مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2011, 09:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. (Re: الكيك)

    مبارك لم ينس تلوين شعره و'صحتو زي البومب'..
    الشعب يثور لأن المدراء مصابون بدبكة 'سندروم'
    زهرة مرعي
    2011-08-07




    في بدايات شهر رمضان المبارك كان دخول حسني مبارك إلى قفص الإتهام من أسوأ المسلسلات، وكان هو من أفشل الممثلين، كذلك لم يتمكن ولداه من لعب دور 'البارافان' كما هو مطلوب. فقد وصلتنا من مبارك صور بعضها مثير للإشمئزاز، وبعضها الآخر مثير للتعجب. هذا المخلوع الذي أراد السرير لإطلالته الأولى بعد طول غياب ليخبرنا أنه عجوز ومريض، لم يظهر لا في صوته ولا في حركته طوال ساعات المحاكمة على أنه رجل واهن.
    وهكذا وعلى وجه السرعة إنكشفت لعبة السرير التي كان الهدف الوحيد منها استدرار العطف. فمن المؤكد أن هذا السيناريو غير الموفق لدخول مبارك على سرير إلى القفص تمّ بضغط من الخارج الأميركي. فالولايات المتحدة التي أجرت بنفسها أول محاكمة لرئيس عربي في بغداد، ووضعت صدام حسين في القفص، ومن ثم أصدرت بحقه حكم الإعدام، لم تكن راغبة مطلقاً في أن يكون رجلها الأول من بين الحكام العرب في نفس الموقع. كذلك كان ضغط عربي متعدد الإتجاهات لإبعاد شبح هذا المشهد عن مبارك وتالياً عن أترابه في الدول العربية. فكثر من الحكام إن لم يكن جميعهم يخشون أن يتحول الأمر إلى سابقة، أو أن تصبح الشعوب العربية مدمنة على محاكمة حاكميها الظالمين، بعد طول إنكسار.
    لقد قُطع الشك باليقين وشاهدنا مبارك في القفص يقول بصوت مرتفع 'أفندم أنا موجود' وينفي التهم المنسوبة إليه. وفي هذه الواقعة كان لميزان القوى الشعبي الذي فرض نفسه في ميدان التحرير أن يفرض إرادته. وكان لميزان القوى الشعبي أن يفرض نفسه كذلك على المجلس العسكري الذي يبدو بعضه وكأنه يريد أن يُلبس التهم جميعها للعادلي، فيما الشعب يرى في مبارك المتهم الأول. وهذا الأخير أراد أن يضع إلى جانبه المشير طنطاوي فأشرّكه في العلم والخبر والمعرفة عن قتل المتظاهرين بإطلاق النار عليهم.
    ما يثير الإستغراب في حضور مبارك إلى قفص الإتهام كثير. ومن الأسئلة التي طرحها هذا الشكل من الحضور إستعانة مبارك بولديه لسماع ما يتردد داخل قاعة المحكمة. فهذا الذي حكم مصر بكل ما أوتي من جبروت وقوة وبطش كيف كان يسمع على الضيوف الذين يلتقي بهم. كيف سمع بنيامين نتنياهو وهو الذي إستضافه على أفطار في رمضان الماضي؟ وكيف تآمر معه على خنق غزة؟
    هذه المشاهدات التلفزيونية وردت على كافة الفضائيات وتابعها ملايين العرب، أما في اليوم التالي للمحاكمة في جلستها الأولى كان للبي بي سي ندوة خاصة من القاهرة أدارها الصحافي عز الدين العرب، وفيها تساءلت نوارة أحمد فؤاد نجم: كيف لرجل مريض أن يلون شعره؟ 'هو مش مريض ولا حاجة صحتو زي البومب'. فيما تساءل محام مشارك في الندوة عن عدد المرات التي رفع فيها مبارك رأسه متفقداً القاعدة؟ مما يظهر أن 'صحتو كويسة'. كما وأظهرت عينة عشوائية استفتتها البي بي سي في الشارع عدم التعاطف مع مبارك. إنما الكاتبة الدرامية لميس جابر وجدت في شكل محاكمة مبارك ضرباً لرأس الدولة. حضور الأستوديو استفزهم هذا القول ورفضوه. وردت نوارة بأن 60 مليون من الشعب المصري مع الثورة ومع محاكمة مبارك 'واللي مش عاجبو الشعب يفتشلو على شعب تاني'.

    القاهرة في رمضان

    أثارت مشاهد جموع الناس في أسواق القاهرة وغيرها من المدن المصرية في بدايات شهر رمضان المبارك حشرية عمر أديب، وجذب معه وإن بلهفة أقل زميله في تقديم برنامج القاهرة اليوم عزت أبو عوف. بفمه الملآن تساءل عمرو أديب 'الناس دول جم منين'؟ طبعاً في بال عمر أن الشعب المصري فقير فمن أين يأتي بالمال ليملأ الشوارع والمحال في الأيام الأولى من شهر رمضان؟ راح عمرو أديب يتلقى إتصالات الفقراء والمتوسطي الحال والمرتاحين وفي كل مرة كان يردد 'طب الناس دول جم منين'؟ ودائماً يعترف بأنه هو شخصياً يشتري فقط 'حاجتي' وليس أكثر منها. عندما قالت منى في إتصالها بعمرو أن راتب زوجها 300 جنيه ولديها ثلاثة عيال 'لا إحنا فاكرين رمضان ولا حاجات رمضان نسمع باللحمة والفراخ من شاشتك'. كان رده السريع 'أمال منين الناس اللي متليين الشوارع دول'؟
    من إتصال إلى آخر واحد يعبر عن حريته في التسوق والفرح في الدوحة، وآخر لا يرى سبيلاً غير التسوق في السعودية، تقول هبة من مصر أنها تأتي فقط بما تحتاجه ويوماً بيوم. لكن عمرو يبقى مسكوناً بالسؤال الذي يتكرر في أكثر من إتجاه 'ما فيش فلوس وممعناش.. الناس دول جم منين؟ مصر دي عجيبة'! وعندما جاءت نيفين إلى الخط الهاتفي إنفرج عمرو لأنها قالت ربما ما يعجبه 'يبعدو عن التحرير.. يبعدو عن المشاكل لشهر رمضان عشان الناس تفوق'. نيفين عايزة 'الشعب يتلم.. زوجي كان بيشتغل لكن الثورة قضت عليه.. مصر ما بقتش تنفعنا'. وهنا لم ينبس عمرو ببنت شفة. لقد أصابه الخرس.
    وإذا كان مقياس الشعب 'العايش' هو في شراهة الشراء في شهر رمضان كما قال عمرو 'المصريين شعب عايش'، فهو سأل داني: 'أنتو المسيحيين في أيو عيد بتشترو قوي'؟ والغريب في رد داني أنه يتسوق في عيدي Chrismas و Thanksgiving. نحن من لنا عيد الميلاد كشرقيين وهذا صحيح، لكن لماذا تبنى داني عيد الشكر الأميركي، ووجد تسليماً من عمرو أديب؟
    في شهر رمضان المبارك نقول لعمرو أديب الذي يرى في مصر 'عجايب' أن العدد الأكبر من المصريين لم ينزلوا إلى الأسواق، ولو نزلوا جميعاً لكان هناك طوفان بشري. قلة من الشعب قادرة على الشراء بفعل سياسات التجويع التي كان يطبل لها بنفسه في العهد البائد. ومع ذلك نتمنى أن يبقى رمضان كريماً على الناس.


    السلفيون ينزلون لميدان التحرير للرد على استفزازات العلمانيين.. وشكوك باقامة دولة مدنية
    حسنين كروم
    2011-08-07




    القاهرة - 'القدس العربي' :


    تركز معظم اهتمامات صحف السبت والأحد، على توابع أولى جلسات محاكمات مبارك ونجليه وسط موجات لا تنكر من الشماتة والكراهية، خاصة انها بدأت تأخذ تفسيرا دينيا، وتاريخيا ،باعتبار ما يحدث لمبارك آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وتشبيهه بالفرعون ونهايته، وكان رسم زميلنا الرسام الموهوب مصطفى حسين، وفكرة زميلنا وإمام الساخرين أحمد رجب في 'أخبار اليوم'، عن تمثال ضخم لمبارك، على هيئة فرعون، وقد تشققت أجزاؤه وحيطان معبده الذي امتلأ بالثوار يهتفون ضده. ونشرت 'أخبار' امس تحقيقا لزميلتنا آمال عبد السلام عن حالته الصحية جاء فيه: 'أكد الفريق الطبي المصاحب له من شرم الشيخ ان حالته الصحية تحسنت واختلفت تماما عما كانت وهو في مستشفى شرم الشيخ، وقد برروا ذلك لتحسن حالته النفسية، لأنه كما يعلن الأطباء النفسيون من الشخصيات التي تخاف على نفسها وبالتالي فهو وفور عودته للقاهرة وتواجده بأحدث المراكز الطبية العالمية شعر بالأمان، فانتظم في علاجه، وعاد لتناول الطعام واهتم بمشاهدة التليفزيون ومتابعة الصحف.


