فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2011, 10:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012

    ترجمة النص الكامل لشهادة الدكتور حسن عبد الله الترابي أمام الكونجرس الأمريكي بتاريخ 5 ـ مايو ـ 1992

    د. الترابي:

    السيد: الرئيس السادة: أعضاء الكونغرس المحترمين

    بدأت العمل الإسلامي منذ الحياة الطلابية وانتقلت لبريطانيا ثم فرنسا. وقد ساعدتني الدراسة في أوربا في فهم وإدراك الهوية الإسلامية بصورة واسعة. وعندما التزمت بالعمل الإسلامي شاركت مع إخوتي وعدد من الأحزاب السياسية والهيئات بالدعوة لتطبيق الشريعة والدستور الإسلامي. ومن أجل هذا اعتقلت لمدة سبع سنوات في عهد النميري. وعندما ظهرت حركة المد الشعبي الإسلامي حاول النميري مسايرة الصحوة الإسلامية وتبنيها سياسياً وبذا أصبحت وزيراً للعدل.


    لم يسمح النميري لي بتطبيق البرنامج الإسلامي التدريجي وأسلمة القوانين والمؤسسات العامة، ثم اختلفنا وغدر النميري بنا وتم اعتقالي مرة أخرى .وعدت مرة أخرى وأصبحت أكثر نشاطاً في الحياة العامة وخلال العهد الحزبي وعند الحكومة الإئتلافية أعددنا القانون الجنائي الإسلامي. وعندما فشلت الديمقراطية في استقرار الحياة قام الجيش باستلام السلطة ووضعت تحت الاعتقال التحفظي لفترة قصيرة .لم آت لأمريكا بصفة رسمية ولكن حضرت للإدلاء بشهادة والحديث عن الأصولية الإسلامية التي أصبحت ظاهرة عامة. كما حضرت بهدف شرح ظاهرة الصحوة الإسلامية التي عمت أفريقيا والعالم الإسلامي. تقوم الصحوة الإسلامية على نقيض المجتمع الإسلامي التقليدي الهاجع الذي يحصر الدين في العبادة الشخصية.



    تتمثل الصحوة الإسلامية، والبعث الإيماني وإعادة صياغة السلوك الجماعي والفردي والتحرر الفكري وتكثيف النشاط الإجتماعي والسياسي لسد الفجوة الماثلة الآن بين المجتمع الإسلامي التقليدي والقيم الإسلامية العليا. بالرغم من ظهور الحركة الإسلامية في أفريقيا لكن من الأفضل فهم وإدراك الحركة الإسلامية بصورة شاملة خاصة بأبعادها العالمية، كما يجب النظر إليها كحركة متكاملة لتغيير كل المجتمع وليس مجرد حركة فردية أو حركة تغيير سياسي. ومن الأحسن الحكم عليها في إطار الصحوة الإسلامية التي نشأت منذ 40 عاماً ولكن العالم نظر إليها أخيراً .لقد شهدت معظم الدول الأفريقية وكل العالم الإسلامي حركات وطنية قادت الشعوب لنيل الاستقلال الوطني ولكنها اتجهت وجهة اشتراكية وعندما سقطت الشيوعية وفشلت في الوفاء بشعاراتها حدث اتجاه عام من المثقفين وعامة الشعب نحو الإسلام كمنهج حياة وطريق وحيد للتقدم والرخاء. ولعل الكثير من القطاعات السياسية والمدنية والعسكرية قد شملتها الصحوة الإسلامية الحديثة خاصة أن هذه الصحوة بدأت في وادي النيل مبكراً وبذا بدأ الإسلام في الظهور مرة أخرى .وحدث اتجاه في الحياة العامة لإحداث التأثير على الحياة السياسية وقد قوبل هذا الإتجاه برد فعل مضاد ولذلك اتجهت الحركة الاسلامية للقطاع الحديث المثقف الذي يعتبر أكثر إستجابة لروح التجديد وأكثر مناعة من وسائل الضغط .لقد بدأ التطور الطبيعي للصحوة الاسلامية فكرياً ونظرياً وفي نفس الوقت حدث تجديد للفقه التقليدي وظهر في هذا الجو فقه مثمر وكتاب وظهرت مجموعة صغيرة منظمة تعمل للإسلام . وعندما نضجت الحركة الاسلامية اتسعت شعبيتها وخلال فترة السبعينات أصبحت ظاهرة شعبية عمت كل أفريقيا ومن ثم امتدت للعالم الإسلامي .كما ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في قوتها ولكن أضحت أكثر وضوحاً في الانتخابات الحرة .



    وخلال الفترة الأخيرة أدى اهتمام وسائل الاعلام العالمية بالاسلام لتطور حركة البعث الاسلامي .الآن مازالت الحركة الاسلامية في غرب أفريقيا في مرحلتها الأولى. وتطورت في وادي النيل ونضجت لأنها نشأت منذ وقت طويل. في المغرب العربي والجزائر خاصة ظهرت الحركة الاسلامية كحركة شعبية والآن تمر بنفس التطور والنمو الذي ذكرته من قبل .بالرغم من أن الحركة الاسلامية معروفة ومنتشرة وذات ملامح عامة ومعروفة للعالم لكن هنالك ملامح ومميزات خاصة بكل حركة إسلامية على حدة ويعتمد ذلك على وضعها الخاص، وكلما كانت الحركة الاسلامية منظمة تظهر عليها الحداثة والعصرية والتطور التدريجي البطيء. الحركة الاسلامية مرفوضة دائماً من العلمانية التي تنادي برفض الوجود الاسلامي وقد أدى هذا لتماسك الحركة الاسلامية وتقويتها. ويمكن أن نقارن بين حالة المغرب العربي عندما أتاح فرصة للاسلام للتعبير عن نفسه أصبح الدين الرسمي في سياسة الدولة.



    وعندما حاولت الحركة الاشتراكية القومية جعل تونس بلداً علمانياً زاد ذلك من نشاط الحركة الاسلامية التونسية وعندما تقوى التقليدية فهي بصورة أو أخرى تعوق تقدم وتطور الحركة التجديدية ولكن الشيوعية والاشتراكية فرضت نفسها بالقوة وقد مهدت التقليدية الطريق لتطور الحركة الاسلامية. ونجد الآن الاسلام في عيون الجماهير وبدون منافس وعندما أعطيت الحركة الاسلامية الحرية تقدمت بطرح متقدم ومتفاعل مع الرأي العام ووجدت استجابة كبيرة للطرح الاسلامي وتبنت تطبيق الشريعة الاسلامية بصورة تدريجية حتى لا يحدث عدم استقرار في المجتمع ونستطيع بذلك تقديم نموذج مثالي للإسلام .


    وقد التزمنا التقيد الشديد باللعبة الديمقراطية. ولكن عندما كبتت وكبحت الحركة الإسلامية ولم تعط الزمن الكافي للتفاعل مع الرأي العام أدى هذا لظهور الفكر التجديدي ولأن تصبح حركة عاطفية تدافع عن قواعد الدين بدون برامج أو خطط. وعند الكبت والإضطهاد تنقسم الحركة الاسلامية لمجموعات صغيرة تسيطر عليها الروح الثورية توجد ملامح مشتركة بكل الحركات الاسلامية فهي في مجموعها حركات حديثة لأن قيادتها من الصفوة المثقفة المتعلمة ذات التفكير المتحرر وفي بعض المناطق نجد عامل التفكير التقليدي للاسلام وهذا في المجتمعات الملكية بينما نجد الحركات الاسلامية ذات تنظيم ديمقراطي ولاتتبع لقيادة روحية أو عدد من الاتباع بل ذات حرية ديمقراطية في تنظيمها الداخلي الذي يحاط بدرجة عالية من السرية حتى تحمي نفسها ضد القمع والاضطهاد .والحركات الاسلامية ذات تفكير عالمي في روحها وهذا بوعي قيادتها ونظرتها الشاملة للحياة .نجد في غرب أفريقية الحركة الاسلامية أكثر عالمية ونجدها أكثر وطنية ومنغلقة على نفسها في الجزء الغربي من شمال أفريقيا . لايوجد مركزية أو تنظيم عام مشترك لإدارة الحركات الاسلامية ولكنها تتصل مع بعضها عبر المؤتمرات وتبادل الفقه .

    وتعتبر الحركات الاسلامية التي سمح لها بتطبيق برامجها أكثر تطور وقد أدى هذا لتطور الطرح الإقتصادي الذي يستند على العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية العامة. ولانجد اتجاه نحو الاشتراكية والتأميم والسيطرة على الأسعار والطرح الاشتراكي على العموم. وفي الحقيقة النشاط الفكري قام كرد فعل ضد الشيوعية وأدى لتطوير النشاط السياسي وفرصة للتعبير عن رأي الحركة الاسلامية ويوجد اعتقاد راسخ في القانون الالهي والقانون الاسلامي والشريعة الاسلامية وليس هذا لاختبار قوة وهيبة الدولة إنما بمثابة الحد الأدنى الذي يجب التقيد به من جانب الدولة والحرية الفردية ليست رخصة بل هي التزام لكل الأفراد من عند اللل للتعبير عن استقلالية الفرد والمشاركة الفعالة بالرأي وعلى الدولة إعطاؤهم مزيد من الحرية والاستقلالية وللمجتمع في القيم الاسلامية ـ منفصلا ومستقلا عن الدولة ـ القيام بمهام عامة متعددة ماعدا التي تتمتع بها الدولة .


    وقد أكدت الممارسة السياسية بشدة على الالتزام الاخلاقي لمنع الفساد في إدارة الدولة خاصة في الانتخابات، والإسلام يقبل رأي الاغلبية في اتخاذ القرار عبر الإقتراع والمنافسة ولكن بفضل روح الإجماع ولو اختلف واحد فقط على الجماعة فهو يؤثر في الإستقرار السياسي للدولة بعيد عن الخلاف لأنه يمثل نظام جديد للتغيير الإجتماعي وفي أغلب الأحيان يخلق هذا مجتمع متسامح يرعى مصالح الاسلام ولايهدد استقرار الإفراد واحتمال النشأة الروحية للحركات الاسلامية ساعدت كثير في دورها المقدر في الحياة العامة وقد يأتي الوقت المناسب لكثير من الحركات الاسلامية في غرب أفريقيا للتأثير على الحياة العامة أو الحياة السياسية التي تحدثت عنها . أما بخصوص احترام الأقليات الأخرى التي لا تدين بالإسلام فلا توجد مشكلة إطلاق بين الحركات الإسلامية وبين الأقليات الأخرى. في الحقيقة عدم تطبيق الإسلام وغياب المجتمعات المسلمة خلق بعض المشاكل أو المخاوف لأن الإسلام أصبح طرح نظري بل ويقارن مع الديانات الأخرى بعيد عن التعاليم والقيم الاسلامية وهذا هو الذي يفرق بين المسلمين وغير المسلمين خاصة المسيحية والحركات الاسلامية، قامت بإعطاء مزيد من الحرية للأقليات وإذا رجعنا لسيرة وتأريخ الاسلام نجد أن هنالك حرية العبادة وممارسة الشعائر التعبدية كانت مكفولة بل أيض الحرية الثقافية وبصورة مقننة وشرعية. وفي هذا السياق وبلا مركزية قوانين الشريعة الاسلامية توجد استجابة لاختلاف الاقليات في مناطق مختلفة داخل القطر الواحد .

    الاسلام علمنا ليس تسامح الاقليات فحسب بل هنالك علاقة إيجابية ترتكز على العدالة والنزعة نحو الخير. تؤيد الحركات الاسلامية الانفتاح نحو العالم والاسلام دائم منفتح وقد تفاعل مع الثقافة الاغريقية والتقاليد الرومانية، والمسلمين المعاصرين تعلموا في الغرب وعلى إستعداد للتعامل والتعايش مع كل الثقافات العالمية وتوحيد كل الحضارات المختلفة والمنفذ أن المسلمين هم الوحيدون الذين يملكون هذه الروح الوسطية والحركات الاسلامية منفتحة سياسي نحو العالم وهي ليست قومية ضارة أو متعصبة لوطنها وربما يكون مرد ذلك لأن الاسلام لم يؤكد على الحدود الوطنية المغلقة بين الدول بل اعتبر كل المناطق التي يعيش فيها المسلمون هي عبارة عن رقعة واحدة مفتوحة للجميع ولهم حرية التنقل والحركة وتبادل المعلومات والتجارة .


    والاسلام لا يؤمن بهذه الحدود التي لم يرسمها المسلمون في يوم من الايام حتى تكون هنالك علاقات حميدة بين الأديان الأخرى ولا يكون هنالك تفريق بين المجتمعات بسبب الدين . الاسلاميون ينظرون للغرب كقوة مهددة لهم ونموذج منافس لهم ولكن هنالك قيم إيجابية عديدة في الاسلام وقد تطورت هذه القيم في الغرب كالحرية والمشاركة والحكومة الاستشارية وحقوق الانسان وحرية الملكية وعلى هذا السياق توجد أشياء مشتركة .حقاً كان في البداية النظر للغرب على اعتبار أنه قوة امبريالية تعمل على تطبيع الشريعة الاسلامية وأصبح هذا جوهر البعث والصحوة الاسلامية وبقدومها تطور الفكر والصحوة الاسلامية والقيم العليا الآن تعكف للنظر في إيجاد وتوجيه المجتمعات نحو المثل الاسلامية العليا وفي هذا الجانب السياسة الغربية مماثلة وتؤيد الأنظمة التي تكبت وتضطهد المسلمين وكما ينظر الغرب للديمقراطية بمكيالين خاصة عند تقدم الإسلام للأمام داخل الدول الاسلامية وينقلب الموقف من الحرية للكبت ولايسمح للحركات الاسلامية بحرية العمل في العملية الديمقراطية. الحركات الاسلامية تناصر كل الأصوات الاسلامية بالعالم وهي تأثرت نوعاً بالثورة الاسلامية الايرانية النموذج والثورة الشعبية السلمية بايران ولكن لم تتأثر بالنتائج الايجابية التي حققتها إيران وقد يصعب على إيران نقل نموذجها للدول الأخرى. علاوة على ذلك ايران لا تتمتع بنفوذ في أفريقيا مثل العرب ولكن مازالوا حاصرين أنفسهم في المؤسسات التقليدية كالمساجد والمدارس ولكنهم يقومون بتمويل الحركات الاسلامية بصورة أو أخرى، الحركات الاسلامية اهتمت بالقضية الأفغانية والتطور الذي حدث في دول آسيا الوسطى واعتبروا الاتحاد السوفيتي دولة امبريالية واهتموا كثير بانبعاث دول آسيا الوسطى من جديد .

    تهتم الحركات الاسلامية بقضية فلسطين وتعتبر بيت المقدس مركزاً من مراكز العبادة وهو بهذا يشكل هماً من هموم الاسلام. الآن يشهد المجتمع الفلسطيني صحوة إسلامية كبيرة وذلك نتيجة لفشل الحركة القومية الفلسطينية والعالم العربي في ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية .

    الاسلاميون أكثر ادراكاً ووعياً بالشئون الدولية والحياة العامة. وإذا نظرنا في العصر الحالي نجد القليل من الصحوة الاسلامية قد أخذت شكل الدولة الاسلامية مثلا ايران لم تكتمل التجربة بعد والسودان مثال آخر في افريقيا والسودان يحاول الآن تطبيق الشريعة الاسلامية على كل أوجه الحياة المؤسسات الديمقراطية ولكن ليس بنقل النموذج الغربي الذي انهار أكثر من مرة اثر فشله في تمثيل مصالح الشعب وتحقيق قيم المجتمع الاقتصادية . والدين هو مبعث رخاء وتقدم بالدولة لتكون أكثر مقدرة لتحقيق القيم الاجتماعية لتكون أقرب للقيم الدينية والسودان الآن يحاول أن يقدم نموذج للتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين . مشكلة الجنوب تشكل هاجساً مزعجاً للسودان وهي غير مرتبطة بالاسلام وقد تفجرت منذ عهد طويل نتيجة للتنمية غير المتوازنة بين الشمال والجنوب ونتيجة لأغلاق الجنوب لفترة طويلة جداً والآن عملية السلام مستمرة والأجندة المطروحة هي الفيدرالية واللامركزية السياسية والثقافية والقانونية والسودان عندما يستقر سوف يفجر طاقاته الضخمة .السودان بحكم الصحوة الاسلامية فهو مرتبط كثيراً بدول الجوار سواء في القرن الافريقي أو غرب أفريقيا أو وسط أفريقيا وقد قدم نموذجاً متطوراً للإسلام. وجذب انتباه كل العالم الاسلامي والمسلمين
    سيدي الرئيس :


    هذا هو الاطار العام للصحوة الاسلامية المعاصرة أو الأصولية الاسلامية لمن يريد أن يسميها ذلك .

    ديمالي: أشكرك د. الترابي ماهي الأصولية الاسلامية؟


    د. الترابي: في الحقيقة أن هذه الكلمة ليس لها مرادف في اللغة العربية والاسلامية، بل استخدمت لوصف ظاهرة المسيحية هنا بعد الحرب والرغبة في الالتحاق بالمقدسات أما هذه الحركة فيمكن مقابلتها بالنهضة الأوربية إذ أنه يجب ترجمة التجديد الفكري في صياغة المجتمع بصورته النشطة مما كان فيه من ركون واسترجاع معتقدات المجتمع المندثرة. لذلك لم تأخذ الكلمة مفهومها الصحيح الشاخص إلى الامام ولاهي متزمتة ولا رجعية .

    ديمالي: هل للحركة الاسلامية مبدأ سياسي للاستيلاء على الحكومات أو المشاركة في كل الحركات الديمقراطية في أفريقيا أو في أي مكان آخر في العالم؟

    د. الترابي: نعم طالما يتيح النظام قدرا من الحريات للتعبير والتنظيم فالاسلام يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاسلام، ولما كان المبدأ دينيا فهو لابد أن يأتي عن طريق الاستمالة والاقتناع ولما كان نموذج النظام الاسلامي لم يكن له سابق فاحتاج لبعض الوقت ليتطور النظام لذلك ترغب الحركات في العمل في جو سالم وديمقراطي للاسلام وتطبيق متدرج يقيم الاسلام .

    وعندما يكون الأمر غير ذلك تأتي المشاركة الفكرية الاسلامية غير ايجابية وذلك يؤدي لصور من الثورات. وفي كثير من الأحيان فضلت الحركات الاسلامية الصبر على المكاره ولم تجنح لإرهاب .

    ديمالي: هناك العديد من الادعاءات من دول شمال وغرب إفريقيا المجاورة لكم تشير لتعاون ايران معكم في مجالات التدريب العسكري والتمويل هل هذه التقارير صحيحة؟ وإذا كانت كذلك فما هى علاقة شمال افريقيا مع الحركة في ايران؟

    د. الترابي: جميل، لم تكن ايران في تاريخها قريبة من دول شمال افريقيا بصورة عامة ولما انفتحت ايران في علاقاتها الخارجية تعثرت علاقتها مع المملكة العربية السعودية، كما أنها انحازت للمغرب في قضية (البوليساريو) وفي هذا الاطار تقاربت ايران والسودان ـ ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس الايراني أعطت العلاقة بعدا أكبر . وبعض الدول التي تغير وتنافس ايران على أمن الخليج شعرت بأن هذه العلاقة تهدد وجودها لذلك هي تشيع هذه الإفتراءات. وفي الحقيقة لم تبد البروتوكول السوداني الايراني في التعامل التجاري والصناعي والبترول واستيراد المواد الغذائية .وليس هناك وجود لأي اتفاق عسكري لافي شكل خبراء ولاعناصر أدنى ولا دعم مادي للسودان كما يدعون. ولادعم للبنك المركزي ـ لكن يمكن أن يكون هناك اعتمادات في مجال التعاون السابق الذكر . وحتى في المجالات الثقافية فهى ضعيفة إذ أنه يوجد طلاب سودانيون بالباكستان والهند بأعداد تفوق أعداد الطلبة السودانيين بايران. لذلك العلاقات بين السودان وايران تجارية محضة .

    رونالد باين: السيد في نفس المحور هناك ادعاء بأن ايران تدرب عسكريين سودانيين، وأنا أعلم أنك لا تمثل الحكومة إلا أن الأدعاء يقول كذلك فكيف بدأت هذه الاشاعة ولاسيما أنك تنفي ذلك؟

    د. الترابي: لعل هذه الادعاءات جاءت من شمال السودان ذلك أن ايران تدرب قوات الدفاع الشعبي. وهذا الدفاع الشعبي ماهو إلا كالحرس الوطني عندكم هاهنا وبرنامج الدفاع الشعبي لإعادة صياغة الخدمة المدنية من الانضباط ولتطوير وترقية الاداء. وهي مسألة بدائية وأولية لا أكثر ولا أقل وأنا على ثقة أن السودان لايسعى وراء هذه الخبرة ولا ايران تمد السودان بسلاح وحقيقة أن السودان ليس في حاجة للتدريب على كيفية استخدام هذا السلاح .

    وأعتقد أن هذه الادعاءات هي جزء من الخلاف بين دول الخليج مع ايران فيما يختص بالأمن في الخليج ، إذ أن دول الخليج ترهب أن تقوم ايران بتنظيم أمن المنطقة مع جيرانها من الدول الأخرى. وطبع هناك من الدول العريقة التي نحن نرى أنها الآمن والأقدر على حماية الخليج ودويلاتها. وعلى هذه الشاكلة اتسعت دائرة تلك الاشاعات .

    رونالد باين: أشكرك. كذلك أفهم أن هنالك توتر في الخرطوم شمال وسط المسيحين الاقباط والكاثوليك ومجموعات أخرى على ماأفهم أنهم يقعون تحت طائلة التشريعات الاسلامية في المسائل الجنائية .

    د. الترابي: جميل، فيما يختص بالقوانين لم يتخذ القانون العام الدين كعامل تفرقة وطبع هناك مسيحيون بالعاصمة وفي المجلس الأعلى ومجلس الوزراء ودواوين الخدمة العامة والسلك الدبلوماسي، أما القانون الخاص هو الذي يؤسس على الدين ولكل مجتمع معتقداته وأعرافه التي يحكم بها . والقانون الجنائي اقليمي بمعنى أينما وجدت أكثرية مسلمة فالقانون اسلامي. وغير ذلك للمناطق التي فيها غير المسلمين أغلبية وإن كان بينهم مسلمون ولم يعرف السودان توتر بين الأديان قط بالرغم من أن المسيحين يأتون للشمال هرب من الحرب بالملايين وليس في اتجاه الخرطوم فقط بل إلى كافة أنحاء السودان. وكذلك هناك من يذهب إلى المناطق الأخرى هرب من الجفاف، وكل مايمكن أن ينشأ من توتر فهو في الغالب بسبب التداخل في المراعي بين القبائل الرعوية عدا ذلك فلايوجد أي توتر في المدن .

    رونالد باين: أخير ، هنالك عدد من المسيحين الذين يرغبون ويهاجرون لاستراليا وانجلترا ولاماكن أخرى ـ وكذلك أسأل عن السمعة السئية لسجون السودان، وأن هناك مسجونين بغير محاكمة وهناك مايسمى بسجون الأشباح التي تعتبر غير رسمية؟

    د. الترابي: نعم هناك عديد من السودانين يتركون مناطقهم نسبة للحروب ويلجأون لدول الجوار وغيرها وبعضهم إلى داخل السودان ولايجدون عداوة في ذلك اطلاقا . وأن السجن التحفظي في السودان نسبة للحفاظ على الأمن ومجابهة المشاكل الاقتصادية، وهو مسلك تسلكه كل الدول الأوربية آسيوية وأفريقية، وقد كان هذا النظام معمولا به على مر مختلف أنواع الحكم في السودان العسكري وحتى الديمقراطي. وذلك لمجابهة الأوضاع الطارئة، وبالمقارنة مع دول الجوار فوضع السودان أخف وطأة منها في هذا الشأن ولعل تلك الدول تتفوق على السودان بصغر حجمها وتناغمها القبلي أغلب على السودان كذلك . كماأنها لم تترك سدى بل تحملها التنظيم القانوني أذ أنه في قانون السودان لايجوز الحجز التحفظي فوق ثلاث شهور بعدها يؤخذ المتهم للمحاكمة كحد أقصى. وإذا حكم عليه تحسب له الفترة التي قضاها من قبل ثم يقتاد لسجن كوبر، ولايوجد الآن سوى عدد زهيد وقد سجنت أنا نفسي في هذا السجن عدة مرات والمعاملة فيه إنسانية للغاية .والبعثات الدبلوماسية متاح لها تفقد المحتجزين، ولما مر السودان بالتواترات السياسية وأدخل عدد منهم السجن المركزي بكوبر أشيع عن سوء معاملتهم .وكما ذكرت الآن من حق أي مسجون أن يسأل عن سبب احتجازه أمام القضاء وهم كفيلون بانصافه، ومن حقه الإستئناف أمام القضاء أيض ويمكن أن يفعل ذلك خلال الثلاث شهور .

    مستر هاوارد ولبي: السيد ... أشرت لمسألة الحجز التحفظي وقلت أنها نتيجة وليست سبب المشاكل التي حدثت في السودان . د. الترابي من المعروف أنك القوة المحركة من خلف البشير في السودان، وملف السودان من أسوأ ملفات حقوق الانسان في أفريقيا وبالتالي العالم وحسب علمي أنك اعتمدت في مصادرك على عمل قمت به أنت، لذلك أود أن أسمع منك استيضاحاً لماذا منظمات حقوق الانسان ( ) مازالت تقاريرها تشير لوجود سجون سرية والتي أشار إليها البعض الآن بانها (سجون الاشباح) وأن كثير من مرتادي هذه السجون قد ماتوا. إذن كيف يتسنى لك الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في ظل حكومتك الحالية.؟

    د. الترابي: مع احترامي فيما يتعلق بموقعي الشخصيي عضو الكونجرس المحترم أولا لا أصف نفسي كقوة محركة من خلف عمر البشير إلا أنني شخصية إسلامية وهناك حكومة قائمة ..

    ولبي: (مقاطعاً) أسمح لي لا أريد المقاطعة بل أريدك أن تعلق على الموضوع وشخصيتك ليست الموضوع إنما الموضوع هو سجل حقوق الإنسان .

    د. الترابي: نعم هذا صحيح سأعود لصلب الموضوع فمهما يكن من أمر فسجل حقوق الإنسان في السودان لايمكن مقارنته 20 ـ 30 سجين سياسي في السودان مع 000 . 50 وأكثر في أي دولة من دول شمال أفريقيا من ذلك أقصد أنه لا يمكن أن يكون أسوأ سجل في حقوق الإنسان إطلاقاً هذه واحدة .

    ولبي: (مقاطعاً) هذا يعني أنكم تخرقون حقوق الإنسان لأن غيركم يفعل ذلك؟ هل هذا ماتقصده؟

    د. الترابي: السيد العضو المحترم أنت تقول عندنا أسوأ سجل لحقوق الإنسان وأنا أعقد لكم مقارنة .

    ولبي: إنني كثير الرغبة لتفسيرك حول التعذيب والقتل والفصل من الخدمة المدنية والعسكرية بالآلاف وذنبهم أنهم لا ينتمون لكم (الجبهة القومية الاسلامية) وفي تصوري أن هذه التصرفات في حقوق الانسان والديمقراطية لا تغتفر للسودان كيف تفسر ذلك؟

    د. الترابي: فلننتقل لنقطة أخرى طالما اقتنعتم أن سجلنا في حقوق الانسان ليس هو الأسوأ .

    ولبي: إنني لم أقتنع بذلك .

    د. الترابي: آسف لأنك أشرت الى أنه الأسوأ وكنت أنا أحاول عقد مقارنة لكن لابأس دعني أسلط الضوء دون مقارنة .

    الآن السودان يستضيف حوالى مليون لاجيء وأكثرهم غير مسلمين ولو كان هناك أي عداء ديني لظهر ذلك جلياً ومن النادر أن تجد بين الدول اليوم من يستضيف مثل هذه الاعداد من اللاجئين، وهذه كلها يجب أن تحفظ في سجلنا لحقوق الإنسان .

    حقيقة يوجد هناك تطهير من الخدمة المدنية الذين يربو عددهم على الخمسمائة الى سبعمائة وخمسين ألف شخص، ثم تطهير حوالي ألف من كل هذه الأعداد، ولعلها ظاهرة مألوفة بمجيء أي نظام جديد لوضع رجالاته في الوظائف الحساسة ومع ذلك هذا البرنامج التطهيري، والجميع الآن يتمتع بحق التوظيف في القضاء والخدمة المدنية..الخ .

    ولبي: هل تحاول أن تفهمنا الآن وبصدق أنكم لا تبذلون جهدا لفرض توجه اسلامي على السودانيين عامة وهل هذا ماتريد أن تقوله لهذه اللجنة؟

    د. الترابي إذا كنت تقصد الاسلام كقيمة دينية فإن الإسلام لايعترف ولايولد العنف والإرهاب، لذلك الإسلام لايقبل أن يفرض على الناس بالقوة .

    ولبي: ألم يكن هناك جهد لتأهيل المجتمع السوداني لتطبيق القوانين الاسلامية في السودان ؟

    د. الترابي: بل كان بالطبع.. وهناك منظمتان خاصتان تعملان في السودان بين 15 ـ 20 كنيسة في السودان هذا يعني أن السودان قطر مفتوح لكل الديانات بما في ذلك الكنائس التابعة لأمريكا .

    ولبي: لذلك كل هذه المنظمات وحكومتنا الأمريكية لم تصب الحقيقة فيما يخص حقوق الإنسان في السودان ولم يتم تعذيب الناس، ولم تقس حكومتهم عليهم لسبب ديني أو سياسي، والمواطنون في السودان أحرار في حركتهم دون وجل من أفراد حزبك السياسي؟ هل هذا ماتحاول أن تخبرنا به؟ وكل هذه التقارير من فراغ؟

    د. الترابي: كل الدول التي اختارت أن ترسل مبعوثيها من أفراد البرلمان البريطاني والأوربي وأتوا بأنفسهم ليروا ويتحققوا من هذه الاشاعات وهى أصلا للتحفيز السياسي قد خرجوا من السودان بفكرة مختلفة تماماً عن ما أشيع وانطباعاتهم المسجلة تشير لذلك .

    كما أتيحت فرصة لأفراد من البرلمان الأوربي لمقابلة السياسيين المعارضين الذين هم أحرار في السودان يقابلون الصحفيين والاذاعات العالمية ـ وكذلك بعثة البرلمان البريطاني التي زارت السودان خرجت بفكرة مغايرة لكل الاشاعات التي تطلق وهذا ماأخبروني به بأنفسهم

    ولبي: قلت في مركز الدراسات العالمية الاستراتيجي بواشنطن أنه لم تقم أي مظاهرة شعبية منذ تولي البشير السلطة الاسلامية في السودان .

    فهل يمكن توضح لنا ظاهرة حظر التجول ـ إغلاق الجامعات عدة مرات والمحاولات الانقلابية لأكثر من مرتين منذ تولي البشير الحكم، والتقارير السيئة لحقوق الانسان المستمر في السودان؟

    د. الترابي: حسناً هناك سياسات اقتصادية جديدة فرضت لذلك كان لزاماً على الحكومة تنفيذ هذه الاصلاحات بالقانون، ولم يكن هناك سوى التشريعات لتغيير القطاع العام للخاص. وكان أيضاً لابد من السيطرة على الأسعار وهذا يحتاج لبعض القوانين وتحرير الاقتصاد، وأشرت إلى أنه لم تكن هناك أي حركة شعبية نسبة لتقبل الناس لهذه الإجراءات .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعات عدة مرات ولماذا حظر التجول؟

    د. الترابي: حسناً الجامعات في العالم الثالث .

    ولبي: (مقاطعاً) أنا لا أتحدث عن جامعات العالم الثالث بل عن السودان؟

    د. الترابي: أنا كنت طالباً بفرنسا والطلبة هناك كانوا يقودون أعمالاً مماثلة وتغلق الجامعة لمثل هذه المظاهرات وصدام مع البوليس عدة مرات .

    ولبي: إذا كل شيء يدعم نظامك إذن كان الطلبة يتظاهرون تأييداً لسياساتك؟ هل هذا ما تريد أن تخبرنا به؟

    د. الترابي: أنت محق في ذلك ظل طلاب الجامعات إسلاميين منذ بداية السبعينات، وكل الاتحادات كانت إسلامية والتصويت في صالح الإسلاميين دوماً .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعة إن هي كذلك؟
    د. الترابي: سأجيب إذا سمح لي عضو الكونغرس المحترم بدقيقة. رأت الحكومة أن نظام الجامعات في السودان محدود إذ أنه لا يمكن أن تبعث الحكومة بالطلبة إلى الخارج وهى قد أنشأت العديد من الجامعات، وكذلك كانت جامعة الخرطوم بالذات تأوي كل الطلبة حتى الذين يسكنون الخرطوم. لذلك غيرت الحكومة هذه السياسة والآن تمنح الطلبة المحتاجين لذلك فقط دون سائر الطلبة، ولم يرض بعض الطلبة أن يحرموا من تلك الإمتيازات التي اعتادوا عليها طيلة هذه السنين، وكان من الأجدى إنشاء جامعات أخرى لعدد آخر من الطلبة عوضاً عن الصرف على جامعة واحدة، تلك هي أسباب إغلاق الجامعة .

    فيما يختص باللاجئين السياسيين، فهذه ظاهرة لازمت حتى الفترة الديمقراطية والعديد من الجنوبيين رفضوا المشاركة في الحكم الديمقراطي وظلوا خارج السودان، ويعلنون عن اتجاهات مختلفة لحل مشاكل السودان، وهذه ظاهرة عند كل دول العالم .

    واليوم في السودان رئيس الوزراء السابق وزعيم الأغلبية في البرلمان السابق يتمتعون بكامل حريتهم في السودان ويقابلون الصحفيين والإذاعيين العالميين وتذاع مقابلاتهم وتنشر مقالاتهم. وكذلك رئيس الحزب الشيوعي .

    ولبي: بالرغم من أنني استنفدت وقتي إلا أنني أود أن أشكر السيد المدير وأن يسمح لي بثلاث أسئلة مباشرة .

    منذ يناير تعمدت حكومتكم ترحيل نصف مليون من الخرطوم لأقصى المناطق الصحراوية بالقوة حيث لا بنيات أساسية للإعاشة بينما سمحتم للإسلاميين فقط للعمل في وظائف المبعدين فما هي ملاحظاتك عن هذه السياسة؟

    د. الترابي: تحدثت عن من هجروا إلى أواسط الصحراء هذه طبعاً دعوى غير واقعية إنما رحلوهم للمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري .

    ولبي: لا يوجد فيها البنيات الأساسية للإعاشة .

    د. الترابي: جيد، الآن نتناول هذا الأمر بعد أن استجلينا أمر أواسط الصحراء! أولا .

    ثانياً ليست هناك بنيات أساسية كما في مكانهم الأسبق لا إمداد ماء ولا كهرباء. أما المنطقة الجديدة فهى شاسعة ويمكن أن يبنوا فيها منازلهم ثم يصلهم إمداد المياه والمدارس وهو لا شك أفضل من مكانهم ذي قبل .

    ولبي: لقد سمعنا هذا الحديث قريب في ..

    د. الترابي: نعم سأجيب على سؤالك. فيما يختص بتخصيص المنظمات الإسلامية بالعمل فهذه ليست حقيقة أيها العضو المحترم، ولعل مجلس الكنائس السوداني هو أحد هذه الأربعة والأخرى الهلال الأحمر المقابلة للصليب الأحمر في بعض الدول الأخرى وهي وكالة غوث حكومية وهذه المنظمات ليست لها علاقة بالعمل الإسلامي ولا المسيحي، وهناك وكالات غوث أفريقية وللحقيقة هذه المنظمات تدار بواسطة مسلمين إلا أنها وكالات غوث وليست بعثة تبشيرية، وهناك بعثات مشابهة لبعثات وجمعيات الكنيسة وهي ليست تجمع جمعيات تبشيرية سودانية مثل مجلس الكنائس السوداني . هذه هي الوكالات الأربعة المعتمدة لدى الناس بالاغاثة .

    ولبي: حديثك الآن يختلف تماماً عما وردنا في بعض التقارير الدولية التي لا تطابق أقوالك .

    عندي سؤالان آخران السيد المدير لو أمكن وبعدها ساغادر وستخلص منى ...

    ديملي: أنا لا أريد أن أتخلص منك بل أريدك أن تجلس وتستمع

    ولبي: أشكرك، قلت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدوليه هنا في واشنطن أنه في تصوراتك أن المرأة السودانية مكرمة في ظل نظام عمر البشير. إنني أبدي أستغرابي كيف توفق بين حقيقة أن (إتحاد المرأة السودانية) كأكبر تنظيم نسائي قد حل والعديد من النساء حرمن من مغادرة البلاد بدون محرم وكذلك منعت المرأة من الخدمة المدنية ؟

    د. الترابي: حسن، فيما يختص بشأن المرأة في السودان، أولا غير صحيح أن المرأة منعت من الخدمة المدنية، فهن مازلن مديرات، وزيرات، عضوات برلمان .

    ولبي: السيد رئيس الجلسة معذرة أدري أنني أخذت الكثير من الوقت الإضافي وجاءت أسئلتي منفعلة لأنني أعلم أن هناك الكثير والمحزن في السودان والحكومة السودانية التي يقف وراءها هذا الرجل .

    كما أنني وجل أن يأخذ الناس بشهادة هذا الرجل خصوصاً للذين ليست لديهم خلفية عن السودان وحكومته المتورطة في الإرهاب داخل وخارج السودان والتي لاتراعي للإنسان حقوقاً والتي تمنع غوث المدنيين في جنوب السودان الذين تشن عليهم الحكومة الحرب .

    وهذه الحكومة ليس لدى الولايات المتحدة ما تفعله حيالها، أشكرك أيها الرئيس .

    (تصفيق من بعض الحضور).

    ديملي: يجب أن يعلم أن النظم هنا تمنع أي إزعاج للشاهد، ولو استمر هذا الإزعاج يجب علي الضيوف مغادرة القاعة نرجو الالتزام .

    د. الترابي: أود أن أقدم دعوة لكل من يهتم بالسودان لزيارة السودان بصورة رسمية أو بصفة شخصية ليقف على هذه المعلومات من مصادرها الأولى بدلا من مصادر أخرى مغلوطة في معظم الأحيان. (أشكرك أيها الرئيس).

    ديملي: أبدي أسفي وأمتعاضي لمغادرة العضو السابق بعد ما استطال في أسئلته وكان من المفروض أن يسمع لبقية أسئلته وربما هناك من يختلف معه في الرأي .

    أتاح الرئيس الفرصة للسيد قلمان

    قلمان: أشكرك السيد ديملي لتنظيمك هذه الجلسة حتي نستطيع فهم مشاكل شمال أفريقيا كما أنني أود أن أرحب بدكتور الترابي مرة أخرى وكان لنا شرف اللقاء في الأيام القلائل السابقة. ونرحب بك مرة أخرى في هذا الإجتماع، د. الترابي وضعك (أصولي) هل ذلك حقيقة، وأنك حقيقة صانع السياسة السودانية اليوم بوصفك رئيس المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لم أدخل في مضمار صناعة القرار السياسي اليوم في السودان، إنما أنا مفكر إسلامي وكتاباتي وأفكاري الإسلامية تلبي طموحاتهم لتجسيد الإسلام في حياتهم الخاصة والعامة بصورة عامة، وتأثيرنا بالطبع يمتد في أفريقيا والشرق الأوسط وهى منطقة انتمائنا .

    قيلمان: ماهو دورك في المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لا أعلم شيئاً عن هذا المجلس الأربعيني، بل هناك برلمان تشريعي، ومجلس وزراء السلطة التنفيذية ومجلس قيادة الثورة الذي يرعى ترتيباتها الدستورية. هناك ادعاء بوجود مجلس أربعيني سري وهي دعوة غير حقيقية حسب علمي .

    قيلمان: بالطبع ستدعي أنه لايوجد مايسمى بالمجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: ربما يوجد مجلس أربعيني إلا أنني لا أدرى عنه شيئاً ، إلا أنني لا أعلم عن ذلك شيئاً وبكل ثقة .

    قيلمان: هل لك يد في صنع القرار في السودان .

    د. الترابي: لا ولا في الحياة العامة، إلا أننا نتابع الأوضاع بحكم أن كل القادة السياسيين عليهم المشاركة في هذا النظام حتي يتم الاستقرار في السودان وتذويب كل الخلافات السياسية .

    قيلمان: أنت مصنف في بعض الأحيان أنك المعبر عن الصحوة الإسلامية التي تعم شمال أفريقيا هل هذه حقيقة ووصف منطبق عليك ؟

    د. الترابي: بحكم انتمائي لتلك المنطقة العربية و الأفريقية الإسلامية وبحكم أنني عامل ومفكر لدين الإسلام فأنا رقم فيها .

    قليمان: هل يتلقى رئيس السودان أي توجيه أو نصح منك ؟

    د. الترابي: لا أفعل ذلك لإنني لا أملك أن أتقدم له بذلك .

    قيلمان: هل لك علم بالعلاقات العسكرية بين الحكومة السودانية وإيران ؟

    د. الترابي: من السهولة أن يعلم الإنسان عن شىء من هذا القبيل لأن المجتمع السوداني متفتح، بل ومن الصعوبة أن تحافظ الحكومة على سر كهذا، ولا أحد في السودان يعلم عن هذا الاتفاق العسكري بالتأكيد، ولم ير أي شخص أي وجود لخبراء عسكريين أو أسلحة إيرانية في السودان لأنها تمر عبر الأراضي السودانية من الميناء خلال ترحيلها .

    قيلمان: ماذا عن إمداد السودان بالاسلحة الإيرانية، هل تعلم عن ذلك شيئاً ؟

    د. الترابي: أنا لا أعلم عن ذلك شيئاً وحسب ما عرفت أن السودان لايشتري أسلحة من إيران إنما من الصين وبعض الدول العربية .

    قيلمان: أمامي الآن دورية أسبوعية ( ) للتحليل العسكري حول الإمدادات في العالم الصادرة بتاريخ 9/5/1992م والتي تقول (ولقد تم تسليح الجيش الحكومي الجديد من الممول الجديد بالسلاح للسودان وهو إيران. تقول مصادر في القاهرة أن سفن محملة بآلاف الأطنان من السلاح بدأت تصل السودان منذ أغسطس واستمرت حتى سبتمبر وقد جلبت خمس طائرات مقاتلة طراز F -6 الصيني لسلاح الطيران السوداني وقد دعم الجيش السوداني بأسلحة خفيفة تكفي لتسليح ثلاث وحدات مشاه خصصت لحرب جنوب السودان. وفي أواخر العام السابق وصلت شحنة أخرى وكلها من إيران بالإضافة لشحنة منتصف ديسمبر كمية غير محددة من الأسلحة الخفيفة الصينية وذخيرة بسفن إيرانية لبورتسودان وكذلك 159 طن شحنة ذخيرة في نوفمبر السنة السابقة وأخيراً رفضت الصين مد السودان بالمزيد لأن السودان لم يستطع أن يدفع ما عليه من نقود .

    دعمت ايران هذه الصفقات ورفعت قيمة الدعم إلى400 مليون في ديسمبر الماضي كما ستمد ايران السودان ب 000ر100 طن من البترول شهري لاعتماد قدره 300 مليون دولار. وصف هذا الدعم أنه دعم طويل المدى. كما أن حوالى 1000 -2000 من الحرس الثوري الإيراني لتدريب الجيش السوداني في حين أن طهران تقلل من أعداد الحرس الثوري الإيراني في لبنان .

    هل لك علم بكل هذا؟

    د. الترابي: طالما هذا التقرير من القاهرة فهو غير مدهش ولعل هذه التواريخ كلها قبل زيارة رفسنجاني ولم يكن بين السودان وإيران أى تعاون للمساعدات ولا بروتوكولات .

    فيما يختص بالسفن الإيرانية فهذه ليست غريبة لأن السفن الإيرانية نشيطة في منطقة المحيط الهندي. وليس هناك بترول إيراني يصل السودان وكل هذا البترول فهو من ليبيا على أساس تجاري محض، ولم يصلنا من إيران حتى ولو طن واحد من إيران حتى الآن. لم يسمع أحد في السودان عن كل هذا الدعم المادي من إيران ـ ولاسيما لم يكن قد عقد أي بروتوكول تجاري من قبل زيارة رفسنجاني .

    فيما يختص بتواجد 1000 - 2000 من قوات الحرس الوطني الإيراني وإذا كان الأمر كذلك لسمع ورأي الناس ذلك ومازالت معسكرات التدريب مفتوحة لاستقبال أي زائر ومعظمها حول الخرطوم خصوصاً قوات الدفاع الشعبي وكل شخص يمكنه زيارتهم. وكما تعلم السيد عضو الكونغرس المحترم أن إيران أنهكت لدرجة ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة ...

    قيلمان: (مقاطعاً الترابي) أقاطعك .. لأن وقتي يمر بسرعة تقول أنه ليست هناك سفن إيرانية جلبت سلاح للسودان ؟

    د. الترابي: نعم .

    قيلمان: وليس هناك تدريب إيراني عسكري للقوات السودانية، هل هذا ما تقوله لنا؟

    د. الترابي: هذا صحيح .

    قليمان: أريد أن أسأل سؤالا أو اثنين و أنا آسف أنني سأترك القاعة لأنني..

    ديملي: ملاحظة، أنا عضو كونغرس من 21 سنة ولم أعرف من يعطي فرصة للتعبير عن الآراء أكثر مني للأعضاء .

    قيلمان: أشكرك السيد الرئيس إلا أنني .....

    ديملي: وأرجو أن يعرف كل عضو انتقد د. الترابي قد أتيحت له الفرصة الكافية لذلك وكان الحديث حراً كذلك .

    قيلمان: أشكرك أرجو أن أشير إلى أنني لم أنتقد د. الترابي بل نريد أن نعرف بعض المعلومات والمشاكل السودانية .

    أفهم يا دكتور الترابي وأشكرك السيد الرئيس على هذه الفرصة ـ أن حكومة البشير قدمت دعوة لمنظمة أبونضال ومنظمة الجهاد الفلسطيني للسودان هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا بالطبع يخالف كل ما يعرفه السودانيون وأن هذه هى المنظمة الوحيدة التي لم تدع للسودان ولا وجود لها مطلقاً .

    هناك بضع مئات من الفلسطينيين وكل السودانيين يعرفون انتماءاتهم ـ معظمهم ينتمون لمنظمة التحرير وحماس، أما أبونضال فهو ليس إسلامياً وهذا معروف لدى العالم أجمع، وسياسة حكومتهم أن لا يدخلوا السودان . ولعل الفلسطينيين الذين تنتهي فترة إقامتهم في الخليج ولا تسمح لهم الإجراءات الرسمية أن تدخلهم أي بلد آخر فالسودان يسمح لهم بالدخول لأرض السودان، وهناك بضع مئات منهم ..

    قيلمان: هناك بعض الأقوال أنهم يتدربون داخل الأراضي السودانية. هل لديك أي معلومات عن ذلك، الفلسطينيين ومجموعة أبونضال .

    د. الترابي: كل غير سوداني تدرب في السودان يمكن أن يعرف، وهذا ادعاء ليس له أي أساس ..

    قيلمان: هل استخدمت حكومة السودان أو مجموعتك العنف والإرهاب لإسقاط أي حكومة وبالتالي السيطرة على الدولة؟

    د. الترابي: الإرهابي مجرم في قيم الإسلام وقد استلهمت هذه الحركات مبادئها من المعتقدات الإسلامية. ومعظم الحركات الإسلامية اتخذت أهداف كبرى كإعادة صياغة المجتمع كما أنهم يعلمون أن الإرهاب لا يخدم هذه الأهداف وأن استهداف الأشخاص ليس من صميم هذه الهموم، ومعظم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا معروفة لدى العالم بأسره سواء كانت إسلامية أو يسارية وإن كانت لهذه المجموعات أي علاقات دولية فلها علاقات مع مثيلاتها في دول الغرب الأوربي أيضاً ولا أعلم عن أي حركة إسلامية لها مثل هذه الأنشطة .

