.. لماذا يغضب الاسلاميون إن فشلوا في اقناع الشعب بالخيار الاسلامي .




    حوار مع الأمين العام لمجموعة سائحون فتح العليم عبدالحي

    12-14-2013 08:13 AM


    الحكومة الجديدة دون سقف طموحات الناس .
    الثورة خيار اضطراري يأتينا ولانذهب إليه .
    لازال خيارنا الأساسي هو خيار الإصلاح .
    سندرس الانتقال من خيار الإصلاح إلى التغيير.
    هذا غير صحيح لاعلاقة لقيادة سائحون بالشعبي .
    لم نشاور الترابي إلا في هذه ( ) القضية .
    نسعى لتكوين تحالف إسلامي وطني جديد .
    نحن منفتحون على اليسار اليسار والحركات المسلحة .
    الوطني كمؤسسة رافض لسائحون .

    حوار :عقيل أحمد ناعم

    هل لازلتم تؤمنون بالإصلاح ، بعد ان اثبتت كل التجارب انسداد منافذ الإصلاح بشهادة قيادات من المؤتمر الوطني نفسه ،مااضطرهم لمغادرة الحزب؟

    andالاجابة تتوقف على مفهومنا للإصلاح لأن مفهوم السائحون للإصلاح ليس الإصلاح السياسي فقط ،لأن اصلاح المجتمع جزء من أوجه الإصلاح ،وعندما نتحدث عن الإصلاح نعني الاصلاح السياسي والفكري والمجتمعي والإقتصادي والفكري ،مجموع هذه الفروع تنتج مسألة الإصلاح ،فالحديث عن إصلاح الدولة والحكومة مكونات مرتبطة بالإصلاحات المختلفة.بالتالي تصورنا للإصلاح تصور مختلف ، فالبعض يتحدث عن الإصلاح باعتباره إصلاح سياسي يتمثل في تغيير الحكومة الموجودة وذهاب الفريق الحاكم ومجيئ فريق آخر ،ولكن السائحون يعتقدون أن الإشكالات الموجودة في الجانب السياسي إشكالات متجذرة في بنية المجتمع الثقافية والفكرية والإجتماعية والسياسية لذلك لابد ان يتم حفر في الجذور بالداخل ، وأن تفتح الأسئلة الأساسية مرة أخرى ويجاب عليها وتعالج الاشكالات المجتمعية ،بعد ذلك ناتج هذا كله ينتهي بنا لمعالجات سياسية .لذلك شملت الوثيقة الأساسية لسائحون عشرة محاور للإصلاح ،أحدها المحور السياسي، وجزء منه الإصلاح الدستوري ،والذي يتحدث عن إصلاح في المفاهيم والقيم، وفي التعاقد السياسي ويتحدث عن إصلاح في شكل وطريقة إدارة الحكم والقيم المرتبطة به
    # دعنا نكن دقيقين فيما يتعلق بالإصلاح السياسي وإصلاح الحكم هل لازال موقفكم من المؤتمر الوطني والنظام القائم موقف المطالب بالإصلاح ،أم وصلتم لذات قناعة مجموعة غازي ـ وهم من أصلاء قادة الوطني ـ بانسداد سبل الإصلاح ؟
    and نحن لازلنا على قناعة بالإصلاح لأن المقارنة بين خيار الإصلاح والخيارات الأخرى المتمثلة في خيار الثورة أو خيار حمل السلاح هو أقل الخيارات تكلفة ،لأن الدولة حتى الآن دولة هشة في تكوينها ولاتحتمل أي منازعات وقد تنفلت الدولة تماماً، خاصة أن فترة الأربعة عشرين عاماً الأخيرة احدثت تشققات كبيرة في النسيج الاجتماعي واثارت النعرات القبلية ، ونحن نؤمن ان خيار الثورة خيار اضطراري يأتينا ولانذهب إليه ، لكن إن اتى كنتيجة لرفض المجموعة الحاكمة للإصلاح وجاء كقدر نازل فسنتعامل معه ، ولكن ليس كخيار نوطن انفسنا عليه ونبحث عنه لأنه خيار له إشكالاته ،والثورات على مدار التاريخ تاتي عقب اكنمال شوط الإصلاح كنتيجة طبيعية لايتم الترتيب لها . لذلك الخيار الأساسي الذي نتحرك فيه هو خيار الإصلاح



    # الاترون بعد كل هذا الزمن أنكم اكملتم شوط الإصلاح ،ومتى يكتمل باعتقادكم؟



    and حتى الذين يتحدثون عن التغيير ، لايتحدثون عنه باعتباره ثورة ،مثلاً مجموعه غازي تتحدث عن تغيير في شكل الحكم عبر حكومة موسعة يمكن أن تكون بوجود الاسلاميين انفسهم داخل الحكومة ،وهذا أيضا خيارنا ، فنحن لانقول أن تغير الحكومة أشخاص بأشخاص آخرين من داخلها بل نقول ان توسع نطاق الحكم وتستوعب كافة المجموعات بما فيها المجموعات المعارضة عبر حكومة قومية موسعة .

    #الآن خرج التشكيل الجديد خالي من مطلب الحكومة القومية التي تنادون بها ،كيف تقيمون الحكومة الجديدة؟


    andالحكومة التي كنا نتوقعها وننتظرها هي حكومة قومية موسعة أو انتقالية تشمل أطياف سياسية متعددة.لذلك فالحكومة المعلنة دون سقف طموحات سائحون وغيرها من المجموعات الإصلاحية.اما في مايلي التعديل في صفوف قيادات الوطني فنحن نرى انه إيجابي كونه أستبدل شخصيات جلست على الكراسي 25 عاماً بشخصيات جديدة ونحن نرحب بهذه الخطوة

    # هل تمسككم بالإصلاح غير مرتبط بسقوف زمنية بأن تصلوا خلال فترة محددة لقناعة سلباً أو إيجاباً حول جدوى المطالبة بالإصلاح؟


    and نحن كل فترة ندير حوار وشورى بيننا ونقيم الفترة الماضية ، ووارد إذا قدّرنا لحيثيات محددة الانتقال من مربع الإصلاح لمربع التغيير فسننتقل ، لكن هذا يستدعي الرجوع للقواعد، لأن الخطوط التي تسير فيها الآن منصة السائحون مجازة من القواعد ونحن نتحرك في إطار تفصيلاتها . ونحن في الأيام المقبلة لدينا برامج متعلقة بمستقبل المبادرة
    # هل سيكون خيار الانتقال من مربع الإصلاح للتغيير مطروح في لقاءكم العام بقواعد السائحون؟


    and نعم هو من الخيارات التي يمكن ان تكون مطروحة في اللقاء العام، نحن في الأيام المقبلة ندخل في لقاءات مشاورات حول مستقبل مبادرة السائحون على ضؤ التطورات الاخيرة . وواحد من أوجه المستقبل الانتقال لخيار التغيير او لا ، بجانب شكل المبادرة نفسها هل تظل كمبادرة أو تتحول إلى حزب أو منبر او تحالف ،هذه من الأسئلة التي سنطرها للقواعد وقد تكون الإجابة مختلفة عن الموجودة الآن
    # ومتى هذا اللقاء العام لأن بعض اعضاء المجموعة يشتكون من تأخر انعقاد هذا اللقاء ؟


    and نحن لانتعمد تاخير انعقاد اللقاء العام ، ونحن حريصون على انعقاده حتى تاخذ المنصة قدر اكبر من التفويض من قبل القواعد ومشروعية اكثر من اللقاءات الجامعة ، وتصل لنهايات في القضايا المفصلية ، لكن ظرف البلاد المعلوم للناس ، فنحن نواجه مشكلة في عقد لقاءات صغيرة جداً ونتعرض لمضايقات من قبل السلطات دعك من لقاء كبير مفتوح. ولكن اللقاء سينعقد خلال شهرين كحد أقصى
    # في اتهام صريح للمنصة من بعض أعضاء سائحون بتعمد تغييب القواعد والانفراد بقرارات مصيرية؟


    and هذا غير صحيح ، بالعكس عندما تكون هناك قضايا رئيسية تمس مصلحة البلد ومرتبطة بالمبادرة تقوم المنصة بتوسيع دائرة الشورى ولاتجتمع فقط بالمنصة الرسمية بل نأتي بخبراء من خارج المنصة فقط لايصوتوا في القرارات ، والوثائق الرئيسية للمنصة كتبوها ناس قد يكونوا غير موجودين رسمياً داخل المنصة ،شارك في نقاشها قرابة السبعمائة شخص.
    #هذا لاينفي ان المنصة تتخذ قرارات مهمة بعيد عن القواعد؟


    and بالتأكيد المسائل التفصيلية من حق المنصة اتخاذ قرارات حولها، لكن في الخطوط العامة المجازة فالمنصة محكومة بهذه الخطوط ،مثلاً خيار الإصلاح ليس من حق المنصة تجاوزه كخيار رئيسي،لكن داخل دائرة هذا الخيار فمن حقها إقامة برامج تفصيلية .لذلك الحديث عن عدم مشاورة القواعد كلام غير صحيح ،انا شخصياً طفت الولايات كلها والتقيت بالمنصات كلها وأعرف كثير من الاعضاء بأسماءهم
    # المنصة متهمة صراحة بأنها أٌقرب للشعبي إن لم تكن تخدم خطه؟
    and مافي علاقة تنظيمية بين منصة سائحون والمؤتمر الشعبي . انا شخصياً لديّ علاقة شخصية بدكتور الترابي كمفكر لأني مهتم بالجانب الفكري ،لكن على الأطلاق لم يحدث ولو تلميحاً أن قام الترابي بتوجيهنا لعمل أو ترك شيئ . ولم نشاوره في أمر إلا فقط حول أن احد نواب الأمين العام للمنصة هو أمين امانة بالشعبي فطلب منا أن نستأذن له إجرائياً من الترابي ،فقال الترابي لامانع.
    #لكن أغلب عضوية المنصة أقرب للشعبي؟
    and لا غير صحيح، إن أردت الحساب بالعدد فعدد الوطنيين أكبر من الشعبيين .بل أبعد من ذلك نحن في بداية تكوين المنصة ذهبنا انا ونائب الأمين الأخ عبدالقادر لبعض قيادات المؤتمر الوطني وعرضنا عليهم استعدادنا لإخلاء مواقعنا لهم إن كانوا يظنون ان المنصة يسيطر عليها شعبيون وأن ابتعادنا يحل المشكلة
    # حتى طريقة اختياركم غير شورية فبعض الأعضاء يؤكدون انهم فوجئوا بوجود منصة جديدة ؟
    and لم تأتي منصة جديدة ،بل حدث تعديل داخل المنصة الموجودة أصلاً ،فأنا عضو بالمنصة السابقة ،وكذلك غالب الاعضاء ،فقط حدث تعديل بأن تحول الأمين السابق لعضو ،بمعنى لم يتم اختيار أمين جديد ليذهب السابق إلى بيته ،ومن حق المنصة تعديل نفسها وهذا ليس فيه إشكال .وأنا شخصياً تسلمت الموقع بإجماع واشترطت ان لايكون هناك شخص واحد معترض
    # الآن عام ونصف تقريباً منذ تأسيس مبادرتكم ولازالت مواقف سائحون حول قضايا البلد تراوح مكانها دون جديد،الأمر الذي يراه كثيرون مقدمة لزوال ظاهرة السائحون وانتهاء وجودها؟
    and لاأظن ان هناك مجموعة إصلاحية كتبت رؤى في الإصلاح مثل السائحون وعرضناها على كافة القوى وتلقت قبول واسع .الأمر الثاني نحن تحركنا في محور الإصلاح داخل مجموعة الإسلاميين ثم انتقلنا للمجموعات الأخرى ،والآن نتحدث عن مساعٍ لتحالف أو أجماع وطني كبير بين المجموعات الاسلامية كمستوى أول ،بعدها المجموعات الوطنية المختلفة .في المرحلة الماضية طاف قطاعنا السياسي على قادة المجموعات الاسلامية كلها واستفدنا من مسيرة المؤازرة للإخوان المسلمين في مصر. كتبنا وثيقة سياسية عرضناها على كافة هذا المجموعات ،بعضهم قبل جزء منها وبعضهم تحفظ على بعض النقاط. ونحن نسعى الآن لإعداد وثيقة سياسية تراعي تحفظات الجميع ليتفقوا عليها ويوقعوا ،وكمرحلة ثانية إنشاء كيان عريض أو جبهة إسلامية وطنية كمرحلة اولى ، والإنتقال في الخطوة التالية للقوى الوطنية الأخرى
    # الساحة مليئة بالتحالفات خاصة التحالفات الإسلامية ، ماالجديد الذي يقدمه تحالفكم المقترح؟
    # التحافات الموجودة تحالفات اسلامية ترفض المجموعات الأخرى كاليسار مثلاً ، لكن في ورقة العمل السياسي لتحالفنا المقترح أجيز أن يمضوا لمدى بعيد وصولاً للإلتقاء باليسار والحركات المسلحة، بمعنى تحالفنا سقفه مفتوح أكثر من التحالفات الأخرى التي لها تحفظات على اليسار وعلى مجموعات دارفور ، نحن منفتحين على اليسار والحركات ولانمانع في ضمهم للتحالف بعد محاورتهم.ونحن نستهدف في هذه المرحلة المحموعات الإسلامية المختلفة بما فيها السلفية ، بجانب حزب الأمة والحزب الإتحادي باعتبار ان جذورها إسلامية .وقد رد علينا حزب الأمة كتابة حول نقاط الالتقاء والاختلاف ،وكذلك الشعبي والإخوان المسلمين ، وكافة التحفظات إجرائية.
    # وماهو موقف المؤتمر الوطني؟
    and الوطني ليس له موقف رسمي كمؤسسة ، ولكن بالتعامل يمكن أن نقرأ انه رافض ،ومن مجموع الحيثيات نستطيع القول انه غير قابل لنا ولرؤانا ، لكن بعض القيادات بصفة شخصية لهم موقف إيجابية تجاهنا.ونحن اجتهدنا لمقابلة الرئيس، وأبرز قيادات الحزب ،والزبير من الحركة الاسلامية ولكن حتى الآن لم نجد أي قبول.
    # لكن هؤلاء هم من بيدهم القرار حول قبول الإصلاح أو رفضه،وهم يرفضون حتى مجرد الجلوس معكم فمن أين يأتي الأمل في الاصلاح؟
    and حركة الإصلاح تضغط إلى أن تحدث تغيير ، لأن الحاكم لايحكم حكم مطلق بل يحكم في إطار موازنة ،وليس له قوة مطلقة لفعل كل شيئ وترك كل شيئ ، فإذا تراكمت عدد من الحيثيات التي لها أساس فقد تجعله يقتنع بالإصلاح أو يرضخ "مكرهاً أخاك لابطل" . وحتى الآن هناك مساحة ليتجهوا نحو خيار الاصلاح

    الجزء الثاني من الحوار.
    لايمكن ان نندمج في حزب مجموعة غازي .
    مطروح عندنا التحول لحزب سياسي.
    لهذا السبب أنا لا اكتب في صفحة السائحون .
    الصادق المهدي لم يطرح علينا تحالفه الجديد .
    مبدئياً ليس هناك مايمنع الانضمام لقوى المعارضة .
    عضويتنا ملتزمة بخيارات سائحون اكثر من خيارات احزابها .
    نحن لسنا مجرد "بندقجية" .
    نقبل بمن تأتي به الديمقراطية حتى لو كان علماني او يساري .
    إن أراد الشعب ان يكفر فليكفر .
    قبول التشريع الإلهي ليس إكراهاً .
    لماذا يغضب الاسلاميون إن فشلوا في اقناع الشعب بالخيار الاسلامي .
    مهمتنا ان ندعو ولسنا أوصياء على الناس .

    # الملاحظ بدء العلاقة بينكم وحزب الإصلاح الذي يتزعمه د.غازي بخلاف حول الإسم فهل من المنطقي بداية العلاقة بين مجموعتين تدعوان للإصلاح بخلاف بهذه السطحية ،رغم تنازلهم مؤخراً عن الإسم ؟
    andعلاقتنا بمجموعة الحراك الاصلاحي بدات منذ ان كانوا جزء من المؤتمر الوطني ، وناقشناهم باعتبار انهم يخدموا نفس خطنا في الإصلاح ونعتبرهم أقرب المجموعات إلينا ،وكنا حريصين ان تكون هناك علاقة حميمة بيننا وبينهم ، وان نتلافى أي أمر يقود للخلاف بيننا ، وحتى مسألة الخلاف حول الإسم كنا حريصين على الموازنة بين التمسك باسم الاصلاح والنهضة والمحافظة على علاقتنة بمجموعة الحراك الاصلاحي باعتبار ان الاسم جزء من ذاكرة السائحون وتاريخها ومن حقنا التمسك به،لذلك كنا حريصين في المنصة أن لانصرح تصريح تصريح رسمي بشأنها قبل مقابلة د.غازي واطلعناهم على الإشكالات التي يثيرها تمسكهم بالاسم ولم نكن نتحدث عن نزاع قانوني باعتبار اننا غير مسجلين ولكن تحدثنا معه من منطلقات اخلاقية ،وهو وعد بعد حوار طويل ان يعرض الأمر على مؤسسات مجموعته التي أجازت الإسم وهي التي تقدر الموقف.ونحن نشكرهم على استجابتهم بالتنازل عن الإسم .
    # أنت اكدت على انكم تلتقون مع الحزب الجديد في ذات خط الإصلاح وتتفقون معهم في الأهداف وربما الوسائل ،إذاً لماذا لاتصبح سائحون جزء من الحزب الجديد ؟
    and السائحون يمكن ان تدخل في تحالف مع الحزب الجديد وآخرون،ولكن لأنها ليست حزب فلايمكن ان تندمج في حزب آخر. السائحون تحالف يضم عدد من المنتمين لأحزاب مختلفة منهم شعبيون ووطنيون ، فإذا أنت دمجتها في الحزب الجديد تكون قد ألغيت خصيصتها الجوهرية بأنها تحالف بين مجموعات .وحتى إن رأينا أن هذا الخيار مبدءاً ليس به إشكال فإنه يحتاج الرجوع للقواعد ولتغيير صيغة السائحون
    # أين الإشكال في الرجوع للقواعد للتحول لحزب أو الإندماج في حزب إن كان هذا يحقق نفس الاهداف التي تتبنونها ؟
    and في وضعنا الحالي هذا الخيار غير مطروح ، لكن مستقبلاً جائز التحول لحزب ، او التحالف مع مجموعة غازي او غيرها من المجموعات أو تندمج في حزب.
    # انتم بصدد تطوير رؤيتكم السياسية هل مطروح فيها التحول لحزب ؟
    and وارد ان يفضي الحوار لتبني صيغة الحزب ، ولكن حتى الآن لم نناقش هذه النقطة بصورة رسمية ، نظرياً ليس هناك مايمنع التحول لحزب او التحالف مع مجموعة مشابهة لنا في الاهداف ،وحتى الآن نحن حريصون على علاقتنا بحزب الإصلاح ، او مجموعة د.الطيب زين العابدين والشعبي ،وحزب الأمة ،وللأمانة يظل الصادق المهدي من أكثر القيادات الذين تفاعلوا مع السائحون وتفهم طروحاتها وشكل لجنة مشتركة بيننا وبينهم .
    # ماهو الراجح والرأي الغالب داخل المجموعة البقاء كما انتم أم التحول لحزب سياسي؟
    and الخيارات مفتوحة ،و الآراء متباينة، في ناس يرون البقاء كحركة إصلاح وأخرون يطالبون بالتحول لحزب سياسي .الرأي الغالب هو ان نتواءم مع المرحلة المقبلة ونستصحب المتغيرات. وهذا متروك لخيارات القواعد،وأذا غلبت رأي أكون حجرت على خيارات اخرى ولكن صحيح قد يكون لي رأي شخصي ادافع عنه داخل المؤسسات
    # ماهو هذا الرأي الشخصي الي تدافع عنه؟
    and ـ يضحك ـ رأيي الشخصي دعه الآن ، انا كأمين عام الوحيد الذي يفترض ان لا اتكلم برأيي الشخصي ،لهذا انا الآن لا اكتب في صفحة السائحون في الفيس بوك
    # بذكر علاقتكم بحزب الأمة ، الصادق المهدي الآن عقب خلافاته مع تحالف المعارضة بصدد تشكيل جبهة معارضة جديدة تضم بعض المجموعات الاسلامية ،هل طرح عليكم المهدي خلال حواركم معه فكرة التحالف الجديد؟
    and لا لم يطرح علينا هذه الفكرة حتى الآن ، ربما لأنه بدأ لتوه في هذا الأمر وقد لايكون خطى خطوات فعلية للإتصال بالكيانات ،عموماً نحن في سائحون لم يتصل بنا حتى الآن ، لكن إن اتصل بنا فهذا يتوقف على مراجعتنا للوثائق الأساسية الخاصة بالتحالف ونقارن خياراته بخياراتنا المتفق عليها لنتخذ منها موقف ، لكن نحن ليس لدينا إشكال تجاه مبدأ التحالفات مع أي مجموعة تتفق مع اهدافنا
    #هل ينطبق هذا الامر أيضاً على تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض؟
    and لم تطرح علينا قوى الإجماع الوطني أي شيئ كهذا بصورة رسمية حتى الآن ،ومبدئياً ليس هناك مايمنع . ولم ندرس خيار كهذا ولم تتم دعوتنا الدخول في هذا التحالف
    # كيف توازنون بين انتماءات بعض قياداتكم لسائحون ولأحزابهم ، وشكل التناقض بين خيارات سائحون وتلك الأحزاب ، مثلاً خيار اسقاط النظام الذي يتبناه الشعبي وخيار الإصلاح الذي تتبنونه انتم؟
    and نحن نلزم عضويتنا بتقديرات السائحون ، نحن ليس لدينا إشكال في ان يحفظ عضويته في حزبه ،ولكن في التقديرات العامة التي نتخذ فيها قرارات فهو ملزم بقرارت السائحون ،عمليا لايمكن ان بعمل بتقديرين .وهناك احزاب قد تكون مرنة في عدم التضييق كثيراً على عضويتها فتبقى متروكة لخيارات الأحزاب تجاه عضويتها.ولكن حتى الآن الموجودين معانا لم تاتهم توجيهات مخالفة ،بل هم ناشطين في إطار خياراتنا.والتزامهم الأعلى بخيارات سائحون.عموما بطبيعة التحالفات يصعب خلق درجة مطلقة من التجانس
    # رغم تبنيكم للإصلاح لكن بالنظر لطبيعة تكوين سائحون فهي قائمة على نظرة استعلائية تجاه الآخر، ويظهر الإستعلاء في خطابات بعض عضويتكم في أنهم المجاهدون ومن حموا البلد وخاطروا بأرواحهم تبخيساً من ادوار غيرهم، هذا يحعلكم غير مؤهلين للإصلاح أصلاً؟
    and قد يكون من بادروا بالفكرة هم من السائحون الأساسية ،ولكن بعدها اتسعت واخذت الإسم ،وانا شخصياً لست عضواً في مجموعة السائحون القتالية صاحبة الإسم . ولذلك بعدها لتجاوز هذه النقطة خاطبنا الأحزاب كافة ،وفي اللقاءات الجامعة عندما أردنا الحديث عن معايير الانتماء لها، الناس اتفقوا على يدخل المجموعة كل إنسان مؤمن بالأهداف العامة المطروحة فدخلوا ناس قد لايكونا قاتلوا بالمعنى الخاص للمجاهد ولكن بالمعنى العام ،وناقشنا معنى المجاهد وقلنا ان القرآن لم يقل بأن المجاهد هو المقاتل ،فالقرآن قال الجهاد بالعلم والمال ،هناك عدد من الخيارات فانفتح المجال بعد ذلك
    # أنتم متهمون بأنكم مجرد"بندقجية" لاعلاقة لهم بالفكر والتنظير السياسي ،مايجعل أفكاركم غير ناضجة وغير قابلة للتطبيق العملي لذلك لم تحرزوا تقدماً نحو اهدافكم؟
    and السائحون هم مجموعات من المهندسين والاطباء وخريجي القانون وفيهم شعراء وأدباء ،حتى أيام العمليات العسكرية كان يكتب بعضهم شعر وادب وكانت حلقات الحوار والفكر مستمرة. ووثيقة السائحون الحالية كتبها مجموعة من اساتذة الجامعات ولجنة فكرية على رأسها د.محمد المجذوب وهو مفكر واستاذ جامعي وسائح في ذات الوقت ،فالقول بأن السائحون مجرد بندقجية غير صحيح .وهم حتى عندما ذهبوا العمليات كانوا طلاب جامعات في التخصصات المختلفة.علمياً إعطاءهم وصف واحد غير صحيح فهم شريحة مجتكعية فيهم الشخص العادي والمفكر والمتوسط.
    # هل تتعرضون بسبب حراك سائحون لمضايقات امنية من السلطات على مستوى إقامة مناشطكم وعلى مستوى أعمالكم الخاصة في كسب العيش أو غيرها؟
    and هناك مضايقات ولكن قد لا تكون بصورة عامة وكبيرة ، في مضايقات في كثير من المناشط التي نفاجأ باعتراضها من جهات في الدولة قد تكون الحزب الحاكم أو الأمن او غيره بمنع بعض القاعات التي نستأجرها من السماح لنا بإقامة المنشط المعلن ، وفض بعض المناشط في الولايات من قبل الاجهزة الأمنية.
    # ماتفسيركم لهذا الأمر؟
    and هذا يعني أن الدولة غير قابلة لتجربة السائحون ومتخوفة منها ،وفي ذات الوقت قد تعني هذه المراوحة أنها لاترغب الدخول في مصادمة مباشرة مع شريحة هي غير قابلة الدخول معها في صدام مباشر .لذلك تتراوح طرق التعامل بين التعسف احياناً والسماح أحياناً أخرى
    # هناك سؤال محوري ،أنتم جزء من تيار انقلب على الديمقراطية ومارس عسفاً وقمعاً كبيراً على خصومه ، فهل انتقلتم الآن إلى مرحلة إيمان حقيقي بالديمقراطية أم انكم مضطرون فقط للمواءمة مع الظرف التاريخي وتبني الديمقراطية باعتبارها التجارة الرابحة الآن؟
    and نحن لدينا قناعة نظرية مؤسسة ومؤكدة بأنه ليس من حق أي شخص أن يدير شأن البلاد بدون إرادة الشعب ،وانه لابد ان يأتي بالإختيار الطوعي وبالطريقة الديمقراطية ، لأن من يأتي به هذا الطريق الديمقراطي أياً كان إسلامي ،يساري ،علماني ، مسلم ، كافر ، نحن نقبل به
    # ولكن هناك بعض المجموعات الاسلامية تقول صراحة بأن الديمقراطية خروج عن الإسلام؟
    and نحن ننظر للديمقراطية باعتبارها إجراء أو طريقة في العمل السياسي ، وبما انها طريقة فإننا نتعامل معها ونقبلها كحكمة من حكم التجربة البشرية ،وحتى الآن البشر يعتبرونها أفضل صيغة ، ولكن صحيح قد تكون هناك انتقادات توجه للديمقراطية في (عظمها) ، ولكن هي أفضل الصيغ. بهذا الفهم نحن ليس لدينا قناعة بأنها كفر. بعض الناس يتحدثون عن خلفياتها الفلسفية ،لكن الفكرة عندما تنتقل من سياق لآخر لا تكون محكومة بالسياق الذي نشأت فيه
    # علة الرفض عند البعض ان الديمقراطية تعني حكم الشعب وانه يشرع لنفسه ، في حين ان نصوصاً تتحدث عن أن الحكم والتشريع لله ، أليس في الأمر تناقض؟
    and لكن التشريع الإلاهي ليس إكراهاً ، فمادام الدين تدخله بخيارك فهذا يعني ان الدين مجملاً بتشريعاته انت تقبله بخيارك (ومن شاء فليؤمن ومن شاء ان يكفر) وقوله تعالى ( قال ياقومي أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وانتم لها كارهون) ، إذاً إذا اختارت المجتمعات ان تكفر فهذا خيارها ولايستطيع أحد ان يمنعها، ولكن إذا اختارت الخضوع والتراضي للشرع تكون قد خضعت له لأنها اختارت ذلك وليس لأن هناك من قهرها ، فإذا اختار الشعب ان يخضع للشرع يكون هذا خياره دون قهر وإكراه ،وإذا رفض فهذا أيضاً خياره ونحن لانحاسبه في الدنيا يحاسبه الله تعالى في الآخرة .
    # ولكن ماهو تقييمكم لتشريع بعض الشعوب عبر برلماناتها ما يخالف ثوابت الدين القطعية برفضه الحدود مثلاً ،ألا يعتبر هذا خروج على الدين ؟
    and نتحدث عن الديمقراطية في إطار ترتيب الشأن الدنيوي ،لكن في الآخرة الحساب بدخول الجنة او النار هذا شأن آخر
    # السؤال قائم ، بعيداً عن ان الحساب في الآخرة وليس في الدنيا ، هل يمكن الحكم بأن التشريع بما يخالف الإسلام برفض الحدود الشرعية أو تحليل الربا وغيرها، هو خروج صريح عن الدين ؟
    and الإسلام نفسه يعطيك الخيار في الخروج عليه ،هذا الخيار وارد في الاسلام ، (ومن فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ، ومادام يعطيك الخيار ان تكفر فبالتالي يعطيك الخيار في التفاصيل الأقل من الكفر .فمن منظورنا نحن هذا ليس فيه إشكال
    # ألا يدفع هذا الجدل الإسلاميين للقول بأن الديمقراطية غير صالحة من منطلق الإيمان والتمسك بالإسلام؟
    and لماذا دائما نقول بأن الديمقراطية تعطي الشعب الحق في ان يكفر ،لماذا لانقول بأن الديمقراطية تعطي الشعب بأن يختار خياره ،وتبقى مسؤولية الإسلاميين في ان يقنعوا الشعب بالخيار الإسلامي ،فإذا هم فشلوا في إقناع الشعب بالخيار الإسلامي فلماذا يغضبون من أن الشعب اختار الكفر( مايختار على كيفه) .البعض يقول ان الشعب قد يختار الكفر ، وفي هذه الحالة نكون في مرحلة (دار ابن أبي الأرقم) وليس في مرحلة الدولة .وليس مهمتنا ان نكون اوصياء على الناس ،ونحن نؤمن بما قاله راشد القنوشي حينما قيل له" كيف ان اختار الشعب أن يكفر " فقال (فليكفر الشعب إن اختار الكفر فأنا مهمتي كداعية أن أبصره وأبين له)

    (الأهرام اليوم)
                  

12-15-2013, 03:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الله يكضب الشينة


    الله يكضب الشينة

    «عثمان ميرغني»





    12-15-2013 12:35 AM
    عثمان ميرغني

    مساء الأربعاء الماضي زرنا الدكتور حسن الترابي في منزله .. طبعاً جزء من عملنا قراءة المشهد السياسي عبر تحسس رأي اللاعبين الاساسيين في الساحة السياسية السودانية وبالتأكيد الترابي في صدارة هؤلاء اللاعبين..


    ورغم أننا أمضينا معه عدة ساعات تحدث خلالها بإسهاب في موضوعات شتى .. إلا أنني لا أخفي عليكم قلقي (الشديد) من عبارة رددها الترابي اكثر من ثلاث مرات متتابعة..
    سياسي بوزن وذكاء وفكر الترابي لا يرمي بالكلام على عواهنه.. هو يدرك -جداً- كل حرف يقوله..

    الذي أقلقني تعبير الترابي عن (قلقه الشديد) من القادم الآت.. الترابي قال ( إني أرى أشجاراً تتحرك..) او هكذا قال.. كرر هذه العبارة في سياق لغوي مختلف لكن بمضمون واحد يعبر عن خطر ماثل محدق بات يدق الباب بعنف.. وكان واضحاً في تقاسيم وجهه و(لغة الجسد) أنه فعلاً يعبر عن إحساس صادق بهواجس الخطر الذي بات قريباً..
    قراءة هذا القلق الترابي مصحوباً مع صمته (الصاخب!!!) هذه الأيام يعني إما أنه يرى تحت الرماد وميض نار.. أو أنه لايرى من الأصل رماد بل نذير نار ولهب مندلع.. وربما انفجار.


    بالتأكيد خبرة أكثر من خمسين عاماً في العمل السياسي منها حوالى (and#1633;and#1636;) عاماً في غياهب السجون.. من سجن بورتسودان في أقصى الشرق الى سجن (شالا) في أقصى الغرب.. مروراً بعشرات السجون في كوبر ومدني والأبيض وغيرها .. كل هذه الخبرة تصنع (مجسات) عالية الدقة في استشعار الزلازل والإحن والفتن ماظهر منها وما بطن..
    ما الذي يراه الترابي ولا نراه.؟؟


    حزب المؤتمر الشعبي وصف في إحدى إطلالاته الإعلامية التغييرات الوزارية والسيادية الأخيرة التي ازاحت الرعيل الأول من عتاة صناع (الإنقاذ) من مواقعهم الحصينة في الدولة والحزب بأنه (إنقلاب كامل الدسم)..وكأنى بالشعبي يريد أن يبث رسالة مفتوحة في عدة اتجاهات.. رسالة لمن يهمه الأمر فحواها ( كلنا في الهم.. شرق)..
    خطورة هذه الرسالة أنها ترفع (قرني الاستشعار) لمن يهمه الأمر.. إلى أقصى درجة!!


    من واقع ووقائع المشهد السياسي.. أحزاب المعارضة الأخرى ليست في وضع يمكنها بأكثر من نثر التصريحات في أثير الإعلام المجاني.. لكن هل هذه الأحزاب هي الأخرى تستشعر ما يشعر به الترابي؟؟؟


    الإجابة في تقديري لا ثم لا.. فأحزاب المعارضة الظاهرة على سطح الملعب السياسي لا تملك (المعلومات!!) فضلاً عن القدرات اللازمة لاستشعار الخطر الحقيقي.. وهي منشغلة بخلافاتها وهواجسها من بعضها البعض ..

    وهي مع كامل احترامي (خارج الشبكة)..


    هناك ترتيب ما.. لشئ ما.. لن يطول انتظاره..


    هذا أقصى ماهو متاح.. من الكلام المباح

    اليوم التالي


    -------------------------------

    ما هي الأسباب التي أدت البشير للتغيير و ما هي أبعاد التغيير؟


    ما هي الأسباب التي أدت البشير للتغيير و ما هي أبعاد التغيير؟






    12-15-2013 06:15 AM

    زين العابدين صالح عبد الرحمن

    إذا عجزت القوي السياسية الدعاية للتغيير أن تحدثه بشروطها, من الخطأ أن تقف أمام عجلة التغيير المتدحرجة بشروط غيرها, لأنها حتما سوف تغيير من المعادلة السياسية في الواقع, بل أيضا سوف تؤثر سلبا أو إيجابا في التحالفات القائمة, و التغيير الوزاري الذي أحدثه رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني, ليس تغييرا وزاريا عاديا,أنما هو تغيير سياسي طال الرموز التي كان يعتقد أنها تدير العملية السياسية في السلطة و الحزب الحاكم, و لا اعتقد هذه نهاية التغيير, أنما سوف تتبعه ردود فعل إيجابية أو سلبية علي حسب قراءة القوي السياسية و تحليلها لهذا التغيير. و إن تظاهرات سبتمبر التي خرجت فيها الجماهير الغاضة من رفع الدعم عن المحروقات, هي التي كان لها فضل في كل مجريات الأحداث الآن, و رغم إن التظاهرات لم تصل لمبتغاها, و لكنها أحدثت هزة عنيفة جدا داخل بناء السلطة المتراخي أصلا, حيث أدت لخروج مجموعة االإصلاح بقيادة غازي صلاح الدين, و كشفت كيف أحدثت صراعات مراكز القوة داخل الحزب الحاكم شروخا في قوائم البناء التنظيمي, مما عجل بعملية حسم هذه الصراعات, و خروج قيادات كان الاعتقاد أنها هي التي تقبض علي مفاصل العملية السياسية, و لكن إتضح العكس فكانت هي أهون من بيت العنكبوت, و للأسف ذهبت قراءات و تحليلات القوي السياسية و حتى نحن المحلليين السياسيين إلي اتجاه ردة فعل السلطة العنيفة تجاه التظاهرات, دون أن نتعمق أكثر في العوامل و المؤثرات التي دفعت السلطة لهذا العنف المفرط, حيث كان العنف المفرط يبين مدي الأزمة و الصراع و التفكك الذي يعانيه النظام, و أيضا الآن تتجه القوي السياسية و العديد من أقلام المحلليين إلا القليل في قراءة التغيير بسطحية الحدث و ليس سبر غوره, و محاولة السير بالأحداث لتغيير حقيقي يطال جوهر النظام القائمة لمصلحة التعددية السياسية.

    عندما كتبت مقالي السابق " من الذي يصدق قسم الرئيس" كتب إلي صديق قريب من صناع القرار رسالة في بريدي الالكتروني يقول فيها ( إن الرئيس كان صادقا في قسمه, و لأول مرة يجب أن تصدق إن الرئيس صادق في قسمه, و إن التغيير لن يقف علي عملية التغيير الوزاري, بل سيطال العديد من مؤسسات الدولة و السياسة, و التغيير ليس ولادة لحظة, أو أنه جاء نتيجة لردة فعل, أو خوف الرئيس من المحكمة الجنائية باعتبار أنه يريد أن يحصن نفسه, هذا حديث ساذج, و انطباع علي ما هو ظاهر فوق السطح, و أغلبية القيادات الإنقاذية إن كانت في قمة السلطة التنفيذية, أو في قمة الحزب فوجئت بأبعاد التغيير) أنتهت الرسالة. و علمت عندما تم النقاش بين السيد رئيس الجمهورية و نائبه الأول في القصر, عن عملية الإصلاح و التغيير, قال النائب الأول أنه يريد الاستقالة من المنصب التنفيذي لكي يتفرغ لبناء الحزب, و فهمها الرئيس إن الرجل يريد أن يهئ نفسه في أن يكون بديلا في الانتخابات القادمة عام 2015, و فاجأه الرئيس بأنه يريده علي رأسة البرلمان, لأنه يحتاج إلي إصلاح, و لكي يقود عملية الاتصال و الحوار مع القوي السياسية من أجل صناعة الدستور, تأكد للنائب الأول إن الرئيس يرغب في إبعاده عن دائرة إتخاذ القرار, فقال النائب الأول للرئيس أفضل أن أقدم استقالتي, و أترك لسيادتكم أن تبت في مسألة الإصلاح و التغيير بالكيفية التي تراها, وقعت مقولة النائب الأول للرئيس في جرح, و علي الفور قبلها الرئيس لأنها حسمت نصف المعركة. و غادر الأثنان القصر, ثم أرسل الرئيس للنائب الأول أن يأتي و يصلي معه المغرب, و كذلك أرسل إلي دكتور نافع و دكتور حاج أدم يوسف, عقب الصلاة أخبرهم الرئيس إن النائب الأول سوف يقدم إستقالته من منصبه كتعبير عن موافقته علي أن يكون التغيير غير عادي, و عليه رأيت أن تتبعا مسلكه, و تقدما استقالتيكما مثله الآن, و قد فاجأ الطلب كليهما, و لكن لم يكن هناك خيار أخر غير تقديم الاستقالات.

    هناك عددا من الأسئلة المهمة جدا لمعرفة أبعاد التغيير, و المشاركين فيه, و ما هي الجهة التي ساندت الرئيس و التي كانت وراء التغيير؟

    أولا – لماذا تخلص البشير من علي عثمان و دكتور نافع علي نافع, و ما هي القوة التي كان يستند عليها كل منهما؟

    ثانيا – لماذا جاء الرئيس البشير بالدكتور إبراهيم غندور كمساعد لرئيس الجمهورية و نائب للرئيس لشؤون الحزب؟

    ثالثا - ما هو موقف القوات المسلحة من الصراع الدائر, و أين تقف, و هل كانت وراء عملية التغيير و التخلص من القيادات القديمة؟

    رابعا – و ما هو موقف جهاز الأمن و المخابرات الذي كان يشكل سندا قويا للدكتور نافع علي نافع من عملية التغيير و أين يقف الآن؟
    خامسا – هل كان السيد الصادق المهدي و الدكتور الترابي و السيد الميرغني علي علم بعملية التغيير, و ما هو دورهم في المستقبل؟

    سادسا – هل لا يخاف البشير أن تخرج عليه قيادات الحركة الإسلامية و تضاف إلي المعارضة و يشكلا عليه ضغطا جماهيريا بهدف إسقاط النظام؟

    سابعا - لماذا شكل الإعلام الرسمي غيابا كاملا, و هل كان حسين خوجلي يخدم عملية التغير دون أن يدري؟

    1. كان الرئيس البشير يرصد تحركات كل من النائب الأول و اتصالاته, و يعرف القوة التي تسانده, و القيادات التي تدين له بالولاء داخل الحزب و أجهزة الدولة, و تصله التقارير يوميا علي تحركاتهم, و كان النائب الأول يعتمد علي ما باقي من الحركة الإسلامية, و بعض رموزها, و السيطر علي قطاع مالي من خلال وزارة النفط, و السيطرة علي القطاع الزراعي, و تحالفات مع بعض رجال الطرق الصوفية, و في ذات الوقت كان الدكتور نافع ينمي القوة التي تسانده, و كان يسعي في أية تغيير وزاري بإدخال عناصره القادمين من جهاز الأمن و المخابرات, و علاقته مع القوات من خارج القوات النظامية مثالا علاقته بموسي هلال, و بالفعل استطاع الدكتور نافع أن يحاصر النائب الأول و يشل قدرته في الحركة, إن كان في الحزب أو في الجهاز التنفيذي, و ساهم حتى في فشل المشروعات التي كان يشرف عليها النائب الأول مثل الخطط الاستراتيجية الزراعية و غيرها, ليظهره بمظهر العاجز في نجاح مشروعاته, و أخيرا ذهب الدكتور نافع و جاء بالجنجويد الذين هربوا من معارك مالي, و يقدر عددهم 6000 مقاتل, و تم تجنيدهم و تسليحهم لخوض الحرب بهم في جنوب كردفان, من أجل حسم الصراع المسلح هناك, ثم الانتقال بهم إلي دارفور, و قد اشتبكت هذه القوات بالفعل مع القوات المسلحة في عدد من المناطق, الأمر الذي خلق تزمرا داخل القوات المسلحة, و التي بدأ فيها يعلو الصوت الذي ينادي بقومية المؤسسة, و نزع السلاح من كل القوات في البلاد, و أيضا تزمر القوات المسلحة من الطريقة التي تمت في التصدي لمظاهرات سبتمبر,الأمر الذي جعل الرئيس يبادر بحسم كل الصراعات بسرعة, و أن ينتهي من مراكز القوة التي حوله, و عندما بادر علي عثمان بتقديم إستقالته, جعل أن تكون الاستقالة أيضا للدكتور نافع و الحاج أدم يوسف, أي بحجر واحد اصطاد ثلاثة عصافير و انتهي من مراكز القوة.

    2. في قمة صراع مراكز القوة داخل الحزب, كان الدكتور إبراهيم غندور يخالف المركزين و يقدم رؤي توفيقية أو رؤية ثالثة, تؤكد أنه بعيد من علمية الاستقطاب, و التي تجري داخل مؤسسات الحزب, و كان يؤكد دائما علي أن يتم التغيير بمنهج واضح و اهداف واضحة, و كان الرئيس يبحث إذا تمت عملية التغيير, و إزالة مراكز القوة, و أطاح بكل العناصر الإسلامية حوله, فمن هي الشخصية المدنية المقبولة و التي يقع علي عاتقها قيادة عملية الحوار بأفق أوسع, فكان أمامه فقط الدكتور إبراهيم غندور. و لاسيما إن الرئيس كان مستغرقا في التفكير إذا تخلص من العناصر الإسلامية لابد من البحث عن قوة إجتماعية فاعلة تناصره في عملية التغيير , خاصة إن القوي السياسية تشكك دائما في أية دعوة تخرج من المؤتمر الوطني للحوار, فكان الأقرب لذهن الرئيس الدكتور إبراهيم غندور بصلاته الواسعة مع القوي السياسية و خطابه المنضبط البعيد عن لغة الاستفزاز و التحدي, و يقال عندما خرج الدكتور نافع عقب اجتماع المكتب القيادي لعقد مؤتمر صحفي في الثانية صباحا, لكز الرئيس إبراهيم غندور أن يلحق به و يشترك معه في المؤتمر, الأمر الذي جعل الدكتور إبراهيم يصحح تصريحات دكتور نافع, و الذي لم يبق له غير أنه الأمين العام للأحزاب الأفريقية هي الصفة التي يتحدث بها الآن لكي يؤكد حضوره السياسي.

    3 – كما ذكرت سابقا إن التقارير التي بدأت تنقل للرئيس, تؤكد إن هناك انتقادات بدأت تظهر وسط ضباط القوات المسلحة, تنادي بوجوب قومية القوات, و أنهم غير راضين بدخول الجنجويد و غيرها من القوات, و قالوا هذه نفسها تعد من الأسباب التي أدت إلي اتساع دائرة الحروب و النزاعات المسلحة, حيث غاب دور و حكمة القوات المسلحة, التي من المفترض كان يجب أن تساعد علي وقف هذه الحروب, كما هناك أصوات أيضا بدأت تنادي في أن تحل مشاكل و نزاعات السودان الداخلية سياسيا, هذا النقد يؤكد إن القوات المسلحة بدأت تشعر إن الإتهامات التي تطالها, في أنها أصبحت قوات تابعة إلي حزب سياسي لا تبتعد عن الحقيقة, و قد أدت بالفعل إلي تدهور القوات المسلحة, و احجام الناس عن الانخراط فيها, و من هنا أصبح الضغط علي البشير من قبل القوات المسلحة, إلي جانب صراعات مراكز القوة في الحزب, و كل مجموعة تحاول أن تبني قواتها و تستقطب مناصريها من داخل المؤسسات قومية, و هذا هو التغيير الذي بدأ يحدث داخل القوات المسلحة, الأمر الذي جعل الرئيس البشير يعجل بعملية التغيير.

    4 – في جهاز الأمن و المخابرات ما يزال تأثير الدكتور نافع علي نافع قويا,و هناك عناصر قيادية تدين للرجل بالولاء, كما هناك أيضا عناصر داخل الجهاز كانت تدين أيضا للنائب الأول لرئيس الجمهورية السابق , هذا الاستقطاب الحاد الذي حدث داخل الجهاز قد طرح عدة تساؤلات, أولها هل التغيير في بنية الدولة و وفقا للتغيير المتصور هل سوف يؤدي إلي حل الجهاز كما حدث بعد الانتفاضة في إبريل عام 1985؟ الثاني هل سوف يكون الاتجاه لترميم الجهاز لكي يصبح مؤسسة قومية لا تناصر حزبا أو سلطة, و تضطلع بدورها القومي الذي ينص عليه الدستور, خاصة إن الجهاز لعب دورا سلبيا في قضايا الحريات و الديمقراطية, و التعذيب و القتل و النزاعات, و قد زالت رموز مراكز القوة بالتغيير بقي جوهر النظام دون تغيير حتى الآن, و استطاع الرئيس بلعبة ذكية جدا أن يبعد الدكتور نافع من دائرتين مهمتين الدائرة التنفيذية, حتى لا يكون لديه أية صفة بالاتصال بجهاز لأمن و المخابرات, و أيضا الصفة السياسية التي لا تجعله أحد القيادات المؤثرة في صناعة القرار, الأمر الذي سوف يجعل الجهاز بعيدا عن دائرة الاستقطاب, و بالتالي يتم تشكيل الجهاز علي الأسس التي تخدم أبعاد عملية التغيير, لآن الجهاز بوضعه الحالي لا يطمئن إن التغيير سوف يأخذ بعدا سياسيا جوهريا, و أيضا هناك داخل الجهاز عناصر وطنية قلبها علي الوطن, و هي بعيدة عن الصراعات و الاستقطاب السياسي, و هؤلاء مهنيين يرغبون و يتطلعون أن يكون الجهاز مؤسسة وطنية قومية لا تدين بالولاء لحزب أو شخصية, أنما ولاءهم للوطن و كيفية حمايته.

    5 – في اللقاء الأخير الذي تم بين الصادق المهدي و الرئيس البشير و الذي جاء بطلب من الرئيس البشير, و لعب السيدعبد الرحمن المهدي مساعد رئيس الجمهورية دورا مهما في هندسة اللقاء بين الرجلين, سأل الرئيس البشير الصادق عن تصوره لعملية الحوار الوطني و تصوره لعملية التغيير, انتهي اللقاء دون أية نتائج لآن البشير كان يريد فقط أن يسمع تصور السيد الصادق, و الذي أكد عقب اللقاء أنه كان لقاء مثمرا , كان السيد الصادق علي علم إن البشير سوف يخطو مثل هذه الخطوة, لذلك غير السيد الصادق إستراتيجية في التعامل مع المؤتمر الوطني, و كان يطلب المعارضة أن تلحق ببرنامج حزب الأمة لأنه هو الذي سوف يؤدي للتغيير, و رغم بيان حزب الأمة حول قضية التغيير الوزاري لكنه يعلم أبعاد التغيير, و سيلحق السيد الصادق بعجلته, و أصبحت عملية اللقاء غاب قوسين, و السيد الصادق يعلم إن إبعاد التغيير لم تكتمل بعد, و هناك قرارات سوف تصدر تطال العديد من المؤسسات في الدولة و المؤسسات السياسية, و هي تهدف لتهيئة المناخ للحوار الوطني, و أرسل البشير إشارات للدكتور الترابي الذي أكد أنه مع أداة تغيير سلمي, و أنهم يعارضون أية عمل مسلح و بالتالي سوف يقفون مع التغيير إذا كان بالفعل يهدف لعملية التحول الديمقراطي.و فيما يخص السيد الميرغني, كان هناك اعتقاد إن السيد الميرغني ينسق مع علي عثمان, و الآن أصبحت الخيرات محدودةأمام الرجل, و الانتقاد الموجه للسيد الميرغني, أنه يستهتر بالعمل السياسي تماما, فالرجل قبل المشاركة في السلطة, يعلم أن رئاسة الجمهورية هي مطبخ القرارات, و أدارة دولاب الدولة, و كل المخططات و المؤامرات تخرج من القصر الجمهوري, كيف يرشح شخصا ليس لديه دراية و معرفة بشؤون السياسة و معرفة جخابينها و مطباتها, و بالتالي يتعاملون معه بذات الأسس التي يتعامل بها.

    6 – عندما اعلن الرئيس البشير عقب التغيير الوزاري أنهم سوف يحاربون الفساد و المفسدين, و سوف يقدم أية شخص مهما كان موقعه للعدالة, كان الهدف منها رسالة لكل القيادات الإسلامية التي أبعدت, بأنه يمسك لكل واحد منهم وثائق تدينه و تقدمه للعدالة, كما إن الحركة الإسلامية تشققت و أصبحت حركات دقوا بينهم عطر منشمي, و اصبحت القيادات الإسلامية التي خرجت من السلطة تبحث عن الحماية, لما اغترفته أياديها التي تلوثت بكل الموبقات, و أصبحت الحركات الإسلامية خرج دائرة التأثير الجماهيري الذي يمكن أن يشكل خطورة علي النظام.

    7 – هناك البعض الذي يعتقد إن التغيير قد حدث بأتفاق بين جميع الأطراف, و هذا غعتقاد خاطئ الرئيس البشير عندما ذكر ذلك كان يطمئن بقايا الحركة الإسلامية, و أيضا تمسك بالبعض الذين لا يأثرون علي القرارات, و لكن إذا كان هناك توافق في عملية التغيير كان الإعلام الرسمي لعب دورا في طمئنت الناس و لكن العملية كلها مفاجأة حتى لمن كانوا يعتقدون هم صناع القرار, و في الوقت الذي منع الظفر عبد الباقي لمواصلة برنامجه في قناة أم درمان لإستضافته الدكتور غازي صلاح الدين, و جاء حسين خوجلي ليملاء ذلك الفراغ و يجذب قطاع واسع من الناس, طلب من جهاز الأمن و المخابرات أن لا يتعرضوا للرجل, لأنه في لك الوقت كانت رسائل حسين خوجلي خلقت نوع من الاضطراب داخل قطاع من قيادات حزب المؤتمر و الجهاز التنفيذي, و صرفت الأنظار في إتجاه أخر, حيث إن الإضطراب أدي لمنع تبادل الرأي و الحوار داخل مؤسسة الحزب الحاكم, إذا كان حسين خوجلي يعلم أو لا يعلم أنه خلق مناخا مريحا لنجاح عملية التغيير, و لكن يظل الإعلام الرسمي غائبا تماما و غير مدرك لإبعاد عملية التغيير, و هذا يؤكد إن عناصر الحركة الإسلامية في أجهزة الإعلام هي مغيبة تماما, أو غائبة عن تفاعلات الأحداث و مشكلتها الأساسية, هي لا تستطيع أن تقود لمبادرات وطنية, و هي دائما تحتاج لموجهات تقودها أو ترسم لها الخطوط العريضة, و هذا الذي فعله الدكتور إبراهيم غندور في ما طرحه في برنامج " مؤتمر إذاعي" لكي يرسم للإعلام الموجهات العامة لمستقبل العمل السياسي.

    إذن عملية التغيير الوزاري التي خرج فيها عناصر كانت تعتبر هي الركائز الأساسية للنظام السياسي, و خرجت منها أيضا القوي الاجتماعية أو السياسية التي كانت تشكل سندا للنظام, و أصبح النظام يبحث عن قوي إجتماعية تدعم النظام, و هنا تأتي عملية الاستفادة من التحولات السياسية أو إعادة إنتاج النظام لنفسه, بقواعد جديدة تدخل حلبة العمل السياسي, أو توجيه الأحداث تلك لكي تحدث تغييرا كامل الدسم كما يقول كمال عمر, بهدف قيام الدولة التعددية, أي التحول الديمقراطي الكامل, فيجب قرأة الواقع السياسي بعيدا عن المؤثرات العاطفية, و الذي يستفيد في النهاية هو الذي يستطيع قراءة الواقع قراءة صحيحة و الله الموفق.

    هناك تكملة للمقال حول موقف الدول الغربية من التحولات, و رؤيتهم للحل, و لماذا أبقي الرئيس البشير, مصطفي عثمان إسماعيل و علي كرتي في موقعيهما رغم إنهم من جزء من الحركة الإسلامية و أيضا هناك 6 وزراء ما يزال ولاءهم إلي الدكتور نافع علي نافع و رشحهم الدكتور نافع كلها سوف نجيب عليها في المقال القادم.
                  

12-15-2013, 03:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الإنقاذ" من المفاصلة إلى المفارقة .


    . بقلم: خالد التجاني النور




    السبت, 14 كانون1/ديسمبر 2013 10:51


    الآن وقد انقضت عِدة الدهشة التي عقدت ألسنة الجميع وغفل عن توقعها أساطين المحللين وحار أولو الألباب في تتبع مغازيها, دعونا ننصرف لتحليل ما وراء تجليات التطورات السياسية الراهنة ولقراءة فاحصة لمنطقها ودينامياتها الموضوعية كما تجري بالفعل, وليس كما يتمناها البعض, ومعلوم أن القدرة لبقاء أي نظام على قيد الحياة بغض النظر عن طبيعته هي في نهاية الأمر محصلة توازنات قوى الفاعلين في اللعبة السياسية داخلياً وخارجياً, وليس لأي سبب آخر.
    ومن الخفة بمكان أن يتفاعل المهتمون في الساحة السياسية السودانية بأطرافها المختلفة, أو بعضهم على الأقل, بقدر من الاستخفاف تهويناً من شأن التغييرات الجراحية العميقة البالغة الأهمية التي أجراها النظام الحاكم في تركيبته القيادية, ويصنفونها في باب تحصيل الحاصل, ويعفون أنفسهم من إمعان النظر في منطقها,ودلالاتها ودراسة تبعاتها وتداعياتها على مستقبل الأوضاع في البلاد.
    وما من شئ أطال عمر النظام الحالي حتى فاق في طول عهده الذي يشارف ربع القرن من الزمان غيره من الأنظمة التي مرت على البلاد في عهد الحكم الوطني, أكثر من التعامل باستخفاف مع مقدراته الذاتية في الصمود ممسكاً بركائز السلطة وسط أمواج متلاطمة, فمن الشهرين التي توقع خصومه المعارضين ألا يتعداها في دست الحكم ها هو يقترب من عامه الخامسة والعشرين, ونحن هنا نتعامل مع تحليل حقيقة سياسية واقعة ولسنا في هذه اللحظة في معرض محاكمته أخلاقياً بشأن السبل التي استخدمها لضمان استدامة حكمه فتلك قصة أخرى, والسؤال لماذا استطال عمر "الإنقاذ"؟, فالاكتفاء بلعن الظلام لن يبدده وإن استمر اللعن إلى الأبد, لكن إيقاد شمعة يكفي لفتح كوة وإنارة مساحة تزداد بإيقاد شمعات أخرى حتى يتبدد نهائياً.


    والحال هذه فإن النظام استفاد من استخفاف المعارضة بشأنه في الانصراف إلى بناء قوته الذاتية وتمكين نفسه في وقت لم تهتم هي الأخرى بتقوية وتطويرات قدراتها الذاتية لتكافئ قواه لتحدث التوازن المطلوب الذي يمكن أن يفضي إلى تغيير المعادلة السياسية, وبذلك فإن النظام اقتات على ضعف المعارضة بأطيافها كافة بأكثر مما حاولت هي ترجمة قناعتها بضعفه واستخفافها بقوته وقدراته في النهوض بنفسها.
    ومما لا يمكن إنكاره أن أحد الأسباب الرئيسية لاستطالة عمر الانقاذ قدرته الفائقة على التكيف مع المخاطر التي طالما هددت وجوده, وتمتعه بمرونة كبيرة في التجاوب مع استحقاقات الصراع من أجل البقاء, والاستعداد لدفع أثمان باهظة أحياناً في سبيل ضمان الاحتفاظ بقدرته على المناورة, ولذلك فإن "الإنقلابات داخل الإنقلاب" ظلت ممارسة حاضرة دائماً عند الضرورة في السيرة الإنقاذية.
    وهي على أية حال نوع من المرونة والقدرة على المناورة في أوقات الشدة, والتشكيلة الحكومية الجديدة بكل مفاجأته المذهلة التي أنهت حقبة كاملة في غمضة عين وانتباهتها ليست في الحقيقة سوى التجلي الأخير لذلك الافتراض, القدرة على تجديد مكامن القوة الذاتية عند اللزوم وهو وصفة أثبتت فعاليتها, فهي تشكل بلا شك نقطة تحول مهمة باتجاه مرحلة جديدة بالكامل في عمر السلطة الحاكمة نطلق عليها ما يمكن أن نصفه ب"النسخة الرابعة", أو الجيل الرابع للنظام الإنقاذي.
    كانت النسخة الأولى هي العشرية الأولى (1989 – 1999) التي ساد فيها إلى حد ما القيادة الجماعية للحركة الإسلامية, صاحبة الإنقلاب, بشقيها المدني والعسكري بزعامة الشيخ حسن الترابي, والتي انتهت بالمفاصلة الشهيرة بخروج الشيخ وشيعته من النظام على خلفية التنازع مع المكون العسكري للنظام بقيادة الرئيس عمر البشير متحالفاً مع بعض رموز الحركة الإسلامية المنشقين على شيخهم.
    ولم يكن انتهاء الحقبة الأولى نتيجة للصراع على السلطة بين الفريقين, الشيخ وشيعته من جهة والبشير والمستنصرين به من تلاميذ الشيخ الترابي الخارجين عليه من جهة أخرى, فحسب بل كانت خطوة ضرورية أيضاً للخروج من مأزق العزلة السياسية في الساحة الدولية على الرغم من سياسية التوجه شرقاً التي لم تكن كافية, ولتخفيف التخندق على صعيد الساحة الداخلية,وأتاحت تلك المفاصلة جواً من الانفراج وإن كان محدوداً مع الدخول في النسخة الثانية من الإنقاذ في العام 2000م, زاد من خلالها وتيرة التواصل السياسي مع الولايات المتحدة لا سيما التعامل في ملف الحرب على الإرهاب,


    وتخفف السودان بعض الشئ من آثار عزلته العربية على خلفية تبعات حرب الخليج الثانية, وانفتح على مؤسسات التمويل العربية وتطبعت علاقاتها مع مؤسسات التمويل الدولية, وجاء تدفق النفط وتصديره بما لم يكن في الحسبان من انفراج في النمو الاقتصادي.
    ولكن صيغة الجيل الثاني من الحكم الإنقاذي المنزوعة من رمزية الشيخ الترابي لم تكن وحدها كافية لضمان استدامة السلطة, الهدف الرئيسي للجماعة الحاكمة, وقد أتى التحدي من حسابات السياسة الداخلية وبالأخص توازن القوى مع متمردي الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان, الذي اعتبرته تقديرات حسابات النظام الداخلية الخطر الوحيد والرئيسي, بينما قللت من شأن المعارضة الشمالية لا سيما بعدما تضعضع التجمع الوطني الديمقراطي المعارض بخروج أحد أركانه بتوقيع حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي على اتفاقية جيبوتي التي تزامنت مع نهاية الحقبة الانقاذية الأولى وخروج الترابي, ولعل المهدي كان يقدر أن تلك هي السانحة المناسبة لوراثة دوره ومكانته في النظام, وعاد المهدي للخرطوم متردداً بشأن المشاركة في السلطة حتى انشق عليه طائفة من قيادات حزبه بزعامة السيد مبارك المهدي وانخرطت في أجهزة الحكم لحين. ولذلك أسقط النظام المعارضة الشمالية من حساباته بعدما أفلح في بعثرة صفوفها, ووضع عينه على حليفها الدكتور جون قرنق.
    كان تقدير الحكم الإنقاذي ان خطورة الحركة الشعبية بزعامة قرنق لا تأتي فقط من الصراع المسلح على الأرض في حرب سجال, ولكن من تأثيرات البعد الخارجي لتلك الحرب الأهلية التي استطالت وأصبحت مصدراً لقلق المجتمع الدولي لا سيما واشنطن, التي شرعت بالفعل في وصع خريطة طريقة لإنهاء الحرب, وهو ما من شأنه أن يعرقل جهود الخرطوم الساعية حينها بشدة لتطبيع علاقاتها الدولية وهي مهمة شبه مستحيلة في غياب حدوث تطبيع لعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. ومن هنا تحديداً دارت مفاوضات السلام الماراثونية بين الحكومة الانقاذية والحركة الشعبية برعاية دولية بقيادة ورقابة لصيقة من الإدارة الأمريكية ومبعوثيها المتلاحقين للسودان.


    كان واضحاً أن تلك المفاوضات بصدد وضع أسس لنظام سياسي جديد بالكامل في السودان جرى فيه "سلخ جلد النملة" من كثرة التفاصيل الدقيقة التي فصلت اتفاق مجاكوس الإطاري للتسوية وكان الرهان يقوم على إمكانية الحفاظ على سودان موحد وفق تدابير اتفاقية السلام الشامل, وهو ما يعني عملياً إنهاء حقبة الحكم الإنقاذي بتسوية تاريخية تقوم على تأسيس نظام ديمقراطي تعددي يضمن مخاطبة مظالم الجنوب وكل الأطراف المهمشة, ولكن ذلك لم يتم بدون أن يأخذ جون قرنق ضمانات قاسية حرص عليها بشدة لتفادي خيبة اتفاقية أديس أبابا التي جلبت سلام حقبة نميري في العام 1972, ولكن كانت تلك الضمانات هي كعب أخيل الاتفاقية المبشرة بالوحدة, فقد أخذت باليسار ما أعطته باليمين, حيث وضعت بوعي أو بمكر أيضاً بذور تقسيم السودان.


    وهكذا ولدت النسخة الثالثة للعهد الإنقاذي في العام 2005 بمشاركة خصمها اللدود الحركة الشعبية بزعامة قرنق لفترة انتقالية لست سنوات كان من المفترض أن تؤسس لنظام دستوري ديمقراطي يحقق تحولاً في اللعبة السياسية يوفر مشاركة الجميع على قدم المساواة لتكون الضمانة في نهايته باستفتاء يؤكد على وحدة البلاد ولكن تلك الترتيبات الدقيقة في بروتوكولات اتفاقية السلام ذهبت أدراج الرياح بسبب الصراع المبكر في معسكري المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على حد سواء, وفاقم من أواره الرحيل المفاجئ للزعيم قرنق ليختل مقود القيادة في أيدي شريكه في هندسة التسوية الأستاذعلي عثمان محمد طه.


    لسنا هنا في معرض تقييم اتفاقية السلام, ولكن للإشارة إلى أن الصراع الداخلي الذي أطلقته لا سيما في معسكر المؤتمر الوطني ذو صلة وثيقة بالتطورات الدرامية المدهشة التي شهدتها الخرطوم هذا الأسبوع بمغادرة طه التي كانت بمثابة حجر الدومينو الركيزة الذي أدى تهاويه إلىتداعي الحجارة التي تليه كافة. ليس سراً أن صعود نجم طه إبان فترة المفاوضات ولمعان زعامته في أروقة السياسة الدولية, أثار قلق وريبة الكثيرين في الخرطوم وخشيتهم على مستقبلهم السياسي في ظل نظام جديد يُفترض أن تؤسس له تسوية نيفاشا, ولذلك بدأت الحرب مبكراً على الاتفافية التي اعتبرها الرئيس البشير نفسه أعظم إنجازات حكمه وعدها بمثابة الاستقلال الثاني للسودان, من داخل كواليس المنظومة الحاكمة واختلطت فيها الأجندة الشخصية المتنافسة مععرابها وطاقمه, مع حقيقة أن اتفاقية السلام كانت بمثابة الفرصة الحقيقية المتاحة لصناعة قواعد لعبة سياسية جديدة والتأسيس لنظام ديمقراطي يحقق الأمن والاستقرار والوحدة.
    وفي خضم تلك المعركة الداخلية المستمرة الصامتة أحياناً والصاخبة في أوقات كثيرة, والتي عاجلتها حرب دارفور لتزيد الطين بلة,


    وجاءت أزمة المحكمة الجنائية الدولية التي طالت الرئيس لتزيد من الأوضاع في كابينة القيادة الإنقاذية تعقيداً, تحولت الفترة الانتقالية إلى ساحة صراع مستديم بين الشريكين, وفي داخل أروقة الطرفين, لتغفل عن مهمتها الأساسية ليصحو السودانيين على الحقيقة المرة بنهايتها بتقسيم البلاد.
    ولم يتم ذلك بدون تبعات فادحة وتداعيات خطيرة سياسياً واقتصادياً وأمنياً ولم يكن ممكناً أن تمر بدون دفع ثمن باهظ للأخطاء القاتلة والغفلة الكاملة وسط الصراعات الداخلية اللاهية عن عواقب تفتيت وحدة البلاد دون تحسب لها, وهكذا توالدت الأزمات المستفحلة منذ فصل الجنوب حتى أضحت الحكومة على شفير الإفلاس, وبلغت معاناة المواطنين حداً غير مسبوق من العنت والرهق مع انعدام أية أفاق لرؤية سياسية للخروج من عنق الزجاجة, وانفجرت هبة سبتمبر لتزعزع مسلمات استقرار قبضة السلطة, صحيح أنها أحكمت السيطرة أمنياً على المشهد وأحاطت به ومنعته من التفاقم ولكن ذلك لم يكن كافياً ليمنع كرة الثلج المتدحجرة في داخله من أن تزداد حجماً, لقد كانت زلزلاً بمعنى الكلمة وما كان له ان يمر بلا توابع.


    ومن رحم هذه التفاعلات المتداعية بداية من التنكر لاستحقاقات عملية السلام الفعلية لتأسيس نظام ديمقراطي تعددي والانشغال بتصفية الخلافات الداخلية في الحزب الحاكم, وتقسيم البلاد الذي لم يكن ممكناً تفاديه بلا تدابير متحسبة ومحسوبة, ثم العجز عن استدراك ذلك كله بإعاد ترتيب البيت من الداخل بعد لعق جراح التقسيم, وفشل محاولة إطلاق "الجمهورية الثانية" التي دعا لها طه عقب الانفصال, وإزدياد حدة الصراع الداخلي في الحزب الحاكم على خلفية إعلان الرئيس البشير عدم ترشحه مجدداً, والأهم من ذلك كله أيضاً ترهل أجهزة الحكم وضعف أداءها, وتوزعها جزراً معزولة, وتعدد مراكز القوى داخلها, أسهم ذلك كله في وضع مستقبل النظام على المحك.


    ولئن جاءت مفاصلة العام 1999 صراعية حادة في لحظة مفصلية من عمر الانقاذ, جاءت مفارقة العام 2013 انسحابية ناعمة أيضاً في لحظة مفصلية من العصر الإنقاذي, وجاءت كلاهما تحمل ملامح بطلها فالترابي المصادم بطبعه أرادها مواجهة ساخنة قصد بها أن يضع حداً بين رهانه الخاسر على تحقيق مشروعه بانقلاب عسكري مفضلاً قطيعة علانية مع رموز النسخة الإنقاذية الأولى. ليعيد تقديم أوراقه للتاريخ مفكراً ومجدداً من جديد من منصة المناهض للديكتاتورية والداعي للحرية.
    وجاءت مفارقة العام 2013 تحمل توقيع بطلها الأستاذ علي عثمان الشخصية السياسية الهادئة التي تفضل التحرك بحسابات دقيقة, على نحو انسحابي ناعم بفقه "إمساك معروف أو تسريح بإحسان", من الواضح أن حسابات طه انتهت به إلى إدراك أن سفينة النسخة الثالثة من الإنقاذ لم يعد بوسعها الإبحار أكثر في أعماق أمواج متلاطمة بحمولات إفرازات عملية السلام التي كان لها في بادئ امرها ككل نصر الكثير من الآباء, ولكن للمفارقة فإن الذين قعدوا بها أن تصل إلى مبتغاها تسللوا لوذا حين أضحت هزيمة لوحدة البلاد وكلفتها تبعاتها شططاً ليشيروا إليه باعتباره الأب الوحيد لعملية السلام المقبورة, وأصبح مطالباً ان يدفع دون غيره أوزار مرحلة بكاملها شاركوا فيها جميعاً, ويبدو وهذا هو الأدهى أنه بات مطالباً وحده بالمغادرة إلى موقع آخر قيل أنه البرلمان حسبما سربت إحدى الصحف قبل بضعة أشهر.



    ولأنه رجل سياسة أدرك ان آوان الرحيل قد حان وأن التنحي سيكون قراره السليم في الوقت المناسب, ولكن بالطبع لن يرحله وحده بل يرحل معه جميع رجال المرحلة في سفينة الانقاذ في نسختها الثالثة, وهكذا كما أعلن الرئيس عمر البشير عشية مغادرة طه كان هو مهندس عملية التغيير شبه الكاملة لأبرز رموز المرحلة من المدنيين, وهي خريطة طريقة لقيت ارتياحاً كبيراً في الكابينة العسكرية تخلصهم من كل حمولات الفرقاء المدنيين المتنازعين دفعة واحدة, وتفتح الطريق أمام الجيل الرابع في النسخة التالية من الإنقاذ لتحاول اختيار مسار جديد, وما كان من سبيل إلا أن يبقى رموز الجناح العسكري المؤسس للنظام الإنقاذي الذين رافقوا كل نسخها الماضية, فعلى يد العسكريين بدأ الإسلاميون مغامرتهم في السلطة, وبين أيدي العسكريين أيضاً يترك رمزهم مستقبل ما تبقى من الحركة الإسلامية وما بقي من البلاد.
    فإلى أين ستتجه لترسو سفينة الجيل الإنقاذي الرابع؟
                  

12-16-2013, 04:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    ما بين نُظم الشيخ ومؤسسية طه .. يكون التباكي ونسج الأشواق !!. كمال عبد اللطيف أقام مأتما وعويلا.. وطه مارس الدور نفسه ولكن بطريقتة.


    ما بين نُظم الشيخ ومؤسسية طه .. يكون التباكي ونسج الأشواق !!. كمال عبد اللطيف أقام مأتما وعويلا.. وطه مارس الدور نفسه ولكن بطريقتة.






    12-16-2013 05:05 AM
    عماد البليك

    الحوار الذي أجراه أحمد البلال الطيب مع النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه، يثير الكثير من الاستفهامات بقدر ما يفتح الكثير من الأجابات أيضا. وقبل الخوض في ذلك يجب التذكير بأن هذه اللقاء تم بعد تصريحات المساعد الجديد للرئيس البشير، أي الدكتور غندور.. وقد يُظن أن تصريحات الطرفين مبرمج لهما من حيث أن الأول ركز على الانفتاح على المعارضة في حين ركز الثاني على الانفتاح الداخلي فيما اسماه طه "مؤسسية الحزب". ويمكن أن يفهم أن كلا الحديثين يصبان في هدف واحد هو إعادة رسم صورة المؤتمر الوطني ليس استعدادا للانتخابات المقبلة كما يخال، إنما لهدف البقاء إلى آخر فرصة يمكن أن يسنح بها التاريخ أو كما عبر نافع على نافع "إلى أن يصفر عزرائيل"..

    تاريخ الإسلاميين في حد ذاته فيه كثير من الالتواء والخدع المثيرة.. كما حدث في التدليس الأعظم ساعة كان انقلاب 1989 الذي كان الترابي قد موّه فيه ومن ثم كان البعض يظن أن ما تم مفاصلة كبرى نهاية القرن العشرين ما هو إلا حالة تمويه جديدة، لكن الزمن كشف أنه فصام حقيقي بين الشيخ والتلامذة..

    وها هو التلميذ يشرب الكأس نفسها ولكن بطريقة مختلفة.. يكون فيها قادرا على الهذيان والقول ومظنة البقاء في المركز نفسه الذي كان يتمتع به من خلال حالة التصريح الذي دخل فيها. فطه في ذلك الحوار يبدو كما لو أنه غير قادر على الابتسام إلا بصعوبة.. كما أن الشذوذ الكبير ما بين لون البنطال والجاكت يكشف عن غياب الانتظام الذهني الذي انعكس في تحريك الأيادي المستمر ومحاولة طلب الصفح والعفو من الشعب على شاكلة ما فعل الوزير كمال عبد اللطيف في الفيديو ذائع الانتشار.

    لقد كان أحمد البلال جرئيا كما لم يعهد في هذا الحوار.. والسبب أنه أملي عليه لكي يترك للرجل حرية البوح والقول. ففي بعض الأحيان يكون الحل في أن تترك الطرف الآخر يتكلم ويتكلم.. لأن ما وراء ذلك السؤال الكبير، حول خروج طه الذي يزعم البشير إنه بإرادة من صاحبه، ويزعم الصاحب أنه جاء بدواعي المؤسسية فـ "التغيير ليس قرارا شخصيا".. ما يشير إلى مقصد طه أن الخيار العام يعلو على الشخصي.. والعام هنا كلمة مضللة يراد بها من يقررون في الحزب الذي "كان".

    ومن الواضح أن حديث طه كان مراوحة للتباكي ونسج الأشواق على ما مضى وما سيكون.. فالرجل يأسف أن حلمه بـ "الجمهورية الثانية" التي أكد أنه روّج لها كثيرا لكن فكرته لم تلق الصدى.. ما بعد انفصال الجنوب.. يقوم أيضا بالترويج للمستقبل.. صحيح إنه يستبعد ترشحه للرئاسة كإحدى تكتيكات الإبعاد.. لكنه لا ينفي الرغبة لأنه يحتفظ بخيار المؤسسية التي كان الترابي في السابق يسميها "النُظم".. تلك النظم التي أطاحت به..

    نعود للمراجعات من جديد لنكتشف أن طموح طه في مقارنة طموح الترابي.. يشتغلان بطريقة مختلفة ذات منبع واحد.. فالترابي ولثقته المفرطة بالذات وأنه المؤسس والراهب الأكبر ظن أن هجرته سوف تضمن خروج التلامذة والرعاع إلى جواره لأن الحركة لن تكون دونه، ليعود سيد الدولة بعد حين.. وقد خاب ظنه.. فقد نسي الرجل أو غفل عن كيف أصبح شأن الدنيا "وتجارة لن تبور" هو الذي يحرك الفعل الحياتي للرهبان المتأسلمين..

    أما طه فهو يثق بنفسه أيضا لكن يستفيد من تجربة "الشيخ" ويحاول أن يعيد البناء من خلال موقف "اللجوء السياسي" و"التبعيد" الذي وجد نفسه فيه.. حتى أنه بات يهجس بأنه هو الذي قرر واختار وشارك وفعل وسيفعل.. في صيغ من الأحكام والقرارات التي يعجز أحيانا عن تفسير الإجابات أو الدلالات أو المعاني لها.. فساعة يكون الحديث عن التغيير بوصفه دالة للشباب.. يعجز عن إيجاد المتطابقة الصحيحة لحل معادلة خروج كمال عبد اللطيف في مقابل بقاء عبد الرحيم محمد حسين "الذي سيدخل التاريخ" – بوصف طه – أو ذهاب الجاز.. الخ..

    وليس المهم هو الاسماء أو الإحلال والإبدال.. لكن أن مصدر القرار الحقيقي الذي هو المؤسسة العسكرية داخل الحقل المتأسلم، بات هو الذي يحرك المؤسسية التي يتحرك باسمها طه.. كذلك فإن أي محاولة لإعادة تجريب النرد تستدعي من الأذكياء التغريد داخل السرب وبلغة ناعمة.. لكن كل هذا لا يعني أن ذلك يتم وفق وفاق بين "الأخوان" أو أن ما حدث تم بناء على روح جمعية.. بل أن سلطوية عالية مورست وهو شأن "النظم" التي طالما أسس لها الترابي و"المؤسسية" التي يراها طه.. أو يتخيلها.. فالحزب الذي أمامنا أو "كان" يقوم على هذا الفعل الديكتاتوري الذي تتحكم فيه مجموعة صغيرة جدا باتخاذ وإملاء القرار وتحريك البقية.. ومن يقع خارج الدائرة لن يكون مستأمنا أبدا.. لأن الهرم لا يسمح بذلك ولأن مساحته تضيق إلى أعلى.. إنها دائرة صغيرة ومغلقة من المصالح التي يهمها أن تبقى لأطول مدى.. ومن يسقط من عنق الهرم المقلوب لا يمكنه العودة بسهولة.. لأن الريح سوق تقذف به إلى الهواء.. كذلك فإن البراغماتية الوقيتة التي تقرر ما سيكون..

    لقد ظل طه يتحدث كما لو أنه ما زال حاضرا في مصدر القرار، أو أنه يتحدث بإضغاث النائب الأول "الذي كان".. ما يفسر أمر واحد أن الرجل يطرح نفسه بوصفه العرّاب الجديد خارج المؤسسية في شكلها السلطوي.. أي الحكومة أو السلطة المرجعية العليا المتبدية أمام الجمهور – الشعب بلغة نافع.. فعنده الحكومة لاعب في مقابل متفرج هو الشعب -.. وهو ذات الفعل الترابي في أيام الإنقاذ الأولى.. حيث كان الترابي يقرر ويقول والبقية ينفذون.. ولكن السؤال هل سيتركونه يمضي في هذا الموقف التمثيلي حتى لو كان لغرض التفريغ النفسي لأمر جلل على النفس أم سوف يسكتونه ولو بعد حين...

    إذا كان كمال عبد اللطيف صرخ على الهواء وأقام مأتما وعويلا.. فإن طه هو الآخر مارس الدور نفسه ولكن بطريقة أخرى أكثر اتزانا تليق بشخصه وخبرته السياسية الطويلة..



    ----------------------------
    مع البروفسير الطيب زين العابدين في إفادات ساخنة: «1 ــ 2»


    التفاصيلنشر بتاريخ الإثنين, 09 كانون1/ديسمبر 2013 09:32
    حوار: فتحية موسى السيد

    قلل المحلل السياسي البروفسير الطيب زين العابدين من أهمية التشكيل الوزاري المرتقب وما صاحبه من تأخير وتردُّد عبر المداولات غير المحسمومة داخل أروقة المؤتمر الوطني حتى الآن مما خلق نوعًا من الململة على الصعيد الخاص والعام معًا بحسب رأي زين العابدين، لكونه يحتاج إلى «وزنة» جديدة، وحمَّل المؤتمر الوطني مسؤولية فصل الجنوب عن الشمال وفقًا «لنيفاشا»، مرورًا بالأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على السودان، واتهم الوطني بتبديد أموال وثروات الشعب السوداني في بناء الأبراج الزجاجية لوزارة الدفاع وغيرها، وأماط اللثام عن عدم تسجيل الحركة الإسلامية لدى الشؤون الدينية أو مجلس شؤون الأحزاب، وقال إن الحركة مستأنسة فرضت نفسها بالقوة وليس لها أي واقع قانوني أو نشاط اجتماعي، موضحًا أن الحركة الوطنية للتغيير التي يقودها هي حركة إسلامية إصلاحية تحاول إصلاح ما أفسده النظام الحاكم.. إفادات عديدة أدلى بها زين العابدين من خلال المقابلة الساخنة التي أجرتها معه «الإنتباهة» فمعًا إلى أهم ما ورد فيها:

    > أولاً ما هي القراءة التحليلية لملامح التشكيل الوزاري الوشيك؟


    < من واقع قراءتي لمؤشرات معينة لها تأثير على التغيير المرتقب في تقديري قد تأخر كثيرًا، هذا التأخير إنما يدل على وجود تردد ومداولات غير محسومة بداخل أروقة المؤتمر الوطني حول شخصيات معينة من يبقى، ومن سيغادر من الوطني أو الأحزاب المتحالفة معهم، وهناك أحزاب أخرى جرت معهم مفاوضات عديدة لقبول المشاركة كحزب الأمة على سبيل المثال أفضى في نهاية المطاف لعدم قبول المشاركة لحين استجابة الوطني لمطالبهم، المدى الطويل الذي استغرقته مسألة التشكيل حتمًا سيؤثر على التغيير، وكلما تأخر الوقت يأتي التغيير أقل مما كان متوقعًا في البداية لأن الأمر يحتاج «لوزنة جديدة»، من المؤثرات الأخرى إعلان الرئيس البشير عدم ترشُّحه مجددًا، وحقيقة وثائق ودساتير المؤتمر الوطني تشير إلى ذلك، لكن للوطني دساتير خاصة بهم تخول لهم فعل أي شيء، عمومًا هذا التأخير خلق نوعًا من الململة داخل الوطني نفسه، والتغيير سيكون هامشيًا ومحدودًا جدًا وفي تقديري لا يرضى أي جهة من الجهات، فالحل الوحيد هو عمل حكومة وفاق وطني لا ترتبط بالبرلمان، المؤتمر الوطني عندما يأتي بأصوات 60% معناه حسم الأمر.
    > إلى أي مدى تلتمس صدق نوايا الرئيس في عدم ترشُّحه مجددًا؟
    < هناك مؤشرات لوجود أشخاص داخل الحزب تُصر على بقاء الرئيس
    > «مقاطعة»: هل تقصد هناك جماعة ضغط ليس في مصلحتهم مغادرة الرئيس؟
    < في تقديري، بالرغم من إعلان الرئيس عدم البقاء، هذا الأمر في النهاية متروك أمام الحزب، والافتراض يظل قائمًا من يأتي بدل الرئيس: علي عثمان أم أحمد الطاهر أو سين من كان أي شخصية مطروحة للترشيح قابلة للرفض أو القبول، لذلك الرؤية الكلية للأغلبية هي بقاء الرئيس وعدم مغادرته.
    > عفوًا لكن معلوم أن لأجهزة الحزب أيضًا رأيًا وقرارًا بهذا الصدد؟
    < بما أن الأمر والخيار متروك له وبين يديه، ولو هناك جدية فعلية أعتقد بيديه حسم هذه المسألة وليس لأجهزة الحزب الحق في فرض قرار لا يريده، وليس كما ذكر الرئيس أن القرار بأيدي أجهزة الحزب، هذا يعني أنه إذا تم الإصرار عليه فسيبقى ولا مانع من البقاء، هذا الجدل أوجد نوعًا من الململة أيضًا ويحتاج إلى تغيير واسع وجذري على مستوى القمة خاصة القابعين «24» دون ذكر أسماء وليس نقل وزير أو وزير دولة من مكان إلى آخر، فلا بد من التغيير وإفساح المجال لوجوه جديدة لكثرة المشكلات في السودان التوقعات أصبحت كثيرة وضاق الناس ذرعًا بما يدور...
    > هل توصيات اللجنة التي جاءت واضحة أي اعتبار من حيث القرارات؟


    < اللجنة كُونت من داخل الوطني طُلب منها إعداد مذكرة إصلاح للمؤتمر الوطني نفسه من الداخل، تم تكليفهم بصفة رسمية، وكانت قراراتها واضحة، أول نقطة فيها هي إعلان الرئيس بصورة واضحة وحاسمة عدم ترشُّحه مرة أُخرى كتوصية أولى، في نهاية الأمر تم وصفهم بالمتفلتين وخرجوا من أُطر الحزب وهم جماعة د. غازي، هناك استعداد لقبول ذهاب الرئيس داخل قواعد الوطني مما خلق مؤشرات متضاربة حول من يريد بقاء الرئيس أو مغادرته.
    > لكن البعض يرى أن استمرار بقاء المؤتمر الوطني طيلة هذه الفترة سببه شخصية الرئيس البشير لما يتمتع به من كاريزما؟


    < أنا لي رأي آخر خلاف ما يُقال، وليس هناك استفتاء من الشعب السوداني حتى نقول ذلك، أولاً حدثت العديد من الأخطاء الفادحة، على سبيل المثال عقد وتطبيق اتفاقية نيفاشا والناتج الانفصال وفقد ربع من أرض السودان وفقد موارد ضخمة بسبب ذلك، إضافة إلى أن الدخول في صراع مع جنوب السودان على مياه النيل، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يعاني تبعاتها الآن الشعب السوداني، دخل البترول من بداية التصدير عام «99» إلى عام «2011» دخل الحكومة المركزية في الشمال من البترول عبارة عن «60» مليار دولار، أين ذهبت هذه المليارات وفيم أُنفقت؟ بل تراجع وتناقص الإنتاج الزراعي والقطاعات الإنتاجية كالصناعة تناقصت لم يكن هناك أي دعم لموارد جديدة لكي يستفيد منها السودان، لا ندري فيم أُنفقت «60» مليارًا، لا في الصحة ولا في التعليم، إذًا فأين؟ كل ما نعلمه هو الأبراج الزجاجية لوزارة الدفاع وغيرها من الأجهزة، والآن عندما ذهبت عائدات بترول الجنوب أصبحت الحكومة في ورطة كبيرة جدًا مما اضطرها لفرض ضرائب مبالغ فيها ضغطت على الشعب المغلوب على أمره أكثر من اللزوم..
    > بروف الطيب.. في سياق تحليلي كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين السودان والسعودية من خلال مجريات الأحداث الأخيرة بين البلدين؟


    < العلاقة تمر ببعض المنعطفات بين البلدين سيما بعد ملابسات عدم السماح للرئيس البشير بالعبور من أراضيها بسبب علاقة السودان مع إيران التي تعتبرها السعودية العدو اللدود بالنسبة لها، والسودان ماضٍ فى علاقته بإيران.
    > إذًا كيف تنظر إلى مستقبل العلاقة مع الجنوب من خلال الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين؟
    < العلاقة بين الشمال والجنوب تشوبها بعض الإخفاقات من ضمنها الاتفاقية الشهيرة « نافع ــ عقار» هذه الاتفاقية لو تم تنفيذ بنودها لما وصل بنا الحال في حين قرار مجلس الأمن الأخير «2046» ينص على التفاوض مع الحركة الشعبية بناءً على اتفاق «نافع ــ عقار» لحل أزمات البلدين.. فمسؤولة فشل تلك الاتفاقية تقع على عاتق الحكومة، إضافة إلى اتفاقيات عديدة رهنها الرئيس بالترتيبات الأمنية لذلك فشلت، والدليل على ذلك الفشل أن الحركة الشعبية فازت على المؤتمر الوطني بجنوب كردفان، مالك عقار أيضًا فاز في النيل الأزرق، وأي سياسي يتم قياسه بنجاحه وحجم الإنجاز، إذا فأين الإنجاز طيلة «24» عامًا الماضية؟.. فالتعليم متدهور والقبول بالجامعات أصبح بالقروش بدلاً من النتائج.. هجرة أساتذة الجامعات.. كل الإخفاقات حدثت في عهد الإنقاذ.. الخدمة المدنية.. الخطوط الجوية.. السكة حديد في انهيار تام.. برأيي ليس هناك أي إنجاز ملموس يُحسب لهذه الحكومة.


    إن كان الوضع كما ذكرت فلماذا لا يخرج المواطن للشارع علمًا بأنه عُرف بأنه شعب ثائر؟
    < الشعب جرب الخروج للشارع، والاحتجاجات الأخيرة الناتجة عن رفع الدعم عن المحروقات خير دليل لكن الحكومة مُصرة على مُواجهة أي احتجاج أو خروج للشارع بالقوة وحدثت محاولة انقلاب وهم الذين كانوا يؤيدون الإنقاذ منذ البداية تأييدًا عقائديًا وليس سياسيًا فقط.
    > هل تعتقد أن الفشل المصاحب لتجربة الربيع العربي أسهم في خنوع واستسلام الشعب إلى هذا الحد؟


    < لا أعتقد ذلك، فالسودانيون لا يقيسون أنفسهم بالربيع العربي، نحن في السودان في عامي «64 و85» قمنا بربيع سوداني دون التفكير في العواقب أو النتائج، لكن احتجاجات الشباب الأخيرة ربما تكون متأثرة إلى حد ما بالربيع العربي، والمعروف عن أي بلد وجد فيه ثورات يحدث اضطراب وفوضى، وأكتوبر لما قامت حدثت فوضى، وينبغي للجيش حسم أي فوضى لكن حدث العكس، الجيش انحاز للشعب السوداني.
    > بم تحلل بروز الحراك الإصلاحي من داخل أروقة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية؟ وهل هناك تضييق على الإصلاح خاصة بعد فصل د. غازي وجماعته؟


    < في اعتقادى مظاهر فشل الحكومة أصبحت واضحة جدًا للجميع وحتى للمؤتمر الوطني نفسه، الوطني كحزب له قاعدة إسلامية ملتزمة، صحيح هناك غالبية داخل الوطني غير إسلاميين لكن القاعدة الداخلية للحزب والقيادات بنسبة 80%» إسلاميون اتصفوا بالوعي والخبرة الطويلة وأخلاق وبإمكانهم قلب وتحويل السودان إلى آخر لكن العكس لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، أداء حكومة الإنقاذ هو الأضعف من أي حكومة سابقة لذلك حصل تململ داخل الحزب وإيجاد طريقة مُثلى للإصلاح نجد البعض ما هو خائف على منصبه ولا يستطيع المُجاهرة به إلا همساً أو في شكل «قطيعة» هناك إحساس بأن ما يحدث تحاسب به الحركة الإسلامية وتاريخهم السياسي بل يُحسب للإسلام والإسلاميين أنفسهم وتصبح فاشلة.


    > مقاطعة: هذا يعني فشل تجربة الإسلام السياسي في السودان؟
    < تجربة الإسلام السياسي فشلت بكل المقاييس وما نعانيه الآن هو الفشل بكل مقاييسه ولا يُنسب إلى شخص بعينه، والمعلوم للجميع أن هذا البلد يحكمه خمسة أشخاص معينين لذلك هذا التيار رأوا حتمية التغيير من باب المسؤولية طالما هم اللذين أتوا به. قصة الإصلاح بدأت بمذكرة صغيرة من الهيئة البرلمانية حملها د. غازي للرئيس، وأساتذة الجامعات الإسلاميون أيضًا حملوا مذكرة للرئيس، وشباب من السائحون وأهل دارفور من الوطني قدموا مذكرات للرئيس، كل هذه المذكرات لم تأتِ بنتيجة.
    > إذًا فلماذا قُوبلت المذكرة الأخيرة بتلك الحدة والصرامة وفُصل صاحب المذكرة؟


    < هذه المذكرة فيها مواجهة أكبر، وأذكر أن هذه المواجهة بدأت من مؤتمر الحركة الإسلامية بقاعة الصداقة، الحكومة حالت دون فوز د. غازي كأمين عام والتأثير عليه والحركة الإسلامية ليس لها أي دور لأنها حركة مستأنسة غير مسجلة لدى الشؤون الدينية أو مسجل شؤون الأحزاب، فرضت نفسها بالقوة وليس لديها أي وضع قانوني أو نشاط اجتماعي ولو كان هناك قانون في البلد لما استطاعت الحركة نشر أي منشور في الصحف أو إقامة مؤتمر أو غيره. فُصل غازي نسبة لرأية المستقل، واحد من الناس لا يستطيع أن يحجب رأيه، وكان له رأي واضح في نيفاشا عندما وافق علي عثمان بشأن أبيي غازي خرج ورفض وقال إن برتوكول مشاكوس إن حدود الشمال مع الجنوب هي حدود 1/1/56 أنتم الآن تريدون إعادة الحدود إلى «1905»، كانت وجهة نظره صحيحة، والدليل هو أن مشكلة أبيي إلى الآن نعاني بسببها ولم تحل المعضلة. عمومًا عدم وجود الممارسة الديمقراطية في اتخاذ القرار وضيق مواعين الشورى داخل الوطني والحركة قاد إلى تزمر تيار غازي.
    > المؤتمر الوطني متهم بشق الأحزاب السياسية بما فيها حزب د. غازي الجديد قبل ميلاده وتوقع له الفشل واتهامه بالنخبوية بم تفسر ذلك؟


    < الوطني بطبعه لا يريد أن يكون هناك حزب قوي ينافسه مثلما فعل مع الأحزاب الأخرى «الأمة والديمقراطي والشعبي» والحركات الدارفورية كانت ثلاثة أصبحت الآن أربعين، والدليل ما حدث لمنبر السلام العادل بعد دخوله في تحالف القوى الإسلامية والوطنية، فالوطني يسعى جاهدًا لإضعاف أي حزب قوي، أما الحديث عن نخبوية غازي فغير مقبول وليس مقياسًا للفشل أو النجاح، فقيادات الوطني جميعها نخبوية فهم ليسوا زعماء حقيقيين مثل الصادق المهدي والترابي بيوتهم مفتوحة للجميع في كل الأوقات وغازي أيضًا تنطبق عليه صفة الزعامة كيف يتوقع الوطني الفشل قبل التسجيل؟ ورمي الاتهامات إن لم ينوِ شقه وإضعافه.
    > انتشار ظاهرة التراشق بالعبارات لأحزاب المعارضة عبر وسائل الإعلام إلى ماذا تعزو ذلك؟


    < ظاهرة تراشق أحزاب المعارضة بالعبارات ليس جديدًا عليهم في كل مرة منذ زمن بعيد مع اختلاف القضية والسبب هو تنافس الأحزاب فيما بينهم ورؤيتهم مختلفة القيادة والحزب حاجة واحدة هناك منافسات في مسألة القيادة وكل فرد يعتبر نفسه أهم من الثاني وله وزن أكبر برأيي كل الأحزاب لا يدركون وزنهم لأنها لم تشترك في انتخابات بصورة جعلتهم كشف أوزانهم الحقيقية.
    > تصريحات المهدي وانسلاخه من صف المعارضة هل يعني قبوله المشاركة بطريقة غير مباشرة؟


    <المهدي موقفه من المشاركة واضح وهناك تيار داخل الأمة و قوي جدًا أعلن رفضه المشاركة وأعتقد سيكون وصمة شديدة بعد التصريحات والالتزام عبر أجهزة الإعلام المختلفة إذا حدثت المشاركة فلا بد من إيفاء الحكومة بالشروط المنوطة منها تكوين حكومة قومية ولهم آراء حول القوانين المقيدة للحريات الصحافة والنقابات وتصور للدستور لذا يصعب عليهم المشاركة بعد كل الشعارات المرفوعة والتصريحات أن الحكومة حالها الآن أضعف ما يكون وفي خريف عمرها ماذا تعني المشاركة في مثل تلك الظروف.
    > لكن الميرغني عزا قبول المشاركة حلحلة القضايا القومية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ما مدى صحة ذلك؟


    < السؤال الذي يفرض نفسه هل أنقذ السودان؟ وما هي البصمة التي أضافها لإنقاذ السودان أو المبادرة الملموسة لحلحلة القضايا القومية الوضع الآن من سيئ إلى أسوأ الميرغني نفسه هل موجود في السودان بصفة دائمة تارة هنا وأخرى في القاهرة وبالتالي المشاركة كان لازم فائدة فقط وتحصيل حاصل.
    > بروف الطيب حدِّثنا عن رؤى ومرجعية «الحركة الوطنية للتغيير» التي رأستها مؤخرًا؟
    < عبارة عن حركة فكرية سياسية ومنبر لحوار الهدف منه خاصة في هذه المرحلة التحاور حول أُسس كيفية حكم السودان في المستقل بالاتفاق وإجماع عام بين الحركة كتبت رؤيتها العامة كرؤية كلية وليس برنامجًا لحزب وفي الوقت الراهن لا نسعى لتكوين حزب ويجب الاتفاق عليه بين جميع مكونات القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، هذا الحوار لم يُفتح من قبل لا من الحكومة ولا من أي حزب سياسي آخر، رؤيتنا تشخيص مشكلة السودان منذ الاستقلال حتى الآن وما هي الأشياء التي أضرت بها وكيفية تجاوزها، هناك مقترح نحو تطوير الحركة إلى حزب إذا توفرت المقومات الآتية: «الجماهير والكوادر والتمويل» فإذا لم تتوفر تلك المقومات فلن نستطيع إنشاء الحزب. والحركة وجدت ردود أفعال واسعة في كال الأصعدة لأن المرجعية الأساسية للحركة هي تشخيص مشكلات السودان كما أسلفت.
    > تحليل أخير يا بروف للوضع السياسي الراهن في السودان؟
    < في اعتقادي هذا الوضع لم يستمر فترة طويلة لكن التغيير يكون كيف؟ ما معروف، أحزاب المعارضة تتحدث عن إسقاط النظام بقوة السلاح وهذا الشيء أنا من أشد المعارضين له لأن هذه الحكومة أتت بقوة السلاح، لذلك ما زالت موجودة، لذلك كثر الفساد فيها واستشرى إضافة إلى إخفاقات لا حصر لها «ربنا يكضب الشينة».
    <
                  

12-17-2013, 06:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    السودان: العبرة من فشل المؤتمر الشعبي للمنشقين عن الحزب

    عبدالوهاب الأفندي
    December 16, 2013


    كما اتضح من مراحل الصراع المستمر داخل حزب المؤتمر الوطني في السودان، فإن الانشقاق قد فرض فرضاً على ‘الإصلاحيين’ بقيادة د. غازي صلاح الدين، لأنهم كانوا يفضلون البقاء داخل الحزب الحاكم والعمل من داخله لتحقيق التغيير. وكان لهم ثلاث حجج في هذا التوجه، أولها أنهم لا يريدون خسارة قواعد المؤتمر الوطني؛ وثانيها أن الطريق الأقصر إلى التغيير يمر عبر الحزب الحاكم، صاحب القرار في البلاد؛ وأخيراً كان هناك التخوف من تجربة الانشقاق السابق الذي وقع عام 1999، وتمت فيه الإطاحة بالزعيم الحقيقي للنظام الشيخ حسن الترابي. فقد أثبتت التجربة، كما يقولون، فشل مجموعة الترابي في تحقيق التغيير المطلوب، رغم الوزن السياسي والفكري للشيخ الترابي الذي كان أهل الحكم يدينون له بالولاء. وهذا يعني بالضرورة أن فرص من هم أقل منه حظاً من النفوذ والقدرات ستكون أضعف بكثير.



    وكما نوهنا في مداخلات سابقة، فإن هناك بعض الوجاهة في هذه المواقف. ذلك أن قيمة وأهمية الإصلاحيين في المؤتمر الوطني تكمن أساساً في نفوذهم داخل الحزب والسلطة، وقدرتهم على إقناع قيادات الحزب (أو قواعده على الأقل) بتبني خطوات إصلاحية تقرب الشقة بين النظام والمعارضة. فمثل هذه الخطوات تختصر الطريق وتحقق الاستقرار. أما وقد تم قطع الطريق على هذا المنهج، فإن الإصلاحيين أصبحوا في حالة صراع مع المؤتمر الوطني الذي يعتبرهم عدواً، كما أن أي محاولة منهم للتقرب من المعارضة تباعدهم أكثر من قواعد الحزب وأنصار النظام. ولكن التحدي الأكبر يتمثل في خلق تيار شعبي قوي يؤيد الإصلاح ويضغط على الحكومة في هذا الاتجاه، ويحظى على الأقل باحترام المعارضة.



    وهذا يقودنا إلى تجربة المؤتمر الشعبي الذي سعى خلال أكثر من عقد من الزمان لخلق تيار إسلامي بديل للحزب الحاكم، ومنازعته دعواه في المشروعية الإسلامية. ولكن من الواضح أن المؤتمر الشعبي لم يحقق الاختراق المرتجى، لا من جهة تحقيق التفاف إسلامي حولها، ولا من جهة بناء تيار شعبي معارض قوي ولا من جهة تحقيق القبول للتيار الإسلامي في أوساط المعارضة أو استعادة صدقيته كتيار ديمقراطي.



    ويعود هذا الفشل البين لعدة أسباب، أولها فكرية-سياسية أساسها أن قيادة الترابي للحركة الإسلامية كانت قد استعدت بعض التيارات التقليدية والمحافظة داخل الصف الإسلامي نفسه وفي المجتمع ككل. ولهذا فإن هذه التيارات، ومنها الجناح المنشق من حركة الإخوان المسلمين وكذلك معظم التيارات السلفية، سارعت بدعم جناح البشير-علي عثمان بعد الانشقاق، ووقفت خلف النظام، مما عوق جهود الترابي لبناء تحالف ‘إسلامي’ مضاد. وكان من المفترض أن تحقق مواقف الترابي الفكرية المنفتحة نسبياً بعض القبول لدى التيارات الليبرالية، وذلك لنفس الأسباب التي أزعجت المحافظين. ولكن هذا لم يحدث لعدة أسباب، أولها أن تمدد الحركة الإسلامية ونجاحاتها في الجامعات وغيرها جاء على حساب هذه التيارات التي رأت في الإسلاميين غريماً. وثانيها، وأهم من ذلك، هو أن الحركة بقيادة الترابي تنكرت لمواقفها تلك عندما تحالفت مع نظام النميري في السبعينات، ثم بقيت على ذلك التحالف حتى بعد أن ظهرت سلبياته. وأخيراً، وتلك كانت قاصمة الظهر، هي أن الترابي عندما تولى الحكم انقلب على كل الأفكار التي كان يبشر بها، وقاد نظاماً أسرف في التعسف وكبت الحريات، رغم أنه كان يؤكد قبل ذلك إن الحرية هي اساس الدين. وهذا افقد منطلقاته الفكرية كل صدقية وقيمة.



    نتيجة لذلك فإن سقوط الترابي وتعرضه وأنصاره للتنكيل من قبل النظام الذي أرسى قواعده كان موضع قبول، بل وسرور، من التيارات الإسلامية المحافظة، ومحل شماتة من التيارات الليبرالية والعلمانية التي رأت أنه شرب من نفس الكأس التي أذاقها لخصومه من قبل. وفوق ذلك فإن النظام استثمر سقوط الترابي دولياً لتعزيز علاقاته بدول الجوار والدول الغربية التي كانت ترى في طموحات الترابي الدولية تهديداً لأمنها ومصالحها، وذلك بعد أن نجحت في طرح نفسها باعتبارها محور الاعتدال ضد ‘تطرف’ الترابي. ورغم ان الترابي وتياره سعيا للاقتراب من المعارضة لدرجة توقيع اتفاق مع الحركة الشعبية في مطلع عام 2001، إلا أن هذا صب في مصلحة النظام أكثر من المؤتمر الشعبي. ذلك أن النظام استثمر هذا التوقيع باعتباره أسقط ‘المحظور’، وحيد أي انتقادات ‘إسلامية’ تأتي فيما بعد لاي صفقة يعقدها مع الحركة، مع إظهار أنه الأكثر تشدداً وتمسكاً بـ ‘الثوابت’ من المؤتمر الشعبي الذي كان حتى تلك اللحظة يصور نفسه بأنه المتمسك بشعار ‘الجهاد’ مقابل النظام المستسلم للغرب وعملائه الإقليميين.


    الإشكالية الأكبر هي أن استراتيجيات المؤتمر الشعبي لمواجهة النظام اتخذت شكل مناورات سياسية لم تخاطب الأزمة الكبيرة التي خلقتها محاولات الحركة التي كان الترابي يقودها لفرض رؤية ‘إسلامية’ بالقوة وبانتهاج سياسات مكيافيلية تميزت بالمخادعة والتنكر للتعهدات، بل وللقيم التي بشرت بها الحركة.


    وعليه يمكن أن نلخص القضية فيما يلي: كانت هناك حركة إسلامية تبشر برؤية سياسية معينة حول تلازم الدين والحرية، وقد بنت خطابها السياسي على محاربة الدكتاتورية والقمع، وعلى انتقاد التفسيرات الجامدة للدين. ثم تنكرت هذه الحركة جزئياً لمبادئها حين تصالحت مع نظام النميري الدكتاتوري دون أن تقدم أي تبريرات أخلاقية مقنعة لهذا التحالف. وعندما سقط النظام، لم تجر الحركة أي مراجعات جادة لتلك الحقبة، بل حاولت تناسيها. ثم جاء انقلاب عام 1989 وما تبعه من ممارسات تولى الشيخ الترابي وأنصاره كبرها. وعندما أخرج الترابي من السلطة، سعى هو وأنصاره كذلك إلى تناسي تلك الحقبة والتغافل عنها، أو إعادة كتابة تاريخها بصورة غير قابلة للتصديق.


    الذي لا شك فيه أنه كان للحركة تأويلاتها وحججها التي بررت لها ممارساتها في التحالف مع النميري، ثم الاستمرار في ذلك التحالف، وكذلك انقلاب 1989 وما أعقبه من ممارسات. ولا يمكن التقدم إلى الأمام ما لم يتم الإفصاح عن تلك الحيثيات، ثم تمحيصها بالنقد لبيان جوانب الخطأ فيها، ثم بناء نسق فكري جديد يتجنب تلك الأخطاء. والشيخ الترابي هو الوحيد الذي يستطيع تنفيذ الجزء الأول من هذا المطلب، لأنه في أحيان كثيرة كان المصدر الوحيد للرؤية الكاملة، في حين كان غالبية البقية من التابعين بإحسان أو بغيره. وقد ظهر هذا جلياً عندما غيب الترابي مؤقتاً بعد الاعتداء الذي تعرض له في كندا في صيف عام 1992، حيث اكتشف الجميع ألا أحد سواه كان على علم بوجهة السفينة أو خارطة الطريق.


    من هنا يمكن تلخيص أسباب فشل المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي في هذا الصمت والنقاط الغائبة، حيث أن الخيط الذي يربط ممارسات الحركة بالمشروعية الإسلامية غاب وغيب بهذا الصمت والحذف. وبالتالي لم تعد هناك أرضية لخصومها لمساجلتها عليها ولا لأنصارها لاتباعها بسندها. فرأي الدين هو ما يقوله القادة، ولا شيء بعد ذلك. وليست الحركة ببدع في ذلك، حيث أن قوى اليسار مثلاً لم تقدم كشف حساب عن ممارساتها في صدر نظام النميري، وما تزال تتهرب بالإنكار والبهلوانيات السياسية، وغيرهم كثيرون يقولون من كان بغير خطيئة فليبادر بالرجم، وهذه حجج لا قيمة لها في عالم السياسة، حيث المتهم مدان حتى تثبت براءته.



    العظة التي يجب أن يأخذها إصلاحيو المؤتمر الوطني من تجربة المؤتمر الشعبي ليست هي أن الانشقاق مهلكة لأن مجموعة الترابي انشقت ولم تنجز شيئاً. فالانشقاق من نظام غير صالح واجب أخلاقي بغض النظر عن النتائج، والبراءة من الظلم بعد تبين الحق أضعف الإيمان. ولكن فشل المؤتمر الشعبي لم يأت لأنه فارق الظلم والظالمين، بل لأنه فارق الظالمين ولم يفارق الظلم، ولم يواجه الحقيقة بصراحة ويعترف بما عليه ومدى مساهمته في ذلك.


    وليس هناك ما يعيب السياسي صاحب المبدأ في أن يفصح بوضوح عن منطلقاته المبدئية التي بررت لسياساته، وإن كانت تلك المبررات خاطئة وكذلك السياسات التي قامت عليها. بل بالعكس، إنه يشرفه أن يدافع عن مواقفه، ثم يوضح كيف ومتى تبين له خطأ تلك المواقف، ويعترف بشجاعة بأنه يتبع الحق الآن بعدما حصحص له. أما إذا كان السياسي عاطلاً عن المبادئ، تهمه مصالحه الآنية أو مصالح حزبه وجماعته، ويرى السكوت عن الحق، والتمادي في الباطل، والتواطؤ في الظلم مبرراً بتلك المصالح، فهذا لا مكان له في ساحة العمل العام، والأفضل له أن يتجه إلى مجال آخر فيه متسع لخدمة المصالح الخاصة، وما أكثر تلك المجالات لطلابها. إن طلب المصلحة الخاصة عبر التظاهر بالتصدي للخدمة العامة مهلكة كبيرة، ولكنها مهلكة أكبر حين تأخذ شكل طلب الدين بالدنيا.



    ولعل المفارقة هي أن السياسيين، وهم أنصار التيارات الإسلامية في هذه الحالة، يكونون أكثر صدقية حين يدافعون عن خياراتهم منهم حين يعتذرون عنها ويتهربون من تبعاتها. ومن هنا فإن مهمة الإصلاحيين لا يجب أن تكون تملق المعارضة عبر مزاعم بأنهم كانوا دوماً من أنصار الديمقراطية، ولكن مهمتهم هي أولاً الدفاع عن خياراتهم ومنطلقاتها، وتحديد الأسباب التي دفعتهم إليها في وقتها، وكذلك الاسباب التي جعلتهم يعيدون النظر في تلك المنطلقات.


    ومن هنا فإن خطاب هؤلاء الإصلاحيين يجب أن يكون موجهاً لقواعد المؤتمر الوطني وأنصار النظام لإقناعها بدعم جهود الإصلاح والتحول الديمقراطي، وذلك من أجل خلق كتلة قوية من بين التيارات الإسلامية مؤيدة للإصلاح والتغيير، تقوم بدورها بالدخول في حوار صريح مع القوى الأخرى حول مستقبل البلاد وبناء الثقة بين تيارات المجتمع.

    ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
                  

12-17-2013, 11:23 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    أحاديث الإفك والبهتان


    الثلاثاء, 17 ديسمبر 2013 08:31




    رأي : الطيب مصطفى :

    أستميح القراء عذراً أن أبدأ بالرد على بعض من تطاولوا على شخصي بالبهتان بالرغم من أن ما يحدث هذه الأيام في جنوب السودان يستحق أن أكتب عنه بعض الزفرات، ولكن صبراً فالأيام بيننا إن شاء الله.



    ثم إني ما كنت أرغب في الكتابة بعد أن توقف قلمي مُنذ أن صُودرت أسهم منبر السلام العادل في صحيفة الإنتباهة بفعل «خياني» ، يعف بعض بني الحيوان عن إقترافه وكنت أود أن أدخر مدادي إلى حين صدور (الإنتباهة) الجديدة قريباً إن شاء الله باسم جديد، بعد أن أُختطفت القديمة من «عرابها» الذي لم تُعرف إلا به ولم يُعرف إلا بها، ولكن أوجعني ودفعني إلى الذود عن سمعتي حديث إفك وبهتان شكك فيه سعد أحمد سعد في ذمتي المالية، وهو مالم يرمني به ألد خصومي طوال حياتي وذلك حين قال «إن الأخوة في «الإنتباهة» قالوا إن الطيب مصطفى استلم ما يُقارب ستة مليارات من الصحيفة بغير وجه حق».



    أولاً وحتى أدحض هذه الفرية أطلب من الأخ محمد هاشم مدير الشؤون المالية في الصحيفة أن يُجيب على السؤال: هل حدث أن تسلم الطيب مصطفى في أي يوم من الأيام قرشاً واحداً من أموال منبر السلام العادل، ناهيك عن أن يستلم ستة مليارات؟! إذن مَن مِن (الاخوة في الإنتباهة) الذين استشهد بهم سعد وقال هذا الكلام ولماذا يستقي معلوماته من خصوم الطيب مصطفى، ممن نهبوا أسهم « المنبر» في وضح النهار وأسقطوها من سجلات المسجل التجاري؟! ولماذا يعمد سعد إلى خوض معاركه مع الطيب مصطفى بدلاً من خوضها مع من نهبوا أسهم المنبر الذي يزعم سعد أنه حريص على مصالحه وحامي لحماه ومتصد لإصلاح شأنه؟! لماذا يتواطأ سعد ويجلس الساعات الطوال مع هؤلاء الذين اختطفوا «الإنتباهة» من « المنبر » الذي يدعي حرصه عليه ؟! لماذا يتخذ الرجل الطيب مصطفى عدواً بدلاً ممن سرقوا أسهم المنبر ولمصلحة من يتجنى على الطيب ويشوه سمعته ويسعى لإغتيال شخصيته؟!

    أرجو أن استشهد مرة أخرى بكل من أدار مال المنبر منذ أن إنشائه بمن فيهم الاخوان أحمد طه حضرة، وساتي سوركتي، وعوض عبد الرحمن، ومنصور التجاني، بل وبالبُشرى الذي يناصبني العداء حتى اليوم إن كنت قد تلقيت قرشاً واحداً من موازنة المنبر في أي يوم من الأيام وبعضهم يعلم كيف كنت أحل من مالي الخاص مشكلات المنبر والإنتباهة، عندما كانت تحبو وتتعثر في بداياتها، وكان بعض من انقضوا عليها اليوم إنقضاض الصقر الجائع على فريسته وصادروها بعد أن نما شحمها لا يعرفون ورب الكعبة مقرها المتواضع في أيام بؤسها، وكنت أكتب مقالها الرئيسي بالمجان السنوات الطوال وأسهر الليالي في إدارتها متابعاً مع الحادبين من محرريها وإدارتها حركاتها وسكناتها بين التحرير والمطبعة وأكشاك التوزيع، إلى أن تربعت على عرش الصحافة السودانية وحققت رقماً لم تبلغه صحيفة في تاريخ السودان.

    الستة مليارات ( بالقديم) التي تحدث عنها سعد وقال إن المكتب القيادي لا يعلم عنها شيئاً تُمثل إجمالي ما ناله المنبر طوال السنوات الماضية منذ أنشائه قبل أكثر من من أربع سنوات، وقد نظر مجلس الشورى في آخر اجتماعاته في يونيو الماضي، كما ظل يفعل بموجب النظام الأساسي، في الحساب الختامي بعد أن روجع من قبل المصرفي الشهير صلاح أبو النجا نائب رئيس مجلس الشورى، وظل المكتب القيادي يُجيز الخطط المرفق معها الموازنات المالية طوال السنوات الماضية، ويتم الصرف بناءً على تلك الخطط والموازنات ورغم ذلك يصر سعد على الغمز واللمز في ذمتي المالية لا لسبب إلا لأنه أُوقف من الكتابة في الإنتباهة وفُصل من المنبر جراء أفعاله ومشكلاته ومشاكساته وخروجه على مبادئ المنبر.

    يعلم الشعب السوداني أن منبر السلام العادل يُعتبر من أحدث الأحزاب السياسية في السودان، ورغم ذلك فقد ملأ الدنيا وشغل الناس، فمن غيره في تاريخ السودان أقام الأيام والمعسكرات الصحية لعلاج المرضى بالمجان، ومن غيره نشط في العمل الإجتماعي مثل الإسناد الأكاديمي لطلاب الشهادة السودانية، ودورات القيد الصحفي، وإصحاح البيئة، ومحو الأمية، والختان الجماعي؟ إن المليارات الستة صُرفت على تسيير المنبر الذي أنشأ صحيفة الإنتباهة بدليل أن الشركة التي تصدر عنها الإنتباهة تُسمى بشركة المنبر للطباعة، وسجلت أسهم المنبر باسمي لدى المسجل التجاري، لكن هناك تنازلاً مني للمنبر عن تلك الأسهم قام بتوثيقه محامي الإنتباهة الأستاذ مأمون محمد عباس، وأنت تعلم هذه الحقيقة لكنك تتغافل عنها وتغمز وتلمز لأسباب معلومة.. وكما قلت فإن المليارات الستة صُرفت على المنبر على مدى أربع سنوات حيث يستأجر عشرات الدور في مختلف ولايات السودان، منها تسعة في ولاية الخرطوم بمحلياتها المختلفة، ويصرف تسييراً شهرياً على تلك الولايات ويُقيم نشاطاً سياسياً في المركز الذي ينتشر نشاطه كذلك في كل السودان، ويعمل بالمنبر موظفون يتولون الشؤون الإدارية والمالية، فإذا كان الصرف الشهري يتجاوز الـ 150 مليون (بالقديم ) فكم يبلغ في العام وكم يبلغ في الأربعة أعوام؟! على كل حال أنا على يقين أن ماصرفه المنبر في سنواته الأربع يُصرف على نشاط واحد مثل المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الذي يشن الحرب على المنبر من خلال بعض المتواطئين معه.

    أقول مجدداً إن الطيب مصطفى الذي ظللت تغمزه وتلمزه رغم تأكيدك أنك لا تغمز ولا تلمز، لم يتلق قرشاً واحداً من أموال المنبر، بالرغم من أنه يستحق نظير ما يصرفه على أنشطة المنبر، أما أنت فقد أصبت من مال المنبر عندما كنت في المكتب القيادي أميناً على إحدى أماناته قبل أن تُفصل جراء مخالفاتك الكثيرة، مما جعلك ترغي وتزبد وترعد وتبرق اليوم غضباً وحقداً على الطيب مصطفى ،رغم أن المكتب القيادي هو الذي فصلك، ورغم أن مجلس إدارة الصحيفة هو الذي أوقف كتاباتك، ورغم أن الطيب مصطفى هو الذي كان يفرضك عليهم أحياناً حين يوقفوك لكنك ما تلبث أن تعيد هيجانك وفورانك وثوراتك وغضباتك المضرية التي عُرفت بها طوال عمرك .

    إن السؤال الذي ينبغي أن يُوجه إلى سعد الذي انبرى ضمن مجموعة الأربعة التي تشن الحرب على المنبر من خلال الحرب على رئيسه، هو لماذا يُعلن سعد والمفصولون الأربعة الحرب على منبر السلام العادل بدلاً من شنها على من إختطفوا صحيفة المنبر وصادروا أسهمها وهي التي كانت تمول أنشطة المنبر؟! لماذا يجلس سعد وصحبه الذين يزعمون حرصهم على المنبر.. لماذا يجلسون الساعات الطوال مع من سطوا على أسهم المنبر الذي يزعمون أنهم حريصون عليه بدلاً من إتخاذ أعداء المنبر خصوماً وغرماء ينبغي أن يُقتص منهم ويُحاكموا، حتى يسترد المنبر أسهمه المنهوبة وأمواله المغتصبة؟! لماذا الحملة في هذه الأيام بالذات والتواطؤ مع من يسعون لإقتلاع المنبر وشقه كما فعلوا ويفعلون مع الأحزاب الأُخرى مثل حزب الأمة والحزب الإتحادي وغيرهما؟! لماذا الحرب على المنبر وتشويه صورته بالكذب والإفتراءات وأحاديث الإفك ممن يدعون أنهم إصلاحيون؟! ما الذي جمع بين من فُصلوا قبل سنوات ومن فُصلوا قبل نحو شهر وكلهم أربعة أشخاص؟

    اخر لحظة
                  

12-18-2013, 10:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    أزهري التيجاني يتبرأ من التهم الموجهة إليه في قضية الأوقاف

    نشر بتاريخ الأربعاء, 18 كانون1/ديسمبر 2013 09:12
    الخرطوم: محمد ــ فوزية


    نفى المتهم الثالث في قضية تبديد أموال ديوان الأوقاف القومية وزير الإرشاد وناظر عموم الأوقاف الأسبق أزهري التيجاني، نفى حكم هيئة الادعاء ببطلان العقد الذي أبرمه مع المتهم الأول الأمين العام للأوقاف السابق الطيب مختار قانونياً لمخالفته قرارات مجلس الوزراء ولوائح الخدمة المدنية، وشرعياً لمخالفته الشريعة الإسلامية،

    مبيناً أنه حكم غير صحيح وفيه تعجل. وأكد أن العقد وقع بقانون خاص بديوان الأوقاف القومية مجاز من البرلمان، مبيناً توثيق العقد بالختم البارز من المستشار القانوني للوزارة عوض جعفر. وقال أزهري خلال استجوابه من قبل قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال مولانا عادل موسى أمس، إن تحديد مبلغ الـ «20» ألفاً بوصفه مرتباً من سلطته التقديرية باعتباره وزيراً للإرشاد وناظراً للأوقاف،

    ذاكراً أنه قام بكتابته في العقد بخط يده ليس إمعاناً في إخفاء المعلومة كما جاء في تقرير المراجع وإنما تأكيداًبأن تحديد المرتب صادر عنه شخصياً، مبيناً حقه في توقيع العقد حسب أهليته الدستورية والقانونية والإدارية والشرعية، وقال إن كل إجراءاته القانونية تمت في وضح النهار. ونفى وجود الغبن الفاحش بالعقد،لافتاً إلى أن كل الفقهاء يجمعون على أن الغبن الفاحش لا يفسخ العقد ولا يبطل البيع إلا إذا اقترن بغرر أو تلبيس. وأوضح أن اختيار الطيب مختار أميناً عاماً للأوقاف جاء وفق مشاورات معلومة في الدولة نسبة لمؤهلاته العلمية وخبراته، مشيراً إلى أنه كان يتقاضى «30» ألف جنيه في سوداتل، مضيفاً أن تعيينه تم من قبل رئيس الجمهورية.


    وتبرأ أزهري من التهمة التي وجهت إليه تحت طائلة المادة «177/2» موضحاً أنه مارس عمله في حدود مسؤولياته الدستورية والقانونية وحسب الشريعة وفقه الوقف. ومن جهته أكد المتهم الثاني أمين أوقاف الخارج خالد سليمان خلال الاستجواب أن المادة «18» من اللائحة المالية للأوقاف أشارت إلى جواز صرف الأمين العام وأمين الاستثمار بجانب أمين أوقاف الخارج، صرف مرتباتهم من السعودية لتخفيف الضغط على ميزانية أوقاف الداخل، مبيناً صرفه مبالغ سلفيات بوصفها جزءاً من مستحقات الأمين العام وأمين الاستثمار وليست رواتب منتظمة، لأن المبلغ جاء دفعة واحدة من الهيئة العامة للحج والعمرة، نافياً علاقته بالتهمة موضوع البلاغ وصلته بالعقد لأنه لم يكن طرفاً فيه ولا شاهداً، وطالب بشطب الاتهام في مواجهته.



    ---------------------

    اتصالات اممية واقليمية وراء وقف زحف موسى هلال للفاشر





    12-18-2013 06:54 AM
    الغالى شقيفات

    بشر القائد ضحية ادريس عيسى قائد متحرك الشهيد عبدالرحمن التابع لقوات موسى هلال اهل دارفور ببناء دارفورة جديدة عنوانها الوحدة والتماسك والسلام الاجتماعى والثقة والاحترام المتبادل بين الاطراف...

    وكشف ضحية في اتصال هاتفى من سفوح جبل مرة ان تاجيل زيارة الفاشر الاثنين الماضى جاء لطلبات ورغبات جهات اممية واقليمية ومحلية لوجود نائب رئيس الوزراء القطرى احمد بن عبدالله ووزيرى خارجية تشاد وبوركينافاسو والوسيط المشترك والسلطة الانتقالية والمسهلين من الاوربيين والامريكان والمانحين والتحاد الافريقى اضافة الى رؤية اللجنة المنظمة من فعاليات شمال دارفور والمحليات الشرقية واحتراما لرغبة هذه الجهات تم تاجيل الزحف نحو الفاشر...

    ونفى ضحية ان يكون الوالى كبرمن اوقفهم من دخول الفاشر مشيرا الى ان كبرليست له المقدرة على ذلك وهو يقيم بصورة شبه مستديمة بالخرطوم وليس له اى تاثير في الولاية او سند جماهيرى مؤكدا نجاح الجولات من الجنينة الى الضعين كاشفا عن لقاء جامع سيعقد مع قيادات الفورفى قمة جبل مرة تلبية لدعوة وجهت لهم من قيادات الفور مبشرا بانفضاض معسكرات النازحين قريبا وتامين القرى لاعادة النازحين الى قراهم..

    وكانت الفاشر قد اعلنت جاهزيتها لاستقبال الشيخ موسى هلال الذى كان من المفترض ان يزور معسكر زمزم للنازحين لتقديم واجب العزاء لبعض الاسر ويخاطب احتفال للزغاوة في دبة امشجيرة جنوب الفاشر المجاورة لحى المنارة الذى يقطنه العرب الابالة ويزور معسكرى السلام وابوشوك ويخاطب جماهير الفاشر بميدان النقعة ويلتقى اليوناميدوكان النازحين يهتفون.... هلال هلا وكبر ولى
                  

12-19-2013, 10:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الانقلاب الاخير:

    اسلاميو الوطني من السلطة إلى مقاعد المتفرجين ..


    بقلم: ابوذر علي الأمين ياسين
    الخميس, 19 كانون1/ديسمبر 2013 06:42



    ما بين منتجعات بحر دار وأركويت رتب الرئيس وأكمل إعداد التغيير الأخير الذي فاجأ الجميع حكومة ومعارضة، ضارباً آخر مسمار في نعش الحركة الاسلامية، بعد أن ضمن أن حزب المؤتمر الوطني قد اكتمل خضوعه عسكرياً!!؟؟.


    والمسار الآن اضحى اتجاه واحد للعسكرين فقط، ولا وجود إلا لأفراد سيكملوا عُدتهم وينصرفوا كما انصرف الكبار انصراف من لا يتوقع أن يكون مصيره قارعة الطريق بعد البقاء الطويل والخدمة الممتدة لأكثر من 24 عاماً. انصرافا جعلهم في رحمة سؤال بل اصبحت عندهم هذه أهم قضية واكبر معضلة (كيف يكون اخراج ذلك؟) بعضهم جعله هول المفاجأة يبكي رافعاً شعار (مؤامرة ، مؤامرة) رغم أنه هو من يقود الامن الشعبي ويفترض به أن لا يفاجأ بشئ ناهيك عن أن يصبح وهو قد ضربته واطاحت به خيانة لم تكن حتى في مخيلته أو تصوراته. وآخر مازال يحاول جاهداً أن يوحي بأنه كان من العارفين بل هو من اقترح ورشح بكري حسن صالح ليكون مكانه، وأن الأمر لم يكن أمر خلاف، بل تنازل يفتح الباب أمام التغيير وكأنه له فيه اليد الطولى.


    ولكن كيف هو حاله عندما يخلو لنفسه وقد فشل أكبر مشروع قاده في تاريخه وتاريخ السياسية السودانية (اتفاقية السلام الشامل) ولم يستقيل عندها بل لم يستقيل حتى عندما أبعدته الحركة الاسلامية (الكيان الخاص) في آخر مؤتمر لها وهو من قطع محادثاته مع الزعيم الراحل قرنق وقتها ليضمن أنه سيكون الأمين العام ، بل لم يتسقل حتى بعد فشل مبادرته الخاصة ب(النهضة الزراعية) والآن يدعى أنه لم يفاجأ. وسيظل أغرب المغادرين نافع علي نافع الذي يظن أنه في استراحة محارب، وأنه راجع لمواقعه التي كانت!!؟، ولكم أن تستغربوا في شخصية نافع الذي يتولى الآن متابعة انتخابات المحاميين (بتكليف) من غندور الذي احتل مكانه، وهل الذي يقبل بالذي هو أدني سيعود مرة أخرى ليعلو ويتعالى على الناس أجمعين!؟؟.



    كنا نستغرب التطاول في تأخير التغيير الذي راج التبشير به طويلاً، وكانت المؤشرات تشير كما العادة إلى تراجع الرئيس في اللحظة الاخيرة وابقاءه على كل شئ خوفاً وتحسباً من ردود أفعال متوقعة من مستودعات قوى ضاربه لها وجود مشهود. لكن الرئيس كان يعمل ما بين بحر دار وأركويت بالشرق على ابطال كل مستودعات القوة وكل احتمال اسنادها، ويبدو أنه نجح في ذلك ووصل إلى محطة التغيير رافعاً كرتاً احمر لمن أراد وبدون مقدمات. ومنذ وقت طويل كنا نتابع اللجان الخاصة بالترشيحات للوزارة الجديدة التي قدمت أورقها منذ شهرين أو يزيد، وبعد ذلك تابعنا ترشيحات الكبار الذي قدم كل منهم لائحته للوزارة ،


    بل حتى (الحركة الاسلامية) قدمت ترشيحاتها. تلك الترشيحات بالمناسبه هي التي راجت وتسربت للإعلام، ولكن بغرض الدفع بها وفرضها على الرئيس، وكان كل صاحب (مركز قوة) يسرب للاعلام وزارته فكثرت التكهنات، لكن وزارة الرئيس لم يعلم بها إلا من كانوا حوله ببحر دار واسمرا واركويت، بل فاجأ حتى الوسط الاعلامي صاحب الانف الطويل واليد الاطول. وللحق كانت أول مرة في تاريخ الانقاذ حزبها وحكومتها لا يتسرب شئ يجرى الاعداد له وحوله منافسون ومراكز صراع احتدم ووصل أقصاه وفاح وعم القوى والحضر.

    أثناء غياب الرئيس بالكويت للمشاركة في القمة العربية الافريقية الاخيرة، تسلم النائب الاول وقتها علي عثمان استقالات كل الوزراء وكل الولاة ومنذ ذلك الوقت عاشت البلاد بلا حكومة اذ لم يبقى سوى الرئيس ونائبيه ومساعدي الرئيس لم يقدموا استقالاتهم. وقتها كان مفهوم أن هؤلاء بالتحديد لا يمكن أن يقدموا استقالاتهم إلا للرئيس الذي هو غائب. ولكن بعد عودة الرئيس لم يقدم أحد منهم استقالته، ويقيني أن هذا هو ما أوهمهم بأنهم خارج (شبكة) التغيير، دفع ذلك كل صاحب مركز قوة ليوغل في التوهم أن مقترحاته للوزارة وجدت قبول ولو لم يكن كاملاً. ويبدو أن الرئيس وظف ذلك حتى يكمل ترتيبات ابعاد الاشجار الكبيرة لتتفحم حسرة ليس فقط لفقد السلطة ولكن من هول المفاجأة.

    اخذ التغيير الاخير أكثر مما يتطلب من وقت، فقد بدأ الامر منذ عزل صلاح قوش وتنصيب محمد عطا مكانه، ولان القراءة لم تكتمل وقتها عند الرئيس وكانت هناك بعض (خشية) عين صلاح قوش مستشاراً للأمن الوطني، لكن قوش ظل الاقوى والوحيد الذي لا يعتد بقرارات الرئيس بل ويفرض من القرارات ما يريد. لكن بعد الاطاحة بصلاح قوش من المستشارية اتضح للرئيس أن الأمر يتعلق بكرسي السلطة ليس أكثر، وأن هؤلاء جميعاً لا قيمة لهم ولا دور بعيداً عن السلطة!!.


    ومن وقتها أخذ الرئيس مستفيداً من الصراعات التي فجرها تصريحه الشهير بأنه لا ينوي الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، على تصعيد الصراع الذي أخذ اشكالاً كثيرة منها أنه صراع اصلاح، وأحياناً صراع فرز للحركة الاسلامية عن المؤتمر الوطني، وأخرى وبوضوح أكثر بين الطامحين في خلافة الرئيس، وكانت هذه الصراعات هي التي أفرزت وفجرت رغبات الشباب الذي استكثر على الكبار بقاءهم الدائم في القيادة في الحزب والدولة منذ قدوم الانقاذ، كل ذلك كان اطاراً مريحاً اعمل فيه الرئيس كل تكتيكات (فرق تسد) فعزل صلاح قوش باكراً، وطرد غازي صلاح الدين بعد أن افشل كل مساعيه لقيادة الحركة الاسلامية وبمساعدة الكبار علي عثمان ونافع الذين لقوا حتفهم اخيراً.


    وكان الرئيس قد استبق كل ذلك بتغيير قيادة القوات المسلحة، جرى كل ذلك بعد انقلاب ود ابراهيم صلاح قوش وكان الاثنان من غلاة المدافعين عن الانقاذ وحكومتها. وانهي كل ذلك بوضع الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني تحت أمرته المباشرة. ولكن حجم الاستهداف تجاوز المتصارعين داخل اروقة المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية التابعة له، بل تعدى ذلك ليطال منبر الخال الرئاسي، وقبله تم تدجين قادة الوهابية بالبلاد على اتساع طيفهم وتعدد مجموعاتهم، وفي ذلك أكثر من قرأءة تستدعي الوقوف العميق عندها.

    انتهي كل ذلك بالعسكرة الكاملة للسلطة، فلا وجود أو أثر بعد التغيير الاخير للإسلاميين، فقط الجيش يقف وحيداً. فقد أبعد كل من تبقى منهم، أبعد العسكريون الاسلاميين بعد انقلاب (ود ابراهيم قوش)، وشمل ذلك ضباط الأمن الذين يخلون مساكنهم بكثرة هذه الايام، وبعدها أبعد غازي ومجوعة السائحون، وابعد الطيب مصطفي ومنبره، وختم الامر بالقيادات الكبيرة. الآن لا وجود للإسلاميين بالسلطة فقط الجيش والجيش فقط. واذا كان هناك غموض حول التغيير الاخير فيتعلق بمآلاته ومسيرة تداعياته، لكنه حتماً تخلص مما عرف بالحركة الاسلامية بعد أن احالها أشلاء وفرق واصبح الجمع بينها هو ذاته يحتاج لمشروع ورؤية وزمن أن كان هناك أمكان للوحدة.

    المآلات القريبه تشي بأنه ستكون هناك مقاومة خاصة من (مراكز القوة) التي كان لها صولات وجولات في عالم المجموعات الضاربة، الا اذا كان الرئيس نجح فعلا في قصقصة اجنحتها ذات الشوكة؟. وتبقى ضخامة الاموال التي يملكونها هي محل التهديد فبإمكانهم توظيفها ولو في اغتيالات نوعية، واذا تذكرنا أنهم خبروا التعامل مع غير السودانيين في ملفات كهذه كان أشهرها اغتيال خليل ابراهيم قائد العدل والمساواة، بل واستقدام مسلحين لخوض معارك كاملة. يبقى كل شئ محتملا ولا يمكن الوثوق في ترتيبات كاملة وناجعة انجزت في زمن طويل وانتهت بالتغيير الاخير.

    بالختام افرزت التغييرات الاخيرة نتيجة واحدة هي ضعف الجميع حكومة ومعارضة. كما أن الملعب السياسي استوى ليستوعب كل القوى السياسية في خانة (خارج السلطة) بما فيهم الاسلاميون. لكن التغيير الاخير أبقى على القوات المسلحة والحركات المسلحة بدارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. هؤلاء الآن هم من يمسكون بكروت القوة الضاربة، التي ستكون هي محط النظر للمستقبل القريب، هل سيجتمع أهل السلاح على تسوية سياسية يحتكرون فيها السلطة مع عسكر الانقاذ؟. هل سننتهي لحكومة كاملة العسكرة مرة أخرى تقتسم كعكة السلطة وتعيد انتاج ذات الازمات بلا سقف أو حدود؟.

    أم أن الامر سيأخذ منحىً آخر؟، نقصد ما يروج له ما تبقى من الاسلاميين من أهل السلطة بعد التغيير الاخير بأن الأمر يسير نحو انفتاح كبير يطرح الحلول الشاملة والجامعة وبمشاركة الجميع؟، حتى الآن لا شئ يدعم أو يلمح لتغيير كهذا، بل هو الآن محض ذر للرماد في العيون حتى لا تمعن النظر في النهاية الفاجعة التي انتهى إليها الاسلاميون بعد أن تم طردهم بطريقة في اذلال كبير لمن ظل 24 عاماً بالسلطة وكان يتطلع أن تؤول إليه. ذلك موضوع آخر نأتي عليه لا حقاً,
                  

12-20-2013, 06:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    اللا مبدئية السياسية في مجموعة الطيب زين العابدين! بقلم: محمد وقيع الله (1




    محمد وقيع الله


    في الحوار المرتجل الذي أجرته الأستاذة عفراء فتح الرحمن، ونشرته صحيفة (الجريدة) بتاريخ الحادي عشر من هذا الشهر، اتضحت ملامح أكثر من ملامح ما سميت الحركة الوطنية للتغيير، والتي تنبأنا لها منذ إعلانها الأول بالفشل الكبير.
    وقد أدلى كبيرها البروفسور الطيب زين العابدين بمعلومات غريبة في هذا اللقاء الصحفي، الذي كان من مزيته أنه كان حوارا مرتجلا كما قلنا، وكانت صياغته في أكثر نواحيه باللهجة العامية.


    لذا لم يتمكن صاحبه في غضونه من إخفاء نقاط الضعف الكبرى في مشروعه، الذي سماه حركة حوار كرَّة، ودعاه مشروعا لحزب سياسي جديد كرَّة أخرى!
    وكنت قد شرعت في نقد هذه الحركة المريبة فور إشهار أصحابها لها، وقلت إنها مشروع حزب سياسي جديد ليس غير.


    وقلت حينها: أحيانا يبدو لي أنه لا أحد أذكى من أحد بين القادة السياسيين الحزبيين السودانيين!
    وخاصة أولئك الذين ينسلخون من الأحزاب القديمة، ويتجهون إلى إنشاء أحزاب سياسية جديدة خاصة بهم، وكأنما هذا عمل سهل ميسور ممكن.
    ومن هؤلاء الصحاب الذين اتجهوا أخيرا إلى إنشاء الحزب السوداني السبعين أو التسعين.
    ويا ليتهم سموه بالحزب السبعين أو التسعين.
    فذلك خير وأهدى من أن يسموه بحزب التغيير.
    فهذه الكلمة متى وردت في القرآن الحكيم وردت بصفة ذم ومعنى سلبي!


    فقد وردت في (الأنفال) و(الرعد) بمعنى زوال النِّعمة!
    وإلى آخر ما قلت..
    وإنما سميت حركتهم حزبا، لأنه لم تخف على المقاصد الحقيقية المخفاة، التي لم ينصوا عليها في ذلك الإعلان، وهي مقاصد تكوين حزبي لهذه المجموعة التي تتوشح بوشاح الفكر، وتستبطن إنشاء حزب سياسي تتزعمه.
    وفي غير هذا الحوار اعترف البروفسور الطيب أن حركته التغييرية ربما تحولت إلى حزب سياسي فور أن يهبط عليهم التمويل.
    وريثما يعثروا على الكوادر المدربة التي تدير الحزب.
    أي إنهم يريدون أن يحصلوا على تمويل جاهز يأتيهم في شكل صدقات أو قرابين.
    ويريدون أن يعثروا على كوادر جاهزة تتطوع بالعمل الوطني تحت إمرة هؤلاء المفكرين وتوجيههم.
    وقد عجبت لهؤلاء القادة، وأكثرهم أساتذة علوم سياسية، أن جنحوا لمثل هذا الضرب من التفكير الصغير.


    فمن كبرى مهام الأحزاب السياسية، وهؤلاء العلماء السياسيون يعرفون هذا قبل غيرهم، أن تقوم بإنشاء الكوادر وتربيتها وتدريبها، وتقديمها للشعب وللوطن كي تخدمه بإخلاص.
    ولا يُتصور ولا يُنتظر من حزب واعد جاد أن يعفي حزب نفسه من أداء هذه المهة الشاقة التي لا محيص منها والتي تتطلب وقتا طويلا وجهدا كبير ولا ينتظر منها عائد وشيك.
    ولا يُتصور ولا يُنتظر من حزب واعد جاد أن ينتظر قدوم هذه الكوادر لتترامى عنده من مدارات أخرى.
    والمدارات التي تنتظر جماعة التغيير إياها أن تتسلل إليها منها الكوادر ليست سوى الأحزاب والكيانات السياسية الأخرى.


    فكأن هذه الحركة المريبة تريد أن تسلب الأحزاب الأخرى إطاراتها وكوادرها التي جهدت في إنشائها وتربيتها وتدريبها.
    فهي تريد أن (تشلَّع) الأحزاب الأخرى، ولاسيما الأحزاب الكبرى من كوادرها، وأن تستخدم هذه الكودار في حربها واكتساحها.
    وقد اتضح اضطراب أفكار مؤسس الحركة وتناقضها في تقديمه لنفسه في حال على أنه إسلامي، وفي حال آخر على أنه من حال آخر.
    ففي بدء الحوار أوحى بأنه يريد أن يستدرك على تجربة الإنقاذ الإسلامية بما يصححها ويصلحها فقال:


    " الحركة الوطنية للتغيير هي مشروع فكر فيه أولا بعض الإسلاميين نسبة لاعتقادهم في فشل تجربة الإنقاذ بعد أكثر من ربع قرن في الحكم قادتنا إلى طريق مسدود بما اتهم إسلاميين والسلطة الحاكمة وصلت باسم الإسلام والإسلاميين إلى الحكم فإنه من مسؤوليتنا محاولة إصلاح الوضع لذا بدأنا في معالجة فشل الإنقاذ ".
    فهو يقدم نفسه ولعله يقدم بذلك بطانته المتمحورة حوله بهذه الصفة الإسلامية.


    ولكنه بعد قليل يكاد يتخلى عن هذه الصفة، فيقول إن جماعته الحالية وحزبه اللاحق لا يصران على موضوع الشريعة الإسلامية من حيث المبدأ.
    وهذا ما انبثق من قوله العجيب:" نحن الآن في معيتنا مسيحيين مثل القسيس إسماعيل من جبال النوبة وعبدالعزيز حسين الصاوي البعثي المعروف. فهذه التعددية ستفيد في حل المشكل السوداني رغم ما به من تعقيد، وأزيدك من الشعر بيت. صحيح المؤسسون الأوائل إسلاميون، لكن رفضنا إدخال الشريعة الإسلامية في أطروحاتنا الأساسية ويمكن أن تطرح في مرحلة لاحقة بعد التلاقي الوطني وبعد الفترة الانتقالية ".
    ثم قرَض بيتين آخرين من قريض السياسة الجاف فقال:" أولا: تطبيق التجربة الإسلامية في السودان لم تكن ناجحة وغير جاذبة. ثانيا: نحن نطمح لجمع كل التيارات السياسية بما فيها اليساريين وغير المسلمين فأول ما نَخُتْ حاجة مثل الشريعة الإسلامية بوضوح (هل يريد ان يَخُتَها بالدس يا ترى؟!) لا نتوقع البتة أن هذه التيارات والكيانات ستتفاعل معنا.
    ثم هنالك مرحلة لاحقة لهذا الائتلاف وهي أن الأحزاب السياسية ستظل موجودة بما فيها الإسلاميين وحتى بعض الإسلاميين مثل أنصار السنة والجهاديين وغيرهما لذا نحن لم نأتِ بالمختلف عليه ".
    فكأن استبعاد الشريعة الإسلامية وإلغائها ليس من الأمور المختلف عليها في نظر الدكتور وشيعته من أقطاب اليسار الإسلامي؟!


    حقا إن إلغاء الشريعة الإسلامية واستبعادها ليس من الأمور المختلف عليها لدى اليساريين السودانيين، وهم قوم قليلون.
    ولكن إلغاءها واستبعادها أمر مرفوض من قِبل المسلمين السودانيين، وهم ليسوا قوما قليلين.
    ثم ما هذه المثالية الافتراضية غير العقلانية التي يريد حزب الطيب زين العابدين أن يتعامل بها مع جماعات (أصولية) مثل جماعة أنصار السنة المحمدية والجماعات الجهادية وهو يعلن أن تطبيق الشريعة ليس من برامجه الأولى ولا الأخيرة؟!
    فإن أرضى حزب الطيب زين العابدين اليساريين بمثل هذه التنازلات فلن يُرضي بها الإسلاميين.
    بل يبقى بعض الشك يتسرب من إمكان أن يرضى اليساريون بتنازلات الطيبيين!


    فحتى هذه المحررة اليسارية المسكينة التي أجرت الحوار مع البروفسور قد سارعت بالمزايدة عليه في هذا الموضوع الحساس.
    والمزايدة السياسية، كما هو معروف بالبداهة، خلق مذموم من أخلاق العلمانيين اليساريين السودانيين، لن يتخلوا عنه طائعين، حتى ولو تخلى عنه وعنهم صاحبه وصاحبهم إبليس!
    وقد تحلَّبت شهية للمحررة للمزايدة الرخيصة المعهودة فتحفزت وواجهت البروفسور بطلب جديد قائلة:


    " عدم إدراجكم الشريعة الإسلامية توقعت أن يكون جاذبا للتيارات المغايرة، لكن تظل الحقيقة ماثلة وهي أن المؤسسين إسلاميين هذه وحدها أليست كافية لخلق قلق من تشابه النهايات؟"
    وإذن فلابد من إقصاء الإسلاميين عن الحزب الجديد.
    وآنها تنازل البروفسور ونفَح المحررة ببيت قصيد جديد فقال:


    " لو كنا اكتفينا بالمؤسسين الإسلاميين ما كنا نادينا الناس الآخرين وأنا بقول ليك معانا غير مسلمين وهم مؤسسون ونحن ما غرضنا حزب إسلامي ".


    وفي العبارة الأخيرة بيتُ القصيد وحبُّ الحصيد!


    ------------------------

    فشل القوى الامين

    مجمع الفقه يطالب بمنع احتفالات الكريسماس ورأس السنة ويحذر من مخطط لتدمير الشباب


    الجمعة, 20 ديسمبر 2013 11:48 الاخبار - اخبار





    الخرطوم: عمار محجوب:

    كشف رئيس دائرة الشوؤن الاجتماعية بمجمع الفقه الإسلامي دكتور إسماعيل عثمان عن مخطط تقوده جهات لم يسمها لتدمير الشباب من الجنسين أخلاقياً،

    محذراً من إقامة المناسبات الموسمية، «أعياد الكريسماس ورأس السنة». مشيراً إلى أنها تقود لتفشي الدعارة وتزايد أعداد الأطفال اللقطاء، مشيراً إلى أن أعداد الأطفال مجهولي الأبوين تتزايد في أشهر سبتمبر و أكتوبر وديسمبر،

    كاشفاً عن مساعٍ مرتبة و منظمة بغرض تفشي الإيدز وسط المجتمع.

    وأرجع إسماعيل في ورقة قدمها أمس خلال ندوة «الانفلات اللاأخلاقي وأثره على المجتمع السوداني»، أسباب انفلات الأخلاق وسط المجتمع، للخلل الاقتصادي مع ضعف الوازع الديني والحاجة بين الناس التي جعلتهم يتسوّلون ويسعون لطلب المال من حله وحرامه وظهور الرشاوي وخيانة الأمانة بجانب إقامة المناسبات الموسمية وحالة اللامبالاة التي انعكست على سلوك المجتمع بالإضافة لمعدلات البطالة والهجرة من الريف للمدن وتراجع معدلات الزواج وانتشار الشقق المفروشة من غير ضوابط ووجود الخادمات الأجنبيات في المنازل والخلوة بالأجنبيه والسفر.

    وانتقد إسماعيل نشر بعض أخبار الجرائم في الصحف مشدداً على ضرورة مراجعة نشر الجريمة في وسائل الإعلام.

    وفي السياق قال رئيس مجمع الفقه الإسلامي بروفيسور عصام أحمد البشير إن الموظف الذي لا يتقن عمله ويحترمه فإنه مخل بأخلاق المهنة مشيراً إلى أن ذلك سيقود لتدني الخدمة المدنية،

    وزاد أن الإخلال بأمانة التكليف يمثل وجهاً من أوجه الخلل الأخلاقي، وأضاف أن الذي لا يتخذ طهر المال العام ويتحايل عليه فهو مخل،

    وأوضح أنه حينما تسيطر حالة الفساد والاستبداد في الحكم وتغيب العدالة الاجتماعية فهذا يمثل انحلالاً أخلاقياً.

    وقال إن أخطر ما يهدد الأخلاق الصدود عن الدين الإسلامي، كاشفاً عن ظهور مجموعة من الشباب السودانين لا علاقة لهم بالدين «لا دينيون». من جانبه أكد ممثل دائرة أمن المجتمع العقيد محمد علي الحسن أن الإنفلات الأخلاقي أخطر من الانفلات الأمني، وقال إنه يمثل إ شكالية كبرى، داعياً لتضافر الجهود بين الجهات ذات الصلة لمحاربة هذه الظاهرة، وقال إن هنالك وسائل كثيرة أسهمت في الانفلات الأخلاقي منها حفلات التخريج وأعياد الكريسماس و رأس السنة وحفلات أعياد الميلاد



    ----------------------------

    فقه التطرف والتيسير بين الطيب مصطفى وسعد أحمد سعد


    الخميس, 19 ديسمبر 2013 07:49 كتاب الرأى - الرأى

    إرسال إلى صديق طباعة PDF



    راي: الطيب مصطفى:

    ثم يُقحم سعد أحمد سعد موضوعاً لا علاقة له بقضية سرقة الإنتباهة أو إنعقاد شورى منبر السلام العادل ويتحدث عن التشدد نافياً عن نفسه تلك الصِّفة لكنه يُثبت ما حاول أن ينفيه !! يقول سعد متحدثاً عن المرأة إنها عورة ثم يستطرد (والذي يقول أنها لا تخرج إلا لضرورة، وأنها إذا خرجت تحجبت ليس بمتشدد .. والذي يقول تخرج بلا ضرورة ولا داعي للحجاب ليس بمتسامح )!!

    دعونا بربكم نناقش بعض هذه العبارات لنحكم على سعد الذي يزعم أنه ليس متشدداً !! فسعد يقول إن المرأة لا تخرج إلا لضرورة ومن يقول ذلك ليس بمتشددٍ !!

    أود أن أسأل .. هل خرجت أمنا عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق لضرورة وهي تتكيء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنظر إلى الأحباش وهم يغنون ويرقصون ؟! وهل خرجت نساء المدينة وهن يستقبلن رسول الله العائد من تبوك ( في إحدى الروايتين ) وينْشِّدن (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ) لضرورة )؟!



    كنت والله من قديم أظن وأعتقد إنك يا سعد عبء على المنبر!! ولذلك كنت أُحْرَج من تصرفاتك ومن تهكم الأخ الطاهر ساتي منك..! خاصةً عندما ينسبك إلى المنبر ويذكّر بتفاخرك بأنك من عبسٍ وذبيان وقريش وكأنك تخوض معارك داحس والغبراء !!