    وقد طلب الفريق الطبي المعالج له برئاسة د. ياسر عبد القادر بإجراء بعض الفحوصات الجديدة التي تخص الأورام من خلال أحدث وأدق أجهزة اكتشاف الاستدالات بالإضافة لبعض التحاليل، على ان تعرض عليهم قبل بداية متابعة حالته الصحية، حسب أوامر المحكمة. وستصل اليوم سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق لزيارته، بعد أن وصلت من شرم الشيخ حيث كانت قد سافرت لجلب وإحضار جميع متعلقاتهما الشخصية، ولم تقرر بعد ان كانت ستظل مرافقة للرئيس السابق بالمستشفى، أم ستعود للمنزل وتقوم بزيارته يوميا، وعندما سئل الرئيس السابق ماذا ستفعل، قال اسألوها هي. وقد زاره منذ يوم الخميس الماضي حتى امس زوجتا نجليه وفاروق ثابت نجل منير ثابت ومحمود الجمال حما نجله جمال'.
    وأشارت الصحف إلى السعي لتكوين هيئة جديدة من كبار المحامين للدفاع عن أسر الشهداء. وعلى الرغم من حبس الشياطين، فقد تواصلت المشاجرات والاعتداءات، ووقعت أول جريمة اختطاف أنثى والاعتداء عليها، في الهرم. وإلى بعض مما عندنا اليوم:

    طبقة الطفيليين التي احاقت بالفرعون

    ونبدأ بردود الأفعال على الجلسة الأولى لمحاكمة مبارك وولديه، وما حدث فيها وقال عنها يوم السبت زميلنا والمحلل السياسي الكبير سلامة أحمد سلامة رئيس مجلس تحرير 'الشروق': 'هناك للأسف طائفة من الكتاب والإعلاميين الذين التقوا بالرئيس المخلوع وأنجاله، وكانوا ضيوفا دائمين عليه يمجدونه ويدافعون عن أفعاله وسياساته ولا يهمهم مدى ما ألحقه بالشعب من إساءات، ولا حجم الفساد الذي نما وترعرع في أكنافه، وما تسبب فيه من اندحار لقيم الديمقراطية والعدالة، فأنشأ بذلك طبقة من الطفيليين الذين اكتنزوا الثروات على حسابات شعب فقير، كل ما يهمهم انه كان مع السلام وضد الحرب. والمافيات العسكرية والاقتصادية هؤلاء لا يختلفون كثيرا عن المتظاهرين الذين يهتفون دفاعا عنه في ميدان مصطفى محمود، وعن المتظاهرين الذين يهتفون دفاعا عنه في ميدان مصطفى محمود، وعلى ظهور الجمال والحمير، والذين رأيناهم يشتبكون مع أهالي الشهداء امام أكاديمية الشرطة'.


    لكن لو ذهبنا بسرعة شديدة لـ'الأهرام' وقبل أن يجف حبر كلمات سلامة سنجد ان رئيس مجلس إدارتها السابق وعضو أمانة السياسات ومجلس الشورى السابق، ورئيس جمعية القاهرة للسلام التي تدعو إلى والعياذ بالله، التطبيع مع إسرائيل، الدكتور عبد المنعم سعيد يقول: 'الفرد المتهم كان على فراشه في قاعة المحكمة، وعندما قال، افندم لرئيس المحكمة، كان منهج الاستسلام لحكم الشعب العادل قد استقر، فالرجل لم يهرب، ولم يلجأ الى دولة أجنبية وقر في ذهنه أن القضاء الذي كان رئيسا لمجلسه الأعلى حتى شهور قليلة مضت، فيه من العدالة، والكرامة والنبل ما يكفل له ولأولاده محاكمة عادلة تضيف لتاريخ مصر صفحة ناصعة في الأيام القادمة'.

    شجاعة مبارك وهروب بن علي

    والثاني الذي دافع عن مبارك، ولكن بشكل أكثر وضوحا وشجاعة، كان زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار'، ورئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' السابق، وأمين الإعلام بالحزب الوطني بأمانة القاهرة، رفعت رشاد، الذي قال في نفس اليوم - السبت - في 'أخبار اليوم': 'ليس عيباً أن يحاكم الشعب رئيسه، وليس عيباً ولا مذمة لمبارك أن يحاكم، فهو الذي صمم على البقاء في مصر، ورفض المغادرة رغم وجوده لمدة ثمانية عشر يوما بعد اندلاع الثورة، ورغم سيطرته على الأجهزة والمؤسسات، وكان يمكن أن يغادر مصر بسهولة كما فعل بن علي التونسي، ولم يعد خافيا ان دولا عربية عديدة عرضت عليه الاستضافة، بل ومنحه الجنسية لحمايته والإغداق عليه بالأموال التي توفر له حياة كريمة، لكنه رفض كل ذلك، وكان طبيعيا ان يرفض عرض إسرائيل، لكن البعض من المهووسين ممن يطلقون رصاصاً محرماً من أقلامهم بالصحف، وممن يستولون على ميكروفونات الفضائيات، ما زالوا يركزون على التفاهات، فمن قائل ان مبارك كان يضع يده على عينه خجلا، وأنه يعبث في أنفه، كلام ########، لا علاقة له بالموضوعية، خاصة لو صدر ممن يعتبرون أسماء كبيرة من الكتاب، أو مدعي الكتابة، ووصل الحال ببعضهم ان استنكر وجوده على سرير في المحكمة مدعياً ان حالته الصحية عال العال ولا يوجد داع للسرير، تفاهات كان يجب أن نترفع عنها، على الأقل كبار السن ممن يكتبون في الصحف، فالشعب المصري لا يجب أن ينحدر بأخلاقه إلى هذا الحد، بجانب الشماتة. ان محاكمة مبارك، تضيف إلى مصر ولا تنقص من مبارك'.

    صبغة الرئيس وساعته الفاخرة

    ولم يكد رفعت ينتهي من كلامه، حتى جاءته ردود عنيفة، بالنسبة للساعة، والسرير، عن الساعة، قالت مجلة 'اكتوبر' في تغطيتها التي شارك فيها زملاؤنا إبراهيم عبد الغني وأحمد رشاد وسامح اللبودي وهبة محمد في فقرة عنوانها' ساعة الرئيس':
    'مع أن الرئيس مبارك كان في قفص الاتهام، فقد حرص على صبغ شعره وحلق ذقنه، وكأنه في عز مجده، والطريف أن الرئيس السابق لبس ساعة فاخرة دون مراعاة لتقارير الفريق الطبي التي حذرت من اقتناء أي أجهزة، أو محتويات من شأنها التأثير على ضربات القلب. يذكر ان مبارك كان حريصا على صبغ شعره كل خمسة وأربعين يوما حتى يظهر اكثر شبابا وحيوية، متناسيا أن الشيب وقار، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول 'خيركم من طال أجله وحسن عمله' ولكن لله في خلقه شؤون'.