    قيلمان: د. الترابي هل جماعتك أو الحكومة أيدت أي تأييد لاعتداء صدام حسين على الكويت في أغسطس 1990؟
    د. الترابي: لم تعبر الحركات الإسلامية في العالم عن نفسها بصورة تلقائية عفوية إلا أنه كانت هناك حركة للقادة الإسلاميين بين جدة ـ بغداد وطهران ثم جدة في محاولة لإيجاد الحل السلمي لهذا الحدث وقد رفضت ضم الكويت للعراق بوضوح وكان يجب إعطاء فرصة للمحاولات العربية والإسلامية لحل المشكلة دون اللجوء للحل بالقوة والحرب. هذا هو موقف كل الحركات الإسلامية وأعلن ذلك في بيروت وكنت أنا المتحدث باسم هذه المجموعات في الأردن .

    قيلمان: د. الترابي في ديسمبر السابق خاطبت المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وقلت الآتي (كل من لا يقتنع بالقرآن سيقتنع بالقوة) (وأن المواجهة لا مناص منها ويجب أن نستعد للنضال) هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا كنت تقصد؟

    د. الترابي: هذا تغيير كلي في النص الذي قلته .

    قيلمان: إذن أعطنا النص الصحيح .

    د. الترابي: حقيقة هذا الحديث لم يرد بتاتاً وهذه معلومة خاطئة، ففي هذا المؤتمر انتخبت فيه أميناً عاماً ، وقد وفد إليه الكثير من الممثلين الدبلوماسيين والإعلاميين من كل الدول العربية، واعتبر مؤتمراً جامعاً للتشاور لذلك لم تكن هناك أي عبارات عدائية تجاه أي كائن كان عربي افريقي أو مسلم ولا تجاه أي قوى عالمية شرقية أو غربية، بل كانت هناك توصيات، على أن يحدث تنسيق بين الإتجاهات المختلفة في العالم العربي ـ القوميين الإسلاميين وبين الحكومات والمعارضة وبين العراق ودول الخليج، هذه هى توصيات المؤتمر وأهدافه، وكانت هذه هى روح المؤتمر من أجل ذلك.

    قيلمان: في ذلك المؤتمر التوفيقي

    ديملي: السيد المحترم وقتك انتهى .

    قيلمان: متابعة لما سبق السيد الرئيس تعلم أن هناك فرص لدول غير اسلامية ودول إسلامية في هذا الجزء من العالم هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا من صميم المباديء الإسلامية، وعلى مدى التاريخ الإسلامي رسخت هذه المباديء والوجود الإسلامي وغير الإسلامي في المجتمع المسلم، وهذه هى حقيقة الإسلام أن يتعايش إيجابياً مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، وهذا هو سبب تطوير المسلمين للقانون الدولي لتنظيم العلاقة بين غير المسلمين _والمسلمين قبل أن يعرف العالم القانون الدولي بمئات السنين .

    قيلمان: وهل هذا ينطبق على المسيحيين والدولة اليهودية على السواء؟

    د. الترابي: المسيحيين واليهود وحتى من ليست لهم أديان كلهم يعاملوا على السواء .

    قيلمان: أشكرك .

    د. الترابي: أشكرك جداً

    ديملي: د. الترابي أشكرك على هذه الشهادة انتهت الأسئلة وإذا كانت لديك أي تعليقات اضافية يمكنك تسجيلها على الشريط ولك جزيل الشكر .

    انتهت الشهادة.
                  

12-28-2011, 11:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)


    البشير: مصرع خليل قصاص رباني

    الخرطوم: لندن: مي علي: وكالات :



    عد الرئيس عمر البشير، القائد الاعلي للجيش، مصرع زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم قصاصا ربانيا لما ارتكبه من جرائم في حق الوطن ومواطنيه، بينما شبه الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي طريقة مقتل خليل، بالقصف الذي تعرض له موكب الرئيس الليبي معمر القذافي من قبل طائرات الناتو، وقال انه لا يؤيد استخدام خليل لما اسماه بـ»القوة المؤذية»، واكدت الحركة بقاء قيادتها العسكرية تحت امرة القائد العام لقواتها بخيت كريمة وتجرى مشاورات لتعيين رئيس للحركة في اقرب وقت.
    وقال البشير لدى مخاطبته حفل تخريج دورة للقادة والأركان امس إن مقتل خليل نهاية لفصل من الأحقاد والخصومات غير المبررة بين أبناء الوطن.
    واكد الرئيس، ان مصرع خليل جاء لاختياره طريق الحرب وترويع الآمنين والعمل علي تفتيت وحدة الأمة، واعتبر ذلك رسالة لأطراف داخلية لم تميز بين حق الوطن ومعارضة الحكومة، والتي لم تستوعب المتغيرات بالمنطقة، وعلى رأسها تحسن العلاقات مع تشاد وسقوط نظام القذافي في ليبيا وتوقيع وثيقة سلام الدوحة وجنوح دول الإقليم للسلام.
    وحيا البشير مواقف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطة في حماية المواطنين والحفاظ علي وحدة وامن وسلامة البلاد، وأشار إلى التظاهرات العفوية التي خرجت في معظم مناطق البلاد تأييدا ودعما للجيش وانحيازا للسلام، وقال إن السودان تجاوز مرحلة الاكتفاء في إعداد نفسه لحماية أمنه وسلامه واستقراره.
    من ناحيته، شبه الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي. طريقة مقتل خليل ابراهيم، بالقصف الذي تعرض له موكب الرئيس الليبي معمر القذافي من قبل طائرات الناتو.
    وقال الترابي- بحسب موقع سودان تربيون- ان خليل ابراهيم

    قتل، بعد استهداف السيارة التي كانت تقله، من قبل طائرة مقاتلة بينما فر الباقون، بيد ان الترابي نفى بشدة اية صلة بين حزبه وحركة العدل والمساواة، وشدد على انه لا يوافق خليل في انتهاجه لاسلوب القتال وقوة السلاح في مواجهة النظام، واضاف ان موقفه من اسلوب خليل، هو ذات موقفه من نهج زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن «في استخدام القوة المؤذية» وتابع بالقول «انا لا اوافق هذا الاسلوب، واقول الآن ان الاسلاميين في الجيش اذا ارادوا ان يقوموا بانقلاب ضد النظام القائم ف?ن اكون معهم، لان الفكر الاسلامي الان تطور».


    وابدى الترابي خشيته من ان تنزلق دارفور الى ذات طريق الجنوب بالمطالبة بالانفصال،ونفى اية صلة بين اعتقال مساعده ابراهيم السنوسي، والمعارك الاخيرة لحركة العدل والمساواة، واستبعد اعتزام خليل وقواته دخول دولة الجنوب للحاق باجتماعات في كمبالا، واكد ان قوات العدل والمساواة كانت ترتب لوصول الخرطوم وليس جوبا، معتبرا قول الحكومة ان خليل كان عازما على الوصول للجنوب «كذب واضح،» مستشهدا بإمكانية دخوله الجنوب عبر دارفور بدلا من قطع مسافات طويلة حتى كردفان.


    في ذات السياق، نفى الشقيق الاكبر لخليل، جبريل إبراهيم، مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، في حديث لـ «الصحافة» الرواية الحكومية التي تحدثت عن مقتل خليل في معارك دارت ببلدة أم قوزين بولاية شمال كردفان، ووصفها بالرواية «المفبركة»، وزاد «خليل قتل نتيجة قصف جوي ليلة الجمعة الماضية بغارة استهدفت معسكر الحركة». وأوضح أن زعيم الحركة كان يتحرك ضمن مواكب اخرى تتبع للحركة ولم يكن في مركز القيادة، مبينا أن القصف الجوي استهدف موكب خليل بصورة دقيقة.


    وكشف عن بقاء القيادة العسكرية تحت امرة القائد العام لقوات الحركة بخيت كريمة، مضيفا ان المشاورات جارية لتعيين رئيس للحركة في اقرب وقت ممكن وتابع « لن يستغرق هذا الامر وقتا طويلا.
    في هذه الأثناء، قال القيادي بحركة العدل والمساواة، سليمان صندل، إن خليلاً اغتيل عن طريق قصف جوي عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة، وهو نائم داخل عربته وليس عبر مواجهة عسكرية مع القوات الحكومية.
    وأوضح أنه تم إلقاء قنابل مضيئة في سماء المنطقة التي كان يوجد بها خليل دون أن يحدد اسمها لدواعٍ أمنية، قبل أن تقذف الطائرة عربته بدقة، وبصورة مباشرة بثلاث دانات، مشيراً إلى أن خليلاً «استشهد» في الحال ومعه أحد حراسه يدعى «عبدالله»، بجانب تدمير عربة أخرى مجاورة لخليل.
    وقال صندل في مقابلة مع «راديو دبنقا» إنه كان على بعد 20 متراً فقط من المكان الذي قصف فيه خليل، واتهم، جهات إقليمية ودولية بالمشاركة في اغتيال خليل بتقديم دعم تكنولوجي متقدّم واستخباراتي للخرطوم.

    ------------------


    د.محمد وقيع الله
    لكل طاغية نهاية!


    الإثنين, 26 كانون1/ديسمبر 2011 06:52


    .الاندفاع إلى حد الطغيان ميزة شامت الراحل خليل إبراهيم وأصبح بأثرها أداة مثلى اتخذها حسن الترابي للتنفيس عن أحقاده ولتحطيم مشروع الإنقاذ الذي تولاه عشرية كاملة ثم قضى عشرية أخرى يحاول تحطيمه.
    وقد لهج الترابي في غضون العشرية الأولى بشعار التجديد وفي العشرية الثانية أخذ يلهج بشعار التبديد.
    وبذكائه الإبليسي الذي لا يبارى اتخذ عُدده من كل صوب وصعيد.


    ابتداءً بقواعد المشبوهين من أفراد الفاقد التربوي الحركي، الذين ظلوا يستبطنون المشاعر العنصرية، وانتهاء بخصوم المشروع الإسلامي الصرحاء، وخصوم الإسلام نفسه، في جنوب السودان، ويوغندا، وليبيا القذافي!
    وقد كان مما أفصح عنه المتحدثون باسم حزب المؤتمر الشعبي «وهم قوم تعوزهم الحكمة والحنكة والخبرة السياسية» أن زعيمهم الترابي كان على وشك أن يسدي زيارة لليبيا بعد زيارته لمصر، أي قبل حين قصير من تهاوي طاغوتها الذي كان يحمي خليلاً وفلولاً من أتباعه.
    ويعلم الله تعالى ويعلم أمنيو المؤتمر الشعبي ماذا كان سر تلك الخطوة المريبة، وماذا كانوا على وشك أن يصنعوا بتلك الزيارة التي حال دون إنجازها تسارع أحداث الثورة الليبية العظمى.
    ولكن ربما كان زعماء المؤتمر الشعبي يأملون أن يسعفوا القذافي بخطط ماكرة تنجيه مما حاق به من مصير، فهم أدعياء المعرفة والخبرة المعهودون، الذين يتطوعون في كل مِحفل ومَجلىً ببذل النصح الرخيص إلى الآخرين.
    وربما كانوا يأملون بالإضافة إلى ذلك أن يتمكنوا من خداع الزعيم الليبي، وإيهامه بقدرتهم على حمايته من شعبه، مستخدمين عصابات الشر المسماة بجماعة العدل والمساواة.
    وربما أملّوا أن يمكنهم ذلك من سرقة عتاد وسلاح يعودون به إلى السودان ليواصلوا تنفيذ مخططهم الشامل في التخريب.
    ومهما يكن فقد كان توفيق الله تعالى لهم في الخذلان ـ كما يقول الجاحظ ـ
    يُطرد ويتوالى.
    فمنذ أن طرد خليل من تشاد، ولجأ إلى راعيه الأصلي القذافي، أخذت الصفحات الأخيرة في تاريخ عصابات العدل والمساواة والمؤتمر الشعبي تتوالى.
    حيث أخذت أصوات الثورة في بنغازي وعموم الديار الليبية تنتشر وتتعالى.
    وحقاً فقد كان لجوء خليل إلى طرابلس شؤماً على نظام القذافي، حيث امتدت إليه ذراع الإنقاذ الطويلة، فنالت ناحية الكفرة، ثم نالت طرابلس التي فر منها القذافي وفر منها خليل.
    حيث تخطفت الأول أيدي الثوار الليبيين الأبرار، ونالت الثاني رماح الجيش السوداني الباسل.
    وكما حطم القذافي بلاده وهو يوالي الفرار، فقد أراد خليل أن يحطم السودان وهو يلج في الاندحار.
    ولذلك نزح من ديار عشيرته بدار فور، إلى عشائر معادية له بحكم السليقة والبديهة بكردفان، فأعمل فيهم آلات البطش والإبادة والدمار، ونهب تجاراتهم، وأسر المئات من أبنائهم، بغية تجنيدهم في فلول جيشه الباغي، الذي تحطم أخيرًا على صَلابة وجِلادة أهلنا البواسل في حواضر وبوادي كردفان.
    ولم يكن غريباً أن يتلفظ المتحدثون باسم هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة بدعاوى الكذب البارد، والمغالطات التي لا يسيغها عقل راشد، حيث ادعوا أن عصاباتهم الإجرامية انحدرت إلى كردفان لتحمي أهلها وتحررهم من سلطة نظام الإنقاذ.
    ثم ادعو أنهم على وشك أن يزحفوا من كردفان إلى أم درمان ليكرروا غزوهم الذي استهدف عاصمة السودان.
    ولكن بعد يوم واحد من صدور هذه الدعاوى المنكرة كان زعيمهم يسقط صريعاً ومعه ثلة من رؤوس الإثم والعدوان.
    وكانت أعظم لطمة يتلقاها حزب المؤتمر الشعبي المارق، منذ أن قرر قادته الاستثمار في العامل العنصري، ومفارقة الهدي الإسلامي الإنساني القويم.
    ومنذ أن اختاروا موقف الخصومة الفاجرة، ليس مع خصومهم الإنقاذيين وحسب، وإنما مع عموم أفراد الشعب السوداني، الذي لا يعنيه تخاصم شراذم الحركة الإسلامية في شيء، وإنما يعنيه أمن الوطن العزيز، الذي لا يجوز العبث به، من أجل صراع حزبي طاغٍ على كراسي الحكم، التي هي في الأصل كراسي وزر وجرم.
    وهي خصومة فاجرة لن تنتهي كما قلت قبل سنوات حتى تخمد آخر الأنفاس.
    ولن يرعوي أرباب المؤتمر الشعبي رغم أنهم في عام يفتنون مرة أو مرتين.
    «ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ».
    وإلا فانظر إليهم كيف يتمادون في غوايتهم ويستمرئون ضلالهم وعدوانهم ولا يهتدون سبيلاً.
    «وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً».
    وقد هلك قائدهم خليل وهو يشق السبيل إلى ملجأ وبيل بجنوب السودان ليستذري بقياداته الماركسية الصليبية المتأمركة التي ترعاها حُثالات المحافظين الجدد.
    فهذا هو خط الحلف الذميم الذي اختطوه واعتمدوه بعد أن فقدوا ليبيا وقبل ذلك تشاد.
    وهذه هي مفاصل علاقتهم المحورية بمحور الشر الجديد المتمثل في دويلة جنوب السودان.
    وهل يا ترى كان نائب زعيم المؤتمر الشعبي الذي عاد إلى الخرطوم الأسبوع الماضي من جوبا يتهيأ ليهيئ لخليل مثوى هناك؟!
    أم أنها صدفة ومحض صدفة «ويا ما أحلى الصدف!» كما تقول الأغنية العدنية الشهيرة؟!
    أم أنها يا ترى كانت زيارة ودٍّ أخوية خالصة «في الله ولله!» أسداها «الشيخ» إبراهيم السنوسي إلى زعماء دويلة جنوب السودان!

    الانتباهة


    -----------


    الرصاص المطاطي وقنابل الغاز في مواجهة المعزين في الشهيد الدكتور خليل ابراهيم
    December 26, 2011
    (حريات)

    منعت الأجهزة الأمنية المعزين في الشهيد الدكتور خليل إبراهيم من أداء واجب العزاء لأهله بمنطقة (عد حسين) بالخرطوم ظهر أمس الأحد وأطلقت عليهم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز .

    وقالت الأستاذة سلمى الترابي إنها ذهبت للعزاء مع والدتها وشقيقتها ووجدت أن قوات الشرطة طوقت المنزل وجاء أفراد من جهاز الأمن في زي مدني وحاولوا منع الرجال من إقامة سرداق العزاء وحدث صدام بينهم وبين الرجال في السرداق وتدخلت الشرطة بشكل عنيف لتفريق المعزين.

    وقالت سلمى لـ (حريات) إن الشرطة أرهبت المعزين وأطلقت الرصاص المطاطي على الرجال بينما قذفت بعدد لا يصدق من علب الغاز المسيل للدموع داخل المنزل الذي كان مزدحما بعشرات النساء، وقالت إنها شخصيا عانت من الاختناق بصورة فظيعة وكانت معاناة والدتها أكبر حتى إنها أشفقت على حياتها وحاولت الاستنجاد بأية وسيلة لإيقاف حالة الاختناق المتزايدة داخل المنزل خاصة وأن قوات الشرطة رفضت خروج أي شخص من المنزل بعد تطويقه، وحينما حاولت السيدة زينات علي يوسف زوجة الدكتور خليل الخروج لمخاطبتهم والتماس فك أسر المعزيات اللائي عانين بشكل كبير جراء علب الغاز المسيل للدموع المقذوفة داخل المنزل، هددها شرطي من أن أية خطوة لها أخرى سوف تدفع حياتها ثمنا لها وأطلق الذخيرة الحية في الهواء تحذيرا .

    وأخرجت سلمى من حقيبتها علبة قنبلة غاز اصطحبتها معها دليلا على ذلك الهجوم الغاشم على أسرة مكلومة وأكدت إن منزل دكتور خليل يعج بمثل تلك العلب التي كادت تودي بحياة الكثيرين فقد امتلأ المنزل بالأطفال والرضع الذين اصطحبتهم امهاتهم. وقالت: من المؤكد كان سيسقط ضحايا لو استمر قذف علب البمبان في المنزل ولكن لطف الله وانسحبت الشرطة وأخلي سبيلنا قبل أن يقتلنا الاختناق .

    وعلمت (حريات) أن القوة التي داهمت منزل أسرة الشهيد الدكتور خليل تكونت من دفارين و10 بكاسي وكان الجنود فيها مدججين بالكلاشات والخوذات والهراوات والعصي وقد استخدموا الذخيرة الحية للتهديد والرصاص المطاطي لتفريق الرجال وقنابل الغاز المسيل للدموع .


    --------------
    لا شماتة في الموت يانساء المؤتمر الوطني ...

    بقلم: سيف الاقرع - لندن
    الثلاثاء, 27 كانون1/ديسمبر 2011 19:56
    Share


    كم حز في نفسي تلك الصورة التي عرضها التلفزيون القومي لنساء من المؤتمر الوطني مبتهحات بموت الدكتور خليل ابراهيم ذلك الرجل الذي حمل قضية اتفقنا معه او اختلقنا وقد مات في ارض المعركة بقضيه يؤمن بها وليس هناك اكثر تخليدا من الموت في سبيل القضية التي يؤمن بها الشخص ايا كانت تلك القضية ..
    ليس في الموت شماته ان تهلل وتكبر اجهزة الاعلام لشخص مات فاللموت حرمته فليس هذا من الانسانية في شيء ولا في الدين ولا قي اي قيم في العالم ان تهلل عصبة لموت حتى الخصم اللدود
    اين القيم والمباديء الاسلامية التي تنادي بها الانقاذ وهي تهلل وتكبر بموت الدكتور خليل ابراهيم اليس للموت حرمته اليس مخزيا ان يفرح احدنا بموت احد حتى ولو كان عدوا لدودا .. نعم نعلم انكم فرحتم بموته لانه وقف صخرة صماء في وجهكم اختلفنا معه او اتفقنا ولكنه يؤمن بقضية كان يحمل لها رسالة مخطئا كان ام مصيبا فالرجال هم الذين يموتون في سبيل القضايا ولكن اشهاركم للفرحة كالمجاهرة بالمعصية .
    استنكر بشدة الشماتة في الموت والفرح للموت فما هذه اخلاق الشرفاء ولا من قيم الدين ولا الانسانية الا رحم الله الدكتور خليل ابراهيم مخطئا كان ام مصيبا ..


    اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    SAIF ALAGRAA
                  

12-28-2011, 11:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    بــين الــترابــي وخلـيـل!! .
    الأربعاء, 28 كانون1/ديسمبر 2011 06:26

    .الانتباهة
    الطيب مصطفى

    تحدَّث الناس كثيراً عن العلاقة التي تربط بين المؤتمر الشعبي الذي يتزعَّمه د. الترابي وحركة العدل والمساواة ولعل أبرز الأدلة التي قُدِّمت في السابق تمثلت في انضمام بعض رجالات المؤتمر الشعبي إلى حركة خليل ثم العلاقة الخاصة التي ربطت بين خليل والترابي هذا فضلاً عن رفض المؤتمر الشعبي إدانة غزو خليل لأم درمان في حين بادر السيد الصادق المهدي إلى شجب ذلك الصنيع في الساعة الأولى بعد فشل تلك المحاولة المجنونة.
    على أن جميع تلك الشواهد لم تكن كافية ولم تقدِّم دليلاً حاسماً وقوياً مثل الذي خرج من فم الترابي خلال زيارته لأسرة خليل في حي عد حسين لتقديم العزاء في الرجل.
    دعونا نتجاوز إسراع الترابي لتقديم العزاء ف

    ي رجل ظل متمرداً على الدولة وعلى قواتها المسلحة.. رجل دمّر وخرّب وقتّل وخاض حرباً لا هوادة فيها ضد بلاده وشعبه بالتحالف مع الأعداء.. دعونا نتجاوز ذلك إلى تنصيب الترابي نفسه ناطقاً باسم خليل حين أعلنها مدوِّية وفقاً لصحيفة «الصحافة» بأن خليلاً «كان يعد في خليفته خلال الفترة الماضية وفقاً لما أخبره به خليل»!! بما يعني أن الترابي كان في تواصل مع خليل ولعلَّ ذلك يكشف أن الحديث الذي دار بين خليل وشيخه حدث خلال الأيام الأخيرة إذ لا يُعقل أن عملية إعداده لخليفته كانت تتم خلال العام أو الأشهر الماضية!!
    الأمر المدهش الآخر أن الترابي تحدَّث عن قومية حركة خليل حيث قال إن الرجل «كان يؤمن بالعدالة لكل السودانيين وإن حركته قومية وستثبت على مبادئها»!!


    يا سبحان الله.. إذن فإن الترابي يتحدَّث عن حركة خليل باعتبارها حركة تابعة له بدليل أن قوله «ستثبت على مبادئها» يتجاوز مجرد الحديث عن قوميتها إلى الحديث عن مستقبلها وحقّ للذين يبحثون عن مستقبل الحركة ألاّ يتحدَّثوا لجبريل إبراهيم أو غيره من قادة الحركة لأن عرّابها وقائدها ومُلهمَها الفكري والفعلي «الترابي» موجود بين ظهرانينا يتحدَّث عن بقائها وعن ثباتها على مبادئها بل عن مستقبلها!!


    على كل حال فإن الترابي الذي أسأل الله له حسن الخاتمة صار يتخبَّط تخبُّط العميان ومن عجب أنني سمعت وتأكّدت قبل قليل أن تحالف الشعبي لخوض انتخابات جامعة السودان يضم الحزب الشيوعي وجماعة عبد الواحد محمد نور (UPF) والمجموعات الدارفورية المتمرِّدة.. يا سبحان الله.. هذا هو الشعبي وهذا هو الترابي الذي قاد حملة حلّ الحزب الشيوعي قديماً لكن الترابي الذي بات يستحلّ كلَّ شيء ويحلِّل ما كان يعتبره قديماً من كبائر المحرَّمات هو الترابي الذي يُصدر من الفتاوى ما يُزيل الحواجز بين الأديان وبين الأبيض والأسود والأحمر والأزرق ويُخضع كل شيء لما يُمليه عليه هواه ونفسُه الأمّارة فكل شيء جائز تقريباً في دين الرجل الجديد ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.


    أعجب والله أن يسكت العلماء في السودان وخارج السودان ولا يسعَون إلى سحب لقب الزعيم الإسلامي الذي لا يزال يستمسك به ولستُ أدري ما إذا كان الأوان قد آن لتجريد الترابي من هذه الصفة في المؤتمرات والمنظمات الإسلامية العالمية كما لا أدري لماذا لا يعتبر اتحاد علماء المسلمين المرتد محمود محمد طه عالماً بنفس المعايير التي نصّبت الترابي عالماً وهو الذي بات يتنكّر لكثير من ثوابت الدين؟!
    إن مشكلة الترابي لا تكمُن في اعتناقه أفكاراً تتعارض مع المعلوم من الدين بالضرورة إنما في أنه نصَّب نفسه إماماً يُضل أتباعه الذين باتوا يقدِّسون أفكاره ويتبعونه بطريقة «المريد لشيخه كالميت بين يدي الغاسل».
    بالله عليكم هل خليل يقود حركة قومية أم أنه يتزعم حركة عنصرية نشأت بعد صدور الكتاب الأسود الذي كتبه بعضُ شيوخ المؤتمر الشعبي؟! من يقود حركة خليل غير مجموعة من العنصريين الذين ينحدرون من اثنية معيَّنة بالرغم من أن غالب الجماهير التي تنحدر من تلك الاثنية يرفضون نهج خليل ويتوافقون مع بقية شعب السودان؟!
    دعوهم يبكون أباهم!!


    إنه السودان الغريب في كل شيء... المتفرِّد في كل شيء.. ففي دول أخرى عربية وإفريقية وآسيوية يدفع أبناؤك ثمن موقفك السياسي ولا يكفي أن تغادر بلادك إن كنتَ معارضاً للنظام الحاكم لتمارس حريتك وتأمن مكر أجهزة النظام وقهرها فهناك صيد ثمين للنظام هم أبناؤك وأسرتك الذين يتَّخذهم دروعاً بشرية تعيش تحت سمع وبصر أجهزة الأمن المراقبة لحركاتهم وسكناتهم حتى تضطرك إلى أن تلزم الصمت وترعى ـ في الخارج ـ بي قيدك وتُلجم حتى لسانك من أن ينبس ببنت شفة أما أن تقود تمرداً تدمِّر به البلاد وتقتل وتسلب وتغزو وتهلك الحرث والنسل ويأمن أطفالك في موطنهم ويتعلَّمون ويعيشون حياة طبيعية فهذا لا يحدث في عالمنا الثالث هذا فيما أعلم إلا في السودان!!
    تذكرتُ هذا بين يدي حالة أسرة المتمرِّد خليل إبراهيم التي كانت تعيش آمنة مطمئنة في الخرطوم يأتيها رزقُها رغداً من كل مكان بينما كبيرُها يشنُّ الحرب على بلاده ويفتك بشعبه ويشرِّد أهلَه فقلتُ في نفسي «ده السودان.. يا هو ده السودان»!!
    لم تنفرد الإنقاذ بهذه القيمة الأخلاقية الرفيعة وإنما كان ذلك سلوكاً عاماً لكل الأنظمة التي حكمت السودان فقد كان أبناء وبنات خليل جزءاً من هذا المجتمع يشاركون أبناء السودان مقاعد الدراسة في جامعة الخرطوم وفي غيرها من المؤسسات التعليمية فهل من سلوك حضاري راقٍ أكثر عظمة من هذا وهل من تطبيق عملي لمبدأ «لا تزر وازرة وزر أخرى» أكبر من هذا؟!


    كتبتُ هذه المقدِّمة لأُبدي اندهاشي من منع أسرة خليل نصب سرادق العزاء فهذا لا يتسق البتة مع مكارم الأخلاق التي جعلت الحكومة تُحسن إلى تلك الأسرة حين كان كبيرُها يقتل ويدمِّر ويخرِّب ويروِّع ويشرِّد فكيف تمنع البنات والأبناء من أن يبكوا أباهم ويستقبلوا المعزّين بعد أن لقي الرجل حتفه؟!


    لا أفهم البتة هذا التناقض بين موقف الأبوَّة الحانية في الحالة الأولى والبمبان الذي علمتُ أنه أُلقي في بيت العزاء ولا أظن أن هناك خللاً أمنياً حدث يستدعي هذا التصرف الذي لقي استنكاراً من الذين فرحوا وابتهجوا بمصرع خليل.
    على كل حال نحن في حاجة إلى أن نضبط كثيراً من تصرفاتنا المتناقضة فبالرغم من السلوك أو التقاليد السودانية المتفرِّدة فإننا نحتاج إلى أن نفرِّق بين الأشياء ونضبطها بميزان دقيق وقد كتبتُ مراراً عن حاجتنا إلى سنّ التشريعات الملائمة لواقعنا السياسي وهل من دليل على تخلُّف تشريعاتنا من عدم تجريم الخيانة العظمى في بلاد أنجبت عرمان الذي كان يقتضي مجرد وجوده أو حتى مولده حشد كل قانونيي العالم لكي ينظروا في التشريعات اللازمة للتعامل معه.. أقول هذا ولا أرى وزارة العدل تتحرَّك في هذا الأمر الجلل بالرغم من الوعود الكثيرة التي نثرها وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة على مسمعي!!



    -------------------

    عصام الحسين
    مقتل خليل... ما لم يقله الصوارمي!!


    الإثنين, 26 كانون1/ديسمبر 2011

    .منذ خروجه عن الطوع وتكوينه لحركته المتمردة في العام 2003م... كان خليل إبراهيم يبذر بذرة الكراهية في نفوس الشعب السوداني لحركته المتمردة ولشخصه على وجه التحديد، ومع بزوغ فجر كل يوم كان الشعب يزداد بغضه للرجل من سوء فعاله وإمعانه في ضلاله وعبثه بأمن واستقرار أهله والأقربين، وهم كانوا بالمعروف أحق، لذلك استقبل الناس جميعهم وعلى اختلافهم في التوجه، استقبلوا نبأ مقتله بالتكبير والتهليل، وأقبل بعضهم على بعض مهنئين، وفور تلقيها الخبر «أمي» لم تسعها الفرحة ... وما أظن الفرحة توقفت عند قلب أمي وحدها، فكل أم سودانية حنون تعرف من يكون خليل إبراهيم!!


    ثم نتجاوز سيرة الرجل النتنة، وأفعاله البربرية منذ أن سلك طريق الشيطان، وبدأ يُعمل آلات الحرب والفتك على رقاب أهله، ويرغمهم على دفع الجزية ويقتطع منهم قوت يومهم ويسلبهم مواشيهم وممتلكاتهم ويزج بفلذات أكبادهم في جحيم الحرب ويتخذ بعضهم لفرشه بشهادة الأطفال الذين دفعهم أمامه لغزو الخرطوم ويمارس الإقصاء والتصفية الجسدية لمن يخالفه الرأي أو ينحدر من خلاف عرقه.. نتجاوز كل ذلك، لنُفصّل كل الممكن وبعض المستحيل مما لم يفصح عنه الصوارمي... ابتداءً من مغادرته ليبيا وقد أهدى معمر القذافي «حجابه الخاص»!!


    وحين أعلن الناطق الرسمي لحركة خليل عن دخول قائده لمنطقة وادي هور أقصى شمال دارفور، الصوارمي كان يعلم على أي أرض يتحرك خليل، لكن الذي جعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: « نحن من ماء» هو عينه الذي جعل الصوارمي يكذّب حديث الناطق الرسمي باسم الحركة، وهو يعلم على أي أرض كان يتحرك خليل..
    وعندما خلع خليل ثوب الإسلام ليرتمي في أحضان الحركة الشعبية العلمانية معلناً انضمامه وحركته لتحالف جبهة الثوار، الصوارمي كان يعلم أن ترتيبات خليل لابد أنها سوف تقوده للتحرك جنوباً.. ولم يصرح بذلك!!
    وحين طلب المتمرد ياسر عرمان من الأمم المتحدة إجلاء خليل إلى جوبا جواً، الصوارمي كانت صواريخ جنده المضادة للطائرات تغطي فضاء دارفور، ولم يعلن عن ذلك!!


    ولما صدرت توجيهات للمتمرد الحلو بتنشيط العمل العسكري بمنطقة دلامي لتضليل القوات المسلحة ليتم سحب خليل جنوباً، كان الصوارمي يراقب نشر جنده على طول الشريط الحدودي مع دولة الجنوب، ولم يكشف عن ذلك!!
    وفي ظل الخناق الذي طوق عنق خليل، كان لابد من خطوة مجنونة تعجل برحيله، فما كان منه في ظل النقص الحاد في الغذاء والفرار المتلاحق للذين أرغمهم على القتال في حركته... ما كان منه سوى التحرك «المرصود والمعلوم لدى الصوارمي» نحو ولاية شمال كردفان، وتحديداً تجاه القرى الممتدة على الشريط الحدودي بين ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان بمناطق أم طجوك والنائم أبو عضام غرب منطقة أرمل والدم جمد القريبة من أم كدادة، وبجنون منقطع النظير بدأ جنده في نهب الممتلكات والبضائع والمواد الغذائية من المحال التجارية البسيطة مروعين السكان بتلك المناطق، وقاموا بأسر نحو 200 مواطن مع إرغامهم على القتال في صفوف حركتهم المتمردة، وقام جنده كذلك باغتصاب نساء بعض تلك المناطق أمام الشيوخ والأطفال...

    كما قاموا بضرب مناطق شق العيقيراب جنوب منطقة أُم قوزين، وقامت مجموعة من قواته بمهاجمة مناطق تعدين الذهب بمنجم الضويلم جنوب قرن الجداد وأسروا نحو500 مواطن لتجنيدهم قسراً للتحرك بهم نحو دولة الجنوب.. ثم قاموا بحرق برج اتصالات شبكة زين بمنطقة ود أم كف.. ولما كان الصوارمي منهمكاً في صياغة بيان مقتل خليل، كانت القوات المسلحة تطلق رصاصة الرحمة تجاه تجمع التمرد بمنطقة ود بندة، وكنا نحن الشعب نحبس أنفاسنا ، قبل أن تنطلق صيحات التهليل والتكبير... وكان العام 2011م يأبى أن يمضي إلا وقد أخذ أمامه جميع الطغاة... والحمد لله رب العالمين.


    الانتباهة
                  

12-29-2011, 07:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الوطني يقر بخلافات داخلية بالنيل الأزرق
    اشجان حسين


    الوطني يقر بخلافات داخلية بالنيل الأزرق أكد المؤتمر الوطني وجود خلافات بين قياداته بالنيل الأزرق أدت لفصل بعض القيادات من الحزب وتجميد عضوية الآخرين. أقرّ الحاج عطا المنان أمين أمانة الولايات الوسطى بالحزب في تصريح صحفي أمس بالخرطوم بوجود الخلافات ووصفها بالطبيعية وليست بالحجم الكبير، مؤكداً أن بعض الإجراءت اللائحية اتخذت من أمانة الولايات الوسطي، ولكنها كانت محل اعتراض من المجموعة التي تأثرت بالقرار، مضيفاً لذلك قوله:

    (نحن في الأمانة ساعون لحل هذه المشكلة ومعالجة هذه القضية وفقاً للوائح والنظام الأساسي بالمؤتمر الوطني والترتيبات اللازمة مع القيادات بالنيل الأزرق ووفق لائحة الحزب بالنيل الأزرق). وقال: "أصل المشكلة أن بعض الأعضاء في النيل الأزرق قاموا باتخاذ إجراءات لفصل بعض القيادات الموجودة ووفق تقرير لجنة محاسبة تعرض إثرها بعض القيادات لتجميد عضويتهم لفترة معينة).

    التيار
    28/12/2011
                  

12-31-2011, 07:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    د.محمد وقيع الله
    عن التفسير التوحيدي والنهج اللا توحيدي! «1من2»


    السبت, 31 كانون1/ديسمبر 2011 07:05

    الانتباهة


    .ما استمعت إلى الدكتور حسن الترابي في السنوات الأخيرة، إلا ووجدته يتحدث عن أهمية الرؤية التوحيدية التكاملية الشاملة لقضايا الدين الإسلامي.
    والنعي على الرؤية التجزيئية التفريعية الذَّرِّية لقضاياه.
    فقد أصبحت هذه اللازمة غير اللازمة من ألزم لوازمه التي تلزمه ولا تكاد تحل عنه!
    وفي سياق ذلك لا يفوته أن يشير، على سبيل التمثيل، إلى ما يقوم به من جهد، في تفسير القرآن الكريم تفسيرًا توحيدياً كما يقول.
    محاولاً أن يوهم سامعيه بأنه أول من يبذل محاولة على هذا المستوى الكلي الكبير في غضون التاريخ العلمي الطويل للحضارة الإسلامية.
    فكأنه يريد أن يقول إن جميع علماء الإسلام الأعلام ما كانوا يفهمون الدين فهماً توحيدياً قبل أن ينخرض هو في إنجاز هذا المشروع.
    وقبل أن ينخرط من طرف آخر في سياق مهمته الكبرى، لتحطيم وتهديم أول وأكبر وأوسع نموذج تطبيقي توحيدي إسلامي إنقاذي في السودان!
    وهي المحاولة التخريبية التي نذر لها ما بقي من عمره الطويل.
    وهي المحاولة التخريبية التي يستعين في أدائها، ويتحالف في تنفيذها مع أعداء الإسلام المحليين والعالميين، من الشيوعيين، والصليبيين، والعنصريين، والرجعيين.


    وقد أوكل له هؤلاء الأعداء التاريخيون لحضارتنا أن يقوم بتدمير هذا المشروع الذي ابتدره، وارتد عنه، وأصبح أكبر خصم له.
    فهو في نظر أعداء الإسلام خير من يقوِّض بناء الإسلام.
    وإذا كان أعداء الإسلام منطقيين في تحليلاتهم واستنتاجاتهم هذه، لكن أنَّى لمن يتابعهم، ويجاريهم، وينفذ وصاياهم، ويحاول أن يحقق أحلامهم وأمانيهم، أن يتصدى لتفسير القرآن الكريم، على نحو توحيدي، وهو يقفو نهجاً غير توحيدي؟!
    وأنى لمن ينساق مع مخططات أعداء الإسلام، ويَسُوقها، ويُسوِّقها، أن يفسر القرآن تفسيرًا توحيدياً أو تجزيئياً؟!
    فما يقبل المسلمون، عامة ولا خاصة، تفسيرًا للقرآن الكريم، إلا إذا أتى من عالم إسلامي وطني متجرد نقي تقي.
    وما زال المسلمون يصغون إلى وَصاة إمامهم ابن سيرين القائلة: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
    مثال نمطي مما يقول.
    وهذا مثال نمطي لما درج الدكتور حسن الترابي على ترديده في التمهيد والترويج لمشروعه التفسيري التوحيدي، مأخوذ من حديث أدلى به إلى قناة الجزيرة قبل أعوام:


    «نريد الآن أن نرجع إلى التوحيد، توحيد الحياة كلها لا توحيد الله سبحانه وتعالى عداً، ولكن أن توحد الحياة كلها في كل مساقاتها إلى وجه الله سبحانه وتعالى، تتوب السياسة التي مرقت من الدين إليه، ويتوب الاقتصاد العام والمعاش إلى الله، وتتوب الفنون بالطبع، ليست هي من عمل الشيطان إلا أن يشاء الفنان أن يسلك مسالك الشيطان، والرياضة كذلك، وكل الحياة العامة التي خرجت من الدين واقتصر الدين على الشعائر وعلى الأذكار. هذا مرض أصاب الديانات التي سبقتنا من قبل، وحدثنا الله سبحانه وتعالى عنها في القرآن لنتعظ ولا يحدث لنا»؟
    وهو كلام كرره على مدى السنوات الأربعين الماضية، من غير أن ينفذ منه شيئاً مذكورًا، وكرره بعض تلاميذه، النجب وغير النجب، بغير الطريقة الحلوة التي يتحدث بها.
    وهم التلاميذ الرجعيون المقلدون الذين غدا شعار «التوحيد والتجديد» على ألسنتهم أشبه بأحاديث الإيديولوجيا الجافة، منه بدعوات الاستنهاض الحارة للتأهل العلمي لممارسة الاجتهاد بجدارة حسب ضوابط الشرع الحنيف.
    أو الانطلاق الاجتهادي الشعبي الثوري الفوري، الذي عنى في مصطلح الترابي الإسراف في الاجتهاد في الدين، وإباحة ممارسته للجميع!
    وضمان حق ممارسته حتى لمن ليس لهم في ذلك أدنى حق.
    ممن لا فقه لهم في الدين، ومن لوحظ على اتجاهاتهم الفكرية الانحراف البين، المفارق لدروب الرشاد، من العلمانيين الحداثيين اليساريين.
    من أمثال تابعه المحبوب عبد السلام، الهائم بالفكر اليساري الهدّام، والدائر في دوائر الظلام، والذي نعرفه من قديم الأيام، ولا نعرف له اقتدارًا في علوم الشريعة والفقه، يخوله المشاركة في كتابة تفسير للقرآن الكريم.
    رشيد الراشد
    وإذا شئنا موازنة محاولة كتابة «التفسير التوحيدي» بما جرى في شأن تفسير «المنار» للشيخ الإمام محمد عبده، رحمه الله، لقلنا إن «محبوب» الشيخ محمد عبده، وهو الشيخ الإمام محمد رشيد رضا القلموني، رحمه الله، الذي قام بتسجيل التفسير كان فقيهاً راسخاً شهد له معاصروه بالإحاطة والتعمُّق في علوم الدين.

    ولا يجادل أحد في أن الشيخ رشيد رضا كان أعلم من الشيخ محمد عبده في قضايا الشرع وعلوم الدين، وخاصة فيما يتصل بالسنة النبوية المشرفة.
    ولكن لا يجادل أحد، في الوقت نفسه، في أن عقل الشيخ عبده كان أعظم بكثير من عقل الشيخ رضا ومن كل العقول التي عاصرته.
    وفي رأي عظيم المفكرين الإسلاميين عباس محمود العقاد فقد كان الشيخ عبده صاحب أعظم عقل ظهر بمصر وما جاورها في أربعة قرون.
    وقد أهله عقله الضخم الفذّ للتبصر المتعمق في أي الكتاب الحكيم.
    وعضَّد تبصرَه علمُ رشيد بالفقه والأثر الشريف.

    وهكذا بقي الشيخ رضا يواظب على حضور دروس شيخه الإمام في الرواق العباسي، بالأزهر الشريف، ليسجل مسائل الدرس، ويشذبها، وينقيها، ويضيف إليها ما خطر له، هو الآخر، من الرأي السديد، وما اطلع عليه من الدليل الشرعي المفيد.

    فهل يا ترى يستطيع المفكر اليساري المتعلمن والمتعنصر المحبوب عبد السلام أن يعين الترابي بشيء في هذا السبيل؟!
    أم أنه مجرد محرر شكلي، أجاد أسلوب الترابي التعبيري، وحفظ قاموسه اللغوي، فجيء به ليتولى مجرد التسجيل والتحرير؟!
    ثم ليقوم بعد ذلك بالترويج لهذا التفسير القرآني المزعوم، في أوساط الصحف العربية الحداثية، المتغربة، والمغتربة، التي يقوم على تحريرها أصحابه من الكتاب الشيوعيين الملتزمين؟
                  

01-01-2012, 12:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    كمال عمر : نملك أنيابا قادرة على إقتلاع نظام المؤتمر الوطني
    January 1, 2012
    (اخر لحظة – حريات)


    حذر حزب المؤتمر الشعبي المؤتمر الوطني من استغلال أدوات السلطة لمواجهة معارضيه معلناً جاهزيته لمواجهة المؤتمر الوطني الذي قال انه يعيش أضعف حالاته ونبه لخطورة التمادي في سياساته التي وصفها بالرعناء وقال إنها ستقود البلاد إلى نفق مظلم بعد أن باتت على حافة الانهيار جراء تراكم الأزمات التي ولدت الاحتقان السياسي.


    وقال الأمين السياسي للحزب الأستاذ كمال عمر عبدالسلام لـصحيفة (آخرلحظة) أمس إن حزبه يمتلك أنياباً قادرة على اقتلاع الوطني إلا أن خلقه والتزامه الديني يمنعانه من استخدام العنف وإراقة الدماء بين الأخوان رغم مرارة التعامل والقسوة التي يتعامل بها الوطني في الساحة السياسية والرعب الذي خلفه وسط المواطنين وقطع عمر بتفعيل الاستراتيجية الجديدة بمشاركة كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للضغط على المؤتمر الوطني مؤكداً التزام حزبه بالحرية والديمقراطية في ممارسة العمل السياسي.

    ------------------------


    عن التفسير التوحيدي والنهج اللا توحيدي! «2من2» .
    الأحد, 01 كانون2/يناير 2012 05:19


    محمد وقيع الله
    الانتباهة

    لا يخلو مشروع «التفسير التوحيدي» في كامله من توجه دعائي زائف.
    ولذلك ترى قادة حزب المؤتمر الشعبي يحتفون بالكتاب، الذي لما يكتمل بعد، ويبشرون به في كل محفل على طريقة أهل اليسار.
    ومن شدة ضغطهم على كلمة «التوحيدي» في العنوان، فقد صدقها بعض من يرضخون لدعاوى الشعارات، متى طال التلويح بها، وكثر الضجيج من حولها.
    هل هو توحيدي أم تجزيئي؟!
    ولكن من يعرفون طبيعة تفكير الترابي جيدًا، ويدركون زاوية استلهامه المخصوصة للدين، يستبعدون كثيرًا أن تنجح محاولته لتفسير القرآن بالأسلوب التكاملي الذي يبشر به.
    وذلك لأنه غير مؤهل لإنجاز هذا التفسير «التوحيدي» من الأساس.
    فالذي لا يخطئه متابع طريقة تفكير الترابي، والذي لا يجهله من يمعن في مطالعة أدبياته، أنه لا ينظر، من الناحية العملية، إلى الدين في صورته التكاملية، وإنما يُغلَّب فيه الجانب السياسي.
    وهنا يقتضينا خلق الإنصاف أن نتحدث على وجه التدقيق فنقول إنه يغلب بوجه عام الجانب العقلي والفكري في الدين على طريقة أهل الاعتزال.
    بل إنه ليغلِّب الرأي العقلي الصرف على الأثر الديني.
    ولا يرى في السنة النبوية مصدرًا مستقلاً للتشريع.
    وإذا كانت أكثر فروع الدين تنبثق من السنة النبوية، التي يتجاهلها، فأنى لفهمه أو لتفسيره هذا أن يكون ذا طبع تكاملي شمولي؟!
    تهميش الجوانب الروحية
    والترابي قلما يتحدث حديثًا تفصيليًا متأنيًا متعمقًا في إطار القضايا الفقهية الفرعية.
    وبخاصة في مجال القضايا الروحية والتربوية التي هي صلب الدين.
    ولا ننكر أن للدكتور الترابي كتابًا مهمًا في الأثر الروحي للصلاة، هو كتاب «الصلاة عماد الدين» الذي استلهم معانيه واستمدها من كتاب «إحياء علوم الدين»، وجدد به بعض تراث فقيه فقهاء الصوفية، وإمام أئمة الشرع، سيدنا أبي حامد.
    ولكن كان ذلك هو الاستثناء الخارج عن قاعدة التفكير.
    العدول عن النهج التربوي
    وتتمثل قاعدة التفكير في نزوع الترابي إلى تغليب النواحي الإدارية والتنظيمية على النواحي العلمية والتربوية والروحية.
    ولولا أن الطابع الروحي والتربوي كان أصيلاً وعميقًا في الحركة الإسلامية السودانية، لربما انحرف نهجها، بأثر من توجيهاته، التي قضت بتحويل المسؤول التربوي، في كل شعبة وأسرة، إلى مسؤول إداري!
    وقيامه بإلغاء نظام الشعب والأسر جميعًا، الذي كاد يحول الحركة الإسلامية، من ناحيتها التنظيمية، إلى حركة سياسية صرفة.
    ومن سنوات طويلة لم يعد الترابي يتحدث إلا عن الشأن السياسي.
    وفي العشرية الأخيرة ما يكاد يتحدث في إطار الشأن السياسي، إلا عن التعبير عن مأساته مع تلاميذه، والمأزق السياسي الذي يعيش فيه منذ قرارات رمضان.
    فالعقلية الترابية قديمًا وحديثًا هي عقلية سياسية مناورة ذات براعة شديدة على هذا الصعيد.
    وقد حقق نجاحات كبرى في مجالات اهتمامه وتركيزه، لا ننكرها عليه، ولا ينكرها إلا شخص جحود.
    ولو قال إنه يريد أن يفسر القرآن تفسيرًا سياسيًا، لما اعترض عليه أحد، بل ربما ارتجى أكثر الناس منه التميز والإبداع في هذا المسعى الذي يسيِّس به الدين.
    التفسير التوحيدي هو تفسير الظلال
    ولطالما اتهم تفسير آخر، من أفضل تفاسير القرآن الشريف، بأنه يسيِّس الدين، وهو تفسير «في ظلال القرآن» لصاحبه سيد قطب.
    بينا هو في اعتقادنا أول تفسير ألح على موضوع الرؤية التوحيدية الشمولية في الدين.
    وقد واجه صاحبه، قبل الترابي، اتجاهات الرؤى الانشطارية العلمانية التي سادت مسلمي عصره.
    حيث كتب الجزء الأكبر من تفسير الظلال في خمسينيات القرن الماضي، وروجعت أكثر أجزائه في الستينيات.
    وقد سمعت الترابي يقول إنه قرأ تفسير الظلال بكامله ثلاث مرات، وهو يحمل القلم الرصاص، لتسجيل الفوائد التي استخرجها منه وللتعليق عليه.
    ولا شك أنه استفاد منه فوائد جمة واقتبس منه، ومن كتب المودودي، مفهوم الرؤية التوحيدية في الدين. وهي الرؤية التي يخالفها الترابي عمليًا بمخالفته للنهج القطبي، الذي لم يكن يميل إلى التجريد والتنظير، لمجرد التجريد التنظير، الذي يتزايد ميل الترابي إليه.
    ويخالفها من حيث تهميشه للسنة النبوية ومن حيث تجاهله آراء جميع علماء الإسلام عبر التاريخ.
    فالذي يقرأ لحسن الترابي يتصور، وهو محق، أنه شخص يأنف الاستشهاد بأي عالم مهما رسخ كعبه في علوم الإسلام.
    ومع أنّا لسنا على اعتقاد بمثالية تفسير «في ظلال القرآن»، ولا خلوه من انحرافات خطيرة إلا أنا نعتقد عمومًا أن أثره كان كبيرًا على ما يروج له الآن بعنوان التفسير التوحيدي.
    ونعتقد أنه أحق بهذا النعت من التفسير الترابي المزعوم!