    سألني الأخ عبد الوهاب سعيد قبل أن تتكشف لنا خيانة التواطؤ مع المؤتمر الوطني ومع ناهبي الإنتباهة .. سألني .. ماذا لو إستوعبنا البُشرى وسعد وأرجعناهما إلى المنبر فقلت له أما البُشرى فنعم فهو يمكن أن يُضيف إلى المنبر وقد قدَّم للمنبر الكثير.. أما سعد فان ضرره أكثر من نفعه وأقولها الآن ان الأمر أكبر من ذلك.. لأنك يا سعد تحرج كل من تنتمي إليهم .. هل نسيت كيف زجرت شباب فرقة الصحوة ومنعتهم من الإنشاد في دار المنبر بالرغم من أنني تحدثت في نفس المناسبة قبل أن أُغادر مقر المنبر عن مرجعيتنا الوسطية التي تبيح الغناء الَحسَن ؟! إنها مرجعية الإمام ابي حامد الغزالي والشيخ اُلمجدِّد محمد الغزالي وابن حزم الظاهري والقرضاوي وكثيرين غيرهم من العلماء اُلْمحدَثين ؟! إنها المرجعية الأقرب إلى مزاج الشعب السوداني بطبعه الأفريقي الطروب .. يومها يا سعد شعرت أنك تنتمي إلى مرجعية أخرى غير المرجعية الوسطية التي تبناها المنبر.. وأنك ستكون عبئاً كبيراً ربما يعوق مسيرة المنبر .

    اننا يا شيخ سعد نأخذ بفقه التيسير والرفق الذي سنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فما خُير الرسول الكريم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً ذلك ان ديننا يمقت من يبغّضون الناس في دين الله ففي مسند الإمام أحمد يقول الرسول الكريم ( إن هذا الدِّين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله فان المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى )

    ذلك كان منهج تفكير الخليفة الراشد العابد عمر بن عبد العزيز إذ يقول لإبنه (المتشدد) عبد الملك(يا بُنَّي اني وجدت أن اللَّه قد ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة واني خشيت أن أحمل الناس على الحق جملةً فيدعوه جملةً وتكون في ذلك فتنة ) .

    إنه مذهب الإمام الثوري الذي قال ( إنما الفقه الرخصة من ثقة أما التشدد فيحسنه كل أحد ).. لذلك كان رأيي من قديم أنك ستكون عبئاً على المنبر تبغّض الناس فيه بل تبغضهم في الدِّين وفي عبادة الله .

    انه التشدد والغلو الذي قلنا انه يجعل من سعد شخصاً غير مرغوب فيه في المنبر وغيره من الأحزاب ذات المرجعية الوسطية .

    العجيب أن سعداً الذي يغمز ويلمز ويشكك في ذمتي المالية ويفتري ويردد أحاديث الإفك إنتصاراً لنفسه يدحض حديثه من تواطأوا معه من مجموعة الأربعة فهاهو البشرى محمد عثمان يبعث لي رسالة هاتفية فور قراءته لمقال الأمس يقول فيها ( إن ذمتك المالية عندي غير متهمة على الإطلاق ، قلت ذلك لرفاقي وقلت لسعد العمدة وبابكر عبد السلام ان الستة مليار للمنبر مقابل أربعمائة فقط (6%) للمؤسسين تشّرف الطيب ومديره العام وتشرفكم أنتم ايضاً غير أن هناك عدم شفافية في أمور كثيرة الرسالة ليست محل تفصيلها ).

    فهل هناك أقوى حجة من شهادة ( شاهد من أهلها)للرد على تخرصات من لا يعرف شرف الخصومة حيث يلجأ إلى نشر أحاديث الإفك والبهتان واستخدام كل الوسائل للنيل ممن يناصبه العداء ؟!

    هاكم دليلاً آخر على طبع هذا الرجل من خلال شهادة اخرى من داخل مجموعة الأربعة التي تشن الحرب علينا وعلى المنبر فقد قال وقيع الله شطة الذي أجرت معه احدى الصحف عدداً من الحوارات تهجم خلالها علىّ .. قال شطة متحدثاً عني(أما وصفه لقيادات الجبهة الثورية بالشرفاء فأنا صراحة لم أسمع منه مثل هذا الحديث، وأشهد بأنه من أشد الناس عداوة للجبهة الثورية، وهذه أيضاً شهادة لله .

    ذلك ما قاله شطة فتعالوا نقرأ ما قاله (الشيخ) سعد الذي يقرأ في سورة النور حول حديث الإفك ( ولولا إذ سمعتموه قلتم مايكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله ابداً ان كنتم مؤمنين ).. يقول سعد إن ( الطيب مصطفى يُصرِّح أمام الملأ بأن الجبهة الثورية لها قضية وأن الجبهة لم تجد من يستمع إليها )!! بالله عليكم هل أبلغ في الرد على إفتراءات سعد من شهادة «شطة» حليفه في العداء للطيب مصطفى ؟! انني اتحدى سعد أن يُورد دليلاً على ما قال من أي حديث لي أو تصريح أو مقال بل أدعوه إلى المباهلة أمام ملأ من الناس فنجعل لعنة الله على الكاذبين .

    يقول سعد ذلك بدون أن يطرف له جفن وهو يعلم أنه يكذب بالرغم من أنه لم يسمع هذا الكلام من فيه الطيب مصطفى مُتجاهلاً قول الله تعالى ( يا ايها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).

    بإمكاني أن أشكو سعداً جراء أكاذيبه التي خطّأه فيها وكذبه من يُناصرونه في النَيِّل من الطيب مصطفى ومنبر السلام العادل .. بإمكاني أن اشكوه إلى العدالة !! لكن أيهما أفضل أن أرفع عليه دعوى قضائية أم أتركه لله العزيز الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟

    أقولها بلا فخر إنه لا يوجد سوداني ناصب الجبهة الثورية والحركة الشعبية والحركات المُسلحة المتمردة على سلطان الدولة أكثر مني وما من حزب سياسي ظل يكشف مؤامرات قطاع الشمال والحركة الشعبية ويكتب عن مشروع السودان الجديد ومستنسخاته مثل مشروع إعادة هيكلة الدولة السودانية الذي تبنته الجبهة الثورية ثم ميثاق الفجر الجديد الذي شاركت فيه بعض الأحزاب السودانية اليسارية والعلمانية مع الجبهة الثورية مثل منبر السلام العادل .


    ----------------
    هل يخشى الطيب مصطفى إنعقاد الشورى ؟!


    الجمعة, 20 ديسمبر 2013 12:27 كتاب الرأى - الرأى

    إرسال إلى صديق طباعة PDF



    راي: الطيب مصطفى

    ويتساءل سعد أحمد سعد .. لماذا يخشى الطيب مصطفى هيئة الشورى ؟!

    قبل الإجابة على السؤال دعونا نسأل الرجل .. لماذا تصر على دعوة مجلس الشورى الآن ؟ وهل مجرد فصل عضوين خرجا على مرجعية وثوابت الحزب يستدعي لطم الخدود وشق الجيوب وإحداث كل هذه الفرقعة الإعلامية بل والدعوة إلى إنعقاد الشورى ؟! وماهو سر هذه الفرقعة والضجيج الذي نعلم من يقف وراءه مما سنكشفه بعد قليل؟

    أصدقكم القول أن سعداً والمتآمرين معه إجتهدوا لكي يفرضوا علينا إنعقاد الشورى الآن لا لكي يناقشوا الأمور التي طرحوها كأجندة للإجتماع وإنما للإنقلاب على قيادة المنبر أو شقه إتساقاً وتواطؤاً مع من إجتمع بهم من قيادات المؤتمر الوطني .



    خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المنبر يوم السبت الماضي بالمركز الرئيسي بالمنشية كشف الأخ معتز محمد زين رئيس المنبر بولاية سنار أنه حضر إجتماعاً ضم ثلاثة من المفصولين من بينهم سعد مع وزير الحكم اللامركزي السابق حسبو محمد عبد الرحمن وأمين الشباب بالمؤتمر الوطني عبد المنعم السُني وأن قياديي المؤتمر الوطني حرضا سعداً وصحبه على إزاحة الطيب مصطفى من رئاسة المنبر بل وعلى شق المنبر كما كشف معتز عن وعود تلقوها بدعم لا محدود من المؤتمر الوطني إن نجحوا في إنفاذ المخطط وتحدث عن العربة التويوتا التي يمتطيها أحدهم بعد أن كان معدماً يستجدي المائة جنيه !! فبربكم ماذا تسمون ذلك الفعل من أُناس نصبوا أنفسهم منافحين عن المنبر وداعين إلى إصلاحه ؟!

    رغم ذلك تساءل سعد .. لماذا يخشى الطيب مصطفى من إنعقاد الشورى ؟! سعد يتساءل بعد أن فشل في محاولته الإنقلابية والإنشقاقية التي سعى من خلالها إلى حشد أعضاء الشورى خلف دعوته لإنعقادها ولكن هل علمتم قرائي الكرام بالفضيحة الأخرى التي إقترفها سعد ؟!

    لقد ذهب سعد وصحبه إلى الأخ عبد الرحمن فرح رئيس مجلس الشورى حاملين قائمة ( مزورة ) من ستين إسماً وطلبوا منه عقد إجتماع الشورى خلال 72 ساعة وإلا فإنهم سيتخذون إجراءات قانونية أخرى لفرض إنعقاد الشورى عليه وعلى الطيب مصطفى !!

    قال لهم الأخ عبد الرحمن فرح إنه سينظر في الأمر بعد التحقق من القائمة ثم التشاور سيما وأن إنعقاد الشورى يحتاج إلى مبلغ من المال للإقامة وترحيل القادمين من الولايات والضيافة .

    أحدثكم عن الفضيحة .. فقد تبين أن قائمتهم المضروبة تضم عدداً من الأشخاص ليسو أعضاءاً في مجلس الشورى وقد وُقع عنهم في غيابهم كما أن هناك عدداً كبيراً من الأعضاء وُقع عنهم بدون علمهم أو موافقتهم فضلاً عن أسماء المفصولين الأربعة التي أُدْرِّجت.. وهم ويا للعجب من تقدموا بطلب إنعقاد الشورى بالرغم من أنهم مفصولين ولن يحضروا إذا انعقدت!! والأعجب أن سعداً هذا فُصِّل قبل فترةٍ ..!وهناك آخر فُصِّل قبل نحو ثلاث سنوات!! وانعقدت الشورى عدة مرات بعد فصله.. كما أن عدداً ممن وقعوا« خُدِّعوا» بأن الأمر تم بموافقة قيادة المنبر وما أن علموا بالمؤامرة حتى انسحبوا من القائمة !!

    يسأل سعد لماذا يخشى الطيب مصطفى الشورى بالرغم من علمه أن الطيب(رئيس الحزب ) مُنتخب من المؤتمر العام.. وليس من سلطة مجلس الشورى أن يغيره كما انه يسأل هذا السؤال الغريب بالرغم من علمه أن مجلس الشورى قد إنعقد في يونيو الماضي وبموجب النظام الأساسي- فإن مجلس الشورى ينعقد كل عام.. وكانت الشورى «السابقة» شورى حقيقية تم فيها إختيار المكتب القيادي بدون أدنى تدخل أو ترشيح من رئيس الحزب وبالرغم من ذلك يتحدث سعد وصحبه عن دكتاتورية الطيب مصطفى وعن ضعف المكتب القيادي الذي يسعون إلى تغييره بحجة أنه ينصاع للرئيس ولا يعصي له أمراً !!

    إنها جزء من أخلاق شيوخ آخر الزمان الذين يجيدون التزوير والكذب وصناعة أحاديث الإفك إنتصاراً لهوى الأنفس الشح وتعلقاً بلعاعة الدنيا وكان بإمكاني أن افيض ولكن !!

    يعتقد سعد أن ما سماه بعزل الطيب مصطفى من رئاسة مجلس إدارة الإنتباهة المملوكة للمنبر بل من عضوية المجلس ومصادرة أسهم المنبر وفصل الفريق إبراهيم الرشيد نائب رئيس المنبر من منصب مدير عام الإنتباهة .. يعتقد أن ذلك يستدعي دعوة مجلس الشورى للإنعقاد ولكن أُكرِّر السؤال .. هل فعلاً يريد سعد ذلك..؟ وهل افتعل وصحبه الذين تم فصلهم هذه المعركة حِرصاً على مناقشة هذه القضايا في إجتماع المجلس أم أنه يريد أن يُثير بلبلة ويُحدث إنقلاباً ينتصر فيه لنفسه..؟ ثم هل إذا دعيت الشورى ستستجيب لأوهامه..!؟ أم أنها ستردعه كما فعلت مع صاحب له آخر فُصِّل قبل سنوات..! وبالرغم من ذلك يتحرك اليوم مع الإثنين الآخرين اللذين صدر بحقهما قرار الفصل مؤخراً ؟

    أعلم علم اليقين ، ولو صدق لقال ما أقول، إنه يريد الشورى لتحقيق أهداف من اجتمعوا به في ديوان الحكم الإتحادي من قيادات المؤتمر الوطني ومن ظل يجتمع بهم الساعات الطوال داخل الإنتباهة المغتصبة بالرغم من أنهم هم الذين نهبوا أسهم المنبر وجردوه من تمويله الشهري وانه يريدها لشق المنبر أو الإنقلاب عليه.. ولعل أبسط ما يكشف حقيقة ما يسعون اليه يتمثل في السؤال التالي : هل ما يُثيرونه اليوم من ضجيج في بعض الصحف يخدم المنبر الذي يزعمون حرصهم على إصلاحه أم يؤثر سلباً عليه ويُفرح أعداءه ويعطل من إنطلاقته ؟! هل يختلف ما يقومون به اليوم عن فعل من نهبوا صحيفة المنبر (الإنتباهة) ولماذا تحرك هؤلاء في وقت واحد لينهشوا جسد المنبر ؟!

    عندما فُصل د. غازي صلاح الدين وحسن رزق وفضل الله من المؤتمر الوطني هل أصروا على أن يعملوا من داخل حزبهم القديم بالإتصال بعضوية مجلس شوراه لإحداث إنقلاب من الداخل ؟! هل سعوا لفرض إجتماع للشورى يملوا فيه أجندتهم.؟ أم أنهم توجهوا نحو إنشاء حزب جديد ؟! لماذا لا يجربوا ما فعله غازي وصحبه خاصة بعد فشل خطة الإنقلاب من داخل مؤسسات المنبر ؟!

    إن قرار فصل الخارجين على ثوابت المنبر من إختصاص المكتب القيادي الذي يملك أن يُشكل لجان التحقيق والمحاسبة.. أو أن يصير إلى إتخاذ قرارات حتى بدون تشكيل لجان! إذا ما ثبت له أن الأمر يستحق قراراً فورياً فعلى قدر الجرم تأتي العقوبة والنظام الأساسي هو الذي يحكم عملية الإنضباط التنظيمي.. ولن يفعل مجلس الشورى لو انعقد أكثر مما فعله المكتب القيادي حين وجه برفع دعوى أمام المحكمة التجارية لإسترداد الإنتباهة وأسهم المنبر المنهوبة فضلاً عن أن كل أعضاء مجلس الشورى تقريباً قد أُحيطوا علماً في إجتماعات تنويرية غير رسمية بما حدث من تآمر على الإنتباهة وما فعله المفصولون سواء القُدامى الذين غادروا قبل زمن طويل أو الجُدد فما الداعي بربكم لإنعقاد الشورى في غير ميقاتها؟ وهل نجح الإنقلابيون في مسعاهم أم أننا أحبطنا المحاولة الإنقلابية وارتد مدبروها ومحركوهم على أعقابهم خاسرين ؟!

    ليت سعداً أو غيره يعلمون أن منبر السلام العادل تسيره مؤسساته ولا يفرض عليه شخصان فُصلا حديثاً وآخران فُصلا قديماً منهم سعد أحمد سعد بسبب خروجهم على ثوابت ومرجعية الحزب..أقول ليتهم ومن يتآمرون معهم من المؤتمر الوطني يعلمون أن المنبر محصن من الإختراق ولا يملك هؤلاء وغيرهم فرض أجندتهم أو تحديد زمان ومكان إنعقاد الشورى كما بينا بالشواهد فقد انقلب السحر على الساحر وفشل المؤتمر الوطني في فعل ما فعله بالأحزاب الأُخرى..! وبدلاً من شق المنبر انفضح أمام الملأ لأن المكر السييء لا يُحِيق إلا بأهله فقد كشفنا جانباً من أساليب المؤتمر الوطني في تخريب وافساد الممارسة السياسية.. وهاهو المؤتمر الوطني يشهد إنشقاقه الثالث بخروج بعض أبرز قياداته وأطهرها وأنظفها وأصدقها ونحن موقنون بقوله تعالى(وإن الله لا يهدي كيد الخائنين) ..



    ( صدق الله العظيم ).
                  

12-21-2013, 10:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الحركة الإسلامية بجنوب دارفور تدعو لتوحيد الصفوف


    التفاصيلنشر بتاريخ السبت, 21 كانون1/ديسمبر 2013 09:09
    نيالا: حسن حامد


    دعت الحركة الإسلامية بولاية جنوب دارفور إلى ضرورة توحيد الصف لمجابهة التحديات المحدقة بالولاية والخروج بها لبر الأمان مع أخذ الحيطة والحذر لمجريات الأحداث بإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.


    وقال والي جنوب دارفور اللواء آدم محمود جارالنبي في مخاطبته فاتحة أعمال مؤتمر شورى الحركة الإسلامية في دورته الثالثة بنيالا أمس إن ولايته الآن في أمس الحاجة للقيام بمزيد من الإجراءات حتى يقوى عودها لأنها مرت بحروب طاحنة بين القبائل وممارسات خاطئة لبعض المتفلتين بجانب وجود قضايا أخرى تستدعي الوقوف عندها وتحليلها من خلال هذا المؤتمر تمكن لاتخاذ قرارات صارمة تشمل الجميع ولا خيار لأحد ودعا جار النبي إلى ضرورة أن تنطلق الشورى في الحركة الإسلامية بالقواعد من مبدأ أساسه الدين الإسلامي الذي يهتدي به الجميع. وقال إن جنوب دارفور ابتُليت كثيراً والذي يحدث بها هو بمثابة دروس وعبر تتطلب التوقف عندها ومن ثم الانطلاق بها نحو الإصلاح،

    وأضاف: ولايته الآن في طريقها للتعافي لكنه أشار إلى أن هذا لا يتأتى على أيدي التنفيذيين والتشريعيين والسياسيين فقط بل يتطلب عملاً مجتمعيًا متكاملاً ينطلق عبر الحركة الإسلامية، وتابع: «هنالك ممارسات تسيء لمجتمعنا والإسلام ونحن نغض الطرف عنها فلا بد من مواجهتها بشجاعة وإذا كان هناك باطل فيجب على الجميع الاعتراف به وإذا كان حق التأمين على سيره»
    فيما قال أمير الحركة الإسلامية بالولاية د. محمد عثمان بيلو إن
    الأحداث تجتمع من حولهم في إفريقيا الوسطى وجنوب السودان ولا بد من مراجعة النفوس لتصويب الأخطاء ووضع النقاط فوق الحروف،

    وكشف بيلو أنهم يهدفون خلال المرحلة المقبلة لاستكمال عدد من المشروعات من بينها حقن الدماء ومشروع البناء الثقافي الفكري لمواجهة التيار الفكري الجارف وسط الشباب إلى جانب مشروع تركيز دعم المناطق محل النزاع وتحقيق وحدة الصف والبناء.


    -------------------
                  

12-22-2013, 11:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    البشير : الصيف سيكون الحاسم للجهة الثورية. طه رجل صاحب رسالة خدم المشروع الاسلامي بكل صدق وتجرد





    12-22-2013 05:05 AM


    (سونا) اعلن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ان الصيف سيكون الحاسم للتمرد في جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق وسيكون العام القادم عاماً للسلام في كل ربوع السودان والتوجه نحو التنمية والخدمات لكافة مواطني السودان مشيدا بالانتصارات الكبيرة الي تحققها القوات المسلحة في كافة مسارح العمليات مشيرا الي خلو كل االجبال الشرقية بجنوب كردفان من التمرد .

    واكد البشير لدي مخاطبته مساء امس ببيت الضيافة الاحتفال الذي نظمته رئاسة الجمهورية للدستوريين ممثلين في نواب ومساعدي رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الوطني والوزراء القدامي والجدد ان المسيرة ستمضي بذخيرة وافرة من الشباب القادرين علي حمل الرسالة والمسئولية باقتدار وثبات مشيرا الي ان الذين ترجلوا كانو هم مهندسي التغيير ومازال التشاور مستمراً معهم وقال " نحن لم نلتقي في ظل المناصب ولن نفترق بافتراق المناصب" واضاف " لقد دفعنا بكوكبة جديدة من الشباب لتأهيلها وصقلها لكي يجد الرئيس القادم مجموعة جاهزة لمواصلة المسيرة لتحقيق مايصبو اليه أهل السودان.

    وحيا النماذج التي قدمها النائب الاول السابق علي عثمان في مسيرة التغيير السياسي عبر تنازله عن منصبه كنائب اول بعد اتفاقية السلام والآن وكذلك تنازله عن قيادة الحركة الاسلامية وقال انه رجل صاحب رسالة خدم المشروع الاسلامي بكل صدق وتجرد.
    واعرب رئيس الجمهورية عن قلق السودان تجاه مايجري في دولة الجنوب وافريقيا الوسطي ومصر وليبيا مؤكدا ان دور السودان تجاه تلك الدول سيكون ايجابيا عبر الدعم حتي يتحقق فيها السلام والاستقرار وتعزيز التعاون وتبادل المصالح المشتركة .

    وقال الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر رئيس الهيئة البرلمانية السابق "نريد عبر هذا التغيير ان نرى سودانا جديدا يسوده العمل و التخطيط القائم علي العلم والتكنلوجيا وصفحة جديدة من التنمية والازدهار لشعب السودان مشيرا الي ان السودان شهد اعظم الانجازات في احلك الظروف والتحديات الجسام عبر الاصرار والعزمة الصادقة .

    وابان الاستاذ صلاح الدين ونسي وزير ئاسة الجمهورية ان رسالة الواجب الوطني و الاداء الخالص غير مرتبط بمناصب بالحكومة بل عبر السودان الواسع وصولا للاهداف المنشودة وقال" ان التغيير سيكون له ما بعده لأنه جاء برغبة خالصة مشيدا بما قدمه الوزراء السابقين من انجازات اثرت الساحة في كافة المجالات


    -----------------

    اسحق احمد فضل الله الذى يكتب بالالغاز والهمز واللمز وادعاء المعرفة تبخرت كل معلوماته التى كان يدعى انه على علم بها بعد ما تم ازاحة الاسلام كما يدعى اقرا »


    > وفي السودان الآن فلان عنده جيش وفلان له جيش
    > وأحد قادة الأمن كان يصنع جيشاً.
    > ود إبراهيم جيش
    > والغرب خمسة جيوش.
    > والقبائل في الغرب جيوش.
    > والدفاع الشعبي جيش.
    > والجيش جيش.
    > وقطاع الشمال جيش وعقار جيش.
    > وجيش يصنع الآن في الشرق.
    > والأحزاب جيوشها من أيام أسمرا.
    «4»
    > الشعور بالخطر على السودان.. حقاً أو باطلاً.. يصنع بعض هذه الجيوش.
    > والشعور الآخر يصنع الأخرى.
    > وحرب المخابرات تصنع هذا .. بهدوء.
    > وإضعاف الشعور بالإسلام كان هو الخطوة الأولى.. وينجح.
    > و «أيام الإسلام» من كان يفعل الأعاجيب ليس هو المجاهدون في الجنوب.
    > من يفعل الأعاجيب كان هو مشهد طرقات السودان كله وهي تفرغ في الثامنة مساء كل إثنين.
    > الناس جالسون أمام الشاشات يشاهدون «ساحات الفداء» في شعور عارم بالإسلام المقاتل ومذاق الإسلام.
    > كان لا بد من نزع الشهور هذا.
    > ونزع
    > بعده كان لا بد من نزع «الشورى».
    > ونزعت.
    > إلى درجة أنه؟؟
    > يقول لي الطبيب أكلت شيئاً وداؤك في الشراب أو الطعام.
    > هذا هو المتنبي بينما نحن نقول طبيبنا داؤك في عدم الطعام.. ولا رهاق.
    > ونقرر الذهاب بعيداً في يناير.
    > بعدها نكتفي إن شاء الله على صفحات «الإنتباهة» «فقط».


    الانتباهة
    22/12/2013
                  

12-23-2013, 09:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    طيب مصطفى وذمته الإدارية
    (سعد أحمد سعد – اخر لحظة )
    هذا هو ما وعدت به الأخ العزيز الطيب مصطفى ووعدت به القراء الكرام بالحديث عن ذمة الطيب مصطفى الإدارية، ويعلم الأخ الطيب أنني لا أشتم ولا أسب ولا ألعن ليس هذا ما أدبني به من أدبني.. فأنا في العادة أصف الإنسان فقط.. وأصفه بما هو فيه..
    ولكن إمعاناً مني في الإنصاف وفي إعطاء الأخ الطيب مصطفى حقه كاملاً فإنني أتخلى له حتى عن الوصف.. بل سوف أدع القراء الكرام يطلعون على النصوص التي سأوردها ولهم الحق بعد ذلك في الوصف أو السب أو الشتم أو اللعن!!
    يعني باختصار شديد 1+1=2.
    أما حكاية «المرنزمي» و«سردبي» و«البردعة» فليس هذا مكانها ولا تقدم الحاجة اليها.. وندع الأخ الطيب تصفه أعماله وأقواله..
    نبدأ مستعينين بالله بوضع النصوص التي أوردها الأخ الفريق تاج الدين ساتي مقرر المكتب القيادي للمنبر في البيان الذي نشرته الحرة يوم الثلاثاء الماضي، والذي يبدو أن الأخ الطيب لم يطلع عليه: قال الفريق تاج الدين..
    - دأب الباشمهندس على اتخاذ كثير من القرارات بشأن الحزب بصورة فردية، دون مشورة من أحد، لا مكتب قيادي ولا شورى ولا أي عضو آخر، وكثيراً ما تكون القرارات متعجلة وغير مدروسة وتحدث ارتباكاً في مسيرة الحزب.. والأمثلة كثيرة..ويبدأ المقرر في سرد بعض الأمثلة..
    - فصل بعض أعضاء المكتب القيادي في الدورة السابقة والحالية رغم أنهم منتخبون من مجلس الشورى.
    - إدخال الحزب في نفق تحالف قوى إسلامية وأحزاب هلامية بعضها محمول داخل حقائب رؤسائها كحزب الرجل الواحد..
    هذا يقوله بالنص مقرر المكتب القيادي للحزب الذي يرأسه الأخ الطيب مصطفى.. ولم أزد عليه حرفاً واحداً..
    فهل رد عليه الأخ الطيب.. أم سيرد.. أم أنه لن يرد؟
    يضيف الفريق تاج الدين:
    - والصراع مع ما يسمى جبهة الدستور الإسلامي
    ولن أدخل في نزاع مع أحد حول عبارة ما يسمى جبهة الدستور الإسلامي رغم أنني نائب رئيس مكتبها القيادي يقول سعادة الفريق:-
    - كل هذه القرارات اتخذها بصورة فردية ثم عرضها كأمر واقع على المكتب والذي كان يجب أن يكون هو صاحب القرار..
    قلت لا معلقاً بل مستفهماً.. أرجو ألا أكون قد خرجت عن مضمون العنوان: ذمة الطيب مصطفى الإدارية؟!
    يستمر الفريق تاج الدين في وصفه للأخ الطيب مصطفى
    - لم يحدث أن اتخذ قراراً أو بدأ عملاً أو كلف آخرين بأداء عمل معين ثم صبر حتى يرى النتائج.. إنما له قدرة عجيبة على إرباك الأمور وخلط الأوراق.. والتردد الواضح..
    قلت أود فقط إن الفت انتباه الأخ الطيب إلى الفقرة القادمة وانتباه القراء حتى لا اتدخل بالوصف اطلاقاً:-
    - وفي كثير من مرة طلب مني عندما كنت مقرراً للمكتب القيادي عدم دعوة فلان أو علان الأعضاء في المكتب القيادي لحضور اجتماع راتب دون أن يبدي أسباباً، مع أن فلاناً وعلاناً هؤلاء أعضاء منتخبون ويمثلون مع زملائهم قيادة الحزب.
    سؤال بريء جداً للأخ الطيب مصطفى: هل يمس هذا الوصف الدقيق من مقرر المكتب القيادي الذمة الإدارية لرئيس المنبر؟!
    قلت والأخ المقرر الفريق تاج الدين يغنيني عن الوصف فيصف هو الأخ رئيس المنبر:-
    - الرجل لديه إحساس بالتفرد.. وأنه مفكر من طراز فريد، ومستواه الفكري فوق مستوى الآخرين، وعلى أساس أن ليس كمثله أحد في السياسة والدين والتنظيم، يتحدث مطولاً حديثاً معاداً مكرراً مملاً حتى في اجتماعات المكتب القيادي يستغرق أكثر من نصف الزمن تقريباً فيما يطلق عليه التنوير بالأحداث..
    الحمد لله أنني لا زلت ملتزماً بعدم التدخل وعدم الوصف ومجرد الوصف ناهيك عن السب والشتم واللعن.. وأدع الوصف للمقربين من الأخ الطيب يقول الأخ المقرر الفريق تاج الدين:-
    - أدى كل ذلك بالضرورة إلى نزعة دكتاتورية تقمصته إلى درجة أنه لم يعد يشعر بها..
    أود أن أؤكد أنني والله لم التق بالأخ المقرر الفريق تاج الدين مقرر المكتب القيادي من قبل أن استلم خطاب فصلي من المنبر الذي ارسل لي مع شخص آخر، وهو يحمل توقيع الأخ تاج الدين، والذي أخطرني بالتلفون أن هذا سيكون آخر عمل له في المكتب القيادي.
    وأحب أن اذكر الأخ المقرر الفريق تاج الدين بأنني وقبل فصلي جئت بالصدفة إلى المقر الواقع جنوب ميدان المولد بالسجانة، ووجدت تحضيرات اجتماع واستفسرت الأخ المقرر ما إذا كان هذا اجتماع للمكتب القيادي.. فأنكر.. ولكنني فوجئت بأن الاجتماع كان فعلاً للمكتب القيادي وحضرته.. وبعد الاجتماع شعرت بأن التحضير كان لأمر ما، ولكن مجيئي غير المحسوب ربما أفسده..
    ونختم مقتطفات بيان الأخ المقرر بهذه العبارة التي أوردها فيه:
    - الباشمهندس الطيب مصطفى عبد الرحمن وبطريقته القابضة على كل مفاصل الحزب لا يفرق بين إدارة شركة أعمال خاصة وإدارة حزب سياسي.. إلى آخر العبارة…
    ولي على هذه المتقطفات تعليقات.. الأول أنني مندهش أن الفريق تاج الدين ما زال حياً.. والثاني أن الأخ الطيب ما زال يمارس الكتابة بل والظهور والمشي في الأسواق.
    وقبل أن أعلق التعليق الختامي على ذمة الطيب مصطفى الإدارية دعوه يواجه هذه الحادثة التي لم يطلعني عليها أحد إذ كنت الطرف الرئيسي فيها..
    دخلت عليه في مكتبه في كاثيا فإذا به يقابلني في الباب وجهاً لوجه واعتبرها معجزة أو كرامة أو شيئاً من هذا القبيل، لأنه- على حد قوله- كان سيتصل بي لأمر عاجل ومهم.. وعلمت منه أن إحدى الموظفات تقدمت بشكوى ضد أحد قادة المنبر تتهمه بالتحرش بها.. قلت له هذه قضية شائكة وعواقبها وخيمة وهي جريمة- إن صحت- فعقوبتها ليست في متناول اللجنة ولا المنبر.
    فطلب مني الاستماع إلى الشاكية.. وشكل لجنة برئاستي وعضوية الأخ ب/ عباس محجوب وكان عضواً في المكتب القيادي، والأخ فتح الرحمن عز الدين أحد قيادات المنبر آنذاك في شرق النيل.
    واستمعنا إلى الشاكية.. ثم ادعت الشاكية أن هناك فتيات غيرها تحرش بهن المشكو ضده.. واستمعنا اليهن جميعاً.. وأصرت الشاكية أن هناك رابعة أيضاً.. ورفضت الشاهدة أولاً وأخيراً جاءت وأدلت بشهادتها.
    ولما نظرنا في مجموع أقوال الشاهدات لم نجد بينة تسند أقوالهن- وهذه من أخطر الجرائم في المجتمع المسلم- لأنها تصل إلى أن تكون حدية.. وهي تمس شرف وديانة المدعي عليه ولما استجوبنا الشاهدات خاصة الشاكية الرئيسية لم نجد واحدة منهن ردت على المدعى عليه بعنف ولا صفعته ولا شتمته ولا قدمت شكوى في حينها، إذ إن اللجنة شكلت في أمور زعم أنها حدثت قبل شهور وربما أكثر من سنة لم تجد اللجنة بداً من أن تصدر قرارها وأهم ما جاء فيه في البند الأول والثاني ما يلي:
    1. الدعوى تنقصها البيِّنات الشرعية بحكم أن الجريمة حدية لا ينظر فيها إلا بثبوت البينات ووضوحها.
    2. لاحظت اللجنة أن هذه الشكوى قد تأخرت كثيراً وكان جديراً بالشاكيات أن يتكلمن وقت وقوع التحرش، لأنه أمر لا يقبل التأجيل ولا الانتظار، ذلك بناء على طبيعته الحساسة.. وهذا التأخير والإرجاء يضعف من تهمة التحرش.
    وقلنا في البند الرابع:
    4. من سير الحيثيات العامة لسير القضية وضح للجنة أن الشاكية «……» هي التي تحرك القضية وتسعى جاهدة من أجل تجريم المشكو ضده.ولما كانت هذه اللجنة لجنة تقصي حقائق فقد نصحنا الأخ الطيب مصطفى رئيس المنبر أن يقف الاجراء عند هذا الحد، ولا داعي لاستدعاء المشكو ضده لأن من حقه فيما نرى تحريك اجراءات قانونية.ولكنني فوجئت بعد ذلك بالأخ الطيب يتصل بي هاتفياً يطلب مني تأكيد إدانة نائب الأمين العام في هذه القضية، وفوجئت بأن معه في تلك اللحظة الأمين العام للمنبر، وكان يطلب منه اصدار قرار بفصل نائب الأمين العام لأن اللجنة أدانته، ولكنني صححت له الأمر وقلت له إن اللجنة لم تجد أدلة تدينه بها وهي كانت لجنة تقصي حقائق، ونصحت بعدم الخوض في الموضوع بعد ذلك وأوصت بإجراءات إدارية أهمها فصل أمانة المرأة وهياكلها في مكاتب منفصلة..ورفض الأمين العام فصل نائبه وطالب برؤية قرار اللجنة ،ولكن الأخ العزيز الطيب مصطفى رفض اطلاعه عليه..
    ألا لعنة الله على الكاذبين!!!والأخ الأمين العام موجود والخطاب الذي كتبه له الأخ الطيب مزوراً قرار اللجنة موجود.. ولما لم يقتنع الأمين العام بفصل نائبه قال له الأخ الطيب إنه سيتخذ هو ما يراه مناسباً، وكان ما يراه مناسباً هو فصل الأمين العام ونائبه معاً في جلسة واحدة!! الشهود وأعضاء اللجنة والوثائق وقرار اللجنة كلها موجودة ولا نحتاج إلى مباهلة.
    هل أنا في حاجة إلى تعليق؟!
    يا بخت ويا حسن حظ من يقال له إن ذمتك لستك!!
    أي أنه في الآخر عنده ذمة!!
    الأخ الطيب.. كنت قد قلت إنك توجه سؤالاً إلى سعد لأنه شيخ، ولأنك تعلم أنه لا يكذب- حسب قولك- وسألته عن مصدر السيارة التي تركبها المجموعة واجبتك..والآن بدون مقدمات وبدون حيثيات- لأنه لا وجود لها- ما حكاية العلاقة بين كاثيا شركتك الخاصة وصحيفة الانتباهة التي كنت رئيس مجلس إدارتها؟! هل يمكن أن توضح لنا بشفافية من الدائن ومن المدين؟ و ما عمر الدين وهل يقل عن 247 مليون أم يزيد؟ .
                  

12-23-2013, 09:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى وذمته الإدارية (2-2)
    الاثنين, 23 ديسمبر 2013 07:29 كتاب الرأى - الرأى إرسال إلى صديق طباعة PDF
    رأي: سعد أحمد سعد :

    لقد أثبتت الليالي والأيام أن للطيب مصطفى موهبة خارقة في اللطم والردح والسب والشتم والتوصيف بالحق وبالباطل.

    ولكنني والله لن أجاريه وسوف أدعه لتصفه أقواله وأفعاله فمدحها- إن وجد- وذمها أبلغ من مدحي له وذمي.. والأخ العزيز الطيب مصطفى وحتى يوم الجمعة ظل يسخر قلمه وينفث زفراته الحرى نحوى، وأنا أقرأ وابتسم والذين من حولي يعجبون كيف لا أندفع في الرد عليه وكيف لا أفحمه ولا أسكته، وهم يعلمون أن جرابي مليء ومشحون ومكتظ بالأعاجيب.

    والتأني في الرد هو رد .. بل هو الرد.. والرد الهادي رد بل هو الرد.. والرد المختصر المفيد رد.. بل هو الرد.. وأهلنا الأقحاح يقولون يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.

    إن من سوء طالع الأخ الطيب مصطفى هذا التأني والصبر عليه وتقديم الأهم على المهم.. فها هو في أول إطلالة له على قرائه الجدد يستميحهم العذر أن يبدأ بالرد على (بعض من تطاولوا على شخصي بالبهتان).

    وتصوروا بالله هذا الاستدراك الفضيحة لزعيم المنبر وقائده لقرابة عقد من الزمان يستميحهم العذر ويقول «بالرغم من أن ما يحدث هذه الأيام في جنوب السودان يستحق أن أكتب عنه بعض الزفرات، ولكن صبراً فالأيام بيننا إن شاء الله».

    أما أنا والله فلم استطع أن أقدم شخصي على ما يجري في جنوب السودان، لأنه يؤثر تأثيراً مباشراً على ما يجري في السودان، فنحيت الرد على زفرات الطيب الشخصية يومين ورغم هجومه الكاسح عليّ وعلى شخصي.والأخ الطيب مصطفى يقول إنني عبء على المنبر!!.ويقول الأخ الطيب مصطفى إنه لم يكن يرغب في الكتابة (بعد أن توقف قلمي منذ أن صودرت أسهم منبر السلام العادل في صحيفة الإنتباهة بفعل- خياني- يعف بعض بني الحيوان عن اقترافه).

    أشهدوا يا بني الدنيا وليشهد الثقلان أن الطيب مصطفى يقر ويعترف على نفسه بالخيانة.

    وأنا كما عاهدتكم لا أسب ولا أشتم ولا أصف.. ولكن أسرد القول وأحكي الفعل.

    الطيب يصف قول رفقائه في مجلس إدارة الإنتباهة بالخيانة لأنهم قالوا إن الصحيفة ليست مملوكة للمنبر، ولكن مملوكة لأعضاء مجلس المؤسسين.

    هل تعلمون إني فصلت من المنبر وأوقفت من الكتابة في الإنتباهة ليس لأني فعلاً عبء على المنبر.. بل فقط لأنني قلت للطيب ومعي آخرون إن الإنتباهة مملوكة للمنبر.

    وقلنا هذا للطيب مصطفى بالصوت الخفيض.. وكما أرشدنا الحديث الشريف أخذنا بيده وخلونا به وقلنا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى.. وجلسنا معه في مكتبه في كاتيا، ومرة كان معي الأخ عبد الماجد عبد القادر، ومرة معي بشرى ومبارك، وكان الطيب كالعهد به وكما وصفه مقرر المكتب القيادي كثير التردد عديم الثبات على رأي.. قال في أول اللقاء كلاماً ثم قال في آخر اللقاء كلاماً مختلفاً، مفاده إنا إذا ذهبنا إلى المحكمة فهو سيقف ضدنا مع بقية أخوته في مجلس الإدارة، الذين قالوا إن الإنتباهة ملك للمؤسسين.. هذا القول هو الذي يصفه الطيب بالخياني.

    ولعلم القارئ ولعلم المهتمين بهذا الشأن والذين يريدون معرفة الحقيقة بلا جعجعة ولا كذب ولا دغمسة ولا انبطاح.. فبين يدي الآن مذكرة من المحامي الأستاذ زين العابدين محمد حمد بتاريخ 2/1/2013م بتوكيل من خمسة أفراد من أعضاء المنبر هم سعد أحمد سعد، مبارك النور عبد الله، البشرى محمد عثمان، عبد اللطيف محمد عثمان، فاروق حاج محمد إبراهيم.

    وقالت المذكرة إن كل أموال الصحيفة لا تخص المساهمين بل مملوكة لمنبر السلام العادل المالك الحقيقي لصحيفة الإنتباهة.وتقول المذكرة في آخر فقراتها «ولكنني وللعلاقة التي بينكم وموكلي والذين هم أعضاء في منبر السلام العادل، ولحساسية هذا الموقف أرتأيت أن أوجه لكم هذا الإنذار للجلوس مع موكلي وحل هذا الأمر ودياً».

    إن المذكرة أو الإنذار كانت موجهة لمجلس إدارة شركة المنبر للطباعة والنشر، وهي المالك المسجل لصحيفة الإنتباهة.لو كان الطيب يقول في تلك الآونة إن الأسهم مملوكة للمنبر- مثلما قال في أول مقال له في آخر لحظة- وكما قال في حلقة مع الإعلامي عبد الباقي الظافر (صالة تحرير).. لكان فعلاً أحد الموقعين على هذه الإنذار، ولما وصف نفسه بالخيانة.. ولكن لما أوقفت الإنتباهة وفصل الطيب مصطفى من رئاسة مجلس الإدارة، ثم من مجلس الإدارة نهائياً ومعه نائبه إبراهيم الرشيد، وعدل سجل الشركة وأعيد ترتيب الأسهم للحالة الأولى (22) سهماً بدلاً من (100) سهم، بدأ الطيب في اللطم والشق والنواح، ووجد نفسه لأول مرة مضطراً لمناقشة مأزق الإنتباهة في المكتب القيادي.. وهناك قالوا له أليس هذا هو الذي بسببه فصلت سعداً من المنبر؟.إن المنبر الآن على وشك أن يفند حقه في الإنتباهة إلى يوم الدين وليس ذلك إلا لسببين.. وهو أن الطيب مصطفى ليس له ذمة إدارية أصلاً.. وأنه كما قال المقرر (ليس كمثله أحد).وأنا والله أقول اللهم لا شماتة.. وما أنا والله بشامت وفي من أشمت؟ في الطيب مصطفى أم في منبر السلام العادل؟ أما الطيب مصطفى فعرض زائل وما هو إلا هامة اليوم أو غد، وأما منبر السلام العادل.. فلنسأل الطيب مصطفى بوضوح شديد بالله عليك وبالذمة أينا كان عبئاً على المنبر أنا أم أنت؟.أنا- وأعوذ بالله من أنا- ومن معي الذين كنا ندافع عن حق المنبر وأموال المنبر أم أنت الذي ضيع المنبر كله، حتى كان أن يكون في خبر كان.لكن الطيب مصطفى لا يقرأ.. وإن قرأ أحسبه لا يفهم! ألم يقرأ في كتاب الله قوله تعالى: «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» «فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِه» «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم»قرأ أبوبكر الصديق هذه الآيات وقال هذه الثلاث من كن فيه كن عليه.

    فما هو ياترى الذي حاق بالطيب مصطفى غير هذه؟ البغي والنكث والمكر السيئ؟

    في الفقرة التي تلي هذه يبدو جلياً أن الطيب مصطفى يستدرجني لأقدح في ذمته المالية.. وقلت مرة ومرتين وثلاث أنني لا أملك الدليل لأقدح في ذمته المالية لا قانوناً ولا شرعاً.. بل أنني سررت جداً لما علمت أن مجموعة الخيانة كما يسميها الطيب مصطفى، وهم مجلس الإدارة لم يستلموا من الإنتباهة أكثر من (40) مليون جنيه (يعني أربعين ألف) طيلة هذه المدة.. وهذا شرف لهم أي شرف رغم اختلافنا في المواقف.. وشرف لهم أيضاً ..إن كانوا قد رفدوا المنبر بستة مليارات- كما يقولون- وليعلم الأخ الطيب وليكن مطمئناً أنه ليس من السهل استفزازي وأنا لا أتطاير (يعني لا أتحول من الصلابة إلى الغازية) وليبحث له عن أسلوب آخر.

    قلت ولازلت أقول إن ميزانية الإيرادات والمصروفات في تمويل المنبر من الإنتباهة لم تعرض على المكتب القيادي إلى حين مغادرتي، بل أن الإنتباهة نفسها كصحيفة لا شأن للمكتب القيادي بما يجري فيها لا من قريب ولا بعيد.

    مرة أخرى يعود الطيب مصطفى لموضوع اختطاف صحيفة الإنتباهة ويتساءل لماذا لا يشنون الحرب على من اختطفوا صحيفة المنبر وصادروا أسهمها وهي التي كانت تمول أنشطة المنبر؟.

    هل يريد الأخ الطيب مصطفى أن أصور للقراء الإنذار الذي وجهناه للذين اختطفوا صحيفة الإنتباهة وهو من بينهم وفصلناه هو لا غيره بسبب الإنذار من الإنتباهة ومن المنبر؟.ويتعجب الطيب مصطفى لماذا نشن الحرب على رئيس المنبر؟.وأقول للأخ الطيب: نحن لن نشن حرباً عليك، وأنت أعلم الناس بهذا، ولكنا حاولنا معك الإصلاح بشتى الطرق والوسائل ولم تفلح معك.. ولم نسع لجمع الشورى لعزلك لأننا ندري أين نضع أقدامنا ومتى.

    ولكن لي سؤال للأخ الطيب العزيز: هل إذا أختلف معك إنسان وعارضك في سياستك وسعى إلى عزلك بالطرق القانونية والتنظيمية الصحيحة.. ترى هل سوف يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف؟.

    هل يفرق الأخ الطيب مصطفى بين الـ (ما وال ؟؟؟؟؟؟) الأنا السفلى والأنا والأنا العليا.. أن أهل علم النفس يقولون إن مثل هذا النموذج تتضخم فيه الأنا العليا.

    ولكنني ربما أخالفهم الرأي.. وأقول إن الأنا السفلي في الطيب مصطفى هي المتضخمة.

    ثم تأتي إلى شق المنبر عن طريق المؤتمر الوطني.

    ليتك تعلم أخي الطيب على أي شيء تعاهدنا وتواثقنا قبل أن تخطو خطوة واحدة نحو المؤتمر الوطني.

    ونحن ذهبنا بالواضح الصريح معبرين عن رفضنا لمواقف رئيس المنبر وتصريحاته النارية ومطالبته بتسليم السلطة، وحديثه عن الجنائية الذي أحدث شرخاً في نسيجه الأسري، وقلنا للأخوة في المؤتمر الوطني جئنا نساعدكم ولم تأت لتساعدونا.. وجئنا لأن الاستهداف أصبح أخطر من أن نتعادى ونتراشق فيما بيننا، وقدمنا لهم رؤية سننشرها ليقرأها الناس كلهم، وقالوا لنا بالحرف الواحد والصوت الجهير:

    «لقد جاءتنا مذكرات ومبادرات كثيرة وهذا هو تكليفنا.. ولكننا حتى هذه اللحظة لم نتلق مبادرة أفضل من هذه»!.وفوجئنا في ذلك الاجتماع بأن أحد رؤساء الولايات وكان معنا إثنان منهم فجر قنبلة المنشورات التي أرسلت من المركز من المنبر للولايات تحض الناس على التظاهر والخروج في مسيرات إبان تلك الاحتجاجات..

    ونحن لا نفعل ذلك امتناناً على أحد، ولا طلباً للعاعة من لعاعات الدنيا.. ولو كنا نريد.. ولو أنهم عرضوا علينا دعماً غير محدود- كما زعم صاحباك..

    ولو كانت هذه أخلاقنا لما استطعت أنت أن تقف موقفك هذا اليوم أو تقول «قولك هذا»!

    أما عن الدعم غير المحدود الذي وعدنا به واستلمناه- كما يدعي صاحباك- وتلقفت أن الفكرة منهم فنقول لك «خلي الطابق مستور»

    أخي العزيز الطيب: خلي الطابق مستور وأتحداك أن تقول لي «ما تخلي الطابق مستور» وأن تتحداني كما تحديتك.. وسنعود إلى حديث الأرقام لا أحاديث الإفك والبهتان.b
                  

12-24-2013, 08:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    سعد احمد سعد

    طيب مصطفى.. وذمته الإدارية (3-3)

    الثلاثاء, 24 ديسمبر 2013 07:45 كتاب الرأى - الرأى إرسال إلى صديق طباعة PDF



    في الحقيقة أنا اعتذر للإخوة القراء جاداً وصادقاً عن شغلهم بقضية المنبر في ثلاث حلقات متعاقبة.. وأعدهم بألاَّ نشغل بها حيزاً مماثلاً ولا قريباً منه بعد ذلك.

    وكنت قد وعدت أن أقف عند حلقتين.. ولكن وجدتني مضطراً للاستمرار بسبب أن الطيب مصطفى يريد أن يعرض على الخلائق ذمته الفقهية.. بعد أن ثبت أن ذمته الإدارية لا وجود لها على الإطلاق.

    اللهم دعوتك صادقاً أن تستر على ذمته المالية.. هل سمعتم المقولة المشهورة «فقه برد أقيظ لنا من شعر بشار»؟.

    فقارنوا بالله عليكم بين ذمة الطيب الإدارية وذمته الفقهية.

    لعل الطيب مصطفى لا يدري أن المحور الفقهي الذي تدور حوله الفتوى في مسألة خروج المرأة هو الضرورة وتقدير الضرورة التي تبيح الخروج.. ثم الحديث عن الجواز والمنع من الخروج لغير ضرورة.

    واعلم وفقك الله أخي الطيب أن الإجماع منعقد بأن المرأة المتزوجة لا يجوز لها الخروج من بيت زوجها بغير إذنه، والاستدلال قريب وفي المتناول، ودل على وجوب الاستئذان قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أستأذنتكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن».. رواه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: «قال النووي استدل به على أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه».. لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن.. ولو لم يكن إذن الزوج معتبراً لكان الإذن لهن مطلقاً.

    فخروج المرأة ياعزيزي الطيب له أحكام حسب الحالة، ولم يقل أحد قط بأن الخروج يكون جائزاً بغير ضرورة وبغير إذن وبغير محرم.

    ونوع الحاجة وحالة الاختلاط فيها كلها لها أحوال مقدرة في الفقه ينبني عليها الحكم بالجواز أو المنع.

    وهنا نأتي لذمة الأخ الطيب الفقهية.. إذ أن الذمة الفقهية تقتضي على المرء ألا يدخل نفسه فيما لا يعلم، وأن يستوثق من أقواله وأحكامه، لأن الأمر دين وليس مجرد تشدق.

    يقول: هل خرجت أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق لضرورة وهي تتكئ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنظر إلى الأحباش وهم يغنون ويرقصون؟ وهل خرجت نساء المدينة وهن يستقبلن رسول الله صلى الله عليه وسلم العائد من تبوك (في إحدى الروايتين) وينشدن (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) لضرورة؟.

    لو جرت هذه التساؤلات على لسان أعلم علماء الأزهر لمنع بعدها من الفتوى ولحجر عليه وعلى لسانه!.

    والله يا أخي لقد ألجمتُ لساني عن السخرية والزمته الجادة وإلا لكنت فعلت بك الأفاعيل!! هل سمعتنا قلنا إن المرأة لا تخرج من بيتها مع زوجها إلا لضرورة؟ وهل يعرف أو يفرق الطيب مصطفى بين الحاجة والضرورة؟ وهل زيارة الأقارب والأصدقاء والمجاملات من الضرورات؟ فهل إذا ذهبت المرأة مع زوجها في مثل هذه الحالات يقول سعد إنها يحرم عليها الخروج؟.

    يا أخ الطيب بالله عليك لماذا تريد أن تشغل الدنيا بهذا الفقه الذي لا يرقى إلى فقه برد؟.

    وهل خروج السيدة عائشة إلى باحة المسجد وهي على بعد خطوات من حجرتها وهي متكئة على كتف زوجها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لتنظر إلى لعب الحبشة بالحراب والسيوف.. هل يُعد خروجها مما يقف له سعد بالمرصاد لأنه لغير ضرورة؟!.

    يبدو أن الطيب مصطفى يحتاج إلى تعريف المصطلح (خروج المرأة من بيت زوجها)!.

    وهذا خلاف الخروج الطارئ الذي يحدث لحاجة أو ضرورة ولا أحد يقضي بأن المرأة لا تخرج من حجرتها إلا إلى قبرها.. ولكن لابد من مراعاة الأحكام الشرعية، وأهمها عدم التبرج، فإذا تبرجت قال بعضهم وجب عليها الإغتسال من ذلك التبرج غسلها من الجنابة.

    وخروجها للعمل لا يكون إلا بإذن الزوج، فإذا لم تكن متزوجة فبإذن وليها.

    أما كلام عبد الوهاب سعيد وقولك إنني أحرج كل من انتمي اليه وتستدل على ذلك بعبارات الطاهر ساتي، وأما رجوع البشرى فنعم وأما سعد فلا.. فعلى ماذا يدل ذلك؟ وأنا أكره والله أن أذكرك أنك في كثير من الملمات كنت لا تجد أحداً في المنبر سوى سعد، فتهرع إليه لسد الثغرة ورسائلك موجودة لم تمح.. ويكفيني رسالتك بخصوص موضوع الجندر والكتاب الذي طبعته.. وكان ذلك بتكليف منك بالتلفون!!. وعدتم مرة أخرى تطلبون إعادة طبع الكتاب!!.

    أنا والله أكره مثل هذه الأقوال وأشهد الله أنني أحس بالتقصير.. ولا يطربني المديح وما أنا بكثير الفرح.. (إن الله لا يحب الفرحين).

    وأنا يا صديقي العزيز الطيب مصطفى لا أحرج من أنتمي إليه ولكني أحرجك أنت!! وما أنا بعبء على المنبر ولكنني عبء عليك أنت.. وأنت تعرف الأسباب!!.

    وأنا أحتسب عند الله أن هذا القول الذي تفتريه وتصرح به أصبح الآن مكتوباً في صحيفة أعمالك، قال تعالى: (...وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) صدق الله العظيم.

    ولعلني قد فاتتني الإشارة إلى خروج المسلمين لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من تبوك أو إثر وصوله مهاجراً- وإن كانت الثانية رواية ضعيفة- فالأخ الطيب لا يعد هذا الخروج مما يمكن أن يبيحه المتشدد سعد، فلذلك يذكره للإحراج.

    لعل الطيب يسره ويبهجه ويطيب خاطره أن أكتب رسالة أعترف فيها بأنني متشدد وإرهابي وكمان تكفيري.. فإذا فعلت هل سيكون خروج المرأة مباحاً وتكون المعازف حلالاً، ويكون الغناء حلالاً، وتكون الديمقراطية منهجاً للحكم.

    رأي : سعد أحمد سعد

    ألا يعلم الطيب أن مثل هذا الخروج تنتهي فيه الشبهة والخلوة، ويكون من الحاجات الأقرب إلى الضرورات؟ ومع ذلك فهو تحكمه أشراط الخروج الأخرى من عدم التبرج والزينة والاحتكاك والملامسة.. وهل مثل هذا الخروج يشبه قوله صلى الله عليه وسلم في وصف اللائي يخرجن كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن كان ريحها لتوجد من مسافة كذا وكذا.

    وأشكرك على إيرادك قصة الخليفة الراشد عمر بن العزيز مع ابنه عبد الملك الذي لم يكن متشدداً أبداً، بل كان مدهشاً حتى لوالده الخليفة الراشد الخامس أشج بني أمية.. وكأنك يا أخي تريده أيضاً أن يكون في صحيفة أعمالك يوم القيامة !! أما علمت أنه كان زاهداً وعابداً وحليماً ومتواضعاً وشجاعاً وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر؟! هذا الذي تزعم أنه متشدد وتجعله لي مثالاً.. وأسأل الله أن يكون فيّ بعض مما خصه الله به.



    ألم تعلم أنهم رووا أن عمر بن عبد العزيز غضب يوماً فاشتد به غضبه وعبد الملك حاضر فلما سكن قال عبد الملك: يا أمير المؤمنين أنت في قدر نعمة الله عليك وفي موضعك الذي وضعك الله فيه، وما ولاك من أمر عباده يبلغ بك الغضب ما أرى؟ قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه الكلام فقال له عمر: أما تغضب يا عبد الملك؟ قال وما تُغني سعة جوفي إن لم أرد فيه الغضب حتى لا يظهر منه شيء أكرهه.

    قالوا وذات يوم أمر عمر غلامه بأمر فغضب عمر فقال عبد الملك يا ابتاه ماهذا الغضب والاختلاط؟ فقال عمر: أنك لتتحلم يا عبد الملك!! فقال عبد الملك لا والله ما هو التحلم؟ ولكنه الحلم..

    واليك شهادة أبيه فيه قال له يوماً: «إني أخبرك خبراً، والله ما رأيت فتى ماشياً قط أنسك منك نسكاً ولا أفقه فقهاً ولا أقرأ منك ولا أبعد من صبوة في صغر ولا كبر منك يا عبد الملك، وهل تعلم أنه لو لم يكن ابنه لولاه الخلافة»؟!!

    أخي الطيب هل تعلم ما تقول أم تتحدث أحاديث كذا وكذا وتنسبها إليّ وتريد أن تنسبها إلى أحد خيرة شباب قريش في زمانه!!.

    وأما ذمة الطيب فيما يتعلق بالغناء والموسيقى.. فلعلها قادته إلى أن موقف ابن حزم وابن طاهر والغزالي والقرضاوي وجيش من المعاصرين اليوم يمكن أن يخرق الاجماع الذي عليه الأمة من لدن الصحابة..

    وإن كان يغريه ما يراه اليوم في العالم حوله أوربياً أو عربياً أو إسلامياً.. فقبله قال الإمام مالك عما يجري منه في المدينة فقال إنما يفعله فُسَّاقنا.. وأما ما قالوه عن ابن حزم فهاك عينة منه.

    وهاك هذه الطامة وخذ نصيبك منها.. قالوا: (وأكثر المعاصرين اليوم إنما يقلدونه في هذا المذهب مع أنهم يخالفونه في أكثر أصول مذهبه الظاهري وفروعه، وربما تهكموا ببعض شذوذاته واختباراته، والأخذ برأي المذهب المخالف من أجل الرخصة، يعده أهل العلم من العبث بالدين، وجعلوه بريداً إلى الزندقة، ولم يكن ابن حزم على دراية يعلم الحديث حتى أنه ذكر محمد بن عيسى بن سورة فقال عنه مجهول! أتدري من هذا المجهول؟.

    وتصور قول الإمام الذهبي عن ابن حزم:

    ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبته في الحديث الصحيح ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل والمسائل البشعة (هكذا) في الأصول والفروع واقطع بخطئه في غير ما مسأله، ولكن لا أكفره ولا أضلله وأرجو له العفو والمسامحة.. فتأمل!!.

    أما ابن طاهر فحدث ولا حرج.. وضاق بي المجال لكشف حاله، وأظن لابد من مقال آخر لبيان القول الفصل في المعازف والغناء، وما رأي الأخ الطيب في استفتاء المجمع الفقهي، وهيئة العلماء والرابطة الشرعية، والأزهر، والنظر في الموسوعة الكويتية.

    أخي العزيز جداً الطيب مصطفى.. هذا فراق بيني وبين أفرادك بالرد، واحتسب عند الله ما رميتني به، وأنت أعلم الناس بأنه باطل، وقد تركت لك من المسائل ما لو شغلت نفسك باصلاحها والرد عليها لكان لك من الله المثوبة والمغفرة والمسامحة.

    اخر لحظة
                  

12-25-2013, 09:50 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    في فقه المباهلة
    الأربعاء, 25 ديسمبر 2013 07:59 كتاب الرأى - ا

    رأي: سعد أحمد سعد :


    المباهلة من البهل وهو الدعاء والتضرع إلى الله بطلب تحقيق أمر من أمور الدنيا أو الدين.. وهذا هو الابتهال وهو التوجُّه إلى الله بالدعاء لتحقيق أمر يطلبه المتوجِّه بالدعاء. والمباهلة فعل «مشاركة» حيث يقوم بها شخصان مختلفان في أمر من أمور الدين وخصوا به العقيدة دون سواها..ü وقالوا إن المباهلة مشروعة وهي على الإباحة، وقال بعضُهم إنها قد تكون على الوجوب في بعض الأحيان،


    وعرَّفوا المباهلة بأنها أسلوب من أساليب الدعوة، وهو أن يتوجه اثنان مختلفان في أمر من أمور الدين إلى الله سبحانه وتعالى ويسألانه أن يهلك الظالم أو المُبطل منهما ليكون في ذلك حجة قاطعة في حسم الخصومة بينهما.


    ولا يجب أن تقوم المباهلة إلا بعد استفراغ الجهد في إقامة الحجة بالأدلة الشرعية والبيان الكافي..

    وقد تكون المباهلة استجابة لطلب الخصم.. وقد تكون مبادرة من الطرف الآخر. والسؤال هل الاستجابة لطلب المباهلة واجبة على كل فرد؟ قالوا إن المباهلة لا تجوز على كل أحد بل قد تكون محرمة أو مكروهة إذا كانت قدرة المباهل على إقامة الحجة والإقناع واستحضار الأدلة ضعيفة وليس له من العلم ما يُعينه على ذلك. وقد أشاروا إلى العلاقة بين المباهلة والتألي،

    وأما المباهلة فمعروفة كما أسلفنا، أما التألي فهو ادّعاء لزوم الحق ومحاولة الاستعلاء على الناس بالباطل.. وهذا الذي يُخشى على المباهلين أن يكونوا من أهل التألي لا من أهل الحق ومن الحَفَظَة على حدود الله وأوامره ونواهيه. قالوا والحكم الشرعي في حرمة التألي على الله عز وجل وإلقاء اللعن على الآخرين هو الذي يمثل القاعدة العامة في هذا.

    وأجازوا المباهلة بين المؤمنين وغيرهم في سياق الدعوة والاحتجاج.والرأي عندي أن المباهلة أسلوب في إقامة الحجة على الخصوم لا يجب أن يلجأ إليه إنسان إلا عند الضرورة القصوى.. ولذلك جعلوا لها شروطاً أولها إخلاص النية لله تعالى في طلب المباهلة، وألا تكون انتصاراً لذات أو انتقاماً من خصم. وثانيها أن يكون المباهل من أهل العلم، لأن المباهلة لا بد أن يسبقها حوار وبيان وأدلة ونصوص وبراهين، والمسلم العادي قد لا يكون مستحضرًا ولا قادرًا على كل هذا. وثالث الشروط أن يكون طالب المباهلة من أهل الصلاح والتقوى، ذلك أن المباهلة في الأصل دعاء، ومن أهم أسباب قبول الدعاء والاستجابة له من الله سبحانه وتعالى لزوم الطاعات واجتناب المعاصي والمحرمات. والثاني يأتي هنا عندما لا يكون طالب المباهلة من أهل التقوى والصلاح ولا من أهل الإجابة!!الناس كل الناس ما بين محسن ومسيء والمحسن لا يخلو من إساءة والمسيء لا يخلو من إحسان..

    وهذا الذي جعل بعض العارفين كما ذكرنا سابقاً يتراجع عن طلب المباهلة مع أحد أهل البدع والأهواء لأنه خشي من أن يبدأ الخصم مباهلته بالثناء على الله بما هو أهله فلا تكون الإجابة كما ينبغي وكما يطلب صاحب الحق. ورابع الشروط أن يسبقها دعوة قوية ومحاولة لإقامة الحجة على الخصم ومحاورته بالأدلة والبراهين. والشرط الخامس أن تكون في أمر من أمور الدين ويُرجى منها حصول مصلحة للمسلمين ودفع مضرة عن الإسلام والمسلمين. وجاء في شرح قصيدة ابن القيم »37/1« ومن هنا يتبين أن مباهلة أهل الباطل أمرٌ مشروع غير أنه لا يُصار إليه إلا مع الجزم بصحة ما عليه المباهل وصدقه فيه وترتُّب مصلحة شرعية على المباهلة كإحقاق الحق وإقامة الحجة وليس الانتصار للنفس أو الغضب لغير الله أو لأمر من أمور الدنيا، ونظراً لخطورة الدعوة إلى المباهلة أو قبول الدعوة إليها فالأولى عدم التوسع في هذا الباب والاحتراز مما قد يترتب على المباهلة من المفاسد لتعلُّق العوام بأحد المتباهلين أو إظهار باطل لم يكن ليظهر لولاها أو إصابة المباهل الصادق بالرياء أو غيرها من المفاسد إهـ.


    وعلى هذا فالرأي الذي يجمع بين كل هذه الأقوال هو أنه إذا كان المباهل من أهل العلم والمعرفة بالله ومن أهل التقوى والصلاح وكان الموضوع من الأمور الشرعية التي تمس العقيدة مساساً لا شك فيه أو تدعو إلى إبطال أمر شرعي أو إقرار مُنكر تترتَّب عليه مفاسد كثيرة وخطيرة على الأمة فالوجوب هنا يحكم على المباهل بالاستجابة إذا دُعي إلى المباهلة.. خاصةً في مثل هذه الأيام التي نحن فيها فقد استشرى الباطل وعلا صوتُه وكاد يُخرس ألسنة الحق والصدق..?ü وأصل المباهلة في كتاب الله قوله سبحانه وتعالى »إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين« آل عمران »59ــ61« وهذه الآية تبيِّن صحة كثير مما سقناه من الأدلة والتوضيحات،


    والمباهل هنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم والآية نزلت في وفد نجران، ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام هو منتهى كل قيمة وكل فضيلة وكل تقوى فجاز له أن يدعو أبناءه ونساءه تحديًا أن يقع الهلاك عليهم أجمعين، وقد دعا عليه الصلاة والسلام الحسن والحسين وفاطمة عليهم رضوان الله أجمعين، والمباهلة هنا في العقيدة ومع نصارى وفي أمر يخص كذبهم وادعاءهم بألوهية عيسى عليه السلام. ولولا أن المباهل هناك هو سيد الأولين والآخرين ما أحسب أنه كان جائزًا دعوة الأبناء والنساء للمباهلة لأن الأذى كان سيقع عليهم.?والمباهلة لا يترتب عليها حكم شرعي.. بل إن الذي يترتب عليها هو ما ينزله الله سبحانه وتعالى على المبطل وذلك خلاف الملاعنة التي هي ضربٌ من ضروب المباهلة ويترتَّب عليها حُكم شرعي هو التفريق بين الزوجين ورجم الزوجة إذا اعترفت ولم تباهل.


    ومن الغريب أنني عندما تكلمتُ عن الاستفتاء والحريات الأربع قارنتُ بين المباهلة واستفتاء أهل الإنقاذ. وبينما أنا أكتب هذا الباب رنَّ التلفون فوجدتُ على الطرف الآخر الأخ أنور وهو يستشيط غضباً مما تكتبه بعض الأقلام عن الحريات الأربع ويعجب لماذا لا تُجري الحكومة استفتاء حول الحريات الأربع بين أهل السودان »الشمال« كما أجرت من قبل بين أهل الجنوب في الانفصال!! أخي أنور.. تذرّع بالصبر فنحن نعيش عصر الدغمسة والانبطاح..




    //
                  

12-27-2013, 10:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    من يبرأ من ذنب الوطن؟


    !!..د. هاشم حسين بابكر


    التفاصيلنشر بتاريخ الخميس, 05 كانون1/ديسمبر 2013 08:12


    من الطبيعي في ظل ممارسة الفشل وإدمانه لمدة ربع قرن أن تخرج أصوات تطالب بالإصلاح، وما أرسل الله نبياً أو رسولاً إلا بدعوة إصلاح!!


    أما ما هو غير طبيعي هو أن تحارب دعوة الإصلاح، ودائماً ما تجد دعوات الإصلاح مقاومة شرسة كان الأنبياء والرسل هم أول من ووجهوا بالمعارضة بل بالنفي والتعذيب والطرد، إنها حرب الفساد ضد الإصلاح!!


    مراكز القوى وأصحاب المنفعة هم من يفسدون ورفضهم لأي صوت إصلاح يقول كما قال مناهضو الإصلاح للإنبياء.. إنما نحن مصلحون!!


    ومربط الفرس في «إنما نحن مصلحون» هذه.. إذن ما يدور من فساد وإيكال للأمر لغير أهله حسبما يقولون هو الإصلاح، ومن هنا تبدأ المأساة التي تتجسد في إنكار الفشل بل وتحويره إلى نجاح وإنجاز!!


    ربع قرن من الزمان تم إنكار الفشل فيه تماماً.. أما الفشل الذي لا يستطيعون إنكاره فإن هناك شماعة جاهزة لتعليقه عليها.. الحصار!!


    فالحصار لم يأتنا بالتقاوي الفاسدة، ولم يمنع الزراعة في مشروع الجزيرة ولم يوقف السكة حديد ويبيع أراضيها ويدمر خطوطها وهي وسيلة النقل الإستراتيجية مدنياً وعسكرياً.. الحصار لم يمنع حفر وحصاد المياه في دارفور، وأزمة المياه كانت السبب الرئيس لاندلاع الأزمة في دارفور، بسبب المياه تحولت الأزمة إلى أزمة أمنية ثم تطورت فأصبحت أزمة سياسة وجد الغرب الذي نحيل إخفاقاتنا وفشلنا إليه.. وجد ذلك الغرب الفرصة في التدخل بعد أن تطورت أزمة دارفور إلى سياسية وألزم السودان بإدخال القوات الأجنبية، فصارت دارفور تحت الوصاية الدولية!!
    وفشل النظام وإخفاقه يتجلى في عدم قدرته على استغلال الموارد الغنية التي تزخر بها بلادنا، واليوم المفهوم السائد في العالم، إن من لا يستطيع استغلال موارده فإن هناك من يستطيع وهذا يعطي نفسه الحق بحجة أن العالم يحتاج لهذه الموارد!!


    نلوم الغرب ونعلق على شماعته فشلنا وإخفاقنا، ولكننا قبلنا ما قدمه لنا من اتفاقيات وضع لها السيناريو والصياغة ووقعناها تحت الضغط ودون أن ندرسها ونكتشف السم الذي دس لنا في دسمها!!


    السياسية الداخلية في السودان تكيل الاتهام لأمريكا وتعزو كل إخفاقات النظام إلى أمريكا بينما الرأس الدبلوماسي للخارجية السودانية يلهج بالشكر والعرفان لأمريكا، أي فشل وإخفاق أكثر من هذا حين تناقض السياسة الخارجية سياسة الدولة الداخلية في حين أنها إنما انعكاس لها، فالسياسة الخارجية هي ممثل الداخل في الخارج لا نقيضه!!
    من أسباب الفشل والإخفاق هو أن لا أحد يتحمل مسؤولية ما فعل ولا أحد يُسأل عما يفعل ولا عجب أن تترى الإخفاقات زرافات ووحداناً فلا أحد يسأل عنها وعدم تحمل مسؤولية الفشل والإخفاق هو ما جعل الفشل السمة الظاهرة والفساد يستشري ويسري في جسد الدولة سريان خبيث الأمراض!!
    أكبر سوءات النظام هو عدم الاعتراف بالأخطاء التي لا يمكن تعليقها على شماعة الغرب المتآمر علينا، وأسوأ ما في الأمر ألا يعترف المرء بخطئه.


    إن أول أمر سماوي نزل على سيد الخلق عليه الصلاة والسلام كان «اقرأ» هذا الأمر السماوي تحول بمفهوم النظام إلى «اضرب»


    إن الله علم الإنسان ما لم يعلم «بالقلم» وليس بالبندقية ولا القبضة الأمنية وبهذا انتفى دور القلم، الذي استبدل بالبندقية وذهب الأمر السماوي «اقرأ» بعد أن حل مكانه أمر آخر «اضرب»!!


    وما قدمت البندقية والقبضة الأمنية يوماً حلاً لأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية، فالبندية والقبضة الأمنية لا تراعي كل هذه القيم التي يقوم عليها أي مجتمع سليم!!




    مستقبل السودان ضبابي وسيكون أكثر إظلاماً إذا اصطدمت الفصائل المسلحة مع النظام حيث تعم الفوضى والقتل على الهوية لينهار مشروع دولة لم يكتمل منذ ستة عقود وأكثر!!
    على النظام إدراك وفهم حقيقة أن دوام الحال من المحال، فهو إن تنصل من مسؤوليته عن الأمة في الدنيا، فلن يستطيع التنصل منها في الآخرة، وكذلك أحزاب المومياء وتحضير الأرواح بما فيها المؤتمر الوطني!!


    وهذا الوضع أحدث شللاً فكرياً في كل من نظام الحكم ومعارضته والشباب أصبح بلا قيادة وبلا هدف وبدأ يتوارى عن الأنظار، فالوضع الاقتصادي، والعطالة واهتزاز الفكر لديه هي من الأسباب التي جعلته محايداً، وأرجو ألا يستكين النظام لوضع الشباب هذا، وعلينا ألّا نطمئن لوضع الشباب هذا بل على العكس علينا أن نتوقع ثورة أو ثورات أشد عنفاً ودموية.. من يبرأ من ذنب الوطن حينها؟!!
                  

12-30-2013, 04:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    0526e5a1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    الاسلامية سعاد الفاتح : زيجات الشواذ تتم علي مرأى ومسمع من المشائخ

    December 30, 2013

    سعاد الفاتح( حريات )

    قالت الاسلامية وعضوة المجلس الوطني سعاد الفاتح البدوي إن المجتمع السوداني أصبح تحدث فيه أشياء لا تحدث في الغرب وأوروبا .

    وقالت خلال مداولات المجلس لمشروع الموازنة أمس ( يتزوج رجل برجل بواسطة مأذون وسط فرح وكواريك، ونحنا عملنا لينا هيلمانة اسمها أمن مجتمع ) .

    واكدت إن ما يحدث كان على مسمع ومرأى من ( المشايخ ذوي النفخة والرجولة ) وقالت ( هذا خزي وعار ) .

    وتخوفت سعاد من انهيار الجيل الحالي من الأطفال بعد ربع قرن ويتركوا هويتهم وأوضحت في هذا السياق أن طفلاً عمره ست سنوات يدرس من 16-22 مادة في المدارس، وأضافت سعاد أن الفوضى تضرب بأطنابها التعليم العالي وأبانت أن حملة الماجستير ينصبون رؤساء أقسام في الجامعات .

    وسبق وقال عضو المجلس إبراهيم نصر الدين البدوي في جلسة إستماع لتقرير لجنة الشئون الاجتماعية والصحية والانسانية وشئون الاسرة 1 مايو 2013 ، ( البلاد تشهد إرتفاعاً في معدلات زواج المثليين وإنتشار مرض الأيدز والدجل والشعوذة) !

    وحذّر حسن عثمان رزق – القيادي بالمؤتمر الوطني حينها – في تصريح لصحيفة (آخر لحظة) 31 يناير الماضي من تزايد ظاهرة زواج المثليين جنسياً وسط المجتمع السوداني .

    وتشير ظواهر التفسخ الأخلاقى التى أكدها نواب المؤتمر الوطنى الى اكتمال المشروع الحضارى . وحيث ينتهى كل تطرف الى نقيضه ، انتهت الانقاذ التى بدأت حربها على شعبها بالحديث عن أعراس (الشهداء) انتهت الى زيجات المثليين ! واضافة الى ان مشروع الانقاذ عانى من خلله الرئيسى بغياب الديمقراطية وحقوق الانسان من مكوناته فانه وبارتباط مع ذلك مشروع ركز على الوعظ الكلامي وعلى شرطة النظام العام بينما تعامى عن الجذور الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للإنحرافات الأخلاقية .

    وإذا كانت الإنقاذ السلطة الأكثر إدعاء في تاريخ السودان الحديث عن الدين والأخلاق ، فإن نتيجة سياساتها العملية إنتهت إلى أسوأ تدهور أخلاقي ومعنوي تشهده البلاد ، مما يتجلى في عدة ظواهر أبرزها إزدياد إغتصاب الأطفال وتزايد نسبة أعداد الأطفال مجهولي الأبوين وقتلهم وتزايد حالات زواج المثليين وإنتشار المخدرات ، وتفشي معدلات الاصابة بمرض (الايدز) وتنامي ظواهر الدجل والشعوذة والتطرف.

    وأدت سياسات الإنقاذ خصوصاً حروبها على شعبها ، إلى تفاقم ظاهرة النزوح ، وإقتلاع الملايين من جذورهم الإجتماعية والثقافية ، كما أدت إلى إفقار الغالبية ومراكمة الترف لدى الاقلية ، وإلى خراب الريف وتحطيم الضوابط التقليدية دون ان تقام مكانها ضوابط حديثة ، وإلى تصفية دولة الرعاية الإجتماعية فشوهت النسيج الاجتماعى والاخلاقى ودفعت الكثيرات لتجارة بيع الكرامة والجسد ، فضلاً عن نشرها ثقافتها القائمة على الطفيلية وإستسهال الربح والعنف وعداء واحتقار النساء ، وعلى المنافقة اللفظية بالاخلاق وانتهاكها عملياً ، وعلى تشوه وتشويه الجنس – مابين الكبت المهووس وفى ذات الوقت الانغماس الفعلى فيه باسراف شبق المترفين مع ما يتصل بذلك من تضخم الاحساس المرضى بالذنب والعدوانية ، اضافة الى تقديمها غطاء سياسياً وامنياً وقانونياً للشائهين والمنحرفين والشاذين يحوقلون بالدين والاخلاق فيما يرتكبون أسوأ الموبقات مستظلين بسلطتهم ! فكانت نتيجة ذلك كله ان تفشى (الايدز) الاخلاقى وقامت قيامة السودان قبل اوانها .

    وإذ فسخت الإنقاذ المجتمع وقيمه ، فإنها في ذات الوقت تستثمر في هذا التفسخ ، فتشرعن نفسها بإعتبارها ترياقاً ضده في حين انها التي تنتجه ! وفيما تحتاج البلاد لإستعادة عافيتها بصورة عاجلة إلى الرفاه العام فإن الإنقاذ لا تملك سوى شرطة النظام العام .

                  

12-31-2013, 04:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    المحكمة تشطب قضية الأوقاف


    التفاصيلنشر بتاريخ الثلاثاء, 31 كانون1/ديسمبر 2013 09:13
    mahkma

    الخرطوم: فوزية محمد
    شطبت محكمة الثراء الحرام برئاسة القاضي عادل موسى الدعوى في مواجهة كل من وزير الإرشاد والأوقاف السابق أزهري التجاني، والأمين العام السابق لديوان الأوقاف الطيب مختار، وأمين أوقاف الخارج خالد سليمان لعدم وجود بينة مبدئية ضدهم.

    وأوضحت المحكمة أن الاتهام قضيته حول العقد المبرم بين المتهمين ومدى مخالفته لنصوص المادة «26» و«485» من قانون قرارات مجلس الوزراء، وأشارت إلى أن مندوب مجلس الوزراء أكد صحة ومشروعية العقد، وأنه يخضع لقانون خاص بالأوقاف.
    وقال أزهري في تصريحات صحفيه أمس إن قرار شطب الدعوى الشكر فيه لله أولاً وأخيراً، وأضاف أن البلاغ لا يخلو من كيد الكائدين، وأنه سبب له أضراراً كثيرة. وقال إن التهم التي كانت ضده فيها كثير من العجلة


    ----------------------

    ذهول وسط المراقبين وعدد من الناشطين على قرار المحكمة تبرئة ازهري التجاني و3 من معاونيه في قضية الأوقاف الشهيرة







    باعتبار ان القضية تم كشفها بواسطة المراجع العام

    12-31-2013 04:10 PM

    الخرطوم - أسدلت محكمة الخرطوم شمال الستار على احدى أكبر قضايا الفساد التى شغلت الراي العام السوداني خلال الفترة الاخيرة وشطبت برئاسة قاضي المحكمة العامة القاضي عادل موسي الاثنين الدعوي في مواجهة المتهمين الـ(3) في قضية الاوقاف بينهم وزير الارشاد والاوقاف السابق ازهري التجاني لانعدام بينة مبدئية وصدر الحكم استنادا على المادة 141 من قانون الاجراءات الجنائية .

    وتعد قضية الاوقاف التى كشفها تقرير المراجعة العامة للعام 2009 من قضايا الفساد القليلة التى وصلت الى المحاكم اذ درجت الحكومة السودانية على اغلاق ملفات التحقيق في جرائم الاعتداء على المال العام عن طريق التسويات وعدم تقديم المتطورطين فيها الى القضاء.

    واكدت المحكمة ان العقد المبرم بين المتهم الاول امين عام اوقاف الداخل د.الطيب مختار والمتهم الثالث وزير الارشاد والاوقاف السابق د.أزهري التجاني ابرم بواسطة قانون خاص بالاوقاف وليس بقانون الخدمة العامة .

    وافادت المحكمة في قرارها ان المشرع اعطاها حق فحص البينة قبل توجيه التهم في مواجهة المتهمين مغ شطبها قبل ذلك ، واشارت الى ان مندوب مجلس الوزراء خلال الادلاء باقواله امام المحكمة اكد ان عقد الاتهام لا تنطبق عليه قرارات مجلس الوزراء رقم 26/485 /2009 م وانما تنطبق عليه قانون الاوقاف الخاص.

    واشارت المحكمة الي ان مندوب وزارة العمل اكد ذلك ايضا في افادته امامها ، واوضحت المحكمة عدم وجود اساس لتوجيه الاتهام الي المتهمين لثبوت ان العقد تحكمه علاقة خاصة بالاوقاف ، بجانب انعدام اساس توجيه التهمة حول العقد والموقعين له ، واشارت المحكمة في قرارها الى ات المراجع القومي افاد بان اخذ السلفيات كمرتبات وحده يهدم ماذهب اليه الاتهام في الدعوي .

    وكشف مدير ديوان المراجعة القومي، عبدالمنعم الحسين ابودقنة في شهادته امام المحكمة في قضية الاوقاف مؤخرا ان محتويات العقد الموقع بين الاوقاف والامين العام السابق الطيب مختار ووزير الارشاد والاوقاف آنذاك ازهري التجاني،تم التوقيع عليها في يناير 2009، رغم ان الامين العام الطيب مختار عين في نوفمبر 2008 .

    واوضح المراجع العام في شهادته ان العقد حدد المرتب الشهري بمبلغ 20 ألف جنيه او مايعادله بالريال السعودي لحظة توقيع العقد، واضاف المراجع ان العقد اشتمل ايضاً على مزايا واستحقاقات تمنح سنويا، 60 الف جنيه للعلاج و20 الف عند الاجازة و80 الف جنيه حوافز لعيدي الفطر وعيد الاضحى، و80 الف بدل سكن، بالاضافة الى 80 الف جنيه تأمينات اجتماعية

    ،واشار المراجع الى ان اجمالي هذه المخصصات بلغ 596 الف جنيه، بجانب«4» تذاكر سفر ذهابا واياب خلال العام بدرجة رجال الاعمال، بالاضافة الى الاعفاء من ضريبة الدخل الشخصي واية ضريبة اخرى غير الزكاة، وبدل عربة تقدره الادارة مع الوقود والتأمين والصيانة للاستعمال الرسمي والشخصي مع السائق، ونوه المراجع الى انهم رصدوا مبلغ 3 آلاف جنيه في الشهر وهي قيمة ايجار عربته الخاصة بدون ابرام عقد الايجار.

    ونوه المراجع الى ان العقد نص على ان يدفع الطرف الاول مبلغ 20 الف جنيه كمرتب، ولكن عند طباعة العقد لم يطبع في العقد وكتب يدويا امعانا في اخفاء المعلومات عن الجهات الرسمية ،وهذا يتماشى مع نص في العقد (انه لايحق لاي طرف ان يكشف عن بنود العقد لطرف ثالث على محتوياته الا بموافقة الطرفين)،كما نوه الى ان العقد غير موثق بوزارة العدل.

    وقال المراجع ان عقد الطيب باطل وصرف بموجبه مبالغ دون وجه حق، وطالب باسترداد مبلغ 633 الف و494 ريالا وتوريدها لصالح الحج والعمرة،وكشف عن اجراء تسوية بالجنيه السوداني ،وفقا لقرارات مجلس الوزراء بشأن التعاقد مع الخبراء الوطنيين وماصرف له بالجنيه السوداني تبقى له اكثر من 18 الف جنيه كأمين عام للاوقاف.

    وقال المراجع العام ان كل الاجور والمخصصات المستخرجة باسم الطيب مختار في السعودية او السودان لم تتم عبر طلب او تصديق مكتوب،مشيراً الى انه تم التصديق له عبر توجيه شفهي بواسطة بعض العاملين .

    و اشار مدير ديوان المراجع العام الى ان هناك مخالفات في الموارد المالية تتمثل في الاوقاف السودانية بالسعودية ،مشيرا الى ان السودان يملك بالسعودية 6 عقارات وارضا مابين جدة ومكة المكرمة، مشيرا الى انه حسب الاتفاق في الصكوك الخاصة بها تتم ادارتها طبقا لقواعد العدالة وانظمة الحكومة السعودية، وتذهب ريعها للمعتمرين السودانيين والبعثة الادارية والمرشدين .

    وكشف ان ايرادات الاوقاف الاسلامية بالخارج بلغت خلال 2011 909 ألف ريال سعودي،800 الف ريال منها عبارة عن ايجار القنصلية السودانية بجدة صرفت منها 633 الف و467 ريالا والباقي ذهب اجورا ومرتبات ونثريات ،واشار الى ان مخالفات المتهمين تمثلت في التصديق بصرف مبالغ بدون مستند والصرف من ريع الاوقاف واستغلال الوظيفة والصرف على اوجه غير مخصصة للصرف .

    وقال انه بعد البحث في عن حسابات الامانة العامة اتضح انه تم صرف مبلغ 633 الف و467 ريالا سعوديا للامين العام السابق الطيب مختار عبارة عن الاجر الشهري ومخصصات اخرى وذلك خلال الاعوام (2009-2010-2011) ،كما كشف المراجع انهم وجدوا في سجلات الحسابات في هيئة الاوقاف مبلغ 720 الف ريال تمت تعليتها على انها مصروفات مستحقة وذلك باعتبار انها استحقاقات سنوية للامين العام العام بمبلغ 60 الف ريال مقدرة على 12 شهرا .

    ونوه الى انهم عند قيامهم بإجراء بعض المطابقات لبعض المبالغ التي تم تداولها بين الامانة العامة للأوقاف بالخارج وديوان الاوقاف تزامن ذلك مع وجود فريق مراجعة اخر يقوم بمراجعة حسابات الهيئة واتضح ان هناك مبالغ اخرى صرفت للطيب بشيكات ونقدا عبارة عن ايجار عربة وسلفيات بلغت في مجملها 253 الف و232 جنيها.

    كما اشار مدير الديوان الى أن الامين العام السابق الطيب مختار تم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية بقرار صادر من مجلس الوزراء بتوصية من وزير الارشاد والاوقاف، ونص القرار على ان الجهات المعنية بالقرار هي وزارة العمل وتنمية الموارد البشرية مما يعني تحديد الدرجة الوظيفية وبالتالي تحديد مخصصاته .

    واضاف انهم استفسروا الامين العام بالخارج خالد سليمان عن اسباب صرف اجور بدلات حوافز للطيب بدون وجود مستند او طلب يؤيد هذا التوجيه، وبرر خالد بأن الامين العام السابق الطيب مختار يحتفظ بعقد عمله ولم يودعه بالملف لوجود نص بالعقد يسمح له بالاحتفاظ بالعقد وعدم الكشف عنه الا بموافقة الطرفين المتعاقدين، وانه اطلع على العقد، كما انه طبقا للعقد الموقع بين الارشاد والاوقاف والطيب فإنه يحق له استلام حوافزه وراتبه من العقد في الداخل أوالخارج، واشار المراجع الى ان الامين العام بالخارج ليس له اي مستند بموجبه تم صرف المبالغ للطيب.

    واثار قرار المحكمة ذهول وسط المراقبين وعدد من الناشطين باعتبار ان القضية تم كشفها بواسطة المراجع العام وهو جهاز حكومي مناط به مراجعة الحسابات الحكومية وتحديد اوجه الاعتداء على المال العام.
    سودانتريبون


    --------------------------

    جثة مجهولة الهوية.. الحلقة الرابعة


    جثة مجهولة الهوية.. الحلقة الرابعة



    12-30-2013 10:44 PM
    عثمان ميرغني

    مع سبق الإصرار والترصد، هذه جريمة مزدوجة.. ازدحم فيها الفساد المالي مع الكذب والغش والتدليس في رابعة النهار وأمام الجميع.. ومع ذلك لا أحد حتى هذه اللحظة خضع للمحاسبة.. كأنما الكل إما مشارك أو متواطؤ بالفعل أو بالصمت.. إن لم يحرك هذا التحقيق ساكن هذه القضية.. فلا حاجة لأحد أن يذرف الدمع على وطن لا بواكي عليه.

    • الحلقة الرابعة:

    ضياع ملايين الدولارات بسبب الفساد والإهمال أو كليهما معاً.. لا يسوى ضياع نفس سودانية واحدة.. فالمسافرون الذين يرتضون الدخول إلى جوف الطائرة (أي طائرة) يضعون ثقتهم في الشركة المشغلة لهذه الطائرة.. فليس بوسع كل مسافر أن يسأل كابتن الطائرة قبل الإقلاع عن مدى سلامة طائرته.. وهل أكملت الفحص والصيانة الدورية؟..

    لكن عندما تضرب الفوضى كل الأرجاء.. لا يتبدد المال وحده.. حتى أرواح البشر تتمدد في كنف الـ(لا) مبالاة والإهمال..

    قدر.. ولطف..!!

    الخطوط الجوية السودانية (سودانير) لجأت لسد عجزها في الطائرات إلى استئجار طائرات من شركة طيران محلية أخرى معروفة.. هي شركة (تاركو للطيران).. وما كان بودي هنا الزج بإسم شركة طيران أخرى هي خارج نطاق هذا التحقيق لولا أن القضية هي أرواح البشر وليست مجرد مال.

    حسب العقد.. تدفع (سودانير) عن كل ساعة طيران مبلغ (1500) دولار أمريكي لصالح شركة (تاركو) مقابل إيجار الطائرة الواحدة.. وبشرط أن لا تقل ساعات الطيران في الشهر عن (100) ساعة طيران. (أي 150 ألف دولار شهرياً الحد الأدنى للإيجار)

    يقول تقرير خطير للغاية صادر عن سلطات الطيران المدني السودانية (وهي الجهة السيادة المسوؤلة عن سلامة النقل الجوي) إن طائرة (سودانير) المستأجرة من شركة (تاركو) حققت ساعات طيران بلغت (1727) ساعة.. دون التوقف لإجراء الصيانة. علماً بأن الطائرة المعنية وحسب تعليمات المصنع الذي أنتجها يجب أن تخضع لعملية صيانة كاملة كل (600) ساعة طيران.

    بعبارة أخرى الطائرة المستأجرة ظلت تطير حوالي ثلاثة أضعاف المدة المحددة لها للخضوع للصيانة..

    بالتأكيد أي مسافر عادي يدرك تماماً أن الطائرة تتكون من أجزاء ميكانيكية وكهربائية دقيقة وحساسة للغاية. وقد يتسبب عطل صغير في إهلاك أنفس بريئة لم تكن تدرك معنى أن تتوقف الطائرة لإجراء الصيانة الدورية.. وهي صيانة تشمل إبدال وإحلال أجزاء كثيرة من الطائرة..

    من الممكن افتراض وتخيل مثل هذا العبث في شركة (تأجير سيارات).. ومن الممكن تجاوز الفترة المقررة لصيانة السيارة؛ فأقصى خطر متوقع هو أن تتوقف السيارة أو حتى تنقلب رأساً على عقب.. لكن أن يحدث ذلك في طائرة في الفضاء البعيد.. لطائرة فيها مئات المسافرين الأبرياء؛ فالأمر يمثل أقصى ما هو متوقع من الـ(لا) مبالاة والاستهتار.

    سلطات الطيران المدني قررت فرض غرامة (100) ألف (مليون بالقديم) جنيهاً على شركة (سودانير) تدفع خلال يومين أو يصدر أمر بتعليق رخصة الطيران وإيقاف (سودانير) عن العمل.

    تقرير سلطات الطيران المدني وصف هذا الأمر بأنه (مخالفة خطيرة!!) لإجراءات السلامة.. هل لكم أن تدركوا الآن لماذا تسقط الطئرات في سماء بلادنا؟.. لماذا تحدث الكوارث الجوية التي علاوة على ما نفقده فيها من أرواح بريئة تسمم سمعتنا الدولية؟.

    الشركة المؤجرة للطائرة (تاركو) يفترض حسب العقد أنها مسؤولة عن الصيانة وتبعاتها.. لكن ذلك لا يعفي (سودانير) – وحسب إفادة الطيران المدني – من مسؤولية أن تسمح لطائرات غير مطابقة لمواصفات السلامة أن تطير بالمسافرين.

    لكن القضية لا تنتهي هنا..

    حسب تقرير أهدت لجنة مراجعة خاصة اتضح وجود تلاعب خطير في حساب ساعات الطيران لهذه الطائرات المستأجرة.

    العقد يقضى بدفع (1500) دولار عن كل ساعة.. لكن كيف تحسب الساعات؟.. التقرير يقول إن (سودانير) خلال فترة (مجموعة عارف) ظلت تدفع فواتير ساعات طيران وهمية.. غير حقيقية..

    خلال الفترة من يناير 2011 وحتى يونيو 2012 بلغ فرق الساعات (الوهمية) للطيران حوالى (690) ساعة.. دفع نظيرها (1,035,015) دولار أمريكي.. (ساعات الطيران هذه مسجلة في الحسابات المالية.. ولا علاقة لها بساعات الطيران الحقيقية المحسوبة في جدول الصيانة التي تظل أعلى من المعدل بثلاثة أضعاف).

    نرجع للقصة الماضية..!!

    يجدر هنا الرجوع مرة أخرى للقصة التي أوردتها في الحلقة الماضية.. قضية (الفرش) Carpet الذي اختفى من مخازن (سودانير) ليظهر في إحدى طائرات شركة (تاركو). وهو فرش مقاوم للحريق باهظ الثمن استورد خصيصاً من سويسرا لصالح (سودانير).

    بكل يسر تقفز إلى ذهن القارئ أسئلة بدهية: ما هي العلاقة بين (سودانير) وشركة (تاركو)؟؟

    الأسئلة يفرضها الواقع.. إذا كانت ممتلكات (سودانير) ومن مخازنها تتسرب إلى طائرات (تاركو)..

    وإذا كانت تقارير المراجعة تؤكد أن ساعات الطيران التي سُددت إلى شركة (تاركو) فيها زيادة فاقت المليون دولار أمريكي.

    وإذا كانت طائرات (تاركو) تطير وتطير وتطير بلا توقف.. بين المدن تحمل المسافرين دون أي التفات لجدول الصيانة.. فقط عليها تسجيل ساعات طيران تدفع مقابلها (1500) دولار عن الساعة الواحدة.. هذا المسلك الذي اعتبرته سلطات الطيران المدني عملاً (خطيراً).

    فما الذي يجعل هذه العلاقة بين الطرفين (مسمومة) بكل هذه المخالفات؟.. ما الذي يمكن استنتاجه من مثل هذا الأمر؟.

    ثمن الطائرة من النوع الذي كانت تستأجره (سودانير) في حدود الـ(200) ألف دولار. يعني أن قيمة (تعلية) ساعت الطيران وحدها كانت كفيلة بشراء حوالي خمس طائرات لـ(سودانير)..

    إذاً، لماذا ظلت (سودانير) تستأجر تلك الطائرت بهذه القيمة.. وهي قادرة على شرائها؟

    أفضل من يجب أن يجيب عن هذا السؤال هو الأستاذ العبيد فضل المولى المدير العام لشركة (سودانير) خلال تلك الفترة.

    والحقيقة الأسئلة التي تتطلب إجابات من السيد العبيد فضل الولى كثيرة. فهو المدير العام الذي تولى إدارة معظم الفترة التي امتلكت فيها مجموعة عارف شركة (سودانير)..

    كما أنه وقبل أن يصبح المدير العام لـ(سودانير) تولى منصب المدير العام لشركة (الفيحاء القابضة).. وكان عضواً في مجلس إدارتها.. أتذكرون شركة (الفيحاء).. التي (قيل!!!) إنها شركة يملكها رجال أعمال سودانيون وتحوز على (21%) من أسهم (سودانير) لترفع المكون السوداني في شركة (سودانير) مع الحكومة إلى (51%)؟.. أو هكذا قال البيان الرسمي من الخطوط الجوية السودانية الذي نشرته هنا في حلقة الأمس (الحلقة الثالثة من هذا التحقيق)..

    وللدقة – أيضاً- فإن السيد الشريف بدر رئيس مجلس إدارة سودانير في عهد عارف.. شريك للعبيد فضل الولى في البحث عن إجابات أيضاً؛ فهو بدوره ظل واحد من أهم صناع القرار في (سودانير) طوال فترة عارف.. وكان أيضاً عضواً في مجلس إدارة شركة (الفيحاء القابضة) التي استخدمت للكذب على الشعب السوداني وخداعه بأن الخطوط السودانية لا تزال في جيبه.

    لماذا وافق السيدان الشرف بدر.. والعبيد فضل المولى على المشاركة في تضليل الشعب السوداني؟.. ثم كيف يفسران الطريقة التي كانا يديران بها شركة الخطط الجوية السودانية (سودانير).. بعد ذلك؟..!! ومنها بالطبع قضية التسعة ملايين درهم في دولة الإمارات!.

    صفقة التسعة ملايين درهم:

    وهي صفقة غريبة ومثيرة إلى أبعد حد.. قررت (سودانير) استيراد معدات أرضية.. والمعدات الأرضية لعلم القراء هي التي تستخدم في المناولة والإجراءات المتعلقة بشحن وتفريغ وتموين وإجراءات خدمات أخرى تحتاجها الطائرات في المطار. وكانت (سودانير) في حاجة ماسة لمثل هذه المعدات لتخفيض التكلفة الباهظة لهذه العمليات عندما تسند إلى طرف آخر.

    وقعت (سودانير) اتفاقية (شراء إيجاري) مع (مجموعة عبد الله للمشاريع العامة) في دولة الإمارات بقيمة أكثر من (9) ملايين درهم إماراتي (بالتحديد 2,582,229 يورو)..

    الاتفاق نص على أن تسدد (سودانير) (2,207,804 درهم) مقدماً على أن تورد المعدات خلال (90) يوماً لميناء بورتسودان.

    أوفت (سودانير) بدفع المقدم في يوم 5 أغسطس 2010.. ومع ذلك لم تورد المعدات إلى (سودانير).. وظلت (سودانير) علاوة عى فقدها المقدم الكبير تدفع بصورة مستمرة تكاليف المناولة الأرضية. فهي تخسر مرتين: مرة لعدم الإيفاء بالاتفاقية وضياع المقدم.. وأخرى باستمرار هجر المال في الخدمات الأرضية.

    أخطر ما في هذه الاتفاقية أن المستشار القانوني للشركة استبعد منها تماماً.. ولم يوقع ويوثق العقد. وليس هناك أي شرط جزائي على الشركة الإماراتية في حال إخلالها بالعقد (وهو ما حدث فعلاً رغم استلامها لمقدم مليوني درهم).

    ويقول تقرير المراجعة الذي اكتشف هذه الصفقة بعد ذلك (هل يحق للمدير المالي وإن كان يحمل تفويضاً من المدير العام أن يوقع على اتفاقية مثل هذه الاتفاقية بدون الرجوع إلى الإدارة القانونية؟..) بل وهل وافق مجلس الإدارة على صفقة بهذا الحجم؟.

    ونترك عمليات شراء العملة الصعبة من داخل السودان.. وبيعها خارجه إلى الحلقة التالية غداً بإذن الله..

    !!

    نواصل.. غداً بإذن الله

    اليوم التالي

    ------------------
                  

12-31-2013, 10:50 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    نص رسالة ضباط الشرطة الاسلاميين عن تفشي الفساد

    December 31, 2013

    حملة نظام عام( حريات )

    تحصلت ( حريات ) علي نسخة من الرسالة التي بعث بها ضباط الشرطة الاسلاميين – الوطنيين – لوزير الداخلية الجديد بتاريخ 25 ديسمبر .

    وتكشف الرسالة عن حجم الفساد المهول المتفشي في الشرطة .

    وتدعو الرسالة الوزير الجديد الى ( الاصلاح ) ، والذي يبدأ كما تشير الرسالة بتعيين مدير شرطة جديد بدلا عن متعهد الفساد الحالي هاشم عثمان ، ولكن تؤكد معلومات ( حريات ) ان هاشم عثمان يتقاسم ( غنائم ) الفساد مع المشير عمر البشير شخصيا ، حتى ان العديد من ضباط الشرطة يرددون سرا ( طن للبوليس وطن للرئيس ) ، في اشارة الي ان اسمنت منشآت الشرطة يتم تقاسمه مع اهم مركز من مراكز مافيا الفساد الذي يقوده عمر البشير واسرته ، وحقا ان ( الله لا يصلح عمل المفسدين ) .

    ورغم اعتراضنا المبدئي في ( حريات ) علي وجود تنظيم للاسلاميين في جهاز من اجهزة الخدمة العامة يفترض فيه الحيدة والاستقلالية ، الا اننا ننشر رسالة الضباط الاسلاميين كشهادة علي فساد عصر الانقاذ من اهلها .

    ( نص الرسالة ادناه ) :

    الرسالة الأولى للسيد وزير الداخلية

    نخاطبك أخي الوزير ونحن نعلم أنك جئتنا تحمل نقاء وصفاء وقيم أهل الريف …… وقد رضعت من ثدي الحركة الإسلامية وتربيت على أخلاقها وقيمها ونهجها ومنهجها ……. نخاطبك من واجب ديني انطلاقاً من أدب المناصحة والمكاشفة لاسيما وقد أغلقت دوننا المنابر ومن أدبيات القول بالنصح والرأي أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ومن يكتم الشهادة فإنه آثم قلبه.

    الأخ وزير الداخلية نخاطبك وفاء للمشروع الذي رويناه بدماء الشهداء والعمل الخالص لله عز وجل تقرباً له إخلاصاً للمهنية رضاء لوجه الله وخدمة للعباد ولا زلنا نزود عن المشروع الإسلامي والمهنية إعلاء لراية الإسلام مستبشرين أخي الوزير بمقدمك وكلنا عشم ورجاء أن تشهد ولايتك الإصلاح المنشود بإصلاح الرجال والحال بحثاً عن القوي الأمين، فسفينة الشرطة تبحر نحو الهلاك لانشغال ربانها عنها بجمع المال الحرام ودخولهم دائرة الشبهات والسمعة العامة السيئة والتي هي الآن حديث المدينة وتتناقلها القوة ضباطاً وجنود فقد تمايزت الأفعال والأقوال لاستبدالهم الآخرة بعرض الدنيا الزائل فعاثوا فساداً وظلماً واستبدلوا حب المهنة بحب الذات وذبحوا العدالة وبدلوها ظلماً حماية لأنفسهم واشتكى الناس من غياب الأمن والأمان.

    أخي الوزير ابحث ونقب وانظر وتأمل واستخلص ما حولك من أشخاص ومكان وآليات تنفيذ، ابدأ بالسؤال عن مرتب الشرطي وما يتقاضاه من أجر، الشرطي الذي يعمل بحكم القانون أربعة وعشرين ساعة في اليوم، فلم تهتم القيادة بأن يسعوا إلى تحسين وضع الشرطي، إنما كان السعي نحو تجنيب الأموال خصماً من مستحقات الشرطي والميزانيات لتحقيق كسب ذاتي كاذب بإطلاق الأسماء المشخصنة على المباني دون مراعاة شعور العباد والقوة التي تعيش المسغبة، والنتيجة أن اتجهت غالبية القوة إلى الرزق الحرام سرقة وارتشاء، وما تبقى من شرفاء المهنة ورجالها هجروا الخدمة وهربوا من جحيم الشرطة إلى جحيم مواقع التعدين العشوائي ومن قنع منهم بالبقاء يرزحون تحت الفقر ويسكنون مواقع العمارات تحت التشييد يحرسونها خدمة خاصة مقابل أجر الإقامة والسكن ويمدون أيديهم للناس إلحافا أعطوهم أو منعوهم، وكل ذلك يحدث لأن أموال الدعم الاجتماعي تحولت إلى غابات أسمنت، وكل ذلك يحدث والشرطي يهرب من جحيم الظلم، أو من ضعف الإعانة لشرطي يكابد المرض العضال متسولاً، أو صار عبئاً ثقيلاً على أولاده وأهله.

    أخي وزير الداخلية عليكم بالسؤال عن أحوال الرجال، بأن تزورهم في ثغورهم وخنادقهم لا تستمع ولا تركن للتقارير المكتوبة المدبجة كذباً ورياءً، فالقوة في شوق حميمي لمن يسأل عنهم وعن أحوالهم وعن من يؤازرهم ويشحذ هممهم، تفقد أسر الشهداء فهم لم يحظوا بزيارة واحدة من القائد والقيادة، زرهم فقد تمسح زيارتك دمعة صغير فقد الأب وتواسي مكلومة في وليدها أو زوجها المفقود أو الشهيد وتعين أرملة تجاهد في تربية أطفال طردوهم من المدارس بسبب الرسوم.

    أخي وزير الداخلية اسأل عن أخوان لك نهض على أك########م المشروع النهضوي وحرسوه منذ أن كان فكرة لبث قيم الإسلام رسالة عملية لا شعارات وهتافات خاوية المعنى، فهؤلاء الرجال الأكفاء قدرة ومهارات علمية وعملية حوربوا وضيق عليهم الخناق ودبجت فيهم التقارير الكاذبة فمنهم من اضطر لتقديم استقالته مبتعداً ومنهم من تمت إحالته للمعاش بالباطل واضطر للبحث عن حقوقه وحمايتها أمام المحاكم، والآخرون منهم قتلهم اليأس من الإصلاح فجلسوا بعيداً على الرصيف ينظرون بأضعف الإيمان، فغابت الشورى والمناصحة والرأي والرؤيا والقدوة والنصرة وأصبحت الشرطة (مسرح الرجل الواحد) تعينه ثلة من المفسدين والمندسين والمنافقين والمنتفعين وضعيفي الشخصية والقدرات تأهيلاً يفعلون ما يؤمرون به تحقيقاً لرغبة اللوبيات وجماعات المصالح الفاسدة بالمكاتب التنفيذية للوزير والمدير العام وهيئة الشئون الإدارية وهيئة الشئون المالية وإدارة الشئون الاجتماعية والشرطة الشعبية والإدارات الإيرادية المرور والدفاع المدني والجوازات والسجل المدني.

    أخي الوزير قدرك أنك كلفت بأمر وزارة مسئولة عن كل المقاصد الشرعية (حفظ النفس والدين والعقل والنسل والمال والعرض)، وكما أنك مسئول عن جهاز عريق تاريخه مائة عام بات دابة الأرض تأكل بنيها تشريدا وإبعاداً.

    أخي وزير الداخلية الإصلاح يبدأ من محاربة الفساد فهو آفة هذا الزمان فقد استشرى وحاله يتناوله الناس في حديثهم اليومي وصار مجال الأنس والتسامر به شذراً وتذمراً عليك بدك حصونه بإزالة مراكز القوى والشللية ولوبيات المصالح والمنتفعين…. كيف ذلك ندلك على خارطة طريق للاستهداء بها…….

    (1) ابدأ بمكتبك التنفيذي فمنه تبدأ خطط الإفساد والفساد، فهم جميعاً يجيدون وباحترافية عالية إدارة ملفات الفساد بإجادة دورهم في إقامة الحواجز وحجب الرؤيا وتزييف الحقائق وتلفيق التقارير الكاذبة فهي مجموعة ظلت تعمل بهذا المكتب لسنوات طوال ناهزت الثلاثة عقود ببضع سنوات لا كفاءة بل لأنهم يجيدون ذلك الدور المطلوب منهم وصاروا بذلك حديث القوة من الضباط. وبما أننا نعلم معدنك النظيف النقي التقي، عليك اتقاء الشبهات، فأسأل نفسك لماذا كل هذا الحديث والقول عن هؤلاء الناس، نعم لا نأخذ الناس بالشبهات ولكنها البصر والبصيرة والفطنة والنباهة. ولذلك نوصيك أن لا تصم آذانك صفافير (الموتركيت) عن سماع كلمة حق، وأن لا يحجب عنك الزجاج المظلل بالعربة الفارهة رؤية الحقيقة، فالقوي ألحن في حجته على غيره، لأنه مالك زمام الأمر، فتولى عنهم ذلك الأمر فخذه بيدك بالقوي الأمين، وأعلم من هو بالسجن لأنه صدح بالحق، فالحق أبلج.

    (2) عليك بعبور الشارع لوزارة المالية وأطلع على العقودات والأموال الخاصة بالانتخابات(عربات، وقود، وظائف، إعاشة، فروقات الهيكل الراتبي، مستحقات القوة من تذاكر السفر وخلافه) لتعلم كيف أنها ضلت طريقها إلى جيوب فئة قليلة من المفسدين، وتحرى عن وفورات الفصل الأول وأموال المباني والأبراج الضخمة وحقيقة الشركات العاملة وعقودات الاستشاريين والسماسرة ومال الطوارئ وكيف أنها اتجهت شرقاً.

    (3) الطريق للإصلاح هو إقامة العدل، فلا فلاح ولا صلاح في دولة الظلم، والعدل يبدأ بإصلاح الشئون الإدارية فهي رمز الظلم والفساد والتمييز والمحسوبية والقبلية واللوبيات الشللية، فالحظوة لمن يدفع وينكسر ويخنع.

    (4) راجع المشروعات التقنية والالكترونية والقائمين عليها للوقوف ولمعرفة كفاءتهم، خبراتهم، همتهم، وصدقهم المهني، وصدق ولائهم، ولا تركن لتقاريرهم المضللة.

    (5) راجع شركات الوزارة، كيف تدار، ومن يديرها، وأين وماهية أموالها، ومصارفها وأحوالها، ومدى توظيفها لخدمة القوة.

    (6) اذهب لجامعة الرباط لتعيدها سيرتها الأولى مؤسسة تربوية وليس مؤسسة تجارية ريعها لفئة من الناس إنما ريعها لخدمة القوة تحسيناً لدخولاتها وتعليم أبناء القوة، راجع بنفسك الانضباط والأخلاق وكيف يتم التعيين فيها، وأين تذهب مواردها الضخمة وكلياتها تعاني من شح الإمكانيات.

    (7) اذهب لمستشفى الشرطة لتري بأم عينيك كيف يعاني الشرطي من إهمال الأطباء وانعدام الدواء.

    أخي وزير الداخلية، تنفيذ الإصلاح يتطلب أن تبحث عن مدير يعينك على تنفيذ خططك وبرامجك …. لا مدير يتقوقع في مشروع واحد يرتبط باسمه …… ابحث عن قائد يرتبط بقواته ويكون لصيقاً بها ويعي ويحس بمعاناتها لا يترفع عليهم ولا يشاهدونه إلا في نشرات الأخبار عائداً من رحلاته الخارجية، ومن بعده ابحث عن هيئة إدارة من رجال أصحاب دين ورؤية ومبادرات ومواقف وانفعال لا توابع.

    أخي وزير الداخلية، نعلم أن تكليفك قد يكون لمدة عام واحد، فاجعله عام ريادة لا عام رماده، اسرع الخطى نحو الإصلاح، فلتضع بذرة حتى ولو لم تسعفك الأيام، ليشهد التاريخ لك لا ليشهد عليك.

    ختاماً امنياتنا لك بالتوفيق والسداد، ونحن على العهد معك، ورهن إشارتك، وما نريد إلا الإصلاح ما استطعنا…….

    ضباط الشرطة الوطنيين

    25/12/2013م
                  

01-01-2014, 12:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    غندور: الفساد جلابية لبسونا ليها ولبسناها..حزب البشير غير مسئول عن إنفصال الجنوب.



    قال : 88% من الناتج القومي يذهب للشعب.."10 مليون و13 مليار دي يشيلوها في ياتو شنطة"

    01-01-2014 10:03 AM
    الخرطوم: سعاد الخضر


    نفى مساعد ونائب رئيس الجمهورية بروفيسر إبراهيم غندور تورط حزبه في الفساد واتهم المعارضة ومن سماهم بالمحبطين بمحاولة تشويه صورة النظام معلناً عن إدخال نظام البصمة خلال الشهرين المقبلين في الوزارات لضبط الخدمة المدنية واعترف بأن العطالة وتشغيل الخريجين من أكبر المهددات الأمنية بالبلاد ونوه إلى أن الدولة لن تستطيع تشغيل كافة الخريجين وكل عاطل اعتبر أنه عاطل متعلم أفضل من جا، وفند ما أثير حول هروب نجل وزير الطاقة السابق د. عوض الجاز ووالي القضارف بملايين الدولارات وقال غندور لدى لقائه بأمانة الشباب للمؤتمر الوطني بقاعة الشهيد الزبير أمس:

    الفساد جلابية لبسونا ليها ولبسناها وتابع: 10 مليون و13 مليار دي يشيلوها في ياتو شنطة - غير أنه عاد ليؤكد أن محاربة الفساد لن تتم إلا بمزيد من معايير الشفافية، مقراً بتقصير الحكومة في تنفيذ الانضباط وعدم الرقابة على الخدمة المدنية لا نتقيد بنظرية الثواب والعقاب وتعهد بتطبيق المحاسبة على كافة المستويات وأنها تكون مغلقة ونوه إلى صعوبة تطبيق المعايير الجديدة وتابع:

    كل ما نحكم المعايير نلقى زول يتحايل عليها لا نريد شللية وتابع: أي شلة حا أعرفها حافرتقا، مؤكداً دور شباب ثورة التعليم العالي في فوز الوطني في الانتخابات السابقة وتابع: فزنا بخريجيها وما زالوا عاطلين حتى الآن ودافع عن الأداء الاقتصادي للحزب وقال إن البلاد تعاني من ظروف اقتصادية ضاغطة مؤكداً أن 88% من الناتج القومي يذهب للشعب مقابل12% مدللاً على وجود حكومات تأخذ %50 من ناتجها القومي مشدداً على ضرورة إيجاد معادلة لتضع الدولة يدها على الناتج القومي ورفض غندور تحميل المؤتمر الوطني مسؤولية انفصال الجنوب وأكد على ثبات موقف حزبه مما يجري بالجنوب واعتبر أن ما يحدث فيه ليس شماتة وتابع: هم يدفعون ثمناً كبيراً ونحن ندفع ثمناً أصغر .

    الجريدة

    تعليقات القراء












    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 12:26 PM
    البروفسور غندور انا اعرفك واعرف اهلك حق المعرفة انتم من اسر امدرمان العريقة حاول بقدر الامكان الابتعاد عن اسلوب المعتوة المانافع او سوف ترحل الى مرمى النفايات

    [ودالخرطوم غرب]



    #873996 United States [ودالبلد]






    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 12:22 PM
    (العجل) ده متوقعين منو كلام غير ده ؟؟؟؟؟ الحساب ولد....بعدين لما يجي وقت الحساب ما (تفرفر) وتبكي زي زميلك كمال عبداللطيف

    [ودالبلد]



    #873987 [radona]



    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 12:16 PM
    لا..لا..لا.. يادكتور غندور .. ماهكذا تحسب الامور ..
    الواقع هو الواقع .. والحقيقة هي الحقيقة .. ولا تجدي المغالطات شيئا عن الحق
    اولا : الفساد :
    الرئيس البشير نفسهى اعترف بالفساد وكون له مفوضية ثم آلية ثم عاد وانكر وجوده وطلب طلبا غريبا جدا من الشعب السوداني بان كل من يملك حقيقة عن الفساد فليتقدم ببينة ورغما عن تقارير منظمة الشفافية العالمية كل عام التي يتصدرها السودان بجدارة كافسد دول العالم الا واننا سنقض الطرف ونسال مباشرة دكتور غندور بعض الاسئلة التي نرجو ان يتسع صدر سيادته للاجابة عليها :
    - شركة الاقطان هل سيحاكم مفسدوها فعلا ام سيكون امر محاكمتها مثل محاكمة مفسدي الحج والعمرة والاوقاف وتصبح جرائم فساد واضحة وضوح الشمس ولكن بدون مجرمين ؟
    - سودانير وخط هيثرو الشهير الذي بيع في وضح النهار هل ستتم محاكمة مفسدي سودانير ام سيتم التكتم على الامر هكذا مع ان البينات كاملة ولا ينقصها غير العدالة ؟
    - سودان لاين اين ذهبت بواخرها ال 11 التي بناها المرحوم الرئيس نميري وهي من احدث البواخر لم يتبق منها ولا باخرة واحدة اين ذهبت هذه البواخر ولمن بيعت واين ثمنها ؟
    - التقاوي عباد الشمس والقمح والمبيدات الفاسدة هل هذه جرائم بلا مجرمين شانها شان الاوقاف وسودانير ام ماذا وهل تعتقد ان الشعب السوداني قد صدق حرفا مما كان يقوله وزير الزراعة السابق والبنك الزراعي ماتلك الا سيناريوهات اديرت بجلافة وغباء ولكن اين المجرمين ؟
    - فساد وزارة الرعاية الاجتماعية الذي كشفته الوزيرة اشراقة لماذا لم يأخذ طريقه للمحاكم والعدالة حتى ولو على شاكلة محاكمة مفسدي الاوقاف ؟
    - جوكية البنوك ومن يقف خلفهم وهل من يقف خلفهم هم من اعاق العدالة ام ماذا ؟
    - الذين يجنبون الايرادات ويطردون المراجع العام من مراجعة حساباتهم ورغما عن المغالطات الساذجة من قبل بعض المسئولين بان التجنيب ليس فساد .. ولكنه الفساد بعينه بل واخطر انواع الفساد والسبب الرئيس لانهيار الاقتصاد السوداني هل تستطيع الحكومة الكشف عن هؤلاء المجنبين للمال العام وتوضحه بلاسم والمبلغ ؟
    - الجهات الحكومية بما فيها الشرطة والقضاء والولايات والمحليات التي نجبي الاموال خارج اورنيك 15 او بنموذج منه دون رادع او ضمير هل سيتم محاكمة هذه الجهات ومحاسبتها ؟\
    - وزير الاستثمار اقر بوجود رشاوي وتطفيش للمستثمرين ولكن دون ان يكشف عنها ولكن مازال السؤال باقيا من هم وكم من الرشاوي قبضوا وكم من استثمار اجهضوا؟
    السؤال الاخير جدا ..
    لماذا لم تتقدم حكومة السودان برفع دعوى ضد (ماتسمى) بمنظمة الشفافية العالمية التي درجت على ادراج اسم السودان كل عام من افسد دول الارض؟
    يابرفيسور غندور نحن نعلم بانك لم يرد اسمك على وجه الخصوص في الفساد .. ولكن انكار الفساد هو ذر للرماد على العيون والشعب السوداني على يقين تام بالفساد ويراه الليل والنهار .

    [radona]



    #873978 United States [رمضان كريم]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 12:03 PM
    أتعتقدون أن السر يموت حين يصبح معلنا، أم أنه يموت حين يدفن بين اثنين؟


    كيف له أن يكون سرا إن لم يفتضح؟!

    [رمضان كريم]



    #873971 [الحقيقة]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 11:57 AM
    يكذب هذا الانسان بلا خجل السوداني الأمين الصادق التقي النقي أصبح ارثا من تاريخ مضى والجيل الحالى عاش على الفساد والرشوة والاختلاس منذ انقلاب 1989م والبيان بالعمل هل يقول غندور أن يده نظيفة وهل يقول أن مصطفى عثمان والجاز وعلى عثمان ونافع والبشير وزوجته وووو أياديهم نظيفة كلا ثم ألف لا حتى ضباط الأمن والبوليس يمتلكون المليارات من الفساد وشاهد القصور والفلل في الرياض والطائف والمنشية من كانوا يسكنون هناك قبل 1989م هم ناس معروفون أما اليوم فجلهم خداعون مارسوا الفساد والاضطهاد في أبشع صوره ..

    [الحقيقة]



    #873946 United States [ya]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 11:41 AM
    أي شلة حا أعرفها حافرتقا،
    انت بشر ومعرض للخطاء ولكن يبدو انكم نصبتم انفسكم الهه تحكمون بالصاح والخطاء وفق مزاجكم ليعنكم الله علي مانتم مقبلون عليه من حساب القدير

    [ya]



    #873893 European Union [حليلك يا نافع]











    5.00/5 (1 صوت)
    01-01-2014 11:05 AM
    كان اخير نافع

    [حليلك يا نافع]



    #873885 United States [abdo]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 11:02 AM
    كذاااااااااااب ومنافق لان حزب البشير هو المسئول الاول والاخير عن فصل الجنوب وعن الفساااااااد وعن التدهور الفظيع فى الخدمة المدنية وعن تدهور الاقتصاد وتفشى الفقر والشلليات والدمااااااار الذى لحق بالوطن

    [abdo]



    #873878 United States [ayamzman]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 10:55 AM
    معقولة الهبل والعبط دا يا غندور العالم كلو بيعرفكم كفاية منظمة الشفافية العالمية قالت انكم من افسد دول العالم واللهي تقريره مبني من تقارير من البنك الدولي وغيرو وعندك قضية الاقطان وقضية وزارة الاوقاف وغيرو وغيرو من تقارير المراجع العام انتو شكلكم بتكتبو وبتتكلمو من اجل الكلام لا من اجل الاصلاح كلام فارغ والسلام عمر البشير ووداد ديل براهم سارقين مليارات الدولارات فساد وداد موخرا مع منظمة المراة العربية ومعاها جمال الوالي الكلام يطول عن فسادكم واما ولد عوض الجاز دي حقيقة ومثبتة في الامارات انتو فاسدين واغبياء وما حاينصلح حالكم ايها الغبي وانا بعد دا متاكد من انو السنة الجديدة ما حا يكون فيها تغيير يا غندور القنبور الا يحصل الزي الفي الجنوب حاليا

    [ayamzman]



    #873875 European Union [ودالشريف]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 10:55 AM
    هههههههههههههه حقيقة شر البلية ما يضحك نذكرك يا غندور بان الله يمهل ولايهمل وكفي كذب وتزيف للحقائق اين هو التعليم وهل تسمي التوسع في الجامعات ده طفرة في التعليم استحى والله دى ماتستحق انها تكون مدارس ثانوى فما بالك جامعة انتم دمرتم التعليم لاتطور ولاتقدم في المناهج ولا كادر مؤهل ولا ولا وتقول ثورة في التعليم حقيقة انتم فاشلون وفاكرين اننا شعب غبي لايفهم ولكن اقول لك انتم اغبياء لانكم استبدلتم الدنيا بالاخرة واما عن الفساد فهو على عينك ياتاجر وبدون استحاء وانت تعلم وراس الدولة يعلم ولكنكم صامتون لانكم شركاء في الفساد حتى وان بالصمت ماذا عن الخطوط السودانية اوليس هذا فسادا ظاهرا ومشروع الجزيرة والتقاوى الفاسدة والمبيدات ووووووو والاقطان والتلاعب في المشاريع والشغل من الباطن وتدهور الخدمة المدنية وانهيار الصحة والتعليم وبيع الاراضى وووووووووو لن استطيع ان احصي الفساد وان كتبت كتب ودفاتر فهو لايحصي وغير مسبوغ وشفع الروضة يعلمون يا غندور اعترفو انكم فاشلين واعترفو انه الفساد اكبر منكم ولن تستطيعو ان توقفوه ولن تسطيعو لانه الفساد من كبارا شوف انتو وين وانحنا وين واين كنتم قبل الانقلاب المشؤؤؤم والان انتم تسكنون في قصور وتركبون الفارهات من السيارات وتتزوجون مثنى وثلاث ورباع كيف 88 % في المائة للشعب وفى الميزانية 2 مليار للتعليم والصحة والزراعة و2.1 للسيادة تصور كل القطاعات التى تهم الشعب اقل من المصروفات السيادية وتجمل في بند واحد وهى اهم بنود تهم الشعب والدفاع والشرطة والامن 11 مليار بالله دى ميزانية دولة عايزة تحقق انجازات انتم لن تستطيعو ان تخرجو السودان من هذه الهووة التى القيتمونا فيها وبمثل هذه السياسات لن يكون هناك سودان وسيتمزق البلد لانكم كما قال منصور خالد مدمنون للفشل اذكرك بان الله يمهل ولايمهل ونحن لنا الله وارادة شعبنا وحتما ارادة الشعوب تنتصر

    [ودالشريف]



    #873874 European Union [habbani]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 10:54 AM
    الفساد جلابية جيتو مفصلنها ولابسنها ومكبرين جيوبها وعملتو ليه عمة وغرة صلاة ودقن وحلقوم وبطن غريقة وشايلين بنادق ورشاشات لحمايته وصنعتوا الحروب الوهمية لشغل الناس عنه يعنى طفيتوا النور

    [habbani]



    #873868 United States [حلوانى البيت الشامى والعبد]








    [حلوانى البيت الشامى والعبد]



    #873862 United States [الفقير الي الله]











    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 10:43 AM
    انفصال الجنوب مسؤول عنه الشعب السوداني وليس حزب البشير لان
    حزب البشير لم يوقع علي الاتفاقيه وان الذى وقع علي اتفاقية نيفاشا
    ليس هو علي عثمان ولكنه شبيه له وان حزب البشير اثناء الاتفاقيه لم يكن موجودا
    بالسودان صاح لا اله الا الله محمد رسول الله علي النفاق والكذب والضحك علي الدقون
    طيب مين مسئول يا قندول

    [الفقير الي الله]



    #873857 [عزة]



    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 10:40 AM
    صلح روحك وبعدين تعال اتكلم

    [عزة]



    #873851 United States [واحد]




    0.00/5 (0 صوت)
    01-01-2014 10:36 AM
    ( مقراً بتقصير الحكومة في تنفيذ الانضباط وعدم الرقابة على الخدمة المدنية لا نتقيد بنظرية الثواب والعقاب )
    غندور ينفي تورط حزبه في الفساد !!!! كيف هذا وأنت كحكومة مقصر في تنفيذ الانضباط والرقابة, ومعلوم أن جل من بالخدمة المدنية من حزبك. ما لزوم النفى؟ وأنت مقر بالتقصير والفساد واقع !!

    (عدل بواسطة الكيك on 01-01-2014, 12:07 PM)

                  

01-02-2014, 07:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)


    نحن والطيب مصطفى
    الثلاثاء, 31 ديسمبر 2013 09:24

    البشرى محمد عثمان

    يقول الله تعالى في كتابه العزيز «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً»-148 النساء


    مستعيناً بالله ومتمثلاً بالآيات ابدأ اليوم الحلقة الاولى من سلسلة حلقات رأيت ضرورة في نشرها رداً على ما أثاره الاستاذ الطيب مصطفى على مدى حلقات خمس في عموده أو زاويته على وجه الدِّقة التي تتجاوز ربع الصفحة الأخيرة في الغراء «آخر لحظة»، وقد انتظرت الرجل ليفرغ ما عنده، حتى ابدأ بالرد عليه رداً صحيحاً ممنهجاً، شافياً كافياً حتى تنقشع سحابة الغبار والدخان الكثيف الذي أثاره الرجل عامداً قاصداً ليحجب به شمس الحقيقة، حقيقة ما جرى ويجري في منبر السلام العادل وصحيفته الانتباهة، والشركة المالكة، هذه المؤسسات العظيمة اللاتي بقدر ما كان اسهام الرجل فيها كبيراً، كانت جريمته وجنايته عليها عظيمة، تكاد تصل حد القتل العمد، ولن القي الكلام على عواهنه كما فعل ويفعل الرجل بل سأكشف بعون الله توفيقه بالوقائع والوثائق والأدلة والشهود تفاصيل جريمة الرجل في حق هذه المؤسسات، ولعله يكون فيما سأدفع به ذخيرة وعوناً لأهل المنبر خاصة، ولا أقول لأهل شركة المنبر وصحيفة الانتباهة، لأنه حسب القاعدة الاصولية الشرعية (أنت وما ملكت ملك أبيك)..



    ثم من ورائهم لكل المشتغلين في الأحزاب السياسية من أهل السودان، لأن «الحال من بعضه» كما يقولون وإن ما جرى ويجري في المنبر هو في الحقيقة صورة مكررة لما في تلك الأحزاب بدرجةٍ أو بأخرى وربما بعض الاختلافات الطفيفة في الوقائع والشخوص. ولعل ذلك يكون مفيداً ايضاً للدارسين والباحثين في ماضي، حاضر ومستقبل تلك التنظيمات، لأن دراسة الأعراض جوهرية في تشخيص الداء، ووصف الدواء، ولعل ما أقدمه في هذه المساحة يسهم في الاجابة على السؤال الصعب، القديم المتجدد- لماذا نحن فاشلون؟ ولماذا فشلت الأحزاب والنخب على حد سواء في ادارة الشأن العام في بلدٍ كان الأكبر والأفضل من حيث توفر الامكانات الطبيعية والبشرية اللازمة لإحداث نهضة كبرى على كل الصعد؟!

    لقد كتب المرحوم الدكتورأحمد بهاء الدين في صحيفة الراية القطرية في ثمانينيات القرن الماضي مقالةً بعنوان «السودان حالة خاصة» وبعد ان عدَّد الرجل الامكانات التي يزخر بها السودان من مساحة شاسعة واسعة، صالحة في غالبها للزراعة بمختلف المنتجات الزراعية بسبب اختلاف وتنوع المناخات بسبب الامتداد الرأسي الكبير للدولة «القديمة» بين خطوط العرض،

    وبسبب الوفرة الكبيرة للمياه السطحية منها والجوفية. وتعرض الرجل للثروات الحيوانية التي يملكها السودان من كل الأصناف بحرية وبرية، كما تعرض للثروات والكنوز المعدنية المكتشف منها والكامن في باطن الارض، وختم بذكر انسان السودان الذي قال عنه انه يكفيه انه احد الصناع الرئيسيين للنهضة الكبيرة التي شهدتها وتشهدها منطقة الخليج العربي، ولكن برغم كل تلك الامكانات ظل السودان يراوح مكانه في مؤخرة الدول، حيث التقدم والنماء والرقي، على كافة الأصعدة المحلية الاقليمية والدولية.. وخلص الرجل الذي كان ضمير عصره بحق، ان واقع السودان هذا الذي يعيشه ليس صدفة ولا قدراً، وانما هو بفعل فاعل. وارجو ان يكون فيما ساكتبه بعض أضواء تنير لنا بعض الطريق في رحلة البحث عن هذا الفاعل المجهول الخفي. ولي مع القراء في ما أكتب التزامات ثلاث.. توضيح وعهد.. واعتذار..

    فإما التوضيح فقد مضى بعضه وسيرد بعضه في سياق الحلقات، وأما الاعتذار فمصدره احساسي الخاص بالجرح الشديد تجاه القاريء الكريم.. ذلك أننا نشغله ومنذ مدة بعرض تفاصيل خلافات لا تكاد تهم الا نسبة ضئيلة جداً من اهل السودان من المستنيرين واسرهم واصدقائهم وربما بعض المتعاطفين معهم، والمهتمين بأمر المنبر لأسباب مختلفة، وهذه الفئات مجتمعة أحسب أنها لا تساوي الكثير من جملة أهل السودان، ولذلك فانني اعتذر مسبقاً عن هذا الأمر، ولعله فيما سبق ذكره من أسباب مندوحة وعذر لنا بالإستمرار خاصةً وقد نُشر في حقنا الكثير من الافتراءات والظلم والتجريح وبعض الإساءة..وبعض هذه المظالم سنعمل على رفعها بالنشر بغرض كشف الحقائق، وبعضها ذهبنا به الى ساحات العدالة.

    ويعلم الله انني كنت حريصاً على كتمان الأسرار والمعلومات لدورتين، وبحكم صلتي التي لم تنقطع بالمنبر فكراً وثوابت، وان انقطعت على مستوى التنظيم والهياكل، وكان أملنا في مجموعة تصحيح المسار ان تنجح في تنسيق جهود المنبرين المخلصين من اعضاء الشورى لاقناع قيادة الحزب بضرورة عقد دورة طارئة، نعرض عليها بعض الحقائق مما هو ضروري للاصلاح ونمسك عن غيرها حرصاً منّا على لم الشمل وجمع الكلمة والحفاظ على وحدة المنبر في وجه محاولات شقه التي بدأت فعلاً.. ولقد وقع على طلب الدعوة ثمانية وستون عضواً..

    أما بأنفسهم أو بتفويض من وقع عنه، ولقد سبب طلب الدعوة الذي وجه لرئيس الشورى بتسعة أسباب كل واحد منها يصلح ان يكون سبباً كافياً لعقد الشورى.. ولكن السيد رئيس الحزب وسدنته أفلحوا بالترغيب والترهيب والكذب الضار والتضليل في جلسات التنوير وغيرها.. أقول أفلحوا في اقناع بعض الموقعين ليتنازلوا عن طلب الدعوة وقد يدهشك قاريء الكريم أن تعلم أن بين اولئك المنسحبين من الدعوة ذلك الذي قال في الطيب ومنهجه القابض اللئيم ما لم تقله مجموعة الاصلاح في رسالة نشرت كاملة، بصحيفة «الحرة» كنا نريد للشورى الطارئة ان تراجع مسيرة الحزب الذي اختل نظامه وابعد عنه المبدئيون المؤسسون ووصل الى قيادته للأسف كثير من المنتفعة والأرزقية وبعض العاطلين عن اي موهبة اللهم الا التسبيح بحمد الرئيس.. وكل اولئك جاءوا بعد الفتح وانتشار الانتباهة.. كل ذلك بسبب المنهج الشمولي القابض لرئيس الحزب الذي اجرى تعديلات في النظام الاساسي فوضت له كل سلطات وصلاحيات مجلس الشورى والمؤتمر العام..

    فلذلك لم يعد يحتاج الى تلك الاجهزة واكتفى عنها بمكتب قيادي وصل معه بطول التجربة والممارسة الى معادلة جهنمية، وهو أن يعطيهم ما جاءوا من أجله مقابل أن يبصموا بالعشرة على ما يريد حتى وصل بهم الحال ولعل كثيرمن القراء لن يصدقوا هذا- أنهم منحوه تفويضاً مفتوحاً، ليتفاوض هو وحده، اكرر وحده وليس معه احد.. مع جماعة سياسية جديدة في الساحة عمرها أشهر فقط، بخيارات مفتوحة تبدأ بالتنسيق والتعاون وتصل الى درجة الإندماج الكامل، حتى ولو ادى ذلك ثمنه تغيير اسم الحزب! بربكم هل هناك مهزلة وتفريط اكثر من ذلك..

    رئيس الحزب وحده وبتفويض من مكتبه القيادي يغير اسم الحزب.. واعضاء الشورى والمؤتمر العام في بيوتهم.. وربما دعاهم الرئيس لاحقاً ليوافقوا على تغيير اسم الحزب الذي اجتمعوا وانفضوا آخر مرة تحت شعاره. الاخوة المنبريون الشرفاء طالما انه قد حيل أو كاد يحال بيننا وبين الشورى فلا سبيل أمامنا غير نشر الحقائق كاملة على الملأ.. ابراءاً للذمة وشهادة لله ثم للتاريخ حتى لا نقع تحت «ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله» و«ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه».

    وأما العهد الذي أقطعه على نفسي للقاريء الكريم هو أن التزم قول الحقيقة كاملة، كما عشتها وعلمتها خلال سنوات ثمان هي عمر علاقتي التنظيمية بمنبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة، كلفت خلالها بأربع أمانات هي على التوالي امانة الطلاب، ثم الاعلام ثم الولايات واخيراً الاتصال التنظيمي ذلك في فترته ما قبل الحزبية من سبتمبر 2004 الى اغسطس 2009 ثم لما اصبح المنبر حزباً انتخبت كأول امين عام له في اجتماع الشورى الاول، وجدد لي التكليف باغلبية تشبه الإجماع في 5/6/2011 ذلك قبل ان يتآمر الطيب مصطفى ليلغي الامانة العامة كلها في مكتبه القيادي بعد شهرين فقط من الشورى ثم يفصل الأمين العام ونائبه بعد اسبوع واحد من إلغاء الأمانة العامة.

    وسأحصر ردي وافاداتي حول المنهج والطريقة والفكر الذي يدير به رئيس المنبر للمنبر ولن أتجاوز ذلك..! الا بما تقتضيه ضرورة السرد.

    ارجو أن تواتي الشجاعة الأخ الطيب ليشهد على صدق ما أذكر كما واتتني وشهدت له فيما يتعلق بذمته المالية وإن استغلها في غير مكانها ضد الاخ سعد أحمد سعد، «رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي» صدق الله العظيم



    ------------------


    غندور: «أي شللية في الوطني بفرتقها وكنكشة تاني ما في»

    نشر بتاريخ الأربعاء, 01 كانون2/يناير 2014 09:12
    الخرطوم: صلاح مختار


    دعا مساعد الرئيس نائب رئيس المؤتمر الوطني للحزب بروفيسور إبراهيم غندور الشباب إلى فتح النوافذ للرأي والرأي الآخر، وإفساح المجال لكل صاحب رأي ليقول ما يريد. وانتقد بشدة النهج الذي يقوم على الشلليات، وقال: «لا نريد شلليات في حزبنا وأي شللية أعرفها بفرتقها لأنني صاحبكم وأخوكم».


    وأكد أن الاختيار لقيادات الحزب سيتم وفق معايير وضوابط قائلاً: «الحكاية بعد ده ما فيها كنكشة تاني»، وحث شباب الحزب على النزول إلى القواعد والمشاركة في عملية البناء، قائلاً: «البيلعب كورة يمشي يلعب والما بيعرف يمشي يتفرج».


    ---------------------

    وكشف غندور عن ورقة الإصلاحات في الخدمة المدنية التي تعمل على تأسيس معايير عادلة يتجاوزها البعض، وقال إن الخدمة المدنية تحتاج إلى عدالة يتساوى فيها الجميع، وإلى استخدام الثواب والعقاب كمعيار تحقيق الكفاءة إلى جانب الانضباط. وكشف عن أن الدولة بصدد تطبيق البصمة لضبط الخدمة المدنية وزيادة كفاءة العمل. وقال إن معيار التقييم للاختيار للخدمة وحدها لا يكفي، وأضاف نحاول وضع معايير لا تكون انطباعية.



    وفي اتجاه مواز أعلن المؤتمر الوطني جاهزيته للحوار مع القوى السياسية حول الثوابت الوطنية الدستور والانتخابات المقبلة. وأشار إلى مطالبة المعارضة أن يسبق الاتفاق حول الدستور الانتخابات أو العكس. وقال نحن جاهزون للحوار حولها، وطمأن مساعد الرئيس نائب رئيس الحزب بروفيسور إبراهيم غندور خلال مخاطبته اللقاء المفتوح مع شباب الوطني أمس، طمأن القوى السياسية أن تأتي بما تراه مناسباً لمراقبة الانتخابات. وأضاف قائلاً: «علينا أولاً الاتفاق على الانتخابات التي تحدد موعدها المفوضية» غير أنه رفض مطالبة المعارضة بحكومة انتقالية تسبق الانتخابات، وقال: «متى حصل ذلك في تاريخ السودان».


    واعتبر غندور الحديث عن الفساد «جلابية» حاول البعض أن يُلبسها عضوية الحزب، متهماً المعارضة بتثبيط الهمم، وأكد أن محاربة الفساد لا تتم إلا بمزيد من الشفافية، واعتبر البطالة من أكبر المهددات الأمنية
                  

01-05-2014, 09:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    124551.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    غازى صلاح الدين للمصرى اليوم

    التغيير فى السودان قادم وموضوع ترشحي للرئاسة «سنعبر الجسر عندما نصل إليه».
    01-03-2014 10:36 PM
    الذى يحدث في دولة جنوب السودان كان متوقعاً وتأخر وقوعه

    كتب: غادة حمدي


    بعد سنوات طويلة قضاها بين أروقة حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم فى السودان، اختار الدكتور غازى صلاح الدين العتبانى، المستشار السابق للرئيس السودانى عمر البشير، طريقاً جديداً بإعلانه انشقاقه عن الحزب، فى أكتوبر الماضى، وتأسيس حزب جديد تحت اسم «حركة الإصلاح الآن»، رداً على توصية بفصله هو و2 من القادة «الإصلاحيين» من الحزب، على خلفية توقيعهم على ما يُعرف بـ«مذكرة الإصلاحيين»، التى رفعوها إلى البشير، انتقدوا فيها طريقة تعامل الحكومة مع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، التى تُعد الأكبر منذ تولى البشير الحكم عام 1989.

    وفى حواره مع «المصرى اليوم»، عبر البريد الإلكترونى، يتحدث «صلاح الدين» عن أبرز مطالب حزبه الجديد (تحت التأسيس)، كما يعرض رؤيته بشأن الأوضاع المتوترة فى السودان، فضلاً عن تقييمه ما يحدث فى دولة الجنوب وتجارب «الربيع العربي» فى المنطقة.. وإلى نص الحوار.

    and#9632; البعض يرى التعديل الوزارى الأخير فى السودان، الذى أعلن فى 8 ديسمبر الماضى، «مناورة» من الرئيس عمر البشير لكسب الوقت، فيما يعتبره آخرون نوعاً من الاستجابة لمطالب التغيير فى البلاد.. فما تعليقكم؟

    - أنا أميل إلى أن التعديل جرى لاعتبارات داخلية، لذلك فإن الجمهور السياسى لا يرى فيه مبادرة إصلاحية حقيقية. فأى مبادرة إصلاحية بحق ينبغى أن تظهر آثارها مباشرة على الاقتصاد، وعلى العلاقات السياسية الداخلية، لذا فإن أى إجراءات صورية تسوّق على أنها إصلاح ستزيد من هوة الثقة بين الحكومة والمواطنين.

    and#9632; وماذا عن استقالات عدد كبير من الدوائر المقربة من الرئيس؟ هل يمكن اعتبارها بداية لموجة من الانشقاقات عن الحزب الحاكم؟

    - لا أتوقع انشقاقات. فالذى يحدث فى مثال ثورات «الربيع العربى» هو أن النظام ينهار جملةً، أى أن الحزب يختفى، لا يُنشق عنه. لكن من السذاجة أن نصدّق أن الذى جرى كان على أساس تراضٍ واسعٍ.

    and#9632; ما تقديراتكم لعدد المنضمين للتيار الإصلاحى فى الوقت الحالى؟

    - هناك قبول واسع لأفكار تيار «الإصلاح»، والعضوية تزداد يومياً، وستزداد أكثر عند خروجنا إلى الولايات السودانية.

    and#9632; ما أبرز مطالب حزبكم الجديد «حركة الإصلاح الآن»؟

    - أهم مطلب هو التوافق على خيار الحد الأدنى الذى ينشئ دولة عادلة ومحايدة ووطناً يسع الجميع.

    and#9632; ما أهم الأسباب التى دفعتكم للتوقيع على ما يسمى «مذكرة الإصلاحيين»، التى كانت سبباً رئيسياً لفصلكم من الحزب الحاكم فى أكتوبر الماضى؟

    - صُدمنا من الطريقة التى تعاملت بها الحكومة مع مواطنين يطالبون بحقوقهم الدستورية، وساءنا أكثر أن ترتبط تلك الممارسات بدعوى عريضة بالاحتكام إلى الشريعة الإسلامية، فكان لابد من صيحة ضمير وقد أطلقناها فى وقت كان يُطاح فيه بالرؤوس.

    and#9632; كيف كان يمكن تفادى أزمة رفع الدعم عن أسعار الوقود فى البلاد، التى أشعلت موجة الاحتجاجات الأخيرة؟ وما هى البدائل؟

    - لا عيب مبدئياً فى الاستعاضة عن الدعم غير المباشر بالدعم المباشر، شريطة أن تقدم حزمة مقنعة لتقديم الدعم المباشر. المقترح المقدم من الحكومة للدعم المباشر كان لا يمثل الحد الأدنى من المتوقع، خاصة أنه لم تطرح خطة حقيقية لخفض الإنفاق العام ومحاربة الفساد.

    and#9632; هل تتوقع أن تتحول الاحتجاجات فى السودان إلى «ثورة» تنتهى بإسقاط البشير؟

    - الثورات حدثت من قبل ويمكن أن تحدث فى المستقبل، لكننى أرجح احتمالات التحولات الداخلية، سواء على صعيد الساحة السياسية السودانية الكبيرة أو ساحة حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم الداخلية، وحتى ربما فى موقف بعض مؤسسات الدولة.

    and#9632; ما أبرز أخطاء البشير؟

    - أنه أصبح أستاذاً فى فن البقاء، وفى إضاعة الفرص التاريخية.

    and#9632; وما رأيكم فى إمكانية خضوعه للمحاكمة فى المحكمة الجنائية الدولية؟

    - موقفنا من «الجنائية الدولية» بصورتها الحالية يجب أن يكون مبدئياً، وهو موقف يتفق مع مواقف دول مهمة كالصين وروسيا والهند والولايات المتحدة (التى تنتقد المحكمة ورفضت التوقيع على ميثاقها). والاعتراض المبدئى هو على أنها قابلة للتسييس بسبب ربطها بمجلس الأمن، وهو مؤسسة سياسية. البديل لذلك هو ما أثبتته اتفاقية الدوحة حول دارفور، بأن العدالة يجب أن تكون بواسطة محاكم وطنية برقابة دولية، وأى مواطن لديه مطالبات ضد أى مسؤول له الحق فى عرض قضيته أمام تلك المحاكم.

    and#9632; إذا ما قبل «المؤتمر الوطنى» فى وقت ما الحوار مع المعارضة.. هل تقبل المشاركة؟

    - هذا سؤال افتراضى للغاية. وقياساً إلى تجارب سابقة لا أتوقع عرضاً مقنعاً من «المؤتمر الوطنى» بهذه المواصفات، لكن لو حدث مثل هذا العرض فسيكون عملاً إيجابياً تجاه الساحة الوطنية. المشكلة هى أن الوقت المتاح الآن لحوار جدى بدأ يضيق، وسيأتى حين من الدهر لن تظل دعوات الحوار من قبل «المؤتمر الوطنى» مقبولة، نسبة لانعدام مصداقيتها.

    and#9632; لدى البعض تحفظات على انضمامكم لتيار المعارضين للبشير على اعتبار أنكم من منفذى سياساته على مدى سنوات وساهمتم بشكل أو بآخر فيما آلت إليه الأوضاع فى البلاد.. ما تعليقكم؟

    - رددت على هذا التحفظ كثيراً. الجمهور السودانى يعلم من خلال وقائع عدة أننى كانت لدىّ الشجاعة لأقول رأيى دون تمويه فى أكثر من مناسبة وقضية، آخرها كانت الرسالة المفتوحة أثناء المظاهرات الأخيرة، ودعونا نترك الحكم للجمهور.

    and#9632; ما موقفكم فى حال ترشح البشير لولاية جديدة؟

    - أنا مقتنع بأن هذا الترشح لن يكون دستورياً، كما أنه ليس من الحكمة أن يترشح البشير. هو نفسه قال إنه لا يريد أن يترشح ويجب أن يُعان على ذلك ويُشجع. أما مسألة أن الحزب الحاكم هو الذى يحدد ترشحه من عدمه، التى يدفع بها بعض كبار الحزب، فهى حجة مثيرة للضحك وينبغى أن يسارعوا إلى نفيها، لأنها تعنى أن الحزب هو الذى يفسر الدستور.

    and#9632; وماذا عنك.. هل تنوى الترشح للرئاسة؟

    - أنا لا أحب أن أوصف بأننى سياسى، لكن السياسى يرد على مثل ذلك السؤال بالقول: «سنعبر الجسر عندما نصل إليه».

    and#9632; فى بداية موجة «الربيع العربى» سرت توقعات بسرعة لحاق الشعب السودانى بها، لكن الأمر تأخر كثيراً، فما السبب فى ذلك؟

    - الظروف مختلفة والمعطيات مختلفة. التغيير وارد فى السودان، وهو قادم لا محالة بوسيلة أو بأخرى، لكن نموذج الربيع العربى ليس هو الأرجح حتى الآن.

    and#9632; من وجهة نظركم.. هل نجح «الربيع العربى» فى تحقيق أهدافه.. العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، أم أن الطريق ما زال طويلاً؟

    - الطريق لا يزال طويلاً. فالتغيير لا يكون فقط بانقلاب الأوضاع السياسية، ولا بد من تغيير بنيوى فى قاعدة المجتمع، ليسند التغيير الذى يحدث فى بنيات المجتمع العليا.

    and#9632; كيف ترى المشهد فى جنوب السودان حالياً؟ وما توقعاتكم للسيناريوهات المقبلة؟

    - الذى يحدث كان متوقعاً وتأخر وقوعه، وأخطر ما فيه أن يتحول إلى صراع عرقى. وليس للسودان مصلحة فى هذه الحرب، وينبغى أن يسارع إلى مشاركة الآخرين فى إطفائها، وإلا ستمتد إلى الإقليم بكامله.

    and#9632; هل للسودان دور بشكل أو بآخر فى مجريات الأحداث هناك؟

    - لا أعتقد ذلك، ولو كان لما خفى.

    and#9632; هل كان انفصال جنوب السودان خطأ؟

    - خطأ كبير.