    استهزاء استدرار مبارك العطف من سريره

    أما السرير، فقد تكفل به زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي الذي أبدى امتعاضه من مبارك لاستخدامه السرير لاستجلاب العطف عليه، فقال عن هكذا نومة بعد أن اختار لمقاله عنوانا هو - مولد وصاحبه نائم - 'كنت أتمنى لو أن حسني مبارك واجه المحكمة واقفاً على قدميه مرفوع الرأس كما المتهمين المحترمين، يواجه الحجة بالحجة، ويقارع الاتهام بالدفاع، ويتحدث عن نفسه وانجازاته، ويواجه بشجاعة قائمة الاتهامات التي توجهها له المحكمة، لكن الأستاذ فضل مواجهة المحكمة نائماً، بما يدل على انه خائب حتى في آخر مشهد له على الساحة السياسية والشعبية في التاريخ والجغرافيا، هناك عدد كبير من الرؤساء والزعماء والقادة، واجهوا المحاكمات الجنائية والسياسية برأس مرفوع، منهم صدام حسين الذي اغتال شعبه وحكمه بالحديد والنار، لكنه عند المواجهة في المحكمة وقف مرفوع الرأس يتحدث عن نفسه كزعيم للأمة، وخذ عندك الديكتاتور التشيلي 'بينوشيه' العجوز المريض بأمراض الدنيا، والذي يعاني العته والخرف، واجه المحكمة جالساً على كرسي متحرك، يجيب على الاتهامات بثبات لا يليق بسنه المتقدمة، ولا أعرف من أفتى بأن يدخل حسني مبارك القفص محمولا على سرير طبي' في سابقة لم تحدث في محاكمات التاريخ، وكأن مصر تحاكم متهماً عاجزاً مريضاً، وكان من الطبيعي ان يسمح له بالجلوس على كرسي متحرك، لكن استراتيجية الدفاع الذي أصر على السرير الطبي داخل القفص، كانت تخطط لاستدرار التعاطف الداخلي والخارجي، بتصوير المتهم بمظهر العاجز الذي لا يقوى على الوقوف. ارتضى حسني مبارك إذن أن يواجه المحكمة ذليلا مكسورا، تماما كحرامي الفراخ، وليس كرئيس للدولة حكمها ثلاثين عاما كاملا، والمفترض أن يكون دفاعه سياسيا بالدرجة الأولى، أن يقول فعلت كيت وكيت، ويثبت كذا وكذا، بدلا من رقاده على السرير مجيبا رئيس المحكمة بصوت مشروخ، افندم،! أين كرامتك يا أستاذ، أين الصلف والغرور، أين الدكتوراة في العند، كلها تبخرت وأنت تنفذ تعليمات المحامي، عندما ينادي على أسمك قل أفندم، وعندما يواجهك بالاتهامات انكرها جميعا، هكذا فعل، وهكذا فعل الانجال، صورة طبق الأصل، سبحان الله، يعز من يشاء، ويذل من يشاء'.

    حكاية محاولة محامي مبارك
    ادخاله بهذه الطريقة لجذب التعاطف

    وتعبير مولد وصاحبه نائم الذي استخدمه عاصم، تحوير للمثل الشعبي، مولد وصاحبه غايب، وحكاية محاولة محامي مبارك ادخاله بهذه الطريقة لجذب التعاطف ستعيدنا لـ'الأهرام' مرة أخرى - لأن زميلنا محمود المناوي حكى لنا عن مشاعره بالنسبة لمشهد مبارك فوق السرير، قال: 'في الوقت الذي توقع فيه الخبراء أن يؤدي ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في قفص الاتهام خاصة على نقالة إلى تعاطف الشعب معه، إلا أن نظرات مبارك الحادة والغاضبة قد أفقدته ذلك على ما يبدو حيث عبرت حركة يده وهو مستلق على السرير ويتكىء بيديه على خده ويتناوب التهامس مع نجليه عن غطرسة وتحد، كما أن ظهوره بهذه الصورة وقد أتم صباغة شعر رأسه '83 عاما' باللون الأسود، أعطت انطباعا سلبيا للغاية، وتكذيبا لأي ادعاءات حول حالته النفسية, الأكثر إيلاما أن يكون المدافعون عن الرئيس الساقط وحاشيته الفاسدة هم من كبار المحامين في مصر. وعلى الجانب الآخر مع احترامي لكل المحامين الذين حضروا مع أسر الشهداء بالرغم من ظهورهم المستمر على الفضائيات لشجب الفساد والهجوم على النظام الساقط بمن فيهم المحامون المرشحون لرئاسة الجمهورية وقيادات أحزاب المعارضة في وقت، كانت تحتاج فيه مصر إلى مرافعات يسجلها التاريخ للأجيال القادمة ولكي تكون المحاكمة درساً سيياسيا بالغا في بناء دولة القانون في المستقبل خصوصا فيما يتعلق بالاستبداد!'.

    وضع مبارك بالسرير يشي بوضع مصر كلها

    وفي نفس عدد 'الأهرام'، سخر منه زميلنا عبد الله عبد السلام بقوله: 'أمام قضاته، والعالم أجمع ظهر مبارك مستلقياً على سرير طبي - شفاه الله - لكن المشهد لم يكن معبرا فقط عن حالة رئيس مخلوع بلغ من العمر عتياً، يحاول استدرار عطف الناس عليه، بل كان الأصدق تعبيرا عن وضع البلد الذي تركه بعد ثلاثين عاما في الحكم، كان الرئيس السابق فاقدا للخيال وروح المغامرة، لذلك كان يلجأ لواقعية مريرة في تعليل اسباب عدم الإقدام على فعل شيء مختلف او اختيار شخص غير تقليدي في منصب، وكثير منا يتذكر الكلمات العامية التي كان يكررها على شاكلة، اجيب لكوا منين، وبلاش الكلام العنتري، ونتيجة لذلك التواضع في الرؤى والأهداف ضاعت على مصر فرص تاريخية كان يمكن أن تجعلها في مكان آخر ومكانة أخرى'.

    حبل المشنقة ورقبة مبارك

    لا، لا، ما دام الأمر كذلك، فإنه لا يستحق إلا الإعدام، أو كما اعترف زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر'، بالآتي: 'لا أخفيكم سراً أنني صاحب فكرة غلاف المجلة الذي ظهر فيه مبارك وحبل المشنقة يقترب من رقبته، وخلفية الغلاف كلها سوداء قاتمة ليس فيها إلا بقعة ضوء واحدة، هي حبل المشنقة ورقبة مبارك، وعلى الرغم من أن هذا الغلاف كان صادما للكثيرين، وهو بالمناسبة الغلاف الذي قام الثوار بتكبيره وتعليقه في ميدان التحرير في العديد من المليونيات، كما علقوه أمام باب القاعة التي يحاكم فيها مبارك بأكاديمية الشرطة إلا أنني أحسست أن دخول مبارك القفص وهو مسجى على سرير طبي، لا حول له ولا قوة، صورة صادمة أكثر، وهي لا تقل صدمة وترويعا عن صورة المشنقة ورقبة مبارك تقترب منها، فالواقع يؤكد أن في الساعة العاشرة صباح يوم الأربعاء الثالث من آب/ أغسطس تم تنفيذ حكم الإعدام في مبارك، معنويا، في نفس اللحظة التي دخل فيها قفص الاتهام، وعيناه حائرتان زائغتان تحاولان رصد أي ملمح من ملامح قضاته أو طالبي القصاص منه، وهو يعبث في أنفه بطريقة عصبية، وولدان يحاولان إخفاءه عن أعين الشعب وكأنهما طفقا يخصفان عليه من ورق التوت عل ذلك يواري سوءة أبيهم ويخفف من هول المشهد. لقد أصبح مبارك الآن أشبه بفرعون بعدما ابتلعه البحر هو وجنوده، جسدا بلا روح، وأصبح ينطبق عليه قول الله عز وجل، 'فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية'! إن هناك العديد من الرسائل المهمة التي خرجت من هذا المشهد كله أولها وأهمها انه لا يجب ان يستهين أحد بعزيمة وإصرار هذا الشعب صاحب حضارة السبعة آلاف سنة، وألا يراهن على صمته وصبره طويلا على الظلم والقهر والاستعباد، وهي رسالة لكل حاكم قادم في مصر وفي غير مصر، بأن مصيره سيكون نفس مصير مبارك، المحاكمة والقضبان، والإعدام معنويا، إذا ما استحل لنفسه أن يهين شعب مصر، وأن يستحل دماء أبنائه ومالهم ويصادر حاضرهم ومستقبلهم وأحلامهم في غد افضل'.