                  

01-01-2012, 08:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    كادر من كوادر المؤتمر الوطني :
    سلكنا طريقا خطأ ووردنا منهلا كدرا ودخلنا وكرا خربا وإتبعنا منهجا قذرا
    December 31, 2011

    (حريات)

    أعلن ضو البيت يوسف أحمد حسن – كادر من كوادر المؤتمر الوطني – انسلاخه وانضمامه لحركة العدل والمساواة 29 ديسمبر .

    وذكر في بيان انه أيقن بان المؤتمر الوطني (عصابه من الحراميه .. إتفقوا على مص دماء الشعب السودانى ونهب ثرواته وممتلكاته وهو تنظيم يفتقد للديمقراطيه والشفافيه بل تعود قادته على الكذب والتضليل والنفاق) .

    وقال انه توصل بعد عدد من السنوات في المؤتمر الوطني (سلكنا طريقا خطأ ووردنا منهلا كدرا ودخلنا وكرا خربا وإتبعنا منهجا قذرا لاناس قذرين همهم أن يظلو فى السلطه) .

    ( نص البيان أدناه) :

    (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبه قالوا إنا لله ,إنا أليه لراجعون) صدق الله العظيم .

    (هذا بيان للناس وهدى وموعظه للمتقين ) صدق الله العظيم .

    بادىء ذى بدء أعزى نفسى والشعب السودانى قاطبه وأخص اهلى فى الهامش من الثكالى والارامل واليتامى فى فقيد الحق والحريه وشهيد النضال من أجل إسترداد الحقوق المسلوبه الشهيد المشير د\ خليل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواه السودانيه .

    عندما جاءت الانقاذ كنت أحد طلائعها الاوائل فأفنيت جل فترة الصبا والشباب النضر فى صفوفها ، كنت أظن وكثيرون معى أن ذلك عملا خالصا من أجل الدين والوطن فكانت نفوسنا خلصا لله تعالى ، لم تكن العصبيه والقبليه البغيضه تعرف طريقها ألينا بل ما كنا نعلم ان سياسة الاستعلاء والاقصاء وسياسة ( فرق تسد ) هى جزء من منهج التنظيم .

    ثم بدأت تلوح أزمة الاسلاميين فى الافق وبعد المفاصله الشهيره إنضممنا لمجموعة القصر ( المؤتمر الوطنى لاحقا ) على الرغم من أنى كنت أعلم علم اليقين أن المؤتمر الوطنى مصاب بداء التعصب والقبليه البغيضه وكنا نقول قولتنا الشهيره ( بعد ما نضجت ما بنديها بغاث الطير ) ، بل كنا نظن أن لكل جيل دوره فى قيادة التغيير والحياه لكن خاب أملنا عندا علمنا بعد فتره ليست بالوجيزه أن ذلك هو المنهج المتبع ( بنو قريظه وبنو قينقاع ) لم نصمت لان ذلك هو الحق فاجتهدنا كثيرا لنرد القوم إلى صوابهم ونذكرهم بقول رسول الله (ص) الذى قال دعوها فانها منتنه ولكن لاحياة لمن تنادى .

    ثم جاءت قضية دارفور وقد رفع أخوة منا السلاح لانهم إستشعروا بذلك قبلنا وإنتبهوا للمخطط المعد مسبقا ، فرأينا كيف أن النظام إنتهج منهج التطهير العرقى والاباده الجماعيه لفئه معينه من أبناء شعبنا العزل كما ادخل نظام المؤتمر الوطنى لاول مره فى تاريخ الحروب عمليات الاغتصاب والتهجير القسرى والاستيطان المتعمد وكأن نظام الابارثايد الذى أفل نجمه فى جنوب القاره السمراء تحول إلى شمئلها فاستقر فى السودان ووجد ضالته فى نظام المؤتمر الوطنى . وعليه هناك عدة أسباب تجعل من هذا النظام المتهالك نظاما غير مؤتمن عليه وغير جدير بحماية الوطن والمواطن وذلك للاتى :

    أولا : المؤتمر الوطنى حزب يقوم على القبليه والعنصريه بل يسعى جاهدا لغرسها وسط الاجيال القادمه .

    ثانيا : لم يسعى المؤتمر الوطنى سعيا جادا لتحديد جذور المشكل السودانى وحلها حلا جذريا والمتمثله فى ازمه الحكم والهويه .

    ثالثا : لم يعمل المؤتمر الوطنى على تحقيق العداله الاجتماعيه فى قطر كالسودان يعانى جميع أطرافه من الظلم الاجتماعى المتعمد .

    رابعا : المؤتمر الوطنى أصبح تاريخه أسود ووجهه قبيحا بعد أن عمد الى فصل جنوب السودان عن شماله ويسعى ايضا لتفتيت ما تبقى من السودان .

    خامسا : المؤتمر الوطنى لم يكن جادا فى حل قضيه دارفور ومناطق الهامش السودانى وهو الذى بذر بذور الفتنه فى دارفور فألب القبائل على بعضها البعض وهتك النسيج الاجتماعى .

    سادسا : المؤتمر الوطنى عباره عن عصابه من الحراميه والبلطجيه والزلنطحيه إتفقوا على مص دماء الشعب السودانى ونهب ثرواته وممتلكاته وهو تنظيم يفتقد للديمقراطيه والشفافيه بل تعود قادته على الكذب والتضليل والنفاق .

    سابعا : أسوأ ما غرسه المؤتمر الوطنى فى الشعب السودانى هو التعصب للقبليه وتسييس الخدمه المدنيه وحصر الالتحاق فى القوات النظاميه على ثله من ابناء الشعب السودانى .

    ثامنا : أدخل المؤتمر الوطنى لاول مره فى تاريخ السياسه السودانيه سياسه الاغتيال والتصفيه الجسديه وعليه ان يتحمل تبعاته .

    أخيرا : لايمكن لاى شخص أن يتشرف بالانتماء لحزب اصبح رئيسه وجميع قادته مطلوبين للعداله الدوليه لارتكابهم جرائم فى حق شعبهم .حينها تكاملت الصوره وأدركنا أننا سلكنا طريقا خطأ ووردنا منهلا كدرا ودخلنا وكرا خربا وإتبعنا منهجا قذرا لاناس قذرين همهم أن يظلو فى السلطه .

    وبناء على ماتقدم فأننى ضوء البيت يوسف أحمد حسن أعلن بكامل قواى العقليه وشخصيتى المعتبره شرعا وقانونا أعلن إستقالتى من ما يسمى بحزب المؤتمر الوطنى وأعلن فى نفس الوقت إنضمامى لحركة العدل والمساواه السودانيه وأدعو جميع الشباب والطلاب والمحبين للحريه والكرامه والانسانيه أن يلتحقوا بحركة العدل والمساواه السودانيه وهى حركه قوميه المنهج والتوجه للعمل سويا جنبا إلى جنب مع حركات الهامش السودانى ومنظمات المجتمع المدنى والقوى السياسيه المعارضه لازالة هذا الكابوس الذى جثم على صدور شعبنا .

    ولانامت أعين الجبناء . ثوره ثوره حتى النصر

    ضوء البيت يوسف احمد حسن

    .. الامين العام للاتحاد العام لطلاب ولاية غرب كردفان سابقاُ 1998

    ..أمين قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطنى محافظة لقاوه 1999

    .. رئيس لجنة العمل السياسى والتدريب بالاتحاد العام للطلاب السودانيين المركزى 2001—2003

    .. الامين السياسى لحركة الطلاب الاسلاميين بجامعه النيلين 2003

    .. أمين قطاع الطلاب بالمؤتمر الوطنى بولاية شرق الاستوائيه وعضو المكتب القيادى بتلك الولايه 2005—2008

    مشرف قطاع الجنوب بامانة الطلاب الاتحاديه بالمؤتمر الوطنى 2009 عضو اللجنه العليا للسجل الانتخابى ومشرف الاستوائيه الكبرى 2010

    .. مشرف ولايه غرب الاستوائيه باللجنه العليا لاستفتاء جنوب السودان 2010

    كمبالا الموافق 29\ 12\ 2011 – 002566794220799
                  

01-02-2012, 07:28 AM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    Quote: مستر هاوارد ولبي: السيد ... أشرت لمسألة الحجز التحفظي وقلت أنها نتيجة وليست سبب المشاكل التي حدثت في السودان . د. الترابي من المعروف أنك القوة المحركة من خلف البشير في السودان، وملف السودان من أسوأ ملفات حقوق الانسان في أفريقيا وبالتالي العالم وحسب علمي أنك اعتمدت في مصادرك على عمل قمت به أنت، لذلك أود أن أسمع منك استيضاحاً لماذا منظمات حقوق الانسان ( ) مازالت تقاريرها تشير لوجود سجون سرية والتي أشار إليها البعض الآن بانها (سجون الاشباح) وأن كثير من مرتادي هذه السجون قد ماتوا. إذن كيف يتسنى لك الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في ظل حكومتك الحالية.؟

    د. الترابي: مع احترامي فيما يتعلق بموقعي الشخصيي عضو الكونجرس المحترم أولا لا أصف نفسي كقوة محركة من خلف عمر البشير إلا أنني شخصية إسلامية وهناك حكومة قائمة ..

    ولبي: (مقاطعاً) أسمح لي لا أريد المقاطعة بل أريدك أن تعلق على الموضوع وشخصيتك ليست الموضوع إنما الموضوع هو سجل حقوق الإنسان .

    د. الترابي: نعم هذا صحيح سأعود لصلب الموضوع فمهما يكن من أمر فسجل حقوق الإنسان في السودان لايمكن مقارنته 20 ـ 30 سجين سياسي في السودان مع 000 . 50 وأكثر في أي دولة من دول شمال أفريقيا من ذلك أقصد أنه لا يمكن أن يكون أسوأ سجل في حقوق الإنسان إطلاقاً هذه واحدة .


    It's sad when you see this blatant lie from a person who considered himself a spiritual leader.
    Not only he was avoiding to answer the question but the way he tried to water it down is so disgusting. He said it's not more than 20-30 Political detainees however, during the same period May 1992 there were 171 in one place: Citibank Ghost House... I was there along with another 3 members of this Board...

    mohamed elgadi

    P.S. Thanks الكيك
    for this important documentation... pls provide the link of the Congress Hearing
                  

01-05-2012, 02:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: Mohamed Elgadi)

    شكرا
    محمد القاضى

    هذا الاستجواب كما ترى قديم اوردته هنا لانه كذب فى كذب ومراوغة لا تنطلى على طفل ناهيك عن سياسيين اعضاء فى الكونجرس وانما اوردته هنا ليعرف القارىء الى مدى يحكمنا الكذب والحداع .. وتوثيقا لكل احداث السودان منذ قيام الانقاذ والتى بنيت على اساس من الكذب واوصلتنا الى هذا الدرك السحيق فى ذيل العالم ليس بعدنا دولة فى التخلف ..

    وتواصل معى واقرا مواصلة لهذا


    البشير: الشريعة المصدر الرئيسي للدستور
    الثلاثاء, 03 كانون2/يناير 2012 19:56
    Share7
    سونا:
    قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن الشعب في بلاده حسم توجهه وهويته، وإن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيسي للدستور المرتقب، متعهداً بتقديم دستور يغطي مناحي الحياة كافة، ليصبح نموذجاً للثورات الناهضة في منطقة الربيع العربي. ونوَّه البشير أمام حشد جماهيري في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، يوم الثلاثاء، إلى أن كلاً من يعادي بلاده سيكون مصيره مصير الزعيم الليبي القذافي والطغاة الذين دعموا حركات التمرد. وأضاف "أن مالك عقار وعبدالعزيز الحلو اللذين يقودان حرب الحركة الشعبية قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان، لم يعيا الدرس فكان مصيرهما أن القوات المسلحة لقنتهما درساً لن ينسياه".


    وتعهد البشير مجدداً بالسير على درب الشهداء والتمسك بالنهج الذي مضوا من أجله في سبيل الله والوطن، وحيا آباء وأمهات وأبناء وأرامل الشهداء بمناسبة العيد العشرين للشهيد، كما حيّا القوات المسلحة والرعيل الأول من صناع الاستقلال.


    وقال إن أهل النيل الأبيض نصروا الثورة المهدية فكانت انطلاقة الشرارة الأولى من الجزيرة أبا، وثمن مجاهدات الشباب الثائر في ليبيا ومصر وتونس، متعهداً بمواصلة مسيرة التنمية التي انطلقت بالنيل الأبيض في مجالاتها المختلفة.

    ---------------------


    جهاز الأمن: الترابي يخطط لانقلاب عسكري
    الأربعاء, 04 كانون2/يناير 2012 10:54
    Share11
    قال إن (الشيوعي والشعبي) يديران تحالفاً غامضاً


    الخرطوم : الصحافة:


    اتهم رئيس جهاز الامن والمخابرات، الفريق اول محمد العطا فضل المولى، زعيم حزب المؤتمرالشعبي حسن الترابي بالتخطيط لانقلاب عسكري بعد ان وضع خياري الانقلاب والانتفاضة في رؤية حررها الرجل في وثائق ضبطت مع الرجل الثاني في حزبه ابراهيم السنوسي وعلي شمار .وقال العطا الذي أطلع قيادات القوى السياسية على الاوضاع في البلاد ليل امس، ان الترابي كان يخطط لانقلاب عسكري خوفا من استمرار الانتفاضة الشعبية لامد طويل وتابع « هناك نقاشات حدثت حول ازالة الحكومة، ولذلك فكروا في حلول سريعة كالانقلاب العسكري .


    وكشف مدير جهاز الامن ان حزبي المؤتمرالشعبي والشيوعي يديران تحالفا غامضا داخل تحالف المعارضة وفق اتفاق مغطى ومدسوس عن بقية احزاب المعارضة ،موضحا ان القيادات الوسطية في الحزبين فشلت في اعداد خطط مشتركة لتباعد رؤيتها وافكارها الايديولوجية وزاد « القيادات الوسطية في الشيوعي تعتبر المؤتمرالشعبي عدوها التاريخي «.


    وقال ان الحديث عن ثورة الربيع العربي تراجع في السودان بعد تشكيل الحكومة العريضة وتوقيع وثيقة الدوحة ،مضيفا ان تحالف المعارضة لايتفق على اطار هيكلي ولديه خلافات حادة حول منصب رئيس التحالف، وقال ان التحديات التي تواجه البلاد هي الرغبة الشديدة لاحزاب المعارضة في اسقاط النظام بكل الوسائل، مؤكدا انها تضع سيناريوهات تبدأ من يناير وحتى يونيو المقبل لعملية ازالة الحكومة .
    وشدد مدير جهازالامن والمخابرات على ان الوضع الامني بالبلاد تتسع فيه دوائر السلام بوتيرة سريعة.
    \\\\\\\\\\\\\\\

                  

01-06-2012, 12:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    لم يقف الهمز واللمز بين اخوان اهل الانقاذ عند السياسيين وحدهم بل امتد الى كتابهم ومن هم على راس تلك الصحف التى انشاوها ويدفعون لها ولرؤساء تحريرها الكثير من المال رغم عدم مهنيتهم وعدم تاهيلهم ليكونوا قادة للراى العام السودانى هنا مثال لهذا الصراع والهمز واللمز بين كتاب المؤتمر الوطنى او الاخوان الحاكمين ..اقرا

    الهندي.. قذافي الصحافة السودانية!
    04/01/2012 01:51:00
    حجم الخط:

    ضياء الدين بلال

    ضياء الدين بلال

    [email protected]



    فكرت كثيراً في أن أتجاهل ما كتبه الهندي عزالدين في الهجوم على (السوداني) بعموده أمس. زمالة سابقة وبعض ذكريات وضحكات وملح وملاح وبدايات مشتركة، كانت تعظني بتجاهل الهندي وغض الطرف عن عنترياته الذبابية، (الزميل كأنه كائن خرافي يجدد حياته بالاعتراك في الوحل)..ولكن الرجل لم يترك لنا مجالاً لتجنب الاصطدام به (نمشي شمال اجي شمال نمشي يمين نلقا يمين)..!

    و ظل يهاجم ويكررالتعريض بـ(السوداني) منذ عودتها للصدورفي عشرة- عشرة - 2010 الى الأمس. هي عادة الرجل في مسيرة هياجه الصحفي لم يترك كاتباً أو سياسياً لم يتعلق بثيابه.. فهو له حرص طفولي على توسيخ ثياب الآخرين بالإساءة والإسفاف وبذئ الكلام وجارح القول...!

    ويظن واهماً أن تجنب الرد عليه أو الاحتكاك به دلالة خوف من قلمه المسموم. ولم يدر المسكين أن الكثيرين يترفعون عن الدخول معه في تلك المستنقعات الآسنة..!

    والرجل وهوفي حالة ترنحه بعد الضربات القاسية التي تلقاها من شركائه الذين ضاقوا ذرعاً برنجسيته ونزقه، أصبح أشبه بالقذافي في زنقته الأخيرة.. يطلق عبارات عصابية في تمجيد الذات وتحقير الآخر، هو (الجبل الذي لا تهزه ريح وهو يوسف الصديق والآخرون إخوته الحاسدون وهو الذي صنع الأهرام والاهرام لم تصنع الهندي، وهوهوهو)، وتتضخم الذات وتنتفخ، في ادعاءات لا تحدها حدود، تطأ على كل شيء، الزمالة والصداقة والقيم والذوق السليم..!

    (السوداني) ليست في حاجة لشهادة مهنية ومصداقية من الهندي، فهو غير مؤهل لإصدار تلك الشهادات، فالرجل الذي اختار اسم الجلالة ليمارس تحت ظله المقدس استثماراته الصغيرة ويسجل شهادات مدعياً أنها لله، وهي للذات والأنا الدنيا غير جدير بتقييم الآخرين!

    في عدد واحد من أعداد الأهرام تحضر صورة الهندي 14 مرة.. نعم 14 مرة!!

    هذا لا يحدث في الألبوم الشخصي لأي إنسان عادي دعك من صحيفة تباع للجماهير!!

    رئيس تحرير ينشر صوره 14 مرة في عدد واحد. ويتحدث من على منصة ثلج عن المهنية والصحافة المحترمة ويبكي بدموع العصافير على المصداقية المذبوحة..!

    ذلك العدد جدير بترشيح الهندي والـ14 صورة لموسوعة غينيس العالمية، كأول رئيس تحرير في العالم يكرر صورته 14 مرة في عدد واحد!!



    والذين يعرفون الهندي وحالته القذافية، يذكرون عندما ضحك الجميع على الهندي وهو يكتب في إحدى شطحاته الباسمة: (الهندي عزالدين يلتقي الرئيس أسياس أفورقي)، وكأن الرئيس هو الهندي وأسياس هوالصحفي!.

    كنت كثيراً ما أقول للزملاء الهندي شخص مستحق للعطف لا للاستياء والسخرية، فهو رجل يسيطر عليه شعور بالضعف يجعله شديد العدوانية تجاه الآخرين!

    مصدر هجوم الهندي على (السوداني) معروف. عندما أجرى معه الزميل أحمد دقش حواراً بعد إقالته أراد لـ(السوداني) -بسذاجة- أن تكتفي بذلك الحوار ولكن (السوداني) لأنها صحيفة مهنية وذات مصداقية وتعمل بنشر الرأي والرأي الآخر،أجرت حواراً مقابلاً مع الأستاذ مزمل أبو القاسم، ومزمل كشف رغبة ومسعى الهندي للنيل من شركائه والاستحواذ على الصحيفة.. لذلك السبب قرر الهندي التمادي في الهجوم على (السوداني) لأنها لم تكتف بإفاداته وسمحت لخصومه بعرض وجهة نظرهم!!

    الإثارة السالبة التي تحدث عنها كان هو أستاذها المبجل، عندما أتى في عدده الأول بامرأة مجهولة، لتقول إنها زوجة ثانية للرئيس جعفر نميري وظل يرقص فرحاً على قبر الرئيس الراحل على أنغام ذلك الادعاء الكذوب والافتراء على الموتى، منتشياً بأرقام التوزيع، ولكن الأكاذيب ومنابر الثلج لا تحتمل أشعة الشمس، ثبت للجميع أن المرأة كانت كاذبة. وأرقام التوزيع تناقصت وتراجعت (أسالوا المدير العام للأهرام)، والهندي ينظر بغيظ لـ(السوداني) وهي تنتقل من نجاح لآخر تنفرد مع الزميلة (أخبار اليوم) بخبر "مقتل خليل" بينما الهندي يحتفي في صفحته الاولى بزيارة الوفد (الفلاني) وباقات زهور من الوفد (الفلتكاني)، ثم يذهب لينام من الساعة التاسعة مساء على وسادة الاحلام السعيدة, باعتبار أنه سينافس تميز الآخرين بالشتائم والاساءات...!

    فهو كل ما تراجع توزيعه سعى للبحث عن معركة في الوحل.. ولكن المسكين لا يعمل بتلك النصيحة البراغماتية :(كما عليك اختيار الأصدقاء كذلك عليك أن تختار من تعادي)!!.



    رسالة إلى والي الخرطوم:



    الكلمة مثل الرصاصة لا تعاد لخزينة السلاح بعد انطلاقها. لقد كثرت أخطاءك وتصويباتك، أنت في حاجة ملحة لمراجعة طريقة تعاملك مع أجهزة الإعلام. هناك خلل ما، يحتاج لعلاج!
                  

01-06-2012, 10:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    [red]وهنا الهندى عز الدين يرد على ضياء الدين بلال ويوسع الهمز واللمز ليشمل اطرافا اخرى من اهل الحكم ضمن معركة اثبات وجود لمن يمنح ويمنع من اهل النظام ..


    اقرا



    : من أين استمدَّ هذه الشجاعة (الاستثنائيَّة)؟!
    2012/01/05 - 16:07
    قصَّة المتدرِّب الضخم «ضياء الدين» من (سوق المناقل) إلى (سوداني محجوب عروة)
    شبَّهني بالقذافي!! ونحن نخرج من كل (زنقة) إلى (ساحة) أرحب تطلُّ على الشارع العريض





    { زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً..
    فابشر بطول سلامة يا مربع..


    { من أين استمدَّ «ضياء الدين»، أو (الكادر الرخو) حسب التصنيف (الداخلي) للحزب الشيوعي السوداني في منتصف التسعينيَّات، أو «الضو بلال» كما يحلو لبعض روَّاد المواقع الإسفيريَّة أن ينادوه، من أين استمدَّ هذه الشجاعة (الاستثنائيَّة) الغريبة عليه، وعلى طبيعته المضطربة وشخصيته المهزوزة، فيخرج علينا متهماً إيَّانا بكل تلك الاتهامات والإساءات، ملفِّقاً علينا أكاذيب جديدة، تضاف إلى سلسلة أكاذيبه المنشورة والمشهورة؟!
    { «ضياء» - والدين براء منه - يكذب كما يتنفَّس..!!


    فقد زعم أنَّنا نشرنا عنواناً في صحيفتنا يقول: (الهندي عز الدين يلتقي الرئيس أفورقي)!! وصحيح أنني التقيت الرئيس أفورقي في فرنسا على هامش زيارة رافقت فيها سيادة النائب الأول لرئيس الجمهوريَّة، وصحيح أنه قال لي (أنا أعرفك).. ولكن (الأهرام اليوم) لم تخرج بعنوان كذلك إطلاقاً، وقراؤها يعلمون، ودونكم الأرشيف، لكننا لن نناقشه في أكاذيبه، ورواياته المختلقة، من خياله المريض، غير أننا نتساءل: من أين لضياء بهذه الشجاعة؟ إذا كانت (شجاعة مستردَّة) على طريقة (سلفة مستردَّة) من سيِّده الجديد - بعد الأستاذ «العتباني» - السيد «جمال محمد عبد الله» الشهير بـ (الوالي)، فأخشى أن هذا (الوالي) غير الدستوري، لن ينفعه، ولن يشفع له، فهو - نفسه - يحتاج إلى من يحميه، و(يضاريه).. و(البيتو من قزاز ما بخلِّي أولادُو يجدِّعوا بالحجارة)!! والملفات شائكة من «فضيحة» «الحضري» إلى قصة الثروة الحيوانيَّة!!


    { هاج ضياء - وبدون ضياء - أرغى.. وأزبد.. ليثبت للوالي أنه (عنتر)، وأنه (أبو زيد الهلالي)، وأنه يستحق زيادة في (المرتب) من (واليه)، لا (والينا)، وتحاشى أن يرد على الموضوع الأساسي محور مقالنا (أمس الأول) بعنوان (عفواً.. سيدي الوالي)، لأنه يعلم جيداً أنه كذب على الدكتور المحترم «عبد الرحمن الخضر» وتحرَّى فيه الكذب، وقال على لسان (الوالي) الحقيقي - لا (التايواني) - ما لم يقله عن المظاهرات!! تماما كما كذب وهو ينشر خبراً قبل أيام.. عنواناً على صفحته الأولى، مفاده أن الحزب (الاتحادي الأصل) فصل الأستاذ «علي السيد» المحامي..!! فإذا بصحيفة (الاتحادي) تخرج بعنوان (أمس الأول) يقول: صحيفة (السوداني) تكذب.. وتتحرَّى الكذب، على طريقة مصاصي الدماء.


    { وقبلها كذب «الضو بلال» مستهدفاً حزب (المؤتمر الشعبي) إبَّان زيارة الشيخ الجليل «حسن عبد الله الترابي» للقاهرة، لتحتفل (السوداني) بعنوان كبير على الصفحة الأولى: (الترابي يهرب من ميدان التحرير بعربة تاكسي)!! متى كان الترابي يهرب يا ضياء بلال؟!

    وقبلها حرَّف «الضو» حديث الأستاذة أمامة حسن الترابي، صارخاً - بإثارته المتهوِّرة: (أمامة الترابي: لا أمانع من الزواج من يهودي أو مسيحي)!! وهي الرواية (المشتولة) الملغومة التي صحَّحتها كريمة الشيخ «الترابي» سريعاً، في محاضرة مهنية وأخلاقية تجرَّعها «ضياء» بمرارة الحنظل، ثم لاذ بالفرار بعد أن توعَّده أنجال (الشيخ) وأتباعه!!
    { وبعدها.. افترى «ضياء بلال» الكذب على الإمام الصاق المهدي، فاتحاً صحيفته للنيل من مقام (السيد) بملعومات مضطربة، دخل بعدها في مهاترات مع كريمات الإمام زعيم حزب الأمة القومي.

    { كم (كذبة)، وكم (شتلة) شتلها «ضياء بلال» وسقاها من مياه (الصرف الصحي) منذ أن هبط ببراشوت «جمال الوالي» وترتيبات (القصر) على صحيفة أستاذنا المسكين - المظلوم ظلم الحسن والحسين - «محجوب محمد الحسن عروة»؟!!


    { قفز «الضو»، القادم من (سوق العيش) بمدينة «المناقل»، فوق سور جريدة الأستاذ «محجوب عروة»، واهماً سُذَّج (الحكومة)، ومتوهِّماً بأنه صنعها من العدم، وأنه أعاد إصدارها - بعد غياب - بثوب (قشيب)، وأنَّه زاد توزيعها المتراجع، وأنَّه المخلِّص البارع.. والمحلل الأول.. والمنفِّذ الأوحد للأجندات (السلطويَّة) الظلاميَّة..!! وأبرز تجلياته (الغبيَّة)، التي ظن أنه يخدم بها السلطة، احتفاءه بمينشيت أخرق و(ملغوم) قبل أشهر يقول فيه: (القوات المسلحة تنفي استخدامها أسلحة كيميائيَّة في جبال النوبة)!! ولعلَّكم تعلمون - سادتي الخبراء والحكماء - أن (إبراز) النفي لا يعني سوى التأكيد في مثل هذه الحالات الحساسة!!
    { لكنَّه عبقري زمانه «ضياء البلال»، الذي جاء به الأستاذ المحترم «عادل إبراهيم حمد» من (سوق المناقل) إلى يد الأستاذ الراحل الكبير «محمد طه محمد أحمد» في أحد أيام في العام 1998م، وكنت شاهداً على الحدث في ذلك اليوم (الكارثي) العجيب!! وبذات المنهج التفجيري الشاطح، بدأ المتدرِّب «ضياء» مسيرته (غير الظافرة) معنا في صحيفة «الوفاق»، وكنت يومها رئيساً للقسم السياسي، فأبى المتدرِّب (الضخم) إلا أن يديره رئيس التحرير الراحل «محمد طه» - شخصيَّاً - لأنَّه (عبقري زمانه)، ولا يخضع لرؤساء الأقسام من أمثالنا..!!
    وكان أول تفجيرات «الضو» حواره المثير للفتن، ما ظهر منها وما بطن، مع الدكتور «حسن مكي»، الذي قال فيه إن جثة سيدنا «عثمان بن عفان» رضي الله عنه، ظلت متحللة في العراء لأيام.. بعد مقتله!! فإذا بمسيرة هادرة تخرج من (الجامع الكبير) بالخرطوم باتجاه صحيفة (الوفاق)، تندِّد بهذا التعريض غير اللائق بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنذ ذلك اليوم ظلت «الوفاق» مُستهدفة من جموع (السلفيين) في السودان، بينما ظل «ضياء» فرحاً بانتصاره ممتهناً للإثارة.. ولو على حساب (الصحابة) رضوان الله عليهم.. دعك من العبد الفقير إلى الله رئيس تحرير (الأهرام اليوم)..!! وإذا لم يكن رئيس تحرير الصحيفة (الأولى) في البلاد مؤهلاً لتقييم (حائطيَّة) ضياء.. فمن هو المؤهل أكثر منا؟!


    { شبَّهني «ضياء - وبدون ضياء - في (هوجته) الأخيرة التي استهدفني فيها إرضاءً لسيده الجديد، وسادة آخرين، لا تعلمونهم، الله يعلمهم، بأنني (قذافي الصحافة السودانية)!! حسناً.. إذن أنت «مصطفى عبد الجليل»!! ودعني هنا أسأل الزميلة المثابرة «رفيدة يس» فهي - وحدها - التي تشرَّفت بإجراء حوار لصالح (السوداني) مع رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا: من يشبه القذافي.. ومن يشبه «عبد الجليل».. و«بلحاج» ومن يشبه «ضياء الدين بلال» الذي لا شبيه له..!!


    { يكفيني يا هذا.. أنني في أوج (رجفة) حكومتنا وتستُّرها على جرائم واعتداءات القذافي على السودان، وفي عز التصاق (الرجَّافة) أشباهك في صحافتنا، بـ (الحيط)، كنت - الوحيد - الذي أوجه سهام هذا القلم طيلة الثلاث سنوات الماضية، صوب نظام العقيد القتيل «معمر القذافي»، ولم تكن جهات عديدة في حكومتنا - بل حكومتكم يا ضياء - مرتاحة لهجومنا على «القذافي»، وتلقينا التحذيرات تلو التحذيرات، وصادرت لنا (الرقابة) أيام غزوة أم درمان في مايو 2008م، مقالات ومقالات ضد العقيد المجرم «معمَّر أبو منيار»!!
    { لست قذافي الصحافة السودانية، لأنني تعودت على مدى (16) عاماً في الصحافة الخروج من (زنقات) الحاسدين والمترصِّدين وصغار وكبار المتآمرين المتتالية، إلى (ساحات) أرحب، بمساحات أكبر، تطل على (الشارع) العام.. شارع الجماهير الواعية.. والمحتشدة، التي تراقب وترصد.. وتميِّز (الأصلي) من (المضروب)، وصاحب القضيَّة من بقايا (الشيوعيَّة)، والفارس من (المحرَّش).. و(المحرَّش ما بكاتل)..!! ولكن متى يفهم رئيس مجلس إدارة بنك الثروة الحيوانيَّة؟! يا حليل (الثروة).. ويا حليل (الحيوانات)..!!
    { أنا من صنع (الأهرام اليوم) يا «بلال».. أقولها مرة.. وثانية.. وعاشرة وألفاً.. ولا مساحة هنا للكذب.. ولا تربة تصلح لـ (شتلاتك).. هذا كسبي.. و(ضرب يدي)، فهذه الصحيفة لم يصنعها (المؤتمر الوطني)، ولم يحملني من المجهول إلى رئاستها وهي صادرة ومثمرة، و(مليِّنة)، كما أتى بك مديراً لتحرير (الرأي العام)، ثم رئيساً لتحرير (سوداني محجوب عروة) بعد مضايقة وطرد صاحبها مديناً محسوراً..!! ذات السيناريو يريدون تنفيذه في (الأهرام اليوم)، على أن يحل محل «ضياء» وزير (مرفوت) من ولاية النيل الأبيض، اسمه «عبد الماجد عبد الحميد».. فيا لها من انتهازيَّة.. ويا لهم من انتهازيين!!
    والانتهازيُّون يتشابهون في في كل شيء..!! ملامحهم (رماديَّة).. وجلودهم (ملساء) وقلوبهم (سوداء)!!
    { نحن - يا ضياء - نصنع المؤسَّسات (الخاصة) من العدم، وندفع بها إلى النجاحات، دون إذن أو دعم من أحد، أو جهة، لكنك تعوَّدت على (الرضاعة) من (ثدي ) السلطة، راجفاً ومرتجفاً، ومهجساً، من أثر الضغوط والإملاءات بتنفيذ (الأجندات) دون التزام (تنظيمي)، أو قناعة (فكريَّة)، أو عقيدة (روحيَّة).

    { نعم.. أنا من صنع (الأهرام اليوم)، ومن حقي أن أنشر صوري على صفحاتها، متى ما دعت الضرورة الفنيَّة، ولا أظن أن الذين يدفعون «جنيهاً» كل صباح لاقتناء هذه الصحيفة، تزعجهم صور رئيس تحريرها!! وإلا لفارقوها من زمن الحملة الانتخابيَّة (المزعجة للفاشلين).
    { إنَّ قراء (الأهرام اليوم) تزعجهم صور آخرين مثلك.. ولهذا نحرص على عدم نشرها عندنا حفاظاً على مشاعر قرائنا.. ومراعاة للذوق العام.
    { صحيفة (السوداني) صنعها (المغدور) «محجوب عروة».. فماذا صنع (المدعوم) «ضياء بلال»..؟!
    وماذا قدم للصحافة السودانية، بل ماذا قدم لـ (السوداني) - ذاتها - أكثر مما قدَّمته الصحفية الشابة «رفيدة يس»، حتى صار البعض في الوسط الصحفي يسمِّيها «جريدة رفيدة»!!
    وها هو يتنكر لها، فترمي في وجهه بالاستقالة، فيذرف الدموع!!
    { أما حديثك عن توزيع (الأهرام اليوم)، فبطرفك المستندات وشهادة المدير العام الأستاذ عبد الله دفع الله، فأوراقنا لا تكذب.. ولا تتحرَّى الكذب! و(الأهرام اليوم) تتجاوز (سوداني الضو بلال) بنحو (15) ألف نسخة، خمس عشرة ألف نسخة.. ولا أقل..!! وبلغت نسبة التوزيع الاثنين الماضي (94%)، فيما تراوحت بين 82% إلى 89% في معظم الأيام من مجموع طباعة من (30) ألفاً إلى (35) ألف نسخة.
    { ورغم ذلك ينتفخ الضو (البو) متفاخراً ومتباهياً بحصوله على خبر مقتل «خليل إبراهيم» في الثالثة صباحاً عندما كان «الهندي عز الدين» نائماً..!! لكنه لم يذكر للقراء، الحقيقة، ومُفادها أن جهة (حكوميَّة) أيقظته من نومه العميق، دون بقية خلق الله من رؤساء التحرير، لتدعمه بهذا (الانفراد) المزعوم الذي أفسده عليه الأستاذ الكبير أحمد البلال الطيب الذي لا يعرف النعاس طريقاً إلى عينيه قبل طلوع الفجر.. وهذا (لشقاوة) ضياء!!
    أما أنا فقد استسلمت للنوم في ذلك اليوم عند الثالثة صباحاً، ذات الساعة التي أيقظت فيها جهة (حكومية) «ضياء» لتدعمه بخبر مقتل خليل!! وعلى أية حال فإن توزيع (الأهرام اليوم) لا يتأثر بمثل هذه الأحداث العابرة، ما دامت (شهادتي لله) حيَّة ونابضة، حيث بلغت نسبة التوزيع في ذلك اليوم (89%) من مجموع (30) ألف نسخة..!!


    { هذا (البو) - بالباء وليس الضاد - ظل كغيره في زمرة الحاسدين والمتآمرين، يتهمني بـ (النرجسيَّة)!! فليكن..!! وأدنى ما يمكن أن يقال لهذي النعام، ما ردَّ به عليهم الأستاذ المغوار«محجوب فضل بدري» عندما قال لهم في عموده بجريدة الصحافة «ما يتنرجس.. ما فوق عديلو»!!
    { بقي أن تعلموا - أعزائي القراء - أن الزميل «ضياء» زارني ليلاً في مكتبي قبل «ثلاثة أيام».. معتذراً.. ومتوسِّلاً.. بشهادة الزميلين «طلال إسماعيل» ومراسلتنا بالقاهرة «صباح موسى»، معترفاً بأنه مارس انتهازيته في نشر قضية الخلاف بين شركاء (الأهرام اليوم) بهدف التسويق وزيادة التوزيع المتراجع!! يا سبحان الله.. يريد أن يوزِّع صحيفته (البائرة) على حساب إخوانه وزملائه الذين مدوا أياديهم إليه وساعدوه ورعوه وحفظوا أسراره وتجاوزوا عن أخطائه!!
    { وعفوتُ عنه.. لكنه لا يستاهل.. وتجاوزتُ عن حماقاته لكنه لا يستحق..
    {والله..إني أخشى عليك.. أخشى عليك من نفسك.. ومن الذين يستغلون ضعفك.. وأخشى عليك أن تكتب عند الله.. ثم عند القراء، كذَّابا..
    {وأستغفر الله لي.. ولكم
    .
                  

01-12-2012, 04:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مذكرة الالـــــــــف اخ

    الحمد لله القائل((واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلمو منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب )). والصلاة والسلام على افضل خير الناس محمد بن عبد الله سيد السادة وقائد القادة وزعيم الامة الهادى الى صراط الله المستقيم وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ، الحمد لله الذى جعلنا من امة محمد صلى الله عليه وسلم وجعلنا من طليعة قوم رفعوا راية الحق وقدمو فيها الكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب ونالوا فيها من العنت والبلاء واصابوا وأخطاوا فلهم اجر الاجتهاد ان شاء الله و نسأله تعالى القبول والهداية والتوفيق لما نحن بصدده فى استكمال المسير


    من الله علينا فى السودان ان جعلنا من الاقطار التى لها سبق فى درب الوصول الى مجتمع اسلامى تحكمه وتنظم حياته قيم السماء بعد ان غابت عن عالمنا الاسلامى لفترة من الزمان، وذلك لهوان المسلمين من ناحية ولاستحكام المؤامرات التى حيكت بظهر الامة من ناحية اخرى وهو ما جعل جل العالم الاسلامى فى يوم من الايام يقع تحت قبضة اوربا المسيحية بعد سقوط الدولة الاسلامية فى تركيا وغلبة العلمانية علينا ولقد كان النضال طويلا ولازال للوصول لغايات الامة ،

    فمنذ خروج الاستعمار- باعتبار ان ذلك كان الخطوة الاولى للتحرر والانعتاق - ظلت الحركات الاسلامية فى كل البلاد الاسلامية تقود تحررا للرجوع للهوية المستلبة ولقد لاقت فى سبيل ذلك الكثير من العنت والابتلاء .ولقد من الله لعباده فى السودان بظروف جعلت الحركة الاسلامية والعمل الاسلامى متقدما فى كافة المناحى مما جعلها رائدة بكسبها وبتجربتها المقتحمة والتى طرقت كل المجالات وحققت فيها نجاحا مقدرا و صارت تجربة تمشى بين رجلين لتصبح هاديا لكثير من دول العالم الاسلامى بأخذ العبر منها بترك اخطائها والاستنارة بايجابياتها وهو مايعد اكبر مكسب لهذه التجربة ان تخرج انزال قيم الدين من الكتب النظرية الى التطبيق الشجاع العملى فى ارض الواقع ليتم الحكم لها او عليها ولقياس مدى النجاح والاخفاق ولهداية القادمين من بعد ، خاصة فى غياب تجربة حديثة بعد سقوط الدولة العثمانية باعتبارها اخر دولة اسلامية فى تاريخنا القريب .


    ان من اكبر انجازات الحركة الاسلامية فى السودان انها استلمت السلطة فى 89 دونما تردد فلقد ترددت حركات اسلامية من قبلنا وافقدت بلادها ودعوتها الكثير وخسرت امة الاسلام زمنا غاليا فى جعل قيادة تلك البلاد فى يد غير امينة بل ومتآمرة وحقودة .يتمثل انجاز استلام السلطة فى انه اولا قطع الطريق لانقلابين احدهما بعثى حقود والاخر مصرى عميل بدعم امريكى اوربى .ثانيا قطع الطريق للصليبية من ان تكرر ما حدث فى زنجبار والاندلس وذلك عبر الهالك قرنق وحركته ونظرية ماسمى بالسودان الجديد والتى روجت له الدعاية الغربية والكنيسة وهيأوا الدنيا لحكم المسيحى لاغلبية مسلمة فى السودان وكان يحمل فى ثنايا هذا المشروع كما هو معلوم تطهير عرقى للعناصر الحاملة للدماء والثقافة العربية . ثالثا جعل السلطة فى يد امينة ومؤمنة وجاده ومسؤولة ومتجرده تجلى ذلك فى تصديها الجاد للمؤامرات والحروب التى حاول الغرب بها اجهاض التجربة وقدموا فى ذلك اكثر من عشرة الاف من خيرة العناصر شهداء غير الجرحى والمعاقين من القيادة الى القاعدة وتضمن طلاب ومهندسن ودستوريين وحفظة قرآن وغيرها من مكونات تلك الفئة وانجزت عناصرهم فى الحكم انجازات وطنية ملموسة عبر مشاريع رائده وعظيمة تقف شاهدا على قوة وطهارة وكفاءة هذه العناصر .


    لقد اصابت التجربة الاسلامية كثير من سهام النقد والتشكيك حتى من داخل الصف الاسلامى بل حتى من داخل صفوفها واصابها انشقاق تنظيمى قدح فى صدقيتها وتوجهها القاصد ولكن رغم ذلك صمدت هذه التجربة الى اليوم ولازالت فيها الروح التى تؤهلها للمضى قدما فى برنامجها القاصد الى الله ولذلك نحن مجموعة من الاخوان من داخل الصف تنادينا لندلوا بدلونا فى امر شاركنا فى كل تفاصيله ونريد ان نجدد ما اندثر فيه من روح نتيجة تداعيات كان من الممكن تجاوزها وحتى نكون منصفين سنؤكد على الحقائق مجرده وسنقدم رؤية وحلول مبتغين فى ذلك وجه الله والعهد الذى قطعناه مع من سبقوا من اخوتنا ان لايخلص لدين الله وفينا عين تطرف فضلا عن ان نكون بسلوكنا او ممارستنا اوقعودنا سببا فى نكسته فى بلادنا، وحتى نحيى سنن التجديد ونفخ الروح نرى ان يتم عمل كبير فى وسط الجماعة والدولة نتناغم به مع فكرتنا ولنرفد به التمدد الاسلامى المتنامى فى العالم اجمع والمتمثل فى زيادة عدد المسلمين فى العالم والزيادة الملحوظة للمسلمين فى اوربا وامريكا والتى تنذر بفجر قريب قادم بل مع تهاوى الانظمة العميلة للغرب فى عالمنا الاسلامى والعربى ووصول الاسلاميين للسلطة فى اكثر من بلد متحالفين او منفردين اضافة الى انهيار الاشتراكية وانحدار الراسمالية وبحث البشرية لحلول اخرى كل هذا يلقى علينا عبئا زائدا لدفع وتصحيح المسير فضل عن ان انفصال الجنوب اوجد واقعا جديدا يستوجب ترتيبات جديده وتغيير للخطط والاستراتيجيات حيث زال الخطر الذى بسببه جاءت الانقاذ عبر الدبابة فقد كانت مشكلة الجنوب البوابة التى خطط عبرها ان تمحى هوية البلاد وتتغير تركيبته السكانية عبر فوهة البندقية .
    ونريد ان نؤكد على حقائق فى نقاط حتى لاتختلط الامور ويضيع المقصد:


    اولا الايجابيات والمكاسب

    1. ماتم فى 89 اجتهاد مبروك نرى انه حقق الخير الكثير وفى ذلك لنا منطق ودفوع يطول فيه الحديث .


    2. قدمت كثير من القيادات والقواعد ولازالت نماذج طيبة فى التجرد والتضحية والقدوة والجدية والكفاءة والذى كان السبب فى صبر الشعب السودانى معنا بل والوقوف مع برامج الثورة بحماس و فى احلك الظروف رغم العوز والفقر والحاجة


    3. حدثت نهضة اقتصادية كبيرة وتقدم فى كافة المجالات واقيمت مشروعات غير مسبوقة واسست بنية تحتية عززت ثقة المواطن فى الدولة وفى هذا الارقام تتحدث عن نفسها وتصدق مانقول وهو شعور وشهادة الشارع السودانى كما نعلم .


    4. تم التصدى للتمرد الذى وصل الى اطراف الشمال وكسره واجباره للتفاوض وجعل آماله تخيب من ان يكتسح الشمال ويغير هويته وهو المخطط الرئيسى الذى حملته فكرة السودان الجديد وقدمت فى ذلك تجربة جهادية متميزة كان قربانها قرابة العشرالاف شهيد من المجاهدين المتطوعين فقط غير النظاميين .

    5. تم تأهيل المقدرات العسكرية للبلاد بقدرات عالية شملت الصناعة الحربية وتاهيل القوات بالاسلحة المتطورة وتدريب الشباب وتجريبهم فى مواقع القتال المختلفة مما شكل رصيدا دفاعيا قويا للبلاد


    6. وقف حرب الجنوب عبر تفاوض مضنى لسنوات وصل الى اعطاء شعب الجنوب الحق فى تقرير مصيره بكل حرية تقديرا لرأى انسانه واخذا بقراره لمعالجة مشكلته بما يريد وهو مايحسب لنا فكريا وسياسيا لمعالجة مشكلة عانت منها البلاد اكثر من ستين عاما فخضناها بجدية حربا وسلما وفى هذا لنا مانقول من رؤية رغم محاولة البعض جعلها لنا سبة انها قادت لانقسام البلاد

    .
    ثانيا السلبيات والاخفاقات:


    1. الانشقاق الذى تم فى 99 كان وصمة فى جبين المشروع خاصة وماتبعه من احداث وملاحقات وملاسنات اذهبت بريق ماتم من جهود .