    المصري اليوم

    ---------------

    محمد وداعة

    احاديث الاسلاميين الغيبوبة
    01-05-2014 10:17 AM


    والعهدة على الراوى، فبعد أن أطاح الجيش المصرى بالرئيس مرسى ان الدكتور الترابى قال أنه كان قد حذر أخوان مصر من مغبة الثقة " بالعسكر" وأنه استطار شرا مما حدث فى مصر و ربما سيكون بداية العد التنازلى لانحسار موجة الأسلام السياسى ونفوذه النخبوى لاسيما وقد فشل الربيع العربى فى حمل الاسلاميين الى السلطة فى اليمن وكانوا سببآ لانحراف الثورة فى سوريا وظل الوضع فى الشمال الافريقى خصما عليهم ووصل الأضطراب فى أداءهم حدا فرض عليهم التنازل من بعض السلطة التى حصدوا ثمارها فى ليل أنتخابى ، و لعل هذا كان سببآ فى قول شيخ الاسلاميين دكتور الترابى ابان هبة سبتمبر ( ان هدأو اللعب شوية وان سقط النظام الجماعة ديل حا يقبلوا علينا ) ،،


    بعد ربع قرن من التمكين فى أجهزة الدولة كافة يطالب الشيخ كمال رزق الحكومة باعادة المفصولين من الخدمة المدنية دون أسباب والأستفادة من الكوادر والخبرات ، داعيا الحكومة للعودة لكتاب الله والشريعة الأسلامية من أجل المحافظة على القيم وصون الشباب ، مشددا على أن الأحتفال بالأستقلال الحقيقى ليس بخروج المستعمر وانما بتغيير منهجه الذى مازال موجودا وسط الشباب والمدارس والجامعات ،،


    تحت شعار الحركة الأسلامية ملتقى قطاع دارفور " رؤى ...تخطيط..انطلاق" قال الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الاسلاميين أن حركته تبث برنامجين ثقافيين أجتماعيين وفكريين ، برنامج حرمة الدماء وبرنامج نبذ العصبية والقبلية والعرقية وقال الزبير فى حديثة " أننا نقف على أعتاب دورة تنظيمية جديدة لبناء المؤتمر الوطنى "
    د. حسن مكى يحمل الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى مسؤلية تفشى القبلية وتسعير الصراعات العرقية ويتحسر بأسى على المشروع الأسلامى ، ويخرج سائحون وأنقلابيون وأصلاحيون ويقولون فى حزبهم وحكومتهم مالم يقله مالك فى الخمر ومالم تقله المعارضة فهم أهل البيت وهم من أقاموا عليه ربع قرن من الزمان،
    وزير الاوقاف السابق أزهرى التجانى بعد براءته من المحكمة يقول أنما حمله الى المحكمة بتهمة الفساد هى مكايدات من حزبه ،
    وموسى هلال بعد أن طاف دارفور الكبرى وبعضا من كردفان ويقول أن القبائل العربية فى دارفور غرر بها مع بدء الصراع فى دارفور وحسبما أفاد الناطق باسمه أحمد محمد بابكر فان كافة الخيارات مفتوحه للتعامل مع الحزب الحاكم حال رفضه الحوار معهم كاشفا عن أتفاق بينهم والجبهة الثورية،


    بعد أن سالت الدماء غزيرة فى جنبات الوطن وفى قلبه وحصدت الاف الارواح افاقت الحركة الاسلامية من غيبوبة لازمتها لربع قرن باعتزامها تثقيف عضويتها بحرمة الدماء قال تعالى " ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ". الانعام 151 ، وعن أبن سعود قال "ص" " لايحل دم أمرئ مسلم يشهد الا اله الا الله وانى رسول الله الا بأحدى ثلاث : النفس بالنفس والثيب الزانى ، والتارك لدينه المفارق للجماعة" ، فإن كانوا ثمانين أو مأتين هم ضحايا وقتلى احداث سبتمبر من العام الماضى فإين حرمة دماءهم وهل أتوا بواحدة من الثلاث ،


    خمسة وعشرون عاما والقوانين الحاكمة على ضيقها بالحريات تحرم القتل والتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة وتعاقب من يقوم بها ، وجاء الدستور الانتقالى لسنه2005م فى المةاد "28 و29" ليؤكد على حق أى انسان فى الحياة والكرامة والسلامة الشخصية وعدم التميز بين الناس بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو العقيدة أو الرأى السياسي أو الاصل العرقى ..المادة "27" من الدستور الانتقالى لسنه 2005م تقرأ ( تكون وثيقة الحقوق عهدا بين كافة اهل السودان وبينهم وبين حكوماتهم على كل مستوى ، والتزاما من جانبهم بأن يحترموا حقوق الانسان والحريات الاساسية المضمنة فى هذا الدستور وأن يعملوا على ترقيتها وتعتبر حجر الاساس للعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية فى السودان ،


    هذه الاحاديث للاسلاميين بعد صمت تطاول انما تشبه (فجة) الموت او كما قال !
    نشر بصحيفة الجريدة 5 يناير 2014
    [email protected]


    --------------

    من هو المسؤول الأول عن صناعة الحركات المتمردة و«القبلية» ..

    الحكومة أم الحكم الفيدرالي؟

    نشر بتاريخ السبت, 04 كانون2/يناير 2014 09:16
    أحمد يوسف التاي

    كانت القاعة الخضراء، وهي إحدى القاعات الأرضية الواسعة بالبرلمان، تضم في داخلها حشدًا قبليًا، جاء مبايعًا الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان آنذاك، وكان السكون قد لف المجلس وقتها إلا تلك القاعة التي كانت تمور بالتهليل والتكبيرات المدوِّيات، كما خلا البرلمان من النواب الذين كانوا يقضون عطلة نهاية الأسبوع... كانت الحراسة مشددة على الصحافيين حتى لا يدخلوا إلى حيث الحشد القبلي بمعية الترابي، غير أن الفضول الصحفي دفعني دفعًا للتسلل إلى هناك، كيف لا وأن الممنوع مرغوب، وبالفعل نجحت عملية التسلل، وبالداخل لا حظت أن قيادات القبيلة التي جاءت مبايعة من شمال أم درمان، وأدى رجالها فرائض الولاء والطاعة لـ «شيخ حسن» هم أصلاً أعضاء في المجلس الوطني،

    وبعض القيادات هذه أعضاء في المؤتمر الوطني، وكان هؤلاء «القادة» مميزين عن بقية قومهم، يرتدي بعضهم عباءات والبعض الآخر جلابيب ناصعة البياض مع «شالات» مخططة بأسود، وأحذية بيضاء مع «عصي» أبنوسية أو بنية، ويتقدمون أتباعهم من أهل القبيلة الكبيرة مهللين ومكبرين، وكان الخطاب كله من المبايِع والمبايَع قبليًا بحتًا وقد خلا تمامًا من كل ما هو قومي، وكان أمرًا محفزًا للبقية أن يأتوا بقبائلهم مبايعين مهللين مكبرين، حتى تعرف الحكومة المركزية أو من بيده مفاصل الدولة والتنظيم مكانة أولئك السياسيين في الحزب، أو البرلمان وثقلهم القبلي، وقدرتهم على حشد قبائلهم، أو هكذا بدت لي الصورة وأنا أتابع الخطابات...


    هذا البرنامج أصبح فيما بعد حلبة منافسة وماراثونًا للتسابق القبلي نحو البيعة وتجديد البيعة للرئيس، والدكتور الترابي، والدكتور نافع علي نافع، وآخرين بعد المفاصلة الشهيرة وإقصاء «الترابي» من مراكز صناعة القرار، وربما تجري الترتيبات الآن لتجديد بيعات أخرى يخاطبها مساعد الرئيس ومسؤول التنظيم الحالي البروفيسور إبراهيم غندور.

    تصحيح مفهوم الانتماء القبلي
    المقدمة أعلاه ربما تكون مدخلاً مناسبًا للقضية المطروحة الآن بقوة من داخل الحركة الإسلامية وهو برنامج تصحيح مفهوم الانتماء القبلي الذي يتبناه كما يبدو أمين عام الحركة الإسلامية الزبير محمد الحسن الذي قال إن الحركة الإسلامية تبنت في خططها للعام «2014» برنامجين ثقافيين اجتماعيين وفكريين، برنامج حرمة الدماء، وبرنامج نبذ العصبية والقبلية والعرقية، وتصحيح مفهوم الانتماء القبلي والانتماء الجغرافي، حتى يحمل شيئاً إيجابياً.


    وفي نوفمبر من العام الماضي قال الأمين العام للحركة الإسلامية، الزبير أحمد الحسن نفسه، إن تطبيق الحكم اللا مركزي بالسودان عزز قيام حركات التمرد، وجعل الانتماء للقبيلة أكثر من الوطن. وأضاف: «يحتاج الأمر لنظرة قانونية ودينية داخل المجتمع لتنقية الفكرة من الشوائب».


    السهم المرتد


    المتابع لمجريات الأمور وتداعيات هذا الملف يدرك بوضوح تام أن التوجهات القبلية والنزعات الاستقلالية والاحتجاجات المطلبية، كلها الآن أخذت طابعًا مخيفًا ومزعجًا، وبات واضحًا أن حزب المؤتمر الوطني الذي كان يدفع قبائل السودان دفعًا للبيعة وتجديد البيعة كواحد من أخطر أساليب الاستقطاب السياسي في البلاد، وتحجيم تمدد الأحزاب الأخرى، وسحب البساط من تحت أرجلها، بات واضحًا أنه قد أدرك خطل تلك التدابير السياسية الماكرة وأيقن تمامًا أن السهم قد ارتد على نحره وذلك من خلال جملة من المعطيات كانت نتاجًا طبيعيًا لتلك التدابير السياسية وجر القبائل إلى أسلوب البيعة،

    ولعل نتائج تلك السياسة قصيرة النظر تبدو في النقاط التالية:


    أولاً: بدا من خلال بعض التباينات والمقاطعات، والتضاربات التي تحدث في المركز والولايات أن الحزب أصبح يمور بكثير من الخلافات ذات الطابع الجهوي والقبلي، نظرًا للتنافس «داخليًا» على أساس القبيلة، ومركزها وثقلها ووزنها الجماهيري.


    ثانيًا: ووفقًا للنقطة أعلاه نشأت كثير من الحساسيات بين بعض القبائل تجاه بعضها، بينما انتاب أخريات شعور بالغبن تجاه المركز الذي بدا في نظر الكثيرين يميز بين القبائل حسب «وزنها» وثقلها.


    ثالثًا: أصبحت القبيلة أحد المعايير الأساسية التي تدخل في عملية اختيارالوزراء والولاة وكبار المسؤولين والدستوريين.


    رابعًا: بموجب هذه السياسة، أصبحت الموازنات القبلية والترضيات السياسية رقمًا أساسيًا لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال في أية عملية سياسية، وإن كان تشكيل وفد حكومي لمفاوضات سياسية.


    خامسًا: وتأكيدًا للنقاط أعلاه تسابق كثير من قيادات وسياسيي القبائل نحو تقديم قبائلهم للحزب الحاكم لتأكيد فرائض الولاء والطاعة من أجل مكاسب سياسية بحتة ومصالح موغلة في الذاتية وليس من أجل الدفاع عن الدين وحماية المشروع «الحضاري» كما يزعمون في بيعاتهم.


    سادسًا: وكنتاج طبيعي لذلك شاهدنا كثيرًا من الروابط القبلية يتم تسجيلها ويرعاها كبار المسؤولين بالدولة.


    الصداع المزعج


    وبناء على ما تقدم ووفقًا لكثير من المعطيات والملاحظات وقرائن الأحوال يمكن القول إن الحكومة المركزية وحزبها الحاكم «المؤتمر الوطني» والحركة الإسلامية الآن أدركت خطورة الاتجاه الذي يمضي فيه بعض السياسيين وقادة وأعيان القبائل من المثقفاتية والانتهازيين لنهب موارد الدولة، والاستيلاء على المناصب والمواقع باسم القبيلة، والبيعة والولاء، وهو اتجاه يعزز الانتماء للقبيلة أكثر من الوطن وهي المحاذير التي بدأت ترتعد منها فرائص المؤتمر الوطني وهي ذات المخاوف التي عبَّر عنها الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير محمد الحسن.


    حديث مردود


    إذن حديث المسؤولين بأن الحكم اللا مركزي هو السبب في هذا التطور الخطير وتجديد تأكيد أمين عام الحركة بأن تطبيق الحكم اللا مركزي بالسودان عزز قيام حركات التمرد، وجعل الانتماء للقبيلة أكثر من الوطن، يصبح حديثًا لا تسنده معطيات موضوعية وقوية، صحيح أن للحكم المركزي كثيرًا من السلبيات التي ربما أسهمت في ذلك إلا أن أسلوب البيعة وتجديد البيعة وفتح الحكومة هذا الميدان للتسابق نحو تأكيد الولاء هو الذي فتح باب الجحيم الذي تمضي بلادنا نحوه.
    صناعة التمرد
    وأما الحديث عن أن تطبيق الحكم الفيدرالي هو المسؤول عن بروز التمرد والحركات المسلحة، يصبح أيضًا حديثًا بلا سند، وتبدو«الحكاية» التي هي أقرب للحقيقة هي أن سياسة تجزئة المفاوضات، وسلام القطاعي التي انتهجتها الحكومة، ومحاولات الاستقطاب التي مارستها هي التي ضاعفت أعداد الحركات المسلحة، ومعلوم أن سياسة الحكومة التي اعتمدت فيها على «شق» أو إغراء مجموعة صغيرة، أو أسر محددة، أو جماعات قليلة التأثير ثم الاحتفاء بهم والتوقيع معهم على اتفاق سلام بعد تضخيمه وتضخيم القادمين و«توظيفهم» هذه السياسة هي التي أغرت الكثيرين لتأسيس حركات مسلحة، ومهما يكن الاختلاف في تفسير الأمر إلا أن معظم المراقبين والمحللين يتفقون على أن سياسة الحكومة في التفاوض مع المتمردين هي التي أوجدت مزيدًا من التمرد، ولو أن الحكومة عملت منذ البداية على توحيد هذه الحركات من خلال بعض السياسات التي تشجع على ذلك لانتهى التمرد.. إذن الحكم الفيدرالي ليس مسؤولاً عن استفحال القبلية وانفجار التمرد بهذه الطريقة بل سياسات المؤتمر الوطني وحكومته هي المسؤول الأول والأخير
                  

01-05-2014, 09:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    مع الدكتور علي الحاج حول الراهن السياسي:



    نشر بتاريخ الأحد, 05 كانون2/يناير 2014 09:18
    أجراه بألمانيا: أحمد جبريل


    في حوار فوق العادة أجرت «الإنتباهة» مع د. علي الحاج محمد من مقر إقامته في مدينة بون، ويعتبر الحاج من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل وتولى ملفات كثيرة وخطيرة بحكم تأريخه الطويل في الحركة الإسلامية حتى توليه منصب نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي عقب المفاصلة، وتحدث علي الحاج خلال الحوار بشأن ما يجري بدولة جنوب السودان بجانب العديد من الملفات الأخرى المطروحة على الساحة خاصة فيما يتعلق بملف التغيير الذي جرى بالحكومة أخيرًا، بجانب حلول أزمة دارفور، وفيما يلي نص الحوار:

    > ما رأيك في التعديل الوزاري الأخير وهل ما جرى يعد إصلاحاً من وجهة نظرك؟

    < بالطبع تغيير الأفراد بحد ذاته لا يعد إصلاحاً إذ هو أشبه بالإحلال والإبدال في الماكينة أو تغيير الأثاث بالمنزل أو المكتب وإنما التغيير المطلوب هو الذي يطول السياسات التي تحكم بها البلاد والبنية الأساسية للحكومة.

    > هل تعني أن التغيير الذي حدث لا معنى ولا أثر له قط؟

    <أنا لا أقلل من أثر التغيير الذي جرى في الحزب الحاكم وفي بعض مفاصل الحكم، هذا قد يعد إصلاحاً في الحزب الحاكم، وهذا شأن داخلي ولكنه ليس إصلاحاً للبلاد، إذ في سبيل إصلاح البلاد ومعالجة قضاياها لا بد من تغيير السياسات ثم من بعد ذلك يمكن أن تغير الأشخاص بآخرين لتنفيذ السياسات الجديدة.

    > ماذا تعني أو تقصد بتغيير السياسات؟

    < هذا سؤال جيد لنأخذ مثلاً واحدًا في تغيير السياسات «قضية الحريات» مثلاً فإن سياسة الحكومة اليوم تقوم على تقييد الحريات في مجالات عدة بما فيها حرية الإعلام وتحديداً في مجال الصحافة فقد شملت السياسات إيقاف صحف بل إيقاف صحفيين أو إيقاف خبر أو أخبار.. إلخ دون إبداء أسباب، ونفس الشيء يطول حريات ووسائل التعبير الأخرى. بما فيها حريات التظاهر والتكوينات النقابية والعمل الحزبي... إلخ والتي بدونها لا نستطيع أن نعالج قضايانا بنوع من الشفافية والمصداقية لا بد من تغيير القوانين مثل القوانين المقيدة للحريات وإبدالها بقوانين أخرى منظمة للحريات، مثال آخر أسوقه في إطار تغيير السياسات يخص التعامل مع المعارضة الداخلية أو الذين يحملون السلاح إذ أن سياسة الحكومة اليوم تقوم على عدم الاعتراف بالمعارضة مجتمعة وربما جلست مع بعضها بطريقة خاصة وبنفس السلوك ربما تتعامل مع الذين يحملون السلاح، إذ أنها تقبل الحوار مع بعض وترفض مع آخرين والأهم من هذا أن الحكومة تود حلول هذه المشكلات بالقوة العسكرية والأمنية والتي فشلت تماماً ومآلات قضية الجنوب أمامنا اليوم ولا أحد يود تكرار مثل هذا السيناريو مرة أخرى، هنا لا بد للحكومة من تغيير سياساتها وهذا ما أقصده بالتحديد تبني الحلول السلمية بدلاً من العسكرية و الأمنية....إلخ.

    > عند لقائك النائب الأول السابق الأستاذ علي عثمان في برلين دار بينكما حوار ثم رُفع الأمر للرئيس وقيادة المؤتمر الشعبي وبعض القوى السياسية الأخرى بما في ذلك حملة السلاح.. السؤال ماذا جرى؟ وهل ترى ما طرحته ما زال يمكن أن يكون أساسًا للحوار؟


    < على مستوى الرأي العام كان هناك قبول للاطروحات والقضايا وربما كان الرأي العام يتوقع من الحكومة والرئيس شخصيًا نوعًا من التحرك ولكن لم يحدث شيء يذكر. ثانيًا ما كتبته يتعلق بالسياسات وليس بالأفراد وهو موجه إلى الرئيس بالطبع والقضايا الثلاث التي طرحتها هي الحريات والحفاظ على كيان ما تبقى من السودان بالحوار مع كل القوى السودانية بما في ذلك حملة السلاح مع الاعتراف بأهمية الصلة بدولة الجنوب، ولا بد من تطوير علاقة توأمة وليست جوارًا وحسب، واليوم ورغم كل ما حدث ويحدث من حروب فيما تبقى من السودان وفي الجنوب الا أنني بت أكثر إيمانًا بما سبق أن طرحته وهذا الطرح ليس مربوطًا بشخص والأمر كله بيد من سبق أن ذكرت. مثلاً نقلت ــ بعض الصحف في أول لقاء لها مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح ــ نقلت عنه ما معناه أن الحرب مهما طال أمدها ستنتهي إلى مفاوضات سلام، فإذا صح القول هل يعني هذا أن الحكومة ستغير من سياساتها.. أيضاً الصحف نقلت عنه أن الأمر كله بيد الرئيس وهذا قد يكون تحصيل حاصل ولكن له دلالات ربما بما كان يدور داخل الحزب الحاكم من صراعات ومراكز قوى.. إلخ أدت إلى شلل في الحزب والدولة بزعمهم، وإذا كان هذا ما عناه فالأمر اليوم اصبح مختلفًا من حيث الفعالية واتخاذ القرار؟ لا احد يدري أو يعول على ذلك ما لم تكن هناك سياسات واضحة المعالم.

    > ما هي رؤيتك لحل مشكلة دارفور؟


    < سبق أن قلت ومازلت أكرر أن ليست هناك مشكلة اسمها دارفور وإنما هي مشكلة المركز والمركزية والتي يعاني منها كل السودان ولذا لا بد من حل شامل لهذه المشكلات على مستوى السودان كله. وتوضيحاً وتبسيطاً لما يسمى «مشكلة دارفور» قد يكون من المفيد تقسيمها إلى قسمين مشكلة دارفور القديمة الموروثة ومشكلة دارفور الحالية، فمشكلة دارفور القديمة الموروثة خلقها «المركز ممثلاً في الاستعمار» كما عبر عنها ونجت باشا- حاكم عام السودان - عند مخاطبته للجنود في الأول من مايو 1916 بمدينة النهود ــ أمر جيشه بغزو دارفور باعتبار مهددات «أمنية» ولا بد من إخضاعها لصالح الحلفاء.. الخ وهذا ما تم فعلاً وترتب على ذلك قضايا ومشكلات ظلت تعاني منها دارفور ــ ليست مجال حديث الآن ودون إسهاب في التاريخ، أما مشكلة دارفور الحالية فسببها «مركزية الخرطوم الحديثة» التي تدخلت لاعتبارات أمنية وشعارات مثل فرض هيبة الدولة.. الخ. وفعلت ما فعلت ربما دون وعي ولذا فالحل هنا في الخرطوم وليس بدارفور.


    على كل وعلى مدى عقد من الزمان فان الحلول التي اقترحت لحل «مشكلة دارفور» باءت بالفشل بل إن أعداد الوزراء والمستوزرين ونواب ومساعدي الرئيس بل هناك ولايات الغيت واخرى انشئت وادارات اقليمية فوقية... إلخ قد بلغت أرقاماً قياسية ولكنها باءت بفشل ذريع يتناسب طردياً مع عدد شاغلي المناصب.

    «مركزية الخرطوم الحديثة» هذه طالت جهات أخرى من السودان شمالاًَ شرقاً جنوباً غرباً...إلخ بدرجات متفاوتة والمعالجة لا بد أن تكون شاملة خاصة واليوم من الناحية العملية تحاصرنا الحروب من جهات شتى بل إنه لمن دواعي السخرية والعجب ان «الخرطوم» تستنصر وتستغيث بقوات دولية وإقليمية مِن مًَن؟ ؟ لا أحد يجيب بالطبع! اما كان الأجدر والاجدى بالخرطوم السعي نحو سلام حقيقي مع السودانيين كافة؟ ألا يدعو كل هذا لمراجعة ما يسمى بقضية دارفور أو الجنوب أو الشرق أو كجبار....الخ. هل من سياسة راشدة علها تبقي على ما تبقى من البلاد.

    > هل لمست نتائج إيجابية لحراك صديق ودعة؟

    < أولاً أصدقك القول لم أكن متابعًا لكل المناشط التي تقوم بدارفور لقناعتي أنها لا تعبر عن حقيقة ما يريده أهل دارفور وذلك لغياب الحريات والضغوط التي تمارس عليهم، وهذا مفهوم بالنسبة لي. ثانيًا ذهاب صديق ودعة ولجنته إلى كمبالا والاتصال بالحركات المسلحة ــ وإصدار بيانات بهذا الشأن وعودة الوفد إلى الخرطوم ودون المساس باي منهم كما علمت كما أن صديق ودعة اجتمع بالعديد من المعارضين من أبناء دارفور في لندن وغيرها قبل الحضور إلى بون وقد قرأت عن هذه اللقاءات وما دار فيها من حديث عام عن السلام كان جيدًا ولكن يظل ليس هذا هو المهم بل المهم ما تقوله أو تفعله الخرطوم! ثالثًا صديق ودعة ولجنته أعرفهم وهي لجنة من حيث التكوين قد يكون شاملاً لأهالي دارفور وجلهم قد ساهم من قبل في عمليات سلام دارفور ولكن صديق ولجنته ليس بيدهم الأمر هذا من حيث الفعالية وهم بلا شك يهمهم أمر السلام ونواياهم صادقة ولكن النوايا وحدها لا تكفي في السودان، اما من حيث الموضوع فهم يتحدثون عن سلام محدود بحدود دارفور فيما أدعو أنا حسب رأيي وبتواضع إلى سلام «بلا حدود» وهم يدعون إلى سلام جزئي وأدعو إلى سلام شامل لأن الحلول الجزئية قد تودي إلى تجزئة السودان كما حدث في الجنوب هذا ملخص ما دار مع صديق ودعة ولا أستطيع الإجابة القاطعة عن سؤالك خاصة أن الأمر كله سيرفع إلى الرئيس وهذا سيقودنا مرة أخرى إلى قضية السياسات التي بدأنا بها.

    > ما يحدث في دولة جنوب السودان هل يعد مقدمة لفناء الدولة الوليدة؟

    < هذا سؤال شامت، إذ أن النظر إلى ما يجري في الجنوب باعتباره شأنًا يهدد الدولة الوليدة وكأنما الدولة الأم في مأمن هذه نظرة قاصرة ومبتسرة وهي التي أدت إلى الانفصال.. الضجيج والضوضاء بمنزل الجيران يمنعك النوم! فماذا عن الحريق؟! بل ماذا عن الحرب؟! علينا عدم الاستخفاف بالأمر، وقد تكون هذه مناسبة للتذكير مرة أخرى بما سبق أن اقترحته في مارس الماضي بضرورة إقامة علاقة توأمة مع الجنوب لعلها تساهم شيئاً ما في إزالة التوترات التي سبقت المشهد الذي نعيشه اليوم.. على كل هناك العديد من الاسئلة تترى بشأن ما يدور بالجنوب وما هي بدائل الحلول والمآلات؟؟ لا احسب بمقدور احد ان يحيط بها ولكن قد احاول المساهمة لاحقًا ن شاء الله.
                  

01-05-2014, 10:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    قوش : صراع نافع وطه أدى الى توتر..وهما نفذا رغبة البشير في تغييرهما .



    هناك أسرار لن ترى النور..إذا أصرّ الذين خرجوا على إدارة الصراع من خلف الكواليس فستكون كارثة على هذا البلد.


    01-05-2014 11:00 PM
    الخرطوم - صباح موسى


    قوش : صراع نافع وطه أدى الى توتر..وهما نفذا رغبة البشير في تغييرهما ..قلت للصادق المهدي لا فرق بينك وبين حزب البشير فلماذا لا تنضم له؟


    لوهلة كنت زاهدة في كتابة تقديم عن مضيفي وأجواء الحوار، وأهمّيّته في هذا التوقيت، إذ يكفي أن تنطق بالاسم لتستدعي الصورة الذهنيّة في مخيلة الكلّ معنى وأهميّة الجلوس إليه.. نعم؛ صلاح قوش وكفى.. لعلّها العبارات الوحيدة المتاحة في سياق التقديم، كونه أحد أهم الشخصيات المفتاحيّة والأساسيّة في سودان ما بعد الإنقاذ، يزيد من الزخم والهالة المنبعثة من الاسم أنّه وقف على سدّة واحدة من أهم مفاصل العمل الوطني في حقبة مهمة من تاريخ البلاد، ممسكا بكل الملفات المهمّة في العمل الأمني والاستخباري.. خروجه من الجهاز شكل علامة استفهام بارزة، تماماً مثلما كان اعتقاله قبل الإفراج عنه لاحقاً، لغزاً محيّراً يصرّ حتى اللحظة على عدم الخوض فيه كثيراً..
    الرجل بدا متحفظا معنا في هذا الجانب، وظل محافظا على سمت الشخصية الأمنية الكاتمة للأمور، ولكنه نجح في أن يطرح نفسه من منظور سياسي، بما يملكه من لديه رؤية وتحليل للقضايا.. أراد أن يبدأ صفحة جديدة لا ينكأ فيها جراحا - على حد تعبيره - من أجل سلامة الوطن الكبير، وبعيدا عن أي مرارات شخصية.
    قوش الذي تمنيت حواره كثيراً من قبل كانت فرصتي معه في (اليوم التالي)، لأقف معه على ملفات كبيرة وكثيرة، تجوّل وتحوّل بينها بثقة العالم الملم بكل التفاصيل.. رغم بعده عن الدهاليز، إلا أنّه يبدو متابعاً بدقّة لكلّ التفاصيل.. كأنّه مازال يحتفظ بمهامه السابقة في قلب المنظومة الحاكمة؛ طوراً في مركز الظهير المتقدّم، تارةً (قشاش) في قلب الدفاع، صانعاً للألعاب إن دعا الحال، مهاجماً صريحاً في مقام، وحارساً مؤتمناً على أسرار البلاد.. لن أسهب؛ فقط هي دعوة إلى حوار مختلف مع شخص مختلف.

    **

    * من الملاحظ أنّك بعيد عن الساحة بعد خروجك من المعتقل.. ماذا تفعل؟
    - أنا لم أختف عن الساحة.. أنا موجود...

    * أقصد أنّك بعدت عن الإعلام ولم يكن لك أي ظهور ملحوظ؟
    - نعم أنا ابتعدت عن الإعلام، لأنّ الفترة الماضية خرجت من السجن بعد ادعاءات باطلة ومكايدات، وتجاوزت هذه المسألة، وكانت فترة ضروريّة حتّى تهدأ النفوس، وخرجت وأعلنت عفوي عن الناس كلّهم، ولذلك أي تصريحات كانت ستوتّر العلاقة، وقصدت عدم الحديث، وأيضا قصدت اختفاء الأجندة الشخصيّة في العلاقات السياسيّة بين الناس، ليبقى الخلاف على القضايا، وأن لا تكون هناك أي قضايا شخصيّة، ولا الناس تفتكر أنّ لديّ غبينة على أحد، لذلك كان الصمت مهماً.. ثانياً؛ طبيعة تربيتنا كانت تقتضي ألا يتحدّث الإنسان عن قضايا أتيحت له بحكم موقعه، فينبغي أن يحافظ على سريّتها، وكانت عندي فرصة للاطلاع عليها، وهناك أسرار لم تر النور، لأنّني مؤتمن عليها.. سوف يستمرّ هذا الأمر في كل القضايا بصفة مهنيّة، وسأظلّ وفيّاً لهذا الأمر؛ بعهد المهنة، وعهد الالتزام.. والإعلام - خاصّة في السودان- يميل نحو الإثارة، وإثارة القضايا الحسّاسة، وهذا في غير مصلحة البلد، ولذلك كان بعدي عن الأضواء، وهذا ليس بعداً عن العمل السياسي، أو الدور الوطني، فلم نتوان في أن نقوم بواجباتنا تجاه بلدنا وتجاه مواطنينا مهما كلفنا ذلك، وسنستمر في عطائنا السياسي وسط المجتمع السوداني.

    * هل مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني؟
    - نعم مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني، وإن كانت هنالك قلّة لا ترغب في وجودي بالمؤتمر الوطني، ولكن المؤتمر الوطني ليس ملكاً لأحد، هو ملك لكلّ هذا القطاع العريض الذي انضمّ له، وهناك عدد منهم أفسد البيئة في العلاقات بين عضويته، وأصبحت المكايدات والإقصاء، والآن أصبح هناك صراع بين بعض قياداته على السلطة، بعيداً حتّى عن الأجندة الوطنية، وأصبح الحوار هناك – بينهم - ليس همّه القضيّة الوطنيّة، ولكن همّه الأكبر الأجندة الخاصّة، كما أصبح التعامل بين عدد محدود على قمّة قيادته فيه الكره والبغض، فيه الحب والكره، فيه الإقصاء والتقريب والاستلطاف والبُغض، وبه العطاء والحرمان، ولذلك غابت القضيّة الوطنيّة، وأصبحت هنالك مجموعات التعامل بينها ليس بالموضوعيّة، فالبيئة السياسية الموجودة حتى داخل المؤتمر الوطني تحتاج إلى إصلاح، وهذا هو الإصلاح الحقيقي، وإن لم يتم هذا الإصلاح فليست هنالك أي قيمة كبيرة للإصلاح المطروح، وأعتقد أن على المؤتمر الوطني أن يفتح هذا الباب فيما بينه ومع الآخرين، وهذه قضية أساسية، يجب أن تتم في جو صحي.

    * هل أنت عضو بالمكتب القيادي؟
    - لا.. أنا لست عضواً بالمكتب القيادي، وهم يتحاشون حتّى أن يدعوني في الورش لأقول رأيي، ولكنني محتفظ بعضويتي من طرف واحد.

    * لمحنا قوش في فاعليات البرلمان؟
    - أحضر في البرلمان كعضو، فأنا أدعى للهيئة البرلمانية، وأحضر كعضو عادي ليس إلا، وهذا كلّه شحذ وفبركة مبنية على دوافع كلها تعتقد أنه يمكن أن أمثل خطرا على وجودهم داخل الحزب هذا كل ما في الأمر.

    * هل ستظلّ على هذه الحالة أم لديك خيارات أخرى؟
    - خياراتي مفتوحة، فأنا لم أترك العمل السياسي، وسأظلّ عضوا فاعلاً في المجتمع في القضية الوطنية.

    * "مقاطعة"... هل معنى ذلك أنك ما زلت تفضل الإصلاح من داخل المؤتمر الوطني رغم ما حدث لك؟
    - صحيح أفضل الإصلاح من الداخل وسأظلّ عضواً فيه، إلى أن يستحيل أن يكون لي أي عطاء داخل هذه المؤسسة، وتغلق أمامي كل الأبواب فالخيارات مفتوحة، ولكني مازلت عضواً ملتزماً.

    * وكيف رأيت التعديلات الأخيرة.. هل تعتبرها تغييراً؟
    - التعديلات الأخيرة جيّدة في تقديري، وهي تعكس روح قبول طرح التغيير والإصلاح، لكن القضية ليست تغيير الأشخاص.

    * "مقاطعة"... عندما نتحدث عن تغيير أشخاص في حجم شيخ علي ود. نافع ألا ترى في هذا تغييراً؟
    - صحيح هذا يعكس القابليّة لتغيير كبير، وطالما هنالك قابليّة في تغيير كبير في تقديري، أيّاً كانت الدوافع، هنالك عدد من الأغراض والتحليلات، والقراءة والشواهد التي تفسر لماذا تمّ ذلك؟ وأيّاً كانت هذه الدوافع، وأياً كانت هذه الأسباب، ولكنها خطوة.

    * إذاً، تراها خطوة؟
    - أراها خطوة مهمة تؤكد القابليّة والاستعداد للتغيير، وإن لم تتغيّر المفاهيم والسياسات، فتغيير الأشخاص لم يفد كثيراً، وقبل ذلك إن لم تتغيّر البيئة التي تربط العلاقات بين الناس داخل الحزب الحاكم والحكومة أيضاً، فتغيير الأشخاص لن يفيدها كثيرا، فما تمّ من تغيير له أسباب متعددة.. الظاهر والشاهد فيه أنه جاء في مرحلة تواجه البلاد فيها مشكلات كبيرة؛ في أوضاعها الاقتصادية، واختراقات أمنية، وتدهور في علاقاتنا الإقليميّة والدوليّة، وفي بيئة طفحت على السطح بتباين في وجهات النظر، لمعالجة بعض هذه القضايا، وكذلك الأصوات المتعدّدة داخل الحزب التي تدعو للتغيير في مرحلة كهذه، بانسحاب قادة أساسيّين في الإنقاذ، تاركين خلفهم هذه التركة الثقيلة، يمكن أن يوصف بأنّه أسوأ خاتمة لهم في كابينة القيادة، ولذلك، من الواضح جدا أن إقبال القيادة على هذا التغيير لا يمكن أن يتم دون التطرق لقيادة مرحلة ما بعد الانتخابات، أي أن التغيير الذي تمّ مرحليّ؛ مدّته عام واحد، والتغيير الحقيقي سوف يظهر في فترة ما بعد الانتخابات، وهنالك احتمالان أحدهما أن يستمر الرئيس لدورة جديدة، أو تقديم خيار جديد..

    * ........
    - أعتقد أن هذا الأمر تمّ حسمه، وما تمّ هو تمهيد لإنفاذه وإخراجه.. من الواضح أيضا أن نواب الرئيس الاثنين لمسا رغبة الرئيس في تغييره ولذلك نفذا له هذه الرغبة، وقطعا لما نشاهده من سلوك لهما بعد إنفاذ التعديلات فالراجح إنّها لم تكن خاتمة لدورهما السياسي، واذا كان ذلك كذلك فإنّهما على أعتاب الصعود إلى أعلى، وربّما حاول كل منهما توظيف الذي تمّ من أجل ذلك.. بماذا نفسر وجودهم في المجلس الوطني وفي المكتب القيادي، إذا كانوا هم الذين صمموا برنامج التغيير؟ أنا كمهندس أعرف أنّ مصمم أي برنامج لا يكون جزءاً من تشغيله، ولكنهم مازالوا يحاولون التأثير على تنفيذ هذا البرنامج، وإصرارهم على ذلك وهم خارج التوصيف الرسمي للقيادة ربما أضعف قدرتهم في القضايا اليوميّة، مما سيصرف نشاطهم لتصفية الحسابات، ومعلوم أن تصميم التشكيلة الجديدة سيكون له فعل ورد فعل، ولكنها كانت في حسبانهم، ولكن مجريات الأحداث ربما ولدت ظروفا جديدة تجاوزت حساباتهم، تؤدّي إلى تغيير ما تمّ الاتفاق عليه فيما بينهم، أو فيما بين جزء منهم دون الطرف الآخر.. هذا العراك سيؤدي إلى مزيد من إفساد البيئة ويعجل بالتخبط والانهيار، نصيحتي لهم أن يبتعدوا ويتركوا البدائل الجديدة لتقوم بدورها كاملا دون مؤثرات قديمة.

    * البعض يحلل ما حدث بأنه كان هناك صراع داخليا بين شيخ علي ود. نافع مما أدى إلى هذا التغيير. كيف تقرأه أنت؟
    - وجود صراع هذه واضحة لرجل الشارع العادي، وأقول إن هنالك اختلافا في وجهات النظر، وخلافا في طريقة العمل، والسياسات غير متوافق عليها، وهناك تضارب في طريقة العمل، ليس صراعا شخصيا، لكن في طريقة إدارة العمل، وهذا أدى إلى توتر، تطور إلى تبعات ظاهرة للعيان، وهذه التبعات تقاس بآليات معروفة، أنا لست أبرئ نفسي من ذلك، فقد كنت داخل هذه المنظومة، لي وعلي ما لهم وما عليهم، ولذلك علينا أن نعمل على ترميم الوضع.

    * هل ترى أن خروج الاثنين معا يفسر أن الرئيس كانت له اليد العليا في ما حدث؟
    - تداخلت كل هذه العوامل وأدت إلى هذا التغيير، وتقديري أن الرئيس البشير وهو ألمح أكثر من مرة أنه يريد تغييرا كبيرا، وهما شعرا أن الرئيس راغب في ذلك، ولذلك نفذا للرئيس رغبته.

    * هل تم الاتصال بك وقت تشكيل الحكومة؟
    - نعم تم اتصال... ولكني لا أعلم إن كان الشخص الذي اتصل بي مكلفا بذلك، أم كان اجتهادا منه.

    * "مقاطعة": هل هذا الشخص نافذ؟
    - لا أتحدث عن أشخاص.. أنا في النهاية قدّرت أنّ ذلك كان اجتهاداً منه، وأنا أرى أنه في أجواء فقدان الثقة، لا توجد مساحات مشتركة، ولذلك فضلت أن أشارك بطريقة أخرى في العمل العام.

    * بعد خروجك من المعتقل هل التقيت الرئيس؟
    - نعم قابلته..

    * فيم تحدثتم؟
    - هذه أمور يجب ألا يسأل عنها فلها أسرارها.

    * "مقاطعة": فقط نريد أن تطلعنا على أجواء اللقاء هل كان إيجابيا؟
    - لها أسرارها.

    * هناك خطى متسارعة للإصلاح من داخل الحزب، فبعد التشكيل هناك وثيقة تمت إجازتها يقولون إنّها فتح كبير. ما رأيك في هذه الوثيقة؟
    - الوثائق موجودة.. الكلام المكتوب النظري في الأوراق، إن لم تكن هنالك إرادة سياسية حقيقية لإنفاذه فليس له قيمة، المؤتمر الوطني الآن يخالف النظام الأساسي حتى في اختيار نائب الرئيس، والذي يفرض على الرئيس أن يعيّن من الأعضاء المنتخبين، وحدث نقاش حول ذلك، وسعوا لمحاولة تعديل أو تغيير هذا البند من النظام الأساسي، لكن تمّ تجاوزه، ولذلك الأصل ليس في الأوراق المكتوبة، لكن في الإرادة السياسيّة لإنفاذ المبادئ المكتوبة، وهذا تحدّ، وسوف يظهر قريباً؛ إذا كان المؤتمر الوطني وقيادته جادّون في إحداث نقلة حقيقية لإقامة مؤسسات حقيقيّة تدير الحزب؟ هذا تحد سيظهر قريبا.

    * رأيك في موضوع فصل د. غازي ورفاقه؟
    - غازي اضطر اضطرارا للخروج، وكان واضحا جدا أن هيئة الشورى عندما ناقشت قضية غازي لم تكن مرتاحة لفصله من الحزب، وكان هناك ناس يرون أن هذا خطأ، فلا يجب فصله من الحزب، فهو شخص كتب رأيه، صحيح أخطأ في الطريقة.

    * "مقاطعة": هل توافق من قالوا إن د. غازي أخطأ؟
    - أخطأ في الطريقة... بخروج وثيقته في الإعلام فهذا ما أخذ عليه، ولكن هناك كثيرين تحدثوا في أنّ هذا ليس عقابه الفصل، وتقديري أنّه كانت هناك رغبة في التخلص من غازي من بعض قيادات الحزب، ووجدوا الفرصة وكان لهم ذلك.

    * وما رأيك في فكرة تكوين د. غازي لحزب جديد؟
    - لا أعتقد أنّه كان لديه خيار آخر، فهو أجبر على ذلك، ولم يجد غير هذا الطريق.

    * أهو طريق موفق في نظرك؟
    - في تقديري أنّه كان يجب أن يظلّ غازي داخل الحزب، ويحاول التغيير من الداخل، وإن كان ذلك صعباً، ولكن كان سيكون دوره أفعل، لأن هناك قطاعات كبيرة داخل الحزب تحمل نفس رؤى غازي ومقتنعة بها، وكان يمكن أن تتبلور هذه الرؤى، وفي الآخر تكون قيادة الإصلاح من داخل المؤسسات.

    * معنى ذلك أن خروج د. غازي لن يكون مؤثرا؟
    - هذا يعتمد على سلوك الحزب في الفترة القادمة، فإذا واصل الحزب مسيرة الإصلاح وأخذها مأخذ الجد، يمكن أن يكون المؤتمر الوطني فاعلا، ولكن إذا أصر على نفس النهج القديم، فربما يقف كثيرون على الرصيف، وربما فكروا في الخروج، أو أن يذهبوا إلى غازي، إذا تم إصلاح حقيقي فلن يكون مشروع غازي مؤثرا.

    * وتوقعات قوش حول المسألة؟
    - التحديات كبيرة على البلد، وتقديري إذا تحسنت البيئة فستكون هناك فرصة حقيقية، ووثيقة الإصلاح ترى النور.

    * "مقاطعة": تقصد الوثيقة التي تمت إجازتها؟
    - نعم... لكن إذا استمرت البيئة القديمة، وأصرّ الذين خرجوا على إدارة الصراع من خلف الكواليس فستكون كارثة على هذا البلد.

    * هل ستكون ممن سيجلسون على الرصيف أو يمكن أن تخرج مع مجموعة د. غازي، أو....؟
    - أعتقد أن هذا متروك للتطورات التي ستحدث في الفترة القادمة.

    * وهل يمكن أن نقول إن أفكار د. غازي في الإصلاح قريبة من أفكارك؟
    - أفكار د. غازي ليست بعيدة عن كثيرين في المؤتمر الوطني، ود. غازي معروف عنه أنّه دائما يطرح أفكاراً، وهناك كثيرون في المؤتمر الوطني متّفقون معه، ولكن ليست هنالك طريقة أن ترى النور على أرض الواقع، ليس بالضرورة أن أتفق معه كل الاتفاق، وليس بالضرورة أن أختلف معه كل الاختلاف.

    * علاقة صلاح بود إبراهيم؟
    - ود إبراهيم ليس لي أي علاقة بما قام به أصلاً، أنا حُشرت في ذلك حشراً، واسألي من كان سبباً، فليست لديّ علاقه به.

    * هل التقيتما بعد الخروج؟
    - نعم التقينا في مناسبات اجتماعية فقد جاءني بعد الخروج وقال لي حمد الله على السلامة، ولكن لم تكن علاقتي به بها أجندة لترتيب عمل، أو نشاط سياسي مشترك، فقط زيارات اجتماعية ليس أكثر ولا أقل.

    *هل زرت قادة الأحزاب السياسية الكبيرة؟
    - نعم زرت حسن الترابي في إطار اجتماعي في عزاء شقيقه عبد الحليم وكان دفعتي، وزرت مولانا محمد عثمان الميرغني وشكرته على الجهد الذي بذله أثناء وجودي في المعتقل، وعلمت بتفاصيل كثيرة جدا عن مجهودات قام بها من أجل إطلاق سراحي، فشكرته على ذلك.

    * هل كانت جهود مولانا مؤثرة في إطلاق سراحك؟
    - كانت جهودا في تقديري أيا كان أثرها ولكنها كانت جهودا بما أتيح له من علاقات وتواصل مع الرئيس ومع الحكومة، فشكرته على ذلك.

    * هل التقيت الصادق المهدي؟
    - لم ألتقه.

    * وما صحة ما تردد من أنك أخبرت الصادق المهدي بالانقلاب الذي كنت تنوي قيادته وقلت له (تعال قودنا)؟
    - "بصوت عال"... هذا كلّه هراء وكذب، آخر مرة قابلت الصادق المهدي عندما تركت المستشاريّة، وأتاني في البيت لكي يقول لي "حمداً لله على السلامة"، وتناقشنا حول أفكار أساسيّة، منها أن تنصلح البيئة السياسيّة بالسودان، وأن يقبل الناس بالآخر، نتفق على قضايا أساسيّة في البلد، ونختلف على تفاصيلها في البرامج، ويكون الخلاف بين الأحزاب في تفاصيل البرامج، لكن الثوابت الوطنية نتفق عليها، وهذا نفس كلام الرئيس وكلامنا، وقلت له إنّ كان هذا كلامك فهذا ما نسعى إليه.. إذن ليس هناك فرق كبير بينك وبين المؤتمر الوطني، فلماذا لا تنضم للمؤتمر الوطني؟، وإذا دخلت بهذه الأفكار فيمكن أن تكون رئيساً له بسهولة جداً. الذي تمّ بيني وبينه هو الذي ذكرته لك، ولم ألتقه بعدها حتّى الآن، وما أشيع أنّي أخطرته بانقلاب هذا كلّه كذب وفبركة منطلقه أجندة معروفة من أشخاص معروفين.
    اليوم التالي
                  

01-06-2014, 04:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    مشروع حضاري جديد..أحمد يوسف التاي

    طباعةالبريد الإلكتروني
    التفاصيل
    نشر بتاريخ الإثنين, 06 كانون2/يناير 2014 09:47

    أعلنت الحركة الإسلامية في السودان عن انطلاقة «المشروع الحضاري» مجددًا ليكون على رأس واجباتها، وأكدت أن رعاية المشروع هذه المرة تأتي لمواجهة التحديات، ونبهت إلى أن ترك رعاية هذا «المشروع» للإجراءات السلطانية وحدها سينتج مشروعًا سلطويًا فوقيًا لن يحقق شيئًا، ولا بد من إقناع الجميع بالبديل الإسلامي وبتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى... هكذا أعلنت الحركة الإسلامية على لسان أمينها العام شيخ الزبير أحمد الحسن وهو يخاطب لقاءً نسويًا بمدينة الفاشر...

    ربما يقف المرء حائرًا هذه الأيام وهو يطالع تصريحات قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وكأنهم قادمون من كوكب آخر، فكل شيء الآن عندهم جديد، قيادات جديدة، سياسات جديدة، حتى «المشروع الحضاري» نفسه جديد، نعم أي والله يتحدثون عن مشروع حضاري جديد!!

    وهو نحنا فهمنا حاجة من القديم ــ وكمان لا بد من إقناع الناس بـ «البديل الإسلامي وبتحكيم شرع الله»، فهل يعني ذلك أن ما كانت تمارسه الحكومة خلال الـ «25» عامًا الماضية لم يكن حكمًا إسلاميًا وليس فيه تحكيم لشرع الله، هكذا هم يعترفون بعد خمسة وعشرين عامًا من الممارسة والتطبيق،

    وهل نحن بحاجة إلى التذكير بخطاب السيد رئيس الجمهورية في القضارف عام «الانفصال» والذي أكد فيه أن عهد «الدغمسة» قد انتهى تمامًا وأن الشريعة هي أساس الحكم في البلاد،

    وها هي السنوات قد مرت سراعًا وبدت الحاجة ماسة لإعلان جديد يلامس أشواق الشعب السوداني المسلم الذي يتوق إلى تطبيق شرع الله دونما مواربة أومداهنة أو التفاف،

    وبشكل خال تمامًا من أي دغمسة، وقد فشلت مؤسسات الدولة وعلماؤها ومفكروها في إنزال خطاب الرئيس إلى أرض الواقع وتعمل على تحكيم شرع الله، لأن بعض هذه المؤسسات تخشى الغرب وأمريكا التي ترى في الشريعة انتهاكًا لحقوق الإنسان..



    وتزداد الحيرة لتصل إلى منتهاها عندما يلاحظ المرء التغييرات الهائلة التي حدثت في الحزب والحكومة، وتبلغ الدهشة بالمراقب حد الذهول عندما يرى قيادات ملء السمع والبصر ظلت قابضة بمفاصل كل شيء مثل علي عثمان ونافع وعوض الجاز وأحمد إبراهيم الطاهر، والمتعافي، تغادر دائرة الفعل السياسي وتتوارى عن الأنظار...

    الشيخ الزبير قبل أسبوع أيضًا تحدث عن تغيير في السياسات يتبع تغيير الأشخاص، وعن خطط ومعالجات لتصحيح أخطاء الحركة والحكومة والمؤتمر الوطني، والآن حديث زي الورد عن «مشروع حضاري جديد» وعهد جديد لا مجال فيه للقديم، نعم حتى المشروع الحضاري الذي دفع ثمنه السودان حصارًا اقتصاديًا وحظرًا دبلوماسيًا، وعزلة دولية،


    لكن للأسف أن هذه المراجعات والاعترافات جاءت في وقت متأخر جدًا وبدت أشبه بمراجعة من أدركه الغرق.. فقط نريد أن نفهم بعد هذه الإعترافات الخطيرة، والحرب على القديم بكل إسقاطاته وخيره وشره والتبشير بكل ما هو جديد «الجماعة ديل» سايقننا تاني وين؟!
                  

01-06-2014, 10:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    صلاح قوش:البنتاجون والمخابرات الأميريكية اكدا أن السودان لا علاقة له بالارهاب
    منذ 1 ساعة
    حجم الخط: Decrease font Enlarge font

    صلاح قوش
    صلاح قوش

    صلاح قوش لـ ( أفريقيا اليوم) الـ (سي اي ايه) دافعت عن السودان داخل امريكا (2)
    البنتاجون والمخابرات الأميريكية اكدا أن السودان لا علاقة له بالارهاب.
    لم يحدث أن سلمنا أي إسلامي لأي دولة.
    الدستور لن يكون خصما على المؤتمر الوطني حتى لو كتبه الشيوعيون.
    اسالوا غازي سليمان والمؤتمر الشعبي لو عندهم مرارات كانوا قالوها لي.
    بيوت الأشباح كانت مكايدة للنيل من النظام.
    لست نادما على اي شئ فعلته وكل مرحلة ولها مبراراتها.

    الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى
    لوهلة كنت زاهدة في كتابة تقديم عن مضيفي وأجواء الحوار، وأهمّيّته في هذا التوقيت، إذ يكفي أن تنطق بالاسم لتستدعي الصورة الذهنيّة في مخيلة الكلّ معنى وأهميّة الجلوس إليه.. نعم؛ صلاح قوش وكفى.. لعلّها العبارات الوحيدة المتاحة في سياق التقديم، كونه أحد أهم الشخصيات المفتاحيّة والأساسيّة في سودان ما بعد الإنقاذ، يزيد من الزخم والهالة المنبعثة من الاسم أنّه وقف على سدّة واحدة من أهم مفاصل العمل الوطني في حقبة مهمة من تاريخ البلاد، ممسكا بكل الملفات المهمّة في العمل الأمني والاستخباري.. خروجه من الجهاز شكل علامة استفهام بارزة، تماماً مثلما كان اعتقاله قبل الإفراج عنه لاحقاً، لغزاً محيّراً يصرّ حتى اللحظة على عدم الخوض فيه كثيراً.. الرجل بدا متحفظا معنا في هذا الجانب، وظل محافظا على سمت الشخصية الأمنية الكاتمة للأمور، ولكنه نجح في أن يطرح نفسه من منظور سياسي، بما يملكه من لديه رؤية وتحليل للقضايا.. أراد أن يبدأ صفحة جديدة لا ينكأ فيها جراحا - على حد تعبيره - من أجل سلامة الوطن الكبير، وبعيدا عن أي مرارات شخصية. قوش الذي تمنيت حواره كثيراً من قبل كانت فرصتي معه في (أفريقيا اليوم)، لأقف معه على ملفات كبيرة وكثيرة، وكان تحقيق الفرصة صعبا، بعد محاولات مريرة وصعبة إلى أن تحقق الهدف بموافقة رجل بقامة قوش على الحوار الذي تجوّل وتحوّل بينه بثقة العالم الملم بكل التفاصيل.. رغم بعده عن الدهاليز، إلا أنّه يبدو متابعاً بدقّة لكلّ التفاصيل.. كأنّه مازال يحتفظ بمهامه السابقة في قلب المنظومة الحاكمة؛ طوراً في مركز الظهير المتقدّم، تارةً (قشاش) في قلب الدفاع، صانعاً للألعاب إن دعا الحال، مهاجماً صريحاً في مقام، وحارساً مؤتمناً على أسرار البلاد.. لن أسهب؛ فقط هي دعوة إلى حوار مختلف مع شخص مختلف.

    هل كانت جهود مولانا الميرغني مؤثرة في إطلاق سراحك؟
    - كانت جهود في تقديري أيا كان أثرها ولكنها كانت جهود بما اتيحت له من علاقات وتواصل مع الرئيس ومع الحكومة، فشكرته على ذلك.

    هل التقيت الصادق المهدي؟
    - لم ألتقيه.

    وما صحة ماتردد من أنك أخبرت الصادق المهدي بالانقلاب الذي كنت تنوي حدوثه وقلت له ( تعالى قودنا)؟
    - بصوت عال... هذا كله هراء وكذب، آخر مرة قابلت الصادق المهدي عندما تركت المستشارية، وآتاني في البيت لكي يقول لي حمد الله على السلامة، وتناقشنا حول أفكار أساسية منها أن تنصلح البيئة السياسية بالسودان، وأن يقبل الناس بالآخر، نتفق على قضايا أساسية في البلد ونختلف على تفاصيلها في البرامج، ويكون الخلاف بين الأحزاب في تفاصيل البرامج، لكن الثوابت الوطنية نتفق عليها، وهذا نفس كلام الرئيس وكلامنا، وقلت له أن كان هذا كلامك فهذا مانسعى اليه، اذن ليس هناك فرق كبير بينك وبين المؤتمر الوطني، فلماذا لا تنضم للمؤتمر الوطني، واذا دخلت بهذه الأفكار بسهولة جدا يمكن أن تكون رئيسا له. فهذا الذي تم بيني وبينه هو الذي ذكرته لك، ولم التقيه بعدها حتى الآن، وما أشيع أني أخطرته بانقلاب هذا كله كذب وفبركة من أجندة معروفة من أشخاص معروفين.
    * كيف ينظر صلاح قوش للحوار الذي يجري الآن بين الحكومة والأحزاب؟
    - ليست هذه هي المرة الأولى لإدارة حوار مع الأحزاب، لانعدام ثقة القوى الأخرى في طرح المؤتمر الوطني، فهم يعتقدون أنّ المؤتمر الوطني يطرح هذه القضية من أجل المزايدة، فهناك مرّات طرح فيها المؤتمر الوطني فكرة هذا الحوار مع القوى السياسية على الدستور ولم تستجب.
    * لماذا لم تستجب في تقديرك؟
    - لأن المؤتمر الوطني يريدهم أن يوافقوا على الدستور الذي يريد، ويريد أن تبصم القوى السياسية على هذا الدستور، وهذا أول عيوب وضع دستور للبلد، فيجب أن يتم بالتراضي مع الآخرين، وأهم طرف يجب أن يرضى على الوثيقة الأساسية في البلد هي الأقليّات والمجموعات الضعيفة.. المجموعات القويّة لا يبحث عن رضائها بالوثيقة الأساسيّة لأنّها الغالبة، ولذلك ينبغي أن يوكل الدستور إلى جهة تنال ثقة كلّ الناس، وليس الدستور مكانا للمزايدة أو الكسب السياسي.. المؤتمر الوطني اذا لم ينفك من أنّه سيزايد بطرحه لقضية الدستور ويعدّها من مكاسبه السياسيّة فلن يجد أحداً يشاركه فيها، ولذلك يجب أن يوكل إلى جهة مقبولة لكلّ الناس، ولا أعتقد أنّهم سيختلفون في المبادئ الأساسيّة، ولن يختلفوا كثيراً، ولذلك لا أعتقد أنّ هنالك أيّ تخوّف من أن يوكل المؤتمر الوطني الأمر لجهة محايدة، ولا أرى أيّ مخاوف يمكن أن تمسّ المؤتمر الوطني في ذلك، حتى لو أوكل الأمر للحزب الشيوعي، الخصم التقليدي، فلن يكتبوا حاجة شاذة تكون خصماً على القضايا الأساسية للمؤتمر الوطني.
    * "مقاطعة": كيف ذلك؟ المؤتمر الوطني مشكلته الأساسية في تطبيق الشريعة الإسلاميّة ويقول إنّ هذا شرطه، بعدها يوافق على أيّ شيء؟
    - ليس هناك خلاف على الشريعة الإسلاميّة، هم مختلفون في أولوياتها؛ الصادق المهدي يقول مثلاً إنّ الأولويّة في الحريّات.. ناس عبد الحي يوسف يقولون إنّ أولويّات الشريعة هي الحدود.. عبد الرحيم حمدي يقول إنّ أولويات الشريعة في الاقتصاد، وكلّ ذلك شريعة، فالاختلاف على الأولويات، وهذا يشكل برامج الأحزاب، لكن جميعهم متّفقون أن تحكم الشريعة، مختلفون في الأولويّات؛ نبدأ بالاقتصاد، أو نقطع يد السارق، وهذا يشكّل مساحة للاختلاف لتشكيل برامج الأحزاب المختلفة، وبعدها يقرّر الشعب من يختار بناءً على طرحه لتلك الأولويّات وهكذا... فعلى المؤتمر الوطني أن يفهم ذلك، أنّ هذه الوثيقة لا يوجد اختلاف كثير عليها، فقط المطلوب أن يتيح فرصة لجهة تنال رضى الآخرين، لأنّ البيئة السياسية لن تنصلح إلا بالتراضي، وفرض الأمر الواقع ليس له محل، في تقديري هذه الوثيقة (الدستور) ينبغي أن يكون وضعها بالتراضي، وهذا يستوجب أن تكون الجهة التي تقود ذلك مرضيا عنها.
    * هل تعتقد أنهم سيعملون على هذا التراضي في هذا الجو الذي أخذوا فيه خطوات ملحوظة نحو الإصلاح؟
    - هذا الموضوع يعتمد على توجّه القيادة، وهل هي جادة فيه أم مازالت تزايد؟ وهذا سيظهر في الأيام المقبلة، فلا تستعجلي..
    * لم نكن نتوقع خروج شيخ علي ود. نافع، فهل بهذا المنطق يمكن أن نتوقّع أن لا يرشّح الرئيس نفسه مرّة أخرى؟
    - حسب ما أعلن الرئيس غير راغب في ذلك، فالرئيس أبدى أكثر من مرة عدم رغبته في الترشح، وحسب علمي تلك رغبة الرئيس، ولكن البيئة كما ذكرت تُزايد على إعادة ترشيح الرئيس، ويطرح ذلك في إطار المزايدات والصراعات، وعليه أنا في تقديري أنّه لكي تكتمل حلقات التغيير، يجب ألا يرشح الرئيس نفسه في الدورة القادمة.
    * لكن هذه المسألة غير محسومة حتى الآن؟
    - في تقديري أنهم اتفقوا فيما بينهم، أو بين اثنين منهم، ولكن ذلك لم يعلن، واختير لها توقيت يقتضي ترتيبات، ستكتمل في الأيّام القادمة.
    * دعني أنتقل بك إلى موضوع أثير من قبل؛ من أنّه كان بينك وبين د. نافع صراع عندما كنت مستشارا للرئيس.. هلا حدثتنا عن هذا الأمر؟
    - كل التاريخ القديم لا أريد أن أتحدّث فيه، فأنا "عفيت عن الناس".
    * هل كان صراعاً بالفعل؟
    - قلت لك أنا أغلقت هذا الملف، وتجاوزته، ولا أريد أن أنكأ الجراح؛ كان موجوداً أم لا؟ أنا عفيت وتجاوزت هذه المسألة، ولا أريد أن أعود إليها مرّة أخرى.
    * وهل تجاوزت مرارة الاعتقال؟
    - تجاوزت...
    * ......
    - المعاملة كانت جيّدة.. صحيح كنت معتقلاً مثل المعتقلين... لكني أغلقت هذا الملف، ومن الأفضل ألا نعود إليه، فأنا تجاوزت هذه المحطة.
    * تردد مؤخّراً أنّك اتّصلت بالجبهة الثوريّة؟
    - هذا كلام فارغ، ولم يحدث، فليس مخوّلاً لي أن أقوم بهذا النوع من الاتّصالات.
    * يمكن أن يكون ذلك ردّ فعل لما حدث لك؟
    - أنا لا أتحرّك سياسياً من منطلق الغبن، وليس هذا دافعي في الحركة السياسيّة، ولكن في إطار القضية الوطنيّة أفتكر أنّ الحوار معهم مهم، والمشكلة تحلّ معهم بالحوار، ولكنّي لست مخولاً بالحوار معهم، فهناك وفد مفاوض، وجهات مكلّفة بذلك، وما رشح في صحيفة الوطن وراءه أيادٍ غرضها التشويش والتخوين.
    * ننتقل إلى ملف آخر؛ العلاقات الجيّدة التي أنشأتها مع المخابرات الأمريكيّة إبّان إدارتك لجهاز الأمن والمخابرات.. هلا تطرّقنا لتلك الفترة، وكيف تمّ ذلك؟
    - المخابرات الأمريكيّة كانت علاقة كلّفت بها من النظام، والرئيس شخصياً كان مطلعا عليها، وعلى تفاصيل علاقتنا بها وبالغرب، ولم تكن هناك صغيرة ولا كبيرة إلا وكان الرئيس على علم بها، فالقيادة كانت مطّلعة على كلّ التفاصيل، والملف كان يدار مع الرئاسة مباشرة، ولست الوحيد الذي يدير ذلك.. صحيح كنت مدير الجهاز، لكن كانت هناك مؤسسة تدير ذلك، وأيضا كان لي دور مؤثر وفاعل في الحوار المباشر معهم، أدّى لنتائج في تقديري كانت طيبة، والمؤسّسة الأمريكيّة الوحيدة التي كانت تدافع عن السودان داخل أمريكا هي الأ(سي آي إيه)، وأثّرت حتّى في البنتاجون في ذلك الوقت، وصدرت كل القرارات الفنية اللازمة من المؤسسات الأمنية برفع السودان من الدول الراعية للإرهاب، ولكن القرار السياسي والذي أثرت فيه المجموعات المعادية للسودان والتي كانت تضغط على الإدارة الأمريكيّة في أن يظلّ السودان كما هو، لكن من حيث التوصيات الفنيّة للمؤسسات التي ترفع التوصيات الفنيّة البنتاجون والسي آي ايه رفعت توصيات بأنّ السودان ليست له أي علاقة بالإرهاب ولا يرعاه.
    * وما هو الثمن الذي قدمته مقابل لذلك؟
    - لا يوجد ثمن... نحن أصلاً كحكومة ليست لنا أي علاقة بالإرهاب، والأمريكان كانت لديهم أزمة ثقة في أننا ندعم الإرهاب أم نكافحه؟.
    * وماذا عن تقديمك - كما يقال - لإسلاميين بالمنطقة للمخابرات الأمريكية عربوناً لذلك؟
    - "بصوت عالٍ".... لم يحدث... لم يحدث أن سلّمنا أي إسلامي لأي دولة، نحن إسلاميّون، فكيف نقدّم إسلاميين لأعدائنا، كان لدينا رأي في الإرهاب كوسيلة للعمل السياسي، يعني انتهاج العنف في العمل السياسي - سواء أكانوا إسلاميين أو غير إسلاميين - كان بالنسبة لنا إرهابا، كنا مقتنعين بمكافحة الإرهاب.. كل الخلايا الإرهابية التي تنتهج الإرهاب لحسم الخلاف مع الآخرين كنا لا نقتنع بها، وهذه كانت سياسة الدولة في كل مؤساستها، وكنا نعمل من أجل قناعتنا وليس من أجل قناعة الأمريكان، وهم لا يريدون أكثر من ذلك، يريدون أن يطمئنوا من موقفنا في مكافحة الإرهاب، وقتل العزل الأبرياء من أجل قضيّة سياسيّة نحن ضدها.. هذا ما تم بيننا.
    * تتحدّث وكأنّ الطرف الأمريكي كان مثالياً في موقفه ضدكم، مع أنكم دائما كنتم تتّهمون الأمريكان بأنّهم يناصبونكم العداء؟
    - الطرف الأمريكي ليس طرفاً واحداً.. السياسة في أمريكا تقوم على أعمدة، فيها المؤسسات الأمنيّة، والتشريعيّة، والبيت الأبيض، وفيها مجموعات أخرى تؤثّر على هذه المجموعات؛ من مؤسسات مجتمع مدني وإعلام ولوبيهات مختلفة، وهناك مجموعات منهم تعادينا أيدلوجيا، ولن تقتنع بنا مهما فعلنا، وحتّى لو نقّطنا لهم عسلاً، وستظل تعمل ضدّنا، وهي تحاول باستمرار تأليب الإدارة الأمريكية علينا، وهي التي دعمت تحالف إنقاذ دارفور ووجهته في الآخر إلى عداء ضد السودان، هذه لن ترضى عنا ولن تتركنا، ونحن كجهاز استطعنا أن ننجح وأن ننفذ إلى المؤسسات النظيرة لنا، ولذلك اقتنعوا بهذه المسألة، وأعتقد أن هذا كان نجاحاً كبيرا يحسب لنا، لم يفعله صلاح قوش وحده، بل صنعته المؤسسة بتوجيهات ورعاية الرئاسة، والآن لم يقطعوا الصلة بالأمريكان، لكن الأداء ربما كان مختلفا، فهي سياسة وضعتها المؤسسة، والرئاسة قادتها، ومازالت موجودة، ولست أنا المدير الأول الذي بدأ هذه العلاقة، فالمدير الذي سبقني كان ينفّذ هذه السياسة، حتى من قبله في عهد قطبي والمصباح، كانت لهم علاقة بالأمريكان ويعملون معهم، هذه ليست سياسة جديدة عملتها أنا، فهي سياسة موجودة أصلا من قبلي ومن بعدي استمرت.
    * ولماذا عندما تذكر هذه العلاقة يذكر إسم صلاح قوش دائما؟
    - ربّما لأنني أجريت تطوّرات كبيرة في الجهاز، لا يستطيع أحد أن ينكرها، ولذلك أيّ أحد يرى أنّ مثل هذه العلاقة أنا من فعّلتها من أجل المكايدة على الإسلاميين، هناك من يريد ذلك.
    * كم سنة قدت فيها الجهاز؟
    - قدت الجهاز في فترات مختلفة.. قدت جهاز الأمن الداخلي، ووحّدت الجهاز وقدته بعد التوحيد من 2004 إلى 2009، لمدّة ست سنوات، وعملت به التغييرات الهيكليّة، وغيّرت في أساسه وقدراته الفنية، وفي إمكانيّاته المادية، فأصبح جهازاً عنده قيمة ومؤثراً في الدولة والإقليم وفي العالم في ذلك الوقت، وهذا لا ينكره أحد، وظاهر لكل الناس، إلا من في قلبه شيء من حتّى.
    * ولكن الجهاز في عهدك كانت المعارضة تشتكي منه كثيراً؟
    - صحيح.. ولكن لم تكن لمرارات شخصيّة، فالفترة التي كانت تشكو فيها المعارضة هي الفترة الأولى، لم أكن مديراً له، صحيح كنت فاعلاً فيه، لكن عندما تولّيت قيادته أدخلت فيه تغييرات كبيرة جداً.
    * "مقاطعة": كيف ذلك؟ وأين ذهبت بيوت الأشباح التي ارتبطت بعهدك؟
    - هذا كلّه كلام غير صحيح، كانت مزايدة للنيل من النظام في ذلك الوقت، لكنني عملت تغييرات أساسيّة في الجهاز، بما فيها طريقة الاعتقال والحجز وغيرها، وعليك أن تسألي من عاشر هذه الفترات مثل غازي سليمان فهو اعتقل في الفترة السابقة لي وفي فترتي، الآن لا أشعر أنني لدي مشكلة مع القوى السياسيّة الأخرى، قادة المؤتمر الشعبي نفسه وهم يرون أنّني أكثر شخص بطشت بيهم، علاقتي بهم جيدة، وعليك أن تسأليهم عن صلاح قوش.
    * هذا ربما رأيهم فيك بعدما خرجت؟
    - ما خلاص... لو كان عندهم مرارات كانوا قالوها لي، علاقتي بهم طيبة ويزورونني وأزورهم وبيننا علاقات اجتماعية طيبة جدا، ليست لدي مرارات معهم، ولا أشعر أن لديهم مرارات معي.
    * إذاً، أنت لست نادما على شيء فعلته وأنت قائد للجهاز؟
    - "بصوت عال" :أصلا أنا لست نادما على أي شيء فعلته نهائيا، كله كان بمبرراته وفي وقته



    ------------------------

    كمال عمر: نظام البشير هو السبب الرئيسي للحرب الأخيرة في جوبا، وزيارته لجوبا سببها النفط
    01-06-2014 04:29 PM
    الخرطوم - علوية مختار

    أعلنت هيئة تحالف قوى المعارضة السودانية رفضها القاطع الدخول في انتخابات العام 2015 المقبلة في ظل نظام المؤتمر الوطني القائم وأكدت أن العام الجاري سيكون عام الحسم لبقاء النظام في حكم السودان وأعلنت عن تريبات مابعد اسقاط النظام باقرار فترة إنتقالية لمدة ثلاثين شهرا .

    في وقت حمل المؤتمر الشعبي حكومة الخرطوم مسئولية الاحداث التي وقعت بدولة الجنوب واعتبر زيارة الرئيس البشير اليوم الى جوبا لضمان انسياب عائدات النفط .


    وقال الناطق الرسمي باسم تحالف المعارضة كمال عمر في مؤتمر صحفي بالخرطوم " ان هذا العام هو عام الحسم لاسيما وأن خطط المعارضة نحو اسقاط النظام اصبحت اكثر رسوخا واشار لتوقيع تلك القوى على البديل الديمقراطي واتفاقها على معظم ترتيبات المرحلة الانتقالية والتي اقرت فترة انتقالية ثلاثين شهرا تتم خلالها اعادة تأسيس مؤسسات الدولة واكد ارسال نسخة من البديل الديمقراطي والدستور الانتقالي الي الجبهة الثورية في اطار التنسيق وقطع عمر باتفاق المعارضة على عدم الدخول في الانتخابات المزمع عقدها العام المقبل في ظل وجود المؤتمر الوطني بالسلطة وحدد جملة اشتراطات لمشاركتهم فيها وللدخول في حوار مع الحزب الحاكم رأسها تنازل المؤتمر الوطني عن السلطة وتنحي البشير عن رئاسة الجمهورية بجانب والقبول بوضع دستوري انتقالي وحكومة انتقالية وشدد "الشرط الاساسي ان يكون البشير خارج السلطة " ولكنه رجع وقال "النظام شاء ام ابى سيقبل بفكرة الوضع الانتالي الكامل "

    وكشف عمر عن مبادرة تعكف عليها المعارضة حاليا بشأن الاقتتال بدولة الجنوب واكد ان الاعلان عنها خلال يومين وذكر ان المعارضة على اتصال باطراف الصراع بجوبا واشار الي انها تقف في مسافة واحدة مع الاثنين واكد ان زيارة البشير الي جوبا هدفها الاساسي ضمان عائدات النفط واعتبر نظامه احد العوامل الاساسية التي تسببت في الاقتتال بالدولة الوليدة وخلق قنابل موقوتة فيه واكد ان نظام الخرطوم غير حريص على استقرار جوبا
    وقلل من قدرة الحكومة على حسم التمرد بالحرب وقال ان سياسية القوة واستخدام الملشيات من تشاد ومالي وقبائل عربية بعينها ستصعب مهمة استقرار السودان

    -------------------------------------


    المؤتمر الوطنى : نعتزم عقد مؤتمر مصالحة وطنية شاملة



    01-06-2014 07:20 PM

    الخرطوم : أعلن حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان اعتزامه طرح ما وصفها بـ "مبادرة سياسية كبرى" للإصلاح والحوار الوطني بين القوى والأحزاب السياسية لمواجهة تحديات واستحقاقات المرحلة المقبلة للمستقبل السياسي في البلاد ، من أجل تعزيز أمن واستقرار السودان.

    وقال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الدكتور نزار محجوب ، في تصريحات صحفية نشرت اليوم ، "إن المبادرة السياسية تشمل التوافق الوطني والشراكة السياسية ، وعقد مؤتمر مصالحة وطنية شاملة".

    وأوضح أن الدستور الجديد القادم للسودان سيتضمن مجمل القضايا التي ظلت تتحدث عنها قوى المعارضة ، مؤكدا أن الاتفاق على الثوابت الوطنية والاحتكام للتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع واحترام رغبة الشعب السوداني وقراراته في اختيار من يحكمه ويقوده خلال الفترة المقبلة والتركيز على قضايا الانتاج والتنمية الاجتماعية والعمل والاستقرار الاقتصادي هي من ثوابت أولويات المرحلة المقبلة التي لابد من إقرارها كمبدأ أساسي لأي حوار وطني قادم .

    وكالات
                  

01-07-2014, 05:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    ·

    الافندى يبحث عن الصدق فى تنظيم الاخوان المسلمين ...ولكن

    حقبة البشير الساداتية؟


    د. عبدالوهاب الأفندي
    January 6, 2014

    بعد أن أطاح الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير بقطاع كبير من أعمدة نظامه، مستغلاً خلافاتهم لصالحه، وعبأ حكومته بشخصيات تحسن قول نعم بلغات عدة، أخذ في الأيام الأخيرة يطرح أفكاراً يرمي من ورائها على ما يبدو إلى رفع شعبيته. من ذلك ما صرح به قبل أيام من اصدار توجيهات لقادة الخدمة المدنية ليتوقفوا عن سياسة محاباة أنصار النظام، أو إنهاء ما كان يعرف بسياسة ‘التمكين’، واعتماد الكفاءة فقط معياراً للتوظيف. وقد أثارت هذه التصريحات من الانتقادات أكثر مما جلبت من الاستحسان الذي كان الرئيس ومستشاروه ينشدون. ذلك أنها مثلت اعترافاً صريحاً من النظام بأنه كان ولا يزال يمارس المحاباة والتمييز ضد غالبية السودانيين، مما جدد ضغائن ضحايا هذه السياسات الكثر.


    ولكن بافتراض جدية الرئيس وحكومته في التوبة عن توسيد الأمر لغير أهله، فهل يعني هذا أنه قرر القطيعة الكاملة مع حزبه الذي نشأ عبر هذا التمييز وما يزال أهم مصدر لنفوذه وقوته؟ وكيف سيتم فرض هذه السياسة الجديدة والخدمة المدنية في قبضة نفس الكوادر التي جاءت عبر سياسة ‘التمكين’؟ وهل يمكن التأكد من أن هذه السياسة أصبحت سارية في غياب الشفافية والرقابة من قبل إعلام حر، وقضاء مستقل، وبرلمان يحسن لفظ كلمة أخرى غير ‘نعم، سيد الرئيسand#8242;؟


    وإذا صدق العزم بالفعل على تنفيذ هذه السياسة، الم يكن من الأفضل البداية من القمة؟ فلماذا مثلاً لا يتم اختيار الوزراء من أصحاب الكفاءات والأيدي النظيفة؟ ولا نريد أن نضيف هنا لماذا لا يقدم الرئيس استقالته، ولكنها بالقطع ستكون فكرة جيدة، فليس حسناً أمر الآخرين بالبر ونسيان النفس.


    على كل لنحسن الظن ونسلم بأننا مقبلون على مرحلة جديدة تكون فيها الخدمة المدنية (على الأقل) للجميع وليست حكراً على فئة بعينها، ولنرحب بهذه الخطوة في الاتجاه الصحيح، فإن الأمر يحتاج إلى ضمانات لا مفر منها. فليس بوسع الرئيس ولا غيره أن يعرف حيثيات قرارات التعيين في كل الوظائف في البلاد، ما لم تتسم العملية كلها بالشفافية. فكما هو معلوم فإن الدولة أطلقت أيدي كثير من كبار المسؤولين وصغارهم لتجاوز القوانين والضوابط التي تحكم أجهزة الدولة، أي بمعنى آخر شرعت لهم الفساد. وكان من المفترض، بحسب الخطة، أن تكون تجاوزاتهم لصالح النظام، بمعنى أن يكون الهدف هو إعطاء الأسبقية لأهل الولاء. ولكن المعروف كذلك أنه، كما في حالة المؤسسات المالية وموارد الدولة، فإن كثيراً من هؤلاء المسؤولين اتبعوا سياسة ‘الأكل بالمعروف’ (وفي الغالب الأكل بالمنكر)، حيث استخدموا صلاحياتهم في تعيين الأقرباء والمحاسيب، وأخذوا من مال الدولة ما طاب لهم.


    لكل هذا كررنا مراراً أن ما يصدر من تصريحات حول محاربة الفساد لا معنى له في وجود الفساد المشرعن. ففي ظل وجود شركات ومؤسسات تابعة للحزب أو للأجهزة الأمنية أو الجيش أو لاقارب كبار المسؤولين، وهي شركات ومؤسسات تتعامل مع الدولة بغير شفافية، ولا تستطيع الأجهزة الرقابية (حتى لو أرادات) استقصاء تجاوزات هذه المؤسسات لكونها في الغالب مسجلة في السجل الخاص، وليس للمراجع العام أو غيره ولاية عليها.



    مهما يكن، فإن لب الأمر هو إرساء أسس حكم صالح يقوم على الشفافية والرقابة الشعبية. وهو ما يتطلب بدوره إطلاق الحريات الإعلامية والمدنية والسياسية، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، ورد الأمانات إلى أهلها كما امر الله تعالى. وهذا يعني رد الحكم للشعب.


    ولكن هنا تكمن المشكلة، لأنه من غير المعقول أن نتوقع من حزب حاكم أن ينظم انتخابات حرة يعلم أنه سيخسرها. وتزداد لا معقولية هذا المطلب حين نعلم أن خسارة الحزب للانتخابات ستكون لها عواقب وخيمة على قادته وكثير من أعضائه، حيث يتوقعون أعمالاً انتقامية من الخصوم وعلى اقل تقدير خسارة الكثير مما كسبوه. ولهذا السبب كنت قد علقت في ندوة عقدها اتحاد الأطباء السودانيين هنا في بريطانيا قبيل انتخابات عام 2010 بأنني سأثق بأن الانتخابات ستكون نزيهة عندما أرى انعقاد مفاوضات بين النظام والمعارضة حول ضمانات لقادة النظام ومؤيديه في حال تغير الحكومة. أما وهم يبدون غير قلقين من خسارة الانتخابات، فإن أي نقاش عن الانتخابات يكون مضيعة الوقت.


    هذا لا يمنع أن يعمد النظام إلى المناورة، كما يحدث حالياً، في إطار خلافاته الداخلية، كما حدث بعد انشقاق عام 1999، حين تسابق جناحا النظام إلى عقد التحالفات مع المعارضة، بما فيها الحركة الشعبية، ومع الجهات الخارجية التي كانت تناوئ النظام في السابق، وعلى رأسها مصر والولايات المتحدة. وهناك ارهاصات بأن البشير وحلقته الداخلية الجديدة يسعيان إلى تحسين صورة النظام عبر فتح قنوات مع بعض قوى المعارضة أو تعزيز التحالف معها للتعويض عن دعم جهات متنفذة داخل المنظومة الحاكمة. وقد يشمل هذا عقد اتفاقات مع الحركات المسلحة، خاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.


    ويذكرنا هذا بالسياسة التي انتهجها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في صراعه مع أركان النظام الناصري، وذلك حين مد يده إلى ضحايا الناصرية، وعلى رأسهم الإسلاميون، وأتاح حريات واسعة لنقد تلك الحقبة، مما أكسبه سنداً شعبياً لا بأس به، تضاعف بعد حرب أكتوبر، ثم تعزز شيئاً ما مع سياسة الانفتاح الاقتصادي والتقارب مع الغرب، ولكنه تبخر بعد كامب دايفيد والصلح مع إسرائيل. ولكن العبرة هي أن السادات لم يكن يؤمن بالديمقراطية، وإنما أتاح الحريات فقط لخصوم النظام الناصري الكثر، وبالقدر الذي أتاح له تحجيم أركان ذلك النظام وإنهاء نفوذهم.


    ويبدو أن الرئيس البشير وحلقته بصدد تنفيذ مناورات مماثلة لتحجيم نفوذ خصومهم داخل النظام والحزب، وهي مناورات لا تثريب على المعارضة إن استغلتها. إلا أن مجال المناورة أمام البشير محدود لدرجة كبيرة. فالنظام تبنى سياسة ‘الانفتاح’ الاقتصادي منذ عام 1992، وقد اقتصرت منافعها، كما كان الحال في عهدي مبارك والسادات، على قطاعات معينة في الطبقات الموسرة، كما أنه بعثر الثروة النفطية في الحروب والمناورات السياسية، فلم تعم الفائدة منها.


    من جهة أخرى، فإن النظام قد جرب ‘الانفتاح’ السياسي المحدود منذ عام 1998 حين وقع اتفاقية الخرطوم مع مجموعة رياك مشار، ثم عزز ذاك الانفتاح بعد اتفاقيات نيفاشا عام 2005. ولكنه، بنفس القدر الذي بدد به الثروة النفطية بلا طائل، نجح بسرعة في تبديد ما جناه رأسمال السياسي ودعم خارجي من تلك الاتفاقية بسبب تورطه في دارفور وعدم التزامه بمعظم بنود الاتفاقيات.


    وعليه فإن فرص نجاح ‘التوجه الساداتي’ الجديد للرئيس البشير تظل محدودة، أولاً لأن النظام ليس لديه الكثير ليقدمه. فبعد أن ضاعت الثروة النفطية، لم يعد هناك ما يغري المعارضة بالمشاركة في الحكم الذي أصبحت مغارمه أكثر من مغانمه في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، واستمرار الحروب والأزمات في دارفور و’الجنوب الجديد’ في كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى قلة الثقة في عروض النظام.


    وإذا كان مجال المناورة أصبح ضيقاً بعد أن استنفد النظام الحيل والبهلوانيات، فإن الحل بالنسبة للنظام والدولة يكمن في الدخول في حوار حقيقي مع خصومه من أجل وضع أسس سليمة لانتقال ديمقراطي يكسب فيه الجميع.
    وقد كان ما يسمى بالجناح الإصلاحي في الحزب الحاكم بقيادة د. غازي صلاح الدين طرح أفكاراً في هذا الصدد، تتمثل في توسيع البرلمان وتشكيل آلية تشاورية مع المعارضة تتولى حسم قضايا الخلاف حول الإجراءات الانتقالية، مثل تعديل الدستور وتشكيل لجنة انتخابات تكون موضع ثقة، وتوسيع الحريات السياسية بين يدي انتخابات العام القادم، وغير ذلك من إجراءات تعزيز الثقة. ولكن رد فعل المتنفذين في النظام كان ركل هذه المجموعة خارج الحزب.


    ولكن أقل قدر من التأمل يؤكد أن أي طريق صحيح إلى الأمام لا بد أن يستند إلى تقارب حقيقي مع المعارضة وإصلاح جاد للحزب، لأن الحزب بصورته الحالية يفتقد السند الشعبي، حتى داخل أنصاره السابقين من الإسلاميين. فهو يواجه معارضة من ‘يمين’ الحزب ممثلة في حركة ‘سائحون’ وغيرها، ومن ‘يساره’ ممثلة في الإصلاحيين والقطاع الشبابي.


    والإصلاح الداخلي يمكن ان يوسع قاعدة الدعم للحزب مما يسمح له بأن يتعامل بثقة مع المعارضة وبالتالي يعزز فرص عقد انتخابات ذات صدقية.


    وإذا عدنا لنقطة البداية المتمثلة في مقترح إصلاح الخدمة المدنية فإنه يذكرنا بالقضية الأساسية، وهي أن تحرير الخدمة المدنية (وكل قطاعات الدولة الأخرى) من التدخلات السياسية لا يعني فقط تعزيز العدالة وتساوي الفرص بين المواطنين، بل يعني كذلك تحرير طاقات الجهاز الإداري وتمكينه من تكريس معظم جهوده لخدمة المواطن بدلا ً من بعثرة طاقاته في الكيد من بعضه للبعض الآخر. وبنفس القدر، فإن التوافق على الأسس التي تدار وفقها الدولة سيعني أن معظم مواردها ستوجه لخدمة المواطنين وتعزيز البناء والنهضة الاقتصادية، بدلاً من أن توجه لمحاربة فئات من الشعب السوداني، أو التضييق والتجسس على فئات أخرى.


    فالنظام حالياً يصرف طاقات وموارد هائلة في لاقتناء أسلحة توجه إلى صدور السودانيين، ويجند جيشاً من الموظفين لمنع الصحف ومنظمات المجتمع المدني من أداء دورها في خدمة وتنوير المجتمع، فتبدد موارد البلاد مرتين: مرة في توظيفها في الهدم بدل البناء، ومرة في حرمان البلاد من جهد أبنائها. ومقتضى العقل يقول إن التمادي في هذا النهج العقيم لربع قرن من الزمان طريق مسدود أصبح البحث عن بدائل له أكثر الأمور إلحاحاً.

    ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

    ...
                  

01-07-2014, 08:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    مراقبون يستبعدون تمرّد موسى هلال ويرون بأنها “مناورة مكشوفة”
    مراقبون يستبعدون تمرّد موسى هلال ويرون بأنها “مناورة مكشوفة”


    01-07-2014 07:38 AM
    الخرطوم

    إستبعد خبراء وسياسيون أن يخرج زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال “متمرداً” على الحكومة المركزية، في وقتٍ قللوا فيه من الخيارات المتاحة أمامه في مناورته السياسية الأخيرة بإعلانه تكوين ما يسمى بـ”جبهة الصحوة الثورية” وأشار الخبير الحقوقي صالح محمود إلى أن صراع هلال مع المركز ليس ببعيد عما تم في التغييرات الحكومية الأخيرة وهو جزء لا ينفصل عن تأثيرات هذا الصراع، حيث صرّحَ الرجل بشروط محددة للإصلاح داخل تنظيمه، وهذا الجانب رهين بالمؤتمر الوطني ومدى تدهور أحواله مع حلفائه الأقربين الذين يعتبر هلال أبرزهم،

    إذ راهن الرجل على المؤتمر الوطني كثيراً للحفاظ على مصالحه القبلية عن طريق مؤسسات المؤتمر الوطني، فيما إستبعدت القيادية بالحزب الشيوعي بجنوب دارفور نور الصادق تمرّد هلال على الحكومة،


    وقالت بـ(أنه يسعى للضغط على الحكومة لتحقيق أكبر قدر من مطالبه التي رفعها) وقالت نور بأنها ترى بأن هلال لن يتحالف مع الجبهة الثورية، بل سيفاوض الحكومة بشروطه، وأشارت إلى أن الحكومة لديها خياراتها، لكنها لن تستطيع الإستغناء عن كبر في الوقت القريب.
    الميدان


    ---------------------

    الامين العام لـ(سائحون) : الدولة أحست بالخطر وعملت على إقصاء غازي..ندعو لحكومة قومية وإطلاق الحريات الصحفية وتحجيم تمدد الأمن.
    الامين العام لـ(سائحون) : الدولة أحست بالخطر وعملت على إقصاء غازي..ندعو لحكومة قومية وإطلاق الحريات الصحفية وتحجيم تمدد الأمن.


    النظام العام يساوي تمدد الدولة في أخلاق الناس..ثقافة الإسلاميين قائمة على الدفاع عن التنظيم بالحق أو الباطل
    01-07-2014 07:43 PM
    صوت الحزب أصبح أعلى من الوطن والدليل مثلث حمدي

    قناعتي أن الإسلام السياسي هو انحراف عن مدرسة الإصلاح!

    هذه تفاصيل علاقة السائحين بود إبراهيم..

    حوار عفراء فتح الرحمن

    مقدمة
    الإسلام السياسي "مستقبلة وتأثيره ومآلاته" أصبح الشغل الشاغل للداخل الإسلامي وحتى لدى الجامعات الغربية وفي التجربة السودانية نمت العديد من المجموعات الرافضة والناقدة والداعية إلى تصويب مسار التجربة، بل بعضهم مس السقوفات وشكك حتى في صلاحية الفكرة نفسها، والمدهش أن تأتيك مثل هذه الاجتهادات من مجموعة عرفت بتعصبها وتشبثها القوي بالفكرة حتى وقت قريب مبادرة (سائحون) التي كانت مسمىً جهادياً حتى وقت قريب وتحولت الآن الى صوت رافض لتغريب الآخر وإقصائه وتحجيم الحريات حسب قول أمينهم العام الأستاذ (فتح العليم عبدالحي) الذي يقرأ لكارل ماركس ويتنازل عن تقديم ورقته لصالح (قرشي عوض) ويقول بفشل تجربة الإسلام السياسي، بل يؤكد تقاطعها مع الإصلاح ويتفق مع المعارضة في أهمية إقامة حكومة قومية تمثل فيها كل ألوان الطيف السياسي في السودان ويقر بعلو صوت الحزب فوق الجميع بما في ذلك الوطني، بل يذهب إلى ضرورة تخفيف العلاقات الخارجية من الحمولة الأيدلوجية والعديد من التفاصيل السياسية والفكرية التي تأتيكم طازجة عبر هذا الحوار..

    الجريدة / حوار - عفراء فتح الرحمن

    أ‌. فتح العليم الأمين العام

    *السائحون في الذاكرة مجموعة (قتالية)، من هم السائحون في إصدارتهم الجديدة؟
    ـ هم مجموعة شباب الإسلاميين اجتمعوا على التفكير في مسألة السودان والحركة الإسلامية وجميعهم يقرون بوجود إشكال ما في التجربة الإسلامية، وتكون سائحون من مجاميع رافضة للعديد من الأخطاء وداعية للإصلاح، وتأريخياً هم مجموعة قتالية وأعضاء هذه المجموعة هم من قادوا المبادرة ودعوا إلى لقاء جامع في (الجلتر نايل) وحضر السائحون وهم مجموعة صغيرة وحضر عدد كبير من المجاهدين وصل إلى (750) ونسبة واحد في المائة فقط كان السائحون باسمهم الأساسي وأنا نفسي الأمين العام لـ(سائحون) لا أنتمي للمجموعة الرئيسية بمسماها التاريخي فقط دخلت في الترتيب الأخير للإصلاح، والفكرة الرئيسية هي وضع المشرط على الجرح فيما يتعلق بمشاكل السودان ومشاكل الحركة الإسلامية واجتماعنا كان لأجل توصيف المشكلة ووضع معالجالت وبعد الاجتماع في (الجلتر نايل) تم تفويض المجموعة المبادرة وبدأنا بتكوين لجنة فكرية حوت عدداً من الشباب المجاهدين السابقين المهتمين بالمسائل الثقافية والفكرية وكان على رأسها دكتور محمد مجذوب وآخرون، ثم عقدت حلقات حوار وورش وندوات وكتبت في مجالات مختلفة من المسألة الفكرية وحتى العلاقات الخارجية وعرضت الأوراق على مجاميع المجاهدين وصيغ زبدة ما تم الاتفاق حوله في وثيقة أسميناها (الإصلاح والنهضة) حوت محاور فكرية وثقافية واجتماعية واقتصادية وعلاقات خارجية وهنالك وثيقة خاصة تتحدث عن إشكال الحركة الإسلامية ووثيقة السودان نالت حظاً أفضل من التداول والرواج حوت تسعة محاور وقاربت العشرين صفحة، والحركة الإسلامية وثيقتها لم تتجاوز الثلاث صفحات والمرحلة التالية قمنا فيها بعقد لقاء جامع في منطقة الخرطوم الكبرى وفي مدن العاصمة والسودان الأخرى وعلى ضوء هذه اللقاءات تم تكليف لجان أو وحدات إدارية لإدارة المنصات و..

    *مسمى (منصة) البعض يرجعه لخوفكم من استخدام مفردة منبر التي تسقط التجربة على منبر السلام العادل؟
    (بالظبط كده) ولأن السائحون تحوي مجاميع منتمية للوطني وأخرى للشعبي وثالثة لأحزاب أخرى وفئة غير منظمة حزبياً ونحن وسعنا إطار سائحون حتى للأشخاص (الما عندهم علاقة بالحركة الإسلامية) وحتى في ندواتنا في الولايات المختلفة بنقدم خطابنا للجميع وكل من يجد توافقاً مع الأفكار نرحب به، وليس لدينا أي مانع بأن يظل المنتمي لسائحون على ولائه الحزبي لأي حزب كان فقط مع الالتزام بالمبادئ العامة لسائحون..

    *بداية سائحون كانت في العام 2010م ماذا أضافت الى الحراك السياسي أو المجتمعي في السودان منذ ذلك التاريخ وحتى الآن؟
    ـ نحن من رفعنا صوت الإصلاح وجعلناه عالياً ومؤسساً ومنظماً، صوت الإصلاح كان قبلنا في الوطني أو الشعبي (ونسبة بتاعة مجاميع) تقدم من النخب، وكانت ثقافة الإسلاميين السائدة عدم انتقاد التنظيم في الخارج، ففي المجالس العامة لابد من الدفاع عن التجربة بالحق أو بالباطل، والمجموعات الداعية للإصلاح أتت بعد السائحون (د. غازي نفسه وغيره) والمسألة المهمة أننا قدمنا نموذجاً للمراقبين للتجربة الإسلامية وكانت هنالك ردود أفعال إيجابية ممزوجة بدهشة نابعة من كون السائحين في ذهن الناس مجموعة شرسة ومسألة المرونة التي أظهرناها فكرياً في فتح النقاش وجميع المسائل جعل الكثير من المراقبين في حالة استغراب، ولكن لكل مرحلة خطابها والآن قضية السودان أكثر تعقيداً ولابد من إعلائه فوق الولاء الحزبي الضيق وما قلناه في وثائقنا إنه ليس من حق السائحين ولا أي طرف آخر سواء أن كان حركة إسلامية (مقسومة أو مجموعة) يقرر منفرداً في شأن السودان.

    *إذاً ما قدمته سائحون يمكن إدراجه في (التشظي الفكري الصالوني)، ولم تمس حتى الآن قضايا الفساد والديمقراطية وغيرها؟
    ـ ما قامت به الحكومة من إصلاح جزئي نتيجة لإعلاء صوت الرفض الذي قادته سائحون، فبقوا مضغوطين وما عندهم خيار ثاني، فالحزب الحاكم عمل لجنة مركزية اطلعت على وثائقها التي حوت العديد من البنود الواردة في وثائقنا في سائحون فقط هم كحزب حاكمين دايرين يقولوا (لا دا كلامنا نحن بدون ما زول يجبرنا عليهو) و...

    *ما تقول به قد يفسره البعض دفاعاً عن النظام ووصفه بالإصلاحي في المرحلة الراهنة؟
    ـ الدولة إذا سقطت قسراً فجأة ستحدث إشكاليات لأن الدولة السودانية هشة والمجتمع فيه تشققات لا يحتمل، فالأفضل أن نسايس المسألة مع بعض الى أن نصل الى حلول جذرية و..

    *البعض يرى أن الإسلام السياسي في السودان هو المسؤول عن التكريس لهشاشة الدولة السودانية بإضعافه للأحزاب والنقابات والنعرات القبلية لدعم وجوده أطول فترة ممكنة كحارس يقي من الانهيار الأخير؟
    ـ ما بنقدر نقول إن الحكاية دي مصممة ابتداءً أو إن الإسلاميين يقصدوا يفككوا الدولة السودانية، لكن ممكن نقول إن ما عليه المجتمع من ضعف هو نتاج لسياساتهم الخاطئة، لكن لا أعتقد أن هنالك نظرية جلس بها الإسلاميون قاموا بصياغتها و..

    *مفهوم التمكين وحده أدى الى هشاشة الخدمة المدنية والتعليم، والتفكيك القبلي خدم ظهور الإسلاميين كحارس لإثنيات بعينها هذا ما يراه البعض؟
    ـ ممكن أحلل معك أن فهم التمكين أدى الى فقدان كادر مؤهل ومهم والنقابات كانت تشكل عائقاً كبيراً أمام الدولة لذا فككوها وأدخلوا عناصرهم، لكن مسألة وجود نظرية مسبقة لنظرية إضعاف المجتمع لا أظن موجودة حتى من فعل ذلك أعتقد أنه لم يكن يتوقع هذه النتيجة وهم فعلوا كل هذا لظنهم أنهم ينتصرون للثقافة الغالبة عند السودانيين فكان في اعتقادهم أن ما يقومون به سيقودهم الى إنتاج الدولة السودانية وفقاً لأفكارهم لذا كل العناصر الغريبة على هذه الفكرة إثنياً أو عقدياً تمت إزاحتها وصحيح أن ما تم يمثل آثاراً جانبية لتطبيق هذه النظرية، وأنا أعترف أن هنالك عيوب حتى في نظرية الإسلام السياسي نفسه.

    *ما هي الأخطاء الموجودة في نظرية الإسلام السياسي وفقاً لقراءتك؟
    ـ نحن الآن نتحدث عن (الإسلام السياسي) لماذا والمجتمع السوداني نفسه قائم على التنوع في الإثنيات والأديان في تكريس الإسلام السياسي وخدمته اقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً أدى الى إقصاء مفردات أصيلة في المجتمع السوداني كان من حقهم الأخلاقي والتاريخي والديني أن يقولوا كلمتهم لأن عندهم حق مماثل كما للأطراف الأخرى، وأقول هذا الكلام بالاستناد الى وثيقة المدينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أسماء الناس جميعاً، والقبائل بأسمائها حتى اليهود لم يجملهم، بل كان يفصل يهود بني فلان وفلان لأنه أراد بناء دولة عادلة وآمنة ولم يشأ أن يشعر أي شريك في المواطنة بحزازة ما، المشكلة الثانية أن الإسلاميين ضخموا دور الدولة وجعلوها محدداً للأزياء والأذواق وكل شئ والصحيح عندي أن الدولة جزء بسيط من المشروع الكامل للإصلاح والتغيير فالدولة ممكن تعمل ملفين فقط لا غير الدفاع والعلاقات الخارجية وحتى الاتجاهات الحديثة في الفكر المعاصر يوجد نقاش يفضي إلى أن الدولة ليست حلاً وإنما مشكلة فكلما تفككت تؤول إلى الصفر كما ذكر كارل ماركس لأن نظرية النظام العام هي تمدد الدولة حتى في أخلاق الناس تحدد للناس كيف يلبسون وهذا غير صحيح وهو ما جلب مفردة الإسلام السياسي فلماذا لا يكون إسلاماً اجتماعياً أو ثقافياً وإذا كان الإسلام السياسي هو أداة القهر عن طريق الدولة فالنتيجة تساوي سقوط كل الفكرة وتوابعها متزامنة مع سقوط الدولة، وعمرها الدولة ما كان عندها أثر إيجابي في الإسلام وتجربة النبي لا يقاس عليها وللأمانة حتى الإسلاميين أنفسهم ليس لديهم توصيف متفق عليه في الدولة.

    *إذا انتقلنا من العام إلى الخاص البعض يقلل من قدرة سائحون على الصمود وخلق التغيير نسبة لأن عضويتها منقسمة بين الوطني والشعبي وتلك أجندة مغايرة؟
    ـ ما حدث أن الجميع متفق مع الخطوط العامة لفكرة سائحون الداعية للإصلاح الداخلي والعام، وبالمقابل كل شخص منا يحترم التقديرات الذاتية للجميع، ولو سائحون رأت خروج مظاهرة فكل من ينتمي اليها ملزم إذا كان وطنياً أو غيره و..
    * لكن في مرات خروجكم واستشهد بالوقفة أمام البرلمان كان العدد قليلاً للغاية؟
    ـ هي الوقفات في كثير من الأحيان مقصود منها أنها تكون تعبيراً رمزياً ليس إلا فوجود بعض الكوادر وواحد من السائحون يخاطب المنصة كدا بتكون الرسالة وصلت، لأن المظاهرة تتطلب أعداداً كبيرةً نسبة لاحتمال المصادمات مثلاً ولدينا الوضع مغاير.

    *الوثيقة الثانية لسائحون مختصة بالحركة الإسلامية ألا تعتقد أن المشاكل التي تحيط بالسودان بداية بلقمة العيش وليس نهاية بالأمن أكبر وأهم من مصير الحركة الإسلامية أياً كان؟
    ـ اهتمامنا بالحركة الإسلامية ليس نابعاً من انتمائنا لها ولكن دلائل الواقع تقول إن الحركة حكمت السودان ربع قرن من الزمان وأثرت على الأسواق والأذواق ولو الشخص عاوز يفكر في المسألة السودانية مستحيل يقول طلعوها برا وخلوني أفكر فحتى الغرب عندما يفكر في السودان واحدة من أبرز وأهم المفردات الحركة الإسلامية و..

    *في أكثر من حوار أجريته مع سياسيين معارضين كانوا يرددون أن الغرب هو الداعم لاستمرار الإسلاميين في السودان الآن شهد شاهد ...؟
    ـ الغرب بيفكر بطريقة غير موضوعية وبفتش مصالحه ممكن يكره الإسلاميين لكن تقديره بأنها مجموعة لها فاعلية في الأرض بتجعله يتعاطى معها و..
    *وربما تحقيق بعض أهدافه عن طريقها؟
    (مبتسماً) ما بنقدر نقول كدا، لكن الداير أقوله إن الغرب لديه وحدات مختصة بدراسة الإسلام السياسي وأكثر موضوع للدراسات العليا هو الإسلام السياسي هذا هو المطلوب في جامعات الغرب الآن، ومراكز المخابرات لديها بحوث في هذه الظاهرة أصبحت نشطة وأكثر فعالية بعد الربيع العربي.

    *سائحون نشأت في 2010م لأجل الشفافية وعدم الانتصار للذات.. بصراحة كيف تفكر في تحالف الغرب وانحيازه للإسلام السياسي سواء أن كان حاكماً أو مخلوعاً كما في التجربة المصرية والسودانية؟
    ـ إذا كانت إشارتك إلى التجربة السودانية متعلقة بانفصال الجنوب فأعتقد أنها غير صحيحة، وكما ذكر التجاني عبدالقادر نحن وحدويون وانفصل الجنوب، وتقديرنا أن الوحدة أنفع للطرفين، لكن الدولة ليست منزلة هي تقدير بشري وإذا الناس ما اتفقت من حقهم البقاء أو الذهاب ومن البداية كتب الأفندي أنه من الاستحالة بمكان أن تقهر الناس على الوحدة وأعتقد أن فترة الستة أعوام لم تستثمر بشكل جيد في إرسال رسائل تطمينية بحرص الشمال على الوحدة من خلال مشروعات التنمية في الجنوب.

    *واحدة من أبرز الأشياء التي تدعم عدم جماهيرية سائحون أنهم في الأصل (مجموعة مقاتلة) وأثبتت التجارب أن الدواس ما بحل مشكلة؟
    السائحون في الأصل ما عسكر متخصصين، بل مجموعة من الشباب أغلبهم جاءوا من أعرق الجامعات السودانية أطباء ومهندسين وأدباء ومفكرين ومناطق العمليات ما كان كلها قتال، أنا مشيت ممكن تقعد ثلاثة أشهر في دوريات مراقبة فقط والقتال لا يتجاوز ست ساعات جملة وكانت هنالك حلقات التلاوة والشعر وجلسات الاستماع والحوارات الفكرية وكانت هذه المجموعة تذهب إلى القرى المجاورة وتعمل على قضاء حوائج الناس حسب استطاعتهم وعمل نفير لبناء فصول المدارس أو غرفة كشف في مركز صحي وهكذا ما قاموا به إنسانياً وأخلاقياً عمل نبيل بالإضافة إلى أن ما حوته وثائقنا الحالية أن الحل عن طريق البندقية غير مجدٍ وغير صائب فالفكر الحالي الذي تحمله هؤلاء لا للإقصاء ولا للاقتتال لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع.

    *البعض يشكك في مقدرة الداخل الإسلامي في إيجاد حل لمشاكل السودان ولقضايا الفساد وغيرها والاستشهاد دوماً يكون بالسائحين والألف أخ؟
    ـ مذكرة الألف أخ كنت جزءاً منها وسائحون هي امتداد لهذه المذكرة ولم يكن أحد يتوقع تمددها أكثر كما حدث في السائحون لتصبح مجموعة ضغط، وانحصرت مهمة المذكرة في الحشد لإعلام القيادة بالاعتراض على المواقف المعروفة لدى الجميع وأن هنالك مجموعة رافضة ويمكنها الذهاب لما هو أكثر من ذلك.. الأمر الثاني أنها كانت معالجة داخلية لكن السائحون أوجدت انفتاحاً بأنها نظرت إلى قضية السودان واتصلت بأحزاب وكيانات وتأثيرها كان أكبر من المذكرة وأي خط يذهب في المطالبة بالإصلاح، فللسائحون فيه أجر المبادأة وإرساء السنة الحسنة كما ذكر دكتور حسن مكي.

    *الحركة الوطنية للتغيير اتسمت بأنها وجود نخبوي يفكر بصوت مرتفع في مشاكل السودان هذا هو التنظيم الذي تنتمي إليه أولاً كيف تعرف تنظيمك الآخر (السائحون) لا زالت منصة غير منتمية للمجتمع كلية وغير مشكلة لحزب سياسي مستقل؟
    ـ نحن ذهبنا أكثر من ذلك جلسنا مع الأحزاب لصياغة وثيقة سياسية مشتركة وتعاملنا مع الأحزاب بصفتنا تيار سياسي ضاغط لخلق إصلاح وكما هو معروف العمل السياسي قائم على وجود حزب أو مجموعات ضغط وفي الغرب الأحزاب أقوى فعالية من مجموعات الضغط فقضية مثل دارفور أثرت فيها مجموعات الضغط و..

    *ذكرت في هذا العدد الحوار كلمة واحدة بوتيرة متزايدة (الضغط) ما هي أدواتكم التي تضغطون بها على الوطني ليوافق على الإصلاح؟
    ـ نحن لدينا مقدرة على التأثير على القواعد هنالك مجموعة صغيرة (قاعدة فوق) لديها مصالح (وعاجبها) استمرار الأوضاع كما هي عليه للمحافظة على مكتسباتها التي حصلت عليها على مدى (25 سنة وعلى مدار التاريخ أي حركة إصلاح لديها مناوئين، لكن غالب الناس مع الإصلاح والشاهد أن وثائقنا ما ذهبنا بها إلى أي مجمع إسلامي إلا ووجدت التأمين من الحضور و..

    *بالإضافة إلى جلسات عرض وثائقكم للإسلاميين والتأمين عليها ما هي كروت الضغط الأخرى (إن وجدت)؟
    ـ نحن كونا مجموعات ضغط داخل الوطني وائتلفنا من أجل مجئ د. غازي أميناً عاماً للحركة الإسلامية والمسألة أخافت البعض جداً وكانت معركة مشهورة والسائحون كانوا وجوداً داخل المؤتمر بصورة بارزة والدولة أحست بالخطر وعملت على إقصاء غازي.

    • إذا كان هنالك دعم لدكتور غازي منذ وجوده في أروقة الوطني وتمتعه بكامل المخصصات الدستورية، لماذا لم يأتلف مع (السائحون) عند خروجه أو العكس؟
    ـ والله نحن لم ننضم لأن تحولنا لحزب هذه مسألة تقررها القواعد نحن كقيادة ما عندنا دخل بها وعموماً نحن ما عندنا إشكالات كبيرة مع غازي، نحن قعدنا معاه وحضرنا لقاءاته وآزرناه وهنالك مجموعة من السائحون كانت في الوطني وانتمت الى د. غازي والوثائق التي قدمها قمت بمناقشتها.

    *الدعوة الى الإصلاح والتغيير واحدة والمسميات عدة داخل الإسلاميين منها (السائحون) والحركة الوطنية للتغيير والإصلاح الآن.. ماذا يميز السائحون؟
    ـ طبعاً أنا منتمٍ الى الحركة الوطنية للإصلاح وجزء من المؤسسين وهي منبر سياسي نخبوي ولجت إلى السياسة من باب المراجعات الفكرية وأنا على المستوى الشخصي أجده في هذا السبيل والنمط في الاهتمام بالشأن العام، لكن السائحون منبر عام والحديث عن الأفكار جزء من حيثياته وغازي مشابه للسائحين بدرجة ما وعموماً لا يوجد تقاطع.
    *في سائحون كيف تنظرون للتعديلات الوزارية الأخيرة بين الاستجابة للتغيير وظلال المناورات؟
    ـ والله أنا شخصياً أرجو ألا تكون مناورة، لكن في المقابل إذا قبلت أي شئ جملة واحدة هذا ضد إعادة البصر كرتين، لكن ثمنها في سائحون بالذات أن التغيير طال شخصيات كبيرة وغير متوقعة، لكن في ذات الوقت ليس هذا هو الحد الأقصى فإبدال الأشخاص لا يعني التغيير، فالأمر يجب أن يطال الفكرة والسياسات ثم الأشخاص، وما دعونا له في خطوات التغيير هو مسألة الحكومة القومية كواحدة من أهم لبنات التغيير لتمثل كل ألوان الطيف السياسي الموجود في السودان وحسب نسبه وحتى المجموعات المحاربة ولابد من وجود خطوات تطمينية متعلقة بقانون الأمن وإطلاق الحريات الصحفية والعمل السياسي وكل القوانين.

    *مسألة تحجيم الحريات ومبدأ إقصاء المخالف كانت أكثر شراسة في بداية التسعينيات، لماذا في هذا التوقيت بالذات لقول كلمة لا؟
    ـ طبعاً عن قانون الأمن وتعديلاته هنالك من اعترض باكراً، وأنا رأيي أن جهاز الأمن ليس من حقه الاعتقال نهائياً فهو جهاز معلومات ليس إلا وملف الأمن الداخلي كان تابعاً للبوليس السياسي في زمن الأزهري وعبود، وكان تحت رقابة النائب العام والقضاء وإذا كانت هذه الرؤية مثالية دعونا نحدد فترة الاعتقال على أقل تقدير، وكلمة لا قيلت منذ 95 مثلاً التجاني عبدالقادر اتكلم والطيب زين العابدين من البداية كان عنده موقف وحتى اتفاقية السلام كانت هنالك تيارات رافضة لثنائيتها فتم الاحتيال بذكاء وكونت لجنة استشارية من الحاج وراق ومحجوب محمد صالح.. صحيح الحاج اعتذر لكن الأستاذ محجوب محمد صالح وآمال عباس كانوا موجودين وهنالك مجموعات رفضت استلام أي مواقع في الدولة مثل بروف حسن مكي منذ 1992م وبعدها حفظ مسافة بينه والدولة والتنظيم ود. حسن الترابي كانت لديه مجاهدات مناوئة و..

    *د. الترابي هو عراب هذه التجربة برمتها وأثناء وجوده نفذ إعدام فقط لأن شاباً تاجراً في الدولار، وقتل 28 ضابطاً لأن الشكوك حامت حول نيتهم في إعادة ما فعلته الإنقاذ كي تتقلد السلطة؟
    هو صحيح كقائد مسؤول لا أنزع عنه المسؤولية، لكن كثير من القضايا كان لديه رأي إيجابي ويحسب له في المؤتمر الذي عقد لشورى الحركة الإسلامية إبان التوالي السياسي ذهب لمسافة بعيدة في الحريات ورفض إقصاء الناس وقال في المنصة إذا تقديركم أن رؤيتي غير صحيحة فأرجو إعفائي من منصب الأمين العام، وكثير من القيادات صوتت لصالح الحريات فقط لأن الترابي هدد بالاستقالة، وهنالك رموز في الوطني تسجل له هذه الشهادة.

    *ما تقول به منافٍ لإفادات مهمة منها ما ذكره الطيب زين العابدين في أن الترابي قام بإقصاء قائد التنظيم في الجيش وأبدله بالبشير الذي توسم فيه الولاء والطاعة المطلقين، فشخص يود السيطرة على كل شئ كيف يطلق الحريات؟
    ـ هو طبعاً الرئيس في أي تنظيم أيدلوجي يفترض أن يكون الرئيس تحت إمرة التنظيم كل الأحزاب التي حكمت في العالم حتى الحزب الشيوعي لا يوجد تنظيم يأتي برئيس ليقوم بعمل خارج التفكير الحزبي، لكن هل الترابي كان حريصاً على الولاء والطاعة لأجله هو شخصياً أم لأجل البرنامج.

    *ما قدمته الحركة الإسلامية طوال ربع قرن كان لأجل مصلحة التنظيم أم الوطن واحدة من أبرز إشكالات الإسلام السياسي أن خدمة التنظيم تعلو خدمة الوطن والتأثر بغزة أكثر من إنسان دارفور مثلاً؟
    ـ العصبية الحزبية واحدة من أشد أمراض وأعراض الحزبية في السودان وللأمانة إذا كان الإسلاميون أو غيرهم مصابون بهذا البلاء وفترة طويلة مصلحة الحزب كانت تعلو مصلحة الوطن أقرب مثال (مثلث حمدي)، ففي لقاء صحفي معه ذكر أن هذه الورقة قدمها وفقاً لطلب الحزب بتقديم خطة تخدم مصلحة الحزب وقائمة بالأساس على تنمية وتعمير المناطق الجغرافية التي تصوت للحزب في الانتخابات، والأستاذ الزبير محمد الحسن رفض تمويل هذه الخطة وقال أنا وزير مالية للسودان كله والناس البصوتوا للمؤتمر الوطني، وصحيح أن الإسلاميين انفعالهم مع القضايا الأممية أعلى من الداخلية وتلقى الواحد منفعلاً بالبوسنة أكثر من دارفور وفي رأيي يجب تخفيف العلاقات الخارجية من الحمولة الأيدلوجية.

    *الكثير من المراقبين يرى أنه انتهى أوان الإسلام السياسي بعد سقوط التجربة المصرية وفشل الليبية وإخفاقات التجارب الأخرى؟
    ـ هنالك خلل كبير أدى إلى السقوط في بعض التجارب والترنح في أخرى لذا نحن ندعو الى مؤتمرات لمناقشة جذور الفكرة نفسها، فهل كانت صحيحة أم لا فقناعتي الشخصية أن تجربة الإسلام السياسي هي انحراف لمدرسة الإصلاح التي بدأها محمد عبده والإصلاح لا يعتبر الدولة هدفاً مركزياً وإنما يعول على الفكر والاجتماع حتى الدستور الإسلامي نفسه هل هو الشغل الشاغل مثلاً أم إن هنالك قضايا اجتماعية أولى مثل الفقر والعدالة الاجتماعية أعلى قيمة من تطبيق الشريعة والحرية أفضل من دولة مظهرية اسمها الدولة الإسلامية وهذه مسائل تحتاج لمراجعات ولدينا في سائحون ندوات راتبة يتحدث فيها (قرشي عوض) الأمين العام السابق لحركة حق وقدمت ورقة عن الإسلام السياسي فيها رؤى مغايرة للسائد الآن.

    *في حديثك ظلال قوية (لليسار الإسلامي) الداعي للعدالة الاجتماعية مثل سيد قطب؟
    ـ حكاية اليسار الإسلامي دي (ابتسم وأردف) خلينا نقول هنالك مجموعات أصبحت متأثرة باليسار الإسلامي والإسلاميين التقدميين وقرأوا كتابات اليسار بشكل مختلف ولم يبحثوا عن ماركس الذي كفر، بل عن الرجل الذي قدم إسهاماً في التجربة البشرية، ومعجب بجيفارا الذي حمل بندقيته ورهن حياته لأجل تحرير شعب دون أن تجمعه به أي صلة عرقية، فالانحياز للفقراء والبسطاء والمساكين هو أساس الدين الإسلامي، ونسخة الإسلام الحالية سادت منذ عهد بني أمية إسلام (أبكي من خشية الله وقيم الليل)، لكن الإسلام الصاح هو تفقد المحتاجين والإسلام البعزل الزول في متر مربع إسلام ما عنده قيمة، وعندما جاء أبو سفيان لنبي الله الكريم وطلب إقامة مجلس مختلف بلغة هذا العصر (VIP) فالرسول الكريم كان راغباً لإدخالهم في الإسلام فمال لقولهم فأنزل الله من فوق سبعة سموات (ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) فالانحياز بالأساس إلى الفقراء والبسطاء الكادحين.

    * ما هي علاقة سائحون (بود إبراهيم) فكنتم جزء من مبادةر إطلاق سراحه وحضوراً في صيوان الاحتفال؟
    ـ ود إبراهيم كان لديه رأي في الكثير مما آلت اليه الأمور وأعتقد أن وجوده في المؤسسة العسكرية هو ما دفعه إلى الصمت لكنه كان يتحدث الى قيادات وحوله مجموعة ساخطة مما آل إليه حال المؤسسة العسكرية بصورة خاصة ومما جرى في البلد بصورة عامة والسائحون لديهم علاقة تأريخية وجدانية معه لأن بعضهم جاهد تحت قيادته، وعندما اعتقل كانت رؤيتنا محاكمته وفق القانون مع قناعتنا الكاملة بأن التغيير بالانقلاب هو سبب مشكلة السودان الراهنة ودعونا أن يحفظ له ما قام به من مجاهدات ومواقف رجولية وذهبت مجموعة إلى الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة لأن الحق ملكه وكل الأطراف التي تحركت أسهمت في الدفع بها سائحون كذلك قضية يوسف لبس ما دفعه للإشادة بدور السائحين في كل لقاءاته الصحفية.

    *ما هو مستقبل السائحون؟
    ـ نحن بصدد إصدار المزيد من الوثائق في الإصلاح والنهضة.

    *نفس الاسم السابق لحزب غازي؟
    ـ ما نحن مشينا وقلنا ليهو دا اسمنا وكدا وقام بتغيير اسم الحزب بناءً على ذلك و..

    *الأستاذ محمود الجمل مسؤول الإعلام في حزب غازي زودني برسالة هاتفية مفادها أن مجموعة داخل الحزب رأت ضرورة تغيير اسم الحزب وتحت إصرارهم تم التحويل الى الإصلاح الآن؟!
    ـ أنا شخصياً قابلت غازي صلاح الدين وأبلغته اعتراضي على الاسم الذي أعلنوه صباحاً وقابلته مساءً وكان رده بأنه اعتبر أن الاسم متعلق بالوثيقة الفكرية فقط وليس بالكيان ورددت بأن هذا الأمر سبب لنا حرجاً مع مجموعتنا وشُن عليه هجمم من أعضاء السائحين، فكان رده أن هذا الاسم أجازته المؤسسات الشورية فطلبنا منه إعادة دعوة المؤسسات الشورية مرة أخرى فوعدنا واجتمع بمؤسساته وتجاوزوا عن الاسم وشكرنا دكتور غازي على خطواته، أما مستقبل سائحون فستعقد لقاءات لعدد من قياداتنا تناقش فيه مشاكل السودان وستنزل الى القواعد ونكون المستقبل بالشورى إذا كان الرأي عند إقامة حزب أو الانضواء والائتلاف مع حزب، فالأمر يحسم بغالب الشورى.

    *شكراً جزيلاً لوقتك
    ـ مشكورة جزاك الله خيراً.
    الجريدة


    -----------------------------
    القيادي بحركة الإصلاح الآن د. أسامة توفيق لـ «الإنتباهة»:



    نشر بتاريخ الثلاثاء, 07 كانون2/يناير 2014 09:58
    حوار: أحلام صالح


    على مدى تاريخ البشرية عامة وتاريخ السودان خاصة لم تتوقف يوماً الحركات الإصلاحية التجديدية ولم تكبل اللوائح أو القوانين الجامدة دعاة الإصلاح والوطنية السامية.. وكما يعرف العلماء الإنسان بأنه كائن مدني، بمعنى أنه قابل للتغيير والإحلال والإبدال والتوق دوماً للأفضل، وفق هذه المعايير ما رصيد حركاتنا وتنظيماتنا الإصلاحية بالسودان.. هل هي فقط تجيد لغة المذكرات الداخلية والانسلاخات الخارجية وتكوين تنظيمات موازية لتلك التي انسلخت منها.. هل تجيد ذلك فقط أم هي على قدر تحمل المسؤولية التاريخية الإصلاحية. حركة الإصلاح الآن بقيادة دكتور غازي صلاح الدين ودكتور رزق وأسامة وغيرهم، هذه الحركة هل تصمد في وجه العاصفة وتنجح في مشروعها.. وهل ثمة علاقة بينها وبين (المؤتمر الشعبي) أم مجرد تقارب في الأفكار.. وما هي فلسفة الانتقال الاسمي والتنظيمي وما التغيير المرتقب.. وما هي انعكاسات التعديلات بالمناحي السيادية بالدولة في نظر الإصلاحيين. وما قصة (الحاءات الثلاث) (حركة + حكومة + حزب) ودورها فيما يحدث بالبلاد. و وهل حزب الإصلاح الآن انتهازي استغل توقيت المشكلات بالبلاد للإعلان عن مولده. و ما وجه الشبه بين حلم (مارتن لوثر) والإصلاحيين الآن. وما هو الحد الأدنى للثوابت الذي يقصدونه.. وهل إذا تحقق مع (المؤتمر الوطني) يمكن العودة إليه. و كل ذلك في حوارنا مع الدكتور أسامة توفيق القيادي بحركة (الإصلاح الآن) فإلى مضابط الحوار..



    > ما هي فلسفة الانتقال في الاسم من (الحراك الإصلاحي) إلى (حركة الإصلاح الآن) ما الجديد الذي يضيفه التغيير؟


    < اسم (الحراك الإصلاحي) هو اسم التيار الذي كنا نتحرك به داخل المؤتمر الوطني، فلما خرجنا على المؤتمر الوطني كان لزاماً علينا أن نغير الاسم بحيث لا نُنسب إلى المؤتمر الوطني ونكون إضافة لمجموع الشعب السوداني، لذلك فنحن نقول دوماً إننا لا نستهدف عضوًا في المؤتمر الوطني أو الشعبي أو أي حزب من الأحزاب، وإنما نستهدف مجموع الشعب السوداني وأكثر من (80%) من أبناء الشعب السوداني غير المنضمين لأي أحزاب.

    > ما الذي تقصدونه بالضبط من استصحاب هذا الثلاثي (حركة + إصلاح + آن)؟


    < أسميناها حركة الإصلاح الآن، حيث قصدنا بحركة فعل (ديناميكي) أي دائم التفاعل مع الأشياء بالحركة نحوها، أي فعل متحرك دوماً ولا سكون فيه، ويواكب التغيرات التي تستجد على الساحة السياسية وغيرها بالسودان، وكلمة إصلاح معناها معروف فهي تعني إصلاح شامل للذات والأسرة والمجتمع والدولة... إلخ، أما كلمة الآن فهي الكلمة المحورية لنشاطنا، فهي تعني الأوضاع الحالية التي نلمسها ونحس بها بالسودان وتحتاج لاهتمام ومعالجة، فالسودان الآن يمر ومقبل على مرحلة خطيرة للغاية، فنحن في مرحلة نكون أو لا نكون، فالوضع الراهن بالبلاد لا يحتمل أن نرجئ عملية الإصلاح إلى الغد، وقد اخترنا تغيير (الآن) لأنه أوقع وأدق من تعبير (اليوم)، فاليوم مداه الزمني (24) ساعة فقط أما (الآن) فمداه رحب ومتسع بلا حدود أو قيود.


    > يتهمونكم بأنكم لحظيون تقتاتون من الأحداث الآنية الراهنة لتبنوا تنظيمكم؟


    < هذا ليس صحيحاً، فنحن لسنا لحظيين نتعامل بالاستفزاز وردود الفعل، نحن نناضل ونحاول الإصلاح داخل المؤتمر الوطني منذ (13) عاماً عبر المذكرات الإصلاحية التقويمية، ولكن لا حياة لمن تنادي، وكانت (القشة التي قصمت ظهر البعير) هي الرسالة المفتوحة التي وجهناها عبر (النت) والوسائل الإعلامية للسيد رئيس الجمهورية عمر البشير وهي رسالة احتجاجية على زيادات الأسعار والضائقة الاقتصادية والنتائج التي نتجت وردود الأفعال والمظاهرات وطالبنا بالتحقيق الفوري في ذلك وتعويض أسر الضحايا من قبل الدولة، وقد أرسلنا الرسالة للرئيس مخافة انهيار البلاد وقصدنا البت الفوري والسريع في الأمر، وليس التجاوز المؤسسي كما صرح البعض، فسلامة البلاد والعباد حينها كانت أهم من القيود المؤسسية واللوائح الجامدة، ولهذا تحررنا من فكاكها وصرنا طلقاء أحراراً في فضاء ورحاب الوطن.


    > وماذا أنتم فاعلون أيها حيال مهمة الإصلاح التي تعهدتم بها كيف ومتى ذلك؟


    < نعتقد أن الإصلاح يجب أن يتم الآن، لأن حجم المتغيرات بالبلاد يستلزم ضرورة ذلك، فالبلاد تمر بأزمات شتى نلخصها في ثلاث مجموعات كالآتي:
    > أولاً الظروف الأمنية:
    < فالآن هناك عشر ولايات الأوضاع الأمنية فيها غير مستقرة، خمس بدارفور وثلاث بكردفان وولاية النيل الأزرق وكسلا، فولاية كسلا نطالع أخباراً عن كشف معمل تصنيع متفجرات بكسلا، فهذا وضع أمني خطير لا يحتمل التأجيل إلى غدٍ بل يجب حسمه (الآن).
    ـ المجموعة الثانية للأزمات هي الضائقة الاقتصادية:
    ـ فالدولار الآن زاد على (8) آلاف بجانب أزمة الوقود والخبز والمعيشة عموماً.
    ـ المجموعة الثالثة للأزمات هي:
    العلاقات الدولية للسودان، فلم يمر خلال تاريخه الطويل لهذه الدرجة الكبيرة من التأزم في علاقاته الدولية كما هو الآن، لذلك نعتقد أن الثلاث أزمات هذه إذا لم يتم التعامل معها بجدية وبسرعة وحسم وبشكل توافقي وطني أو سيكون الطوفان، فكلمة الآن تربطها علاقة وطيدة ومباشرة بالوضع العصيب الذي تمر به البلاد حالياً.
    > عفواً ولكنكم على حد قول (المؤتمر الوطني) قد سلكتم الطريق الخطأ للإصلاح وخالفتم المؤسسية فهل غاية الإصلاح عندكم تبرر وسيلته؟
    < أين هي هذه المؤسسية واللوائح التي خالفناها؟ فهي أصلاً معدومة وغير متوفرة، فعدم المؤسسية هو الذي أخرجنا من المؤتمر الوطني، قلنا إن المكتب القيادي مجلس شورى، ولكن للأسف كل مؤسسات المؤتمر الوطني أصبحت مؤسسات (تمرِّر ولا تقرِّر).

    > وهل مصطلحكم (يمرر ولا يقرر) ينطبق على (البرلمان) الذي ثارت فيه عاصفة مؤخراً انتهت باستقالة رئيسه؟

    < صحيح، هذا الأمر ينطبق على البرلمان من خلال الأغلبية الميكانيكية، فهو أيضاً (يمرر ولا يقرر)، فالبرلمان طوال دوراته لم ينقض يوماً قراراً واحداً أو يؤثر تأثيراً جذرياً على بعض القوانين، فالرئيس الأمريكي أوباما عندما أراد ضرب سوريا واستعمال السلاح الكيماوي وحشد البوارج الحربية، فالكونجرس الأمريكي رفض ذلك بقوة، ومجلسنا الوطني (الموقر) (البرلمان) لم يرفض، فكل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والتنظيمية الآن (تمرر ولا تقرر)، والخلل الحادث الآن في بعض بنود اتفاقية (نيفاشا) (2005م) سببه هذه السياسة، لأن المجلس الوطني آنذاك طلب منه أن يجيزها دون حذف أو تعديل أو إضافة أي شيء إليها، وكذلك فشل المجلس (البرلمان) في تعديل أو إلغاء المادة الخاصة بمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية.

    > ما هي نظرتكم المستقبلية للبلاد والعباد وتنظيمكم؟

    < النظرة المستقبلية لنا تستهدف الإنسان فهو محور الإصلاح الرئيسي ومادته وأداته، وكذلك نستهدف الوطن ووحدته والحفاظ على هُويته وسلامته بالأمن والتنمية المتكاملة، واعتماد الحوار طريقاً للوصول إلى التوافق الوطني الشامل الدائم دون اعتبارات جزئية نوعية أو طبقية أو قبلية... إلخ.

    > وكيف يتأتى ذلك والبلاد بها تباين كبير ومساحات ومناطق شاسعة هل يسع برنامجكم الوليد كل ذلك؟


    < يتأتى ذلك بإتاحة الحرية وتحقيق العدل لأنهما أساس البناء الوطني الراسخ، وأن تكون المواطنة هي المعيار الأول للحقوق والواجبات، وهذا يستلزم قومية مؤسسات الدولة وأجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وكفاءتها وحيادها بحيث لا تصبح الدولة ملكاً لفئة بعينها، وكذلك ترسيخ مبدأ الشورى بإنفاذ الإرادة الشعبية في تكوين أجهزة الدولة ومحاسبتها، واعتماد مبدأ التوازن واللا مركزية في السياسات الاقتصادية والتمثيل السياسي لترسيخ العدالة الاجتماعية ومعالجة خلل التوازن في الفرص.


    > مسألة الهوية السودانية بكل تضاريسها وتقاطعاتها كيف وضعتموها باعتبارها جوهر الإصلاح؟

    < حسمنا مسألة الهوية بحيث تستوعب التنوع الثقافي والفكري وتكون هوية وطنية وإسلامية مستصحبة التوافق الوطني والتفاعل مع المحيط الإقليمي والعالم الخارجي.


    > ما هي المعايير والشروط للانضمام إليكم.. وهل تقبلون الجميع على إطلاقهم؟


    < الحركة عضويتها مفتوحة للجميع بدءاً من الواقفين على الرصيف الذين لا حزب لهم، أو أي قوى أخرى تريد الانضمام إلينا، على أن يكون بيننا وبين من يريد الانضمام توافق في الممارسة والتطبيق، فنحن نطرح الاتفاق على الحد الأدنى للثوابت، بالنسبة للدين لا نريد أن نتاجر به، بل نريد الحد الأدنى الذي يستند إلى أرضية السودانيين وجذورهم الإسلامية من ناحية عقدية فقط دون انتمائهم لأي تنظيم سياسي، فلا يخلو شارع أو حي من جامع أو خلوة أو زاوية... إلخ. بيوت اللَّه، فالإسلام أصلاً متجذر في الشخصية السودانية، والتدين الشخصي له إفرازات، فهذا الدين الإسلامي ينعكس على المجتمع سلوكاً وفكراً وممارسات إسلامية.

    > حركتكم (الإصلاح الآن) تضم داخلها تيارات غير إسلامية (يسارية) ألا يؤثر ذلك عليكم كإسلاميين ويشكك في علمنة تنظيمكم؟!


    < الشعب السوداني بطبيعته شعب مسلم، وإن كنت أنا (أسامة) ورفاقي إسلامنا سياسياً، فأرض السودان تزخر بالعلماء والمسلمين فشيخ عبد الحي يوسف وشيخ علي بيتاي في همشكوريب وشيخ الفادني بمنطقة ود الفادني بشرق النيل نجد فيهم من هو أفقه ديناً، ولكن كلنا مسلمون ونصلي ونصوم ونحافظ على القيم النبيلة والسامية ونصون ديننا الإسلامي ووطننا وأنفسنا، وحتى هؤلاء اليساريون هم سودانيون مسلمون أباً عن جد.


    > مصطلح (الجماعة) ارتبط بالإسلاميين أكثر من غيرهم ولكنه معنى جامع لكل التيارات فهل هذا المفهوم ينطبق عليكم ويبرئكم من تهمة (العلمنة)؟

    < كلمة (الجماعة) لا تعني فقط الجبهة الإسلامية أو الإخوان المسلمين أو جماعة أنصار السنة، وإنما تعني مجموع المواطنين السودانيين الصالحين المؤهلين لحكم أنفسهم وبلدهم، فنسبة (98%) بالسودان مسلمون، وحتى الأحزاب السياسية غير الحركة الإسلامية جذورها إسلامية وبها مكون ديني رئيسي وجزء لا يتجزأ منها، فالاتحاديون بهم طائفة (الختمية) الدينية والأمة بهم طائفة (الأنصار) الدينية.

    > هل هذا يعني أنكم ستركزون على الطوائف الدينية داخل الأحزاب السياسية الكبرى بالبلاد؟


    < لا نعتمد على طائفة صغيرة بل مجموع الشعب السوداني، بحيث لا تكون هناك عنصرية أو جهوية أو قبلية، فهذه من المحرمات بتاتاً داخل حركتنا.


    > هل أنتم واثقون من نجاحكم في تقديم الأنموذج الإسلامي والوطني المطلوب حالياً ومستقبلياً؟

    < في المرحلة التأسيسية قدمنا حركتنا الإصلاحية بقيادة الدكتور غازي صلاح الدين حتى نحقق النموذج المثالي المطلوب الذي نصل من خلاله إلى أهدافنا، وما الذي يمنعنا من تحقيقها ما دمنا نسعى لذلك بأمل وعزم وجدية، ففي الخمسينيات من القرن الماضي قال القائد الزنجي المناهض للعنصرية (مارتن لوثر) (I HAVA DREAM) ومعناها (لدي حلم)، وقد كان حلم الرجل المساواة في التعامل بين البيض والسود بحيث يركبون في بص واحد ويأكلون في مطعم واحد ويقرأون في مدرسة واحدة، وقد دفع (مارتن) حياته ثمناً لحلمه وشعاره الذي يرفعه فمات برصاصة في رأسه، ولكنه حقق حلمه، فبعد وفاته بأكثر من (60) عاماً لم يكن الرجل يدري أن يحكم أمريكا رجل زنجي هو (باراك أوباما)، ما الذي يمنعنا أن نحلم أن يكون رئيس السودان القادم بكفاءته لا بقبيلته أو جهته أو حزبه أي لا تكون هناك محسوبية في الاختيار، فالرسول صلى اللَّه عليه وسلم قال: (دعوها فإنها منتنة) ـ يقصد القبلية ـ.

    > وماذا عن مجموعة (السائحون) ما موقعها من (الإعراب) داخل حركتكم.. ولماذا هي مذبذبة بين هذا وذاك رغم أنها تتوق للإصلاح؟

    < (سائحون) شريحة مجاهدين إسلاميين ولهم تنظيمهم الخاص، ولكن هذا لا يمنع أن تكون بيننا توافقات ومشتركات حول القضايا الوطنية والإصلاح، وحركتنا تضم ممثلين منهم ولكن بصفتهم الفردية.
    > ما هو طرحكم إذاً؟ هل أنتم بديل قادم أم مصلح حادب أم خارج غاضب؟
    < الحركة تطرح نفسها كبديل شرعي وفق الدستور ومبدأ التداول السلمي للسلطة، فهي تضم داخلها كل التيارات السياسية وقوى المجتمع المدني على اختلافها، فالحركة ولدت بأسنانها وبنيانها المكتمل سياسياً واجتماعياً وفكرياً واقتصادياً وجماهيرياً.
    > معنى هذا انكم مستعدون لخوض الانتخابات القادمة؟
    < بإذن الله سنخوض الانتخابات العامة القادمة بثقة في النجاح من أجل الجماهير قبل أنفسنا، فالإقبال على الحركة فاق التوقعات، وسوف نضع ضوابط قوية وصارمة تضمن سلامة حركتنا وألا تتسلل إليها جرثومة الفساد التي طالت كثيراً من أحزابنا وتنظيماتنا التي وُلدت سليمة ثم تلوثت بعوامل شتى ومآرب خاصة.
    > البعض كان يظن أنكم قبل تكوين تنظيمكم «الجديد» ستنضمون لحزب الدكتور «الترابي» المؤتمر الشعبي» لعوامل مشتركة بينكم؟
    < الدكتور الترابي قامة سامقة من قامات الوطن وعالم جليل ومفكر نحترمه ونقدره، وله إسهاماته الفكرية بالبلاد الإسلامية والسودان، ونفتخر بشهادته الإيجابية التي شهدها في حق حركتنا الوليدة، ولكننا مصرون على استقلالنا ولن ننضم له أو لسواه، ولكن هذا لا يمنع التنسيق بيننا في المسائل الوطنية والإسلامية المشتركة، فنرحب بكل من يقدم خيراً للحركة في إطار الحد الأدنى للثوابت الوطنية.
    > حتى ولو كان هذا القادم والمقدم من «المؤتمر الوطني» الذي خالفتموه سابقاً وخرجتم عليه حالياً؟
    < حتى المؤتمر الوطني الذي خالفناه وخرجنا من تنظيمه إذا اتفق معنا على الحد الأدنى للثوابت الوطنية فسوف نضع يدنا في يده من أجل الوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية، فالوطن يعلو ولا يُعلى عليه.
    > ما دام لديكم هذا الفهم فهل نتوقع يوماً رجوعكم إلى «المؤتمر الوطني» إذا ما تحققت مطالبكم؟
    < الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حركتنا كان أول أمين عام للمؤتمر الوطني وجعله بمجهوداته المعروفة أكبر حزب بالبلاد، فلماذا يفترض رجوعنا ولا يفترض نجاحنا بقيادة «غازي» كما نجحنا من قبل» ولماذا نسعى نحن للآخرين ولا يسعون إلينا، ثم إن هذا الحديث افتراضي وسابق لأوانه وإذا حدث ما ذكرته فحينها لكل حدث حديث.
    > مؤخراً كثر من يرفعون شعار الإصلاح والتجديد بالبلاد فمن يصلح من ومن يرشد من وإلى أين يسير الوطن والمواطن؟
    < نؤمل مستقبلاً أن تنخرط القوات الإصلاحية باسم موحد في عمل جبهوي عريض وبرنامج إصلاحي وربما انتخابي موحد.
    > ألستم في عجلة من أمركم «وفي العجلة الندامة» تسرعتم بخروجكم من «المؤتمر الوطني» قبل إخراجكم والآن أنتم في منتصف الطريق؟
    < نحن كيان واحد ومجموعة واحدة، فإذا أصاب أحدنا مكروه أو ضيم نناصره جميعاً ونقف إلى جانبه، وهذا ما حدث، فقد قام المؤتمر الوطني عندما كنا معه بفصل عدد من مجموعة الحراك الإصلاحي على رأسهم الدكتور غازي صلاح الدين وحسن رزق، ونحن ما يمس إخواننا بالحراك من سوء يمسنا ويضيمنا لأننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ونحن لسنا في المنتصف بل كدنا نكمل المسيرة القاصدة.
    > التعديلات الأخيرة بالمناصب السيادية بالحكومة هل هي بوادر لإصلاح بالدولة؟
    < على كلٍ هي خطوة لها دلالاتها وتؤكد ما كنا ندعو إليه وهي ظاهرة «الكنكشة» بالمناصب السيادية بالدولة، ولكن هذه التعديلات غير كافية ولا تنقذ البلاد من الصعوبات التي تمر بها.
    > إذاً كيف تقيم ما حدث من تغييرات هيكلية بالدولة على مختلف الأصعدة والمناصب؟
    < ما حدث مجرد لعبة كراسي للاعبين لا يجيدون اللعب، فقد تغيرت الوجوه لشاغلي المناصب ولم تتغير السياسات وهذا هو المهم، فما حدث لا منهج له ولا خارطة طريق، فقط مجرد تغيير حسبنا أنه خطوة نحو الأحسن.
    > وما مصير البلاد في ظل ذلك الجذب والشد والتباين داخل الحكومة؟
    < البلاد الآن تحكمها الشمولية والحزب الشمولي الذي اندمج مع الدولة لتصبح الدولة هي الحزب والحزب هو الدولة، وهذا ما نسميه نحن «وحدة الحاءات الثلاثة» «الحركة والحزب والحكومة»؛ فهذه العناصر الثلاثة عندما تصير جسماً واحداً، فهذه هي بوادر الانهيار، لماذا؟! ؛ لأنه في هذه الحال السؤال المطروح من يحاسب من؟!، فليس ممكناً أن يكرس فرد واحد السلطات بيده فيكون في آن واحد حزبياً وحركياً ويمسك مقاليد الدولة ايضاً بيده.
    > الأحداث الدامية بدولة جنوب السودان.. ما رأيك بها؟
    < ندعو إخواننا المتحاربين بالجنوب لتغليب صوت العقل على صوت البارود، وما يحدث بالجنوب له تأثير مباشر على دول الجوار وخاصة السودان ، فأي اضطراب أمني بالجنوب سنكتوي نحن بناره بالسودان.
                  

01-07-2014, 08:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    عن صلاح قوش ومستقبله السياسي؟! محمد وقيع الله
    2014-01-06 17:17:00
    حجم الخط: Decrease font Enlarge font

    محمد وقيع الله
    محمد وقيع الله


    قدم الأستاذ الفريق أول متقاعد صلاح عبد الله قوش تفسيرا معقولا لكلامه - الذي رُوي على لسان الصادق المهدي - بما يمكن أن تقبله الأذهان.
    وبما يمكن أن يتلاشى معه السياق ويتهاوى النص الذي سيق به سابقا.

    وما أكثر ما أساء الرواة المترفون إلى الروايات وأفسدوها.

    وكان المدعو الصادق المهدي قد روى لأجهزة الإعلام الشعبية المحلية أن قائد الأمن السابق قوش خاطبه صراحة بقوله: نحن ما عندنا قائد تعال قودنا!
    وذاعت الرواية وشاعت حتى أصبحت أكبر دليل في الذهن الشعبي على أن صلاح قوش شخص متآمر فعلا.
    وأنه شخص لا يستحي أن يأتي بضحاياه السياسيين السابقين ويستعين بهم على رئيسه الذي يأتمنه المشير البشير!
    ولكن في آخر إفاداته للإعلام نقض الفريق متقاعد قوش هذه الرواية الذائعة أو قل إنه قام بإعادة تركيبها وصياغتها في إطار جديد ربما كان صحيحا.
    ونقول ربما كان صحيحا لأنا ما عدنا نثق ولا نطمئن إلى أقوال وروايات السياسيين الإسلاميين أو الإسلاميين سابقا.
    فهم قد أصبحوا أو كادوا يصبحون سياسيين في غمرة السياسيين العاديين.
    وثمة عنصر آخر من الحدث الروائي ربما أعان على قبول رواية قوش التصحيحية لما قاله وهو تراجع الصادق المهدي عما قاله.
    فقد كان السياسي الأمي قد سخر من الجنرال الأمني غداة القبض عليه وقال إنهم تغدوا به بعد أن أفطر معه في بيته بأم درمان.
    وقد قصد الصادق أن يعزز بعبارته الأخيرة معنى روايته عن تآمر قوش معه على قومه وإخوانه الإنقاذيين.
    وعندما استبشع الرأي العام السوداني رواية الصادق المهدي لما فيها من هتك للأسرار وأمانات المجالس، ولما ضفحت به من شماتة واضحة بمصير قوش، تراجع الصادق تراجعا غير محمود، لأنه لم ينف بنفسه ما قاله بلسانه، وإنما كلف لسانا آخر لينفي ما ورد على لسانه هو.
    وحينها أصدر ما يسمى المكتب الصحفي لرئيس حزب الأمة صيغة من النفي الحيي لما قاله رئيس حزب الأمة باللفظ الصريح!
    ويبدو أن قوش ما زال غاضبا على رئيس حزب الأمة، وله الحق أن يغضب في كل حال، فلم يك لائقا برئيس حزب الأمة أن يقول عنه ما قاله عنه لو كان حقا أو باطلا.
    وقد سألت الأستاذة المحررة صباح موسى بصحيفة (إفريقيا اليوم) الفريق السابق قوش إن كان قد زار رئيس الوزراء الأسبق أو زاره بعد انفراج محنته فأجاب بالنفي.
    ثم انفعل الأمني السابق عندما حققت معه المحررة الصحفية فيما دار بينه وبين الزعيم الأمي من تآمر سياسي وأجاب :" بصوت عال... هذا كله هراء وكذب ".
    وقال إن آخر مرة قابل فيها الصادق كانت بعد تركه مستشارية الأمن القومي.
    حيث أتاه الصادق يزوره ببيته وقال له:"حمدا لله على السلامة ".
    وقال الراوي وهو قوش:" تناقشنا حول أفكار أساسية، منها أن تنصلح البيئة السياسية بالسودان، وأن يقبل الناس بالآخر، نتفق على قضايا أساسية في البلد، ونختلف على تفاصيلها في البرامج.
    ويكون الخلاف بين الأحزاب في تفاصيل البرامج، لكن الثوابت الوطنية نتفق عليها.
    وهذا نفس كلام الرئيس وكلامنا، وقلت له إن كان هذا كلامك فهذا ما نسعى إليه.
    إذن ليس هناك فرق كبير بينك وبين المؤتمر الوطني، فلماذا لا تنضم للمؤتمر الوطني؟
    وإذا دخلت بهذه الأفكار فيمكن أن تكون رئيسا له بسهولة جدا ".
    وأكد الأمني السابق في حديثه للمحررة صباح: إن:" الذي تم بيني وبينه هو الذي ذكرته لك، ولم التقه بعدها حتى الآن.
    وما أشيع أني أخطرته بانقلاب هذا كله كذب وفبركة منطلقه أجندة معروفة من أشخاص معروفين ".
    ولم يشأ الأمني السابق أن يفصح عن أسماء الأشخاص المعروفين من إخوانه ربما لأنه ما زال يخشى سطوتهم.
    حيث لم ينجل غبار المعركة بعد.
    ولما تتم الرواية الهزلية فصولا!
    وبينما تقدمت أدوار البعض في عرض الرواية الهزلية تراجع دور قوش في تمثيلها.
    حيث جرد من أكثر أظافره الأمنية والحزبية والبرلمانية.
    وجرد من أظافره الحركية.
    فقد كان جهاز الأمن الوطني في عهده يطمح في إحكام سيطرته على أجهزة الحركة الإسلامية السودانية ليسيرها على هواه أو على هوى زعيم الأمن السابق الحالم بالسلطان السابغ.
    ومن الأدلة الوثيقة على تراجع مواقع وحظوظ زعيم الأمن السابق قوله عندما سئل:
    "هل مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني؟"
    :" نعم مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني، وإن كانت هنالك قلة لا ترغب في وجودي بالمؤتمر الوطني.
    ولكن المؤتمر الوطني ليس ملكا لأحد، هو ملك لكل هذا القطاع العريض الذي انضم له.
    وهناك عدد منهم أفسد البيئة في العلاقات بين عضويته، وأصبحت المكايدات والإقصاء.
    والآن أصبح هناك صراع بين بعض قياداته على السلطة، بعيدا حتى عن الأجندة الوطنية.
    وأصبح الحوار هناك بينهم ليس همه القضية الوطنية، ولكن همه الأكبر الأجندة الخاصة.
    كما أصبح التعامل بين عدد محدود على قمة قيادته فيه الكره والبغض، فيه الحب والكره، فيه الإقصاء والتقريب، والاستلطاف والبغض، وبه العطاء والحرمان.
    ولذلك غابت القضية الوطنية، وأصبحت هنالك مجموعات التعامل بينها ليس بالموضوعية.
    فالبيئة السياسية الموجودة حتى داخل المؤتمر الوطني تحتاج إلى إصلاح "؟
    وهذا تقريرات سلبية مُمضَّة وخادشة (أو خارشة!)
    وأقل ما يقال عنها إنها لا يمكن أن يصدر من عضو في المؤتمر الوطني.
    أو لا يمكن أن تصدر من عضو سيبقى طويلا في المؤتمر الوطني.
    وإذ استمر قوش يتكلم على هذا النحو (الخادش)، ويتصرف على هذا النحو (الخارش!)، فنتنبأ له بـ (شوتة) قوية تطوح به قريبا خارج أسوار المؤتمر الوطني.
    ولا يشفع له عندئذ قوله الذي قاله غداة خروجه من غيَّابة حبسه:
    أنا زول المؤتمر الوطني!
    وزول الحركة الإسلامية كمان!
                  

01-08-2014, 05:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    صلاح قوش: سمعت أن هناك من عفا عني، وطلبت العفو عن بعض الأخطاء التي فعلتها، تمرد موسى هلال أشكال ثانوية للأزمة، الأزمة الحقيقية عميقة.
    صلاح قوش: سمعت أن هناك من عفا عني، وطلبت العفو عن بعض الأخطاء التي فعلتها، تمرد موسى هلال أشكال ثانوية للأزمة، الأزمة الحقيقية عميقة.


    عندما دعمنا المعارضة التشادية ووصلت للقصر في إنجمينا..عاد ادريس دبي إلى صوابه،
    01-07-2014 11:42 PM
    الخرطوم_ صباح موسى

    * سيّد صلاح؛ تغيرت لهجتك بعدما خرجت من السلطة.. كنت تدافع عن النظام بشراسة.. ما الذي تغيّر الآن؟
    - نعم.. كنت جزءاً من النظام، وأنا مسؤول عن كلّ تاريخي فيه، ولم أتنكّر له، ولست نادماً عليه، ولا خجلان منه، بل أعتزّ به، وأرى أنه في أيّ وقت تريد أن تقيّم حدثاً لا يمكن أن تقيّمه بعيداً عن الظروف الموضوعيّة التي مرّت به، ومن الخطأ أن تقيّم فترة تاريخيّة بعيداً عن الظروف التي كانت محيطة بها، ولذلك أيّ تصرف أنا فعلته، كان بمبرّرات موضوعيّة في وقتها، صحيح أن تقييمه يختلف في أوقات أخرى، لكن في وقته كان له مبررات.

    * ألا تريد أن تطلب العفو من أحد؟
    - أنا قلت لك عفوت وسمعت أن هناك من عفا عني، وطلبت العفو عن بعض الأخطاء التي فعلتها، لكن لست متنصلا عن كلّ تاريخي، أنا مسؤول مسؤولية كاملة عنه.

    * ملف آخر؛ عندما زار الرئيس ديبي الخرطوم مؤخرا حمله أبناء دارفور مسؤولية ما حدث بالإقليم.. بماذا تعلق على ذلك؟
    - إدريس ديبي نفسه كان أساسياً في قضية دارفور، في إشعال الأزمة، وكنت مطّلعاً على تفاصيل دعم إدريس ديبي في الأيام الأولى، كل إمكانات الحركات المسلحة الماديّة والأسلحة كانت من الجيش التشادي، وناقشت الرئيس ديبي في قصره في إنجمينا بكل وضوح، ووصلت لقناعة بأن ديبي لا يمكن أن يوقف هذا الدعم إلا إذا عاملناه بالمثل، وعندما فعلنا، ووصلت والمعارضة التشادية للقصر في إنجمينا عاد إلى صوابه، وأدرك أن الخيار أمامه هو التصالح معنا.

    * هذا اعتراف بأنّكم دعمتم المعارضة التشادية لإطاحة ديبي؟
    - عاملناه بالمثل.. وغضضنا الطرف عن أنشطتهم داخل السودان.

    * كنت أساسيا في هذا الملف، هل ترى أن الحكومة لم تخطئ بدارفور؟
    - الحكومة دخلت قضية دارفور مضطرة، فالناس تمرّدوا وحملوا السلاح والحكومة واجهتهم.