    جمال الشاب الذي قتله طموحه

    ولأنه أديب واسع الخيال، فقد أعجب زميلنا وصديقنا والأديب الكبير بمجلة 'المصور' يوسف القعيد بحكاية مبارك وولديه، وورق التوت، فأعمل خياله بأن قال امس في 'الأخبار': 'في كوارث العائلات الكبرى ثمة شخص يقود عائلته للكارثة، ولأن العائلة لا تتعلم من العبر والدروس، فجمال الشاب الذي قتله طموحه، مازال هو المايسترو الذي يقود الأب والأخ الأكبر، كيف نصدق إذن الفولكلور الذي قيل في اللحظات الأخيرة في قصر العروبة قبل الرحيل الى شرم الشيخ عندما سمعنا أن علاء اشتبك مع جمال في قصر العروبة واتهمه أنه كان السبب في كل ما جرى لهم.
    في القفص كان جمال الآمر الناهي، وعندما فكر مبارك الأب في الاستطراد عندما رد على سؤال القاضي الثاني خطف جمال منه - وعلى الهواء مباشرة - الميكروفون ومنعه من الاسترسال ليس لأن الابن يعرف المصلحة أكثر من الأب، لكنها شهوة التسلط والرغبة في السيطرة، هذا على الرغم من النهاية التي تنتظر الجميع. طوال الساعات الخمس كانت المقارنة بين صدام حسين في قفص بغداد المحتلة بالأمريكان والمهددة بانقسام مذهبي رهيب، وبين قفص القاهرة الجديدة.
    أما المقارنة بين الرجلين وسلوكهما وطريقة تصرفهما فتلك حكاية أخرى.
    ما كان نجيب محفوظ يتصور عندما أطلق اسم القاهرة الجديدة على روايته التي كانت الصيحة الأخيرة في مصر الملكية قبل ثورة يوليو، أن المدينة التي اسمها القاهرة الجديدة ستنطلق منها صيحة نهاية عصر وبداية عصر جديد يهل على مصر'.

    مطالب بسماع شهادة المشير طنطاوي بمبارك

    وتسبب مبارك بواسطة محاميه فريد الديب وبأنصاره الذين احتشد عدد منهم أمام المحكمة واعتدوا على أهالي الشهداء، بزج المشير طنطاوي في المحكمة، ذلك ان الديب طالب بسماع شهادة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في الاستئناف المقدم من مبارك ضد الحكم بتغريمه مائة وعشرين مليون جنيه، في قضية قطع الاتصالات أثناء الثورة، لأن مبارك أخبره ان المشير كان حاضرا الاجتماع الذي اتخذ فيه القرار، وهو ما نفاه مصدر عسكري، وقال عنه أمس - الأحد - رئيس تحرير 'الأخبار' زميلنا وصديقنا ياسر رزق: 'الزج المتعمد باسم المشير حسين طنطاوي في موضوع قطع اتصالات المحمول والانترنت خلال أيام الثورة هو أولى حلقات مسلسل الانتقام الذي يعده الرئيس السابق حسني مبارك، لتصفية حساباته مع القوات المسلحة وقياداتها عقابا لها على موقفها المنحاز للشعب والمساند لثورة يناير. مع توالي جلسات المحاكمة، علينا أن نتوقع مزيدا من ألاعيب الدفاع وادعاءات المخلوع تجاه المشير طنطاوي تحديدا، فلولا دور المشير في يومي العاشر والحادي عشر من فبراير ما تمت تنحية مبارك وتحييد الحرس الجمهوري، ولولا إصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير على تنفيذ مطالب الثورة دون التفاف أو مناورة لما شاهدنا مبارك في قفص الاتهام يحاكم أمام القضاء يوم الثالث من أغسطس'.

    محاولة مبارك
    توريط طنطاوي

    وأسرع بمساندته زميله خفيف الظل عبد القادر محمد علي بقوله عن هكذا ادعاء:
    'رمضان شهر خير وبركة، ولكننا أحيانا نرصد فيه بعض الظواهر السلبية وخاصة إذا جاء الشهر الكريم في عز لهيب أغسطس المفتري، وأخطر هذه الظواهر سيحان المخ بسبب الحر الشديد، مما يؤدي الى التوهان والتخاريف والعياذ بالله، ومن هذه التخاريف النكتة التي تقول ان الرئيس المخلوع أبلغ دفاعه في ساعة صفا أن المشير طنطاوي، يتحمل جزءا من مسؤولية قطع الاتصالات أثناء الثورة وهي نكتة تفطس من الضحك لأن مضمونها مليان جنان، فكيف يقف الجيش ضد الثورة بإرسال دباباته لحمايتها؟! نناشدكم إطلاق المزيد من النكت لتسلية صيامنا في رمضان'.

    المشير طنطاوي يتحمل
    جزءا من مسؤولية الأوامر

    وأما المعركة التي تسبب فيها أنصار مبارك باعتدائهم أمام المحكمة على أسر الشهداء، وهو ما استفز زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل فقال امس في 'التحرير' مهاجما المجلس العسكري: 'من الذي يصدر الأوامر لأفراد الشرطة العسكرية بضرب شباب الثورة في ميدان التحرير حتى تتفجر من رؤوسهم الدماء؟ هل هو نفس الشخص الذي يصدر الأوامر لبعض ضباط الشرطة العسكرية بالتعامل مع أفراد عصابة مبارك بمنتهى الحفاوة التي يحظى بها طاقم حكام أجنبي قادم لتأمين مباراة قمة؟ ما الذي يجعل ضابط شرطة عسكرية يسلم بكل الحفاوة والاحترام والتقدير على لص مال عام مثل حبيب العادلي فضلا عن كونه متهماً بسفك دماء مواطنين مصريين أبرياء؟ في حين يقوم زميل له باستخدام العصي الكهربية لضرب شباب أعزل لا يملك قوة سوى قوة ضميره ولا نفوذا سوى نفوذ إرادته؟
    أريد أن أسأل السادة قادة البلاد في المجلس العسكري ومجلس الوزراء: هل شاهدوا تلك الصورة التي بثتها وكالات الأنباء لفتاة ممتلئة من أنصار المخلوع مبارك وهي تنهال بالضرب على أم شهيد امام أكاديمية الشرطة بينما يتفرج على المشهد أفراد الأمن المركزي كأنهم يشاهدون فقرة فكاهية؟ بماذا شعر قادة المجلس وهم يرون تلك الصورة القميئة؟ هل شاهدوا الصور التي ظهر فيها أبناء المبارك وهم يحملون الطوب ويقذفونه على أهالي الشهداء على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام؟
    يا ترى لو كان شاب من شباب الثورة قد اعتدى بالضرب المبرح على لواء جيش وعاد الى بيته لكي يكتب تفاصيل ما فعله متحديا ومفاخرا هل كنتم ستتركونه دون اعتقال أو مساءلة؟'.

    الليبراليون يطالبون بحمايتهم من الإسلاميين

    والحديث الثاني كان مع الدكتور يسري حماد المتحدث باسم حزب النور، ومما قاله فيه: ' أحب أن أوضح أنه لم تكن لدينا نية لهذه المليونية، ومنذ بداية الثورة لم نحاول ان ننفرد بطرح رؤيتنا ولكننا وجدنا أن هناك استفزازا ليس له حدود من بعض رموز التيار الليبرالي للتيار السلفي، وقاموا بطرح فكر أحادي منذ بداية الثورة رغم أن معظمهم له علاقة بالحزب الوطني المنحل، ولكنهم طرحوا أنفسهم وكأن لديهم أفكارا توافقية وأنهم هم النخبة.
    أسامة الغزالي حرب وعمرو حمزاوي وغيرهما ويكفي أن نجيب ساويرس أعلن في الكنيسة أنه يقوم بالانفاق على حزب أسامة الغزالي حرب، وهو حزب الجبهة، وذلك حتى يخرج علينا أسامة الغزالي حرب ليطالب بالدستور أولا، ثم بعدما شعر أنه شق الصف تنازل عن مطلبه ثم خرج علينا بأطروحة أخرى وهي مطالبته بمجلس رئاسي مدني رغم ان الإسلاميين لم يطالبوا بشيء عقب الثورة ورغم ان اعداد السلفيين هي الأعلى في مصر، إلا أنهم لم يطالبوا بشيء ولم نطالب بحمايتنا مثلما طالب الليبراليون بحمايتهم من الإسلاميين، وكذلك نزلنا مليونية الجمعة الماضية بعد ان اعلن ممدوح حمزة انه يقوم بالانفاق على حركة 6 ابريل وبعد ان تم عمل مسيرة للمجلس العسكري، وعندما ينزل الإسلاميون مرة من انفسهم للميدان ليقولوا ان رأي الشعب المصري ليس هو فقط ما يدعو له ممدوح حمزة وبعض الليبراليين.
    نحن نريد تطبيق شريعة الله عز وجل بطريقة متدرجة والمادة الثانية من الدستور غير مفعلة في الاقتصاد والتعليم والسياسة، ونحن نريد أن نربط قوانين الأرض بالسماء وعدم الصدام مع الله عز وجل، ونريد ان يتم التوقف على استيراد قوانين من الخارج والغرب، ونريد ان يتم التوقف على الاستهزاء برجال الدين'.