    2. هنالك اخطاء ارتكبت من الجماعة والافراد والتى من ابرزها التعامل بروح الوصاية والاقصاء وعدم استصحاب الاخرخاصة فى بداية الانقاذ


    3. العقلية الامنية بغرض تأمين الاوضاع غلبت فى كثير من السنوات مما صور الدولة كانها بلا فكرة او مشروع انسانى حضارى تقدمه للناس .


    4. التناقض الذى لازم خطاب الانقاذ بدأ بشمولية قابضة وانتهى بحريات واحزاب وتعدد،بدأ بمنع تداول العملة وانتهى بتحريراقتصادى كامل، صور كاننا بلا برنامج فقط نعمل برزق اليوم باليوم و نستجيب للضغوط حتى نبقى فى السلطة .


    بعض منا ركن الى الدنيا واصاب منها وسقط فى امتحان السلطة والمال واصبحوا من المفتونيين نسأل الله الهداية .
    6. عدم التعامل بحسم مع تهم الفساد التى اصبحت حديث الناس وعدم حسمها او دحضها بل والسكوت عليها يضعفنا اخلاقيا وفكريا قبل ان يهزمنا سياسيا .


    الافرازات التى ظهرت نتيجة التحرير الاقتصادى لم تصاحبها برامج بالقدر الكافى تخفف على الفقراء اثارها.

    8. ثورة التعليم العالى رغم انها كسب كبير ولكنها افرزت مشكلات تحتاج الى نظر مثل العطالة وضعف الخريج لكثير من الكليات .
    الفشل فى محاربة بعض الظواهر الموروثة مثل المحسوبية والرشوة بل اصبحت هذه الافات تهم ضدنا تشوه التجربة.
    ظهور النعرات القبلية والجهوية بصورة مزعجة .


    11. الاخطاء التى ارتكبت فى قضية دارفور افقدتنا الكثير وادخلت البلاد فى مشكلة كبيرة و رغم الـتآمر لكن بقليل من الترتيب وعدم التسرع كان يمكن تفادى ماحدث.
    رؤيتنا لمواصلة المسير وبفعالية ان يتم تنفيذ البرنامج الاتى عبر المؤتمر الوطنى باعتباره الحزب الحاكم وذلك لتحقيق امرين اولهما التحقق من شبهات الفساد وحسمها وثانيهما تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية الشاملة :
    أ . مواصلة برنامج الاسلمة وتطبيق الشريعة الاسلامية فى المجتمع دون تردد اووجل ودعم العمل الدعوى بكل الوسائل وتشجيع الفضائل ونشر قيم الطهر والفضيلة باعتبارها الهدف والغاية والشرط لبقاءنا لتمكين ونشر دين الله فى الارض .
    ب. تشكيل آلية عدلية عبر القضاء تقوم بالنظر فى قضايا الفساد على ان تبدأ بالقضايا التى اصبحت تشكل رايا عاما لدى الراى العام السودانى وفى وسط الاخوان وذلك اما تبرئتها او محاسبة مرتكبيها وارجاع الاموال المنهوبة ان ثبت ذلك الى الخزينة العامة بكل شفافية . وان يدعى كل من لديه بينة على شخص تقلد منصبا عاما وقام باستغلاله لكسب شخصى الى تقديم بينته على ان يتم ذلك عبر الوسائل القانونية التى تحفظ حق الجميع متهمين ومتهمين .
    ج. العمل على انجاح التحول السياسى نحو تحكيم المواطن السودانى عبر صندوق الاقتراع لمن اراد ان يحكم البلاد وذلك بكل صدق وشفافية ولكى يتم تقديم تجربة راشده لادارة الحكم فى السودان تنفيذا لبرنامجنا الفكرى القائم على بسط الشورى والحرية والتى هى من صميم فقهنا وفكرنا و الذى قدمنا من اجله الدماءوالشهداء وهو تحرير الانسان واطلاق طاقاته من غير وصاية واعتبار ماتم من قبضة فى السابق جاء نتيجة ظروف استثنائية و ضرورة اجبرتنا لها ظروف معلومة . ولكى يتم هذا التحول ويكتمل بدره لابد من الاتى:
    • العمل على وضع دستور دائم للبلاد يحظى باجماع القوى الرئسية فى البلاد وليكون اللبنة الاولى للاستقرار السياسى حتى ننتج دولة متحضرة تحكمها القوانين لا الاهواء والعدل لا الظلم ونقدمها للعالم اجمع تتويجا للتجربة الاسلامية فى السودان وهى تلتقط انفاسها بعد ان بدأت البندقية فى الصمت وهدأت القضايا والنفوس . ونكون بذلك اكبر معين معنوى لاخوتنا فى دول العالم الاسلامى والعربى وهم يقودون معركة الحرية والانعتاق الى رب العالمين
    • البدء الفورى فى تنفيذ خطة واضحة بجعل الجهاز القضائى مؤسسة مستقلة تماما عن الجهاز التنفيذى على ان يبدا التنفيذ عبر تعيين شخصيات مستقلة وذات كفايه فى قيادة هذا الجهاز لتقوم بتنفيذ هذا البرنامج حتى يحظى الجهاز القضائى باحترام الجميع وليصبح جهة للتحاكم العادل .
    • تحييد كل اجهزة الدولة التنفيذية وعدم اقحامها فى الصراع السياسى بين الكيانات المختلفة انفاذا للعهد والميثاق بيننا والاخرين والاستعداد لكسب او خسارة اى انتخابات قادمة بروح مسئولة تدعم الاستقرار والتداول السلمى للسلطة فنحن حزب رائد وصاحب تجربة وانجاز وحزب عملاق يمتلك الفكرة والجماهير وهو الذى يستطيع ان يعبر عن قضايا الامة وهو الاكثر استعدادا لادارة البلاد وللنزال عبر وسائل التنافس السياسى الحر فلسنا فى حاجة لاى اليات استثنائية لتبقينا فى السلطة.
    • فك الارتباط العضوى بين اجهزة المؤتمر الوطنى واجهزة الدولة ماليا واداريا وذلك بكل شفافية وعدل شأننا كالاخرين .
    • تقوية العمل الحزبى ما استطعنا لامتصاص القبليات والجهويات ولانجاح العملية السلمية لتدداول السلطة.

    د. الاجتهاد فى وضع برامج مكثفة فكريا وتربويا وسياسيا للقطاع الطلابى وقطاع الشباب متكئين على رصيدنا الثر فى العمل الطلابى والشبابى وحصدا للجهود التى جعلت الشباب ينحاز للبرنامج الاسلامى بكل اندفاع حتى يتم تقوية هذا الذراع المهم ولضمان المستقبل الذى تشير كل المؤشرات الى انحيازه للصف الاسلامى .
    ه. التنسيق مع الكيانات الاسلامية فى الساحة والعمل معها بالقاعدة الذهبية ان نعمل على مااتفقنا عليه ويعذر بعضنا فى ما اختلفنا فيه وذلك بردم هوة الخلافات وبناء جبهة اهل القبلة ودفع العمل المشترك الذى يدفع بالعمل الدعوى لترقية المجتمع وبث روح التدين فى المجتمع ومحاربة العلمانية التى بدأت تطل برأسها من جديد فى بلادنا ولمحاربة وكل القيم الهدامة لعقيدة الامة واخلاقها.
    و. وضح لوائح تضمن عدم بقاء الاشخاص فى المناصب العامة والتنظيمية لفترات طويلة حتى نضمن سلاسة التداول فى نقل المهام والادوار ونقل التجارب عبر الاجيال مع الاستفاده من الخبرات المتراكمة. ويتم وضع هذه اللوائح والنظم عبر لجان تقوم بالنظر العلمى والعملى فى هذا الموضوع مسترشدة بكل التجارب .
    ز. تنشيط القوانين واللوائح الحكومية التى تمنع شاغلى المناصب الدستورية ورجالات الدولة فى العمل التجارى وذلك بكل حزم وعدم مجاملة مع التشدد فى ذلك حتى تختفى هذه الظواهر تماما من حياتنا.
    ح. تقوية القضاء الادارى وتنشيط آلياته بتقوية الاجهزة العدلية فى مواجهة اى تعسف او ظلم يصيب متقلدى الوظائف العامة لاسباب سياسية اوغيرها وبذلك نضمن خدمة عامة فاعلة وقوية وتضم كفاءات حقيقة .
    ط. محاربة المحسوبية او مايسميه العامة بالواسطة حتى تختفى كظاهرة مؤرقة وموروثة وحتى نقيم العدل بين الناس وذلك بتقديم الاكفأ فى كل اجهزة الدولة ليتم الاختيار للوظائف العامة عبر المؤسسات ولجان الاختيار القومية ومراقبة هذا الامر مراقبة لصيقة ومحاسبة كل من قدم شخص لقرابة دم او معرفة اوقبيلة او حزب ... الخ الى وظيفة عامة وهنالك من هو اكفأ واقدر منه .ويستخدم فى ذلك الوسائط الالكترونية الحديثة ولجان الرقابة وكل مايعين لبلوغ هذا الامر.
    ى. تقوية الشعور العام ورفع الحس تجاه قضايا التعدى على المال العام واستغلال المرافق وممتلكات الدولة عبر برنامج اعلامى ودعوى وتثقيفى مكثف يكون رأس الرمح فيه القدوة الحسنة ومناهج التعليم والتوجيه مع سن القوانين واللوائح حتى نجعل المجتمع حساس تجاه هذه القضايا بالقدر الذى يجعله الرقيب الاول على هذا الامر.
    ك. استحداث مكتب حسبة داخل المكاتب التنظيمية يحمل درة سيدنا عمر هدفه ضبط العضوية والتحرى حول اى شبهة ترد عن اى من العضوية قياده وقاعدة وينشأ بضوابط محددة تحقق الغرض بكفاءه ونزاهة مع احترام للحرمات الشخصية ومبدأه فى المحاسبة لعضويتنا قائم على نهج القرآن مع نساء النبى يضاعف لهن العقاب لنقدم النموذج ولنستقطب كل مخلص غيور داخل صفنا وقيادتنا.
    ونحن نقوم بهذه المبادرة نؤكد اننا لن نسعى لشق صف او تكوين جسم جديد مهما حدث وسنتعاهد على ذلك ،بل سنظل داخل البيت ننافح ونبشر بهذه الرؤية بكل الوسائل المشروعة وبكل قوة مهما كلفنا ذلك من زمن او جهد عبر الطرق المشروعة حتى يستقيم الامر وسنظل فى حالة رباط دائم الى حين تحقيقها والله من وراء القصد .
    معنونة الى الســـــــادة :
    الاخ الكريم المشير عمرحسن احمد البشير رئيس المؤتمر الوطنى .
    الاخ الكريم على عثمان محمد طه نائب رئيس المؤتمر الوطنى وامير الحركة الاسلامية .
    الاخ الكريم د. نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى .
    الاخ الكريم د. الحاج ادم القيادى بالمؤتمر الوطنى .
    الاخ الكريم احمد ابراهيم الطاهر عضو المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى .
    الاخ الكريم بروفيسور ابراهيم احمد عمر عضو المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى .
    الاخ الكريم د. غازى صلاح الدين العتبانى عضو المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى .

    والله المستعان وهو يهدى السبيل
    اللهم إنك تعلم ان هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك
    وتعاهدت على نصرة شريعتك
    فوثق اللهم رابطتها
    وادم ودها واهدها سبلها
    واملأها بنورك الذي لا يخبو
    واشرح صدورها بفيض الايمان بك
    وجميل التوكل عليك واحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك
    انك نعم المولى ونعم النصير

    مرفق التوقيعات :
    التاريخ ديسمبر1/12/2012
                  

01-12-2012, 11:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    معركتي ليست مع هذا (الهمبول)..!!
    الهندى عز الدين


    2012/01/09 - 11:41


    { زارني بالمكتب نهار أمس (الأحد) إخوة كرام، وأساتذة أجلاء، أعزهم وأحترمهم، هم الدكتور «كامل إدريس» المرشح السابق لرئاسة الجمهورية رئيس محكمة التحكيم الدولية، والأستاذ الكبير «محجوب عروة» والأخ الأستاذ «عادل سيد أحمد خليفة»، وطرح الثلاثة مبادرة كريمة لوقف المساجلة بيننا و«ضياء الدين». شكرتهم على المبادرة، كما شكرت قبلهم بيومين أستاذنا وكبيرنا المحترم البروفيسور «علي شمو» رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، والسيد «العبيد صالح» والدكتور «محي الدين تيتاوي» نقيب الصحفيين، والدكتورة «مريم الصادق المهدي»، والأستاذ «محمد زكي» سكرتير الإمام «الصادق»، والأخ الصديق «خالد لقمان» الإعلامي المعروف، وغيرهم من الذين تدخلوا، وتوسطوا، جزاهم الله عنا، وعن الصحافة السودانية، كل خير.
    { وكنت قد التزمت للبروفيسور «علي شمو» بأن أتوقف عن الكتابة في هذه القضية (المهمة جداً) بالنسبة لي، و(غير المهمة) بل (الانصرافية) في اعتقاد آخرين، لا يعلمون، لكن الله يعلم خائنة (الأعين) وما تخفي الصدور.



    { غير أن (الهمبول) - وهو خيال المآتة - «ضياء بلال عبد المعبود» وهذا اسمه الكامل، لم يرعو، فانتفخ مرة أخرى انتفاخة هوجاء، كالهر يحكي صولة الأسد، دفاعاً عن وظيفته، وراتبه، ومصاريف «رنا» وأخواتها، وعن كرامة وكبرياء سيِّده الأكرم «جمال بن محمد عبد الله» الشهير بـ (الوالي) رئيس مجلس إدارة أي (حاجة) في البلد.. !! مسكينة البلد!!
    { كنتُ لا أود الاسترسال في هذه المعركة (الفرعية) التي تعتبر واحدة من بنود الخطة (الكاملة) لإقصاء و(إحراق) العبد لله الفقير «الهندي بن عز الدين» ثم نثر رماده في الهواء، فيرتاح من إزعاجه الفاسدون.. والفاشلون والظلاميون في المجموعات (الطفيلية) التي تعودت أن تأكل من جسد دولتنا، وتنخر من عظمها، وتشرب من دمها، على طريقة مصاصي الدماء..!! وهكذا فإن - ضياء وبدون ضياء - كشف عن المخطط الآثم في تقيؤه الأخير عندما قال يخاطبني بالحرف والنقطة: (ماذا ستفعل أنت إذا اكتمل مشروع إقالتك من رئاسة التحرير؟! بالقطع لن تعود للكرسي مرة أخرى)!!
    { بغباء يُحسد عليه، فضح «ضياء» خطة الذين ائتمنوه على (بعض) تفاصيل المؤامرة القذرة التي لا تستهدف الهندي في شخصه الزائل، بل قلمه، ومنصبه الذي صنعه بكد السنين، وسهر الليالي..!!



    { يريدون أن يطيحوا برئيس تحرير الصحيفة (الأولى) في البلاد، لأنه ضايقهم كثيراً، وأزعجهم أكثر، وتحولت الصحيفة - دون إذن منهم - إلى (مؤسسة سياسية) يسعى لتحيتها مولانا الحسيب النسيب السيد «محمد عثمان الميرغني»، ويستقبل رئيس تحريرها دون خلق الله من رؤساء التحرير الآخرين، وفي كشف السكرتارية (4) طلبات (قديمة) لمقابلة (مولانا) والحوار معه..!! لكنه اختار الهندي عز الدين !! لماذا؟!


    لأنه أصبح رئيس تحرير بقرار (استثنائي) من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات!! وياله من قرار، ويا له من استثناء (تاريخي) أتى أكله، رغم أن المجلس أصدر أكثر من (10) - عشر - قرارات في سنوات سابقة باستثناء (10) صحفيين كبار، قادرين ومؤهلين لشغل منصب رئاسة تحرير صحف (سياسية) من شرطي سنوات الخبرة، أو المؤهل، وهذا حق المجلس بموجب القانون، فهو - وحده - الذي يقرر إن كانت نسبة نجاح في الشهادة السودانية تبلغ (50%) مع مؤهل من جامعة القرآن الكريم تكفي لتأهيل أي (همبول) لوظيفة رئيس تحرير، أم أن هناك ميزات ومواصفات، وقدرات أخرى ينبغي أن تتوفر؟!


    { والمجلس الذي يرأسه العالم المبجل البروف «علي شمو»، لا يمكنه أن يخضع للابتزاز، كما وصفه «ضياء بلال»، وعميد الإعلام بالجامعات الرجل المهذب، والمحترم، الدكتور «هاشم الجاز»، الأمين العام السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، لا يمكنه أن (يجامل) أو (يحابي) الهندي عز الدين، وقد كانت بيننا خلافات، ولم نكن يوماً أصدقاء، كما لم يكن (المؤتمر الوطني) وأجهزته راضياً عني أيام (ولادة) الأهرام اليوم، لكن إرادة الله الغلابة، ومصداقية وتجرد وأمانة «هاشم الجاز»، ورجاحة عقل (جميع) أعضاء المجلس، جعلتهم يجيزون اسمي رئيساً للتحرير (بالإجماع) في قرار هو - حقاً - استثنائي، فلم أخذلهم، ولم أهزمهم، عندما قدمت للصحافة السودانية هدية قيمة اسمها (الأهرام اليوم).. وكفى..


    { هل (الأهرام اليوم) صحيفة (صفراء)، سياستها (الإثارة) وهدفها التربح ولو على حساب المصداقية والمهنية، كما تفعل صحيفة «جمال» و«ضياء»؟! هل هي صحيفة كاسدة، وخاسرة، ويتم دعمها - شهرياً - بمئتي ألف جنيه من مصادر (غير معلومة)؟! هل يعاني محررو (الأهرام اليوم) والعاملون فيها من تعسر في حصولهم على المرتبات والحوافز بعد اليوم (التاسع والعشرين)، أكرر التاسع والعشرين، من ذات الشهر؟! الإجابة على الأسئلة أعلاه: لا.. لا..لا.. ودونكم محررو (الأهرام اليوم) وقراؤها..
    { وإذا كانت الاجابات تقول: (لا)، فهذا يعني أن الهندي عز الدين نجح، واستحق رئاسة التحرير، وعن جدارة، رغم حقد «ضياء»، ومشايعيه، ومساندته (في الخفاء)، (الكبار) و(الصغار)، وقلوبهم (السوداء)، وعيونهم (الحولاء).
    { أدلف مباشرة إلى الإجابة على (سؤال المؤامرة): ماذا ستفعل إذا اكتمل مشروع إقالتك من رئاسة التحرير؟!


    { الإجابة التي ينتظرها (بعض) الكبار في (المؤتمر الوطني) وفي المجالس التشريعية (الولائية)، والأندية (الرياضية)، وبعض الموظفين المأمورين والمجبورين على تنفيذ (الأوامر) و(التعليمات) تقول: (سأصبح رئيساً لمجلس الإدارة في صحيفة جديدة وخاصة، أملك معظم أسهمها، مع نسبة أقل لشركاء، لأنني أستفيد من التجارب السابقة المفيدة، والمريرة).
    { خططي كتاب مفتوح، وبرامجي تبث على الهواء مباشرة، ولا تحتاج إلى اجتماعات (ليلية)، ولا (غرفة عمليات)، ولا إلى توجيهات، ولا رعاية (مليارديرات).. مالهم مال الشعب.. وشركاتهم ملك الشعب..!!


    { لقد تدرجتُ في (سلالم) الصحافة السودانية، عتبة.. عتبة.. من محرر متعاون، إلى محرر، إلى رئيس القسم (السياسي)، ورئيس قسم «الأخبار» إلى مدير تحرير، ومستشار تحرير، ثم نائب رئيس تحرير، ثم رئيس تحرير، وكاتب عمود يومي، بالإضافة إلى العمل كمقدم برامج تلفزيونية ومراسل صحف وقنوات أجنبية، وكل ذلك على مدى (16) عاماً من الزمان، وهي تكفي لأصعد إلى المرحلة الختامية وهي رئاسة مجلس الإدارة كما فعل أساتذة الصحافة في العالم العربي «هيكل» و«أنيس منصور» و«إبراهيم نافع» و«حسن ساتي» في السودان، على ألاَّ يكون ذلك بالتعيين، بل بالتأسيس (الخاص) لشركة خاصة، لا يرأس مجلس إدارتها (رجل أعمال) أو رئيس ناد لكرة القدم، شركة لا علاقة لها بأيَّة جهة سياسية أو حكومية، تماماً كما شاركت في تأسيس صحيفة (آخر لحظة) التي تتجاوز - الآن - صحيفة (السوداني) بأكثر من (5) آلاف نسخة، وصحيفة (الأهرام اليوم) التي قمت بتأسيسها ابتداء من اختيار (الترابيز) و(المقاعد) و(إيجار البيت)، وانتهاء (بالماكيت) و(المينشيت) (الأول) و(الأخير)..!!


    { لعلك تعلم عزيزي (الهمبول) ويعلم من وراءك، أن رئاسة مجلس الإدارة، لا تحتاج إلى (إذن) من السيد السفير «العبيد أحمد مروح» الأمين العام (الحالي) للمجلس، وأعضاء لجنته أو مجلسه الموقر، وسأدفع لهم باسم رئيس تحرير مكتمل الشروط، كامل المواصفات، كامل الأخلاق..!! فماذا سيفعلون من بعد ذلك؟! هل سينفذون القانون واللوائح.. أم التعليمات والتوجيهات؟! ستكون المحاكم بيننا مفتوحة، حينها، وسأكون متفرغاً تماماً للقضية، وأظنكم تعلمون -جيداً - أن القضاء السوداني عادل جداً، وراغب جداً في تحقيق العدالة، ولا يحب (المسخرة)، و(اللولوة) التي غطَّست حجر البلد!! كل البلد!!
    { تلاحظون - سادتي - أنني أجتهد أن أكون مهذبا جداً في هذا الرد، احتراماً للجنة الوساطة التي يقودها رئيس محكمة التحكيم الدولية البروفيسور «كامل ادريس» وتقديراً لأستاذنا البروفيسور «علي شمو».


    { ذكر المدعو «ضياء» جملة من الأكاذيب المكررة عن (حالات طرد) تعرضت لها خلال مسيرتي (الحياتية) و(الصحفية)، أبرزها ما ردده بعض الساقطين في مراحل سابقة من وحي خيالهم المريض عن (طردي) من مكتب السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية حيث عملت هناك في العام 2000، مستشاراً صحفياً لمدة (شهر واحد). والحقيقة أنها ربما كانت (الاستقالة) الوحيدة والغريبة التي تشهدها تلك الدواوين الرئاسية التي يسعى الكثيرون - من أمثال «الضو بلال» - للتمسح ببلاطها، والتمرغ في ترابها، ولن أزيد، فالسيد النائب الأول الأستاذ «علي عثمان محمد طه» حي يرزق - متعه الله بالصحة والعافية - ومدير مكتبه السيد «إبراهيم الخواض» أيضاً حي يرزق، وما زال يعمل في ذات الموقع، وأعتقد أنه كان من الأدب واللياقة عدم زج هذا (البو) المتهور «ضياء» وأشباهه، بالمقام الرئاسي في حملات الأكاذيب والافتراءات.


    { أما عن مكتبة البشير الريح العامة بأم درمان، فقد كنا مجموعة من الشعراء الشباب بمختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، نرتاد المكتبة مساء كل (اثنين) في منتدى أدبي شعري، وكان «ضياء» طالباً يسعى إلينا (كداري) ليسمع أشعارنا، وهو في مقاعد المتفرجين، لا يحق له المشاركة أو التعليق، فلم يكن شاعراً، ولا أديباً، ولا ناقداً، وأظن أنه لم يكن (مستمعاً) جيداً، وإلا لتطور، وانصلح حاله (لغوياً) على الأقل، خاصة في ما يتعلق بـ (الإملاء)، حيث لاحظت - لاحقاً - في مرحلتي صحيفتي (الوفاق)، و(الرأي العام) أنه مازال يقع في أخطاء (إملائية) فادحة، ومخجلة، عندما لا يميز الفرق بين (القاف) و(الغين)..!! يا سبحان الله.
    { أنا لم أطرد من أي مكان في حياتي والحمد لله، سوى المؤتمر التنشيطي الأخير للمؤتمر الوطني، وقد كان طرداً خجولاً، إذ بعثوا لي بأحد أفراد (التأمين) ليسألني: (أين ديباجتك؟!) فقلت له: (ليست لدي ديباجة)، وعندما اشتد جدله معي حول (ديباجة السرور)، غادرت مكان المؤتمر، غير آسف عليه!! ثم دبجت مقالاً ساخناً، أغضب قيادة (المؤتمر الوطني)، ثم بلغ الغضب ذروته عندما كتبت مقالاً عقب تشكيل الحكومة الأخيرة قلت فيه (عذراً لا أستطيع إكمال هذا العمود)، ثم مقالات أخرى، دفعتهم لترشيح الوزير بولاية النيل الأبيض «عبد الماجد عبد الحميد» رئيساً للتحرير في صحيفة صنعتها وحدي، ولم يصنعها معي قادة (المؤتمر الوطني)!!

    { سادتي الأعزاء، قراء (الأهرام اليوم)، يردد البعض في الوسط الصحفي مقولات كذوبة يطلقونها على منابر (النبل) المزيف والمهنية المفترى عليها، مفادها أن القارئ لا يستفيد من هذه المعركة، وأنها ملاسنات شخصية، وأنها إساءات.. و..!!
    { والحقيقة غير ذلك تماماً، فالسيد «ضياء» لا يمثل شيئاً بالنسبة لي، ولا يقف حجر عثرة في طريقي، فهو ما يزال في البدايات، ويحتاج إلى الكثير، ليتحرر من قبضة (الأسياد)، ويعلن استقلاله من استعمار (أثرياء زمن الغفلة).
    { ضياء - وبدون ضياء - أداة صغيرة من أدوات تنفيذ (مشروع إقالة الهندي عز الدين) كما ذكر بنفسه، مسجلاً اعترافاً نادراً للرأي العام، ولهذا فإنني عندما أطلقت عليه بعض سهام، فإنني لا أعنيه، ولكنني استهدف من وراءه، ليخرجوا إلى المواجهة، وقد خرجوا بالفعل، عرفناهم، وحفظنا ملامحهم، وأخذنا بصماتهم..!!


    { إذن، هي ليست معركة شخصية، ولا جانبية، فماذا يستفيد القارئ من هجومي على رئيس محلية الخرطوم، أو أم درمان، أو والي الخرطوم، ثم لا أفيده بتفاصيل معركتي (الأساسية) والفاصلة مع رموز الفساد السياسي والاحتكار (المالي) في بلادنا؟!
    { هذه الرموز تريد أن تتخلص من هذا القلم، لكن إرادة الله غلابة، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). صدق الله العظيم.
                  

01-13-2012, 09:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    مراسل صحيفة الحياة النور احمد النور من اخوان اهل النظام وغضو فاعل فيه قبل الانشقاق كتب هذا الخبر فى الصحيفة التى يراسلها



    تململ وسط قواعد الحركة ..
    إسلاميون ينتقدون الأوضاع ويطالبون بمراجعة لتحديد مسؤولية الفشل..
    قالوا : الاوضاع في البلاد تتدهور على الصعد كافة، والأزمات تتوالى، ما يهدد بتمزيق السودان في ظل حكمنا.
    الخرطوم - النور أحمد النور

    بدأ مئات الإسلاميين السودانيين من عناصر الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، تحركات تطالب قادة الحكم بالاصلاح السياسي لضمان استمرار الاسلاميين في السلطة.

    وأكد اسلاميون في الخرطوم وجود تململ وسط قواعد الحركة الاسلامية التي يستند اليها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، اذ يرى قطاع واسع منها ان الاوضاع في البلاد تتدهور على الصعد كافة، وأن الأزمات تتوالى، ما يهدد بتمزيق السودان وإبعاد الإسلاميين عن الحكم بعد زهاء 23 عاماً من الانقلاب الذي حمل الرئيس عمر البشير الى السلطة.

    وعُلم أن هناك أكثر من قطاع وسط الإسلاميين من أساتذة الجامعات والمثقفين والشباب وجهوا انتقادات واسعة الى قادة الحكم، وطالبوا بمراجعات لتحديد مسؤولية فشل مشروعهم الإسلامي. ويعتقد هؤلاء ان الشعب السوداني يحـــــمل الإسلاميين مسؤولية فصل الجنوب، وفقـــــدان ثلث مساحة البلاد والسلام والأمن، وانــــدلاع حروب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بعد الانفصال، وتدهور الاوضاع الاقتصادية وعدم طرح معالجات لأزمات البلاد، وتهرب المسؤولين من مواجهة الواقع وتبني سياسات عاجزة وانفراد مجموعة صغيرة بالقرار.

    وأعاد تحرك الإسلاميين الغاضبين الى الأذهان المفاصلة الــــتاريخية بين الإسلاميين في السودان في كانـــــون الاول (ديسمبر) 1999، عندما قـــــاد عشرة من الرموز الاسلامية تحركاً ادى الى توقيع «مذكرة العشرة» انتـــــهت بـــــعزل زعيم الحركة الإسلامية التاريخي حسن عبدالله الترابي.

    وحلَّ البشير حينها البرلمان الذي كان يرأسه الترابي الذي اختار الانشقاق مكوناً حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

    وكانت تلك المذكرة علامة فارقة أسفرت عن انشقاق الإسلاميين في السودان إلى جناحين، جناح حاكم بزعامة البشير ونائبه علي عثمان طه وآخر معارض بزعامة الترابي.


    الحياة
                  

01-13-2012, 08:48 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    «الشهيد خليل» قالها المؤتمر الشعبي .
    الخميس, 29 كانون1/ديسمبر 2011 06:51
    خالد حسن كسلا

    . الانتباهة

    { إجراء الحوارات الصحفية واللقاءات الانفرادية مع منسوبي حزب الترابي «المؤتمر الشعبي» في أية مناسبة مثل مقتل خليل إبراهيم، لا يكون فيها غير المغالطات والتبريرات الواهية، ولذلك لا يصلح مع هؤلاء كما يبدو إلا إجراء المناظرات، فمثلاً الحوار الذي أجرته صحيفة «ألوان» مع «المجاهد السابق» الأخ الناجي عبد الله بمناسبة مقتل خليل إبراهيم وحول علاقته ـ أي خليل ـ بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، كانت إجاباته فيه تحمل الغرائب والعجائب والمعائب. وحتى لا تقع الأجيال الجديدة في هذه التضليلات كان لا بد أن نرد ـ بوصفنا شهوداً على العصر ـ على كل ما حاول أن يكيد به المؤتمر الوطني. وهل من أجل كيد المؤتمر الوطني نعتدي على الحق والحقيقة بنسج الافتراءات وتشويه صورة الواقع؟!


    نحن نعرف أن منسوبي المؤتمر الشعبي كل همّهم هو الكيد لحزب المؤتمر الوطني ما دام حاكماً، ولو على حساب مشاعر الناس.
    وها هو الناجي عبد الله أحد «حيران الترابي» لا يراعي مشاعر المواطنين في المناطق التي اعتدت عليها قوات خليل إبراهيم وقتلت أهلها ونهبت ممتلكاتهم ، وأثناء الدفاع الحكومي عن هذه المناطق لقي خليل حتفه وهو يعتدي بقواته على المواطنين، ثم يقول الناجي عبد الله في الحوار:«نحن نسميه الشهيد الدكتور خليل إبرهيم» أي أن المواطنين الذين سقطوا ضحايا هجوم قوات خليل على ديارهم، ومنسوبي القوات المسلحة السودانية الذي استشهدوا هم في نظر الشيخ الناجي عبد الله ليسوا شهداء، وإنما الشهداء هم خليل ومن قُتلوا معه، ولو كان معهم ياسر عرمان ولقي حتفه لقال الناجي إنه الشهيد ياسر عرمان.
    نعم هذا هو منطق «الناجي» النابع من كيده للمؤتمر الوطني. وهكذا يكيد دون مراعاة لحق أو شرع أو مشاعر لذوي المواطنين الذين قتلوا وروعوا وهم في ديارهم آمنون. وإذا بغض الناجي الحزب الحاكم فهذا شأنه، لكن أن يعبر عن هذا البغض بهذه الشطحات والافتراءات فهذه هي المشكلة.


    ثم يتحدث الناجي في الحوار عن جانب من سيرة قتالهم للجيش الشعبي في الجنوب أيام التمرد هناك. وهنا نسأله: لماذا كنت تقاتل من كانوا يريدون الاستقلال؟!.. وفي معركة مقتل خليل كانت القوات الحكومية تقاتل دفاعاً عن المواطنين العُزَّل، فأيهما إذن أحق بالقتال الجيش الشعبي الذي كان يمكن حسمه بإجراء تقرير المصير عام 1983م وهو في مهده، أم الذين يعتدون على مناطق كردفان ودارفور لإسقاط النظام؟! إن حرب الدفاع عن المواطنين أهم من القتال لفرض وحدة على من لم يطيقوها.
    وما فعلته أنت وخليل في الجنوب يا شيخ الناجي ليس أهم مما قامت به القوات المسلحة في كردفان .«ما لكم كيف تحكمون»؟!

    ويقول الناجي :«خليل أول من استخدم العصابات الحمراء التي صارت عصابةً للدبابين». ونقول للناجي إن وجود الدبابين بعصاباتهم الحمراء في شمال السودان للدفاع عن المواطن المغلوب على أمره أولى منه في جنوب البلاد القديم الذي رفض أن يحتفل برفع علم الاستقلال مع الأزهري عام 1956م، وعبر عن هذا الرفض قبل خمسة أشهر من رفعه بأحداث مجازر توريت في الثامن عشر من أغسطس عام 1956م. يا أخي أنتم في الجنوب أيام التمرد كنتم تدافعون عن المواطن الجنوبي الذي كان يتعرض للتجنيد القسري والقتل ونهب ما يملك من أبقار وغير ذلك. وهذا ما فعله الجيش أخيراً في ود بندة وما جاورها من مناطق كردفان، ومع ذلك تسمي من فعل فعل قرنق بأنه شهيد؟ ولماذا إذن حسب منطقك لا يكون قتلى الحركة الشعبية أيام التمرد شهداء؟! هل من قتلتهم أنت وصحبك حينذاك سقطوا شهداء؟ تذكر أن كثيراً من أبناء المسلمين سواء كانوا جنوبيين أو شماليين حاربوا إلى جانب قرنق، ومنهم الحافظ لكتاب الله يحيى بولاد الذي اعتقله خليل إبراهيم. فهل الفقه الإسلامي والشرع الرباني يتغير بتغير مواقف مريدي وأنصار الترابي؟! كن كيِّساً يا ناجي واتق الله حيثما كنت.


                  

01-14-2012, 12:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    ردود الافعال على المذكرة اياها


    الإصلاح وفوبيا الانقسام

    النور احمد النور


    بدا رد بعض رموز حزب المؤتمر الوطني على ما نشر عن عزم مجموعات من الحركة الإسلامية «الجناح الحاكم» رفع مذكرة الى قيادتهم لإجراء اصلاحات، مرتبكا ًوحذراً ويميل الى الخوف من انقسام جديد في جسم الحركة على الرغم من أن المذكرة المتداولة، بغض النظر عن صحتها، لم تقل بذلك تصريحاً أو تلميحاً،كما أن عدم وجود رموز وأسماء معروفة تاريخياً م
                  

01-14-2012, 12:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    ردود الافعال على المذكرة اياها


    الإصلاح وفوبيا الانقسام

    النور احمد النور


    بدا رد بعض رموز حزب المؤتمر الوطني على ما نشر عن عزم مجموعات من الحركة الإسلامية «الجناح الحاكم» رفع مذكرة الى قيادتهم لإجراء اصلاحات، مرتبكا ًوحذراً ويميل الى الخوف من انقسام جديد في جسم الحركة على الرغم من أن المذكرة المتداولة، بغض النظر عن صحتها، لم تقل بذلك تصريحاً أو تلميحاً،كما أن عدم وجود رموز وأسماء معروفة تاريخياً من الإسلاميين من بين معدي المذكرة فتح الباب أمام التشكيك فيمن يقفون وراءها.
    وينبغي ألا يكون خوفا من الدعوة الى الاصلاح أو حتى الانقسام،فالانقسام في وسط الحركات الإسلامية ليس جديدا، انقسمت الحركة الإسلامية في السودان عام 1977 عندما قررت المشاركة السياسية مع الرئيس الراحل جعفر النميري بعد سنوات من المقاومة والاعتقال، ثم انقسمت المجموعة السياسية الحاكمة بزعامة الدكتور حسن الترابي عام 1999، كما انقسمت الحركة الإسلامية في تركيا، وفي أفغانستان وفي العراق على خلفيات المشاركة والبيئة السياسية المحيطة بالعمل.


    وعوداً الى المذكرة المتداولة، التي تتحدث مجالس الإسلاميين ان وراءها غالبيتهم من الشباب والمجاهدين السابقين ، فترى أن هناك مكاسب عدة حققتها الحركة لإسلامية وأن أكبر انجازات الحركة الإسلامية فى السودان انها استلمت السلطة فى 1989 دونما تردد وقطعت الطريق أمام "انقلابين أحدهما بعثى حقود، والاخر مصري عميل بدعم امريكى اوروبى"،وتحقيق انجازات سياسية واقتصادية، لكن رأت أن الحركة أصابها انشقاق تنظيمى قدح فى صدقيتها وتوجهها ،واعتبرت ذلك وصمة فى جبين المشروع خاصة وماتبعه من احداث وملاحقات وملاسنات أذهبت بريق ماتم من جهود.


    وتحدثت المذكرة عن 11 من السلبيات والأخطاء أبرزها التعامل بروح الوصاية والاقصاء وعدم استصحاب الآخر، خاصة فى بداية «الانقاذ»،والعقلية الأمنية بغرض تأمين الاوضاع غلبت فى كثير من السنوات مما صور الدولة كأنها بلا فكرة أو مشروع إنسانى حضارى تقدمه للناس، و"عدم التعامل بحسم مع تهم الفساد التى اصبحت حديث الناس وعدم حسمها أو دحضها بل والسكوت عليها يضعفنا أخلاقياً وفكرياً قبل ان يهزمنا سياسياً، والفشل فى محاربة بعض "الظواهر الموروثة مثل المحسوبية والرشوة حتى صارت تهماً ضدنا تشوه التجربة"، وظهور النعرات القبلية والجهوية بصورة مزعجة،و"الأخطاء التى ارتكبت فى قضية دارفور أفقدتنا الكثير وأدخلت البلاد فى مشكلة كبيرة ، ورغم الـتآمر لكن بقليل من الترتيب وعدم التسرع كان يمكن تفادى ماحدث".
    ومن أبرز التوصيات التي خلصت اليها المذكرة لتصحيح الأوضاع تشكيل آلية عدلية عبر القضاء للنظر فى قضايا الفساد، على أن تبدأ بالتي أصبحت تشكل رأياً عاماً، والعمل على انجاح التحول السياسى نحو تحكيم المواطن السودانى عبر صندوق الاقتراع بكل صدق وشفافية، ووضع دستور دائم للبلاد يحظى باجماع القوى الرئيسة فى البلاد، والبدء الفورى فى تنفيذ خطة واضحة بجعل الجهاز القضائى مؤسسة مستقلة تماماً عن الجهاز التنفيذى ويبدأ ذلك بتعيين شخصيات مستقلة وذات كفاءة فى قيادة هذا الجهاز ،وتحييد كل أجهزة الدولة التنفيذية وعدم اقحامها فى الصراع السياسى بين الكيانات المختلفة،وفك الارتباط العضوى بين أجهزة المؤتمر الوطنى وأجهزة الدولة مالياً وإدارياً بكل شفافية ،وتقوية العمل الحزبى لامتصاص القبليات والجهويات وانجاح العملية السلمية لتداول السلطة.،واقرار لوائح تضمن عدم بقاء الاشخاص فى المناصب العامة والتنظيمية لفترات طويلة ،وتنشيط القوانين واللوائح الحكومية التى تمنع شاغلى المناصب الدستورية ورجالات الدولة من العمل التجارى، ومحاربة المحسوبية، والاختيار للوظائف العامة عبر المؤسسات ولجان الاختيار القومية ومراقبة هذا الامر، وتقوية الشعور العام ورفع الحس تجاه قضايا التعدي على المال العام واستغلال المرافق وممتلكات الدولة،واستحداث مكتب حسبة داخل المكاتب التنظيمية يحمل درة سيدنا عمر، هدفه ضبط العضوية والتحرى حول أية شبهة ترد


    ينبغي على قادة الإسلاميين في الحكم التعامل بإيجابية مع مطالب الاصلاح لأن من يدعون الى ذلك ينطلقون معهم من منصة واحدة وليس في خانة العداء أو الكيد، والتقليل من دعاة الاصلاح والتشكيك في نواياهم أهم عائق أمام الإصلاح الحقيقي عبر نقد الذات ومعالجة ما كان من أخطاء.
    المخاوف من أن يتحول الاصلاح والنقد الذاتي الى تشظي وضعف ليس مبررا بل هروب الى الامام ودفن للرؤوس في الرمال،فالحركة الإسلامية في محنة حقيقية والتاريخ لها بالمرصاد، والشعب لن يرحمها ،ولا تزال أمامها فرصة ولكنها ليست الى ما لانهاية ،وعلى قادتها ألا يكونوا ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، أو اتباع سنة عبدالمك بن مروان الذي قال في خطبة مشهورة: "والله لا أسمع بعد اليوم رجلاً يقول لي اتق الله إلا ضربت عنقه"، ولن تجدي حجة عضويتها أمام الله والناس "إننا أطعنا سادتنا وكبراءنا"، أو كنا ننفذ تعليمات التنظيم، عليهم ألا يعطلوا عقولهم ولا ضمائرهم ويتبعوا أوامر التنظيم حتى لو كانت منكراً


    لكن المفروض

    المذكرة التصحيحية بين الراعي والرعية


    محجوب فضل

    * بعيداً عن المكايدات السياسية.. أو الغيرة التنظيمية.. أو الشماتة الحزبية.. أو المؤامرات الداخلية والخارجية.. وبغض النظر عن «صحة نسبة» المذكرة التي نشرتها صحيفة الإنتباهة الغراء إلى الحركة الإسلامية السودانية أو بعض أعضائها والذين هم بالضرورة أعضاء بالمؤتمر الوطني.. وبغير تدقيق في أسماء من مهروا الوثيقة بتوقيعاتهم ومواقعهم في درجات السلم التنظيمي أو أهليتهم وصلاحياتهم في مخاطبة القيادة العليا للحزب الحاكم.. وعمَّا إذا كانوا جماعة أو فرداً واحداً يكتفي بكونه مسلم وسوداني وبالغ رجلا كان أو امرأة.. «إن شاء الله تكون هالة عبد الحليم - حتى»، فان ما ورد في نص المذكرة من «مراجعات» يستحق الوقوف عنده.. بل والاحتفاء به.. حتى وإن لم يبلغ مسامع الدكتور مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم لأن المذكرة «ببساطة» معنونة للسادة»: البشير.. وعلي عثمان.. والحاج آدم..ونافع.. وأحمد إبراهيم الطاهر.. وإبراهيم أحمد عمر.. وغازي صلاح الدين.. دون سواهم».


    * وكغيري من المتابعين والمهتمين بالشأن العام قرأت ما كُتب عن «مذكرة» في طور الإعداد لتصحيح مسار الإنقاذ وقد شبهها البعض بمذكرة العشرة.. أو بمذكرة الجيش في عهد حكومة السيد الصادق.. أو بغيرها من المذكرات الكثيرة الشهيرة أو السرية.. وعندما قرأت «النص» الذي انفردت بنشره «الإنتباهة» الغراء وبصرف النظر عن كونه مجرد مسودة أو صياغة نهائية فانني لا أعتقد بأن القادة الذين وُجهت اليهم المذكرة سيستغشوا ثيابهم حيالها. ويصروا على تجاهلها.. ويستكبروا استكبارا. لأن الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أولى الناس بها.. ولأن المسلمين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.. ولربما أصابت امرأة وأخطأ عمر.. ولأنه لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها «اتق الله يا عمر».. ولأن التواثق جاء بقاعدة «وُلّيت عليكم ولست بخيركم فان رأيتم مني خيراً فأعينوني.. وإن رأيتم غير ذلك فقوّموني.. ولأن المولى عزَّ وجل قد قال:ـ «وشاورهم في الأمر» ولندع تفسير المفسرين وجدل المتجادلين عن الشورى أهي ملزمة أم مُعْلِمه؟ فمتى كان التفسير يكتسب قدسية النص؟.


    * إذن هناك مذكرة تتصدرها الآية الكريمة «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب» وتدخل في مقدمتها بفذلكة تاريخية منذ سقوط الدولة الإسلامية في تركيا وطغيان العلمانية وشدة وطأة أوروبا المسيحية على العالم الإسلامي ودرب النضال الطويل في التحرر من ربقة الاستعمار واستعادة الهوية المستلبة والإنعتاق من العنت والإبتلاء.. إلى ريادة الحركة الإسلامية السودانية بكسبها وتجربتها الجريئة المقتحمة بانزال قيم الدين من النظرية الى التطبيق حتى أصبحت واقعاً يراه الناس يمشي على رجلين.. وهادياً لكثير من دول العالم الإسلامي.


    وتمضي المذكرة فتفرد بابها الأول «للإيجابيات والمكاسب» وتعددها في ست فقرات يتصدرها تسلم السلطة في يونيو 89 وتصفه بأنه اجتهاد مبروك.. وتقرظ التجرد والتضحية والقدوة والجدية والكفاءة التي اتسمت بها القيادة والقاعدة مما أكسبها ثقة المواطن وصبره وحماسه لبرامج الثورة.. والاشادة بالنهضة الاقتصادية غير المسبوقة وإرساء البنى التحتية بشهادة الشارع السوداني.. والتصدي للتمرد وإفشال مخططه في تجربة جهادية متميزة قدّم في سبيلها قرابة عشرة آلاف شهيد من المجاهدين والمتطوعين أرواحهم غير ما قدمه النظاميون - الاشارة إلى تأهيل القوات المسلحة وتطويرها بالتدريب والصناعات الحربية واستيعاب الشباب والأسلحة المتطورة حيث شكلت رصيداً دفاعياً.. حق لنا أن نفاخر به.. وأخيراً تحقيق السلام ومعالجة جذور مشكلة الجنوب بعد ستين عاما من الاحتراب مما يعد حسنة تحسب «للإنقاذ» فكرياً وسياسياً «لا عليها» كأن يعتبرها البعض «سُبة» قادت لانقسام البلاد.


    * وفي بابها الثاني والذي جعلت المذكرة عنوانه «السلبيات والاخفاقات» وبدون اسهاب في التفاصيل أوردت المذكرة أحد عشر بنداً بدأتها بالانشقاق «والمفاصلة» وما تبعها من أحداث وملاحقات وملاسنات ذهبت ببريق الانجازات.. التعامل بروح الوصاية والاقصاء للآخر.. سيادة العقلية الأمنية حتى بدت صورة الدولة وكأنها بلا فكرة أو مشروع إنساني حضاري تقنع به الناس.. التناقض الذي لازم خطوات الإنقاذ وخطابها بين شمولية قابضة إلى حريات وتعددية حزبية وما بين تحريم تداول العملة الحرة إلى تحرير اقتصادي كامل.. إلى العمل السياسي رزق اليوم باليوم والاستجابة للضغوط تشبثاً بالسلطة إلى سقوط البعض في فتنة المال.. انعدام الحسم في قضايا الفساد حتى أضحت حديث الناس لا تجد من يدحضها وفي ذلك ضعف اخلاقي وفكري سيؤدي الى هزيمة سياسية.. عدم معالجة إفرازات التحرير الاقتصادي بالقدر الكافي من البرامج لتخفيف آثارها على الفقراء.. ثورة التعليم العالي برغم مكاسبها تحتاج إلى ترتيب أوضاع العطالة وضعف الخريج في كثير من الكليات.. الفشل في محاربة بعض الظواهر الموروثة مثل المحسوبية والرشوة.. ظهور النعرات القبلية والجهوية بصورة مزعجة.. الأخطاء المصاحبة لقضية دارفور بسبب قلة الترتيب والتسرع مما أدخل البلاد في مشاكل كبيرة كان من الممكن تفاديها..