    * "مقاطعة": هل كانت المعالجات التي اتّخذتها الحكومة لحلّ الأزمة صحيحة؟
    - هي اضطرت.. صحيح لا يمكن أن أقول كلّ الذي تمّ صحيحاً، به إيجابيات وبه سلبيات، ففي أي قضية يكون هناك السالب والموجب، والمعالجة إذا لم تستوعب كل الأطراف المؤثرة تكون ناقصة، وهذا ما حدث، المعالجات أهملت فاعلين مؤثرين، ولذلك لم تكن المعالجات شاملة.. حتى الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إذا حدثت أيّ معالجة وأغفلت القوى المؤثرة التي يمكن أن تقوم بعمل منفرد بعيداً عن الأطراف المتصالحة.. في أيّ صراع هناك طرف أساسي وطرف فرعي، فإذا اتفق الطرفان الأساسيان وأهملا الأطراف الثانوية، وكانت هذه الأطراف لديها قدرة على الفعل فهذا لا يكمل الحل، وهذا ما تم في دارفور، فقد أهملت أطراف ثانوية، وهذا ما تم في اتفاق الدوحة الأخير، فالاتفاق لم يتم كاملا هذه واحدة.. الآن قضية دارفور أصبحت قضية متجذرة وأصبحت مجتمعية، والمعالجات تتم مع الحركات فقط، والقضية هناك أصبحت قضية مجتمع دارفور، وإذا لم تعالج من جذورها، الاتفاق مع الحركات ضروري ولكنه يحتاج إلى إكمال. فالأزمة لم تعد أزمة حركات مسلحة، الصراع مجتمعي، ويحتاج لحل عميق على الأرض، وعليه أعتقد أنه لابد أن يكون الاتجاه نحو المعالجة الحقيقية في الجذور.

    * "مقاطعة": لكن هذا لن يتسنى إلا بوقف إطلاق النار أولا؟
    - الآن لا توجد حرب بدارفور، هناك صراعات قبلية، وحالة انعدام أمن، وهذا لا يحتاج لاتفاقية.

    * وما تعليقك على الصراع الدائر بين السلطة الإقليمية ووالي شمال دارفور وموقف الشيخ موسى هلال؟
    - هذه أشكال ثانوية للأزمة، الأزمة الحقيقية عميقة، وتحتاج لمعالجات عميقة، وهذه مجرد إفرازات للأزمة الحقيقية وليست شكلا أساسيا لها.

    * هناك أيضا صراع دائر بالجنوب الآن ماهي قراءتك لهذا الصراع؟
    - هو صراع داخل الحركة الشعبية، وهو قديم وليس جديدا.

    * "مقاطعة":. هل تراه صراعا سياسيا أم قبليا؟
    - بدأ صراعاً سياسياً، وحاول المتصارعون أن يجعلوه هكذا، لأنهم يدركون خطورة الصراع القبلي، ولذلك عمل كل طرف تحالفا، رياك مشار الآن عنده حلفاء من الدينكا والاستوائية والنوير والزاندي والتابوسا وجزء من الشلك وباقان معه، وغيرها، سلفاكير عنده حلفاء من النوير والاستوائيين ومن اللاتوكا، فكل طرف له تحالف من تشكيلة من قبائل الجنوب بما فيها قبيلته وقبيلة الطرف الآخر، ومشار أيضا عنده جزء مؤثر من بور متمثل في ربيكا ومجاك ومجموعة من القادة السياسيين في بور متحالفون معه، سلفا عنده بحر الغزال مجموعة منهم، وقوات من فاولينو، ومجموعات لرياك قاي، وجزء من أعالي النيل.

    * من له الغلبة في تقديرك؟
    - كل واحد لديه تحالف حتى يكون شكل الصراع سياسيا وليس قبليا، ولكنها "فلتت" منهم، فعندما حدث الضرب في جوبا، "الدينكا بيقتلوا النوير والعكس"، وهناك ناس من مصلحتهم تحويل الصراع لقبلي، ولذلك إذا لم تعالج بسرعة فسيتجذر هذا الصراع القبلي ويصبح كارثة على الشمال والجنوب معا، المطلوب أن تتوقف الحرب وبسرعة، فوقف إطلاق النار مهم وضروري جدا حتى لا يتجذر الصراع، وحتى تعالج القضية السياسية وتحدث المصالحات. إذا تم ذلك تحدث المعالجة، وإن لم يتم فسينفرط عقد الجنوب وسيؤثر ذلك سلبا على الشمال.

    * وهل يمكن للخرطوم أن تساعد؟
    - الخرطوم يمكن أن تساعد بفاعلية في ذلك، ولكن الطرف الحكومي الآن يحاول أن يتجنب التأثير، وعنده فرصة تاريخية بالإسهام في معالجة الوضع بالجنوب، وهذا يمكن أن يكون واحدا من جوازات المرور للتعامل مع المجتمع الدولي، ومحاولة لتحسين علاقاتنا الدولية، والتدخل بفاعلية هو الأكثر إيجابا للشمال في قضية الجنوب، المطلوب أن نكون مستعدين لأن نستضيف كل اللاجئين بروح طيبة وبصدر رحب، وأن نقتسم معهم اللقمة وأن يأتوا إلى ملاذ آمن في الشمال، هذا مهم لمستقبل العلاقة الاستراتيجية بين شعب الشمال وشعب الجنوب.

    * وما رأيك في ما يقال بأن الخرطوم ضالعة في هذا الصراع؟
    - الخرطوم ليست ضالعة، وليست طرفا، فالصراع أسبابه معروفة وتفاقمت. وهناك فرصة للوصول إلى صيغة سياسية جديدة في جنوب السودان تستوعب التشكيلات القبلية الموجودة وتنفذ إلى تصالح مجتمعي، وشعب الجنوب عنده تجارب وأعراف لمثل هذه التصالحات ويمكن أن يتم ذلك.

    * هناك محاولة من دول الإيقاد لحل هذه الأزمة. ما رأيك في هذه المحاولة؟
    - إذا خلت هذه المحاولات من الأجندة الخاصة يمكن أن تنجح.. الطرفان مستعدان ومدركان لخطورة الصراع وتجذره، وطالما هناك استعداد فهناك فرص للنجاح.

    * ما رأيك في أداء الحركة الإسلامية بعد مؤتمرها الأخير؟
    - الحركة الإسلامية تحتاج لإعادة تقييم أدائها الكلي ودورها في الفترة السابقة، والمؤتمر الأخير جزء من ذلك، فهل يستجيب الطرح القديم لتطلعات وأشواق الإسلاميين بالسودان؟ هل يتناسب هذا الطرح مع واقعنا في السودان؟، هل المشروع يحمل آمال وتطلعات الإسلاميين؟ لم يوفق في كثير من القضايا الوطنية الملحة، نحن نحتاج الآن لمشروع وطني، وقضية الحركة الإسلامية كيف يتحول مشروعها إلى مشروع وطني يخدم القضية الوطنية، فالقضية الملحة الآن في تقديري هي القضية الوطنية، وهي مدخل مناسب لمشروع تم طرحه في السابق. الموضوع يحتاج لنقاش واسع صعب أن أوجزه في هذا الحوار، ويدخل في ذلك كل نشاط الحركة بما فيها مؤتمرها الأخير.

    * هل تعتقد أن سقوط الإسلاميين في مصر أثر على الإسلاميين بالسودان؟
    - لا أعتقد... ليس له علاقة، ولم تكن هنالك علاقة أصلا بين الحركتين بل كانت هنالك قطيعة.

    * كيف ترى الحل في مصر إذن؟
    - مصر تحتاج لوحدة وطنية فتحدياتها أكبر وتجميع الشعب المصري كله في كيان يجمع كل الناس علمانيين وإسلاميين ومسيحيين وغيرهم، قضية الوحدة الوطنية حساسة ومهمة، القضية الوطنية إذا غابت من برنامج الإسلاميين في مصر فستحدث لهم مشكلة الآن ومستقبلا، وكذلك في السودان.

    * ما حدث في مصر.. ثورة أم انقلاب؟
    - ما حدث بمصر تغيير كل شخص يصفه بحسب موقفه.

    * وأنت كيف تراه؟ ثورة أم انقلابا؟
    - ماذا تعني ثورة؟ وماذا يعني انقلاب؟ فهل الإنقاذ ثورة أم انقلاب؟ كل شخص يصف الحدث بطريقته، تقديري أن الجيش المصري رأى ضرورة التغيير في مصر، وعمل تغييرا، واستطاع أن يوظف البيئة السياسية الموجودة، ولئن قلت إن الثورات تقاس بخروج الناس للشوارع مطالبين بالتغيير وانحاز لهم الجيش فهذا تم كما تم في يناير، ولكن آخرين يقولون إن هنالك انقساما بالشارع المصري وحدث انقلاب على أولئك، المطلوب الآن: ما العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلا من التباكي على ما تم حتى تنقذ مصر، ولا بديل غير الحوار.

    * ما رأيك في طريقة التعامل مع الإخوان؟
    - أقول إنهم تطرفوا في التعامل مع الإخوان المسلمين، في الشارع المصري، لن يهدأ الحال إلا إذا مورست الوسطية من الطرفين، إذا أصروا على هذه الطريقة فستكون البيئة السياسية ساخنة، وربما تؤثر على الحالة في مصر، فليس هناك بديل عن الحوار، ونهج الحوار هو ما استطاع به نظام حسني مبارك أن يعالج قضيته مع الإسلاميين (الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي) بالحوار معهم وصلوا إلى توافق وأوقفت العمليات الإرهابية.

    * وهل ترى أن هذا الحوار يمكن أن يحدث الآن؟
    - أرى أن مصر تسير في اتجاه المواجهة، وسيسيرون فيه للنهاية وسيعودون مرة أخرى للحوار، فليس هناك طريق آخر سواه.

    * عاصرت عمر سليمان فترة طويلة. ما رأيك في هذا الرجل؟
    - رجل عظيم أدى دورا وطنيا مشهودا في مصر، ودورا وطنيا مشهودا للأمة العربية، ودورا مهما جدا في السودان، فهو الذي قاد عودة العلاقات بين السودان ومصر، وكان المفتاح، وعملنا معا في هذا الملف، وتقديري الآن السودان فقد عمر سليمان مثل مصر.

    * بعض السودانيين يقولون إن نظام مبارك ساعد على انفصال الجنوب؟
    - صحيح أن نظام مبارك احتوى المعارضة السودانية، ودعمها، ولكن في فترة ترميم العلاقات تم تجاوز كل ذلك، نظام مبارك أيضا تجاوز مراراته تجاه السودان بما في ذلك محاولة اغتيال مبارك، ودخلوا في علاقة معنا، هذا الجهد كان لعمر سليمان فيه دور كبير، بتنسيق مباشر معي، مصر كانت ضد فصل جنوب السودان، ونحن أيضا، الانفصال كان رغبة الجنوبيين.

    * هل قتل عمر سليمان؟
    - لا أعتقد ذلك، فهذا قدر الله الذي تم، ولا أعتقد أن هنالك من له ضغينة عليه، وعلى الرغم من أنه كان أحد رموز مبارك، كان يتجول في القاهرة بشكل طبيعي، يصلي في المساجد ويلتقي الناس، ولو أتيحت الفرصة لتولي الرئاسة كان سيكون أنسب خيار لحكم مصر.

    * في تقديرك من هو الأنسب لحكم مصر الآن؟
    - لا بد أن يكون من القوات المسلحة، أو أي شخص له علاقة بالقوات المسلحة، فالقوات المسلحة في مصر الآن حزب مؤثر وقوي ومؤسسة ليست عسكرية فقط، فهي مؤسسة سياسية واقتصادية واجتماعية يصعب تجاوزها، تحديات مصر وأمنها القومي يستوجب أن تكون هذه المؤسسة، إما حاكمة أو متحالفة مع الحاكم، ويصعب التناقض بينها وبين أي حاكم في المستقبل القريب.

    * هناك ملف آخر يختلف عن شخصيتك الأمنية وهو اهتمامك بالشعر والأدب.. نريد إلقاء الضوء على هذا التناقض؟
    - ليس هناك تناقض، فالشخص يجب أن ينوع قدراته، إذا أصر الشخص على أن يضع نفسه في شكل واحد يكون قد رأى الأمور بمنظار واحد، ولذلك يجب أن تهتم باتجاهات أخرى حتى ترى الناس بمناظير أخرى لتكتمل الصورة لديك، الاهتمام بالأدب والشعر بالنسبة لي جديد وليس قديما، والاهتمام باللغة وتطوير القدرات الشخصية بالنسبة لي أيضا جديد، فبعد ما شعرت أنني أصبحت في موقع مؤثر بالدولة، ينبغي أن يوضع في الاعتبار هذا الجانب، ولذلك قرأت كثيرا في هذا المجال، حاولت أن أطور في قدراتي في اللغة العربية والإنجليزية، وهذا أمر طبيعي لتطوير القدرات الشخصية بتنويع التجارب ولأنهل من كل المناهل الأخرى، حتى أستطيع أن أفهم لغة الآخرين، لا يجب أن تكون كل تقاريري التي أقرأها أمنية، لابد أن أقرأ أدبا وشعرا وقرآنا ومحاضرات ودراسات وهكذا، وقرأت كثيرا وكونت مكتبة ضخمة، أي ديوان للشعر لكل شعراء العصر الجاهلي؛ للمتنبي وامرؤ القيس، وكلها موجودة في البيت.

    * وفي العصر الحديث؟
    - وفي العصر الحديث... كما قرأت الشعر العامي وشعر التراث في منطقتي بالشمالية، وأجد فيه ترويحا، لأنه سهل الوقع على النفس لبساطته، وبه معان كبيرة جدا، وكذلك قرأ كل مطبوعات مراكز البحوث والورش والندوات حتى لا أقرأ لشخص واحد.

    * وحميد
    - نعم شعر حميد كان مؤثرا جدا في قراءتي للشعر، كل قصائده بها تعبيرات سهلة ولكن بها أفكار كبيرة جدا، وعلاقتي بحميد قويت في الفترة الأخيرة.

    * متى بدأت هذه العلاقة؟
    - بعدما خرجت من الجهاز، ففي الجهاز لم أكن أرى الناس كثيرا، وعلاقتي به قديمة من بورتسودان وكان يزورنا في البيت.

    * في ماذا التقيتما وهو يختلف معك فكريا؟
    - التقينا في خدمة المجتمع، وأنا ألتقي مع أي شخص في خدمة المجتمع، بغض النظر عن تنافر الأفكار الأساسية، لكن طالما أن القضية في مجتمعاتنا نلتقي في ذلك، وعملنا معا في منظمة واحدة في مروي.

    * ما هي أشكال خدمتك للمجتمع الآن وماذا فعلت له؟
    - في الدائرة التي أخدمها ظاهرة للعيان، ولا أستطيع أن أتحدث عن ذلك، فلي أسهام في دارفور وفي الشمالية وفي كردفان وفي الجزيرة وفي الشرق وفي كل المناطق، علاقتي قوت مع المجتمع وسوف تقوى أكثر.

    * هذا لأن أهل القمة أخرجوك فاضطررت للجوء للقواعد؟
    -لا.. هذا واجب عليّ وهم أهلي.

    * شكل البزنس الذي ستخدم به المجتمع؟
    - في كل شيء؛ في الإنتاج في أشياء جديدة، ولذلك فضلت الدخول في مجالات حية كالثروة الحيوانية والزراعة، صحيح في حاجات ممكن تساعدك، لكن يمكن أن توظفها في المجالات الأساسية التي تحتاج لجهد حقيقي.

    * وأنت في المعتقل جمدوا أموالك فهل مازال لديك رأس مال لذلك؟
    - قلت لك إن هذا كله ملف لا أريد أن أعود إليه ومع ذلك أقول لك إنهم تراجعوا في هذا الأمر
    اليوم التالي

                  

01-08-2014, 08:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    اهم المتحدثين باسم المؤتمر الوطنى يضبط متلبسا بنهب وكالة السودان للانباء ( سونا )
    January 8, 2014
    ربيع عبد العاطى( حريات )

    كشف الكاتب الصحفي الطاهر ساتي عن فساد ربيع عبد العاطى اهم المتحدثين باسم المؤتمر الوطنى .
    وكتب فى عموده ( اليكم ) بصحيفة السودانى اليوم 8 يناير ( … وكالة السودان للأنباء، ومختصرها سونا، ساهمت في تأسيس شركة مسماة بالراسلات بما تقدر (98%) من الأسهم.. ثم تم تأسيس شركة أخرى من هذه الشركة مسماة ( الراسلات لينكس)، وهي شركة خاصة بعدد ( 2000 سهم)، يمتلك فيها دفع الله الحاج يوسف (1500 سهم)، والخبير الوطني ربيع عبد العاطي (500 سهم)..

    وكان ربيع وقت تأسيس شركته – جوة سونا – مديراً لوكالة سونا حسب إفادة المراجع العام .. ويقول المراجع العام أيضا أن الراسلات لينكس تورد لسونا سنوياً (100.000 جنيه)، ولكنها شركة غير خاضعة للمراجعة، وأن العلاقة بين الراسلات و الراسلات لينكس وسونا (غير واضحة)، بحيث يُمكن تقييم الوضع..( يعني الحكاية غامضة)، حسب وصف تقرير المراجع ..!! ) .

    واضاف الطاهر ساتى ( … ولكن ما يُدهش المراجع العام هو أن شركة الراسلات تؤدي مهام هي – في الأصل – من صميم مهام وكالة سونا..ومع ذلك، تتحمل سونا كل تكاليف عمل الراسلات..يعني بالبلدي : (راسلات الخاصة تشتغل وسونا العامة تدفع)،

    تقرير المراجع..ثم الأدهى والأمر، لوكالة سونا موارد ذاتية، مثل عائد منبر سونا الدوري، أي (موارد عامة)، وبالبلدي كده (أموال عامة)..ومع ذلك، يتم توريد تلك الأموال العامة في حساب شركة الراسلات..لماذا؟، الله أعلم ثم أصحاب الراسلات و(مدير سونا طبعاً)..ثمة أسئلة في خضم هذه (الوقائع القبيحة)..لماذا تأسيس الشركات الخاصة في قلب الهيئات العامة؟، ولماذا تؤدي الشركات الخاصة مهام الهيئات العامة؟، ولماذا تتحمل الهيئات العامة تكاليف عمل الشركات الخاصة ؟، ثم السؤال الجوهري : كيف؟، ولماذا تكون العلاقات بين الشركات الخاصة والهيئات الحكومية غامضة لحد وصفها ( غير واضحة)، أو كما يقول المراجع العام ؟.. ) .


    والفساد في الانقاذ فساد منهجى وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد .

    ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكده شهادات اسلاميين مختلفين.
    وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين !.
    ( اقرأ نص عمود الطاهر ساتى علي الرابط ادناه )
    http://www.sudaneseonline.com/?p=138952
                  

01-09-2014, 04:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    المؤتمر الوطنى .. يجري تعديلات في هياكله ويطيح بالحاج ادم ...وأمين حسن عمر ومصطفى اسماعيل



    01-09-2014 03:11 PM

    أعلن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الحاكم بالسودان في اجتماع ترأسه الرئيس عمر البشير، ليل الأربعاء، عن تعديلات في رئاسة قطاعات وأمانات بالحزب، واطلع على مقترح بتكوين لجنة تنفيذية عليا للتحضير للمؤتمر العام الرابع للحزب.


    وتمَّ تكليف نائب الرئيس السوداني حسبو عبدالرحمن برئاسة القطاع السياسي خلفاً لسلفه الحاج آدم يوسف والسفير الدرديري محمد أحمد لرئاسة قطاع العلاقات الخارجية خلفاً لمصطفى عثمان إسماعيل.


    ويتولى صلاح مصطفى رئاسة قطاع الفكر والثقافة خلفاً لأمين حسن عمر، واحتفظ كلٌّ من حامد صديق برئاسة قطاع التنظيم وسامية أحمد محمد برئاسة القطاع الفئوي وصابر محمد الحسن برئاسة القطاع الاقتصادي.


    وأشار مساعد الرئيس، نائب رئيس الحزب إبراهيم غندور في تصريحات عقب اجتماع المكتب القيادي إلى أن تعديلات أمناء الأمانات ستعلن تباعاً خلال اليومين القادمين.


    نقابات "الوطني"

    وأبان غندور أن المكتب القيادي عبر عن أمله في أن تضطلع النقابة الجديدة للمحامين التي يقودها محاميو الحزب بدورها المهم كأحد الفصائل المهمة في قيادة وجمع القوى لوحدة الصف الوطني.


    وأكد أن المكتب القيادي وعقب استماعه لتقرير من رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة انتخابات المحامين نافع علي نافع، قدم التهنئة للمحامين الوطنيين لفوز قائمتهم بالانتخابات، مشيداً بمستوى "المشاركة والشفافية والنزاهة التي ميَّزت هذه الانتخابات".


    وأضاف غندور أن المكتب القيادي وقف كذلك على التعديلات التي تمت على مستوى اتحاد عام نقابات عمال السودان التي تمثلت في انتخاب رئيس وأمين عام جديدين للاتحاد، كما اطلع المكتب كذلك على مقترح لتكوين اللجنة التنفيذية العليا للتحضير للمؤتمر العام الرابع للحزب.


    شبكة الشروق

    --------------------

    نافع علي نافع : لقاء البشير والترابي " الدايرا الله تبقى "..أنا تفرغت للبرلمان لأمنحهم خبراتي


    نافع علي نافع : لقاء البشير والترابي




    قال : د.غازي ومجموعته يريدون الحوار معنا

    01-09-2014 10:54 AM
    البرلمان: وليد النور
    أعلن المؤتمر الوطني استعداده للحوار مع المؤتمر الشعبي ورحب بطلب رئيس الجمهوية للقاء الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي وقال مساعد رئيس الجمهورية السابق د. نافع علي نافع في تصريحات محدودة بالبرلمان أمس إن غندور تحدث كثيراً عن وحدة الإسلاميين ولقاء الترابي البشير المزمع قريباً قال (الدايرا الله تبقى) وكشف نافع عن رغبة الإصلاحيين بقيادة د. غازي صلاح الدين للحوار مع المؤتمر الوطني مشيراً إلى أن حزبه لا يرفض الحوار مع كافة القوى السياسية ولا يحمل العداء والضغائن ضد أحد.
    وقال نافع إنه تفرغ للعمل البرلماني وسيرفد خبراته في أعمال لجان المجلس المختلفة وتابع: أتمنى تفيد المجلس.

    الجريدة

    -------------------
                  

01-11-2014, 11:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    عوووووووووووك ياسيادة الرئيس .. بقلم: البروفسور مصطفى ادريس البشير طباعة أرسل إلى صديق



    السبت, 11 كانون2/يناير 2014 08:19









    بسم الله الرحمن الرحيم


    انها الفرصة الأخيرة لإنقاذ السفينة التائهة في عرض البحر
    البروفسور مصطفى ادريس البشير
    كلية الطب جامعة الخرطوم

    [email protected]


    اندهشت الأوساط السياسية المحلية والاقليمية والدولية بالتعديلات الوزارية التي أجراها المشير البشير على حكومته في الثامن من ديسمبر الماضي بعد طول انتظار وترقب وتكهنات سبقت تلك التعديلات والتي جاءت مخالفة لكل توقعات المراقبين في الساحة السودانية، ومجافية لما عهد في شخص البشير الذي يحسب ألف حساب للعشرة الطويلة ويقدر أيما تقدير تفاني من يقفون بجانبه خاصة أؤلئك النفر الذين شملهم التغيير هذه المرة، فقد عزروه ونصروه ######روا قدراتهم في خدمته لسنوات طويلة خاصة ابان المصادمة مع خصومه الاسلاميين الذين انحازوا للشيخ الترابي بعد المفاصلة الأولى التي حدثت عام 1999 وأفلحوا في ابعادهم وتصفيتهم من مفاصل الدولة كافة، وكذلك وقفوا بجانبه في انفاذ ترتيبات نيفاشا المرة التي انتهت بفصل جنوب السودان وماتبع ذلك من هزات اقتصادية واجتماعية كبيرة لا تزال البلاد تدفع ثمنها باهظا.


    لذا لم يكن في الحسبان مغادرة كل تلك المجموعة التي ظلت أداة طيعة للرئيس ومكنت لهيمنته في اتخاذ القرار لثلاثة عشر سنة دفعة واحدة، فيخرج كل من علي عثمان، نافع، عوض الجاز، أحمد ابراهيم الطاهر، أسامة عبدالله، كمال عبد اللطيف، أمين حسن عمر وسامية أحمد محمد...بل ويخلوا مواقعهم التنفيذية والحزبية معا في ذات الوقت وبهذه السرعة المذهلة. هذا الحدث صعب على المراقبين وعلى أصحاب الشأن أنفسهم استيعابه فذهب عقل بعضهم وأخذ ينوح كأم الوحيد الثكلى المكلومة، وأصيب البعض بالوجوم والتزموا الصمت المريب، ولجأ آخرون على عجل لاستئجار النائحات من بقايا المشعوذين المخضرمين من منتسبي الاعلام الذين يسهل شراؤهم بأبخس الاثمان فقاموا بحرق البخور وضرب القرع وتدبيج المناحات في اجترار نفحات بعض المترجلين والتأكيد على صلاحهم واظهار كراماتهم والجزم بأنهم سوف يعودون مرة أخرى قريبا على صهوات جياد بيض.


    ما حدث رفع من سقف التكهنات عن دوافع الفعل ونتائجه ومآلاته والتي تشير بلا ريب الى الحالة النفسية التي يمر بها الرئيس ونقطة اللاعودة التي وصل اليها في التعاطي مع مستجدات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان بأزماته السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة والتي يتحمل هؤلاء النفر أكبر أوزارها بحكم تصدرهم للمشهد السياسي وصناعة القرار التنفيذي من مواقع مختلفة خلال ربع القرن الماضي دون انقطاع، فقد كانوا هم وآخرون تساقطوا قبلهم من تولى كبر الانشقاق الذي أصاب المؤتمر الوطني عام 1999 وتسبب في كثير من مآسي الأمة والحزب والحركة الاسلامية، وهم من قادوا وباركوا نيفاشا التي انتهت بانفصال الجنوب الذي تصاعدت من بعده الأزمة في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد توج كل ذلك الاخفاق بتعاظم هجمات الحركات المسلحة واقترابها من مركز السلطة وأثمرت مؤخرا ميلاد الجبهة الثورية التي ذاع صيتها بهجماتها المتكررة على مواقع حساسة على تخوم العاصمة القومية وفوق كل ذلك ازداد تعكير العلاقات الدولية التي انتهت بمحاصرة رمز البلاد ومطاردته في المحافل الاقليمية ومنعه من المشاركة فى أنشطة المؤسسات الدولية. وكل الشواهد تقول ربما قام مجلس الأمن في القريب العاجل باتخاذ خطوات عملية ينتج عنها المزيد من الاساءة للبلاد كما يتبين من لهجة مسئولة المحكمة الجنائية هذه الايام التي تريد أن تستثمر الحالة (المايعة) في السودان اليوم عبر المزيد من الضغوط من قبل مجلس الأمن.


    الطريقة التي حدثت بها تلك التغييرات تدل أيضا على عمق التنافر بين أؤلئك النفر وتضعضع قبضتهم التاريخية على الأجهزة الحساسة في الدولة التي كانوا يديرونها وهوانهم الذي جعل مهمة التخلص منهم دفعة واحدة أمرا لا يأبه به الرئيس رغم الظروف الخانقة من حوله، خاصة وقد تبين للرئيس تهافتهم على التشبث بالكراسي وتنافسهم على خلافته ابان الوعكة التي ألمت به حيث أشيع وقتها بأنه لن يقدر على مواصلة المشوار. وبالرغم من الصلاحيات التنظيمية الخاصة الحزبية منها والتنفيذية التي كانوا يتولونها فقد افتضح عجزهم في بذل النصح للرئيس في مناسبات كثيرة وأحداث جسام مرت بالبلاد وكانت تحتاج لمواقف الرجال الناصحين وتقديم المبادرات الجريئة ولكن لا حياة لمن تنادي. ذلك الضعف الشديد في الأداء وعدم القدرة على بذل النصح استفاد منه الرئيس لتكريس هيمنته والانفراد بالقرارات المهمة خلال السنوات القليلة الماضية وأصبح هو الآمر والناهي في شأن الدولة والحزب وكذلك ما سمي بالحركة الاسلامية الديكورية التي استخدمت لتجيير الاسلاميين الحيارى للمشروع الحضاري السراب المتوهم الذي ظلت تلوكه الألسن.
    بعد أن تحرر البشير من هيمنة الشيخ الترابي عام 1999 لم تمض فترة طويلة حتى استفرد بالقرار وأصبح أؤلئك النفر رهن الاشارة لأوامره ويتبارون في ابداء الولاء التام له وتعضيد رغباته فيما ينوي فعله بعد أن كان بعضهم في بواكير عهد الانقاذ في مرتبة تنظيمية أعلى من الرئيس، ففقدوا القدرة على نصحه أو تقديم رؤى فاعلة لاستقامة مسيرة الحكم وتجسد ذلك في مواقف كثيرة سردناها في مقالات سابقة، لذا لم يكن مستغربا اخراجهم من الجهاز التنفيذي وكذلك تجريدهم من مواقعهم في الحزب وتلك التي كان يشغلها بعضهم في الخفاء بتلك البساطة التي تشبه (الكشة) وهو تغيير يحمل دلالات كبرى على ما يستقبله حكم المشير البشير وما ينتظر السودان من أحداث كبيرة يصعب التكهن بنتائجها، واني لأرجو أن يكون المشير البشير قد فعلها في اطار خطة متكاملة لانقاذ سفينة السودان التائهة في عرض البحر.


    التغيير الذي حدث نرجو أن يكون وقفة مهمة للقيام بمراجعة شاملة للفترة السابقة وجرد حساباتها وما حدث فيها من اخفاقات كبرى في كافة مناحي الحياة ونرجو أن يكون خطوة أولى لتفكيك الانقاذ والتخفيف من تسلطها على البلاد والعباد الذي ظلت تطالب به القوى الحية في البلاد بما فيهم قطاع كبير من أهل الانقاذ أنفسهم كما نرجو أيضا أن تفتح ملفات أولئك النفر على مصراعيها فهم كانوا أهل الحل والعقد أو يفترض أن يكونوا كذلك، وتلك المراجعة وجرد الحساب واجب يقع على عاتق الرأي الوطني العام وكذلك يتحتم على الرئيس نفسه وطاقمه الذي جاء به الاعتراف بفشل الدولة في تحقيق الحد الأدنى من واجباتها خلال الفترة السابقة، ويحدثوننا بصراحة كما وعد الرئيس وبعض المتنفذين الجدد بنتائج تلك المراجعات عاجلا غير آجل، بغير ذلك فلن يجدي التغيير للأشخاص شيئا، فالذين حلوا محل الذين رحلوا ليسوا أحسن منهم كفاءة أو خبرة، ولابد للشعب أن يلمس الجدية بصورة عاجلة جدا في مراجعة الفترة الماضية بكل ما فيها من كوارث، كيف تمت اجازة نيفاشا وتم تمريرها في اجهزة الدولة والحزب بدون دراسة او تمحيص، وكيف تم فصل الجنوب باستفتاء كانت نتيجته 98% دون ترسيم للحدود، وكيف عجزنا في اطفاء نار الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، وكيف انهارت الخدمة المدنية واستشرى الفساد في الدولة حتى أصبح المفسدون هم أصحاب الحل والعقد، وكيف انهار الاقتصاد حتى صار الجنيه السوداني يتهاوي بين العشية وضحاها وكيف وكيف وكيف...وما هي البدائل المطروحة في العهد الجديد الذي يبشر به الرئيس وطاقمه الجديد.


    عموما سيكون صاحب القرار الأوحد في المرحلة القادمة القريبة هو المشير البشير بما حصل عليه من المزيد من الاستفراد بالقرار بعد رحيل تلك الثلة ومهما دبجت التفسيرات وسيقت الحجج للتغيير الذي حدث فان الذين بقوا من حوله بعد (الكشة ) وأؤلئك الذين تم ترفيعهم الى مقامات عليا تقول شواهد الحال والسير الشخصية أن غالبيتهم ممن لا حول لهم ولا قوة مع ارادة الرئيس ورغباته وليس لهم رصيد من الفكر ولا الأصالة في الرأي التي يوجهون بها النصح للرئيس أو الحيلولة دون رغباته الشخصية فيما ينوي تمريره، ولا هم أصحاب تجارب ومبادرات تخرج البلاد من حالة الاحتقان الحالية، فلا يمكن اذن أن نفهم التغيير الذي تم الا في اطار التمهيد لتغيير آخر بتدابير جديدة مغايرة للمرحلة السابقة من حكم الانقاذ تخرج عن كل تلك المناورات المعهودة التي كان يزاولها النظام بتأثير من أؤلئك النفر المبعدين بدوافع ترتبط ببقائهم في السلطة!! اذا فهمت التغييرات التي تمت في خارج هذا الاطار فستكون تلك كارثة أخرى جديدة على البلاد ولن يخرج السودان من ورطاته المتصاعدة. ولكن المتأمل في تاريخ الطاقم الجديد في القيادة العليا وعلاقته بالرئيس وقدراته وخبراته يستطيع أن يستنتج بأنهم يمكن أن يكونوا كبش فداء سهل تفدى به الترتيبات التي يمكن أن تنقذ السودان ان عمل بها الرئيس والتي سأورد ملامحها العامة فيما بعد واني لأرجو أن يقوم بها الرئيس ان اراد انقاذ السفينة التائهة في عرض البحر.


    هل يمكننا التأويل بأن التغيير الذي تم بالتخلص من المحيطين بالرئيس من بقايا قيادات الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني التاريخية حوله هو بداية الطريق لخطوات قادمة؟ وهل جاء فعلا استجابة للنداءات المتكررة من القوى الحية في المجتمع السوداني ومن فئات متعددة من داخل المؤتمر الوطني نفسه للتحلل من نهج الماضي البغيض والتمهيد لمرحلة جديدة يقطع فيها الرئيس الصلة التي ظلت تربطه بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية التي جاءت به للسلطة تدريجيا كما ينقل عنه بعض جلسائه الخلص؟ وهل ما حدث هو فعلا ثمرة لكل تلك النداءات المتكررة التي وجهت له من كثير من المراقبين في الساحة السياسية ومنهم شخصي الضعيف بالتخلي عن عضوية المؤتمر الوطني والوقوف على مسافة واحدة من الفرقاء في الساحة السياسية في مرحلة انتقالية تفضي الى حريات واسعة وحوار عميق يشارك فيه الجميع بما فيهم الحركات المسلحة؟


    وهل أراد الرئيس بابعاد أؤلئك النفر عن واجهة الدولة ودائرة صنع القرار أن يطمئن الآخرين بحياده في الترتيبات القادمة التي ينوي أن يشرك الجميع في صنعها دون عزل أو مراوغة كما ظل هو الحال في كل المبادرات السابقة بسبب المتاريس التي ظل يضعها أؤلئك النفر أمام كل خطوات جادة للوفاق الجامع؟
    لا شك أن أؤلئك النفر كانوا من عوائق الوفاق الوطني الذي يخرج البلاد من الحالة الراهنة وربما كان ابعادهم في هذه المرحلة هو أفضل خيار لهم من الناحية الشخصية والحزبية فلعلهم يتفرغون لاعادة بناء حزبهم من جديد على أسس جديدة استعدادا للمرحلة القادمة التي يستقبلها السودان، وان يهيئوا أنفسهم لمواجهة حتمية ومساءلة كبيرة سواء من قواعدهم أو من أهل السودان، وذلك يقتضي منهم القيام بعمل خارق في المراجعة ونقد الذات والاعتراف بأخطاء الماضي، وقد يكون الرئيس قدم لهم خدمة جليلة بابعادهم عن السلطة في هذه المرحلة من مراحل التغيير المرتقب، ومما يعضد هذا التوجه فان المبعدين قد تم تجريدهم من المناصب الحزبية التي كانوا يشغلونها أيضا فذلك لا يفهم الا في اطار اسكاتهم عن التصدي للحديث باسم الحزب الآن،ِ وأصبح لزاما عليهم العودة مرة أخرى الى القواعد ليشاركوا في اعادة بناء الحزب من جديد قبل مؤتمره العام الذي تم تأجيله للعام 2014 بدلا من شهر نوفمبر 2013 ، فلعلهم يجدون لهم موطأ قدم جديد في الساحة السياسية في المرحلة القادمة، أو من أراد أن يعتزل منهم ويبحث له عن مهنة أو وطن بديل ربما يجد متسعا من الوقت لترتيب أوضاعه قبل أن تتضح معالم المرحلة القادمة التي ينتظرها السودان، وهذا ما تشير اليه التصريحات التي تتردد الآن على ألسنة بعضهم، فعليهم أن يشكروا الرئيس الذي أتاح لهم هذه الفرصة للمراجعة قبل أن تقوم الطامة الكبرى في حال تعثر خطوات الاصلاح الذي نرجوها في الفترة القريبة القادمة فتنصب أعواد المشانق في طرقات الخرطوم ويكونوا هم أول ضحاياها اذا بقوا في السلطة.


    خروج المبعدين من السلطة وهم قيادات نافذة في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني تاريخيا قد يتيح لهم أيضا الفرصة للتواضع ونبذ التعالي والغرور الذي كانوا يتعاملون به مع الآخرين بسبب السلطة وصولجانها، فلعلهم يبدأون حوارا جادا مع الكيانات التي خرجت من عباءة الحركة الاسلامية الرسمية والمؤتمر الوطني خلال السنوات الماضية بما فيهم المؤتمر الشعبي والاصلاح الآن وسائحون وغيرهم...ويصلوا جميعا الى ما وصل اليه أصحاب الجنة الذين حكى عنهم القرآن في سورة القلم (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَفَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَن لّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَبل نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
    في حقيقة الأمر يحتاج الاسلاميون أو "الاسلامويون" كما يسميهم البعض الى ملاومات واسعة ومراجعات عميقة لما قاموا به في السودان خلال ربع قرن من الزمان وما جنوه على حركتهم الاسلامية وعلى الشعب السوداني من مصائب لم يكن بامكان ابليس ولو جاء بجنوده أجمعين أن يفعل ما فعلوه بحركتهم الاسلامية وبالسودان من دمار وخراب. المراجعات المطلوبة أكبر بكثير من الحلقات التي يجريها الطاهر حسن التوم مع بعضهم بل هي أقرب في الشبه لتوبة بني اسرائيل (اقتلوا أنفسكم ...واخلوا الساحة لغيركم). وقد حاولت أن أشبه حالهم بأمراء الأندلس في آخر عهدهم ولكني وجدت البون شاسعا، فالأندلسيون أقاموا حضارة دامت ثمانية قرون وعندما تنازعوا وفشلوا وذهبت ريحهم تركوا للبشرية رصيدا هائلا من المعارف والخبرات استفادت منها أوربا في نهضتها المعاصرة وعم نفعها كل البشر، أما الاسلاميون في السودان فقد دمروا السودان وتفرقت بهم السبل في ربع قرن من الزمان وأثاروا ضدهم أحقادا وخلقوا غبائن مع القريب والبعيد لا تحميهم من دفع ثمنها البنايات الشاهقة التي يتحصنون فيها ولا تخفف من وطأتها عليهم الأموال المودعة في البنوك الأجنبية ولا تشفع لهم عند الناس وعند الله صيحات التكبير التي تاجروا بها طويلا...ولا شك عندي بأن الرئيس قد قدم لهم بعض المعروف باعفاء هذه الثلة منهم قبل الطامة الكبري لا سمح الله أو الوفاق الوطني المحتمل وذلك عرفانا بجميلهم اذ أنهم جاءوا به الى قمة السلطة في السودان ويعلم يقينا أنه تنتظرهم مواجهات كبيرة مع الشعب السوداني بعد زوال حكم الانقاذ الذي أصبح وشيكا ان لم تتداركنا حكمة العقلاء في الساحة وواقعية التفكير من الرئيس الذي يمسك بزمام الأمور كلها اليوم فهل يخرج لنا بمعادلة جديدة تخرج البلد من هذا النفق المظلم.


    ولا ندري أين يكون غدا هو الآخر (الرئيس) اذا أخفق في اغتنام تحويل هذه السانحة الأخيرة لاحداث تغيير شامل، ويقيني أنه اذا فوت هذه الفرصة فليس بعدها الا غرق السفينة ولا ندري ما يفعله وقتها اذا أدركه الغرق، أيستنجد بالجنائية الدولية أم يفرش فروة عبد الله ود سعد وينتظر القدر المحتوم، ووقتها لن تكون هنالك متمة حبشية ليهاجر اليها كما فعل المك نمرأو عشيرة تخفيه في سرداب تحت الأرض كما فعل بعض المريدين مع الامام عبدالرحمن المهدي، وبالطبع لا مجال للنزال مع الثوار والأيدي الخفية من خلفهم في أم دبيكرات كما فعل الخليفة عبد الله لأننا في عصر الأقمار الصناعية والصواريخ العابرة للقارات، وهاهي بوادر الطامة الكبرى قد لاحت في الأفق، ولنا عبرة بما يحدث في دولة جنوب السودان وفي أفريقيا الوسطى وفي الكونغو وقبلها في رواندا وبورندي وها هو موسيفيني قد لبس لامة الحرب وبدأ يقرع الطبول وينادي بالزحف شمالا ولا أظن أنه يتحرك بمفرده بل من خلفه القوى التي تسعى لاعادة تشكيل القارة الأفريقية وفق المصالح الاستراتيجية الغربية التي باتت الصين تهددها بتوغلها في القارة السمراء انطلاقا من قاعدتها الأساسية في الخرطوموالله يكضب الشينة...
    الأسئلة التي نطرحها بقوة ونريد الرئيس أن يجيب عليها بوضوح ودون مراوغة خلال المرحلة الحالية الدقيقة القادمة من عمر السودان هي كالآتي: هل قرر الرئيس ألا يترشح للرئاسة بصورة نهائية؟ وما هي الخطوات العملية التي سيتبعها ليوقف الجدل العقيم الذي يدور داخل أروقة المؤتمر الوطني بشأن ترشحه أو عدمه. لماذا لا يقف الرئيس بقوة مع الرأي الذي يقول بعدم دستورية ترشحه ويقفل هذا الباب بصورة نهائية اذا كان جادا في الأمر؟ والسؤال الآخر هل ينوي الرئيس حقيقة أن يخرج من المؤتمر الوطني في المرحلة القادمة ليكون على مسافة واحدة من الفرقاء في الساحة السياسية في المرحلة القادمة؟ وهل فعل ما فعل من تغيير في اطار خطة واضحة المعالم للاصلاح في هذا الاتجاه أم في اتجاه آخر لم يفصح عنه بعد، ومتى سيفصح عنه في ظل الأحوال الحالية التي تقول بأن السودان يتدحرج بسرعة فائقة نحو الهاوية؟



    بامكان الرئيس أن يستثمر الظروف التي انتجها بتلك التغييرات الكبيرة التي أبعدت تلك الثلة من الحكم ويسعى للخروج من المآسي التي تسبب فيها حكم الانقاذ خلال ربع قرن من الزمان بترتيبات لا تقل جرأة عن قرار التخلص من معظم رموز الماضي الذي يربطه بالحركة الاسلامية وابعاد الرؤوس التي ظلت تشكل له عبئاً ثقيلا يمنعه من اتخاذ مبادرات كبيرة وجريئة تجعله يضع نفسه على مسافة متساوية من كل القوى المؤثرة في البلاد في هذا الظرف الذي يستدعي لم الشمل. أمام الرئيس فرصة مواتية لطرح رؤية جديدة للم الشمل والتواضع على حل وسط يخرج البلاد من حالة الترقب والانتظار تبدأ بتقديم تنازلات كبرى لن يقف ضدها أؤلئك المبعدون بعد أن أصبحت قيمتهم صفرا في حسابات السياسة ولا أؤلئك الذين جاء بهم الى قمة السلطة حاليا بحكم العلاقة التي تربطه ببعضهم وتشابه المصير الذي ينتظرهم جميعا، بل ان بعضهم قد يكفيه أنه حمل لقب مسئول كبير في السودان ولو ليوم واحد.
    اذن ما هي التدابير التي يجب على الرئيس التحاور حولها مع الفرقاء في الساحة السياسية بكل الصدق ودون مناورات أو مراوغات وبالسرعة الفائقة قبل أن تشتعل ثورة الجياع والمهمشين في الأطراف وتنضج خطط المتربصين بالسودان لتحقيق أجندة خارجية كبرى ترتبط بمصالح الكبار في العالم وتزحف الجموع الهادرة بوعي أو بغير وعي على المركز فتقضي على الأخضر واليابس ويخسر الجميع؟
    باختصار شديد على الرئيس بعد الاعلان بالصوت العالي أنه رئيس لكل السودانيين وليس له علاقة بالمؤتمر الوطني أو الحركة الاسلامية بعد اليوم ولا يرغب في الترشح لرئاسة الجمهورية عام 2015، عليه أن يقوم بالتحاور حول تكوين مجلس رئاسي من أحد عشر عضوا هو أحدهم وتكون رئاسته بالتداول شهريا ويقوم المجلس بتكليف رئيس وزراء محايد حفيظ عليم حكيم قوي أمين يقود حكومة خبراء يجيزها له المجلس الرئاسي لمدة عامين ترعى التفاوض مع الحركات المسلحة ووضع الترتيبات الدستورية التوافقية والتمهيد للانتخابات العامة التي يشارك فيها الجميع بحظوظ متساوية ويتم كل ذلك في ظل حريات مشرعة وعدالة منضبطة ترد لكل ذي حق حقه، ان فعل ذلك قد يضمن السلامة الشخصية لنفسه بميثاق مكتوب ويحفظ ما بقي من كيان السودان المهدد بالمزيد من التشظي.


    فالسودان اليوم أمام ثلاث خيارات لا رابع لها، أولها أن يقوم الرئيس ويبادر بالترتيبات التي ذكرتها سابقا وتحتاج منه الى جرأة وعجلة وكياسة في التدبير والتنفيذ، ويجب ألا يستغرق ذلك أكثر من ثلاثة أشهر لاكمال تلك المشاورات لتكوين المجلس الرئاسي والحكومة المؤقتة، وأما الخيار الثاني فثورة شعبية منضبطة يقوم بها الشعب بفصائله كافة وبمناصرة من القوات النظامية كافة، ويتم ذلك في اطار حوار جاد في وضح النهار عبر كافة الوسائط الاعلامية وينظر فيه الى المستقبل الواعد في سودان الغد بأكثر مما ينظر لظلامات الماضي البغيضة تماما كما فعل الراحل المقيم مانديلا، ولا ينفي ذلك المطالبة برد الحقوق، ولابد أن يبدأ ذلك الحوار الآن ويتم في وضح النهار مهما كانت التحديات والعراقيل، وتبتدر ذلك الحوار وتكون رأس الرمح فيه الحركة الوطنية للتغيير ان أرادت أن تتنزل بشعاراتها التي تطرحها للساحة السودانية الى أرض الواقع حيث وجدت تلك الشعارات رواجا وقبولا من قطاعات كبيرة من كافة ألوان الطيف السياسي في البلاد وبذلك تكون قد انتقلت من مرحلة التنظير الى الفعل في أرض الواقع وشاركت في احداث التغيير الذي تنشده، ومهدت لمستقبل السودان الذي يتطلع اليه جميع الوطنيين الغيورين، ولابد من الوصول الى ترتيبات عملية مفصلة مع القوى الحية في البلاد بما فيهم حملة السلاح والقوات النظامية لترتيب مرحلة ما بعد سقوط النظام بالثورة الشعبية المنضبطة تحت مظلة جامعة يمكن تسميتها الجبهة الوطنية العريضة للتغيير.


    واما الخيار الثالث فهو الفوضى العارمة التي تنتج من تردد الرئيس في المضي قدما في خط الاصلاح الذي أشرت اليه سابقا أو من تصدي قوات الأمن بالقوة المفرطة للثورة الشعبية المنضبطة التي تقودها الجبهة الوطنية العريضة للتغيير كما حدث في سبتمبر الماضي. وليعلم الجميع بأن الثوار هذه المرة لن تخيفهم الدماء التي تسيل في سبيل التغيير بل سيصبح كل دم يراق وقودا للمزيد من بذل الدماء ولا خير في حياة خانعة تحت حكم فقد البوصلة منذ أمد بعيد وجعل السودان وما حوى ضيعة خاصة وحقل تجريب لثلة من العاطلين من المواهب والقيم فعجزوا عن تقديم أي عطاء ملموس لهذه الأمة النبيلة التي تتدفق خيراتها من السماء وتفيض من باطن الارض المعطاءة، وما للمرء خير في حياة اذا ما عد من سقط المتاع.فهل بعد كل هذه الصرخة المدوية ....


    عوووووووووك ياسيادة الرئيس يتمادى في الطناش ويرتكب حماقة كبرى ويضيع الفرصة الأخيرة لانقاذ السفينة التائهة في عر ض البحر.أدعو الله ألا يخيب ظننا هذه المرة أيضا....
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بروفسور مصطفى ادريس البشير
                  

01-13-2014, 11:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الترابي» هل في موسم العودة؟!
    الانتباهة

    نشر بتاريخ الإثنين, 13 كانون2/يناير 2014 09:12


    حاولت بعض وسائط الإعلام تلطيف الأجواء بين البشير والترابي الذي كان يعتبر الأول «هبة السماء» ثم تراجع عن هذا الوصف لاحقاً لأسباب معلومة. وقد جاء في الأخبار أن مصدرًا مجهول الاسم أكد أن الترابي لم يرفض لقاء الدكتور الفاتح عز الدين رئيس المجلس الوطني «البرلمان» ـ والأصح والأدق أن يقال «لم يرفض استقباله» ـ ضمن برنامج الزيارات التي يقوم بها لرؤساء الجهاز التشريعي السابقين، وكان قد زار في مناخ احتفالات البلاد بذكرى الاستقلال الأخيرة رئيس مجلس الشعب في عهد نميري السيد عز الدين السيد ورئيس المجلس الوطني العقيد محمد الأمين خليفة وهو سلف الترابي فيه.


    وكان الفاتح عز الدين يقول إنه ينتظر أن يوافق الترابي على قبول زيارته ـ وهي زيارة منزلية غير قابلة سودانياً بالطبع للرفض مهما كان. وربما كانت فكرة الزيارة المنزلية لضمان قبولها لأن الدعوة في الأماكن الرسمية أو في أي مكان تحت الرعاية الرسمية يمكن رفضها دون تكلفة أدبية يدفعها الرافض. لذلك قال المصدر الذي يحجب نفسه إن «الترابي أبوابه مفتوحة لاسيما وأن اللقاء حسبما أوردته الصحف يأتي بصفته رئيساً سابقاً للبرلمان وحتى على المؤتمر الشعبي فإن الدكتور الترابي أعلن أكثر من مرة إنه لا يحمل ضغينة لأحد».. انتهى.


    إن كل أفراد المجتمع السوداني يفتحون أبواب بيوتهم حتى ولو حملوا الضغائن فهي لا تمنع استقبال من يريد أن يطرق الباب أو يرن الجرس أو يتصل هاتفياً وهو وراء الباب لاستعداد أهل البيت لفتحه، فكل طرق الدخول يتجاوب معها أهل البيت، وحتى لو كان منصور خالد صادقاً في ما قاله عن الترابي بأنه «يغرس سهمه في قلب الخصم وهو يبتسم».. فهذا ليس مما يدعو السودانيين لمنع قبول زيارات بعضهم في بيوتهم سواء كانت قطية أو قصر منيف، لأن من يريد أن يكسب الناس لا يتجاوز كريم الأعراف.

    لكن المحامي «كمال» الذي يريد أن يتحدّث حتى عن عطسة الترابي يقول إن قبول الزيارة ورفضها أمر يقرره الحزب. هل الحزب يقرر قبول الترابي أو رفضه لزيارة الناس إلى بيته؟!. والزيارة هي تأتي بصفته رئيساً سابقاً للبرلمان، وحتى لو حل الحزب وذهب المحامي كمال إلى حزب آخر أو لحق بنصر الدين الهادي والتوم هجو وعرمان ليكيد الحكومة ستكون الزيارة قائمة على أساس أن الترابي رئيس سابق للبرلمان. فما علاقة حزبه الصغير ومجموعته القليلة بهذا الأمر؟! ومن اللائق أن يتحدث المحامي كمال عن الترابي في حدود أنه زعيم حزبه، لكن إذا تعلّق الأمر بغير ذلك فليس من اللائق أن يتجاوز هذه الحدود. لأن غير ذلك مسؤول عنه الترابي بنفسه. وحتى إذا سأله الإعلام، فالأنسب أن يوضح أن الأمر متروك له..


    ونفس المصدر يقول إن الترابي يعوّل على دور كبير يقوم به البشير لتحقيق التراضي الوطني، وإنه يرحب بقيادة البشير لدورة جديدة للحكم يمكن أن تكون بالتراضي ـ حسب قوله ـ وبدون انتخابات لقيادة فترة انتقالية لتحقيق الأجندة الوطنية المطلوبة.


    إن مجافاة الترابي للانتخابات شيئاً طبيعياً، فهو قد خسر انتخابات عام «1968م» رغم أن البعض هوس به يعتبره من أبطال ما يقال عنها ثورة «21» أكتوبر «1964م» وهي في الحقيقة كانت مؤامرة من مدارس التبشير مثل الإرساليات. وخسر أيضاً انتخابات «1986م» وبعد ذلك تورط في الانقلاب على الحكم المنتخب عام «1989م». وحتى رئاسته للمجلس الوطني لم تكن في إطار ديمقراطي باعتباره ليس منتخباً هو ولا البرلمان نفسه، وفي الفترة الانتقالية يمكن أن يفسح له المجال لتقلد منصب كما أتيحت له الفرصة في عهد نميري الشمولي، وكان الأفضل أن يدعو إلى عقد الانتخابات في موعدها لأن أغلبية أبناء الوطن يريدون الانتخابات وليس فترة انتقالية ثانية بعد تلك الأولى التي تضمنتها اتفاقية نيفاشا، لكن الديمقراطي ديمقراطي، وغير ذلك هو غير ذلك.



    ثم السؤال بماذا يا ترى سيعلق المحامي كمال المتحدث باسم حزب الترابي على قول المصدر بأن الترابي يعول على دور كبير يمكن أن يقوم به البشير وإنه يرحب بقيادته لدورة جديدة للحكم في إطار فترة انتقالية؟
    قد ينفي المحامي كمال وتكون حجته أن زعيم حزبه لم يتفوه أمامه بهذه الكلمات. لكن هل هذه الكلمات العزيزة عن الترابي هي مناورات سياسية لتعبيد طريق يمكن أن يؤدي إلى عودته إلى السلطة؟! وهل لم يكلف المحامي كمال بالتحدّث عن هذا الانطباع لدى الترابي لأنه ليس المناسب له بحكم تكليفه بالتصريحات الغشيمة؟!. أي هل المؤتمر الشعبي بصدد مرحلة ستتجاوز مرحلة تصريحات المحامي كمال؟!
                  

01-14-2014, 08:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    غازي صلاح الدين ينفي عزمه نشر فيديوهات عن اسرار الحركة الاسلامية

    January 14, 2014

    غازي صلاح الدين( صفحة غازي صلاح الدين )

    تم سؤال الدكتور غازي صلاح الدين مؤسس حركة الإصلاح الآن عن ماتم تداوله في وسائل الإعلام بخصوص أنه سوف يبث خلال الايام القادمة مجموعة من الفيديوهات علand#1740; موقع ( اليوتيوب ) يتحدث فيها عن اسرار اتفاقية نيفاشا وعن كشف خبايا واسرار الحركة الإسلامية السودانية فكانت أجابته :

    هذا غير صحيح . ما سأتناوله هو قضايا فكرية وسياسية مثل خيار الحد الادنى بين السودانيين الذي ننادي به في حركة الإصلاح الآن وقضايا اخرى شبيهه .

    ( صفحة غازي صلاح الدين بالفيسبوك


    ---------------------


    كمال عمر : لن نستجيب لاي مبادرة لا تضمن وضعا انتقاليا كاملا وتنحي عمر البشير نهائيا

    January 14, 2014

    كمال عمر(حريات)

    اكد الأستاذ كمال عمر عبد السلام الناطق الرسمي بإسم قوى الإجماع ان حكومة عمر البشير عالة على شعب السودان وفاقدة لاي شرعية سياسية اودستورية او وطنية او اخلاقية .

    ونفي في تصريح لـ (حريات) اليوم ، مشاركة قوى الإجماع في أي تسوية مع المؤتمر الوطني، مؤكدا : ( أى تسوية تطرح فى هذه المرحلة بمثابة اعطاء أوكسجين لهذا النظام الذى يحتضر ، لن نستجيب لاى مبادرة ما لم تضمن هذه المبادرة ذهاب هذا النظام من السلطة نهائياً وقيام وضع انتقالى كامل لا يرأسه عمر البشير اطلاقاً ) .

    وحول الوضع في جنوب السودان ، قال كمال ( لقد حاولت أجهزة النظام ان تضلل الرأي العام حول موقف قوى الإجماع من الأزمة في جنوب السودان وذلك بتصويرنا في موقف الإنحياز لطرف على آخر ، أسمته صحف دعايتهم أولاد قرنق ).

    وأضاف ( نحن نحوز على ثقة قادة الجنوب ومؤهلين أكثر من المؤتمر الوطني – المتورط في الصراع – على لعب دور لإحلال السلام في الجنوب ، نحن نقف في مسافة واحدة بين كل الأطراف هناك ، وقد إتصلنا بكافة الأطراف من الرئيس سلفاكير إلى دكتور رياك مشار للمساهمة في حل الأزمة ، ولا زالت مساعينا مستمرة في هذا الصدد) .

    وقال ( رأينا ان شعب جنوب السودان الذي ناضل وعانى من عنصرية وقهر نظام المؤتمر الوطني طويلاً يستحق ان ينال حياة آمنة وحرة وكريمة ، ونحن نعمل من أجل أن يسود الأمن والسلام هناك ومن أجل هزيمة مخططات المؤتمر الوطني الذي يلعب على كل الحبال بصب المزيد من الزيت على نار الفتنة هناك وستنهزم مخططاتهم ان شاء الله ويعم الإستقرار والسلام كافة ربوع جنوب السودان )
                  

01-14-2014, 08:51 PM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    صديقي العزيز \ الكيك

    تحياتي وشوقي الكتيييييييييييييير .

    Quote:
    غازي صلاح الدين ينفي عزمه نشر فيديوهات عن اسرار الحركة الاسلامية


    شن قدرو انشر حاجة والله بكرة بحصل الزبير والذين اهلكوا من قبله .
                  

01-16-2014, 09:26 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: مني عمسيب)

    اهلا بالمنى

    الاخوان ما عادوا اخوانا مثل زمان هم الان يحملون الحقد تجاه بعضهم بعضا اكثر من حقدهم وبغضهم للاخرين والسبب خلاف السلطة والجاه والمال والمنصب وقصر النظر وعدم وجود رؤى ومنج وبرنامج واضح للحكم لهذا سوف يختلفون ويتعاركون ويقتلون بعضهم بعضا تحت التمسك بالشعارات وبعدهم عن جوهر الدين السمح

    اشكرك وهنا ممكن تجدين الدليل


    الرئيسية | أخبار | موسى هلال بعد إنشائه لمجلس الصحوة الثوري: المجلس سياسي وعسكري والخيارات واضحة أمامنا
    موسى هلال بعد إنشائه لمجلس الصحوة الثوري: المجلس سياسي وعسكري والخيارات واضحة أمامنا
    منذ 3 ساعة 18 دقيقة



    موسى هلال
    موسى هلال
    من فتح الرحمن شبارقة


    موسى هلال بعد إنشائه لمجلس الصحوة الثوري:
    المجلس سياسي وعسكري والخيارات واضحة أمامنا
    كثير من تصرفات الحزب الحاكم لا تعجبني
    لا أعرف إذا ما زلت مستشاراً في الحكومة الآن أم لا ؟!
    نحن عساكر ولا فاعلية لسياسي بدون قوة على الأرض


    حاوره : فتح الرحمن شبارقة

    هو ليس مجرد شيخ، أو زعيم قبلي لم تتجاوز سمعته مضارب قبيلة المحاميد التي يتزعمها. فموسى هلال، يعد من أشهر القيادات الدارفورية داخلياً وخارجياً، وأكثرها إثارة للجدل منذ أن ضمته إحدى قوائم عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية لإتهامه بإرتكاب جرائم وزعامة ما يسمى بمليشيا الجنجويد، حيث يختلف الناس هناك إزاءه بشكل كبير، فمنهم من يراه رجل حرائق، وآخرون يرون فيه رجل إطفاء قدّم مساهمة كبيرة في إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة.

    كان ذلك قبل عدة سنوات، أما قبل عدة أيام فقط، فجر موسى هلال مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن عن إنشائه لمجلس الصحوة السوداني الثوري الذي يزاوج بين العمل السياسي والعسكري في دارفور، وهو الأمر الذي دفع (الرأي العام) للاتصال به في مكان وجوده بدارفور لطرح العديد من التساؤلات عن الداعي وراء إنشاء مجلسه الجديد، وما لا يعجبه في المؤتمر الوطني، وتساؤلات أخرى عن وضعيته وخياراته وعلاقته المتوترة مع الحزب الحاكم، فإلى مضابط الحوار:

    *أعلنت في الأيام الفائتة إنشاء (مجلس الصحوة السوداني الثوري).. هل هذا المجلس سياسي أم عسكري؟

    - الاثنين معاً، هو مجلس سياسي وعسكري.

    *إذا كان المجلس فيه شق عسكري فهذا سيدخلكم في مواجهة مع الحكومة؟

    - (والله الاتنين مع بعض، وأنت عارف نحن عساكر طبعاً). ثم أي سياسي لا قوة له على الأرض فلن يكون عنده مفعول.

    *إذا كان مجلس الصحوة السوداني الثوري عسكري، فهو عسكري ضد من؟ خاصة وأن هنالك الكثير من الأطراف المتصارعة في دارفور؟
    - نحن لسنا ضد أي جهة، لكن الجسم السياسي إذا لم يكن مسنودا بقوة فلن تكون عنده فعالية.

    *ما هو الداعي لهذا المجلس أصلاً؟
    - المجلس حتى الآن، نحن نعتبره منبرا أو جسما يمكن أن نعالج عبره مشاكلنا مع الحكومة، وإذا كان هناك أي خلاف أو نقاش حول المسائل التي جعلتني أتخذ موقفا بعيدا عن الحكومة، فنستطيع عبر هذا المجلس أن نصل لحلول ترضينا جميعاً.

    *بوصفك زعيما قبليا وسياسيا، هل سيكون هذا المجلس خاصاً بدارفور أم ربما لكل السودان؟

    - أنا زعيم قبلي وأحد الرموز القبيلة في دارفور هذه حقيقة لا أنكرها، ولكن أنا زعيم سياسي كذلك، ومن الرموز السياسية المعروفة داخل وخارج السودان، وأنا أتحدث من منطلق سياسي وليس من منطلق قبلي..

    *أياً كانت خلفيتك.. هل سيكون مجلس الصحوة السوداني الثوري خاصاً بأهل دارفور فقط أم بكل السودان؟


    - هذا المجلس يطرح عدة أشياء منها الاصلاحات التي طرحناها في خطاباتنا، ومنها المحاور التي نناقشها مع إخواننا في الحكومة..

    * وماهي المشاكل التي ناقشتها مع الحكومة؟

    - طبعاً هذه المشاكل لا يمكن أن نتحدث عنها كلها في الإعلام، ونحن نتحدث عن مشاكل السودان كله وعن المشاكل الوطنية المرتبطة بالوطن والمواطن.

    * من تستهدف ضمه لهذا المجلس على وجه التحديد؟


    - استهدف ضم كل السودانيين.
    *هل يعني ذلك أنك ستصفي وجودك العسكري وتأتي إلى مجلس الأحزاب في الخرطوم لتسجيل المجلس كحزب سياسي منفصل عن المؤتمر الوطني، أم ماذا؟

    - بعد أن نصل إلى تفاكر بيننا وبين الجهاز الحاكم، وإذا تجاوزنا النقاط الخلافية بعد ذلك يمكن للمجلس أن يكون ضمن الحزب الحاكم، وإذا لم نصل ممكن جداً ننشق عن الحزب الحاكم ونقوم بتسجيل المجلس كمنبر أو كأي جسم سياسي يكون قائما بذاته.
    * رشح حديث في الأيام الماضية ببعض المراصد الصحفية عن أنك انشققت بالفعل عن المؤتمر الوطني فما هي طبيعة علاقتك الآن بالحكومة والحزب الحاكم؟
    - والله حتى الآن العلاقة طبيعية، لكن مثلما قلت لك لا أستطيع أن أعطيك نتيجة نهائية قبل التفاوض والتحاور، فنحن طرحنا محاور وبعض الخلافات السياسية بيننا و بين جزء من المجموعات الموجودة في الحكومة. وهذه الخلافات حسب وجهة نظرنا هي خلافات عامة على مستوى الدولة وعلى مستوى السودان.
    ولاختصر معك المسافة، إذا هم أصبحوا جادين وجاءتنا لجنة أو جاءنا وفد بمستوى عالٍ وقعد معنا في الأرض، فسنناقش هذه المسائل ولن نتبع العواطف بل سنتبع العقل وسنتبع الرأي الصائب سواء أكان مننا أو منهم، وإذا رفضوا فهناك خيارات أخرى يمكن الإنسان يمشي فيها.
    *ما هي القضايا الخلافية بينكم وبينهم على وجه الدقة؟
    - نحن قلناها في ثمانية محاور وهي معلومة بالنسبة لك يا شبارقة..
    *ماهي أهم تلك القضايا الثمانية يا شيخ موسى؟
    - القضايا الثمانية محاورها واضحة، والآن نحن وضعنا ورقة كمادة للتفاوض إذا جاءتنا أي مجموعة لتفاوضنا فسنتناقش فيها ونتفاوض حولها.
    *ماهو الذي لا يعجب موسى هلال في المؤتمر الوطني؟
    - الهيمنة على القرار، وعدم إتاحة الفرصة للشورى الحقيقية، وكثير من تصرفاته لا تعجبني.

    *بعد تكوين مجلس الصحوة السوداني الثوري.. يتوقع البعض أن (لا يلم شيخ موسى في زعيم قبلي، ولا يصبح زعيما سياسيا)؟
    - (كل زول بِعرِف مخت رجلو كيف)، وأنا الخيارات متاحة أمامي.

    *لكن قبل المجلس كنت تتحرك في فضاء واسع وكانت لديك مساحات كبيرة للحركة قبلياً وسياسياً ولكن هذا الفضاء سيضيق عليك إذا خرجت من المؤتمر الوطني؟
    - الخيارات بيننا وإخواننا المسؤولين في الدولة واضحة، فإما أن يكون هناك منبر للحوار بيننا وبينهم لمناقشة المسائل بيننا بالمنطق، أو يقفلوا باب النقاش وحينها ستكون هناك أيضاً عدة خيارات.

    *ألم يتم الاتصال بك حتى الآن على نحوٍ جاد من قِبل قيادات الدولة أو المؤتمر الوطني؟

    - أفتكر إن هذه أسرار مهنة، ولا أستطيع أن أقول الآن إذا كانت هناك اتصالات أم لا، فمثل هذه الأحاديث لا تقال الآن.

    * قلت إن مجلس الصحوة السوداني الثوري يمد يده لمناوي وعبد الواحد وجبريل إبراهيم ، كيف ستتفاوض معهم وأنت خصمهم مثل الحكومة نفسها؟
    - هذا الحديث سبق وأن قلته عندما كنت في الخرطوم، فيجب أن تتاح فرصة لجميع الناس وأن لا يكون ملف دارفور محصورا عند ناس بعينهم.

    *ولكنك في نظر مني وعبد الواحد وجبريل إبراهيم أنت زعيم الجنجويد وعدوهم اللدود؟
    - هذه مسائل أبلى عليها الزمن، وكلام أبلى عليه الزمن، فالمداومة على الرأي وعلى هذا الفهم خطأ، وحتى لو كانت أخطاء من جانبهم أو تفسيرات من جانبهم علينا، فأنا أرى ان الناس يجب أن يتعظوا ويصلوا لنقاشات توصل البلد الى مرحلة جديدة وإيجابية، فالسياسة غير ثابتة، فأنت إذا داومت على شىء ولم يذهب بالبلد للأمام فيجب أن تراجع موقفك، ولابد من تحولات في الآراء وتحولات سياسية لمعالجة مشاكل البلد.

    * علاقتك مع الحكومة أصبحت محل تساؤل كبير في الفترة الفائتة، فهل ما زلت مستشاراً بديوان الحكم الإتحادي أم تم اعفاؤك مؤخراً؟
    - هذا الأمر يمكن أن تسأل عنه ناس الخرطوم هناك وسيعطوك النتيجة.

    * لدى معلومات بأنك الآن لم تعد مستشاراً في الحكومة بعد التغييرات الأخيرة؟

    - أرجو أن تتأكد أنت من هناك لأنني بعيد وما عارف الحاصل بعد القرارات الأخيرة..

    *هل يمكن أن لا تكون عارفاً إذا كنت مستشاراً حتى الآن أم تم اعفاؤك من منصبك؟

    - لم يأتني أي إخطار.
    *إذا لم يأتك إخطار، ألم يأتك مرتب من الدولة على الأقل لتعرف أنك ما زلت مستشاراً أم أنك لا تتقاضى راتباً؟

    ارتفعت نبرة صوته قليلاً قبل أن يقول:
    - يا شيخنا أنا قلت لك، إن هذه الأمور يعرفها الأولاد في المكتب، فأنا طوّلت من الاتصال والسؤال عن مثل هذه الأمور.
    *طيب ما الذي يود أن يقوله موسى هلال قبل إنهاء هذا الحديث القصير؟
    - رسالتي للشعب السوداني أنه لابد من معالجة الأخطاء واتفاق الناس على شىء ينقذ البلد ويجنبها الإنجراف، فالسودان دولة ذات سيادة وتحترم نفسها ولها تاريخ عميق، والتغالطات مثل عمل مائة حزب وأربعين حركة وتكتلات قبلية في دارفور، هذا كله تخبط سياسي ولابد أن يحدث في السودان تحول سياسي يعيد للبلد هيبتها كدولة وسط دول الإقليم.
                  

01-17-2014, 01:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    اسحق احمد فضل الله

    حكومة الجملة الاعتراضية


    التفاصيلنشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 09:46



    > وحكومة العام الواحد.. بمهمتها الواحدة.. تنظيف الركام.. حكومة لا يلتفت إليها أحد الآن..!!

    > والعيون تبقى عند الحكومة الماضية التي تصنع الحكومة القادمة.
    > والبحث ينصب رجالاً كثيرين للنبش.. والنبيشة!!
    > والحديث يذهب إلى أن
    : فترة اغتسال هي ما يجعل قادة الوطني يذهبون.. استعداداً للعودة.
    > وأسامة وسناء وآبو بكر وآخرون يريدون صناعة الحكومة القادمة.

    : حكومة علي عثمان!!

    > ومن يصنع مقعد الرئيس يصنع / عادة/ مقعده هو.
    > وعلي عثمان ونافع كلاهما يعرف بعد رحلة أوروبا أنه ليس مرفوضاً هناك.
    > والمخابرات التي لا تنتظر من يسألها لتنقل رأيها تجعل هذا وهذا.. يفهم.


    «2»
    > والمخابرات العالمية تجربتها مع الإسلاميين في السودان تعلمها أنهم أشد مكراً.
    > وحديث السفارات يقول إن خطة «اذهب أنت إلى القصر حتى أذهب أنا إلى السجن» كانت مخادعة تنكشف لأنها ساذجة.
    > لكن مخطط انقسام عام «2000م» يصمم بحيث أنه يدوخ العالم حتى اليوم.
    > حتى القاعدة من الإسلاميين لا تعرف.
    > ومرحلة الصراع على الرئاسة تجعل المخابرات العالمية على يقين من أن الإسلاميين يدبرون شيئاً.


    «3»
    > قالوا
    : الطرف الآخر منذ اليوم الأول للإنقاذ.. لم يكن هو الأحزاب.. الطرف الآخر كان هو المخابرات العالمية.
    > والإسلاميون يعرفون أن حرب المخابرات تذهب إلى «العدو الأخضر.. الإسلام.. بعد سقوط العدو الأحمر.. الشيوعية.. في عام ميلاد الإنقاذ.
    > والمصارع.. في المصارعة الأسبانية يجعل الثور يطعن العباءة وليس جسم المصارع.
    > والإسلاميون يجودون عمل العباءة الحمراء أمام المخابرات العالمية.


    «4»
    > ولا صراع بين نافع وعبد الرحيم
    > ولا بين علي عثمان وبكري.
    > ولا بين أسامة وقوش ولا .. ولا..
    > والبحث عن ملامح الحكومة القادمة يذهب إلى البحث عن ملامح الشخصيات الآن.. ومنها قوش وعلي وآخرون.
    > ورسم الشخصيات يجعل من أبسط الأشياء حدثاً.
    > وقوش يقول الأسبوع الماضي
    : لم أسلِّم إسلاميين إلى ليبيا.
    قالوا: نعم.. لم يسلِّم أحداً.. ومن يصنع الشائعة هذه ضد قوش كان هو قوش.. وقوش يطلق الشائعة هذه حتى يوقف تدفق الإسلاميين على السودان.
    > والفكرة هذه.. داخلية أم خارجية؟!
    > وقوش يقول إن المخابرات الأمريكية لا تعمل ضد السودان.
    > والإجابة هذه تجعل السؤال يطل ليقول
    : لماذا؟!
    > وتشريح صورة قوش حديث يمضي حتى بوابة الرئيس البشير ولعل اجتماع الأربعين لتحديد مصير قوش يعد حدثاً معروفاً يؤدي إلى فصل قوش من رئاسة المخابرات.
    > ورسم الشخصيات ينظر في دهشة إلى أحدهم.. أسامة أو نافع.. لا نعلم وهو مع أنه ينازع قوش منذ زمان كان هو من يعترض بشدة على إقالة قوش.
    > قال: ليس الآن..!!


    > وأسامة أو غيره يشترط إبعاد قوش عن رئاسة المؤتمر الوطني.
    > إسامة الإسلامي العتيق يقود مشروعه بهذا ضد قوش.. ويقود مشروعه الآخر من هناك خلف علي عثمان.
    > والحديث الفصيح المتدفق عن الإسلاميين يذهب إلى «صمت» علي عثمان.. الصمت المتدفق الفصيح.
    > لكن الأمر كله ما يقوده هو العيون التي تطل على الإنقاذ منذ يومها الأول.. ومعرفة المخابرات الممتدة.
    > ومعرفة العالم الجديد ومخابراته ولغة العالم اليوم.


    > والأستاذ مريود يقص أمس أن بروفيسور جعفر ميرغني في لقاء بين الوفد السوداني والمصري حول حلايب..

    حين يجد أن كبير الوفد المصري هو السيد يونان.. يكتفي بفتح صفحة من كتاب السيد يونان ويقرأ منه حديث يونان عن أن «حلايب سودانية 100%»
    > لكن لا يونان ولا الوفد المصري يسوقه هذا.
    > ثم لا أحد يدهشه شيء.
    > والسبب هو أن لغة العالم اليوم هي هذه.


    > العالم هذا هو ما تجد الحركة الإسلامية وحكومتها أنها تواجهه.
    > والسودان يصنع حكومة تعرف هذا.
                  

01-18-2014, 09:33 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حتى أنت يا مصطفى إدريس! محمد وقيع الله
    منذ 11 دقيقة


    محمد وقيع الله
    محمد وقيع الله
    حتى أنت يا مصطفى إدريس!
    محمد وقيع الله
    (1)

    لا يَسرنا بل يُشجينا أن نوجه هذا النقد إلى مسعى الرجل الذي لم يُذكر يوما إلا بالخير والفضل الجزيل، والله حسيبه، سعادة أخينا الفاضل البروفسور مصطفى إدريس، عميد طب الخرطوم الأسبق، ومدير جامعتها السابق.
    فقد وضعته الدولة على قمة أعرق وأسمق معهد للعلم بالبلاد وكلف بإدارته وتقويمه.
    وبدلا من أن يحصر جهده في سبيل النهوض به، والسير به على نهج إسلامي عصري تقدمي قاصد، جعل همومه متوزعة على غيره، ولم يفرغ له الفراغ الكامل اللازم.
    وطفق يتفتش عن المشاكل الجانبية لتغرقه.
    ولم يبال بأن يدخل في مشاغلات ومناوشات لا غاية لها ولا جدوى منها مع رئيس البلاد.
    اللهم إلا إن كان يبغي أن يسجل بها موقفا بطوليا شخصيا ربما ناله في نظر البعض ممن يرون سمات البطولة في اجتراح مثل هذه المشاكل الجانبية مع الزعماء.
    ومناوشة المسؤولين الإداريين العاديين ومهاوشتهم لرئيس بلادهم الأعلى أمر عجيب انفردت به بلاد السودان ولا ترى له مثلا في غيره من الأوطان.
    فلا يقوم مسؤول إداري في العادة بمناوشة رئيسه المباشر بَلْه أن يناوش رئيس البلاد الأعلى إلا بعد أن يقدم خطاب استقالته من أداء المهمة المنوط به أداؤها والتخلي عن المنصب الموسد له.
    أو ربما ضمَّن ذلك في نص استقالته من العمل المكلف به.
    أما من يستطيل على رئيس البلاد، ويحلم بأن يبقى على منصبه ليواصل مناوشاته ومهاوشاته له، فهذا ما سمعنا بخبره إلا في بلاد الغرائب والعجائب، المعروفة باسم السودان!
    وبعد زمن قليل جدا من إقالته من إدارة الجامعة تحول البروفسور مصطفى إدريس إلى سياسي من زمرة السياسيين الثوار.
    ورام إنشاء حزب خاص به فلم يوفق في حشد الكوادر وتجييش الأنصار.
    فآثر من يأسٍ أن ينضاف إلى مجموعة الطيب زين العابدين التي تدعى حاليا بحركة التغيير، ويأمل أصحابها أن تدعى غدا بحزب التغيير.
    ومشكلة البروفسور إدريس، الذي لم نعرف له اهتمامات سياسية مباشرة في سالف دهره، أنه فشل سياسيا وإداريا في قيادة الجامعة، بما شرحه هو نفسه من ظروف دخوله في صراع مكشوف مع الصندوق القومي لإعاشة الطلاب.
    وهو كما يتضح من اسمه صندوق قومي يتبعُ للجامعاتِ جميعا، أو تَتبعُ له الجامعاتُ جميعا.
    وقد نص قانونه الأساسي على أنه المصلحة العليا القائمة على أمر السكن الجامعي.
    وبذلك لا تجوز منازعته فيما كلف به قانونا، طلبا لامتيازات أو اعفاءات لصالح جامعة بعينها، من دون أخواتها من الجامعات.
    وحتى لو فرضنا أن الصندوق القومي لإعاشة الطلاب هيئة ظالمة، تسعى إلى (التكويش) وانتزاع بعض سلطات الجامعات وممتلكاتها، ألم يكن ممكنا - سياسيا - أن يتجاوز البروفسور إدريس عن كل ذلك، من أجل أن يفرغ لما هو أهم من هموم الجامعة المهمة؟!
    مثل همِّ تطوير مناهجها الدراسية وتحديث مكتبتها مثلا؟!
    وهما همَّان أهم ألف مرة ومرة من هموم التنازع على مسائل التغذية والتسكين.
    بلى!
    ولكن هذا ما فشل البروفسور إدريس في إدراك كنهه.
    إذ أصر على تصعيد نزاع جانبي مع الصندوق، جانب به الصواب، وما بلغ به فصل الخطاب.
    وبعد ذلك اتجه البروفسور إلى افتعال مزيد من المشاكل الجانبية التي لا لزوم لها على الإطلاق.
    ولا ريب أن من يتمرَّس جيدا في معارك السياسة، ومن تعركه السياسة عراكا صعبا، سيعرف أخيرا كيف يساوم ويهادن ويتخذ الحلول الوسطى.
    ويصبح هذا من جملة تطبعه وتديدنه وإن لم يكن من جبلته وسليقته الأولى.
    ويعرف كيف يرتب الأولويات وينسقها على حسب أقدار كلٍّ منها واستحقاقاتِه.
    ويعرف كيف يغضُّ الطرف عما لا يلزمه خوضه من المعارك اللافحة والمشاغبات الشاطحة.
    ويصل بفضل الدُّربة والمِرانة ومرير التجربة إلى ذوق لُباب قول زهير:
    ومن لا يُصانع في أُمورٍ كثيرةٍ يُضرَّس بأنيابٍ ويُوطأ بمَنسِمِ!
    ولكن من قلة تملي البروفسور إدريس في فقه السياسة، وضحالة خوضه في بحورها، أنه لم يتذوق شئيا من ذلك، ولم يتفطن إليه ولم يأبه به.
    وفي الحقيقة فإن دراية البروفسور إدريس في أمور السياسة، وضعف تفقهه في فصولها، أمر تشهد به مقالاته وفعالاته، التي اجترحها في شؤونها وشجونها.
    وبالطبع فلا يعني فلاح امرئ وتفوقه في درس الطب، وقبل ذلك فلاحه وتفوقه في امتحان الشهادة السودانية، كما هو حال الطالب العبقري في مجال العلوم الطبيعية مصطفى إدريس، أنه سيوهب تلقائيا فلاحا وتفوقا لدُنِّيَّا في درس السياسة وممارستها.
    فقيمة كل امرئ تكمن في ممارسته لما يجيده ويحسنه من الأمور.
    ومجانبته لما لا يجيده ولا يحسنه من الأمور.
    وهذا ما أشار إليه وأكَّده ربُّ الحكمة والكياسة علي بن أبي طالب في الزمن التليد.
    فقد يحسن الإنسان فن الكتابة، ولكنه يؤثر أن يكون خطيبا مُصقعا فيزلُّ.
    لأن الخطابة التي يهواها لا تهواه.
    ولأنه غير مهيأ لها بمواهبه ومكاسبه.
    وقد يكون الإنسان ناثرا مجيدا ينثر اللالئ والدرر، ويوشِّي نثره بما يَزري بالحُبَر، بيد أنه يطمح إلى تسَنُّم ذُرى الشعر.
    فيهوي من حالقٍ.
    لأن الشعر صعب وطويل سلُّمه!
    ومن الناس من يكون طبيبا لبيبا.
    ويكون ذا حذق في التشخيص والتوصيف.
    وذا مهارة واقتدار على إبراء المرضى من آلامهم التي تكويهم.
    غير أنه يظن أنه قد خلق سياسيا أو لكي يكون سياسيا.
    فيُقحم نفسه في وحل السياسة ودغلها.
    ويخسره الطب وتلفظه السياسة.
    ويخرج بخيبتين وحسرتين حسيرتين.
    ولنواصلن القول برفق، إن شاء الله تعالى، في تبيان خطل القول في مقالة هذا الولي الحميم، سعادة أخينا البروفسور مصطفى إدريس الأخيرة، التي منحها عنوانا غير موفق يقول: )عوووووووووووك ياسيادة الرئيس(!
                  

01-23-2014, 08:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    «صلاح قوش» : نهج الإنقاذ أدخل البلاد في مشاكل مستمرة ولا داعي لاتهام الأشباح


    «صلاح قوش» : نهج الإنقاذ أدخل البلاد في مشاكل مستمرة ولا داعي لاتهام الأشباح




    قال: الإخوان في السودان تخلوا عن الإخوان المسلمين وأصبحوا لا يتحدثون عن المشروع الحضاري

    01-22-2014 06:58 PM
    الخرطوم – أحمد دقش

    قال المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول "صلاح عبد الله قوش" إن الإنقاذ حملت معها تفكيراً خاطئاً وسالباً منذ يومها الأول، ما جعلها تعادي الجميع بذلك. وأضاف: (كان من الممكن أن نأتي ومعنا أصدقاؤنا ونحارب أعداءنا ولكننا أتينا من أول يوم وأعداؤنا في جيبنا ووحدنا أخرجناهم وبدأنا نحاربهم قبل أن يحاربونا).

    وقال إن ذلك النهج أدخل البلاد في مشاكل مستمرة حتى اليوم. وقال "قوش" لبرنامج (حتى تكتمل الصورة) بقناة (النيل الأزرق) إن دور السودان أفريقياً تراجع بسبب تقاعس السودانيين والتعقيدات الداخلية وعدم الإسراع في معالجتها ما أدى إلى تشكيل الموقف الإقليمي والدولي في مواجهة السودان.

    ودعا لعدم التباكي واتهام الأشباح والرمي باللوم على الآخرين في مشاكل السودان. ولم يستبعد "قوش" أن تدخل مصر في حرب ضد إثيوبيا، وأكد وجود مخاوف إثيوبية من محاربة مصر لها. وقال إن دور السودان تراجع في المنطقة وأن إثيوبيا تزايد دورها اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً في منطقة القرن الأفريقي، بجانب انحسار دور مصر في أفريقيا وفي العالم العربي.

    وقال "قوش" إن النظام في مصر يعاني من عقدة العلاقة بين الإخوان المسلمين في مصر وبين الإخوان في السودان ما دفعه لتشكيل موقف في مواجهة النظام في السودان. وقال إن الإخوان في السودان تخلوا عن الإخوان المسلمين وأصبحوا لا يتحدثون عن المشروع الحضاري وإنما عن القضية الوطنية السودانية. ودعا القادة الجدد في مصر لعدم جعل هذه القضية تؤثر على تفكيرهم وذهنيتهم. وقال إن أي تدهور في العلاقة بين مصر وإثيوبيا سيتأثر منها السودان ودعا للاستعاضة عن ذلك بالدخول في علاقة تكامل اقتصادي وسياسي. وقال إن إثيوبيا يمكن أن تشكل إضافة وقوة لتقوية السودان. وطالب قادة البلاد بضرورة توظيف ذلك من جانب السودان ليستفاد منه في المصالح الوطنية السودانية.

    وقال إن قضية "الفشقة" تم حلها قبل البداية في تنفيذ سد النهضة بفترة زمنية طويلة. وأشار إلى أن "الفشقة" أصلا قضية افتعلتها معارضة "الأمهرا" الإثيوبية بغرض إحراج الحكومة الإثيوبية في المركز، بجانب استخدام المنطقة كمعبر لها من إرتريا، وجعل المنطقة تعيش في حالة من عدم الأمن بغرض تسهيل تسربها. وأضاف:(حالة عدم الأمن شجعت المزارعين الإثيوبيين للتوغل داخل الأراضي السودانية).

    وأكد "قوش" أن قضية "حلايب" كانت تخضع لبعض الأجندة السياسية، وأنه كلما يحدث توتر تحاول مصر توظيفه سياسياً ضد السودان. وقال إن البلدين كانا يطرحانها عند التوترات من أجل المزايدة السياسية والحرب السياسية بينهما. وأضاف: (مهما احتلها المصريون فلن تحل بالقوة). وقال إن موازين القوة يمكن أن تتغير بين يوم وليلة. وقال إن آليات معالجة النزاعات الحدودية معروفة في العالم.

    ورأى "قوش" أن السودان لا مصلحة له في الدخول في حرب لصالح أي طرف من الطرفين إلا في حال استعدى أحدهما السودان ما يدفعه إلى البحث عن تحالف. وشدد على ضرورة أن يبحث السودان عن قضيته، وأن يقيم تحالفاته وخياراته وفقاً لمصالحه، وأن لا ينحاز لأي طرف من الطرفين. وقال إن مصلحة السودان في أن يحافظ على التوازن ولعب دور الوسيط المقبول لأي طرف من الطرفين.

    المجهر

    --------------------------------
    حاج ماجد سوار : إعفائي بهذه الطريقة " إهانة ".. الوضع في الخارجية يشوبه الارتباك.


    حاج ماجد سوار : إعفائي بهذه الطريقة

    «لراس الدبلوماسي وزوجته أميرة قرناص سفيرة النظام بايطاليا»



    وجه إنتقادات حاده لوزير الخارجية علي كرتي

    01-22-2014 06:48 PM
    الخرطوم: أسامه عبد الماجد:

    صوب سفير السودان السابق بليبيا حاج ماجد سوار انتقادات حاده لوزير الخارجية علي كرتي وألمح إلى أن الوضع في الخارجية يشوبه الارتباك. مشيراً إلى أن أوضاعه مازالت مُعلقة حتى الآن، وأنه لا يدري هل مازال سفيراً في الخارجية أم لا، لأنه مازال بعيداً منذ إعفائه من منصبه في أواخر سبتمبر الماضي عقب إنتقاده زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم. وحمل سوار قيادة الوزارة مسؤولة ذلك واعتبر إعفاءه بهذه الطريقة إهانة لشخصه، وقال إنه تلمس عدم رغبة وزير الخارجية في خدماته بالوزارة وإستدل على ذلك بتوزيع عدد من السفراء الذين انقضت مهامهم على إدارات بالوزارة عدا شخصه، وزاد: « كما لم يطلب مني حتى الحضور للوزارة، وهذا يؤكد أن الوزارة باتت زاهدة في أن أكون جزءاً منها ».


    ونفى أن تكون المسألة فيها كيد سياسي أو لها أبعاد شخصية بينه وكرتي والوزير السابق أسامه عبد الله، في إطار ما يثار بشأن وجود صراع (الأنداد) داخل المؤتمر الوطني. وكشف سوار عن أربعة سفراء - لم يسمهم - أبدوا رأياً صريحاً في زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم وهو ذات الأمر الذي أعفي بسببه على خلفية انتقاده تلك الزيارة من خلال رسالة بعث بها للوزير كرتي.

    آخر لحظة

    ------------------------------

    كمال عمر : المؤتمر الوطني يسعى لخلق المشاكل بين الشعبي وأحزاب المعارضة الأخرى

    January 22, 2014

    كمال عمر (اخر لحظة)

    اتهم المؤتمر الشعبي المؤتمر الوطني – الحزب الحاكم- بحياكة مؤامرات تهدف لخلق مشكلات بين قياداته وإساءة علاقته مع الأحزاب المعارضة، مشيراً إلى أنه يدرك الجهات التي تنفذ مخططات النظام وسط الأحزاب لكنه يمسك عن كشفها إلى حين.

    وحذر الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام في تصريح لصحيفة (آخر لحظة) أمس تلك اللجهات من الاستمرار في استهداف الآخرين خدمة لمخططات النظام، ######ر من الأطراف التي تتحدث عن عدم تجديد قيادة الشعبي في إشارة منه للتنظيمات السياسية.

    قائلاً ما علاقة أؤلئك بمؤتمرنا العام ينعقد أم لا، وأضاف نقول لهم (نحن دايرين الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي أميناً عاماً للحزب حتى يوم البعث، دا حزبنا ونحن أحرار فيه إنتو زعلانيين مالكم)، ودافع عمر بشدة عن ممارسة الشورى داخل الشعبي، وقال إنه التنظيم الوحيد الذي لا يوجد في نظامه الأساسي ولوائحه الفصل والإقصاء، مبيناً أن العضو داخله يقول ما يشاء ويعبر عن رأيه بحرية تامة لأنه داخل حزب يؤمن بالحرية ويطبقها عملاً وليس شعاراً مثل الآخرين حسب وصفه، وأرجع أسباب استهداف الحزب وقياداته لأنه الرقم الأصعب في معادلة المعارضة والحراك في الساحة السياسية وأن النظام يخشى حراكه لذا يحاول إظهاره في صورة الضعيف المفكك، لافتاً أنهم لا يهتمون بمحاولات جرّهم للمواجهات والاستجابة للقضايا الانصرافية لأن ذلك يثنيهم عن خطهم الأساسي الهادف لإسقاط النظام، قاطعاً بأن من يمنون أنفسهم بذلك سيطول انتظارهم

    ---------------
    ابرز مؤيدى الترابى ينتقده ويطالبه بالاعتذار والاعتزال

    January 21, 2014

    المحبوب عبد السلام( الشروق )

    طالب القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المحبوب عبدالسلام، بتنحي الأمين العام للحزب حسن الترابي وعدَّه المسؤول الأول عن حالة الجمود التي يعيشها الحزب بعزوفه عن الدَّعوة للمؤتمر العام وأي مساع لإصلاح الحزب.

    وأوردت صحيفة الرأي العام الصادرة في الخرطوم الأحد نقلاً عن مصادرها، أن المحبوب أحد أكثر المقربين للترابي، دبَّج مذكرة أوصلها لزعيم الشعبي قبل عدة أشهر وتسببت في فتور بائن في العلاقة بين الرَّجلين لفترة من الوقت قبل أن يعودا لحالة صفاء ما زال يحفها الحذر.

    وقال المحبوب في مذكرته: “الأعراف السياسية المعاصرة تؤكد أن من اقترف خطأً كبيراً في السياسة ويعترف به، يعمُد رأساً إلى الاعتذار والاعتزال، وهو ما لم يقع عند تأسيس المؤتمر الشعبي رغم اعتراف قادته في ندوات عامة بالأخطاء التي واكبت الحركة منذ تأسيسها”.

    اعتراف الترابي

    ويشير المحبوب في المذكرة إلى دور الحركة الإسلامية في انقلاب 1989 الذي جاء حينها بالعميد عمر البشير إلى السلطة، والذي اعترف الترابي مرات عديدة بدوره فيه وأقر بأنه خطأ وقع فيه حزب الجبهة القومية الإسلامية الذي تحول فيما بعد إلى حزب المؤتمر الوطني بعد الاستيلاء على السلطة.

    وانقسم الإسلاميون في ديسمبر 1999 بعد عشرة أعوام من الانقلاب لاختلاف حول دور العسكر في السلطة ومستقبل الحكم في البلاد وأسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حالياً.

    وأضاف المحبوب “أن استمرار تلك القيادة التالدة أعاق إلى حد كبير مشروع المراجعة الشاملة لسائر كسب الحركة الإسلامية من التأسيس إلى الانقلاب”.

    ويرى “أن استمرار القيادة كان في منحى آخر أشد خطراً لاستمرار أصول الخطاب القديم”.

    مراجعة المنهج

    ويتطرق المحبوب في مذكرته إلى حاجة الحزب الإسلامي المعارض لتجديد أفكاره وطرح رؤية سياسية جديدة لبناء الدولة الإسلامية تبتكر وسائل جديدة لتحقيقها خاصة وأن التجارب التي مرت بها أحزاب إسلامية أخرى في تركيا وتونس ومصر تزيد اليوم أكثر من أي وقت مضى من الحاجة لمراجعة المنهج الذي يتبعه الحزب.

    وتخلص المذكرة، إلى أن شخصنة الخلاف بين الترابي وتلاميذه أصحاب مذكرة 1999 التي قادت إلى عزله من الحزب والزج به في السجن لاحقاً، قادت الترابي لتجميد الحراك الفكري داخل حزبه وتبديل قياداته خوفاً من حدوث تقارب بين الشعبي والوطني، لأنه يرغب في الانتقام منهم.

    وكان المحبوب عبَّر في العام المنصرم عن الحاجة لتوحيد القوى الإسلامية والعمل على تصحيح المسار الحالي للمؤتمر الوطني، خاصة وأن سقوط النظام الحاكم يعني في نهاية الأمر هزيمة المشروع الإسلامي في السودان إلى الأبد.

    دفاع مستميت

    من جهته، رفض نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد، رؤية المحبوب النقدية للترابي، مؤكداً أن الشعبي لا يشعر بأي عقدة ذنب حيال تغيير 1989 حتى يعمد إلى الاعتذار، فالوضع حينها استلزم الانقلاب -حسب قوله.

    ورأى أن سياسة النظام واخفاقاته لا يمكن أن تحسب على المؤتمر الشعبي حتى وإن تكلست قياداته رافضة أي تغيير.

    ويضيف أن ربط العمل السياسي بالعمر لا يبدو منطقياً طالما أن السياسي قادر على التفكير والحركة. وقال مستشهداً “لا يمكن أن نقول إن المهدي يجب أن يتخلى عن الحزب لأنه كبر وشاخ… كذلك حال الترابي والميرغني”.

    ورفض عبدالله تحميل الترابي مسؤولية تأخر عقد المؤتمر العام للحزب لسنوات طويلة، وقال إن العوائق المالية هي التي تمنع التئامه، منوهاً إلى أن أجهزة الحزب تجتمع بما تيسر من معينات مالية وتتخذ قراراتها دورياً، وربط إجراء أي إصلاح في الحزب بتغيير النظام السياسي الحاكم.
                  

01-24-2014, 01:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حتى أنت يا مصطفى إدريس! (2) /محمد وقيع الله
    2014-01-21 05:08:00
    حجم الخط: Decrease font Enlarge font

    محمد وقيع الله
    محمد وقيع الله



    لم يكن ثمة مغزى واضح ولا معنى استنتاجي معين لتحليل البروفسور مصطفى إدريس لعملية التبديلات السياسية الواسعة التي طالت رؤوس الكادر الإنقاذي الحكومي القديم واستبدلت بهم كوادر شابة.
    فلم يقم البروفسور بدراسة شاملة لأداء الطاقم الوزاري القديم.
    ولم يقم على تشخيص أدائهم وتقويمه بأسلوب مقنع يشبه الأسلوب العلمي.
    واكتفى عوضا عن ذلك بترديد عبارات بسيطة فضفاضة مثل قوله إنهم قد دمروا البلد.
    وهي عبارات سهلة يستطيع أن يرددها كل معارض لنظام لإنقاذ.
    ويستطيع أن يرددها كل معارض لأي نظام حكم في العالم.
    ولا تستحق مثل هذه العبارات أن يكتب من أجل تأكيدها في طورها هذا التعميمي البسيط مقال علمي أو صحفي.
    وقد شاب مقال الدكتور الذي هو مقال غير تحليلي كما أسلفنا، نفَسٌ عاطفي مشبوبُ الضِّرام.
    ففي كثير من مقاطع مقاله تكررت عبارات حادة دلت على مشاعر الضِّغن والشماتة في أفراد الطاقم الوزاري المعزول.
    ذلك مع أنهم في أغلبهم، فيما أظن، كانوا من زملائه القدامي أو من رفاق دربه القديم.
    وهاك مثلا من قوله عنهم إنهم قد تمت " تصفيتهم ".
    وإنه:" ذهب عقل بعضهم وأخذ ينوح كأم الوحيد الثكلى المكلومة وأصيب البعض بالوجوم ".
    وإن منهم من:" التزموا الصمت المريب، ولجأ آخرون على عجل لاستئجار النائحات ".
    وإنهم يتحملون أكبر الأوزار الاقتصادية والسياسية.
    وإن منهم من:" تسبب في كثير من مآسي الأمة والحزب والحركة الاسلامية".
    وإنه:" بالرغم من الصلاحيات التنظيمية الخاصة الحزبية منها والتنفيذية التي كانوا يتولونها فقد افتضح عجزهم في بذل النصح للرئيس في مناسبات كثيرة وأحداث جسام مرت بالبلاد وكانت تحتاج لمواقف الرجال الناصحين وتقديم المبادرات الجريئة ولكن لا حياة لمن تنادي ".
    وإن:" الضعف الشديد في الأداء وعدم القدرة على بذل النصح استفاد منه الرئيس لتكريس هيمنته والانفراد بالقرارات المهمة ".
    وإنه قد:" تبين للرئيس تهافتهم على التشبث بالكراسي وتنافسهم على خلافته ابان الوعكة التي ألمت به حيث أشيع وقتها بأنه لن يقدر على مواصلة المشوار ".
    وإن:" الطريقة التي حدثت بها تلك التغييرات تدل أيضا على عمق التنافر بين أولئك النفر وتضعضع قبضتهم التاريخية على الأجهزة الحساسة في الدولة التي كانوا يديرونها وهو الذي جعل مهمة التخلص منهم دفعة واحدة أمرا لا يأبه به الرئيس ".
    وإنهم كانوا:"رهن الإشارة لأوامره (أوامر الرئيس) ويتبارون في إبداء الولاء التام له وتعضيد رغباته فيما ينوي فعله بعد أن كان بعضهم في بواكير عهد الانقاذ في مرتبة تنظيمية أعلى من الرئيس ".
    وإنهم:" فقدوا القدرة على نصحه أو تقديم رؤى فاعلة لاستقامة مسيرة الحكم وتجسد ذلك في مواقف كثيرة ".
    ونتاجا لذلك:" لم يكن مستغربا إخراجهم من الجهاز التنفيذي وكذلك تجريدهم من مواقعهم في الحزب وتلك التي كان يشغلها بعضهم في الخفاء بتلك البساطة التي تشبه (الكشة)".
    وهكذا سمحت للبروفسور نفسه أن (يتفَشَّ) وأن يشفى غيظه من إخوانه المعزولين.
    مما برهن على أنه كان يجدُ في نفسه كثيرا منهم وجدا شديدا.
    وأنه كان يكتم هذه المواجد التي ما باح بها إلا اليوم.
    ولكنه لما باح بها لم يتمكن من أن يسوق معها أدلة تعضدها.
    وما أوردناه سابقا من مقاطع من المقال يشبه صورة مصغرة له وللهجته.
    ولم نشأ أن نزحم عقل القارئ بأكثر من هذه الأمثلة التي اقتطعناها عفوا من منتصف المقال.
    وبهذا جانب مقال البروفسور بكامله المنطق العلمي التحليلي وبدت عليه أعراض التناقض الشديد.
    لأن الكاتب في تشهيه ازدارء إخوانه الذين أصبحواخصومه أخذ يلتقط كلما عنَّ له من التهم الغلاظ ويرميهم بها لينقض ظهورهم.
    وهنالك مثال بارز في مقاله ينضح بالتناقض الذي نم عن اللا موضوعية المنافية لخلق التقوى.
    فقد قال الله تعالى في محكم أمره الحَاضِّ الواعظ:and#64831; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) الأحزاب:70.
    ولم يكن من تقوى الله تعالى، ولا من تحري الصدق في القصد، ولا من سداد القول، أن يقع البروفسور إدريس في تعارض متكامل حين حمَّل زملاءه، الذين حمل عليهم حملة هائلة، تهمة إنفاذ اتفاق نيفاشا الذي منح الجنوبيين ما أرادوا.
    ومعروف أن الجنوبيين قد صوتوا لصالح انفصال بلادهم عن الشمال بنسبة كبيرة تقارب المائة بالمائة من جملة من صوتوا في الاستفتاء.
    وبهذا نستطيع أن نقول إن انفصال الجنوب كان أمرا محتوما وقدرا محسوما ولم يكن منه بدٌّ ولا محيص.
    ولم تكن لتجدي في تجنبه الآمال العذاب.
    وقد كان من أمارات الشرف السياسي أن التزمت دولة الإنقاذ بكلمتها التي قطعتها للجنوبيين ولم تداهن فيها أو تتراجع عنها.
    وربما كان للبروفسور إدريس رأي مخالف، بخصوص انفصال الجنوب وموضوع نيفاشا، ولكنه لم يعلن هذا الرأي في حينه، ولم يدفع عنه الدفع المستميت.
    وحتى لو فعل ذلك فما كان إعلانه عن رأيه ولا دفعه عنه ليدفع ما آل إليه الحال من المآل.
    فقد كان من المحال بقاء الحال على ما كان عليه الحال.
    فلنكف إذن عن البكاء على اللبن الذي انسكب فقد كان سكبه قدرا مقدورا.
    وإلى هنا ربما كان للبروفسور بقايا منطق ولو ضعيف يشبه منطق المغالطات الحزبية التي تحركها المناكفة والرغبة في إيذاء الخصم بكل سبيل.
    ولكنه أفسد كل شئ عندما كرَّ على أصحابه ووجه إليهم تهمة أخرى مناقضة.
    إذ حملهم وزر قيام حركة جديدة للتمرد باسم الجبهة الثورية.
    وذلك ما جاء في قوله:" وقد توج كل ذلك الإخفاق بتعاظم هجمات الحركات المسلحة واقترابها من مركز السلطة وأثمرت مؤخرا ميلاد الجبهة الثورية التي ذاع صيتها بهجماتها المتكررة على مواقع حساسة على تخوم العاصمة القومية ".
    فما ذنب الإنقاذ يا سعادة البروفسور في قيام الجبهة الثورية؟!
    لقد أعطت الإنقاذ للجنوبيين المتمردين كل ما طلبوه.
    ولكنهم ظلوا على حالة المكر والغدر التي اتصفوا بها وعُهدوا عليها.
    وعلى حالة الطمع والمزايدة السياسية وعدم الرضا بكل ما يعطوه.
    وعلى خلق الأنانية البدائية الوحشية الذي يقودهم حاليا للاقتتال فيما بينهم.
    فهذه من جملة طباعهم اللاصقة بهم.
    فهل كان مطلوبا من الإنقاذ أن تحُول بينهم وبين طباعهم الذميمة هذه؟!
    وأن تخلصهم من خلق الغي؟!
    وأن تطهر قلوبهم من خصلة البغي؟!
    وأن تجرد نفوسهم من شهوتهم الماردة لاحتلال السودان بأكمله؟!
    إن هذا هو ما يطلبه البروفسور تقريبا من دولة الإنقاذ.
    وهو لا يطلب هذا الطلب إلا على سبيل التعجيز والتنقيص والتنغيص.
    وهذا كما أسلفنا ليس من سداد المنطق ولا من تمام التقوى.
    ولا من شرف الخصام.تا
                  

01-24-2014, 01:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    ان من الحركة الوطنية للتغيير
    بيان من الحركة الوطنية للتغيير


    01-24-2014 02:19 AM

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بيان صحفي

    1. لقد درجت الحركة الوطنية للتغيير منذ صدور مشروع بيانها التأسيسي في مطلع نوفمبر 2013 على الإستماع لردود الأفعال والملاحظات وتقييم الاستجابات التي لقيها مشروع البيان وتقييم ذلك كله، وهي تجد نفسها في غاية الإمتنان للذين تفاعلوا معها، على صفحات الصحف أو المواقع الإسفيرية، أو بالإتصال المباشر، كما عقدت الحركة خلال الشهور القليلة الماضية عدة لقاءات مع أفراد ومجموعات مختارة من الشباب والأكاديميين والناشطين والإعلاميين بقصد شرح المبادرة عبر مشروع بيانها التأسيسي ودعوتهم للمشاركة فيها والعمل على تطويرها، وقد وجدت المبادرة استجابة طيبة من معظم الذين تم الإتصال بهم أو التحاور معهم على أساس أنها تمثل فكرة جيدة تلبي حاجة الوقت وتستجيب لتطلعات الكثيرين من المهتمين بالشأن العام.

    2. لقد مثلت حصيلة التفاعل السابقة ذخيرةً ثريةً تعد الحركة الوطنية للتغيير بإستيعابها في إفكارها وخططها المستقبلية، وتقنين أنشطتها.

    3. ستعمل الحركة في الأيام القليلة القادمة على:

    أ‌- إستكمال كتابة البيان التأسيسي في ضوء الملاحظات والمقترحات التي أبديت عليه، ونشره على نطاق واسع.
    ب‌- وضع خطة العمل لأنشطة الحركة في الفترة القادمة ونشرها للعامة.
    ت‌- تفعيل وتنشيط الموقع الإليكتروني للحركة على الفيسبوك وإستكمال تصميم موقع الحركة على الشبكة العنكبوتية بما يمكن من طرح رؤى الحركة والتفاعل مع المتداخلين.
    ث‌- فتح الحوار داخل عضوية الحركة وخارجها حول قضايا هامة تؤثر على كيفية الحكم في البلاد ويدور حولها الجدل مثل: علاقة الدين بالدولة، الهوية السودانية الجامعة، نظام الحكم من حيث النوع (برلماني، رئاسي، مختلط) ومن حيث القضايا (قضايا الحريات والمشاركة والديمقراطية)، قضايا اللامركزية والفيدرالية، تنمية الوعي الديمقراطي وقيم التسامح وقبول الآخر، قضايا الإقتصاد والتنمية المتوازنة والمستدامة، قضايا الإنتقال والمصالحة والعدالة الإنتقالية، إدارة التنوع الثقافي والاجتماعي والعرقي، الوظيفة الاجتماعية للدولة والخدمات وغيرها من قضايا ومشكلات.
    ج‌- التواصل مع الأقاليم وإشراك أبنائها في العضوية والحوار وإقامة أنشطة بها.

    4. تم توافق واسع بين المتحاورين حول تعريف الحركة وأهدافها وهي أنها: حركة فكرية سياسية تمارس التوعية والتعبئة والمناصرة حول القضايا التي تؤمن بها بكافة الوسائل السلمية، وتهدف إلى تأسيس منبر وطني قومي يسع كافة أهل السودان بتعددهم الثقافي والديني والعرقي والاجتماعي والسياسي للتحاور الحر المفتوح حول قضايا السودان الهامة وعلى رأسها كيف يحكم السودان في المستقبل بعد أن تعثر طويلاً في تحديد هويته وكتابة دستوره واضطراب نظامه السياسي منذ مطلع الاستقلال وحتى اليوم. وتهدف الحركة إلى التوافق حول الحد الأدنى من القواسم المشتركة التي تؤسس لنظام حكم رشيد يتبنى الديمقراطية التعددية ويرعى حقوق الإنسان ويقيم العدل القانوني والاجتماعي بين الناس.

    والله ولي التوفيق
    الحركة الوطنية للتغيير
    يناير 2014منمن
                  

01-24-2014, 01:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حتى أنت يا مصطفى إدريس! بقلم: محمد وقيع الله (3)
    2014-01-21 19:48:00
    Font size: Decrease font Enlarge font

    محمد وقيع الله
    محمد وقيع الله



    يرفع البروفسور مصطفى إدريس عقيرته بالشكاوى وعديد التهم التي يلقي بها جزافا.
    ولا تجده مرة واحدة يتريث حتى يتمكن من تحليل الحالة التي يتعرض لتشخيصها تحليلا عميقا وافيا يصل به إلى جذور أسباب المصاب الذي يضج بالشكوى منه.
    أو قل إنه بسبب من موجدته الشديدة من دولة الإنقاذ فإنه يؤثرُ أن يؤثرَها بأسباب البلاء جميعا.
    ولا يشرك معها أي جهة أخرى من دونها أو من فوقها بالسوء.
    وربما سلك البروفسور هذا السلوك الغريب لأنه ليست له مشكلة إلا مع الإنقاذ.
    ودونك قوله القائل:
    " فالذين حلوا محل الذين رحلوا ليسوا أحسن منهم كفاءة أو خبرة، ولابد للشعب أن يلمس الجدية بصورة عاجلة جدا في مراجعة الفترة الماضية بكل ما فيها من كوارث، كيف تمت إجازة نيفاشا وتم تمريرها في أجهزة الدولة والحزب بدون دراسة أو تمحيص، وكيف تم فصل الجنوب باستفتاء كانت نتيجته 98% دون ترسيم للحدود، وكيف عجزنا في إطفاء نار الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وكيف انهارت الخدمة المدنية واستشرى الفساد في الدولة حتى أصبح المفسدون هم أصحاب الحل والعقد، وكيف انهار الاقتصاد حتى صار الجنيه السوداني يتهاوي بين العشية وضحاها وكيف وكيف وكيف... وما هي البدائل المطروحة في العهد الجديد الذي يبشر به الرئيس وطاقمه الجديد ".
    والملاحظ في هذا النص، وهو مجرد مثال من أمثلة كثيرة مغالطة من نص المقال، أن صاحبه يصر متعمدا على إغفال دور العنصر الخارجي ممثلا في الدول الكبرى والصغرى المعادية في استحداث كل هذا الذي استمتع بذكره وتكرار بيانه من الفظائع والفجائع التي سردها من قبيل الشماتة بها والتشفي بتلاوتها.
    ويلاحظ أن البروفسور قد أصر أيضا على إغفال دور العنصر الداخلي، ممثلا في المعارضة السياسة الحزبية المدنية، والمعارضة السياسية العسكرية التي تشكلها العناصر الإجرامية في عصابات العدل والمساواة وعصابات الجبهة الثورية، التي تضافرت على إحداث كل هذا الخراب الذي طاب للبروفسور التمتع بتفصيله وحلا له التسلى بتملِّيه.
    ويلاحظ أن البروفسور قد حكم على الطاقم الجديد في الحكم بالفشل مقدما، دون أن يتربص قليلا ليرى مسعاهم وما تكسب أيديهم ليستخلص من ذلك حكمه لهم أو عليهم.
    ويلاحظ أن البروفسور قد شاء أن يرجع حركة التاريخ القهقرى، ليقرر من جديد بشأن نيفاشا، ونتيجة الإستفتاء التي قضت بفصل جنوب السودان.
    وكأنما إعادة النظر في مثل هذه القضايا التي حسمت أمر في حيز الإمكان.
    وقد طالب البروفسور بـ:"الجدية بصورة عاجلة جدا في مراجعة الفترة الماضية الماضية بكل ما فيها من كوارث".
    حيث لم تر عيناه الساخطتان في أفق بلادنا شيئا غير الكوارث!
    ورغم أن مقال البروفسور قد اشتمل على أكثر من ثلاثة آلاف كلمة، فإنه لم يخصص كلمة واحدة منها ليذكر بها إنجازا من انجازات الإنقاذ الكثيرة.
    وقد نسي وهو يعاني غصص الغيظ من فعل إخوانه القدامى قول الله تعالى في النهي عن تطفيف الميزان.
    وعن وجوب الوزن بالقسط.
    وعدم بخس الناس أشياءهم.
    فقد قال الله تعالى:(وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ).
    وقال الله تعالى:(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَان ألاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ).
    فكم من مرة ذكر الميزان في هذه الآيات المحكمات من مطلع سورة الرحمن؟!
    وقال الله تعالى في سورة الأعراف:(فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَand#1648;لِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
    فكم طفف البروفسور في كيله الذي كاله في هذا المقال؟
    وكم طغا في ميزانه غير القاسط؟
    وكم بخس به الناس أشياءهم العزيزة؟!
    فالذي سمح لقلمه بالاسترسال على مدى أكثر من ثلاثة آلاف كلمة في ذكر سيئات الإنقاذ لم ير حسنة واحدة من حسناتها الوفيرة.
    وربما لمحها فأجهد نفسه في إخفائها وغمْرها في الرِّكام.
    وما هكذا تكون الرؤية الصحية العميقة النافذة للأمور.
    وما هكذا يكون التحليل الدقيق البصير الفاحص للأوضاع الاجتماعية والسياسية.
    وما هكذا يكون النقد العلمي الموضوعي الرصين لقضايا الاشتباك السياسي.
    وما هكذا تكون الموازنة أو المقارنة التي ترعى النظائر والنقائض من جميع الأطراف.
    وأعجب من هذا كله، وأعجب من كل شئ، دعاء البروفسور أهل الإنقاذ كي يجهزوا بدائل عن سياساتهم وبديلا آخر عنهم.
    وذلك ما انبثق من قوله:" وما هي البدائل المطروحة في العهد الجديد الذي يبشر به الرئيس وطاقمه الجديد ".
    وفي الواقع فإن الحكومة لا تُسأل عن وضع بدائل لسياساتها ولها هي نفسها.
    وإنما هذه هي مهمة الجبهة المعارضة لها.
    فهي التي من واجبها أن تعد نفسها لتكون بديلا عن نظام الحكم.
    ومن واجبها أن تجهز من السياسات والبرامج المفصلة، بصورة جزئية، لكل ما لا ترى صوابه من سياسات النظام وبرامجه التفصيلية، لكي تكون بدائل عنها.
    فهل يريد البروفسور من نظام الإنقاذ أن يتولى عن المعارضة أداء هذا الواجب.
    فتلغي الحكومة سياساتها وبرامجها.
    ثم تصمم بدائل عنها.
    ثم تحل نفسها.
    ثم تسلم سلطاتها للمعارضة العاطلة الباطلة.
    وتكلفها لكي تقوم بإدارة شؤون البلاد بأياديها الكليلة الرخوة؟!
    نرجو ألا تكون إجابة البروفسور عن هذه الأسئلة المُشرَعة في وجهه بالإيجا


    حتى أنت يا مصطفى إدريس! بقلم: محمد وقيع الله (4)
    18 hours 24 minutes ago
    Font size: Decrease font Enlarge font

    محمد وقيع الله
    محمد وقيع الله
    الإدانات التي أصدرها البروفسور مصطفى إدريس على أصدقائه ورفاق دربه القدامى من الإنقاذيين هي إدانات قاتلة أو شبه قاتلة.
    فقد أصبح القتل لدى الطبيب علاجا.
    وهذه خلاصة إفادة الطب لديه بخصوص علاج أصدقائه القدامى هؤلاء.
    فهو القائل إن المراجعات المطلوبة منهم:" أكبر بكثير من الحلقات التي يجريها الطاهر حسن التوم مع بعضهم بل هي أقرب في الشبه لتوبة بني اسرائيل (اقتلوا أنفسكم ...واخلوا الساحة لغيركم).
    وملاحظ أنه قد أدمج مع نص الآية الشريفة، التي وردت في سورة البقرة، كلاما من عنده.
    ولا شك أنه فعل ذلك بدون قصد!
    لأن الكلام الذي قرنه بنص التنزيل العزيز يتعارض معه.
    والذي يصدر أحكاما متناقضة مثل هذه لا شك أنه لا يعني ما يقول.
    ولا شك أنه يصدر عن حالة انفعال نفسي حاد وغضب عارم يسيطر عليه ولا يسمح له بتبيُّن أحكام الصواب.
    ولا يُلزمه بتعليل أحكامه بحيثيات مناسبة تبررها.
    وتُشبه أحكام البروفسور العقابية العشوائية أحكامُه في فلسفة التاريخ.
    فقد ضاهى حكم زملائه الإنقاذيين القدامى بحكم ملوك الطوائف في الأندلس!
    فهو القائل:
    " وقد حاولت أن أشبه حالهم بأمراء الأندلس في آخر عهدهم ولكني وجدت البون شاسعا، فالأندلسيون أقاموا حضارة دامت ثمانية قرون وعندما تنازعوا وفشلوا وذهبت ريحهم تركوا للبشرية رصيدا هائلا من المعارف والخبرات استفادت منها أوربا في نهضتها المعاصرة وعم نفعها كل البشر، أما الاسلاميون في السودان فقد دمروا السودان وتفرقت بهم السبل في ربع قرن من الزمان وأثاروا ضدهم أحقادا وخلقوا غبائن مع القريب والبعيد لا تحميهم من دفع ثمنها البنايات الشاهقة التي يتحصنون فيها ولا تخفف من وطأتها عليهم الأموال المودعة في البنوك الأجنبية ولا تشفع لهم عند الناس وعند الله صيحات التكبير التي تاجروا بها طويلا ".
    فقد شبههم في هذا النص بحالة الأندلسيين في شقاقهم السياسي الذي صاحب أيام حضارتهم كلها وليس أيامهم الأخيرة كما قال.
    وحجب البروفسور عن زملائه الإنقاذيين أي صفة إيجابية من صفات الأندلسيين الحضارية ومن إنجازاتهم العلمية.
    وذلك مع أن أيام الأندلسيين امتدت تسعة قرون وليس ثمانية قرون كما قال!
    ولمَّا يمتد الزمان بأيام الإنقاذيين لتكمل ربع قرن من الزمان.
    فأي مقارنة غير عادلة هذه التي يُحكم طرفيها البروفسور العادل؟!
    صحيح أن الشقاق السياسي بين حكام الدويلات الأندلسية، التي زادت على العشرين دويلة، كان الجانب السلبي الذي أودى بتلك الحضارة الباذخة، التي ثابرت على تألقها العلمي، بينما كان ينخر في عودها تجاذب أمرائها وتنابذهم وتنابزهم.
    وهذا ما يدور الآن في دولة الإنقاذ التي يتعاورها أمراؤها السياسيون المتناحرون.
    وكل منهم يحلم أن يرثها بعد أن رثَّ عودها.
    وقد رأينا في تاريخ الأندلس كيف تكاثر أمراؤها المتشاكسون وطال نزاعهم المستعر.
    وقد كان على رأسهم كل من بني الأفطس، وبني عامر، وبني عبَّاد، وبني الأغلب، وبني رزين، وبني مُرَين، وبني جَهْوَر، وبني الأحمر.
    وعلى حالهم ومثالهم بتنا نرى تكاثر أمراء الإنقاذ المتنازعين.
    وعلى رأسهم بنو الترابي، وبنو بناني، وبنو قوش، وبنو الطيب، وبنو غازي!
    وقد رأينا في التاريخ الإسلامي السحيق كيف أدى تنازع أمراء الطوائف إلى سقوط حضارة الأندلس بيد النصارى في خاتمة المآل.
    ولم تُجدِهم شيئا تدخلات المراقبين الغيورين الذين حاولوا إصلاح ذات بينهم.
    فعندما يشبُّ أُوار الأطماع السياسية الضارية قلما يُجدي نصح ولو صدر من الإمام الغزالي.
    والغريب أن أبا حامد، وهو الخبير بفلسفة التاريخ، وبالفلسفة كلها، وبكل علم نافع، قد تدخل فعلا في موضوع تشاكس أمراء الطوائف في الأندلس.
    وكتب إلى الزعيم المغربي المرابطي المجاهد يوسف بن تاشَفين يأمره أن يفعل شيئا حاسما لإنقاذ الأندلسيين من أنفسهم ومن أعدائهم، حتى يواصلوا رسالة نشر الإسلام وحضارته في أوروبا.
    ولكن كان نزاع أمراء الطوائف الأندلسيين حارقا وكان أقوى من أن يطفأ.
    فقد انتهوا إلى حال تعاكس ما وصاهم به القرآن الحكيم من ضرورة التزام الذلة على المؤمنين والتزام العزة على الكافرين.
    فأصبحوا يستهينون ببعضهم، ويقتلون بعضهم بعضا، ويستخزون أمام النصارى.
    ويدفعون الجزية للملك النصراني ألفونسو السادس.
    وهذا هو الحال الذي ربما حال إليه حال أمراء الطوائف الإنقاذيين.
    وقد حسم كبيرهم الترابي أمره مبكرا، وأبدى استعداده لكي يكون حليفا لكل عدو للإسلام مبين.
    وما زلنا نراه يتحالف منذ حين من الدهر مع حكومة دويلة الجنوب ورئيسها سلفا كير.
    ونتوقع - وقد أومأنا إلى ذلك قبل حين - أن يتحالف بنو الطيب مع اليساريين الجنوبيين، من خصوم سلفا كير وأتباع رياك مشار.
    وثمة مؤشرات قوية تبعث الريبة في حلف سيضم بني غازي مع الإيرانيين وواجهتهم العربية التي تدعى حزب الله.
    وأما بنو قوش فنتنبأ لهم أن يتحالفوا مع المصريين.
    وقد نسي هؤلاء جميعا - مع الأسف العميم - عبر التاريخ الأليم.
    وأبوا إلا أن يكرروها برتابتها وكآبتها.
    فالله تعالى المستعان على ما يصنعون
    من
                  

01-24-2014, 11:15 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حركة الوطنية للتغيير... لماذا؟ (1-2) ..

    بقلم: التجانى عبد القادر حامد



    الخميس, 23 كانون2/يناير 2014 06:14


    كانت القضية الوطنية الأساسية في السودان (في أعقاب التحرر السياسي عام 1956) تتلخص في سؤال واضح وبسيط: كيف نستكمل عملية الاستقلال، فنتحرر من الجهل والمرض والفقر كما تحررنا من الاستعمار؟ أي أن الهدف الوطني آنذاك كان يتلخص في (كيف) تتمكن "النخب المتعلمة الحاكمة" من تعبئة الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة وتدفع بها في اتجاه التنمية الشاملة، فتتقوى بذلك الجماهير المسحوقة وتنهض لتشارك في مسيرة التحرر والبناء.


    وكانت أسئلة الاقتصاد الثلاثة المطروحة: ما السلع الضرورية (الى جانب القطن) التي لابد لنا من إنتاجها، وكيف يمكن انتاج تلك السلع، وكيف يتم توزيع عائداتها على السوية؟ وكانت ترد معها أسئلة السياسة الثلاثة: ما الاطار الدستوري الذى يحفظ حقوقنا الأساسية وينظم علاقاتنا العامة، وكيف نعبر عن تنوعنا العرقي والديني دون ان يؤدى ذللك لتهديد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وكيف نقيم علاقات خارجية متوازنة تراعى المصلحة دون تفريط في الانتماء؟ وطبيعي أن تستدعى الاجابة على هذه الاسئلة "منظورا" فكريا، وطبيعي أن تتعدد هذه المناظير والرؤى، وطبيعي أن تستدعى هذه الرؤى أطرا تنظيميةوحزبية وفئوية ونحوها مما يتوسل به لتحويل الافكار الى برامج عملية تلامس الواقع وتغيره. فنشأت الأحزاب العقائدية الى جانب التقليدية، وتكاثرت التنظيمات الفئوية والسياسية، وكان ذلك مفهوما ومقبولا باعتبار أنه يندرج في اطار (الوسائل) التي تقود الى (الهدف) الوطني العام.


    ولكن ما أن انطلقت المسيرة السياسية، واشتدت حمى التنافس بين النخب، أو بينها وبين القوى الاجتماعية الأوسع، الا وصار (الهدف) الوطني العام يصغر ويتوارى، وصارت (الوسائل) التنظيمية/الحزبية/الفئوية تكبر وتتضخم لتتحول هي ذاتها الى أهداف وغايات. وصار "زعيم" الحزب والتنظيم أو الجبهة هو الأكبر وهو الأول والآخر، وصارت "الدولة" هي العصا السحرية التي يحلم كل فصيل بالإمساك بها، فاذا أمسكها هذا انكفأ عليها حتى تدركه القوات المسلحة، وإذا أمسكها ذاك انكفأ عليها حتى تدركه انتفاضة.
    وهكذا، وبدلا من أن ينخرط الجميع في المعركة الوطنية الكبرى ضد الجهل والمرض والفقر والظلم، انخرط الجميع في معارك هامشية صغرى، تحشد فيها قوى اليمين ضد اليسار، لتوجه له ضربات تلصقه بالتراب، ثم يخرج اليسار من تحت الانقاض لينتقم من اليمين، ويسكت أنفاسه. وبدلا من أن يكون موضوع هذه المعارك ومضمونها هو كيفية اخراج الانسان السوداني من تحت حد الفقر ودفعه في اتجاه التنمية والرفاه، صار موضوعها علمانية الدولة أواسلاميتها، وعروبية الهوية أوافريقيتها. وأخذ كل فصيل لا ينشط الا في نحت مفردات الهجاء والشتيمة، ولا يستعد الا ليهشم رؤوس الآخرين، فدخلنا فيما يشبه حرب الكل ضد الكل، وهى الحرب التي لا يربح فيها الا تجار الأسلحة، ولا يموت فيها الا المستضعفون من أبناء الوطن. وترتب على ذلك بالطبع أن أهدرت الطاقات المادية والبشرية في تلك المعارك، وغابت الرؤية الكلية، وانزوت القيادات القومية، وانهارت المؤسسات التعليمية والاقتصادية الكبرى. ثم انتقل النزاع من مستوى النخب الى مستوى الجمهور، فانقسم الوطن الى قبليات وجهويات متناحرة، يحمل بعضها السلاح في وجه بعض، ويقيم بعضها في معسكراتتحت حماية دولية، ويهاجر بعضها في اصقاع العالم يبحث عن لقمة العيش والذهب في رمالها مدفون.


    هذا الواقع المرير جعلنا نطلق الدعوة لإنشاء "الحركة الوطنية للتغيير"، مؤكدين في بيانها التأسيسي(28 أكتوبر 2013) على ضرورة التخلص من مثل هذا النهج السياسي العقيم، داعين فيه النخب الحركية الحية الى منهج جديد، ترد فيه السياسة الى مضمار القضايا الوطنية الكبرى، ويتخلص فيه كل فصيل من "الترسبات" النفسية الضارة التي تراكمت عليه بفعل من تلك المعارك الاستنزافية المدمرة، وتلتقى فيه عناصر من نشطاء المجتمع والسياسة والحقوق، سواء كانت هذه العناصر اسلامية أو يسارية أووطنية مستقلة عن هذين، على أن تكون هذه العناصر قد اتعظت بالتجارب السياسية الفاشلة، وخرجت من أطر العصبية الحزبية الضيقة، وأيقنت بضرورة الانفتاح على الآخر من أجل اعادة البناء الوطني، وانقاذ الانسان السوداني.

    لقد رأينا أن حل المشكل السوداني المعقد قد يبدأ بحلحلة العقد المستعصية بين النخب، وازالة الحواجز بينها، وفتح قنوات التواصل، والدخول في محاورات أمينة وجادة، دون استعلاء من طرف على آخر، أو تخوين أو تكفير. فاذا انحلت هذه "العقدة"، وصار من الممكن أن تلتقى هذه الأطراف على مائدة مستديرة واحدة، وتتفق على رؤية وطنية عامة، و "حد أدنى" من الموجهات الاستراتيجية والبرامج العملية، فان هذا سيكون في ذاته "اختراقا" فريدا، وخطوة جريئة لتجفيف المستنقع الآسن، وكسرا لحاجز الخوف والكراهية المتبادلة، استعدادا للمعركة الأساسية والطويلة من أجل التنمية واعادة البناء.


    ولكن، وبدلا عن التوقف في مثل هذه المضامين الرئيسية التي حاولنا ابرازها في (البيان التأسيسي) توقف بعض المعلقين والنقاد عند قائمة "الموقعين" على البيان، ولم يتجاوزوها الا قليلا. وأكثر ما استوقفهم فيها أننا ندعو الى التعدد والعمل الوطني المشترك بينما ننتمى الى تيار واحد، هو التيار الاسلامي؛ فلماذا لا نسمى أنفسنا مثلا "الحركة الاسلامية للتغيير"، ونلم إلينا من يشبهنا من أشتات الحركة الاسلامية (الشعبيون والسائحون والاصلاح الآن وهلم جرا)، من باب أن الطيور على أشكالها تقع. والذى يقول بهذا كأنه يود أن يوحى من طرف خفى أننا نريد أن نخترع قناعا جديدا لنخفى تحته توجهنا الاسلامي، أو نتنصل فيه من ماضينا القديم. أو أنه لا يود أن يلاحظ أننا لسنا مجرد اسلاميين نسير على نمط التنظيمات الاسلامية، بقدر ما نحن "اسلاميون/ نقديون/وطنيون/ أحرار"، لا نتقيد باطار تنظيمي، وليست لنا صلة بمكتب ارشاد، أو بيعة لأمين عام. وقد درجنا منذ زمان على التفكير في الهواء الطلق، وعلى "كشف الأقنعة" الفكرية والسياسية، والوقوف الى جانب المستضعفين من جمهور الناس.


    وغنى عن الذكر أننا من خلال هذا الموقف النقدي الحر، وعبر عملية الكشف والمصارحة والنقد الذاتي المرير، اتضحت لنا أمور كثيرة دفعتنا دفعا للدعوة للحركة الوطنية للتغيير. من تلك الأمور: أننا وإن كنا ممن عرف في الأدبيات المعاصرة بدعاة الاسلام السياسي، الا أننا نضع خطا فاصلا بين الاسلام السياسي (political islam) والاسلام السلطوي (authoritarian islam)؛ فدعاة الأول يجتهد أحدهم في أن يقارب أحكام الاسلام وقيمه من واقع الناس، ثم يشارك من خلالها في الحياة العامة، فيأخذ ويعطى،

    ويفوز في انتخاب ويسقط في آخر، معتبرا السلطة السياسية وسيلة من وسائل يتداولها الناس من أجل البناء الوطني، فينفتح بذلك على الآخرين، ويتنفس بصورة طبيعة في المناخ الديموقراطي الحر. أما في حالة النظام السلطوي فيتحول الاسلام (والاسلاميون) الى وسيلة يستحوذ من خلالها "حاكم فرد" على السلطة السياسية، فيجعلها غاية في ذاتها، ويجعل احتكارها والتشبث بها واجبا دينيا، فيسبب بذلك ضررا للمجتمع وللدين وللحركة الاسلامية التي تقف وراءه. وهذه هي اللوثة التي أصابت نظام الانقاذ، وهى اللوثة التي حاولنا كشفها وانتقادها، وهى التي جعلتنا نستصرخ العاقلين في الحركة الاسلامية لإدانتها والخروج عليها، وهى بالطبع التي قادتنا أخيرا للنظر خارج "أسوار الاسلاميين" ، لعلنا نجد من هو مثلنا من أحرار الفكر، ممن يؤرقهم الظلم، وتقض مضاجعهم جراح الوطن، ويجدون في أنفسهم القدرة والصبر على السير في دروب غير معبدة أو مطروقة- من أجل سودان جديد، ولم لا؟ (نواصل)من
                  

01-25-2014, 10:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الة


    ف
    ضياء الدين حسين.. القيادي في "حركة الإصلاح الآن": حوارنا مع "الوطني" نسمع به من الصحف

    24 يناير 2014 - 19:01




    ضياء الدين حسين.. القيادي في "حركة الإصلاح الآن": حوارنا مع "الوطني" نسمع به من الصحف


    الخرطوم - أحمد عمر خوجلي
    عتبة أولى
    يعتبر نائب رئيس لجنة الإعلام والتعبئة بحركة (الإصلاح الآن) ضياء الدين حسين الصديق من القيادات الحزبية النادرة في الحالة السياسية في السودان فقد أشار إلى أنه لم يجرب الانتماء إلى أي حزب في حياته ولا علاقة له لا بالحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني لا من قريب أو بعيد.. وقال إن طرح حركة الإصلاح الآن هو الذي حرضه على الانخراط في هذا الكيان الجديد وفي المنظومات السياسية في السودان، والأستاذ ضياء الدين من مواليد حلة خوجلي بالخرطوم بحري تلقى دراسته الأولية والثانوية بمنطقة بحري وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة إذ تخرج في الكلية الحربية ضمن الدفعة 39 وهو يحمل درجة الدبلوم العالي في الإدارة المالية من الجامعات السويسرية ودرجة الماجستير في الإم بي أيه من جامعة روشفيلد بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق المراسلة.. التقيناه في هذه المقابلة لبيان بعض ما يلي عمل الحركة وتقديم الإضاءات لإتاحة الفرصة للرأي العام للتعرف أكثر على هذا الوافد الجديد في قائمة الأحزاب السودانية.
    **
    * نبدأ أوّلاً بسؤال عن طبيعة تكوين حركة الإصلاح الآن؟
    - الذي يتبادر لأذهان الكافّة بمجرّد ذكر اسم حركة الإصلاح الآن هو صورة د. غازي صلاح الدين، حسن رزق، أسامة توفيق، د.فضل الله أحمد عبد الله.. إحداث هذا الربط التلقائي بين (الإصلاح الآن)، وبين الحركة الإصلاحيّة، والمؤتمر الوطني، وصحيح أن هذه المجموعة هي صاحبة مبادرة الإصلاح التي فجّرتها في المؤتمر الوطني، وهي فكرتها، لكن الحركة الآن تعبّر عن حزب جماهيري، وتيّار عريض يشمل في عضويته كل أطياف الشعب السوداني؛ من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأؤكّد أنّ نسبة عضوية المؤتمر الوطني ومن لديهم خلفيّات إسلامية ضمن مؤسّسي حركة الإصلاح الآن لا تتعدى الـ(10 %). والحركة تخاطب قضايا جوهرية تهم الإنسان السوداني، لذلك حقّقت استجابة كبيرة من الشعب السوداني، بكل تيّاراته ومن غير المنتمين.

    * هل المرجعية الخاصة بالحركة هي مرجعيّة إسلاميّة؟


    - وثيقة تأسيس الحركة هي التي تحدد مرجعيّة الحركة، لتلزم الإنسان، وكافلة كلّ حقوقه وحقّه في العيش الكريم، ولا توجد أيّ أيديولوجيات سواء أكانت إسلاميّة أو يساريّة أو غيرها.


    * من العسير القول بعدم وجود تأثير للدكتور غازي ومجموعة القيادات الإصلاحيّة، وتاريخه وخلفيّته الإسلامية.. ألا يؤثر ذلك على انتشار الحركة؟


    - لابدّ أن يكون هناك تأثير للمجموعة، لكنّه لا يصل إلى مرحلة الرؤية التي حدّدها المؤسّسون لحركة (الإصلاح الآن)، وذلك لأنّ للحركة رؤيتها الواضحة، فهم يؤثّرون من خلال خبرتهم التراكميّة السابقة، التي اكتسبوها في العمل السياسي، لكن لا تأثير لهم في الرؤية التي اشترك الجميع في صياغتها، وجعلها منفستو وميثاقا للحركة.


    * أحيانا تخرج بعض التصريحات، وتقول بوجود حوار مع مجموعة الإصلاحيين لأجل عودتهم، فيكون الآخرون الجدد بين خيارين؛ إما خارج الحسابات، أو صحبة العائدين؟


    - أوّلاً أودّ أن أؤكّد عدم وجود أيّ حوار واتصالات مع المؤتمر الوطني، وهذا نسمعه فقط من خلال أخبار الصحف، ومن إعلام المؤتمر الوطني، وحركة الإصلاح الآن غير مرتبطة بالمؤتمر؛ لا من قريب، أو بعيد، وهي تمثل حركة جديدة مستقلة، أما تاريخ قيادات الإصلاحيين وخلفيتهم الإسلامية فهذا واقع لا نستطيع نفيه ولا محوه، لكن الحقيقة إنها مرحلة من مراحل هذه القيادات الشخصيّة، والحياتية، وتجاربهم في العمل السياسي، والحركة حزب جديد، والتاريخ لا يُمحى لكن لا يشكل بالضرورة طريق المستقبل فهم قد توصلوا بعد سنوات من العمل داخل مؤسسات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى قناعة أن الجسم السياسي السابق لهم لم يعد يلبي طموحاتهم ولا مطالب واحتياجات الشعب السوداني، فخرجوا منه وبدأوا السير في طريق جديد هو حركة الإصلاح الآن.
    * ولكن يتعرّض قادة الإصلاح الآن من الإسلاميين إلى نقد يتصل بتجربتهم السابقة، ولماذا خرجوا بعد ربع قرن من السلطة؟ فيتعرض غير الإسلاميين من مؤسسي حركة الإصلاح الآن لهذا النقد، بدون أن يكونوا جزءاً من هذا الماضي، وتكون جريرتهم فقط أنهم انخرطوا في هذا الحزب الجديد.. هل تشعر بهذا الأمر؟
    - هذا أمر متوقع، وذاكرة الشعوب لا تنسى الماضي، وهذا تاريخ هم أنفسهم لم ينكروه، ولا حركة الإصلاح الآن غير منتبهة له، لكن هذه طبيعة الفكر البشري الإنساني، وتطور تجاربه؛ فكارل ماركس كان من أنصار الإقطاع في روسيا لكنه تمرد على هذا الواقع، وأخرج النظرية الماركسية الاشتراكية للتاريخ البشري، عاشت التجربة، وانفتحت صفحة جديدة، واستمرّت لأكثر من سبعين عاماً حتّى ظهور الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي، غورباتشوف، وأطروحته الجديدة (الجلاسنوست)، التي حولت جمهوريات الاتحاد السوفيتي لناحية الدول الرأسمالية.. والمهم د.غازي ومجموعة الإسلاميين يمثلون بتجربتهم السابقة إضافة حقيقية لتجربة حركة الإصلاح الآن، ويجب ألا نحاسبهم لماذا بقوا كل ذلك الوقت، ولدينا مقولة (أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي) فهم قد وصلوا إلى قناعة أن الطريق الذي يسيرون فيه لا يوصل إلى شيء.. لذلك أرى أنّ محاولة البعض ممن يرمون حركة الإصلاح بتاريخ البعض، هذا تفكير قاصر وظلم، وحركة الإصلاح الآن تتبني قضايا الشعب السوداني جميعها، وهي ليست حزبا بالفهم التقليدي نحن حزب فقط للإجراءات القانونية، الخاصة بأغراض التسجيل، لكننا حركة بمعنى وجود ديمومة، لا تتوقف في المسعى من أجل تحقيق رؤاها، وهي لا تمتلك مطبخاً سياسياً تديره رؤوس وزعامات، تقوم بوضع الرؤى، وتنزّلها إلى القواعد.. نحن حركة تفاعلية والأفكار فيها والرؤى تأتي من كل المستويات من عضوية الحركة، يشارك في صنعها الجميع، ويتوافق عليها الجميع.


    * ما هو الجديد الذي تحاولون الإتيان به؟
    - الجديد هو القيام بترويج فلسفة الحد الأدنى من التوافق، وأن نلتقي جميعناعلى الثوابت الوطنية، التي تحقق سيادة القانون، ومساواة الجميع أمامه، ومحاربة الفساد، والإعلاء من شأن حقوق الإنسان المختلفة، ونرى أن الأحزاب السودانية تلتقي في 80% من هذه الرؤى، ولا تختلف إلا في 20 %.
    * أنتم لستم جزءاً من التكوينات الحزبية المختلفة؛ كتحالف قوى الإجماع أو أحزاب الوحدة الوطنية أو تجمع الأحزاب الإسلامية وغيرها؟
    - حتى الآن نحن لسنا جزءاً من هذه التكوينات، ذلك لأن الانضمام والاصطفاف مع أي كيان منها يحد من مساحات الحركة وانسيابها عبر الكيانات السياسية المختلفة، ويؤدي إلى زيادة تعقيدات الحالة السياسية بشكل عام.. لا تنس أننا نتحدث عن الحد الأدنى، والإجماع بين كل القوى السودانية.

    * كيف ترى المستقبل؟ وما هو برهان هذه الرؤية المستقبلية؟
    - نحن واثقون أن الطرح الخاص بالحركة يمثل البديل الجاهز والمقبول للمؤتمر الوطني، وذلك لأننا من خلال إشارات واستقراءات كثيرة توصلنا إلى أننا نحقق معدلات كبيرة في الانتشار في جميع الولايات، ونرى أن حركة الإصلاح ستكون المخرج للسودان من أزمته، لأنها لبت طموحات الآلاف من الواقفين على الرصيف، وشجعتهم على التفاعل بقوة من أجل صناعة المستقب
                  

01-28-2014, 07:59 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    يبدو ان خطاب البشير سوف يثير الكثير من الزوابع نواصل ردود الافعال داخل حزب الحكومةالمنهار
    نتواصل
                  

01-30-2014, 10:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حد مؤسسي الحركة الوطنية للتغيير

    دكتور "التجاني عبد القادر" لـ (المجهر)





    حوار- فاطمة مبارك

    يعتبر الدكتور "التجاني عبد القادر" من أوائل المفكرين الإسلاميين الذين تنبأوا بسيطرة العسكريين على حساب أهل الفكرة، وقد يكون توصل إلى هذه القناعة منذ أيام الثورة الأولى أي قبل مفاصلة الإسلاميين الشهيرة، لكنه لم يجهر بذلك إلا في عام 2006 تقريباً، حينما كسر حاجز الصمت عبر عدد من المقالات أثارت حينها جدلاً كثيفاً في الساحة السياسية. وكان الدكتور قد تجاوز فيها قاعدة الولاء للتنظيم التي درج إخوانه على الالتزام بها، ومؤسساً في ذات الوقت منهجاً جديداً لم يعهده المنتمون للحركة الإسلامية من قبل. ويبدو أن رأيه المبكر في انحراف الثورة عن مسارها الفكري، جعله يفضل الابتعاد عن البلد منذ وقت مبكر، ربما حتى لا يكون محسوباً على الإسلاميين الذين نظروا لتجربة الحركة الإسلامية السياسية، لكن بالمقابل ظل "التجاني" يتابع بدقة ما يدور في السودان على كافة الأصعدة السياسية والفكرية والاقتصادية، ويبدي وجهة نظره التي كانت تجد من يدعمها. الآن وبعد تراكم الأفكار حول هذه التجربة التي بلغت مرحلة الرشد، أبدى الدكتور انحيازه للحركة الوطنية للتغيير التي ضمت مجموعة من الأكاديميين والمفكرين والكتاب المستنيرين. و"التجاني" ومن معه أصبحوا يعولون على هذه الحركة علها تجد حلاً لأزمات السودان المتراكمة.
    (المجهر) اتصلت بالدكتور "التجاني عبد القادر" في مقر إقامته بالإمارات، وأجرت معه حواراً شاملاً تناول قضايا السودان الراهنة، ومستقبل طرحهم الجديد من خلال الحركة الوطنية للتغيير فماذا قال:



    } يمر السودان بمتغيِّرات سياسية واقتصادية فكيف تقرأ هذه المتغيِّرات وتنظر إلى مستقبلها؟


    - نعم يمرُّ السودان بمتغيِّرات سياسية واقتصادية، ولكنها إذا قورنت بما يجري من متغيرات في المجالين العالمي والإقليمي، فستبدو محدودة وبطيئة الإيقاع ومجهولة الاتجاه. فالمجال العالمي يشهد تغيراً تقنياً هائلاً لما يقع من انفجار في المعرفة، وثورة في تنقل المعلومات والسلع والمال والأشخاص، كما يشهد تحولاتٍ سياسية كبرى، لما ينحل من تحالفات قديمة وما ينعقد من روابط دولية جديدة. وكل ذلك ينعكس على المنطقة العربية وغيرها، فتراها تشهد توتراً محموماً بسبب الفراغ السياسي والعسكري اللذين خلفهما الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وبسبب الهلع الطائفي الذي أفرزه التنافس الإيراني- السعودي، وبسبب (الغضب والخوف) اللذين أفرزهما الصعود (الثوري) في بعض البلاد العربية، وعززهما الظهور (الإخواني) في مصر على وجه الخصوص.
    كل هذه التغيرات الخارجية كان ينبغي أن تقض مضاجع (الداخل السوداني)، فيتأهب ويبادر، إما تعظيماً لمصلحة أو اغتناماً لفرصة. ولكنه في تقديري لن يفعل، ليس لأنه بلا مصالح، ولكن لأنه بلا رؤية أو مشروع. وفي هذه الحالة فمن الطبيعي أن يجد نفسه مضطراً للهرولة نحو مشروعات الآخرين، رغبة أو رهبة.



    } في أي سياق فهمت التغيير الذي أحدثه المؤتمر الوطني على مستوى السلطة وأسماه بالخطوات الإصلاحية ؟


    - التغيير الوزاري الأخير الذي أجراه المؤتمر الوطني يمكن أن يفهم في الإطار الذي أشرت إليه آنفاً، إطار الهرولة نحو التوافق مع المشروع (الغالب) في المحيط الإقليمي والدولي، وبدون ثمن، أو بثمن بخس.


    } هل ما تم يمكن أن يصنف في خانة الإصلاح السياسي الذي عرفت به بعض الحركات السياسية؟


    - لا أعتقد أن قيادة المؤتمر الوطني الحالية صادقة أو جادة في مسألة الإصلاح السياسي، لأن أي خطوة في اتجاه الإصلاح الحقيقي تعني (التصفية) الكاملة لبؤر الفساد، والتخلي عن الاحتكار المباشر للسلطة والثروة، وإشاعة العدل، وإطلاق الحريات، وإتاحة المعلومات. وهذه أمور تخلخل أركان النظام الحاكم، وتلقي بقياداته في قارعة الطريق.


    } ما تفسيركم لخروج قيادات الحرس القديم من السلطة بصورة عامة، والنائب الأول الأسبق "علي عثمان" ؟


    - خروج (الحرس القديم) من السلطة بهذه الصورة يذكرني بالمسرحية التراجيدية التي برع في إخراجها "جوزيف ستالين" عام 1924، إذ تأكد له بعد وفاة "لينين" أنه لن يستطيع أن يوطّد زعامته ويرسخ أقدامه في الحزب والدولة، طالما بقي إلى جانبه ثلاثة من القادة النافذين وهم "تروتسكي" المفكر الأقدر والخطيب المفوه والمنافس الأخطر، و"زينوفيف"و "كامينيف"، اللذان كانا يتحكمان في المقاليد التنظيمية للحزب الشيوعي في أكبر المدن السوفيتية. فماذا فعل "ستالين"؟ استخدم الحيلة والدهاء فاستمال إليه الأخيرين وقربهما منه، ثم قام بتوظيفهما في التهجم على "تروتسكى"، والسخرية من أفكاره، وإنكار ماضيه النضالي، حتى تمّ طرده من الحزب الشيوعي، ونفيه من البلاد(واغتياله في المنفى لاحقاً). ثم دارت الدائرة على "زينوفيف" و"كامينيف"، فانقلب عليهما "ستالين"، واتهمهما بالانحراف عن خط الحزب، وتحريف الفكر اللينيني، والتحريض على الانشقاقات الداخلية، إلى آخر القائمة الطويلة المعروفة، التي انتهت بدحرجتهما إلى خارج دائرة الفعل السياسي غير مأسوف عليهما.


    } هل ينطبق هذا على الحالة السودانية؟


    الحالة السودانية الأخيرة لا تتطابق تماماً مع الحالة السوفيتية، ولكنك إذا أمعنت النظر فسترين كثيراً من العناصر المشابهة. يمكنك مثلاً (إن واتتك الشجاعة) أن تضعي من تشائين في خانة "ستالين"، وأن تضعي د. "غازي صلاح الدين" في خانة "تروتسكى"، و"على عثمان" و"عوض الجاز" في مكاني "زينوفيف" و"كامينيف"، فستظهر لك فصول المسرحية كاملة، حيث ترين كيف أن "عوض الجاز" و"على عثمان" و"أحمد إبراهيم الطاهر" قد استخدموا في التصدي لـ"غازي" ومطاردته وإخراجه من أجهزة الدولة والحزب، وذلك على نفس الطريقة التي استخدموا بها من قبل في التصدي لـ"الترابي" وجماعته والتنكيل بهم. ولكن وما أن فرغ هؤلاء من هذه المهمة حتى دارت الدائرة عليهم. وقد ورد في الأثر: من أعان ظالماً سلطه الله عليه.


    } الناس منشغلة بترشيح "البشير" مرة أخرى وكل المؤشرات تدل على ذلك، بجانب الانتخابات القادمة هل من أمل في مسار جديد للحكم؟


    - قد تدل بعض المؤشرات على ذلك، ولكن هذه قد تكون مؤشرات (الداخل) السوداني الذي يبحث عن ضمانات سياسية ومعونات اقتصادية، فإذا صحّ هذا فإن الخارج الإقليمي والدولي قد يكون هو العامل المرجح في المرحلة السياسية القادمة، لأنه هو وحده بالطبع الذي يملك الضمانات والمعونات.


    } كنت أول من تنبأ بتغول السلطويين في الإنقاذ على سلطة الحركة الإسلامية، فهل اكتملت فصوله بالتغييرات الأخيرة وانتقلنا إلى الجمهورية الثانية كما قال "علي عثمان" ؟


    - نعم كتبت في عام 2007 في (جريدة الصحافة السودانية) أن الدولة في مرحلة ما بعد "الترابي" ستجد أمامها ثلاثة مسارات: المسار الأول أن تقوم بدحرجة من تبقى من قيادة الحركة الإسلامية القديمة إلى خارج السلطة، (كما دُحرج العسكريون الأوائل، وكما أخرج "الترابي")، ويتحول العسكريون عندئذٍ من موقع (الشريك) إلى موقع (المالك). المسار الثاني: أن تبقي على بعض عناصر الحركة الإسلامية ولكنها تذهب في اتجاه تأليف واصطناع موالين جدد، واستقطاب قاعدة شعبية بديلة وتكون العلاقة عندئذٍ بينها وبين الحركة الإسلامية، علاقة توظيف للشعار والرموز وليست علاقة المشاركة في الرؤية وصناعة القرار. وكما تلاحظين فإن ما انتهيت إليه عن طريق التحليل والاستنتاج قبل سبع سنوات قد تحقق الآن وصار واقعاً، فها هو "على عثمان" و"عوض الجاز" ومن دونهما من القيادات (المصنوعة)، قد تمت دحرجتهم كما دحرج السابقون، وهاهم (العسكريون) الثلاثة قد تحركوا من موقع الشريك إلى موقع المالك، وما بقي إلا أن تنتظري مشهد الموالين الجدد الذين سيزحمون الطريق نحو (الإنقاذ الجديدة).