    هل يسيطر الاخوان والسلفيون
    على مجلس الشعب؟

    أما وجهات النظر الأخرى التي تحذر من خطورة التيار الإسلامي بشكل عام والسلفي على وجه الخصوص، فكان منها لزميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال حلمي النمنم، وقوله في مجلة 'المصور': 'لو أننا دخلنا الانتخابات البرلمانية على هذا النحو، فهذا يعني ان المنافسة سوف تكون بين الإخوان والسلفيين ومع قدر من التنسيق والتفاهمات بينهما، يمكن لهما السيطرة على البرلمان 'مجلس الشعب' القادم، أي يمكن أن نجد أنفسنا ان يكون النائب متدينا، الاعتراض ان يدخل الدين في السياسة بشكل مباشر، خاصة ان الشعارات التي رفعها السلفيون ومازالوا يرفعونها تقول ان الدين وفقا لفهمهم هم، أولاً وأخيراً، وأن تطبيق الشريعة القضية الوحيدة لديهم، ولنتذكر ان الانتخابات القادمة سوف تشهد حدثا جديدا وهو اختفاء مرشحي الوطني، بسبب اختفاء الحزب الوطني ذاته حيث صدر حكم قضائي بحله وإذا طبق قانون الغدر سوف يكون صعباً على معظم أعضائه دخول الانتخابات ومن ثم لن يكون هناك منافس حقيقي للإخوان أو للسلفيين.
    نعرف أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يحرض ويدعم الشباب على ان يؤسسوا أحزابهم، وأن يكون لهم تواجدهم، وهناك تأكيدات مستمرة من المجلس أنه لن يسمح بأن يسيطر تيار بعينه أو أن يحتكر حزب المجال العام، لكن إذا أجريت الانتخابات ولم تتمكن معظم التيارات من تحقيق تواجد فعلي في البرلمان، فلن يكون هناك بديل آخر، وسوف نجد أنفسنا في نهاية الأمر امام برلمان سلفي - إخواني أو العكس.
    البرلمان القادم سوف يكون الأهم، ففي ظله سوف يتم وضع دستور مصر الجديد، وسوف تتم صياغة شكل الحكم وقواعده، ومن ثم هوية الدولة المصرية، وهو أمر بالغ الخطورة، يجب ان يتم التعامل معه بالجدية اللائقة حتى لا نجد أنفسنا في وضع يقود البلد الى أزمات ونكون مضطرين الى الثورة من جديد'.

    تاريخ الحركات الاسلامية مرتبط بالعنف

    ومن 'المصور' الى 'الأهالي'، التي انتقل الانزعاج اليها، كما في قول رئيسة تحريرها زميلتنا فريدة النقاش، وهو: 'ارتبط تاريخ كل من الإخوان المسلمين والتيارات الجهادية الإسلامية والسلفيين بالعنف الذي تفاوتت أدواته من ميليشيات عسكرية الى هجوم على الكنائس وصولا الى قطع أذن مواطن مسيحي الى العنف المعنوي ضد النساء والمسيحيين، ورغم ان القيادات العليا في أوساطهم بالغة الثراء وهم تجار شطار إلا أنهم يعتمدون على قاعدة من الشرائح الدنيا الضائعة في المجتمع المنقسم بين الأغنياء والفقراء والفقراء المدقعين الذين أفرزهم القانون العام والمطلق للتراكم الرأسمالي وألقى بهم على هوامش المدن في الأحياء العشوائية وأوكار البؤس والمخدرات، وعادة ما استخدمتهم الطبقات المعادية للثورة لتشتيت صفوف الجماهير وإرهابهم، وهم عادة على استعداد لارتكاب الفظاعات لأنهم ضحايا الفقر الثقافي والروحي واليأس العميق من المستقبل، وهم يشكلون بهذا الفقر المركب أكثر الفئات استجابة للأوهام الجديدة التي يطلقها الإسلاميون بكل تجلياتهم، مستخدمين آليات جبارة لتثبيت هذه الأوهام على رأسها أعمال الخير لمكافحة الفقر دون برنامج جدي للقضاء على هذا الفقر، فوجود الفقراء ضروري لهم'.

    معارك السلفيين حول مدنية الدولة

    وإلى إخواننا السلفيين ومعاركهم، ونبدأ ببعضهم لعرض وجهات نظرهم، في توجهاتهم، وما حدث في يوم الجمعة قبل الماضية بميدان التحرير، ونعرض اليوم لوجهتي نظر مختلفتين تماما - لهم - جاءت في 'وفد' الخميس، في حديثين أجراهما زميلنا حسام السويفي، مع اثنين منهم، الأول هو الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، الذي قال: '- قامت المليونية الإسلامية يوم 29 يوليو الماضي لرفض المبادىء الحاكمة للدستور فقط ولقد تم رفع شعارات إسلامية لأن الداعين للمليونية عقيدتهم إسلامية ولقد رأوا أن هناك تهديدا لإرادة الشعب وعقيدته.
    - نصف المتظاهرين كانوا من التيارات الإسلامية الداعية للمليونية مثل الجماعة الإسلامية والتيار السلفي وجماعة الإخوان والنصف الآخر كان من الشعب المصري غير المنتمي لأي تيارات إسلامية.
    - المطالبون بمدنية الدولة لا يفهمون معنى المصطلح الذين يريدون تطبيقه، فإذا كانوا يقصدون بمدنية الدولة أن تكون مصر دولة حضارية فإن الجبهة السلفية مع الدولة المدنية.
    وإذا كانوا يقصدون بالدولة المدنية بأنهم يرفضون حكم العسكر ولا يريدون مصر دولة غير عسكرية ولا يحكمها العسكر، فإن الجبهة السلفية مع إقامة الدولة المدنية بهذا المفهوم أيضا، وإذا كانوا يقصدون بالدولة المدنية أن تكون مصر دولة عصرية فإننا نوافق أيضا على ان تكون مصر دولة مدنية.
    كل دولة لها خصوصيتها وعاداتها وتقاليدها وما يصلح في الدول التي ذكرتها ربما لا يصلح تطبيقه في مصر، والنموذج التركي والسعودي والإندونيسي محترم ولكن اتحفظ على النموذج الإيراني الذي يعتمد على دولة الفقيه ويطبق الحكم الشيوقراطي الذي نرفضه، ولكننا نريد تطبيق نموذج لا يقهر اليهود ولا النصارى ولا يقصي التيارات الأخرى مثل الليبراليين والاشتراكيين وغيرهم.
    الوضع الحالي يؤدي الى مزيد من الحرية والعدالة والشريعة الإسلامية لا تأتي بإجبار الناس، ووضع المادة الثانية حاليا معتدل وسيكون هناك زيادة تدريجيا، ولذلك نحن الآن مع التوقف عن المطالبة بالمزيد ولا نريد تعديلا في المادة الثانية في الوقت الحالي'.

    استيلاء التيار الديني
    على ميدان التحرير

    لكن زميلها في 'الوفد' طارق تهامي، حاول التخفيف من خوفها هي وحلمي بالقول يوم الأربعاء أيضا. 'هل انزعجت من مشهد استيلاء التيار الديني على ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية؟ لا تنزعج، ما حدث كان مفيدا جدا لأنصار الدولة المدنية الديمقراطية، لأن الطريقة التي تمت بها طريقة الاستيلاء، كشفت سيناريوهات عديدة يمكن أن تتكرر، في مواقف أخرى، فقد تم الاتفاق بين كافة القوى السياسية على ان تكون المليونية، تحت عنوان 'لم الشمل' ولكن المنتمين للتيار الديني، رغم موافقتهم على الهدف، خدعوا الجميع، ورفعوا شعار إسلامية - إسلامية في قلب الميدان، وهذا الشعار لم يكن دينيا على الإطلاق لأننا لسنا في معركة 'خيبر' ولكن كنا في ملتقى وطني مصري ديمقراطي، وكان هذا اللقاء يتطلب شعاراً 'سياسياً' جامعاً لكافة الأطياف لأننا كنا في ساحة سياسية، ولم نكن في ميدان قتال ديني، لأن هذا الشعار، ينفي إسلام باقي التيارات السياسية، التي لا تنتمي للإخوان أو السلفيين وهذا ليس في صالح الثورة، التي دفع ثمن نجاحها شهداء لا ينتمي معظمهم للتيار الديني، وبالتالي نجد السؤال يفرض نفسه علينا: هل الثوار الذين فقدوا حياتهم في ميدان المعركة مع النظام السابق، دفاعا عن الديمقراطية والدولة المدنية، ولكنهم لم ينتموا للتيار الديني، هل هم شهداء عند ربهم يرزقون أم أنهم لا يرتقون الى هذه المكانة، لأنهم كانوا يقدمون أرواحهم فداء للوطن الديمقراطي العادل في دولة مدنية ديمقراطية حرة؟ نعود الى الحديث عن مكاسبنا مما حدث يوم الجمعة الماضية، أولا: تعلمنا أن من يرفعون الشعار الديني في ساحات السياسة يتفقون ومن الممكن أن ينقضوا عهدهم ويتحالفوا ويخلوا بعقودهم، ويجب أن ننظر إليهم باعتبارهم مدافعين عن مصالح أحزابهم وتياراتهم وليس عن الإسلام الذي يصف 'نقض العهد' بالنفاق'.