    * وتخلص المذكرة إلى تقديم رؤية تعين على مواصلة المسير بفعالية وتعهد إلى المؤتمر الوطني «الحزب الحاكم» لتنفيذها وتختصر المذكرة برنامجها في نقطتين لا ثالث لهما الأولى التحقق من شبهات الفساد وحسمها.. والثانية تحقيق العدالة الإجتماعية والسياسية الشاملة..


    وتمضي التفاصيل لبرنامج الإصلاح من مواصلة تطبيق الشريعة بلا تردد.. إلى خلق آلية للنظر في قضايا الفساد.. إلى انجاح التحول السياسي وتحكيم المواطن من خلال الانتخابات.. بعد وضع دستور دائم.. واستقلال تام للقضاء.. وتحييد أجهزة الدولة التنفيذية وعدم إقحامها في الصراع السياسي.. فك الارتباط العضوي بين أجهزة المؤتمر الوطني وأجهزة الدولة.. تقوية العمل الحزبي لامتصاص القبليات والجهويات.. الاجتهاد في وضع برامج مكثفة للشباب والطلاب في المجالات الفكرية والسياسية والتربوية.. التنسيق مع الكيانات الاسلامية في الساحة السياسية.. نعمل معاً على ما اتفقنا عليه.. ونعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه».. سلاسة التداول في المناصب بلا احتكار.. منع شاغلي المناصب الدستورية ورجالات الدولة من العمل التجاري.. تنشيط وتقوية القضاء الإداري.. محاربة المحسوبية.. تقوية الشعور ورفع الحس الوطني تجاه التعدي على المال العام.. استحداث مكتب للحسبة داخل المكاتب التنظيمية مع احترام الحريات الشخصية.
    * ولما لم يكن لي «فضل أو سبق» في هذه الدعوة المخلصة التي يقبلها الوجدان السليم.. فان فاتتني المشاركة فأرجو أن لا يفوتني التأمين على الدعاء الذي ختمت به المذكرة:ـ


    «اللهم إنك تعلم ان هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك.. والتقت على طاعتك.. وتوحدت على دعوتك.. وتعاهدت على نصرة شريعتك.. فوثق اللهم رابطتها.. وأدِمْ ودَّها.. واهدها سُبلها.. واملأها بنورك الذي لا يخبو.. واشرح صدورها بفيض الإيمان بك.. وجميل التوكل عليك.. واحيها بمعرفتك.. وأمِتْها على الشهادة في سبيلك.. إنك نعم المولى ونعم النصير».. قولوا آمين..
    وهذا هو المفروض
                  

01-14-2012, 06:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    وما هو الدستور الإسلامي يا الطيب مصطفى؟

    السبت, 14 يناير 2012 12:35 - قولوا حسناً - محجوب عروة



    استنكر صديقي الطيب مصطفى على د. عبد الله علي ابراهيم حديثه عن الدستور الإسلامي ووضعه الديمقراطية في مقابل الإسلام. وحتى لا يتهمني صاحب الانتباهة أيضا بأني من (بني علمان أو ضد الإسلام) فإني ابتداءً لا أختلف معه في أن الإسلام وشريعته الغراء هما أعظم قيمة ايجابية في الوجود وأنه لو التزم المسلمون بدينهم الخاتم لكانوا اليوم في صدارة العالم، بل إن الإنسانية جمعاء بجميع أجناسها ومللها لو استفادت من قيم الإسلام لما كانت اليوم في بؤس وخواء روحي ومعيشة ضنكى واختلال في القيم وظلم وفساد حتى الأغنياء منهم، فالسعادة الحقيقية والنجاح الحقيقي كما أوضحت في كتابي الأخير(الإعلام الاقتصادي وأثره في الاقتصاد السوداني) هما راحة النفس والرضاء والقناعة بما يفعل الإنسان الذي أحد مكوناته التواصل الإيجابي وحسن التعامل مع الآخر..)


    (كما أن التناغم مع الحياة والكون والآخرين والعمل على النجاح من خلال بناء علاقة مثلى وأفضل مع الله سبحانه وتعالى ومع النفس هو الذي يعطى الحياة معنى وقيمة..) وقلت ( إن سوء الخلق والإضرار بالناس وسوء التعامل والفظاظة والحسد والطمع والظلم والتسلط والبغي في الأرض والتزوير والكذب وإنكار الحقائق وسوء الظن بالناس هي أكبر داعم للفساد في الأرض وأكبر معول للهدم وهي ضد الاقتصاد السوي المتوازن الذي يقوم على قدم الجد وساق الاجتهاد كما هو مضر للحياة السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية السوية بل هي ضارة ومفسدة للبيئة التي يعيش عليها الانسان).


    من هنا اختلف مع الأستاذ الطيب مصطفى وغيره حول مفهوم الحكم والدستور الإسلامي والشريعة فهي عندي العدل والحرية في أرقى صورهما. ولكنها عند الطيب مصطفى وأمثاله هي التعالي الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي وكوابح قانونية وفقهية وليس طاقة ودافعا للنهضة والتقدم (شريعة هتافية ووسيلة للتحكم). هي كما ذكر الأستاذ فهمي هويدي في مقاله ( إن عوام المتدينين والسلفيين لا يحركون ساكنا اذا صارت الأمة عارية من كل ستر وفاقدة لأسباب المنعة والنهوض ويستفزهم اختلاء شاب بفتاة ولكنهم لا يرون غضاضة في استفراد طاغية بشعبه وتنكيله بمعارضيه.)


    أنا لا أضع الديمقراطية في مقابل الإسلام الذي هو منهج متكامل للحياة في الدنيا وسعادة أبدية في الآخرة (وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)) سورة الأعلى. ولكني أعتقد أن الديمقراطية هي تجربة انسانية متقدمة في مجال ادارة الدولة والمجتمع في الحكم والسياسة وقد اختلف معها من حيث الجانب الفلسفي عندما تكون الديمقراطية هي مرجعية وحيدة في قوانين تسيير المجتمع ذلك أني كمسلم لا أقبل مثلا أن تجيز الأغلبية في مجتمع مسلم الخمر والربا والميسر وأكل لحم الخنزير والزنا وغيرها من المحرمات وتعتبرها أمرا حلالا يجوز تعاطيها، فلدىّ مرجعية في ذلك وهو دينية، ولكن في نفس الوقت لا أُكره الآخرين خاصة غير المسلمين وألزمهم بالإسلام لأن لدي آيات قرآنية واضحة (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (256)) سورة البقرة..( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)) سورة الكافرون. مثلما لا أستطيع أن ألزم مجتمعا أغلبيته غير مسلمة بمرجعية الإسلام.. فاحترام الآخر واجب ديني.


    أما الديمقراطية كوسيلة للممارسة السياسية السلمية والتبادل السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة وصادقة وشفافة ونزيهة وحق الحريات العامة ومشاركة حقيقية في صناعة القرارات وأحترام الرأي الآخر وفصل السلطات ودولة المؤسسات فهي تجربة انسانية رائدة ومطلوبة ولا شك عندي أن الإسلام قد ساهم فيها عبر القرون بسنة الرسول الكريم وتولى أبي بكر الصديق الخلافة ولم يقل أنه يمثل الدين وحده للذين خالفوه ولم يبايعوه كعلي بن طالب وسعد بن عبادة. ولكن للأسف أن الذين يحكمون باسم الإسلام اليوم يظلمون الآخرين ويحتكرون السلطة والمال ويضيقون بالرأى الآخر ويتعالون على الآخرين باسم الدستور الإسلامي بل يرتكبون الكبائر بتزوير إرادة الأمة في الانتخابات !!!
                  

01-14-2012, 06:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    رغم ان التراشق بين الهندى عز الدين وضياء الدين بلال وكلاهما من اهل الحكم الا ان التراشق بينهما يتطاير شراره الى اخرين من اهل المؤتمر الوطنى وتتكشف بعض الحقائق المهمة عن المحسوبية وكيفية اختيار رؤساء التحرير وتغيير القوانيين للمحسوبين من كتاب وصحفيو النظام

    زهنا تجدون رد ضياء الدين على الهندى عز الدين

    اقرا



    بعيداً عن المستنقعات مع الهندي عز الدين إجراء عملية جراحية !

    الأحد, 08 يناير 2012 13:58 اعمدة الكتاب -

    العين الثالثة -

    ضياء الدين بلال بعيداً عن المستنقعات
    مع الهندي عز الدين إجراء عملية جراحية !!
    ضياء الدين بلال
    السودانى


    (كل كلام يخرج وعليه كسوة القلب الذي صدر منه).
    من حكم ابن عطاء الله السكندري.
    (إذا نظرت لنفسك في مرآة عدوك فلن تبدو لك نظيفة أبداً).
    حكمة يونانية.
    (أكثر المواقف تطرفاً غطاء لأكثر المواقف انهزمية).
    هيكل.
    (يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه).
    الرسول صلى الله عليه وسلم.
    من الواجب قبل الشروع في الرد على الهندي عزالدين الاستئذان من عدة جهات وأفراد:
    الأول/ لقارئ (السوداني) بأن نسخر هذه المساحة الغالية من الصحيفة في التعامل مع حالة مرضية لم تعد تجدِ معها كل المضادات الحيوية والجرعات الكيميائية.. لكن بالقطع سيعذرني القارئ الكريم لأن المريض في هذه الحالة لا يجلس في بيته ولا في مشفى طبي ولكنه خرج بجراثيمه للعمل العام، فكان لابد من تعقبه بالعلاج في مساحات العمل العام، في الهواء الطلق، وأعد كل من اتصل بنا (مكتب النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان ومكتب الإمام الصادق المهدي والبروف علي شمو ودكتور محي الدين تيتاوي والدكتورة مريم الصادق والاستاذ كمال عمر القيادي بالمؤتمر الشعبي) وكثيرين غيرهم أن أرد على الأكاذيب فقط ولن أرد على الشتائم بمثلها!
    ألم أقل لكم إنني ظللت أقول للزملاء: (الهندي شخص مستحق للعطف لا للاستياء والسخرية؟، فهو رجل تسيطر عليه حالة شعور عميق بالضعف تجعله شديد العدوانية تجاه الآخرين)، الرجل ضحية وليس جلاداً!
    -1-
    وأستأذن القارئ الكريم أنني سأضطر إلى استلاف مشية الصحابي الجليل أبي دجانة سماك بن خرشة التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم أحد حين رأى أبا دجانة يتبختر وهو يربط على رأسه العصابة الحمراء :(إن هذه مشية يبغضها الله عز وجل، إلا في هذا المقام)، وسيأتي ذلك في باب التحدث عن نعم الله، ورد حملة التبخيس التي يقودها الهندي ضد (السوداني) ورئيس تحريرها ومدينتي العزيزة مناقل الخير والوفاء.
    وأستأذن الأساتذة الأجلاء كتاب الصفحة الأخيرة بـ(السوداني) أن أحتل مكانهم في مهمة طوارئ إسعافية عاجلة، للتعامل مع الهندي بعد أن تجاوز الطور المائي!
    عندما اطلعت على مقال الهندي وهو يرد على عمود لا يتجاوز الأربعمائة كلمة بصفحة كاملة تحوي 1700 كلمة - من بضاعته القديمة- في الصفحة الأخيرة لـ(الأهرام اليوم)، ابتسمت وقلت في سري كل ما كتبته في مقال (الهندي عزالدين.. قذافي الصحافة السودانية)..جاء الرجل ببراعة نادرة ليقدم نماذج عملية منه (النرجسية - نابئ القول وبذيء الكلام- الافتراء ونسج الأكاذيب- تمجيد الذات وتحقير الآخرين) وكما قلت سابقاً، الرجل في مسيرة هياجه الصحفي لم يترك كاتباً أو سياسياً لم يتعلق بثيابه.. فهو له حرص طفولي على تلطيخ ثياب الآخرين بالإساءة والإسفاف وبذيء الكلام وجارح القول...!
    ويظن واهماً أن تجنب الرد عليه أو الاحتكاك به دلالة خوف من قلمه. ولم يدر المسكين أن الكثيرين يترفعون عن الدخول معه في تلك المستنقعات الآسنة..!
    لهذا اعتبر الرجل أن الرد على افتراءاته يحتاج لشجاعة استثنائية لا تتوفر للكثيرين، منهم شخصي الضعيف لرحمة الله سبحانه وتعالى..والمسكين لا يعلم أننا نتعامل مع افتراءاته مثل تعامل الطبيب مع جرح ملتهب. تكفي فقط شكة إبرة لإخراج ما بالجرح من صديد، قبل الشروع في عملية النظافة، التي ستبدأ الآن!
    -2-
    خرج وبحمد الله ذلك الأذى من جوف الهندي ومن جراحه النفسية، أذى ظل يسكنه منذ أن رفضت وأنا متدرب (ضخم) العمل تحت رئاسته للقسم السياسي بصحيفة (الوفاق). ورضي الشهيد محمد طه محمد أحمد رئيس التحرير أن أعمل تحت إشرافه المباشر، وقدمني وقتها للقراء في صفحته الأولى..!
    بكل تأكيد سيتساءل القارئ..لماذا رفض متدرب العمل تحت رئاسة صحفي "كبييير"، رغم أن المتدربين لا يختارون تحت يد من يتدربون؟، والسؤال الأهم، لماذا قبل الراحل محمد طه بذلك واحتفظ الهندي بغيظه إلى أن جاءت شكة الإبرة؟.. الإجابات لمثل هذه الأسئلة توفرها فطنة القراء، وزملاء (الوفاق)!!
    وللرجل هاجس كبير بأحجام الناس لذا وصفني بالضخامة ووصف عدداً من الزملاء في معارك الوحل التي خاضها معهم بذات الصفة ومشتقاتها (الضخم- السمين- العملاق)، وهو معذور في ذلك لأنه يقيس الآخرين بمقياس حجمه هو لا بالأمتار والأوزان المحايدة، لذا من الطبيعي أن نبدو (ضخاماً) قياساً عليه!!
    نصحني بعض الأصدقاء بمقولة قاسية بعض الشيء: (لا تصارع الخنزير فإنك حتى لوهزمته لن تسلم من أوساخه)..!
    قلت لهم أرفض تشبيه البشر بالحيوانات- على سبيل الإساءة- كل مخلوقات الله لا تستحق الإساءة لها، إبليس لم يذم بمنشأ تكوينه لأنه خلق من نار ولكن لعن بموقفه وأفعاله وهو يتخذ موقفاً عنصرياً من سيدنا آدم: "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" (78). سورة ص. والخنازير لم يحرم أكلها لأنها ملعونة التكوين.. الهندي زميل بغى علينا، لأسباب خارج سيطرة إدراكه، لذا علينا واجب علاجه حتى ولو تطلب ذلك استخدام بعض الصدمات الكهربائية!
    -3-
    قلت للمشفقين عليّ من الدخول مع الرجل في الوحل، لن أنزل له في مقره الآسن، سأحمله إلى مكان أكثر نظافة، لأغسله بماء المنطق والحجة، أغسله مما علق به منذ بداياته إلى تقلده منصب رئاسة التحرير، بقرار استثنائي لعدم توفر شروط الوظيفة!
    وسأستخدم معه أصنافا جديدة من الأدوية تعرف بالأدوية الذكية. وهي أدوية تصيب الخلايا المريضة، دون أن تؤثر على الخلايا السليمة. المقابل لها الأسلحة الذكية، التي تصيب الهدف العسكري دون أن تلحق ضرراً بالمدنيين!
    الرجل وهو يرد على مقال (قذافي الصحافة السودانية) استخدم كل أسلحته الصدئة، ليقضي على عدو افتراضي، هو شخصي (الضعيف)- لا مانع (الضخم)- ولكنه في هوجائه تلك تحرك بدافع انتقامي أعمى، فحمل كل شيء وجده أمامه ليقذفني به- بالإضافة طبعاً لأسلحته الصدئة التي ظل يحتفظ بها لمثل هذه المعارك- وصفني صراحة بالكادر الشيوعي الرخو، وبسدنة نظام الإنقاذ وضمناً بالشيعي الذي يسيء للصحابة وبعميل الأمن وبأنني ضعيف مستغل من قبل آخرين للنيل منه وبأنني خبيث أسود القلب أحسده على ما حقق من نجاح وأتآمر على نجاحاته المزعومة، وأنني تنكرت لزميلة متميزة، ثم ذرفت الدموع على استقالتها، ثم اختتم ذلك بتجريدي من الإسلام ووضعي في قائمة الكفار!!
    -4-
    ألم أقل إن الرجل جدير بالعطف؟ هل قابل أحدكم في أي منعطف من منعطفات حياته شخصاً له مقدرة (غرائبية) على الجمع بين المتناقضات، مثل هذا الرجل؟! اتهامات يلتهم بعضها بعضاً، كيف يكون الشيوعي سادنا لنظام الجبهة الإسلامية؟ وكيف يكون شخص ضعيف قليل الحيلة مستغل، هو ذاته الشخص المتآمر (الخبيث) أسود القلب؟ وكيف يتنكر شخص لآخر، ثم يذرف عليه الدموع؟، وأما الأستاذة رفيدة يس استقالت من (السوداني) بعد توقيعها عقداً عملياً مع قناة العربية!!
    بل الرجل وهو في هياجه الهستيري ينتقل من منبر لآخر، ويغير ملابسه أمام الجمهور. هو مرة مع ناس الترابي والصادق المهدي ضد ضياء الدين.. أو (الضو)، وفي ذات المسرح يحرض الجيش والسلفيين وحزب المؤتمر الوطني على ذات الشخص..!
    فهو يختار أي مكان يمكنه من أذية خصمه دون اعتبار لموقف أو التزام بانتماء، فهو مؤتمر شعبي حينما يتطلب مسرح العمليات ذلك وإنقاذي متشدد حسب تصاريف الأحوال!!
    -5-
    وكل الذين أساء لهم بالأمس يمدحهم اليوم للاستنصار بهم ضد العدو (الضخم). أرشيف الهندي يروي كثيرا من القصص المشابهة -لأن الرجل يراهن على ضعف ذاكرة القراء- ولفائدة طلاب الصحافة ودارسي الإعلام وكتاب المقالات- قد يسعى أكاديمي في وقت ما لجمع هذه القصص في كتاب للفائدة والاطلاع. التعليم لا يقوم بتقديم النماذج الإيجابية فقط ولكن النماذج السلبية تفيد في مرات أكثر، كاستخدام وقائي لتجنب المماثلة، على طريقة (أفعل ولا تفعل)!
    -6-
    وبمناسبة الأدوية والأسلحة الذكية، مرة أخرى استسمحك عزيزي القارئ في تقديم عدد من الاعتذارات:
    الأول/ لكل تجار العيش في المناقل والقضارف وعموم السودان لما أصابهم من رشاش في حديث الهندي بأنني قدمت للصحافة من سوق العيش بالمناقل..التحية لكل تجار العيش أصدقاء الشمس والرزق الحلال وهم يذهبون لأسرهم بمال معطر بعرق جباههم الكريمة، كنت أتمنى أن أكون منكم، فذلك شرف لي وسأكون سعيداً بالالتحاق بكم إذا زاد المال وضاقت "سِنَّة القلم".. والتحية لأهلي بالمناقل وعموم قرى الجزيرة وهم يزرعون (طابت والفتريتة وقدم الحمام ومايو وأب عكر)، ليسدوا بها حاجة الغذاء ويحفظوا بها مياه وجوههم الكريمة. ولأهل المناقل الكرام التحية والسلام!
    نعم، كررها الهندي مرة أخرى، الإساءة لأصحاب المهن الشريفة، من قبل وصف أحد الزملاء بأنه راعي غنم، ورعاية البهائم من أشرف المهن، امتهنها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أكرم بني آدم. وقد ورد في الحديث الشريف (ما بعث الله من نبي إلا ورعى الغنم).
    ومن قبل وصف الاستاذ محجوب فضل بدري بأنه جندي برتبة عريف، وحينما احتاج لشهادته وصفه بالفارس!! وينسى الهندي عظمة الجندي السوداني وهو يقاتل من أجل الوطن في الأحراش والغابات والصحاري، يفعل ذلك أيام حرب الجنوب والآن في جبهات القتال، التحية لكل جنود بلادي الأشاوس!
    وذات السلاح استخدم ضد الهندي حينما وصف بأنه دخل الصحافة عبر بوابة تحصيل رسوم النفايات، وقلنا وقتها لمن كتب ذلك، هذا شرف للهندي. لأن إزالة النفايات مهنة تستحق التقدير فهي تخلصنا من أوساخنا، كما نحاول الآن مع الهندي إذ نحاول إخراجه من الوحل، لمكان نظيف يقوم على الحجة والحجة المضادة لا على تلطيخ الخصوم بالأكاذيب!
    الاعتذار الثاني/ لكل شخص اسمه (الضو) لأن الرجل اعتبر هذا الاسم اسما مسيئا، فقام بتجريدي من اسمي الحقيقي وسماني (الضو)..ولا يعلم المسكين أن هذا أحب الأسماء إلى نفسي. لأن والدتي العزيزة كانت تناديني-تمليحاً- منذ طفولتي (الضو المابقولوا ليهو سو)، وكما تمنت حاجة عرفة- الحمد لله- لم أخيب ظنها، كنت الضو الذي لا تفرض عليه قناعات الآخرين ولا أجندتهم ولا يستخدم في حروب الوكالة.. (أبوك يا رنا ما بسوي البجيب العيب وكسر العين)!!
    وحينما أخرجت كتابي (الشماليون في حركة قرنق) كتبت إهداءً لوالدتي عرفة ووالدي الحاج بلال، النقابي النبيل محدود الدخل، والذي علمنا منذ الصغر ألا نسيء للناس ولا نجرح مشاعرهم، وينصحنا قائلاً: (لا تبقى رأساً يقطعوك ولا ضنبا يوطوك ابقى قلباً لمن يشقوا الصدر يلقوك).. فكان التوقيع على الإهداء ابنكم الضو، والحمد لله أصبحنا قلباً ورأسا.
    -7-
    الهندي الذي جاء لرئاسة التحرير عبر بند الاستثناءات بعد حرب ضروس وابتزاز رخيص لأعضاء مجلس الصحافة، يقول إنني أتيت لرئاسة تحرير (السوداني) على حساب الأستاذ (المغدور!) محجوب عروة، ولا يعلم المسكين جداً أن أستاذ محجوب هو الذي اختارني للجلوس على كرسيه المحترم، ومن قبل هو الذي جاء بي للعزيزة (الرأي العام) في عام 1999.
    وكما في2004 عرض علي رئاسة تحرير (السوداني) نيابة عنه، بعد أن منع من المنصب بتعسف وظلم، وقلت له وقتها إن تجربتي المحدودة لا تمكنني من تقلد هذا المنصب، فجاء ليعرض عليّ ذات الطلب في 2010 بعد ست سنوات، وهو الآن يشرف أخيرة (السوداني) ويقدم لنا كل يوم النصائح والإرشادات.
    -8-
    الآن جاء وقت مشية الصحابي الجليل أبي دجانة:
    أدين بكثير فضل الله لما وصلت له كأصغر رئيس تحرير في الصحافة السودانية، رئيس تحرير صحيفة هي الآن ضمن صحف المقدمة، أشكر أسرتي الصغيرة والكبيرة وأساتذتي وأصدقائي وزملائي في الدراسة والعمل، فلمن تدين بالشكر والوفاء يا هندي....؟!
    أحمد الله كثيراً، في كل مراحل دراستي وعملي كنت محل تقدير ممن يعرفونني، كنت الطالب المثالي في المناقل الثانوية، وكان يتم وداعي في انتقالي من صحيفة لأخرى بالدموع والدعوات الصالحات والكتابات الصحفية المميزة (عليك بزيارة دار الوثائق).
    -9-
    أنت ماذا كان يحدث معك؟ منذ عرفتك بمكتبة البشير الريح عرفتك كشخص منبوذ ومطرود، سأحسب لك، حالات الطرد القياسية التي لم تحدث لصحفي في العالم:
    1. تم طردك من مكتبة البشير الريح بقرار من الإدارة وبيان مكتوب بعد مطالبة من رواد المكتبة ذلك في مستهل التسعينات.
    2. تم طردك من (الوفاق) بعد زيارتك المشبوهة لدولة خليجية كبرى، في عام 1998.
    3. تم طردك من صحيفة (القبس)، في عام 2000.
    4. تم طردك من (المكتب الإعلامي) للقصر الجمهوري بعد أقل من شهر لأسباب غير صالحة للنشر ذلك في عام2002.
    5. تم التخلص منك من صحيفة (آخر لحظة) رغم أنك شريك حيث فدى الشركاء أنفسهم بكل ما يمكن من مال، في عام 2009!
    6. والآن في 2012 رغم أرباح (الأهرام اليوم)-المزعومة- وفائدة الشركاء إلا أنهم قرروا هدم كل شيء في سبيل التخلص منك.
    7. في عالم الصحافة والحمد لله حزت على جائزة مجلس الصحافة كأفضل محاور صحفي لعام 2000 وكنت أول الصحافيين في استفتاء مفتوح على أشهر وأكبر موقع الكتروني سوداني (سودانيز أون لاين).
    8. في سنوات عملي في الصحافة نشرت أعمالي الصحفية كبريات الصحف العربية والمواقع العالمية، طبعت لي ثلاثة كتب تعتبر مراجع الآن لكثير من الباحثين والطلاب.
    9. استجديت (المؤتمر الوطني) لتصبح مرشحه في دائرة الثورة وحينما رفض اخرجت أسلحتك الصدئة للهجوم عليه، فأصبح دكتور نافع الذي ظللت تصفه بأسد الإنقاذ الهصور (أغبى سياسي سوداني)، واخرج المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم بياناً صحفياً أكد فيه أنك لم تكن ضمن عضويته في يوم من الأيام (من الروضة الى الثانوي العالي).. أما شخصي فلم أدع يوما أنني كنت عضواً بالحزب الشيوعي ولم يدع الحزب ذلك، رغم حبي الكبير لشخصية الأستاذ/ محمد إبراهيم نقد- شفاه الله وعافاه- وللراحل/ محمد الأمين سر الختم سكرتير الشيوعيين بالمناقل، وإعجابي بشعراء اليسار (محجوب شريف وحميد والقدال)، وقراءتي الواسعة في الأدب الروسي لكتاب عظام (تولستوي، أنتون تشيكوف، فيودور دوستويفسكي، نيكولاي جوجول، ماكسيم جوركي، وأشهر شعرائهم بوشكين، ويليه فيت، وليرمونتوف).
    جمعت كل مقالاتي في كتب لأنها ظلت تعبر عني وسأتشرف بها في المستقبل، وسأجمع كل ما كتب عني في الصحافة السودانية والعربية، هل تستطيع أن تفعل ذلك؟، لا أظنك تجرؤ،لانك كنت تكتب شهادتك - ليس لله- بل للحظة والمصلحة الراهنة وبينما كنت أكتب للتاريخ!
    1- وبحمد الله أصبحت سيناريست، ومنتج برامج تليفزيونية، لدي أكثر من سبعة أفلام وثائقية في الفضائيات الكبرى (الجزيرة والعربية وشركة O3 دبي، أكبر شركة في الوطن العربي لإنتاج الأفلام الوثائقية).. كما أنني مستعد لمغادرة موقعي في منصب رئيس التحرير في أي وقت والانتقال لمجال آخر، ماذا ستفعل أنت إذا اكتمل مشروع إقالتك من رئاسة التحرير؟! بالقطع لن تعود للكرسي مرةً أخرى، لأن باب الاستثناءات قد أغلق (بالضبة والمفتاح) ولم يعد مجلس الصحافة قابلاً للابتزاز!
    2- والصحيفة التي أتشرف برئاسة تحريرها، هي صاحبة أكبر خبطات صحفية في الأعوام الأخيرة، والآن تم تكوين آلية للفساد للتعامل مع ما تثيره (السوداني) من قضايا آخرها قضية المستشار مدحت والعقد الملياري، وأنت ترأس تحرير صحيفة مشغولة بتغذية غرور رئيسها، وبأخبار زوجة نميري الثانية وغنماية الكلاكلة، ووضع الشتائم والإساءات وبذيء القول في عمود اختير له – يا سبحان الله- اسم (شهادتي لله)!!
    وتقول للقراء أنني أتيت اليك – ليلاً- معتذراً وقلت إن (السوداني) تناولت أزمة صحيفتك لأنها راغبة في زيادة التوزيع.. وانت تعلم أنك تكذب وأنني جئت للصحيفة لتوصيل الزميل طلال إسماعيل، وكنا جميعاً ندير فاصلا من المزاح، ولكنك – لا تنسى أسلحتك الصدئة- وجئت لتحدث القراء عن زيارة اعتذارية ولم تحدثهم عن بقية ما دار في ونسة الزملاء، ولأنني أحفظ أدب المجالس، فلن أحدثهم عن بقية ما دار بحضور الزميلين طلال وصباح، واذا حدثتهم، سيسقط قلمي في بركة الوحل!!
    رسائل أخيرة:
    1-ألا تجعلك كل هذه الأحداث والمواقف تراجع نفسك وترضى بالعلاج؟!!
    2- لا تذهب إلى القلم وأنت مصاب بحمى الغيظ، فستؤذي نفسك أكثر من الآخرين.
    3- عليك بمراجعة مستندات التوزيع التي نشرتها، في هياجك فقد وقعت في خطأ فادح، حينما قلت في مقالك إنك تطبع 35 ألفاً ولتؤكد ذلك نشرت مستندات تفيد بأنك تطبع ما بين 19 و22 ألفاً!!
    4- السيد/ جمال محمد عبدالله الوالي يرأس مجلس إدارة هذه الصحيفة لا يحتاجني للدفاع عنه، تدافع عنه سيرته الذاتية، فهو لا يسكن بيوت الزجاج، ولا يهتم بصياح الدجاج، رجل تحصنه من حجارة الكيد سيرته الطيبة وحسن خلقه واحترامه لنفسه وللآخرين، عليك بإلقاء كل ما لديك من حجارة وسترتد عليك وأنت جاثم على ركبتيك في مستنقعك الآسن، إلى أن نوفق نحن أو آخرون في إخراجك منه، في يوم ما!!
    5- من قبل هددت الحكومة بانتقالك للكتابة في الصحف العربية، وانت لا تعلم أن هذه الصحف ليست في حاجة لاستيراد (شتامين)، ما أسهل أن يتحول الكاتب لشتام ولعان. ولو أن مجلس الصحافة منع استخدام الصحف لهذه الأساليب لما وجدت ما تكتبه، ولكن ما الفائدة اذا خسر الصحفي نفسه في سبيل كسب مزيد من القراء؟!!
                  

01-18-2012, 10:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    غازي يدفع بمذكرة للبشير تطالب بإصلاحات جوهرية
    الأربعاء, 18 كانون2/يناير 2012 09:02

    الأحداث: وكالات:


    اشتعلت حرب مذكرات عنيفة بأروقة المؤتمر الوطني وألقى مستشار رئيس الجمهورية غازي صلاح الدين بكتلة خشبية جديدة في نيران المذكرات العنيفة داخل المؤتمر الوطني ، عقب دفعه بالتزامن مع استفحال الأزمة الاقتصادية الخانقة وانشغال الوطني بمذكرة الألف ، بمذكرة شديدة اللهجة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير تدعوه لإجراء إصلاحات جوهرية في بنية الدولة،

    ونقلت صحيفة (البيان) الإماراتية عن مصادر بالخرطوم أن صلاح الدين يعكف حالياً على إعداد مذكرة أخرى عن الحركة الإسلامية وتأثير السلطة فيها، مشيرة إلى أن مذكرته الجديدة موجهة إلى عامة منسوبي الحركة الإسلامية عكس الأولى التي استهدفت قيادة التنظيم. في وقت أكدت مصادر مطلعة أن ترتيبات جدية تجري في تكتم شديد لعقد مؤتمر عام للحركة الإسلامية السودانية، يتوقع التئامه أغسطس المقبل، بينما لم يتفق على مقر انعقاده. وتوقعت المصادر أن يضم المؤتمر المرتقب قيادات من الموالين لزعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي وآخرين من تنظيم الإخوان المسلمين بزعامة صادق عبدالله عبدالماجد، مبينة أن المجموعة أعدت ورقة عمل حملت رؤية نقدية لمسيرة الحركة خلال العشرين عاماً الماضية ووزعت على أربعين من قيادات الصف الأول بغرض إبداء وجهة نظرهم فيها.

    وشددت على أن أغلبية التنظيم من المجموعات التي لم تشارك في السلطة بشكل مباشر وإن كانت تدعمها، بجانب آخرين آثروا الابتعاد عقب انشقاق الترابي. لافتة إلى أن مذكرة الألف الأخيرة (الثالثة لفئة المجاهدين) ونوهت إلى أن هذا الحراك يكشف بشكل واضح حالة التململ القوية وعدم الرضا داخل صفوف حزب المؤتمر الوطني ونقل "سودان تربيون" عن مصدر بأن الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني برئاسة غازي صلاح الدين تقدمت أيضا بمذكرة للرئيس البشير أواخر العام الماضي مطالبة بإصلاحات رئيسية في الدولة والحزب.

    وقال المصدر بأن تفاصيل المذكرة لا تزال غامضة، وأضاف بأن الرئيس اعتبر بعض المطالب سابقة لأوانها. وأعرب المصدر لعدم التفات قيادة الحزب إلى تبني الإصلاح وأشار المصدر طبقا لتربيون إلى أن انخفاض الموارد الماليه بالبلاد أدى لظهور هذه الاختلافات على السطح أكثر من أي وقت مضى .
                  

01-19-2012, 07:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    محمد وقيع الله الخصم الالدّ للشيخ حسن الترابي
    January 19, 2012

    بارود صندل

    قرأت معظم ما كتبه د.محمد وقيع الله في الصحف السيارة في الأونة الأخيرة وقد أظهر عداوة غير معهودة للشيخ حسن الترابي وفكرت في الرد ثم تريثت ولكن بعد تماديه رأيت أن الرد قد وجب ، وبما أن الشيخ حسن قل ما يلتفت لهذه السفاسف فهو مشغول بعظائم الأمور فقدره أن يمضي في طريقه غير أبه بما يصيبه من السفهاء فهو ممن لا تسره المدحة ولا تغمه المذمة ومن فرط حبنا له علينا أن ندفع عنه جهل الجهلاء وحقد الحاقدين والسفهاء والمرء مع من أحب , لم نحبه طمعا في ماله فهو لم يؤت بسطة فيه ولا في سلطة يمنحها كما فعله الكثيرون من حواريه وتلاميذه الذين ذهبوا مع ريح السلطة وما أكثر تلاميذ الرجل الذين نهلوا من معينه وأعدهم للقيادة والريادة منهم من أحبه في الله طمعاً فيما عنده من العلم لاطمعا في نعيم الدنيا وبعضهم يعجبك قولهم ومظهرهم ويشهد الله علي ما في قلوبهم من حب الدنيا التي أقبلوا عليها يأكلونها بلعا بلعا ,


    وعندما بلغ الأمر الأود وصعب علي الاحتمال انحاز المتسلقون إلي صف السلطة والجاه وياليتهم كفاهم ذلك فطلاب السلطة والجاه هذا دأبهم دائما فما بال أخرين كنا نظنهم من الاوفياء الاخيار فأذا هم من ألد خصوم الشيخ ، ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً , فركل هؤلاء الوفاء للرجل وأن الوفاء تؤام الصدق فأنضموا إلي الجوقة من أهل السياسة الذين يعدون الغدر من العقل وحسن الحيلة ، فاندفع نفر من أولئك يسبون الشيخ ويلعنونه واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره ووضع المعايب ومنع من ذكر أي فضيلة ترفع له ذكراً فما زاده ذلك إلاّ رفعة وسموا فهو كالشمس لا تستر بالراح وكضوء النهار أن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، فكل طالب للسلطة والجاه عليه أن يجتهد في ذم الشيخ ورميه بكل نقيصة لينال رضا أمير المؤمنين تولية وأستزوارا !! فتبار القوم يكذبون ويلفقون علي الشيخ وها هو محمد وقيع الله ينضم لهؤلاء ولا نكاد نفهم غبينة الرجل حتي يسل كل سيوفه بهذه الصورة هل أشتاق إلي الوظيفة فسلك هذا الطريق!! معرفتي للرجل منذ كنت طالبا في الجامعة الأسلامية جعلتني أسقط هذا التهمة مؤقتاً ,


    أذن الخلاف الفقهي والفكري هو الذي دفع محمد وقيع الله لهذه الهجمة فأن كان هذا فأن الاختلاف في العقول والإفهام يترتب عليه اختلاف في المواقف والآراء وهذا شئ طبيعي ، فقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكانت لهم مدارس مختلفة في الفقه ولا يزال العلماء إلي كتابة هذه السطور يختلفون فيما بينهم في الكثير من مسائل الفقه والفكر والسياسية وغير ذلك من فنون العلم والمعرفة وهذا الخلاف في الرأي فيه أثراء للفكر ومدعاة لتلاقح الأفكار وتعارك الإفهام وبالتالي فأن هذا الخلاف محمود (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) ويعلم محمد وقيع الله أن الحوار الغرض منه الوصول إلي الحقيقة وتحري الصواب بعيداً عن التعصب للرأي والانقياد للآراء الفاسدة وأن من ادآب الحوار اختيار الألفاظ المهذبة التي لا تسئ إلي الآخرين وفوق هذا فأنه يلزم تحديد مواطن الخلاف تحديداً واضحاً حتى يتبين أساساً الخلاف (تحرير مسائل الخلاف) . ومن خلال وقوفنا علي ما كتبه محمد وقيع لم نلمس شيئاً مما ذكرناه فالرجل لم يصوب نقده لأطروحات الشيخ وأفكاره وإجتهاداته تصويباً أو بياناً لخطأ ما ذهب إليه الشيخ ، ولا حتى نقدا موضوعياً للتدابير السياسية والمسلك السياسي للشيخ لو فعل ذلك لتقبلنا الأمر مهما كان النقد شديداً وحاداً ، لا سيما أن محمد وقيع الله يصفه أصدقاؤه وتلاميذه بأنه باحث أكاديمي دقيق العبارة مثابر علي البحث والتنقيب ، ولكن محمد وقيع الله ذهب مذهباً آخر فهو ناقم علي الشيخ إلي درجة الكراهية والحسد والبغضاء ، فحين يتحدث محمد وقيع الله عن التفسير التوحيدي لم يبين وجه الخطأ ولكن ذهب إلي أن الترابي غير مؤهل لأنجاز هذا التفسير التوحيدي من الأساس !! وهذا فيه بعد ، ويذهب أبعد من ذلك بقوله ( وأني لمن ينساق مع مخططات أعداء الأسلام ويسوقها ويسوّقها أن يفسر القران تفسيراً توحيداً أو تجزيئياً ، مضيفاً (فما يقبل المسلمون عامة ولا خاصة تفسيراً للقران إلاّ إذا أتي من عالم إسلامي وطني متجرد نقي تقي ) لم يترك هذا العالم (عديم النظيرو فريد زمانه ووحيد عصره ) أي مساحة لمناقشة التفسير التوحيدي فالترابي غير مؤهل لماذا لا ندري !! وأن الترابي ينساق وراء مخططات أعداء الاسلام وبالتالي لا يحق له أن يفسر القران !! وأن المسلمين عامة وخاصة لا يقبلون هذا التفسير التوحيدي ,


    لو أن هذه الأحكام القطعية صدر من كاتب مغمور يريد بها الظهور لما اجتهدنا في الرد عليه فالتفسير التوحيدي كالمرآة فمن غير المعقول إذا نظر فيه الحمار أن يري صورة ملاك ، ولكن أن يصدر كل هذا الغثاء من عالم استحق الجوائز العالمية علي خدمته المتميزة للفكر الإسلامي فهذا هو المحير لأولي الألباب !! ، أنتهي محمد وقيع الله إلي أن هذا التفسير التوحيدي مجرد زعم ، أما قوله في الاجتهاد الشعبي فهو خروج علي منهج السلف وتجاوز للأسس العلمية للاجتهاد……. ويستمر الدكتور في هرفه إلي القول بأن الترابي يهمش السنة النبوية ويبغض أهل الذكر ويبغض علماء الدين وينفر منهم ،

    أما في السياسية فحدث ولا حرج يقول الرجل أن الترابي يسعي لتحطيم وتهديم أول وأوسع نموذج تطبيقي توحيدي إسلامي إنقاذي في السودان ؟ ويستعين في إنجاز هذه المهمة بأعداء الإسلام المحليين والعالميين من الشيوعيين والصليبين والعنصرين والرجعيين , سبق للرجل في كتابات سابقة أن مجد عمر البشير وحزبه الحاكم معدداً محاسنهم وتبعاً لذلك فأنه يصوت للبشير وحزبه لأسباب ذكرها !! ولمناقشة الدكتور في هذه النقاط لا نحتاج لكثير عناء في بيان خطل رأيه وبؤس فهمه فالإنقاذ التي يعتبرها نموذج تطبيقي توحيدي إسلامي أوصلت البلاد الي الهضيض فالسودان في ظل هذا النظام التوحيدي الإسلامي تبؤا مقعد متقدماً في سلم الدول الأكثر فشلاً والأكثر فساداً في العالم !!أهذا هو النموذج الذي يبتغيه الدكتور العالم ويفني في الدفاع عنه !! لعل الدكتور في حاجة إلي تفاصيل سوف نزودها به لا حقاً ،



    يري الدكتور أن تحالف الشيخ حسن و حزبه مع الحزب الشيوعي السوداني ردة تستوجب الرجم فهل يري الدكتور نفس الرأي في التحالف الإستراتيجي بين المؤتمر الوطني الإسلامي السوداني والحزب الشيوعي الصيني !! لم يوضح لنا كيف نتعامل في إطار الوطن الواحد مع المخالفين لنا في الرأي والفكر هل نقاتلهم أو نعزلهم أم نتحاور معهم لنعمل فيما اتفقنا عليه لمصلحة البلاد ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، ماذا يقول الدكتور في التحالف الإسلامي اليساري في تونس والمغرب!! فالدكتور الدارس للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات المقارنة يعشعش في عقله رؤية بائسة عن التعامل مع الأخر يستدعي من تلاميذه أفهامه أن الفكر الإسلامي تحمل ويتحمل الآخر منذ أول دستور إسلامي في المدينة وضعه الرسول (صلي الله عليه وسلم) صاحب الرسالة …. ويمضي الدكتور في وصف كل من خليل إبراهيم ومالك عقار وعبد العزيز الحلو والشيخ حسن الترابي بالعصبية والجاهلية والعنصرية نفس النغمة والاسطوانة المشروخة عند المؤتمر الوطني ونافع علي نافع ، ألصاق تهمة العنصرية لكل من ينتقد سيطرة المركز والشمال النيلي علي مقاليد الامور في السودان , هي ذات العقيدة القديمة التي اتخذت من تهمة العنصرية بعبعا لتخويف الهامش والأطراف وأخماد ثوراتهم المطالبة بالعدالة والمساواة مسكين هذا الدكتور فات عليه أن هذه البضاعة أصحبت كاسدة ومزجاة كما غاب عن الدكتور أو تناسي أن الحراك الذي حدث في السودان والوقائع علي الأرض تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أين تكمن العنصرية الممنهجة ومن يمارسها ومن دمرّ النسيج الاجتماعي في هذه البلاد ، كل ذلك يحتاج لتوضيح ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة!!

    تحامل الدكتور علي الشيخ حسن يفلق المرارة ، فالشيخ حسن هو الذي حطم الاقتصاد السوداني وكسر الجيش السوداني بحروب شاملة باختياره أن يقدح الشرارة في دارفور !! لم يتحدث الدكتور عن قضية دارفور وحقيقتها ولم ينظر إليها إلاّ من باب العنصرية البغيضة ومادام الشيخ حسن يتعاطف مع القضية فهو عنصري مثل أهل دارفور فهو منهم وإليهم ، الآن فقط أدركت أن حصون الحركة الإسلامية سوف تهدم من الداخل من أمثال هذا الدكتور الذي فيه جاهلية كاملة دسمة !!

    وأن الأمل الذي يعقده المسلمون علي الحركة الإسلامية لتخليصهم من الذل والهوان والتبعية إلي سعة الحرية والكرامة والتقدم والازدهار سوف يتحول إلي سراب , ولكن قدر الله أنه كلما حق بالأمة خطب واحدقت بها النوازل والأحن لجأ الناس إلي علماء الأمة يستنصحونهم ويستلهون من مواقفهم العزيمة والثبات والصبر علي الشدائد حتى يكشف الله عنهم الغمة ويزيل عنهم البلاء الذي حط ترحاله في بلادنا ، ما أحوج السودان إلي عالم يصدع بقولة الحق لا يخشي في الله لومة لا ئم يقف في وجه السلطان الجائر وقفة شموخ وعز وأباء لا يخاف سطوته ولا جبروته ليصدع بصوته بالحق في وجهه غير هياب أو أبه بما قد يفعل به ،

    وفي تاريخياً الإسلامي الزاهر نماذج رائعة من العلماء العاملين الذين أدوا رسالتهم علي اكمل وجه فكانوا نبراسا يستضاء بهم في كل زمان ونماذج يقتدي بها في وقت تفتقد فيه القدوة الصالحة والكلمة الجريئة والمجابهة الصريحة في سبيل أعلاه كلمة الله ، فالشيخ الترابي كان وسيظل نوذجاً رائعاً للسياسي البارع والعالم المستنير والاجتماعي المخلص . فمهما حاول الموسوسون وأدعياء العلم فلن ينالوا منه فهو القمة السامقة التي ينحدر منها السيل ولا يرقي إليها الطير من أمثال محمد وقيع الله هداه الله وعافاه.