    } ما تم من تغيير واعتبره بعض الناس انقلاباً إذا كنت تؤيد ما ذهبوا إليه، فهل هو انقلاب على السياسات أم الأفكار؟


    - ما تم من تغيير هو بتقديري مواصلة لانقلاب قديم على الحركة الإسلامية، بدأ منذ أن حل مجلس شوراها وشردت قياداتها، وحول الناشطون في عضويتها إلى فائض عمالة سياسية.

    } هناك من قال إنه لا يرى دوراً للحركة الإسلامية بقيادة "الزبير أحمد الحسن" منفصلاً عن الدور التنفيذي للحكومة فكيف تراها أنت ؟


    - إذا انفكت (الحركة) عن (الفكرة)، وانفكت الفكرة عن (الحق) فليس بنافع أن يقودها زيد أو عبيد، ولن تكون لها قيمة أو أثر، سواء اتصلت بالجهاز الحكومي أو انفصلت عنه.


    } ما هي فرص إعادة الحركة الإسلامية لدورها الريادي على ضوء محاولات الإسلاميين تبني حركات إصلاحية ؟


    - الحركة الإسلامية ليست (طفلة أنابيب) تعاد إلى الحياة وتخرج منها بقرار من طبيب، ولكنها منظومة من القيم والمباديء تستمد من أصول الإسلام، وينظر من خلالها إلى الواقع، وترتب في ضوئها العلاقات وتبنى المؤسسات. فإذا انقلبت القيم على أصولها، وانقطعت عن واقعها، فلا جدوى ولا قيمة لاستعادة العلاقات التنظيمية الفارغة، والمؤسسات الحزبية الخاوية. وإذا كان هناك إسلاميون يسعون بجد لإصلاح الحركة الإسلامية فيتوجب عليهم إعادة قراءة التاريخ، والأصول والواقع قبل وضع النظم واللوائح.


    } تعددت في الآونة الأخيرة اللافتات خاصة التي يتبناها الإسلاميون والتي تدعو إلى إنقاذ الوطن وتصحيح المسار، فهل حل الأزمة السودانية يكمن في تعدد الكيانات ؟


    - تعدد الكيانات تعبير عن أزمة النخب، والتي لا تنفصل عن الأزمة السودانية العامة. وقد يشير تعدد الكيانات إلى وجود حالة نقدية ايجابية، يحتك فيها الرأي بالرأي، فتتضح الرؤى وتستبين الغايات. وقد يشير تعدد الكيانات إلى حالة مرضية سماتها التشرذم والتفتت واللجاجة. وفي كل الأحوال فإن (الصوت) على علاته هو الفارق الوحيد بين الجسد الحي والجثة الهامدة.

    } الحركة الوطنية للتغيير برزت كواحدة من هذه الكيانات التي تدعو إلى الإصلاح الشامل، ما هي فرص النجاح على ضوء وجود هذا الطرح مسبقاً من قبل حركات أخرى ؟


    - الشخصيات التي تقف وراء (الحركة الوطنية للتغيير) لم تولد البارحة مع ميلاد هذه الحركة، إذ لهذه الشخصيات كما تعلمين وجود سابق في الساحة السياسية والفكرية. والأفكار التي يدعون لها ظل بعضهم يكتبها وينشرها على الناس طيلة العقد المنصرم. فإذا استثنينا الاسم فإن (المضمون) الذي تدعو إليه الحركة الوطنية للتغيير سابق للكيانات التي تشيرين إليها، على أن الخط الفارق بين تلك الكيانات وهذه الحركة هو أن هذه الأخيرة، لم تكن عاملة (مثل الأخريات) تحت عباءة المؤتمر الوطني، وليس من أهدافها الآن أن تعمل (مثلهن) على إصلاحه. أما سؤالك عن فرص النجاح فذلك رهين بعوامل كثيرة، ولا أظن أن شخصاً عاقلاً ينخرط في عمل وهو موقن بالفشل.


    } رغم أنكم دعوتم إلى العمل المشترك إلا أن أغلب المؤسسين لها من تيار فكري واحد، فكيف يمكن لهذه الحركة كسب تأييد المختلفين معها فكرياً؟


    - المجموعة التي ظهرت أسماؤها هي مجموعة (مبادرة)، والبيان الذي نشر هو دعوة للتأسيس، وعملية التأسيس مستمرة وقد انضمت إلى الحركة حتى الآن عناصر من تيارات فكرية متعددة، وسترين في القريب قائمة أخرى قد تشكل اختراقاً كبيراً في أسلوب الممارسة السياسية في السودان.


    } ما علاقة حركتكم بحركة (الإصلاح الآن) التي يرأسها "غازي صلاح الدين"، خاصة أنه سبق أن قال لصحيفتنا إن الحركة الوطنية للتغيير هي الأقرب إلينا وعلاقتنا ستكون جيدة معهم؟


    - حركتنا في طور التأسيس كما قلت، فإذا فرغنا من إحكام الرؤية والخطوط الإستراتيجية الكبرى فستتضح تلقائياً علاقاتنا مع الآخرين.

    } هل هناك نية للاندماج مع الحركات التي تقترب من طرحكم، وكيف تقيمون كسب (سائحون) وأداء المؤتمر الشعبي بقيادة "الترابي"؟

    - إذا كنا ننوي (الاندماج) فلماذا خرجنا أصلاً؟ على أننا ننفتح على الآخرين ونقترب منهم بحسب انفتاحهم واقترابهم مما ندعو إليه، سواء في ذلك جماعة (سائحون) والمؤتمر الشعبي وغيرهما من الجماعات.


    } ما تقييمكم للأداء الحزبي في السودان حكومة ومعارضة ؟


    - الأداء السياسي لحزب الحكومة ضعيف مقارنة بما لديه من أموال وعدة وعتاد، أما الأداء السياسي لأحزاب المعارضة فضعيف أيضاً، لجهة أن هذه الأحزاب (مخنوقة) من الناحية الاقتصادية، ومنهوكة من ناحية السلطة، ومتعثرة الخطى من ناحية القيادات التاريخية.


    } الحركة الوطنية للتغيير توصف بأنها حركة صفوية فكيف ستنزل أفكارها للقواعد ؟


    - وصف الحركة الوطنية للتغيير (بالصفوية) متسرع وغير دقيق، على أن (الصفوية) ليست عيباً في مثل هذه الحالة، لأن مبتدأ حركات التغيير الفكري والاجتماعي يكون عند الصفوة، ثم تنداح تدريجياً لتتوطن في طبقات المجتمع؛ وإلا فهل تذكرين في التاريخ القريب أو البعيد حركة تغيير فكري قام بها عوام الناس ممن لا يشتغل بالقراءة والكتابة؟ ودونك الحركات السياسية الراهنة التي تملأ الساحة(يميناً ويساراً) كيف بدأت، ومن الذي أنشأها، أهم قادة الفكر والرأي أم غيرهم؟ . أما كيف سننزل أفكارنا إلى القواعد، فسننزلها بالطبع عن طريق (الكلمة) المسموعة والمقروءة، وعن طريق الهاتف المحمول، البريد الإلكتروني و(الفيس بوك) و(التويتر). وهلمّ جرا.

    } ما هي الخطوة التالية للمقترح التأسيسي؟


    - الخطوة التالية هي أن يطرح البيان التأسيسي للمناقشة العامة، وتعاد صياغته في ضوء ذلك، ثم قد تأتي الدعوة للمؤتمر التأسيسي حتى تكتمل خطوات البناء.


    } ننتقل إلى محور آخر، الاقتصاد السوداني يعاني من مشاكل أساسية، فأين تكمن المشكلة في السياسات أم الأشخاص ؟


    - تكمن المشكلة بالطبع في القيادة السياسية التي توكل الاقتصاد لأشخاص ليس لأحدهم من مؤهل غير السمع والطاعة. وتكمن المشكلة في أن القيادة السياسية ذاتها لا تستمع لأصوات المحتجين والمعترضين إلا عندما يحملون السلاح ويخرجون للغابة. وتكمن المشكلة أخيراً في الإنسان السوداني الذي يعلق كل آماله بالحكومة ويظن أنها هي الخلاص.


    } بوصفك من المختصين ما هي الوصفة الناجعة لمعالجة الاقتصاد السوداني ؟


    - لا توجد (وصفة) ناجعة لعلاج الاقتصاد السوداني إلا كما توجد وصفة ناجعة لعلاج السكري وضغط الدم. ومع هذا يمكن القول إن أسباب المرض الاقتصادي توجد في السياسة، فلو صار في مقدورنا أن ننظف الحقل السياسي، وأن نزيح عنه (الأعشاب الضارة)، وأن نعيد ترتيب الأوضاع فيه، لصار من الممكن تنظيف المجاري الاقتصادية، وإعادة الدماء إلى العروق. وبعبارة أخرى، إن كنت تريد إخراج الاقتصاد السوداني من حالته الراهنة فاتقِ الله، أوقف الحرب، جفف منابع الفساد، أقم العدل، أصدق القول، أعد الأموال المنهوبة.


    } كيف ترى مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين دولتي شمال السودان وجنوب السودان، على خلفية ما حدث من صراعات في دولة الجنوب وموقف حكومة السودان حتى الآن، وهل يملك مفتاح حل الأزمة؟


    - دولة الجنوب (مثل دولة الشمال) سيطلب منها أن تنصاع للترتيبات السائدة في إقليمها (وفقاً لما تقترحه القوى الدولية الراعية)، وذلك حتى توفر لها الحماية وتقدم لها المعونات. أما الصراع الجنوبي- الجنوبي فقد يتحول إلى شوكة جنب بين الشمال والجنوب لفترة ليست بالقصيرة، وقد يؤدي ذلك لانحلال تحالفات قديمة، ولتبلور تحالفات جديدة تتعدى الفواصل الجغرافية والعرقية
                  

01-31-2014, 01:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    عبدالرحيم على أمينا عاما لمنظمة الدعوة الاسلامية وتجديد الثقة فى المشير سوار الدهب كرئيس لمجلس الامناء
    عبدالرحيم على أمينا عاما لمنظمة الدعوة الاسلامية وتجديد الثقة فى المشير سوار الدهب كرئيس لمجلس الامناء


    01-30-2014 04:01 PM

    الخرطوم (سونا) اختارت الامانة العامة لمنظمة الدعوة الاسلامية فى اجتماعها رقم (1)للعام 2014م البروفسير عبدالرحيم على امينا عاما للمنظمة وجددت الثقة فى المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الدهب لمنصب رئيس مجلس الامناء لدورة قادمة وتم اختيار الاستاذ سمير على احمد لمنصب نائب الامين العام .


    وناقش الاجتماع الموضوعات التى ترفع الى مجلس الامناء واجاز تقرير الاداء للدورة السابقة 2010-2013م واجاز الحسابات الختامية للعام 2013م والموازنة التقديرية للعام 2014م .
    واعد الاجتماع تقريراً حول موقف تنفيذ قرارات مجلس الامناء السابق رقم (24) .


    ونظر الاجتماع فى كشف العضوية وأوصى بالتجديد لمعظمهم واقترح اعضاءً جدداً .
    كما اوصى بتعديلات فى مقاعد الامانة العامة واجل الاجتماع مناقشة الخطة الاستراتيجية للدورة 2014- 2017م لجلسة اخرى تعقد فى الايام القادمة


    --------------------------
    خطاب رئيس الجمهورية: مشروع "الوثبة الوطنية الشاملة" .. ب

    قلم: أحمد كمال الدين طباعة أرسل إلى صديق


    الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2014 20:09



    السخرية من خطاب الرئيس السوداني عمر أحمد البشير الذي ألقاه بتاريخ بتاريخ 27 يناير 2014م صارت هي السمة الغالبة عبر وسائط الاتصال الالكترونية بأنواعها .. حيث وُصف الخطاب بأنه "كلام فارغ" و "تمخض الجبل فولد فأرا" وغير ذلك .. فضلا عن عشرات الرسوم الكارتونية والتعليقات .. إلا أن الوصف المتفق عليه هو الخيبة التي أصابت السواد الأعظم من الناس .. حيث توقعوا مفاجأة سياسية كبرى فلم يجدوها ..

    لكن مصيبتنا أن خطاب الرئيس هذا صار "مقررا" علينا .. فلابد حينئذ من قراءته .. وفي حالة عدم فهمه علينا أن نقرأه عددا من المرات حتى نفهمه .. على الرغم من أن مشكلة الخطاب كما تبين ليست في (فهم) عباراته وألفاظه بقدر ما هي في فقر محتواه السياسي، إلا من النذر اليسير .. وقد هبط هذا المحتوى بتوقعات الكتاب والصحافيين وعامة الناس بعد (الهالة) الكبيرة التي أحاطت به .. مؤديا إلى إحباط العام .. لكن قدرنا يوجب علينا أن نطالع الخطاب، ونعلق عليه، لأنه من قبيل الشأن العام، و هو شأن خطير .. يهم أمة بحالها ..

    الخطاب موجه إلى "جميع المواطنين والمواطنات".. كما جاء في نصه ("هو حوار وطني عريض بين كل السودانيين قوىً سياسية وأحزابا مجتمعا مدنيا ً وفئات ومنظمات حضراً وريفاً جهات وخصوصيات إقليمية مثقفين وغيرهم شباباً وكباراً رجالاً ونساءاً ولا يستنثي الحوار حتى الجماعات المسلحة")، لكن هذا هو شأن (جميع الخطابات العامة) التي يلقيها رئيس الجمهورية .. لهذا فالإشارة إلى أن الخطاب موجه إلى الجميع مما أسهم في الحط من مستوى الخطاب، حتى باخ و أصاب الناس بالملل والاحباط .. فالشعب السوداني (في جماعه الكلي) شعب غاية في الذكاء السياسي، برغم وقوعه ضحية الساسة في كل عهد وجيل .. هو شعب يفهم .. و إن قال أنه لا يفهم خطابا ما، فعلى صاحب ذلك الخطاب أن يراجع نفسه ..

    محاولة لقراءة الخطاب:

    (1)
    وصف الخطاب بأنه استشراف مرحلة جديدة استدعت تجميع القوى أو (التهيؤ) لما أسماه الخطاب بـ "الوثبة الوطنية الشاملة" التي بدأت تباشيرها "منذ توقيع إتفاق السلام الشامل عام 2005م"، وتحدد عام 2006م عاما للوثوب، ثم جرى "التمهل" خلال سنوات الفترة الإنتقالية الست، ثم تمديد هذا "التمهل" في أعقاب انفصال الجنوب لثلاثة أعوام أخرى، ليكون الانطلاق في عام 2010م، و لم يذكر الخطاب سببا للتأخر من 2010م حتى عام 2014م، وهو الوقت الذي تحدد أخيرا لهذه "الوثبة الوطنية الشاملة" .. ويصور الخطاب لهذه الوثبة تصويرا فسيولوجيا دراميا، في محاكاة لحركة الوحوش وهي تتأهب للانطلاق، فيقول: "ولكن بسبب ماسبق التلميح إليه، إستمر تقبض أعضاء الجسم الوطني، إنتظاراً وترقباً" لهذا الوثوب ..!!

    (2)
    يستجدي الخطاب "كريم صفات السودانيين" و يقول أن على هذه الصفات "يكون التعويل، في إجتراح وثبة تضع أهدافها عند منتهى نظرها، لا تحت الأقدام" .. و يعبر هذا عن بلوغ النظام القائم منتهاه التاريخي، و مداه الأقصى في استجداء الحيل، ليعلن مضطرا أن "التعويل" إنما يكون على الشعب .. هذا السطر المشهور في دساتير الدنيا عن سلطان الشعوب، استغرق ربع قرن من الزمان لنسمعه على الملأ من المؤتمر الوطني لأول مرة، بعد بلوغ الحزب سن اليأس السلوكي.


    (3)
    يدعو الخطاب لعدم الاستخفاف بالمؤتمر الوطني وإن جاءت الدعوة شاملة متبادلة .. إذ يقول: "ونتوجه لأنفسنا، وللذين يستخفون بمنافسيهم وخصومهم، أن بعض هذا الإستخفاف، موجه إلى الشخصية السودانية في الحقيقة، تقليلاً من شأنها، ودافعاً بها إلى شئ من التردد بدأت مظاهرهُ تغزو عقول أجيالنا". ولعل من أسباب هذه الدعوة أن رسالة الشعب السوداني الناقدة، عبر وسائط التواصل الالكتروني العديدة، قد وصلت كاملة، بما في ذلك رفضه لنظام الانقاذ الوطني، بكل السبل، حربا وسلما و تهكما و سخرية لاذعة لا ينكر وجودها الواسع عاقل .. وبهذا التصور فالدعوة لعدم الاستخفاف ولعدم السخرية تأتي تعبيرا عن الحالة التي وصل إليها النظام الحاكم ..
    (4)
    يشير الخطاب إلى أن دعوته شاملة للجميع .. "هذه الوثبة، ليست ولاينبغي لها أن تكون حزبية محضة، لكن الحزب يرى أن الوقت قد نضج لوثبة سودانية، وطنية، شاملة، طموحة ولكنها ممكنة .." لكن الخطاب - في ذات الوقت - يضع حزب المؤتمر الوطني في مقام رأس الرمح من الجميع .. مما يدل على أنه نظام أبعد ما يكون من التوبة والأوبة إلى الله وإلى الشعب .. مضيعا بذلك الفرصة تلو الأخرى .. يقول الخطاب: " المؤتمر الوطني إذ يتحدى نفسه أولاً ، ان يصدر عن فهم سليم لهذا الواقع، ومن ثم إستفراغ الطاقة، في جعله منصة للوثوب يدعو السودانيين للتهيؤ، بعد إستكمال الجهد والإسهام في تعّرف هذا الواقع لهذا الوثوب" .. هل هذا هو حصاد ربع القرن؟ الوصول إلى منصة ينطلق منها الشعب؟ إلى أين؟ وكم عدد هذه المنصات يا ترى؟ من يضمن للشعب أن هذا لن يتحول إلى سباق حواجز وعقبات و منصات لا تقطع أرضا ولا تبقي ظهرا؟ واستخدم الخطاب عبارات جميلة مثل "إن التحدي الماثل أمام الطبقة السياسية والأحزاب، هو أن يعلو الولاء الوطني المستنير على الولاء الحزبي الضيق"، ولكن بعد أن امتلأت الجيوب والبطون والضياع في الداخل والخارج بأموال الشعب في الأيدي الخاصة المنتمية للحزب الحاكم، بغض النظر عن التفاصيل ..
    (5)
    يكابر الخطاب للهروب من واقع إفقار معظم المواطنين، ومن وجود فقر عام، وغنى خاص، بين أوساط الشعب السوداني .. مؤديا إلى طبقية اقتصادية اجتماعية مهلكة .. وأن حال الناس الاقتصادي اليوم أفضل من حالهم في الماضي .. يقول الخطاب: "أن فقر المجتمع السوداني بالمقياس المطلق، ليس أشد من فقر الماضي، ولكنه بمقياس مستوى المعيشة الراهن والمأمول أظهر". لكن المستور ما يفتأ أن يظهر، من داخل سطور الخطاب، ليكشف الاعتراف بوجود هذا الانقسام الطبقي، متخفيا وراء الحروف والألفاظ، و ذلك عند الحديث عن "فرصة أمام السودان المجتمع يهزم الفقر جماعياً، أما خروج الأفراد من دائرته أفذاذاً، فلن يغيره أبداً" .. فالعبارة الملطفة عن خروج بعض (الأفراد) من دائرة الفقرة (أو في الحقيقة دخولهم دائرة الغنى الفاحش) لن يغير حال الفقر الجماعي للمجتمع السوداني .. هذا الهروب من المعاني والتستر وراء الكلمات هو بعض مما أسهم في غموض الخطاب وترديه ..

    (6)
    عبر الخطاب عن شعبين: شعب يمثله ما أسماه الخطاب بـ "بناء الطبقة السياسية الفوقي"، و الشعب الثاني هو "الأساسات الوطنية"، ولا بأس، فبناء العمارات الشخصية ومتابعتها ربما أثر في صياغة الخطاب .. لكن المهم هو هذا التقسيم، حتى يمضي الخطاب فيقول: "والإحتقان السياسي الذي يعاني منه بناء الطبقة السياسية الفوقيَ مشكلة، ولكن كونه لا يعكس حال الأساسات الوطنية العريضة مشكلة أكبر" !! أو بكلمات أخرى .. أيها المعارضون للحكم، أنتم بناء سياسي فوقي لا علاقة له بالقواعد الشعبية .. تعانون من احتقان سياسي، وهو احتقان لا يعكس حال سواد الناس في السودان .. والمؤتمر الوطني إذ يقول ذلك فهو يعلم كيف تمكن من اختطاف الفئات الأقل وعيا وعزلها وإلهائها بالنفاق السياسي و مسارح الشارع وبرامج اللهو وألفاظ التدين الخالية من سمح المعاني و الوعود التي تصنع الأوهام بدلا من الآمال القاصدة .. فهي عمل منظم لامتصاص الثورات المرتقبة، و لتشويه صورة الفئات السياسية الواعية .. بل إن بعض أفراد هذه الفئات ذاتها صارت أداة من أدوات هذا الاختطاف .. يستخدمها النظام لضرب الفئات الواعية .. وتشويه سمعتها .. بعد أن تملكت أجهزة الأمن الجزء الأكبر من الآلة الاعلامية (الورقية) في السودان، لتضيف ذلك إلى الآلة الاعلامية المرئية والمسموعة (الاذاعة والتلفزيون)، المملوكة أصلا للدولة، مع استثناءات قليلة .. حتى برزت ظاهرة "الأقلام الداجنة" المطيعة، التي تعتاش على أموال الشعب تقدمها أجهزة الدولة لهؤلاء بطريق غير مباشر .. فصارت هذه الأقلام الأجيرة لا تحطب إلا في حبل السلطان .. ولا تهاجم إلا من يهاجمه السلطان .. ودونكم صفحات الرأي .. برغم وجود أقلام قليلة تمكنت من التحرر لكنها تعاني من التضييق والكبت و المصادرة و الملاحقة الأمنية و الحظر من النشر .. وبينما تكسب الأقلام الداجنة الدنيا يكسب هؤلاء الشرفاء الآخرة و يكسبون الوطن .. فطوبى لهم. إلا أن الخطاب يعترف حول الانتخابات على استحياء بـ "ان الثقة في حرية التسابق للمقعد الدستوري ليست تامة بعد، والقبول بهذا الإستباق ليس كاملاً بعد".

    (7)

    الركائز الأربع: لعل الجزء المحوري من الخطاب يكمن في هذا (الكلام) عن "الغرض من هذا التهيؤ"، وأن هذا الغرض "هو وثبة وطنية شاملة". يقول الخطاب: "ماهي الضرورات التي يجب أن يتوجه نحوها الإنشغال، وبها الإهتمام، حتى تصير الوثبة الوطنية ممكنة وبالغة مقاصدها؟" .. ثم يجيب بالتعبير عن "أربع ركائز"، كما أسماها، يصفها كالتالي: "إن هذه الركائز الاربع الجامعة لجوهر نداء الوثبة هي أهم مجالات الاصلاح الجذري الذي يضع السودان في بداية سكة الانطلاق". أما الركيزة الأولى فهي (السلام)، إذ يقول "وقف الحرب الأهلية خطوة نحو سلام المجتمع، خطوة ضرورية لا غني عنها ولا يمكن إسقاطها أو إعتسافها إذا كان للسودان أن ينهض حقا"؛ و الركيزة الثانية ("المجتمع السياسي الحر") .. و لا أدري لماذا لا يكون الحديث عن "الحرية" هكذا .. بدلا عن "المجتمع السياسي الحر" .. فالمجتمع السياسي موجود لكنه مكبل و مستبد عليه .. والغائب هو التحرر من قيود العمل السياسي والتعبير العام .. ويأبى الخطاب إلا أن يمعن في الغموض فيقول في هذا السياق يصف المجتمع السياسي الحر بأنه "الذي يحتكم لحكم المشروطية" .. وهذه استعصت علي في الفهم، ولا بأس، ربما قصدوا بكلمة "المشروطية" الدستور .. فلنمضي لسائر الخطاب .. "متصرفاً في شأنه الوطني بالحرية" .. حسنا .. "ومشاورة الناس كافلاً لحقهم في إدارة هذا الشأن" .. حسنا أيضا .. "نابذاً لحسم الخلاف إلا بهذه الوسيلة، راعياً لحقوق الجميع بالسوية، غير متولٍ إزاء ممارسة السيادة غير الجماعة السودانية" .. ممتاز، إلا أن عبارة "الشعب السوداني" كانت أفضل من "الجماعة السودانية"!! .. لكن إذا تم هذا فلن تقوم للمؤتمر الوطني قائمة .. و إذا اعتقد محرر الخطاب غير ذلك فهو بغير شك واهم .. الحرية والمؤتمر الوطني لا يجتمعان البتة، لأن الشعب في ظل الحرية لن يقبل بهذا النظام .. أما الركيزة الثالثة فهي "الخروج بالمجتمع السوداني من ضعف الفقر إلى أفُق إعداد القوة المستطاعة".. ونتجاوز مسألة محاربة الفقر هذه لأن هذا الشعب الكريم هو أعرف الناس بالفقر .. ولم يتطرق الخطاب لكيفية محاربة الفقر، بل لم يعترف بأن حال الشعب السوداني اليوم أسوأ من حاله في الماضي كما تقدم .. الركيزة الرابعة "إنعاش الهوية السودانية التاريخية" .. بالنسبة لي لم أفهم كلمة التاريخية في هذا السياق، ولا سببا (لانعاش) الهوية، لكن لا بأس .. فما جاء في الخطاب عن الهوية من (كلام) يمكن الاتفاق معه .. يقول الخطاب في شأن الهوية: "وجودنا في أفريقيا جزءا اصيلا منها لا ينافي وجودنا في كلّ عربيّ أفريقيّ وغير أفريقيّ، والإقبال على أحدهما بإستثناء الآخر عقوق، والزهو بأحدهما دون الآخر غرور، والانتفاع بأحدهما دون الاخر حماقة .. لقد صارت بعض جوانب هذه المعادلة شعارات حروب في مجتمعنا آن أوان دمغها ودمغ مروجيها من هذا الجانب أو ذاك .. كلهم مخطئ، وكلهم قليل العناية بالانصاف والعدل وغير مدرك لسير التاريخ، ولا مُتَمَسَّك له في العياذ بدروع عرقية لا يشهد لها دين ولا عرف ولا مصلحة ولا مذهب فكري" .. ويقول أيضا بشأنها: " إن المؤتمر الوطني يري أن وثبة السودانيين غير ممكنة إذا إستثنت أحدا قوماً أو قبيلة أو لونا أو لسانا أو كيانا وقوة السودان الكامنة هي في هذا التفرد الذي لم يمكن إلا بالأندغام المتسامح الواعي الذي يربط مصائرنا معا لايجب أن نحترب على الهوية" .. و هذا قطعا (كلام) جميل ..

    (8)

    يدعو الخطاب إلى "مناظرة" .. وفي تقديري يتعارض هذا مع الدعوة إلى "وثبة" وطنية شاملة .. ولعل المراد بهذه "المناظرة" إلهاء الناس بمسلسلات سياسية تكسب المؤتمر الوطني الوقت .. فشراء الوقت والفرص الملهية صار ديدنا لاستدامة الحكم والخروج من المآزق السياسية .. لكن لنحسن الظن، فالخطاب يجعل غاية هذه المناظرة تحقيق (الاجماع) الوطني حول القضايا، إذ يقول: "إن هذه المناظرة المفضية، إن شاء الله، إلى إجماع على أمهات القضايا لايستثنى منها أحد، حتى الحركات المسلحة شريطةَ أن تُقبِل عليها عالمةً أنها تُولّى ظهرها أسلوب العنف" .. وكان الأفضل الاكتفاء بحديث عن (الحوار) بدلا من حشر "المناظرة" حشرا إلا لما تقدم من سبب محتمل وهو إلهاء الناس بالمناظرات الكلامية الفارغة ..

    (9)

    شرط الحوار مع الحركات المسلحة: ومن جهة أخرى فإن توجيه الدعوة إلى "الحركات المسلحة" وعدم استثنائها من الحوار إنما هي في تقديرنا دعوة فارغة بغير محتوى .. يقول الخطاب، كما تقدم، "إن هذه المناظرة ... لايستثنى منها أحد، حتى الحركات المسلحة شريطةَ أن تُقبِل عليها عالمةً أنها تُولّى ظهرها أسلوب العنف" .. لكن كيف تقول أنك تقبل التحاور مع الحركات (المسلحة) و تريدها أن تلقي بسلاحها وتأتيك هكذا (أم طلوق) كما يقول أهلنا في دارفور لمن يمشي بغير سلاح أو عصا؟ ومنطقيا .. كيف تحاور "حركة مسلحة" بعد إلقائها السلاح؟ وهل ستظل تسميها "حركة مسلحة"؟ أم أنها مجرد مغالطات؟ .. إن الاختلاف الوحيد بين الحركات المسلحة و المعارضة السياسية غير المسلحة هو هذا السلاح .. فإما تحاورها بسلاحها أو لا تحاورها .. بعيدا عن اللعب بالألفاظ .. ونحن ندعو للسلام كغاية، و نعلم أن الوصول إلى السلام يكون عبر الحوار السياسي السلمي .. وهذا الحوار هو الذي ينهي حالة الحرب، و يجب أن يتم التراضي بين الناس وإقناعهم و تطمينهم على حقوقهم وعندها سيلقون بسلاح لم يحملوه إلا اضطرارا .. فالقتال ليس هواية لأحد كما يعلم الرئيس و هو عسكري .. إن أول أبواب الانطلاقة التي تدعون إليها هو الصدق والصراحة والوضوح .. و عدم تمويه الخطاب بواسطة الأصابع التي خرجت من الحكومة واستظلت بسقف الحزب الحاكم لتحكم من لدنه من خلف الكواليس ..


    الخلاصة:

    أولا: إن سبب عيوب الصياغة و عيوب المحتوى، كما تقول المجالس، هو التنازع الداخلي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، المكون من مجموعتين، إحداهما تريد أن "تثب" وثبة وطنية، استعارة للغة الخطاب، و الأخرى لا تريد ذلك، لأنه يتعارض مع مصالحها الخاصة، وقد يؤدي إلى فوات هذه المصالح، بل إلى ملاحقة شعبية وطنية في الدنيا قبل ملاحقة الآخرة .. لهذا جاء الخطاب مضطربا .. ينقب فيه القارئ تنقيبا حتى يجد الكلمات والألفاظ ذات المعاني المعقولة ..

    ثانيا: رسالة الخطاب قصيرة و واضحة، و إن كانت مدفونة بين الفقرات و مشوه عليها بالتعابير الجالبة للسخرية، و هذه الرسالة هي: يا أهل السودان، بما فيكم من طيبة صبرتم بها علينا كل هذه السنوات، نحن نترجاكم أن تقبلوا دعوتنا هذه الجديدة، وهي دعوة إلى "وثبة وطنية شاملة"، تبدأ بالتناظر والحوار حول القضايا الوطنية الكبرى، وصولا لاجماع حولها، ننطلق بعدها لحل المشاكل الأربع الكبرى المذكورة في الخطاب (السلام – الحرية – محاربة الفقر – الهوية) ..

    ثالثا: أعتقد أن أفشل ما في الخطاب هو دعوته الضمنية إلى حوار (بقيادة) المؤتمر الوطني .. دون أن يصرح بأي استقالات لعناصر القيادة التنفيذية والسياسية، ودون حل للحزب الحاكم، ودون إعلان لبسط الحريات السياسية التي هي (ضرورة) قصوى من ضرورات الحوار السياسي .. وتأتي هذه الدعوة بعد أن جرب المؤتمر الوطني في الشعب ما شاء له التجريب ... لخمس وعشرين سنة .. منتهيا إلى فشل كامل في تحقيق وفاق وطني .. دعك من إرساء قيم الدين السمحة .. فهو الذي زاد اشتعال الحروب ووسع نطاقها، و أجهض الحريات، و أفقر الناس في أغنى البلاد بالموارد، واستخدم الهوية أداة لتفريق أهل السودان .. فكيف يمكن لهذا الحزب الفاشل الراسب أن (يقود) حوارا يؤدي به إلى نجاح أو "مرور" في ملاحقه الأربعة (السلام والحرية ومحاربة الفقر و الهوية)
                  

02-01-2014, 09:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    : من صنع ورطة الرئيس؟


    مقال للظافر

    حدثني احد الأصدقاء من الموالين للمؤتمر الوطني انه استيقظ صباح ما بعد المفاجأة الرئاسية ووجد في هاتفه رسالة باللغة الصينية..استغرب الاخ الوطني خاصة ان مرسل الرسالة اخ عزيز ما زار الصين و لو ضمن وفد زائر..صاحب الهاتف سال عن سر الرسالة قائلا لصديقه” ما فهمت حاجة “ورد المخاطب وانا كذلك لم افهم من خطاب الرئيس البارحة الا ما فهمت من رسالتي الصينية..كانت تلك من تعابير خيبة الأمل التي سارت بها الاسافير وتداولتها المجالس عقب خطاب السيد رئيس الجمهورية مساء الاثنين الماضي . ويبدو ان كتائب الرصد الالكتروني للمؤتمر الوطني كانت حاضرة..الدكتور ابراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية اتهم المعارضة بانها بخست من الخطاب المهم.. ودلل الغندور على ذلك بان مواطن من سودانيي الشتات علق بنحو ثمانية آلاف مداخلة تحوي تعليقات سالبة حول الخطاب وكل ذلك في ظرف (24 ) ساعة.. ولو ان هنالك مركز مستقل لاستقراء الراي العام لأدرك مساعد الرئيس ان خيبة الأمل في الخطاب كانت اكبر من ذلك وشملت قواعد المؤتمر الوطني قبل امتدادات خصومه في المعارضة. قبل ايام *اعلن غندور ضمنا ان الخطاب الرئاسي لم يكن في المستوي المطلوب والمتوقع..جاء ذلك الإقرار عبر الاعلان عن خطاب رئاسي جديد يوم الثلاثاء القادم..حاول عدد من رموز الحكومة وحزبها الحاكم رمي الاعلام برفع سقف توقعات الناس .. ولكن ذلك لم يكن الا بعض من الحقيقة ..


    كان مولانا احمد ابراهيم الطاهر اول من استخدم تعبير مفاجأة يلقيها على مسامعنا وابصارنا السيد رئيس الجمهورية.. والسيد الطاهر الذي كان يشغل منصب رئيس البرلمان لا ينطق عن هوى بل ان الرجل يمسك الان باخطر ملف سياسي في أروقة الحزب الحاكم وهو ملف الاصلاح.. اكد ذات المضمون رئيس البرلمان الحالي الدكتورالفاتح عزالدين الذي عرف المفاجأة بانها تماثل أبعاد الحرس القديم من مفاصل السلطة التنفيذية والحزبية..بالطبع لم تكن هنالك مفاجأة في عشرية الانقاذ الاخيرة اكثر ثقلا من أبعاد نافع وعلى عثمان من واجهة الإنقاذ.. اما شهادة الرئيس الامريكي الاسبق كارتر فقد كانت تأكيدا لذات المفاجأة ولكن جودتها انها منقولة بشكل مباشر من رئيس الجمهورية وعبر مصدر ثقة. بداية أنا شخصيا لا أحبذ مصطلح مفاجأة في العمل السياسي.. المصطلح غامض ويفيد السرية ويناقض الشفافية التي تحكم عالم اليوم..المفاجاءات من بدع الشمولية التي تركن كل المهام بين يدي رجل وأحد قابض يفاجيء بها الشعب حينما تتاكل شعبيته ..لهذا اخطأ رجال الحزب الحاكم في استخدام مصطلح المفاجأة وباتوا في حالة يرثى لها تتطلبت ان يعيد الرئيس خطابه مرة اخرى*في اقل من اسبوع .. ويتواصل الاضطراب حين تضطر امانة الاعلام لتصحيح نائب رئيس الحزب وتقول في بيان ان الرئيس لن يلقي خطاب جديد بل سيفسر خطابه السابق عبر منشط اعلامي جديد .

    فيما يلي وثيقة الوثبة *التي جاءت فارغة كفؤاد ام موسى اتفق مع الدكتور غندور في ان طرح وثيقة حل شامل من قبل حزب واحد لن يكون *أمرا مقبولا.. وفي الأغلب وان جاءت وثيقة الوثبة الوطنية مبراءة من كل عيب فسيعتبرها الاخر عزف منفرد من فرقة موسيقية ظلت على المسرح ربع قرن من الزمان .. عليه كان من الافضل في تقديري ان يطرح الرئيس بعض القضايا للنقاش على قادة العمل السياسي ويتم اعمال البحث والشورى عبر الناس كل الناس فتأتي الوثيقة كخارطة طريق نالت توافقا وطنيا. بصراحة قبل كل ذلك كانت الساحة السياسية تحتاج لعربون جدية.. قرار رئاسي بتنحي البشير عن رئاسة المؤتمر الوطني او التأكيد على عدم ترشحه مجددا.. مثل تلك المقبلات تفتح شهية الاحزاب وتبتدر صفحة جديدة.. بصراحة من صنع الورطة هم من يشوي الزبدة بناءً على طلب الزبون.. رجال لا يستطيعون نقل نبض الجماهير للسيد الرئيس.. مجموعة كلما همّ الرئيس في التفكير في الترجل اثنوه بحجة مازال ليل الثورة طفل يحبو.

    عبدالباقي الظافر
    الاهرام اليوم
                  

02-02-2014, 10:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    «الترابي» و«غازي صلاح الدين» يعلنان التنسيق السياسي و«جبريل إبراهيم» يكتب عن المفاجأة
    30/01/2014 16:55:00


    تقرير : طلال إسماعيل


    لم يكلف الأمين العام للمؤتمر الشعبي «حسن الترابي» منذ صباح أمس (الأربعاء) نفسه كثير عناء عندما اصطحب معه رفيق عمره «إبراهيم السنوسي» والأمين السياسي للحزب «كمال عمر» في مشوار صغير إلى جاره في شارع (أوماك) الذي لا يبعد عنه سوى كيلومترات معدودة ويلتقي رئيس حركة الإصلاح الآن - في داره الجديدة – «غازي صلاح الدين» و»سامية هباني» و»أسامة توفيق». في الوقت الذي حبست فيه الخرطوم أنفاسها تنتظر الخطاب الثاني للرئيس «عمر البشير» يوم (الثلاثاء) القادم عقب عودته من قمة الاتحاد الأفريقي بدولة إثيوبيا، وما خلفه الخطاب من ردود أفعال جعلت رئيس حركة العدل والمساواة «جبريل إبراهيم» يكتب مقاله: « المفاجأة في المفاجأة» يبتدره بالقول: (كان صديقنا الأديب الأريب المهندس «محمد علي فؤاد» – عليه رحمة الله – يقول عندما يسأله الناس عن طريق الإنقاذ الغربي الذي كان مسؤولاً عنه واستشهد وهو يتفقده، كان يجيبهم بأسلوبه البليغ “الطريق في الطريق”. ونحن عندما نُسأل عن المفاجأة في خطاب «البشير» الذي انتظره الشعب بشغف بعد أن بذل المؤتمر الوطني جهداً خارقاً في الترويج له داخلياً وخارجياً، لا يسعنا إلا أن نستعير قالب صديقنا الشهيد لنقول إن “المفاجأة في المفاجأة” عينها).


    كما سارعت الجبهة الثورية إلى إخراج بيانها حول الخطاب ممهوراً بتوقيع رئيسها «مالك عقار». لكن رئيس دائرة الصحافة بأمانة الإعلام في المؤتمر الوطني «مجدي عبد العزيز» يسارع إلى توضيح ملابسات ما نقلته الصحف عن مساعد الرئيس «إبراهيم غندور»، ويقول في رسالة نصية لـ(المجهر): (الحديث عن لقاء إعلامي مرتقب للرئيس الذي أدلى به بروفسور «غندور» بالمؤتمر الوطني - نقل خطأ عبر بعض الصحف أنه خطاب آخر للسيد الرئيس، نؤكد وباسم البروفسور «غندور» أنه لا خطاب آخر للرئيس، وإنما نشاط إعلامي لتوضيح وشرح مرامي وثيقة الإصلاح والخطاب الأخير).

    وبعيداً عن قول «مجدي»، شرح رئيس الجمهورية «عمر البشير» على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي المقرر انعقادها اليوم (الخميس) بأديس أبابا لـ»ثابو أمبيكي» رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ما تناوله في خطابه للأمة السودانية.

    وقال رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى «ثابو أمبيكي» عقب اللقاء إنه بحث مع الرئيس «البشير» مسار العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان, لافتاً إلى أنه نقل للبشير تأكيدات دولة الجنوب وحرصها على إنفاذ اتفاقيات التعاون المشترك مع السودان وذلك خلال لقائه نائب رئيس دولة جنوب السودان مؤخراً.

    وأشار «أمبيكي» أنه استمع إلى شرح من الرئيس «البشير» حول وثيقة الإصلاح الشامل والجهود المبذولة لتوحيد الصف الوطني. وعبر «أمبيكي» عن تقديره الكبير للدور الذي يقوم به الرئيس «البشير» لتوحيد أهل السودان وتحقيق الوفاق الوطني .
    وفي دار المؤتمر الشعبي قال «كمال عمر» للصحفيين في المنبر الإعلامي لأمانة الشباب الدوري إن الشيخ «حسن الترابي» في زيارته لدار (حركة الإصلاح الآن) اجتمع مع «غازي صلاح الدين» بغرض التنسيق السياسي والفكري بين الحزبين في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن النقاش اتسع للوضع السياسي في البلاد.


    وأضاف كمال بالقول:(في اليومين الماضيين التقينا عدداً من القوى السياسية ونريد أن نوسع دائرة طوافنا على الأحزاب بغرض توحيد الساحة السياسية لأننا نشعر أن القادم يحتاج إلى توحيد للقوى السياسية وستتواصل اتصالاتنا بالجبهة الثورية لحل أزمة البلاد من خلال حوار سياسي يفضي إلى حل وفاقي).
    وأشار «كمال» إلى تضييق الحكومة للحريات وانتقد وضع (19) نقطة ضمن الخطوط الحمراء لإعادة إصدار صحيفة (رأي الشعب) وزاد:(هذه صحيفة معارضة وحرة تلتزم بالدستور ولا تقبل قوانين الطوارئ ولن نلتزم بالخطوط الحمراء، وهي صحيفة للمعارضة وتعبر عنها).
    وحول حضور الشيخ «حسن الترابي» لخطاب رئيس الجمهورية يقول «كمال»: (الرئيس الأسبق «جعفر نميري» سجن إخواننا لسنوات ونحن ما عندنا تارات مع زول وتهمنا القضية الأساسية للبلد وقضية الدين، وليس هنالك حزب سياسي يرفض الحوار).
    وأشار كمال إلى أن المؤتمر الشعبي توقع أن يعلن الرئيس في خطابه سياسات جديدة للمرحلة المقبلة ويتناول قضايا الوضع الانتقالي، وقال:(وصلتنا تسريبات من قيادات بالمؤتمر الوطني أنهم يقبلون بالوضع الانتقالي الكامل ولذلك رجحت الأمانة العامة للحزب أن يستجاب لدعوة المؤتمر الوطني بحضور الخطاب من أجل مصلحة الوطن).
    وأضاف:(خطاب «البشير» يحتاج إلى مفسر والأمر الآن بيد الرئيس ليصحح الوضع المختل والمعتل الذي حدث في قاعة الصداقة).
    وأكد «كمال عمر» تمسك المؤتمر الشعبي بالعمل مع تحالف قوى الإجماع الوطني والالتزام بالوثائق مثل البديل الديمقراطي والدستور الانتقالي. وأشار إلى أن قيادة حزبه لم تغير قرارها وخطها السياسي الداعي لإسقاط النظام.
    ونبه «كمال عمر» إلى أن دعوة المؤتمر الوطني لبعض الأحزاب السياسية كانت باستخفاف وقال:(لا نقبل أن يمارس المؤتمر الوطني سياسة الخيار والفقوس في توصيل الدعوات إلى الأحزاب ولا نقبل الإهانة في توصيل الدعوة إلى الحزب الشيوعي قبل ساعات فقط من الخطاب ودعوة الوطني لحزب البعث كانت عزومة مراكبية).
    وزاد:(المؤتمر الوطني لا يعرف العلاقات السياسية ونحن لا نتوحد معهم بالتواجد في القاعات الكبيرة).
    ويقول وزير الدولة بوزارة الإعلام «ياسر يوسف» في تعليق له على خطاب الرئيس (إن الخطاب لا يعد إصلاحاً شاملاً بل للتعبير عن ما حوته وثيقة الإصلاح الشامل التي صاغتها لجان المؤتمر الوطني).
    وطالب «يوسف» الأحزاب بعدم وضع شروط مسبقة للحوار، وأوضح أن الوثيقة ستطرح على المكتب القيادي ومجلس شورى المؤتمر الوطني لإجازتها. وأشار إلى أن خطاب الرئيس ركز بشكل أساسي على قضايا السلام والوفاق الوطني والنهضة الاقتصادية، إضافة إلى قضايا الهوية والعلاقات الخارجية.
    ويقول بيان الجبهة الثورية – تضم حركات مسلحة من دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال- إن أي محاولة من قيادة المؤتمر الوطني للالتفاف على المطالب العادلة للشعب السوداني في التغيير ستواجه بالرفض والتصدي من الجبهة الثورية. وذكر البيان أن المدخل الصحيح لحل الأزمة هو الاعتراف الصريح بحجم الأزمة وقبول الشركاء الوطنيين كافة في حلها على قدم المساواة. ورأى البيان أن حل الأزمة يتطلب إنهاء الحرب عبر معالجة الأزمة الإنسانية ومخاطبة جذور الأزمة السياسية وإزالة المظالم التاريخية المتمثلة في حق المواطنة بلا تمييز والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاعتراف بحق الآخرين، وإشاعة الحريات فوراً واحترام حقوق الإنسان كافة لخلق أرضية ملائمة للحوار الوطني وإطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والاتفاق على حكومة انتقالية قومية جديدة، وتتولى الحكومة القومية الانتقالية الجديدة عقد مؤتمر دستوري للإجابة على السؤال المحوري كيف يحكم السودان؟ وإقامة انتخابات حرة ونزيهة برقابة دولية.

    --------------------------
    لمجهر) في حوار الصراحة مع د. "أسامة توفيق" القيادي بحزب (الإصلاح الآن) "
    29/01/2014 16:39:00


    حوار - نجدة بشارة

    يبدو أن حالة (التململ) وسط مجموعة الإصلاحيين المنشقين عن حزب المؤتمر الوطني لم تبدأ قبيل مذكرتهم الشهيرة التي دفعوا بها لرئاسة الجمهورية والحزب سبتمبر الماضي والتي دفعوا ثمنها، وإنما كانت حالة (التململ) والمطالبة بالإصلاح قد ظهرت بوادرها عقب مفاصلة الإسلاميين الشهيرة.
    وبعد أكثر من (13) عاماً مضت (مجموعة الإصلاحيين) وشقت عصا الطاعة، وشكلت حزبها الجديد (الإصلاح الآن).
    عندما طلبت (المجهر) محاورة "د. أسامة توفيق" عن رؤى الحزب رفض إجراء الحوار في البداية بحجة أن حزب (الإصلاح الآن) يفرد المساحات والفرص للدماء الشبابية للتعبير عنه.. وطلب أن نعطي الفرصة لرئيس لجنة التعبئة بالحزب "ضياء الدين حسين".. إلا أنه بادر باستقبالنا بمكتبه بدار الحزب ثم جاء الحوار معه تلقائياً. وما بين أمنية المناضل "مارتن لوثر" وحلمه الذي تحقق بعد (60) عاماً، كانت أحلام الإصلاحيين التي بدأت تتبلور بعد مجاهرتهم وخروجهم علناً بفكرهم وقولهم إن الفيصل بينهم والمؤتمر الوطني صندوق الاقتراع القادم، فيما لم يقطعوا أملهم من محاورة الوطني بشرط أن ينحصر حوارهم في قضايا الوطن.. فإلى الحوار.



    } طرح المؤتمر الوطني دعوة لتقارب الرؤية والحوار معكم وأنتم قطعتم الطريق أمام أي حوار مع الحزب الحاكم؟


    - بالنسبة للدعوة أعتبر دي محاولة كسب وقت لأنو أنت عشان تدعيني أطرح جدول أعمال. أولاً نحن نقسم الدعوة المطروحة من الوطني إلى قسمين إن كانت الدعوة لعودة بعض أعضاء حركة (الإصلاح الآن) الذين كان عندهم انتماء للوطني فأنا أرى أنهم لا يمثلون أزيد من (10%) من عضوية حركة (الإصلاح الآن)، فهذا الأمر (قضي الأمر الذي فيه يستفتيان) الموضوع ده انتهى ولا عودة.
    أما إذا كانت الدعوة للحوار من أجل قضايا الوطن نحن نرحب بالدعوة للحوار من أجل الوطن.. الوطن وليس الوطني بناءً على أجندة واضحة ومحددة.
    } ما هي هذه الأجندة التي تقصدها ؟
    - نحن نتحدث عن سياسات وليس عن تغيير شخصيات، فمثلاً نحن أقمنا ندوة في مدرسة الحاج يوسف.. الحصل فيها اعتقلوا كوادر الحزب..! ندوة بعدد محدد.
    إذن برامج الدولة البوليسية نفسها والسياسات هي السياسات، على الرغم من أن المادة (26) ب من قانون الأحزاب لعام 2007م، تتيح لنا حتى حق المواكب السلمية وإقامة الندوات. وهذا القانون يعطيني الحق ولدينا ورقة من مسجل الأحزاب دون بها (يحق للحزب تحت التأسيس إقامة اللقاءات والتنويرات التحضيرية).. وأتساءل كيف أقيم مؤتمراً إذا لم يحدث لقاء جماهيري.
    } إذن لماذا تم اعتقال كوادركم إذا كنتم تملكون مسودة قانونية؟
    - قالوا كيف ما تأخذوا الأذن وقالوا لنا لا تقام اللقاءات إلا داخل مقر الحزب، يعني أنا لو عايز أقيم ألف مؤتمر بكل الولايات لازم يكون عندي ألف مقر.. هذا كلام تعجيزي.
    يعني الحوار لازم يتم أولاً حول السياسات للوصول إلى حد أدنى من الثوابت الوطنية.. الناس يتفقوا عليها ويطلقوا الحريات بالإضافة إلى رفع الأزمة الاقتصادية والضائقة المعيشية، والقضاء على أزمات الغاز والجازولين والخبز، وقد قرأت خبراً أن الدولة أصبحت تسحب من المخزون الإستراتيجي، يعني نأكل من (سنامنا) لأنو لما أنا أصرف من المخزون الإستراتيجي يعني أن البلاد داخلة على كارثة حقيقية.
    يبقى قضيتنا أننا سنتحاور ونمد أيدينا بيضاء لكافة القوى السياسية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار للحوار حول قضايا الوطن والمواطن.
    } هل تعتقد أن المؤتمر الوطني أحس بأهمية حزب (الإصلاح الآن) لذلك طلب محاورتكم؟
    - مؤكد مؤكد.. ودي معلومات من جوه يعني وأنا أقول ليك إن المؤتمر الوطني أفرد غرفة عمليات متفرغة وشغالة (قصاد) حركة الإصلاح.
    } مقاطعة ماذا تقصد بأن المعلومات مؤكدة من جوه؟
    - شوفي أنا ح أديك من بيت الكلاوي.. عشان أنتم الصحفيون تحبون بيت الكلاوي.
    الإصلاحيون داخل المؤتمر الوطني (المجموعة المرقت منهم دي الرأس) أما باقي الجسم والكرعين قاعد جوه. دي معلومة هم بزرعوا فينا واحنا ما محتاجين زراعة إصلاحيين منظمين، وكانوا بحضروا معانا اجتماعات وأنا بقسمهم إلى اثنين إصلاحيون منظمون وغير منظمين.
    في المنظمين عندنا (3) وزراء و(47) نائباً في البرلمان، هناك إصلاحيون اعتقاداً وتفكيراً وأداء وهو قطاع ضخم جداً في الوطني وهم يرون ضرورة الإصلاح من الداخل والإصلاحيون المنظمون في الحركة. ونحن قبل ما نسمي حركة (الإصلاح الآن) وكنا بداخل المؤتمر الوطني كنا نسمى الحراك الإصلاحي بالداخل، ديل ألزموا بالبقاء بالداخل.
    } من الذي ألزمهم؟
    - قيادة الحراك الإصلاحي بالداخل قالوا أنت يا "أسامة توفيق" أمرق وأنت يا فلان الفلاني خليك جوه.. ليقودوا حركة الإصلاح من الداخل، والتغييرات الأخيرة التي حصلت دي نتاج طبيعي لسقوط الأهرامات دي لكنها نتاج طبيعي لحركتنا والتدافع بها.. وحركتنا دي من ما قامت كانت في المذكرة لكن هذه الحركة لها (12-13) سنة داخل المؤتمر الوطني، شغالة جوه وتنادي من أجل الإصلاح وأي خطوة يعملوها.. هسه المذكرة أو الوثيقة البشروا بيها هي مذكرة قدمناها يوم (2) سبتمبر السنة الفائتة، وسلمناها للرئيس في يده وهم عملوا ليها شوية محسنات بديعية.
    جاء يوم (28) سبتمبر وعملنا مذكرة الـ(31) ودي الرفدونا بسببها.
    لكن مذكرة (2) سبتمبر دي مذكرة من (8) أوراق عن إصلاح الحزب ونظام الحكم، ووقتها كنا جوه الحزب وهم الآن يحاولون أن يقتفوا أثرنا وأفكارنا لكن بدون تطبيق فعال يقولون ما لا يفعلون.
    } د. هل تعني أن من الـ(31) الموقعين على المذكرة هنالك أشخاص لم يخرجوا معكم، ولكنهم مازالوا يساندونكم من الداخل.
    - عشان أفكك ليك الـ(31) ديل فيهم (7) تقريباً أصلاً ما مؤتمر وطني وهم ذاتم ما (31) بس لأن الـ(31) ديل أخذناهم عينة فقط ولأننا توقعنا أن يحدث ضرب ليهم.
    شوفي أنا أتحدث عن عضوية المؤتمر الوطني بالإصلاح بمفهوم عام يا "نجدة" ما عن حركة الإصلاح الآن كحزب.. نحن ما خرجنا ذي ما خرج شيخ "حسن" بي نفسوا.. نحن قلنا نأخذ عينة (المؤمن من اتعظ بغيره)، ناس زعلوا قالوا لي ما تكتبوا أسماءنا، قلنا ليهم لأنو دي المجموعة التي ستوجه إليها السهام فهم ما (31) فقط هم مئات من الإصلاحيين فيهم المنظمون.
    } أنت قلت إن حركة الإصلاح الآن لا تضم سوى (10%) من المؤتمر الوطني إذن أين هؤلاء المئات الذين تقصدهم؟
    - هؤلاء جلسنا معهم بعدما فصل من فصل وقلنا ليهم يا جماعة ناس يقعدوا وناس يمرقوا، المرقوا ديل كانوا نواة لحركة الإصلاح ولا يمثلون أكثر من (10%) من عضوية حركة (الإصلاح الآن)، والشغالين جوه ديل الحمد لله عملوا خطوة أطاحت بي الناس الليهم (24) سنة قاعدين.
    } مقاطعة هل تعني أن رياح التغيير الأخير بالوطني هبت من داخل الإصلاحيين؟
    - أنا قلت ليك ده ما تغيير أعني ده نتاج (13) سنة مضت للحراك الإصلاحي، وحالياً هنالك مذكرة تصحيحية وحركتهم بالداخل قوية جداً، ونحن نحيي الإصلاح من الداخل ونطالب بإصلاح كل قوة المؤسسات السياسية والتنفيذية. عايزين إصلاح يجعل كل أجهزة الدولة قومية تتعامل مع المواطن بغض النظر عن انتمائه وعرقه وجنسه، عايزين فصل السلطات التنفيذية عن التشريعية، عايزين قضاء مؤسسة قومية، عايزين رئيس قومي بالإضافة إلى ضرورة فرتقة الحاءات الثلاث.
    } ماذا تقصد بالحاءات الثلاث؟
    - الحكومة، الحركة الإسلامية، الحزب، نفرتقهم عن بعض.. نفصل كل كيان عن الآخر، لأن الحاءات الثلاث ديل مندمجات حالياً، فمثلاً الحركة الإسلامية أصبحت جناحاً للمؤتمر الوطني في الوقت الذي يفترض فيها أن يكون المؤتمر الوطني الذراع السياسي للحركة الإسلامية، ولكن جاء العكس.. المؤتمر الوطني بقى شايل الحركة الإسلامية في (صفحتو) يديها في القروش ويعينها.
    } والحكومة؟
    - الحكومة شايلاهم كلهم في بعض تلقى أحد شاغلي الأمانات بالحزب وزيراً مثلاً "سامية أحمد" عضوة بالمجلس التشريعي ومسؤولة الفئات بالمؤتمر الوطني.. أنتِ مجلس تشريعي مهمتك رقابية على الدولة.. مهمتك تشريع القوانين كيف تبقي أنتِ.. لن يستقيم الظل والعود أعوج... والحاصل تغير (X) تجي (Z).
    ما لم يحصل فصل كامل بين السلطات لتصبح المؤسسات الـ(4) الأمن، القوات المسلحة، الشرطة، القضاء، مؤسسات قومية.
    وما لم يتم إطلاق الحريات فالمناخ لا يساهم في الإصلاح الجاد.. لازم الرئيس يكون قومياً وحتى لو بقي في أي حزب لازم لحظة انتخابه لو كان مع أي حزب لازم يقدم استقالته فوراً ويكون رئيساً لكل الأحزاب، أي يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب.
    } المجموعة التي فضلت الإصلاح من الداخل مثل مجموعة "ود إبراهيم" هل علاقتكم بهم مازالت ممتدة؟
    - مرتبطة كقوة أخوية وصداقة ما عندنا علاقة تنظيمية أو اجتماعات، وهم يقولون ليس بيننا وحركة الإصلاح الآن اختلاف في الأفكار ولكن اختلفوا معنا في الوسيلة، نحنا قلنا نمرق.. هم قالوا لا يظلوا، وأعلن أنه حركة إسلامية وليس مؤتمراًً وطنياً.. لكن ما عندنا اتصال تنظيمي معه.
    الناس القاعدين في الوطني يتصرفوا بي طريقتهم والشريحة المرقت من المؤتمر الوطني ما بتمثل أكثر من (10%) كما قلت من حركة الإصلاح الآن وهؤلاء توقفوا وعادوا عضوية بالوطني.


    } ولكنك ألمحت على أن الذي خرج هو الرأس والجسم باقي؟
    - الباقون من الإصلاحيين كحراك وليس (حزب الإصلاح الآن) قوة مؤثرة بداخل مؤسسة الوطني مثلاً مجموعة "ود إبراهيم" كان من ضمن الموقعين في الـ(31)، لكنه قال لا أنا أفضل أن أصلح من جوه وما مختلف معاكم في الأفكار.
    "موسى هلال" هناك قال أنا مع "غازي" (قلباً وقالباً) ولكن مازلت مع الوطني، وبقيت بالوطني تيارات ضخمة وحالياً تمارس ضغوطاً كبيرة جداً زي ما ذكرت. وهذه التيارات مرافقة الآن وبعد المفاصلة مباشرة أي قبل الـ(13) عاماً وتصاعدت حالياً عن التغيير الكبير الذي حدث بالشخصيات، والآن هم ونحن وكل الشعب السوداني نرى أنه لازم تغير السياسات، لأنه ما لم تغير السياسات لن يحدث المناخ الجديد للحوار.
    وهسه المؤتمر الوطني أعلن فشله في الحوار مع القوى السياسية.

    قلت إن وثيقة الإصلاح قدمتموها يوم 2 ديسمبر للرئيس.. ما هي بنودها؟
    - طرحنا رؤى وأفكاراً إصلاحية للحزب وللحكومة، وهي امتداد لحوارات داخلية نقدية للتجربة السياسية عامة. ويحتل الإنسان موقعاً محورياً مع الإصلاح من ناحية أمنه وتحقيق رفاهيته، ثم الوطن ووحدته وتبني المواطنة وقومية الأجهزة التشريعية والتنفيذية، بالإضافة إلى تبني السلام كشرط لإقامة العدل، والتوافق لبناء الدولة الوطنية الحديثة، ونبذ الجهوية والقبلية.. بجانب الاتجاه للمصالحة الوطنية والتفاعل مع المحيط الإقليمي والعالمي، ثم التنمية والتحديث لإرساء دعائم النهضة، وهي وثيقة من (9) أوراق تفسر هذه المفاهيم كل على حدة.
    } هل هنالك أي اتصال بينكم والقوى الإصلاحية داخل المؤتمر الوطني التي وصفتها بـ (الضاغطة)؟
    - الآن ليس بيننا أدنى تنسيق، وهم يعملون وفقاً لأفكارهم، وأعتقد أن تيار الإصلاح صار متنامياً.. والإصلاح الملح الآن بالدولة أعتبره كحلم "مارتن لوثر" الذي تحقق له في النهاية،
    ونحن ثقتنا في أنفسنا كبيرة جداً وفي الشعب السوداني المبدع، فشعب الثورات أكبر.. وموعدنا صندوق الاقتراع.
    } (مقاطعة): هل تعني أن الحزب جاهز الآن لخوض الانتخابات المقبلة؟
    - لو الانتخابات قامت (اليوم ده) نحن جاهزون.. وما ذهبنا إلى مكان إلا ووجدنا الترحيب.
    } هل اكتمل تسجيل حزبكم؟
    - لم يكتمل بعد ومازال تحت التأسيس، لكن خلال شهر سنعقد مؤتمرنا العام ويصير التسجيل نهائياً.
    } كم بلغ عدد عضوية حزب (الإصلاح الآن)؟
    - نحن عضويتنا كل أهل السودان، لأننا نطرح أنفسنا كبديل، وهذا الكلام ليس تمنياً أو خيالاً.. فمثلاً الشباب تحت سن (24) سنة، الذين جاءوا بعد الإنقاذ، لن تجدي فيهم منتمياً لـ (المؤتمر الوطني).. فقد وصلوا إلى مرحلة كرهوا فيها التجربة والتطبيق (بتاع الناس ديل).. وهناك شباب (قدّو السلك بي هناك) وفسدت عقيدتهم، وهناك من أصبحوا علمانيين.. فالنظام أساء للتجربة بالتطبيق الخاطئ.
    } هنالك إشاعة تقول إن هنالك حواراً يجري في الخفاء بينكم و(الوطني).. ما مدى صحة ذلك؟
    - أنفيه جملة وتفصيلاً، و(على المصحف كمان).
    } وكنت قد اعتبرت دعوة الوطني لكم للحوار (عزومة المراكبية)؟
    - لو أراد (الوطني) محاورتنا حول قضايا الوطن، فليوفر المناخ الملائم.. (ما ممكن تحاورني وأنا مقيد أو تحاورني وأنت تضع مسدساً على رأسي.. دي عزومة مراكبية).. ولا بد أن يحدد إطاراً، وأي شخص يطلب محاورتنا حول قضايا السودان فنحن نرحب به.
    } هب يمكن أن تحاور (الجبهة الثورية)؟!
    - إذا كان ذلك سيساهم في تحقيق السلام ووضع السلاح وحقن الدماء.
    } وما شروطكم؟
    - نحن ننبذ العنف ونرفض حمل السلاح وندعو لتداول سلمي حول السلطة.. (نقول ليهم تعالوا نقعد في الواطة ونحل مشاكلنا.. إنت مشكلتك مشكلة تنمية.. نحلها، مشكلتك عدالة اجتماعية نوفرها ليك).. وهكذا.


    } اتهمكم البعض بأنكم حزب نخبوي يطرح نفسه عبر (الكي بورد)؟
    - ثورة 25 يناير في مصر قامت بـ (الكي بورد) عبر (الفيس بوك)، والآن الشباب أصبحوا أكثر تعاملاً مع الأسافير، وأذكر هنا طرفة، إذ أرسل لي أحدهم ورقة امتحان تخص طالباً في الأساس، وفيها سؤال يقول: (كيف صوَّر الشاعر هذا البيت)؟ فأجاب الطالب: صوره بجهاز (جلكسي نوت2)!! إذن نحن تيار جماهيري ولغتنا لغة سهلة.


    } هناك اتهام شخصي لك بعدم خروجك من جلباب المؤتمر الوطني في تصريحاتك.. إذ ما زلت تستخدم عبارات من شاكلة (ألحس كوعك) و(المشتهي الحنيطير يطير)؟!
    - (دا كان في تصريح رديت فيه على "فاروق أبو عيسى" عندما طلب أن نغتسل (7) مرات ليقبل عضويتنا في قوى الإجماع الوطني.. قلت ليهم مش دا "فاروق" القال عليهو "نافع" (ألحس كوعك).. وقال عليهو "الصادق المهدي" طرور)!! نحن لغتنا إصلاحية توفيقية.. وأنا من هنا عبر هذا الحوار أعتذر عمَّا نسب إليَّ في حق بعض القوى السياسية وبعض الأشخاص.. وأتمنى أن نعمل توأمة مع الصحافة لنشر الوعي والتبشير بحقوق المواطن.


    } ولكن ألا ترى أن انتهاجكم الإصلاح يعني اعترافكم بوجود قصور.. وبالتالي طلب القوى السياسية منكم الاعتذار عن الماضي يعتبر معقولاً؟
    - نحن خروجنا أكبر اعتذار، أقصد خروجنا نحن عضوية المؤتمر الوطني، وهذا اعتذار منا للشعب السوداني، فقد حاولنا (13) عاماً كنا نحارب فيها من الداخل. مثلاً "د. غازي" عندما كان رئيساً للكتلة البرلمانية رفض في "نيفاشا" التوقيع لأنه تنبأ بما ستجره على السودان ودخوله في هذا المحك.. وعندما قال إن الدستور لا يسمح بترشيح الرئيس لفترة ثانية دفع الثمن. حتى أنا.. واحد من السياسيين الكبار قال لي (إنت غير لسانك الطويل ده ما في حاجة مغطسة حجرك)!!
    خروجنا شيء حددناه بأنفسنا، ولن نقبل أي شخص (يطلع لينا) صك غفران، بل ونطالب بمحاسبة كل من أفسد الحياة السياسية منذ الاستقلال.
    } (مقاطعة): حتى الفترة التي كنتم فيها جزءاً من المؤتمر الوطني؟
    - راضون أن يحاسبنا الشعب السوداني (أول ناس)، لكن بشرط أن يكون الحساب منذ الاستقلال (عشان نعرف منو الجاب انقلاب عبود.. ومنو الجاب مايو.. ونصل إلى منو الجاب 30 يونيو). ومن كان منهم بلا خطيئة فليرمنا بحجر.


    } هنالك جماعة انفصلت منكم وقالت إنكم بدأتم بالإصلاح كفكرة ثم جنحتم إلى تصفية حساباتكم مع الوطني؟
    - أؤكد لكِ أن هذه فترة انتهت، ونحن لم نوجه سهامنا للمؤتمر الوطني أو أي حزب آخر، والفيصل بيننا والوطني هو الشعب السوداني، ونحن لا نصفي حسابات، لكن المؤتمر الوطني بحكم أنه يمتلك زمام الأمور لو أحسن نقول له أحسنت وإذا أخفق نقول له أخفقت. وبالنسبة للتغييرات الأخيرة نحن نقول للوطني (كويس.. بس ده ما كفاية) ما لم تتبعها إصلاحات سياسية.. (عشان ما تبقى مجرد تغيير كراسي).

    } بعض الموقعين معكم على المذكرة ما زالوا في مواقعهم الحزبية وداخل السلطات التنفيذية.. ما تعليقك؟
    - الذي حدث أن لجنة المحاسبة أرادت التفرقة بيننا، فمثلاً "غازي" فُصل وزوجته "سامية هباني" جُمدت عضويتها.. قلت لهم: أنتم تفرقون بين المرء وزوجه.. (يا ترفدوهم سوا يا تجمدوهم مع بعض).. ومولانا "أحمد الطاهر" - سبحان الله – (رفدنا كده وتاني يوم شالوه).. يعني شرب من نفس الكأس. حتى "ود إبراهيم" سألوه.. (إنت موقع مع الـ 31)؟ فقال لهم: (أنا موقع.. وأنا كنت عايز أقلبكم ما سألتوني.. تجوا هسه تسألوني).. فهذا ملف أعتبره انتهى.


    } هل جلستم مع القوى السياسية المختلفة للحوار؟
    - حصلت حوارات كثيرة بيننا وبين كثير من الأحزاب، وإذا نظرنا إلى التيارات السياسية في السودان، نجد أن غالبية القوى السياسية متفقة على (80%) من الثوابت الوطنية وتنادي بقواسم مشتركة.


    } كان "د. غازي" قد صرح بأن الحركة الوطنية للإصلاح الأقرب فكرياً للحزب.. هل ذلك مؤشر لاندماج وتوأمة قادمة؟
    - ليست هنالك أية توأمة بين أي حزب و(الإصلاح الآن)، ورؤيتنا السياسية الجديدة أن كل شخص له مقدرات ويدخل حزب الإصلاح يعتبر مؤسساً للحزب، وليس عضواً فقط. وقد يكون ما ذكرتيه رؤية الدكتور، ولكنها بالتأكيد ليس رؤية الحزب.

    } اتهم البعض حزبكم بأنه يسعى فقط لكراسي السلطة؟
    - نحن نطرح أنفسنا بديلاً ولكي نطبق هذا لا بد أن يكون عن طريق السلطة، ولكن السلطة كـ (مفهوم كراسي) ليس غايتنا.. والأحزاب الـ (77) المسجلة (غايتهم شنو)؟! إذن نحن نسعى للتداول السلمي وليس الكراسي.


    } ما موقف الحركة الإسلامية من مبادرة حركة (الإصلاح الآن)؟
    - الحركة الإسلامية الموجودة بالسودان الآن اعتبرها أحد أذرع الوطني، ونحن لسنا فرعاً فيها، ونحن كنا إسلاميين ولا أحد يمحو التاريخ.. لكن كانت هذه مرحلة من مراحلنا السياسية.. أما (الإصلاح الآن) كحزب فهو حركة تيارية واسعة أكبر من مظلة الحركة الإسلامية، لأنها تضم كل ألوان الطيف من الشعب السوداني، والإسلام لا يتعارض مع أفكار الحزب.


    } كانت هناك دعوة أطلقها الوطني للم شمل الإسلاميين في السودان.. ما تعليقك؟
    - كما قلت لكِ نحن حركة مفتوحة ووطن يسع الجميع، ولكن أقول إنه لن يتم جمع القوى الإسلامية الموجودة حالياً بالسودان إلا في مناخ الحريات.. أما بالقمع فلن يكون هناك وفاق، بل تشظي أكبر، والدواء عندنا، وهو إطلاق الحريات أولاً.
                  

02-02-2014, 10:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حامد تورين رئيس تحالف القوى الوطنية للتغيير يدلي بالمثير لـ «الانتباهة»:


    نشر بتاريخ الخميس, 30 كانون2/يناير 2014 09:41


    حاوره: عبد الله عبد الرحيم
    في هذا الحوارالذي أجريناه معه قبل خطاب الرئيس بساعات، أدلى القيادي والسياسي بصفوف الوطني سابقاً رئيس تحالف القوى الوطنية للتغيير حامد تورين بإفادات تخرج لأول مرة من الرجل للساحة، فتحدث عن دخوله الوطني وخروجه منه، وكيف أن الفساد بدأ يعم قيادات الحزب الحاكم الواحد تلو الآخر، إلى أن عرج متحدثاً عن الأوضاع الراهنة وتغيير اسم التحالف الذي يرأسه وإزالة كلمة «إسلامي» من اسم التحالف ودواعي ذلك التشريح.. وغيره الكثير من الإفادات الثرة عبر هذا الحوار:


    > شغلت العديد من الوزارات والآن مبتعد عن الأداء التنفيذي، ترى هل أبتعدت برغبتك أم أُبعدت؟؟

    < استقلت ولم أقل، وكان ذلك عقب المفاصلة، فأنا مؤسس في الانقاذ وعملت عشر سنوات عجافاً، لأنها كانت صعبة، فكان الناس يفرون من الإنقاذ وكانوا يتوقعون أن الإنقاذ ستنخذل، والمعارضة سوف تأتي وتستلم، وأنا «ما جبهجي» ولكن ناس الإنقاذ «لمن جو» قالوا هم مسلمون ونادونا عشان نبني بلد الإسلام. وكثير من الأشياء المنجزة حالياً من انجازاتنا بما فيها المؤتمر الوطني نفسه. ولكن حصلت اختلافات وشعرنا بأنه في تيارات عايزة تسيطر على كل شيء، ايضاً شعرنا بأن عدداً كبيراً من القياديين داخل الوطني كانت لديهم طموحات شخصية وأغراض ووظائف وفساد مالي، وبدأت هذه الظواهر في عام 1996م.


    > يعني إنك لم تغادر نتيجة لخلافات داخل الحزب؟؟
    < الخلافات كانت واحدة من الأسباب والصورة الجديدة لشره الناس في «اكتناز الأموال» وبناء العمارات وانشاء البنوك، كانت واحدة من الأسباب التي قادتني لتقديم الاستقالة، بالاضافة للنزاعات التي بدت تظهر وسط المجموعات في الوظائف، فمنهم من يريد أن يصير نائب الرئيس وذاك يريد الوزارة الفلانية، وغيرها من المعاكسات في «الكابينة فوق»، بالاضافة للتزوير الواضح والفقه المتبع في تزوير الانتخابات..


    > هل بدوت في الصف الأول من قياديي الوطني؟
    < ابداً الصف الاول او المجموعة المؤسسة حتى خروجنا لم تتورط في الفساد، لكن بعد ذاك تورطوا سريعاً جداً، بعدما «الكيمان انفرزت» وصفا لهم الجو، تورطوا بسرعة جداً في الفساد وانغمسوا فيه، لدرجة اننا خارج الحزب صرنا نقول «ديل ما ناسنا الكنا نعرفهم ديل حاجة تانية خالص!!»


    > هناك من يقول إن كل «الانقاذيين» فاسدون؟؟
    < هذا غير صحيح لأننا وفي السنوات العشر الاولى من عمر الانقاذ لم يتورط أي منا في هذه الجرائم، ولم تمتد يد لمال عام او فساد، وهذه من الاشياء الممكن قولها في اية ساحة باطمئنان شديد، فكل الناس كانت فيهم النخوة، لكن بعد عشرة سنوات بدأ الشرخ يحدث وصار هناك من يريد المال والبترول والذهب وبناء العمارات الشوامخ وغيرها، وحقيقة عم الفساد البلد كلها وظهر ما يعرف بـ «التمكين» وهو نوع من سرقة المال العام والفساد وأكل حق الناس، وقاموا بتنظيف الأجهزة التنفيذية من الوطنيين، واتوا بكوادرهم التي يمكنها أن تغطي على هذه العملية، وعملوا أرضية قوية جداً لتنفيذ أعمالهم النتنة هذه.


    > وأنت أحد قيادات الوطني في تلك الفترة ألم تكن جزءاً من ذاك التزوير؟؟
    < أنا مزورٌ عليَّ، فقد كنت في المكتب القيادي لدورتين وفي هيئة الشورى، وفي واحدة من الانتخابات بعد المعارك والخلافات التي دارت قرروا تصفية العشرة من هيئة الشورى، وبدأوا يزورون في هذا العمل، وأذكر أن غازي صلاح الدين ومجموعته قيل لهم أن يجلسوا ويأتوا بزولهم للقطاع المعين، وقامت المجموعة بتفويض غازي نفسه، ولمن وصل «للهاي تيبل» اعلنوا لهم اسماً آخر غير اسم غازي، وهذه واحدة من صور التزوير. أما بالنسبة لي أنا فقد رشحتي د. جاد كريم محمود موسى مادبو رحمه الله، وقام بتزكيتي أيضاً واحد دكتور، ومفروض يطرح اسمي في قائمة المرشحين ولكنهم لم يطرحوا اسمي، فذهبت واستفسرت وقالوا لي مرشح واسمك موجود ولكنهم حذفوا اسمي! فكانت واحدة من أسباب الخروج أيضاً، لأن مجلس الشورى صار يزور إرادة الناس. ومن ثم كونت حزب قوى السودان المتحدة.


    > شهد لك البرلمان صولات وجولات ونقداً عالياً منك للأداء الحكومي، ولكنه اختفى حينما وليت شؤوناً إدارية؟
    < ما اختفى.. كيف اختفى والجرائد كانت تصفني بالشخص المشاغب باستمرار باعتبار اني لم اسكت عندما صرت تنفيذياً والتزمت طريقي، وانا ما «جيت الانقاذ وانا عايز حاجة» انا جيت خسران! لأني كنت موظفاً في الامم المتحدة ومرتاحاً جداً من ناحية مرتب وغيره، حتى العربية «ليلى علوي» الجماعة ديل ما كانوا عارفنها دخلناها نحن السودان.. وتحت تصرفي طيارة كلما أطلبها بتجيني، ومرتاح جداً وأدير مشروعاً في الامم المتحدة وما «قاعد ساي»، ولمن استدعوني ترددت ثلاثة شهور، لكن في النهاية لبيت الدعوة لأنهم دعونا لبناء دولة إسلامية وما ممكن نرفض.
    > وأين انتم من الساحة الآن؟
    < الآن نحن في التحالف الاسلامي الوطني، وبالمناسبة أنتم أول صحيفة تنشر اسمنا الجديد، وهذا سبق صحفي لكم، أعني تغيير اسم التحالف إلى تحالف القوى الوطنية للتغيير، وكان رئيس الدورة السابقة أمين بناني، وعمل كثيراً من الاعمال في تلك الدورة ومازال مواصلاً في أعماله، وهذه الدورة رئيسها أنا وبالتحالف «17» حزباً.
    > أراكم حذفتم كلمة إسلام؟
    < نعم.
    > لماذا؟
    < لكننا أضفنا كلمة تغيير.
    > وهل هذه تعادل كلمة إسلام؟
    < التغيير علم كبير جداً. ولكن خليني أقول لك لماذا حذفنا كلمة إسلام، لأننا لقينا في ناس فهمهم قاصر يعتبروننا جزءاً من النظام، ولأنه فينا من شارك مع النظام مثلي والطيب مصطفى وبناني.
    > وبقية أحزابكم الم يكونوا جزءاً من النظام؟
    < شوف في البداية عندما جاءت الانقاذ وكانت نظيفة كل السودانيين كانوا معها، ولكن بمجرد ما بدأوا يفرزوا «الكيمان كل زول بمجموعته» وفي ناس عايزين أولادهم يستلموا المناصب والثروة وبدت هذه المظاهر السالبة تظهر حقيقة.. توارى الناس خجلاً منها وتركوها، وتراجع عنها كل السودانيين لأنهم أدركوا أنهم كانوا مغشوشين في أن النظام طرح لهم الإسلام وأبانوا لهم غير ذلك من الفساد وتهريب ثروات البلد واكتناز الأموال وبناء العمارات.
    > بسبب خوفكم من أن توصفوا بأدعياء النظام تنازلتم عن هويتكم الإسلامية؟
    < لالا أبداً.. نحن لم نتنازل، ولكن عايزين نقول للناس تعالوا «شوفونا نحن بنعمل في شنو». فوجود الاسلام لا يضرنا أبداً ولم نتنازل عن الاسلام لأي سبب من الأسباب، وهذا ما معناه نحن عايزين نعيد التجربة الفاشلة التي صنعها اسلاميو النظام الحالي، وعملت آثار سيئة جداً، فما يحصل في مصر الراهن رد فعل لتجربة السودان الفاشلة، وقد يحصل هذا في تونس والمغرب.

    > وأنتم تزيلون ببساطة وتمحون كلمة «إسلام» من مسماكم، ألا يمكن أن يصرف عنكم هذا الفعل الآخرين ويسوق للنظام الحاكم بأنه إسلامي لأنه لم يتنازل؟
    < النظام منطلق من قاعدة اسلامية ما في ذلك شك، لكنه لم ينطلق من قاعدة اسلام منظم ولا اسلام سياسي، فالاسلام أخلاق، وهم صاروا يمارسون في عمل لا أخلاقي، وصار الإسلام عندهم شعاراً وليس هدفاً وغاية، عشان كده تركهم الناس.

    > بالمقابل هناك كثيرون لا يرضون هذه الخطوة، ويمكن أن يحسبوها ردة، وبدلاً من أن تكسبوهم قد ينصرفوا عنكم؟
    < نحن ما عندنا ناس متعصبون لهذه الدرجة، ففي السودان لا يوجد هاجس بين مسلم ومسلم. والتحالف هو البديل الأنسب للساحة السياسية للتغيير المرتجى.

    > ولكنكم لا تترددون إن أرادوا الانتساب إليكم في أن تقبلوهم؟
    < نحن أي مسلم نستوعبه، وغير المسلم كذلك نستوعبه لأنه وطني، وخلاص نحن قررنا توحيد الصف الوطني وعايزين نوحد بلدنا، والاسلاميون لا يرضون بضم الآخرين، لذلك نحن نريد أن نجلب الآخرين إلينا، فيجب ألا يقيدنا الإسلاميون بنظرياتهم الغريبة، ويعطرونا بعطرهم ويلقوا بنا في الشارع. وأقرب مثل لذلك انظر لمسلك لجان الاختيار التي تقوم على القبلية والجهوية ورفدت الشارع بالآلاف من الخريجين، وقد حصل انهيار كبير في المثل، وتحديداً في الفترة من 2001 وإلى الآن، وكانت فترة تجنيح للشعار الإسلامي، لدرجة أن العالم كله صار يتندر بنا وقالوا السودانيون جاءوا إسلاميين وخرجوا حاجة تانية خالص.

    > هل ستتحالفون مع المعارضة السودانية الداعية إلى إسقاط السلطة بالقوة؟
    < نحن سعينا لجمع الصف بغض النظر عن الأحزاب وتفاصيلها، واتصلنا بعدد كبير جداً من الأحزاب بما فيها المعارضة.. جماعة الترابي والمهدي والاتحادي وكل الأحزاب المعارضة.
    > والشيوعي ألم تتصلوا به، إذ لا مانع من ذلك بعد سحب كلمة «إسلامي»؟
    < الشيوعي حقيقة لم نتصل به لأنه كان يعيش مشكلات داخلية في الفترة التي أجرينا فيها الاتصالات. وأن تعلن إنك وطني أفضل من أن تعلن أنك إسلامي. واسم الإسلام حقيقة أصبح منفراً نتيجة لتجربة الإسلاميين السيئة هذه، لذلك لا ضرر من أن نلم الناس عبر «الوطنية»، وسوف نتحالف مع اية قوة وطنية ترى أن الوضع الراهن لا يرقى لمستوى الاصلاح، ولا بد من إسقاطه. ونحن نطرح نفسنا لا شيوعيين ولا قبليين، بل نحن تحالف وطني يريد إصلاح الحال.


    > كنت وزيراً للطيران.. كيف ترى الوضع اليوم؟
    < كانت الخطوط الجوية تملك أكثر من «8» طائرات، والمؤسف أننا اليوم لا نملك ولا طائرة، بالاضافة إلى بيع خط هيثرو، وكان عندنا طموح بأن تصير سودانير مستقبلاً من أضخم الشركات. ولكن المؤسف البلاد تشهد تدهوراً مريعاً، ولم يكن الطيران بعيداً عن هذا التدهور. وهدفنا اليوم صار إسقاط النظام، ونحن نريد أن نسقطه بالطرق السلمية وليس بالحرب.


    > كيف تنظر لأداء الأحزاب السياسية؟
    < الأحزاب السياسية مخنوقة، والنظام يتحرك من مال السودان، ومنع الأحزاب الأخرى من التحرك باستحواذه على مال الشعب ولم يتح لها الفرصة.


    > برأيك ما هي أبرز القضايا السياسية التي تمثل تحدياً للبلاد؟
    < نحن في التحالف رفعنا مذكرة لرأس النظام المشير البشير، وطلبنا فيها أن يتخلى النظام عن السلطة وفقاً للحالة الراهنة التي وصلت إليها البلاد وفشلت فيها السلطات، ونادينا الرئيس أن يتخلى عن المؤتمر الوطني ويكون رجلاً قومياً ويدير انتخابات حرة لإدارة البلاد. على أن تمر البلاد بفترة انتقالية تكون فيها هيئتان رئاسية وتنفيذية، وتجرى فيها انتخابات بالاضافة لتكوين الدستور.


    > وما هو رد الرئاسة؟
    < في الحقيقة رفضت المذكرة، ولكننا قدمناها في الشارع ووصلت للرئيس ولم يرد لنا حتى الآن.
    > ما هي حقيقة الاتصالات التي جرت بينكم وبين المؤتمر الشعبي؟
    < نحن قعدنا مع الترابي وناقشنا معه مسألة الدستور، ولكننا وجدناهم مصرين على دستورهم، وأنه لا بد من أن يحكم به، ونحن نفتكر ان الدستور لا بد أن يأتي من القاعدة.
    > بصراحة في ماذا اختلفتم مع الترابي؟
    < اختلفنا مع الترابي لأنه بصراحة يريد أن يحكم البلد وعاوز رأيه يسود، فهو رجل لديه رأي ومعروف بذلك، ويرى دوماً أن رأيه هو الأصح وما غيره غلط. وهذا أحد أسباب مذكرة العشرة.


    > وأنت أحد الموقعين على مذكرة العشرة، ألم تصب بحرج وأنت تتودد لملاقاة الترابي في إطار التحالف الوطني للتغيير؟
    < لا أبداً الترابي فيه إيجابيات كثيرة، والساحة السياسية حقيقة مدينة له بالكثير من التغيير منذ بواكير صراعاته عندما كان يسمى بالشاب الملتحي، وليس صحيحاً أن يعاديه الناس لدرجة أن يكونوا خصماً لدرجة خلاف لا يذكر. ولكننا نرى أنه مفكر ومن الأحسن أن يكون كذلك فقط ويبتعد عن العمل التنفيذي، لأن العمر تقدم به. وأيضاً قعدنا مع الصادق المهدي ولكنه أيضاً لديه بعض المشكلات رغم أن طموحاته تتطابق مع افكارنا حول الدستور، واتفقنا على أشياء كثيرة مثل «إعلان اكتوبر»، وأن تنطلق المعارضة الحقيقية والشعبية من الساحات تيمناً بأحداث أكتوبر، وكنا عايزين نطرحه ليخرج الناس للشارع لعزل الحكومة، ولكنه سكت ولم ينفذ.
    > لماذا يا ترى؟
    < لديه حساباته الشخصية خاصة أن هناك حواراً يجري بينه وبين النظام، ولديه مصالحه في النظام، لكن لديه قناعة بأن النظام لا بد أن يذهب.
    > هل جلستم مع مجموعة غازي صلاح الدين؟
    < نعم جلسنا معهم وهم قريبون منا، لكنهم يريدون إصلاح النظام ونحن نريد إسقاط النظام.. وهذا هو الخلاف بيننا وبينهم.
    > يطول الحديث عن الدستور فما هي رؤيتكم له؟
    < نحن نريد أن نعلن ميثاقاً فيه النقاط الدستورية الأساسية، ولدينا قناعة بأن أي دستور لم ينبع من الشعب يكون دستور جماعة.


    > هل ستشاركون في الانتخابات القادمة وكيف؟ بوصفنا تحالفاً أم بوصفنا أحزاباً متفرقة؟
    < متوقع أن ندخلها بوصفنا تحالفاً إذا لم يدرها المؤتمر الوطني، لأنه حينها سيكون فيها تزوير. ولدينا رؤية نريد تقديمها للمفوضية حول الأمر. وانتهينا الآن من المذكرة وسنرفعها قريباً للمفوضية.
    > ماذا تحوي هذه المذكرة؟
    < هذه المذكرة تحوي رؤيتنا للانتخابات، خاصة الشرطة والدستور وإبعاد الوطني من السلطة.. حتى لا تكون المسألة ضحكاً على الذقون.


    > ما هي رؤيتكم لحل مشكلة دارفور؟
    < حدثت هناك أخطاء كثيرة أدت لخلق هذه المشكلات، فعملية تجييش القبائل كانت خطوة سيئة أدت لتدهور البلد كلها وليس دارفور وحدها. ويجب على الرئاسة أن تتخذ حلولاً أخرى لمعالجة الوضع.


    > لقاء أم جرس ألم يكن خطوة متقدمة لحل أزمة دارفور بالإضافة للدوحة؟
    < أم جرس لقاء قبلي بين زغاوة الداخل والخارج، ومخرجات اللقاء بصراحة ستؤزم الوضع أكثر من معالجته، لأن الإذن الممنوح لقوات «إدريس دبي» لمطاردة المتمردين داخل الأراضي السودانية فيه استهداف لمواطني دارفور والقبائل الأخرى واستعمار بصورة مغايرة، ولا يمكن أن تتنازل دولة عن أراضيها ببساطة لدولة أخرى.


    > ما تقوله خطير جداً؟
    < هذا ما قاله دبي بعظمة لسانه، فقد قال إن الرئيس البشير سمح لي بمطاردة المتمردين داخل الأراضي السودانية، أي اجتياح دارفور. وهذا خطر جداً على دبي نفسه وعلى الحكومة السودانية، لأنهم سيوقظون النائمين وسيفتحون أبواب جهنم عليهم. لأن في ذلك دعم قبيلة للانفراد بالمنطقة، كما أن الحرب القادمة ستكون حرب إبادة، ولا يمكن لقبيلة أن تحكم دولة، وأقرب مثل لذلك ما يواجهه الدينكا اليوم.


    > ما هي رؤيتكم للتغيير الذي أجراه الوطني؟
    < شغل بدون فهم، لأن من أتوا بهم ليسوا أفضل من سابقيهم، لذلك لا يمكن يكون تغييراً ذا معنى، ولا يمكن أن نقرأه ونصفه بإلايجابي، بل إنه نوع من اللعب.


    > مفاجأة الرئيس للساحة السياسية ماذا تتوقعونها؟
    < لا نتوقع جديداً إطلاقاً، لأن هذا هو المؤتمر الوطني شغله كله «خرمجة».

    --------------------------

    على مشارف ختام الدورة الرئاسية لتحالف القوى الوطنية والإسلامية مع رئيس التحالف أمين بناني (1)



    نشر بتاريخ الأحد, 26 كانون2/يناير 2014 10:42
    حوار: أحلام صالح


    كلما قام بالبلاد حزب تجديدي إصلاحي خارج عن حزبه الذي كان منضوياً تحته، كلما قام هذا الحزب أو التنظيم تجده ينصب نفسه المخلص الوطني والمصلح الأوحد، والآن هناك أكثر من التيارات الإصلاحية التي انفصمت من عراها وصارت تنظيمات منفصلة تتحدث باسم الوطن والمواطن والديمقراطية والثوابت القومية وتزعم أنها وعاء وطني جامع لكل السودانيين على اختلاف أحزابهم ومشاربهم وقبائلهم.. إلخ.. فمن يصلح من ومن ينضم إلى من.. وانشقاقات الإسلاميين كيف يبررونها ويقولون إنها ليست انشقاقاً بالمعنى الحرفي وإنما اختلاف وسائل وأساليب وهل هذا مقنع. بروز التيارات الإصلاحية داخل التنظيمات هل يحتم التغيير أم هو مجرد قلق تجاه القضايا الراهنة.. وكيف يمكن توحيد هذه الجهود الإصلاحية لصالح القضايا الوطنية ولماذا! التفرق بين الإصلاحيين وهدفهم واحد وما دور تحالف القوى الوطنية والإسلامية في جمع الصف الإصلاحي في بوتقة واحدة في إطار تنسيقي.. تحالف القوى الوطنية والإسلامية قياديوه معظمهم إسلاميون وخطابه جامع كيفية طرحه لرؤى كلية دون تأطير وما هي أدواته للتغيير السياسي والاجتماعي المنشود ولماذا يتهم البعض تحالف القوى الوطنية والإسلامية بأنه وراء شق صف المؤتمر الوطني أخيراً وخروج مجموعة الدكتور غازي صلاح الدين «الحراك الإصلاحي» منه وتحولها إلى حزب أو حركة الإصلاح الآن ، وكيف يمكن للتحالف التعامل معها بعد أن صارت مصلحاً خارجياً له تنظيم منفصل بعد أن كان مجرد حركة إصلاحية داخل الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني». لماذا تجربة تحالف القوى الوطنية والإسلامية قابلة دوماً للجرح والتعديل ألا يكون ذلك خصماً على تنفيذ برامجها التي قد يطول مداها؟ وهل صحيح أن إصلاحات المؤتمر الوطني الأخيرة بالدولة غير كافية وأنها مجرد خطوة أولى لإزالة العوائق بينه وبين الآخرين.. وما هي اللغة المقنعة للمعارضة لتستجيب لدعوة الحكومة بالمشاركة؟ كل ذلك في الحلقة الأولى من حوارنا مع الدكتور أمين بناني رئيس تحالف القوى الوطنية والإسلامية على شرف ختام دورته الرئاسية الأولى فإلى الحلقة الأولى منه.


    > بروز تيارات إصلاحية عديدة داخل التنظيمات السياسية.. ماذا يعني؟


    < بروز تيارات إصلاحية عديدة في هذه المرحلة يعني الإحساس بضرورة التغيير لوجود خلل في الحياة العامة وخاصة بنظم الحكم والإدارة ونظام المجتمع، فالناس الآن قلقون تجاه الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتهتك النسيج الاجتماعي والضغوط الخارجية الواقعة على البلاد وتوتر العلاقات مع محيطنا الإقليمي، والأوضاع القلقة لجيراننا في مصر وليبيا. وجنوب السودان وانعكاساتها على السودان.


    > ولكن هذا التفرق بين الإصلاحيين لماذا وهدفهم واحد؟
    < وجود هذا الكم الهائل من التيارات الإصلاحية في حد ذاته مشكلة، فلا بد من البحث عن منهج لتوحيد جهود الإصلاح وتوجيهها لتصب في هدف مشترك يخدم القضية الوطنية الكلية حتى لا تضيع الجهود المتفرقة هذه في غياهب الاختلاف وتصير هباءً منثوراً.


    > وما دور تحالفكم في جمع الصف الإصلاحي في بوتقة واحدة؟
    < تحالف القوى الإسلامية والوطنية محاولة لتجميع القوى الوطنية والإسلامية في إطار تنسيقي فيما بينها، لتعمل من أجل الإصلاح على مستوى المجتمع ونظام الحكم بمنهج سلمي متدرج، ولكنه ينشد التغيير الجذري في بنية المجتمع.


    > أنت من الكوادر الإسلامية العريقة فهل ينطلق تحالفكم من هذا المنطلق ويتخذه مطية للتغيير المنشود؟
    < تحالفنا لا يتخذ الإسلام وسيلة تغيير، ففي هذا الإطار قام التحالف بجهود كبيرة وطرح رؤيته للنظام الحاكم والقوى السياسية الأخرى، وحققنا بعض المكاسب في هذا الإطار، فالتحالف أصبح حقيقة سياسية وتم التعامل معه من جهات داخلية وخارجية، وهذا مكسب للسياسة السودانية والقوى الوطنية والإسلامية.


    > وما هي أدواتكم لتحقيق أهدافكم سياسياً واجتماعياً وفكرياً؟
    < نعد الدراسات المتخصصة في مختلف المجالات حتى تكون رؤيتنا ومساهماتنا الوطنية علمية وواقعية ومنطقية تواكب الوضع الراهن محلياً وإقليمياً ودولياً وتخدم الوطن والمواطن.

    > هذه الأيام انتهت دورتك الرئاسية كرئيس للتحالف.. كيف يتم تداول القيادة بينكم.. وهل لكم نظم متبعة في ذلك؟
    < أحد مبادئنا الرئيسية تداول رئاسة التحالف بين القوى المكونة له، حيث يتولاها أحد رؤساء الأحزاب كل أربعة أشهر، وقد تمتد لظروف موضوعية كما في «حالتي»، وقد اتبعنا هذا النظام من أجل تمرين أنفسنا على التداول السلمي للسلطة، ليتوسع الأمر فيما بعد بالسلطة العامة.


    > اذاً فأنتم تحاولون صياغة مفهوم ديمقراطي جديد يجنبكم العيوب الإدارية للتنظيمات السياسية وأزمة المؤسسية؟
    < هذا هو جوهر الديمقراطية، فقد حاولنا تلافي العيوب والأخطاء التي وقع فيها تحالف قوى الإجماع الوطني، وهذه العيوب هي نفسها التي تسببت في إضعاف التجمع الوطني الديمقراطي بالخارج سابقاً.


    > وما هي خطوتكم العملية الآن لعملية التسليم والتسلم للرئاسة الجديدة لتحالفكم؟
    < الآن «أنا» انتهت دورتي الرئاسية واخترنا حامد تورين لقيادة الدورة الجديدة للتحالف، وهي بلا شك لها مهام محددة تتطلبها المرحلة الحالية.


    > يحمِّلكم البعض مسؤولية شق صف المؤتمر الوطني بتعاونكم مع مجموعة «الحراك الإصلاحي» التي انتهت بتكوين حزب «الإصلاح الآن» ما دورك؟
    < الحراك الإصلاحي «سابقاً» كان جهداً واجتهاداً إصلاحياً داخل الحزب الحاكم، وتعاوننا معه لأننا ندعم كل جهود الإصلاح دوماً ولو كانت داخل النظام الحاكم، ولم يكن هدفنا شق صف المؤتمر الوطني وإنما هدفنا أن يغلب الإصلاح على القوالب الجامدة فيصير الحزب الحاكم قابلاً للتعامل معه من أجل إحداث التغيير المطلوب، ولكن هذا لم يتحقق للأسف الشديد فخرجت مجموعة دكتور غازي صلاح الدين على المؤتمر الوطني.


    > وبعد أن يئسوا من الإصلاح الداخلي وخرجوا وكونوا جسماً وتنظيماً منفصلاً.. كيف ستتعاملون معهم؟
    < ما داموا يئسوا من الإصلاح الداخلي وخرجوا على الحزب الحاكم وكونوا حزباً منفصلاً، فحتماً سنجلس معهم برؤى جديدة ونبحث القواسم المشتركة ونرى إن كانت لديهم رغبة في الانضمام إلينا مع الاحتفاظ بخصوصية حزبهم.


    > ما هي الصورة التي ستكونونها معهم؟ هل هي صورة توحيدية دمجية بمسمى واحد وهدف واحد أم هناك مشتركات ومتفرقات؟
    < الصورة الأمثل هي توحيد الجهود الإصلاحية لتحقيق الهدف المشترك، حينها لا شك أن علاقة ما ستنشأ بيننا وتصب في قالب المصلحة العامة الوطنية والإسلامية.


    > لماذا كل الأحزاب الإصلاحية والتجديدية تنصب من نفسها الوعاء الوطني الشامل الذي يسع الجميع وأنتم كذلك؟
    < لا يمكن لأي حزب ينشأ بالساحة أن يعتبر نفسه الإطار الجامع الذي ينضم إليه الآخرون، فالأفضل أن يكون الحزب له استعداد للانفتاح نحو المجتمع والتفاعل معه، فنحن قريبون من جميع الأحزاب والتنظيمات بالساحة ومنهم منضمون إلينا، وسنعمل معهم لإيجاد وسائل إصلاح مشتركة.


    > وكيف تنصهر هذه الأشياء جميعها لتصنع الإصلاح المطلوب بتوازن؟
    < القوى التنظيمية والأطر المحددة ليست هي المهم وإنما المهم الوسائل العملية المشتركة لتحقيق الأهداف التي تخدم البلاد، ونحن في تحالف القوى الوطنية والإسلامية نطور أنفسنا يوماً بعد يوم، وربما بحثنا عن اسم جديد إذا كان الاسم يشكل عائقاً أمام انضمام القوى الشعبية إلينا.


    > عفواً ولكن تجربتكم الإصلاحية والوطنية إذا ظلت في إطار الجرح والتعديل طويلاً.. كيف ومتى يتم تنفيذ برامجكم قد يطول ذلك؟
    < قد تطول الإصلاحات والتطورات داخل تحالفنا، «ميثاق» التحالف نفسه ونضبط بعض العبارات التي قد تشوش على المفاهيم الأساسية التي تتحرك بها في الحياة، وحتى الحوار مع المعارضة والحكومة بوتيرة متجددة تواكب مطلوبات المرحلة.


    > خرجتم قبلاً على المؤتمر الوطني وكونتم حزب العدالة، والآن تحالفكم هذا، بعد كل هذا التقلب والتغيير أين رست سفينتكم؟
    < تحالفنا وتعاوننا مع «المؤتمر الوطني» الذي خرجنا منه قبلاً قد يتم قريباً، فهو أمر وارد ما دام «الحزب الحاكم» قد تراجع عن شموليته واتخذ تدابير الإصلاح وإجراءاته بالتغييرات التي اتخذها بمناصب الدولة أخيراً في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فهذه الإصلاحات التي اتخذها المؤتمر الوطني تزيل العوائق بينه وبين الآخرين، فنحن نرحب بمثل هذه التوجهات الجديدة فيه.


    > إذاً على حد قولك.. هي مجرد خطوة لإزالة العوائق بينه وبين الآخرين؟
    < هذه التعديلات الأخيرة لا نقلل منها فهي مؤشر إيجابي لإصلاحات يمكن أن تحدث في بنية النظام الحاكم، ونحن ننتظر السياسات والإصلاحات التي أعلن المؤتمر الوطني أنه سيعلنها حتى تمثل برنامج الإصلاح الكامل للحكومة الحالية.


    > على المستوى السياسي انتهج المؤتمر أخيراً سياسة الانفتاح نحو الآخرين، إلى أي مدى تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية؟
    < من الأفضل للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم الانفتاح تجاه القوى السياسية الأخرى لاستخلاص سياسات وبرامج ذات طابع قومي تساعد على التحول المنشود في حكم البلاد نحو الديمقراية.


    > حكومة القاعدة العريضة التي دعا لها المؤتمر الوطني ولم تستجب المعارضة كيف يمكن تفعيلها لتصير واقعاً ملموساً؟
    < أدعو المؤتمر الوطني لانتهاج سياسة الحوار المفتوح مع الآخرين وغير المشروط والمقيد بأجندة مسبقة، وأن يدور هذا الحوار حول قضايا محورية تساعد في استخلاص المفاهيم القومية كالمشاركة بالسلطة والديمقراطية والدستور والقضايا الاقتصادية والأمنية وخلافها من القضايا الأساسية التي تهم الوطن والمواطن وتحتاج إلى حوار حر مفتوح ومباشر وشام
                  

02-17-2014, 12:19 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    اسلامى من المؤتمر الشعبى مخاطبا الترابى : مالم نفعله يومها لن نفعله اليوم
    February 16, 2014
    حسن الترابي( راشد عبد القادر )
    شيخ حسن
    مالم نفعله يومها لن نفعله اليوم
    …………
    مدخل:
    قد يتهمنا البعض بمحاولة شق الصف او تبنى خطاب الخوارج القديم
    ولا نمنع احدا قوله فلا يمنعنا احد مانقول
    ……
    يومها انشقاق الاسلاميين طازج والحال مشتعله..وقد سلمنا كل متعلقات (المؤتمر الوطنى) وتحللنا من ثقل التبريرات والضيق وانفلتنا الى الرحاب الواسعة .. نعيد تأسيس الحركة التى فى وعينا وضمائرنا وامنياتنا
    والدار المهترئة للحركة الاسلامية الطلابية تشهد التخطيط والتدبير .. ومدارس بورتسودان فى اول يوم من عودتها من الاجازه تشهد مظاهرات متقنه وعارمة من جميع المدارس .. فوقت الاجازه كان وقت الاتصال والترتيب وكل شيئ معلوم .. والكشوفات توضح كل شيئ
    ومدرسة دقنه الثانوية بنين تشهد مخاطبتى للطلبة ونخرج الى الشارع
    وعربات الشرطة تحاصر المكان والبمبان فى السماء .. وما أكثر الزقاقات والخيارات بين الفرار ليوم حشد اخر او الثبات ..
    التفت اذكر الى الاخ الاصغر احمد تاج السر (حرية) ثم وامام الطلاب نمضى الى الامام فى طريقنا الى عربات الشرطة لتبدأ رحلة الاعتقال والخراطيش السوداء والالفاظ النابيات ..
    الهرب كان متاحا ولكن السؤال الذى مر فى الخاطر سريعا: ان هربنا يومها فكيف نقف امام الناس يوما اخر لنحضهم على الخروج؟؟؟
    للصدقية ثمنها وتضحيتها وارادتها
    وان كنت لن تثبت فلا تدعو احدا للخروج
    ومجاهدى بورتسودان يومها يلبون فورا ان كان الداعى شيبه او جيكونى او احد افراد (العصابة) لانهم يعلمون ان العصابة ستكون معهم فى الخنادق وفى الصف ولن تقول القول المعلوم (لولا امور تعلمونها لكنا معكم)
    الصدقية موقف وثبات
    والمؤتمر الشعبي اربعة عشر عاما طوال يدعو الى المناجزة .. ويعلى صوته بالصمود
    ويسخر من كل الماضين الى حوارات ثنائية …
    والصدقية موقف وثبات وتضحية
    والحاكمين يومها فى صولجانهم وعنفهم ..
    فاذا بالبعض يدعو الى (الزقاقات) ليوم استعداد اخر
    حتى اذا ما خدعونا نقول بذلنا وسعنا للسلام؟؟؟
    ومن سيصدقنا حينها؟؟؟ من يصدق ان الامر ليس الا مسرحية؟؟
    من سيصدق ان الامر ليس الا تشتيتا واتاحة الفرصة للاسلاميين (المزعومين) ليعيدوا ترتيب انفسهم فى وطن حسبوه ملكا لانفسهم؟؟
    ما لا يلعلمه الناس ان التغيير يمضى الى الامام ويبدأ من المساءلة مساءلة الجميع واولهم شيخ حسن
    فالناس ليسوا رهن الاشارة وانما ينبغى التوضيح والافصاح والاعلان ..ومن قبل الصمود
    الصمود بصدق
    الصمود الى اخر الشوط
    الصمود الى اخر نفس
    وان افردتم النصوص افردناها .. وان افردتم الشواهد افردناها وان جئتم باذهبوا فانتم الطلقاء جئنا بلو وجدتموهم على استار الكعبة .. وان جئتم بان جنحوا ,.. جئنا بلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
    وان جئتم بالقرءان جئنا به .. ولن نعيد الا يوم الجمل وصفين
    والجميع فى غنى عن حرب النصوص والتأويلات
    فالامر واضح
    لن نكون (مبرراتيه) ولن نستحث احد للنضال ان لم نكن فى ذات الضفاف ونتقدم بخطوات
    فم يكن ذلك الاسبوع الغريب فى الميل 75 عام 1995 لنعود ونرقع سروال بنى امية
    ولم تكن تلك الايام فى غبار مرافيت لنعود ونرقع سروال بنى امية
    ولم تكن تلك الليالى فى جبال كدبوت وشللوب وعقيتاى لنعود ونرقع سروال بنى امية
    ولم يكن ذلك النوم على فوح حمامات سجن بورتسودان لنعود ونرقع سروال بنى امية
    هؤلاء الشباب الذين خرجوا من الدنيا وكل شيئ يومها بين ايديهم لن يعودوا للدخول عبر ثقب المهانة
    ولا احد يحدثنا عن الشيوعيين .. نعلم مافعلوه فى ابا وود نوباوى وما فعله هؤلاء بدارفور اعظم بعشرات المرات
    ولا تحدثونا ما فعله انقلاب عبود فما فعله انقلابنا بالناس والبلد لايقاس اصلا
    ولا تحدثونا عن مافعله التمرد .فلن تجد حكومة تقتل شعبها الا هذه الحكومة
    ولن تجدوا حكومة دمرت مشاريع الناس وممسكات الاقتصاد الا هذه الحكومة
    وان استيأس الجميع عن التغيير فحينها فقط سنتلوا (حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)
    قد نعتقل؟ .. لا بأس .. قد نعذب؟ لا بأس قد نشرد؟ لا بأس فتلك اشياء قد خبرناها
    وسنصبر ما يفوق سنى دعوة نوح
    اما ان نسلم على معاوية بالخلافة ونأكل من مائدته فذلك ما لم نفعله ولن نفعله
    ويا احمد حريه ارح قداااااااااااااااااااااااااااااام
    ( نقلا عن – سائحون

    --------------------------------

    الجبهة السودانية للتغيير ترفض دعوة ما يسمى بهيئة علماء السودان لمنع قيام الأحزاب التي يطلقون عليها علمانية
    February 16, 2014
    الجبهة السودانية للتغيير( حريات )
    الجبهة السودانية للتغيير
    ترفض دعوة هيئة علماء السودان بمنع قيام الأحزاب التي يطلقون عليها علمانية وملحدة
    ورد في صحيفة السوداني نقلا عن موقع الراكوبة الإلكتروني بتاريخ 13 فبراير 2014م، إتهام على لسان مولانا عبد الرحمن شرفي نائب رئيس القضاء، يتهم فيه بعض القوى السياسية بتلقي دعم المعونة الأمريكية، ورعاية المكتب الإقليمي للجندرة، لاعداد مسودة دستور علماني للمرحلة القادمة، معتبرا أن الدستور يتضمن نصا يصف الربط بين الدين والدولة، بأنه أحد مخلفات المجتمعات الوثنية، مبديا في الوقت نفسه استغرابه من عودة نشاط الحزب الشيوعي والجمهوري بكثافة في الساحة السياسية، بعد قرار حل الأول وإعدام زعيم الثاني.
    فيما دعا مولانا المكاشفي طه الكباشي خلال ندوة نظمتها هيئة علماء السودان بمقرها، لتكوين مجلس للشيوخ والحكماء، ليكون له حق نقض قرارات مؤسسات الدولة والمراسيم الجمهورية، ونُصح رئيس الدولة، ومنع قيام الأحزاب الملحدة والعلمانية. انتهى فحوى الخبر.
    مثل هذه التصريحات التي لا تقبل التأويل تعتبرها الجبهة السودانية للتغيير، قمة جبل الجليد لمؤامرات تيارات الاسلام السياسي لإقصاء وتهميش القوى التي تختلف معهم في الطرح والبرامج لتنفرد بإقامة دولة الدستور الإسلامي، وفي ذات الوقت دعوة صريحة ومباشرة لتحريض السلطات الأمنية والسياسية لمواصلة مزيد من سياسة القمع والارهاب والترهيب والاعتقالات والتضييق على هذه القوى لعزلها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
    وتؤكد اكتمال مشروع تحالف واصطفاف قوى اليمين وحلفاؤهم من الطائفية والسلفية السياسية والأحزاب اليمينية والجهاديون والتكفيريون ضد ما يتوهمونه من خطر قوى اليسار والعلمانيين ودعاة حقوق الإنسان وأنصار الحقوق المدنية والنقابية والمدافعين عن قضايا المرأة وحقوق الطفل على مشروعهم الإسلاموي الذي أوصل الدولة السودانية إلى ما هي عليه الآن.
    ترى الجبهة السودانية للتغيير ضرورة التصدي لمثل هذه التصريحات وأخذها مأخذ الجد وتؤكد الآتي:ـ
    أولا: تأتي خطورة هذا الطرح على لسان من يُفترض فيهم الحيادية والاستقلالية والنأي بنفسيهما عن وحل السياسة إذ انهما ينتميان إلى سلك القضاء، الأمر الذي يسقط كل الدعاوى باستقلالية ونزاهة قضاء دولة الإسلام السياسي التي تقودها الجبهة الإسلامية القومية بتمرحل مسمياتها.
    ثانيا: إن الأمانة والصدق والنزاهة صفات يجب توفرها فيمن يشغل منصبا في السلطة القضائية، فالقول بحل الحزب الشيوعي وإعدام شهيد الفكر والرأي محمود محمد طه، يتخطى الحقيقة التاريخية الثابتة التي يعلمها الشعب السوداني بإلغاء المحكمة الدستورية قرار حل الحزب الشيوعي السوداني وبالتالي يُعتبر كأن لم يكن، وبطلان محاكمة شهيد الفكر محمود محمد طه لينهار أساس الاتهام الكيدي الذي أدى إلى مأساة إعدامه.
    ثالثا: تعلم قوى الإسلام السياسي وتوابعها من قوى اليمين بأن الدستور ليس برنامجا حزبيا لكي يضعوا فيه ثوابتهم مقدما دون توافق أو نقاش من القوى السياسية الأخرى التي تمثل الشعب في مجموعه، بل هو جماع الإرادات الشعبية وترجمة حقيقية وصادقة لتطلعاتها، تُستفتى عليه وتقبل به ليحقق آمالها وطموحاتها.
    رابعا: إن الدساتير لا تحمل صفة إسلامي أو علماني أو مسيحي أو يهودي عنوانا يزين أبوابها، بل تقرر وتكفل حقوقا ينتفع بها الشعب، والتزامات تُلزم الحاكم والمحكوم باحترامها.
    خامسا: يجب أن يندهش ويستغرب من تبوأ أرفع منصبا قضائيا في الدولة من المرحلة التي وصلت إليها السلطة القضائية من تبعية مطلقة للجهاز التفيذي ومن التراخي للفصل في قضايا الفساد ومن الجمع بين التجارة ومهنة القضاء ومن حلف اليمين زورا حتى تلاشت قدسيته وأصبح غموسا في دولة المشروع الحضاري، لا من نشاط الشيوعيين والجمهوريين الذين يسعون مع غيرهم في تضحية ونكران ذات لايقاف عجلة عربة ترحيل الفشل وتراكم الأزمات التي قادها بتهور منذ الاستقلال تجار الدين وسماسرة المشروع الإسلاموي.
    سادسا: على مولانا المكاشفي طه الكباشي رائد قضاة العدالة الناجزة في العهد المايوي أن يقدم تبريرا مقنعا واعتذارا نادما إلى ضحايا القوانين السبتمبرية التي طوعها وحمل نصوصها أكثر مما تحتمل لقطع الأيادي من المفصل وقطع الأطراف من خلاف وجلد الشارب والزاني في واقع مأزوم فاق أعوام الرمادة مسغبة وبؤسا، بدلا من أستدعاء تجارب فاشلة ضاقت بها شعوبها المتمثلة في حكم المرشد وولاية الفقيه وتطبيقها بحق الشعب السوداني الذي اختبر زيف المشروع الإسلاموي وكذب وضلال دعاته.
    فعليه، تؤكد الجبهة السودانية للتغيير بأن لا سبيل ولا خلاص من هذا العبث الذي يتم باسم الإسلام السياسي إلا بتوحيد القوى التي تؤمن بالديمقراطية منهجا وأسلوبا في الحكم حول برنامج وطني يؤمن بالتعددية السياسية والديمقراطية الليبرالية والسلام الحقيقي الذي يأتي بلاستقرار ليبدأ عصر التنمية المتوازنة والمستدامة ليكون ظهير هذه القوى الأغلبية الساحقة والصامتة من الشعب السوداني التي تم تهميشها عن إصرار وتعمد للوصول بالدولة السودانية إلى بر الأمان.
    عاش كفاح الشعب السوداني
    الجبهة السودانية للتغيير
    15 فبراير 2

    --------------------------

    لناطق الاسبق باسم القوات المسلحة ينشق عن المؤتمر الوطنى ويلتحق بالاصلاح الآن
    February 13, 2014
    الفريق محمد بشير ينضم( الشروق – حريات )
    أعلن محمد بشير سليمان الناطق الاسبق باسم القوات المسلحة ونائب رئيس هيئة الأركان الأسبق للقوات المسلحة السودانية أمام مؤتمر صحفي امس الأربعاء، انضمامه لحركة ( الإصلاح الآن ) بقيادة غازي صلاح الدين.
    وقال الفريق أول محمد بشير سليمان في مؤتمر صحفي بدار الحركة أمس، إن انضمامه للحركة أتى عن قناعة لا يشوبها شك. وأضاف قائلاً: «لم آت لحركة الإصلاح لوحدي من شمال كردفان وسترون العجاب»، وأرجع سليمان أسباب انضمامه للحركة جزء منها متعلق بالمؤتمر الوطني بالمركز والولاية، والآخر يتعلق بالسودان الذي يعيش حالة من التفكك والانقسام، وكشف سليمان عن إقصاء وتهميش تعرض له من واليي شمال كردفان معتصم زاكي الدين وأحمد هارون خلال فترة عمله كنائب للوالي، وأقر سليمان بأن ولاية شمال كردفان تعمل الآن بدون مؤسسات، وأفصح عن فرض والي شمال كردفان الحالي أحمد هارون رسوماً على المحروقات والرقم الوطني لصالح مشروع نفرة الولاية بالرغم من القرارات الصادرة بعدم زيادة أسعار المحروقات أو فرض رسوم على الرقم الوطني .
    وقال سليمان ان حزبي المؤتمر الوطني والشعبي سبب الأزمة التي أوصلت البلاد لوضعها الحالي بصراعهما حول السلطة .
    ومن جانبه اعتبر القيادي بحركة الإصلاح الآن حسن عثمان رزق خروج القيادات من الوطني بأنه بداية الانهيار له، وأضاف قائلاً: «الذي يخرج من الوطني كأنه خرج من الكفر إلى الإسلام»، واعتبر خروج محمد بشير من الوطني مثل خروج عمر بن الخطاب من الشرك للإسلام، مؤكداً أن المؤتمر الوطني سينهار قبل أن تدركه معاول الإصلاح.

    -------------------------

    فضيحة السيناتور الأمريكي ( المزيّف ) تؤكد سيادة العقلية الرعوية وسط المسؤولين الحكوميين
    February 12, 2014
    alfaris_net_1392105349(أحمد يوسف التاي )
    سودانّا يا بلد العجائب
    أحمد يوسف التاي
    لم أندهش لخبر صحيفة «السوداني» الذي تحدثت فيه أمس عمّا سمته السيناتور الأمريكي «المزيّف» الذي دخل البلاد بعد أن قدمته جهة رسمية على أنه «سيناتور» بمجلس النواب الأمريكي، وانخرط في اجتماعات ماراثونية مع كبار المسؤولين في الدولة من لدن مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور، ورئيس البرلمان ووزير الخارجية ووزير المعادن وعدد من الوزراء والمسؤولين، ولم يكتشف حقيقة الأمر أحد غير أن السفارة الأمريكية تكرمت علينا بذكر الحقيقة التي توصلنا بعدها إلى «الحقيقة الكاملة» التي تقول أن السيناتور بتاعنا طلع مدير شركة أمريكية يعني «تاجر عاآآآآآآدي زي جماعتنا ديل!!».. والمشكلة الخطيرة من وجهة نظري تكمن في أن هناك جهة «رسمية» قدمته لوزارة الخارجية على أنه سيناتور من مجلس الشيوخ الأمريكي، وهذه «الجهة» هي محل ثقة لعلي كرتي وأركان حربه في الوزارة، وطالما أن هذه «الجهة» قالت سيناتور يبقى خلاص سيناتور «غصباً عنه وغصباً عن كل الخونة والمارقين والعملاء..

    وفي حدي بيعرف أكتر من الجهات الرسمية».. أكرر أن المشكلة وكل مشكلات البلاد المعقدة تأتينا بسبب «العفوية القاتلة» من تلقاء بعض الرسميين، لأنهم حينما يتصرفون أو يقولون ينسون أنهم رسميون ويتعاملون بذات العفوية القاتلة على طريقة الرعاة، وأصحاب الدكاكين وبغباء لا يحسدون عليه، بل ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قدم تبريراً فطيراً جداً وغير مقبول البتة، حينما أشار إلى أن «الضيف» لم يأتِ عن طريق وزارة الخارجية، وأن جهات رسمية «نواب» قدمت «الزائر» للوزارة الخارجية على أنه «سيناتور»، وأن هذه الجهات محل ثقة للوزارة..


    رجال الدولة لا يتعاملون بهذه الطريقة العشوائية: «ناس محل ثقة وقالوا لينا الزول دا سيناتور، وخلاس اعتبرناه سيناتور».. «أها الزول طلع ما سيناتور وما من مجلس الشيوخ الأمريكي، أها تودوا وشكم وين؟!» أما الجهات موضع ثقة وزارة الخارجية بعد اكتشاف السيناتور «المزيف» يصبحون أمام أمرين إما أنهم «متآمرون » ومتسترون على جريمة «انتحال الشخصية» ومشاركون فيها.. أو أنهم أناس على درجة عالية من السذاجة والبساطة والمسكنة القاتلة، فلهم أن يختاروا بين الاثنين.. الدول لا تُدار بهذه السذاجة والعفوية الموغلة في العشوائية، ولا شك أن مثل هذه التصرفات محلها الحقول والمراعي وأسواق أم دفسو والملجة وأسواق البطيخ والشمام، وليس مؤسسات الدولة الرسمية.. المضحك المبكي أن «الراجل» بحث مع المسؤولين مسار العلاقات السودانية الأمريكية، وكيف أن أمريكا فوتت فرصة ثمينة للاستثمار في مجال النفط السوداني، وربما استخدم «السيناتور» الجزرة الأمريكية الشهيرة، ومن عجب أن المسؤولين هللوا وكبروا واستبشروا بـبيعهم الذي بايعوا به السيناتور المزيف… هذه لم تكن المرة الأولى في التعامل الرسمي بـطريقة بلدية و «عشوائية» في قضايا حساسة، ولن تكون الأخيرة طالما مازال العقل الرعوي يقود مؤسسات الدولة.
    صحيفة الإنتباهة
                  

02-19-2014, 10:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ملامح لخطاب المرحلة

    • مقدمة :


    المؤتمر الشعبي حركة إسلام يسعى منتسبوها لاستيعاب هدي الدين وتمثيله في الواقع تدينا يعنى بالجماعة والفرد إصلاحا شاملا طلبا للفلاح في الحياة الدنيا وأملا في رضاء الله في الحياة الآخرة ، متوسلين لبلوغ تلك المرامي هذا الكيان التنظيمي ، فالمؤتمر الشعبي ما هو إلا وسيلة للتعبير عن تدين جماعة مؤمنة كسلفه من صور وأشكال العمل التنظيمي الذي سلكته الجماعة المتدينة عبر مسيرها الطويل سعيا نحو الدين ، والدين مثال مأمول والتدين هو مقدار ما يتمثل منه عند الفرد أو الجماعة فيصعد التدين تدرجا في القيم والرؤى نحو المثال أو يهبط متدركا عنه ، ولكن النبراس أن يظل ذلك الكيان يدور مع الدين حيث دار لا يعدو عنه ولا يعارضه والحذر ألا تخبو عنده جذوة الدين وألا ينسى أو يسهو عن إدراكه مع تطاول الزمان أو تقلب الصروف والابتلاء ، فمن طبع الإنسان أن يسهو وأن ينسى "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي .." ولكن من شأنه كذلك أن “يتذكر أويخشى" ، وعبر المحطات التي عبرها المؤتمر الشعبي والخطوات التي خطاها كان يتحرى دائما أين موطئ القدم ، أبعيد عن مأمول الدين أم تراه قريب منه ؟ وشأنه أن يتحرى ذلك دائما غير مفتون أو متردد ، وذلك إدراكا أن الغفلة عن مقصد المسير تأتي بتوابع جمة لا محمودة ، مضلة لا هادية لحركة التدين و الله عز وجل يبتلي عباده تمحيصا لهم وتزكية في هذه الدنيا ابتلاء مستمرا ، طورا بعد طور "وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ " . ولقد كانت في سيرة هذه الحركة تمثلات مختلفة لابتلاءات الله تفاعلت معها الحركة وغالبتها بلوغا لأغراضها .


    فقد ابتليت الحركة بخيبة أمل في مشروع إسلامي كان أهله بادئ الأمر مستضعفون يخافون أن تتخطفهم الأمم فعزهم الله بتوفيقه وآواهم من بعد يتم ، إلا أن الفتنة أصابتهم في كنف السلطة فأصاب المشروع الانتكاس وضاع مقصده وتشوش سبيله واختطف عقله ، فزهد في الدين وأقبل على الدنيا تخبطا وطغيانا ، فأمر الإنسان كذلك أحيانا " كلا إن الإنسان ليطغى " فما كان من شأن المؤمنين اليأس والقنوط وانحطاط الأمل وليس من شأنهم العزوف عن السعي لبلوغ المرامي إنما هو الضرب في الفكر تدبرا وسعيا نحو إصلاح العقل وتقويم الرؤية والضرب في الأرض سعيا نحو تجديد الطاقات وبعث الروح ، والإقدام على شهادة الحق في المشهد دون مواربة أو وجل " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين .. " ، وعلى الرغم من تشابهات الشعار المرفوع مع جماعة ضلت وطيب نفس خصوم والتباس الأمر على عامة الناس ووقعه الثقيل على نفوس بعض منتسبي الحركة نفسها ، إلا أن الحركة اجتازته وخرجت منه منتصرة لمبادئها شاهرة انحيازها لقيم الدين وضوابطه.


    وقد تبتلى الجماعة من بعد بثقل وطأة الاستبداد عليها وإعماله لضروب القهر والتسلط والإذلال ، غير آبه ولا عابئ بقيم معلومة ولا نظم مقامة ولا رقابة من مجتمع أو ضمير ، مع ما قد يعتريها من وحشة عن المجتمع واتهام في أصل تدينها ونفور من قبل شركاء مأمولين في العمل العام ، فشأن المؤمن هنا التعلق بمثالات الدين صبرا وربطا للجأش تذكرا لآيات الله " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر " واستئناسا بعهد النبي وصحبه الصابرين على البلاء المتمسكين بالوعد الرباني بالنصر " أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ" ،


    وليس من شأن المؤمن الهلع أو الجزع أو التولي عند الابتلاء فذلك مذموم عند الله " إن الإنسان خلق هلوعا ، إذا مسه الشر جذوعا" وليس من شأن المؤمن الحق الانصراف فتنة عن الدين ورؤاه سعيا إلى نقيضه من الرؤى والمناهج انهزاما وفتنة وتخبطا " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه .. " ، وليس من شأنه الحج إلى الطغيان وتقوية الباطش المنتصر وهما أو التحيز نحو رغد العيش والتمرغ في جاه السلطان ، بل الأمر أن يرفع نفسه بآيات الله وابتلاءاته فتزيده حكمة وضبطا وإيمانا . فقد وفق المؤتمر الشعبي من بعد في ولوج مرحلة من التقارب والتعاطي مع شركاء العمل العام ، مستجيبا للتفاكر مع آراء طال عهد اتصاله بها وبعدت سبل اجتماعه مع الناطقين بها ، كان ذلك أوبة نحو جميع كيانات المجتمع العاملة ، مستمدا ذلك من رؤيته في أن هدي الدين لا يترسخ إلا بالتدافع وبناء قاعدة الثقة مع الآخرين فلا تأتي هدايته من عل ولا تأتي هدايته أمرا ولا نهيا من ذي سلطان ، وما فارق مؤسسوه موضع السلطان إلا بعد أن اختبروا تعثر تنزل الهداية من ذلك السبيل وحسب ، ولم يقبل المؤتمر الشعبي في خطته على النخب العاملة فحسب بل سعى حثيثا نحو مجتمعه العريض تفاهما وتناصحا والتحاما آملا بناء سودان عريض متماسك متعاضد ، ولكن ما كان إلا أن ضيق عليه أهل السلطان السبل وحاصروا سعيه وكبلوا طاقته وكذلك فعلوا شيئا مع شركاءه بل وامتدت يد البطش لعامة الناس ، فارتكازا على هدي الدين توجه إلى التوافق مع القوى السياسية سعيا نحو كلمة سواء يزيل فعلها الطغيان وآثاره ويستهل بها عهدا ترسخ فيه مشيئات الناس كافة وتحترم فيه تعاهداتهم .


    فخلص تفاكره مع شركائه في ضرورة اتخاذ الهبة الشعبية الشاملة سبيلا لاقتلاع الطغيان الذي سد كل السبل نحو الحوار الجاد والقول اللين مع الوعي الكامل بما يمكن أن يتبع هذا العمل من مخاطر حادة تصيب المجتمع في أصول اجتماعه ولكن كان العزاء في "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ". ولم يكن ذلك الاتفاق على هذه الهبة سعيا نحو وراء شهوة سلطة أو سفاهة في الرأي ، إنما كان لضرورات قدرت بعد هلاك للحرث والنسل عم البلاد في أرجاءها ، وما كان ذلك الاتفاق إلا بعد مجاهدة مع النظام استنفد فيها كل الفرص المقدمة واستعلى علوا لم يكن هناك من رادع له سوى فعل مساو له في القوة والدفع .


    إلا أن هيأ الله سبيلا كان يرجوه المتحذرون من المخاطر الكبرى الماحقة ، إذ بدرت بادرة لين في القول نادرة من أصحاب السلطة ، وخرجت ألفاظ تعقل ما ألفها الناس من قبل ، بل وقدمت كلمات دعوة للجنوح إلى السلم واستعداد لطرح أزمات البلاد كلها على مائدة متكافئة مرعية ومشهودة من العالم ، فذهب الرأي مشورة نحو اختبار الواقعة وفحص مقدار جديتها وقياس إمكان تحقيقها لذات المأمولات التي سعت لها الحركة في مصابراتها ومسيرها وإتفاقاتها ، فإن كانوا قد جنحوا فعلا للسلم "..فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ، وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " ، فإن تحققت توبة وأوبة لقيم الدين وهديه فإن الحركة من شأنها أن تدفع بتلك التوبة والأوبة إلى أقصاها ، معينة أهلها لا مخذلة لهم ، "فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" .
                  

02-20-2014, 11:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الترابي : استعدوا.. الأيام القادمة ستشهد انفتاحاً كبيراً.. أنا أحد المسئولين عن ما يجرى في دولة الجنوب



    02-20-2014 10:18 AM

    على وقع أناشيد الأنقاذ الأولى: "أماه لا تجزعي" صرح د. حسن عبدالله الترابي خلال مخاطبته مؤتمراً سياسياً لطلاب حزبه مساء أمس الاربعاء ، بأن هنالك أحتمال كبير في أن تتمخض الأيام القادمة عن انفتاح كبير، وقال:" أن لا أدعي الغيب لكن الأيام القادمة ستشهد ذلك فكونوا مستعدين له".

    وقال أيضاً: "أن بعض الناس يقولون لنا هؤلاء الناس عذبوكم واعتقلوكم ونحن نقول من عفا وأصلح فأجره على الله". وواصل قائلاً أن بعض الناس مخادعون في السلطة مثل إبليس ويتكبر ويفسد، وعندما يتركها يدعي التسامح "في إشارة لشخص ما".

    وتطرق "الترابي" لما يجري في دولة جنوب السودان قائلاً: "أشعر الآن إنني أحد المسئولين عنه عندما كنت حاكماً."

    ومضى الترابي قائلاً أن الهدم سهل، والبناء قاسي، ولنا في ثورات "الربيع العربي" عبر
                  

02-21-2014, 12:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    لترابي يحذر من إسقاط النظام



    لدى افتتاحه فعاليات المؤتمر السياسي للحركة الإسلامية الطالبية
    02-21-2014 06:17 AM

    الخرطوم: محمد حمدان
    حذر الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د.حسن عبد الله الترابي، من عواقب انفجار الثوارت بالبلاد، مبدياً تخوفه من المستقبل، وأضاف : (أقول لإخواننا في المعارضة، إن هدم البيت ساهل، وقد نفقد مكان بناء ذات البيت).


    وقال الترابي لدى افتتاحه فعاليات المؤتمر السياسي للحركة الإسلامية الطالبية -الجناح الطلابي لحزبه - بدار حزبه بالمنشية: (إن البلاد احتمال تنفتح وتتحرك ثانية)، معرباً عن أسفه لذهاب جنوب السودان، وقال: "من سوء إدارتنا وأخلاقنا، 60 عاماً كنا مسؤولين، هذه ثمراتنا"، في إشارة إلى انفصال الجنوب،

    وأضاف: "والله أشعر أنو أنا مسؤول سواء كنت حاكماً أو محكوماً، لا يعجبني هذا ولا يشرح صدري وأتمنى بشائر الرجعة"، لافتاً إلى أن تسمية جنوب السودان دليل على أنه جزء من السودان،

    وزاد: "الطلقة دي وراها رجعة"، مشيراً إلى تجارب الانفصال في دول أوروبا ووحدتها مجدداً، موضحاً أن البلاد منذ الاستقلال تدور في دورات لم تتطور. وحذر الترابي من انفجار الثورات وما يترتب عليها من عواقب، وقال: "أقول لإخواننا في المعارضة، إن هدم البيت ساهل، وقد نفقد مكان بناء ذات البيت"، مشيراً إلى أن كل مشكلات الثورات انسدّت أمام الهدف الأول،


    وأضاف: "إن كان تكسير البناء صعب، بعد الثورة البناء أصعب"، وأضاف: "وقفت التنمية وأي شيء في كل العالم، وأنا خائف من المستقبل أكثر من الحاضر، وبخطط وبقدر إلى الأمام، وهذا النظام يهون ويزول والله أعلم"، مؤكداً تغيّر أخلاق الشخص قبل وأثناء وبعد السلطة، واستطرد: "في هذا النظام حصلت حاجات كثيرة"، داعياً طلاب حزبه إلى قراءة التاريخ وأخذ العظات والعبر وعدم الانفعال.

    السوداني
                  

02-21-2014, 10:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

                  

02-22-2014, 12:26 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    علي عثمان طه يلتقي الترابي ثلاث مرات





    قطر تحاول حماية آخر معقل لحكم الإخوان في السودان









    02-22-2014 07:37 AM
    أميرة الحبر

    لندن - لم يرشح شيء ذو بال عن محتوى رسالة شفوية كان حملها وزير الخارجية السوداني علي كرتي من الرئيس عمر حسن البشير إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث اكتفت وكالة الأنباء القطرية الرسمية بالقول إنّ الرسالة تعلّقت «بالعلاقات الثنائية بين البلدين والأمور ذات الاهتمام المتبادل»، غير أن مصادر سودانية أكدت أن الرسالة تعلّقت بوضع حكومة الإسلاميين في السودان وما تتعرض له من مصاعب جمة في ظل وضع اقتصادي صعب ووضع اجتماعي منذر بالانفجار.

    وأكدت ذات المصادر اهتمام الدوحة الشديد بمساعدة حكومة البشير على التماسك بوجه عاصفة الربيع العربي، كآخر معقل لحكم الإسلاميين في العالم العربي بعد أن فشلت قطر في الدفع بالإخوان إلى الحكم في أكثر من دولة عربية والحفاظ على مواقعهم فيها، حيث كان سقوط حكم الإخوان في مصر بمثابة نكسة كبرى لـ"المشروع" القطري.

    وكان مراقبون تداولوا معلومات عن جهد من قبل الدوحة لجعل السودان حاضنة للإخوان بعد أن خسروا مواقعهم في عديد الساحات العربية.

    وأكد هؤلاء أن الكثير من قيادات الصف الثاني في جماعة الإخوان بمصر انتقلوا فعلا للعيش بالسودان على أن تتكفل قطر بالانفاق عليهم. وقالوا إن ذلك يجنب الدوحة حرج استضافة الكثير من الرموز الإخوانية في ظل الضغوط التي تتعرض لها من قبل جيرانها الخليجيين بشأن استضافتها هؤلاء وفتحها قنواتها الإعلامية لهم للترويج لأفكارهم ولمهاجمة خصومهم.

    وبالنسبة للوضع الداخلي في السودان، قال مراقبون إن قطر تعهدت بالمساعدة بكل الوسائل المالية والسياسية والإعلامية في تماسك حكومة عمر حسن البشير التي تعرضت لهزات قوية خصوصا بعد انفصال جنوب السودان وذهاب الجزء الأكبر من موارد الدولة بذهاب النفط الذي ينتج أغلبه في دولة جنوب السودان الوليدة. وقد تجلى الغضب الشعبي من حكومة البشير في مظاهرات كانت الحكومة تنجح في كل مرة في قمعها، وساعدها على ذلك انصراف الإعلام الموالي لقطر عنها وخصوصا قناة الجزيرة التي كان لها دور مفصلي في تأجيج الأوضاع في ساحات عربية أخرى.

    وقالت مصادر مطلعة إن قطر تقف بقوة وراء دعوة الإصلاح التي أطلقها الرئيس السوداني كعملية تجميلية لنظامه، ووعدته بتغطية «إصلاحاته» ماليا. كما أكدت ذات المصادر أن زيارة كرتي للدوحة، جاءت في إطار إطلاع القيادة القطرية على الأوضاع السياسية في السودان على ضوء دعاوى الإصلاح التي أطلقها البشير، واستجاب لها الإسلامي المعارض حسن الترابي، رئيس المؤتمر الشعبي .

    وأشارت إلى أن قطر لعبت دورا هاما في عودة العلاقات بين الترابي ذو الخلفية الإخوانية، والرئيس عمر البشير بعد أن كانت العلاقات بين الاثنين تتسم بالعداء، خلال السنوات الأخيرة الماضية إثر إزاحة زعيم المؤتمر الشعبي عن الأمانة العامة للحزب الحاكم.

    العرب

    ---------------



    02-22-2014 10:15 AM
    الخرطوم: الجريدة
    أكدت مصادر مطلعة أن نائب رئيس الجمهورية السابق والقيادي بالمؤتمر الوطني الأستاذ علي عثمان محمد طه حرص على التقاء الدكتور حسن عبدالله الترابي وقيادات من الشعبي في الآونة الأخيرة، وأوضحت المصادر أن اللقاء الأول الذي جمع بينهما كان بطلب من طه وقام (بهندسته) القيادي بالمؤتمر الوطني أحمد عبد الرحمن محمد، وأكد فيه طه على ضرورة وحدة الإسلاميين كترياق للخروج من التحديات الكبيرة التي تمر بها البلاد. إلى ذلك انخرط طه في حوار طويل مع نائب أمين المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي الذي زاره معزياً في وفاة شقيقته.

    الجريدة
    -------------

    137655.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-22-2014, 07:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الكاتب الاخوانجى عثمان ميرغنى لا يخجل من الحال الذى وصل اليه حال الوطن يكتب عن ذلك دون الاعتراف حتى الان بان كل هذا حدث بسبب استيلاء حزبه على السلطة اثر انقلاب ولم يعتذر حتى الان للشعب عن الذى حدث له وجعله يكره وطنه العزيز

    اقرا لعثمان ميرغنى الذى لا يحترم شعبه ولا يعتذر له عن ما فعلوه طوال سنوات الانقاذ الكالحات ..


    "مفاجأة" جديدة
    و


    02-21-2014 11:06 PM
    عثمان ميرغني

    اتصل بي هاتفياً لواء شرطة معاش.. وحكى لي زيارته لإحدى المؤسسات الحكومية التي تتم بها إجراءات سفر المهاجرين إلى الخارج.. فوجد آلاف الشباب ينتظرون دورهم في الإجراءات ومن بينهم فتيات يافعات.. سأل إحداهن عن الوظيفة التي توفرت لها بالخارج فأجابته (عاملة مساج!!) أي تدليك.. لكن الأعجب منها فتاة ثانية أجابته بأنها ذاهبة في وظيفة (مقلمة أظافر!!)

    لم يعد مدهشاً مثل هذه الاكتشافات العجيبة.. فطوابير السودانيين المهاجرين للخارج لم تعد تهتم بالوظيفة ولا الدولة المقصودة.. الأهم هو الخروج.. من وطن ما بات وطناً إلا لمن تجبره ظروفه الخاصة على البقاء فيه.

    ومع تقاطر موجات الهاربين من جحيم الوطن.. تشهد الساحة السياسية عرض فيلم هندي طويل.. في سينما (الحوار السياسي).. بطله هذه المرة.. حزب المؤتمر الشعبي..

    فبعد الرواج الهائل الذي لقيته (مفاجأة) حزب المؤتمر الوطني يبدو أن حزب المؤتمر الشعبي قرر إنتاج (مفاجأته) الخاصة لينافس بها غريمه.. إذ أعلن الشيخ إبراهيم السنوسي عن (مفاجأة) يرفع الستار عنها بعد اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي..

    نائب رئيس الشعبي الدكتور عبدالله حسن أحمد نفى علمه بأية مفاجأة (في حوار مع صحيفة الجريدة).. بينما صرح الترابي في مؤتمر لطلاب حزبه مساء أمس الأول (الأربعاء)، بأن: "هنالك احتمالا كبيرا في أن تتمخض الأيام القادمة عن انفتاح كبير"، وطالب الناس بالاستعداد لذلك فقال بصورة واضحة: "أنا لا أدعي الغيب لكن الأيام القادمة ستشهد ذلك فكونوا مستعدين له".

    الترابي حدد نوع وشكل (المفاجأة) في كونها (انفتاحا كبيرا!!).. وحيث أن (مفتاح) الانفتاح ليس في يد حزب المؤتمر الشعبي.. وزعيمه الترابي.. بل في عصمة المؤتمر الوطني.. فلربما يعني تصريح الترابي أن (التفاهم!!) مع حزب المؤتمر الوطني وصل إلى (قرارات!!).. أهم ما فيها أن الترابي وحزبه يعلمون بها.. بما يعني أنها (تراضٍ) بين الوطني والشعبي على صيغة سياسية أنجبتها جولات الحوار المشترك بينهما.

    أمنيات الشارع السوداني ما عادت تتوقع (مفاجأة).. فالتجربة السابقة لـ(المفاجأة) التي لم تتحقق حقنت الضمير السوداني بلقاح قوي ضد أية مفاجأة.. بل ولم يعد أحد في الشعب السوداني يمارس حتى متعة (الانتظار).. انتظار مفاجأة تزيح المعضلات التي باتت تعصف بالوطن.

    مهما أحسن الشعب السوداني الظن في ساسته.. فإن الواقع يتحرك بأسرع مما تتحرك الآمال.. الحصار الاقتصادي استحكم خارجياً وداخلياً حول رقبة السودان.. والمفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال في أديس أبابا لم تنهر فحسب، بل بعثت برسالة قوية للشعب السوداني: أنها ضرب من العبث.. إذ كيف تنهار ذات المفاوضات قبل أكثر من عام بذات السبب الذي انهارت به الآن.. والآلاف من الشباب (بل والشيوخ) يهاجرون يومياً إلى أي مكان في العالم بما في ذلك إسرائيل نفسها..

    أخشى أن تكون (المفاجأة) التي يعدها الشعب (لا الشعبي) أن لا يجد الساسة من يطفئ الأنوار.. بعد خروج آخر سوداني!!

    [email protected]
    اليوم التالي

                  

02-23-2014, 09:59 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    بالملتوف والسيخ جهاز أمن وطلاب حزب البشير يهاجمون طلاب حزب غازي صلاح الدين
    بالملتوف والسيخ جهاز أمن وطلاب حزب البشير يهاجمون طلاب حزب غازي صلاح الدين


    وثبة الى الأمام فوق هامة الزمن..!!
    02-23-2014 08:58 PM
    كتب طلاب حزب د.غازي صلاح الدين على صفحة الحزب بالفيس بوك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بيان هام :

    ظللنا ننافح الاخرين من مبدء السلم والحوار ولكن ايادي الخبث التي تحركها العقول الصغيره والمتحجره تعمل على وقف هذه الروح وهذا ماحدث من اعتداء طلاب المؤتمر الوطني وجهاز الامن على منبر حركه الإصلاح الآن بجامعة الخرطوم قبيل سويعات ، حيث استخدم طلاب المؤتمر الوطني وافراد الامن الملتوف والسيخ .


    لكن عزيمة وصمود طلاب حركه الإصلاح الآن ارجعتهم خائبين يجرجرون اذيال الهزيمه والخيبه عليه نؤكد ان هذا السلوك الصبياني لطلاب الحزب الحاكم ينافي تماماً دعوة الحوار والوفاق ويكرس لعدم الحريه وفقدان العدل لكن لن يضيع حق وراءه مطالب .
    نؤكد صمودنا واستمرار منابرنا التي ستزيل الباطل ليحق الحق .