    الحركات الإسلامية والتغيير: الإسلام هو الحل أم ماذا؟
    د. لبيب قمحاوي
    2011-08-07




    'الإسلام هو الحل' شعار عام وفضفاض يربط السياسة بالدين ويتصدر كافة الشعارات الأخرى لمعظم التنظيمات السياسية الإسلامية. وهذا الشعار قد يكون مقبولاً بالنسبة للبعض، ومرفوضاً بالنسبة للبعض الآخر، وهو بذلك يبقى شعاراً خلافياً. وهذه الخلافية ليست على الإسلام كدين. فهذا موضوع يدخل في إطار المقدس وبالتالي المحظورات. والخلاف إنما هو على 'الحل' وماهيته وهذا يدخل في إطار اللامقدس أو المباح كون 'الحل' في أصوله موضوعاً سياسياً وليس دينياً. فالمشكلة إذن تكمن في الدمج بين المقدس واللامقدس، أي المحظور والمسموح. والشعار وهو في ظاهره إسلامي وفي باطنه سياسي أقرب في واقعه وحقيقته إلى الإسلام السياسي منه إلى الإسلام الديني. والإسلام السياسي هو ممارسة سياسية تستند إلى الدين، وهي بهذه الصفة، ممارسة قابلة للنقاش والأخذ والعطاء، والقبول والرفض، ومن هنا ننطلق.
    لقد ارتبط شعار 'الإسلام هو الحل' بتنظيمات سياسية تستند إلى الإسلام كإطار عام ومُوَجـِّه للعقيدة السياسية التي تتبناها تلك التنظيمات. وقد استعملت تلك التنظيمات السياسية الإسلامية ذلك الشعار كمؤشر على تفكيرها العقائدي وكقطب جاذب للمواطن المسلم البسيط من جهة، وكحماية ضد البطش من قبل بعض الأنظمة الحاكمة المستبدة من جهة أخرى. وفي حين أن ذلك الموقف يشكل استغلالاً لقدسية الدين من أجل خدمة العقيدة السياسية وإسباغ نمط من الحماية الدينية عليها، فإنه يشكل، بالمقياس نفسه، تعدياً مبطناً على حرية الآخرين في معارضة ذلك التنظيم السياسي بل ومقاومته من خلال الإيحاء بأن تلك المعارضة تشكل اعتداء على الدين نفسه أو عَداءً له.
    ومن هنا فإن معاداة البعض لشعار 'الإسلام هو الحل'، لا يعود إلى الإسلام بقدر ما يعود إلى 'الحل'. فهذا الشعار يبعث على الرضا والقبول لدى البعض كونه يدغدغ عواطفهم الدينية، في حين أنه يبعث، في المقابل، على القلق، بل والخوف، في أوساط البعض الآخر من المواطنين، بغض النظر عن دياناتهم سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، كونه يشكل خطراً على رؤيتهم المطالبة بالدولة المدنية. وغموض طبيعة 'الحل' وأهدافه يجعل من الشعار أحجية كونه عنوانٌ لشيء غير مُعَرَّف ولم يُطرح محتواه للنقاش العام ولا يوجد اتفاق معلن بين مختلف التنظيمات السياسية الإسلامية على محتواه وأهدافه النهائية. فإذا كان 'الحل' دينياً فلا أحد يملك وصاية تسمح له بفرض هذه الرؤيا العقائدية على الآخرين. أما إذا كان 'الحل' سياسياً فلا أحد يملك وصاية تسمح له بزج الدين ،وهو مقدس، في ذلك 'الحل' وهو غير مقدس ومن صنع الإنسان.
    علينا أن نقر جميعاً أن هنالك تعددية إيمانية بين المسلمين من أبناء الوطن الواحد، تماماً كما أن هنالك تعددية دينية بين كافة أبناء نفس الوطن. وهذه الحقيقة تحتم على الجميع الابتعاد عن أي برنامج سياسي يصنف المواطنين على أساس دينهم أو درجة إيمانهم. فالتعددية الإيمانية، أو، الإيمان بدرجاته المتفاوتة، هو أمر يعترف به الدين وعالجه من خلال مبدأ الثواب والعقاب. والحق الذي يملكه الله لا يملكه عبد الله. إن محاولة احتكار الحقيقة والافتراض من قبل تنظيم ما أو مجموعة ما بامتلاكها وصاية على الدين وعلى كيفية ممارسته لهو أمر في غاية الخطورة. فهذا من شأنه أن يسحق مطالب الإصلاح والتغيير حيث تسعى الشعوب إلى الخروج من قمقم الاستبداد والبطش واحتكار الحقيقة إلى حياة كريمة تكون فيها الشعوب سيدة نفسها وتكون فيها الأنظمة تجسيداً لإرادة الشعب وليس العكس. ولكن، إذا ما تم استبدال نظام شمولي بنظام شمولي آخر والانتقال من نظام قهري إلى نظام قهري آخر، فإن حركة التغيير لا تكون قد توقفت فقط، بل تكون قد عادت إلى الوراء.
    جميعنا يعلم بأن ثورات التغيير ابتدأت كموجات غضب جماهيري في تونس ثم مصر تحت شعارات عامة تعكس المزاج الوطني دون أن يكون لأي حزب أو تنظيم دوراً في نجاح تلك الثورتين. وربما كان لغياب البرنامج العقائدي والتدخل الحزبي الفضل الأكبر في رص الصفوف وتجنب الخلافات ونجاح تلك الثورتين. فالدولة التي تنشدها ثورة الإصلاح والتغيير هي دولة مدنية تعترف بالتعددية بأشكالها المختلفة ولا تحتكر الحقيقة أو الدين أو هوية الدولة. ولكن ما جرى يوم الجمعة الموافق 29/07/2011 في ميدان التحرير في القاهرة من مطالبة القوى الإسلامية (أو بعضها) في مصر بتطبيق الشريعة وطرح شعارات سياسية إسلامية مما أدى إلى انسحاب جماهير عريضة احتجاجاً على رفع تلك الشعارات وعلى ذلك الطرح، لهو أمر غير مقبول وفي غاية الخطورة. بل وأكثر من ذلك فهو إسفين في قلب الوحدة النضالية الجماهيرية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى تعزيز تلك الوحدة، خصوصاً وأن مصر ما زالت تناضل للخروج من مستنقع حقبة القهر والاستبداد والفساد والولوج في حقبة النهوض. فمحاولة احتكار نتائج الثورة أو اغتصابها أمر سيؤدي إلى شق الصفوف وربما إلى الاقتتال الداخلي. لماذا هذا التوقيت من قبل الحركة الإسلامية في مصر وهل هو توقيت انفعالي أم قرار حزبي متفرد أم جزء من خطة مستقبلية لها ارتباطاتها الخارجية؟ هل ما جرى هو أمر مصري داخلي بحت أم جزء من دور جديد للحركة الإسلامية على مستوى الوطن العربي، شاملاً دول مثل تونس واليمن وليبيا وسورية؟ ما الذي نحن بصدده؟ أسئلة تدور في ذهن العديد من المواطنين دون إجابة من التنظيمات الإسلامية حتى الآن.
    بالرغم من التجارب التاريخية ومراراتها، لا يستطيع أحد أن ينكر على الحركة السياسية الإسلامية دورها في النضال ضد بعض الأنظمة العربية الاستبدادية. وهذا النضال، وإن كان ضمن المنظور العقائدي السياسي للحركة الإسلامية، وهذا من حقها كتنظيم، إلا أن التضحية والمعاناة يبقيان جزءاً من المسيرة النضالية لأي تنظيم سياسي معارض وليس حكراً على تنظيم بعينه، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. ولكن ما نحن بصدده الآن هو أمر مختلف. هو أمر مصيري يتطلب رص الصفوف والتعاضد والارتفاع فوق العقائدية الحزبية والابتعاد عن محاولة احتكار الحقيقة والدين لأن ذلك من شأنه أن يمزق الصفوف ويصب في مصلحة قوى الشد العكسي المعادية لثورات الإصلاح والتغيير، ويشمل ذلك ما يدور من لغط هامس عن لقاءات أمريكية- إسلامية تشمل قوى إسلامية في بعض الدول العربية التي تمر بمراحل تغيير، أو المرشحة لذلك، بهدف تعبئة الفراغ في السلطة في دول عانت الأمرين من أنظمة مستبدة فاسدة قضت على الحياة السياسية في الدول المعنية وخلقت فراغاً تسعى الشعوب إلى ملئه بقوى سياسية تعكس حقيقة تعددية المجتمع وليس الأحادية السياسية مهما كان شكلها أو جوهرها.
    إن الحركات السياسية الإسلامية هي شريك حقيقي وأساسي لكافة القوى الشعبية المنظمة وغير المنظمة في نضالها ضد الاستبداد والقمع والفساد الذي تعاني منه الشعوب العربية. وهي بذلك تلعب دوراً محورياً نأمل أن لا يكون مؤقتاً، نظراً لأن الوجود السياسي والتنظيمي للحركات الإسلامية في معظم الدول العربية أمر واقعي ومعترف به. إن الحركات السياسية الإسلامية هي الوحيدة القادرة على إزالة مخاوف العديد من شركاء النضال ومنهم الحركات الشبابية والمستقلين الراغبين بالعيش في كنف نظام ديمقراطي عماده تداول السلطة في دولة مدنية تساوي بين جميع مواطنيها بغض النظر عن الجنس أو الأصل أو الدين. والجهة الوحيدة القادرة على تهدئة النفوس وطمأنة المواطنين هي الحركات الإسلامية نفسها من خلال طرح برنامج سياسي علني يلتزم بمبدأ تداول السلطة ولا يتعارض مع أسس الدولة المدنية.
    وفي المقابل، فإن المحاولات الأمريكية لفتح حوار مع الحركات الإسلامية، سواء أكانت تلك المحاولات في الخفاء أو العلن، مباشرة أو غير مباشرة، يجب أن تقابل بموقف علني وواضح وصلب من قبل الحركات الإسلامية في مقاومة إغراء السلطة ورفض أي صفقة مع أمريكا على حساب مصالح المنطقة وشعوبها. إن نجاح الأنظمة الفاسدة المستبدة في خلق فراغ سياسي مرعب في دولها المعنية قد قلّص الخيارات الأمريكية في التعامل مع قوى التغيير والتنظيمات المناضلة إلى خيار التعامل مع الحركات الإسلامية باعتبارها أكبر تلك القوى وأكثرها تنظيماً على صعيد الوطن العربي. وهذا يعني أن خيار أمريكا في الحوار مع الحركات الإسلامية، إن حصل، لن يكون مبنياً على قناعة أمريكية بالبرنامج السياسي للحركات الإسلامية بقدر ما سيكون مبنياً على مبدأ فن الممكن واقتناص تلك الحركات ضمن رؤيا تحددها المصــــالح الأمريكيـــة أولاً وأخيراً. وتاريخ الخــــيانة الأمريكية لدول المنطقة ومصالح شعوبها وللحركات الإسلامية معروف للجميع.
    إن الشعوب العربية تجابه الآن العديد من المشاكل الناجمة عن حقبة الاستبداد والفساد ولا يوجد حل واحد سحري لكافة المشاكل بل يوجد حلول مختلفة لمشاكل مختلفة. وما دام الأمر كذلك، علينا أن نقر ابتداءً بأن تعددية المشاكل يفترض ويفرض تعددية الحلول. هذا ما يمليه علينا المنطق وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمور. والأمور يجب أن تقف هنا ولا داعي لمزج الدين بالسياسة بهدف حماية السياسة بالدين. فشعار 'الإسلام هو الحل' أو الإسلام السياسي قد يؤدي إلى إلغاء معظم أشكال التعددية ضمن المجتمع لصالح شكل ما من أشكال النمطية الإسلامية. إن فرض هذا المنطق النمطي لا يعني أن ذلك سيؤدي إلى توحيد الإيمان وجعل جميع المسلمين مؤمنين بنفس الدرجة والمقدار. وما دام الأمر كذلك، فالأولى أن نعترف جميعاً بأن الدين لله والوطن للجميع. وبخلاف ذلك نفتح الباب أمام شعارات أخرى قد تكون أيضاً إقصائية وإلغائية في أصولها وقد تجعل بعض التنظيمات الإسلامية تجرع من نفس الدواء الذي تحاول إعطاءه للآخرين ولا أحد يريد ذلك.