    يتبع،،،،،،

    بارود صندل رجب المحامي
                  

01-19-2012, 10:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الترابي بين يدي هالة!! .
    السبت, 14 كانون2/يناير 2012 06:21

    محمد وقيع الله

    أبدى بعض أصدقائي عجبهم من حدة نكروها في المقالات التي تناولت بها أمر الدكتور الترابي.
    وحدثني أحدهم وهو الأستاذ المبجل حسين خوجلي بالهاتف قائلاً: «إني أعجب من أمرك كلما تزداد عمراً تزداد تلهباً وتتفجر حمما فكأنك تحيا فوق بركان يتوقد!» «ولم يشر إلى أمر الدكتور الترابي تحديداً، فهو أحصف من أن يفتح معي ملفاً حساساً مثل هذا».
    والحقيقة غير ما أحس حسين، وغير ما أحس الأصدقاء الناصحون، فإني أكتب مقالاتي برَيْث واتئاد، ولا أسمح لنفسي بانفعال حاد والقلم بين أصابعي، ومن عادتي أن أحسب كلماتي حساباً دقيقاً، وأتفحصها مراراً قبل أن أدفع بها للنشر.
    وكل ما كتبته في وصف مسالك الدكتور الترابي في الفترة الأخيرة وشجبه، انطبق عليه هذا وكان مبعثه الرثاء لا البغضاء.
    الرثاء لما اختاره لنفسه من مدار فيه انحدار وبوار.
    فطوال السنوات الأخيرة لم يقصر حسن الترابي في دفعي ودفع الكثيرين من أمثالي إلى الرثاء لحاله.
    حيث صمم في عناد لا مثيل له أن ينهي بروزه القوي الساطع على المسرح السياسي السوداني بهذا الشكل المتهافت الباهت.
    ولم يعبأ وهو في فورة الغضب بجلال تاريخه اللامع العتيد، ذلك التاريخ الذي يعبأ به المراقبون المنصفون الذين ما فتئوا يقدرون جهاده العقلي والحركي والسياسي التليد.
    وإلا فقل لي كيف يرضى زعيم مثل الترابي بلغ من العمر والمجد عتياً بهذا الهوان الذي لحق به هذا الأسبوع، عندما ألقى بمقوده في يد يسارية من الدرجة العاشرة، مثل الأستاذة هالة عبد الحليم، لتتولى أمر توجيهه لإمضاء صلح عجول «مكلفت» مع غريمه الأزلي الصادق المهدي الذي لا يمكن أن ينسى أثر فأسه على جبينه الدامي.
    وزاد الأمر غرابةً أن الترابي وقع في إسار الأستاذة هالة ومسارها بعد أن تأبى على دعوات ملحة للمصالحة، جاءته من الكثيرين ممن يعتد بهم، وفيهم من هم في سنه، من أمثال الشيوعي المخضرم فاروق أبو عيسى.
    وهذا المسلك الغريب المريب الذي انساق به الترابي لرغبة هالة في إمضاء الصلح مع الصادق المهدي، ليس له في الحقيقة إلا تفسير وحيد وجيه.
    ولكن لا يحسن أن نأتي على ذكر هذا التفسير الوحيد الوجيه قبل أن نستبعد تفسيرين بديلين.
    أولهما ما يُقال إن في قبول حسن الترابي لدعوة هذه السيدة من دون الرجال جميعاً تكريم للجنس اللطيف الذي يتحمس له الترابي بصدق، وما برح منذ زمان مديد يجاهد في سبيل الزج به في الأتون السياسي الحرَّاق.
    وإذا قيل هذا من الوجهة العامة فهو أمر صحيح، فقد ظل الترابي لأمد طويل يراهن على طاقة المرأة السياسية، وكان حتى قبل أيام يسعى جاهداً لتحفيز نساء المؤتمر الشعبي ويحضهن على التقدم إلى الصفوف الأولى للمواجهة السياسية الساخنة مع نظام الإنقاذ.
    ولكن هذا التوجه منه خاص بالمؤتمر الشعبي ونسائه، ولا ينطبق على من لا ولاية له عليهن من نساء الأحزاب الأخرى، لاسيما هذه اليسارية العلمانية المتطرفة، التي تدعى هالة التي دعته إلى الصلح وأقنعته بإمضائه، فهي لا تعمل وفق فلسفته في تحرير المرأة ولا تنسجم معها ولا ترضاها بل تناهضها على كل صعيد!
    وثاني التفسيرين البديلين ينبع من فرْضية أن الترابي يريد أن يتقرب من القوى الغربية وأجهزتها الاسستخبارية عن طريق إبداء بعض ولائه لأمثال هالة والاستجابة لهذا الرهط والانقياد لأمرهم والامتثال لنهيهم على نحو ذرائعي تكتيكي.
    وهذا القول قد يصيب على نحو فضفاض، ولكنه لا يفسر حالة هالة الخاصة المنتمية لأشد فصائل اليسار السوداني غموضاً واشتباهاً.
    وفصائل الشيوعيين السودانيين المشبوهة كثيرة متعددة، والحزب الشيوعي السوداني ليس كتلة واحدة كما يظن البعض، ففيه آراء متباينة وتيارات تعمل على شبه استقلال، ولكل منها تخصص معين في أداء مهمة ما من مهام تخريب الوطن.
    ثم تلتقي هذه التيارات الشيوعية جميعاً في مهمة تحطيم الإنقاذ برمته بخاتمة المطاف.
    وبهذا يمكن القول إن المحرك الحقيقي للعمل الثوري ضد الإنقاذ هو الحزب الشيوعي السوداني لا غير.
    وأما الحزبان الطائفيان المعنيان بالصلح: حزب الأمة الخامد وحزب المؤتمر الشعبي الجامد، فهما عاجزان عن إتيان أي تحرك سياسي ثوري جدي سواء على استقلال أو على ائتلاف.
    وحتى الآن رضي زعيم الحزب الطائفي الأول بما ظفر به من الصيد وما أحرز من موقعين عسكريين وسياسيين كبيرين لابنيه الكبيرين.
    وهذان إنجازان مهمان يضعانه في منتصف الطريق تماماً ما بين عداء الإنقاذ علناً «عن طريق بنتيه» والتفاهم معها سراً «عن طريق ابنيه»، وهذه هي طريقته المُثلى في التعامل السياسي، فهو زعيم متردد، وما سبق له أن تخطى منتصف طريق.
    وأما زعيم الحزب الطائفي الثاني فهو يعلم جيداً أن حزبه المارق مخترق بالكامل، وأن اختراقه سرَى حتى في مفاصله وأعصابه العسكرية والأمنية والمالية، وبالتالي أصبح مشلول الإرادة، لا يتجاسر على تحرك إلا بعد تحسب، ولا يقاتل إلا من وراء جدر، منها جدار حركة العدل والمساواة الكسير، وجدار حركة التمرد الجنوبي التي يبدو أنه قرر أن يتحالف معها على نحو خطير.
    وبذلك بقي الحزب الشيوعي السوداني وحده يدير المعركة الشاملة الطويلة المرهقة مع الحكومة السودانية، فهو الحزب الذي انخرطت أعتى كوداره الفاعلة في حركة التمرد الجنوبي، ونزحت معها إلى الجنوب، وظلت تدير الفصول الحالية من المعركة من هناك.
    وهو الحزب الذي كان وراء حركات التمرد الخطيرة الأخيرة التي حسمتها بطولات قوات الجيش السوداني الباسل في جنوب دارفور والنيل الأزرق.
    ويبقى الحزب الشيوعي السوداني الحزب الأكثر ولاءً للدوائر الصهيونية والنصرانية ومراكز المحافظين الجدد في الغرب. وليس سراً أن المركز الذي عملت أو تعمل به الأستاذة هالة وأداره لفترة طويلة اليساري المشبوه الدكتور الباقر العفيف، هو رافد وارد من معهد السلام الأمريكي.
    وهو معهد إدارته كلها يهودية ونصرانية متعصبة متصهينة، وتضم بعض أعتى عتاة أعداء العالم الإسلامي والعربي والسودان على وجه الخصوص.
    وقد ارتبط المدعو الباقر العفيف بهذا المعهد وعمل باحثاً متفرغاً فيه، واعترف علناً على صفحات الصحف السيَّارة أنه استلم أموالاً منه لتأسيس هذا المركز في الخرطوم.
    ومن واقع ارتباطاتهم المشبوهة يقدم أمثال هؤلاء اليساريين السودانيين الذين يعملون في حركة «حق» و «مركز الخاتم عدلان للاستنارة الفكرية» أنفسهم إلى مَرَدَة معهد السلام الأمريكي على أنهم الرؤوس الفكرية المقتدرة على ابتكار الحلول السرية وتدبير الخطط السحرية، وتمريرها في الواقع السياسي السوداني حتى يتم عن طريقها اجتثاث نظام الإنقاذ الذي أعيا الغرب الصراع معه على نحو مكشوف.
    وما هذا الجهد الذي بذلته الأستاذة هالة وتمكنت عن طريقه من استدراج الدكتور الترابي وحثه على المسارعة لمصالحة غريمه الصادق المهدي، إلا فرع من هذا التخطيط.
    وقد اقتنع الترابي بهذا التخطيط وسايره، لأنه قدر أن هؤلاء الشيوعيين الموصولين بالأمريكيين هم المرجون فعلاً لتحطيم نظام الحكم الذي يعاديه.
    تماماً مثلما قدر المهدي في الدهر الخالي أن الترابي هو الشخص المقتدر الأوحد لتقويض حكم البشير!!
                  

01-20-2012, 06:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    «مماطلة» كاشا.. هيبة الدولة في المحك! .
    الثلاثاء, 17 كانون2/يناير 2012 07:06

    الانتباهة

    اجتمع ولاة جنوب وغرب ووسط دارفور وبمبادرة منهم مع مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع أمس الأول وجاء بغرض بحث الظروف التي تمر بها الولايات إلى جانب الاهتمام بالأولويات المتمثلة في إنفاذ اتفاق الدوحة، بالمقابل غاب والي شرق دارفور عبد الحميد كاشا كبور الذي ما يزال يمارس سياسة قد تمر بالمناورة أو المراوغة أو التلكؤ وما إلى ذلك،

    وذلك بتوقُّف قطاره في محطة «التعنُّت» إذ لم يؤدِّ القسم حتى الآن رغم مرور نحو أسبوع من تعيينه، ولا يزال مواطنو الولاية في انتظار ما ستسفر عنه الصورة الضبابية التي رسمها كبور، إذ بحسب مصادر مقربة منه أنه وقف كثيراً حيال عدم مشاورته في إعفائه من جنوب دارفور بينما تؤكد مصادر «الإنتباهة» إبلاغه في وقت سابق بواسطة قيادات نافذة بالمركز، بينما تقديرات الرجل استبعدت انتقاله رغم المطبّات الكثيرة التي اعترضت طائرته أثناء ولايته بجنوب دارفور منها السلسلة الطويلة من حوادث الاختطاف والتي تعد الأوسع ومنها اختطاف سيارات المدير التنفيذي لبلدية نيالا، الشرطة الشعبية، مدير عام وزارة الزراعة، محلية رهيد البردي وبها سبعة أشخاص، أبو عجورة وبها مواطنون، إسعاف محلية قريضة، إسعاف كاس، واختطاف رجل الأعمال جمعة بخت من منزله بحي النهضة والسطو على بنك التضامن الإسلامي بسوق نيالا في وضح النهار ونهب رجل الأعمال عبد الوارث محمد بداخل سوق نيالا وجملة من حوادث القتل منها مقتل تاجرين وجُرح آخرين بمنزل بحي الجمهورية وسط نيالا، وأبناء أستاذ بالثانوي في مدرسة نيالا الثانوية ومدير مستشفى نيالا الأسبق محمد صالح كرسي بمزرعته، وامتد الأمر إلى اختطاف أمريكي وسودانيين يعملون في منظمة أجنبية، واختطاف طيارين روس وأمريكي وسيدة أمريكية ــ كل على حدة ــ أمضت في الأسْر نحو مائة يوم وكل هذه الوقائع مثبتة وهي بمثابة تحدٍ حقيقي للوالي الجديد حماد إسماعيل.


    وضع كاشا حتى لحظة إعداد هذا التقرير مساء أمس هيبة المركز في المحك وبحسب مصادر الصحيفة فإن حجج كبور التي قدَّمها لمساعد الرئيس د. نافع لدى لقائه به الأسبوع الماضي لم تكن مقنعة بدليل بقاء الحكومة على رأيها بألّا رجعة في قرار الإقالة من جنوب دارفور والتعيين في شرقها، وبالتالي أمام الرجل خياران إما القبول بالمنصب الجديد أو رفضه صراحة عبر بيان مكتوب أو عقد مؤتمر صحفي ــ والفكرة هذه تبدو خارج حساباته، إذا ماقارنا موقفه مع الوزير الأسبق حاج ماجد سوار ومستشار الرئيس رجاء حسن خليفة ومحمد عبد الله شيخ إدريس الذين اعتذروا من قبل وفي أوقات مختلفة لوالي الخرطوم عن عدم المشاركة في حكومته، وكذلك فعل المستشار بالخارجية إدريس محمد علي مع والي القضارف كرم الله عباس وآخرين..

    وبالتالي تشير قرائن الأحوال إلى قبول كاشا التكليف بيد أن المعلومات التي رشحت وعقب وصول أكثر من «25» رجلاً من مدينة الضعين للخرطوم بطائرة خاصة مساء الجمعة الفائتة تجمعهم به القبيلة لمناصرته أو معرفة موقفه أُشيع بعدها حديث حول تبعية الولاية مالياً لرئاسة الجمهورية، ومعلوم أنه ليس في القصر الذي به القرار والسلطة، كما أنه إجراء لم يسبق أن تم إعماله لمناطق ذات خصوصية مثل أبيي، وشرق دارفور ليست كذلك، أيضًا أن الوفد القادم من الضعين أرسل رسالة سالبة لبقية مواطني الولاية إذ صوَّر وكأنما الولاية خاصة بقبيلة الرجل ذات المكانة الكبيرة والتاريخ الناصع.. على كلٍّ الوطني مطالب بحسم الأمر وهناك سابقة سحب مرشحه لمنصب الوالي بشمال كردفان فيصل وتسمية معتصم زاكي الدين قبل ساعات من إغلاق باب الترشيح اضطر لتأجير طائرة من الخرطوم للأبيض
                  

01-20-2012, 10:50 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)




    بعد 3 سنوات ونصف السنة رد على مقالي
    كامل تعاطفي مع صاحب الردود الخمسية د. محمد وقيع الله في محنته..!! (1-2)

    خالد ابواحمد
    [email protected]

    لا يختلف معي الكثيرون بأن النظام الحاكم في سنواته الكالحة قد أفرز عدداً كبيراً من الظواهر العجيبة والغربية والنادرة في آن واحد ستظل تتداولها الأقلام مدى الدهر، وقد امتدت في كافة مناحي الحياة وعلى وجه التحديد تلك المرتبطة منها بالفساد بوجه أو آخر، وقبل أيام كشف لنا الكاتب الأستاذ سيف الدولة حمد الله عن ظاهرة (شهود الزور) كواحدة من محن (الانقاذ) لم تكن الأولى ولن تكن الآخيرة، ولهذه الظاهرة علاقة قوية بمقالنا اليوم فيخطئ من يظن أن شهود الزور هم أولئك الذين يظهرون في المحاكم ليقتاتوا من مصائر الناس فحسب، بل منهم من نال درجات علمية رفيعة منهم بروفسيرات ووزراء ويتغلغلون في أعلى قمة السلطة في بلادنا المنكوبة.


    وهناك من الظواهر الاجتماعية التي ظهرت وتظهر من خلال الفضائيات السودانية والصُحف السيارة في البلاد، امتدت أيضاً لتصيب أهم شريحة كان يعول عليها في النهوض بالبلاد بل بالأمة جمعاء، أشخاص كُثر أصبحوا ظواهر (إنقاذية) وُصمت بهذا العهد من تاريخ السودان السياسي، مثلاً الكاتب اسحاق احمد فضل الله يمثل ظاهرة في عالم الصحافة السوداء التي كرست للكراهية والحقد واستئصال الآخر لمجرد المخالفة في الرأي لا غير.. ومن ثم زرع الفتن التي تشعل الحرائق وقد اشعلتها بالفعل في أكثر من مكان، لكن لا أحد يتعاطف مع هذا الكاتب الفاجر الذي قال عنه الفقيد د. جون قرنق عندما رآءه في المرة الأولى "غريبة... شكله يشبه أفعاله"..!!.
    لكنني اليوم بصدد ظاهرة الدكتور محمد وقيع الله.. فهو أحد هذه الظواهر النادرة في السودان وعالمنا العربي والاسلامي، هذه الظاهرة كونها أبعدت صاحبها (المُتعلم) الذي وصل لدرجة الأستاذية عن لعب أي دور إنساني ونهضوي في انتشال الأمة من براثن الجهل والقبلية والعنصرية والذاتية إلى رحاب الإنسانية الواسع، لكن ظاهرة د. محمد وقيع الله هذه تختلف عن ظاهرة المدعو اسحاق، لأنها تدعو للتعاطف مع صاحبها لدرجة الشعور بالألم والمرارة أحياناً، لذا أجد نفسي في تعاطف دائم ولا ينقطع مع أخي في محنته التي يعاني منها منذ قدومه من الخارج متأبطاً شهاداته العلمية والاكاديمية، وهو يقوم بدور يقدح في صحته النفسية وكفاءته العلمية ونزاهته الشخصية، هذا التعاطف الإنساني المتزايد لا يجعلني أضمر كراهيةً له مهما بلغت به أحقاده علينا نحن معشر الذين جندنا أقلامنا لإحقاق الحق وإبطال ما تقوم به دولة الكذب والنفاق، فإن ما يقوم به وقيع الله من دور لا يليق البتة بمن درس عشرات السنين في جامعات الداخل والخارج، بغض النظر عن مسألة تحمُل السودان كافة مصاريف عيشه ودراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، وبغض النظر كذلك عن الصورة السالبة التي رسمها لشخصه وهو في هذه الدرجة العلمية الرفيعة حاملاً سيفاً من خشب ضد كل من كتب ناقداً أفعال الطغمة الحاكمة.


    الرد على مقال بعد أكثر من ثلاث سنوات..!!.
    أرجو أن لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تعلم أن الدكتور محمد وقيع الله رد على مقال ليّ كتبته قبل أكثر من 3 سنوات انتقدت فيه اسلوب الهمز واللمز والشتائم والسباب الذي رد به على الأخ المهذب الدكتور عبدالوهاب الأفندي بلغة بعيدة كل البعد عن درجة الدكتوراة في أي علوم انسانية كانت، فضلاً عن العلوم الاسلامية وما يتصل بالفقه الاسلامي والشرع الحنيف، أكثر من 3 سنوات كان صاحبنا مشغولاً بالردود الرباعية والخماسية بل والعشرية ضد كل من سولت له نفسه توجيه نقد لهذا النظام، كل هذه السنوات كان وقيع الله في وضع لا يحسد عليه أنهك نفسه وقلمه بالردود فكتب ساباً وشاتماً وهامزاً وكاذباً وملفقاً فيها للتُهم، ومن الكُتاب الذين رد عليهم على سبيل المثال لا الحصر:
     مرتضى جعفر 3 حلقات.
     المحبوب عبدالسلام عشرات الحلقات.
     المهندس الكاتب عثمان ميرغني 3 عدد من الحلقات.
     د. عبدالوهاب الأفندي – عدد من المقالات.
     رباح الصادق المهدي 5 حلقات.
     خالد ابوأحمد 5 حلقات.
     خمسون انجازاً لنظام الانقاذ 10 حلقات.
     د. القراي 5 حلقات.
     الكاتب مصطفى البطل.
     السيد الصادق المهدي.
     الاستاذ ياسر عرمان...(وعرمان كان مادة راتبة في مقالات د. محمد وقيع الله)..!!.
    إضافة إلى هذه القائمة كانت هناك مقالات أخرى سل فيها وقيع الله قلمه على كل من الفنانين محمد وردي، و صلاح بن البادية.. ، لهذه الدرجة من العتو وقلة الشغلة..!!.
    لكن الأمر الذي أستغرب له ولم أجد له إجابة أن المقالات الخمس التي كتبها د. وقيع الله في شخصي نشرت بصحيفة (الانتباهة) بينما كل مقالاته تنشر في صحيفة (الرائد) التابعة للحزب الحاكم، وعندما دخلت موقع الأولى وجدت أن هذه المقالات هي الأولى التي يكتبها وقيع الله في هذه الصحيفة، بينما كانت الثانية تنشر كل مقالات الكاتب إلا هذه الخمسة في رده عليّ..!!!.
    وتساءلت في نفسي هل صحيفة (الرائد) رفضت نشر هذه المقالات على صفحاتها..؟؟!!.
    ولماذا نشر وقيع الله هذه المقالات بالذات عن (خالد ابواحمد) في (الانتباهة) ولم يواصل فيها كتاباته وعندما انتهى من نشر الخمس مقالات خاصتي رجع مرة أخرى لصحيفة (الرائد)..!!.
    وبطبيعة الحال لا أطالع هذه الصحف التي تنضح بالقيح والعفن وقد كفتني خدمة متابعات (Google) البحث عن ما ينشر عني فهذه الخدمة تأتي لي برابط الموقع الذي نشر فيه أسمي ومن ثم أقوم بالاطلاع على ما كتب عني لكن د. محمد وقيع الله رأى أن يكتب "رداً على خالد ابي أحمد" لذا لم تصلني خدمة ((Google لأن الاسم المعتمد من قبلي لهذه الخدمة هو (خالد ابواحمد)، ومن الطبيعي والتقني أن لا تصلني ردوده بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف على المقال الذي كتبته في العام 2008م، لكن الاخ العزيز الفكي مكي نبهني بما كتبه وقيع الله عني في صحيفة (الانتباهة) العنصرية.
    لماذا يكذب د. محمد وقيع الله..؟؟؟!!.
    مقالي الذي نشرته بصحيفة سودنايل وسودانيزأونلاين بعنوان (أحلام وقيع الله التي تحققت) بتاريخ 25 أغسطس 2008م وانتشر على نطاق واسع رد عليه بخمس حلقات بدأت بتاريخ 20 اكتوبر 2011م بصحيفة (الانتباهة) وليس في المواقع التي نشرت فيها مقالي..لا يهم ذلك كثيراً، المهم أن الدكتور كذب في رده ذاكراً أنني وجهت مقالي له بسبب تناوله للدكتور الشيخ حسن الترابي، وهذا كذب فاضح ورابط هذا المقال موجود (أسفله) وسبب كتابة مقالي كان الأسلوب الفج والقبيح والبعيد عن الاخلاق الذي مارسه د. وقيع الله مع الدكتور عبدالوهاب الأفندي الذي عرف عنه أدبه الجم في كتاباته وعدم الجنوح للإساءة والتجريح، في مقالي ذاك قلت الآتي:
    "عندما جاءت مساجلة د. وقيع الله مع د. الأفندي سقط في مخيلتي ذلك (المثال) الجميل والذي كنت أحبه وأترقبه كلما أصدر إنتاجاً،،، مقالاً كان أو محاضرة تتداولها المجتمعات بالرصد والإعجاب والمفاخرة، سقط تماماً مثل أصنام كفار قريش، كانوا يصنعون التماثيل من العجوة، وعندما يجوع أحدهم يأكل تمثاله ويسد به رمقه، أو صنماً من الخشب عندما تضيق به الدنيا يكسره ويرفسه رفساً برجليه..!".
    وذكرت أيضاً:
    "كنت أقرأ ردود د. محمد وقيع الله باندهاش شديد وما فيها من سّب وشتيمة وهمز ولمز لا تليق أبدا بالعُلماء ولا بالسنوات الطويلة والعجاف التي قارع فيها وقيع الله المكتبات وأُمهات الكُتب والمراجع، وحقيقة لم يسقط في عيني بل في عيون كثيرين أتوقع أن يكونوا قد صُدموا أكثر مني، وعندما يكون السّب والشّتم وعدم المصداقية ديدن العالِم (بكسر اللام) فما شان ضئيلي المعرفة من أمثالي، ليته وقف عند سب وشتم (الأفندي) إذا به يُعدّد خمسون انجازاً لحكم (الإنقاذ) ليس هذا فحسب بل طفق ينتقد مواقف الآخرين من القائمين على السلطة التي قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر".
    ما الذي أدخل الدكتور حسن الترابي في هذا الحديث...؟ّ!!!.
    الكويتب والكويتبة..!!!.
    تبرع من تلقاء نفسه الدكتور وقيع الله منافحاً عن (النظام) الذي يقتات منه صاباً جام غضبه على الدكتور الأفندي دون أي اعتبارات للأدب واللباقة العلمية التي يدعيها في مقالاته وردوده الخمسية، حقيقة أن هذه الكتابات تفضح صاحبها أكثر مما تقنع أحداً من القراء بصحيح موقف النظام الحاكم من القضايا الملحة وكذبه على العالم.
    مثلاً ينتقد وقيع الله في مقالي المنشور في 2008م تكراري لاسمه في عنوان المقال (رداً على الدكتور محمد وقيع الله- أحلام وقيع الله التي تحققت..!!) بينما كرر هُو في رده ذو الحلقات الخمس كلمة (الكويتب) عشرات المرات..نعم عشرات المرات ولا يرى فيها خروجاً على ما تعارف عليه اللغويين في أدب الكتابة، والمضحك يُكرر (الدكتور) وقيع الله ذات الخطأ الشنيع عشرات المرات عبارة (الكويتبة) في رده على الاخت الأستاذة رحاب الصادق المهدي في تكرار مُمل وسمج، يشير بوضوح شديد للحالة المرضية التي يعاني منها شفاه الله وأصبغ عليه العافية..عافية البدن والذهن والفكر والقلب.
    مؤلم للغاية أن يُجند شخص عادي نفسه ووقته للدفاع عن نظام ظالم أراق الدماء في البلاد، وسرق قوت العباد، ونشر الفاحشة والمهلكات بين الناس، فضلاً أن يكون هذا المتفرغ للشتيمة والهمز واللمز بدرجة علمية رفيعة بينما الذين يماثلونه في الدرجة لهم مشاريع كبيرة تنهض ببني البشر في كافة مناحي الحياة.. وهذا مكمن الألم والتعاطف الانساني كون الاخ وقيع الله لا يشعر بوطأة ما يعانيه، وبالتالي تخرج كتاباته للقراء مُنفرة سوداء كالحة السواد تزرع البغضاء في النفوس بسبب محاولاته المتكررة اقناع الحاكمين الذين يدافع عنهم بأنه الأجدر بالمنصب الحكومي في هذا المكان أو ذاك، وهذه علة أيضاً كونه لا يرى في نفسه الكفاءة العلمية والفكرية في أن يكون استاذاً جامعياً يشار إليه بالبنان، ومفكراً لامعاً في دنيا الثورات الشعوبية التي غيرت الكثير من المفاهيم بينما هُو مُنشغل حتى النخاع في كتابة الردود الخمسية على الوطنيين الأحرار الذين ساءهم ما حدث ويحدث في بلادهم من دمار ومن انهيار للقيم ومن شروخ في بنية المجتمع السوداني..إلخ.
    (الملكي)..رئيس تحرير صحيفة (الحرة)..!!
    في إحدى حلقاته الخمس يسألني د. وقيع الله عن الفساد الذي ذكرته في مقالي ذاك - فساد منسقية الخدمة الالزامية ومؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي، واشراك أطفال جيش الرب معنا في المعارك ضد الحركة الشعبية في يوم 12 ديسمبر 1995م..إلخ.
    " أيها السائل المرتاب: لماذا تكتمت على هذه الحقائق المدعاة طوال الزمن السابق، الذي كانت حياتك فيه سمنًا على عسل مع نظام الإنقاذ؟!".
    وأرد عليه بقولي:
    إن الملكيين أمثالك كانوا يمنعونا ممارسة النقد وكانو يخافون مثلك من الكلمة وكانوا يستغربون في جهل فاضح نقدنا للنظام الذي أتينا به،و كنا نرى ذلك الفعل غريب وعجيب في أن الفرصة متاحة للمعارضيين في الخارج ان ينتقدوا ماشاء الله لهم النقد وفضح سياسات النظام بينما أبناء النظام لا تتاح لهم هذه الفرصة في صُحفهم المحلية ليكشفوا مواطن الفشل والفساد وبالتالي معالجتها ..!!.
    بالتحديد في صحيفة (ألوان) التي كنت أكتب فيها وعملت بها فترة من الزمن كان هناك (ملكي) مشهور مثلك يدعى أحمد عبدالوهاب في منصب مدير التحرير آنذاك، حالياً رئيس تحرير إحدى صحف الغفلة اسمها (الحرة) لا أدري إن كانت تصدر أم توقفت كما العشرات من الصحف التي انهكت البلاد والعباد، هذا (الملكي) كان يمنع كل نقد نوجهه للنظام ولقادته، وذات مرة منعني نشر مقال وقلت له بالحرف الواحد" من الأفضل ان تتاح لنا نحن الفرصة أن ننتقد كل ما نراه في الاتجاه غير السليم بدلاً من أن يأتي النقد من الآخرين"، أقول هذا الكلام وأقسم بالله العظيم.. الكثير مما كنا نكتبه من نقد كان يمنع منعاً باتاً، وكان مدير التحرير عنصري من الدرجة الأولى ينتمي لمدينة (شندي) هو بالتالي يعتقد أن أي نقد موجه للحكومة وللرئيس عمر البشير فهو موجه له شخصياً، وكنا عندما نحادث الاخ حسين خوجلي كان يصرفنا بحجة انه أعطى مدير التحرير صلاحيات اختيار أو رفض المادة المراد نشرها في الصحيفة ولا يمكن انتزاعها منه .!!.
    وكنت انتهز الفرصة دائماً عندما يخرج مدير التحرير احمد عبدالوهاب في راحة مرضية لأنشر ما أريد بالفعل كتبت مقالتين من أشهر ما كتبت في الصحف السودانية عن فساد مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي بالأدلة والأرقام والشواهد، هزت أوساط العاملين في حقل الاعلام الرسمي والمرتبط بقوات الدفاع الشعبي، ومن خلالها دعوت الجهات الرسمية بوقف الفساد ومحاسبة الذين يلعبون بالمال في هذه المؤسسة كما دعوت وزارة المالية بوقف صرفها الاموال التي تدفعها شهرياً لـ(ساحات الفداء) وهي مؤسسة انتاجية وُفرت لها آنذاك ما لم يُوفر للتلفزيون القومي من كاميرات حديثة وأجهزة مونتاج ومن المفترض أن تكون داعمة لخزينة الدولة لا العكس..!!.

    كشف مكامن الفساد..
    ومن خلال صحيفة (دارفور الجديدة) كشفت شخصياً فساد وُلاة الولايات والوزراء الولايين الذين كانوا يأتون للخرطوم للإقامة في الفنادق الراقية على حساب ميزانيات ولاياتهم، كانوا يمكثون الأيام بل الشهور بعيداً عن هموم ولاياتهم، وخصصت ومعي أخي الصحفي أحمد مدثر أحمد (صحيفة التيار حالياً) ملفاً خاصاً عن ضياع أموال الولايات في فنادق الخرطوم بالأدلة وفواتير الفنادق وصور من الشيكات المدفوعة حتى أجبرنا رئاسة الجمهورية على اصدار تعميم بعدم حضور الولاة والوزراء من ولاياتهم إلا بعد إذن مسبق من رئاسة الجمهورية.. والحمدلله تعالى كل الشواهد الآن موجودة في أراشيف الصحف ودار الوثائق المركزية، ولم أكن أدفن رأسي في الرمال كما يفعل الدكتور وقيع الله الذي شتمنا قبل سنوات على كشفنا مكامن الفساد المزمن في الوسط الذي يعيش فيه الآن ويفتتن بقادته، وها هو الآن وعدد من صحافيي النظام يتحدثون عن أوجه الفساد التي استشرى في كل مكان وعدد من المذكرات قد رفعت لرأس الدولة تتحدث عن الفساد، بل أن عضوية شباب الحزب الحاكم خصصت فعالية كاملة تحدثت فيها مع رئيس الجمهورية عن الفساد المستشري في البلاد بلا حسيب ولا رقيب.. وقد عابوا علينا ذلك من قبل بل وصفونا بالمرتزقة وكُتاب المارينز، وقد شهد علينا الجميع بأن كل مقالاتنا كانت في قمة الأدب بينما هم كانوا في قمة الانحطاط في الرد علينا..!!.
    الدكتور محمد وقيع الله ببساطة إذا رجع لأرشيف صُحف الحكومة آنذاك (ألوان) و(الأنباء) و(دارفور الجديدة) في دارالوثائق المركزية في الفترة من 1992-2000م سيجد للعبد الفقير لله الكثير من المقالات البعيدة كل البُعد عن مدح الأشخاص كما يفعل هو الآن، ومصوّبة تماماً لقضايا الساعة، ووقيع الله يعلم أو لا يعلم بأن بنية النظام منذ تأسيسها لا تحتمل أي نقد يوجه إليها ولمؤسساتها أو لقادتها الكبار، بل تقوم في الغالب بإيذاء الشخص الذي يصر على إبداء النصح فإذا كان النصح عبر القنوات التنظيمية غير مقبول في الغالب الأعم فكيف بالله إذا كان جهراً، وحتى على المستوى التنظيمي الداخلي كانت القيادات تتحسّس من كل معلومة تُرفع إليها بفساد في دائرة ما، ومسؤول فاسد في موقع ما، مُشفعة بالأدلة والأسانيد ما كانت تجد الانصات ولدي شخصياً عشرات الحوادث في ذلك والشهود عليها أحياء يرزقون.
    نواصل..
                  

01-21-2012, 04:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    كرم الله يلوِّح بمقاضاة المالية أمام المحاكم الدولية .
    السبت, 21 كانون2/يناير 2012 07:28
    .الانتباهة
    > القضارف: مهدي سعيد


    شنّ والي القضارف كرم الله الشيخ هجوماً على المركز ولوّح بمقاضاته أمام المحاكم الدولية، متهماً وزارة المالية بالمماطلة في دفع مستحقات الولاية من الدعم. وقال كرم الله في لقاء نظمه شباب نادي ديم النور لتكريم الرعيل الأول للنادي إنه منذ تسلمه الولاية لم يتقاضَ مليماً من المركز. وأضاف أنه أخطر الرئيس ونائبه الأول بأنه لن يذهب مرة أخرى للمالية، وأنه لن يستجدي وزير المالية، مؤكداً أن التنمية ستستمر. وقد سكتنا عاماً ونصف العام ولن نسكت ثانية، وزاد «الحشاش يملأ شبكتو!!».

    ---------------------


    ومـا أدراك مــا المـذكـرة!! (

    الأربعاء, 18 كانون2/يناير 2012 06:33
    الطيب مصطفى


    مدادٌ كثيرٌ أُريق حول المذكِّرة مجهولة المصدر والتي نُسبت إلى مجموعة يُزعم أنها تنتمي إلى الحركة الإسلامية ولعلّ أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو أية قيمة حقيقية في علم الإعلام والصحافة لخبر مجهول المصدر وأية قوة أو حجِّية لمذكِّرة يعجزُ أو يجبُن كُتّابُها عن ذكر أسمائهم؟!
    ذلك يحُطُّ من قدر تلك المذكرة ويُفقدها أهم عوامل تأثيرها المتمثل في صدقية وجدية ورسالية من تبنَّوها وأقول إن ما أثارته من اهتمام وجدل أكبر من حجمها ولولا الفراغ السياسي ــ أعني غياب مبادرات الإصلاح ــ لما وجدت ذلك الضجيج فمن يعجز عن الإعلان عن اسمه لا يحق له أن ينصح أو أن يتصدّى للقضايا المثارة في المذكرة ولن أجد العذر لأولئك الناصحين فالجبن منقصة كما أن الشجاعة والإقدام كمال وفاقد الشيء لا يُعطيه وكان الواجب يقتضي أن يتحلّى أولئك النفر بالشجاعة الكافية التي يُفترض أن تتوافر في من يتصدى للشأن العام خاصة من الإسلاميين الذين يُفترض أنهم يطلبون الأجر من الله نظير صدْعهم بالرأي والنصح ويقدِّمون المهج والأرواح في سبيل ذلك أُسوة بمن سبقوهم من الصادقين الذين لم تفتنهم الدنيا وزينتُها وتجعلهم يتوارَون خوفاً وفَرَقَاً!؟
    هبْ أنهم كُثر ولا تحتمل المذكرة قائمة أسمائهم ــ الألفية مثلاً ــ أما كان من الممكن أن يختاروا بضعة أسماء تمثلهم حتى يُكسبوا مذكِّرتهم شيئاً من الاحترام والمصداقية ويجنِّبوها التسفيه والتحقير؟!


    على كل حال فإني لا أستبعد أن تكون هذه المذكرة من بنات أفكار (بلطجية) المؤتمر الوطني بغرض إلهاء الساحة السياسية وملء الفراغ وسحب البساط من تحت أقدام الصادقين من المتبرِّمين بالأوضاع المزرية التي نتقلب في رمضائها!! فقد بات معلومًا أن المؤتمر الوطني درج على اجتراح حيل وتمثيليات ماكرة يمرِّر بها قراراته بأساليب شتى يحاول من خلالها تحقيق مكاسب معينة مثل إعطاء البرلمان دوراً (مصنوع) يرفض من خلاله قراراً أو توجُّهاً حكومياً حتى يصدِّق الشعب المسكين المخدوع أن ممثليه يملكون أن يقولوا «لا» للسلطة التنفيذية ويستطيعون أن ينحازوا إلى أنَّات الجوعى والمكروبين!!


    لم أستغرب أن تأتي المذكرة اعتذارية خجلة حال من يجبُن عن أن يجهر حتى باسمه ولذلك توارت عن مواجهة العلة الحقيقية وأدت النافلة وتركت الفريضة وكأنها كانت تحاول أن تعمِّي على الناس خاصة من المنتمين للحركة الإسلامية القضايا الرئيسية والمهمة الأساسية وذلك ما يجعلني أشعر بأن القصة كلها (مفبركة) ولذلك وجب علينا أن نتجاوز النوافل التي أشارت إليها المذكرة ونتصدى للفرائض فعندما سُئل المغيرة بن شعبة عن عمر بن الخطاب قال: كان له عقل يمنعه من أن يُخدع وورع يمنعه من أن يَخدع وبالرغم من ذلك فإن الإنصاف يجعلني أقول إن بالمذكرة بعض الإشراقات القليلة لكنها بالقطع لم تتناول القضية الأساسية المتمثلة في تغييب الدور الحقيقي للحركة الإسلامية كما سأبيِّن.



    كاد الناس ينسون أن الحركة الإسلامية هي التي أنشأت الإنقاذ وحكمت البلاد كفاحاً عدة سنوات قبل أن يولد المؤتمر الوطني الذي جاء بمرجعية مختلفة بالقطع ليست هي مرجعية الحركة الإسلامية التي ما جاءت إلا لإقامة نظام إسلامي حقيقي.. أقول إن المؤتمر الوطني جاء بمرجعية مختلفة هي التي نصَّبت رياك قاي نائباً لرئيس المؤتمر الوطني.. رياك قاي الذي انضم يوم ميلاد دولة جنوب السودان إلى الحركة الشعبية وقرَّر من تلفزيون جوبا ضم جميع ممتلكات الوطني في جنوب السودان بما فيها العربات إلى الحركة الشعبية.. إنها ذات المرجعية التي جعلت المؤتمر الوطني يجعل المادة «ب» في المبادئ والأهداف من نظامه الأساسي حتى بعد أن عدل بعد خروج الجنوب ورياك قاي من بلادنا وإسلامنا تنصُّ على الآتي:


    (العمل على توجيه الحياة العامة والخاصة لعبادة الله بالتزام شرائع الكتب السماوية وحفظ الدين وكريم المعتقدات للمسلمين والمسحيين وأهل الملل الأخرى، بقيم الاستقامة والطهارة وحفز دوافع البر والخير والتكافل الاجتماعي)!! اقرأوا بربكم كيف يساوي بين الإسلام والمسيحية والوثنية في بلاد المشروع الحضاري؟!
    إنها ذات المرجعية التي تروغ عن كلمة (الله) (وتزوغ) وتزْورّ حين تقول: (إعلاء قيم الجهاد في سبيل الحق والوطن)!!
    إنها الدغمسة وربِّ الكعبة.. حين (تشرك) الأديان الأخرى بالإسلام بالرغم من أن قرنق قد وافق على حاكمية الإسلام في الشمال أيام كان الجنوب يدغمس حياتنا فإذا بنا ننكص على أعقابنا حتى بعد أن ذهب قرنق ورياك قاي.. إنها الدغمسة التي كان ينبغي أن نتجنّبها بفرز الإسلام في فقرة منفصلة باعتباره أساس الشريعة التي توجِّه الحياة العامة والخاصة لكنه الحرج الذي حذَّر منه القرآن (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) حرج يجعل المدغمسين ممّن اختطفوا البوصلة وحوَّلوها نحو قبلة أخرى غير تلك التي اتَّخذتها الحركة الإسلامية هادياً يجفلون من عبارة الجهاد في سبيل الله!!
    فهل كتب أصحاب المذكرة ما كان يتعيَّن عليهم أن يكتبوا ومن تراه غيَّب الحركة واختطف منها البوصلة؟!



    إن المذكرة التصحيحيّة اشتغلت بالنوافل وتركت الحديث عن الفرائض أو القضيّة الأساسيّة المتمثلة في قيام المؤتمر الوطني باختطاف البوصلة التي كانت منصوبة نحو القبلة قبل أن يسرقها الابن الضال «المؤتمر الوطني» من الأم الهرِمة «الحركة الإسلامية» حين وزَّع الشيخ الترابي المصاحف على قيادات الحركة في يوم «العشاء الأخير» معلناً حلّها بعد أن قال لهم «شكر الله سعيكم» وذلك حتى تكفّ عن «مناقرته» ويخلو له الجو وينفرد بالرأي ويُصبح المرجعيّة العُليا والآمر الناهي الذي لا معقِّب على حكمه ثم ما لبث الخارجون عليه من أبناء الحركة بعد المفاصلة أن أيقظوها من نومها «الإجباري» ليس من أجل أن تُمسك بالبوصلة وتتولّى القيادة وإنما من أجل الاستقواء بها حتى لا تعود إلى قبضة الشيخ الترابي فكان أن قاموا باعتقالها داخل خزانة كئيبة وأبقوها جسداً بلا روح مثل جسد نبي الله سليمان المتكئ على منسأته وهو ميت بعد أن كان الجنُّ طوعَ بنانه!!
    أين تكمن المشكلة؟! فتِّش عن السلطة والثروة وفتِّش عن المدغمِسين المنبطِحين الذين تسنّموا مقاعد السلطة!!


    غُيِّبت الحركة الإسلامية عن الفعل والقرار بما يعني أن العمل السياسي بكامله مُنح للمؤتمر الوطني الذي كما أسلفنا نصّب رياك قاي في منصب نائب رئيسه متعلِّلين بوثيقة المدينة وكأنّ تلك الوثيقة قد نصّبت اليهودي كعب بن الأشرف نائباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرأس أبابكر وعمر وعثمان وعلي وأُبعدت الحركة الإسلامية في علمانية مُدهشة فصلت الدعوة عن السياسة والدين «ممثلاً بالحركة» عن الدولة وظنّ قادةُ الحركة الإسلامية أن بقاءهم على قمّة المؤتمر الوطني «المدغمِس» كافٍ تماماً للحفاظ على استقامة البوصلة على القبلة ونسي هؤلاء أن مبدأ فصل السلطة الذي يُعمَل به في قضايا أقل خطورة يتعيَّن في هذه الحالة تحديداً أكثر من غيرها كونها حالة تتعلق بالوجهة والقبلة والهُويّة التي ما قامت الحركة إلا من أجل خدمتها تقرُّباً إلى الله رب العالمين وكما أن المراجع العام ينبغي أن يستقلّ عن أجهزة الدولة حتى يراقب أداءها المالي بعيداً عن أي تأثير أو ترغيب أو ترهيب وكما أن هيئات الرقابة الشرعية ينبغي أن تستقل عن إدارات المصارف حتى لا تخضع لسلطانها وتُصدر فتاواها وفق هوى المدير كان ينبغي للحركة أن تستقلّ عن السلطة التنفيذية وعن المؤتمر الوطني وليس مهماً أن يستقل المؤتمر الوطني عن الحكومة بقدر ما يهمّ أن تستقل الحركة الإسلامية عن الحكومة وأن تحدِّد وظيفتها بحيث تمثل المرجعية العليا للدولة ولستُ أدري لماذا تُحال الحركة إلى التقاعد وكأنّ مهمتها الأساسية أن تقاتل وتجاهد وتبذل في سبيل الوصول إلى السلطة ثم تسلمها إلى غيرها؟!



    الحركة الإسلامية التي أنشأت الحكومة والمؤتمر الوطني ينبغي أن تكون لها السيادة عليهما ولا ينتهي دورُها بتسلُّم السلطة وتسليمها وحتى لا يحدث التضارب بينها وبين المؤتمر الوطني ينبغي أن يُحدَّد دور كلٍّ منهما بما لا يُبعد الحركة عن السياسة ولعلّ تجربة المرشد الروحي للثورة الإيرانية يكون مثالاً لما يمكن أن تلعبه الحركة في مسيرة الدولة ذلك أن المرشد الروحي للثورة في إيران لا يقتصر دورُه على المرجعيّة الفقهيّة وإنما يتجاوزُه إلى التوجُّه العام للدولة ولا ينبغي أن نخلط بين الحركة والحكومة بأي حال على أن تبقى الحركة مُمسكة بالبوصلة تكبح جماح الحكومة والحزب متى ما رأتهم حادوا عن الطريق ولا يسعُني أن أفهم ألّا يكون للحركة دور في مناقشة اتفاقية نيفاشا مثلاً بكل تداعياتها على مسيرة البلاد كما لا يمكن أن نقبل أن تظل الحركة بعيدة عن ملفات الفساد الذي استشرى وتمدَّد رغم ما يشكِّله من خطر على النظام الذي أنشأته والتجربة التي تصدَّت للنهوض بها حتى لا تُحسب على النظام الإسلامي الذي ينبغي أن تحرص على إبقائه نظيفاً خالياً من العيوب التي يمكن أن تقدح في صلاحيته لقيادة مسيرة الحياة.

                  

01-22-2012, 10:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)





    كامل تعاطفي مع د. محمد وقيع الله في محنته (2-2)

    خالد ابواحمد
    [email protected]

    لازلت بصدد ظاهرة الدكتور محمد وقيع الله الذي يقوم بدور يقدح في صحته النفسية وكفاءته العلمية ونزاهته الشخصية، وفي الحلقة الأولى فندت كذبه حول سبب كتابة مقالي ضد في 22 أبريل 2008م وقد كتب رده على هذا المقال في 25 اكتوبر 2011م، ومن خلال الحلقة الأولى أكدت أنني لم أدفن رأسي في الرمال عندما كنت في النظام ولم أسكت كما يسكت هو، وضحت بذلك عدد من المواقف وكتبت اسماء الشهود عليها وهم أحياء يرزقون.
    أكل أموال الفنانين والمُنشدين..!!.


    وفي هذه الحلقة أزيد الأخ د.محمد وقيع الله من الشعر بيت وأحكي له هذه القصة.. وهي واحدة من عشرات القصص التي كنت طرفاً فيها، في العام 1996م تعرفت على الاخ الكريم الفنان اسماعيل حسب الدائم وطلب مني مساعدته في الحصول على حقوق مالية برئاسة الجمهورية وتحديداً من الوزير عبدالرحيم محمد حسين، وحكى ليّ الأخ حسب الدائم انه في فترة من الفترات كانت تأتي إليهم توجيهات عاجلة من القصر الجمهوري بمصاحبة الرئيس عمر البشير في لقاءات جماهيرية داخل العاصمة وأحياناً خارجها، فكان يذهب مع فرقة موسيقية، كاملة لكن بعد أن تنتهي الفعالية أو المناسبة لا يجد أحداً يسلمهم أجر ما قاموا به من عمل، ..

    وذكر لي الأخ حسب الدائم بأن هذه المسألة تكررت كثيراً حتى أدخلته في مشاكل كبيرة مع عدد كبير من العازفين، وبالفعل ذهبت للوزير عبدالرحيم محمد حسين في منزله الكائن بحي المطار في ذات المنطقة التي كان يسكن فيها الفقيد الزبير محمد صالح عليه الرحمة وامين حسن عمر وغيرهم، وتأكدت من ابنه الاخ بكري من الموعد الذي يتواجد فيه والده في البيت وقابلته بالفعل قبيل صلاة المغرب وشرحت له مشكلة الاخ اسماعيل حسب الدائم وأبعادها المالية والاجتماعية والمهنية فوعدني خيراً إلا أنه لم يفعل شيئاً..الأمر الذي حدا بالفنان اسماعيل حسب الدائم أن يقطع علاقته بالمناسبات الرئاسية والحكومية عامة وبعدها تعرض للمرض ولم يجد من يساعده في رئاسة الجمهورية.


    بالمناسبة هذا الظلم الذي جرى للفنان اسماعيل حسب الدائم نفسه جرى للمنشد محمد عبدالرحيم شنان أشهر منشدي (الانقاذ) في بداياتها وقد دخل في اشكالات مالية كبيرة ومعروفة مع العازفين، وفي فترة من الفترات كنت والاخ شنان لصيقي الصلة ببعضنا البعض، وفجأة اختفى عن الساحة فعرفت من أحد الاخوة بأن شناناً باع سيارته الخاصة برغم قدمها ولم تكفي ما يحتاجه وباع الكثير مما كثُر ثمنه وبالفعل قام بحل العديد من الإشكالات التي واجهته بسبب عدم التزام الجهات الرسمية بسداد ما عليها من أموال، وشخصي من الذين ناشدوا عدداً من هذه الجهات لحل مشكلة الاخ شنان ولم يسمعني أحد، وبهدوء شديد ودون ضوضاء غادر الاخ شنان البلاد وهو الآن مغترب بالمملكة العربية السعودية ويعمل في مجاله السابق التخليص الجمركي الذي تخصص فيه لسنوات عديدة بمدينة بورتسودان..!!.
    وأكل أموال الناس بالباطل وسرقة جهودهم من قبل رئاسة الجمهورية وجهات نافذة عديدة أصبح شيئاً معتاداً ولا زال العديد من الناس يعانون هذا الظلم وقصة اسماعيل حسب الدائم وعبدالرحيم شنان نماذج يعرفها الجميع..!!.
    عمر البشير جندي الحركة الاسلامية..!!.