    طلاب حركة الإصلاح الآن

    ----------------------------

    كمال عمر في حوار : لو كانت هناك صفقة مع حزب البشير "كنتوا شفتوا فينا شوية فرفشة"..لايستطيع أي حزب أن يزايد علينا في قضية إسقاط النظام



    المعارضة لم تكن تميز بيننا وحزب البشير ..عيب علينا أن نصف قطر بأنها مساندة للنظام
    02-23-2014 04:15 PM
    موقف المعارضة المساند للانقلاب في مصر جعلنا نجري خطوات تنظيم
    المعارضة غيبتنا خلال هبة سبتمبر وغيرت الشعارات المتفق عليها

    ذات لهجة كمال عمر الأمين السياسي للشعبي في الدفاع عن خيار حزبه الداعي لإسقاط النظام ، انقلبت للنقيض للدفاع والمرافعة عن موقف حزبه الجديد والمفاجيئ الداعي للحوار مع إخوة الأمس لعلهم يتذكرون أو يخشون ، كما قال زعيم الشعبي د. حسن الترابي ، والرجل يدافع خلال حوارنا معه عن مواقف حزبه المتجهة نحو المدافعة بالحسنى ، يحاول ان يطمئن حلفاءه في المعارضة بأن هذه المواقف ليست خصماً على العلاقة بهم ولا خصماً على القضايا المتفق حولها . ويمضي لينفي عن قيادة حزبه ان تكون تابعة للترابي تتجه أينما يوجهها . هذا وغيره كثير دلق عليه الرجل صراحته المعهودة لتخرج هذه الإفادات الجريئة


    لايستطيع أي حزب أن يزايد علينا في قضية إسقاط النظام
    من غيروا رفعوا شعار إقصاء الاسلام السياسي هم الذين وأدوا هبة سيتمبر
    المعارضة لم تكن تميز بيننا والوطني
    الأنبياء لم يضعوا شروطاً للحوار مع الطغاة
    تعترينا شكوك وريب تجاه وفاء الوطني بالعهود
    اتوقع بنسبة 50 % ان يراوغ الوطني ويتعنت
    نعم الحوار خلق هزة وسط عضويتنا
    لايستطيع أحد ان يخرجنا من التحالف
    ليس هناك وحدة مع الوطني
    البعض لديهم هواجس بأن خلاف الاسلاميين مسرحية
    الترابي والبشير سيلتقيان خلال أيام
    عيب علينا أن نصف قطر بأنها مساندة للنظام
    قطر أقرب للشعبي من الوطني
    لاعلاقة لقطر والحركة الاسلامية العالمية بقبولنا بالحوار
    لو كانت هناك صفقة "كنتوا شفتوا فينا شوية فرفشة"
    الإشكال اننا عبأنا عضويتنا بقوة تجاه الإسقاط
    كان صعباً على الصحابة تقبل صلح الحديبية
    لايمكن ان نتنازل عن مطلب الحكومة الانتقالية
    لسنا تابعين للترابي وهذا ظلم كبير لنا
    اجرينا شورى واسعة حول قرار الحوار
    مرحلة كمال عمر لم تنتهي وسأظل قائد في الشعبي
    هذه رسالتنا لإبراهيم الشيخ وهذا مفعله حزبه
    لن نحاور لأجل تسوية ثنائية
    أنا راضٍ عن إبعادي من موقع الاعلام بالتحالف


    حوار :عقيل أحمد ناعم

    # الآن ظهرت نسخة جديدة ومدجنة الشعبي و من كمال عمر عقب قرار الشعبي بالحوار مع المؤتمر الوطني تختلف تماماً عن تلك العنيفة تجاه النظام والمطالبة دائماً بإسقاطه ، لماذا هذا الإنقلاب في المواقف؟
    andالشعبي و كمال عمر لم يتلون ولم يتبدل ، فأنا امين سياسي لحزب إسلامي وليس حزي عادي ، وهو حزب كل حركته مؤصلة على قيم الدين، وانا اصرف خط الحزب السياسي ، والحزب لم يتبدل بل اختار قضية الحوار في الوقت الصحيح ، ولماذا الإنتقال من الإسقاط بالعنف والقوة التي كنا ندعو لها ،والذي اتخذناه في 26/12/2010م وقتها كانت هناك قضايا ماثلة أمامنا، فقد قلنا كلام واضح لكن الإشكال ان الناس ذاكرتهم تركز على الموقف العنيف ولاينظرون لبعض القضايا بفقه الاولويات فقد قلنا حينها ان الحكومة امامها خيارين ، إما ان تقبل بالوضع الانتقالي ، أو إسقاط النظام ، الحكومة وقتها لم يكن عندها استعداد للحوار . ونحن اكثر حزب دفع ثمن خيار الإسقاط واعتقلت قياداتنا قبل الجميع، لذلك لايستطيع اي حزب ان يزايد علينا في قضية الاسقاط، الآن اسمع همس من بعض الاحزاب تتناول موقف الشعبي بالهمز واللمز كأن الشعبي غير موقفه بسبب دنيا يبحث عنها وهذا غير صحيح إطلاقاً .ومواقفنا طيلة الفترة الماضية واضحة لكن النظام لم يكن على استعداد ليسمعنا ومعلوم العنف الذي استخدمه ضد هبة سبتمبر
    #ولكن هل الآن النظام فعلاً لديه استعداد للحوار والإستجابة لمطالبكم ؟
    andالآن في ظل التداعيات التي حدثت في الجسم الوطني كله وفي بناء الدولة الهش وبعد تجربة الربيع العربي ، وخاصة الذي حدث في مصر فهو بالنسبة لنا في الشعبي خطير جداً ، بالانقلاب على سلطة شرعية منتخبة ، وللأسف الشديد ساندته قوي سياسية تدعي الديمقراطية
    #هل هذا يعني انكم أضمرتم موقف قوى المعارضة السودانية المساند للإطاحة بالإخوان للانطلاق منه لمواقف كتباعدة عن التحالف؟
    andهذا الموقف جعلنا نجري خطوات تنظيم ، وجلسنا مع إخوتنا في التحالف وقلنا لهم أنتم تساندون الديمقراطية ولكن عندما تأتي بإسلام ترفضونها، كلهم برروا بأن الذي حدث في مصر لاعلاقة له بالسودان وان موقفهم من الشعبي ثابت ، لكننا بحسابات السياسة وضعنا هذا الموقف نقطة اولى، النقطة الثانية في هبة سبتمبر التي كنا خلالها داعمين دعم حقيقي لتحريك القواعد ، لكن لما طلعت الهبة تغيرت كل شعارات المعارضة ولافتاتها بإسم تنسيقيات كونت من خلفنا وغيبنا تماماً ، وتتحدث بعض القوى عن عدم مشاركة الشعبي في أحداث سبتمبر ويروج لهذا الكلام فصيل محدد في المعارضة
    # ماهو هذا الفصيل ؟
    and هم إخواننا في المؤتمر السوداني ، وكان عليهم ان يعترفوا بأن كافة الشعارات التي اتفقنا حولها تغيرت تماماً ، وشعرنا ان هذه ليست الخطوط التي اتفقنا عليها ، وبدأنا نسمع في بعض المنابر عن الاسلام السياسي والجبهة الاسلامية والحركة الاسلامية ، وهؤلاء الذين طرحوا هذه الشعارات المزيفة المخالفة لما اتفقنا عليها هم الذين وأدوا هبة سبتمبر وهي تيارات ضعيفة تريد ان تمضي في ذات خط حركة تمرد المصرية وترى أنها الفرصة الحقيقية للقضاء على الإسلام السياسي، وقتها لم يميزوا بين الوطني والشعبي
    # هل شعرتم بالخوف بعد هذه المواقف تجاه احداث مصر وماذكرته عن موقف المعارضة تجاهكم خلال هبة سبتمبر من انقلاب حلفاءكم في التحالف ضدكم في اية لحظة إذا حدث تغيير، مادفعكم للسير بعيداً عن التحالف والمضي نحو الحوار؟
    and انا لا أصفها هذا التوصيف الذي ذكرت بأن موقفنا من التحالف دفعنا للحوار، فقرار الحوار نابع من قرارات سابقة للقيادة التي تحدثت في الفقرة الأولى عن مجاهدة السلطان بالحسنى وإلا فالخروج للشارع ، نحن الآن نجاهد السلطان بالحسنى ، واتخاذنا قرار الحوار كان وفقاً للمعطيات الإثنين التي ذكرتها ، بجانب أن النظام حدث فيه ضعف شديد من الداخل بخروج قوى انقلابية من داخله ، وإقصاء بعض قياداته ، بجانب انه محاصر اقتصادياً بشدة . والإشكال أن المعارضة لم تتفق حتى الآن على ماذا بعد إسقاط النظام فحتى هذه اللحظة لم يتم الاتفاق على الدستور الانتقالي ، فقدرنا ان امامنا طريق متاح للحوار مع النظام للوصول لوضع انتقالي فقررنا الدخول في حوار غير مشروط لتحقيق القضايا الوطنية الاساسية المتفق عليها
    # ولكن موقفكم الآن أشبه بالدخول في حوار ثنائي مع السلطة وليس حوار قومي؟
    and أبدا ، نحن لن نحاور من اجل تسوية ثنائية او لتحقيق مكاسب لحزبنا ، نحن نحاور لتحقيق ذات القضايا الوطنية المطروحة كشعار في خيار الإسقاط عبر الحوار
    # هنا يكمن الخلاف معكم ، فقد تنازلتم عن موقفكم الثابت بضرورة تنفيذ الوطني شروط المعارضة قبل البدء في الحوار وليس طرحها داخل الحوار، لماذا هذا التبدل في المواقف؟
    and نحن عندنا مشكلة اساسية في التفكير السودان ، نحن ايضاً كنا جزء منها ، القرآن يحدثنا عن تجارب الأنبياء فليس هناك نبي اشترط على الطغاة والفراعين وطالبوه ان يسلم ليحاوروه بعدها ، نحن لم نتخلى عن شروطنا ، لكن قناعتنا كقيادة في الشعبي ، ان هذه القضايا والاشتراطات هي قضايا حوار، فعندما نتحدث عن إلغاء القوانين المقيدة للحريات ، فإذا سألنا كل القوى السياسية عن ماهية هذه القوانين ، فليس هناك حزب لديه إحصائية لهذه القوانين ، إذاً هذه نقطة تحتاج لحوار . أيضاً الحديث عن الحريات يحتاج لحوار ، كذلك قضايا السلام ولاقتصاد كلها ينبغي ان تطرح على طاولة المفاوضات للاتفاق حولها.
    # هل هذا إقرار بأنكم في الشعبي كنتم مخطئون طيلة السنوات الماضية لأنكم كنتم تشترطون تنفيذ تلك الشروط قبل بدء الحوار؟
    and لا ليس خطأ ، هذه تقديرات ، فنحن كنا طارحين خط الإسقاط لأن النظام لم يكن لديه استعداد للحوار معنا ، بل كانوا يتحاوروا لاستقطاب بعض قياداتنا ونجحوا لحد كبير في هذا، ولم يكونوا مقتنعين بحاجة اسمها مؤتمر شعبي ، أما الآن فهم قد بدلوا هذه الرؤية ، فقد اقتنعوا تماما ان الشعبي حزب قوي في افكاره وعضويته ويقف شامخاً كالطود ، ويريدون الحوار معنا على هذا الأساس حول قضايا البلد . ومعلوم ان تجربة الحوار تجربة شرعية مؤصلة في الدين ، وتجربة انسانية ، وكل هذه القوى السياسية حاورت النظام ماعدا حزب البعث الأصل والشعبي
    # هل السبب وراء قبولكم بالحوار هو استجابة الوطني لمحاورة القوى السياسية ام لأنكم يإستم من تحقيق خيار إسقاط النظام بسبب ضعف المعارضة؟
    and قرار الاسقاط مجاز في مؤسساتنا ، لكنا بفقه الاولويات قدمنا الآن خيار الحوار للوصول لقضايا الوضع الانتقالي الكامل لأسباب متعددة ، احدها ان النظام الآن في أسوأ حالاته ، لكنه يمكن أن يكرر ذات السيناريو السوري، مايعي انه لديه إشكالات تفرض عليه وعلينا الحوار للوصول لحل سلمي يفضي لوضع انتقالي .وحالة البلد تقتضي إن كان هناك امكانية لحل وفاقي حول وضع انتقالي يحل الازمة فهذا أفضل من خيار الإسقاط عبر الثورة الشعبية ، وهذا موقف كافة القوى السياسية الأخرى.
    # وهل تثقون في وعود الوطني وإمكانية ان يصل معكم لاتفاقات حول القضايا التي تطرحونا؟
    and رغم قبولنا للحوار لكن تعترينا شكوك وريب كثيرة جدا ، وغير واثقين من وفاءهم بالاتفاقات والوعود أبداً، انا تقديراتي بالنظر لسيرة الوطني ، فاحتمالات ان يتعنت ويراوق ويسعى لكسب الزمن واردة بنسبة اكثر من 50% . لكن ربنا حدثنا في القرآن " وماكنا معذبين حتى نبعث رسولاً".
    # ولكن كيف تخاطرون بإحداث شرخ في علاقتكم مع التحالف وبين عضويتكم دون ضمانات للوصول لاتفاقات مع الوطني؟
    and صحيح موقفنا هذا خلق هزة في علاقتنا مع التحالف ومع عضويتنا ، لكننا ابدا لم نتنازل عن قضايانا الأصيلة في التغيير المنشود والحرية والديمقراطية وكافة القضايا المتفق حولها
    # ماذا انتم فاعلون إن فشل الحوار في الوصول لاتفاقات حول اشتراطاتكم وقضاياكم المطروحة؟
    and إذا فشل الحوار ، فهذا سيصبح مشروع تعبئة اكبر لإخراج الناس الشارع
    # وهل لديكم قدرة على إخراج الناس الشارع؟
    and لدينا المقدرة الكاملة في الشعبي على إخراج الناس الشارع ، وصدقني بعد فشل الحوار لدينا المقدرة على إخراج ناس من داخل المؤتمر الوطني نفسه ضد النظام من داخله.
    # إن كان لديكم هذه المقدرة لماذا لم تخرجوا الناتس الشارع خلال الفترة الماضية وانتم تتبنون إسقاط النظام؟
    and هذه واحدة من التقديرات التي اتخذناها نحن الآن، فقد أبدى النظام استعداد للحوار معنا للوصول لوضع انتقالي ، فقدرنا ان هذا الخيار أفضل من الإسقاط ، وسنكمل شوط الحوار ، وليس لتاريخ يعيد ولن ننتظر الوطني لمزاجه ليستجيب او لايستجيب . موضوع الحوار حده قريب جداً
    # هل هذا يعني ان الحوار ونهاياته موضوع لها سقف زمني محدد حتى لايصبح مجرد كسب للوقت؟
    and عندما نلتقي مع الوطني قريب جداً سنحسم كل هذه القضايا في جلسة الحوار بيننا وبينهم ، نحن نرى انه لابد من وضع سقف زمني قريب جدا لحسم هذا الأمر
    # متى موعد اللقاء بينكم؟
    and اتوقع ان يكون اللقاء خلال أسبوع، وعلى مستوى الأمين العام د.الترابي والرئيس البشير
    # مادام الحوار حول قضايا الوطن والشعب الكلية ، لماذا اتجه الشعبي للحوار السري داخل الغرف المغلقة ولم يكن في النور ؟
    andالسؤال الذي يطرح نفسه هل كان هناك حوار داخل الغرف المغلقة، لا غير صحيح ،هذا فقط ماتتناقله الشائعات عن لقاءات تمت بين الشيخ والبشير ، وكل هذه إشاعات. لكننا عندما بدات الدعوة لحضور خطاب الرئيس التقينا بهم على مرأى من الناس، والتقينا بهم بعد الخطاب على مستوى الأمانات المختصة بالعمل السياسي لأنه ليس لدينا مانخفيه عن الناس ، وستمضي لقاءاتنا معهم في العلن اكثر من هذا
    # لكن هناك معلومات مؤكدة عن انعقاد لقاء سري بين الترابي والرئيس قبل فترة وكان اللقاء بمنزل الترابي قبل الفجر ، مايشي بوجود حوار سري؟
    and لا ، ليس هناك اي حواراً سرياً بيننا وبينهم، والشيخ لم يلتق الرئيس أصلاً ، فقط التقاه في لقاءات اجتماعية قلناها في الإعلام ، وهذه مجرد توجسات ، فالناس عندما طرحنا الحوار بداوا يتحدثوا عن وحدة الإسلاميين رغم اننا نتحدث عن قضايا قومية ، لكن في ناس لديهم هواجس بأن هذه مسرحية انتهت وان الاسلاميين سيلتقوا في أية لحظة ، وهذا غير صحيح أبداً فنحن حزب جاد وملتزم بعهوده ومواثيقه تجاه الشعب وقضاياه، وقدرنا ان نخلص الشعب من النظام عبر الحوار وسنحاوره في العلن
    # البعض يتهم جهات اجنبية بأنها وراء الحوار بينكم والنظام؟
    and ليس هناك أي تأثير اجنبي على قرارانا بالحوار . هناك بعض الاطراف يتحدثون ان الأمريكان والمجتمع الدولي وراء حراك الحوار الحالي ، وان هذه الجهات ترغب في حماية الإسلام السياسي وأن هناك تحالف بين الحركة الاسلامية مع الأمريكان ،ومن يتحدث عن هذا هم اعداء التوجه الاسلامي ، وليعلموا أن التيار الاسلامي العريض في كل مكان هو الدولة العميقة بمعاني الدين في المجتمع. ولكننا نريد إسلام يكفل حقوق جميع التيارات وحرياتهم ، لذلك نطمئن من يطرح شعار إقصاء الاسلام السياسي بأن إسلامنا الطارحنه أرقى وأكثر تقدماً من أوربا في قضايا الحريات والديمقراطية

    # تبدو أيادي الحركة الاسلامية العالمية واضحة في إقناعكم بالحوار مع النظام خاصة بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر ، هل تقرون بذلك؟
    and غير صحيح ، ليس للقيادات الاسلامية العالمية أي تأثير على قرارانا ، فنحن "فرزنا كومنا من زمان عن هذه القيادات" ونحن لسنا جزءاً من الحركة الإسلامية العالمية .
    # ماهو دور قطر في موقفكم تجاه قبول الحوار؟
    and ليس لقطر أي دور او تأثيرفي قرارنا بقبول الحوار . وقطر هي دولة عزيزة وعظيمة وتقدم الكثير للسودان . ولكن للأسف بعض التيارات السياسية تتناول دولة قطر بشكل فيه نكران جميل ، فالقطريين الآن على أتم الاستعداد لمساعدة السوان في تنمية حقيقية، وعيب علينا كسودانيين أن نصف قطر بأنها تساند النظام ضد الآخرين او أنها تقوي الإسلام السياسي؟
    # لكن أليست قطر مساندة فعلاً للنظام السوداني ضد الآخرين داخل السودان؟
    and لاأستطيع القول انها مساندة النظام السوداني ، هي مجتهدة لمعالجة مشاكل السودان في دارفور وغيره لاستقرار السودان وهذا ليس لصالح النظام . وللعلم قطر أقرب للشعبي من النظام والمؤتمر الوطني ، ورغم هذا فهي لم تؤثر إطلاقاً على قرارنا
    # هل التقيت في زيارتك الأخيرة لقطر القيادة القطرية؟
    and لم ألتق أياً من القيادات القطرية

    # هذا يفرض سؤال اليس من أهداف واجندة الحوار التوحد بينكم والوطني عقب الوصول لاتفاق حول القضايا القومية المعلنة؟
    and نحن نتحدث عن وحدة كل اهل السودان حول قضايا البلد، لكن ليس هناك أي جند للتوحد مع المؤتمر الوطني ، فهمنا منصب فقط حول قضايا الوطن عبر حوار يضم الجميع بما فيها الحركات المسلحة. وفي المستقبل لدينا تصور للنظام الخالف للمؤتمر الشعبي الذي يوحد كافة الاسلاميين على نسق تجاربنا السابقة في جبهة الميثاق و الجبهة الاسلامية وغيرها.
    # إن طرح عليكم الوطني مبدأ التوحد هل ستقبلوا نقاش هذه النقطة؟
    and الوحدة مع الوطني غير واردة الآن ، ولن نناقشها أصلاً في ظل أزمة البلد التي تعيشها. نحن نريد توحيد كافة مكونات البلد ، فنحن حدث لدينا تطور في منهجنا حتى في علاقاتنا مع اليسار العريض والشيوعيين وكافة مكونات الساحة السياسية فهل يعقل أن نضحي بكل هذا التكتل من اجل وحدة مع الوطني
    # ولكن هناك حديث كثيف عن وجود صفقة بينكم والنظام حتى إن لم تكن في إطار التوحد؟
    and لا توجد أية صفقة سرية بيننا والنظام ، وأبلغ دليل أنهم سلمونا قرار صدور صحيفتنا ، وفي اليوم التالي سلمونا خطوط حمراء للصدور فرفضنا ، لو كان هناك صفقة كانت صحيفتنا صدرت ، " وكنتوا حاتشوفوا فينا شوية فرفشة كده "
    # هل انتم متمسكون فعلاً بمطلب الحكومة القومية الانتقالية أم أنكم يمكن ان تتنازلوا عنه أثناء الحوار ، وما المقابل في حال انه يمكن ان تتنازلوا؟
    and الحكومة الانتقالية واحدة من الشروط الاساسية ، فلايمكن أبدا التنازل عن الوضع الانتقالي الكامل، وليس هناك خيار امام الوطني سوى القبول بالوضع الانتقالي . ونزع السلطة مؤلم لكن إن سمينا الوضع الانتقالي بأي اسم فسيقبلوا به
    # لكنكم غيبتم تماماً دور قواعد الشعبي في صناعة قرار الحوار ،وأنتم تعلمون ان غالب قواعدكم ضد الحوار مع الوطني وضد خطوتكم الأخيرة ، رغم حديثكم المتكرر عن الشورى؟
    and نحن لدينا مواعين شورى محددة بالنظام الاساسي، قرار الحوار اتخذته هيئة القيادة وهي ممثلة فيها كل اجهزة التنظيم وهذه هي الشورى فقد قالت " مجاهدة النظام بالحسنى وإلا إسقاطه " ، بالتالي هذا القرار اديرت فيه شورى واسعة عبر كل اجهزة الحزب ، والقرار الاخير قرار الامانة العامة ، بالتالي فالقرار استكمل كل مراحل الشورى وليس فيه أي تجاوز لعضويتنا . ولكن الإشكال ان عضويتنا عبأناها خلال المرحلة الماضية تجاه إسقاط النظام فلم يقرأوا الفقرة المتعلقة بمجاهدة النظام بالحسنى فكان تقديرهم أن النظام لا يفهم لغة الحوار ،وهؤلاء شباب وطلاب منفعلون ، لكنهم منظمون واستوعبوا خط الحزب ، لذلك ليس لدينا أية مشكلة تجاه هذا القرار فقد تجاوزنا الأمر تماماً
    # حديثك هذا يكشف ان عضوية الشعبي منقادة ويمكن تعبأتها وفق رغبات القيادة ، في لحظة تجاه الإسقاط ، وأخرى تجاه الحوار ، ألا يدل هذا على ان الشعبي حزب تتحكم فيه نخبة فوقية بعيدة عن القواعد؟
    and أبداً أبداً ، هذا غير صحيح ، هذه القرارات والمواقف تتأصل وتنبني من تحت ومن مناطق الاساس حتى هيئة القيادة ، ولكن خط الإسقاط تم طرحه بتلك القوة بسبب حماقات النظام وسلوكه ، لكن بنفس القدر لدينا خيار آخر وهو الحوار ومتفق عليه ولانضحك على عضويتنا ، لكن اكيد كان صعب على عضويتنا تقبل الانتقال لخيار الحوار ، والتاريخ يحدثنا عن صعوبة تقبل الصحابة لصلح الحديبية . ومن قبل صالحنا مايو ودخلت قياداتنا الاتحاد الاشتراكي وكان صعب عليها هذا الأمر
    # كل هذه تبدو مجرد تبريرات فهناك اتهام بأن مجموعة القيادة حول وتتجهون حيث يوجهكم الشيخ ؟ yes menالترابي مجرد
    and غير صحيح، وهذا ظلم كبير لنا أن نتهم بأننا (يس مين)، والحركة لاتعلم شخص أن يصبح تابع ، والترابي أصلاً لايحترم شخص تابع يقول نعم فقط ، قرار الحوار هو قرار الأمانة وليس قرار الترابي ، ولعلمك الترابي أكثر شخص يحترم الشوى ، حتى زواج أبناءه وبناته شاور فيه إخوانه ، فالشورى تجري في دمه .
    # الا ترى أن خيار الحوار ينذر بشقاق داخل الشعبي ووقوع مفاصلة جديدة؟
    and أبداً ، لا اعتقد انه سيحدث أية مفاصلة ، بالعكس الشعبي سيكسب كثير منه ، ونحن قيمنا قرار الحوار ، وصحيح انه قد اغضب علينا بعض حلفاءنا ، وبعض عضويتنا ، وبعض مكونات الشعب السوداني ،وقد لمسنا هذا ، لكن نحن الآن كسبنا جداً بهذا القرار، فكل من يلتقينا يطالبنا بتخليص البلد من النظام حتى ولو بالحوار ، واستطعنا نثبت اننا حزب مؤصل على قيم الدين
    # بالمقابل يبدو ان الشعبي ضحى بمجاهدة الأربعة عشر عاما الماضية وماقدمه من شهداء ومعتقلين، بجانب نجاحه في خلق علاقات مع المكونات السياسية التي كانت تعاديه ، لأجل الحوار مع النظام، فهل يستحق الأمر كل هذه التضحيات؟
    and مع احترامي لتقديرات الناس، نحن خلال الأربعة عشر عاماً نحن اكثر حزب ناله الأذى واعتقلنا واستشهد بعض اخواننا، لكننا لا نتأثر بالغبائن ، ومن قبل عادينا مايو واعتقلتنا وخرجنا وصالحنا النظام ، بنفس القدر عملنا بعد مفاصلة النظام تاثير كبير في وجدان الشعب ، ونحن الآن مقبلين للحديث على قضايا الوطن وليس قضايا حزبنا، ولو كانت نتائج الحوار سلباً او إيجاباً فمكاسبنا فيها كبيرة جداً. ودخول شيخ حسن قاعة الصداقة تمثل فيه معاني دخول سيدنا موسى قصر فرعون
    # ولكن حلفاءكم في المعارضة يتهمونكم بأنكم تتوقون للتوحد كإسلاميين وان الترابي عائد ليقود إسلاميي السودان؟
    and حليف واحد هو من يقول هذا ، وهو صديقنا إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني ، أما محمد ضياء الدين فقد نفى ما أوردته إحدى الصحف على لسانه. وانا أرسل رسالة لإبراهيم الشيخ وأقول له نحن حلفاء حول قضايا وطن وديمقراطية ولو حنينا للجماعة ديل ماكنا جلسنا معك 14 عاماً نعاني مانعاني وانت تعلم . وحوارنا هذا ليس خصماً على علاقتنا بالتحالف ولا على تمسكنا بقضايانا الاساسية ولا على خصماً على مصداقيتنا، من مبدأ إيماننا العميق بان الحوار هو المخرج من أزمات البلد ، وإذا ارتد النظام عن هذا المبدأ فصدقونا ستكون النتائج كارثية على البلد ، وسنتحمل نحن نتائج الخروج للشارع ، حتى لو اودى بحياتنا
    # فعلياً هل خرجتم او أخرجتم من تحالف المعارضة؟
    and نحن لم نخرج ولم يتم إخراجنا، ولايستطيع احد داخل التحالف أن يخرجنا ، فنحن مؤسسين للتحالف وهو فكرة طوعية ، وله اخلاقياته نحن وقعين مع بعض فيها وموقعين على البديل الديمقراطي . اما مارشح في بعض الصحف عن خروجنا فنحن لم نختار الخروج من التحالف . وهذه التصريحات تقديرات وزعل لأن الخبر كان صادم بالنسبة لمكونات التحالف ، لكنه لاينطوي عن سؤ نية.
    # إذاً لماذا تم إعفاءك او عزلك من موقع مسؤول الإعلام والناطق باسم التحالف ؟
    and أنا لم أعزل من موقع مسؤول الاعلام ، لكن تقديرات التحالف وتقديراتي أنا أيضاً ، ان حزبي طارح مسألة الحوار ، وبقية المكونات رافضة للحوار ، وانا مسؤول الإعلام فقد يقع حرج في التعبير عن القضايا الكلية ، ونحن راضين كل الرضا عن هذا القرار
    # بعد كل هذا هل يستطيع الشعبي التواصل مع التحالف والعمل معه؟
    and يستطيع التواصل والعمل بكل جرأة واطمئنان
    # انتم كنتم تستغلون التحالف لمواجهة النظام لتحقيق اهدافكم وليس لقناعات بمباديئ التحالف؟
    and هذا غير صحيح ، فنحن حزب يعبد الله في السياسة وفي كل شعاب الحياة ، ولايمكن ان يكون سلوكنا بهذه الطريقة ، والناس الذين يتهمونا هذه الاتهامات عليهم ان يتقوا ربنا فينا ، فنحن لم نستغفل او نستغل احد ابداً .
    # إن وصل الحوار لاتفاقات وأصر التحالف على رفضه فماهو مصير التحالف ككيان وهل يمكن ان يستمر ؟
    and التحالف يقوم بمراجعة مواقفه باستمرار ويتخذ المواقف المناسبة ، انا على قناعة ان الأمر الآن بالنسبة للتحالف متروك لتقديرات التحالف نفسه ، لكن نحن قطعا لن نبرم اتفاق يعزل احد او اياً من القوى السياسية
    # هل يمكن على الأقل أن تشترطوا على الوطني ان لايبدأ الحوار إلا بحضور الجميع بما فيهم تحالف المعارضة؟
    and نحن نرى ان مخاوف التحالف تجاه الوطني مشروعة جداً ولهم تجارب مع خيانته للعهود ، ولكن نحن حتى الآن نطلب من الوطني ان يتعامل مع هذه الاحزاب بالطريقة اللائقة ، فطريقة الدعوى لخطاب الرئيس كانت مذلة للأحزاب التي قاطعت وليس فيها تقدير للقوى السياسية ، ولايعقل ان تكون الدعوى لحزب بقامة الشيوعي قبل ساعات من موعد الخطاب، وأحزاب لم تخطر ، تقديرات الوطني كلها سيئة ، لذلك لابد من رد الإعتبار لهذه الأحزاب
    # الآن انتهت مرحلة كمال عمر ضمن كابينة قيادة الشعبي ، وان دوره الذي كان يحتاجه الحزب لخلق علاقات مع اليسار والمعارضة قد انقضى ، وان دوره ينتهي بالوصول لاتفاق مع النظام، ماتعليقك؟
    and والله انا لاأفتكر ان الشعبي بهذه الانتهازية وهو حزب مؤصل على الدين ، وكل يوم يعلمنا معاني جديدة ويملأنا بالدين. ولا يمكن ان يكون هذا هو سلوكه وديدنه ، ويكفي انه اتى بي للقيادة من محلية ولم اكن رئيس محليه بل رئيس لجنة شعبية . ولا اتوقع من إخوتي المليئين بالدين والأخلاق أن يكون لديهم فهم بهذا الشكل
    # ببساطة دور كمال عمر انتهى
    and بالعكس ، أنا شاعر انه ترسم الآن أدوار للقيادة الجديدة ولنا كشباب هي في قمة التاكيد على انه يتم تهيئتنا للانتقال من مرحلة لمرحلة جديدة . لا أعرف كيف اعبر ولكني سأظل قائد في هذا الحزب ، وإذا احتاج ان أصبح جندي فأنا مستعد ، وإن رأى أن أبقى قائد فسأبقى، وانا لا أبحث عن مواقع داخل الحزب
    # ولكنك أحرص الناس على عدم التقارب مع الوطني ، لأن هذا خصماً عليك لأن قيادات تاريخية ستتبوأ المواقع العليا وسيخرج كمال عمر
    and عند اتخاذ قرار الشعبي بالحوار دافعت عن القرار ، لدرجة جعلت الناس تستغرب كيف أني غيرت مواقفي سريعاً وتأقلمت مع مناخ الحوار ، وهذا لأني جندي أأتمر بقرارات المؤسسات ، ولم أذهب لبيتي ورفضت القرار .وانا أقوم بتصريف خط الحزب وخط اخواني الكبار في التنظيم ولااعبر عن نفسي ولا "بجيب حاجة من راسي".الحديث عن ان التقارب خصماً على كمال عمر كلام ليس له أي سند وغير صحيح.


    الاهرام اليوم


    ----------------------

    كمال عمر : أشواق وحدة الإسلاميين قائمة وأي شخص يظن أننا لن نتوحد (حقو يراجع حساباته وتقديراته)،
    كمال عمر : أشواق وحدة الإسلاميين قائمة وأي شخص يظن أننا لن نتوحد (حقو يراجع حساباته وتقديراته)،


    لمعارضة بمواقفها المتطرفة فوّتت على نفسها فرصة تاريخية
    02-23-2014 11:12 PM

    الخرطوم: فاطمة أحمدون:

    شن المؤتمر الشعبي هجوماً غير مسبوق على الأحزاب المعارضة ووصف مواقفها من الحوار مع المؤتمر الوطني بالمتطرف، واعتبر هجوم قياداتها عليه بالمسألة النفسية، لأن ما قامت به غير مبني على فكرة ورؤى لأنها تتوهم وحدة طرفي الحركة الإسلامية

    وقال كمال عمر عبد السلام- الأمين السياسي للحزب ، نقول لأولئك إن أشواق وحدة الإسلاميين قائمة وأي شخص يظن أننا لن نتوحد (حقو يراجع حساباته وتقديراته)، مؤكداً سعي حزبه لتوحيد التيارات الإسلامية لخوض
    الانتخابات، لافتاً النظر إلى أن وحدة الصف الإسلامي ستظل أشواقنا، وأوضح عمر أن المعارضة بمواقفها المتطرفة فوّتت على نفسها فرصة تاريخية، مجدداً التزام حزبه بالحوار لأنها الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف. وزاد أي حزب يرفض الحوار نقول له (أمشي شيل السلاح)، مشيراً إلى أن النظام نفسه أعلن استعداده الكامل للتغيير (تاني في شنو نمسكهم نكسر رقبتهم)، وكشف عمر عن تلقي أحزاب بالداخل لم يسمها، تمويلاً من جهات إقليمية بغرض استهداف الإسلام السياسي.

    اخر لحظة



    ----------------

    قيادي بالمؤتمر الوطني : زيادة كبيرة في أعداد الشواذ جنسياً وإنتشار ظاهرة زنا المحارم في البلاد
    February 21, 2014
    (حريات)الاخلاق


    كشف القيادي بالمؤتمر الوطني د. محمد محي الدين الجميعابي عن زيادة كبيرة في أعداد الشواذ جنسياً وإنتشار واسع لظاهرة زنا المحارم في البلاد .
    وقال الجميعابي الذي يشغل منصب رئيس منظمة (أنا السودان) ، ان دراسة قامت بها منظمته كشفت هذه الزيادة الكبيرة في التردي القيمي والأخلاقي ، وعزا الأمر إلى إنعدام القدوة الدينية والسياسية وإرتفاع نسبة العطالة وسط الشباب.
    وأضاف الجميعابي الذي كان يتحدث في ندوة عن المخدرات نظمتها الأمانة الاتحادية بالمؤتمر الوطني أمس الأول : ان الدراسة كشفت عن إنتشار كبير لمرض الأيدز بسبب تفشي اللواط والممارسات الشاذة . مضيفاً (ستصابون بالذهول لو ذكرت لكم أرقام الدراسة)
    وأضاف في حديثه بالندوة ان والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر سبق وكشف له عن تزايد نسبة تسرب التلاميذ من المدارس ،(ً قال لي انها تفوق الـ 66 ألف طالب سنوياً) .
    وسبق وأقر الجميعابي في حوار مع صحيفة (الإنتباهة) 8 مايو 2011 بفشل تجربة الإسلاميين في الحكم قائلاً : (من الأشياء التي يجب أن نتفق عليها أننا فشلنا في امتحان السلطة وكثير من الإسلاميين غادرت صدورهم المعاني الطيبة وطهر اليد وعفة اللسان فكان اختباراً سقطت فيه كثير من القيادات التنفيذية).
    وعن تفشي الفساد في ظل نظام الإنقاذ ، قال الجميعابي (الفساد الموجود الآن لا تستطيع قوانين النائب العام وتقارير المراجع العام أن توقفه ولا هو (شوية موظفين أكلوا ليهم شوية قروش) فهذا حديث ليس له قيمة .. الذين تحوم حولهم شبهات الفساد والثراء واستغلال المواقع هم قيادات الحركة الإسلامية في الصف الأول والثاني والثالث ).


    وتشير ظواهر التفسخ الأخلاقى التى أكدها الجميعابي الى اكتمال المشروع الحضارى . وحيث ينتهى كل تطرف الى نقيضه ، انتهت الانقاذ التى بدأت حربها على شعبها بالحديث عن أعراس (الشهداء)، انتهت الى أعراس الشواذ ! واضافة الى ان مشروع الانقاذ عانى من خلله الرئيسى بغياب الديمقراطية وحقوق الانسان من مكوناته فانه وبارتباط مع ذلك مشروع ركز على الوعظ الكلامي وعلى شرطة النظام العام بينما تعامى عن الجذور الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للإنحرافات الأخلاقية .


    وإذا كانت الإنقاذ السلطة الأكثر إدعاء في تاريخ السودان الحديث عن الدين والأخلاق ، فإن نتيجة سياساتها العملية إنتهت إلى أسوأ تدهور أخلاقي ومعنوي تشهده البلاد ، مما يتجلى في عدة ظواهر أبرزها إزدياد إغتصاب الأطفال وتزايد نسبة أعداد الأطفال مجهولي الأبوين وقتلهم وتزايد حالات زواج المثليين وإنتشار المخدرات ، وتفشي معدلات الاصابة بمرض (الايدز) وتنامي ظواهر الشيكات الطائرة والاختلاسات والرشاوى والتسول والدعارة و الدجل والشعوذة والتطرف.


    وأدت سياسات الإنقاذ خصوصاً حروبها على شعبها ، إلى تفاقم ظاهرة النزوح ، وإقتلاع الملايين من جذورهم الإجتماعية والثقافية ، كما أدت إلى إفقار الغالبية ومراكمة الترف لدى الاقلية ، وإلى خراب الريف وتحطيم الضوابط التقليدية دون ان تقام مكانها ضوابط حديثة ، وإلى تصفية دولة الرعاية الإجتماعية ، فشوهت النسيج الاجتماعى والاخلاقى ، ودفعت الكثيرات لتجارة بيع الكرامة والجسد ، فضلاً عن نشرها ثقافتها القائمة على الطفيلية وإستسهال الربح والعنف وعداء واحتقار النساء ، وعلى المنافقة اللفظية بالاخلاق وانتهاكها عملياً ، وعلى تشوه وتشويه الجنس – مابين الكبت المهووس وفى ذات الوقت الانغماس الفعلى فيه باسراف شبق المترفين مع ما يتصل بذلك من تضخم الاحساس المرضى بالذنب والعدوانية ، اضافة الى تقديمها غطاء سياسياً وامنياً وقانونياً للشائهين والمنحرفين والشاذين يحوقلون بالدين والاخلاق فيما يرتكبون أسوأ الموبقات مستظلين بسلطتهم ! فكانت نتيجة ذلك كله ان تفشى (الايدز) الاخلاقى وقامت قيامة السودان قبل اوانها .
    وإذ فسخت الإنقاذ المجتمع وقيمه ، فإنها في ذات الوقت تستثمر في هذا التفسخ ، فتشرعن نفسها بإعتبارها ترياقاً ضده في حين انها التي تنتجه ! وفيما تحتاج البلاد لإستعادة عافيتها بصورة عاجلة إلى الحريات والرفاه العام فإن الإنقاذ لا تملك سوى شرطة النظام العام
                  

02-24-2014, 11:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    المعيز .. والكلاب .. وعلماء السوء !!(




    02-23-2014 01:42 PM
    د.عمر القر اي

    (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) صدق الله العظيم

    لقد كان الخبر، الذي بدأنا التعليق عليه في الجزء الأول، من هذا المقال، هو (في ندوة لهيئة علماء السودان : دعوة لمنع قيام الأحزاب العلمانية والملحدة..


    الخرطوم: الهادي محمد الأمين. اتهم نائب رئيس القضاء، مولانا عبد الرحمن شرفي، بعض القوى السياسية بتلقي دعم المعونة الأمريكية، ورعاية المكتب الإقليمي للجندرة، لإعداد مسودة دستور علماني للمرحلة القادمة، معتبراً أن الدستور يتضمن نصّاً يصف الربط بين الدين والدولة، بأنه أحد مخلفات المجتمعات الوثنية، مبديّاً استغرابه من عودة نشاط الحزب الشيوعي والجمهوري بكثافة في الساحة السياسية، بعد قرار حل الأول وإعدام زعيم الثاني؛ فيما دعا مولانا المكاشفي طه الكباشي خلال ندوة نظمتها هيئة علماء السودان بمقرها مساء أمس الأربعاء، لتكوين مجلس للشيوخ والحكماء، ليكون له حق نقض قرارات مؤسسات الدولة والمراسيم الجمهورية، ونصح رئيس الدولة، ومنع قيام الأحزاب الملحدة والعلمانية)( حريات 13/2/2014م).

    لقد كان د. المكاشفي طه الكباشي، من الذين شاركوا الرئيس نميري، جريمته النكراء، التي سماها تطبيق الشريعة الإسلامية !! واقام بها محاكم العدالة الناجزة، بعد ان فصل القضاة الأكفاء، ووظف مكانهم غير المؤهلين، من الذين درسوا علوم الفقه، ولم يدرسوا القانون. ولقد قامت تلك المحاكم الجائرة، بتجاوز أحكام الشريعة، وحكمتها، فقطعت الناس، في وقت أعلنت فيه الحكومة المجاعة، وتلقت العون الغذائي من العالم !! وقام المكاشفي بالحكم بقطع يد محاسب مدرسة وادي سيدنا، الذي اكتشف نقص في عهدته المالية .. مع ان الشريعة لا تقطع في الاختلاس من المال العام، لشبه مشاركة المختلس فيه. ولم يستمع المكاشفي لما أدلى به ممثل المراجع العام في تلك القضية، من ضعف النظام المحاسبي للمدرسة، وعدم وجود حساب مصرفي لها، وأن الاموال تجمع في خزينة المدرسة، وقد يأخذ منها المدير لأمر عاجل، ثم تتم التسوية فيما بعد!! وكل هذا قد يؤدي الى الخطأ، واحتمالاته شبهه تدرأ الحد .. ولكن المكاشفي كان مستعجلاً لإرضاء الحاكم، على حساب الشريعة والعدالة. ولو كان في صدر المكاشفي أي تقدير للشريعة، لأعترض على زعامة النميري-رحمه الله- بعد إعلانه الشريعة !! فقد حكم نميري منذ عام 1969م، ولم يدّع تطبيق الشريعة إلا في عام 1983م، فإن صح أنه تاب عن تلك الفترة، التي كان فيها عاصياً لله لعدم تطبيقه للشريعة، فإن التوبة لو صحت، لا تؤهله لأن يصبح خليفة المسلمين !! لماذا لم يقل المكاشفي للنميري نشكرك لاعلان الشريعة، ولكن يجب ان يكون الحاكم هو افضل الناس ديناً وخلقاً وعلماً، وأنت حديث توبة، اي حديث عهد بالإسلام، فلا يصح ان تتولى الخلافة ؟! وهاهو الآن يرى فساد الحكومة الحاضرة، وفشل مشروعها الحضاري، ويعجز عن نصحها بالحق، ثم يظن انه رغم ذلك، يمكن ان يعود بالبلاد الى حكم جاهل، يلتحف قداسة الإسلام، ويضلل البسطاء باسم الدين.

    أما سوأة المكاشفي الكبرى، التي فضحت عريه عن كل قيمة، فهي تحيزه السافر، في محاكمة الاستاذ محمود. ففي 25 فبراير 1986، رفعت الاخت الاستاذة اسماء محمود، والاخ الاستاذ عبد اللطيف عمر، عريضة دعوى، تطالب باعلان بطلان اجراءات المحاكمة. ولقد رفعت الدعوى ضد حكومة جمهورية السودان، الى المحكمة العليا، الدائرة الدستورية، وتم نظرها بواسطة السادة القضاة :السيد محمد ميرغني مبروك رئيساً، السيد هنري رياض سكلا عضواً، السيد فاروق احمد ابراهيم عضواً، السيد حنفي ابراهيم محمد عضواً، السيد زكي عبد الرحمن عضواً، السيد محمد حمزة الصديق عضواً، السيد محمد عبد الرحيم علي عضواً. وكانت هيئة الادعاء، التي تولت رفع الدعوى، مكونة من السادة المحامين : د. بيتر نيوت كوك، الاستاذ عبد الله الحسن، الاستاذ عابدين اسماعيل، الاستاذ طه ابراهيم، الاستاذ جريس اسعد والاستاذ محمود حاج الشيخ.

    ولقد طلبت المحكمة، من النائب العام، باعتباره ممثل الحكومة، ان يرد على مذكرة الادعاء المرفوعة بواسطة المحامين، فجاء ردّه كالاتي :

    1- نعترف بأن المحاكمة لم تكن عادلة ولم تتقيد باجراءات القانون.

    2- ان المحاكمة اجهاض كامل للعدالة والقانون.

    3- لا نرغب في الدفاع اطلاقاً عن تلك المحاكمة.

    ومما جاء في حيثيات ذلك الحكم التاريخي، الذي أعاد للقضاء السوداني هيبته، وحرره من قضاة السلطان، الذين تنكروا لاستقلاله، ومارسوا باسمه أبشع أنواع الظلم، والتغول على الحريات، واضاعة الحقوق، تعليقاً على محكمة الإستئناف التي كان يرأسها المكاشفي (على انه يجمل القول، ومهما كان وجه الرأي فيما يتعلق بتلك العيوب انه يبين من مطالعة اجراءات محكمة الاستئناف تلك ، انها انتهجت نهجاً غير مألوف واسلوباً يغلب عليه التحامل مما جعل الاطمئنان الى عدالة حكمها أمراً غير ميسور وعرضة للمعايير السياسية التي لا شأن لها بالاحكام القضائية. لقد تم تشكيل محكمة الاستئناف الجنائية بموجب القرار الجمهوري رقم 35 لسنة 1405 هجرية ذاته الذي شكلت بموجبه المحاكم الجنائية وقد استند القرار فيما اوضحنا من قبل، على المادة 16 (أ) من قانون الهيئة لسنة 1405 هجرية وذلك على الرغم من ان تلك المادة خالية من أي اشارة الى سلطة في تشكيل محاكم استئناف واقتصرت على المحاكم الجنائية دون غيرها........ على اننا لا نرى مناصاً من الاتفاق مع هيئة الادعاء في ان محكمة الاستئناف، وخلافاً لكل ما كان مأمولاً في تشكيلها، انحدرت الى درك من الاجراءات المستحدثة انتهت بها في نهاية الامر الى اصدار حكم جديد لا صلة له بالحكم الذي عرض عليها للتأييد ....... ان محكمة الاستئناف، وفيما نوهنا به ، اشتطت في ممارسة سلطتها على نحو كان يستحيل معه الوصول الى حكم عادل تسنده الوقائع الثابته وفقاً لمقتضيات القانون. ويبين ذلك جلياً مما استهلت به المحكمة حكمها حين قالت : " ثبت لدى محكمة الموضوع من اقوال المتهمين ومن المستند المعروض امامها وهو عبارة عن منشور صادر من الاخوان الجمهوريين ان المتهمين يدعون فهماً جديداً للاسلام غير الذي عليه المسلمون اليوم ... الخ " .. وبمراجعة المستند المشار اليه واقوال المتهمين التي ادلوا بها امام المحكمة الجنائية لا نجد سنداً لهذه النتيجة الخطيرة التي نفذت اليها محكمة الاستئناف مما يكشف عن حقيقة واضحة هي ان المحكمة قد قررت منذ البداية ان تتصدى بحكمها لفكر المتهمين وليس لما طرح امامها من اجراءات قامت على مواد محددة في قانون العقوبات وامن الدولة وأدى الى تحريكها منشور محرر في عبارات واضحة لا تقبل كثيراً من التأويل)( الاخوان الجمهوريون 1986 : حيثيات المحكمة العليا في قضية الاستاذ محمود محمد طه انتصار للحق ودحض للحكم المهزلة).

    لقد اعتمد المكاشفي على آراء المعارضين للفكرة الجمهورية، من دون ان يقرأ رد الجمهوريين عليهم، وبنى حكمه على حكم محكمة الردّة، الذي حدث عام 1968م، من محكمة شرعية، لجأ إليها بعض الفقهاء، حين عجزوا من منازلة الاستاذ محمود، في ساحات الفكر والحوار .. ومحكمة الردة كانت تعمل خارج اختصاصها، وحكمت بما ليس من حقها، وقد قاطعها الاستاذ محمود، ولم ينفذ حكمها، مما يدل على بطلانه !! ولكن المكاشفي تغاضى عن كل ذلك، واعتمد على الحكم الباطل القديم، ليصدر به حكم باطل آخر، فقد جاء في الحيثيات (وقد كان منهج محكمة الاستئناف اكثر غرابة، حين استندت في حكمها على مسائل ليس من شأنها ان تقوم مقام الادلة التي يجوز قبولها قانوناً. ومن ذلك ما اشارت اليه تلك المحكمة من الاقوال "المعروفة للناس عامة" والافعال "الكفرية الظاهرة" في ترك الصلاة وعدم الركوع والسجود .. وما الى ذلك مما لا يتعدى في احسن حالاته الاقوال النقلية والعلم الشخصي وليس في أي منهما ما يرقى الى الدليل المقبول قانوناً " راجع المادتين 16 و35 من قانون الاثبات لسنة 1983". ولم تكتف المحكمة في مغالاتها بهذا القدر، وانما تعدته الى الاستدلال بقرارات وآراء جهات لا سند في القانون للحجية التي اضفتها المحكمة على اصداراتها ، اما حكم محكمة الاستئناف الشرعية العليا التي عولت عليه محكمة الاستئناف الجنائية كثيراً ، فانه يستوقفنا فيه انه حكم وطني يلزم استبيان حجيته نظراً الى ما يمكن ان تثيره طبيعته الوطنية من تساؤل حول تلك الحجية . والحكم المشار اليه صدر في 18/11/ 1968 في القضية 1035 /68 حيث قضت محكمة الاستئناف الشرعية العليا بالخرطوم باعلان محمود محمد طه مرتداً. وأول ما تجدر ملاحظته في شأن ذلك الحكم انه صدر حسبة كما وقع غيابياً، والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما اذا كان في ذلك ما يقوم مقام الحكم الجنائي بالردّة؟ وفي تقديرنا ان الاجابة القطعية ان ذلك الحكم لا يستحق هذه الصفة وذلك لان المحاكم الشرعية – ومنها محكمة الاستئناف الشرعية العليا في ذلك الوقت – لم تكن تختص باصدار احكام جنائية، بل كانت اختصاصاتها مقتصرة على مسائل الاحوال الشخصية للمسلمين من زواج وطلاق وميراث وما الى ذلك مما كانت تنص عليه المادة الخامسة من قانون المحاكم الشرعية لسنة 1967 الساري وقتئذ. وابلغ دليل على عدم اختصاص المحكمة الشرعية فيما اصدرته من حكم ان ذلك الحكم جاء غيابياً فما نحسب ان محمود محمد طه كان حصيناً من سلطة الاجبار التي كانت تتمتع بها المحكمة فيما لو كانت محكمة ذات اختصاصات جنائية . كما يقف دليلاً على عدم الاختصاص ان المحكمة لم تجد سبيلاً لتنفيذ الحكم لا في ذلك الوقت ولا في أي وقت لاحق وهو ما لم يكن يحول دونه غياب المحكوم عليه خاصة وان للحكم عقوبة مقررة شرعاً هي أعلى مراتب العقوبات المدنية .....)(المصدر السابق).

    لقد بلغ التآمر، وسوء الطوية، وعدم الصدق، وفقر الأمانة المهنية، بالمكاشفي ان يضيف مادة الرّدة، التي لم تكن موجودة في القانون، بعد ان حكمت محكمة الموضوع بمخالفة قانون أمن الدولة .. ثم لم يعرض هذه الاحكام، قبل أو بعد تأييد محكمة الاستئناف لها، على المحكمة العليا، مخالفاً اجراءات القانون.. وجاء عن ذلك في الحيثيات (على انه ومهما كان وجه الرأي بشأن سلطات محكمة الاستئناف الجنائية ، فانه طالما ظلت المادة "234 " من قانون الاجراءات قائمة ونافذة، فانه كان ينبغي عرض الاحكام الصادرة ضد محمود محمد طه وزملائه على المحكمة العليا سواء قبل تأييدها في محكمة الاستئناف الجنائية أو بعد ذلك...)(المصدر السابق) وتستطرد المحكمة، لتوضح بشاعة جريمة حجب القرارات عن المحكمة العليا، فتقول (وقد ترتب على استقلال محكمة الاستئناف بسلطة التأييد على هذا الوجه ان فات على المحكمة العليا، ليس فقط حصر الادانة – ان كان ثمة ما يسندها- في الاتهامات الموجهة بموجب قانوني العقوبات وامن الدولة دون غيرهما، وانما أيضاً ان تقصر العقوبة على ما كان يتناسب وفعل المحكوم عليهم وهو فيما نعلم لا يتعدى اصدار منشور يعبر وجهة نظر الجمهوريين في قوانين كانت، وما زالت ، محلاً للاراء المتباينة على الساحتين الدولية والمحلية، مما لا يعدو ان يكون مخالفة شكلية لا تتناسب عقوبة الاعدام جزاء لها. غير ان محكمة الاستئناف وفي محاولة متعجلة لربط الفعل بقناعتها المسبقة في ردّة المحكوم عليهم، انتهت الى تأييد حكم الاعدام كعقوبة "شاملة" فيما اسمتها. على ان الاثار المترتبة على حجب الاجراءات عن المحكمة العليا وحصرها في محكمة الاستئناف الجنائية، اتخذت شكلها المأساوي حين تم تنفيذ حكم الاعدام على محمود محمد طه، باغفال تام لنص المادة "247 " من قانون الاجراءات الجنائية، رغم انه كان من الثابت انه جاوز السبعين من عمر وقتئذ. ولعلنا لا نتجنى على الحقيقة لو اننا قلنا ان تنفيذ الحكم ما كان ليتم لولا ان محكمة الاستئناف اضافت الادانة بالردّة ، وهو ما لم يكن ليصدر اصلاً فيما لو كانت الاجراءات قد عرضت على المحكمة العليا بدلاً من ان تستقل محكمة الاستئناف باجراءات التأييد لتنتهي الى ذلك الحكم من خلال المخالفات القانونية والدستورية التي تناولناها فيما تقدم . هذا ما كان من امر ما تم باسم القضاء ، اما ما صدر من رئيس الجمهورية السابق عند التصديق على الاحكام فانه يكفي لوصفه ان نقرر انه مجرد من أي سند في القوانين والاعراف ولا نرى سبباً للاستطراد فيه باكثر من ذلك عما فيه من تغول على السلطات القضائية فقد كاد ان يعصف بها كلها من قبل .... وعلى هدى من ذلك تقرر هذه الدائرة ما يلي :

    1- اعلان بطلان الحكم الصادر في حق المواطنين محمود محمد طه والمدعي الثاني في هذه الدعوى من المحكمة الجنائية ومحكمة الاستئناف .

    2- الزام المدعين برسوم واتعاب المحاماة في هذه الدعوى)(المصدر السابق)

    في تلك الندوة العجيبة، قال المكاشفي( قدمنا مقترحاً للحكومة بحظر ومنع الأحزاب العلمانية والسماح للقوي الإسلامية في التحرك) !! لماذا تحظرون الاحزاب العلمانية ؟! هل يعجز الاسلام عن مواجهة الافكار العلمانية، ودحضها، واظهار باطلها، أم انه عجزكم أنتم، تريدون ان تلبسوه الإسلام، وتستغلوا باسمه السلطة، لمنع خصومكم من التعبير عن آرائهم ؟! ومنذ اتفاقية السلام في عام 2005م سمحت الحكومة التي على رأسها القوى الاسلامية، للحركة الشعبية وللحزب الشيوعي بالتعبير وبالتنظيم، فهل كان ذلك السماح حقاً أم كان باطلاً ؟! فإن كان باطلاً فلماذا سكتم عليه، ولم تخرجوا على الحكومة التي فعلت الباطل ؟! وإن كان حقاً فلماذا تدعون الحكومة الآن للتنازل عن الحق، وارتكاب ما هو باطل ؟!

    يا (علماء) السودان !! ماذا فعلتم من خير للسودان الذي تزعمون أنكم علماؤه، وأنتم توالون الحكومة التي دمرته ؟! وماذا فعلتم للإسلام الذي تزعمون أنكم زعماؤه، وأنتم تساندون الحكومة التي شوهته، وقد اخبركم قائلها بأنهم ظلوا يطبقون عليكم شريعة ( مدغمسة) لأكثر من عشرين عاماً ؟! يا (علماء) السودان أنتم لا علاقة لكم بالاسلام، ولا بالسودان، فأريحوا الإسلام، وأريحوا السودان من هذه الغثاثة .

    د. عمر القراي
    [email protected]
                  

02-25-2014, 10:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    برلمانيون يطالبون الحكومة بفك ارتباطها مع حركة حماس وإيران
    برلمانيون يطالبون الحكومة بفك ارتباطها مع حركة حماس وإيران


    02-25-2014 04:02 PM

    الخرطوم (أ ش أ)

    طالب برلمانيون سودانيون حكومة الخرطوم، بفك ارتباطها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجمهورية إيران، ودعوها إلى تغيير خطابها الداعم للقضية الفلسطينية.

    وقال نواب فى البرلمان الذى يسيطر عليه إسلاميو السودان "أولادنا أولى من أولاد غزة الناس فى كردفان محتاجين لمعونات إنسانية".كما وجه نواب فى البرلمان السودانى- وفقا لصحيفة "سودان تربيون" الصادرة اليوم/ الثلاثاء/ بالخرطوم- انتقادات حادة إلى النهج المتشدد فى سياسة الخرطوم تجاه واشنطن.

    وكشف السفير بوزارة الخارجية محمد عبد الله- خلال جلسة استماع حول المقاطعة الأمريكية وأثرها على المواطن السودانى- عن احتجاز الولايات المتحدة الأمريكية أموالا وأصولا سودانية تتجاوز 48 مليون دولار.

    وأوضح إن المبلغ يمثل جملة الأموال المحتجزة حتى عام 2007، مشيرا إلى أن واشنطن فرضت جزاءات وأرهبت الدول والبنوك والمؤسسات التى تتعامل مع الحكومة السودانية.

    وفى المقابل، طالب البرلمان السودانى، بوقف تصدير " الصمغ العربى" لأمريكا لعامين، مشيرا إلى محاولات لشركات سودانية، قطعت شوطا فى تحسين العلاقات مع أمريكا.

    وحذر النواب حكومة الخرطوم من محاولة مواجهة العالم، ووصفوا الأمر "بالخطير"، وطالبوها بمراجعة نفسها والنأى عن القرارات المستعجلة، كما طالبوها بتغيير أسلوب الحوار مع أمريكا واختيار شخصيات مقبولة للتفاوض بعيدا عن منسوبى الدفاع الشعبى- فى إشارة لوزير الخارجية على كرتى.

    --------------------------

    معالجة ‘المشكلة الإسلامية’ في السودان.. لولا أن هذا الدين مؤيد من السماء، لكان حرياً بأن يندثر وينقرض في بلاد السودان.
    معالجة ‘المشكلة الإسلامية’ في السودان.. لولا أن هذا الدين مؤيد من السماء، لكان حرياً بأن يندثر وينقرض في بلاد السودان.


    السودان شهد ‘الفساد والاستبداد ‘الإسلامي’، و النهب والقتل الجماعي، وارتكاب الفواحش، باسم الإسلام وتحت رايته.
    02-25-2014 02:12 AM
    د. عبدالوهاب الأفندي

    ثارت ضجة كبيرة في منتصف الثمانينات داخل مجلة ‘أرابيا’ الشهرية التي كنت أتولى إدارة تحريرها، وذلك عندما نشر الزميل جاويد أنصاري، المحرر الاقتصادي، استطلاعاً مطولاً عن بلده الأصلي باكستان تناول فيه ما وصفه بـ ‘الفساد الإسلامي’. فقد ثارت ثائرة الناشرين وعدد من الزملاء، قبل أن تصل انتقادات نظام ضياء الحق وأنصاره، بسبب ما وصف بأنه مبالغة في نقد الأوضاع في باكستان، وقبل ذلك بإلصاق صفة ‘الإسلامي’ بالفساد.

    ولم يكن د. أنصاري، وهو عالم اقتصاد ضليع كان يدرس الاقتصاد في جامعة لندن ويعمل مستشاراً في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، من خصوم الإسلاميين. بل إنه كان يدعي الانتماء للجماعة الإسلامية في باكستان، رغم أن الجماعة كانت تتبرأ منه بسبب مواقفه الراديكالية. وقد فجر معي ذات مرة معركة في غير معترك لأنني انتقدت الحركات الإسلامية ومن ضمنها الجماعة الإسلامية.

    وكان قد كتب مقاله ذاك بعد زيارة قصيرة إلى باكستان، ضمنها مشاهداته وملاحظاته، وكان من ضمنها أن الفساد في باكستان ضياء الحق أصبح يتنكر بلبوس ‘إسلامي’.

    تذكرت ذلك السجال بإزاء التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السياسية السودانية، وخاصة التقارب بين أجنحة ما كان يسمى بالحركة الإسلامية، خاصة المؤتمر الوطني الحاكم والمؤتمر الشعبي المعارض الذي انشق عنه عام 2000. فهذا التقارب يذكرنا من جديد بأن هناك ‘مشكلة إسلامية’ في السودان، الذي لم يشهد فقط ‘الفساد الإسلامي’، بل كذلك الاستبداد ‘الإسلامي’، وحتى النهب والقتل الجماعي، بل وارتكاب الفواحش، باسم الإسلام وتحت رايته.

    وقد بلغ الأمر أن القيادي الإسلامي الراحل، ياسين عمر الإمام، رحمه الله وأحسن إليه، قال مرة إنه أصبح يخجل من دعوة أي شخص للانتماء للحركة الإسلامية، بما في ذلك أحفاده، بسبب ما لحق بصورتها من تشويه. وقد سمعنا للأسف روايات متواترة عن ارتداد كثير من الناس عن الإسلام في بعض بقاع السودان النائية، وقد يكون مثل ذلك وقع في الحواضر ونحن عنه غافلون.
    وحقيقة لولا أن هذا الدين مؤيد من السماء، لكان حرياً بأن يندثر وينقرض في بلاد السودان بسبب ما وقع من صد عن سبيل الله عبر ممارسات تسيء إلى الدين الحنيف، وترفع شعاراته لارتكاب الظلم والكبائر تحت هذه المظلة، وكفى به إثماً مبيناً. فارتكاب المحرمات والآثام العظيمة من الكبائر عند الله تعالى، وهو مع ذلك غفور رحيم لمن تاب وآمن ثم اهتدى. ولكن ارتكاب هذه الجرائم باسم الدين أمر آخر، لأنها افتراء على الله، وكذب في حضرته، وتشويه وإساءة للدين الحنيف.

    وأذكر أننا كنا خلال بضع سنوات مضت نناقش في لجنة شبه رسمية قضايا الإسلام والمسلمين في بريطانيا، ومتطلبات توطين الإسلام في هذه البلاد. وفي إحدى الجلسات، خاطب المجموعة شخص يدعو لتبرير الفواحش وشرعنتها، ويستشهد في ذلك بآيات قرآنية ونصوص يزعم أنها تؤيد ما يقول. فقلت لصاحبنا: يا هذا، إن الله غفور رحيم، يغفر الذنوب جميعاً لطلاب المغفرة، بما فيها الفواحش والكبائر التي تحدثت عنها. ولكن ما لا يمكن القبول به او السكوت عليه هو الافتراء على الله تعالى، وتحريف الدين، لأن الله، تعالى عن ذلك علواً كبيراً، لا يأمر بالفواحش ولا يرضاها.

    وبنفس القدر، يمكن أن يقال أن الاستبداد والفساد، وأكل أموال الناس بالباطل، وسفك الدماء بغير حق، بل والتعدي على الأعراض، كلها من الكبائر والعظائم التي تورد صاحبها موارد التهلكة. أما الافتراء على الله تعالى بالزعم بأنه يرضى مثل هذه الأمور، بل يأمر بها، فهو في مقام آخر. وقد جاء في صحيح التنزيل قوله تعالى: ‘ وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ’. وقد فسره ابن كثير بقوله: ‘ ثم حذر تعالى عباده عن اتخاذ الأيمان دخلاً: أي خديعة ومكراً لئلا تزل قدم { بعد ثبوتها} مثلٌ لمن كان على الاستقامة فحاد عنها، وزل عن طريق الهدى بسبب الأيمان الحانثة، المشتملة على الصد عن سبيل اللّه، لأن الكافر إذا رأى أن المؤمن قد عاهده ثم غدر به لم يبق له وثوق بالدين، فيصد بسببه عن الدخول في الإسلام’.

    فكل ممارسة تتلبس لبوس الدين وتسيء إليه، هي صد عن سبيل الله، ويا له من إثم عظيم!
    من هنا فإن التقارب بين ‘الإسلاميين’ (إن صحت التسمية بعد كل ما قلنا أعلاه)، لا ينبغي أن يكون على نفس الأسس التي كان عليها شملهم مجتمعاً من قبل، وإنما على أساس التبرؤ من تلك الممارسات والتوبة عنها والبحث الجاد في سبل التكفير عن تلك الآثام، ورد المظالم إلى أهلها.

    إن التقارب بين كل طوائف المجتمع السوداني مطلوب ولا بديل عنه. ولكن التقارب ليس مطلوباً لذاته، وإنما يجب أن يكون التعاون على البر والتقوى، كما أمر الله تعالى، وليس على الإثم والعدوان.

    وفي حقيقة الأمر، فإنه لم يكن هناك أي مبرر معقول لما وقع من خلاف وقطيعة، لأن الطرفين لم يختلفا في أمور كثيرة، وإنما كان الخلاف حول الزعامة والمناصب والمواقع. ولا نحتاج هنا إلى تكرار ما رددناه مراراً من قبل من أن كلا طرفي هذا النزاع كان على خطأ، وأهم من ذلك، كلاهما استمر على الخطأ. ذلك أن أيا من الطرفين لم يخاطب لب المسألة، بل ظل يتهم الطرف الآمر بأنه كان المسؤول عن الممارسات الخاطئة، ويبرئ نفسه من كل ذلك، وينسب الإيجابيات (إن وجدت) إلى نفسه.

    وتزداد المسألة تعقيداً لأن النظام الحالي لم يعلن في مبتدئ أمره بصراحة برامجه السياسية ومنطلقاته الفكرية، بخلاف كل الحركات المماثلة في أي مكان آخر، كما حدث مع الثورة الإسلامية في إيران ونظرية ولاية الفقية. فالثورات الشيوعية طرحت رؤاها الماركسية كما فعل لينين أو ماو أو تيتو، كل حسب اجتهاده.

    وكذلك فعل البعثيون والناصريون، وحتى العقيد القذافي طرح نظريته الثالثة. ولا عبرة هنا بأن تلك التجارب، وكذلك تجربة نظام مايو المستنسخ منها في السودان، كانت كوارث على البلاد والعباد. الشاهد أنها المنطلقات كانت واضحة، مما أتاح كذلك نقدها واستبدالها، كما حدث عند الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في أوروبا الغربية ومراجعاتها.

    أما في الحالة السودانية، فإن نظام الإنقاذ بدأ بإنكار هويته الإسلامية، وكان الشيخ الترابي وعلي عثمان وغيرهما يديرون الأمور من وراء ستار، وينكرون في العلن كل صلة لهم بها. وحتى عندما بدأوا المجاهرة على استحياء، كانوا (وما يزالون) يتسخدمون النهج الذي وصفه الرئيس البشير عقب انفصال الجنوب بـ ‘الدغمسة’، أي التلبيس وعدم الوضوح. فكان الحديث عن ‘المشروع الحضاري’ (عوضاً عن ‘الإسلامي’)، وتسمية ‘المؤتمر الوطني’ أو ‘المؤتمر الشعبي’، بدون إشارة إلى الإسلام. أما البرنامج الحقيقي ونظريات ‘التمكين’ وغيرها فكانت تتداول في الغرف المغلقة وفي أوساط محدودة، ممثلة في دوائر ‘السوبر-تنظيم’ وملحقاته الأمنية وشبه العسكرية.

    من هنا فإن حل ‘المشكلة الإسلامية’ يجب أن يبدأ بصورة عكسية، كما أسلفنا في مداخلة سابقة. فالبداية لا يمكن أن تكون بالتبرؤ من الممارسات السابقة، بل توضيح ماهية ومنطلقات تلك الممارسات. أي أن المطلوب أن يسمع الناس بوضوح، ومن جديد، التبشير بالمشروع الحضاري، وما هي صفة ذلك المشروع، وماذا كانت منطلقاته النظرية، وكيف بررت تلك المنطلقات ما وقع من ممارسات. فلا يمكن الثقة بتحول حقيقي في المواقف ما لم يتم نقد ومراجعة المنطلقات النظرية والأخلاقية للممارسات السابقة، كما لا يمكن نقد تلك المنطلقات ما لم يتم بيانها.

    وكنا قد قمنا بمحاولة محدودة في كتاب ‘الثورة والإصلاح السياسي في السودان’ إخراج بعض المسكوت عنه إلى العلن من أجل فتح حوار حول القضايا الحقيقية. ولكن تلك المحاولة كانت بطبيعتها محدودة، بسبب ما لقيته من مقاومة مسبقة وهجوم لاحق أولاً، ولكن قبل ذلك وبعده لأننا لم نكن نمتلك كل المعلومات. وينبغي اليوم على من كانت لديهم كل المعلومات أو القدر الأكبر منها، أن يقدموا تفسيراتهم لما وقع وتبرير ذلك قبل المضي إلى المرحلة القادمة، وهي المراجعة.

    خلاصة الأمر أن هناك عبئا ثقيلا يتحمله المنتسبون للتيارات الإسلامية المختلفة في السودان، لأن ممارسات خاطئة كثيرة وقعت وما تزال تقع باسم الإسلام، ولم ينكرها إلا قلة، بينما تورط فيها الأكثرون إما مشاركة وإما تأييداً وإما سكوتاً. وهذا هو لب ‘المشكلة الإسلامية’ كما نراها، لأنها تتعدى الأزمة السياسية في السودان إلى بعد آخر. فالأزمة السودانية ستتم معالجتها عاجلاً أم آجلاً عبر انفراج وتفاهم بين القوى السياسية المختلفة. ولكن ما لحق بسمعة الإسلام والحركات الإسلامية من ضرر ربما يحتاج إلى أجيال لإزالته، ولكن البداية يجب أن تكون الآن. فهذه مسؤولية أمام الله، وهي تقع أساساً على هذا الجيل.

    ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

    القدس العربي
                  

02-27-2014, 10:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    قوات موسى هلال تستولي على سيارات وأسلحة قوات الشرطة والدفاع الشعبي.
    قوات موسى هلال تستولي على سيارات وأسلحة قوات الشرطة والدفاع الشعبي.


    هلال يرفض الحضور لمقابلة البشير
    02-27-2014 01:26 AM
    عبدالله الخليل


    هاجمت مليشيات الجنجويد تحت قيادة (موسى هلال) طوفاً لقوات عسكرية مشتركة من الشرطة الموحدة والإحتياطي المركزي والدفاع الشعبي حول (جبل عامر) وتمكنت من الإستيلاء على جميع السيارت والاسلحة الثقيلة والخفيفة والملابس العسكرية لأفراد الطوف الذين إستسلموا دون مقاومة بعد محاصرتهم من قبل أعداد كبيرة من مليشيات الجنجويد، وقامت قوات الجنجويد بتجميع الضباط في سيارة واحدة وسمحت لهم بالمغادرة، فيما تعرض (العساكر) الذين يتجاوز عددهم المائة للضرب وتركوا في الخلاء هائمين على وجوههم.

    وتعتبر هذه الحادثة الرسالة الاولى الأكثر قوة من قبل (موسى هلال) الذي رفض قبول دعوة البشير بالحضور الى الخرطوم ومقابلتة.

    وكانت معلومات قد رشحت قبل مغادرة هذه القوة (الفاشر)، أنها ستتعرض للهجوم من قبل مليشيات الجنجويد، وأنه لن يسمح لأي قوات بالتواجد في مناطق " محلية كتم ومحلية كبكابية ومحلية مليط ومحلية سرف عمرة "تنفيذاً للوعد الذي قطعه (موسى هلال) بعدم السماح للوالي (كبر) بممارسة سلطاته في عدد من المحليات الغربية بشمال دارفور.

    -----------------------

    لامين السياسي لحزب الترابي : مستعدون لاقناع القوي السياسية حتي الحركات المسلحة للدخول في الحوار الوطني
    الامين السياسي لحزب الترابي : مستعدون لاقناع القوي السياسية حتي الحركات المسلحة للدخول في الحوار الوطني


    02-27-2014 05:26 PM

    ( سونا ) قال الاستاذ كمال عمر الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي في الندوة التي نظمها المركز القومي للانتاج الاعلامي بمقره أمس بعنوان( الحكومة القومية هل هي مطلب موضوعي ام تكتيك سياسي ) بحضور عدد من زعماء الاحزاب السياسية واجهزة الاعلام المختلفة و المهتمين ان حزب المؤتمر الشعبي قبل بالحوار مع المؤتمر الوطني بدون اشتراطات بهدف الوصول الي وفاق وطني يعزز فرص السلام ويوقف الحرب الدائرة في كل ارجاء البلاد .
    واضاف" نحن دخلنا الحوار بكرت ابيض ومستعدون لاقناع القوي السياسية حتي الحركات المسلحة للدخول في الحوار الوطني" .

    ولم يستبعد كمال عمر من التقاء الحركة الاسلامية من جديد خاصة و ان هنالك حملات منظمة قصد منها تشويه صورة الاسلام قائلا "لابد للاسلاميين من ان ينظموا انفسهم"
    و فيما يتعلق بصناعة الدستور القادم قال كمال عمر اذا اردنا صناعة دستور قومي جامع علينا اولا وقف الاقتتال الدائر في كل جنبات البلاد ومشاركة حتي حاملي السلاح في صناعته .
    وعزز تمسك حزبه بتكوين حكومة انتقالية وتأجيل الانتخابات حتي يتسني للجميع ممارسة حقهم القانوني في صناعة الدستور والاقبال علي الانتخابات بكل حرية .
    وحذر من استغلال امكانات الدولة لصالح حزب او جماعة ونادي بضرورة حيادة القوات النظامية والشرطية والامنية .

    ودعا الي ضرورة تقوية الهوية السودانية والولاء للحس الوطني وإعادة الثقة بين مكونات المجتمع السوداني .
    ونفي كمال عمر ان تكون هنالك أي علاقة خفية بين حزب المؤتمر الشعبي وحزب المؤتمر الوطني وانه لا يوجد ما يجري تحت الطاولة وان موقف حزبه من قضية الحوار مع المؤتمر الوطني الهدف منه الوصول الي وفاق وطني ، ونفي كذلك اي ضغوطات امريكية او قطرية او الضغط علي حزبه لقبول الحوار مع الوطني وقال نحن لسنا عملاء بل هو قرار اتخذته مؤسسة الحزب الداخلية وقدرت ان امكانية مجاهدة هذا النظام بالحسني بان يقبل بفكرة الوضع الانتخابي هو افضل لنا من تجارب الثورات .

    ------------------------------
    كرم الله عباس يستقبل قادة حزب غازي بالقضارف
    كرم الله عباس يستقبل قادة حزب غازي بالقضارف


    02-27-2014 06:27 PM

    دشنت حركة (الإصلاح الآن) أول نشاط ولائي لها بولاية القضارف، وعقدت لقاءات وندوات بمدن الولاية، وكان لافتاً استقبال والي القضارف السابق كرم الله عباس لقادة الحركة، على رأسهم غازي صلاح الدين، وحسن رزق، وصلاح الدين كرار.


    واضطر كرم الله عباس للتنحي من منصب الوالي بعد خلافات مع حزبه المؤتمر الوطني الحاكم.

    وخاطب العميد "م" صلاح كرار، واللواء العوض محمد الحسن، والفريق أول محمد بشير سليمان، وحسن رزق، ندوة في مدينة القضارف.

    واستعرض غازي صلاح الدين، أهداف وحلول الأزمة السودانية، مقدماً وصفاً للواقع السياسي وكيفية الخروج من هذه الأزمة.

    كما أقام وفد حركة الإصلاح الآن لقاءً بمدينة الشواك شمال غرب القضارف، حيث خاطب قادة الحركة أهالي المنطقة.

    تبشير بالإصلاح

    وتعهد غازي صلاح الدين في تصريحات بالقضارف، يوم الخميس، بالوصول إلى جميع الناس في كل مكان مبشّرين بالإصلاح.


    وأكد غازي أن ما أسماه بـ "المد الإصلاحي" سيستمر مثل "السيل المنهمر"، مشيراً إلى أن الفرصة ما تزال مواتية لإدراك السودان من الضياع، لجهة أن البلاد أمام لحظة تاريخية للخروج من أزماتها الراهنة.


    وقال إن الجماهير تمثل الرهان الأول في الإصلاح، مضيفاً أن تفكيك الدولة المنحازة وبناء دولة الوطن، هو حجر الزاوية للإصلاح، بجانب تسوية أرض المنافسة كشرط أساسي للإصلاح.


    وأفاد أن الدعوة لممارسة الحرية في ظل استمرار القمع، يعد استخفافاً بالقوى السياسية. ونبه إلى أن الاتفاقات الثنائية لن تلد وفاقاً وطنياً جامعاً


    شبكة الشروق
                  

03-01-2014, 12:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    خطيب وامام مسجد الخرطوم الكبير : مقترح الحكومة القومية مضيعة للوقت ولن يحل مشاكل البلاد.
    خطيب وامام مسجد الخرطوم الكبير : مقترح الحكومة القومية مضيعة للوقت ولن يحل مشاكل البلاد.


    هو مخطط للإبتعاد عن الإسلام وفصل الدين عن الدولة،
    03-01-2014 07:42 AM
    الراكوبة

    شن خطيب وامام مسجد الخرطوم الكبير الشيخ كمال رزق هجوماً شرساً على دعوة المؤتمرالوطني لاحزاب المعارضة بتشكيل حكومة قومية والتخلي عن مقترح الحكومة الانتقالية. واعتبر لقاءات المؤتمر الوطني بالاحزاب بشأن الحوار حول ازمات البلاد مضيعة للوقت.
    وانذر في خطبة الجمعة الحكومة مما وصفه بالارتماء في احضان الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا وقال:" كفانا ذل وإهانة وإضعاف للسيادة الوطنية وكرامة الشعب السوداني".
    ورأى رزق ان مقترح الحكومة القومية لن يحل مشاكل البلاد بل سيعمق ازماتها ويقودها الى الاسوأ مشيرا الى ان سبيل الخروج من الازمات الرجوع الى كتاب الله وتطبيق احكام الشريعة الاسلامية.
    ووصم رزق مقترح الحكومة القومية بانها مخطط للإبتعاد عن الإسلام وفصل الدين عن الدولة، مشيرا الى أن البلاد الآن تعيش فى ظلام يحتاج الى ثورة تصحيحية لإخراجه من هذا النفق المظلم

    ----------------------------

    كمال عمر : "التحالف هو المنصة الحقيقية لتوحيد أهل السودان حول قضايا الحرية والوحدة والسلام والديمقراطية"
    كمال عمر :


    قطع بأن حزب الترابي لن يكون جزءً من أي اصطفاف جديد يقود العمل ضد قوى الإجماع
    03-01-2014 11:25 AM

    الخرطوم:
    أكد الأستاذ كمال عمر عبدالسلام الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي أن حزبه متمسك ببقائه بتحالف الإجماع المعارض كاشفاً عن مشاركته في اجتماع التحالف الأخير وقال عمر "التحالف هو المنصة الحقيقية لتوحيد أهل السودان حول قضايا الحرية والوحدة والسلام والديمقراطية" مشدداً بالتزام حزبه بكل القضايا التي يتبناها التحالف ومؤكداً تمسكه بوثيقة البديل الديمقراطي التي يطرحها التحالف كخيار لخروج بالبلاد من أزمته الراهنة.
    وفي السياق ذاته قطع عمر بأن الشعبي لن يكون جزءً من أي اصطفاف جديد يقود العمل ضد قوى الإجماع وقال "نحن سنظل شركاء مع إخواننا في التحالف من أجل الوطن وتأسيس قواعد الديمقراطية والحرية والتي عبرها سنعيد وحدته من جديد".
    وفي سياق ذو صلة كشف عمر عن أن حزبه لم يقم بإدانة الجبهة الثورية وعن تواصل اتصالاتهم معها حول قضايا الحرية والديمقراطية" وزاد بل طالبنا رئيس الآلية الرفيعة أمبيكي بضروة توحيد المنابر من أجل الخروج بحل شامل للأزمة السودانية.

    الجريدة

    --------------------------
    . غازي يتهم حزب البشير بقتل الوقت و(جرجرة) الأحزاب ويتفي بشدة وجود إصلاح بالحزب الحاكم



    قال : «أصبحنا نفقد المواهب..لأول مرة يهاجر أبناء السودان بلا رجعة ».
    02-28-2014 04:48 PM
    القضارف: الحاج السيد

    أطلق رئيس حركة الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين العتباني نداء الصيحة للشعب السوداني والقوى السياسية للخروج على ما أسماه سوء الوضع السياسي والاقتصادي بالبلاد، منوهاً إلى أن المشكلة ظاهرها اقتصادي ولكنها أكبر، ويعاني منها كل فرد. وأبان أن اختلافهم مع الوطني ليس عقائدياً وإنما منهجي، مضيفاً أن قضية الإصلاح أكبر من الإصلاح نفسه. واتهم غازي الوطني بقتل الوقت وجرجرة الأحزاب السياسية وتبني الخطاب الدعائي وهو ما وصفه بالهروب، وأضاف من الغباء وجود جسم ينظم القرارات والقضايا، وأشار لعدم جدوى الحوار الثنائي، واصفاً خطاب الرئيس البشير الأخير بالفلسفي، مطالباً بضرورة تشخيص الأزمة أولاً ومن ثم إشراك الشعب السوداني عبر استفتاء وكل القوى السياسية في حل المشكلات، وأضاف قائلاً: «كثير من أعضاء الوطني بدأوا يجأرون بالحق».

    وأضاف: «جزء كبير من جسمنا تركناه بالوطني وهناك أخطاء كبيرة يسوق إليها الوطني». ونفى غازي بشدة وجود إصلاح بالوطني وهو ما وصفه بالاحتراز. وكشف غازي خلال ندوة سياسية بالقضارف أمس بمناسبة افتتاح داره عن الوضع السياسي الراهن، أن هناك مشكلة بالسياسة الخارجية بدأت تنتشر لدول ومناطق الإقليم المجاورة التي تشرع بإغلاق المعاملات البنكية، وقال: «أصبحنا نفقد المواهب ولأول مرة يهاجر أبناء السودان بلا رجعة بسبب ما أسماه انسداد الأفق». مبيناً أن السودان مرشح ليكون دولة ذات قوة بالإقليم.

    الانتباهة


    ---------------------------

    سعد احمد سعد
    لتمرد في جنوب.. يداك أوكتا وفوك نفخ


    نشر بتاريخ السبت, 01 آذار/مارس 2014 08:46


    عندما قلنا في منبر السلام العادل إن الانفصال فيه حل لمشكلات الجنوب والشمال كنا نعني أمراً واحداً فيما يتعلق بقضية الشمال.. وهو أمر صرحنا به قبل نيفاشا.. بل قبل الإنقاذ.. وهو أن الانفصال يخدم قضية الهوية وقضية الشريعة.
    ربما اختلف الناس في نظرتهم لهذه المسألة ما بين حملة الفكر الإسلامي التأصيلي.. أو دعاة الوطنية الذين ينظرون إلى الأمر من زاوية الوطن الجغرافي والسياسي، وربما ظن بعض هذين الفريقين أن نظرة منبر السلام العادل قد ثبت خطؤها.. لأن الهوية لم تتحقق والشريعة لم تُطبق.
    والرد على هؤلاء قريب وميسر.. فالخطأ ليس خطأ المنبر ولا خطأ الهوية ولا خطأ الشريعة، الخطأ هو خطأ الإنقاذ.
    فالمنبر.. وأعني بالمنبر، المنبر الفكرة.. كان يرى أن بعض القوى السودانية كانت تتخذ قضية الجنوب ذريعة للوقوف أمام الشريعة.. وأمام الحكومة الإسلامية والدولة الإسلامية.. والانفصال لن يضر الجنوب شيئاً ولن يحرمه شيئاً قد كتبه الله له.. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض المتخلفين في غزوة تبوك.. «دعوه فإن يكن فيه خير يلحق بكم وإن يكن سوى ذلك فقد أراحكم الله منه».
    وكان في أبي ذر خير.. وكان في أبي خيثمة خير.. وفي سورة التوبة وفي تفسيرها بيان شافٍ لبقية القصة..


    وكان أهل منبر السلام العادل ـ أهله الذين هم أهله ـ يرون أمراً آخر فيما يتعلق بالجنوب.. وهو أن الانفصال لا بد سينفع الجنوب.. وسيحقق له ما ظلت قياداته تنادي به منذ فاجعة توريت «1955» حتى أصبح حلماً جنوبياً خالصاً.
    والآن، وبعد مرور ثماني سنوات على نيفاشا، ومرور ما لا يقل عن أربع سنوات لانفصال الجنوب.. ننظر هنا وهناك لنقرأ الواقع السياسي.. هنا في الشمال وهناك في الجنوب.. فنُفاجأ ونُفجع.
    فالشمال لم يحقق طموحه في حكم الشريعة وفي الحكومة الإسلامية. والجنوب لم يحقق حلمه في الاستقرار والتماسك الاجتماعي والتنمية.
    أي، أن نيفاشا كانت أفشل مشروع مر به أهل السودان في شماله وجنوبه.


    فالشمال لم يطبق الشريعة رغم اعتراف القيادات العليا في الإنقاذ بصحة مقولة أهل منبر السلام العادل حول تذرع الكثيرين بالجنوب للاعتراض على الشريعة.. وبشروا أهل السودان بانحسار سياسة الدغمسة والانبطاح.
    وأما في الجنوب، فإن المواطن هناك يعيش تمرداً من نوع آخر.. والجنوبيون اليوم يعيشون الحرب كما لم يعيشوها من قبل حتى في أشد سنوات الاقتتال بعد عام 83 وإلى عام 2005.. ففي تلك السنوات كانت كل مدن الجنوب وقراه آمنة مطمئنة أكثر مما هي آمنة اليوم، بل نحن نشهد اليوم سقوط كبرى المدن وعواصم الولايات المرة بعد المرة.. وتتداولها القوات المتحاربة كما يتداول اللاعبون الكرة.


    أما السبب في فشل الإنقاذ وفشل مشروعها «الإسلاموي» ـ كما يقول الشامتون من العلمانيين ـ فهو أنها قدمت صورة مقلوبة لما جرى في غزوة تبوك.
    فالإنقاذ الآن هي المتخلفة عن الركب.. ركب الشريعة وأهل منبر السلام العادل، وأعني بأهله حملة الفكرة، فكرة السلام العادل الذي يعطي الشمال الهوية والشريعة، ويعطي الجنوب الأمن والاستقرار وتماسك النسيج الاجتماعي، هؤلاء هم الذين يقولون عن الإنقاذ: دعوها فإن يكن فيها خير تلحق بكم.. وإن تكن سوى ذلك فقد أراحكم الله منها..
    ويبدو أن الإنقاذ لم تقرأ عن أبي ذر ولا أبي خيثمة ولم تسمع بهما.. ولم تقرأ سورة براءة ولم تدرس غزوة تبوك.


    لذلك فهي لا ترى بأساً في هذا المنعطف الخطير أن تحاور قطاع الشمال.. والإنقاذ لو كانت صادقة وعاقلة لرفضت من قطاع الشمال المبنى قبل المعنى.. ولما حملت لنا الصحف صورة رئيس وفد الإنقاذ يماشي رئيس وفد الحركة الشعبية لقطاع الشمال ويده في يده.. بل يكاد يخاصرهُ.
    إن الإنقاذ عندما تفاوض ياسر عرمان أو قطاع الشمال وهي تعلم أنه لا يمكن أن يسمى قطاع الشمال إلا إذا كان جزءاً من الحركة الشعبية وهي حزب حاكم في دولة أجنبية.
    إن الإنقاذ في هذه الحالة تفعل كمن يفاوض جاسوساً وعميلاً للعدو اعترافاً منها بحقه في التجسس وحقه في العمالة.. وحقه في الخيانة لشعبه ولأمته ولدينه.


    وأما الذي يجري في الجنوب فهو ببساطة شديدة إنتاج جنوبي بحت.. وهو إنتاج لازم وضروري ولا مناص منه.. إذ لا بد للتمرد أن ينجب، والتمرد الجنوبي، تمرد الحركة الشعبية، أنجب تمرد رياك مشار وهو الآن يربي فلوه ويعينه على ذلك موسفيني والموساد ودول الدغمسة الكبرى في الغرب والشرق. والدغمسة ليست ماركة سودانية مسجلة، بل هي في الواقع ماركة غربية كفرية شركية إلحادية مسجلة، ودغمستنا مجرد دغمسة «تايوان»، فهؤلاء يدغمسون في حقوق الإنسان وحرية العقيدة وفي الديموقراطية وفي حقوق المرأة وحقوق الطفل وفي محاربة الإيدز ومحاربة العادات الضارة ولسان حالهم يقول: دغسموا كما رأيتموني أدغمس. ونقول للإخوة في الجنوب: أحزننا والله حالكم ولكن يداك أوكتا وفوك نفخ، واللهم لا شماتة.
                  

03-05-2014, 09:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الترابي يستغفر الله ولا يعتذر للشعب السوداني ..

    بقلم: بابكر فيصل بابكر
    الخميس, 27 شباط/فبراير 2014 11:08

    [email protected]
    ( الأعراف السياسية المعاصرة تؤكد أنَّ من اقترف خطأً كبيراً فى السياسة ويعترفُ به يعمد رأساً الى الإعتذار والاعتزال ، وهو ما لم يقع عند تأسيس المؤتمر الشعبى رغم اعتراف قادته فى ندوات عامة بالأخطاء التى واكبت الحركة ، منذ تأسيسها ). إنتهى
    الفقرة أعلاهُ مقتبسة من رسالة وجهها الأستاذ المحبوب عبد السلام مؤخراً للدكتور حسن الترابي ونشرتها الصحف, يطالبه فيها بضرورة تجديد الأفكار وطرح رؤى سياسية جديدة وعدم شخصنة الصراعات.


    وتنبعُ أهميَّة الرسالة من كون كاتبها تلميذٌ وفيٌ و مقربٌ للترابي لم يخذلهُ كما فعل آخرون أبَّان المفاصلة الشهيرة التي أبعدته عن حكومة الإنقاذ وكان هو عرَّابها ورجلها الأول طوال العشر سنوات الأولى وبالتالي لا يمكن التشكيك أو المزايدة على ما ورد فيها من رؤى ومطالب.


    إنَّ أهم مطلب تطرَّق له الاستاذ المحبوب يتمثل في ضرورة "الإعتذار" للشعب عن خطأ الإنقلاب العسكري وما ترتب عليه من مآسي كان الترابي نفسه أحد ضحاياها, ذلك أنّه يُمثل منصة الإنطلاق لكل بداية جديدة.
    قد تتبَّع كاتب هذه السُّطور أحاديث الترابي وحواراته الصحفية وبيانات حزبه منذ وقوع المفاصلة في 1999 ولم يجد فيها إعتذاراً واضحاً عن ذلك الخطأ بل محاولات دائمة للتهرُّب من المسئولية و تبرير الإنقلاب.


    صعوبة تقبل فكرة الإعتذار تتمثل في تعارضها مع فكرة "الحق الشخصي", وهى تزداد صعوبة مع الأفراد أصحاب الشخصيات المتضخمة, والشخص الذي يرفض الإعتذار هو في الواقع ضحيَّة ثقافة معلولة, ثقافة قائمة على اليقينيات والجزم والرأي الواحد والاتجاه الواحد.
    وتتضاعف صعوبة تقديم الإعتذار لدى أصحاب تيار "الإسلام السياسي" كون أنَّ المنهج الذي ينشأون عليه يقوم على فكرة "الإستعلاء" على الآخر المختلف, أياً كان هذا الآخر, فرداً أو جماعة أو ملة أخرى أو شعباً.
    الإعتذار ليس قيمة غير ذات جدوى ولكنه ضرورة, ومطلب أساسي للتعافي, وإعتذار السياسي على وجه الخصوص أمرٌ في غاية الأهميَّة لأنه يرتبط بالمصلحة العامة والشأن الوطني, و هو الأمر الذي من شأنه أن يجعل السياسي يُفكر مرتين قبل أن يُقدم على أي تصرف قد يجر بلاده إلى فتن و نزاعات لا تحمد عقباها .


    أمَّا السياسي الذي يزدري "الشعب" في قرارة نفسه و "يتعالى" عليه فلا يأبه بقيمة الإعتذار لأنه يفترض أنَّ الناس لا يستحقون ذلك, وأنَّ بإمكانه إرتكاب الخطأ تلو الآخر دون أن يؤثر ذلك على وضعه ومكانته, ودون أن تترتب على ذلك أية مسئوليات.
    هذه الآفة تتكاثر في المجتمعات التي يضعف فيها تأثير الرأي العام, وهى تقلُّ أو تكاد تنعدم في المجتمعات المستنيرة , خصوصاً المجتمعات "الغربية" التي يراقب فيها الرأي العام سلوك الناشطين في العمل السياسي العام. في تلك المجتمعات يُسارع السياسي لتقديم الإعتذار عن أخطاء في غاية البساطة لأنه يخشى على نفسه مما يترتب على عدم إعتذاره, ومن ثم يقوم بالإنزواء عن الأنظار وترك الساحة, أمَّا في بلادنا فإنَّ السياسي يرتكب أخطاء شديدة الخطر على الوطن ومستقبل أجياله, ومع ذلك فإنه يظلُّ موجوداً يملأ الأجواء ضجيجاً ويطمح في الإستمرار وكأنَّ شيئاً لم يكن.


    إنَّ تحاشي فكرة الإعتذار يُسلط ضوءاً كاشفاً على إستعلاء الدكتور الترابي على الشعب. وبما أنَّ المعروف عن الرجل حرصه الشديد على إختيار الألفاظ ودلالاتها, فهو لم ينطق بكلمة "إعتذار" نهائياً بل ظل يتوارى خلف مفردات من شاكلة "العفو" و "الغفران", يطلبه من "الله" وليس الناس.


    قال الدكتور الترابي الأسبوع الماضي في مخاطبته لطلاب حزبه : ( المستقبل لكم وربنا يغفر لينا تجاربنا السياسية ديمقراطية وعسكرية ونحن بقينا في أواخر أعمارنا، ولابد أن تأخذوا العظات والعبر من التاريخ وما تنفعلوا بهذه اللحظات ). وأضاف ( اسأل الله أن يغفر لنا ، مرَّت علينا كل الدورات ، وبلغتُ من العمر عتياً ، والمستقبل لكم عليكم الاستعداد ). إنتهى
    إنَّ طلب المغفرة والعفو من الله سبحانه وتعالى أمرٌ مطلوبٌ في كل الأوقات ولكنه أمرٌ يخصُّ العلاقة الفردية لطالب العفو مع المولى عزَّ وجل, أمَّا الجانب الذي يجب أن يعتذر عنه الشخص فهو موضوع مرتبط بأخطاء مباشرة في حق الناس, ذلك أنَّ الإعتذار في أصله تعبير عن الشعور بالندم أو الذنب على فعل أو قول تسبب فى ألم أو إساءة لشخص أو جماعة أخرى وذلك بطلب العفو من الذى تأذى بذلك.
    إنَّ الذي تأذى من الإنقلاب ليس الله ( تعالى عن كل شىء) ولكنه الشعب السوداني, وبالتالي فإنَّ المطلوب هو الإعتذار للشعب وامَّا طلب الدكتور الترابي العفو من الله فهو شأنٌ فردي يخصه ونسأل الله أن يستجيب له.


    إنَّ الشىء الذي يؤكد إدراك الدكتور الترابي للجهة التي يجب أن يُقدِّم لها الإعتذار ورد في نفس حديثه عندما قال ( إنَّ بعض الناس يقولون لنا هؤلاء الناس عذبوكم واعتقلوكم ونحن نقول من عفا وأصلح فأجره على الله ). إنتهى
    في الفقرة أعلاه لا يسأل الترابي الله أن يغفر لتلاميذه الذين أدخلوه السجن, بل يختار هو أن يعفو عنهم حتى ينال الأجر. إنَّ الحديث أعلاه يكشف بجلاء أنَّ الترابي ( وهو المتأذي في هذه الحالة ) هو من يعفو ويصلح عندما يقع عليه الأذي ولكنه يتعالى عن منح "الشعب السوداني" هذا الحق عندما يكون هو مرتكب الخطأ !!


    لا يكتفي الدكتور الترابي بالتهرُّب من الإعتذار المباشر بل يسعى لتوريط آخرين حتى يتثنى له القول أنَّ الجميع إرتكبوا مثل خطأه, فعندما يقول (ربنا يغفر لينا تجاربنا السياسية ديمقراطية وعسكرية) فهو يرغب في أن يساوي بين "الأخطاء" البسيطة للحكومات الديموقراطية و "خطايا" النظم العسكرية وهذا خلط لا يجوز.
    من الظلم أن يضع الدكتور الترابي فترات الحكم الديموقراطي في كفة واحدة مع الحكومات العسكرية والشمولية , فالأولى لم تحكم سوى "عشر سنوات" فقط في فترات متقطعة بينما حكمت الأخيرة "ثمانية وأربعين" عاماً, كان نصيب حكم الإنقاذ منها ربع قرن من الزمان.


    ومن ناحية أخرى فإنًّ الأنظمة الديموقراطية المفترى عليها لم تنصب المشانق لمعارضيها ولم تقتل الآلاف
    من المواطنين ولم تكمِّم الأفواه وتصادر الصُحف ولم تحوِّل جهاز الدولة لملكية حصرية "للحزب الحاكم".
    تجاربنا الديموقراطيَّة – رغم قصر فتراتها- كانت متقدمة على كثير من الدول المحيطة بنا في الإقليم وفي القارة الإفريقية عموماً, وقد تسببت المغامرات العسكرية الفاشلة – وعلى رأسها مغامرة الترابي - وسياسة حرق المراحل في تخلفنا وتراجع تجربتنا بينما سبقتنا دول مثل غانا والسنغال وجنوب إفريقيا في ترسيخ النظام الديموقراطي والتداول السلمي للسلطة وبدأت تجنى ثماره المتمثلة في الإستقرار و التنمية والإنفتاح.


    قال الأستاذ المحبوب كذلك في رسالته للدكتور الترابي : ( ظلت القيادة التاريخية تبحث فى مبررات للعشرية الأولى عبر تعديد المنجزات من الطرق الى بسط اللغة العربية الى ثورة التعليم العالى، وقد تكون كلها منجزات ولكنها كسوب لنظام أحادى ديكتاتورى مهما إجتهد فى قيادة الناس الى الجنة بالعصا). إنتهى


    إنَّ البحث عن مُبررات لسنوات الإنقاذ العشر الأولى, وهى السنوات التي كان فيها الدكتور الترابي حاكماً مطلقاً للسودان يؤكد حديثنا عن أنَّ الرُّجل ما زال يناورُ و يتحاشى إتخاذ موقف قاطع من الإنقلاب العسكري وهو الأمر الذي لا يتأتى إلا بالإعتراف بالخطأ وتقديم إعتذار واضح لا لبس فيه لجماهير الشعب السوداني.


    لن يعدم أى حاكم على وجه الأرض مهما كان باطشاً وفاسداً ومتسلطاً أن يجد بعض الإنجازات التي حققها خلال فترة حكمه لشعب ما, ولذا فإنَّ المحك الأساسي لا يكمن في تحقيق بعض الإنجازات ولكن في المآلات النهائية لحكمه, فقد إستطاع – على سبيل المثال - الفوهرر أدولف هتلر أن يحشد طاقات الألمان وأن يحدث نقلة كبرى في التصنيع, ولكنه وظفها جميعاً لإزهاق الأرواح والدَّمار والترويع.
    أية طرق هذه التي يتحدَّث عنها الترابي ؟ قال لي صديقٌ يعمل مهندساً مدنياً أنه لا يوجد "طريق واحد" من الطرق التي أقامتها الحكومة رصف وفقاً للمعايير العالمية ولذا فقد تحولت جميعها لطرق للموت السريع.


    أمَّا بسط اللغة العربية وثورة التعليم التي ينظر إليها الترابي كإنجازات فهى أمورٌ مشكوك فيها, فكاتب هذه السُّطور يزعم أنَّ اللغة العربية لم تشهد تدهوراً مثل الذي شهدته في ظل الحكم الحالي, أيُّ إنجاز يتحدث عنه الدكتور الترابي و الآلاف من خريجي الجامعات يكتبون "لكن" هكذا "لاكن" ؟ ويُحدِّثك أساتذة العربية بألم وحسرة عن المذابح التي تتعرَّض لها "بنت عدنان" على أيدي طلابهم من ضحايا ثورة التعليم المزعومة.

    ----------------

    يوسف عبد المنان

    الهجوم على الفريق..!!
    24/02/2014 15:34:00


    } تورط التلفزيون، الذي يفترض أنه قومي مظهراً ومخبراً، في بث مادة أعدها اللواء "محمد عجيب" عن الفريق ركن "محمد بشير سليمان" الذي خلع عباءة المؤتمر الوطني واختار بطوعه الانضمام إلى حزب (الإصلاح الآن) بقيادة د. "غازي صلاح الدين"!! ويختلف الناس ويتفقون حول رجل عام ولج ساحات الفضاء السياسي بعد تقاعده من الخدمة العسكرية التي أبلى فيها بلاءً حسناً ونافح عن المؤسسة العسكرية أيام العمليات التي جرت في جنوب السودان، ويحظى "محمد بشير سليمان" بثقة الكثيرين من منسوبي المؤسسة القومية وداخل التيار الإسلامي ومفاصله التنظيمية.


    } بعد سنوات من الخدمة التنفيذية في حكومة شمال كردفان نائباً للوالي ووزيراً للزراعة، خرج الجنرال "محمد بشير" من الوزارة نظيفاً طاهراً لم تُلوث يداه بمال عام أو فساد في عطاءات حكومية.
    ولو وجد خصوم الرجل ثغرة في ملفه الشخصي لذهبوا بها إلى وسائل الإعلام تشهيراً وذماً لقتله معنوياً، واختار الرجل بطوعه ولتقديرات ذاتية الخروج من المؤتمر الوطني.


    } تجدني مختلفاً مع الفريق "محمد بشير" حول الأسباب التي دعته إلى الخروج عن حزب هو من صناع مجده، ولا يملك شخص آخر أسهماً في حزب المؤتمر الوطني أكثر من أسهم "محمد بشير".. ولو ضاقت ساحة كردفان في حقبة الوالي "زاكي الدين" وبعده مولانا "أحمد هارون"، فلن تضيق ساحات الوطن الكبيرة!! ولكنه اختار خياره وقال كلمته جهراً وذهب مرفوع الرأس إلى حزب وطني وإسلامي، قادته ورموزه كانوا حتى الأمس القريب في مفاصل المؤتمر الوطني عطاءً فكرياً وتنفيذياً، ولكنهم (خرجوا) أو (أخرجوا).. فهل هذا مدعاة لأن يتهجم التلفزيون الذي يفترض أنه (قومي) على قيادي سياسي مثل الجنرال "محمد بشير"؟!
    }


    لو أن الدكتور "علي السيد" القيادي المعروف في الحزب الاتحادي الديمقراطي قدر وفكر ودبر أمره وأعلن انسلاخه عن الحزب الاتحادي الديمقراطي والانضمام إلى المؤتمر الوطني، هل يستطيع التلفزيون إعداد فيلم وثائقي عن حياة "علي السيد" ويذم الخطوة التي اتخذها، ويزدري تاريخه ويغتاله سياسياً لأنه اختار الانضمام إلى المؤتمر الوطني؟! لماذا لا يواري التلفزيون الانتماءات بين منسوبيه والبلاد في مرحلة جمع صف وتلاقي فرقاء وتوحيد كلمة من أجل دستور وطني يتفق عليه اليسار واليمين بلا مزايدات؟!
    } الجنرال "محمد بشير سليمان" قادر على الدفاع عن نفسه وتبرير أسباب انسلاخه عن المؤتمر الوطني والرد على منتقديه.. وللرجل لسان وقلم وفكرة، ولو كان الرجل بلا قيمة اجتماعية لما خرق تلفزيون السودان كل القيم الراسخة ######ر برنامجاً للنيل من شخص واحد فقط لأنه اتخذ موقفاً عبر به عن نفسه!!


    } بالمناسبة، ما يحدث في كردفان بصفة خاصة من تراجع لأسهم المؤتمر الوطني وهجرة بعض كوادره إلى أحزاب أخرى، ينبغي النظر إليه بعين الاعتبار، وأحرى بالبروفيسور "غندور" أن يغبر قدميه برمال "بارا" و"المزروب" وطين "أبو جبيهة" وأشواك "المجلد"، بدلاً عن الإصغاء إلى تقارير (مضروبة) عن أوضاع الحزب، وقد خرج من المؤتمر الوطني السيد "كمال عبد الكريم" وثمانية عشرة من قيادات الحزب بمحلية "أبو جبيهة" الأسبوع الماضي، وربما غادر أحد أبرز قيادات النوبة "بكري سلمي" المؤتمر الوطني في الأيام القادمة.. وبكل أسف وحسرة وندم أن اللواء "بندر أبو البلولة" الرجل الذي كان يمثل الساعد الأيمن للشهيد "إبراهيم شمس الدين" والمقاتل الشجاع، ترددت أخبار عن خروجه إلى دولة أفريقية معادية!! لماذا يحدث كل هذا؟! تلك هي القضية التي ينبغي أن يسخر لها التلفزيون برامجه، لا التجني على الجنرال "محمد بشير" لأنه اختار طريقاً لم يرق لتلفزيون يفترض أنه قومي



    طالما ظلَّ الدكتور الترابي شغوفاً بالسياسة والسُّلطة والحكم فإنهُ لن يجرؤ على تقديم "إعتذار" للشعب السوداني لأنَّ ذلك سيشكل عائقاً أمام مغامراته المستقبلية, وسيحدُّ من قدرته على المناورة وتغيير المواقف والإنتقال بسهولة من معسكر المعارضة لمعسكر الحكم وبالعكس, ولكننا مع ذلك لن نتوقف عن مطالبتنا له بالإعتذار للشعب عن خطأ الإنقلاب, من أجل مستقبل السودان وأجياله القادمة.
                  

03-05-2014, 09:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حزب الترابي يطالب حزب البشير بتقديم تنازلات



    03-05-2014 10:42 PM

    طالب حزب المؤتمر الشعبي المعارض بالسودان بزعامة د. حسن الترابي، يوم الأربعاء، حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بتقديم تنازلات في مجال الحريات، من أجل تهئية الأجواء لإنجاح مبادرة الحوار التي دعا لها الرئيس عمر البشير.


    وأبدى نائب الأمين العام للحزب إبراهيم السنوسي ـ طبقاً للمركز السوداني للخدمات الصحفية ـ تفاؤلاً بوصول الحوار الوطني الحالي بين المكونات السياسية السودانية إلى نتائج إيجابية، مستنداً إلى ترجيح الأحزاب لخيار الدخول في الحوار.


    وأكد أن تقديم الشروط المسبقة قبل الدخول في الحوار مع المؤتمر الوطني، لن يؤدي إلى حدوث اتفاق بين القوى السياسية يسهم في إصلاح حال البلاد.


    ورأى السنوسي أن اختلاف حزبه مع تحالف المعارضة، ليس حول المبادئ، بقدر ماهو حول المسائل الإجرائية المتعلقة بطرح الشروط قبل أو أثناء جلسات الحوار.


    وقال في هذا الخصوص، إنه من الواضح أن قوى التحالف بدأت ترجح خيار الدخول في الحوار، خاصة بعد انخراط قطاع الشمال في الحوار، ووجود إشارات من حاملي السلاح بالقبول به.


    ودعا السنوسي حزب المؤتمر الوطني إلى المبادرة بالإصلاح، وتقديم بعض التنازلات فيما يتعلق ببسط الحريات العامة وحرية الصحافة، لتهيئة المناخ للمعارضة للانخراط في الحوار، وتقديم وجهة نظرها في القضايا التي ستطرح خلاله.


    وشدد على أن بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في المناطق التي تشهد الحرب، لابد أن يسبق قيام الانتخابات العامة.


    شبكة الشروق

    -----------------------
    شواق الإسلاميين! أو الوعي الزائف!
    March 5, 2014
    عبدالله عبدالوهاب
    [email protected]
    كنت أظن وبعض الظن إثم بأن أشواق إخواننا الإسلامين قد تلاشت بـمثل ما تلاشت فكرة جبهة الميثاق الإسلامي والجبهة الإسلامية القومية و ذلك بالفحص الناقد من قبل الحالمين بهذه الأشواق ولكن خاب ظني و ذلك لأن بعض من هؤلاء القوم لا يؤمنون أصلا بفكرة النقد والـمراجعة الخلاقه و المناصحة الـمرهقة بحسب وصف كل من دكتور حيدر إبراهيم علي و دكتور النور حمد لهذه الجماعة اللاهثة دوما وراء الآني والفاني !!
    فيا جماعة أشواقكم هذه هي في الأصل توق ذاتي و ليس موضوعي وهي وعي زائف أقرب لليوتوبيا و لا تلامس الواقع.. وهي جري لا نهائي وراء السراب و ليست ببرامج محددة النهايات والنتائج ولذلك أقمتم دولة الذات و ليست دولة الـموضوع فجاءت دولتكم أشبه بسمك شكسبير الذي يسبح في الفضاء متحاشيا و حشية الشواطئ الأرضية{كناية عن رومنطقية شكسبير} فهي دولة لا تري الواقع إلا بعين أشواقكم فلذلك إنبهمت الرؤيا وبدأت بلاد السودان تتمزق قطعة إثر قطعة لأنكم حشرتموها في فكرة ضيقة ضيق الذات وليس في فكرة موضوعية رحبة رحابة الـموضوع فالتفكير الـموضوعي نسبي لا يري أن الإسلام هو الحل بل يراه جزء من الحل و لا يطرح سؤال الهوية السودانية من منطلق أيديولجي زائف وإنما يطرحها من منطلق ثقافي وشتان الفرق مابين إفادات الثقافة و موضوعيتها و مابين أشواق ألأيدلوجيا و ذاتيتها.. ففي حقل الثقافة تري عدة هويات سودانية تراتبت تأريخيا منذ ممالك النوبة القديمة و حتي سودان ما بعد الإستقلال.. أما إفادات الأيدلوجيا لا تري إلا هوية واحدة عبر عنها نشيد مؤتمر الخريجين قائلا:-
    {أمة أصلها للعرب و دينها خير دين!!!}…
    و في دولة أشواق الإسلاميين فإن العمل السياسي عبادة نتقرب بها إلي علي الله علي قول رئيس البرلمان الفاتح عزالدين و آخرين!! وهذه فريه و خداع ذات ما أنزل الله به من سلطان!! فيا ناس الأشواق العمل السياسي أو الوظيفي هو عمل من أجل الجماهير فإن أخفقت فيه ستحاسبك الجماهير وفقا لقوانين الدولة الـموضوعية أما العبادة فشأن ذاتي و لا يحق لكائن من كان أن يحاسبك عليه إلا ربك
    فيا إسلاميين لـموا اشواقكم عليكم لأنكم أرهقتمونا و الوطن و دفعتونا ضي العين تمن… وليه يا عصافير الخريف


    -------------------
    البشير ــ الترابى.. عودة بلا أفق
    March 5, 2014
    أسماء الحسينى
    أعلن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالسودان عن لقاء رسمى وشيك هو الأول منذ 15 عاما بين الرئيس السودانى عمر البشير وبين الدكتور حسن الترابى عراب الحركة الإسلامية السودانية التى قامت بالإنقلاب على الحكم الديمقراطى فى السودان عام 1989 وشريك البشير فى السلطة خلال العشر سنوات الأولى من حكمه قبل أن تقع بينهما ما أسمياه «المفاصلة» أو الإنشقاق ويتحولا إلى عدوين لدودين يناصب بعضهما البعض العداء، الذى اخذ منحى خطيرا بمطالبة الترابى البشير بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب فى دارفور، وهو مالم يفعله قادة المعارضة الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى، كما وصل العداء ذروته من قبل البشير باعتقال الترابى أكثر من مرة .
    وقد أعلن حزب الترابى قبيل الاجتماع المرتقب عن إستراتيجية لتوحيد الإسلاميين والحوار مع المؤتمر الوطنى دون أى شروط بسبب تزايد أزمات البلاد واستمرار الحروب .


    فماذا تعنى هذه الخطوة، وما هى الدوافع لها من جانب كل طرف، وهل يمكن أن ينتج عنها إعادة توحيد حقيقية لحزبى الحركة الإسلامية بالسودان، ومامدى إمكانية استمرار ذلك . فى الواقع تطرح مثل هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول مصداقية الانشقاق بين الطرفين، والذى ظل محل شك وريبة لدى العديد من السودانيين، بعد أن خدعهما الطرفان فى بداية الانقلاب، حيث لأول مرة فى تاريخ الانقلابات فى العالم يضعون زعيمه فى السجن للتمويه حول كونه انقلاب إسلاميين .
    وتبدو المبررات التى تساق فى تبرير تلك المصالحة بعد عقد ونصف من إعلان العداء بين الطرفين واهية، فليست الأوضاع الخطيرة فى السودان هى التى تجمع الطرفين، ولم تكن هناك خطورة أشد من تمزيق وحدة البلد وانفصال الجنوب واشتعال النار فى قلب الخرطوم وانحاء السودان فى انتفاضة سبتمبر الماضى، وماجلبته كل هذه الأوضاع من تدخلات دولية وانهيارا اقتصاديا وقلاقل اجتماعية.
    لم يحرك كل ذلك شعرة من مشاعر الشيخ الترابى ليعفو ويصفح عن تلاميذه الذين انقلبوا عليه، أو يحرك مواقف تلاميذه السابقين ليمدوا له يد المصالحة، لم يفعل البشير ذلك إلا بعد إزاحته لعلى عثمان طه النائب الأول السابق للرئيس وباقى القيادات المدنية الإسلامية ، التى كانت نقمة الترابى عليها أشد ورغبته أكبر فى الانتقام منها، وهم تلاميذه الذين تعهدهم بالرعاية منذ وقت مبكر، ولاسيما طه .


    أما البشير الذى كان ينظر إليه أحيانا كواجهة لحكم يمسك بزمامه فى السنوات الأولى الترابى ، ثم بعد ذلك على عثمان طه ، فقد أثبتت الأيام أنه تلاعب بجميع الأطراف، وأقصى حلفاءه أوشركاءه السابقين الواحد تلو الآخر، وأنه يرسخ يوما بعد آخر لانفراده بالسلطة، وإن كان هذا الانفراد سيبقى مهددا، داخليا وخارجيا، ففى الداخل تتصاعد المعارضة السياسية والمسلحة ضده فضلا عن السخط الشعبى بسبب إخفاقه فى إدارة شئون الدولة، وفى الخارج هو ملاحق من المحكمة الجنائية، والعامل الخارجى هو مصدر قلق كبير للبشير، ودافع قوى لقراراته بإزاحة على عثمان طه ورفاقه من السلطة، حتى لايكون هناك له بديل مقنع. ولعل دوافع البشير للمصالحة مع الترابى وحزبه هى محاولة ملء الفراغ الناجم عن إبعاد طه ومجموعته، وإرسال رسائل طمأنة إلى صفوف الحركة الإسلامية السودانية أنه مازال ينتمى إليه، وأنه جزء منها، وأنه لايهدف لإقصاء الإسلاميين، وحتى يحجم سلطة طه على الموجودين معه فى السلطة منهم، ويرد على من يحاول تصوير إبعاده لطه ومجموعته بانها انقلاب لصالح العسكريين
    ولايمكن فصل مايحدث فى السودان عما يدور فى الإقليم من تطورات ، ولاشك أن سقوط حكم الإخوان فى مصر ألقى بظلاله فى صفوف الإسلاميين فى السودان، وأشعرهم بالخطر وعزز لديهم الرغبة فى التوحد لمواجهة أخطار التيار المدنى أو العلمانى الذى لا يعفى أحدا منهم من عواقب أول تجربة حكم إسلامى فى المنطقة. ولايمكن هنا إغفال الدور القطرى فى مثل مصالحة، سعت إليها الدوحة منذ زمن، ويعزز مساعيها اليوم رغبتها فى لعب دور أكبر فى تشكيل الوضع بدول جوار السودان عبر حلفائها بالخرطوم
    ولكن يبدو هذا التحالف مثل زواج متعة قصير الاجل بلا أفق، فلا البشير الراغب فى استغلاله وقتيا قادر على احتمال عواقب مثل هكذا، تحالف يرى أنه لن يضيف إليه كثيرا، وهو الذى يعتبر أن الترابى لم يمثل له تهديدا حقيقيا على مدى الـ 15 عاما الماضية، وفى المقابل لن يجد الترابى الراغب بشدة فى العودة إلى واجهة الأحدات والإمساك بتلابيب الفرصة مايريد، وسيكتشف الترابى البراجماتى لاحقا أن البشير غير راغب فى تقديم أى تنازلات، وأنه فقط يريد استخدامه تكتيكيا، ويبقى أن مشكللات السودان الكبرى المتفجرة التى أدت إلى أوضاع كارثية ، تحتاج إلى حلول شاملة اليوم ، وأى محاولة للهروب من استحقاقات ذلك التحول الحقيقى المطلوب لن تزيد الأمور إلا تعقيدا
                  

03-07-2014, 10:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)






    رسالة مفتوحة للأخ غازي صلاح الدين .. بقلم/ د. أحمد عيسى محمود



    الخميس, 06 آذار/مارس 2014 20:17

    بسم الله الرحمن الرحيم

    [email protected]

    لعناية الأخ الفاضل الدكتور/ غازي صلاح الدين العتباني
    رئيس حركة الإصلاح الآن
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال تعالى:{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}[النساء: 114].


    الحمد لله الذي جعل الإصلاح سنة كونية وينتدب لها الصالحين من الناس، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. ونصلى على أمير المصلحين محمد بن عبد الله الذي بعثه الله على حين فترة من الرسل هادياً ومرشداً لخير السبيل، بعد الاعوجاج المشين في المجتمع، فكان خير مصلحٍ وخير صالحٍ لخير دين.


    أخي الكريم: لقد جاءت دعوتك الإصلاحية بعد أن تاهت سفينة القوم في بحار التيه والضلال في شتى مجالات الحياة فنسأل الله أن يكتب لك النجاح لما قمت به، وأحسب أنك قد تمثلت قول الحق عز وجل: {قَالَ ياقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].


    أخي الكريم: كما تعلم أن المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن قد أحاطت بالدين والوطن، من كل حدبٍ وصوب، إحاطة السوار بالمعصم، ومازال القوم في غيهم القديم سادرون، ولكن فطرتك السليمة جعلتك تحمل الهمَ على عاتقك مصلحاً ما أفسده عطار الإنقاذ منذ ربع قرن من الزمان في السودان، فضيع العباد والبلاد وأوردها المهالك وأظن أن الوقت قد حان لتلك الدعوة الإصلاحية بعد أن طفح الكيل، فأصبح شعار: ((الإسلام صالح لكل زمان ومكان)) مادة تندر عند بني علمان، وحق لهم ذلك، لأن الإسلام قد تم الطعن فيه من الذين يحملونه قولاً لا فعلاً، فهم أسرع الناس فتنةً في الدنيا، فدونك كل شيء باسم الدين ولصالح الجماعة الإنقاذيين شاهداً على ذلك.


    ولكن لإيماننا القوي بأن للدين ربٌ يحميه من كيد المنافقين والمعاندين، فإنه سوف ينتدب له رجالاً مصلحين، ونحسب أنك واحداً منهم، قد شهرت سيف الحق في وجه الظلم، فإن كنت صادقاً فيما طرحت فإن الله غير مخزيك وناصرك وإن طال السفر.
    أخي الكريم: إن الإنقاذ قد شوهت كل شيء في السودان، فالاقتصاد قد ظهر فيه تحليل ما عُلِمَ تحريمه من الدين بالضرورة ((الربا)) بما يسمى بفقه الواقع وهم يقرؤون قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} آناء الليل وأطراف النهار. وفي السياسة قد انعدمت الشورى تماماً، وفي الاجتماع دونك تفتت النسيج الاجتماعي، أما نتاج ذلك كله ((الأخلاق)) فالله المستعان على ما تصفون.


    أخي الكريم: إن عليك عبء ثقيل وتركة عظيمة، لأن الوضع لا يسر صديق، فقد فعلت نيفاشا فعلتها المشينة ففصلت الجنوب، ومازال الحبل على الغارب في بقية الوطن، فهناك حروباً مشتعلة، واقتصاد كسيح لا يقوى على مجابهة تلك الحروب، وهناك احتقان سياسي لم تشهد البلاد مثله مؤخراً، وهناك انسداد في الأفق لوجود الحل الأمثل لجزء من القضايا لأن التعنت وحظوظ النفس، متاريس موجودة في الطريق، فإذا جلسنا ننتظر أكثر من ذلك بلا شك فإن صومالاً قادم في القرن الإفريقي بصورة قبيحة، فنحن الآن قد أوصلتنا الإنقاذ حالة أشبه بالحالة اللبنانية، فأصبح المحاصصة هي عماد السياسة، والجهوية هي البوصلة، والقبيلة المقيتة هي رأس الأمر في كل شيء، فلأول مرة نشاهد الوفود القبلية تزور القصر الجمهوري مؤيدةً علان وفلان، فانزوت الأحزاب السياسية بعيداً بضربات الإنقاذيين، فكما نعلم أنها أحزاب ضعيفة التكوين معتمدة على القبيلة والجهوية والطائفية، ورغم ذلك لقصر النظر عند أهل الإنقاذ قاموا بتفتيتها، فبعملهم هذا هم{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}

    [الكهف: 104]،

    فكونوا حكومات عديدة من أحزاب ضعيفة لا برنامج لديها، بل هدفها اقتسام الكيكة مع الإنقاذيين، فأفقروا العباد ودمروا موارد الوطن، فقد تمثلت الأحزاب المثل القائل:((الليل والنهار واحد على العميان)). وتعنت المؤتمر الوطني أشبه بالمثل :((اللوم والشُكر واحد على السجمان))، وما بين العميان والسجمان، قد مَنَّ الله علينا فظهر جيل فعّال في المجتمع ينظر لتلك الحالة بعين السخط، فأتمنى أن يجد الرعاية في طرحك الإصلاحي، هذه القوة الفعالة بلا شك قوة جيدة واعية تريد إصلاحاً حقيقياً، ويجب عليك أن تستثمر جو الصحوة الإسلامية التي طالت المجتمع فتكون خير زاد لك في بداية الطريق.


    وأخيراً أخي الفاضل وصيتي لك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث: عن ابن عمر((أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً ولأَنْ أمشيَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضاً يومَ القيامةِ ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ وإنَّ سُوءَ الخُلُق لَيُفْسِد العملَ كما يُفْسِدُ الخلُّ العسلَ)) [ابن أبى الدنيا في قضاء الحوائج، والطبراني في الكبير والأوسط والصغير].


    للتواصل: 0121080099

    ---------------------


    هيئة علماء السودان تكشف عن مخططات غربية تستهدف الإسلام والمسلمين
    هيئة علماء السودان تكشف عن مخططات غربية تستهدف الإسلام والمسلمين


    03-07-2014 06:03 PM

    الخرطوم: عمار محجوب :

    كشف علماء ودعاة عن مخططات لدول غربية بقيادة فرنسا تستهدف الإسلام والمسلمين في القارة الأفريقية. واتهم العلماء في ذات الوقت فرنسا بالضلوع في عمليات الإبادة الجماعية والانتهاكات التي تحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى، مشيرين إلى أن الجيش الفرنسي هو من قام بتخطيط وتنفيذ هذه الجرائم، وقطعوا بأن السودان ليس بعيداً عن ما يدور للمسلمين في أفريقيا الوسطى. محذرين في الوقت ذاته من مغبة التقاعس في نصرتهم وعدم تقديم الدعم اللازم لهم، مطالبين وزارة الخارجية بالقيام بدورها كاملاً تجاه هذه القضية والشروع في إجراء اتصالات عاجلة بالجامعة العربية ومنظمة المجتمع الإسلامي وكل الجهات ذات الصلة لنصرة مسلمي أفريقيا الوسطى. وأكد البروفيسور محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان أن ما يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى مؤامرة صليبية صهيونية ستطال كل البلدان الإسلامية.

    وقال صالح خلال مخاطبته الندوة الني نظمتها الهيئة الشعبية لنصرة مسلمي أفريقيا الوسطى أمس بدار هيئة علماء المسلمين إن الانتهاكات التي نفذتها فرنسا ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى تمثل رأس الجليد لعداء الغرب للإسلام والمسلمين، داعياً لضرورة الالتفات للمؤامرة التي تستهدف المسلمين، داعياً العلماء والدعاة ومنظمات المجتمع المدني لمناصرة ومساندة مسلمي أفريقيا الوسطى. من جانبه حذر علي محمد جاويش المراقب العام للإخوان المسلمين من مغبة التقاعس في نصرة مسلمي أفريقيا الوسطى وانتقد جاويش الصحافة السودانية وقال إنها لم تولي هذه القضية اهتماماً كبيراً، مشيراً إلى أن السودان ليس بعيداً عن ما يجري في أفريقيا الوسطى، داعياً وزارة الخارجية لقيادة حملة ضد فرنسا في المنظمات الدولية. من جهته كشف دكتور محمد عبد الكريم رئيس الهيئة الشعبية لمناصرة مسلمي أفريقيا الوسطى عن مخطط لجعل القارة الأفريقية «كاثولوكية».

    آخر لحظة

    ---------------------
                  

03-08-2014, 06:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    في خطبة الجمعة عصام البشير يهاجم المسؤولين ويطالبهم بالاستقالة في حالة التقصير ويدعو لاعلام راشد



    الخرطوم : علي هاشم

    شن امام وخطيب مسجد مجمع النور الاسلامي بكافوري الشيخ عصام احمد البشير هجوما لاذعا على المسؤولين وقادة العمل في البلاد، واستنكر في خطبة الجمعة امس بشدة ما اسماه بـ(تغليف الحقائق) مشيرا الى ان كثير من المسؤولين

    باتوا يُغلفون الحقائق ويحاولون ايجاد الأعذار، محذرا المسؤولين من مثل هذا السلوك، داعيا المسؤولين الى عدم النظر الى الجاه والسلطة وحثهم الى الاعتراف بالخطأ في حالة وقوعه والخروج للاعلام وكشف الحقيقة بدلا عن تغليفها كحد قوله، لافتا الى ان مؤسسات الدولة صارت مقرا لمثل هذه التصرفات في وقت طالب فيه المسؤولين لعدم الاخلال بالواجبات وانه في حالة التقصير يجب التوجه الى الاستقالة بدلا عن الغرق في الاخطاء، في وقت حذر فيه البشير من تحول بعض المؤسسات الى مراكز قوة وجزر معزولة تدار فيه المناوشات والعداء الداخلي بين المسؤولين، مناشدا المسؤولين بالتقارب والتكاتف مع موظفيهم لأجل عمل راشد، وابداء الشجاعة والعبرة.

    في السياق هاجم عصام البشير الاعلام بقوة، وكشف عن وجود عدد هائل من الاخطاء في الاعلام المرئي والمقروء، منبها الى ان بعض المؤسسات الاعلامية تصدر اخبارا ناقصة في مساحة كبيرة وفي حالة الاعتذار يأتي التصحيح في مساحة اصغر، لافتا الى ان مثل هذا السلوك لا يرتقي بدور الاعلام والاعلاميين مطالبا باعلام راشد وواعٍ يرقي للمستويات العالمية

    -------------------

    المتعافي : لم أختر الطب او السياسة .. ولم أشعر بالحزن بعد اعفائي
    المتعافي : لم أختر الطب او السياسة .. ولم أشعر بالحزن بعد اعفائي


    أضحك كثيراً حينما يقولون إنني أمتلك ثلاثون شركة
    03-07-2014 11:37 PM
    الخرطوم :خالد عطاالله :

    يبدأ برنامج (مراجعات) الذي يقدمه الاعلامي الطاهر حسن التوم الذي تبثه قناة (النيل الازرق) في الساعة الرابعة والنصف من عصر اليوم الجمعة بث الحلقات التوثيقية مع وزير الزراعة السابق ووالي ولاية الخرطوم الاسبق د.عبد الحليم اسماعيل المتعافي.

    وذكر المتعافي خلال تلك الحلقات انه مارس العمل السياسي في المرحلة الثانوية حينما كان في السنة النهائية بالنيل الابيض الثانوية خلال ثورة شبعان وهي تجربة قصيرة استمرت بضعة ايام دفع ثمنها بفصله من الداخلية واضاف انه خلال سنوات دراسته الجامعية دخل العمل السياسي بغير رغبته أيضاً، وطوال سنوات دراسته لم تكن له علاقة بالسياسة إلا أيام الانتخابات، مشيراً لاختياره دراسة الطب استجابة لرغبة والده وقال بانه سيختار دراسة الاقتصاد اذا عاد به الزمان للوراء أما دخوله للسياسة فقال:»لا اعتقد».

    واعتبر الانتخابات في السودان تحتاج لوقت طويل لتصل إلي ما وصلت إليها الدول الغربية لكنه اقر بأنها مع عيوبها لا توجد وسيلة افضل منها لاختيار من يمثل الشعب وكشف عن اعتذاره خوض انتخابات 2010م بدائرة الديوم ضد مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي السماني الوسيلة او الترشح في دائرة امبدة واضاف:» اعتقد بانني يمكن ان اخدم في العمل السياسي دون ان اخوض الانتخابات، ولن اخوضها الا ان اقتضت ضرورة شديدة وملحة وملزمة».

    وعزا تراجع الحركة الاسلامية عن المنهج القومي وتوجهها صوب الجهويات والقبليات في تسعينات القرن الماضي لرؤية قيادتها التي كانت تعتقد انها ينبغي أن تتواجد في البعد القبلي اعتقاداً بمقدرته في نصرة البعد القبلي لها مبيناً أن تلك الردة «تمت بوعى كامل»، معتبراً المخرج من هذا الامر يتم بالرجوع للقومية واردف:»هذا ممكن، ويحتاج الامر الى خيار سياسي. واي خيار سياسي له ثمن، وثمن الخيار السياسي الخاطئ دفعنا فاتورته وتمثل في اتساع نفوذ القبلية والجهوية، والخيار السياسي الاصح –في تقديري- ان نعود الى القومية وان يحكم ابناء السودان كل السودان» منوهاً في ذات الوقت لعدم وجود خلاف في ما يتصل بمشاركة كل القبائل في السلطة شريطة ان تكون في حدود قدرات البلاد واحتمالها.

    ورغم اقراره بأن مخرجات برنامج النهضة الزراعية «كانت ممتازة» واشادته بمحتويات وثيقة النهضة الزراعية التي اعتبرها وثيقة محترمة بها موضوعية وبها مدخل عملي وتشخيص واضح» لكنه اشار لهزيمتها بسبب السياسة النقدية والسياسة المالية، وانتقد تجربة الاستثمار العربي في المجال الزراعي بالبلاد باعتباره لم يقدم عائداً اقتصادياً أو يحل مشكلة الامن الغذائي للاخوة العرب الذين رصدوا اموالاً كبيرة لتحقيق هذا المشروع وهو ما دفعهم للاحجام عن الدخول في مشروعات جديدة، وقال:ماذا كان حصاد للمؤسسات العربية التي ساهمت معنا, الحصاد من ناحية اقتصادية لم يكن كبيراً ومن ناحية امن غذائي بالنسبة لهم ؟ .. توزع لي ارباح 2% في السنة اكيد لن استثمر عندك .. من الافضل له ان يضع نقوده في بنك يعطيه 5%».

    ورداً على سؤال حول شعوره بالحزن بعد خروجه من التشكيل الوزاري نفي هذا الأمر مبيناً انه لم يستغرب وحينما قرأ التشكيل الوزاري فهم لماذا حتي ذلك واضاف:»ليس هنالك من يتمنى ان يفصلوه او يعطوه المعاش, وبرغم ذلك لا تشكل لي هذه المسألة اي ازمة فلو حسبتها صحيح يكفي بانني كنت فيها 23 سنة وبالتاكيد هذا كاف»، مشيراً لفرح اخوانه ونحرهم للذبائح بعد صدور قرار اعفائه باعتبارهم تخلصوا من الحديث الكثير والانتقادات وقال:»اعتقد ان العمل العام ممتع لانه يتعدى بك من حدود الاسرة الى الاخرين وهذا الذي يخفف علي قليلا فعندما ارى مزارعاً في الرهد صرف 50 الف جنيه وربنا بارك فيها وانت تكون واحداً من الاسباب التي ساهمت في ذلك له والراحة التي اجدها في هذا المنظر تمسح لي اي شئ اخر سالب في الصحف»،قائلاً بانه يستغفر الله إذا ظلم احد او تجاوز او لم يبذل الوسع الذي كان يمكن ان يبذله في قضية ما أو من اجتهاد لم يجتهده طيلة ابان شغله لموقع عام خلال السنوات الماضية.

    ويخصوص صورته المرسومة بامتلاكه لثلاثين شركة ذكر انه يضحك جداً حينما يقرأ هذا الأمر ولكنه اقر بشعوره بمرارة كبيرة عندما يكشف أن كاتب ذلك الامر لا يمثل نفسه وانما جهة يعرفها وتكون طرفاً في الصراع، وتطرق لجوانب صاحبت قضية التقاوي والتي لم تكن خلال فترة شغله لموقع الوزارة وذهبوا بها للنائب العام ولم يجدوا طريقاً لذلك واردف:»هنالك اشياء اخرى لا استطيع ان اقولها سوف اكتبها فيما بعد مثل الوثائق السرية ورأيت من بعض اخواننا ما لم ارا من الاعلام الظالم».

    اخر لحظة
                  

03-10-2014, 08:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الناطق باسم اخوان السودان :
    الحرب الخليجية على الإخوان من اجل تسوية مع اسرائيل

    الخرطوم
    وكالات

    قال ابراهيم السنوسي نائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبى (الاخوان ) أن الموقف الخليجي من الإسلام السياسي بدأ يتضح لأنه شمل السودان أيضا، وقال: "نحن في السودان دفعنا الثمن سابقا، ولازلنا ندفعه إلى يوم الناس هذا، بل هناك مسعى خليجي للإطاحة بنظام البشير باعتباره جزءا من الإسلام السياسي على الرغم من الملاحظات التي لدينا عليه، فقد تم وقف التحويلات المالية من السودان باتجاه البنوك الإماراتية والسعودية، وهو ما يسبب ضائقة مالية كبيرة للسودان".

    وانتقد السنوسى فى تصريحات صحفية امس ، قائمة الإرهاب التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية، والتي شملت جماعة "الإخوان المسلمين" واعتبر أن المعركة ليست ضد الإخوان وحدهم، "وإنما ضد كل نفس إسلامي من أجل إزاحته لتمهيد إعلان تسوية مع إسرائيل على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية".

    وأضاف: "لا شك أن القرار السعودي بحق الإخوان يتفق مع الخط العام الساعي لتجريم الإخوان من أجل تهيئة مناخ التسوية والتطبيع مع إسرائيل، وإلا ما الذي يجمع بين الحوثيين وحزب الله من جهة والإخوان من جهة أخرى!".
    وأضاف: "أعتقد أن الدائرة ستتسع لتشمل الحرب على الإسلام ككل ولن تتوقف عند الاخوان، وهذا مشروع يقف خلفه الغرب للأسف الشديد"، على حد تعبيره.


    ووصف السنوسي قرار السعودية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، بأنه في غير مصلحة السعودية وأمن الخليج، وقال "ما أحسب أن قائمة الإرهاب السعودية تخدم مصلحة المملكة ولا مصلحة الخليج ولا العرب ولا المسلمين، بالعكس السعودية فقدت بهذا القرار قوة إسلامية كانت صديقة لها ولم تكن في يوم من الأيام عدوة لها، كما أنها خسرت قوة سنية كان يمكن أن تساندها في وجه المد الشيعي، مع ذلك ستبقى جماعة الإخوان تنظيما إسلاميا كما ستبقى السعودية موطنا للحرمين الشرفين وقبلة للمسلمين".
                  

03-10-2014, 09:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    علي الحاج يكشف أسرار الإنقاذ



    03-10-2014 10:59 AM

    برلين: عبد الرحيم العالم عمر

    كشف نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج عن معلومات تنشر لأول مرة عن علاقته بالإنقاذ والمهام التي أوكلت إليه أثناء ساعة الانقلاب، فضلاً عن علاقته بطريق الإنقاذ الغربي وسر كلمته المشهورة «خلوها مستورة».


    وقال علي الحاج في حوار مع «الإنتباهة» ينشر الجزء الأول منه بالداخل، إن مسؤوليته في انقلاب الإنقاذ كانت التمويه بأن يذهب للخارج ضمن وفد حول قضية الجنوب، وأضاف قائلاً: «كانت لدي توجيهات في حال نجاح أو فشل الانقلاب ماذا أفعل»، وأضاف قائلاً: «تركت السودان في «12» يونيو 1989م، وكان من المفترض أن يكون الانقلاب يوم «21» يونيو لكنه تأخر أسبوع لظروف ما»، وأكد أنه لأول مرة يعرف أن الاسم الحقيقي لقائد الانقلاب هو عمر حسن أحمد البشير من الترابي قبل وداعه للسفر للخارج، وأوضح قائلاً: «كنا نستعمل أسماء مستعارة و(code names) ولم نكن نسأل عن الاسم الحقيقي»، وأشار علي الحاج إلى أن الترابي قال له: «إذا سمعت اسم عمر حسن أحمد البشير فهذا هو انقلابنا».


    وأكد علي الحاج أن عودته للسودان كانت في أواخر ديسمبر 1989م، وأضاف قائلاً: «كنت طيلة تلك الفترة على صلة بنائب الأمين العام آنذاك علي عثمان الذي قال إنه كان يؤخر مجيئي». ووصف الفترة التي قضاها الترابي في السجن حبيساً عن الانقلاب بأنها كانت طويلة، وتساءل قائلاً: «لا أدري لماذا بقي الترابي كل تلك الفترة في السجن؟» وقال: «أنا مكثت أيضاً ستة أشهر خارج السودان ولم أتلق إذناً بالعودة، وكلما أطلب أن أعود للسودان كان نائب الأمين العام يقول لي انتظر لفترة أخرى، وكانت صلتي بنائب الأمين العام مباشرة وهو يتلقى مني أسبوعياً تقريراً سواء كنت في الصين أو اليابان»، لكنه قال إن قرار عودته للسودان اتخذه بمفرده.
    وأوضح علي الحاج أنه بحسب رواية الترابي أن البشير عندما قدمت له الترشيحات الثلاثة لمنصب النائب الأول عقب استشهاد الزبير محمد صالح واختار علي عثمان، عندها قال الترابي: في هذه الحال يمكن أن يكون علي الحاج نائباً للأمين العام.

    نلتقي الدكتور علي الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني قبل الانشقاق- والأمين السياسي للجبهة الإسلامية القومية «1989-1985م» والذي يعتبر من القيادات التاريخية الجريئة والشجاعة للحركة الإسلامية الذي افتقدته شؤون السودان السياسية كما فقده السلام والوحدة في السودان حيث أصبح لاجئاً سياسياً في ألمانيا يحمل جواز مفوضية اللاجئين بعد أن اعتذرت سفارتنا في ألمانيا عن تجديد جواز سفره السوداني. ظل الدكتور علي الحاج خارج السودان منذ انشقاق المؤتمر الوطني وقيام المؤتمر الشعبي في يوليو عام 2000م. علاقتي المباشرة والعملية بالدكتور علي الحاج تعود لشهر أكتوبر سنة 1985م هو العام الذي تخرجت فيه في الجامعة والتحقتُ بمكتب الجنوب بالجبهة الإسلامية الذي كان يترأسه الدكتور علي الحاج يعاونه الشهيد فضل السيد أبوقصيصة ومن خلف الكواليس الشيخ الهَرَم المرحوم مبارك قسم الله.. بدأت علاقتي في ذلك التاريخ بالأخ الدكتور علي الحاج الذي أوكل لي الإشراف على إدارة الانتخابات في إقليم بحر الغزال «بحر الغزال الكبرى» التي تمتد من شمال أويل إلى رومبيك وقوقريال ومدينة راجا في غرب بحر الغزال..كذلك تواصلت علاقتي بالدكتور علي الحاج عندما انتقل للمكتب السياسي الذي أصبح أميناً له بعد أن تركه الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد..

    لكني لا أنسى ذلك اليوم في العام 1986م حين كلفني الدكتور علي الحاج بالذهاب لبحر الغزال للإعداد لقيام مؤتمر الجبهة الإسلامية في مدينة واو ثم أخذني جانباً وقال لي: « إن الشيخ الترابي سيحضر إلى مدينة واو وسيخاطب هذا المؤتمر وهذا سرُ لا ينبغي أن يكشف إلا عندما يهبط الشيخ الترابي مطار واو» وتعاهدنا على ذلك.. ثم أذكره ونحن نخاطب جماهير واو بعد أن وصلها الشيخ الترابي وعلي الحاج يضرب على كتفي من على ظهر العربة اللاندروفر المكشوف في حي «مقطاع» بمدينة واو حيث مقر مكتب الجبهة القومية الإسلامية عندما بدأتُ في تقديم الشيخ الترابي لجماهير واو التي احتشدت بمقر الجبهة.. أثناء تقديمي للشيخ الترابي قلت لجماهير واو: ها هي الجبهة الإسلامية ترميكم بفلذات أكبادها.. فإذا بالدكتور علي الحج يضرب على كتفي..قائلاً مين يفهم ليك هنا فلذات أكبادها هذه؟ خاطب الناس بما يفهمونه.. وقد كان محقاً فالناس هناك يتحدثون عربي جوبا..

    ثم أذكر أيضاً عندما جاءه السياسي الجنوبي علي تميم فرتاك ناقلاً له تهديداً من بعض السياسيين الجنوبيين ببحر الغزال الذين قالوا له: إن عبدالرحيم وعلي محمد علي لو جاؤا لمدينة واو سوف نغتالهم.. قام تميم بنقل هذا التهديد للدكتور علي الحاج رئيس مكتب الجنوب.. فما كان منه إلا أن دعاني أنا والأخ علي محمد علي ونقل لنا ما ذكره علي تميم ثم طلب منا أن نتوجه غداً لمدينة واو ثم قال موجهاً الحديث لعلي تميم: إن هؤلاء الشباب إما مجاهدون وإما شهداء ومن يتحمل مسئولية الدعوة عليه أن يكون مستعداً ليضحي من أجلها .. وتوجهنا إلى واو حتى أقمنا فيها الانتخابات وإن لم يستطع تميم الذهاب ليقود حملته الانتخابية. هذا هو علي الحاج الذي أعرفه بل هذا جزء مما أعرفه عنه .. بساطة وتواضع وخفض للجناح، وزهد في المواقع..لا يعرف التآمر ولا الحقد.. قلبه أبيض كاللبن يُعرف ذلك من خلال التعامل معه. ما يؤلمني حقاً أن رجل بقامة وتاريخ الدكتور علي الحاج الذي جاوز السبعين من العمر يعيش اللجوء ويجد الأمان في بلاد النصارى ويفتقده في دولة المشروع الحضاري التي كان أحد أعمدتها وبناتها.. علي الحاج يخشى على نفسه إن عاد إلى السودان أن يواجه مواد حكم الإعدام التي حملها له مندوب الأمم المتحدة السويسري وهو في ألمانيا كما سنرى في هذا الحوار.. الفرد لا يكاد يصدق. فإلى مضابط الحوار مع الدكتور علي الحاج:



    < بدأ الدكتور علي الحاج الحوار قائلاً:
    > أنا سعيد جداً أن ألتقي أخونا عبدالرحيم بعد غيبة طويلة والذي كنت كلما أراه أتذكر الندوة الشهيرة الأولى بالميدان الشرقي التي قدم فيها الترابي وآخرين بعد خروجهم من سجن شالا بعد الانتفاضة في عام 1985م. فضلاً عن أنه كان ضمن الشباب الذين كانوا يعملون في المكتب السياسي وأمانة الجنوب منذ ذلك التاريخ 1985م وما كنت أحسب أن نلتقي هنا ولكن شاء الله أن نلتقي بعد أكثر من عقد من الزمان وإن شاء الله سنلتقي في السودان.


    أما البطاقة الشخصية فأنا علي الحاج محمد، ولدت في عام 1939 أو 1940م بقرية منواشي التي تتبع لولاية جنوب دارفور، وهي مشهورة في التاريخ إذ دارت فيها معركة منواشي التي كانت معركة فاصلة بين السلطان إبراهيم قرض والزبير باشا في أكتوبر 1874م وأقول معركة فاصلة لأنه بعد أن قتل السلطان إبراهيم قرض لم تستقر دارفور بعد ذلك. ومنواشي قرية مشهورة بالقرآن وأسست على رأس الألف الهجري كما أنها علاوة على شهرتها بالقرآن أيضاً مشهورة بالتجارة.


    توفيت والدتي وكان عمري يومها أربعة أشهر فتربيت في كنف جدتي لأمي ووالدي وأختي الكبيرة أم النعيم والخالات والعمات وبقية الأسرة. عند بلوغي سن السادسة ذهبنا من منواشي إلى نيالا وكان السبب الرئيس هو انعدام الماء في ذلك الحين في منواشي التي شهدت مشكلة عطش علاوة على انعدام التعليم النظامي في منواشي وكان رأي والدي كما روت لي جدتي- أن نذهب إلى نيالا حتى نجد التعليم النظامي. ترعرعت في نيالا فدخلت الخلاوى في نيالا مثل خلوة الشيخ النذير وخلوة الفكي بخاري وخلوة الشيخ أحمد الرفيع فتعلمت القرآن على يد هؤلاءالشيوخ جزاهم الله خيراً. أما انضمامي للحركة الإسلامية فقد كان في مدرسة نيالا الوسطى في عام 1953م وقد تم تجنيدي بواسطة الدكتور محمد ابن مولانا المفتي عوض الله صالح الذي كان طالباً بمدرسة حنتوب الثانوية وكان والده يعمل بالقضاء الشرعي بنيالا فجاء في الاجازة فتم تجنيدي على يديه فأصبحت عضواً في الحركة الإسلامية. ثم بدأت المرحلة الثانوية في مدرسة خورطقت الثانوية وقد كنت ضمن اثنين من أعضاء الحركة الإسلامية دخلنا لجنة اتحاد الطلاب المكونة من عشرة طلاب بمدرسة خور طقت الثانوية وأنا في السنة الثانية وكان معي من الأخوان الدكتور حالياً بشير إبراهيم مختار كندرة..

    في ذلك التاريخ قمنا بإضراب ضد حكومة عبدالله خليل فتم فصل لجنة الاتحاد من المدرسة فجئنا إلى أم درمان في شكل مظاهرة بدأناها من محطة السكة حديد ضد سياسة التشريد وضد المعونة الأمريكية وضد حكومة عبدالله خليل وهتفنا في الخرطوم بإسقاط حكومة عبدالله خليل. في أمدرمان سكنا مع أخوانا في المسالمة والمنزل الذي استضافنا هو بيت الدكتور كمال علي وزير الري السابق وهو من الأخوان وأخوه الدكتور ميرغني علي وهو دفعتي وكان من الأخوان أيضاً، سكنا مع هذه الأسرة وهي أسرة كريمة عرفنا كل أفرادها. ثم شاء الله أن ندخل مدرسة المؤتمر الثانوية بأمدرمان وقضينا فيها سنتين بعدها دخلت لجامعة الخرطوم. أثناء فترة المؤتمر الثانوية كنت أسكن مع أقاربي في العباسية لمدة عامين. دخلت جامعة الخرطوم عام 1959م، في تلك الفترة كان الترابي في بعثته الدراسية لبريطانيا فلم أعاصره طالباً في جامعة الخرطوم فهو كان يتقدمنا بسنين دراسية كثيرة أما الذين عاصرتهم في الجامعة او كانوا دفعتي فهم ربيع حسن أحمد والمرحوم الدكتور مجذوب سالم البر وقد كنت عضواً باتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي ترأسه مجذوب سالم البر وفصلنا من الجامعة،كذلك عاصرنا المرحوم حافظ الشيخ الزاكي الذي جاء بعدنا في الاتحاد.


    < ما هي قصة الأذان التي ارتبطت بعلي الحاج حيث يذكر أنك أول من رفع الأذان في جامعة الخرطوم؟


    > عندما جئنا إلى جامعة الخرطوم كان أمر الصلاة غير مرتب وكنا في السنة الأولى نصلي في الحجرة العامة وكنا نصر على وجود غرفة للصلاة وما كنا نرضى أن نصلي في . . common room. أما فكرة الأذان في الجامعة فقد تناقشنا حول ضرورتها وكان من المتحمسين لها إبراهيم أحمد عمر ومجذوب سالم البر وآخرين. بعد نقاش قررنا أن نؤذن وكنا في المكتبة الرئيسية بالجامعة وعندما جاءت صلاة المغرب نزلنا لنصلي في الميدان الشرقي للمكتبة أي الميدان الذي يقع على يمينك وأنت داخل من البوابة الرئيسة متجه للمكتبة. هنا قمت أنا ورفعت الأذان فخرج الأساتذة والطلاب يتفرجون فقد كان معظم الأساتذة من الخواجات.. كان الناس مستغربين جداً من هذا القروي الذي يرفع الأذان في كلية غردون.. أقمنا الصلاة وأمنا في تلك الصلاة أخونا الحردلو وقد كان أميرالأخوان في ذلك الحين. ومن ذلك الوقت انداح موضوع الأذان.


    < أين كان د. الحاج في 30 يونيو 1989م، طيلة الستة أشهر التي أعقبت الانقلاب وكان الترابي خلالها في سجن كوبر؟.
    > طبعاً ساعة الانقلاب كانت هنالك تدابير ووفق هذه التدابير كانت لكل منا مسئوليات معينة. أنا كانت مسئوليتي في إطار التمويه أن أذهب للخارج ضمن وفد حول قضية الجنوب حيث كان هنالك اجتماع في الكونجرس الأمريكي وفي بريطانيا فكان المطلوب مني أساساً أن أكون في الخارج مع هذا الوفد، بعد ذلك كانت لدي توجيهات في حال نجاح أو فشل الانقلاب ماذا نفعل؟ أنا تركت السودان في 12 يونيو 1989م وكان من المفترض أن يكون الانقلاب يوم 21 يونيو 1989م لكنه تأخر أسبوع لظروف ما.. وأول مرة أعرف أن الاسم الحقيقي لقائد الانقلاب هو عمر حسن أحمد البشير من شيخ حسن قبل وداعه لي، حيث قال لي إن الاسم الحقيقي هو كذا، لأننا كنا نستعمل أسماء مستعارة وcode names وما كنا نسأل عن الاسم الحقيقي. فقال لي الترابي: إذا سمعت اسم عمر حسن أحمد البشير فهذا هو انقلابنا .. هذه المعلومة قالها لي الترابي وأنا مسافر مع مهام أخرى طلبت مني.
    < عاد الدكتور علي الحاج للسودان في أواخر ديسمبر 1989م فما هي دواعي هذا التأخير بعد أن نجح الانقلاب؟؟.
    > أنا كنت طيلة هذه الفترة عل صلة بنائب الأمين العام الأخ علي عثمان وهو الذي كان يؤخر مجيئي.


    < لماذا ظل الترابي ستة أشهر في المعتقل رغم أن الثورة كانت تحتاجه ليؤسس مسيرتها حتى تبدأ على الجادة؟.
    > كانت تلك فترة طويلة وأنا لا أدري لماذا بقي الترابي كل هذه الفترة في السجن؟ بل لماذا مكثت أنا أيضاً ستة أشهر خارج السودان ولم أتلق إذناً بالعودة؟ وكلما أطلب أن أعود للسودان كان نائب الأمين العام يقول لي انتظر لفترة أخرى. أنا كانت صلتي بنائب الأمين العام مباشرة وهو يتلقى مني أسبوعياً تقريراً سواء كنت في الصين أو اليابان أو خلافه..كان معي الأخ المرحوم أحمد عثمان مكي وكنا نتصل.. بل أنا حتى قرار عودتي للسودان أنا اتخذته بمفردي!! كانت هنالك مفاوضات في نيروبي بين مجموعة إخواننا الممسكين بملف السلام أخونا د. عبدالسميع وسبدرات وكان لهم لقاء مع مجموعة كارتر في نيروبي فجاءتني التوجيهات للحاق بهم فذهبت ولحقت بهم بعد أن كنت في دبي. عندما عرفت الأوضاع من الإخوة وأن الأمر استتب للأخوان لذلك قررت الرجعة للسودان واتصلت على الأخ علي عثمان وأخبرته بأنني قادم للسودان فلم يعترض. فترتي بالخارج تحركنا فيها أنا والأخ أحمد عثمان مكي حركة مثمرة في لقاءاتنا مع الصينيين والماليزيين والأندونسيين ومع اليابان.


    < ماهو أثر اختيار الدكتور علي الحاج نائباً للأمين العام عام 1998م بعد أن كان هذا المقعد يجلس عليه الأخ علي عثمان لثلاثة عقود.. ما هو أثر ذلك على الأخ علي عثمان؟.
    > الأثر المباشر كما نقله لي أحد الأخوان أن الأستاذ علي عثمان بعد أن أصبح نائباً أول لرئيس الجمهورية كان ينبغي أن يظل أيضاً نائباً للأمين العام. لكن وحسب رواية الترابي أن البشير عندما قدمت له الترشيحات الثلاثة لمنصب النائب الأول واختار علي عثمان، عندها قال الترابي: في هذه الحال يمكن أن يكون علي الحاج نائباً للأمين العام وهذا ما لم يتوقعه علي عثمان. وقد جاءني هذا الشخص مرسلاً من علي عثمان كما فهمت ونقل لي ما يدور في ذهن علي عثمان حيث كان يعتقد أنه بهذا التغيير والمجيء بغيره في مقعد نائب الأمين العام أن هذا معناه أن الترابي قد شطبه(!!).


    مداخلة: «شطبو دي» هي بيت القصيد وربما تكون رواب أو خميرة مذكرة العشرة؟. يعني نتغدى بالترابي قبل أن يتعشى بنا؟.
    > والله أنا ما عارف دا يبقى تحليل بتاعكم ثم يضحك.
    مداخلة: إن تعيين علي الحاج مكان علي عثمان في قيادة الحزب ليتحول الأخير لموظف في رئاسة الجمهورية كان وقعها سيئاً على نفس علي عثمان أليس كذلك؟.