    ' مفكر وسياسي أردني




    عبدالناصر والإخوان (1-2)
    عبد الحليم قنديل
    2011-08-07




    قصة صدام عبدالناصرمع الإخوان طويلة، ولا يتسع المجال لرواية تفاصيلها، وإنما نقف عند أبرز ملامحها ومغازيها.
    ويلزم أن نرفع عما جرى صفتين: أولهما: أن يكون صداما دينيا، ثانيهما: أن يكون صداما مدفوعا إليه أو تم لحساب جهات أجنبية، وأغلب كتابات الإخوان تدور حول التفسيرين، ووصل الحال بكاتبة إخوانية هي السيدة زينب الغزالي أن تقول في مذكراتها: 'إن المخابرات الأمريكية والمخابرات الروسية والصهيونية العالمية قدمت تقارير مشفوعة بتعليمات لعبد الناصر بالقضاء على الحركة الإسلامية'.
    وتفسير تآمري كهذا لايصمد لنقاش، بل من العبث أن يناقشه أحد، إنه يجور على بديهية إستقلالية عبد الناصر وعدائه الصارم للغرب بكافة تلاوينه وأطيافه، كذلك لايجوز التفسير الديني، لأنه ليس للإخوان، ولا لغيرهم حق إدعاء سلطة دينية ليست في الإسلام، ثم إن عبد الناصر لم يكن غريبا عن الإسلام، بل كان وارثا ومجددا لصيغة التوفيق الفعال بين الإسلام والعقل الثوري المنفتح على العصر.


    لم يبق غير التفسير الواقعي جدا، وهو أن ما جرى كان صداما بين تنظيمين وصيغتين، وأن ما حدث من تجاوزات مدان من الجميع، وأولهم الناصريون، لكنه لايصح أن يعمينا عن رؤية ماهو جوهري في القصة كلها.
    كان الإخوان يمثلون موروثا يتحدى الوافد ويصارعه، كانوا حالة دفاع عن ثقافة وحضارة مهددة، كانوا يعرفون مالا يريدون، أما ما يريدونه فلم يكن معلوما بالدقة ولا بالإجمال المفيد، بينما عبد الناصر كان يعرف طريقه، لاأعني أنه كانت لديه إيديولوجيات متكاملة منذ البداية، بل كان في الواقع دليله ووراءه ميراث التوفيق الفعال في التاريخ المصري الحديث والمعاصر بالذات. ودعونا نعيد تأمل ما جرى:
    نشأت بداية حركة الضباط الأحرار ـ كما هو معروف ـ سنة 1938، وقتها كان عبد الناصر يعمل في منقباد، ويقول لزملائه من الضباط الوطنيين: 'إن الإنجليز أصل بلائنا كله' والتاريخ له مغزاه، ففي العام نفسه تحولت حركة الإخوان إلى العمل السياسي، وأعلنت حركة مصر الفتاة عن تحولها إلى حزب، ثم كانت معاهدة 1936 تؤتي أكلها، فقد تفسخت المؤسسة السياسية القديمة بكل أحزابها، وقنع زعماؤها بدور الشريك الأصغر لقصر الملك ودور المندوب السامي، وقررت سلطات الإحتلال فتح أبواب الكلية الحربية لفئات كانت محرومة، وكان الهدف تقوية االجيش المصري لتوريطه في الصدام مع جيوش النازي الزاحفة من شمال إفريقيا، ويذكر اليوناني 'فاتيكيوتيس' في كتابه (الجيش المصري في السياسة): 'أن الأحد عشر ضابطا الذين ضمتهم الهيئة التأسيسية لجماعة الضباط الأحرار في أواخر 1949 دخل منهم الكلية الحربية سنة 1936 ثمانية والباقون دخلوا بعدها، وأن خمسة منهم ولدوا سنة 1918 واثنين 1917 والباقون أقل سنا، وكانت غالبيتهم من أصول شعبية، كما أن صلتهم بالريف لاتبعد عن جيل الآباء أو الأجداد'.