    بامكان الدكتور محمد وقيع الله أن يسأل الاخ الدكتور غازي صلاح الدين مما أذكره في هذه النقطة.
    في منتصف التسعينات كنا نحن الصحفيون الشباب في الحركة (الاسلامية) ننتقد الأداء التنفيذي للدولة وما أن نجد فرصة لتوصيل رسالتنا إلا وفعلنا، وقُمنا بالواجب الذي يمليه علينا ديننا ووطننا، وفي مرة من المرات طالبنا بقوة وبشكل رسمي بمقابلة الرئيس عمر البشير في لقاء مصارحة ومكاشفة وبالفعل قام د. غازي صلاح الدين بترتيب هذا اللقاء الذي تم في مقر الامانة العامة للمؤتمر الوطني بالعمارات في العام 1997م، وأذكر ان اللقاء جمع أمين حسن عمر وغازي صلاح الدين والرئيس عمر البشير وعدد من الصحافيين وأذكر منهم المرحوم محمد طه محمد أحمد والاخوة محمد الفاتح أحمد حسن، أحمد مدثر أحمد، وعدد كبير من الزملاء وكان اللقاء في الفضاء الخارجي للمقر وكان عصراً، وابتدر اللقاء د. غازي مرحباً بالجميع وذكر ان اللقاء يأتي في طار اللقاءات المتواصلة مع فئات الحزب المختلفة، وفي الحقيقة كان ذلك هو أول لقاء لنا نحن صحفيو (الانقاذ)مع الرئيس، فقمنا بطرح أسئلة ومداخلات حول الفساد في الدولة وغياب المؤسسات الرقابية والعلاقة ما بين الحزب والحركة (الاسلامية) والدولة، وأتذكر جيداً والحمدلله الكثير من الأخوة الحضور في ذلك اللقاء، وهم موجودون الآن وجلهم في مؤسسات الحكومة حالياً..ضحك الرئيس في بداية حديثه..ضحك المغلوب على أمره وقال لنا بالحرف الواحد "يا جماعة انا جندي في الحركة الاسلامية زيكم.. وأنا ذاتي بتجييني التعليمات من فوق"..!!!.


    والمهم في هذه النقطة أن هذا اللقاء ما كان ليتم لولا أن كاتب هذا المقال خلق رأي عام وسط مجموعة من الزملاء للحديث للرئيس عن ملفات الفساد والتخبط والعشوائية في إدارة الدولة، وقد اثمرت هذه الضغوط على مكاشفة الرئيس شخصياً وداخل حوش الحزب الحاكم، وما كنت أدفن رأسي في الرمال كما يفعل الآن صاحبنا د. محمد وقيع الله بل ويمجد القتلة والحرامية آكلي قوت الشعب السوداني.
    مع الدكتور حسن الترابي في أول لقاء بصحافيي الحركة (الاسلامية) بعد الانقلاب


    وفي لقاء آخر.. في نهاية أيام ما عُرف بالمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي وفي مقره بشارع البلدية في الخرطوم في إحدى أيام العام 1997م في الخامسة عصراً تم استدعاء..صحفيي الحركة (الاسلامية) من قبل الاستاذ أمين حسن عمر باعتباره أمين الاعلام في الحركة للقاء مع الدكتور الشيخ حسن الترابي وذكر أمين حسن عمر أن اللقاء بخصوص دستور السودان (1998م)، فتحدث د. الترابي عن الدستور وعن أشواق الاسلاميين لتطبيق الشريعة الاسلامية في السودان والمجاهدات الكثيرة التي قامت بها الحركة في هذا السبيل، ثم صب الترابي جام غضبه علينا كصحافيين، وعن غيابنا الواضح عن التبشير بالدستور والكتابة عنه وخلق اجماع حوله، وتحدث كثيراً عن الدور الصحفي والاعلامي في هذا المجال.
    وبعد الانتهاء من الحديث فتح الاخ أمين باب النقاش وقام الدكتور الترابي بتصحيحه قائلاً باب (الحوار) مؤكداً أن اللقاء الهدف منه الحوار، وكنت أول من رفع يده للحديث منتقداً توجيه اللوم للصحافيين والاعلاميين وقلت بالحرف الواحد:
    " إن الصحافيين في دولة الانقاذ هم أكثر الفئات التي لا يهتم بها أحد، وأن آخر لقاء لنا كصحافيين للحركة الاسلامية مع الدكتور الترابي كان في صحيفة (الراية) قبل الانقلاب باسبوع واحد فقط، والصحافيين هم أكثر فئات الاسلاميين معاناة في حياتهم وفي أداء رسالتهم وبرغم التجاهل من الشيخ والحركة والدولة إلا أنهم لعبوا دوراً كبيراً في تقويم اعوجاج الجهاز التنفيذي في الدولة وبشروا بما تحقق من انجازات، وسلطوا الضوء على الكثير من قضايا المجتمع السوداني، وأن الصحفيين أكثر فئات النظام فقراً مدقعاً وأكثرهم (عُزاّب) غير متزوجين نساءً ورجالاً ويعانون أمر المعاناة".
    وفي ذات المداخلة تحدثت عن الفساد في الدولة وقلت " الفساد الذي أصبح يستشري في الحكم يجعلنا غير منفعلين بما يُطرح لأننا نرى ان استئصاله هو الأولى قبل أن يتفاقم".


    للدكتور محمد وقيع الله أن يتأكد مما ذكرت من الاخوة الذين كانوا حضوراً د. أمين حسن عمر، هاشم عثمان الحسن رئيس تحرير مجلة فضاءات دولية (حالياً) الصحفي ياسر المفتي عضو اتحاد الصحفيين السودانيين، الصحفي أحمد مدثر أحمد، د. محي الدين تيتاوي، الصحفي محمد الفاتح أحمد حسن رئيس تحرير صحيفة (دارفور الجديدة) سابقاً، النور محمد النور رئيس تحرير صحيفة الصحافة (حالياً) ومن الاخوات اشراقة عباس عبدالرحمن صحفية بوكالة السودان للأنباء (حالياً).. وعدد كبير من الزملاء والزميلات، وذلك حتى يتأكد أن كاتب هذه السطور ليس كما يعتقد هو ساكتاً عن الحق مثله، ومحمد وقيع في سنوات عسله مع النظام الحاكم لم ينطق ببنت شفه عندما أهدرت دماء وأريقت، واُحرقت مدن وقرى في دارفور وكردفان والجنوب، و اغتصبت نساء حرائر، واعتقلن ومُورس معهن أسوأ أنواع التعذيب النفسي والبدني واللفظي.. وهو غارق حتى أذنيه في تدبيج المقالات رداً على الوطنيين الأحرار.


    وقيع الله يكثر من افتراء الكذب ويرمي الكلام على عواهنه وهو الذي نصب قلمه مدافعاً عن النظام الفاسد وقادته الفاسدون حينما يقول إن أيامنا مع (الانقاذ) كانت عسلاً..!! من الذي قال له ذلك بل العكس تماماً شخصياً كنت أشعر بالمرارة حيال ما يحدث من مفارقات الحكم باسم الاسلام وكانت لدينا نقاشات طويلة مع المسؤولين في هذا الشأن وفي الغالب لم يكن هناك من يحتمل مواصلة النقاش في هذا الصدد، وكانوا يقولون لنا أنتم سوداويون وتتوهمون الأشياء، ذلك برغم علمهم التام بأننا نعيش في قلب المجتمع وهم يعيشون في أبراجهم العاجية..!!.


    وأتذكر في إحدى الرحلات الصحافية لدارفور والتي امتدت شهراً كاملاً بدأت من مناطق شمال دارفور؛ كتم ومليط ثم العودة للفاشر ثم مدينة نيالا وقد تجولت في مناطق جنوب دارفور وفي آخر جولتي في الولاية قابلت عدداً من المواطنين في منطقة برام بعد خروجي من الضعين وعرفت منهم بأن هناك (مجاعة) على الأبواب، فقمت بالتأكد من ذلك بنفسي فوجدت الأسواق خالية من الحبوب بكل أنواعها وتجولت في اكثر من منطقة وتيقنت بحقيقة الأمر في أكثر 10 مناطق بها أسواق كبيرة، وعندما وصلت الخرطوم مباشرة ذهبت لإدارة الأمن الاقتصادي وقابلت مسؤولاً كبيراً وذكرت له واقعة دنو المجاعة في دارفور وضرورة اللحاق بالأمر،فقال لي بالحرف الواحد "ياخي انتو تسمعوا إشاعات الشيوعيين دي وتجوا تزعجونا بيها"..!!.


    هذه المفارقة حزّت في نفسي كثيراً..وهكذا..على مستوى مؤسسات الحركة (الاسلامية) والحزب الحاكم والدولة لا أحد يحتمل كلمة واحدة تتطلب عملاً أو محاسبة شخص ما أو تعديل وضع ما..الكل مشغول بتأسيس الشركات والصفقات التجارية و(الكُومشنات) والزوجات الصغيرات والجديدات، والانبهار بالسفر للخارج، خرجنا من هذه المعمعة بحمد الله تعالى كما دخلنا أول مرة لم نطلب جاهاً وإذا كنا نريد ذلك لإمتلكناه بلا ريب، كل الفرص كانت متاحة بل في أيادينا والله سبحانه وتعالى يشهد على ذلك، والجميع يعلم من الأصحاب والزملاء في العمل الصحفي والاعلامي والتنظيمي وحتى القادة الكبار لا زالوا يذكروننا بالخير ويشهدوا على ما قدمنا من عمل لم نرجو منه إلا ابتغاء وجه الله وحده، فليسأل د. وقيع الله من ذلك، إلا أنه دخل المعمعة بعد أنا خرجنا منها (الحمدلله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا) وقد تأكد لنا بالأدلة الملموسة والأسانيد التي لا يشك فيها أحد أن الخراب قد عّم كل ركن من الدولة والحزب الحاكم، وبالتالي أنهارت كل الدولة وكل المقومات التي كان يحظى بها السودان، حتى الشجاعة والمروة ضاعت عندما انتهج قادة النظام الأساليب القذرة في إبقاء الناس داخل المنظومة بل وزيادة (الكوم) بالترغيب والترهيب..وسيأتي اليوم الذي تكشف فيه ممارسات العصابة هذه للعالم قاطبة.


    ترويض النفس بالسيطرة على بداوة الطبع..!!
    الدكتور محمد وقيع الله يشتم ويسب ويهمز ويلمز برغم ان رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ينفي صفة الايمان عن الذي يأتي هذه الأفعال في حديث يعرفه الجميع، وفي حواره مع الاخ الزميل الأستاذ صلاح شعيب بصحيفة (الصحافة) العدد رقم (4802) بتاريخ 19 اكتوبر 2006م يقول وقيع الله عن نفسه:
    "أنا سريع الاحتدام والاصطدام مع الشخص الذي يختلف معي في الفكر والرأي.. لذلك أحب أن أعمل دائماً على انفراد كامل حتى في مجال عملي المهني وهو التدريس"، وفي تعليقه على هذه الفقرة يقول الدكتور عمر القراي "أليست هذه حماقة، شهد بها وقيع الله على نفسه دون موجب..؟! ألم يسمع بالقول (ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)..؟! وما ذنب هؤلاء الطلاب،الذين تقتضي دراستهم ان يعملوا في شكل مجموعات، وفرق ويفرض عليهم المنهج العلمي نفسه ان يختلفوا مع بعضهم ومع استاذهم..؟!، وما ذنبهم ان يكون استاذهم من الضيق بحيث يصادمهم إن هم اختلفوا معه في الرأي..؟!"، ويصف القراي هذا الفعل بقوله "إن د. محمد وقيع الله يعاني من مشكلة خطيرة وعصية على العلاج، وهو لن يتجاوزها اذا ظل مشغولاً عنها بنقد الآخرين، ولو انه يقبل منا مساعدة لاقترحنا عليه ان يتبع المنهاج النبوي في ترويض النفس والسيطرة على بداواة الطبع، حتى يتقبل الرأي المعارض في محبة وسعة".


    في حقيقة الأمر كتابات وقيع الله كشفت من أول مجيئه من الولايات المتحدة الامريكية أنه يحتاج لعلاج عاجل، والمراقب والقارئ الكريم للمساجلات التي كان طرفاً فيها يجد ان كل الذين كانوا في الجانب الآخر قد تحلوا بأدب الخطاب والحوار ولم يجنحوا للمهاترات والإساءات الشخصية برغم أنهم لم يدّعُوا دفاعهم عن الاسلام والمسلمين في السودان، ولم يصبغوا على شخصياتهم حب الدين والشعارات الاسلامية، من جانبي أثمن وأثني على مقترح الاخ د. عمر القراي لعلاج صاحبنا بقوله "أن يتبع د. وقيع الله المنهاج النبوي وأن يُروض نفسه بالسيطرة على بداوة الطبع"،، فإن النهج النبوي الشريف علمنا أدب الحوار انطلاقاً من الآية الكريمة (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) "..صدق الله العظيم، فإن كل الذين كانوا في الطرف الآخر قد تربوا على هذا الهدى القرآني الكريم..فإين د. وقيع الله من هذا الأدب..؟ّ.
    وفي حقيقة الأمر أنا غير معني بنشر أسباب مجئ وقيع الله من أمريكا وما تحتفظ به سجلات الشرطة الأمريكية، لكن ما يهمني في المقام الأول أن الذي يرفع الإسلام شعاراً عليه أن يكون في مستوى الشعار وأن يتأدب بأدبه، وأن يتقيد بالسنة النبوية الشريفة في البُعد عن الهمز واللمز والغمز والإساءة والشتيمة للآخرين بسبب اختلافهم معه في الرأي والفكر.
    د. محمد وقيع الله قام بتكفير كل من الختمية والانصار أيام انتخابات 1986م في بيان وزع في تلك الأيام محبةً وتقرباً من الدكتور حسن الترابي، وعندما أصبح الترابي الآن خارج اللعبة افتتن بعلي عثمان محمد طه وأصبح لا يتورع في الإساءة لشيخه القديم.


    د. وقيع الله عندما يمدح القتلة ومصاصي الدماء..!!

    إن مقولة (إن لم تستحي قل ما تشاء) تنطبق تماماً على د. محمد وقيع الله حينما يتهمنا ويشتمنا لا يستحي وهو الذي يمدح القتلة ومصاصي الدماء وفي مقالة له مؤخراً مدح صاحبنا شخص الديكتاتور علي عثمان محمد طه، والله انا نفسي استحيت لأخي وقيع الله لأنه لم يسمع كلامي ولم يفهم قصدي عندما قلت أنه "مثل الطالب الذي غاب عن الدراسة سنين عدداً ثم أصر على دخول الامتحان مع أبناء دفعته الذين سبقوه بالدراسة"..سقط بالفعل بل يسقط كل يوم.. وفي مقال له يصف علي عثمان محمد طه بالزهد والنزاهة وإلى ذلك من الأوصاف الكاذبة، وكلنا يعرف عدد الذين قام بتصفيتهم علي عثمان من الذين شاركوا معه في محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك ومن بينهم الاخوة عليهم الرحمة (عبدالقادر يوسف وعبدالله الجعلي) في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا عندما فشلت محاولة الاغتيال كانت الخطة تقول يجب تصفية الأخوين حتى يموت سر العملية، ولم يكن هؤلاء الاخوة فقط الذين تم تصفيتهم، والكثير من عمليات التصفيات الجسدية التي تمت كان بطلها علي عثمان محمد طه والكثير من عضوية النظام الحاكم يعلمون ذلك، ومهما بعدت الفترة الزمنية بين الوقت الحالي وسقوط النظام فإن الحقائق ستكشف يوماً ما وسيعرف وقيع الله أنه كان ضحية رغبته في الوظيفة..!!.
    علي عثمان محمد طه حكيم الأمة..يا للوضاعة..!!
    وفي مقال له بصحيفة (سودانايل الالكترونية) المنشور يومالأربعاء 13 تشرين1/أكتوير 2010م بعنوان (كبر في مواجهة التكبر العالمي) وفي إحدى فقرات المقال عنون د. موقيع الله هذه الفقرة بالعنوان التالي (حكيم الأمة علي عثمان..) وقال في منتن الفقرة:
    "كان حكيم الأمة الأستاذ علي عثمان محمد طه قد أشار في مؤتمره الصحفي الذي عقده في الأسبوع الماضي، إلى حيثية أخرى دعت الحكومة إلى استقبال بعثة مجلس الأمن الدولي، وهي حيثيته التي قالت إن عضاء المجلس ليسوا كلهم على رأي رجل واحد"..!.
    وفي ذات المقال يكرر د. محمد وقيع الله المفتون بشخصية علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بقوله:
    "هذا وقد كان حكيم الأمة الشيخ علي عثمان قد ألمح في حديثه إلى أن زيارة أعضاء مجلس الأمن إلى بلادنا لن تزيد من يعادونها منهم عداء فوق عدائهم القديم، لأنهم بلغوا من ذلك العداء المبلغ الأقصى الذي ما عليه من مزيد، وما أشار إليه الشيخ علي عثمان هو الحكمة التي في ثناياها الحكمة المتزنة التي تعودناها تصدر عنه وتجنب بلادنا المخاطر والأعطاب، وقد اكتست تلك الحكمة هدوءا وثقة، وأزجيت في قول لين، يقتدي أثرا من قول الذي أُلزم بالتزام القول اللين، في مواجهة فرعون الذي طغى"..!!.
    بالله عليكم أي وضاعة هذه..؟!.


    وفي مكان آخر نكتشف أن د. وقيع الله مُغرم بمدح الدكتاتورية ليس على مستوى السودان بل على مستوى العالم العربي فيمتدح ديكتاتور اليمن علي عبدالله صالح في مقال كتبه بعنوان (انصروا هذا البطل الصالح علي عبد الله صالح) المنشور بتاريخ الإثنين 07 أيلول/سبتمبر 2009 بصحيفة سودانايل الالكترونية فيقول "لا يقبل من علي عبدالله صالح هذا البطل الهمام إلا أن يسحق بؤر التمرد الحوثي سحقا كاملا، فيقي بذلك الشعب اليمني من شر بلاء مستطير برئ منه في عام 1962م، ثم جاء يعادوده ويعاوره الآن. وهو داء التعصب والتمرد الظلامي الإمامي الطائفي الباطني الذي هو واحد من شر أوبئة التاريخ وأشد رواسبه فتكا بالأمم، ولذا نرجو أن يسرع البطل علي عبد الله صالح في تحقيق هذا الفتح القومي الباسل، وأن يعجل به حتى لا يحاط به من قبيل القوى الخارجية، وحتى لا تتسع رقعة الفتنة في الداخل بدخول جماعات أخرى فيها".


    ويضيف وقيع الله"قد استطاع هذا المقدام الجسور غير المتردد أن يكسر جحافل الشيوعيين الذين استبدوا بجنوب اليمن، الذي تسلموه بمؤامرة تواطوء مكشوف مع الإنجليز، وأرادوا أن يجعلوا منه أداة لزعزعة أنحاء الجزيرة العربية كلها، وفي مقدمتها اليمن الباكي الذي كان يعرف السعيد".
    وها هو علي عبدالله صالح الذي وصفه وقيع الله بالمقدام الجسور..البطل الصالح..البطل الهمام – تأمل عزيزي القارئ في الأوصاف التي ألصقها هذا الدكتور محمد وقيع الله- هاهو البطل يقتل آلاف اليمنيين من الرجال والنساء والأطفال ولا أعتقد أن الشيوعيين إذا حكموا اليمن سيقتلون الشعب كما قتلهم البطل الجسور المقدام الهمام علي عبدالله صالح، وها هي اليمن اليوم على أبواب المجاعة الطاحنة بفعل الهمام الجسور..!!!.
    هكذا دائماً د. محمد وقيع الله يراهن على الجواد الهزيل سواء كان علي عثمان محمد طه أو علي عبدالله صالح.. والأيام دُول..سنذكره بذلك إن شاء الله تعالى.
    بين د. محمد وقيع الله..ود.حسن الترابي..!!.


    كتب الأستاذ عبدالحميد أحمد محمد عن د. وقيع الله في مقالة من حلقتين بعنوان (محمد وقيع الله..أقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي) موجودة على شبكة الأنترنيت يقول"وقيع الله يقول في الشيخ الترابي ما كان يراه بالأمس خطرفات موتورين وتخرصات حاقدين..!، لقد كتب د. محمد وقيع الله يوماً رسالةً بعنوان "التجديد. الرأي والرأي الآخر" وإن كانت قليلة الفائدة إلا أنه شن فيها هجوماً كاسحاً على أعداء الشيخ الترابي ورماهم بأقذع العبارات ودافع عن كل آراء الترابي دفاع المستميت حتى أنه قال في مقدمة ذلك الكتاب "كنت في صيف 1986م قد شرعت أرد الشبهات وأقاويل الإرجاف التي ثارت مع حمى الإنتخابات السياسية، التي كان وقودها خطب السياسيين، ومن استعانوا بهم من الدعاة المتعصبين. فكتبت في صيحفة (ألوان) الغراء مقالاً بعنوان (جلاء الشبهات الضبابية. عن الفتاوي الترابية)..!! رددت به على الشيخ الطحان بعض ما كذب به على الشيخ الترابي وكنت بأمل ان أكتب مقالاً آخر أناقش فيها فكرة التجديد وتهجم متعصبة الدعوة عليها .. إلا أن أحد مشائخ الحركة الإسلامية وهو الشيخ أحمد محجوب حاج نور كان له رأي آخر وهو ألا ننشغل في معركة الإنتخابات الشاملة التي ستقرر جانباً من مصير العمل الإسلامي بهذه الإختلافات التي ينشغل بها دعاة الفروع وهواة الجدل الفقهي .. وقد استجبت لرأي الشيخ حاج نور على مضض) !! (د. محمد وقيع الله : التجديد الرأي والرأي الآخر . الخرطوم : المركز القومي للانتاج الإعلامي ص 2-3 )".


    لكنني أستغرب أشد الاستغراب من الإساءات المتكررة التي يطلقها وقيع الله على د. حسن الترابي وهو في موقع بعيد عن سدة الحكم..!!، إن وقيع الله يعلم تمام العلم بأن الدكتور الترابي يتحلى بأدب الحوار وطيلة معرفتنا به لم نسمعه يرد على إساءة أو شتيمة، وهو السياسي الوحيد في السودان بل في عالمنا ومحيطنا العربي والاسلامي اعتذر عن ما قام به من انقلاب على السلطة وردّد ذلك كثيراً، وطلب المغفرة من الله، وأعلن كثيراً أنه مستعد للوقوف أمام أي محكمة للحساب، وقد تحمل في صبر وجلد كل ما وُجه إليه من اتهامات ولم يقابل الإساءة بالإساءة، ولذلك ما وجد د. محمد وقيع الله فرصة إلا وكال السباب للدكتور الترابي، لأنه لا يعلم وهو (الدكتور) معنى تجاهل الإساءات الشخصية برغم أن الآية الكريمة (.. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) يعرفها حتى الأطفال الصغار..!!.
    هاك (الدكتوراة) دي..!!.


    لا أدري كيف أصف شعوري وانا أقرأ مقال محمد وقيع الله وهو يوجه حديثه للاخ الأستاذ المؤدب فتحي الضو بعبارة (هاك (الدكتوراة دي ) وقد ألجمتني الدهشة..عملت حوالي 5 سنوات بكلية العلوم قسم الكيمياء بجامعة الخرطوم في الفترة من (1982-1986) تقريباً وكان لدي علاقات مع الكثير من الأكاديميين والعُلماء من الأساتذة وعمداء الكليات أمثال البروفسيرات عبدالرحمن العبيد، جورج مينا اسنكدر، والعالِم الكيميائي الشهير (بروف النجومي) عليه رحمة الله، ود. زكية عوض ساتي عليها رحمة الله، والعشرات من الذين جمّلوا ذلك الزمان الرائع، بعلمهم وأدبهم وتواضعهم وكل منهم كان مدرسة ليس في مجاله فحسب بل في الاخلاق وحسن التعامل واحترام الناس من مُوظفين وعُمال وطلبة، كانوا قدوة حقيقية للجميع لذا كان السودان في ذلك الوقت في قمة عطاءه وسموه، مدرسة لكل الشعوب، كانت صفحتنا بيضاء ناصعة تحترمنا كل الشعوب والأمم لأن المتعلمون الحقيقيون كانوا هم من يقود المجتمع.
    طيلة عملي في جامعة الخرطوم والعلاقات القوية التي استمرت مع النُخب العلمية والأكاديمية، ووجودي خارج البلاد مع عدد كبير من الكفاءات العلمية لم أر من يستهزأ بهذه الدرجة العلمية الرفيعة مثلما استهزأ بها (الدكتور) محمد وقيع الله، وضرب بها عرض الحائط ووضعها في مكان غير لائق البتة، وسألت نفسي ترى لماذا فعل وقيع الله ذلك..؟؟!!.
    هل لأنه سريع الغضب كما قال وأعترف بنفسه..؟.


    أم هناك أشياء لا نعرفها تكمن في المقولة الشهيرة "ماخفي كان أعظم"..!!.
    وخلاصة القول أن د. محمد وقيع الله سيستمر في دلق مخلفات عقده النفسية على كل من يتصدى لجرائم النظام، وسيكون أكثر شراسة كلما زاد الخناق على أولياء نعمته، لكن الله غالب على أمره لكن أثر الناس لا يعلمون..


    21 يناير 2012م


                  

01-23-2012, 09:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    ومـــا أدراك مـا المذكــــرة؟

    الإثنين, 23 كانون2/يناير 2012 07:17

    الانتباهة
    الطيب مصطفى

    استنكرنا في مقالنا السابق إحالة الحركة الإسلامية إلى التقاعد بمجرد نجاحها في إنجاز المشروع الذي جاهدت طويلاً وقدّمت المُهج والأرواح في سبيل إقامته بالرغم من أن مهمتها الأساسية لا تقتصر على إبطال الباطل وإنما تشمل إحقاق الحق أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر إذ لا يُعقل أن تعهد بمهمتها الكبرى إلى غيرها وهي الأحرص والحفيظ عليها كونها الأم الرؤوم والمنافح الغيور والباذل الأكبر في سبيلها وهل ابتُعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لمجرد إبطال الباطل وتحطيم الأصنام في مكة أم أنه قفل راجعاً إلى المدينة عاصمة التغيير والنصر المبين ليستكمل مشروع إحقاق الحق الذي كان قد بدأه منذ هجرته إلى المدينة وأيهما أصعب هدم البنيان أم إقامته وأيهما أحق بأن يتولاه أهلُه وأيُّ حق يقيمه الأغيار الذين كانوا جزءاً من ذلك الباطل بل كانوا سدنته ورأسه وأركانه؟!


    لم تنتهِ مهمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم دخل المدينة منتصراً وإنما مكث فيها عشرة أعوام يقيم الدولة ويؤمِّنها من المتربصين بالداخل والخارج ويُقيم العدل ويقدِّم القدوة والمثال في طهارة الحكم وينشئ الأنموذج ويقيم العلاقات مع الآخَر المسالِم وكذلك الآخر المحارِب ويربّي أصحابه لإنشاء المجتمع المسلم المجاهد.
    لم يغيِّر اسم الحزب ولم يعيِّن حيي بن أخطب اليهودي نائبًا لرئيس الحزب كما فعل المدغمِسون الذين بلغت بهم الغفلة درجة أن يعلنوا بعد أن أعادوا صياغة وتفسير وثيقة المدينة كما أعادوا تفسير صلح الحديبية بما يُجيز توقيع نيفاشا.. أن يعلنوا أن المجتمع المسلم يمكن أنَّ يُصاغ وأنَّ حياته العامّة والخاصَّة حتى بعد أن ذهب الجنوب وحُسمت هُويَّة الشمال يمكن أن تُوجَّه لعبادة الله (بالتزام شرائع الكتب السماوية وحفظ الدين وكريم المعتقدات للمسلمين والمسيحيين وأهل الملل الأخرى بقيم الاستقامة والطهارة)!! هكذا دغمسوا الشريعة حين وضعوا الأديان الأخرى بما فيها المسيحية والوثنية في مرتبة واحدة مع الإسلام!!
    كان القرآن ينزل فيسدِّد ويقارب وينصح ويحذِّر ويرد إلى الحق ويمنع الدغمسة (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً) أما عندنا فقد أُحيلت الحركة الإسلامية إلى التقاعد فمن تراه يسدِّد وينصح ويردّ المدهنين والمداهنين إلى الصواب وقد تسلّق الانتهازيون وانزوى المجاهدون وأُحيط بالمؤتمر الوطني وملأ طلاب الدنيا من حكومة المائة وزير المكاتب والطرقات؟!
    لم أعجب لتصريح قيادي بالبرلمان أنهم سيحاسبون رافعي المذكرة الذين لم يُنجهم إخفاءهم أسماءهم من الملاحقة والمطاردة فأين يذهبون وقد سُدَّت الابواب في وجوههم ولم يشفع لهم حتى الخوف من أن يجهروا بأسمائهم؟! إنها ضريبة الانقلاب على الحركة الإسلامية!!


    عندما جهرتُ برأيي حول مشكلة الجنوب قبل نحو ثماني سنوات بمقالات في الصحف طُلب إليَّ أن أكفّ عن الكتابة وأن أختار بين الصمت أو مغادرة المؤتمر الوطني فغادرتُ المؤتمر الوطني واحتفظتُ بعضويتي في الحركة الإسلامية التي كنتُ أشغل فيها موقعاً في مكتبها التنفيذي بولاية الخرطوم بعد أن استجاب الأخ عثمان الهادي بأن تُتاح لي حرية الصدع برأيي ولكنّ أحد النافذين في المكتب المركزي أنكر عليَّ نقدي لبعض مواقف الحكومة التي كانت حينها تفاوض الحركة الشعبية في نيفاشا كما أنكر عليَّ كتابتي ضد الوحدة مع الجنوب التي اتّخذها المؤتمر الوطني ديناً جديداً وثابتاً لا يقل قدسية عن الدين فكان أن قدَّمتُ استقالتي من الحركة الإسلامية ومن موقعي لعثمان الهادي الذي كان يُصرُّ على بقائي في مكتبه التنفيذي.


    في اجتماعات المكتب التنفيذي للحركة التي كانت تنعقد أحياناً كنتُ أتحدَّث عن الخطر الذي يمثله مشروع السودان الجديد على السودان لكنَّ حديثي كان نشازاً لأنه خارج الأجندة بعد أن أُبعدت السياسة عن الحركة الإسلامية وحُوِّل أمرُها إلى المؤتمر الوطني الذي كان رياك قاي وألسون مناني مقايا وغيرهما يحتلون مواقع عُليا في هرمه الإداري!! إنها ضريبة الانقلاب على الحركة الإسلامية من ابنها العاق (المؤتمر الوطني) الذي تنكَّر لمرجعيتها.
    كان ذلك قبل توقيع نيفاشا وكان الأمين العام للمؤتمر الوطني بروف إبراهيم أحمد عمر قبل أن أغادر تنظيمه بعد رسائله الصارمة التي تطلب مني الصمت، كان يقول لي: ماذا أقول لرياك قاي وأنت تكتب عن الانفصال؟!
    أين رياك قاي اليوم وهل نسي الناس ما فعل حين انضمّ للحركة وهل نسي الناس ما قال حين نصّب قرنق نائبًا أول لرئيس الجمهورية؟! كان ذلك في قاعة الشهيد الزبير وكان رياك يحتل منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني فما كان منه إلا أن تساءل من داخل تلك القاعة: لماذا تسمّى هذه القاعة بالشهيد الزبير ولا تسمّى باسم قرنق الذي كان المساكين يظنونه عدوه اللدود!!
    حينها كتبتُ عن الولاءات الهشّة وكنتُ أعني أنه ما كان ينبغي أن يقوم الولاء السياسي إلا على مرجعية فكرية ذلك أن رياك قاي الذي مُنح ذلك المنصب الرفيع كان أقرب إلى قرنق فكراً وسلوكاً حتى في أيام الحرب منه إلى مرجعية الحركة الإسلامية التي أسلمت قيادها إلى المؤتمر الوطني وهذا ما ثبت لاحقاً وذكَّرت به بروف إبراهيم فمن تُراه كسب الرهان في خاتمة المطاف أنا أم من جادلوني؟!


    لم تكن الحركة تناقش الشأن السياسي بعد أن أُبعدت عنه ولذلك لا غرو أن يستدير الزمان ونرجع القهقرى بعد أكثر من عشرين عاماً لنُحيي الطائفية السياسية من جديد بعد أن انقلبت عليها الحركة الإسلامية في 1989م وقالت فيها أكثر مما قال مالك في الخمر فما هو الفرق بين تلك الأحزاب الطائفية وبين المؤتمر الوطني الذي أعاد إليها الحياة بعد أن قتل الحركة الإسلامية؟!




    أنتقل في هذا المقال من قصة إحالة الحركة الإسلامية إلى التقاعد المبكِّر بمجرد إزالتها للمنكر وهدمها للباطل بدلاً من استمرار دورها للتصدي لمهمتها الأساسية المتمثلة في إحقاق الحق الذي ما نشأت إلا من أجل إقامته وهل بُعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا من أجل تقديم الأنموذج الوضيء الذي صار فيما بعد حلم الإسلاميين في كل زمان ومكان في سبيله ذرفوا الدموع وسكبوا العرق بل الدماء الغالية وواجهوا الطواغيت فما لانت لهم قناة وما قعدوا عن الجهاد.


    وهكذا حلّت الكارثة الكبرى حين أعمل الترابي سيفه وجزّ رأس الحركة الإسلامية وأُسلم المشروع إلى المؤتمر الوطني الذي يُشبه مسجد الضرار الذي أُقيم في ليل بهيم حالك السواد هُدم فيه ذلك المسجد العتيق المؤسَّس على التقوى من أول يوم وهُدمت معه المئذنة الدالة على القبلة والمرجعية.. حل ذلك الجسم المترهِّل المتخبِّط الذي شارك في قيادته بعضُ النفعيين والانتهازيين من عُبَّاد الدنيا وزينتها ولذلك لا غرو أن يكون الشعار المرفوع في آخر انتخابات: (من أجل استكمال التنمية) أما (المشروع الحضاري) فقد بات شيئاً يُستحى منه وهل من استحياء أكبر من اختيار ذلك التعبير الهلامي المنهزم (المشروع الحضاري).. الذي حل محل (المشروع الإسلامي)؟!
    لذلك لا غرو أن يُشار إلى (الجهاد) في آخر نظام أساسي للمؤتمر الوطني يُجاز في نوفمبر الماضي بعد ذهاب الجنوب الذي يُفترض أنه شيع معه عهد الدغمسة.. أن يُشار إليه (بالجهاد في سبيل الحق) أما (الجهاد في سبيل الله) فقد ولّى مع ذهاب الحركة الإسلامية إلى مزبلة التاريخ!!


    في مذكرة الإسلاميين تحدَّث الشباب عن بعض السلبيات والإخفاقات مثل الفساد والعقلية الأمنية التي تُدار بها الدولة ومشكلات ثورة التعليم العالي وبروز النعرات العرقية والجهوية والضعف الذي يعتري استقلال القضاء وبقاء الأفراد لفترات طويلة في أجهزة الدولة والمحسوبية وغير ذلك من مظاهر ضعف الأداء لكن المذكرة تناولت كل ذلك بشيء من الخجل أو السطحية وتجاهلت قضايا كثيرة وخطيرة إما بالكامل وإما من خلال لمسها لمساً خفيفاً ولعلَّ أهم تلك القضايا يتمثل في ضعف أو انعدام المؤسسية والحريات والشورى والتداول السلمي للسلطة وفصل السلطات وانعدام الشفافية.
    كل هذه القضايا سواء ما ذُكر في المذكرة أو لم يُذكر يُشير إلى أزمة ذلك أنه لا يمكن للدولة أن تنهض بدون أن تعالَج هذه القضايا الخطيرة.
    خُذ مثلاً المؤسسية التي ضحكتُ حين قرأتُ أن الشيخ عباس الخضر عابها على مقدمي المذكرة وقال إنهم في الغالب سيُحاسَبون جرّاء ذلك السلوك الذي مارسوه بتقديمهم للمذكرة ولم يشفع لهم تأدُّبهم وخوفهم من إبداء أسمائهم..
    هل فهمتم قرائي لماذا أخفى هؤلاء أسماءهم؟! إنه الخوف من المساءلة التي توعَّدهم بها الرجل الذي يريد من (الممغوسين) أن (يقطِّعوا ذلك في مصارينهم) إلى أن يحدث الانفجار الكبير!!


    إنه جزء من الأزمة التي اضطرت أولئك الشباب إلى التذمُّر واضطرتنا قبلهم إلى البحث عن طريق آخر للإصلاح!!
    دعونا نسأل الشيخ الذي توعَّد أولئك الشباب عن المؤسسية التي افتقدها في تصرُّفهم.. أين هي المؤسسية في الدولة؟! أين هي المؤسسية في أن تُوقَّع أخطر اتفاقية في تاريخ السودان بدون أن تُعرض عليكم في البرلمان الذي يُفترض أنه يمثل الشعب السوداني؟! أعني اتفاقية نيفاشا بكل تداعياتها التي لا نزال نتجرَّع ونطعم من زقومها!! أين المؤسسية وقد قيل لكم عندما عُرضت عليكم بعد توقيعها إنكم لا تملكون أن تعدلوا منها شولة فما كان منكم إلا أن بصمتم عليها صاغرين!!
    أين المؤسسية في أن تُوقَّع نيفاشا أمام الخواجات خارج السودان قبل أن تُعرض على مجلس الوزراء السوداني وعلى أجهزة المؤتمر الوطني المغيَّب ولا أقول الحركة الإسلامية.
    أين المؤسسية في أن يُوقَّع اتفاق أديس أبابا الإطاري (نيفاشا تو) قبل أن يُجاز من المكتب القيادي للمؤتمر الوطني وقبل مجلس الوزراء والبرلمان؟! أين وأين وأين أيها الرجل الذي يهتم بدم البعوض بأكثر مما يهتم بمقتل الحسين في كربلاء؟!
    أين المؤسسية في أن تُجاز حكومة المائة وزير التي هي أكبر حكومة في تاريخ العالم بصورة مأساوية بعد أن انعقد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الذي لم يكن يدري شيئاً عما ستُقدِم عليه حكومتُه السنية؟!
    لا المؤتمر الوطني يملك سلطة ولا البرلمان ولا مجلس الوزراء ولا حتى المكتب القيادي!! أما الحركة الإسلامية فعليها الرحمة والمغفرة.
                  

01-23-2012, 10:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى: أسعى لوراثة المؤتمر الوطني

    الأحد, 22 يناير 2012 10:59
    الطيب مصطفى: أسعى لوراثة المؤتمر الوطني
    الخرطوم: لينا يعقوب


    أعلن رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى أنه يسعى لوراثة المؤتمر الوطني بعد أن رأى ما أسماه بـ(الدغمسة) التي قال إنها تمارس في السلطة، مؤكدا أن فشل المؤتمر الوطني في الحكم لا يعني بأي حال فشل التجربة الإسلامية، وتساءل عن السبب الذي دعا من أعدوا المذكرة التصحيحية إلى عدم ذكر أسمائهم قائلا: "إما أنهم جبناء فعلا أو من كتبها أناس من المؤتمر الوطني أرادوا إلهاء الساحة السياسية".


    واعتبر مصطفى في حوار أجرته (السوداني) معه ينشر بالداخل، أن منبر السلام العادل إن كان على يمين الحركة الإسلامية فإن المؤتمر الوطني إما على يسارها أو خارج الحركة الإسلامية، وأضاف: "بعض قيادات الوطني لا يطيقون الرأي الآخر حتى من داخلهم، ويريدون من الناس أن يكونوا صورة كربونية منهم، بحيث لا يفكرون ولا يخرجون"، وقال إن تلك الأسباب جعلت من يتبعون تلك القيادات يشعرون بالضعف والخوف.

    نص الحوار

    الطيب مصطفى يتهم ويرد على الاتهامات:

    إن كنت على يمين الحركة الإسلامية فالمؤتمر الوطني خارجها!
    الوطني شاخ وأصبح ضعيفا أمام قضايا البلاد
    فلتجيبوا عن هذه الأسئلة (...)!
    بعد أن ظهرت المذكرة التصحيحية، قلت إنه لا خلاص إلا بعد أن يحتل المنبر موقعه مشاركا في السلطة التنفيذية، لماذا؟


    لإنهاء الدغمسة، فقد اتسع الخرق على الراقع، لا نستطيع أن نحقق كل طموحاتنا والمثال الذي نريده إلا بأن يحتل المنبر موقعه الجيد وينجز البرنامج الذي أعده للسودان.


    هل تسعى لوراثة المؤتمر الوطني؟


    نعم أسعى.


    هل تعتقد أن الشعب بمقدوره أن يحتمل نسخة ثالثة من الحركات الإسلامية في الحكم؟


    الشعب شعب مسلم وهو يريد الإسلام لذلك يصلي، أنا أعتقد أن نسبة ضئيلة جدا من الشعب السوداني لا يصلون، والذي يصلي ملزم بأن يأخذ الإسلام كله لا أن يمزقه ويجعله ضيقا، "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"، فشل التجربة لا يعني فشل الإسلام بأي حال، لأن الإسلام هو العدالة والحرب على الفساد وبرغم التجاوزات الكبيرة فالإسلام هو الذي كان سيدا على العالم، حتى بنسخ مشوهة كالدولة العثمانية كانت هي الحاكمة في العالم، الأندلس كانت هي مركز الحضارة في أوروبا، الإسلام يمكن أن يقدم نموذجا لحضارة متميزة أكثر من الحضارات العلمانية، أنا أعزو فشل التجربة لأن الحاكمين لم يقدموا النموذج الأمثل.


    حكمت على الصلاح بالصلاة، لكن الحقوق بين العبد وربه قائمة على المسامحة والحقوق بين العباد قائمة على المشاحة، معظم الذين يحكموننا الآن يصلون، لكنك اتهمتهم بالفشل والفساد، فأي معيار تضع؟


    المعيار الذي أضعه وجود الأخطاء الكبيرة، الآن هناك مذكرة لم تخاطب القضايا الأساسية لأن المسألة قامت على دغمسة وليس على مرجعية إسلامية، قامت على مرجعية المؤتمر الوطني التي لا تتفق مع المرجعية الإسلامية، يمكن أن يكون الإنسان يصلي ولا يصوم أو يصوم ولا يصلي، أو يصلي ويكون فاسدا.


    ويمكن أن يكون لا يصلي ولا يصوم وليس فاسدا؟


    ممكن، لكن بالنسبة للفكرة الإسلامية ينبغي على القائمين بالأمر أن يقدموا النموذج الكامل والأمثل.



    أنت اتهمت المذكرة أنها خجولة لأنهم فقط لم يذكروا أسماءهم، فهل هذا كاف لمذكرة اتفق عليها ألف شخص إن صح الحديث؟


    أنا أعتقد أن هذا جبن، قرأت أحدهم يكتب في الصحف: سنحاسب من قدم المذكرة، هذا تخويف، بعض الناس لا يطيقون الرأي الآخر حتى من داخل المؤتمر الوطني، يريدون من الناس أن يكونوا صورة كربونية منهم، ممنوع التفكير والخروج، لهذا هم يخافون، بعض الناس ضعيفون وليس جميعهم يستطيعون أن يجهروا بآرائهم، أنا أريد سببا لعدم ذكر أسمائهم، إما أنهم جبناء حقا أو أعدها ناس من المؤتمر الوطني ليلهوا الساحة السياسية، لكن حتى إن أرادوا الإلهاء فكان يمكن أن يضيفوا بعض الأسماء المعروفة لتساعد على الإلهاء، يمكن أن يجهروا ببعض الأسماء، هذا جبن وأنا لا أرى سببا آخر.



    ما رأيك في المطالب التي قدمت وذكرت، قال قياديون في الوطني إنها موضوعية ووعدوا بدراستها؟



    أعتقد أنهم يحومون حول الحمى، ولم يتطرقوا إلى القضية الأساسية وهي دور الحركة الإسلامية، أنا لا أفهم هل جاء الرسول من أجل إبطال الباطل وتعطيل الأضواء في مكة، أم نصب نفسه لإبطال الباطل وإحقاق الحق، وهذا دور الحركة الإسلامية ومشروعها، الحركة الإسلامية سلمت السلطة للمؤتمر الوطني الذي لا يقوم على مرجعيتهم، المؤتمر الوطني لا يقوم على المرجعية الإسلامية.


    مقاطعة: على أي مرجعية إذا يقوم؟


    المؤتمر الوطني لا يقوم على مرجعية إسلامية، السؤال لماذا سلمت الحركة الإسلامية الأمر للمؤتمر الوطني، خجلا أما ماذا؟


    طيب، هل الحركة الإسلامية في السودان مقصود بها المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ومنبر السلام العادل؟
    أبدا، منبر السلام العادل قام بصورة مختلفة، هو حركة إسلامية، وليس انشقاقا للحركة الإسلامية.


    قال قيادي في الوطني إن منبر السلام على يمين الحركة الإسلامية؟


    ليس بالضرورة أن أصنف يمينا أو يسارا، السؤال أين أنا من الإسلام؟ إذا كان المنبر على يمين الحركة فالمؤتمر الوطني إما أنه على يسار الحركة أو خارج الحركة الإسلامية.


    قلت إن الوطني هرم وشاخ وتسلل إليه النفعيون، غير أنه يرى أنه شاب في مقتبل العمر، قياسا بالأحزاب الأخرى؟



    الوطني شاخ لأنه لم يعد يقوى على مواجهة القضايا بقوة وأصبح ضعيفا أمام التحديات المنتصبة أمامه، مثلا في قضية الفساد، أنشأت الحكومة المراجع العام، ولجنة التصرف في مرافق القطاع العام، ماذا فعلت؟ أنشئت من أجل أن تخصحص الشركات الحكومية، هل زادت الشركات أم نقصت بعد قيام هذه الآلية؟ ماذا فعل الوطني بخصوص المواضيع التي يطرحها المراجع العام من حين إلى آخر؟ ماذا فعل في مراكز القوى التي تؤثر على الاقتصاد؟ ماذا فعل الوطني بخصوص ولاية المالية على المال العام؟ هذه من أكبر عوامل الفساد.
    ظل الشعار مرفوعا أكثر من عشر سنوات، الوطني لم يستطع أن يقيم الشورى، أين الفصل بين السلطات؟ لا أفهم أو أقبل أن توقف صحيفة ألوان بدون محاكمة، لا يمكن، إذا كان في أشياء تؤثر على الأمن القومي فلماذا لا يطرحها الوطني في قوانين؟ لماذا لا ترفع دعوى ضد الصحيفة وتوقف هكذا؟ هذا يؤثر على سمعة الدولة، أين دور البرلمان؟ ماذا فعل بخصوص نيفاشا؟ اتفاق أديس يوقع قبل أن يجيزه المكتب القيادي أو مجلس الوزراء أو البرلمان، اتفاقية القروض الصغيرة تجاز من قبل البرلمان والأشياء التي تؤثر على تاريخ ومستقبل السودان يجيزها أربعة أفراد بعدها يورطون الدولة باتفاقيات مشبوهة من قبل العالم.


    يرى الوطني أن تقرير المراجع العام الذي أشار إلى أن نسبة الفساد خمسة ملايين جنيه لميزانية قدرها 20 مليارا رقم بسيط جدا وليس فسادا؟


    ليس صحيحا، أنا لا أفترض أن الناس ملائكة، ينبغي أن يكبح الفساد، لا يسمح للمراجع العام بدخول بعض الهيئات الحكومية والوزارات وبعض المؤسسات والشركات الحكومية، لماذا تعجز وزارة المالية؟ لماذا توجد وزارات قوية يسمح لها بتجميد الأموال؟


    أخيرا، كيف ترى مستقبل المذكرة التصحيحية، إن كانت حقيقية هل يمكن أن تغير شيئا؟ وكيف سيتعامل معها الوطني ؟


    هل آلية مكافحة الفساد أقوى من آلية المراجع العام أو أقوى من القوانين؟ أنا أعتقد أن القضية ليست في القوانين لكن في التطبيق؛ لذلك فالوطني هرم ولا يستطيع مواجهة هذه الأشياء، في السابق لم يستطع وفي المستقبل لن يستطيع إلا إن حدثت معجزة، لا يوجد حكومة في العالم بها 100وزير، هذا ترهل، ونحن نريد أن نصلح هذه البلاد ومؤسساتها، نريد أن تكون هناك حكومة حقيقية لمواجهة القضايا الكبرى.


    ------------------


    الوطني:منبر السلام بث روح العنصرية والقبلية

    الأحد, 22 يناير 2012 11:14

    مندور: المذكرة التصحيحية طرحت خارج مؤسسات الحزب والحركة الإسلامية
    الخرطوم: السوداني



    انتقد نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د. مندور المهدي الطريقة التي قدمت بها مذكرة الإسلاميين التصحيحية، وقال إنها طرحت خارج مؤسسات الحزب والحركة الإسلامية، وأضاف: "رغم أنها تضمنت آراء وأفكارا لا خلاف عليها وقال إنه يعرف اثنين فقط من الموقعين على المذكرة.