    > أنا ليس لي دخل في هذا التعيين، لكني ذكرت لك ما نقله لي أحد الأخوان من استياء علي عثمان من هذا التعيين.. حيث قال لي الأخ المشار إليه: إن النائب الأول يرى كذا وكذا وكذا ونقل الرسالة إليَّ. أنا قلت له: طيب انت دايرني أنا أعمل شنو؟ ثم أردفتُ قائلاً: أنا علي الحاج منذ دخلت الحركة الإسلامية ولم أتغير ولا بقيت نائب أمين عام ولا أمين عام ولا interested في القصة دي.. ولا داير أبقى نائب رئيس ولا رئيس ولا أي نوع من العمل دا، والأخوان هم الذين اقترحوا اسمي ضمن المرشحين للنائب الأول وهذا ليس قراري وهم الذين اختاروني نائباً للأمين العام.. ثم قلتُ له: ماذا يريد علي عثمان؟ إذا أرادني أن أستقيل من نائب الأمين العام أنا جاهز وأنا ممكن أقوم بهذه الاستقالة من دون أن أذكره أو أحرجه.. هو بس يوريني دايرني أعمل شنو؟ هذه ما طرحته لأخونا الذي أرسله لي علي عثمان.. وقال لي: إن تعيينك نائب أمين هو المشكلة الحقيقية.. قلت له: أنا مستعد أستقيل وأتنازل بطريقة هادئة جداً وممكن أقنع الناس بذلك.. لكن هنالك نقطة ثانية أن هذه القرارات قرارات الحركة الإسلامية هي التي تعين أو تغير وتبدل فهل هو ملتزم بقرارات الحركة الإسلامية أنا ممكن أستقيل بطريقة هادئة وأتركه يبقى نائب أول ونائب أمين عام.. أنا ما عندي مشكلة إذا كانت المشكلة علي الحاج.. أخونا «الوسيط» كان مستغرب جداً وقال لي: والله جزاك الله خير أنا ما كنت متوقع ألقى منك الاجابة دي. بعد ذلك سألته: أين الدين من هذه القصة؟!!!. فرد قائلاً: يا أخي الحكاية دي ما فيها دين exactly!!! هذا ما قاله الوسيط. أنا صدمت I was shocked.
    < ما قصة خلوها مســـــتورة؟؟ هذه الكلمة وردت على لسانك إبان الأزمة وقيل إنك كنت ترد بها على مجموعة القصر عندما اتهموك بالتصرف في فلوس طريق الانقاذ الغربي..فما تعليقك؟


    > كلمة خلوها مستورة وردت في ندوة في الرهد عندما أثار الناس بعض القضايا المتعلقة بالتنمية وعدم عدالة توزيع الثروة والسلطة بين أقاليم السودان المختلفة علاوة على بعض الاتهامات، وكان المتحدثون محقين فيما قالوا لأن هنالك ولايات مفضلة على الأخرى إذ هنالك ولايات لا تأتينا في ديوان الحكم الاتحادي وإنما تذهب مباشرة للقصر وتأخذ تصديقاتها مباشرة من القصر.. لذلك أنا قلت ليهم هذا صحيح وهنالك مما يتم ما هو أكثر من ذلك وأنا لا أود الحديث في هذا الأمر.. هذه مرحلة أما المرحلة الثانية بدأوا يتحدثون عن المشروع الإسلامي والنواقص التي صاحبته.. فقلت لهم إن مشروعنا الإسلامي هذا به الكثير جداً من النواقص ومن الهنات والأخطاء والسلبيات وأنا لا أسمح لنفسي ذكر ذلك لأن هنالك تصرفات وأقوال من بعض المسئولين أنا لا أستطيع أن أذكرها وهي لا تتماشى مع أخلاق وقيم الدين..لذلك أنا بقول: «خلوها مستوره».. هذه هي الصيغة التي وردت بها عبارة « خلوها مستورة».. لكن الناس تركوا كل هذا الحوار وربطوها بطريق الانقاذ الغربي.
    عندما عدت للخرطوم سألني الإخوة عن قصدي من هذه الكلمة؟ فقلت لهم: أنا الكلمة قلتها ول
    \
    ن أفسرها إلا في محكمة!!. أنا ما أريد أن أهيج الإعلام بعبارات منسوبة لبعض كبار المسئولين لكني سوف أفسرها في المحكمة إن دعا الأمر. وعندما تحدثوا عن أموال الطريق أنا تحديتهم أن يمشوا المحكمة وأنا جاهز لذلك. بعد ذلك هم سكتوا لأن الشخص المباشر في الطريق ليس هو علي الحاج .. والمسألة كلها عبارة عن سعي لاغتيال شخصيتي بسبب أن اسمي قد ورد كأحد المرشحين كنائب أول لرئيس الجمهورية.. كل هذا الكلام سببه الترشيح لمنصب النائب الأول الذي لم أكن طرفاً فيه أي في هذا الترشيح. لذلك جاءت محاولة اغتيال شخصيتي عبر الحديث عن الطريق.. فأنا قلت لهم خلوها مستورة.. فأنا لا علاقة لي بأموال طريق الإنقاذ الغربي ولا يرد إليَّ مال الطريق ولا أقوم بالتصديق وليست لديَّ شيكات خاصة بأموال الطريق ولا توقيع على الشيكات.


    أنا فقط كان دوري هو تعبئة المواطنين والاتصال بالجهات الرسمية والولائية وتعبئتهم وحثهم لدفع المال للطريق، فأنا دوري هو التعبئة والاتصال.. أما استلام الأموال وصرفها والتصديق عليها فليس لي به علاقة وهذا ما ثبت للجنة التحقيق التي برأتني. فالطريق له إدارة تنفيذية وإدارة مالية وهي المسئولة عنه وعن أمواله.أنا رئيس اللجنة الشعبية وأنا كنت بقنع الناس عشان يدفعوا لدعم الطريق.. وكذلك كوتة السكر.. والسكر ذاتو ما كان بيمشي لأهلنا في الغرب وكان بيمشي السواقط وهذه السواقط كانت تذهب فلوسها لوزارة المالية.. وأنا كنت أعلم أن 50% من سكر دارفور وكردفان لا يذهب إليهم وما كانوا بيعطوهم أوقية سكر كسائر البشر وهنالك كلام كثير لا أود ذكره لأن الرئيس قد علم مني أن ناس كردفان ودارفور والجنوب ما كانوا يتعاطون أوقية سكر لكل شخص.. وأنا لمن جيت وقلت الكلام دا للرئيس قال لي: والله أنا ما كنت عارف.. لذلك أنا قلت للرئيس هذه النسبة التي لا تذهب لمستحقيها وأهلها فبدلاً من أن تذهب لوزارة المالية نحولها لدعم الطريق لأن هذا الطريق هو أساس التنمية والأمن والسلام والاستقرار والدين والسياسة والأخلاق والاقتصاد. وللحقيقة فقد كان الرئيس أكثر الناس قناعة بهذا الطريق ودعمه وهذا للحق لأنني لا أنشد عطفاً من الرئيس ولا أبغي منه شيئاً في ذلك الوقت.
    < لماذا؟ هل هنالك قروش فقدت؟.


    > لا لم تفقد قروش.. لكن الحكومة لم تدفع نصيبها في الطريق وما دفعته هو خمسة بالمائة فقط5% وحتى هذه الخمسة بالمائة لم تدفعها قروش وإنما كانت عبارة عن بعض الاعفاءات الجمركية وخلافه.. وأنا هاجمتهم في البرلمان لذلك غضب الرئيس إذ كيف يهاجم علي الحاج الحكومة في البرلمان وهو عضو في مجلس الوزراء؟! وكيف يقول إن الحكومة دفعت 5% فقط. هذه القضية وملابساتها التي جاءت بعدها عبارة « خلوها مستورة».

    الانتباهة
                  

03-11-2014, 10:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    مع الدكتور علي الحاج قبيل عودته للسودان «2»

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 11 آذار/مارس 2014 10:24

    د. عبدالرحيم العالم عمر محي الدين:

    نلتقي الدكتور علي الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني قبل الانشقاق- والأمين السياسي للجبهة الإسلامية القومية «1989-1985م» والذي يعتبر من القيادات التاريخية الجريئة والشجاعة للحركة الإسلامية الذي افتقدته شؤون السودان السياسية كما فقده السلام والوحدة في السودان حيث أصبح لاجئاً سياسياً في ألمانيا يحمل جواز مفوضية اللاجئين بعد أن اعتذرت سفارتنا في ألمانيا عن تجديد جواز سفره السوداني. ظل الدكتور علي الحاج خارج السودان منذ انشقاق المؤتمر الوطني وقيام المؤتمر الشعبي في يوليو عام 2000م. علاقتي المباشرة والعملية بالدكتور علي الحاج تعود لشهر أكتوبر سنة 1985م هو العام الذي تخرجت فيه في الجامعة والتحقتُ بمكتب الجنوب بالجبهة الإسلامية الذي كان يترأسه الدكتور علي الحاج يعاونه الشهيد فضل السيد أبوقصيصة ومن خلف الكواليس الشيخ الهَرَم المرحوم مبارك قسم الله..

    بدأت علاقتي في ذلك التاريخ بالأخ الدكتور علي الحاج الذي أوكل لي الإشراف على إدارة الانتخابات في إقليم بحر الغزال «بحر الغزال الكبرى» التي تمتد من شمال أويل إلى رومبيك وقوقريال ومدينة راجا في غرب بحر الغزال..كذلك تواصلت علاقتي بالدكتور علي الحاج عندما انتقل للمكتب السياسي الذي أصبح أميناً له بعد أن تركه الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد..

    لكني لا أنسى ذلك اليوم في العام 1986م حين كلفني الدكتور علي الحاج بالذهاب لبحر الغزال للإعداد لقيام مؤتمر الجبهة الإسلامية في مدينة واو ثم أخذني جانباً وقال لي: « إن الشيخ الترابي سيحضر إلى مدينة واو وسيخاطب هذا المؤتمر وهذا سرُ لا ينبغي أن يكشف إلا عندما يهبط الشيخ الترابي مطار واو» وتعاهدنا على ذلك.. ثم أذكره ونحن نخاطب جماهير واو بعد أن وصلها الشيخ الترابي وعلي الحاج يضرب على كتفي من على ظهر العربة اللاندروفر المكشوف في حي «مقطاع» بمدينة واو حيث مقر مكتب الجبهة القومية الإسلامية عندما بدأتُ في تقديم الشيخ الترابي لجماهير واو التي احتشدت بمقر الجبهة.. أثناء تقديمي للشيخ الترابي قلت لجماهير واو: ها هي الجبهة الإسلامية ترميكم بفلذات أكبادها.. فإذا بالدكتور علي الحج يضرب على كتفي..قائلاً مين يفهم ليك هنا فلذات أكبادها هذه؟ خاطب الناس بما يفهمونه..

    وقد كان محقاً فالناس هناك يتحدثون عربي جوبا.. ثم أذكر أيضاً عندما جاءه السياسي الجنوبي علي تميم فرتاك ناقلاً له تهديداً من بعض السياسيين الجنوبيين ببحر الغزال الذين قالوا له: إن عبدالرحيم وعلي محمد علي لو جاؤا لمدينة واو سوف نغتالهم.. قام تميم بنقل هذا التهديد للدكتور علي الحاج رئيس مكتب الجنوب.. فما كان منه إلا أن دعاني أنا والأخ علي محمد علي ونقل لنا ما ذكره علي تميم ثم طلب منا أن نتوجه غداً لمدينة واو ثم قال موجهاً الحديث لعلي تميم: إن هؤلاء الشباب إما مجاهدون وإما شهداء ومن يتحمل مسئولية الدعوة عليه أن يكون مستعداً ليضحي من أجلها ..

    وتوجهنا إلى واو حتى أقمنا فيها الانتخابات وإن لم يستطع تميم الذهاب ليقود حملته الانتخابية. هذا هو علي الحاج الذي أعرفه بل هذا جزء مما أعرفه عنه .. بساطة وتواضع وخفض للجناح، وزهد في المواقع..لا يعرف التآمر ولا الحقد.. قلبه أبيض كاللبن يُعرف ذلك من خلال التعامل معه. ما يؤلمني حقاً أن رجل بقامة وتاريخ الدكتور علي الحاج الذي جاوز السبعين من العمر يعيش اللجوء ويجد الأمان في بلاد النصارى ويفتقده في دولة المشروع الحضاري التي كان أحد أعمدتها وبناتها.. علي الحاج يخشى على نفسه إن عاد إلى السودان أن يواجه مواد حكم الإعدام التي حملها له مندوب الأمم المتحدة السويسري وهو في ألمانيا كما سنرى في هذا الحوار.. الفرد لا يكاد يصدق. فإلى مضابط الحوار مع الدكتور علي الحاج:

    < الدكتور علي الحاج غاب عن السودان منذ المفاصلة لما يزيد عن العقد من الزمان واحتمى بأوروبا ما أثار حول تحركه شبهات كثيرة منها دعمه لحركات التمرد في دارفور والسعي لمحاصرة السودان ودعم المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير...إلخ

    فما هو ردكم؟.

    > كل هذا rubbish ، كذب .. هراء .. افتراء.. وليس لديه أي أساس من الصحة.. وأنا أعطيك مثالاً: الهجوم الذي وقع على الفاشر وخسرت فيه الحكومة عدداً من الطائرات والقتلى في عام 2003م، ناس الحكومة قاموا عملوا المتهم الأول فيها هو الدكتور علي الحاج وآخرون!! وحددوا تسع عشرة مادة قانونية ضدي وبعضها هو الإعدام! وأنا في البداية اعتبرت الموضوع نوع من المكايدة لكنهم رفعوا الأمر ضدي للأمم المتحدة باعتبار أنني الممول للحركات!! وجاءني مندوب الأمم المتحدة في بون وقال: يقال إنك أنت الممول لكل الحركات المسلحة في دارفور!! فقلت له : I wish I were, this is rubbish ، ثم قلت له:

    مَنْ الذي قال لك هذا؟ قال : فلان وفلان.. قلت له: دا كلام الحكومة وهل أنت صدقت انو في كلام زي دا؟؟ قال لي: أنا جئت دايرين نعرف من أين تجد الحركات تمويلها؟ ثم قال لي: أنت متهم بأنك مولت هجوم الفاشر المسلح؟ قلت له هذا يقال في الإعلام فأنا أصبحت بالنسبة للحكومة زي « التندل» الكوشة- يرموا فيَّ كل قازوراتهم واخفاقاتهم ومساوئهم وهذا سهل لهم. لكن أنا لا دخل لي بهذا الأمر وأنا برئ منه.. ثم سألني: ألم يتحدث معك أحد غيري ؟ قلت له: لا أنت الوحيد الذي سألني..هو سويسري.. أنا سألته: أنت في سويسرا هل هنالك شخص فرد يمكن أن يمول في أوروبا حركة مسلحة؟ رد: إنه عارف هذا غير ممكن لكن هم قالوا ذلك!.ثم أردفت: أنت أفضل لك أن تتأكد من الحكومة الألمانية هل أنا لدي فلوس في أي بنك؟؟ ثم قلت له إنه لمن المحزن أن تصبحوا أنتم مضللين بواسطة الحكومة وتصدقوا دعاويها وافتراءتها..

    قال: هنالك أوراق واتهامات مكتوبة ضدك؟ قلت كل ذلك يقوله ناس الحكومة إن كل مشاكل دارفور يقف من ورائها علي الحاج بل حتى المحكمة الجنائية من ورائها علي الحاج. في اليوم التالي أحضر لي مندوب الأمم المتحدة كل القصاصات الإعلامية والأوراق التي تحتوي التهم ضدي حيث ذكر أن المتهم الأول في أحداث الفاشر هو الدكتور علي الحاج وآخرون.. الآخرين ديل هم ناس خليل إبراهيم وذكروا ناس ليس لديهم صلة بدارفور والغريب أنهم الآن معاهم في الخرطوم. ثم سألني عن مكان أموال المسئولين السودانيين الكبار؟؟ قلت له أنت جئت إلى هنا لتسألني عن أموالي أنا التي يزعم أنني مولت بها حركات دارفور أم أموال هؤلاء المسئولين فأنتم في سويسرا أعلم بها والبنوك عندكم في سويسرا.. يعني انت ما عارف الحسابات؟ قال لي: زي منو؟؟ قلت له: كلهم عندهم حسابات في بنوككم بأسمائهم وبغير أسمائهم وكلهم قاعدين يمروا عليكم بأسماء غير أسمائهم الحقيقية وجوازات غير جوازاتهم الحقيقية.


    < انت يا دكتور ما موقفك من الحركات المسلحة؟؟.


    > أنا ضد الحركات المسلحة.. أنا أؤمن بأن هنالك مشاكل وقضايا مهمة في دارفور تستوجب اهتمام الحكومة والسعي الجاد لحلها، وأنا لا أقول ذلك فحسب بل أنا في نهضة دارفور التي يتولى رئاستها دريج التي تكونت في أكتوبر 1965م وأنا كنت نائب رئيس وأنا كنت طالب وقتها.. لكني مع الخط السلمي.. يا أخي أنا عندما ذهب الأخوان للتدريب في ليبيا لم أذهب بل حتى الجهاد في الجنوب أنا لم أشترك فيه لأنني مع السلام ومع الحل السلمي. أنا خطي مع السلام.


    تقرير المصــــيــر:
    < أنت متهم بأنك أول من أدخل مفهوم « حق تقرير المصير» للمفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير
    السودان الجنوبية بفصائلها المتعددة، فما هو دفاعك عن هذا الاتهام؟؟.


    > فكرة تقرير المصير برزت منذ مؤتمر المائدة المستديرة في عام 1965م وجاءت هذه الفكرة من جبهة الجنوب التي كان يرأساها الزعيم الجنوبي كلمنت أمبورو وأعضاؤها أبيل ألير وبونا ملوال.. كان وليم دينق زعيم حزب سانو كان ينادي بالفدرالية. أما بقية الأحزاب الشمالية فلم تكن لها رؤية محددة لذلك أوكلوا هذا الأمر للترابي ليقدم رؤية حوله نيابة عنهم فقدم فكرة اللامركزية والحكم الاقليمي.. فهذه الفكرة قديمة ولم تكن فكرة علي الحاج.. ولا نحن عندما ذهبنا نتفاوض مع الجنوبيين ذهبنا كعلي الحاج.. في يناير1992م جلسنا لمفاوضات فرانكفورد مع إخواننا الجنوبيين، وكانوا هم جناح الناصر بقيادة رياك مشار ولام أكوال كنا جميعنا سودانيين ولم تتدخل ألمانيا في حوارنا بل كنا ندير الحوار في فندق ماريوت في فرانكفورت وأذكر كان معي المرحوم فضل السيد أبوقصيصة والمرحوم أحمد الرضي جابر والمرحوم موسى علي سليمان و المرحوم كمال علي مختار ومن السفارة السودانية كان السفير محمد حسين زروق.. ومن الطرف الآخر كان يوجد لام أكول وكستيلوا قرنق وديكي من أعالي النيل وتعبان دينق والقاضي جون لوك وتلار وآخر وكان هؤلاء الجنوبيون ينادون بانفصال الجنوب عن الشمال.. ونحن قلنا لهم: من أنتم حتى تحددوا انفصال الجنوب عن الشمال.. وبعد نقاش قلنا لهم لا ينبغي عليكم أن تفرضوا علينا الانفصال بالقوة.. هم قالوا: أنتم أيضاً لا ينبغي عليكم أن تفرضوا علينا الوحدة بالقوة..

    نحن قلنا لهم: نعم لا يوجد فرض لا للانفصال ولا للوحدة. ثم قلنا بأي موضوع نبدأ؟ هم قالوا: نبدأ بالانفصال وبعد فترة إذا فشل الانفصال نعود للوحدة.. نحن قلنا لا.. نبدأ أولاً بالوحدة ونمنح الوحدة زمناً معيناً حددناه بعشرين عاماً وكل الناس الذين هم الآن في السلطة عارفين الكلام دا مش علي الحاج.. وبعد العشرين سنة وخلالها تكون في تنمية وعرَّفنا التنمية في البنيات الأساسية مثل الطرق والتعليم الكهرباء والصحة والانتخابات والحريات وخلافه ولم نتحدث ابداً عن الوظائف والمناصب وقسمة السلطة.. والآن أنت لو لاحظت اتفاقية نيفاشا الحديث فيها كله عن المناصب والمواقع ولم تكن هنالك تنمية اصلاً وكان الكلام عن التنمية كلام ساكت.. بينما نحن تحدثنا عن التنمية قبل ظهور البترول ولم نتحدث عن الوظائف كما في نيفاشا.. هذا هو سياق فرانكفورت أي لا فرض للانفصال ولا فرض للوحدة وحددنا نحن المتفاوضون أننا غير محايدين في مسألة الوحدة والانفصال بل نحن الطرفان مع الوحدة، لذلك بدأت اتفاقية الخرطوم للسلام بالوحدة..

    على العكس من اتفاقية نيفاشا التي بدأت بكيانين وحكومتين مستقلتين لكل حكومة جيشها وعلمها وسفاراتها وصلاحياتها حيث لا يجوز للمركز أن يتدخل في صلاحيات حكومة الجنوب ولا يحق للرئيس محاسبة رئيس حكومة الجنوب رغم أنه هو نائبه الأول، كما لا يحق للرئيس أن يسأل عن أموال البترول التي منحت لحكومة الجنوب أين ذهبت وكيف صرفت؟؟ أي إن نيفاشا كرست للانفصال قبل الاستفتاء.اتفاقية نيفاشا بدأت من النقطة التي رفضناها نحن في فرانكفورت.. لأننا في ابوجا جاء جون قرنق واقترح ثلاثة مستويات للحكم أي أن يكون هنالك نظام للحكم في الشمال وآخر في الجنوب وثالث مشترك بينهما. نحن رفضنا لجون قرنق هذا المقترح لأنه يعني الانفصال. لكن جاء الإخوة في نيفاشا وقبلوا كل الذي رفضناه في أبوجا.. لذلك عندما قابلني جون قرنق في آخر لقاء بيني وبينه في يناير/2005م قبل ان يذهب للخرطوم قال لي بحضور الحاج آدم وياسر عرمان وآخر اسمه زكريا، قال لي يا أخي نحن الشيء الذي وصلنا له في نيفاشا هو نظام كونفدرالي without saying it ،ثم أردف قائلاً: »The things which you rejected in Abuja now these people adopt it» I said: congratulation.«
    أي إن المقترحات التي رفضتها أنت في ابوجا هؤلاء القوم قد وافقوا عليها في نيفاشا!! قلت له أهنئك بذلك.
    لكن مثل كلامي وشرحي هذا ما كان له أن ينشر في السودان وكثيرون أجروا معي لقاءات لكنها لم تنشر.


    < لماذا خرجت نيفاشا بهذا الشكل الضعيف المميت؟.


    >هنا بدأ علي الحاج معلقاً على حوار لي مع قناة إبوني (Ebony) الفضائية، ذلك الحوار الذي أجراه معي الدكتور محمد جلال أحمد هاشم وهو حوار متعدد وعندما تطرق الحوار لموضوع نيفاشا قلتُ له: جاءت نيفاشا بهذا الضعف لأن الذين وقعوها كانوا قادة محليين ينقصهم البعد الدولي في التفاوض والعلاقات ووصفتهم بأنهم (local leaders)، عند ذلك قاطعني المحاور قائلاً: وفدكم كان برئاسة علي عثمان فمن عندكم من هو أكفأ منه في هذا المجال؟؟ قلت له: علي الحاج هو صاحب هذا الملف والخبير بمنعرجاته ومنعطفاته وخدعه وحيله.. هنا علق الدكتور علي الحاج على حوار قناة «إبوني» معي وحول حديثي عن مجموعة نيفاشا قائلاً: أنت وصفتهم بأنهم (Local leaders)، لا بل هم أقل من ذلك هم (Domestic leaders)، ناس بيت وليسوا محليين!! لماذا؟ لأن هؤلاء الناس ليسوا ناس مفاوضات .. صحيح دكتور نافع ومطرف كانوا ناس أمن معانا في أبوجا يقومون بالترتيبات والتدابير الأمنية ولم يكونوا مفاوضين وهناك ناس من الجيش لكن ملف المفاوضات ملف سياسي.. أما في نيفاشا قد أصبح الملف ملفاً أمنياً .


    ناس نيفاشا لم تكن لديهم خبرة في المفاوضات ولم يلتقوا جون قرنق من قبل، أنا أول زول من الحكومة قابلت جون قرنق في عنتبي عام 1993م وتناقشت معه واطلعت على أفكاره.. أما هؤلاء فليست لديهم تجربة في التفاوض بما فيهم رئيسهم «دعنا نتحدث بموضوعية»، ولا أحسب بل أشك أن ر ئاسة الوفد والذين معه أشك أنهم قرأوا نيفاشا(!!) أنا أشك في ذلك لأني أعرفهم جيداً ليس لديهم صبر على القراءة. لكني أتمنى أن أكون مخطئاً وأحب أن يأتي واحد منهم ويقول إنه قد قرأ نيفاشا قبل التوقيع عليها.!! لأن هنالك بعض الأشياء لم يكن هنالك منطق أن تقبل بهذه الوضعية، خذ مثلاً قضية أبيي - قضية المشورة الشعبية- قضية أن تبدأ بكيانين جيش هنا وجيش هناك أنت بهذه الصورة بذرت مقدماً بذور الانفصال!!.


    < لماذا نزع ملف التفاوض من غازي بعد أن كان موفقاً لحد كبير في مشاكوس؟


    > من ناحية تحليلية غازي كان متشدداً لذلك ناس قرنق طالبوا بتغييره وكان رأي الغربيين أن يسند الملف للنائب الأول.. والنائب الأول هو نفسه كان يسوِّق نفسه للغرب ( He was selling himself)، النائب الأول كان ( promoting himself to the West)، كذلك ناس الحكومة السودانية طالبوا بتغيير رياك مشار الذي كان يفاوض غازي لأنه كان مشارك معاهم لمدة خمس أو ست سنوات وبيعرف كل عيوبهم لذلك قرنق وافق على تغيير رياك مشار وجاء هو شخصياً ليقود المفاوضات. أما أخطر نقطة فهي أبيي لأن ما تم فيها ما كان ينبغي أن يتم..

    ومفاوضو الحكومة لم يرجعوا لاتفاقية الخرطوم للسلام ليعرفوا ماذا تم في ابيي!. كذلك موضوع اقتسام البترول قد عولج بطريقة غريبة جداً خمس سنوات؟؟ أنا أفهم أن تقول تقرير المصير يتم في خمس سنوات لكن الجانب الاقتصادي لا يمكن أن أقول إنه أيضاً يتم خلال خمس سنوات لأن هذا جانب اقتصادي أنا بنيت عليه مشروعات وخطط ولدينا التزامات لذلك كان ينبغي أن تستمر مسألة الخمسين في المائة «50% » من عائدات البترول لمدة خمسين أو ثلاثين أو قل عشرين سنة كما كان يمكن أن تستمر بالتناقص «50% » للجنوب فترة ثم «60% » لمدة خمسة عشر عاماً ثم «70% » وهكذا.. لكن أن يؤول لهم كل البترول خلال خمس سنوات فهذه ليست غفلة بل سذاجة وعدم خبرة وقلة معرفة من المفاوض الحكومي في ابوجا.. المفاوضون ربطوا هذه المسألة بأعمارهم وليس بعمر السودان إذ يظهر فيها الجانب الشخصي.. هم عايزين كل هذا الأمر ينتهي وهم موجودين!! هذا ما قاد لهذه النتائج الكارثية.

    أمر آخر أن سلوكهم بعد نيفاشا كان عدائياً وكلامهم شين ونسوا أن الوحدة لن تأتي بالفلوس بل تأتي بالثقة والكلمة الطيبة لكنهم يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة هذه هي المشكلة حتى كلامهم عن اسقاط الجنسية في البرلمان وغيره من السلوك لا يشجع على روح الوحدة.. وسلفاكير تم فصله قبل يوم 9/7/ وأن على البقية أن تذهب!! وكما قال أحد الأخوان: لو أن الجنوب في ظل نيفاشا أصبح مثل إمارة « دُبي» هل هذا سيجعل الجنوبيين وحدويين.. التعامل والكلمة الطيبة والاحترام وبناء الثقة هو الذي يقود للوحدة.

    كذلك قد تكون هنالك اتفاقات مغلقة مع جون قرنق أو اتفاقات سرية في الجلسات المغلقة بين رئيسي الوفدين وأنا أسميتها «المناجاة» بين رئيس ورئيس قد تكون طرحت كثير من القضايا التي تقال ولا تكتب ولكن شاء الله أن ذهب قرنق بمناجاتهم وأصبحت المسألة هكذا.. أنقل عني أن الذي حدث ليس تقرير مصير بل إن الجنوبيين قد طُردوا طرداً بما كان يقوله المسئولون من أننا لن نعطيهم كذا وكذا وسنسقط عنهم الجنسية...إلخ هذا ما قادهم لترجيح خيار الانفصال. وأنا ما أراه الآن وفي ظل المشورة الشعبية أن الانفصال لن يتوقف على الجنوب بل أخشى أن تلحق به جنوب كردفان وأبيي والنيل الأزرق.


    < من كان يقف وراء مذكرة العشرة ؟؟. هل هنالك أصابع خارجية وراء تلك المذكرة؟؟.


    > أنا أستبعد أن تكون هنالك أصابع خارجية وراء مذكرة العشرة. دائماً مثل هذه المسائل تبدأ من الداخل ومن أقرب الناس إليك.. أو من أكثر الذين تثق بهم.!!. التاريخ الإسلامي كله هكذا... المؤامرات تأتيك من أقرب الناس إليك، ولك أن تتساءل كيف دخل هولاكو التتري بغداد؟. دخلها عن طريق الوزير الأول للخليفة العباسي.. هولاكو ما كان يعرف كيف يسيطر على بغداد فكان الوزير الأول هو دليله.. لكن كانت نهاية ذلك الوزير الأول مؤسفة على يد هولاكو حيث قتل رمياً بالأحذية حتى مات. هذه عظات من التاريخ حيث تأتيك الخيانة والمؤامرات من أكثر شخص مؤتمن بالنسبة إليك.
    .. أنا كنت وقتها نائب الأمين للمؤتمر الوطني إذ أصبحت نائباً للأمين العام عام 1998م لكن كان هناك نائب آخر هو لورنس لوال لوال.


    < مقاطعة: يعني قتلتكم الثقة؟


    > نعم قتلتنا الثقة.. أنا ما زلت أؤمن بالثقة مهما كان، وأعتقد أن غالب الحركة الإسلامية يمكن أن يوثق فيهم جزء منهم في الشعبي والآخر في الوطني وهم محل ثقة.. لكن تهتز الثقة عندما يتعرض البعض لفتنة السلطة.. الشريحة العليا الممسكة بالسلطة كثيراً ما تفتنهم السلطة ما يجعل الثقة فيهم كثيراً ما تهتز. لذلك كانت الحكمة في تحديد أجل من يتولى السلطة بزمن محدد. ونحن تأخرنا كثيراً في تحويل الحكومة من عسكرية إلى مدنية فالدستور كان ينبغي أن يشمل ذلك ويتنزل منذ عام 1994م لكن كان البعض يعترض بحجة أن الكرمك محتلة وغير ذلك من المبررات التي أخروا بها مجيء الدولة المدنية حيث تأخر الدستور أربع سنوات ولم يجز إلا عام 1998م.


    < انقلاب التلاميذ على شيخهم يعني واحداً من الآتي:
    أنه لم يحسن اختيارهم؟
    أنه لم يحسن تربيتهم؟.
    أنه لم يكن رفيقاً بهم؟
    أنه حاول التخلص من بعضهم؟

    > يضحك علي الحاج ثم يقول: أو كلها جميعاً. كل هذا وارد.. لا أعتقد أنهم قد تربوا على يديه أو هو قام بتربيتهم لأن التربية مسألة ذاتية، وما ذكرته قد يكون كله صحيحاً .. لكن أنا أرى أن الثقة والثقة المفرطة في البعض كانت هي سبب أزمتنا.. ثقة الأمين العام فيهم كانت ثقة لا تقبل النقد أو النقص.
                  

03-11-2014, 10:01 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الحركة الوطنية للتغيير تعلن بيانها التأسيسي وحريات تنشر نصه والموقعين
    March 10, 2014


    الحركة الوطنية للتغيير: البيان التأسيسي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الخرطوم 8 مارس 2014
    ديباجة:
    شهد تاريخ السودان منذ الإستقلال 1956م دورات للصعود والهبوط، إلا أن المرحلة الراهنة تشير للإنهيار الأكبر لمشروع الدولة الوطنية والذي تجسد في إنفصال الجنوب، وإشتعال الحروب الأهلية في أجزاء واسعة من البلاد، وتمزق النسيج الإجتماعي، وتدهور القيم، واستشراء الفساد،وإنسداد الأفق، داخلياً وخارجياً، مما يستدعي النظر الفاحص والمتعمق في مشكلات الحاضر، واستلهام العبر من الماضي، واستشراف المستقبل من خلال طرح رؤى جريئة وصادقة تسهم في إعادة بناء الوطن على أسس جديدة، خاصةً في ظل عجز واضح لمؤسساتنا وأحزابنا عن تقديم مثل هذا البديل. وفي هذا الإطار تتقدم الحركة الوطنية للتغيير بدعوة مفتوحة لجميع أبناء الوطن، من ذوى الصدق والأمانة، للمشاركة الايجابية في الحوار حول قضايا الوطن الكبرى، وللنظر الجاد في جذور الأزمة السياسية الراهنة، والبحث عن طرق للخروج منها، وهي دعوة للتكاتف والتناصر عن طريق العمل الوطني المشتركوالجاد لتحقيق الأهداف الواردة في هذا البيان.
    تعريف:
    “الحركة الوطنية للتغيير” هي جماعة فكرية وحركة سياسية سودانية تدعو للتضامن بين جميع أبناء الوطن من أجل اصلاحه واعادة بنائه وتعزيز قدراته، سعياً نحو الاستقرار السياسي، والسلم الاجتماعي، والتنمية الاقتصادية. وتقوم “الحركة الوطنية للتغيير” على قناعة بأن الانتماء للوطن يجب أن يعلو على انتماءات القبيلة والحزب والطائفة؛ وأن المصالح الوطنية العليا يجب أن تعلو على المصالح الفردية والفئوية؛ وأن “الانفتاح” بين التيارات والنخب السودانية خطوة ضرورية للنفاذ للعمق الجماهيري وتنظيمه ودفعه في اتجاه النهضة والبناء. لذلك فهي حركة منفتحة على الجميع، وتتسع عضويتها لجميع التيارات والعناصر الوطنية المستنيرة التي ترفض الايديولوجيات الشمولية التسلطية التي تسير على نهج الانقلاب العسكري أو الانغلاق الفكري أو العرقي أو الطائفي.
    دواعي التأسيس:
    يجيء تأسيس الحركة الوطنية للتغييرفي وقت تفاقمت فيه القطيعة بين النخب، وتطورت الحرب الأهلية في الجنوب لتصبح انفصالا، ثم لتستولد من بعدها حروبا أهلية جديدة في غرب البلاد وشرقها، واقترب الاقتصاد من حافة الهاوية، وتحطمت مؤسساتنا التعليمية العريقة التي كنا نفاخر بها، وتدهورت علاقاتنا الخارجية حتى انتهينا الى القطيعة والحصار؛ حيث توضع دولتنا في قائمة الدول المصدرة للإرهاب، ويلاحق رئيسها من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الحرب، ويوضع اسم السودان كثالث دولة على قائمة الفساد، وضمن قائمة الدول المنهارة. بإزاء هذه الأوضاع المتردية أصبح لزاما على كل سوداني رشيد أن يعمل بعقلانية على مواجهة الواقع الوطني المرير، فيطرح الأسئلة الصعبة، ويجيب عليها، دون مخادعة للنفس، أو اتباع لأوهام.
    ويتوقع أن تدور تلك الأسئلة حول “الدروس” التي خرج بها الجميع من القطيعة مع الآخرين، وحول “الثمار” التي جنوا من التشرذم الحزبي، والانقلابات العسكرية، والمغامرات السياسية والاقتصادية التي قاموا بها، وحول الأهداف التي انخرطوا من أجلها في حروب أهلية متطاولة؛ سواء مع الحركة الشعبية في الجنوب أو ضدها، أو مع الحركات المسلحة في دار فور أو ضدها، وهى حروب قتل بسببها وشرد الملايين من المواطنين الابرياء، ثم كانت عاقبتها أن انفصل الجنوب، وانتقلت الحرب الى دار فور، ثم الى النيل الأزرق وجنوب كردفان. كما يتوقع أن تدور الأسئلة المريرة حول الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التي تصدعت بسببها بنية المجتمع السوداني، وصار الانسان السوداني من جرائها أما مهاجرا أو لاجئا أو ساعيا للهجرة أو عاطلا عن العمل، بينما تمكنت من مفاصل الثروة والسلطة قلة معدودة، ذات رؤية سياسية ضيقة، وكفاءة مهنية متواضعة، فلا هي تستطيع أن تحدث تنمية، ولا هي تحسن إدارة، ولا هي تعدل بين الناس، ولا هي تطلق لهم الحرية ليتشارك الناس تقرير مصيرهم. وإذا كان نظام الانقاذ قد فقد صلاحيته، وأن القوى السياسية المتحالفة معه أو الساعية لوراثته ما عادت جاذبة يصبح لزاماً علينا أن نعيد النظر في مجمل أوضاعنا الوطنية، وأن نبدأ في صناعة مستقبل بديل، فنبلور منظومة من المبادئ الجديدة ينعقد عليها إجماعنا، فتكون مشروعاً وطنياً للمستقبل.
    إن هذا الفيض من الأسئلة يؤرقنا، ونقدّر أنه يؤرق أعدادا كبيرة من السودانيين، وهى أسئلة مشروعة وملحة، ومن أجل ذلك فنحن نبلورها في هذه الوثيقة التأسيسية، والتي نود من خلالها أن نتوقف عند جذور المشكل السوداني، وفى أعماقه الاجتماعية، ثم ننظر الى الأمام، فنشير الى أفق جديد في السياسة السودانية، وندعو لمنهج بديل في الأداء السياسي، بأن نرفض العبارات والشعارات السياسية البالية، كما نرفض التستر باللغة، وندعو للمواجهة السافرة مع الحقائق، والالتحام الصادق مع جمهور الناس.فلِنكن جميعنا جزءً من الحل الوطني، ولنتوقف عن الإقصاء وحرب التدمير المتبادل…فكلنا ضحايا لأزمات بلادنا المختلفة.

    ملامح بارزة في المشكل السوداني
    الأزمة الاجتماعية العميقة:
    ندرك أن كثيرا من مشكلات السودان الحديث ليست حديثة، إذ يمكن أن ترد، كسبب غير مباشر، الي الفشل في تأسيس مشروع ديموقراطي قابل للحياه، وكسبب مباشر الي أزمة اجتماعية قديمة وعميقة ومتشعبة الأسباب، ومتنوعة المظاهر، ولا يمكن تجاوزها بالصمت والتجاهل، أو الاكتفاء بمعالجة مظاهرها السياسية والاقتصادية. وهى أزمة تعود بداياتها الى سياسات التنمية الاقتصادية غير المتوازنة التي أرست قواعدها الإدارة البريطانية قديما، ثم توارثتها الحكومات الوطنية اللاحقة وسارت عليها، فترتب على ذلك انهيار متدرج في البنية الاقتصادية الريفية عموماً، وفى الاقاليم الطرفية على وجه الخصوص، حيث نجمت عنها هجرة كثيفة ومتوالية، ذات اتجاه واحد من الريف الى المدن، ثم من المدن الى خارج الوطن.
    ولكن تفكيك النظام الاجتماعي والاقتصادي في الريف لم تتداركه قيادة سياسية حكيمة، ولم تصحبه ثورة صناعية توفر قاعدة جديدة للإنتاج، ولم تسنده قاعدة تعليمية توفر مهارات ومعارف تفتح منافذ بديلة للمعاش، فشكل ذلك الوضع حالة من البطالة المستمرة، والاحتقان النفسي والانفراط الاجتماعي تجاهلته النخب الحاكمة، وتقاصرت عن استيعابه الكيانات الحزبية القديمة والتنظيمات العقائدية الوليدة، فانسدت بذلك المسالك الوطنية الجامعة، وبرزت مكانها تنظيمات الانغلاق و”المفاصلة”؛ سواءً كانت مفاصلة دينية أو عرقية، وهي تنظيمات أحادية الاتجاه، لا تسوغ لأصحابها الا الانقضاض على السلطة، واقصاء الآخر.
    ثم تفاقم الأمر حينما أدرك جيل الشباب الخارج من الريف، والزاحف نحو المدن، أن آفاق الحراك الاجتماعي مسدودة تماما، وأن مفاتيحه تتحكم فيها شبكات من الفئات المترابطة اجتماعياً واقتصادياً، ممن سبقوا الى العواصم والمدن الكبرى، ووضعوا أيديهم على مقاليد الدولة، فأرسوا القواعد والنظم، وصاغوا القوانين والسياسات بطريقة تضمن مصالحهم الاقتصادية، وتعزز مكانتهم الاجتماعية، فتمكنوا من الثروة والسلطة معاً، ثم صارت لهم امتدادات نافذة في كل الأحزاب السياسية، والقوات النظامية، والمؤسسات التعليمية والاقتصادية، والأندية الرياضية…وحتى في بنية الريف والأقاليم البعيدة نفسها، وهو ما بات يسمى إصطلاحاً “بالمركز”. أحس الجيل الجديد أن تخطى تلك الشبكات غير ممكن، وأن الدخول فيها غير ممكن أيضاً، الا وفقاً لشروطها، فكان من الطبيعي أن تظهر الى جانب الفجوة الاقتصادية “فجوة” اجتماعية بين هؤلاء وأولئك لا يمكن إخفاؤها، كما كان من الطبيعي أن يحس الخارجون من الريف بأنهم “مهمشون”، وأن يفقدوا الثقة في النظام المركزي، وفى من يقومون عليه، ليس فقط لخلفيتهم الريفية، ولكن لأن السلوك الاجتماعي والسياسي لبعض أصحاب المركز(من هيمنة على مفاصل السلطة والثروة، ومن وساطة ومحسوبية) يسبب فقدان الثقة والأمل، ويضطر القادمين الجدد للسكنى بأطراف المدن، وللإعراض عن التنظيمات القومية القائمة، وللإقبال على تنظيماتهم القبلية وعلاقاتهم العشائرية، أو الانخراط في الحركات الدينية المتطرفة، أو الالتحاق بالمليشيات المقاتلة؛ وكل ذلك لا يصب بالطبع في اتجاه السلام الاجتماعي أو الوحدة الوطنية أو النمو الاقتصادي.


    إن الفشل في تأسيس مشروع ديمقراطي في السودان يجد جذوره في الثقافة، والتاريخ، ومناهج التعليم، والممارسة السياسية. إن الأداء الفعلي للحكومات الوطنية – ديمقراطية كانت أم عسكرية- لم يكن مؤهلاً لها لأن تسهم في بناء الهوية السودانية الجامعة، أو تعزز الوحدة الوطنية بين أقاليم السودان المختلفة، أوأن تبسط العدالة الاجتماعية بين أبناء الريف والحضر، أو تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد زادت الحكومات العسكرية الأمر سوءً باللجوء إلى القوة العسكرية لحل مشكلات البلاد الإجتماعية-السياسية عميقة الجذور، وبانتهاج مركزية قابضة للسلطة والثروة، وبكبت الحريات العامة وانتهاكات حقوق الإنسان، وبتحريم حرية التنظيم والتعبير عن الطموحات المشروعة في المشاركة العادلة في السلطة والثروة، وبتبني سياسات خارجية خرقاء أدت إلى عزل البلاد عن محيطها الإقليمي والدولي وإلى محاصرتها اقتصادياً. ورغم ظهور تنظيمات جهوية منذ الخمسينيات خارج أطر الأحزاب في شرق البلاد وغربها وجنوبها تدافع سلمياً عن حقوق الأقاليم المهمشة، إلا أن الدرس لم يستوعب في حينه حتى حمل بعض أبناء تلك الأقاليم السلاح ضد الحكومات المركزية خاصة العسكرية، الأمر الذي فتح الباب للاحتراب الأهلي والتدخل الأجنبي والتمزق الاجتماعي على أسس عرقية، وأدى إلى تشظي كيان الدولة الموحدة.
    طبيعة الصراع:
    إن الدراسة العميقةلمصادر التوتر الاجتماعي- السياسي تكشف أن المشكل الذي يحيط الآن بالسودان ليس مجرد صدام عسكري عارض بين الدولة ومتمردون عليها، أو نزاع فكرى بين العلمانية والاسلام، بقدر ما هو توتر اجتماعي- سياسي عميق؛ وهو توتر يقع من حيث المكان في أحشاء “المدن الكبرى”، و من حيث المضمون في باب “العدالة الاجتماعية”، وليس في باب العقائد الدينية. هذا التوتر الاجتماعي هو الذى يسد أفق التطور الديمقراطي السلمى، ويدفع في اتجاه العسكرة والتسلط.
    إذا استطاع المستنيرون من النخب السودانيه، لاسيما من أبناء ما أصطلح على تسميته “بالمركز”،أن يغيروا ما بأنفسهم، وأن يقدموا مصلحة الوطن، وأن يتغلبوا على الحرص والخوف والطمع، وأن يمدوا النظر لما هو أبعد وأهم من المنافع الاقتصادية القريبة، وأن ينأوا بأنفسهم عن “الترسبات التاريخية الضارة” التي تعيق الحراك الوطني، وأن يتقاربوا مع الجيل المستنير العاقل من أبناء الهامش المستضعف، فقد يلوح في الأفق مسار جديد للعمل الوطنييستشرف حلحلة معضلة تأسيس النظام الديموقراطي المستدام ويوفر حلا نهائيا لمشكلة التهميش. أما إذا تزامن هذا من جانب آخر مع إدراك من حركات “المعارضة المسلحة” أن عمقها الاجتماعي يوجد في المدن وليس في الغابات أو الجبال، وأن قوتها الأساسية تكمن في تضامنها مع قوى التغيير الديموقراطي السياسي والاجتماعيفي داخل المراكز الحضرية وليس في تحطيمها، فان التغيير الاجتماعي الشامل قد يتحقق دون حاجة لحمل البندقية.
    ومن أجل هذا، نتقدم نحن بمشروع “الحركة الوطنية للتغيير” اطاراً وسطاً للعمل الوطني، تلتقى حوله هذه الأطراف، وتنحل فيه هذه التناقضات، وتستأنف من خلاله مسيرة البناء الوطني الرشيد.
    الأزمة السياسية العميقة:
    إن مشكلات السودان السياسية لم تبدأ بنظام الانقاذ، ولن تنتهى تماما بزواله، ولكن نظام الانقاذ قد صار عقبة في طريق السلم الاجتماعي والتطور الديموقراطي والتنمية الاقتصادية.فقد أثبتت التجربة العملية أن نظاما يتولد عن انقلاب عسكري، ويتربى في أحضان الحروب الأهلية، يصبح من الصعب أن يغير طبيعته فيسير في اتجاه التطور الديموقراطي، والتبادل السلمى للسلطة. ولذلك فلم يكن غريباً أن صار هذا النظام لا يعرف طريقا للمحافظة على وجوده إلا باستدامة الحروب، والتخويف، وتصفية المجموعات السياسية الأخرى أو اختراقها، مستخدما في ذلك أجهزته الأمنية وأمواله بدلاً عن الأفكار.


    مثل هذا النظام لن يحقق التنمية الإقتصادية، لأن التنمية الاقتصادية في السودان لم تتعطل فقط بسبب انعدام الموارد، وانما تعطلت في المقام الأول بسببعدم استدامة النظام الديموقراطي نظرالشح الثقافة الديموقراطية في المجتمع وفي تكوين وسلوكيات احزابنا، القديمة والحديثه، وماتقود اليه الشمولية من الظلم والقهر والإقصاء والفساد وزعزعة للاستقرار السياسي وما يلحقه ويترتب عليه من احباط ويأس في نفوس المواطنين. فالتنمية الاقتصادية لنتتحققإلافي ظل نظام سياسي مفتوح يؤمنبناء جسور من الصدق مع النفس والناس، والثقة فيهم، والعدل بينهم، فيتوفر بذلك مناخ من التوافق والتراضي الوطني العام. هذه العمليات لا تتحقق إلا بفعل قيادات فكرية شجاعة، تصدر عن “رؤية” وطنية منفتحة، تتجاوز من خلالها المصالح الحزبية والعشائرية الضيقة، وتحيّد بموجبها العناصر المنغلقة والمتطرفة، و تتحرك بها في اتجاه الآخرين. وتلك هي “فجوة” القيادة التي ظل يعانى منها نظام الانقاذ زمنا طويلاً.


    إن من أكبر آفات دول العالم الثالث،فيما يتعلق بمنهج السياسة، هو تحول الدولة إلى أداة إعاشة ونهب ومنبراً للوجاهة الإجتماعية والسياسية، الأمر الذي جعلها موضع تنافس شرير. إن السياسة الراشدة تقتضي فصل الاقتصاد عن الدولة وتنزيه الحكام عن التربح من المنصب أو استغلاله، وأن يصبح التصدي للعمل العام متاحاً فقط للخبراء من أهل الثقة والنزاهة، وللزاهدين والمضحين من أجل الخير العام، وليس لطالبي المال أوالجاه.
    طريق التغيير: الانفتاح بين التيارات والنخب، والانتقال نحو الديموقراطية
    نقرّ بأن الطريق لإسقاط النظم التسلطية يمرّ، في مثل أحوالنا الراهنة، عبر التحالفات السياسية العريضة، إلا أننا لا نغفل عن رؤية العقبات المستحكمة في هذا المجال، وندرك أن النظم التسلطية لا تسقط لمجرد تشكيل تحالفات مضادة لها، إذ من الراجح أن تسعى بشتى الطرق لاختراق الطبقة الوسطى في المدن ولإبطال مفعولها، كما ستسعى للعمل على تفكيك واختراق البنية الاجتماعية التقليدية في الريف، وإضعاف العناصر الفاعلة فيها، وإبطال مفعولها من خلال إلحاقها بأجهزة الدولة وحزبها الحاكم، ليكتمل بذلك تدجين القبيلة و توظيف “الطريقة” وتحطيم النقابة واغلاق مراكز الثقافة. أما إذا استطاعت حركة سياسية معارضة أن تحقق، رغم هذه القيود، قدرا ضئيلا من الظهور فسرعان ما يقال أنها حركة يسارية أو عنصرية أو جهوية، فيتم عزل تلك الحركات المعارضة وتطويقها، ليس فقط من الناحية العسكرية، وإنما من الناحية النفسية والاجتماعية، فتتهدم بذلك جسور الثقة بين العناصر الثورية في الهامش والعناصر الاصلاحية التي قد توجد في المركز.
    ونقرّ أن علاقة المثقفين السودانيين بالسلطة السياسية الحاكمة ظلت على قدر كبير من التأرجح والاضطراب. فتجدهم تارة ينخرطون في صفوف السلطة ساعين لبناء الحكم المدني، بينما تجدهم يتبنون الفكر الانقلابي تارة أخرى، يساندون العسكر، ويعملون على تقويض الحكم المدني. وفى مقابل التأرجح في المواقف من السلطة تبرز عداوات مستحكمة بين المثقفين، حتى غدت “القطيعة” بين النخب والتيارات الفكرية والسياسية في السودان ظاهرة ملموسة، وعقبة أساسية من العقبات الكثيرة التي تعيق عملية “الانتقال” من نظام سلطوي قابض الى نظام ديمقراطي مستقر.
    وفي تقديرنا أن القوة العسكرية إن نجحت في إسقاط النظام فلن تنجح في إقامة نظام ديمقراطي فأساس الديمقراطية هو حكم القانون وأساس التسلط هو حكم البندقية، والذي يتولى السلطة بالبندقية سيبقى مشرعاً لها طول الوقت، لتأمين نفسه ضد أي خطر. إن الطريق الأسلم والمأمون هو التحالف الجماهيري العريض بين فئات المجتمع وأحزابه ومنظماته ونقاباته في كل أقاليم السودان، لتتوحد من أجل تغيير الوضع القائم وفقاً لخطوات محسوبة، واستبداله بحكومة تمثل قوى التحالف الذي قاد الحراك الجماهيري، تستمر لفترة انتقالية معلومة، تهيئ فيها البلاد لنظام ديمقراطي تعددي مستدام تسنده كافة قوى المجتمع، وعلى أسس فيدرالية حقيقية تقسم السلطة والثروة بعدالة بين أقاليم البلاد. ويتطلب ذلك أن يدور حوار وطني شامل لا يستثني أحداً بين كل القوى السياسية والاجتماعية والمدنية حول الحد الأدنى من المبادئ والقواسم المشتركة التي ينبغي أن تكون أساساً لحكم البلاد ويرتضيها الجميع. وهذا ما تسعى إليه الحركة الوطنية للتغيير.


    وندرك أن التحول نحو نظام ديموقراطي مستقر لا يتم دفعة واحدة، ولمجرد حسن النوايا، وإنما يمر عبر ثلاث مراحل أساسية من الفعل السياسي الدؤوب تتمثل في عمليات انفتاحواختراقواعادة تركيز للقوى. ويقصد “بالانفتاح” أن تخرج المجموعات السياسية الفاعلة في المجتمع من حالة الانغلاق الايديولوجي والولاء الحزبي أو الاثني الضيق لتنفتح على فكر جديد، وعلى مجموعات سياسية أخرى، ولكن مثل هذا الانفتاح الايديولوجي والسياسي لا يحدث عادة الا بعد عملية مراجعة نقدية مريرة، ونزاع يقع في داخل المجموعة السياسية، ولكنها عملية ضرورية ليتم من خلالها الفرز بين أصحاب العقلية الأحادية المتطرفة فكراً، والمتشبثة بالوضع الراهن فعلاً، وبين أصحاب العقلية النقدية، الرافضين للأوضاع الراهنة، والباحثين عن بدائل أفضل. إذ كيف لمن لم ينفتح على داخله أن ينفتح على الخارج؟ وكيف لمن لم يخض معركة الديموقراطية في الداخل أن يخضها في الخارج؟


    أما “الاختراق” فيقصد به أن تحاول المجموعات النقدية المعارضة في هذا المعسكر، والمجموعات النقدية المعارضة في المعسكر الآخر أن تستكشف طرقاً للتقارب والتلاقي، وأن تتمكن من بلورة رؤية مشتركة للإصلاح السياسي والبناء الوطني، خارج المسلمات القديمة والأطر القائمة، وأن تستجمع حولها جمهوراً عريضاً تأسيساً للكتلة الحرجة التي يمكن أن تفرض التغيير.
    ويقصد ب”إعادة التركيز” العمل على عزل وتحييد القوى المتصلبة فكراً، والمتطرفة سلوكاً، وتجميع وتكتيل قوى الانفتاح والاعتدال، ثم التوافق على نظم ومؤسسات يمكن أن ترتكز عليها تجربة التحول نحو الديموقراطية الجديدة.
    لا خلاف في أن المجموعات السياسية الفاعلة في المجتمع السوداني، من تربع منها على السلطة ومن ظل في المعارضة، قد شهدت ركوداً في افكارها، وجموداً في مناهجها وبرامجها، مع تمسك شديد بقياداتها التاريخية، وحرص شديد على الامساك بجهاز الدولة، واتخاذه شريانا تتغذى عليه، دون معرفة عميقة أو اهتمام صادق بقضايا الوطن الأساسية. على أن العشر سنوات الأخيرة قد شهدت ململة في قواعد هذه المجموعات، وفى قياداتها الوسيطة، تبدت في شكل مناقشات وانتقادات جادة في داخلها، وقد تطورت هذه الانتقادات في بعض الأحيان الى مواقف معلنة، ثم الى تيارات أو أحزاب جديدة، مما يشير الى أن الحالة السودانية، من اليمين الى الوسط الى اليسار، قد دخلت بالفعل مرحلة “الانفتاح” التي تبشر بإمكانية التلاقي والعمل الوطني المشترك. أما المرحلتان الثانية والثالثة (أي الاختراق واعادة التركيز) فلم يتحققا بعد.
    ونعلم أن السمة الغالبة في كل فترات الحكم الوطني في السودان هي الحكومات الائتلافية والقومية التي كانت تضم كل ألوان الطيف السياسي، ولكن تلك الائتلافات كانت تتم بين كتل سياسية “مصمّدة”، لم يمر أي منها بمرحلة المراجعات والانفتاح التي نتحدث عنها، فكانت كل كتلة تهرع للائتلاف هربا من مأزق، أو طمعاً في منصب، وليس لتغيير في الرؤية أو تعديل في الهدف.


    إذن فمشكلة التعثر في الانتقال السلمى نحو نظام ديمقراطي مستقر لا تعود فقط الى الاستقطاب الحاد بين الحكومة والمعارضة، وإنما تعود كذلك الى الاستقطاب الحاد بين المعارضة والمعارضة. فالخارجون على الحكومة وحزبها الحاكم، والناقمون على المعارضة وعجزها المستمر، لا يلتقون في برنامج وطني بديل ينبثق عن فهم سليم لاصل الازمة العامة، بل يظل كل منهم إما منكفئاً على جراحاته الخاصة، منسحباً من الحياة السياسية، أو يعود الى أحضان القبيلة التي نشأ فيها. ولذلك، وبدلاًمن أن تتطور التنظيمات السياسية السودانية في اتجاه التعددية السياسية، صارت تتراجع نحو العشائرية والقبلية والجهوية، كما هو مشاهد، وبدلا عن أن توطد النخب السياسية والفكرية نفسها على الحلول السلمية، صارت تتسارع الي الحرب كلما دقّت طبولها. ويعود ذلك بلا ريب الى وجود “فجوة” في القيادة الفكرية الشجاعة التي يمكن أن تقود عمليات الانفتاح والاختراق وإعادة التأسيس التي يستلزمها الوضع. لقد استطاعت مجموعات سياسية في كثير من بلدان آسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية أن تحدث اختراقات، وأن تصنع تحالفات ناجحة، رغم ما بينها من تناقضات في الفكر والمنهج، بينما تعجز المجموعات السياسية في السودان عن السير في هذا الاتجاه، ولا تجد وسيلة غير العنف والحرب والكراهية المتبادلة.


    نؤكد ونحن نستشرف المستقبل أن الواجب الوطني يحتم على كل القوى الوطنية الحية (من أصحاب الفكر القومي واليساري واليميني والإسلامي) أن تتقبل فكرة المراجعات النقدية الصادقة، وأن تعيد النظر في رؤاها الأيدولوجية التبسيطية ومواقفها السياسية المسبقة من الآخرين، وأن تبدي استعدادها لتبني طروحات وطنية منفتحة بين الحواجز الأيدولوجية المنغلقة، وأن تطرح جانباً صراعات الماضي التي ساهمت في وأد الديمقراطية أكثر من مرة، وأن تعمل بصورة جادة لمد جسور الثقة والتفاهم من أجل المصلحة الوطنية العليا. ومن أجل هذه الأهداف الكبيرة نحن نقدم مشروع “الحركة الوطنية للتغيير”، ليس وفق النهج القديم، كمكون آخر جديد ضمن موكب الساعين وفق منهج الإقتسام للسلطة والثروة، بل هي دعوة للحوار والتلاقي والعمل الوطني المشترك، من أجل فتح أفق جديد في السياسة السودانية ستحدد مآلاته طبيعة الحركة وموقعها منه، سواء كمجرد مجموعة فكرية ضاغطة، أو كجزء من تحالف سياسي عريض حامل لهذه الرؤى والمبادئ والأفكار أوحتى حزب سياسي إذا اقتضت الضرورة ذلك مستقبلاً، وحتى يستبين ذلك كله، فإن الحركة الوطنية للتغيير لا تشترط تخلي المنضمين إليها عن إرتباطاتهم السياسية والإجتماعية السابقة.
    القيم والمبادئ:
    * تؤمن الحركة الوطنية للتغيير بـحرية الضمير والتعبير والتنظيم والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين رجالاً ونساء باختلاف أعراقهم وثقافاتهم ودياناتهم في حقوق وواجبات المواطنة، وواجب الانماء لموارد البلاد والفعالية والرشد في الادارة والتنفيذ والشفافية والصدق في العقود والعهود.
    *وتؤمن بأن وحدة وتلاحم المجموعات السكانية كافة هي مصدر قوة الوطن، مما يستلزم العمل بجد لاستعادة الثقة وتعزيزها بين الشرائح الوطنية، ولا تعير إهتماماً لادعاءات الصفاء العرقي أو الوحدة الدينية أو التجانس الثقافي التام، بل تتعامل مع الواقع كما هو: تفاعل لا ينقطع بين جماعات وطنية وأثنية ودينية ومذهبية في تنوع واختلافات لا يمكن إنكارها، مع وعي بأوزان مكونات هذا النسيج الثقافي الوطني، وإيمان تام بأهمية بناء نسيج ثقافي يعزز القواسم المشتركة سعياً لتأسيس دعائم أمة سودانية تتلاقى وتتعاون وتتنافس مكوناتها في اطار هوية سياسية تقوم على المواطنة متساوية الحقوق. ولذلك فنحن نسعى ليس لمجرد الإقرار بوجود هذه الخصوصيات، وإنما لرفع كفاءتها وتعزيز قدراتها(اقتصاديا وتعليميا) لتتمكن من المشاركة الفعالة في القرارات التي تتحكم في حياتها، وتشكل حاضرها ومستقبلها، وذلك باعتماد صيغة التوافق (في المراحل الأولى على أقل تقدير) كأداة للتراضي والمشاركة الواسعة في شؤون الحكم في كافة مستوياته.


    *وتؤمن بأن العدالة الاجتماعية تقتضي الإشتراك في إحداث التنمية وتوفير الخدمات الضرورية، كما تقتضي إحسان استخدامات الثروة الوطنية عبر السياسات والتشريعات والهياكل والرقابة الموؤسسية على التنفيذ، ومن ثم عدالة التوزيع بين المواطنين وأقاليم البلاد المختلفة، وهذا مما لا يتأتى إلا بتمكين المواطنين من المشاركة الفعالة، ليس فقط في قرارات وسياسات التنمية، بل وإتخاذ القرار العام كلهوالذي يؤثر على الناس في كل أنحاء البلاد.
    *وترى أن قيادة المجتمع تكون لحكومة مدنية، يختارها المجتمع بحر ارادته، ينوط بها وظائف، ويخولها صلاحيات، ويقوم بمحاسبتها وفقا لصيغة دستورية يتراضى عليها المواطنون؛ ولذلك فلا نقرّ بوجود “سلطة دينية” تحتكر المعرفة ويحق لها وحدها التحدث باسم الاسلام، أو حق اصدار التشريعات؛ غير أن ذلك لا يمنع النخب الوطنية، من أنصار توثيق الإرتباط بين تعاليم الدين ومختلف قضايا الشأن العام، من ممارسة حقهم في هذا الخصوص، جنباً الى جنب مع النخب الفكرية الأخرى من أبناء وبنات الوطن،
    *وتؤمن بأن الحكومة، أيا كان شكلها الدستوري، لا تنشأ ولا تكتسب مشروعية إلا من خلال التعاقد الطوعي الحر مع المجتمع، فتسعى في توفير حاجاته الأساسية، من حفظ وتنمية للأنفس والعقول، واقامة للعدل، واهتماماً بالتعليم، ورعاية للصحة، وتوفيرا لسبل المعاش، وتخطيطا للمستقبل، على أن يقوم المجتمع (رجالا ونساء، أفرادا وجماعات) بالمشاركة الايجابية في بناء وتسيير وتطوير المؤسسات، دفعا للضرائب المستحقة، وانخراطا في الخدمة العامة، ومشاركة في العملية السياسية.
    *وتؤمن بالتكامل الوظيفي بين الدولة والسوق والمجتمع المدني/ الأهلي. فالمجتمع المدني/الأهلي هو مستودع الهوية الثقافية والتراث، وهو سياج القيم وحاضن الابداع، والسوق هو معترك للمنافسة الحرة، والمبادأة الفردية، وتبادل المنافع، والدولة المسئولة تخطط وتشرع للسوق وللمجتمع المدني معا، فلا يحق لها أن تحل مكانهما، كما لا يترك المجال مفتوحا لقوى السوق لتحطم القطاعات الضعيفة في المجتمع من خلال الهيمنة الرأسمالية والاحتكار والاستغلال. ولذلك فنحن نؤمن بأن السوق يجب أن يتحمل مسئولية اجتماعية، كما ندعو لتفعيل آليات الاقتصاد الاجتماعي القائم على إعادة استثمار الأرباح في المجتمعات المحلية والريفية المهمشة.


    *نؤمن بالحرية والعدل والمساواة بين الناس، رجالا ونساء؛ وألا إكراه في الدين، وأن غير المسلمين شركاء في الوطنوفي الحياة العامة، لهم من الحقوق مثل ما للمسلمين وعليهم مثل ذلك، دون تمييز أو عزل.
    *وتؤمن بضرورة الحفاظ على الخصوصيات الثقافية، وتفعيل التراث السوداني، وتجديده من الداخل، دون انغلاق أو عصبية، ونقبل الانفتاح على الآخر الانساني، دون هيمنة أو اقصاء أو قمع.
    *نؤمن بالنظام الديموقراطي التعددي، القائم على التداول السلمى للسلطة، وحماية حقوق الانسان الأساسية المتفق عليها عالمياً.
    وندعو الى :
    *تغيير كامل في الأفكار والممارسات التي ظلت سائدة بين النخب السياسية الحاكمة منذ الاستقلال، والتي أثبتت فشلا ذريعا على كافة الأصعدة وابتدار مرحلة سياسية جديدة، على ميثاق سياسي جديد، يفتح الباب لممارسة سياسية جديدة، ووضع برنامج محدد لتحقيق السلام والتصالح الوطني ليخرج أبناء الوطن من حالة التهميش والاحباط والتدمير المتبادل.
    *وضع قواعد وآليات فعالة لتنظيم الصراع الاجتماعي، بحيث يتم استيعاب التناقضات الداخلية والمصالح المتعارضة، وذلك في اطار نظام سياسي تعددي يقوم على حرية التعبير والتنظيم وتداول السلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة.
    *تصفية البنية الأساسية للفساد، وفك الارتباطات المشبوهة بين الدولة ومجموعات المصالح الخاصة، وبلورة ودعم نموذج للحكم الراشد القائم على تحقيق العدالة والشفافية ومراقبة الحكام ومساءلتهم.
    * إعلاء مبدأ العدالة كقيم مطلقة يتأسس عليها العمران البشري، الانحياز الايجابي نحو الطبقات الضعيفة في المجتمع، والفئات التي انتقصت حقوقها كالمرأة والشباب، ورفع القضايا الاجتماعية المحورية الى قمة الأولويات، وانصاف من حرم من حقه ظلما، أو فصل عن عمله تعسفا، وقيادة برنامج لإحقاق الحقوق وجبر الضرر والتعويض والتصافي.


    *ترقية وتطوير علاقات الإخاء والجوار العربي والأفريقي، واحترام الاتفاقات الاقليمية والدولية، والعمل على فض الاشتباك السياسي القديم مع الغرب باتخاذ سياسة عملية تقوم على إبداء حسن النوايا والرغبة في التواصل والحوار والتعاون البناء من أجل مصالح جميع الأطراف، باعتبار أننا جزء من هذا المجتمع الإنساني الكبير ومعنيون بالإسهام في تشكيل حضارته الإنسانية الكونية.


    في سبيل كل ماسبق، وعلى ضوء القيم والمبادئ أعلاه، هذه مبادرة منا نحن الموقعون أدناه، ودعوة مفتوحة لكافة أبناء وبنات السودان في الريف والحضر، ولطوائفه الدينية والمذهبية، ولأحزابه السياسية ومنظماته النقابية والمدنية، ولكل تكويناته الاجتماعية التقليدية، بل ولحملة السلاح في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الذين يطمحون لغد أفضل لأهليهم وأبنائهم، لنتوافق على مشروع وطني يحقق السلام والمصالحة والعدالة والرفعة لهذا الوطن المنكوب.
    اللجنة التأسيسية للحركة الوطنية للتغيير
    الموقعون
    sudansudansudansudansudansudansudansudan4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-12-2014, 11:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    زعيم المعارضة في البرلمان القيادي بالشعبي د."إسماعيل حسين" لـ(المجهر):
    09/03/2014 16:16:00

    حوار - إيمان عبد الباقي

    العديد من الأسئلة الساخنة المتعلقة بالراهن السياسي الحالي طرحناها أمام زعيم المعارضة، رئيس كتلة المؤتمر الشعبي بالبرلمان د. "إسماعيل حسين" أهمها أجندة الحوار المرتقب بين حزبه والمؤتمر الوطني وصحة ما يثار عن وحدة الإسلاميين وخروج الشعبي من تحالف قوى الإجماع الوطني، بجانب موقف حزبه حال فشل الحوار، وما إذا كان الشعبي قد سمى مرشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة أم لا؟.. فإلى مضابط الحوار:} بعد موافقتكم على الحوار مع حزب المؤتمر الوطني كيف تنظرون لفرص لم شمل الإسلاميين؟


    - هذا الأمر ليس مطروحاً أبداً، الآن لا هم لنا إلا الحوار إذا أراد الإسلاميون أن يجتمعوا أو يتفرقوا لا يهم. المهم المحافظة على ما تبقى من السودان بعد الانفصال فإذا فقدنا السودان وتوحد الإسلاميون ما الفائدة.
    } لكن هناك حديث عن عودة مرتقبة للأمين العام د. "حسن الترابي" كعراب للنظام وللحركة الشعبية؟
    - النظام القائم الآن له عرابه وعرابوه، وله أهله، ونحن لسنا مسؤولين عنه فإن تحرك نحو الرشد سيجدنا في ذات الاتجاه، وإلا فلكم دينكم ولنا دين.
    } إذن ما مدى صحة وجود صفقة بين الحزبين؟
    - ليس صحيحاً، أي حديث الآن عن صفقات أو لقاءات سرية وخاصة لتوحيد الحزبين مجرد أوهام وهواجس تدور في أذهان البعض وهي ليست همنا، نحن هنا كيف نوحد أهل السودان لأنه ثبت عندما كانت الحركة الإسلامية موحدة لم يكن لها دور في توحيد أهل السودان وعندما انشقت ازداد الأمر سوءا لذا فاقد الشيء لا يعطيه ولن نعالج الخطأ بخطأ.


    } ألستم حريصين على وحدة الإسلاميين وعلى المشاركة في السلطة؟


    - لو كنا حريصين على المشاركة ما كنا غادرنا أصلاً وما الفائدة من وحدة الإسلاميين والمهم توحيد أهل السودان وليس ما يسمى توحيد "أهل القبلة" وذلك للعبور بالبلاد إلى بر الأمان بما فيهم حملة السلاح حتى نصل إلى مشروع دولة وطنية، ونحن عندما غادرنا كان السودان موحداً ولم تكن هناك حرب لا في دارفور ولا النيل الأزرق و جنوب كردفان. حتى الفساد لم يكن بهذا المستوى في أجهزة الدولة، ولم تكن تلك الإخفاقات في المشاريع الكبيرة كمشروع الجزيرة موجودة.


    } يقال إن موافقتكم على الحوار تمت بعد ضغوط خارجية؟


    - يا أختي الكريمة لا أحد في الداخل أو الخارج يمكنه الضغط علينا لنتخذ قراراً لا يتوافق مع إرادتنا وخياراتنا، لا قوى سودانية ولا عالمية، الحوار أصلاً خيارنا لحل كل القضايا التي يعاني منها السودان، والإشكالات منذ العام 1956م وحتى الآن لن تحل إلا بالحوار وقد ظل النظام القائم الآن مستعصماً بأدواته المعروفة لكن كل ذلك انتهى إلى بوار. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نحن ديدننا ومبدأنا الحوار مع أي شخص راغب في ذلك وسابقاً الوطني كان يقول إننا رافضون للحوار لأننا نعول على الحركات المسلحة لكن كل هذا كان من باب الكيد السياسي.


    } إذن هل تضعون احتمال المناورة والخداع من الوطني؟


    - نعم بالتأكيد، وهذا ليس من فراغ فكل الأحزاب والقوى السياسية لها تجربة مع الوطني في الحوار سواء ملتقى كنانة أو غيره، فتجاربنا معه مبنية على رصيد من عدم الثقة الناتج عن مسلك الوطني في الساحة السياسية على مر السنين لذا احتمال المناورة وارد، لكن حتى الآن نحن نتعامل بحسن النية. والقرار بالمشاركة في الحوار قرار الحزب لأن النظام قال إنه يرغب في إدارة حوار شامل جامع لا يستثني أحداً من القوى السياسية وبدون شروط مسبقة، وكان هذا مطلبنا فإن صدق في ذلك ما يضر الآخرين؟.
    } وإذا ثبت أن الوطني صادق في نواياه وجاد في الحوار مع القوى السياسية ما هي أهم الأجندة المطروحة؟


    - أولاً نتفق على منهج وآليات وسقف زمني محدد لإدارة الحوار ومن ثم الاتفاق على الموضوعات ثم بلورة الرؤية للتوافق مع كل القوى السياسية وأهم القضايا قضية الحريات بدونها الحوار لا قيمة له، والسلام لحقن الدماء ومعالجة الوضع الاقتصادي على المدى القصير لأن الشعب يعاني من ضنك المعيشة وشكل حكم الدولة في الفترة القادمة لأن الحكم اللامركزي قد تم تشويهه من قبل النظام وأصبح مجرد هياكل فهو عملياً مشلول وأيضاً كيف يحكم السودان وما هو شكل ووضعية الدولة في الألفية الثالثة بما يحقق للسودانيين إنسانيتهم ويكفل حقوقهم الدستورية في جو من الحرية وبدون خوف من أحد، وهذا بالتالي من أمهات القضايا وسنقدم الرؤية بمشاركة القوى السياسية بحيث نصل لمنهج يتم إنزاله على أرض الواقع لا يحتاج بعده أي سوداني إلى حمل السلاح في وجه الحكومة أو في وجه سوداني آخر.


    } كل ما ذكرته جيد لكن كيف سيتم تنفيذ ذلك والانتقال من الوضع الحالي؟


    - إذا تواضعنا على رؤية واتفقنا حولها يجب أولاً إنشاء حكومة قومية أو انتقالية سمها ما شئت على أن يتم اختيار الأشخاص لتلك الفترة ما قبل الانتخابات كأشخاص محايدين تماماً وألا يخوضوا الانتخابات المقبلة سواء (رئاسية أو برلمانية) حتى نضمن حياد الآلية التي تشرف على الانتخابات في حالة التوافق على مخرجات الحوار فلابد من آلية للانتقال من الوضع المأزوم بهذه الطريقة ووضع حلول للقضايا العاجلة على المدى القصير لأن بعضها يحتاج معالجته لسنين.
    } لكن يا دكتور هل سيوافق الوطني على الحكومة القومية أو الانتقالية؟
    -هذا يعتمد على مدى صدقه وجديته فهذا كله متروك للحوار.
    } وإذا فشل الحوار ما هو موقفكم؟
    سنظل في موقعنا مع المعارضة كما هو الآن ونعمل على إسقاط النظام بكل الطرق السلمية.


    } لكنكم حاولتم طيلة الفترة الماضية إسقاط النظام وفشلتم في ذلك؟


    - لا لا، ليس صحيحاً نحن منذ المفاصلة رفعنا شعار الحوار مع النظام وعندما رفض ورفع السلاح في وجهنا قلنا لن نرفع السلاح في وجهكم وسنظل نعارض بالطرق السلمية ولن نكرر ما ارتكبناه في 30 يونيو 1989م عندما غيرنا الحكم بالانقلاب وما قلناه "تبنا توبة نصوحة" لن نيأس وسنستمر في المحاولة فالنظام لم يترك مجالاً سوى هذا الطريق ولن نستخدم العنف لأن البلاد تحولت إلى برميل بارود إذا انفجر سيدمر كل شيء ويحرقه ونحن لا نريد لبلادنا هذا المصير البائس.


    } هل ستشاركون في الانتخابات القادمة وما مدى استعداداتكم ؟
    -الآن المطروح أمامنا خطاب "الوثبة" ولكل حادثة حديث، والأساس الانتقال من الوضع الشمولي إلى نظام ديمقراطي يتهيأ خلاله مناخ الحريات حتى تجري الانتخابات في جو ديمقراطي وإذا لم يحدث قطعاً لن نشارك في انتخابات يديرها الوطني بآلياته كما حدث في 2010م.
    } هل ستقاطعون الانتخابات؟


    - سنفعل أكثر من ذلك


    } ما هو الأكثر من المقاطعة؟


    - في المرة الماضية أحسنا الظن لكن الوطني خيب ظننا وظن الآخرين وانتهينا إلى انتخابات مزورة ومأزومة جداً، هذه المرة إذا ثبت أنه ليس جاداً في موضوع الحوار وما هو إلا تكتيك لشراء الوقت وإلهاء القوى السياسية حتى يحين موعد الانتخابات عندئذ لن نشارك وسنظل في موقفنا بالمعارضة ولن نتزحزح عنه وسيضاف موقف الوطني إلى رصيده السابق من عدم المصداقية ويباعد بينه والقوى السياسية وعندئذ لا مجال للحديث عن انتخابات تجريها حكومة الإنقاذ.


    } في حال نجح الحوار من هو مرشحكم للرئاسة في الانتخابات القادمة؟


    -أكرر هذا سابق لأوانه، أولاً يجب أن نتأكد أن الحمل ليس كاذباً، وأن الحمل صادق ثم نرعاه حتى يولد المولود ذكراً كان أو أنثى، ثم بعدها نبحث عن الاسم، دعينا لا نضع العربة أمام الحصان.


    } لماذا خرجتم من تحالف قوى الإجماع الوطني؟


    - لم نخرج منه ولم نتزحزح نحن مؤسسون له ومقتنعون برؤاه كشركاء أصليين ولم نغادر لأي اعتبار، صحيح هناك بعض القوى السياسية داخل التحالف تختلف معنا في قبول الحوار مع الوطني لكنه اختلاف رأي فقط وهم لديهم رؤى واشتراطات ونحن قلنا ما دام النظام تنازل عن كل اشتراطاته فنحن على استعداد للموافقة لكننا لا نحرم الآخرين التعبير عن رؤاهم فلا سبيل لحل القضايا إلا بالحوار، والنظام فشل في الحل ولا سبيل إلا أن يتداعى الجميع فإن لم تحتكم قوى الإجماع بروح التسامح وقبول الرأي الآخر فكيف يقومون هذا النظام الإقصائي فحتى لو اختلفنا داخل الإجماع لن نعالجه إلا بالحوار في ما بيننا ولا ننسى أن منهجنا البديل الديمقراطي الذي توافقنا عليه كان نتيجة حوار وكذلك الدستور الانتقالي الذي وضعناه لما بعد سقوط النظام كان نتيجة حوار لذا أدعو الرافضين لقبول الحوار لأنه لا مناص لمعالجة إشكالات البلاد إلا من خلاله.


    } كممثل لحزب المؤتمر الشعبي وزعيم المعارضة في البرلمان وبعضوية من نواب حزبك لا تزيد عن خمسة أعضاء قمت بترشيح نفسك لرئاسة البرلمان "مرتين الأولى كمنافس لرئيس البرلمان السابق "أحمد إبراهيم الطاهر" والثانية أمام د. "الفاتح عز الدين" هل كانت مجرد مناكفة رغم توقعاتك بالهزيمة؟
    -لم تكن مناكفة أو مناورة سياسية كانت حقيقة فنحن نمارس حقنا الديمقراطي ليست القضية قضية أن عددنا ضعيف أمام نواب المؤتمر الوطني، إنما نحن نحسب أننا جديرون كل الجدارة بقيادة البرلمان في اطاره الدستوري ومن منطلق قناعنا بذلك.


    } لكن النتيجة كانت متوقعة ؟


    -لا يهم نحن نريد إثبات موقفنا للتاريخ هذا شيء طبيعي في الأعراف البرلمانية. نحن موجودون وجئنا بتفويض من الشعب للتعبير عن إرادته.


    } إذن كيف تقيم أداء رئيس البرلمان السابق مولانا "الطاهر" وهل ترى أن رئيس البرلمان الحالي د. "الفاتح" تجربته كافية لقيادة المجلس الوطني؟


    -حقيقة كمنهج حياة لا أقف كثيراً عند الأشخاص فحركة التاريخ تصنعها الشعوب وتحركها مهما عظم الأفراد وشانهم وملكوا من قدرات ستظل حركة التاريخ موصولة بحركة الشعوب. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى المهم ليس رئيس البرلمان المهم البرلمان نفسه ودوره ما إذا كان حقيقياً أم لا ومدى مقدرته على محاسبة الوزراء وسحب الثقة منهم مقارنة بكثير من البرلمانات الأخرى في العالم. معروف أن دور رئيس البرلمان إدارة الجلسات وتوزيع الفرص بعدالة بين الكتل وطرح الموضوع محل النقاش وإعلان نتيجة التصويت لأنه مثله مثل كل النواب لا يميزه شيء غير أنه وضعت فيه الثقة لإدارة الجلسات، فأنا لا أعول كثيراً على رئيس البرلمان السابق أو اللاحق لأن البرلمان نفسه دوره مهمش وضئيل، وأعتقد أن هذا النظام لديه ولهٌ كبير بالعناوين والصفات البراقة لكن عندما تأتي للعمق لا تجد شيئاً وراء ذلك لأن صنيعة النظام تفرغ المؤسسات من محتواها وأصبح مجرد هياكل وأشكال صورية للمحافظة على شكل الدولة حتى يقال جهاز تشريعي وقضائي ورقابي لكنهم في الحقيقة كلهم "تُبََّع" للجهاز التنفيذي يفعل بهم ما يشاء.

    } لكنكم أعضاء في البرلمان والأمر الواقع جعلكم جزءاً من نواب المؤتمر الوطني بتمريركم لبعض القوانين دون اعتراض؟

    - ليس صحيحاً. نحن كمعارضة نحكم ضميرنا في اتجاه المصلحة العامة ونراعي الله، ما نراه صواباً لا نتردد ونصرح به، كما نبدي بالمقابل اعتراضنا على القضايا التي نراها خاطئة، وفي الجانب الآخر ما يتاح لنا من فرص ضيقة جداً لا تمكننا من التعبير فهنا لا يسمح للرأي المعارض بأخذ مداه الحقيقي رغم أنها معارضة بالفكر وليس بالسنان وأحياناً يتم قطع حديثي منذ بدايته أو ثلثه ولا تتاح الفرصة لقول كل ما أريده .

    } ما دمتم غير راضين لماذا تستمرون في عضوية البرلمان أليس الأفضل الانسحاب؟

    -أصلاً لم ندخل البرلمان كأعضاء معارضة بطوعنا، جئنا بإرادة الحزب كأبناء لولايات متأزمة بسبب الحرب من جنوب دارفور ولو ترك لنا الأمر ما كنا شاركنا ونحن نحمل وزراً من زينة القوم وأوزارهم ولو كان بطوعنا ما كنا بقينا فيه.

    } أخبرنا كيف جئت بقرار من الحزب؟

    -جئت بعد الانتخاب من الولاية وكنت على رأس القائمة الحزبية للمؤتمر الشعبي لذلك نلت المقعد في البرلمان بهذه الصفة، وبعد التزوير الذي تم في الانتخابات انسحب الحزب وقرر استثناء المناطق المتأزمة لأوضاعها الاستثنائية كدارفور، النيل الأزرق وجنوب كردفان والجنوب آنذاك لحاجتنا لتحقيق السلام فيها. لصرف النظر عما يصيب حزبنا من مضايقات نتجاوز أي أذى من النظام في سبيل السلام وكل ذلك ينطبق على القائمة النسوية من عضوية الحزب.

    } إذا طلبنا منك تقييم أداء البرلمان ماذا تقول؟

    -طبيعة تكوين البرلمان والظروف التي جاء فيها عبر الانتخابات والنظام السياسي وما حدث من تزوير وتبديل أدت إلى نشوء برلمان مشوه ويكاد يكون مشلولاً فاقد للإرادة لا نستغرب إذا لم يبادر منذ إنشائه بأي مبادرة تشريعية واحدة لأنه متلق من الجهاز التنفيذي وهو أحياناً يحدث ضوضاء وجلبة في بعض القضايا وسرعان ما تتبدد وقد صار عاجزاً عن أداء دوره الطبيعي في مراقبة الجهاز التنفيذي وحجب الثقة عن الوزراء في حالة التقصير والفشل لأن معظمهم نالوا مقاعدهم نتيجة ترضيات سياسية وموازنات قبلية وجهوية سواء في رئاسة البرلمان أو رؤساء اللجان (فليس هناك أحد أفضل من حد) لذا لا أحد يستطيع محاسبة الآخر وللأسف طبيعة النظام جعلت البرلمان (يرعى بقيده) الذي حدده له الجهاز التنفيذي.

    } يا دكتور إذا منحت رئاسة لجنة بالبرلمان هل توافق؟

    -نعم لكن بشروط.. أنا أقوم بدوري الرقابي كاملاً على أكمل وجه ودون تقصير أو ترضية لجهة لأن الدور الأساسي في البرلمانات المنتخبة كمثال برلمان الهند تجد نائبه من المعارضة وغالبية رؤساء اللجان كذلك من المعارضة. هناك يستمعون للرأي الآخر وهو أساس النظام الديمقراطي. أما إذا كان ثمن رئاسة اللجنة "الصمت" عن الإخفاقات وغض الطرف عن القصور في أداء الجهاز التنفيذي قطعاً لن أقبل وإذا عجزت سأتنحى لأني لا أرى أن البرلمان يقوم بدوره كاملاً.

    } كنائب عن الشعب هل تأتيك توجيهات من الأمين العام د. "حسن الترابي" في القضايا العاجلة للتعبير عنها داخل البرلمان؟

    -ضحك طويلاً، وهو يقول: د. "الترابي" أصلاً غير معترف بهذا البرلمان ولا أحسب أن له رجاء فيه لهذا هو يعبر عن وجهة نظره بنفسه أما في الخط العام والتوجيهات الحزب وقضايا الحكم والمناطق المتأزم فللحزب رؤية كلية على ضوئها نعبر عن وجهة نظرنا ولا نحتاج لتنسيق مع الأمين العام.

    } هل تلتقي كثيراً بدكتور "الترابي"؟

    -أنا عضو في هيئة القيادة وفي الأمانة العامة للحزب وأحضر اجتماعاتنا كل أسبوعين بصورة راتبة وآخر مرة التقيته قبل أسبوع في آخر اجتماع.


    } كنائب دارفوري ما هو دورك في حل قضايا الإقليم؟

    -أولاً أنا في موقع المعارضة طبيعي ليس بين يدي أي موارد حتى أستطيع أن أتصدى لحل مشكلة وظللت أعبر عن رؤية حزبي دائماً ونرى أنه لابد من إنهاء الحرب والوضع المأساوي للنازحين والأغلبية الصامتة الذين لم يحملوا السلاح لكن القضية لا تحل بمعزل عن القضايا الأخرى بالبلاد لأنك إذا كنت تعاني من ألم في جسدك فإن المخ يتحكم بالمركز العصبي والقلب يضخ الدم. إذن فأزمة البلاد وتجلياتها أزمة حكم ومنهج وتعود لعدلية الحاكمين وممارساتهم في المركز لذلك يجب أن يكون الحل شامل ولقد ثبت تماماً فشل النظام في الصفقات والحلول الجزئية التي حاولها النظام مع الحركات المسلحة وانتهت إلى بوار.


    } ما رأيك في لجنة "صديق ودعة" للحوار والاتصال بالحركات المسلحة بدارفور؟


    -أعتقد أنه جهد مقدر لكن بكل المقاييس وبرغم حسن النية أحسب أنها مهما توصلت لتفاهمات تظل حلولاً جزئية، وثبت تماماً أن الحلول الجزئية لم تفلح. مع ذلك أثمن دور "ودعة" ومن معه من أبناء دارفور المختلفين لتقريب وجهات النظر بين الحكومة والحركات وهي ستفيد إذا صدقت النوايا بالطبع.



    } لماذا صمت د. "إسماعيل" عن مطالبته لهيئة نواب دارفور بالتحقيق في أوجه صرف أموال الهيئة ما الذي حدث بالضبط وماذا بشأن عضويتك فيها بعد تجميدها؟



    -حقيقة لم أنفعل على المستوى الشخصي ولكن لأسباب يعرفها الجميع فقط طالبت بتوضيح وجوه الصرف وبعدها جمدت عضويتي فإذا كان حال البرلمان هكذا إذن العملية ستكون كذلك وإن كان على عضويته فهي لا تهمني كثيراً ولن تزيدني شيئاً وفقداني لها لا ينقصني لذا لم أكترث حتى لمعرفة ما إذا كانت عضويتي مجمدة حتى الآن أم لا لأنها بالنسبة لي لا شيء على الإطلاق.
    } كنت قد تقدمت لوزير العدل بشأن أربعة طلاب من دارفور بجامعة الجزيرة توفوا غرقاً في ظروف غامضة ماذا كان رده؟
    -لم يرد حتى الآن رغم أن الأمر كان في الدورة قبل الماضية "والحال يغني عن السؤال"


    } قضايا الفساد وتقرير المراجع العام عن الاعتداءات في المال العام كيف تراه؟



    -الفساد استشرى في كثير من أجهزة الدولة بصورة غير مسبوقة وتوطن، والنظام نفسه استحدث آليات لمحاربته لم تفلح ثم استغنى عنها ونحن نقدر جهود المراجع لكن ما لم تكن هناك إرادة سياسية نافذة لمحاربته والكشف عنه تماماً لن يستطيع المراجع أن يفعل شيئاً وحسب معلوماتي الموثقة فإن الفساد بتقرير المراجع العام يمثل رأس جبل الجليد فقط لذلك من العسير والمستحيل أن تعالج الخلل بنفس المنهج والممارسة والتفكير الذي أوصلك إلى ذلك لابد من تغيير جوهري في المصالحة وإطلاق الحريات وتمليك الراي العام المعلومات وضمان حماية كل من لديه معلومة عن فساد والتحقيق بشفافية ونشر النتائج التي تتوصل لها الجهات العدلية وبدون هذا المناخ والإرادة السياسية الحقيقية وقضاء مستقل لا مجال فيه لتدخل متنفذ أو جهة لا نحسب إطلاقاً أننا سنقدر على محاربة الفساد فالبرلمان نفسه لا حول ولا قوة له فقط يحدث الجلبة هنا وهناك ولكن لأن الفساد تمكن وأوجد له أرضية خصبة تبدو الأصوات وتخفت تماماً والدليل أن ملاحظات المراجع وتوصياته تتكرر كل عام وهذا بالطبع إلى أن سياسة النظام لا تمكن من المحاسبة وكل يحمي بعضه البعض.
                  

03-12-2014, 09:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    قوش.. والصيحة.. والحقيقة أين؟!

    اسحق احمد فضل الله


    نشر بتاريخ الأربعاء, 12 آذار/مارس 2014 09:05



    <.. و«الصيحة» تعلن أمس «قوش نصح الرئيس بالإطاحة بعلي عثمان ونافع».
    < ونيفاشا.. وإبعاد قادة الإسلاميين من الحكومة الأخيرة.. وانشقاق الإسلاميين.
    < عام «2000» ومقتل قرنق.. والأحداث الكبرى السودانية ما يجمع بينها «كلها» هو
    : أنه لا أحد يعرف حقيقة ما جرى!
    < وحديث الصيحة الآن مثل ذلك.
    «2»
    < والروايات العشر التي نحملها منذ سنوات عن قوش والآخرين تقص عشرين حكاية مختلفة.
    < لكن الروايات هذه ما يجمع بينها هو أن «قوش» ـ لأسباب مزدحمة ـ ليس هو من ينصح البشير بالإطاحة بعلي عثمان ونافع.. وهو معهم.
    < وقريب الأحداث هو:
    < الفريق عبد الرحيم بعد صلاة المغرب أول مساء الثالث من أبريل 2011 يجد البشير يميل عليه يطلب دعوة قوش للقائه.
    < قال عبد الرحيم في نفسه
    : سألت نفسي ـ لماذا لم يطلب من مدير مكتبه «طه» أن يقوم بالمهمة هذه.. ثم ظننت أن الأمر يعود إلى «الحساسية» المعروفة بين طه وقوش.
    < وليلة الثالث عبد الرحيم يدخل ومعه قوش «والحكاية قصصناها من قبل».
    < والبشير يحدث قوش عما بلغه من أن قوش يعد لعمل ضد الدولة.
    < والبشير بلغته الحازمة المهذبة يقول لقوش
    : أثق بك ـ وتعرف أنت أنني عملت بمشورات كثيرة منك.. بعضها كان أن جئنا بالفريق محمد عطا من يوغندا ليصبح مساعداً لك و..
    قال الرئيس لقوش
    : أثق.. لكنك تعلم أن مدير جهاز الأمن يجب أن يتمتع بثقة تبلغ «100%» بينما أنت الآن تفقد بعض الدرجات.
    < والرئيس الذي يقيل قوش يجعله مستشاراً أمنياً له
    قال البشير لقوش
    : الوظيفة هذه نعلم أنها نوع من مركز التفكير المسبق
    قال عبد الرحيم يكمل الحديث
    : الوظيفة هذه كان يشغلها الطيب إبراهيم.. لكن الطيب اشتبك مع هذا وهذا.
    < والمشهد تمتد تفاصيله الطويلة لكن ما يبقى منه هو أن قوش يفقد الكثير من ثقة الرئيس بعد الحديث هذا.
    < وقوش يفقد أكثر عبر اتهامه بعدها بالاشتراك في انقلاب ود إبراهيم.
    «3»
    < هذا بعض ما يصنع قوش من هناك.
    < ثم بعض ما يصنع علي عثمان ونافع من هنا هو
    : قوش ينغمس في مشروعات استثمارية واسعة وجزء منها يسع بعض أمراء الخليج.. وآخر يذهب إلى بهجت «أشهر أثرياء مصر» وجزء كان يصل إلى عمر سليمان .. مدير مخابرات مصر الراحل وبعضها وبعضها.
    < أيام المشهد الأول كان البشير يدعو قيادات الحكومة للتشاور حول قوش «بعد المحادثة المغلقة بينهما».. والتي لم يشهدها عبد الرحيم محمد حسين.
    < و نافع يتعمد الغياب عن اللقاء هذا.. فالرجل.. نافع.. كان يعلم أن شهادته مطعون فيها.. لأن بقايا الحريق القديم بين الرجلين كان شيئاً لا يزال يرسل خيوط الدخان.
    < «نافع كان مديراً لجهاز الأمن ويُتهم من مصر بالتخطيط لاغتيال مبارك عام 1995ـ وتنظيم إسلامي يعترف بعدها بفترة أنه هو من ذهب لاغتيال مبارك».
    < وعراك واسع بين قوش ونافع يمتد من قبل ومن بعد.
    < وقوش يعرف أن نافع كان يرفض تعيين قوش مستشاراً بعد إقالته من إدارة جهاز الأمن.
    < وقوش كان من يمنعه من قيادة الحزب هو نافع هذا.
    < ... و... و..
    < وحسابات قوش التجارية والسياسية تذهب كلها إلى ما يجعله يحرص على عدم لقاء نافع في الطريق.
    < وقوش يجد أن علي عثمان القوي الصامت المتفرد يصبح «دغلاً» مظلماً لا يعرف دروبه.
    < ومعرفة هذا ومعرفة أشياء أخرى كلها تجعل قوش يحرص بدقة على «ألا يضطر الرئيس للخيار بينه وبين أحد من هذين».
    < والمشاورات الآن بين الوطني والأحزاب لعلها تعيد إلى الذهن حديث قوش الذي ينفرد به مع الأحزاب.
    < وحديث مساعده «حسب الله» ـ الذي يكسر عنق حواره بضربة واحدة حين يعلن «أن كل شيء خاضع للحوار حتى الشريعة».
    < وبعض ما يكسر عنق الحوار يومئذ ويكسر أعناقاً أخرى هو أن بعضهم يحدث جهات أمريكية عن شيء يشبه الانقلاب.
    «7»
    < ولسنوات ننطلق نجمع حديث نيفاشا من أفواه أهلها.. ونجد أنه لا يتفق اثنان على شيء.
    < قبلها نسمع ونقرأ لمن كتبوا عن:
    دار الضيافة «المذبحة».. ثم لا يتفق اثنان على شيء.
    < وعن يوليو 76.. وعن أكتوبر.. وعن الانتفاضة وعن تمرد خليل وعن.. وعن.
    < ونسمع من أفواه من صنعوا الحدث.. ثم لا يتفق اثنان على شيء.
    < و.. و..
    < ونفهم لماذا قالت «الصيحة» ما قالت أمس عن قوش ونافع وعلي عثمان.
    < خطأ كله لكن.. المشهد السوداني يكرر نفسه في الصيحة هذا هو كل ما هناك.
    < لكن.. متى يتوقف الدوار هذا.. ونكتب تاريخاً حقيقياً.
                  

03-13-2014, 06:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    برلماني: موسى هلال متمرد على الدولة


    نشر بتاريخ الخميس, 13 آذار/مارس 2014 09:25
    الخرطوم: محمد عبد الحميد
    كشفت الجمعية الخيرية للمنطقة الشرقية لولاية شمال دارفور، محليات«أم كدادة، اللعيت، والطويشة» عن نهب الحركات المسلحة خلال الهجوم الذي نفّذته على تلك المناطق لملايين الجنيهات من مصرفي الأسرة والبنك الزراعي وديوان الزكاة، فضلاً عن «10» ملايين جنيه خسائر بالسوق وتحطيم «9» عربات لمواطنين وحرق عدد «2» عربة تتبع لديوان الزكاة إضافة إلى «3» عربات تابعة لمحلية اللعيت.


    وأكدت الجمعية مواصلة الحركات المسلحة التي تتبع لعبد الواحد نور،وأركو مناوي وجبريل إبراهيم الهجوم على محلية الطويشة التي تعرّضت لقصف مدفعي، راح ضحيته «29» شهيداً بجانب «60» جريحاً.

    وطالبت الجمعية في مؤتمر صحفي بـ«اس ام سي» أمس، الحكومة ببسط هيبة الدولة وتوفير الأمن وتدخل الجيش لإعادة الأمور إلى نصابها. وأكد رئيس الجمعية المهندس آدم محمود نزوح «350» ألف نسمة ووصول عدد «600» أسرة إلى محلية غبيش بغرب دارفور بحسب التقديرات الأولية. داعياً لضرورة تقديم الغذاء والكساء والدواء للنازحين و توفير الجازولين والمياه، كاشفاً في ذات الوقت عن تكوين لجنة طوارئ من مفوضية العون الإنساني. من جهته أبدى عضو دائرة محليتي اللعيت والطويشة بالمجلس الوطني إسحق حسين تخوفه من تعطيل الدراسة بمرحلتي الأساس والثانوي لافتاً إلى أن الامتحانات على الأبواب، مشيراً إلى ضرورة معالجة الأمر.

    وفيما قال عضو المجلس الوطني الفا هاشم إن الدولة مقصّرة، وشنّ هجوماً على الحركات المسلحة التي تستهدف المناطق الآمنة متسائلاً: أين قضية دارفور في تدمير البنيات التحتية وأبراج الاتصالات.وأكد أن موسى هلال متمرد على الدولة يتخندق بآلياتها. لافتاً إلى أنه من حق طلاب دارفور مناقشة قضيتهم، مشيراً إلى ضرورة النأي عن استخدام السلاح والعنف.

    ----------------------------

    «الإنتباهة»: ادعاء الطيب مصطفى بعودة الصحيفة له محاولة للتأثير على المحكمة


    نشر بتاريخ الخميس, 13 آذار/مارس 2014 09:07
    الخرطوم: الإنتباهة

    أكد مجلس إدارة شركة المنبر للطباعة المالك لصحيفة «الإنتباهة»، أن ادعاء رئيس مجلس الإدارة السابق الطيب مصطفى، بأن حكماً قضائياً سيصدر بعودة الصحيفة إليه لا أساس له من الصحة، ووصف المجلس في بيان أمس تصريحات الطيب بالتدخل السافر في اختصاصات القضاء، ومحاولة التأثير على المحكمة، فضلاً عن أنها تشير إلى جهله الفاضح بالقانون. وأوضح المجلس أنه ظل يتابع لفترة، التصريحات والمقالات والشائعات التي يطلقها البعض خاصة الطيب مصطفى، مبيناً أن قضية أسهم الشركة ما زالت بيد المحكمة التجارية التي لم تفصل فيها بعد.


    ولفت المجلس إلى أنها الجهة الوحيدة التي تقرر في موضوع الأسهم، منبّهاً لضرورة احترامها وعدم التأثير عليها بالهياج الإعلامي والكلامي وترك القانون ليأخذ مجراه. وقال المجلس بحسب البيان إن ما قام به الطيب مصطفى يعد إشارة مسيئة للمحكمة، وكأنها سرّبت إليه فحوى قرارها وحكمها، والدليل تكرار كتابته لذلك في الصحف
                  

03-14-2014, 06:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    حركة غازي صلاح الدين تصدر بياناً حول جريمة تعرض مواطن الي التعذيب حتي الموت بأبشع الصور


    لم يشهد تاريخ السودان حاله مماثله من التعذيب بأجماع الأطباء .
    03-14-2014 08:25 AM
    بسم الله الرحمن الرحيم

    حركة الإصلاح الآن

    بيان :

    إن التدهور المريع الذي نعيشه و نحسه في كل مناحي الحياة اليوميه في هذا البلد الطيب اهله أمر فاق التصور و تعدي كل الحدود و أصبحنا في مشرق كل صباح جديد نسمع ما يدمي العيون و يذهب بالعقول ,,, ففي الايام السابقه فجع الشعب السوداني بخبر جريمة إغتيال مواطن سوداني من قبل افراد تابعين لجهاز الامن و المخابرات و علي صلة قرابه مباشره مع أحد المسؤولين في الحزب الحاكم علي خلفية نزاع علي ممتلكات خاصه .

    أن هذا المواطن تعرض الي التعذيب حتي الموت بأبشع الصور و لم يشهد تاريخ السودان حاله مماثله من التعذيب بأجماع الأطباء .


    إننا في حركة الإصلاح الآن ندق ناقوس الخطر عالياً و نصرخ بأعلي أصواتنا بإدانتنا لهذه الجريمه الشنيعه النكراء التي لا تقرها الشرائع السماويه و التي تتنافي مع قيم الدين و الاعراف و التقاليد و القوانين الدوليه و حقوق الانسان . إن هذه الجريمه البشعه هي نتاج طبيعي لسياسة التسلط و الإستبداد التي تمارسها اجهزة الدوله الأمنيه بلا رادع يكبح جموحها من إعتقال و ترهيب حتي تفاقم الأمر وبلغنا الدرك السحيق بالتعذيب حتي الموت بدون أي سند أو أي إجراء قانوني .


    إننا في حركة الإصلاح الآن نحذر من مغبة الإستمرار و التمادي في هذا النهج و بالمقابل نطالب بأن تقوم الدوله بدورها في حماية مواطنيها و هذه مسؤوليتها و أن يقدم الجناه الي محاكمه علنيه حتي يلقوا جزائهم و يكونوا عظه و عبره لغيرهم .

    " حركة الإصلاح الآن "
                  

03-14-2014, 08:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    انتحار
    انتحار
    عثمان ميرغني


    03-14-2014 08:22 PM
    عثمان ميرغني

    إلى أين تتجه الأوضاع في بلادنا السودان؟ لا أحد يعلم، بل الأدهى والأمر لا أحد يشعر بأنه معني بالإجابة عن هذا السؤال المروع.

    أمس الأول شهدت جامعة الخرطوم أركان نقاش محدودة أدارتها بعض روابط طلاب دارفور.. كان من الممكن أن تعبر عن قلق الطلاب على ما يجري في دارفور ومحاولة منهم للفت النظر.. فتبدأ وتنتهي بسلام.. لكن الحماس طغى فتحولت إلى مظاهرات اتخذت طريقها للخروج من أسوار الجامعة.. الشرطة تعاملت معها بالغاز المسيل للدموع فارتدت المظاهرات إلى داخل حرم الجامعة.. إلى هنا وكل هذا طبيعي في أجواء الجامعات السودانية..

    لكن وفجأة من بين ثنايا القدر الرهيب.. تنطلق بضع رصاصات كانت واحدة منها في صدر الطالب (علي أبكر موسى) بالمستوى الثالث بكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم.. فأردته شهيداً.. وحتى هذه اللحظة لا تفسير.. ووعد بـ(التحقيق).. رغم أن تحقيقات كثيرة في قضايا مماثلة لا تزال ملفاتها مطوية..

    الحادث المأساوي ألهب شعور الطلاب فشيعوا الجثمان إلى مقابر الصحافة في موكب ضخم.. هو الآخر تعرض لوابل من الغاز المسيل للدموع.. وأُغلقت الجامعة التي كان يفترض أن تدير وتشرف على الحوار السياسي.

    إلى أين تتجه الأوضاع في بلادنا السودان؟ بكل يقين هناك طريقان لا ثالث لهما.. الأول: طريق العناد ودفن الرؤوس في الرمال.. بالحديث الـ(لا) مجدي عن حوار شامل لا تتوفر له أدنى معايير الجدية.. وهو طريق سيفضي حتماً إلى الطامة الكبرى..

    والثاني: طريق العقل.. وتحمل المسؤولية التاريخية تجاه الوطن الكبير.. بإنكار الذات الحزبية الضيقة.. وتبني أطروحة تسوية سياسية شاملة.. تستوعب كل أبناء الوطن.. فترتاح البنادق.. ويبدأ بناء الوطن المدمر..

    لا سبيل آخر.. ومن المؤسف أن يظن البعض أن إضاعة الوقت بـ(تشتيت الكرة).. يوفر مزيداً من السنوات في الحكم.. هذا محض جنون.. فالعبر التي تفرج عليها العالم أجمع في الأنظمة التي سادت ثم بادت.. كافية لنرى رأي العين ما سيؤول إليه مصير مثل هذه السياسات..

    لم يبق من الوقت شيء.. على الحكومة أن تنظر ببصيرة عقلانية للمشهد الماثل أمامنا.. وتدرك أن الإسراع بخطوات الحل.. يبعد شبح الكارثة.. أن تدرك الحكومة أن (حكاية!!) الحوار صارت مملة ومستهلكة للصبر والزمن.

    الأوجب أن تفتح الحكومة اليوم قبل الغد أبواب العمل السياسي الحر الطليق بلا قيود.. التعبير بالكلام أفضل كثيراً من التعبير بالرصاص.. وأن تترك لشعبنا العاقل الصابر أن ينظر ويتأمل في البضاعة السياسية المعروضة أمامه ليختار منها ما يشاء بكامل رشده وضميره..

    (الحوار الشامل) لا يجب أن يعني حواراً بين المؤتمر الوطني وما يختار من أحزاب.. الغالبية الكاسحة من الشعب السوداني خارج أسوار الأحزاب فلماذا لا تشارك في الحوار عبر المنابر المفتوحة في الهواء الطلق؟.. لماذا تغلق الحكومة منابر الحوار المفتوحة.. وتطلب من الأحزاب حواراً خلف الغرف المغلقة؟.

    على كل حال.. المباراة في الوقت بدل الضائع..!! وسيستبين قومي النصح ضحى الغد

    اليوم التالي

    ترابي يدخل البرلمان بعد 15 عاماً
    03-13-2014 02:09 AM

    كان ذلك (المانشيت) الرئيس لغالبية صحف الأمس.. ولو دخل الترابي البرلمان نائبا منتخبا ليقود زعامة المعارضة.. أو لو دخله رئيسا للبرلمان تماماً كما خرج منه.. لكان ذلك فعلا الخبر الذي يستحق عناوين الصحافة السودانية.. لكن زيارة الترابي للبرلمان كانت لقضية وغرض بالحساب العملي والسياسي قد لا يستحق أكثر من آخر ركن في الصفحة الثانية.

    وربما شد انتباه كثيرا من القراء مثلي.. خبر آخر نقلته ذات الصحف يقول: (الشعبى يشكك في استمرار الحوار مع الوطني)..

    حزب الترابي نفسه هو الذي يشكك في جدية الحوار مع الوطني.. المشهد أشبه بلقطة في مباراة كرة قدم يرسل فيها الجناح كرة أمام مرمى الخصم متمنيا أن تتلقفها أقدام هداف الفريق ليكملها في المرمى.. فيفاجأ الجمهور بأن الهداف الماهر كان بعيدا في خط الدفاع جالساً يصلح رباط حذائه..

    الوضع في السودان تعدى تماماً (أهل القبلة) إلا إذا كان المطلوب (الدعوات الصالحات) فالبلاد تنزلق إلى هاوية مخيفة.. ومجرد لقاء بين الرئيس البشير والدكتور الترابي.. مجرد لقاء.. أكرر مجرد لقاء.. لا يزال يتأجل لأكثر من شهرين.. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الناس لقاء الرجلين في القصر الجمهوري يظهر الترابي في البرلمان ليستعيد ذكريات اليوم الذي منعه فيه الحرس من دخول البرلمان.

    هل يعيش الوسط السياسي حالة (فاصل ترويحي) في ماراثون الحوار الذي لم يبدأ بعد؟ أم هي غفلة كبرى عن الواقع الذي يزداد كل يوم وقوعا..

    الأحزاب كلها تنتظر (مفاجأة) أو (معجزة) تنقذ الوضع الراهن لكن لا أحد يريد أن يتحرك ويبادر.. حزب المؤتمر الوطني الحاكم (بل المتحكم) بشر بـ(مفاجأة) وتمخضت عن لا شيء، وتأكد للجميع أنه غير مستعجل لأي حل طالما هو في السلطة بمبدأ (وعلى المتضرر اللجوء إلى شرب ماء البحر).. وبقية الأحزاب تقف أمام بوابة (لجنة الاختيار للخدمة العامة) تنتظر مواعيد المعاينات التي ما انفك المؤتمر الوطني يسجلها أسبوعا بعد أسبوع.. أحزاب قليلة (الشيوعي والمؤتمر السوداني) كشفوا اللعبة ولم ينتظروا المعاينة بل طلبوا إبراز هامش الجدية بتهيئة الأجواء السياسية بفتح الحريات على مصراعيها وهم يعلمون أن ذلك محال.

    الدكتور حسن الترابي يبدو أنه يفهم تماماً (سر اللعبة).. ويدرك أنه في الوقت الراهن لا يحتاج لأكثر من موطئ قدم في الفعل والقرار ثم يصبح بعد ذلك لكل حادثة حديث.. لكن المشكلة أن الطرف الآخر يفهم ذلك أيضاً، ولهذا يطيل اللعبة و(يشتت الكرة) بمثل حكاية زيارة الترابي لمقر البرلمان فيصبح ذلك هو الخبر الذي يفرح به الإعلام وتحتفي به المانشيتات إلى حين لقطة جديدة..

    .. مطلوب من الجمهور (الصفير) بأعلى صوت..

    التيار

    ترابي يدخل البرلمان بعد 15 عاماً
    03-13-2014 02:09 AM

    كان ذلك (المانشيت) الرئيس لغالبية صحف الأمس.. ولو دخل الترابي البرلمان نائبا منتخبا ليقود زعامة المعارضة.. أو لو دخله رئيسا للبرلمان تماماً كما خرج منه.. لكان ذلك فعلا الخبر الذي يستحق عناوين الصحافة السودانية.. لكن زيارة الترابي للبرلمان كانت لقضية وغرض بالحساب العملي والسياسي قد لا يستحق أكثر من آخر ركن في الصفحة الثانية.

    وربما شد انتباه كثيرا من القراء مثلي.. خبر آخر نقلته ذات الصحف يقول: (الشعبى يشكك في استمرار الحوار مع الوطني)..

    حزب الترابي نفسه هو الذي يشكك في جدية الحوار مع الوطني.. المشهد أشبه بلقطة في مباراة كرة قدم يرسل فيها الجناح كرة أمام مرمى الخصم متمنيا أن تتلقفها أقدام هداف الفريق ليكملها في المرمى.. فيفاجأ الجمهور بأن الهداف الماهر كان بعيدا في خط الدفاع جالساً يصلح رباط حذائه..

    الوضع في السودان تعدى تماماً (أهل القبلة) إلا إذا كان المطلوب (الدعوات الصالحات) فالبلاد تنزلق إلى هاوية مخيفة.. ومجرد لقاء بين الرئيس البشير والدكتور الترابي.. مجرد لقاء.. أكرر مجرد لقاء.. لا يزال يتأجل لأكثر من شهرين.. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الناس لقاء الرجلين في القصر الجمهوري يظهر الترابي في البرلمان ليستعيد ذكريات اليوم الذي منعه فيه الحرس من دخول البرلمان.

    هل يعيش الوسط السياسي حالة (فاصل ترويحي) في ماراثون الحوار الذي لم يبدأ بعد؟ أم هي غفلة كبرى عن الواقع الذي يزداد كل يوم وقوعا..

    الأحزاب كلها تنتظر (مفاجأة) أو (معجزة) تنقذ الوضع الراهن لكن لا أحد يريد أن يتحرك ويبادر.. حزب المؤتمر الوطني الحاكم (بل المتحكم) بشر بـ(مفاجأة) وتمخضت عن لا شيء، وتأكد للجميع أنه غير مستعجل لأي حل طالما هو في السلطة بمبدأ (وعلى المتضرر اللجوء إلى شرب ماء البحر).. وبقية الأحزاب تقف أمام بوابة (لجنة الاختيار للخدمة العامة) تنتظر مواعيد المعاينات التي ما انفك المؤتمر الوطني يسجلها أسبوعا بعد أسبوع.. أحزاب قليلة (الشيوعي والمؤتمر السوداني) كشفوا اللعبة ولم ينتظروا المعاينة بل طلبوا إبراز هامش الجدية بتهيئة الأجواء السياسية بفتح الحريات على مصراعيها وهم يعلمون أن ذلك محال.

    الدكتور حسن الترابي يبدو أنه يفهم تماماً (سر اللعبة).. ويدرك أنه في الوقت الراهن لا يحتاج لأكثر من موطئ قدم في الفعل والقرار ثم يصبح بعد ذلك لكل حادثة حديث.. لكن المشكلة أن الطرف الآخر يفهم ذلك أيضاً، ولهذا يطيل اللعبة و(يشتت الكرة) بمثل حكاية زيارة الترابي لمقر البرلمان فيصبح ذلك هو الخبر الذي يفرح به الإعلام وتحتفي به المانشيتات إلى حين لقطة جديدة..

    .. مطلوب من الجمهور (الصفير) بأعلى صوت..

    التيار

                  

03-15-2014, 05:20 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الازمة فى السودان تجمع بين الترابى والبشير بمساع قطرية


    تكللت المساعى القطرية بان جمعت طرفى النزاع فى حكم الاخوان بالسودان امس بالخرطوم لاول مرة منذ المفاصلة فى الحزب الحاكم
    والتقى وفد ا الطرفين واتفقاعلى تفعيل الحوار مع القوى السياسية الاخرى لايجاد مخرج من الازمة التى يمر بها السودان حاليا
    وكانت قطر دعت طرفى النزاع فى الحزب الحاكم للتوحد ومواجهة الوضع داخليا وخارجيا بعد االاطاحة بحكم الاخوان بمصر اثر ثورة شعبية واصبح الحكم الاخوانى الوحيد الان فى الساحة العربية ..خاصة وان الخلاف بينهما لم يكن خلافا جوهريا وانما خلاف فى الحكم وكيفية ادارة الدولة
    وقال بشير آدم رحمه، القيادى في المؤتمر الشعبي عقب اللقاء الذي استمر90 دقيقة ان القاء ناقش ( الاستهداف الخارجى ) !، في حين انه بالنسبة لعمر البشير فان اهم عناوين الاستهداف مذكرة القبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية التى سبق وايدها الترابى !!
    وفى اشارة لافتة لحدود تنازلات عمر البشير لعرابه السابق انه احضر معه للقاء على عثمان محمد طه ونافع على نافع وهما من قادا الانشقاق عن الترابى ابان المفاصلة بينهما



    البشير والترابي يؤكدان أهمية بدء الحوار الوطني بأسرع وقت دون استثناء لأحد طباعة أرسل إلى صديق


    السبت, 15 آذار/مارس 2014 08:38

    سونا:
    التقى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني مساء اليوم ببيت الضيافة بالدكتور حسن عبد الله الترابي الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي وعدد من قيادات حزبه في إطار اللقاءات التي إبتدرها سيادته مع الاحزاب والقوى السياسية للحوار الوطني . وأكد دكتور مصطفى عثمان إسماعيل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني في تصريحات صحفية أن اللقاء يأتي في إطار اللقاءات التي يجريها رئيس الجمهورية مع القوى السياسية السودانية لتفعيل مبادرة الحوار الوطني التي تضمنها خطابه الأخير في يناير الماضي.
    وأضاف إسماعيل أن اللقاء أكد على أهمية أن يبدأ الحوار بأسرع وقت ممكن دون استثناء وأن يكون الحوار ملك للقوى السياسية التي ستشارك فيه لتحدد سقفه وموضوعاته وزمانه وهياكله .
    وأوضح الأمين السياسي للمؤتمر الوطني أن السيد رئيس الجمهورية سيواصل لقاءاته مع بقية القوى السياسية.
    الى ذلك أكد الدكتور بشير آدم رحمة القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أن اللقاء تطرق لآليات الحوار والقوى المشاركة فيه وأن تكون الدعوة مفتوحة لكل القوى السياسية وحاملي السلاح وقوى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية المستقلة والمرأة والشباب والطلاب.
    وأضاف رحمة أن آليات الحوار ومداه وموضوعاته يجب أن يتم الاتفاق عليها في لقاء يضم كل الاحزاب السودانية بلا إستثناء مؤكداً أن المؤتمر الشعبي كان قد لبى الدعوة لحضور خطاب رئيس الجمهورية في يناير الماضي ولبى الآن دعوة رئيس الجمهورية لهذا الاجتماع اليوم لقراءة حزبه للواقع المحلي والاقليمي والدولي وما يواجه البلاد من مخاطر مبيناً أن حل مشاكل السودان لاتتم إلا بالتوافق عبر الحوار مشيراً الى ان فشل ذلك سيكون جريمة في حق السودان واجيال المستقبل القادمة مؤكداً إقتناع حزبه بجدوي الحوار وحل مشاكل السودان دون تدخل جهات خارجية.
    جدير بالذكر أن اللقاء حضره عدد من قيادات المؤتمر الوطني من بينهم الفريق اول ركن بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية ، والاستاذ علي عثمان محمد طه ، والدكتور نافع علي نافع والدكتور إبراهيم غندور ، والبروفيسور إبراهيم احمد عمر ، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل .
    بينما حضر اللقاء من قيادات حزب المؤتمر الشعبي الاستاذ إبراهيم السنوسي والدكتور بشير ادم رحمة والاستاذ عبد الله حسن احمد والاستاذ كمال عمر والاستاذ محمد الامين خليفة.
    //////
                  

03-15-2014, 09:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    05323cd47cef79.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    053237bf0968f3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    في لقاء تلى آيات فاتحته إبراهيم السنوسي...البشير والترابي لقاء الممكن بعيداً عن المستحيل


    في لقاء تلى آيات فاتحته إبراهيم السنوسي...البشير والترابي لقاء الممكن بعيداً عن المستحيل




    الترابي يتناول العشاء مع البشير

    03-15-2014 10:31 PM
    تقرير : خالد أحمد – عبدالباسط إدريس

    إنها المرة الأول فيما يبدو التي دخل فيها الامين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي إلى بيت الضيافة، الرجل لابد انه اجتر شريطاً من الذكريات، وجالت بخاطره سنوات الحكم وما تبعها من مواقف وأنين، سنوات طوال بحلوها ومرها.. الترابي لبى مساء امس دعوة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للتفاكر حول سبل انفاذ مبادرة الرئيس للحوار الوطني الشامل، الترابي حضر إلى اللقاء في معية وفد قيادي من العيار الثقيل، يقول البعض انه تأخر قليلاً عن الحضور حيث اتى واجب عزاء فقيد طلاب جامعة الخرطوم... التأم الحوار الذي يعد الحدث الأبرز في الساحة السياسية بالبلاد، وإن كان طيلة السنوات الماضية امرا اشبه بالمستحيل إلا انه يوم امس كان واقعاً لا يحتاج فيه المرء لكثير عناء لاكتشاف لعبة (السياسة) التي لا تقوم على خصومة دائمة وقطيعة مانعة.

    سر تأخير اللقاء
    الملاحظ أن اللقاء الذي ظلت ترقبه الساحة الداخلية والعالمية ايضاً تأخر عن الموعد المضروب لاكثر من مرة غير أن مصادر موثوقة اكدت أن للأمر علاقة بالغياب المفاجئ لامين العلاقات السياسية في حزب المؤتمر الوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل الذي غادر البلاد لأسباب (غير رسمية) وارتباط موعد اللقاء باسماعيل لسبب امتلاكه لجدولة رئيس الجمهورية مع قادة الاحزاب السياسية وهو الذي يقوم باللقاءات الثنائية لإيصال الدعوة وتحديد الزمان. إضافة إلى غياب امين العلاقات السياسية غاب عن البلاد ايضاً مساعد رئيس الجمهورية ونائبه لشؤون حزب المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور الذي كان في مهمتين رسميتين الأولى إلى اليمن والثانية إلى اديس ابابا لمخاطبة جلسة مجلس الامن والسلم الافريقي الخاصة بمفاوضات المنطقتين والمنعقدة في اديس ابابا الاسبوع الماضي. وقالت (المصادر) إن د. مصطفى وبروف غندور يعتبران لاعبين اساسيين في الدفع بعملية الحوار وبعودتهما إلى البلاد تم تفعيل الجدول الزمني للقاءات رئيس الجمهورية مع قادة القوى السياسية بما في ذلك لقاء الامس.


    حسن ساتي، السفير نصر الدين، ونائبا الترابي ابرز مفاجأة (الشعبي)
    ضم وفد (الشعبي) إلى جانب الامين العام للحزب د. حسن عبد الله الترابي ضم كلا من نائبيه د. ابراهيم السنوسي ود. عبد الله حسن أحمد وبشير آدم رحمة بجانب عثمان عبد الوهاب والخبير الاقتصادي وعضو القيادي في الحزب د. حسن ساتي والمهندس علي شمار وممثلة نسائية واحدة هي (ثريا يوسف) ومحمد الأمين خليفة، غير أن المفاجأة في وفد (الشعبي) تمثلت في حضور السفير نصر الدين أحمد محمد الذي شغل في وقت سابق مدير مكتب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير حينما كان رئيساً لمجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطني في بداية تسعينيات القرن الماضي.
    وفد (الوطني)
    وفد حزب المؤتمر الوطني إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحزب المشير البشير ضم النائب الاول لرئيس الجمهورية ونائب الرئيس للشؤون التنفيذية بالحزب الفريق اول بكري حسن صالح ونائب الرئيس لشؤون حزب المؤتمر الوطني البروفيسور ابراهيم غندور ووزير الاستثمار د. مصطفى عثمان، ورئيس البرلمان د. الفاتح عز الدين والقياديين بـ(الوطني) علي عثمان محمد طه ود. نافع علي نافع، و د. عوض الجاز ونائب رئيس البرلمان وعضو لجنة الحوار سامية أحمد محمد والقيادية رجاء حسن خليفة، فيما مثلت المرأة د. انتصار ابو ناجمة والشباب حامد ممتاز والطلاب مأمون حسن.

    مائدة العشاء
    اقتصر اللقاء على اعضاء الوفدين وتناول الترابي العشاء مع البشير، جلس الرئيس البشير في المنتصف وعلى يمينه د. حسن عبد الله الترابي ود. عبد الله حسن أحمد فيما جلس يسار الرئيس نائبه الاول الفريق بكري والبروفيسور غندور. القاعة التي اتسعت للوفد زودت بكافة الوسائل وبجانب عصائر البرتقال والكركدي وضعت امام كل عضو (مايك هوائي). ويبدو أن القائمين على امر اعداد المكان تحسبوا جيداً لاي طارئ فعمدوا إلى تهيئة مكان اللقاء بأفضل ما يكون.. فاتحة البرنامج كانت بتلاوة آيات من القران الكريم تلاها د. إبراهيم السنوسي الذي جلس في مقابلة علي عثمان طه.
    ويمكن القول إن ابرز الملاحظات كانت في حصر الحوار على اعضاء الوفدين (فقط)، وعقب انتهاء الاجتماع الذي بدأ عند التاسعة وعشر دقائق وانفض في حوالي العاشرة مساء امس توجهت قيادات الحزبين لتلبية دعوة العشاء الذي اقامه الرئيس البشير، الملاحظة كانت في جلوس الوفدين الذي فيما يبدو اعد بطريقة مراسمية مقصوده حيث جلس قيادات (الوطني) و(الشعبي) مع بعضهما البعض.

    د.علي الحاج: لقاء اجرائيات ورمزيته
    فور انفضاض الاجتماع المشترك بين المؤتمرين الوطني والشعبي اجرت (السوداني) اتصالاً هاتفياً بنائب الامين العام لـ(الشعبي) د. علي الحاج في منفاه الاختياري بألمانيا.. الرجل وكأنه كان في انتظار مكالمة من الخرطوم استجاب هاتفه على غير عادته منذ الرنة الأولى حيث علق على لقاء الرئيس ود. الترابي قائلاً: "على مدى خمسة عشر عاماً هذه أول مرة يلتقي فيها الرئيس والترابي لقاء مشهودا سياسيا ومعلنا، ورمزية اللقاء واهميته انه اهم مما يدور في اللقاء"، وقال انه لقاء (إجرائيات) بحسبانها مهمة جداً اضافة الى آلية الحوار ومن يديره ويجريه.. واستبعد تناول الاجتماع إلى القضايا التي قال انها لا يمكن تناولها من جهة حزب واحد او بطريقة ثنائية والمؤتمر الشعبي لا يريد للحوار أن يكون ثنائياً.
    وحول ما إذا كان لقاء الامس امتدادا للحوار الذي تم بينه وعلي عثمان قال علي الحاج "لا استطيع أن اجزم بذلك"، ولكن موضوعات الحوار او اللقاء قد تكون ذات الموضوعات التي تناقشت فيها مع علي عثمان. وبرغم قوله بعدم اعتقاده أن اللقاء اشارة لوحدة الإسلاميين إلا انه عاد قائلاً "نأمل أن يكون للقاء دلالات للاسلاميين وأن يستفيد منه الوطن".
    وحول دلالة حضور القياديين بالمؤتمر الوطني علي عثمان ود. نافع قال علي الحاج "لا احسب أن حضورهما له مؤشرات سياسية حقيقية وطبعاً الطرح كله للرئيس" لكنه قال ايضاً إن وجودهما شأن يخص المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية، وربما يشير حضور طه ونافع إلى أن المؤتمر الوطني في شكله الجديد مع الرئيس في قراراته.

    نبض المراقبين
    وكما توقع مراقبون أن يكون اللقاء افتتاحيا تكسر فيه الهوة الكبيرة بين الرجلين والحزبين ومناقشة كيفية بداية الحوار وتكوين لجان تنسيقية بين الحزبين، حيث قال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر إنه يعد أول اجتماع رسمي بين البشير والترابي منذ المفاصلة، وطوال هذه الفترة جرت كثير من المياه تحت الجسر وحدثت بالبلاد أحداث كبيرة مثل انفصال الجنوب وقيام الحرب مجدداً، وأضاف خلال حديثه لـ(السوداني) أن اللقاء مهم لأن البلاد وصلت لحالة سيئة والحريات في منعطف خطير، مشيرا إلى أن اللقاء في شكله قد يكون ثنائيا لكن المؤتمر الشعبي ملتزم بأن يحمل قضايا البلد وهمومه وقضايا قوى المعارضة المدنية والمسلحة وأضاف: "لن يكون لقاءً من أجل وحدة الإسلاميين"، مشيراً إلى أن قبولهم بالحوار ألقى عليهم مسؤولية متعاظمة وكبيرة للخروج بالبلاد إلى رحاب الحرية والديمقراطية.
    المحلل السياسي بابكر فيصل أشار إلى أن اللقاء سيكون استكشافيا بين الطرفين، وفيه إبداء لحسن النوايا ومعرفة كيفية جريان مسار التفاوض بين الطرفين، وأضاف خلال حديثه لـ(السوداني) إن الترابي سيحمل معه أجندة حلفائه من قوى المعارضة، حتى يثبت لها أنه ذهب إلى الحوار بأجندتها، ولأنه يحاول أن لا يعاديها، وأنه توصل أيضا إلى أن الحل الثنائي لن يؤدي إلى شيء، وأن البلد تحتاج إلى الحل الشامل، مستبعدا أن يتم الحديث عن وحدة بين الإسلاميين في الوقت الراهن على الرغم من أن هنالك ضغوطات إقليمية تذهب بهذا الاتجاه في المحاولة للمحافظة على المشروع الإسلامي بعد انهياره في مصر.

    هل هو سيناريو؟
    تحركات الترابي الأخيرة تجاه (الوطني) تبدو حتى اللحظة محكومة بوجهتي نظر: تتحرك الأولى من فرضية عدم الاقتناع بحدوث مفاصلة بين الإسلاميين في العام 2000م والتعاطي مع تلك الأحداث بوصفها استكمالا لتقسيم الأدوار والتمويه الذي نفذه الترابي صبيحة استيلاء البشير على السلطة في 30 يونيو 1989م، والتي تلخصت في ما ذكره بعد المفاصلة بأن يذهب هو للسجن حبيساً على أن يذهب الثاني للقصر رئيساً، واختلاف هذا السيناريو ليكون (إبق أنت في القصر رئيساً وأذهب أنا للمعارضة زعيماً)، ويعتبرون في هذا السياق التحركات الحالية الفصل الثالث من ذلك السيناريو الذي ألّفه واخرجه ومثله الترابي بكل براعة.
    لكن وجهة النظر تلك تصطدم بالعديد من الوقائع التي تحسب لمصلحة الترابي، فهو أكثر قيادات المعارضة التي تم اعتقالها خلال العقد الماضي، بجانب جهره بموقفه المخالف للرأي الرسمي في ما يتصل بالتعاطي مع المحكمة الجنائية الدولية، بجانب الاتهام المستمر له من قبل الحكومة وأطراف سياسية معارضة بوجود علاقة (ما) تربطه وتجمعه بحركة العدل والمساواة التي تقاتلها الحكومة بدارفور، واتهام حزبه عموماً ونائبه د.علي الحاج على وجه الخصوص بالوقوف وراء تحريك ملفها في الأوساط الدولية والإقليمية، وهي معطيات قد تبدو متناقضة مع الرواية التي تشكك في واقعة المفاصلة.

    ملء الفراغ
    وجهة النظر الثانية تتعاطى مع تحركات الترابي الأخيرة باعتبارها تستصحب التغيرات الأخيرة في الطاقم القيادي بصفوف الحزب الحاكم والحكومة، والتي أبعدت قيادات نافذة ومؤثرة وفاعلة عن المسرح، والتي ينظر إليها الرجل باعتبارها المنفذة فعلياً لعملية إبعاده وإقصائه من الحكومة وحزبها قبل حوالي العقد والنصف، ولذلك فإن نظريته تلك تستند على إمكانية الاستفادة من تلك الأوضاع الجديدة لإحداث تغيرات داخل تركيبة وتوجهات النظام الحاكم تحقق هدفين أولهما تحقيق التغيير بشكل أقل عنفاً، خاصة أنه جاهر بمخاوفه من إمكانية انهيار البلاد واضطرابها بسبب ثورات (الأطراف).
    استناداً على ذلك التحليل فإن أحد المسببات التي تدفع بالترابي لمنح عملية الحوار زخماً كبيراً والدفع بها مرتبط بمخاوف سياسية لتداعيات فشل التوصل لتسوية في الظرف الراهن على مجمل الأوضاع بالبلاد عموماً وداخل الحزب الحاكم على وجه الخصوص.

    لقاء فرانكفورت
    ينظر البعض للتحولات الأخيرة التي لازمت التحول الكبير في العلاقة بين الغريمين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي عقب حضور الترابي لخطاب البشير الأخير بقاعة الصداقة –رغماً عن تحفظات واعتراضات حلفائه في المعارضة ومقاطعتهم لذلك الخطاب- إلا أن البعض يؤرخ لحالة التقارب تلك وبدايته الفعلية والعملية لفترات سبقت هذا الظهور العلني والذي لم يكن في حقيقة الأمر سوى تتويج لتقارب غير معلن أو مرئي كانت ذروته الظهور الرسمي للترابي بقاعة الصداقة.
    خلال زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق الأستاذ علي عثمان محمد طه العام الماضي لألمانيا أصبح الحدث الأهم فيها هو عقده اجتماعا ولقاءً مع نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي وأبرز المقربين للترابي د.علي الحاج محمد في أول لقاء رسمي يجمع بين الرجلين منذ وقوع المفاصلة في صفوف الإسلاميين.
    طيلة فترة الشد والجذب التي انتظمت أروقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم عقب تداعيات مذكرة العشرة التي قلصت صلاحيات الأمين العام د. الترابي في مقابل زيادتها لصلاحيات رئيس الحزب البشير في ديسمبر 1998م ومروراً بالتداعيات التي صاحبت المؤتمر العام للوطني في أكتوبر 1999م الذي أسهم في مفاقمة الخلاف بين الطرفين وصدور قرار بتجميد البرلمان –في ما عرف بقرارات الرابع من رمضان- وانتهاء بتجميد الأمانة العامة والمفاصلة النهائية بخروج الترابي ومجموعته من (الوطني) وتشكيلهم لحزب ثانٍ باسم (المؤتمر الوطني الشعبي) –الذي عدل اسمه لاحقاً ليصبح المؤتمر الشعبي- فإن العليين كان ينظر إليهما باعتبارهما المحركين الأساسيين لمجموعتهما استناداً إلى القدرات السياسية والتنظيمية التي اكتسباها خلال فترة عملهما داخل أروقة تنظيمات الحركة الإسلامية.
    لعل تلك المعطيات هي التي منحت ذلك اللقاء زخماً كبيراً استناداً على موقع الرجلين وقربهما من البشير والترابي، وهو ما جعل البعض يتحدث عن قرب اكتمال وحدة بين الإسلاميين وبلورة تلك الترتيبات بتعيين الحاج نائباً للرئيس وهي التكهنات التي انتفت عقب إعلان التعديل الوزاري الأخير الذي لم يدخله الحاج.

    البشير والترابي
    ظلت العلاقة بين البشير والترابي –قبل فترة المفاصلة- قائمة على احترام شديد من الأول للثاني، ولاحقاً شهدت العلاقة بين الرجلين بعض الاحتكاكات بعد أن شغل الترابي موقع رئيس البرلمان بعد انتخابات 1996م إلا أن البشير امتصّ تلك الخلافات.
    عقب استشهاد النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية المشير الزبير محمد صالح في فبراير 1998م في حادث تحطم طائرته في الناصر قدم للبشير ثلاثة أسماء لاختيار نائبه الأول من بينهم –ضمت القائمة كلا من الترابي ود. علي الحاج وعلي عثمان محمد طه- وحينما ألمح البعض للبشير بتعيين الترابي لهذا المنصب، رفض هذا الأمر باعتباره لا يمكنه أن يرأس (الشيخ)، واقترح عوضاً عن ذلك أن يتنحى عن الرئاسة ويتم تعيين الترابي رئيساً للبلاد، إذا ما كان رأي الحركة الإسلامية تعيين (الشيخ) نائباً أول له وانتهى الأمر باستبعاده وحصر الترشيحات بين الحاج وطه حيث فضل البشير الثاني.

    السوداني

    -------------------------------


    الصراع المكتوم والي النيل الأبيض ومجموعة الإصلاح بالمؤتمر الوطني (وجها لوجه)...


    الخميس, 13 مارس 2014 12:49 الاخبار - تحت الضوء

    إرسال إلى صديق طباعة PDF


    الصراع المكتوم
    والي النيل الأبيض ومجموعة الإصلاح بالمؤتمر الوطني (وجها لوجه)...

    صراع مكتوم أصبح يخرج للعلن هذه الأيام داخل المؤتمر الوطني بولاية النيل الأبيض، حيث خرجت مجموعة داخله تطالب بالإصلاح وهي تشمل وزراء سابقين بالولاية. (السوداني) أجرت مواجهة بين القيادي الإصلاحي بالمؤتمر الوطني حمدتو مختار ووالي ولاية النيل الأبيض ورئيس المؤتمر الوطني يوسف الشنبلي.
    <<<

    أجرت المواجهة: سوسن محمد عثمان

    \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

    الناطق الرسمي لمجموعة الإصلاح حمدتو مختار لـ(السوداني):

    الوالي استخدم سلطاته لإرهاب الناس!
    نطالب بإعفاء هذا الوالي وقصة الوالي المنتخب انتهت

    * ماهو السبب الحقيقي للخلاف بينكم وأنتم في منظومة واحدة؟
    السبب الحقيقي هو البناء الوطني، لأن الوالي استخدم سلطاته وتدخل لإرهاب الناس ونحن قلنا أن يتم البناء في ظروف طبيعية بعيدا عن سيف السلطة وقادتها وهذه مرحلة جديدة شفافة ليسهم هذا النوع في الحزب على أسس قويمة لأن هذا يقود لاختيار الولاة في الكلية الانتخابية وماتعبر عنه المجموعة حتى لا يكون الاختيار بطريقة عشوائية او يعاد مؤتمر الولاية. ماحدث في المجلس الاستشاري من هتافات ولبس (فنائل) صار أقرب للتظاهرة السياسية وهذا شيء غير سليم ولا يستوعب المتغيرات لأن الوالي حضر لتوصيل فكرة لأي زول، والوالي أشرف إشرافا مباشرا على الذين هتفوا وهو يعرفهم لكن هو غير أمين وفيه عدم مصداقية وهذه من مشاكله الرئيسية وهؤلاء ليس لهم علاقة بالدائرة ونحن نحمّل حبيب مختوم مسؤولية ما حدث لأنهم ليس لهم علاقة. تم حشدهم وهذا نوع من الإقصاء السياسي وكونه يقول إنه لا يعرفهم مستحيل أن يحرك حجر في الولاية دون علم الوالي وهي مجموعة متناقضات شكلت الأزمة السياسية وأضعفت الأجهزة التنظيمية والتنفيذية والتشريعية بالولاية وما حدث في القاعة يؤكد أن الوالي يحاول تحويل الاشرافية لمنبر هتافي لصالحه بأساليب ملتوية والأدلة حاضرة، وأنا معروف لم تقدم لي الدعوة والناس الجابوهم ما عندهم علاقة والأزمة في الوالي ونحن نريد تقوية الحزب كحزب بناء والوالي يريده لصالحه.
    * هنالك اتهام أن الاحتجاج كان لأن اللائحه لا تعطيكم الحق في الترشيح من مناطقكم باعتباركم تقيمون بالخرطوم؟
    هذا كلام غير مبرر لأن الوالي نفسه بيته هنا في الأزهري وهذا كلام مخالف لأن أهلنا هناك وبيوتنا ولأننا مهتمون بقضايا أهلنا ودا كلام ما عندو قيمة لأنه في مؤتمرات الأساس تم إقصاء للناس ومن هنا بدأت القضية ونحن مهتمون بالولاية. الوالي نفسه مقيم بالخرطوم ودا كلام بيردده. أنا بيتي في شبونة واللائحه بتجيب الجماهير ونحن طالبنا منو؟ الوالي عندو إحساس بضعفه ودا كلام غير واقعي نحن طلبنا الشفافية بعيدا عن التدخل حتى تكون المخرجات فاعلة.
    * أين هذه الاحتجاجات عندما كنتم جزءا من الجهاز التنفيذي؟
    نحن نتحمل الفترة التي كنا فيها لكن الدعوة ليست لها علاقة والوالي يعلم تماما أنه ليس لدينا رغبة في العودة الى الولاية مرة أخرى ولكن لخدمة إنسان الولاية بغض النظر عن انتمائه السياسي. صاح كنا جزءا لا يتجزأ من الحكومة. ظللنا صامتين ليس ضعفا وهذه مؤسسية لكن لا بد من إزالة الخلل ولأن المؤسسات صارت ضعيفة ونحن قلنا في مجلس الوزراء الكثير وماهو ممنوع الكلام عنه لكن كان هنالك حصار شديد ولا يمكن أن يكون هنالك إنجاز في ظل عدم الإمكانات. الآن الحكومة عمرها 4 سنوات أين الإنجاز؟ لم تنفذ ولا كيلومتر واحد من الطرق. هو لازم يقول كدا ونحن من أخرجنا من الجهاز التنفيذي؛ الميزانية لا نُعطى ولا واحد من عشرة في المائة عشان زول يشتغل مافي وتظل الأضواء نحوه فقط وهو لا يساعد الوزراء في أداء مهامهم مما أضعفهم.
    * حركتكم الإصلاحية هل هي شبيهة بحركه الإصلاح الآن التي أسسها غازي صلاح الدين؟
    نحن مهمومون بقضية واحدة. انصلاح الحال المائل ومحتاجون إلى جراحة وجراحة أكبر من جراحة غازي وهي صرخة النيل الابيض لأن الضعف انعكس على إنسان بحر ابيض وهو الوعاء الذي يقدم بناء حزب يتناسب مع قيام مؤسسات تنظيمية سياسية وتنفيذية والقدرة على العمل وتحقيق الفائدة لإنسان الولاية. والمهمومون بقضايا المؤتمر الوطني يجب أن يكونوا واعين إلى الفترة القادمة واستمرار الجهود لأننا معنيون بالنيل الابيض وهي صرخة. المركز سمع هذه الصرخة.
    * طالبتم بإقالة الوالي، وهو والي منتخب كما تعلمون وهذا لا يتفق مع الدستور؟
    انتهت زمان حكاية والي منتخب واتكسرت. أين ذهب الولاة المنتخبون كرم الله عباس ووالي شمال كردفان شالوهم للطوارئ وإعفاء الولاة شيء عادي. تم إعفاء والي شمال كردفان وتعيين أحمد هارون، وهو يعلم ذلك لكن هو ما فارقة معه لأن العايز يعمله عمله.
    * إذا كان المؤتمر الوطني يقوم بالحوار مع الأحزاب الأخرى ألا يمكن أن يكون هنالك تقريب لوجهات النظر وأنتم تمثلون حزبا واحدا؟
    هي ليست تقريب وجهة نظر او خلافه. نحن ليس لدينا صراع مع الوالي لكن لا تعجبنا طريقته في إدارة المؤسسات وهو ليس لديه ضمانات وهي جزء من أزمة الحزب وليس لدينا مشكلة في توضيح الأخطاء حتى نتفاداها في المرة القادمة لأن الموضوعية أفضل من الانصرافية.
    \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
    والي ولاية النيل الأبيض يوسف الشنبلي لـ(السوداني):
    (...) على هؤلاء أن ينصاعوا لتوجيهات الحزب
    أنا أحوج الناس للاستشاريين ولا يمكن أن أفصل شخص لنقده لي!
    \\\\\\\\\\\\\\\\\\
    * البعض خرج عليك وطالب بضرورة إقالتك؟
    لا أدري عن أي حديث تحدثوا ولا أي تصريح ولا إعلان ولا من هم لكني سمعت سماعا وقرأت الردود.
    * هم تحدثوا عن البناء وقالوا يجب أن يكون مؤسسا مارأيك؟
    البناء ينتظم كل السودان وهو مركزي ومؤسسات الحزب تشرف عليه واللوائح والنظام الأساسي وآليات البناء تحدده بدستور الحزب وليس على شخص التأثير على أحد بل حرصنا على كل مكونات الولاية أن تكون موجودة من الشعبة وحتى الوحدات الإدارية مرورا بالمحلية وصولا للولاية والى المستوى القومي.
    * هم يقولون إنهم تيار إصلاح وإن هنالك تأثير على عملية اختيار وتنظيم المؤتمر الوطني بالولاية؟
    البناء لا يزال في طور التعبئة وهو لم يبدأ بعد وفي هذه اللحظة يتم التخطيط على المستوى المركزي وآلياته ولا يبنى في الولاية فقط والمحلية لأن المركز شريك والمواطن على مستوى شعب الأساس شريك لأنه يبدأ من القاعدة والذين يريدون أن يأتوا من مؤتمر الحي والقرية ثم يصعد وليس هنالك حجر على أحد او وصفة جاهزة وهو لكل أهل الولاية.
    * هنالك اتهام بأن هنالك سيطرة على البناء لأنه يتم عبره الترشح لمنصب الوالي في الانتخابات؟
    ليس هنالك سيطرة على قواعد المؤتمر الوطني لأن الولاية في مجملها بها 600 ألف مواطن وليس في قدرة فرد واحد أن يسيطر عليهم ترهيبا او ترغيبا لأنه ليس هنالك ما يرغب فيه أو ما يرهب منه. الأمر يتم بالتشاور والتحاور في قضايا عامة؛ في السلام والتنمية والديمقراطية ورغبة الناس تتبلور في شكل سياسات عامة والمسألة تأتي طبيعية من القواعد الى المؤسسات في مؤتمر عام يفوق الـ 1000 عضو ولا يستطيع شخص التوجيه او التأثير.
    * على سبيل التأثير كانت هنالك هتافات وفنلات تحمل صورك داخل الاستشارية؟
    الاستشارية شأن مركزي. الوالي كان ضيفا عليها كما الآخرين، تدعى لها المؤسسات التنسيقية. الوالي ليس تنفيذيا ولا تشريعيا وأن يأتي شخص يرتدي فنلة تحمل صور الوالي او الوزير هو شأن من يرتديها ولن نستطيع أن نكمم أفواه الناس او توجيهم وليس هنالك تأثير، فالذي يلبس شعار او أي نوع أمر لا يعد له من أي مسؤول وهي رغبات الأفراد ونفاجأ بصورة الوالي او الوزير وهذه ثقافة انتظمت أهل السودان منذ الحملة الانتخابية.
    * ماذا عما نسب لأهلك بالاعتداء على من خالفوك الرأي؟
    من هم أهلي. الدعوه جاءت من دائرة النيل الأبيض وهي دائرة مركزية وأنا لم أدعُ أحدا من أهلي لحضور هذا الاجتماع وأنا أهلي الولاية كلها.
    * اللائحة تنص على عدم مشاركة من يقيم خارج الولاية، والمجموعة قالت إنك تقيم خارج الولاية؟
    أنا ساكن في الخرطوم وفي كوستي وأنا ساكن في الدويم حيث منزل أولادي وأنا متعدد وساكن في بلدي التي لم أغادرها منذ نعومة أظافري وأنا ساكن في بيت الوالي هذا المنزل وانتم فيه الآن. وجود منزل في الخرطوم اقتضه ظروف دخول الأبناء في الجامعات.
    * أنت متهم بعرقلة العمل التنموي بالولاية وتردي الخدمات؟
    لا أريد أن أتحدث عن التنمية بل أنتم تعلمون أن الولاية تعاقدت مع شركة زادنا بما قيمته 162 مليار جنيه ومستشارنا الدار الاستشارية وبدأ العمل الفني المتقدم وسوف يتنقل الى المحليات. من قال ذلك معلوماته سابقة وهو بعيد عن الولاية والتنمية في مجال الطرق انتظمت محليات كوستي وربك بطول 70 كلم. أما في مجال الكهرباء تم توزيع 1000 الأولى بما قيمته 374 مليار وعمت جهات الولاية وفي الانتخابات كانت اللافتات في محلية الجبلين تنادي بالكهرباء والجبلين الآن مضاءة إنفاذا لوعد رئيس الجمهورية بما قيمته 17 مليار وانتقلت الى ابو ضلوع وأم القرى والماء تم تشييد محطة الجبلين بما قيمته 7 مليارات. هذا غير حصاد المياه. الولاية صرفت على التنمية 374 مليار وهو أكبر من ميزانية التنمية لأن ما صرف على المياه أكثر من 112 مليار في محطات نيلية من القردود حتى أب كراي.
    * المجموعة قالت إنها كانت في مجلس الوزراء تنادي بالتنمية فقمت بإعفائهم؟
    أنا أحوج الناس أن استشير ولا يمكن أن أعجل بإعفاء شخص لخلاف حول رأي. إذا كان هنالك رأي صائب لأن نصف رأيك عند أخيك ولأن الأمر هو تكليف ليس فيه إطالة او تعجيل وكان علينا أن نربأ بأنفسنا أن ندور حول المنصب لأنه كم من الناس وزراء؟ لا يعد على الأصابع ولأن المرور على الحياة واسع والإنسان دوره أوسع من يبقى وزيرا وكم الذين يتولون المسؤولية.
    * الحزب فتح الحوار مع الأحزاب الأخرى ألا يمكن أن تكون هنالك تقريب لوجهات النظر في إطار البيت الواحد؟
    أنا لا أرى أن هنالك تباين في وجهات النظر في مؤسسات المؤتمر الوطني او القائمبن عليه. الأفراد الذين لا يتولون مسؤوليات عليهم أن ينصاعوا لموجهات الوطني وإذا كانوا يدعون الآخرين لكلمة سواء فمن باب أولى ألا يغرد المنسوبون خارج السرب.
                  

03-16-2014, 04:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    «كمال عمر»: المؤتمر الوطني ما عاد (الحزب الزمان)
    3 ساعات 45 دقائق منذ
    حجم الخط: Decrease font Enlarge font
    «كمال عمر»: المؤتمر الوطني ما عاد (الحزب الزمان)
    الخرطوم – المجهر
    كشف الأمين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي "كمال عمر عبد السلام" عن تفاصيل لقاء حزبه مع رئيس الجمهورية أول أمس ببيت الضيافة بالخرطوم. وقال إن رئيس الجمهورية تحدث بشفافية كبيرة كشف فيها عن ضمانات كافية لنجاح مبادرة الحوار الوطني، مؤكداً أنه ليس هناك من أشياء معدة مسبقاً من قبل الوطني للحوار، معبراً عن تفاؤله بناتج اللقاء.
    وقال "عمر" خلال حديثه في برنامج (في الواجهة) التلفزيوني مساء أمس (السبت) (نحنا خلاص فترنا من البندقية والمؤتمر الوطني ما عاد المؤتمر الوطني الزمان) وأضاف: ( أنا أكثر من نافح وعارض الحكومة)، مشيراً إلى أنهم الآن أمام فرصة تاريخية، وزاد: (نحن سوف نجتهد بعلاقات وسوف نتحدث مع الحركات المسلحة).
    ودفع "عمر" برسالة إلى تحالف المعارضة بأنهم في المؤتمر الشعبي المعارض لن يتخلوا عن علاقاتهم مع المعارضة. وقال: (نحن لدينا خبرة في التعامل مع الوطني فقد حصلت تحولات في عقلية المؤتمر الوطني)، مشيراً إلى أن مشاركة الأحزاب والحركات مهمة في الحوار، مؤكداً أن الباب الآن واسع لحل المشاكل بالحوار. ونبه "عمر" الأحزاب بقوله: (نحن مطالبون بقول كلمة الحق، إذا الناس تخلفوا عن الحوار يكونوا فوتوا فرصة كبيرة لجمع الشمل والاجتماع جيد وتحدث عن أزمة البلاد ما في شيء معد مسبقاً، نشعر بجدية حقيقية الآن نحن نطرح مشروع الحوار بقوة).
    من جهته قطع الأمين السياسي للمؤتمر الوطني د."مصطفي عثمان إسماعيل" في حديثه بأن مبادرة الحوار ليس لها سقف، وأضاف (نحن حريصون لإشراك الكافة)، كاشفاً عن اجتماع تشاوري للرئيس مع كل الأحزاب خلال الأيام القليلة القادمة. وعبر "إسماعيل" بأن يكون لقاء الأمس بداية لعودة وحدة الإسلاميين

    --------------------------

    قصة صراع ثلاثة رجال على ولاية واحدة
    11/03/2014 16:27:00


    أديس أبابا : يوسف عبد المنان

    { (الخراب ساهل) عبارة شعبية يتداولها (البقارة) في حلهم وترحالهم، كناية عن واقع أن الحرب قد تشتعل وتقضي على الحياة في ساعات، وأن التعمير صعب وشاق وبطيء.. وقد عاشت شمال دارفور خلال سنوات ما بعد اندلاع الحرب عام 2005م استقراراً نسبياً في الأوضاع، وأحكمت حكومة الولاية سيطرتها على المدن الكبرى، وفرضت القوات النظامية وجودها في كل المحليات حتى نهضت شمال دارفور رغم وجود التمرد في أقصى شمال الولاية وفي جيوب صغيرة غربها وجنوبها.. وأصبح للفاشر فريقان في الدوري الممتاز كدليل وشاهد على تطور الفاشر المدينة وشمال دارفور الولاية

    .. ومن بين رماد المعارك وحرب اللاندكروزرات أخذت شمال دارفور في النهوض والاستقرار السياسي والأمني والنمو الاقتصادي.. بيد أن الصراع السياسي بين قيادات شمال دارفور قد أشعل ثقاب الحرب العام الماضي حينما اندلعت أحداث (جبل عامر) كصراع بين (العرب والعرب) بحثاً عن الذهب والسيطرة على الثروة، وأطل الخلاف العقيم بين زعيم عشيرة المحاميد الشيخ «موسى هلال» والوالي «عثمان يوسف كبر»، ليذهب الصراع بوقار السلطة وهيبتها ويعيد إلى الأذهان قصة النزاع بين الشيخ «موسى هلال» والجنرال «إبراهيم سليمان»، ليذهب الشيخ كثمرة للصراع حبيساً في غياهب السجون ويبقى «إبراهيم سليمان» في قصر السلطان «علي دينار» حاكماً نال تفويضاً من الرئيس تنازل له عن كل سلطاته وصلاحياته،

    ولكن الجنرال الزاهد العابد التقي اعتكف في مسجد الفاشر الكبير، فباغته «مني أركو مناوي» وعاث في الفاشر فساداً وفض عذريتها ونال منها مراده، وخرج إلى دار زغاوة منتشياً بنصر ما كان يتوقعه، ليزيح «البشير» الجنرال «إبراهيم سليمان» ويفك قيد «موسى هلال» الذي قاتل التمرد بشجاعة حينما وضع كل أفراد قبيلته من عشيرة المحاميد في خدمة القوات المسلحة، ليساهم في الاستقرار الذي تحقق بشمال دارفور ويرتقي إلى منصب المستشار في ديوان الحكم الاتحادي، لكن ظلت عيناه ترمقان مقعد الوالي بالرغبة والحب الكبير.. لماذا لا ينال الرجل مبتغاه، وقد أصبح حمل السلاح مؤهلاً ضرورياً لمن يخطب حسناوات السلطة من الوزارات والولايات؟؟


    منذ العام الماضي عاد «موسى هلال» إلى بادية (الرزيقات الأبالة) بقوة عسكرية من مليشياته القبلية.. غازلته الحركات المسلحة ليقطع شعرة معاوية مع النظام، ويعبر الجسر نحوها.. لكنه رفض، وتمنع ووقف في المنطقة الوسطى مع الحكومة المركزية وضد الحكومة الولائية.. سيطر على محليات (مستريحة) و(كبكابية) و(سرف عمرة) و(السريف بني حسين) ولم يطلق رصاصة واحدة نحو القوات النظامية.. حاول وسعى مَن حوله مِن الرجال إلى حمله على التمرد على السلطة المركزية، لكنه احتفظ بولائه للرئيس «البشير»، وصداقته للفريق «عبد الرحيم محمد حسين»، وكلمته للجنرال «محمد عطا» مدير جهاز الأمن والمخابرات، ولكن وضع الرجل شروطاً صعبة على حكومته..