    وكانت حركة الضباط الأحرار نوعا من الاستطراد في ظروف جديدة لتقليد راسخ في حركة الوطنية المصرية، فقد نشأ الجيش الحديث مع تجربة محمد على الاستقلالية، وتحرك الجيش المصري وراء عرابي، وفي ثورة 1919 تحركت جمعيات سرية مساندة في أوساط الجيش كما يقول اللواء محمد نجيب في مذكراته، وبعد الحرب العالمية الثانية نما النشاط الوطني في صفوف الجيش المصري باطراد، فقد التفت مجموعة من الضباط الشبان (بينهم عبد اللطيف بغدادي ـ حسن إبراهيم ـ عبد المنعم عبد الرءوف) حول عزيز المصري، وكان عزيز المصري معروفا بشدة عدائه للإنجليز وتعاونه مع حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وكان جمال عبد الناصر يعتبر عزيز المصري بمثابة الأب الروحي، وإن لم ينضم لجماعته، واقترب عبد الناصر من تنظيم سري آخر في الجيش تابع لجماعة الإخوان المسلمين، ثم انشق عن التنظيم الإخواني سنة 1947، بعد مناهضة الإخوان لإنتفاضة العمال والطلبة سنة 1946، وخرج معه آخرون بينهم كمال الدين حسين وخالد محيى الدين، وإلى جوار هذين التنظيمين كان هناك تنظيم عسكري ثالث لحركة 'حدتو' الماركسية تشكل سنة 1945، ثم انشق عنه أغلب أعضائه بعد التزام حدتو (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) بموقف الاتحاد السوفيتي المؤيد لإنشاء إسرائيل وتقسيم فلسطين، وإلى جوار تلك التنظيمات الشخصية والأيديولوجية الثلاثة، كان هناك عدد هائل من الضباط وصف الضباط الوطنيين استفزهم حادث 4 شباط/فبراير 1942، وهو الحادث الذي أجبر خلاله الملك فاروق على تعيين وزارة وفدية بأمر مباشر من المندوب السامي البريطاني السير 'مايلز لامبسون' وتحت تهديد الدبابات التي تطوق القصر الملكي.



    وكان عبد الناصر يتأمل ماجرى في الجيش، ثم يتلمس مراكز التأثير خارجه، وقد احتك بالوفد حينا وانضم إلى مصر الفتاة حينا آخر، واقترب من الإخوان والماركسيين والحزب الوطني وجهازه السري بقيادة عبد العزيز علي، ثم كان اشتراكه كقائد فيلق في حرب 1948 نقطة النهاية في رسوخ اليقين لديه بضرورة التغيير وأداته الممكنة، وأدرك عبد الناصر وهو محاصر في منطقة الفالوجا الفلسطينية: 'أن المشكلة ليست في الأسلحة الفاسدة التي زود بها الجيش المصري، بل في ترك العواصم للذئاب ترعاها'، وعاد إلى القاهرة ليجمع كل معارفه من الضباط الوطنييين من كل الاتجاهات في تنظيم واحد أطلق عليه إسم 'الضباط الأحرار'، وتم اجتماعه القيادي الأول في تشرين الاول/أكتوبر 1949، وهنا تجلت موهبة عبد الناصر في التنظيم المحكم الذي تنتهى كل خيوطه إليه شخصيا، كما نجح في جعل التنظيم مرآة عاكسة لكل تيارات الأجيال الجديدة 'فقد تفرعت عن قيادة الضباط الأحرار إدارة اسمها 'إدارة الاتصال بالكتل الشعبية' إلى جوار أربع إدارات أخرى للتجنيد والتمويل والإرهاب والأمن ' وفي سنة 1950 وضع عبد الناصر للتنظيم الجبهوي برنامجا من ست نقاط: القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة المصريين، والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، إقامة عدالة إجتماعية، إقامة جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.


    وقد يسأل سائل: وأين الإسلام ؟ سؤال طرحه حسن الهضيبي مرشد الإخوان على عبد الناصر في أيام الثورة الأولى، ورد عليه عبد الناصر: 'إن التحرر من الإستعمار والاستغلال بداية العمل للإسلام' ويقول د. حسن حنفي ـ وكان وقتها عضوا بحركة الإخوان ـ: 'إذا كان القرآن هو الدستور، فإن ذلك يعني خلع الملك والقضاء على الفساد والظلم الاجتماعي وتحقيق الجلاء، وهو ما حققته الثورة' ويضيف د. حنفي: 'لم يتجاوز الإخوان حدود الشعارات الدينية ولم يملأوها بمضمون سياسي، في حين حققت الثورة المضمون دون الشعار'.


    كانت تلك صيغة البداية، وفيها يتضح تأثر عبد الناصر بحاجات الواقع وبصيغة 'التوفيق الفعال'، وقد يصح هنا أن نضيف لمحة عن خريطة القراءات التي أسهمت في تشكيل وعي عبد الناصر قبل الثورة، وقد نشر السويسري 'جورج فوشيه' قائمة إصدارات بالعربية والإنجليزية استعارها عبد الناصر من مكتبة مدرسته الثانوية ثم من مكتبة الكلية الحربية التي تعلم بها وعمل بها بعد تخرجه، وتبرز في قائمة فوشيه مؤلفات رموز 'التوفيق الفعال' الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان وسيرة مصطفى كامل ومؤلفات عبد الرحمن الرافعي عن تاريخ الثورة المصرية وديوان على الغاياتي 'وطنيتي'، وتبرز أيضا قراءاته في التاريخ والاقتصاد السياسي والاستراتيجية العسكرية بعدها تجئ قراءاته في سيرة بسمارك والثورة الفرنسية، ومجلد ضخم إسمه 'معجزة اليابان' كتجربة بلد حقق تنمية هائلة بعيدا عن سيطرة الغرب.

    ' كاتب مصري

                  

العنوان الكاتب Date
مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-04-11, 10:43 AM
  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-06-11, 06:35 AM
    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-13-11, 04:42 AM
      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-18-11, 05:53 AM
        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. jini07-18-11, 07:01 AM
          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-19-11, 04:28 AM
            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 04:59 AM
              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-20-11, 05:29 AM
                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-21-11, 04:51 AM
                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-24-11, 04:45 AM
                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-25-11, 09:05 AM
                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-26-11, 04:26 AM
                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-27-11, 04:28 AM
                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. عامر باضاوي07-29-11, 08:54 PM
                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك07-31-11, 04:17 AM
                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-01-11, 06:32 AM
                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-02-11, 05:49 AM
                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-03-11, 05:26 AM
                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 05:35 AM
                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 06:06 AM
                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-04-11, 07:00 AM
                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-07-11, 06:55 AM
                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-08-11, 09:30 AM
                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-09-11, 07:14 AM
                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-10-11, 05:43 AM
                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-11-11, 06:11 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:06 AM
                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-14-11, 06:15 AM
                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-15-11, 06:11 AM
                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-16-11, 05:42 AM
                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-17-11, 05:59 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-18-11, 06:35 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-21-11, 06:07 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-22-11, 06:09 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-23-11, 07:06 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك08-24-11, 06:23 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-04-11, 04:09 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-08-11, 04:29 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-11-11, 04:28 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-12-11, 05:03 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-13-11, 06:31 AM
                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 04:20 AM
                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-15-11, 06:45 AM
                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-18-11, 08:13 AM
                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-19-11, 04:47 AM
                                                                    Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-20-11, 04:29 AM
                                                                      Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-21-11, 05:25 AM
                                                                        Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-22-11, 05:39 AM
                                                                          Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-25-11, 08:24 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:01 AM
                                                                            Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-26-11, 05:17 AM
                                                                              Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-27-11, 05:24 AM
                                                                                Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-28-11, 08:28 AM
                                                                                  Re: مصر الى اين ..؟الدين تسليم بالايمان ..والراى تسليم بالخصومة .. الكيك09-29-11, 04:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de