    (إقالة) «عثمان كبر» من منصب الوالي اليوم ليعود «هلال» إلى الخرطوم غداً!!
    في هذا المناخ الصراعي يعود المتمرد «مني أركو مناوي» فجأة إلى مسرح الأحداث، بعد أن تعرضت قواته في جنوب دارفور لهجمات من قوات الدعم السريع التي أثار وجودها رعب التمرد وفزعه.. ولأن «مني أركو مناوي» قد تشبع بعقيدة حرب العصابات، آثر الهروب من جنوب دارفور شمالاً.. وقبل هجوم «مناوي» على شرق شمال دارفور، كان اتحاد كرة القدم السوداني قد أعلن عن قيام مباراة للفريق القومي مع المنتخب الكيني تلعب في الفاشر كدليل آخر على استتباب الأمن في دارفور، مثلما أقيمت في شهر يونيو من العام الماضي منافسات بطولة (سيكافا)، وحصد كؤوسها (البورنديون).. لكن كابتن فريق المنتخب الكيني رفض بصورة مفاجئة اللعب في الفاشر، وصدم أعضاء اتحاد كرة القدم السوداني بموقف المنتخب الكيني المفاجئ.. هل كان الكينيون على علم مسبق بأن شمال دارفور ستتعرض لهجوم من قبل المتمردين؟؟ أم هي مجرد نبوءة لكابتن المنتخب الكيني وإحساس ذاتي بالخطر الذي لم يشعر به السودانيون إلاّ بعد أن اجتاحت قوات «مناوي» محليات (الطويشة) و(اللعيت جار النبي) و(كلمندو) وهي أقرب المحليات إلى الفاشر عاصمة الولاية؟؟ أم هي نبوءة مثل نبوءات القس «جوزيف كوني» الذي تنبأ بموت «دانيال أروب موي»، وحرض اليوغنديين من عشيرة (الكاكوو) على التمرد بزعم أن الرب قد أوصاه وكلفه بتطبيق عشر وصايا وردت في الكتاب المقدس على شعب يوغندا؟؟
    فقدت ولاية شمال دارفور كل محلياتها الشرقية والغربية، حيث أصبحت الغربية (ممنوعة) على الوالي وعصية عليه، لوجود (خصمه) «موسى هلال» الذي تجمعه بـ«عثمان كبر» وشائج الحزب الواحد، وتفرقهما المصالح والأهواء والأطماع والطموحات.. ولغياب الدولة عن المحليات الغربية، ولأن السلطة أصبحت في يد «موسى هلال»، نشب صراع قبلي بين (العرب) من جهة و(التاما) من الجهة المقابلة في (سرف عمرة) ليحصد النزاع من الأرواح ما لم تذكره حكومة الولاية حتى اليوم، ولكن عدد النازحين من (سرف عمرة) قد تجاوز المائة ألف نسمة بقليل، حسب تصريحات الوالي «عثمان كبر»،

    فيما اعترف الوالي بسيطرة «مناوي» على المحليات الشرقية (اللعيت جار النبي) و(الطويشة) و(كلمندو) مسقط رأس رجل الأعمال «صديق ودعة»، الذي ظل يسعى للمتمردين في أسفاره وترحاله ويهب قادتهم الدولارات، ولكنهم (غدروا) به جهراً وسلبوا قريته (كلمندو) ونهبوا كل شيء، ليبلغ عدد النازحين والفارين من شرق دارفور نحو (200) ألف نسمة، وتغلق المدارس أبوابها مع نهايات العام الدراسي، ويتم عزل الفاشر عن العاصمة الخرطوم، ويصبح السلطان «عثمان كبر» بين عشية وضحاها حاكماً للفاشر المدينة وحدها التي مات كبيرها في الأيام الماضيات، وسيطر غريمه «هلال» على غرب وشمال الولاية، وبسط التمرد ذراعيه على شرق الولاية، لتدخل شمال دارفور نفقاً شديد الظلام وواقعاً بائساً مفجعاً جعل وزراء الداخلية والدفاع ومدير جهاز الأمن الوطني يسارعون إلى الفاشر في معية النائب «حسبو محمد عبد الرحمن» الذي كشفت الأحداث الأخيرة بدارفور همّته ونشاطه، وحرصه على لعب دور إيجابي في بسط الأمن واستقرار الأوضاع في الإقليم المضطرب

    .. وأصبح حال شمال دارفور كقصة الكاتب الإيطالي الشهير وأحد رموز الرومانسية في القرن الماضي حينما دفع بكتابة قصة ثلاثة رجال وامرأة واحدة، فالرجال الثلاثة وهم من (البحارة) الذين ينقطعون عن العالم شهوراً وأياماً وتزداد رغبتهم في النساء، تنافسوا على امرأة واحدة حتى قتل أحدهم الاثنين الآخرين، وحينما اعتقد أن المرأة قد أضحت في حرزه وهي تنظر إلى حبه لها، رفضت الاقتراب منه، فانتحر في باخرته، ولم يكتشف انتحاره إلا بعد أسبوع كامل.. والآن يبدو الصراع محتدماً بين أبناء البيت الواحد («كبر» و«هلال») وصراع آخر بين («كبر» و»مناوي»).. كل من القادة الثلاثة يسعى ويحب ويعشق أن يملك قلب شمال دارفور، ويمتع نفسه بحسناء دارفور المستحيلة، ويموت من أجل طموحات هؤلاء المئات من المدنيين.. لتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه سنوات إلى الوراء.

    . وقد تفاجأ سفير السودان بأثيوبيا الفريق «عبد الرحمن سر الختم» والبروفيسور «إبراهيم غندور» مساعد رئيس الجمهورية، أمس، بحديث مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية التي تحدثت في مجلس الأمن والسلم الأفريقي، وأعلنت تشييع جنازة اتفاق (الدوحة) بين الحكومة والحركات المتمردة، وبالتالي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية قتل (الدوحة) كمبادرة، وتعبيد الطريق نحو منبر جديد تتم بلورته في أثيوبيا ليجمع متمردي حركات دارفور وقطاع الشمال.. وقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر فظاظة في بيانها حول الأحداث الأخيرة بدارفور، حيث قالت بعثة الـ(يوناميد) إن إيصال الإغاثة للمتضررين من الأحداث صعب جداً، وإن الأوضاع بشمال دارفور خطيرة ويصعب التكهن بمآلاتها
                  

03-17-2014, 04:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    ما وراء كواليس لقاء الجمعة


    ما وراء كواليس لقاء الجمعة






    03-16-2014 11:59 PM
    عثمان ميرغني

    ليلة أمس الأول (الجمعة) التقى رئيس الجمهورية عمر البشير بالدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي.. في بيت الضيافة.. مصحوبين بحشد من ألمع نجوم الحزبين..

    الحضور من الطرفين حوالي (30).. واللقاء استمر لمدة (90) دقيقة.. بمتوسط ثلاث دقائق فقط متاحة لكل مشارك للحديث وللعشاء أيضاً..

    بكل تأكيد.. بمثل هذا العدد والتمثيل.. الجلسة لم تكن للحوار أو التفاوض حول شيء.. إلا المتفق عليه أصلاً.. يؤيد ذلك شكل الجلسة الذي يبدو احتفالياً أكثر منه تداولياً..

    ولا يمكن أن يجتمع كل هذا الحشد من نجوم المؤتمرين الوطني والشعبي.. ليخرجا بما نطق به الدكتور مصطفى عثمان الذي قال (إن الطرفين اتفقا على تعجيل الحوار)!!

    أشك أن غالبية الحاضرين يعرفون بالضبط ما هو المتفق عليه بين الطرفين.. ربما لديهم ملامح.. أو شعور.. أو حنين.. أو أشواق.. لكن بالضرورة ليست لديهم (معلومات!!) قاطعة.. عن المتفق عليه سلفاً.

    عندما يريد رجل مثل الرئيس البشير.. وآخر مثل الدكتور الترابي أن يلتقيا ليبحثا أجندة سياسية شائكة وملفوفة بدخان وغبار (15) سنة من الخلاف الشرس الذي تلطخ بالسجون والأذى الجسيم المتبادل.. فلن يبحثا ذلك تحت أضواء الإعلام في بيت الضيافة على مائدة عشاء.. بهذا التمثيل (الرمزي!!)!!

    ثم.. من جهة أخرى.. غبي وساذج من يصدق أنه (رفعت أقلام الخلافات وجفت صحف الغبائن).. فحزب المؤتمر الشعبي.. الذي جرب كل السبل لإزاحة غريمه الوطني من السلطة.. من أقصى العمل العسكري المسلح (الذي دفع ثمنه شباب قضى بعضهم 15 عاماً خلف جدران سجن كوبر) إلى أدنى النشاط السياسي في المنابر ونثر اتهامات تاريخية (خطيرة)..

    توصل إلى (وصفة!!) جديدة يرى أنها تناسب الزمان والمكان.. (وصفة!) تفترض أن أنجع أسلوب لفك القبضة الممسكة بقوة على (عصا!!) السلطة.. هي فك (الأصابع!!) واحداً تلو الآخر.. بدلاً عن جر اليد كلها كتلة واحدة..

    وفعلاً نجح الشعبي في (فك!) الأصبع الأول من اليد القابضة.. حينما أزاح نجوم الصف الأول (السياسي) في حزب المؤتمر الوطني.. ويأمل أن يسعفه الزمن لحين (فك!) أصبع آخر.. في سياق إما ترتيبات انتقالية (قد!!) يضطر إليها المؤتمر الوطني.. أو ربما فتح أبواب حريات التعبير والنشاط السياسي..

    حينها يصبح المؤتمر الوطني ممسكاً بـ(عصا!!) السلطة بـ(أصبع واحد!!) فقط لا غير..

    وهو سيناريو ذكي وعملي لكن معضلته الأساسية أن الطرف الآخر (المؤتمر الوطني) واع به تماماً.. فالحليفان اللدودان من مدرسة واحدة يؤمنان بمعنى قول أبي الطيب المتنبي (إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن أن الليث يبتسم)..

    الدكتور الترابي – ربما- يرى أن الوطني من فرط أخطائه القاتلة في العمل السياسي بات قابلاً للسقوط بفعل الجاذبية الأرضية.. حتى بدون أي معارضة.. لكن سقوطه يمثل سقوطاً لكل (الإسلاميين) فالعلامة التجارية واحدة مهما تعددت المصادر.. والأجدر أن تتوفر إما منصة هبوط آمن – حال وافق المؤتمر الوطني على ترتيبات انتقالية- أو وريث شرعي قادر على الإمساك بـ(عصا!!) السلطة لمرحلة انتقالية جديدة- حال أصر الوطني على ركوب رأسه حتى آخر المطاف.

    [email protected]
    اليوم التالي
    -------------------------
    علي الحاج : البشير إتفق مع الترابي على وصف إطاحة مرسي بالإنقلاب


    علي الحاج : البشير إتفق مع الترابي على وصف إطاحة مرسي بالإنقلاب




    نحن في حزب المؤتمر الشعبي العام لسنا جزءا من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين

    03-17-2014 02:10 AM
    نائب أمين عام حزب المؤتمر الشعبي في السودان لـ الزمان البشير إتفق مع الترابي على وصف إطاحة مرسي بالإنقلاب وسد النهضة شأن أثيوبي

    لندن ــ نضال الليثي

    كشف علي الحاج نائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي في السودان ان اللقاء الذي تم بين حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي والرئيس السوداني عمر البشير الذي يترأس المؤتمر الوطني بعد 15 عاما من القطيعة جرى خلالها اعتقال الترابي مرات عدة امتد بعضها سنوات كان على خلفية تطابق موقفيهما من اعتبار ماحدث في مصر انقلابا على شرعية الرئيس محمد مرسي خلافا لموقف اليسار السوداني الذي كان الترابي متحالفا معه وان بناء سد النهضة هو شأن اثيوبي لاعلاقة لمصر به.

    وأوضح الحاج من المانيا الي يقيم فيها منذ سنوات ان حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي لم يبايع حتى الان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين الترابي يتماثل مع موقف التنظيم الدولي في اعتبار ماحدث في مصر انقلابا على شرعية الرئيس محمد مرسي حسب قوله. وقال الحاج انه لا قطر ولا التنظيم الدولي للاخوان المسلمين توسطا في التطبيع بين البشير والترابي لكنه كشف عن وساطة قطرية بين الجانبين.

    وقال ان قطر مهتمة أكثر بمشكلة دارفور. وأكد الحاج في تصريحه ل الزمان ان اهم مادار في اللقاء هو الحديث عن الحوار الوطني في الذي دعا اليه الرئيس السوداني.

    وقال ان الجانبين اكدا خلال الحوار على عدم استثناء اي طرف من الحوار خاصة الحركات المسلحة وتجاوز عد الثقة بينها وبين الحكومة حتى تتمكن من القدوم الخرطوم اضافة الى تحديد آليات الحوار ومداه الزمني وجدول أعماله ومخرجاته.
    وردا على سؤال حول وجود ضمانات لنجاح الحوار بعد الق4طيعة الطويلة بين البشير والترابي قال الحاج ل الزمان ليس هناك اي ضمانة لكننا نعتقد ان الضمانة الاساسية هو شفافية الحوار وتقديم المعلومات عن نتائجه للسودانيين.

    وردا على سؤال حول دور التنظيم الدولي للاخوان المسلمين في المصالحة بين البشير والترابي قال الحاج ل الزمان نحن في حزب المؤتمر الشعبي العام لسنا جزءا من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين لاننا لم نبايعه حتى الان لكن الحاج استدرك قائلا تربطنا بهذا التنظيم علاقات تنسيق ونحن في الحزب نتطابق مع موقف التنظيم الدولي للاخوان المسلمين باعتبار ان ماحدث في مصر انقلاب على اشرعية والديمقراطية.

    ويتهم مسؤولون مصريون الحكومة السودانية بايواء قيادات من حركة الاخوان المسلمين في مصر منذ الاطاحة بالرئيس محمد مرسي ودعم الجماعات المسلحة المصرية.
    واكد نائب الترابي في تصريحه ل الزمان ان ماحدث في مصر ردة وانقلاب وهو انتكاسة للديمقراطية فيمصر.
    واكد الحاج ان لاوساطة قطرية في المصالحو بين البشير والترابي.
    واكد ان دولة قطر مهتمة بازمة دارفوبر والجماعات المسلحة فيها.لكن الحاج كشف ان قطر سبق لها ان عقدت اجتماعات معنا لرأب الصدع بين البشير والترابي.

    وقال الحاج ل الزمان ان الترابي لن يتسلم اي منصب رسمي ولم ينفق مع البشير حول هذا الموضوع لكنه يريد اسناد ادارة الحوار الى شخصية مستقلة لا علاقة لها بالتحزب وتحظى بالثقة من اطراف الحوار.
    وشدد الحاج ان الازمة في مصر بعد تسرع اليسار السوداني الذي يتحالف معه الترابي بتأييد الانقلاب ضد مرسي كان في خلفيات اللقاء بين البشير والترابي.

    واكد ان البشير الترابي متفقان ان ماحدث في مصر انقلابا وان لم يقلها البشيير علنا.
    واوضح الحاج في تصريحه ل الزمان ان كل ما تقوله الحكومة المصرية عن سد النهضة الاثيوبي هو للترويج السياسي وان هذا السد ليس شأن سوداني وهو قضية أثيوبية.
    ويحاول البشير مد يده الى المعارضة التي ينتمي اليها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي في اطار سياسة النهضة المعلنة في كانون الثاني»يناير في الوقت الذي تشهد فيه البلاد العديد من حركات التمرد وازمة اقتصادية عميقة وسط عزلة دولية.
    لكن معارضي الرئيس يرون ان عرضه الحوار ليس الا وسيلة للبقاء في الحكم دون تسوية حقيقية للمشاكل الكثيرة للبلاد.
    وقال البشير ادم رحمه المسؤول في المؤتمر الشعبي اثر اللقاء الذي استمر 90 دقيقة نحن متفقون على ان الحوار الوطني يجب ان يبدأ على الفور . وكان الترابي من الشخصيات الاساسية المشاركة في انقلاب 1989 المدعوم من الاسلاميين والذي وصل على اثره البشير الى السلطة. وعرف السودان في تلك الفترة بمنحه اللجوء للناشطين الاسلاميين وبينهم بالخصوص زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي استقر بالسودان بين 1991 و1996.

    وادى صراع على السلطة بين البشير والترابي الى اقالة هذا الاخير بعد عشر سنوات من حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فأسس القيادي الاسلامي حسن الترابي حينها المؤتمر الشعبي وتحول الى اشد معارضي البشير وسجن مرارا.
    ومع ان الرجلين التقيا بشكل غير رسمي منذ القطيعة بينهما فان لقاء الجمعة هو اول لقاء رسمي ويأتي قبل انتخابات مقررة في 2014.

    وانضم الى لقاء البشير والترابي الجمعة علي عثمان طه الذي كان استقال من منصب نائب الرئيس في كانون الاول»ديسمبر ونافع علي نافع القيادي الاسلامي الذي كان تولى منصب مستشار الرئيس.

    الزمان

    -------------------------
    اذا رأيت أسنان الشيخ بارزة..!!


    اذا رأيت أسنان الشيخ بارزة..!!






    03-16-2014 11:57 PM

    عبدالباقي الظافر

    انكب الدكتور نافع علي نافع يقرا الوثيقة كانه غير مصدق ..حينا يرتدي النظارة الطبية وحينا يقرب الاوراق من عينيه..وتبدأ القصة التي حدثت في سنوات الانقاذ الاولى بمواجهة مع دبلوماسي بريطاني من اصول فرنسية..الدبلوماسي اكد لدكتور نافع ان الشيخ الترابي اخبره ان مشروع الإنقاذ مشروع أممي قابل للتصدير..ونافع يرد لعلك لم تفهم قول الشيخ بشكل دقيق ..الدبلوماسي الغربي يخبر رجل الإنقاذ القوي ان لديه تسجيل بالواقعة فرغه في عدد من الوثائق..ونافع يبعث احدهم ليأتيه بالأوراق وهو حائر يتحسس راسه.

    امس التام بمقر اقامة الرئيس بالقيادة العامة للجيش لقاء جمع بين الشيخ الترابي والمشير البشير..كل من الرجلين أحاط نفسه بعدد من القيادات التاريخية النافذة..الرئيس جاء بعلي عثمان ونافع علي نافع والفريق بكري حسن صالح..فيما الشيخ اجتبى السنوسي وعبدالله حسن احمد ومحمد الأمين خليفة..اغلب الظن ان هذا اللقاء لم يكن الاول الذي جمع المشير بالشيخ ..التقديريات تقول ان المشير البشير سعى تحت جنح الليل الى دار الشيخ بالمنشية..وان الترابي رد الزيارة بشكل علني وفي ركب من قادة حزبه رادا التحية بأحسن منها.

    الا ان السؤال مالذي جعل الإسلاميون يتناسون ماضيا قريبا مليئا بالاحن والغبائن ويقبلون علي بعضهم بالبشر والترحاب..بداية يجب ان نجتهد ونقول ان منطلقات الفريقين متباينة وان تقاطعت في بعض المواقف.

    المشير البشير ينظر الى الحاضر والمستقبل القريب...بتفصيل اكبر يشعر الرئيس البشير ان حكومته تواجه مشاق كبيرة و تحديات صعبة..ان استطاع المشير ان ينزع حزب المؤتمر الشعبي من المعارضة فسيشق صف مناوئيه ..المصالحة مع الشعبي تفتح الباب على مصراعيه لان يلج حزب الامة القومي والحزب الاتحادي الى ميدان الإنقاذ المخصص لسباق المسافات القصيرة..ولا يطمح الرئيس البشير في اقصى جدول الأمنيات الا في دورة رئاسية جيدة ينالها بتوافق الأصدقاء والخصوم ..التقارب من حسن الترابي يجعله اقرب الى ذاك الهدف وعبر هذا التحالف الجديد يتمكن الرئيس البشير من أبعاد الاخوان الطامحين في المنصب..وقد كانت تغييرات ديسمبر الماضية خطوة في تهيئة الملعب..ان لم يتحقق ذاك المراد وبات المشير البشير يحمل صفة رئيس سابق فسيجد التفاف ومؤازرة يحتاجها بشدة من جميع الاسلاميين الذين سيشكلون رقما صعبا في معادلة المستقبل السياسية.

    الترابي في تقاربه مع المؤتمر الوطني ومنحه العفو الشامل لكل التلاميذ السابقين مدفوع بعدد من الدوافع..بداية بعد ان دخل الشيخ العقد الثامن بدا زاهدا في تحقيق مجد شخصي ومهموم بالمستقبل البعيد ..بل بات الترابي يخشى ان يلعنه التاريخ لانه فرق بين الاسلاميين وقد كانوا أمة من الناس..العامل المهم ان اصطفاف المعارضة اللبرالية واليسارية السودانية *مع الانقلاب العسكري في مصر *جعل الترابي يعيد الحساب كرتين ..ايقن الترابي ان مشروعه الاممي سيتم تحطيمه بذات الاليات التي استخدمت في القاهرة..كذلك يشعر الترابي ان الإنقاذ بشكلها الحالي لن تصمد في وجه التحديات وان تمكن من اختراقها مجددا وعمل على اعادة توجيه الاحداث فستصل السفينة الى مرافيء التغيير بأقل خسارة ممكنة.

    بصراحة التقارب بين الاسلاميين يشكل خطرا على الحركة الاسلامية وكذلك الامة السودانية ..وحدة الاسلاميين تقترب من النموذج المصري حيث وجد العسكر كل إخوان مصر في سلة واحدة فسهل عزلهم وضربهم..النموذج التركي كان يضع صفوف متمايزة من القيادات ..كلما أجهزت دولة اتاتورك العميقة على جيل وجدت اخر يتدثر باسم جديد ويرفع شعارات مختلفة..التأثير السالب على مجمل الوطن يأت من باب ان الاصطفاف اليميني ان تبعته تفاهمات مع الاحزاب التقليدية سيكون بمثابة رسالة سالبة للهامش المتمرد ويزيد من اوار الحرب ويدفع المواطن المسكين الثمن فادحا..كما ان الوحدة المرتقبة ستزيد من عزلة السودان الخارجية وسيقلب الأوربيون الوثائق التي تتحدث عن مشروع الترابي الكبير .

    الصيحة
                  

03-17-2014, 04:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    الاسلامى حسن مكى : لقاء عمر البشير والترابى لن يحل المشاكل ووجد الاهتمام بسبب الإفلاس السياسي والفكري

    March 17, 2014

    89043( صحف – حريات )

    قال الاسلامى البروفيسور حسن مكي أن لقاء عمر البشير والترابى خارج اهتمامات الناس والمواطن العادي الذي يحتاج للاهتمام بهمومه وقضاياه .

    واضاف فى تصريح لـصحيفة ( الانتباهة ) إن اللقاء يذكّره بالشخصنة في حل القضايا والمشاكل وقال إنه قبل «60» عاماً كانت مشاكل السودان تحل عبر لقاءات السيدين «المهدي الميرغني» باعتبار وزنهما الداخلي والخارجي، ولكن الوضع الآن تغيّر وما عادت الشخصنة ناجعة، لأن مشاكل السودان أصبحت خارج دائرة السيطرة .

    وقال إن الاهتمام باللقاء ناتج ربما من الإفلاس السياسي والفكري الحاصل في السودان وإلا فليس له أهمية لا اقتصادية ولا سياسية، ويذكّره بلقاء الهادي المهدي والنميري أيام شعار السودان لنا، لكنه قال ربما بعض الشامتين يرون تفسيرات أخرى قد تنال من الشخصين البشير والترابي، ليضيف بقوله أما أنا فأحبهم الاثنين وليس لي مشاكل معهما، ولكني أرى ان اللقاء يأتي في إطار« إذا غلبك سدها وسع قدها» مع احترامي لهما.

    وأكد أن اللقاء ومخرجاته لن تحل مشاكل السودان المتمثلة في مشاكل العامل البسيط ولا مشكلة دارفور ولن يوقف النزف وسفك الدماء ولا يحل عزلة السودان الخارجية.

    وقال إن على البشير إذا أراد الإصلاح أن يبدأ ببيته لأن الظرف السياسي لا يحتمل اللعبة السياسية والمداهنات ففي كل يوم يصدر لنا خبر سيئ، والمطلوب إصلاح الوضع الذي يحتاج لحلول سياسية عاجلة وما فشل البشير والترابي في إيجاد حل له قرابة الـ«24» عاماً لا يمكن أن يحل بلقاء استمر لساعة واحدة


    -------------------
    الفريق محمد بشير سليمان : الإنقاذ أكبر خطأ في تاريخ السودان

    March 17, 2014

    44( الصيحة – حريات )

    قال الفريق محمد بشير سليمان المنشق عن المؤتمر الوطني والقيادي في حركة الإصلاح الآن إن التجربة العملية أثبتت أن انقلاب ثورة الإنقاذ الوطني هو (أكبر خطأ في تاريخ السودان)، مشيراً إلى أنه ورغم انتمائه للحركة الإسلامية حينما كان في صفوف القوات المسلحة إلا أنه لم يكن من الضباط المشاركين في الانقلاب ولم يكن على علم به إلا بعد تنفيذه.

    وأضاف سليمان في حوار اجرته معه (الصيحة) أن الواقع الحالي المأزوم في جوانبه السياسية والأمنية والاقتصادية ما هو إلا نتاج لذلك الخطأ (وأن المخرج من كل ذلك لن يتأتى إلا عبر حوار وطني ينتهي إلى خلاصات إستراتيجية وطنية حقيقية) .


    -----------------------

    الصادق الرزيقى

    يحدث في مطار الخرطوم!!


    التفاصيلنشر بتاريخ الإثنين, 17 آذار/مارس 2014 09:05
    من كان يتصور أن موقعاً سيادياً مهماً ومنفذاً حساساً مثل مطار الخرطوم، يمر بلحظات كارثية عصيبة كما مرَّ بها نهار أول من أمس لعدة ساعات، فقد دخل رجال أمن المطار في إضراب عن العمل تعطلت على إثره حركة الملاحة الجوية في المطار وتأخرت طائرات الركاب عن الإقلاع في مواعيدها، والسبب كما هو معلن التعاقد مع شركة «الهدف» لتأمين وحماية بوابات الدخول والخروج والممرات في المطار بدلاً من أمن الطيران الذي كان يقوم بهذه المهمة، وقد تم الاستغناء عن أعداد كبيرة منهم خلال الفترة الماضية تحت دعاوى الخصخصة، وهي الحمى التي أصابت القطاع العام ولم يسلم منها الجسد السوداني أو يتعافى بعد.


    القضية في ظاهرها، هذا الاحتقان الذي ولد الإضراب والتوقف عن العمل والشغب، لكن في عمقها المتعلق بسياسات الدولة وعجزها عن إدارة مؤسسات القطاع العام حتى المرافق السيادية والتخلص من أعباء المسؤولية لصالح الشركات الخاصة التي تدخلت بالفعل في صميم العمل المتخصص الذي تقوم به جهات محددة عجزت إدارة شركة مطار الخرطوم عن تطويره ودعمه وهي تصرف المليارات في ما لا طائل تحته، وتنفق الأموال على كل شيء إلا الالتفات إلى الضرورات الفعلية في المطار الذي يفقد الآن سمته تحت مبررات الخصخصة.
    من فترة ليست بالقصيرة تشهد سلطة الطيران المدني تراجعاً مريعاً في تقيدها بموجبات القانون ووضعها تحت المظلة السيادية، والطيران المدني جهة ذات عائدات وإيرادات ضخمة لو وظفت في وجهتها السليمة، لتم تطوير الخدمات الأرضية بمطار الخرطوم والمطارات الأخرى، ولتحسنت صورة المطار الذي وصفه سفير إحدى الدول الأوروبية في دولة عربية شاءت الأقدار أن يمر بالخرطوم فقال «إنه أسوأ مطار في العالم».
    تدر المطارات وخاصة مطار الخرطوم المليارات، لكنها كما يبدو لا توظف في المسار الصحيح، بل تستثمر في الاستثمارات الخاصة والشركات المجهولة الهوية حتى تذهب العائدات إلى من لا يستحق، وبنظرة بسيطة لمطار الخرطوم والأوضاع التي يعيشها، يمكن أن يفهم المرء لماذا هو على هذه الحالة المزرية من التردي؟ ولماذا الاحتجاجات؟
    هذا الشره الاستثماري ووهم تحسين الخدمة بخصخصتها وتركها للشركات الخاصة يتناقض مع أبسط قواعد العمل والنظم الاجتماعية والاقتصادية،

    ففي الدول الرأسمالية الكبرى التي أبدعت نظريات الخصخصة وتركت الحبل على الغارب للقطاع الخاص، بدأت منذ عقدين تقريباً تراجع الأسس التي تقوم عليها مفاهيم الخصخصة واقتصاد السوق، وطرحت أفكاراً جديدة وجديرة بالنظر إلى ضرورة «أنسنة الرأسمالية» وإضفاء مسحة من الإنصاف والعدل والإنسانية على المعاملات والمفاهيم والسياسات التي تضر بالشرائح الضعيفة وكبح غلواء الشركات التي تمتص دماء الناس، خاصة الشركات التي تقدم الخدمة مقابل جنيها أرباحاً طائلة نتيجة الجشع والطمع واستئثار فئة قليلة بالموارد، بينما الكتل الكبيرة من المنتجين والعمال والموظفين ترزح تحت ظروف ضاغطة ويتم الاستغناء عن خدماتهم والاستعاضة عنهم بصيغ أخرى لإدارة العمل.


    وفي حالة مطار الخرطوم لا يبدو على الإطلاق أن الهدف هو تطوير وتحسين الخدمة، ولو كان ذلك لتمت الاستفادة من الخبرة التراكمية لأمن الطيران وتدريب أفراده أكثر لإحكام تنسيق العملية الأمنية بين عمل أجهزة الأشعة والرصد والمراقبة التقليدية ومعرفة ما يدور في المداخل والمخارج والبوابات.. فتأمين المطار وبواباته وعمل الأجهزة الداخلية في كشف الأمتعة والحقائب والتدابير الأخرى لا ينفصل عن تأمين البوابات والمخارج حيث تتكامل عناصر العمل الأمني والتأميني، وتم تدريب رجال أمن المطارات عليه وفق النظم الدولية المتبعة، فضلاً عن كونه عملاً في مرفق سيادي.
    ما حدث ببساطة أن التفكير الخاطئ في إخراج الدولة من دائرة العمل والنشاط الاقتصادي، تبعته جائحة أخرى بخروج الدولة من إدارة مرافقها العامة والحساسة، وهو عمل يتوافق مع هوى التفكير المنفعي الخاص والنشاط غير المفهوم لكثير من الشركات الخاصة، بدعوى أن الدولة غير قادرة على توفير احتياجات العمل ومعيناته وأدواته.
    فمن المضحك الإدعاء أن الشركات ستأتي بإمكاناتها، فالتجربة دلت على أن الشركات توفر إمكاناتها من عائدات عملها، خاصة في مطار الخرطوم، فكل التطوير الشكلي والمعرضي الذي نراه هو من العائدات ولم تستثمر الشركات أية أموال فقط من «دقنو وافتلو»!!


    ------------------

    عن تقارب النقيضين.. ومآلاته!..
    عصام الحسين




    التفاصيلنشر بتاريخ الإثنين, 17 آذار/مارس 2014 09:09
    أرى ـ وهذا من حقي ـ أن تدافعاً مُفعماً بالأشواق، ومُترعاً بالأماني يملأ الوجدان ويتكامل الآن للناظر بالعين المجردة .. وأرى كذلك: أن الحصافة والكياسة ضائعتان، وأخشى أن تُدهسا بعمد أو بغير عمد تحت الأقدام المتدافعة... هذا في ما يتعلق بتقارب الشتيتين، وتلاقيهما وظنهما كان: أن لا تلاقيا.
    وإن كانت المفاصلة من وجهة نظر البعض ـ وأنا منهم ـ مسرحية، فهذه مظان المجتهد وليس كل الظن إثم، وقد تُخطئ الظنون وقد تصيب، طالما أن الواقع يُكذّب أو يُعضد، وأن الأفعال والأقوال يكشفان ما عجزت عن إخفائه الصدور.. وأياً كانت الدواعي ـ حقيقية أم تكتيكات مرحلية ـ فلا بد من الاعتراف بالأثر الذي خلفته ـ سلباً أو إيجاباً ـ وعلى سبيل السلب يكفي تماماً الشرخ العميق، والصدمة النفسية التي صاحبت سنوات القطيعة الباكرة، ولا أظن أن تعافياً قد غشاها الآن بمجرد أن تصافحت الأيادي وابتسم الثغر.. أما أبرز ما أفرزته قرارات الرابع من رمضان على سبيل الإيجاب ـ رُغم الألم ـ فريقين: فريقٌ في القصر وآخر مرآة تعينه على(لف العُمامة) لفاً محكماً.


    دواعي التقارب ـ لغير المقتنعين بالمسرحية ـ لم تكن وليدة خطاب الوثبة، ولم تكن وثيقة الصلة كذلك بمبادرة الحوار الوطني الأخيرة، إنما جاءت متماشية مع متغيرات فرضتها تكتلات محلية وإقليمية ودولية لدواعي السيطرة من منطلقات أيدلوجية، وظهر التكالب على مفهوم الإسلام السياسي، مع استحالة التحالفات المرحلية ذات الأيدلوجيات المتضادة، فكان أن تنبه الشعبي للخطر المحدق حال نجاح تحالف المعارضة في قلب نظام الحكم، بتكرار تجربة الانقضاض على الشرعية في مصر، خاصة بعد التقارب بين التحالف والجبهة الثورية فيما يعرف بميثاق الفجر الجديد العلماني.. وكذلك احترس الوطني أيما احتراس من جرثومة التعنت وأبكر في مساعي لم الشمل كأحد لوازم المرحلة ومطلوباتها، وسعى لإقامة قواسم مشتركة يمكن البناء عليها وإزالة التفاوت والخلاف برفق وتدرج، وهذا لا يعني أنه لم يتعرض لضغوط، وقد تاهت خطاه وابتعد عن مقاصد وجوده وغايات انقلابه على الديمقراطية الثالثة.. أما أنصار المسرحية فعندهم الأمر مختلف، إذ ذهب ظنهم إلى قيام الشعبي بمهام قيادة المعارضة وفق رؤية الحزب الحاكم، وحانت اللحظة ليقوم الإصلاح الآن بذات المهام، على أن يعود الشعبي لترميم الهدم الذي أحدثه الزمن في جسد الوطني.
    مهما يكن، فنحن الآن في منعطف مفصلي، يتطلب تنازلات ومنازلات، وسكب طينة التلاقح في إناء (التراضي) حتى يبلغ شأواً عالياً، ويقوم على ركيزة ذات مقدرة وشوكة تحميه وتغذيه ويسعى إليه الجميع ليزدادوا كيل بعير، وليس المطلوب جز الرؤوس حين يقود اليأس إلى إصلاح الحال بالأسلوب الخطأ. هذا رأيي: ولا ينفك عن سائر شعاب الاعتقاد
                  

03-17-2014, 10:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    بعد استقالة نائب المراقب العام: ماذا يجري داخل الإخوان المسلمين؟ ..

    بقلم: حسن عبد الحميد طباعة أرسل إلى صديق



    الأحد, 16 آذار/مارس 2014 19:22


    الاستقالة التي دفع بها الدكتور عصام يوسف بدري نائب المراقب العام للإخوان المسلمين من جميع مناصبه في الجماعة في جلسة مجلس الشورى يوم السبت الأول من مارس 2014م أحدثت دويا هائلا داخل الجماعة باعتبارها أول استقالة لمسئول في ذلك الموقع الرفيع، ولم تكف هواتف المسئولين في الإخوان المسلمين عن الرنين منذ ذلك الوقت لمستفسرين من داخل وخارج الجماعة، ومن داخل وخارج السودان تسأل عن أسباب الاستقالة وتداعياتها وآثارها المستقبلية.
    الدكتور عصام يوسف بدري صاحب الاستقالة لاذ بصمت كثيف، ولم تفلح محاولاتنا معه للإدلاء بأي حديث صحفي حول الموضوع حينما زرناه بمكتبه مستفسرين ومستوضحين، واكتفى بالبيان المقتضب الذي تم نشره في بعض الصحف حول الاستقالة ليس فيه أي تفاصيل وأشار إلى أن عملية النشر تضر بهذه القضية التي لا زالت تفاعلاتها تجري داخل الإخوان المسلمين.. لذلك لجأنا لتسليط الضوء على ما حدث وتداعياته إلى بعض المصادر ـ التي رفضت ذكر اسمها ـ وإلى بعض المراقبين لسبر غور هذه المسألة.
    جماعة الإخوان المسلمين بشكلها الحالي تمايزت عن مجموعة الترابي قبل خمسة وثلاثين عاما في العام 1979م إثر مشاركة الترابي في مؤسسات مايو وأيضا بسبب اجتهادات الترابي وفتاويه التي اعتبرها الإخوان خروجا عن منهج الإخوان المسلمين بل عن منهج أهل السنة والجماعة.
    لكن هذه المجموعة التي تمايزت برئاسة الدكتور الحبر يوسف نور الدائم ما لبثت أن انشقت هي نفسها في العام 1991م بحركة قادها الشيخ سليمان أبونارو بعد مؤتمر 1991م الشهير، الذي أدى إلى رئاسة الشيخ أبونارو لمجموعة من الإخوان، وزعامة الشيخ صادق عبد الله للمجموعة الأخرى التي حظيت بدعم وتأييد من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذين جاءوا إلى السودان بوفد عال المستوي برئاسة الشيخ مصطفى مشهور نائب المرشد العام حينها، والمستشار مأمون الهضيبي عضو مكتب الإرشاد ونجل المرشد الثاني للجماعة، والأستاذ سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس الجماعة والقيادي بالإخوان المسلمين للتوسط للحيلولة دون انشقاق الجماعة في السودان، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، وتمسك كل فريق برأيه مما أدى إلى بروز مجموعتين في الساحة كلاهما يحمل اسم الإخوان المسلمين.


    ولكن مجموعة الشيخ سليمان أبونارو ما لبثت أن دعت لمؤتمر عام استثنائي في العام 2003م حيث عزلت فيه أمير الجماعة الشيخ سليمان أبونارو نسبة لتجاوزاته التنظيمية والمنهجية، وانتخبت الشيخ جمال الطيب أحد شباب الجماعة في منصب الأمير، ثم خلفه الشيخ ياسر عثمان جاد الله، ثم جاء الشيخ صديق علي البشير الأمير الحالي لجماعة الإخوان المسلمين الإصلاح، وما لبث الشيخ سليمان أبونارو بعد عام واحد من عزله، أن قام بتغيير اسم مجموعته إلى جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة تاركا اسم ومنهج الإخوان المسلمين للمجموعتين الأخريين.
    في مجموعة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد حدثت تطورات سياسية جعلت من الجماعة حليفا لنظام الإنقاذ ومشاركا فيه في الفترة من 2000م إلى 2010م حيث شاركت أولا بحقيبة وزارة الأوقاف التي تولاها الدكتور عصام أحمد البشير الذي استقال لاحقا من الجماعة ولحق بالمؤتمر الوطني عضوا في مكتبه القيادي، ثم بمنصب وزير دولة بوزارة الرعاية الاجتماعية التي تولاها الدكتور سامي عبد الدائم، قبل أن ترفض الجماعة المشاركة في التعديلات الوزارية التي جرت عام 2010م رغم أن الرئيس قد أعلن عن اسم الدكتور سامي عبد الدائم وزيرا للدولة بوزارة العلوم والتقانة، أيضا شهد برلمان نيفاشا المعين تعيين كل من الدكتور الحبر يوسف نور الدائم والشيخ علي جاويش والدكتور عصام يوسف بدري أعضاءا في المجلس الوطني، بالإضافة إلى مشاركات الجماعة في المجالس التشريعية بالولايات وفي حكومات الولايات.

    وقد تولى منصب المراقب العام الشيخ صادق عبد الله بين عامي 1991م و 2008م، وخلفه الدكتور الحبر يوسف بين عامي 2008م و 2012م، وفي مايو 2012م تم انتخاب الشيخ علي جاويش مراقبا عاما للجماعة، كما تم انتخاب الدكتور عصام يوسف بدري نائبا للمراقب العام.
    الملاحظ أن جماعات الإخوان المسلمين قد أضعفتها الانشقاقات وأنهكتها الخلافات،وانحسر دورها في العمل العام خاصة في مجالي الطلاب والمرأة الذين كانا من أنشط قطاعات الجماعة قبل الانشقاقات، وإزاء هذه الأوضاع تنادي نفر من الإخوان المسلمين ـ بمختلف جماعاتهم ـ للوحدة بين تنظيمات الإخوان المسلمين القائمة،لكن هذه المساعي لم يكتب لها النجاح بسبب بعض العراقيل هنا وهناك، ويرى بعض المراقبين أن هذه المسألة ـ ضمن حزمة أسباب ـ كانت من أهم أسباب استقالة الدكتور عصام يوسف بدري من مناصبه في الجماعة.
    يلاحظ أيضا أن جماعات الإخوان المسلمين في العالم العربي قد نهضت واستطاعت قيادة مجتمعاتها لعقود من الزمن، كما أنها سلمت ـ نسبيا ـ من داء الانشقاقات؛ رغم أن جماعات الإخوان المسلمين في العالم العربي لم تعد تعمل بهذا الاسم سوى في مصر والسودان. لكن الجماعة في السودان تراجع دورها إثر تكرر الانشقاقات وتعدد الجماعات العاملة بنفس اسم الإخوان المسلمين، كما لاحظ بعض المراقبين أن بعض المجموعات الإسلامية بدأت في الساحة السودانية بعد الإخوان المسلمين بسنين بل بعقود، لكن لها وجود واضح أقوى من وجود الإخوان المسلمين... فهل تفلح استقالة نائب المراقب العام في تحريك الأمور داخل الإخوان المسلمين بحيث تؤدي إلى تحسن الأوضاع سواء داخل مجموعته ـ مجموعة الأستاذ علي جاويش ـ أو على صعيد كل مجموعات الإخوان.. بعض المراقبين الذين استطلعناهم يرجحون أن تحدث هذه الاستقالة آثارا أيجابية على مجمل الأوضاع داخل الإخوان المسلمين.. وفي القريب العاجل.
                  

03-18-2014, 12:59 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    مظاهرات.. الحسانية


    مظاهرات.. الحسانية






    03-18-2014 01:39 AM
    عثمان ميرغني

    لا يمكن وصف دولة مثل الإمارات أو السعودية أو الكويت بأنهم جزء من (مؤامرة!!) دولية ضد السودان.. فهذه الدول وقفت وساندت السودان ظالماً ومظلوماً وفي كل العهود السياسية.. وهي لا تزال تستضيف أعداداً كبيرة من المغتربين السودانيين في مختلف المهن والدرجات.. لكن هذه الدول الشقيقة لما بلغ منها اليأس مبلغه من تغير حالنا السياسي.. بدأت تضغط على كتفنا لتمنعنا من الإنزلاق إلى هاوية سحيقة.. كل المطلوب منا أن نبدي رد الفعل المناسب.. أن ننتبه.. أن ندرك أننا في حاجة حتمية لتغيير مسلكنا السياسي كله..

    ولكن المشهد داخل السودان يبدو مختلفاً.. غير آبه.. أقصى ما فعله الجانب السوداني إصدار بيان يقلل من الآثار الإقتصادية لمثل هذه الإجراءات.. ثم تصريحات سفيرنا في الرياض (أدلى بها للدكتور الباقر أحمد عبدالله ونشرتها صحيفة الخرطوم) يؤكد أن العلاقات (سمن على عسل).. ويقيني أن المسؤولين السعوديين والخليجيين أنفسهم في حيرة تامة.. لا يعرفون ماذا تبقى لهم من فعل ليفهم السودان رسالتهم.. الرسالة التي فحواها كلمة واحدة (تغيروا!!)..

    في إمكاننا ممارسة (التغيير)... بتبديل الحال تماماً.. الأمر في يدنا وليس في (يد مؤامرة دولية) كما تحاول الحكومة الترويج لذلك.. دارفور التي تحترق الآن .. تستطيع خلال عام واحد أن تكون قوة اقتصادية هائلة.. تنهض باقتصاد السودان كله.. دارفور التي تفوق مساحتها (500) ألف كيلومتر.. أي أكثر من ستة أضعاف مساحة دولة الإمارات العربية..

    وفي إمكاننا استعادة خضرة جنوب كردفان ومواردها الزراعية والحيوانية والسياحية لتصبح كلفورنيا السودان.. و كذلك النيل الأزرق.. أخصب أراضي السودان وأوفرها ماءاً بالأمطار والأنهار معاً.

    كل هذه الكنوز تحت أيدينا.. نستطيع أن (نشعل الحقول قمحاً ووعداً وتمني).. في عام واحد نتحول من دولة مزرية على نطاق العالم.. يهرب سكانها بالآلاف كل يوم تحت شعار (أطلبوا الكرامة.. ولو في إسرائيل).. إلى دولة موفورة الحقوق والوقار تمنح العالم الغذاء والكساء ومنافع أخر.

    نستطيع أن نتحول -في عام واحد- من شعب فقير مدقع.. إلى أمة ثرية مترفة..

    بالله عليكم ماذا ينقصنا لكي نحقق هذا الحلم؟؟ واجهوا انفسكم.. ماذا ينقصنا؟؟ العلم؟ نحن من علم الآخرين الذين فاقونا الآن.. المال؟ المستثمرون في كل أنحاء العالم يحلمون بملاذ آمن لأموالهم في دولة راشدة يسودها القانون وتظلها الحقوق.. ماذا ينقصنا؟؟

    صدقوني.. بكل ألم وحسرة. ينقصنا الصدق.. والرشد!!

    ساساتنا يكذبون ويتحرون الكذب وقد كُتبوا عند الله كذابين.. وينقصنا الرشد لأن النار تحرق بيتنا من أطرافه.. ومع ذلك نسَّير المظاهرات في الخرطوم حسرة على مسلمي (أفريقيا الوسطى).. وليس حسرة على مسلمي دارفور الذين يموتون كل يوم بالآلاف.. بلا سابق إنذار.. ولا دموع .. ولا حتى مجرد (مانشيت) في صحف الخرطوم أو خبر رئيسي في نشرة بإذاعة أو تلفزيون أمدرمان..

    أفيقوا......!!!
    اليوم التالي

    ----------------------

    الدولة عاجزة عن أداء مهامها في كثير من أنحاء البلاد...خيارات العنف الانتحاري في دارفور وباقي السودان


    الدولة عاجزة عن أداء مهامها في كثير من أنحاء البلاد...خيارات العنف الانتحاري في دارفور وباقي السودان






    03-18-2014 07:15 AM
    د. عبدالوهاب الأفندي

    تصاعدت خلال الأسابيع الماضية وتيرة العنف في إقليم دارفور السوداني بصورة مقلقة، حتى بمقاييس الأوضاع المتدهورة أصلاً هناك. فقد تفجرت نزاعات متداخلة تمثلت في تعرض أربع مدن على الأقل في ولاية شمال دارفور لاجتياحات من قبل حركات مسلحة، ووقوع اشتباكات قبلية في مناطق أخرى. ويقدر عدد المواطنين الذين هجروا بسبب الصراعات بعشرات الآلاف، بينما تضع بعض التقديرات المهجرين بأكثر من مائتي ألف. وفي نفس الوقت تواجه الحكومة ما يشبه التمرد الفعلي من قبل قيادي ‘الجنجويد’، زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال، الذي تحصن في مناطق نفوذ قبيلته مطالباً بإبعاد والي شمال دارفور، محمد يوسف كبر، غريمه ومنافسه في السلطة في الولاية.

    وقد انتقل العنف إلى قلب العاصمة السودانية حين حاولت قوات الشرطة فض تجمع طلابي في جامعة الخرطوم ناقش تصاعد العنف في دارفور ويحتج عليه. وقد أدت الصدامات التي احتدمت بين الشرطة وطلاب في حرم الجامعة إلى مقتل طالب وجرح آخرين. وقد أعقب ذلك تفجر اضطرابات في العاصمة لا علاقة لها مباشرة بهذا الحادث، منها مظاهرات في شمال العاصمة واعتصام في مطار الخرطوم لموظفين يحتجون على الاستغناء عنهم.

    كل هذه الاضطرابات وقعت خلال شهر واحد، ونتجت عنها كوارث إنسانية مدمرة، تضاف إلى كوارث أخرى تعرضت لها دارفور خلال العامين الماضيين، وراح ضحيتها مئات القتلى ومئات الآلاف من المهجرين. وقد كانت معظم تلك الاضطرابات نتيجة صراعات قبلية ذات طابع عبثي، ولكنها تعكس تدهور الأوضاع وضياع سلطة الدولة، بحيث أصبحت القبائل والفئات الاجتماعية الأخرى تتصرف بما يشبه الاستقلال الكامل عن مؤسساتها. وفي الشهر الماضي، اضطر والي شمال كردفان إلى مطالبة ميليشيات موالية للحكومة بمغادرة الإقليم بعد تعدد تجاوزاتها التي شملت النهب والقتل وكبائر أخرى.

    نحن إذن أمام حالة أصبحت فيها الدولة عاجزة عن أداء مهامها في كثير من أنحاء البلاد. وفوق ذلك فإن معالجة الحكومة لهذه الأزمات زادتها سوءاً، كما نشهد اليوم من تمرد وتفلت الميليشات التي اصطنعتها الحكومة للتعويض عن عجز القوات النظامية في مواجهة التمرد. فقد ساهم منهج التصدي للتمرد في تعميق الأزمة أولاً ثم خلق مشاكل وأزمات جديدة ثانياً.

    وقد انهالت الإدانات على النظام من كل حدب وصوب بسبب هذه الممارسات، وهي إدانات مستحقة، شملت إصدار تهم من المحكمة الجنائية الدولية في حق عدد من كبار المسؤولين. هذه تهم لا تغطي في نظري كل ما ارتكب من تجاوزات تتكاثر يومياً، كما أنها لا ترقى إلى المطلب الشرعي بالقصاص العادل من مرتكبي هذه الكبائر. ولا بد من التذكير هنا بأن مناط التهم، كما هو الحال في سوريا وغيرها، ليس التصدي للتمرد المسلح بالقوة، لأن هذا حق مكفول للدولة بحسب القوانين والأعراف الدولية، ولكن التعرض للأبرياء من المدنيين ممن لا علاقة مباشرة لهم بالحركات المسلحة.

    ولكن لعل التركيز على نقائص ومثالب الحكومة، وهي مسألة لا خلاف عليها، قد شغل الناس عن الأمر الأهم، وهو الحالة الانتحارية التي تعيشها دارفور بسبب تفشي العنف في كل مسامات المجتمع هناك. فلا بد من الاعتراف بمشاركة قطاعات واسعة من المجتمع الدارفوري في العنف، حتى أصبح التساؤل هو عن من يتجنب العنف. وقد توسعت هذه المساهمة تحديداً بسبب تفشي النزاعات القبلية، وهو بدوره يعود إلى أن كل قبيلة، صغرت أم كبرت، أصبحت لها ميليشيا خاصة بها.

    أدى هذا الأمر إلى تواتر تحول أقل النزاعات شأناً، مثل التحرش بفتاة أو التنازع على سلعة، إلى حروب قبلية. وهكذا تفشت ثقافة العنف في المجتمع الدارفوري مثل السرطان، فلم يكد يسلم منها جزء من ذلك الجسم العليل. وما لم تتم معالجة هذا الداء العضال، والتصدي لثقافة العنف والقتل، فإن أي ‘حلول’ مقترحة للأزمة لن تجدي شيئاً. إن ما تعرضت له دارفور من إهلاك للحرث والنسل لا يساوي شيئاً أمام ما تعرضت له من تدمير لنسيجها الاجتماعي وبنيتها الأخلاقية وإرثها في التواصل والتراحم. وهذه خسائر لا تعوضها كنوز العالم.

    وتحت هذه الظروف، فإن دارفور لو أعطيت كل ثروة السودان وكل السلطة فيه وليس فقط نصيب دارفور العادل منهما- فإن الأمر سيكون كارثة إضافية لو استمر الحال على ما هو عليه. ذلك أن ما يعانيه الإقليم من تشرذم وتمزق وتناحر بين نخبه سيجعل كل نعمة تنزل على دارفور نقمة على أهلها، بسبب التنازع القائم. فقد ولدت ثقافة العنف، وتكاثر الميليشيات القبلية، هيمنة لعقلية جديدة ونخب لا تعرف ولا تحسن سوى القتال. وهكذا تراجع دور المثقف في دارفور وتراجع معه دور الزعامات القبلية التقليدية والقيادات السياسية. وهذه لعمري كارثة الكوارث.

    أذكر أنني كنت قبل فترة قصيرة في حوار مع فئات من الشباب الدارفوري سمعنا منها انتقادات لتأكيدنا المتكرر على لا جدوى العنف وآثاره السلبية المدمرة. وقد كانت حجة الشباب أن النظام لا يفهم سوى لغة العنف ولا يتقبل خطاباً غيره، وهي نقطة صحيحة للأسف. ولكن احتجاجي كان بالمقابل هو أن الأنظمة زائلة مهما طال بقاؤها، ولكن تقدم الشعوب يكون في نهاية الأمر بالعلم وتجويد العمل. ومشكلة دارفور حالياً هي أن جيلاً كاملاً من شبابها يوشك أن يضيع وتلتهمه نيران الحرب ومآسي النزوح والتشرد. وقد كانت مشكلة دارفور والعديد من أقاليم السودان تتلخص في ضعف فرص التعليم والتدريب. ولكن الحروب الأخيرة أضاعت فرصاً أكثر، وحرمت الأجيال من التعليم وحولت الشباب إلى وقود للحرب. أما المهارات التي ميزت القيادات التي تتحدث باسم دارفور حالياً فهي مهارات كسبت في ميدان القتال، وليست بذات نفع كبير في مجالات البناء.

    ولعل أحد أسباب انهيار اتفاقيات دارفور المتعددة، فوق عدم جدية النظام في تطبيقها وتشرذم الساحة الدارفورية، هو أن القيادات التي تتفاوض باسم حركات دارفور، أو تلك التي تشغل المناصب باسمها، لم تكن لديها الكفاءات المناسبة. بينما يحتاج خلق وبناء الكفاءات إلى وقت طويل، ومن شروطه الاستقرار وإتاحة الفرص بالتساوي، وهو ما لم يتحقق للأسف في الآونة الأخيرة. فمستقبل دارفور، مثل مستقبل السودان، رهين بتقديم أهل العلم والدراية، ومن يحسن التفكير والتدبير، على من يحسن القتل والتدمير.

    وقد نشأت الأزمة الحالية في السودان بسبب تغول الأجهزة الأمنية ومحترفي المواجهة على أهل الحكمة والسياسة، وذلك في الحركة الإسلامية أولاً ثم في حكم البلاد ثانياً. فبدعوى أن الحركة الإسلامية مهددة من قبل القوى الدولية والإقليمية أولاً والحركات العلمانية بقيادة قرنق ثانياً، تم اختطاف الحركة الإسلامية السودانية ذات الإرث الديمقراطي من قبل ‘الجهاز السري’ (الذي سميناه ‘السوبر-تنظيم’)، وتحويلها إلى ‘الجماعة الإسلامية المقاتلة’، والانقلاب باسمها على السلطة وعليها باسم السلطة. فكان الانفراد بالأمر، والدخول في حالة حرب مع الجميع، بمن في ذلك الحركة الإسلامية وأنصارها.

    ولا حجة هنا لأنصار جناح الشيخ حسن الترابي في الزعم ببراءتهم من تلك الهجمة على الحركة الإسلامية والتماهي مع التنظيم السري. فقد تم حل الحركة بأمر الشيخ الترابي، ونفذت أشرس الحملات ضد المطالبين بإحياء التنظيم تحت إشرافه، وبمشاركة نشطة من أقطاب المؤتمر الشعبي الحاليين. فقد تم اقتياد الاستاذ محجوب عروة لمعتقل الأجهزة الأمنية من داخل قبة البرلمان، وهو عضو فيه، وأعطى رئيس البرلمان وقتها الأستاذ محمد الأمين خليفة الإذن بذلك (وبحسب القانون وقتها كان يجوز لرئيس البرلمان رفع الحصانة عن الأعضاء). وكانت تهمة عروة أنه شرع في جمع توقيعات تدعو لعقد مجلش شورى الجبهة الإسلامية المحلول. وبنفس الطريقة تولى الشيخ ابراهيم السنوسي كيل الشتائم لمجموعة من القيادات الإسلامية في اجتماع دعت له نخبة منهم في منزل الاستاذ عبدالله بدري رحمه الله، وبحضور الشيخ الترابي الذي دعته المجموعة للاعتراض على حل وتغييب التنظيم في وقت كانت الدولة تحكم فيه باسمه وهو غير موجود أصلاً.

    والشاهد أن العنف في دارفور (وبقية أنحاء السودان) هو من باب التداوي بالتي كانت هي الداء، لأنه يستنسخ هذه التجربة بصور مصغرة متكررة. وكانت البداية في الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت وبالاً على أنصارها قبل غيرهم. فقد بدأت أمرها بشن الحرب على من سبقوها في التمرد مثل حركة أنيانيا 2 بدعوى أنها حركة انفصالية (كأن الحركة هي التي حققت الوحدة اليوم!)، ثم تعاونت مع المخابرات الاثيوبية في اعتقال وإعدام العشرات من قيادات الحركة بسبب آرائهم المستقلة، وذلك قبل أن يندلع الاقتتال الداخلي بعد انشقاق عام 1991 الذي كان أساسه الاحتجاج على الانفراد بالرأي وتغول المخابرات الاثيوبية على أجهزة قرار الحركة. وفي أثناء ذلك وقبله، ساهمت الحركة في قتل أكثر من ربع مليون جنوبي بسبب رفضها السماح بمرور الإغاثة أثناء مجاعة 1988، وشنت حملات ضارية بمشاركة الجيش اليوغندي من أجل إخضاع إقليم الاستوائية والقضاء على ميليشياته. وها نحن نرى اليوم محنة أهل الجنوب من عاقبة تلك الأمور. فقد مات وتشرد الملايين، ولكن الحال في الجنوب من حيث الحريات ليس بأفضل مما كان عليه في عام 1983.

    نفس الشيء يمكن أن يقال عن دارفور وميليشياتها وضحاياها. فقد تسببت عمليات الشهر الحالي وحدها في تشريد أكثر من مائة ألف شخص. وعندما تنتهي كل هذه الدراما، سيعود من بقي على قيد الحياة إلى وضع أسوأ مما كان عليه الحال المتدهور أصلاً، وقد نحتاج إلى أجيال لإعادة دارفور إلى ما كان عليه الحال عام 2003، فضلاً عن تطويرها وتقدمها.

    والعبرة من كل هذا هو الحاجة إلى حركات سودانية قومية سلمية تتضافر على نبذ العنف، وتتوافق على أن يكون في البلاد جيش قومي واحد، يخضع للسلطات المنتخبة، ولا يسمح لأي جهة أخرى بحمل السلاح. يجب كذلك أن تنتهي إلى الأبد فكرة أن الصراعات القبلية تحل بالتفاوض، بل يجب أن تكون الدولة ممثلة في القضاء المستقل، هي الجهة التي تحدد من هو المعتدي في أي نزاع، وتوقع عليه العقوبات المناسبة. فمرتكب جريمة القتل تحت لواء القبيلة هـــو عند الله قــاتل مجرم وكذلك أمام القانون، ولا ينبغي التفاوض معه، بل تطبيق القانون عليه.

    بجملة واحدة: لا يمكن أن يتقدم السودان بتولية أمره لمحترفي العنف من كل ملة، ولا بد من أن يؤول الأمر إلى أهله ممثلين في أهل الرأي والحكمة، وأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل، وليس العكس.

    ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
    القدس العربي


    jتعليقات قراء الراكوبة على مقال الافندى

    التعليقات

    #946235 United States [KJD]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 02:21 PM
    أولاً كل الاحترام للسيد الافندي فهو يمثل السودان بشرف في دول المهجر حتي وان اختلفنا معه فكرياً. ثانياً يا أستاذ الافندي ان خلافات اهل دارفور قبل ان تتدخل فيها السلطة كانت تحل تحت الشجرة واظن لا احد في السودان لا يعرف الجودية والكل يشهد بكرم وحكمة اهل دارفور في الحرب والسلم فقد كانت القبائل تفقد العزيز اثنا الحروب ولكنها تستخدم الحكمة في الصلح ولكن تدخل السلطة واستغلال احد الأطراف لضرب الطرف الاخر هو ما جعل الازمة تتفاقم . السيد الافندي يجب ان يعترف كل الشعب السوداني بانه مشترك في المأساة التي نعيشها حالياً وذلك لأننا سمحنا لنظام فاسد بالسيطرة علي جميع مفاصل الدولة منذ توليه الحكم , فأمام اعيننا استبدل النظام الجيش السوداني بمليشيات ولاءها الأول والأخير للنظام واذا سرق احد أعضاءه ترقى واذا سرق المواطن الغلبان جلد امام الملاء حتي تحول معظم اللصوص الي اخوان مسلمين ليتحصنوا من العقاب واذا اردنا الحل فعلينا ان نتوحد وتكون قضيتنا الاولي إزاحة هذا النظام الفاسد وتجريده من الحصانة التي وفرناها له بجهلنا.

    [KJD]



    #946231 [ودعمر]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 02:19 PM
    مقال يضعك اما الحقيقة الواضحة التي ينزوي ولا يفهمها الغالبية الذين يحسبون كل صيحة كيزانية وشيطانية بعقلية متبلدة قاتلهم الله ونصر بلدنا واخرجها سالمة امين امين.

    [ودعمر]



    #946189 United States [بومدين]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 01:35 PM
    الـحـقـيقـة .. دائما تؤلــم مــن تـعـود عـلـي الأوهـــــــام !!
    أيـهـا الـشــعـب الـفضـــل !!.

    هــولاء هـــم مــن نشـــروا ثقــافــة الـرعــــب ، وكـرســــوهــا !!.
    هــولاء هـــم مـن نشــروا ثـقافــة الـقـحـب وأدمـنوهــا !!.
    ولآن يتســائلـون .. وبراءة الأطــفـال فـي أعــينهــم .. مــن نشــر ثقافة الـعـنف ؟؟.
    أبالـســــة الـعـصـــر .. دون مــنازع .


    =====================



    كلكم يتذكر الجريمة الإنسانية البشعة التي إبتدر بها هذا النظام الوحشي

    مسيرة حكمة في السودان بعد أن ادخل علينا عرفآ جديدآ لم يعهده أهل

    هذا البلد المتسامح

    إعدموا وهدموا وشاركوا في محاولات إغتيال وكل ذلك بدواعي تمكين

    المشروع الحضاري الإسلامي والإسلام والله برئ من هكذا ممارسات

    أنقل إليكم من كتاب الجيش السوداني والسياسة

    العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) صحيفة اتهام الجبهة الإسلامية


    مذبحة أبريل 1990
    المسئولية الجنائية ولائحة الاتهام
    من هو المسئول؟


    إن « مذبحة أبريل 1990 » التي قتل فيها ثمان وعشرون ضابطاً ، وضابط صف بدمٍ بارد ، وتعمد مع سبق الإصرار والترصـــد ، هي جريمة بشعة، متكاملة الأبعاد .


    وهي أبشع جريمة سياسية وقعت في كل تاريخ السودان السياسي طوال القرن العشرين . لا بد إذن من تقصي المسئولية الجنائية في هذه المذبحة ،


    والوصول إلى حقائق دامغة عبر تحقيق قضائي يستند إلى كل الشهود ، والتحري مع كل المشاركين والشهود الأحياء الذين حضروا تلك المأساة ،


    أو عاصروا أحداثها بصورة أو بأخرى . أورد د . أمين مكي مدني تلك الجريمة البشعة ضمن الجرائم السودانية التي وقعت خلال حكم نظام الجبهة


    القومية الإسلامية ، وتقع تحت طائلة القانون الإنساني الدولي ، وبالتالي تستوجب المسائلة القانونية ، ولن تسقط بالتقادم :


    « محاكمة وإعدام ثمانية وعشرين ضابطاً »


    في إحدى أمسيات شهر أبريل 1990 وفي عشية عيد الفطر المبارك ، قام النظام باعتقال عدد من الضباط العاملين وبعض المتقاعدين من القوات المسلحة ،


    ووجهت لهم تهمة التآمر للقيام بانقلاب عسكري للإطاحة بالنظام . اعتقل بعضهم من منازلهم وبعضهم كان رهن الاعتقال التحفظي ، وتم نقلهم جميعا إلى


    السجن العسكري بمدينة أمدرمان . تكتم النظام على المعتقلين ومكان احتجازهم وطبيعة التهم الموجهة إليهم ، واخضعوا لتحقيق عاجل قام به ضباط في


    القوات المسلحة ، وقدموا إلى محاكمة عسكرية ميدانية لم تتح لهم فيها فرصة الدفاع عن أنفسهم أو توكيل محامين للقيام بذلك ، وتسربت أنباء عن تعرضهم


    لأبشع أنواع التعذيب لانتزاع اعترافاتهم . ويروى أن المحاكمة التي ترأسها ضابط يدعى « الخنجر » لم تستمر سوى فترة لم تتجاوز ساعة واحدة . فوجئ


    الجمهور بنبأ عبر أجهزة الأعلام خلص في جملة واحدة أن الضباط المعنيين قد اتهموا بتدبير محاولة لقلب نظام الحكم ، وقدموا لمحاكمة عسكرية أدانتهم ،


    وحكمت على ثمانية وعشرين منهم بالإعدام ، وأن السلطة المؤيدة ، رئيس مجلس قيادة الثورة ، قد صدق على الأحكام ، وأن الحكم قد نفذ بحقهم رميا بالرصاص


    ، وتم دفن الجثث!

    أعلنت التهم والمحاكمة والأحكام وتأييدها وتنفيذها هكذا ، في خبر واحد . وقع الخبر كالصاعقة على جميع أبناء الشعب السوداني ، ناهيــك عن أسر وزوجات


    وأبناء أولئك الضباط . وظـل النظام حتى اليوم يرفض أن يوضح لذوي الضحايا حتى أماكن دفن جثثهم ، ويستمر في قمع مواكب أسـر الشهداء حين خروجهم في


    كل ذكرى سنوية في مواكب تطالب بمعرفة أماكن قبور ذويهم . ويستمر النظام في تعريض تلك الأسر لبطش قوات الأمن كل عام ، وتفريقهم بالقوة وتقديمهم


    للمحاكمة أمام محاكم النظام العام وتعريضهم لعقوبات الجلد والغرامة .

    من الثابت أن المسئولية كاملة تقع على عاتق الجبهة الإسلامية القومية الحاكمة في السودان .. تقع على قياداتها العليا في المكتب التنفيذي ومجلس الشورى والمجلس الأربعيني .. وعلى أجهزة أمنها التي نفذت تلك الجريمة الشنعاء..

    نحن هنا بصدد وضع لائحة اتهام ابتدائية سنورد فيها الأسماء والوقائع ، سنتدرج حسب تسلسل الأحداث ، وما وضح من مسئوليات مباشرة وغير مباشرة في أحداث « مذبحة أبريل » .. هذه اللائحة الابتدائية قد تكون أقل دقة مما سيصل له أي تحقيق قضائي مستقبلاً .. قطعاً أن المسئولية المباشرة في كل ما جرى تقع على عاتق قيادة الجبهة الإسلامية التي أصدرت الأمر بتصفية المتهمين منذ بداية فشل عملية أبريل .. اتخذت ذلك القرار الدموي بمفهوم تحقيق عنصر الردع العنيف والصدمة القصوى لوقف أي محاولات مستقبلية تستهدف استقرار واستمرار النظام..


    لائحة الاتهام الابتدائية


    يقف الدكتور حسن عبدالله الترابي على رأس قائمة الاتهام . في العام 1990 كان هو السيد والشيخ الآمر والمسيطر تماما على كل شاردة وواردة في قرارات النظام الحاكم ، وقطعاً قد أصدر الأمر السيادي بتنفيذ تلك المذبحة النكراء .. وإن لم يفعل ، فقد سكت بعد حدوثها.

    يأتي في تسلسل قائمة الادعاء علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجبهة الإسلامية القومية ، والمسئول عن القوات المسلحة منذ قبل انقلاب 30 يونيو 1989 ، وكان هو المسئول التنفيذي عن كل خطط النظام ، وتطهير القوات المسلحة من كل العناصر المناوئة ، وتطعيمها بكوادر التنظيم المتيسرة « تأميناً للثورة » والمشروع الحضاري المزعوم..

    أما رئيس النظام ، الفريق عمر حسن أحمد البشير ، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام، ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى العيلفون عند بدء التحركات ليختبئ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص».. ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي.. بعد فشل المحاولة!! كما أنه لم يتدخل بأي شكل كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة.. لم تتدخل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه.. لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغة لوائح الاتهام في أي جريمة تقع داخل القوات المسلحة.. أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي ( حـيث فـر هـاربا إلـي الـعـيلفون ، إخـتبأ فـي منزل الطيب النص ) حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 العقيد عبد الرحيم محمد حسين والرائد إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: «يا سيادتك وقِّعْ.. الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص » .. فوضع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظات ، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس ، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!!
    هنالك مسئوليات مباشرة تقع على عاتق كل قيادات الجبهة الإسلامية في اتخاذ القرار وتنفيذ « مذبحة أبريل » .. يقف في قائمة الاتهام العديد منهم .. لكن على رأسهم ولا شك، يأتي الدكتور نافع على نافع ، رئيس أجهزة الأمن الذي باشرت وحداته التنفيذية الاعتقالات الابتدائية ، والتحقيق مع المعتقلين وتعذيبهم .. وكانت كل الكوادر التي قامت بفرض الحراسات، وتجهيز ساحة الإعدام ، بما في ذلك وحدة إطلاق النار ، الـ“ Firing Squad” التي يقودها الرائد محمد الحاج ، تتبع لأمرته مباشرة .

    للدلالة على تورط كل قيادات الجبهة الإسلامية في جريمة ومذبحة « أبريل/رمضان » ، نورد حادثة موثقة لها شهود .. فقد اتصل مساء ذلك اليوم أحد قيادات جهاز الأمن هاتفياً بالسيد أحمد سليمان المحامي في منزله بحضور شاهد تلك الواقعة .. لم يدرِ الشاهد هوية المتحدث على الطرف الآخر من الخط، لكنه عرف أن الحديث يدور عن محاولة الانقلاب العسكري التي جرت صباح ذلك اليوم ( الاثنين 23 أبريل ) .. سمع الشاهد أحمد سليمان وهو يقول بوضوح تام لمحدثه قبل أن ينهي المكالمة : « أحسَنْ ليكُم تَنْتَهُوا مِنَّهُمْ كُلَّهُم الليلة دِي .. لو إنتَظَرْتُوا بِيهُم الصباح، تَجِيكُم الأجاويد والوَاسطات من جُوه وبَرَّه!! »

    تأتي في تسلسل الاتهام « المجموعة المتنفذة » ، أو القابضة على كل الأمور في ذلك اليوم البهيم، وهم:

    العقيد عبدالرحيم محمد حسين ، رئيس المجلس الأربعيني لضباط وكوادر الجبهة الإسلامية ، وعضو مجلس قيادة ثورة « الإنقاذ » الوطني.
    العقيد بكري حسن صالح ، عضو مجلس قيادة ثورة « الإنقاذ » الوطني.
    الرائد إبراهيم شمس الدين ، عضو المجلس الأربعيني ، وعضو مجلس قيادة ثورة « الإنقاذ » الوطني.
    العقيد الهادي عبدالله ، عضو المجلس الأربعيني والمسئول الأول عن أمن القوات المسلحة .. وكان يلقب آنذاك بـ « القائد العام الحقيقي » للقوات المسلحة.

    هنالك أيضاً كادر المحكمتين الصوريتين اللتان انعقدتا في السجن الحربي في كرري وهم:
    العقيد محمد الخنجر ، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.
    العقيد سيد فضل كنّه ، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية .
    الرائد صديق الفضل ، عضو المجلس الأربعيني ، وعضو المحكمة الصورية الأولى.
    المقدم سيف الدين الباقر ، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
    الرائد الجنيد حسن الأحمر ، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
    العقيد محمد علي عبدالرحمن ، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتهام في الصورية الثانية.

    أما مجموعة التنفيذ التي قامت بإطلاق النا ر ، فقد كانت تحت قيادة الرائد محمد الحاج من أمن النظام ، ومعه مجموعة مكونة من عشر كوادر ، تم اختيارهم بعناية ، ويتبعون جميعاً لأمن الجبهة الإسلامية ، وكانوا يعملون في ذلك الوقت في جهاز أمن الدولة تحت القيادة المباشرة للدكتور نافع على نافع.

    تضم قائمة الاتهام أيضاً أولئك الضباط التابعين لإدارة الاستخبارات العسكرية الذين قاموا بالتحقيق الأولي مع المعتقلين ، وتباروا في التجريم وخرق كل الأعراف والأخلاق العسكرية تأكيداً لولائهم المطلق لثورة الإنقاذ ، وهم:
    اللواء محمد مصطفى الدابي، مدير إدارة الاستخبارات العسكرية.
    العميد كمال علي مختار ، نائب مدير إدارة الاستخبارات العسكرية.
    العميد حسن أحمد ضحوي ، جهاز الأمن العام.
    العميد عبد الرزاق الفضل ، إدارة الاستخبارات العسكرية.
    العميد محمد عبده إلياس ، إدارة الاستخبارات العسكرية
    وقبل أن نأتي إلى ذيل قائمة الاتهام ، هنالك مسئولية جنائية كاملة توجه إلى العقيد محمد الأمين خليفة ، وهو ذلك الجرم الشنيع الذي ارتكبه ضد معتقل أعزل هو اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار وذلك حينما طعنه بالسونكي في جانبه الأيمن في التاسعة من صباح يوم الاثنين 23 أبريل ، عندما رفض اللواء كرار استسلام المدرعات وطالب اللواء الكدرو بالاستمرار في المقاومة .

    وتندرج أيضاً في قائمة الاتهام قيادة القوات المسلحة في العام 1990 ، وخلال فترة « مذبحة أبريل » ، أولئك القادة الصوريين الذين سمحوا بذبح القوات المسلحة قبل ذبح ضباط وضباط صف « حركة أبريل » البواسل ، ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر:
    الفريق إسحاق إبراهيم عمر ، رئيس هيئة الأركان.
    الفريق حسان عبدالرحمن ، نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات.
    الفريق إبراهيم سليمان ، نائب رئيس هيئة الأركان للإمداد.
    الفريق حسن محمد حسن علام ، نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة.
    اللواء سيد أحمد حمد سراج ، رئيس فرع العمليات الحربية.
    اللواء محمد عبدالله عويضه ، الناطق الرسمي للقوات المسلحة.
    اللواء عبدالمنعم حسين ، مدير فرع القضاء العسكري.

    لم يباشر هؤلاء القادة ـ رفيعي المستوي ـ مسئولياتهم القيادية في حفظ حقوق ضباطهم وجنودهم وفق اللوائح والقوانين العسكرية ، والذين هم بحكم مناصبهم مسئولين عن تنفيذها .. تركوا كل الأمر ليدار خارج نطاق القوات المسلحة ، ولأول مرة في تاريخها يتم إجراء محاكمات قضائية بدون أي تدخل من القيادة العامة ، وبدون أي إشراف قانوني من فرع القضاء العسكري .. تحقيق ومحاكمات بدون صدور أمر تشكيل قانوني من أي نوع ، وعلى أي مستوى .. قرارات قضائية بتنفيذ أحكام إعدام لعسكريين دون توقيع تلك القرارات من فرع شئون الضباط، أو من نائب هيئة الأركان للإدارة ورئيس هيئة الأركان ، وأخيراً حتى دون توقيع تلك القرارات المصيرية من القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي هو رأس الدولة في نفس الوقت .. والأدهى والأمر أن تتم كل تلك الإجراءات خارج نطاق القوات المسلحة ، ودون علمها .. وأن تقوم على تنفيذها ميليشيات أمن الجبهة الإسلامية !!؟؟

    ذكر لي العقيد المتقاعد عبدالمنعم سليمان ، المقيم حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة ، أنه في مساء يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 ، وبعد أن أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية خبر الإعدامات ، ذكر أنه اتصل بالفريق حسان ـ وهو على صلة قرابة عائلية به ـ ليعرف منه ما حدث .. فقال له الفريق حسان بالحرف الواحد : « والله ما كان في أي طريقة لوقف ما حدث .
    لن ينسى تاريخ القوات المسلحة السودانية ما كان يقوله الفريق سيد أحمد حمد سراج صبيحة يوم الثلاثاء 24 أبريل في مكتبه وقد تجمع حوله الضباط بالقيادة العامة بعد تسرب خبر الإعدامات التي تمت في الفجر ، والتي سمعها هو ـ رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة ـ كما سمع بها الآخرون، قال : « أَيوه أعدمناهُم .. وحَنَعدِمْ أيِ واحد يفكر في التحرك ضد الثورة ! » .. ونجزم بأن الفريق الهُمام لم يكن يعلم شيئاً .. كل صلاحياته هو والآخرين كقيادة عامة للقوات المسلحة كانت قد سُلِبَت منهم .. لكنه كان يركب موجة التباري في إظهار الولاء للنظام « تأميناً للمواقع الوظيفية » ، ولم يكن المسكين يدري أنه سيذهب إلى الشارع ـ أسوة برفاقه المداهنين ـ بعد أشهر قليلة ، لانتهاء « عمره الافتراضي » في خدمة النظام .

    في آخر تلك القائمة يأتي الادعاء الأخلاقي ضد الذين تفاوضوا مع اللواء حسين عبد القادر الكدرو ، الذي كان ممسكاً بكل الأمور في قيادة المدرعات لدفعه إلى الاستسلام .. هنالك الفريق عثمان بليه ـ ابن عم اللواء الكدرو ـ الذي طلب منه حقن الدماء ، وقدّم له الالتزام تلو الآخر بإجراء تحقيق عادل ورفع المظالم .. وهناك الفريق عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب ، رئيس الدولة خلال الفترة الانتقالية 1985/ 86 ، وأمين أمناء منظمة الدعوة الإسلامية ، الذي شارك في مفاوضة اللواء الكدرو بالاستسلام .. قدّم له كل ما يمكن تقديمه من وعود ، ولم يكن يملك ضمان تنفيذ أي منها .. فعلوا ذلك ونجحوا فيه .. واستسلمت المدرعات .. ليذبح اللواء الكدرو وكل ضباطه المتهمين بالمشاركة في المحاولة الانقلابية بعد ساعات قلائل على سفح « جبل سركاب » غرب مدينة أمدرمان

    وأخيراً ، هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق ، وهو الحالة التي كان عليها المقدم بشير الطيب حينما أُعدم ، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج ، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح .. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة ، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية : « أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة .
    رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد . »

    أكد هذه الحادثة المأساوية والبعيدة كل البعد عن الأخلاق العسكرية ـ ناهيك عن العرف الإنساني ـ رئيس النظام الفريق عمر البشير حينما أجاب على سؤال في الحوار المشار إليه سابقاً، قال : « الانقلابيون استعملوا أسلوب الخداع ، والمشاركون من سلاح المدرعات خمس ضباط فقط، ولم يستطيعوا مسك كل المدرعات . الانقلابيون لم يُنَوِّروا الجنود بصورة واضحة ، وحتى المدرعة التي استخدمها المقدم بشير الطيب ووصل بها إلى القيادة العامة ، قال الانقلابيون للجنود الذين قادوها أن لديهم أوامر من القيادة لاستعمالها في الخدمات ، والدخول بها إلى القيادة العامة .. وهنالك التقوا بالرائد إبراهيم شمس الدين عضو مجلس قيادة الثورة ، وفي هذه اللحظة نزل المقدم بشير الطيب من المدرعة واشتبك بالأيدي مع الرائد إبراهيم شمس الدين ، إلى أن أطلق الجنود الذين جاءوا مع الرائد شمس الدين النار على المقدم بشير الطيب ، هنا علم الضباط أنها حركة ضد ثورة الإنقاذ ، واقتحم الجنود والضباط مواقع الانقلابيين واعتقلوهم


    حادثة بلا نهايــــــــة
    أخيراً.. وليس آخر: ما حدث في فجر 24 أبريل 1990 من الجبهة الإسلامية الحاكمة في السودان جريمة بكل المقاييس الجنائية والسياسية والأخلاقية، وهى تقع ضن الجرائم المنصوص عنها في قائمة الجرائم ضد الإنسانية.. جريمة ستبقى في ذاكرة التاريخ السياسي العربي والإسلامي والعالمي، وبداهة فقد حفرت جذورها وأفرعها عميقاً في التاريخ السياسي السوداني

    جاءت الإدانة « لمذبحة أبريل 90 » من كل منحى .. وفُرِضَت العزلة والنبذ لمشروع الدكتاتورية في السودان منذ بدايته .. وكانت هي الضربة الأولى في هزيمة المشروع الحضاري المزعوم .. من المؤكد أن دماء أولئك الشهداء لن تذهب هدراً طالما أن المذبحة التي حدثت هي جريمة أجمعت عليها الأحكام السماوية والقوانين الوضعية .. ولذا فلا مناص من القصاص في جريمة لا تسقط بالتقادم .

    [بومدين]



    #946183 United States [مش مهم]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 01:29 PM
    طال عمرك برفيسور عبدالوهاب الافندى والله نفخر باراءك الجريئة ربنا يوفقك وتسلم من حقد كل حاقد .

    [مش مهم]



    #946167 United States [Mohamed]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 01:15 PM
    يعني وباختصار يا الأفندي، ملخص مقالك أن المسألة جاطت في بلاد السودان كافة (دارفور وغيرها) وكله بسببكم أنتم وحدكم (الإسلاميين) ونتيجة لتدخلاتكم الإسلاموية (المراهقية والطفولية)الفطيرة الآثمة، وحتما بسبب تقديراتكم السخيفة غير الموضوعية كما كان يقول الشيوعيون دائما (رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا) وغير الشرعية باعترافكم أنتم الآن وأخيرا (عليكم لعنة الله في السموات والأرض)...

    وها قد دارت الأيام لكي تعودوا وتتبرعوا بالفتاوي المجانية من (لندن وليس من مكة) بأن لا أمل يرتجي بعد الآن في لجم شياطين القتال من الإنس والجن التي أطلقتموها علينا، ثم أستعصمتم بعيدا عنها وعنا في لندن وواشنطون ، بلاد الكفرةالتي دنا عذابها (سابقا)، ومنتهي الأحلام والديمقراطية والحرية(حاليا)، وهي من صميم الديمقراطية والحرية التي صنعناها (نحن) في أكتوبر وأبريل فبادرتم أنتم وجبهتكم ال########ة الي وأدها وذبحها وسحلها وهي طفلة غراء تحبو في بلادنا المكلومة بكم وبأمثالكم! وبعد كل ذلك، ماذا تريد منا بعد الآن ...هل تريد مواصلة الضحك علينا والشماتة فينا .. ......هلا تكرمت وتركتنا في حالنا يا أيها اللندني الألمعي الجبهجي المتلون!!!!

    [Mohamed]



    #946129 European Union [سيف الله عمر فرح]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 12:48 PM
    دكتور عبدالوهاب الأفندى ، الأستاذ الجامعى والكاتب المرموق ، يراه البعض وانا منهم أنه كان يومآ من محترفى العنف .. لماذا؟ ، لأنه سكت عن ممارسات مؤسسى بيوت الأشباح ، ومنفذى سياسة التمكين فى السودان ، وعمل نفسه أطرش وأبكم وأعمى عن الذى يحصل فى ربوع السودان جراء سياسات إخوانه فى التنظيم ، ######ر كل قدراته المميزة فى خدمة تنظيمه بالكتابة والدفاع عنهم فى المحافل الدولية ..

    الدكتور الجامعى المفكر المميز فى ثقافته عندما يكتشف سوءات وموبقات زملاءه فى التنظيم إلا بعد أن أمضى فى معاشرتهم عن قرب سنين ودنين ، لدرجة غاب عنه معرفة مويتهم إلا بعد أن شاف شوفة عين تعذيب رجال نافع على نافع لقريبه المعتقل عند جهاز الأمن ، وبعد أن عم فساد الانقاذ القرى والحضر !! ،الدكاترة والمفكرين لو دى حالهم ، فما بال الانسان العادى زى الذى لم يحتك مع الأشرار ولم يصادقهم ؟؟ .

    وطبعآ لا أخفى تقديرى واحترامى واعجابى الشديد لمواقف الأفندى وكتاباته الحكيمة حتى ولو جاءت متأخرة .. بس نحن كان عشمنا من قادة الفكر عندنا أنهم ما كانوا يمارسوا سياسة فقه السترة مع زملائهم الفاسدين ، ولا يسكتوا عن تجاوزاتهم التى لا يرضى الله ولا يقرها حتى قوانينهم التى حاكوها على هواهم .
    الإشكالية عندى أن الأشخاص الذين اقتادوا الاستاذ محجوب عروة لمعتقل الأجهزة الأمنية من داخل قبة البرلمان، وهو عضو فيه، هم نفس الوجوه الذى تلمع إعلاميآ بواسطة كتاب تنظيم الاخوان المسلمين .
    ما أتمناه من أمثال دكتور الأفندى ، وعثمان ميرغنى ومحبوب عبدالسلام ، و ..... ! ، أن يحثوا ويشجعوا أعضاء التنظيم الذين ناصروا الانقاذ ، ودعموه وآزروه فى مراحل مختلفة حتى يومنا هذا ، أن يسارعوا بكشف وفضح موبقات وتجاوزات الانقاذ ، لأن مثل هذا الفعل يعتبر من صميم ديننا الحنيف ، والتائب عن الذنب مثل الذى لا ذنب له .

    فى ناس بتعتقد أن الترابى والبشير ومن شغل المناصب السيادية معهم أنهم من أهل الرأى والحكمة ، أنا شخصيآ بعتقد أن الترابى والبشير لا يمتان للحكمة بصلة ، واعتقد أن رعاتنا ومزارعينا وصغار موظفينا و ........ ! ، قد أكرمهم الله من الحكمة والرأى أضعاف أضعاف ما منح للترابى والبشير . وللأسف هؤلاء مهمشون لأن تنظيمكم يا دكتور افندى قد إغتصب السلطة والمال بقوة السلاح !! ..

    الرئيس البشير ، صار أسوأ من مختطفى الطائرات ، ما عايز يتنازل عن الحكم ، إلا بشرط أن يحكم الأبالسة الى أن يصفر عذرائيل بيوم القيامة ، كما يقول سىء الذكر دكتور نافع على نافع ..

    وفى النهاية كما تقول يا دكتور افندى
    بجملة واحدة: لا يمكن أن يتقدم السودان بتولية أمره لمحترفي العنف من كل ملة، ولا بد من أن يؤول الأمر إلى أهله ممثلين في أهل الرأي والحكمة، وأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل، وليس العكس.

    [سيف الله عمر فرح]



    #946122 United States [حسكنيت]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 12:42 PM
    أهل الحكمة هم أحمد هارون وعبدالجبار جبريل وكوشيب وحميدتى وموسى هلال وعبدالعزيز عباس وأحمد جلاوى ..
    لوح الحكمة موجود بكافورى ويصدر بضاعته بواسطة السمسار أبو ريالة بعد أن يختم عليها المطبعجية جوار مسجد النيلين ..وتباركها أحزاب الإنتهاز ...ويتحاشى النظر إليها أو الحديث عنها مجمع الفقه الإسلامى

    [حسكنيت]



    #946100 United States [كابتن الماليزية]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 12:27 PM
    ** مشكور يا أفندي الكانب والمقيم في (بيري ططانيييييا ) يووك شايفين كيف ! مقيم في بريطانيا ...

    طبعا تحليلك الرائع ده وضح للعالم والخبراء المجتهدين في فك لغر الطائرة الماليزية المفقودة ما هي الدوافع الحقيقة للذي قام بإخفائها عن شاشات الرادارات وجعلها مفقودة ولغزاً مـحيراً !! ...

    ** طبعاً ببساطة كدة أكيد قراء بعض من مقالاتك السابقة .. ولذلك لم يكن أمامه بدل من أن يقبل بأن يعيش داخل (( حـظـيرة )) الا ان يفعل ما فعل ، لينجوا بإنسانيتة من أن تخضع لمن يريدون أن يدخلوها ويكبلونها في وهمهم بالحياة الحركية المنهجية داخل (( الحظيرة ))...

    كثر الله من أمثالك علشان تتوقف صناعة الطيران تماماً ..

    ويعود الناس مرغمين للعيش في (( جظيرة الانسانية )) التي سيصنع سياجها من هم ( كاتب ومقيم في

    [[ بئر أيطانيا ]]]

    // وثبة ثابتة //

    الراكوبة الايام دي شاينة وين..

    وأحبار عطوان شنو..

    [كابتن الماليزية]



    #946083 United States [ياسر عبد الوهاب]











    5.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 12:19 PM
    بجملة واحدة: لا يمكن أن يتقدم السودان بتولية أمره لمحترفي العنف من كل ملة، ولا بد من أن يؤول الأمر إلى أهله ممثلين في أهل الرأي والحكمة، وأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل، وليس العكس.

    ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
    القدس العربي

    يا معشر الكيزان وكاتب المقال اشرهم...
    هذا ما زرعتم. معشر الكيزان ..وها نحن واهل دارفور نحصد ما غرستم...
    بئس الزرع وبئس المزارع

    [ياسر عبد الوهاب]



    #946071 United States [الكردفاني العدييييييييييييل]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 12:10 PM
    اما زلت افنديا......... فان المفاهيم الجديدة للجيل الجديد.... هي طمس معالم الطائفية والافندية..... وبناء دولة القانون ..... والعدل والعدالة....

    فلقد عرفنا .... الاسلاموية... والاشتراكية..... واليمينية.... والتتار الجدد.... فما عادت تنطلي على احد.... حيل اليمين واليسار ..... وشبق السلطة .... والتكالب على..... خيرات الامة........

    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....
    اللهم ..... عليك بعصابات الرقاص..... لا تدع منهم احدا... واقطعهم ...تك ....

    [الكردفاني العدييييييييييييل]



    #946039 [زكريا محمذ]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 11:41 AM
    كلام جميل ولكن ايضا التفكير بنفس العقلية النخبة النيلية ( السيبر) ؟؟؟؟ فى السرد ورد الترابى حل الحركة الاسلامية تنظيم السيبر هى كانت الوعاء الداخلى للشريط النيللى كما كانت فى جنوب افريقيا Bruederbondالذى كانت تعمل لخدمة البيض Buren وتكمينهم لذا لا احدا يبكى بما حصل على الحركة الاسلامية الا Buren السودان , اما المليشيات التى زكرتها من الذى خلقهم من لا شى الان اصبح شى النخبة النيلية ساهمت فى ذالك ابتدا من صادق المهدى فى ابان حكمه وزع السلاح للمسيريا ولما فتح الباب وصل لكل القبائل العربية ,وبعدها حكام الانقاذ والحركة الاسلامية السودانية والعالمية اليس كذالك يا اخى عبدالوهاب؟

    [زكريا محمذ]



    #946036 European Union [Rebel]











    5.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 11:39 AM
    * ما تقول لى يا الأفندى ان "اهل الراى و الحكمه" المعنيين فى مقالك هم برضو "إسلامويين" من امثالك انت و غازى و الطيب زين العابدين و من على شاكلتهم من المجرمين الزعلانين من اخوانهم "الأخونجيه" فى تنظيم الشر و الخيانة و الغدر؟
    * لعنة الله على المتاسلمين تجار الدين "الحربائيين" فى اى شكل و لون كانوا او حلة لبسوها من اجل التمويه و الغش و الغدر و الخيانه. لعنة الله عليكم اجمعين ما شرقت الشمس و ما غربت، و الى يوم الدين.

    [Rebel]



    #946010 United States [taluba]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 11:26 AM
    يا عبد الوهاب الافندي خطوه جيده بأنك ترجع للمواضيع السودانيه، مقالك السابق الذي تناول المقارنه بين بوتين والقذافي كان ركيكا ليس هنالك اي نوع من صحه ما قلته. كما تعودنا تريد الظهور في الاعلام بشتي الطرق، تعيش في لندن بلد الديمقراطيه ،فيها احترام حقوق الانسان ، والمرأه بصفه خاصه، ضاقت بك الحياه وسط تيارك الاسلامي وهربت الي لندن لتحس بالامان. من المفترض بكل شجاعه ان تقول ان اسباب مشاكلنا وتخلفنا هذا يرجع لكل النظم الاسلاميه سوي كانت اخوانيه او طائفيه ،كلهم ذي بعضهم. ضعف الدوله او انعدامها تماما ادي الي هذا التفلت القبلي الذي يعيشه انحاء السودان. لو لديك ضمير فالافضل ان تنادي بالدوله المدنيه التي قد تحافظ علي حقوقنا جميعا بعيدا عن استعمال الدين لاستعطاف مشاعر الشعب. وأقصد الاقتباس عن مقالك ،وقد كانت حجه الشباب ان النظام لا يفهم سوي لغه العنف ولا يتقبل خطابا غيره. وهي نقطه صحيحه لاسف. ولكن احتجاجي كان بالمقابل هو ان الانظمه زائله مهما طال بقاؤها، ولكن تقدّم الشعوب يكون في نهايه الامر بالعلم وتجويد العمل. وأني علي ثقه تامه بالكوادر المهنيه الغير معلومه لدي الدوله سيرفعون الانتاج.

    [taluba]



    #945983 United States [كاودا]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 11:10 AM
    المعادلة بسيطة يا دكتور إذا كانت الحكومة ترفض إنصاف الناس وتسعى لتدميرهم وقتلهم وعندما تفشل تستجلب مرتزقة من وراء الحدود بواسطة الحزب الحاكم لمواصلة القتل والتدمير فماذا يفعلون؟؟ أهل دارفور حرموا أنفسهم من السكر لبناء طريق لهم يربطهم ببقية أنحاء الوطن فأخذتها الحكومة وإستثمرتها فى طريق يربط شمال السودان ولم تكتف بذلك بل بنت طريقين شرق وغرب النيل ولليوم لا دارفور ولا جنوب السودان مربوطان بأى طريق،، شرذمة من بنى جلدتك إمتلكوا قرار الحياة والموت والظلم والتهميش ولا تعترفوا بذلك،، رئيس الحكومة بذئ اللسان يمارس العنف اللفظى ضد الغرباويات العفيفات ويصف من يصف بالفروخ والعبيد والحشرات ثم يدعى تطبيق الشريعة،، إلى متى يظل الناس يسامون العذاب والإقصاء والحرمان من حق الحياة،، فلتمض الحروب إلى أجل غير مسمى حتى تتغير العقول التى قادت إلى هذه الكوارث وما من أمة وجدت نهضتها جاهزة بل صنعتها بدمائها وأرواحها والسودان يمضى فى نفس الدرب.

    [كاودا]



    #945957 [المتجهجه بسبب الانفصال]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 10:55 AM
    إذا كان كل ذلك لماذا ترفض الحكومة قيام حكومة انتقالية ومؤتمر دستوري،،، عجز الاسلامويون عن معالجة أمور صنعوها بايدهم في نشوة امتلاكهم للحكم ،، فاذا الارض تميد من تحت اقدامهم،، المشروع فاشل يا دكتور من أساسه لأنه بني على الغتغتة والدغمسة وقد أغتنى من أغتنى ومات من مات وفات من فات وانشات من انشات ،، كان من المؤمل أن يكون الحكام الريفيون الحاليون أكثر وعيا بالانسان ولكنهم نسوا الريف واستوطنوا الطائف والرياض والجريف ،،،،

    [المتجهجه بسبب الانفصال]



    #945941 European Union [مدحت عروة]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 10:42 AM
    الاصل فى الحكم هو الحرية والديمقراطية فى العمل السياسى والاعلام وكل هذا يتم من خلال دستور وقانون متراضى عليهم من اهل السودان وفى هذه الحالة يتفرغ الجيش لحماية اراضى الوطن والشرطة لمكافحة الجريمة بانواعها فى ظل قضاء مستقل لكن لمن يعمل حزب او جماعة انقلاب ويستولوا على السلطة تصبح مهمة الجيش والشرطة هى حماية هذا النظام الانقلابى ويتركوا مهامهم الاصلية وهو ما حاصل فى السودان الآن!!!!!!!!!!!!!
    الف مليون تفووووا على اى انقلاب عسكرى او عقائدى عطل الحكم الديمقراطى المدنى فى السودان!
    عاينوا للاستقرار السياسى والتداول السلمى للسلطة فى الهند وهى اقرب مثال لنا وشوفوا دول مثل مصر والسودان وسوريا والعراق وليبيا الخ الخ العطل فيها العسكر ومن معهم من المدنيين ############ين الخايسين الفشلة التطور الديمقراطى فى البلد ولى هسع جايطين وما عندهم دساتير او قانون ومستقلين ليهم عشرات السنين!!!!
    اى حكم غير مدنى ما بينفع ابدا وما بيحل اى مشكلة بل يفاقمها لان الحوار بيكون بالسلاح والقوة!!!!!
    انتو ناس الجيش ديل والعقائديين اصلا لا بيقروا تاريخ ولا بيعرفوا تجارب الامم بتاتا؟؟؟
    الحكم العسكرى او الشمولى لا بيحافظ على البلد ولا بيخلق فيها استقرار بتاتا عليه الف مليون تفووووووا!!!!!!!!

    [مدحت عروة]



    #945938 [عطوى]











    5.00/5 (2 صوت)
    03-18-2014 10:39 AM
    كلام متناقض ويتحاشى الاعترف وتحميل كل ما يجرى فى دارفور او غيرها بسبب الكيزان فقط لا غير ..

    قال الكوز الافندى(والعبرة من كل هذا هو الحاجة إلى حركات سودانية قومية سلمية تتضافر على نبذ العنف، وتتوافق على أن يكون في البلاد جيش قومي واحد، يخضع للسلطات المنتخبة، ولا يسمح لأي جهة أخرى بحمل السلاح) ؟؟؟! الحركة الشعبية دى كانت سلمية وبعد ان انفصل الجنوب كانت تفوض على اتفاق جديد وكان جيشها موجود وكان ين ينتظر ان تقووم الحكومة بالاعترفاف بلحركة الشعبية كتنظيم سياسى يعمل بصورة عليمة مع تنفيز المطالب المتواضعة جدا وهى بسط الحريات وتوزيع السلطة والثروة وبناء الوطن على مؤسسات وطنية حقيقة لكن ماذا فعلت الحكومة تركت كل هذا الكلام وطالبت الحركة بحل جيشها اولا ؟؟؟؟ ماذا يعنى هذا يعنى بجلاء بان حكومتك هذة كل ما تسعى لة ان تفاوض شخص ضعيف لا يمتكل القوة حتى تملى علية شروطها هكذا درجت الحكومة على مر تاريخا .. ماذا فعلت مع منكى اركو مناوى عندما استجاب للحل السلمى ووضع السلاح واتى الخرطوم وتقوم الحكومة بتليف منصب مساعد الجمهورية هل تعتقد يالافندى بان هؤلاء الذين يحملون السلاح كل ما يقاتلون من اجلة هو المناصب ؟؟؟؟ منتهى الاستحقار واذا كان اضلا ناس مناصب لماذا خرجو رياك مشار زمان ومنى اركو وغيرهم من ايام التجمع الوطنى ماذا فعلو بحزب الامة اتى ةاتفق وقامو بتقسيم الجزب لاربعة ؟؟؟ يا راجل اختشى ..

    قال الكوز الافندى (ولعل أحد أسباب انهيار اتفاقيات دارفور المتعددة، فوق عدم جدية النظام في تطبيقها وتشرذم الساحة الدارفورية، هو أن القيادات التي تتفاوض باسم حركات دارفور، أو تلك التي تشغل المناصب باسمها، لم تكن لديها الكفاءات المناسبة. بينما يحتاج خلق وبناء الكفاءات إلى وقت طويل، ومن شروطه الاستقرار وإتاحة الفرص بالتساوي، وهو ما لم يتحقق للأسف في الآونة الأخيرة. فمستقبل دارفور، مثل مستقبل السودان، رهين بتقديم أهل العلم والدراية، ومن يحسن التفكير والتدبير، على من يحسن القتل والتدمير ) ؟؟؟

    لماذا لم تسال كيزانك عن سر تفاض حكومتك مع اشخاص فى الظل ؟؟ مثل السيسى وغيرة وتترك اصحاب القضية او الذين يحملون القضية فى الميدان مثل منى اركو او عبد الواحد او خليل ؟؟ لماذا

    اما موضوع القبلية ومن خلال متبعاتنا لطريقة الحكومة الاجرامية فى سياسة فرق تسد ونشر الحروب وفى النهاية تدعى بانها لاتعرف مع من تتفواض ؟؟ راقبوبعد شهر شهرين ستذهب الحكومة لمفاوضة (حميدتى) بدلا عن موسى هلال ؟؟ وسياتى لنا مثل الكوز الافندى يدعى بعدم معرفتة سر انعدام الكفاءات فى دارفور او جهة فى السودان .. هذا اذا فاترضنا بان موسى هلال لدية قضية ...

    الحكومة لن تتعامل ولن تحرتم الا من يحمل البندقية ويقترب من العاصمة فعلى الجبهة الثورية ان تفعل ذلك وتختصر القصة كلها ..

    [عطوى]



    #945921 United States [مدني الحبيبة]











    5.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 10:24 AM
    كاتب ومنظراتي من الدرجة الاولى ، تتحدث عن اهل العلم والدراية !! لي سؤال لك شخصيا ياعبدالوهاب الافندي ، هل لك اي علاقات علمية او اكاديمية مغ قبيلة اليسار السوداني او بقية القوى الغير اسلامية ؟؟؟ قصدت من سؤالي هذا انتم ايها المتاسلمون لاتعترفون باي فكرة تاتى من الاخر ، ومفهومكم لاهل العلم ، من ينطلقون من ايدلوجيات اسلامية غير ذلك فهم علمانيون وكفار هذا استبطان كل الكتاب الاسلامين ، اي ارث ديمقراطي عرفت به الحركة الاسلامية ؟؟؟ ترعرعتم وتربيتم في الجامعات على السمع والطاعة لي امرائكم الذين تعتبروهم اكثر طاعة وورع من غيرهم ، اما مشكلة دارفور بتعقيداتها الكثيرة يمكن ان تحل ببساطة جدا اذا وجدت ارادة سياسية واعية من قبل اي نظام حاكم في المركز ، ولكن البشير وغيره من عناصر الاسلام السياسي لايستطيعون القيام بذلك الدور ، اما الحديث عن دور الحكومة في تاجيج الصراع في دارفور وعدم خوضك في ذلك الموضوع وكانك تريد ان تقول ان المسئولية مشتركة ، لا ياعبدالوهاب الافندي مشكلة دارفور كلها من انتاج الحكومة الاسلامية في الخرطوم بنسبة 100% ، من قام بتقليص دور الادارة الاهلية واستبدال الموجود بعناصر رخوة ذات ميول انتهازية ؟؟؟ من قام بتسليح قبائل على اخرى ؟؟؟ من قام بتفسيم دارفور بشكلها الولائي الحالي ؟؟؟ من قام بشراء الذمم في دارفور ؟؟؟ من قام بسرقة خيرات دارفور الموجودة وتسخيرها لفئة محدودة ؟؟؟ من قام باستبدال القوات النظامية على حساب مجموعات عرقية ؟؟؟ من قام بالتطهير العرقي في دارفور ؟
    من؟؟من ومن ومن ؟؟

    [مدني الحبيبة]



    #945906 European Union [ابو المكارم]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 10:13 AM
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى ( من قتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم وساءت مصير ) وقال (من قتل نفس بغير حق كانما قتل الناس جمعيا ومن احياه كانما احيا الناس جميعا)وقال )(اللذين يسعون فى الارض فسادا...)الزعماءوالقاده الذين يقودون العنف فى دارفور كلهم مجرمون بنص القران موسى هلال قتل عشرات من ابناء الوطن وينكر ذلك ويعتبرها تفلتات امنيه واخرها قتل ابناء الميدوب غدرا وكمان السيد مناوى وزمرته يقتلون ويسلبون وينهبون مواطنيهم فى قراهم الامنه ويسترهبوهم هذه هى قيمهم مهذه هى اخلاقهم الدوله حتى الان لم تحسم امرهم لكن الله سبحانه وتعالى يقولوا من قتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم الله ارنا فيهم يوما من ايامك قتلوا اخوانا واخواتنا وابائنا وامهاتنا واغتصبو ارضنا لاحول ولاقوة الا بالله

    [ابو المكارم]




    ردود على ابو المكارم


    [البعاتي] 03-18-2014 12:17 PM

    ههههههههههههه
    وين الحكومة يا دجاجتي ؟؟



    #945896 [الدمبارىm]











    5.00/5 (4 صوت)
    03-18-2014 10:08 AM
    لا يصلح العطار ما افسد الدهر / المقال محاولته لتجميل وجه الحركة الاسلاميه القبيح متناهيا مع راب الصدع الأخير / اذ يعد الكاتب نفسه من حكماء وعقلاء البلد المنكوب وهذا لعمرى سبب نكسه البلاد

    [الدمبارىm]



    #945886 United States [يوسف]











    5.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 10:04 AM
    في خاتمة المقال إستبعدت الأثر الغالب لدور التدخل الخارجي ... الكثي من الحركات تحمل أجندة مرسومة ومخططة من قوى دولية أو على الأقل مدعومة منها ماديا وعسكريا ... فكان لابد من الأشارة لهذا الدور الخطير الذي يمنع أي إستبعاد للعنف أو القبول بالحكمة والتعقل .أهدافهم تتعارض تماما مع إستقرار الأقليم ووحدة السودان .
    28

    [يوسف]




    ردود على يوسف


    European Union [Rebel] 03-18-2014 11:28 AM

    * بعد استقلال السودان فى 1956، لم يحدث تدخل خارجى فى السودان إلآ من "التنظيم الدولى للأخوان المتاسلمين" فى عام 1989.
    * سيب العبط و البلاهة يا اخى. نظرية "المؤآمرات " و"الأجنده المرسومه" التى تتحدث عنها الآن، سبق ان ابتدعها تنظيم اخوان الشيطان تحت غطاء محاربة الشيوعيه! و حماية الإسلام! بانشاء ما يسمى ب "المشروع الحضارى فى "العالم اجمع"!!. هذه "النظريات" الفاشله الخبيثه قد عفا عليها الزمن، و تخلى عنها حتى مبتدعوها. و بالنتيجه، لم تحاربوا "الشيوعيه" و هى موجودة بيننا الآن اكثر من وجودها فى "روسيا"، كما و لم تناصروا الإسلام: و انما كذبتم و نافقتكم و تحالفتم مع "الغرب الكافر" و قتلتم و افسدتم و ظلمتم و سرقتم و مشيتم فى الأرض عتوا. و كل هذا الذى فعلتموه بالوطن و المسلمين فى السودان كان باسم الدين الإسلامى السمح، للأسف الشديد. فلو انكم سرقتم و افسدتم و ظلمتم كما يفعل بقية المجرمين حول العالم، لكان ذلك اهون لنا و لكم. اما و انكم تتدثرون باسم الدين، فإننا لا نملك إلآ ان ندعو عليكم : لعنة الله على الإسلامويين المجرمين الفاسدين تجار الين، و الى يوم الدين.



    #945854 [جنابو]











    5.00/5 (2 صوت)
    03-18-2014 09:37 AM
    هذا المقال الطويل الذى بذل فيه الكثير من الجهد والمحاولات ليس لتوضيح محتوياته بل لإخفاء ما يبطن، وكلكم أدرى بما يبطن، لا يحتاج هذا المقال للدخول في تفاصيله وما هو الغرض منه ولكن ببساطة نختصر الطريق لكل ماجاء في المقال من لف وتدوير للأحداث قديمها وجديدها، وكل هذه التحليلات الموجهة لتبرئة من تبرئ وتجرم من تجرم وترفع من ترفع وتحط قدر من تريد، ودعونا نركز على الجملة الأخيرة "لا يمكن أن يتقدم السودان بتولية أمره لمحترفي العنف من كل ملة، ولا بد من أن يؤول الأمر إلى أهله ممثلين في أهل الرأي والحكمة، وأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل، وليس العكس" والسؤال من هم أهل الرأي والحكمة؟ هل هم من الليق السياسي الذى حكم السودان منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا؟ أم هم المغامرين من العسكريين الذين كانوا مطية لهذا الليق يمينا أو يساراً؟ أم هم المتسلقين المتملقين الساعين وراء المال والجاه إعلامياً وإقتصادياً ومنصبياً من دون أي وازع أو ضمير؟ أم هم تجار الحروب وتجار السلاح ومنفذى الأجندة الخارجية إمبريالية، شيوعية، إشتراكية كانت أم جماعات تنظيمة، تكفيرية، إسلامية، طائفية؟ أم المتاجرين بإسم الدين والمستغلين للجماعت الصوفية والدجل والشعوذه ومنظمات متعددة بتسميات مختلفة ومن تبعهم من المخدوعين. ومن المضحك المبكي قولك بأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل فهذه والله لم يسبقك عليها أحد،طبعا ما غريبة على الجماعة، فالعنف هو العنف ناهيك عن الجهة التي يخضع إليها. كفانا خداع وغش لهذا الشعب الأبي المسكين المستكين وتذكروا بأن هنالك رب حسابه عسير وكان الله في عون السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون

    [جنابو]



    #945825 European Union [AMJAD]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 09:20 AM
    تنظيم الاخوان لديه كوادر تمارس اشياء غير اخلاقيه من قتل و اغتصاب و نهب , اطلاق الشائعات بين المواطنيين , احيانا هذه الكوادر من اعضاء التنظيم او افراد يتم اصطيادمهم كاصدقاء للتنظيم ثم يتم ادخالهم فى جهاز المخابرات و اليوم هم الاكثريه و استطاعوا بهذا الاسلوب استقطاب عدد كبير من خارج التنظيم ليقوم بهذا الدور و الشئ المؤسف استطاعوا ضم كوادر فى احزاب كبيرة كانوا ضد الاخوان , موسى هلال هو احد هذه الكوادر القذرة التى اوكل لها مسالة دارفور , الامر واضح وضوح الشمس فى صراعه المزعوم مع كبر و هو صراع وهمى ليغطى انتهاكات كثيرة سوف يقوم بها موسى هلال و قالوا ليه لو بتقدر على ضرب الحركات المسلحه خذ الاقليم لانو صار ليس تحت سلطة الخرطوم

    [AMJAD]



    #945818 [cool]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 09:17 AM
    اها وبعدين ياكوز

    [cool]



    #945780 United States [الانصاري]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 08:55 AM
    الاستاذ عبد الوهاب الافندي من هم اهل الراي والحكمة في اعتقادك ؟؟؟ ارجو ان لا يكون من بينهم احد ممن حكمونا اكثر من خمسة وعشرون عاماً وكانت النتيجه ما تحزرنا منه انت الان رغمك انك كنت في يوماً من الايام ضمن من تحسبهم انت اهلاً للراي والحكمة .

    [الانصاري]



    #945772 United States [الليل]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 08:53 AM
    والله يادكتور كلامك عين الحقيقة وتحليلك هو الحقيقة بعينها. لكن من يسمع.
    اذ لايوجد داخل الوطن (داخل )من الساسة الحاللين من هو قلبه علي الوطن ياعزيزي بل هي مصالح وللاسف شخصية . والباقي متفرج الي حين يقضي الله امرا كان مفعولا.
    وللاسف تشتت البلد اصبح امر داهم

    [الليل]



    #945764 [عبدالرازق]











    3.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 08:48 AM
    انت تقول ان الحرب في دارفور ليست من اجل التنمية ولا السلطة ولا المال اذا من اجل اي شيئ يقاتل القوم اهو الدمار فقط دمار كل السودان ؟ طيب هل يبقي سكان السودان بما فيهم اهل دارفور العاقلين هل يبقوا مكتوفي الايدي حيال هذا الامر ؟ وما الحل اذا؟

    [عبدالرازق]



    #945746 Hong Kong [المغترب والمشترق كمان]











    2.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 08:36 AM
    "بجملة واحدة: لا يمكن أن يتقدم السودان بتولية أمره لمحترفي العنف من كل ملة، ولا بد من أن يؤول الأمر إلى أهله ممثلين في أهل الرأي والحكمة، وأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل، وليس العكس." !!!!!!!عذبة هذه الجملة الواحدة كالطفولة كالأحلام كالصباح الجديد. تحياتي.

    [المغترب والمشترق كمان]



    #945724 European Union [khalid]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 08:26 AM
    بجملة واحدة: لا يمكن أن يتقدم السودان بتولية أمره لمحترفي العنف من كل ملة، ولا بد من أن يؤول الأمر إلى أهله ممثلين في أهل الرأي والحكمة، وأن يكون العنف خاضعاً للشرع والعقل، وليس العكس.يا دكتور بربك كيف يكون ذلك ؟

    [khalid]



    #945708 United States [المغترب المجهجه]











    5.00/5 (2 صوت)
    03-18-2014 08:11 AM
    .... تم اختطاف الحركة الإسلامية السودانية ذات الإرث الديمقراطي من قبل ‘الجهاز السري’ (الذي سميناه ‘السوبر-تنظيم’)،

    يا راجل ما تقول كلام غير دة ؟؟؟؟

    [المغترب المجهجه]



    #945685 European Union [البيان الواضح]











    2.00/5 (1 صوت)
    03-18-2014 07:50 AM
    أليس أنت من انصار الترابي الذي ألصق يد السودان بالتراب

    [البيان الواضح]




    ردود على البيان الواضح


    [ممكون وصابر] 03-18-2014 11:58 AM

    بروفيسور عبد الوهاب الأفندي حينما اختلف مع الحركة الاسلامية اختلف مع الترابي تحديداً ولا أحد غيره .



    #945661 European Union [بحراوي]











    0.00/5 (0 صوت)
    03-18-2014 07:24 AM
    ( مرتكب جريمة القتل تحت لواء القبيلة هـــو عند الله قــاتل مجرم وكذلك أمام القانون، ولا ينبغي التفاوض معه، بل تطبيق القانون عليه. ) ما تقول سراحه البشير عنصري ويجب قتله لانه عنصري وقتل ابناء السودان في مناطق مختلفة ودفعهم الي حمل السلاح لحماية نفسهم ، هذا المقال عنصري أقصايي مبطن ، انا في نظري البشير رئيس قبيلة مثل موسى هلال

    [بحراوي]




    ردود على بحراوي


    [عبدالله] 03-18-2014 12:28 PM

    قال الرسول صلي الله عليه وسلم:أتركوها فهي منتنة..اتركو العنصرية والجهوية فهي سبب تخلف الشعوب!!


    United States [Abu Hawa] 03-18-2014 10:11 AM

    يا بحراوي ياخوي افهم كلام الزول الاول بعدين هترش.
    رغم انه الافندي كان كوز لكن مرات حقاني فما تقرا كتابات الراجل(اي راجل او رأي) بحكم مسبق و عقل مغلق ما حتستفيد ولا حتكون احترمت راي الاخر, فالاحسن تقراه بعقل و قلب مفتوح عشان تكون رأي و حكم بعقل مفتوح.
    و لك مودتي

    ----------------------
                  

03-19-2014, 06:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    السودان ليس ضيعة لأحد
    سعد احمد سعد

    التفاصيلنشر بتاريخ الأربعاء, 19 آذار/مارس 2014 08:54


    < فوجئ أهل السودان وفوجئ العالم كله بالمظاهر الاحتفالية والاحتفائية التي صاحبت أول لقاء ودي بين قيادات المؤتمرين الوطني والشعبي بعد أربعة عشر عاماً وعلى رأس الفريقين الرئيس البشير وحسن الترابي. والذي أثار الدهشة ليس مجرد اللقاء بل ما صاحبه من مظاهر الفرح والتودد المتبادل من الطرفين بصورة توهم بأنه لم يكن بينهما ما صنع الحداد طيلة هذه الأعوام.
    < لا أحد يرفض أن يصطلح المتخاصمان في أي مجتمع وفي أية بيئة ومن أية ملة ومن أي دين، الذي يرفضه العقلاء أن الاصطلاح والمصالحة بما يوحي بأن الفرقة والشقاق طيلة هذه الأعوام لم يكن لها ما يبررها وإلا فإن الصلح ومظاهر الفرح والابتسامات التي تحولت إلى ضحكات وأوشكت أن تتحول إلى قهقهات ليس لها ما يبررها.
    < والسؤال الملح: ما هو الذي اختلف حوله الفريقان؟!

    وهل توسعا في الحوار حوله قبل لقائهما الأخير وتوصلا إلى حلول مرضية، وهل استدركا على نفسيهما أن هناك طرفا ثالثا فيما شجر بينهما من نزاع وهو الغائب الحاضر وهو الطرف الرئيس وصاحب المصلحة الحقيقية والذي لا يشاوره أحد ولا يهتم أحد بسخطه أو رضاه.
    < إن كثيراً من المواطنين ظلوا تساورهم الشكوك حول جدية الخلاف بين الوطني والشعبي وبين الرئيس البشير والترابي وقد أبعد بعض المحللين النجعة أن الخلاف الذي نشب بين الفريقين في عام ألفين وأدى إلى الانشقاق هو مجرد تمثيلية وتبادل أدوار تماماً كالذي حدث في بداية الإنقاذ عندما ذهب الرئيس البشير إلى القصر وذهب الترابي إلى السجن.
    < أما في أول الإنقاذ فقد كان الأمر حقاً تبادل أدوار. أما عام ألفين فقد كنا وما زلنا نؤكد أنه اختلاف حقيقي، وهو كذلك.


    < إلا أن سياسات الإنقاذ طيلة فترة الخلاف وهذا اللقاء المتعجل يشيران إشارة قوية إلى أن الخلاف كان حول السلطة وليس حول الأصل الشرعي، إذ أن الأصل الشرعي ظل غائباً في بداية الخلاف وفي آخره.
    < لم يسمع أحد بنقاط الخلاف ولا نقاط الاتفاق.


    <وربما يستطيل أولئك المحللون الذين بنوا تحليلهم لمسيرة الإنقاذ على نظرية المؤامرة، لأن الإنقاذ توفر لهم أدلة دامغة في نظرهم على تحليلاتهم وما ذهبوا إليه، فالإنقاذ لم تكن جادة منذ العام 98م وربما قبله بسنتين في تعاطيها مع الأصل الشرعي.
    < إن البلبلات التي أثارها الترابي بفتاويه المضللة وبالشكوك التي حامت حول علاقته بالملف الدارفوري ما زالت ماثلة أمام العيان تنتظر الإجابات الشافية التي يطمئن لها المواطن.
    < لا أحد يرفض المصالحة والاتفاق وإزالة الشقاق شريطة أن يكون ذلك على هدى من الله وبرهاناً.


    < إن الترابي مثله مثل سائر خلق الله يجوز في حقه البداء، فإذا كان قد بدا له في الإنقاذ أمر عام 2000م وبدا له فيها أمر آخر خلال الأول من عام 2014م فهذا جائز في حقه وللإنقاذ ذات الحق في علاقتها مع الترابي، وكل متعلق بتبديل الرؤى والمواقف إلا فيما يتعلق بأمر الفتاوى والموقف الأصولي المبني على المعطيات الشرعية فيما يتعلق بالملف الدارفوري.
    < إن الترابي لا يستطيع ولا يجوز له العبور من عام 2000م إلى عام 2014م قفزاً ووثباً دون المرور على قنطرة وعلى صراط الاستغفار والأوبة والتوبة من ملف الفتاوى والاعتراف والسعي لإصلاح ما فسد فيما يتعلق بالملف الدارفوري، هذا أمر لا يجوز فيه البداء، لانه أمر لله فيه مقال.
    < إن السودان ليس ضيعة لأحد لا للترابي ولا للإنقاذ يتداولونها كما يتداول اللاعبون الكرة، وأخطر من ذلك أن يعامل دين الله وشرعه بهذا الإهمال، إذا حضر لا يؤبه له وإذا غاب لا يفتقد.


    < إن التكهنات والترجيحات تتفاوت حتى تصل في بعض الأحيان إلى خلافة الرئيس البشير والانتخابات القادمة، وفي ضوء هذه القفزات التي أصدق ما يقال فيها أنها قفزات في الظلام لا يتوافر في الساحة للمحللين والمختصين إلا التكهنات والتخرصات والرجم بالغيب إلا في أمر واحد، فقد ظل الإسلام لدى الطرفين الإنقاذيين هو الذي تخاطب به الجماهير وتقام به الحجج على الخصوم ويدفع به المعارضون السياسيون ويُرفع شعارات ولافتات وأهازيج، ولكن هيكل الحياة في السودان بكل تفاصيلها ومفاصلها يقام على سواه


    -
                  

03-19-2014, 09:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ..بين اخوان السودان ..2013 (Re: الكيك)

    نشقاقات وسط قيادات « حزب البشير » بالنيل الأزرق









    03-19-2014 03:11 PM
    الخرطوم:عمار محجوب:

    كشفت مصادر مطلعة عن انشقاقات وسط قيادات المؤتمر الوطني بولاية النيل الأزرق بسبب التعديلات الوزارية الأخيرة في حكومة الولاية، وفي الوقت الذي شرع فيه أعضاء في المكتب القيادي وهيئة الشوري وقطاعي الشباب والمرأة بجمع توقيعات حسب المصادر لعقد جلسة طارئة لمجلس الشوري، ظهرت مجموعة أخرى تضم عدداً من شاب الحزب بالولاية هددت بالعمل خارج الموسسه، وطالبت بإقالة والي الولاية وحكومتة الجديدة في أسرع فرصة ممكنة. وقالت المصادر إن مجموعة من قيادات الوطني بالولاية بينهم 14 عضواً بالمكتب القيادي و24 بهيئة الشورى و12 بقطاع الشباب و6 من قطاع المرأة، عقدوا اجتماعاً بدار الحزب بالولاية، ناقشوا خلاله عدة قضايا أبرزها تداعيات التغييرات
    في حكومة الولاية الجديدة وتأخر تكملة الإصلاحات التي وجهت بها قيادة الحزب في المركز والخاصة بالتعديلات في هياكل الحزب ونواب الرئيس وقيادة المجلس التشريعي ولجانه المتخصصة بجانب مناقشة التجاوزات الإدارية والقانونية التي تمت في تكوين الجمعيات الزراعية الجديدة، وأضافت المصادر أن المجموعة جمعت توقيعات من الأعضاء وسلمتها لرئيس الشوري لعقد جلسة استثنائية لمجلس الشورى لمناقشة تلك القضايا. وأوضحت المصادر أن المجموعة طالبت بإجراء تعديلات لممثلي النيل الأزرق في وفد التفاوض مع قطاع الشمال. وكشفت المصادر عن ظهور مجموعة أخري من منسوبي الحزب طالبت بإقالة الوالي وحكومتة الجديدة، و قالت إنها ستعمل بقوة للإطاحة بالوالي وحكومته الجديدة، متهمة إياه بتسليم مقاليد الحكم في الولاية لغير أهله.

    آخر لحظة

    --------------------------

    المجهر) تتحصل على قراءة غير رسمية للمؤتمر الشعبي حول الحوار الوطني (1 – 3):

    6 ساعات 58 دقائق منذ

    حجم الخط: Decrease font Enlarge font


    طلال إسماعيل

    توطئة:
    إن القدرة على تشكيل الرأي والموقف السديد، مع إمكان الموازنة بين المصلحة والمفسدة، باستحضار المكان وحركة الزمان، لهي إحدى السمات البارزة التي ميزت الحركة الإسلامية عبر تاريخها الطويل عن غيرها من القوى الفاعلة في المجتمع، فتوخي الإمكان مع الإخلاص لتعاليم الدين وهديه، كان المجاهدة الكبرى التي تصدت لها الحركة والمؤتمر الشعبي باعتباره أحدث تمثلات الحركة الإسلامية فكراً وسعياً، ظل منذ تأسيسه مروراً بأطواره المختلفة ينهج ذات النهج ، تجديداً في الطرح وتقويماً للأداء، ففي لحظة تأسيسه الأولى، كان على تمام الوعي بمتطلبات الواقع، وكيفية النهوض به نحو المعافاة في نظمه وحكومته ومجتمعه، داعياً لإقامة أسس توافقية للحكم الراشد، إشاعةً للحريات ودرءً للفساد، وترسيخاً للسلام عهداً وثقافةً، وانصرف يصوغ الرؤى والتصورات لقضايا البلاد وأزماتها العاجلة، كقضية الجنوب التي تراكم فيها إرث من القول، ثم أزمة دارفور، فأزمة جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، وقضية الشرق، يفصل في ذلك القول أوراقاً منشورة وأقوالاً مبثوثة .
    وقد بدأ المؤتمر الشعبي تجربة للعمل المشترك مع الشركاء السياسيين عبر مراحل متعددة، كالتفاهم مع الحركة الشعبية أول عهده، ثم السعي نحو توافق وطني جامع لخوض غمار العمل العام بموقف موحد ضد الاستبداد، الأمر الذي تجلى في إعلان جوبا، ثم تجربة الانتخابات العامة، وصولاً لقوى الإجماع الوطني والعلاقة مع الحركات المسلحة .
    والمؤتمر الشعبي في ثنايا هذه القراءة يستعرض إضافة لما سبق قراءة للواقع الداخلي والمحيط العالمي تفاعلاً مع فكره وإمكان الواقع الذي يعيش فيه، حصراً للاحتمالات والخيارات المتاحة، وتلمساً للموقف الصحيح والحل الناجع لأزمات البلاد المتفاقمة، ذلك مع فحص مواقف القوى السياسية مختلفة التصورات، ابتداءً من القابضين على السلطة، مروراً على الأحزاب التقليدية والقوى العلمانية والحركات المسلحة، ثم الصف الإسلامي والمجتمع الدولي انتهاءً بالمجتمع السوداني بفئاته المختلفة، وهذا تصويب نحو تعريف المرحلة الراهنة وطبيعة الانتقال المأمول، ومتطلبات ذلك الانتقال، لاسيما دور المؤتمر الشعبي تجاه القوى المختلفة، ودور عضويته نحو التنظيم ورؤاه ومستقبله القريب.
    مقدمة :
    المؤتمر الشعبي حركة إسلام يسعى منتسبوها لاستيعاب هدي الدين وثمثيله في الواقع تدينا يعنى بالجماعة والفرد، وإصلاحاً شاملاً طلباً للفلاح في الحياة الدنيا وأملاً في رضاء الله في الحياة الآخرة متوسلين لبلوغ تلك المرامي هذا الكيان التنظيمي، فالمؤتمر الشعبي ما هو إلا وسيلة للتعبير عن تدين جماعة مؤمنة كسلفه من صور وأشكال العمل التنظيمي الذي سلكته الجماعة المتدينة عبر مسيرها الطويل سعيا نحو الدين، والدين مثال مأمول، والتدين هو مقدار ما يتمثل منه عند الفرد أو الجماعة ، فيصعد التدين تدرجاً في القيم والرؤى نحو المثال أو يهبط متداركاً عنه، ولكن النبراس أن يظل ذلك الكيان يدور مع الدين حيث دار لا يعدو عنه ولا يعارضه، والحذر ألا تخبو عنده جذوة الدين وألا ينسى أو يسهو عن إدراكه مع تطاول الزمان أو تقلب الصروف والابتلاءات، فمن طبع الإنسان أن يسهو وأن ينسى، ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىَ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ) ولكن من شأنه كذلك أن (يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) ، وعبر المراحل التي عبرها المؤتمر الشعبي والخطوات التي خطاها كان يتحرى دائماً أين موطئ القدم ، أبعيدٌ عن مأمولِ الدين أم تراه قريباً منه ؟ وشأنه أن يتحرى ذلك دائماً، غير مفتون أو متردد، وذلك إدراكاً أن الغفلة عن مقصد المسير تأتي بتوابع جمة مذمومة لا محمودة ، مضلة لا هادية لحركة التدين، والله عز وجل يبتلي عباده تمحيصاً لهم وتزكية في هذه الدنيا ابتلاء متكرراً، طوراً بعد طور (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ )، ولقد كانت في سيرة هذه الحركة تمثلات مختلفة لابتلاءات الله تفاعلت معها الحركة بلوغاً لأغراضها المأمولة.
    فقد ابتليت الحركة بخيبة أمل في مشروع إسلامي كان أهله بادىء الأمر مستضعفون يخافون أن تتخطفهم الأمم ، فأعزهم الله بتوفيقه وآواهم من بعد يتم، إلا أن الفتنة أصابتهم في كنف السلطة فأصاب المشروع الانتكاس وضاع مقصده وتشوش سبيله واختطف عقله، فزهد في الدين وأقبل على الدنيا تخبطاً وطغياناً، فأمر الإنسان كذلك أحيانا.. (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى) ، فما كان من شأن المؤمنين اليأس والقنوط وانحطاط الأمل، وليس من شأنهم العزوف عن السعي لبلوغ المرامي، إنما هو الضرب في الفكر تدبراً وسعياً نحو إصلاح العقل وتقويم الرؤية، والضرب في الأرض سعياً نحو تجديد الطاقات وبعث الروح، والإقدام على شهادة الحق في المشهد دون مواربة أو وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ)، وعلى الرغم من تشابهات الشعار المرفوع مع جماعة ضلت ، وإلتباس الأمر على عامة الناس، ووقعه الثقيل على نفوس بعض منتسبي الحركة نفسها، إلا أن الحركة اجتازته وخرجت منه منتصرة لمبادئها شاهرة إنحيازها لقيم الدين وضوابطه.
    وقد تبتلى الجماعة من بعد بثقل وطأة الاستبداد عليها وإعماله لضروب القهر والتسلط والإذلال، غير آبه ولا عابئ بقيم معلومة ولا نظم مقامة ولا رقابة من مجتمع أو ضمير، مع ما قد يعتريها من وحشة عن المجتمع واتهام في أصل تدينها ونفور شركاء مأمولين عنها في العمل العام ، فشأن المؤمنين هنا التعلق بمثالات الدين صبراً ورباطة للجأش تذكرا لآيات الله (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر)، واستئناساً بعهد النبي وصحبه الصابرين على البلاء المتمسكين بالوعد الرباني بالنصر .. (أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)، وليس من شأن المؤمنين الهلع أو الجزع أو التولي عند الابتلاء، فذلك مذموم عند الله (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، إِلَّا الْمُصَلِّينَ) ، وليس من شأن المؤمنين حقاً الانصراف فتنة عن الدين وهديه، سعياً إلى نقيضه من الرؤى والمناهج ، إنهزاماً وتخبطاً من واقعٍ مستعصٍ طلباً لمأوى في غير كنفه أو تتبعاً لهوى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، وليس من شأنهم الحج إلى الطغيان وتقوية الباطش المنتصر وهماً أو التحيز نحو رغد العيش والتمرغ في جاه السلطان، بل الأمر الحق أن يرفع المؤمن نفسه بآيات الله وابتلاءاته فتزيده حكمةً وانضباطاً وإيماناً).
    وقد وفق المؤتمر الشعبي من بعد في ولوج مرحلة من التقارب والتعاطي مع شركاء العمل العام، مستجيباً للتفاكر مع آراء طال عهد اتصاله بها، وبعدت سبل اجتماعه مع الناطقين بها، كان ذلك أوبة نحو جميع كيانات المجتمع العاملة ، مستمداً ذلك من رؤيته في أن هدي الدين لا يترسخ إلا بالتدافع وبناء قاعدة الثقة مع الآخرين (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ) ، فلا تأتي هدايته من علٍ ولا تأتي هدايته أمراً ولا نهياً من ذي سلطان ولا أماني ، وما فارق مؤسسوه موضع السلطان إلا بعد أن اختبروا تعثر تنزل الهداية من ذلك السبيل وحسب، ولم يقبل المؤتمر الشعبي في خطته على النخب العاملة فحسب بل سعى حثيثاً نحو مجتمعه العريض تفاهماً وتناصحاً والتحاماً، آملاً في بناء سودان عريض متماسك متعاضد ، ولكن ما كان إلا أن ضيق عليه أهل السلطان السبل وحاصروا سعيه وكبلوا طاقته وكذلك فعلوا شيئا مع شركائه بل امتدت يد البطش لعامة الناس، فارتكازاً على هدي الدين توجه إلى التوافق مع القوى السياسية سعياً نحو كلمة سواء يزيل فعلها الطغيان وآثاره ويستهل بها عهداً تُرَسَّخ فيه مشيئات الناس وتحترم فيه تعاهداتهم كافة .
    فخلص تفاكره مع شركائه إلى ضرورة اتخاذ الهبة الشعبية الشاملة سبيلاً لاقتلاع الطغيان الذي سد كل السبل نحو الحوار الجاد والقول اللين ، مع الوعي الكامل بما يمكن أن يتبع هذا العمل من مخاطر حادة تصيب المجتمع في أصول اجتماعه، ولكن كان العزاء في قوله تعالى (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). ولم يكن ذلك الاتفاق على هذه الهبة سعياً وراء شهوةِ سلطةٍ أو سفاهةٍ في الرأي، إنما كان لضرورات قدرت بعد هلاك للحرث والنسل عم البلاد في أرجائها، وما كان ذلك الاتفاق إلا بعد مجاهدة مع النظام استنفد فيها كل الفرص المقدمة واستعلى علوا لم يكن هناك من رادع له سوى فعل مساوٍ له في القوة والدفع.
    إلا أن الله قد هيأ سبيلاً كان يرجوه المتحذرون من المخاطر الكبرى الماحقة، إذ بدرت بادرة لين في القول نادرة من أصحاب السلطة، وخرجت ألفاظ تعقل ما ألفها الناس من قبل، بل وقدمت كلمات دعوة للجنوح إلى السلم، واستعداد لطرح أزمات البلاد كلها على مائدة متكافئة مرعية ومشهودة من العالم ، فذهب الرأي مشورة نحو اختبار الواقعة، وفحص مقدار جديتها وقياس إمكان تحقيقها لذات المأمولات التي سعت لها الحركة في مصابراتها ومسيرها واتفاقاتها، فإن كانوا قد جنحوا فعلا للسلم (.. فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)، فإن تحققت توبة وأوبة لقيم الدين وهديه، فإن الحركة من شأنها أن تدفع بتلك التوبة والأوبة إلى أقصاها، معينة أهلها لا مخذلة لهم، (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) .
    • مراحل المسير :
    المؤتمر الشعبي بادئ الأمر :
    إنه ومنذ تأسيس المؤتمر الشعبي سعى لتمكين مبادئه التي أعلنها جهاراً وتحقيق خططه الرامية إلى إجلاء الأزمة السياسية والاجتماعية التي عصفت بالبلاد، جراء السياسات المتخبطة والمستكبرة من فئة كبتت الحريات وضيقت المنافذ على المعارضين، فدعا المؤتمر الشعبي لحل عاجل في رد أمر السلطة الى عامة الشعب لتفويض من ينوب عنه فى شأنه العام، ولينشئ عبر إرادته المستقلة ميثاقاً للتعاقد يكون ضامناً لسير الحياة العامة مستقرة لا مضطربة، ومعياراً يتحاكم إليه الناس حين افتراق المواقف ، وقد كان من أولوياته وذروة سنام أهدافه تحقيق السلام الشامل للوطن وتأمين وحدته ومعاش أهله وعافيتهم، وإرساء دعائم الحكم الراشد ، وإشاعة الحريات العامة لسائر العاملين في الحقل العام وسائر المواطنين في حياتهم كلها، وحتى يكون ذلك المشروع ناجزاً فقد حدد خيارات، أولها الرجاء في أن يعود من حادوا عن الطريق القويم إلى رشدهم من عند أنفسهم، وذلك برد الأمانة للشعب مصدر السلطة وصاحبها حتى يقول كلمته الحرة ، فإن هم تأبوا عن ذلك وتمسكوا بالسلطة المغتصبة، وكبر عليهم إخراجهم منها فان الرجاء ألا يقعدوا بكل سراط يصدون الناس عن ممارسة حياتهم الطلقة فى العمل السياسى وألا يتعدوا على حقوق الآخرين حبساً لحركتهم أو إعاقة لانتظامهم فى أي شكل أرادوه، فسعى المؤتمر الشعبي مجتمعاً مع القوى السياسية و منفرداً إلى مضاغطة أهل السلطة حتى يرد الأمر الى المأمول من رشد الحكم، وما كان المؤتمر الشعبي ليتخير بين هذا وذاك من السبل إلا بتحري الشرعية من مبادئ ورؤى الدين والتي عليها أيضا أسس أهدافه .
    المؤتمر الشعبي وأزمات البلاد العاجلة :
    لم يحصر المؤتمر الشعبي طاقاته في مجرد شعارات مرفوعة أو مجرد إبداء لآراء عامة، بل توجه حثيثاً نحو أن يفصل القول ويبذل الطاقة في العمل، مشتبكاً مع الواقع متحملاً تبعات مواقفه مصادماً بالحق لصلف السلطة، فبسط آرائه وقدم فعله في أزمات البلاد العاجلة بما يتوفر لديه من طاقة ومقدرة ، وفي ما يلي إيجازاً لمواقفه في عدة قضاياً:
    أولاً الجنوب :
    إن المعلوم أن للحركة الإسلامية ارتباطاً خاصاً بقضية الجنوب منذ أمد بعيد، وقد حظيت القضية بمكانة واسعة في فكرها وسعيها وذلك استشعاراً لمدى المظلومية التي وقع فيها الإقليم، ومدى الأهمية التي يمثلها كمدخل لنشر الدين وإشاعة الثقافة الهادية إليه، وقد قدمت الحركة رؤىً محكمة لمعالجة القضية، وسعت لتجمع حولها طاقات القوى السياسية كلها باعتبار القضية شأناً قومياً عاجلاً، والمؤتمر الشعبي استند منذ تأسيسه على ذلك الميراث مستفيداً من الصلات التي أقامها من قبل مع الجنوب إنساناً وثقافةً، فبدأ عهده السياسي بمد حبال التواصل مع الحركة الشعبية من خلال مذكرة للتفاهم موضحاً لجملة حقائق، أولها أن الحرب فى سابق العهد لم تكن قتالاً فحسب، بل جهاداً مؤسساً على رؤى الدين المحقق لمُثلٍ عليا جامعةٍ لكلمة للإنسان، ومرسخة لسبل هدايته واستقراره ، فالجهاد في الأصل دعوة لسان قبل أن يكون مقارعة سنان، وثانيها وأن الوطن ليس حكراً لمجموعة أو فئة، وأن الحوار وسيلة يمكن بها حسم كل القضايا وصولاً لاتفاق يصل إلى القدر الكافى من المساواة والوحدة والتعايش، وقد وجدت الحركة الشعبية في طرح المؤتمر الشعبي الجد الكافي للمضي قدماً معه، وهي التي عرف قادتها قادة المؤتمر الشعبي وشباب الحركة الإسلامية في ثباتهم وتضحياتهم، إلا أن الحزب الحاكم وجد في التفاهم خطراً على احتكاره للرأي في قضية الجنوب، وتمدداً للتنظيم الناشيء، فلاقى المؤتمر الشعبي من تبعات ذلك ما لاقى، ولكنه صبر ملتزماً بعهده متمسكاً بمبادئه حتى يكون المشروع متحققاً.
    وقد كان من الخطاب الداخلي المبثوث حينها في المؤتمر الشعبي كف اليد والصبر والاستعانة بالشعائر على تجاوز المحنة والفتنة، على الرغم من وجود طاقات قادرة على إعداد القوة للمصادمة و المدافعة فى وجه الظلم البيِّن، ولكن القيادة ظلت تذكر بمعانى الدين رجاء ألا تصل تجربة لإسلاميين في الحكم موضع الإضطراب البالغ وزهق الأرواح ، وقد تمادت السلطة في القمع والترهيب وحاولت وأد مخرجات الحوارات مع الحركة الشعبية، وكان لها أن تستفيد مما قدمه الشعبي من فرص، إلا أنها انتظرت بعد ذلك أعواما حتى أُرغمت على اتفاق آخر شابه التشاكس وكان له ما بعده ، وكان رجاء المؤتمر الشعبي في إتفاق نيفاشا أن يحقن دماء السودانيين ويحقق القدر الكافي من أمن المواطن في نفسه ومعاشه، على رغم من ثنائية الإتفاق وافتقاده للسند الشعبي والتوافق السياسي الجامع، كما غض المؤتمر الشعبي الطرف عن مشاركة بعض القوى السياسية في النظام على ضوء إتفاق نيفاشا على الرغم من غياب البادرات الواقعية لإمكانية التحول في سياسات النظام من الشمولية نحو إشاعة الحريات العامة على الأقل ، وما ذلك إلا أملاً منه في إمكانية أن تدفع تلك المشاركة في اتجاه خلخلة صلف النظام ، والخروج ببعض مكتسبات ينعكس أثرها على الحياة العامة خاصة وأن الجميع قد قبل بالدستور الانتقالي كضرورة ملحة، إلا أن طبيعة الإتفاق الثنائي سيطرت على كل مجريات الأحداث، وأدخلت البلاد في حالة من التشاكس الثنائي أفضت لترسيخ انعدام الثقة القائم أصلاً، الأمر الذي كانت نتيجته المتوقعة دعم خيار الانفصال، ولكن القوى السياسية المشاركة قبلت بحظوظها في السلطة على الرغم من هذه العيوب، وحتى بعد أن وقعت الواقعة بانفصال الجنوب، بث المؤتمر الشعبي الأمل في إمكان إعادة توحيد شطري البلاد على ذات المبادئ والأهداف، وما كان سعي المؤتمر الشعبي في قضية الجنوب ضرباً من الهوى أو بحثاً عن مصلحةٍ ضيقةٍ عاجة أو خداعاً لفئة مستضعفة، إنما كان سعيه إستجابة لما أملاه عليه النظر في الدين والتمسك بهديه .
    ثانياً دارفور:
    أزمة أخرى متجددة لها جذورها التاريخية ألقت بظلالها على مسير المؤتمر الشعبي، واجتهد فيها بثاً للأفكار وعرضاً للرؤى على الكيانات المتصارعة، وما كان للأزمة أن تتصاعد وتيرتها بهذا الشكل المؤسف لولا عسف السلطة واستكبارها على مطالب الناس واستخفافها بهم وبمقدراتهم، فقد عانى إقليم دارفور من أزمات قديمة العهد تمثلت في الصراع حول الموارد المولدة لاحتكاكات متوقعة بين القبائل المختلفة، إلا أن الأمر قد تفاقم بفعل سوء السياسات حتى بلغ ذروته في المأساة الإنسانية التي شهد عليها العالم كله، وقد كان للمؤتمر الشعبي موقف مجاهر في القضية واجتهاد مثابر في حلها، وتحذير متواصل لأهل السلطة من مغبة إعمال آلة الحرب لحسم متوهم للقضية، وقد دفع المؤتمر الشعبي قيادةً وشباباً الثمن جراء هذه المواقف أرواح صاعدة، وسجون متواصلة، وكبتٍ لحرية التعبير وحظرٍ للنشاط السياسي. وما زالت الأزمة تستعر من بعد ذلك وتتفاقم يوما بعد يوم، في الوقت الذي تهيأت قرارات المؤتمر الشعبي لإبداء الرأى باكراً متى ما طلبت المشورة، وقد كان له قرار سابق بعدم الدخول في حوار مع النظام ، استثني فيما استثني منه الحوار حول أزمة دارفور، مع إسقاط الشروط التي سبق ووضعها الشعبي في ضرورة فك الحصار عن الدور وإطلاق الصحيفة والحرية للمعتقلين، وبدأت المحاورات منذ مؤتمر الفاشر مرورا بلقاء الرئيس فى القصر والمناصحة الأشهر الداعية للنظر في لب المشكلة ووقف حملات التشهير والتخوين والتعاطي مع المشكلة في أصلها، استدراكاً لما قد يحدث من جراء الفعل المقابل والخوف على واقع المجتمع ونسيجه الاجتماعي، حينما يتحول الإقليم إلى مسرح دائم للعمليات العسكرية .
    كانت المشاركة في مثل هذه اللقاءات واجب ديني، في أن يُسمع المؤتمر الشعبي صوته وأن يقول كلمته بأنه مع مطالب أهل دارفور العادلة في حقهم في السلطة والثروة والأمن والعيش الكريم ولكنه يختلف مع بعضهم في وسيلة التعبير، ولكنه يجد المعذرة لهم في واقع مرير فرضته آلة الحرب الباطشة التي لا تبقي ولا تذر، وما كانت الرؤية المطروحة لأزمة دارفور جانحة نحو التحييز لفئة من مكونات الصراع الاجتماعي، ولا كانت متحيزة لثقل عددي أو متطلعة لقواعد شعبية يتصارع عليها، بل أن الرؤية نبعت من ذات منبع الهدي الديني الذي استقى منه المؤتمر الشعبي رؤاه ومبادئه واستشعر منه مسؤوليته.
    ثالثاً : جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي:
    كانت هذه أزمة إضيفت لأزمات السودان المتمثلة في تنازع أطرافه مع مركزه، فقد تفجرت الأزمة في جنوب كردفان نتيجة لعدة أسباب، منها ضبابية بنود نيفاشا الخاصة بتسوية المشكل في الولاية مع الجنوب، وعدم توفر الحكمة الكافية في الأطراف المتنازعة لنزع فتيل الأزمة، إضافة لسوء إدارة التنوع الثقافي والاثني في الولاية، الأمر الذي تكرر في ولاية النيل الأزرق، إذ تحولت الأوضاع بعد الانتخابات من استقرار نسبي إلى اقتتال داخلي وانهيار للنظام السياسي، وقد ظل المؤتمر الشعبي يقدم الرؤى لحل هذه الأزمات، إلا أن النظام قد ظل ينفرد بسياساته الأمنية الأمر الذي أدى لانفجار الأوضاع بشكل كبير في الولايتين، أما قضية أبيي السابقة لتأزم الأوضاع العامة فقد دفع فيها المؤتمر الشعبي برؤى تفصيلية، حيث صرح بأن قضية الحدود داخل القطر الواحد يجب ألا تكون حاجزاً يمنع التواصل بين السكان، ولا أن يؤثر على ما تعارفت عليه الجماعات فيما بينها من أحلاف وأعراف ونظم إدارية أهلية في إطار إدارة الموارد الطبيعية والاستفادة منها، وأنه من الأنسب أن تراجع أطراف إتفاقية نيفاشا ما ورد بشأن حسم نزاع منطقة أبيي، وإعطاء التفويض الكامل لمواطني المنطقة المعنيين (مسيرية ونوك) في إطار نظمهم الأهلية وأحلافهم التاريخية، للتحاور والخروج برؤية موحّدة يلتزمون بها وتكون ملزمة لطرفي الاتفاقية، وأن يفسح المجال لكل القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع الأهلي للتعاطي الإيجابي مع هذه القضية ، وذلك بتشجيع التصالحات وإحياء الأحلاف بين سكان المنطقة بما يخدم الاستقرار والتعايش السلمي، وأن تُعطى هذه المنطقة تمييزاً إيجابياً في مجالات تشجيع الاستثمار والتجارة والتنمية الشاملة من خلال صندوق تُرصد له موارد إضافية، إلا أن هذه الرؤية لم تجد أذناً صاغية في خضم النزاع الذي أصبح دامياً، حتى صار المجتمع مقسماً لفئات متقاتلة ومتخاصمة، وكان يرى المؤتمر الشعبي أنه لو تنزلت في الإقليم مبادئ التسامح والوحدة على الرؤية الدينية الموحدة للمجموع البشري والحافظة لخصوصياته، ما كان للأحداث أن تبلغ ما بلغت ، وقد قدم المؤتمر الشعبي هذه الرؤى بتجرد بالغ رغم تعقيدات القضية وحساسيتها .
    رابعاً: شرق السودان:
    لقد ظل شرق السودان يعاني لسنوات طويلة من التهميش السياسي والتنموي، مما أدى لظهور العمل المسلح المناوئ للنظام، وقد قدم المؤتمر الشعبي رؤيته لحل هذه الأزمة في ورقة مفصلة كان فيها ضرورة السعي الجاد لإنزال اتفاقية الشرق ببنودها كافة دون مناورة أو بطء، ورفع الضرر ورد المظالم وإزالة مظاهر تفشي الفساد والتطفيف والغرر في المعاملات، مما يحقق التسوية العادلة الدائمة، وعلى الرغم من توقف العمل المسلح ودخول الإقليم في سلام عام إلا أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية ما زالت متردية، بل إن هناك بوادر لتفجر الأزمة من جديد نسأل الله تعالى أن تخبت
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de