    ونفى مندور خلال منتدى الراحل سيد أحمد خليفة أمس، وجود أي توقيعات لقيادات بارزة في الحركة الإسلامية، وأضاف: "إذا عرفنا أصحاب المذكرة فسنحاورهم"، واعترف بوجود ململة داخل الحزب والحركة بسبب الظروف الاقتصادية وتداول المناصب، وشن المهدي هجوماً عنيفاً على منبر السلام العادل، وقال إن المنبر أسهم في الترويج للعنصرية والقبلية وأسهم في الانقسام داخل المجتمع، وأكد أنه لا مزايدة على المشروعية الأخلاقية للحزب والحركة الإسلامية، ووصف مندور قرار إيقاف صحيفة (ألوان) بأنه قرار خاطئ وقال إنهم أبلغوا الجهات الأمنية بذلك وبرر مندور إيقاف صحيفة (رأي الشعب) باعتبارها تجاوزت الخطوط الحمراء في سياستها التحريرية، وتوقع المهدي حدوث انفراج نسبي في الأزمة الاقتصادية خلال العام المقبل واتهم قوى المعارضة بأنها تسعى لإسقاط النظام عبر العمل المسلح أو الانقلاب العسكري، ووصف أثر المعارضة على الشعب بـأهن ضعيف جداً، واستبعد وجود احتمال قريب لاندلاع ثورة ضد الحكومة.
                  

01-23-2012, 08:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    حديث المدينة

    قولوا.. يا لطيف..!!
    عثمان ميرغنى

    بكل أسف.. تجدون في صفحات التيار اليوم فصلاً صغيراً من المأساة التي يعلم الجميع أنها أساس البلاء الذي نعيشه.. لكن مع ذلك تتحايل عليها الدولة باستحداث مسميات لآليات محاربة الفساد.. والفساد فوق ظهورها محمول.. لا يحتاج إلى آلية ولا مفوضية ولا يحزنون.. الوثيقة الأولى المنشورة في الصفحة الأولى خطاب موجه للدكتور الطيب أبو قناية نفسه.. عندما كان وكيلاً لوزارة المالية.. وهو الآن يتولى رئاسة آلية محاربة الفساد.. والجهة التي أرسلت الخطاب لا تنتمي لحركة العدل والمساواة أو أي فصيل يحارب الحكومة.. هو خطاب من الأمين العام للنهضة الزراعية.. يلفت نظر وكيل المالية أن شركة السودان للأقطان تتستر على شراكات مع شركات يملكها المدير العام د. عابدين محمد علي.. الذي نافس حكام الربيع العربي في بقائه في المنصب.. ومعه السيد محيي الدين عثمان.. الذي اشتهر بقضية التاكسي التعاوني المعروفة.. شركات يملكها الأبناء والأهل والأسرة.. وتتمتع بكامل امتيازات شركة الأقطان المعتصرة من حر مال فقرنا المدقع..

    ملايين الدولارات والأموال الأخرى تتحول بكل سلاسة وفي وضح النهار وتحت سمع وبصر وكيل وزارة المالية الذي أصبح رئيساً لآلية الفساد.. وبينما لا تزال الحكومة (عاملة رايحة) تبحث عن الفساد وتطلب من شعبها أن يدلها عليه.. إن (وقع في عينه) الفساد.. اللعبة سهلة ومكشوفة .. ويعلمها بنك السودان.. لعبة المبالغة في الأسعار.. Over invoicing في فواتير للاستيراد شحنات من (الخيش)..


    الأسعار ضعف السعر الحقيقي-وللحق يستحقون الإشادة أنهم ما جعلوها ثلاثة أضعاف- تفتح الاعتمادات بهذه الأسعار الوهمية.. إلى شركة تركية.. تتولى إكمال الدائرة باستيراد (الخيش) بالسعر الحقيقي من بنغلاديش.. بينما تذهب الأموال الطائلة في فرق السعر إلى أين؟؟ الله أعلم.. والحكومة تعلم.. وبنك السودان يعلم.. والآن الشعب كله يعلم بعد كشف هذه الوثائق.. الآن لا أعلم ماذا سيفعل السيد رئيس آلية مكافحة الفساد.. الدكتور الطيب أبو قناية.. هل سيطلب منا أن نسلمه الوثيقة التي هي أصلاً موجهة إليه وكانت موجودة في درج مكتبه بوزارة المالية؟؟ أم سيرسل من يبحث له عن الثغرة التي تسللت بها هذه الوثيقة من مكتبه إلى السلطة الرابعة.. سلطة الشعب الذي يملك هذه الأموال.. يقتله الظمأ والمال فوق ظهوره منهوب.. أو كما قال الشاعر..!! الشعب البائس الفقير يموت في المستشفيات لأنه لا يجد الهواء.. مجرد (أكسجين).. بينما الكبار وعلى روؤس الأشهاد يغترفون من أمواله .. بكل أريحية..


    كم من مسجون وراء جدران سجن الهدي أو كوبر في حفنة مال قد لا تبلغ ألف جنيه.. بينما الكبار وفي وضح النهار يفعلون ما يفعلون.. على كل حال.. الوثائق كثيرة.. سنوالي نشرها في صفحة (التيار ليكس) بصورة يومية ابتداءً من اليوم.. وقولوا.. يا لطيف..!!
                  

01-24-2012, 05:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    في أزمة السودان وحكامه: هل تصلح المذكرات ما أفسد الحزب؟
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2012-01-23




    ما يزال كاتب هذه السطور يحتفظ بالرقم القياسي في أطول مذكرة رفعت لقيادة نظام الإنقاذ في السودان، ممثلة في كتابنا 'الثورة والإصلاح السياسي في السودان' الصادر عام 1995 (قرابة مائتي صفحة).
    ولكن مع ذلك، من الصعب ادعاء السبق في هذا المضمار، لأن هناك 'مذكرات' عدة رفعت إلى القيادة، بداية من عام 1990، معظمها شفاهية، تمثلت في طلب اجتماع بالقيادات والتعبير عن قلق حول التوجهات العامة للنظام. وقد جاءت قبل الكتاب وبعده عدة مذكرات مكتوبة، لعل أهم ما كان يميزها، وهي مسألة محورية سنعود لها، أنها كانت مذكرات من شخصيات ومجموعات قيادية في الحزب والدولة، بل إن واحدة من المذكرات كانت من جهاز الأمن!


    ولا شك أن تقديم المذكرات، سواء من داخل الحزب أو خارجه، له دلالاته. فعندما يتداول قطاع كبير من العضوية في حزب معين في قضية معينة، ويفضي التداول إلى اتفاق حولها دون بقية الأعضاء، فهذا مؤشر خطير. وعندما يلخص هؤلاء الأعضاء ما توصلوا إليه في وثيقة تحدد ملامح هذا التوافق، فهذا مؤشر أخطر، خاصة إذا كان ما اتفق عليه مخالفاً لرأي قيادة الحزب، بل يشتمل على انتقاد واضح وصريح لهذه القيادة ومنهجها وخياراتها.
    ويكون الأمر أخطر بكثير حين تكون كل كوادر الحزب القيادية غافلة تماماً عما يجري، حتى تفاجأ بتقدم هؤلاء الأعضاء بآرائهم كتابة فيما يشبه الإنذار. فكل من هذه التطورات يعكس وجود أزمة، وهي مجتمعة تنبىء بأن الأزمة قد وصلت مرحلة الانفجار.
    وأهم دلالة لتداول فئة كبيرة من عضوية حزب في شؤونه وفي الشأن العام، بمعزل من بقية العضوية وخارج أطر الحزب، هو أن هذه الأطر قد فقدت وظيفتها، وفقدت الثقة فيها.



    وحينما يخفي الأعضاء مداولاتهم عن القيادة، فهذا يعني أنهم فقدوا الثقة في القيادة، وكل من يتصل بها بحيث يمكنه أن يوصل المعلومات إليها. وهذا بدوره يؤكد عزلة القيادة وبعدها عن هذه القواعد.
    من هنا فإن المذكرة التي رشحت المعلومات عنها خلال الأسبوعين الماضيين، وتمت صياغتها من قبل فئة من الإسلاميين المنضويين في إطار حزب المؤتمر الوطني، وتقديمها للقيادة ثم نشرها على الملأ، تمثل مرحلة متقدمة في تصدع الحزب الحاكم، وتكشف بصورة غير مسبوقة عزلة القيادة عن قاعدتها الإسلامية العريضة. ويزيد من أهميتها أنها لم تكن ظاهرة معزولة، بل هي تندرج في سياق أكثر من خمس مبادرات معلومة، وما خفي أعظم. فقد قامت مجموعة من كبار الأكاديميين ومدراء الجامعات السابقين والحاليين من منسوبي الحزب بإعداد مذكرة إصلاحية في الصيف الماضي، وفي نفس الوقت عقدت ثلاث مجموعات تمثل قطاعات الطلاب والشباب والعمال في الحزب لقاءات مباشرة مع الرئيس، وجهت فيها انتقادات صريحة ومباشرة لأداء الحزب والدولة، وفي حالة الطلاب، كانت انتقادات غاية في الحدة. وكانت الخاتمة مذكرة من الهيئة البرلمانية للحزب، وجهت كذلك للرئيس نهاية العام الماضي، وذلك قبل المذكرة الأخيرة. ويشاع أن هناك مذكرات أخرى في الطريق.


    من هنا، وبغض النظر عن محتوى هذه المذكرات، فمن الواضح أن الحزب الحاكم في أزمة عميقة، تشكك في فاعليته، بل وفي إمكانية بقائه كحزب، خاصة بالنظر إلى أن معظم هذه الكوادر من المفترض أن تكون قيادية. فهذه الأعراض تشير إلى أن الحزب مصاب بانسداد الشرايين، وانغلاق قنوات التواصل الداخلية، بحيث أن معظم القوى الفاعلة، في قمته وقاعدته معاً، تجد نفسها بمعزل عن مواقع اتخاذ القرار، وتضطر إلى كتابة 'العرضحالات' شأنها شأن المواطن العادي.
    وقد اضطرت عناصر قيادية من قبل إلى تدبير 'انقلاب قصر' ضد القيادة، ولعل مظاهر الاحتقان الحالي هي إرهاصات انقلاب وشيك قادم. فعندما تفقد القيادة ثقة كتلتها البرلمانية، وقطاع العمال والشباب والطلاب وكبار الأكاديميين، ثم الآن القطاع الحي في قلب كتلتها الإسلامية، فما الذي بقي؟


    أما إذا نظرنا في متن المذكرة، فإن أشياء أخرى تتكشف، من أبرزها أزمة الفكر والفقه في داخل ما بقي من الحركة الإسلامية السودانية. فمن الواضح من لهجة المذكرة أنها كانت من إعداد جناح 'اليمين' في المؤتمر الوطني، أي الجناح الأكثر تمسكاً بالتوجهات الإسلامية (حتى لا نقول المتشدد)، مقابل الجناح 'البراغماتي' المهيمن الذي يهمه الاستمرار في الحكم قبل كل شيء آخر، بما في ذلك تعاليم الإسلام. ولكن هذا الجناح لا يريد أن ينازع البراغماتيين الأمر، بل هو يسلم لهم باستمرار القيادة، بل يعدد إنجازاتهم ومآثرهم. ويذكرنا هذا بموقف علماء السعودية وتسليمهم الكامل للعائلة المالكة هناك بأن الأمر كله لها، وقبولهم فقط بدور الكومبارس والمحلل.


    وهذا يطرح أسئلة مهمة عن فهم هذه الفئة للإسلام، حيث تبدأ مذكرتها بالإشادة بحكم الإنقاذ واعتباره فتحاً للإسلام لم تكن له سابقة منذ سقوط الخلافة العثمانية. ونمسك هنا عن نقد المبالغة التي زعمت أنه لولا انقلاب عام 1989 لكان الإسلام في السودان اندثر كما حدث في الأندلس، ونقف فقط عند نقطة دعوى أن السودان أصبح، بفضل الإنقاذ، من 'الاقطار التى لها سبق في درب الوصول الى مجتمع اسلامي تحكمه وتنظم حياته قيم السماء بعد ان غابت عن عالمنا الاسلامي لفترة من الزمان'. ثم لنأخذ هذا مع نقد المذكرة الصريح والمضمن لهذه التجربة المباركة، بدءاً من تقصير في تطبيق الشريعة الذي يحتاج إلى استكمال، مروراً باستشراء الفساد، ثم فقدان استقلال القضاء، وانتهاج نهج الوصاية والقمع تجاه الآخرين، وغياب الشورى والحرية، والخلط بين الحزبية ومؤسسات الدولة مما أفقدها حيادها، ثم لا ننسى 'الاخطاء التي ارتكبت فى قضية دارفور'، بحسب تعبير أصحاب المذكرة. فإذا كان كل هذا وقع، كيف يصح تسمية ما قام بأنه كان 'سبقاً' في الوصول إلى 'مجتمع إسلامي'؟


    على سبيل المثال، كيف يستقيم الحديث عن نظام تحكمه الشريعة وليس فيه استقلال قضاء؟ إن أساس تحكيم الشريعة هو السماح للقضاء بأن يمضي الأحكام بمقتضى الشرع، بغير تدخل لأغراض السياسة وأهوائها، وإذا كان ذلك غائباً، كما تعترف المذكرة بتكرارها أكثر من مرة المطالبة باستقلال القضاء وحياد مؤسسات الدولة بعيداً الحزبية والمحسوبية، وأيضاً تكرارها المطالبة بمحابة الفساد والتحقيق فيه، فكيف يستقيم الحديث عن نظام عادل، ناهيك عن أن يكون إسلامياً؟
    لا يجب أن يساء فهم الأمر، فمعظم ما تطالب به المذكرة، من تصد للفساد، واستقلال للقضاء، وتحييد لمؤسسات الدولة وإبعادها عن الوصاية الحزبية، وتوحيد الصف الوطني وضمان نزاهة وعدالة الانتخابات، وغير ذلك من الإصلاحات، هي مطالب محقة، وقد ظللنا ردحاً من الزمن ندعو لها، وما من سميع. ولكن على أي أساس يمكن أن يوصف النظام الذي يفتقد كل هذه المقومات بأنه أعاد شرعة الإسلام إلى واقع الحياة بعد غياب؟ وأهم من ذلك، كيف يستقيم دعوة من سمحوا بكل هذه الانحرافات أن يقودوا النهضة والعودة إلى الدين؟ أليس من الأجدر المطالبة بمعاقبتهم بما شوهوا الإسلام وصدوا عن سبيل الله كثيراً؟


    ولنأخذ فقط قضيتين تم طرحهما، أولهما 'الاخطاء التى ارتكبت فى قضية دارفور'، وثانيهما الفساد والمحسوبية وما تعلق بهما من انحرافات. فهل حقيقة ما وقع في دارفور مجرد 'أخطاء'؟
    وهل الإشكال هو، كما جاء في المذكرة، أن ما حدث في دارفور 'أدخل البلاد في مشكلة كبيرة'، في تلميح إلى الانتقادات الدولية والعقوبات والإحالة على المحكمة الجنائية الدولية، أم أن الإشكال الحقيقي هو مخالفة تعاليم الدين في قتل الأبرياء؟
    تقديرات الحكومة تقول بأن ضحايا الحرب كانوا عشرة آلاف قتيل، وقد قضى الآلاف منذ أن سمعنا ذلك التقدير، بينما تقول المنظمات الدولية أن مئات الآلاف قضوا. ولا خلاف على قرابة مليوني شخص قد شردوا من ديارهم. وكل هؤلاء من المسلمين، وغالبيتهم الساحقة من المدنيين الأبرياء. فكيف تمر مجموعة تدعي تمثل قيم الدين على هذه 'الأخطاء' مرور الكرام، ولا تطالب بالتحقيق والتحري وإحقاق الحق ومعاقبة المسؤول، حتى لو كانت مسؤوليته مجرد التقصير والإهمال؟ لقد أطيح بابن علي بعد أن قتل أقل من ثلاثمئة شخص، بينما قتل حسني مبارك حوالي تسعمائة، وكان العدد في اليمن أقل من ذلك. وقد وقع التدخل في ليبيا بعد قتل بضع مئات، وتعرضت سورية للمقاطعة والإدانة من كل جانب بعد أن وصل الضحايا إلى ثلاثة آلاف. ولكن دعنا من كل هذا، ألم يعلمنا الله تعالى أن قتل نفس واحدة بغير حق يساوي قتل الناس جميعاً؟ أم أن هناك إيمانا ببعض الكتاب وكفرا ببعض؟


    أما موضوع الفساد، فحدث ولا حرج. فقد وصف الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، زعيم حركة الإخوان المسلمين المشاركة في النظام الحالي، الحكومة الحالية بأنها أكثر حكومة عاصرها فساداً، وهو عاصر كل الحكومات منذ الاستقلال. وليست المشكلة هي في مجرد أكل الأموال بالباطل، وهو أمر لا يحتاج إلى إثبات، يكفي أن تقارن مرتبات كبار المسؤولين بما ينفقونه وهم وأقاربهم. ولكن المشكلة في اختيار القيادات وأسرهم عيش الترف في بلد عامة أهله يكابدون الفقر ولا يكادون يجدون قوت يومهم. فهذا أمر لا يشي فقط ببعد عن أمر الدين ونسيان لأمر الآخرة، وإنما ينبىء كذلك عن فقدان للحس السياسي وللإحساس عموماً. فأين هم من حديث لا يؤمن من بات طاعماً وجاره جائع، فكيف بمن يكون متخماً وشعبه يكابد المسغبة؟


    إننا في حالة مؤسفة، يبدو فيها أن دعاة الإصلاح في حاجة إلى إصلاح الفكر والفهم، إن كانوا يعتقدون أن ما يجري في البلاد يجسد روح الإسلام، فمال بال المفسدين الذي يوكل إليهم هؤلاء الإصلاحيون أمر الإصلاح! إذا كان يمكن وصف 'انتفاضة' بقايا الإسلاميين في المؤتمر الوطني بأنها، بحسب وصف أحد المعلقين، 'عودة وعي' لأنها انتبهت فجأة إلى ما كان معلوماً للقاصي والداني من بديهيات حول أوضاع البلاد، فإنه يبدو أن هذه الصحوة في حاجة إلى صحوة.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
                  

01-25-2012, 10:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    قيادات الوطني تدير حواراً مع أصحاب المذكرة التصحيحية

    الخرطوم: رقية الزاكي

    عَقَدت قيادات بارزة بالمؤتمر الوطني على مستوى د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية ود. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية وبروفيسور إبراهيم أحمد عمر مستشار رئيس الجمهورية، اجتماعاً مع (18) فرداً من ممثلي المذكرة التصحيحية.
    وأكدت قيادات الحزب حسب مصدر مطلع تحدث لـ (الرأي العام) أمس، استعدادها لفتح حوار مع كل المجموعة، وأبلغت ممثلي أصحاب المذكرة رغبتها في الالتقاء بكل المجموعة ومسانديها.

    وأكد د. الحاج آدم - حسب المصدر - أن الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني لا تمانع مطلقاً في إجراء إصلاحات داخل الحزب، وأن الحزب مع الإصلاح وإدارة حوار حوله.


    وأوضح المصدر، أن قيادات الوطني تجاوبت مع أصحاب المذكرة، وأكدت أن دافع المجموعة الصدق والحرص على الحزب، وأبدت استعدادها للحوار، ولفتت لوجود قضايا تحتاج بالفعل الى إجراء حوار حولها لجهة وجود تباين في تقييمها، وكشف المصدر أن د. نافع علي نافع، أبدى تحفظاً على منهجية المذكرة لجهة أن امراً كهذا يمكن أن يستغل سياسياً، غير أن د. نافع أكد أنه مع المبدأ،


    وقال - حسب المصدر -، إنه على استعداد لإدارة حوار مع المجموعة ومن يقف خلفها، وطالب ممثلي المجموعة خلال الاجتماع الإتيان بكل من يساندون المجموعة، فيما أكد بروفيسور إبراهيم أحمد عمر مستشار رئيس الجمهورية، أن هناك قضايا من المفترض أن يبدأ الحوار حولها (اليوم قبل الغد) - على حد تعبيره -، وذكرت المجموعة أنها ستواصل الحوار مع قيادات بارزة خلال الأيام المقبلة على مستوى رئاسة الجمهورية.


    الراى العام
    25/1/2012


    ------------------

    مذكرة الإسلاميين.. هل يأخذها الوطني محمل الجد؟ .
    السبت, 21 كانون2/يناير 2012 08:10

    .الانتباهة

    للحكاية بقية: تروي بعضا منها: ندي محمد أحمد

    لا تزال المذكرة التي أصدرتها طائفة من عضوية الحركة الإسلامية دون أن تعلن عن نفسها مثار جدل في الساحة السياسية وفي حوش المؤتمر الوطني للحد الذي جعل نائب رئيسه نافع علي نافع لعقد مؤتمر صحفي بالإثنين المقبل بخصوص عدد من الموضوعات من ضمنها المذكرة التي نشرتها «الإنتباهة» في نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الجاري اشتملت على ستة بنود ايجابية في مسيرة الحركة الإسلامية، تقابلها احد عشر بندًا سلبيًا وفق نص المذكرة أهمها انشقاق الحركة في 1999، الإفرازات السالبة لتحرير الاقتصاد، طغيان العقلية الأمنية للدولة على نحو صوّرها على ألّا فكرة أو مشروع حضاري لها.


    تباينت ردود الفعل لدى قيادات الوطني نفسه، فالقيادي الإسلامي عوض حاج علي رغم إشارته لمصداقية من أعد المذكرة إلا أنه في حواره مع «الإنتباهة» ذهب لتوصيفها بالمتناقضة والضعيفة، على خلفية أن الملاحظات التي أبدتها والإصلاحات التي دعت إليها من قبيل الفصل بين الجهاز التشريعي والتنفيذي والقضائي مدرجه في الدستور، ونادت بفك الارتباط العضوي بين أجهزة الحزب والحكومة، وهذا نهج موجود منذ أيام الأمين العام السابق للحركة حسن الترابي وفقًا لعلي، من جانبها أعلت القيادية بالحركة والحزب سعاد الفاتح من شأن المذكرة ووصفتها بالإيجابية، وقالت لـ «الإنتباهة» في وقت سابق إن مجموعة من قيادات المرأة بالحزب تداولن حولها في منزلها، ووصفتها بدليل عافية.
    المذكرة رغم أنها مجهولة النسب حتى الآن إلا أن ثمة أحاديث هنا وهناك تشير إلى أن مجاهدي الحركة هم الذين أعدّوها بقصد الإصلاح دون أن تكون لهم أي مطامع في مناصب حكومية أو حزبية،


    وبموازاة ذلك تدور تكهنات بأن الغرض منها هو إبعاد الحرس القديم الذي ظل يتفيأ ظلال السلطة والنفوذ طيلة العشرين سنة الماضية، ويوافق هذا الرأي القيادي بالحركة والحزب إبراهيم أحمد عمر الذي أشار في حوار مع «الإنتباهة» إلى أن إزاحة الوجوه القديمة من السلطة أبرز محرِّكات «صُنّاع المذكرة»، ويؤكد هذا التوجه الوزير برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر بقوله إن رؤية الشباب لأشخاص بعينهم ظلوا يحتكرون القيادة ووجودهم في كل مكان هو السبب في ظهور المذكرة، مؤكداً أن ما ذكروه صحيح، ودعا لضرورة مراجعة ذلك، وأضاف للزميلة «السوداني» أنه يبدأ بنفسه باعتباره ممّن وُضع له أكثر من تكليف في أكثر من موقع، وفي الوجه الآخر للصورة يبرز معارضون للمذكرة منهم القيادي بالحزب ورئيس لجنة الحسبة السابق بالبرلمان عباس الخضر الذي كشف لـ «آخر لحظة» عن إجراءت لمحاسبة الذين تقدموا بالمذكرة، لخروجهم عن المؤسسية التنظيمية،


    إذا كان ما سبق هو طرف من آراء قيادات الحزب والحركة بشأن المذكرة التي اعترفت تلك القيادات بحقيقة وجودها فالسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الموقف الرسمي للحزب حيالها؟ هل يقبلها أم يرفضها؟ وإذا قبل بها، هل يمضي قدمًا في معالجة الإخفاقات التي أوردتها ومنها التعامل بروح الوصاية والإقصاء وعدم استصحاب الآخر، البند الذي ربما استند إليه من قال إن تغيير القيادات القديمة هو الأساس في إصدار المذكرة، فإلى أي حد هناك مساحة لإحداث مثل هذا التغيير في الظرف الراهن، لا سيما بعد تشكيل الحكومة الذي استغرق حوالى خمسة أشهر، ولا تزال قرارات إكمال التعيين والاستيزار فيها جارية حتى الآن للتوقيت دلالته المهمة فقد سبق لمستشار الرئيس غازي صلاح الدين أن تقدم بمذكرة إصلاحية في المؤتمر العام للحركة الإسلامية في اغسطس 2008 بحضور القيادي في حركة حماس خالد مشعل مؤداها أن مبادئ الحركة نُقلت للحزب إلا أن الأخير لم يلتزم بها فضلاً عن أن مفاصلة 1999 أبرزت قيادات صار لها نفوذ متعاظم ليست جديرة به ولا أهلاً له فضلا عن انتقاد المذكرة لعدم وجود منهج واضح للحكم فكلٌّ يحكم برؤيته سواء في المركز أو الولايات،

    في الوقت الذي يفترض فيه أن يجري الحكم على هدى رؤية الحركة الإسلامية، كما أشارت مذكرة غازي التي كان من أنصارها القياديان بالحركة عصام أحمد البشير وأحمد علي الإمام إلى ضرورة وحدة الإسلاميين، وبالفعل حاول مشعل وآخرون إقناع الترابي بالجلوس مع أعضاء الوطني إلا أنه رفض ذلك أما مآل المذكرة فإن الخشية من أن تفضي إلى انشقاق آخر أدى لعدم تقديمها على نحو علني خاصة وأن غازي من عرّابي مذكرة العشرة الشهيرة، أما إذا رفض الحزب المذكرة فما هو الأثر الذي سيُحدثه ذاك الرفض؟ لاسيما في ظل ما يتردد من أن غازي صلاح الدين بصدد إعداد مذكرة جديدة للإصلاح.



    ---------------------


    مابين مذكرة العشرة والاخيرة تتجسد تراجيديا عسكرة الآيدلوجيا (1)/

    د. اليسع عبدالقادر المبارك .
    الأربعاء, 25 كانون2/يناير 2012 06:40 الانتباهة

    فذلكة تاريخية


    من المعلوم بالضرورة ان الصراع بين الحق والباطل من السنن الكونية مع حتمية انتصار الحق وهزيمة الباطل وان علا على الحق في بعض اأحيان كما اخبر بذلك الله سبحانه وتعالى (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) الرعد17،


    فلابد للحق من رجال يجاهدون في سبيله كما ان للباطل سدنته ونلاحظ ان سطوة الباطل قد علت في الفترة الاخيرة من عمر الانسانية فبعد هزيمة رمزيته المتمثلة في الصيلبية بحملتيها الاولى على يد صلاح الدين الايوبي وعماد الدين زنكي والثانية بحركات التحرر الوطني التي كان من رموزها عبدالقادر عودة وعمر المختار وعزالدين القسام وغيرهم من الشهداء والمجاهدين، ومع بذوغ شمس ثورات التحرر الوطني تلك لبس الباطل ثوب الشيوعية واللبرالية بل الاخطر من ذلك وجد انصارًا من المسلمين يروجون لمبادئهما ويدعون للحاق بركبهما وتبعيتهما حذو القذة بالقذة مما أدى لاستنهاض همم الرجال فكان ميلاد الحركة الاسلامية او ما أطلق عليه لاحقًا الاسلام السياسي، طارحًا الاسلام كمشروع يجد اجابات لكل مشكلات الحياة عبر منهجية وسطية لا غلو فيها ولا تطرف وظلت في حالة تجاذب وصراع مع اتباع الشيوعية والليبرالية الى ان حدث التغيير الكبير في ميزان القوى لصالح الليبراليين وبالتالي تشكل ماعُرف لاحقًا بالنظام العالمي الجديد الذي تقوده بكل غطرسة الولايات المتحدة الامريكية التي نصبت من نفسها استاذًا يؤدب كل الخارجين عن طوع بنانها، وكانت الحركة الاسلامية السودانية جزءًا من ذلك النسيج الذي انتظم العالم الاسلامي، ومرت بمنعطفات كبيرة من ابرزها دورها الرائد في ثورة اكتوبر التي سطع فيها نجم الترابي، وما تلا تلك المرحلة من مجاهدات لنظام مايو حتى تمت المصالحة معه 1977 والاستفادة منه في الانتشار والانفتاح على المجتمع، وشهدت انقسامًا بين المحافظين ودعاة الانفتاح، وكذلك مساهمتها في الاطاحة بنظام مايو عندما اختلفت معه في ايامه الاخيرة وزج بقادتها في السجون، وصعود نجمها في انتخابات 1986، واستلامها للسلطة عبر ثورة الانقاذ الوطني 1989 والمفاصلة الشهيرة 1999 التي خصمت كثيرًا من بريقها وما اعقبها من غلو في الاختلاف وصل مرحلة الاقتتال بين التيارات المتفاصلة.



    غياب الشورى والحوار الداخلي واستبدالهما بمصطلح المؤسسية



    لعل من اكبر التحديات التي واجهت الحركة ولا تزال هي مركزية اتخاذ القرار فكانت في يد امير الجماعة وقتها «الترابي» إذ كان هو الآمر الناهي يتعامل مع الجميع كما يتعامل الغاسل مع الميت مما ادى للتبرم وسط الكثير من القيادات تبلور ذلك في مذكرة العشرة الشهيرة في وقت لا يستطيع فيه احد ان يقول للترابي «لا» ناهيك عن مذكرة تريد ان تأخذ منه الكثير من الصلاحيات وكان لتلك المذكرة مابعدها من مفاصلة لمؤتمرين وطني وشعبي يقتسمان الفكرة ويتصارعان على السلطة حد الاقتتال بالسلاح عبر واجهة العدل والمساواة..


    ومن بعد مذكرة العشرة آلت مركزية القيادة لمجموعة لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة وبالتالي انتقل التنظيم من دكتاتورية الفرد الى دكتاتورية المجموعة النافذة واصبحوا لا يرُون الآخرين الا مايرَون ومن عجبٍ كل القضايا الكبيرة والتي تحتاج لشورى حقيقية لم يُستشر فيها احد ونأخذ مثالاً انفصال الجنوب الذي تم بصورة دراماتيكية اعطت الجنوبيين اكثر من حقهم ومع ذلك لم تقضِ على الحرب وبالسوداني «ميتة وخراب ديار» رغم ان الحرب في الجنوب دفع ثمنها شباب الاسلاميين فهجروا قاعات الدراسة بحثًا عن النصر للمشروع او الشهادة فمنهم من نالها ومنهم من انتظر ليرى بأم عينه ماذا فعل هؤلاء بمشروعهم الاسلامي، وكذلك خرج عدد مقدر من كوادر الاسلاميين الرافضين لذات الاتفاق وتجمعوا تحت راية منبر السلام العادل والذي تبلور لحزب تمدد على حساب المؤتمر الوطني وسياسية قيادته تجاه قواعده وتجاه القضايا المطروحة في الساحة استنادًا إلى خلفية اسلامية جهادية ذات رؤية واضحة لا غموض فيها ولا لبس،


    ويلاحظ ان روح الحوار الداخلي تكاد تكون معدومة بين القيادة والقاعدة وتم تكميم الاصوات تحت دعاوي «المؤسسية والإمرة» واصبحت المؤسسية تقوم مقام الشورى والحوار والاقناع ونذكر هنا طرفة كانت ايام الانتخابات وهي ان قريبًا لنا قالوا له أن رأي المؤسسية كذا وكذا فقال لهم انتُ المؤسسية دي شنو؟ ونحكي هذه الطرفة للذين اصبحوا ملكيين اكثر من الملك ويرفعون عقيرتهم منددين بفصل كذا وكذا استرضاءً للقيادة فنقول لهم اذا قرر الرئيس ونوابه الوقوف مع ماجاء في هذه المذكرة فأين يذهبون؟ عمومًا دوننا ماتم في المؤتمر الأخير بين د. نافع واستاذ حاج ماجد وما اعقبه من رأي عام سالب بعد خروج حاج ماجد من الحكومة الاخيرة وتم تصوير ذلك كأنه عقاب له، وفي أي سياق يفهم خلاف د. نافع وقوش واسامة عبدالله ومكاوي وصراعات الصحة التي لا تنتهي الا لتبتدئ من جديد، والامثلة على ذلك كثيرة فأي نقاش بين اثنين وعلى أى المستويات التنظيمية يذهب على اثره اضعفهما خارج الفورمة،

    ويرجع ذلك الى غياب ادب الخلاف بين الاسلاميين ولا يفرقون بينه وبين الاختلاف، رغم ان سيرة اصحاب رسول الله فيها الكثير من الامثلة والمجال هنا ليس لبسطها ولم تتعدّ كل حالات الصحابة للموقف الذي فيه تختلف الآراء وينبري اي صحابي للامتثال لرأي اخيه الاخر «لأنها كانت لله فعلاً وقولاً» فرسول الله صل الله عليه وسلم يمتثل رأي الحباب بن المنذر عند بئر بدر، وسيدنا عمر رضي الله عنه يحتكم لرأي امرأة، وأين قادة الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني من تلك المقامات العالية ولكنه الكبرياء والتكبر الذي يكون احيانًا كثيرة بغير الحق، والحق أحق ان يتبع ولو كان من خصمك دعك عن كونه من إخوةٍ ينهلون من نفس المنهل والمعين الذي تنهل منه وعليه لابد من إعمال الشورى الحقيقية لا الصورية التي يعمل بها حاليًا ونضرب مثالاً صغيرًا وخفيفًا بقطاع الطلاب والشباب والطريقة التي يتم بها تكوين المكاتب التنفيذية للاتحادات، وارتياد افاق جديدة يتطلب إلتزام الحوار الجاد لا حوار الطرشان الذي يكون من طرف واحد ويتمثل في الاستماع فقط دون الرد الذي إن جاء فسيكون استعلاءً افضل منه السكوت وادارة الحركة الاسلامية وابنها المؤتمر الوطني عن طريق التعليمات وانزال التوجيهات وتنفيذها دون ابداء رأي وإلا يعتبر خروجًا عن المؤسسية والامرة التنظيمية المعصومة عن الخطأ.



    الافتقار لروح المراجعة والوعي بالذات والآخر


    من الملاحظ ان الحركة الاسلامية تفتقر لروح المراجعات اللهم إلا الاجتهادات الفردية والقليلة جدًا مقارنة مع التجربة الكبيرة الممتدة لسنوات طويلة وفيها الكثير من الإشراقات والإخفاقات لا سيما سنوات الحكم، وغير مراجعات د/التجاني عبدالقادر ود/غازي صلاح الدين ود/أمين حسن عمر وبعض الاكادميين د/حسن مكي ود/الطيب زين العابدين ود/ربيع عبدالعاطي، لم يفتح الله على قادة الحركة بتكليف بعض مفكريها بإعمال العقل لتقييم وتقويم التجربة تعضيدًا للإيجابيات وتجاوزًا للسلبيات لاسيما في ظل المتغيِّرات الداخلية والاقليمية والدولية عطفًا على ذلك الثورة المعلوماتية الهائلة التي تعتبر ركنًا اساسيًا في ثورات الربيع العربي، مراجعات لكل امر الحركة ابتداءً من وسائل التجنيد وانتهاءً بوسائل الحكم، ومدى تأثير السلطة وبريقها على قيم الفرد الحركي الملتزم،


    كذلك مطلوب الوعي بالذات هل فرد الحركة الاسلامية حاليًا كما كان سابقًا من حيث البنية الفكرية والثقافية ام اصبح جزءًا من قطيع المؤتمر الوطني، وماذا قدمت الحركة الاسلامية للشعب السوداني وهي في السلطة؟ وماذا كان ينتظر منها لاسيما وقد صبر ايام الندرة التي كانت في بداية عهد الانقاذ وقدم شبابه للجهاد والتضحية، ومدى تأثير المشروع الحضاري على الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وبمحاربة الطائفية هل انتقلت بالشعب لقيم الولاء للدين والوطن ام رجعت به الى مستنقع القبيلة ودركاتها، وما هي رؤيتها للخروج من هذا المنعطف، ومن هم اعداء الاسلام الحقيقيون وليس اعداء المؤتمر الوطني حتى يتم تأهيل الكوادر المتخصصة في هذا الجانب عبر مناهج للبحث العلمي المتخصص لمواجهتهم، وماهي محددات وموجهات الخطاب الذي يجب ان نقابل به إنسان الهامش في المناطق المأزومة والتي تحتضر نتيجة للاهمال والتقصير من قبل المركز وولاة الولايات الذين يعملون بلا رقيب ولا حسيب وهم يظنون أنهم فوق الحركة الاسلامية وواجهتها التي ابتلعها «المؤتمر الوطني» لأنه اصبح واضحًا للعيان ان المؤتمر الوطني اضحى هو الآمر الناهي وربما في وقت قريب ستتحول الحركة الاسلامية لأمانة من اماناته المهمشة كأمانة الفكر والثقافة.
                  

01-25-2012, 06:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    إصابة (20) شخصاً في تظاهرة بنيالا
    د. نافع: اعتذار كاشا مقبول رسمياً وشعبياً وسيُعلن والٍ جديد

    الخرطوم - نيالا: يحيى كشه - ماجدة ضيف الله

    قَلّل د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، من المظاهرات التي خرجت في مدينة نيالا ضد الوالي الجديد، وأعلن عن تعيين والٍ جديد لولاية شرق دارفور بدلاً عن د. عبد الحميد كاشا الذي قال إنه اعتذر لأسباب يراها موضوعية، وقال: تم قبول اعتذاره رسمياً وشعبياً وسيُعلن والٍ بديلاً عنه. وقال د. نافع للصحفيين أمس: (هذا ليس بأي حال من الأحوال رفض للوالي الجديد وليس كل مظاهرة فيها عدد من البشر هي تعبير عن رأي المواطنين في المنطقة المعنية)، وأكد وجود قبول واسع للوالي الجديد في جنوب دارفور وقبول واسع لكاشا بشرق دارفور.


    وفي السياق، أُصيب (20) مواطناً في أحداث شغب شهدتها ساحة المولد بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور أمس، إثر تظاهرة لعدد كبير من الشباب تعبيرًا عن استيائهم لتغيير الوالي المنتخب د. عبد الحميد موسى كاشا، وأحرقت إطارات السيارات وقذفت الحجارة وهشّمت نافذة مبنى أمانة حكومة الولاية، ووقع شغب داخل وخارج سوق نيالا ومزّقت صورة الوالي الجديد ما استدعى تدخل القوات النظامية لفض التظاهرات بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء، فيما تأثّر عددٌ آخر من الذين خرجوا لاستقبال الوالي الجديد جراء الغاز. وردد المتظاهرون هتافات: (الشعب يريد بقاء كاشا)، واستمرت المظاهرات لنحو (4) ساعات أو يزيد، فيما مكث الوالي الجديد حماد اسماعيل بالمطار قرابة الساعتين، ووصل إلى داخل المدينة وسط حراسة أمنية مشددة من الشرطة والقوات المسلحة إلى منزله وسط المدينة.
    وبينما أوضح شهود عيان، أن المظاهرات قادها الطلاب الذين بدأوا بالهتافات المطالبة ببقاء كاشا، وقامو برمي بالحجارة وإحراق الإطارات في أطراف الطرقات، بجانب الاعتداء ونهب الأسواق والمواطنين. اتهمت مصادر جهات - لم تسمها - بالوقوف وراء المظاهرات.


    وبدأت التظاهرة عقب حضور المواطنين إلى ساحة استقبال الوالي الجديد حماد اسماعيل، وهتاف الطلاب: (كاشا.. كاشا خيار الشعب) و(الشعب يريد كاشا من جديد) قابله هتاف مرحب بالوالي حماد، وردد الطلاب الهتاف الأول بقوة ما تسبب في تدخل الشرطة واستخدام الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية الهوائية، فتحول المتظاهرون إلى السوق وأحدثوا به شغبا وتكسيرا وتهشيم زجاج العربات والمتاجر وإحراق الإطارات، ودخل المتظاهرون في مواجهات ورشق بالحجارة مع الشرطة وتدخلت القوات المسلحة حتى تم احتواء الموقف، فيما تم نقل (20) مصاباً بالحجارة الى مستشفى نيالا التعليمي، وتمكنت الشرطة من منع طلاب جامعة نيالا الخروج إلى الشارع، وتَعرّضت مؤخرة موكب الوالي حماد إلى رشق بالحجارة وأعيرة نارية ولم يصب أحد بأذى، وتوقفت حركة المواصلات بالمدينة وأغلق السوق أبوابه.
    وفي السياق، قال الوالي حماد اسماعيل في لقائه بحكومة الولاية أمس، إن من أولوياته الاهتمام بقضايا التنمية وترتيب الأولويات، وإن العدل أساس الحكم، وإن الحكم الراشد يأتي عن طريق العدل، وأكد أن مسؤوليته حفظ أعراض الناس وأرواحهم وممتلكاتهم، ودعا حماد الإعلام لعكس الحقائق والتركيز على الإيجابي والبعد عن الإثارة، ولفت إلى أنه لا يمنع الإعلام من النقد وتمليك المعلومات للرأي العام.


    من جانبه، دعا د. عبد الحميد كاشا، مواطني الولاية إلى التعاون والوقوف مع حماد، وتعهد بتسخير إمكاناته كافة للإستثمار وتنمية الولاية، وقال إنه سند لحماد، ووصف رفضه للتكليف بأنه مسألة شخصية.
    من ناحيته، طالب عبد الله علي مسار وزير الإعلام، أهل دارفور بأن يكونوا جبهة واحدة متماسكين، وقال إن كاشا وحماد ينتميان لحزب وتنظيم واحد، وإنه يجب إحترام قرارات المركز، وشدد على ضرورة استمرار التنمية وتناسي الخلافات وتمكين الجبهة الداخلية، ودعا مسار، حماد لعدم الإسراع في تشكيل حكومته، ونصحه بفترة أقلها (3 - 6) أشهر ليتمكن من فهم مستجدات الولاية وترتيب البيت من الداخل، وقال إن أول من يعاديه إذا حل حكومته الآن المؤتمر الوطني، وطالب بأن يكون قريباً من الجماهير وبعيداً عن السياسيين والعمل بأجندات الدولة وفق العدل وكسب ثقة الناس، وأن يختار القوي الأمين مع الخيارات الأخرى، وتابع: (السودان ده عشان تلقى القوي الأمين دي مصيبة)، وتابع بأن يعامل الناس بالقومية دون القبلية.
    وفي تعليق له أعرب عبد الكريم موسى نائب والي جنوب دارفور عن أسفه للحادث، فيما ذهب الشرتاي جعفر عبد الحكم مستشار رئيس الجمهورية لدى مخاطبته اللقاء النوعي لقيادات وأعيان الولاية بأمانة الحكومة، إلى أن والي جنوب دارفور السابق اجتهد وحقق إنجازات ضخمة، لكن هذه المرحلة اقتضتها الظروف، ودعا الشرتاي لضرورة تبادل الاحترام والثقة، وأكد أن الوالي الجديد سيمضي في تنفيذ البرامج ويلبي طموحات المواطنين.


    وفي السياق، وصف المهندس محمد عبد الرحمن مدلل نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، الحدث بأنه محدود قام به أشخاص محددون، وأن الوطني سيقف على هذه الظاهرة، وأكد تماسك الحزب بالولاية، وأشار إلى أن التحديات التي تواجه الوالي هي الحفاظ على النسيج الاجتماعي واستدامة الأمن الذي تحقق والعمل لتحقيق التنمية والخدمات، ودعا لتضافر الجهود من أجل البلاد، ونفى أن تكون للوطني علاقة بالحادثة.


    من جهته، قال المهندس عبد الرحمن عبد الله الدومة الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالولاية، ان اعفاء الوالي تجاوز للدستور، ووصف خروج المواطنين بالظاهرة الايجابية، وطالب المركز بضرورة الانتباه الى هذه الأصوات، ولفت الى أن هذه المظاهرة لم تشهدها الولاية من قبل، ودعا المركز لضروة العمل على الاصلاح السياسي الراشد.
    الراى العام
    25/1/2012
                  

01-26-2012, 06:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    محمد وقيع الله الخصم الألد للشيخ حسن الترابي
    24/01/2012 01:5
    بارود صندل رجب

    هل محمد وقيع الله ملبوس عليه ؟ ذلك حين يتحدث الرجل عن إنجازات الحركة الإسلامية السودانية في نسخته الثانية (بعد المفاصلة) و يطلق عليها الخمسينية البشيرية و نسبة هذه الإنجازات للبشير بوصفه رمزاً ممثلاً للحركة الإسلامية السودانية وفي تعداده لهذه الإنجازات أدهشنا الرجل فهو أما ملبوس عليه وأما أنه ينافق, فقد صدق حدسنا فالرجل لا يبحث عن الحق ولا يزود عنه بل تدفعه دوافع شخصية فهو لم يكن ملبوس عليه بل يتعمد مجانبة الحق طمعاً في ما عند السلطان فلم يجد سبيلا الا بأظهاره الحقد والكراهية المفرطة للشيخ حسن وفي سبيل بلوغ غاياته البائسة خلع عن نفسه صفة الباحث المدقق والاكاديمي وتجلبب لباس السياسة فأصبح يتحدث بلسان السياسيين الذي يبصبصون حول الرئيس ويخلعون عليه من الصفات والألقاب وينسبون إليه عظائم الأمور ما يخجل منه الرئيس نفسه ، فمحمد وقيع الله فقد تفوق علي السياسين بكثرة اطلاعه علي التراث السياسي الإسلامي فلجأ إلي الأحكام السلطانية في تعداد مناقب الأمراء والسلاطين فنجده يطلق علي عمر البشير (أدام ظله) ونسي أن يزيد هذه الألقاب (ظل الله في الأرض)(السراج المنير) فذهب الي عد الانجازات , فأولي هذه الإنجازات في نظر محمد وقيع الله أن البشير أنقذ السودان بأنقلابه العسكري السلمي ، الذي قوض به الحكم الحزبي المتفسخ , الفاسد فانجي البلاد والعباد من أثار ذلك الحكم الوبيل!!
    نتفق مع محمد وقيع الله سوء حال البلاد حين مقدم الإنقاذ ولكن جرت مياه كثيرة تحت جسر الإنقاذ , فبعد عقدين من الزمان وهي في سدة الحكم , فكم من منصف مدقق يتمني أن لو أمكن للانقاذ أعادة البلاد الي ما كانت عليها قبل مجئها كانت البلاد مساحتها مليون ميل مربع والآن تناقصت إلي الثلثين ،


    جاءت الإنقاذ وكانت البلاد خالية تماماً من أي قوات أجنبية إلأ الملحقين العسكريين في السفارات الأجنبية والآن وبعد أكثر من عقدين من الزمان تمرح القوات الأجنبية في طول البلاد وعرضها وهي من جنسيات شتى شئي أسود وشئ أبيض وأصفر وأسيوي وعربي وأفريقي وأوربي من كل لون وجنس ، أما المهمة التي توديها هذه القوات هي حماية المواطنين السودانيين من حكومتهم الإسلامية وفي عهد الإنقاذ تناقصت البلاد من أطرافها فبجانب إنفصال الجنوب ذهبت حلايب إلي الجارة العزيزة مصر وذهبت مناطق أخرى لأثيوبيا وكينيا وهلمجرا ....... أوصلت الإنقاذ البلاد إلي مرحلة من السوء والتدهور بحيث تحتاج إلي إنقاذ الإنقاذ، ونحن في الإنقاذ الأولي (العشرة الأولي) نستغفر الله من مشاركتنا مع علمنا أن استغفارنا يحتاج لاستغفار , ومن الإنصاف أن ننقد أنفسنا ونبين خطأنا بدلاً من رمي الآخرين باتهامات بائسة ، الفرق بين محمد وقيع والشيخ الترابي في تقييم تجربة الإنقاذ فرق شاسع فحين سئل الشيخ حسن عن مواطن الخلل في مشروع الإنقاذ الإسلامي !! قال ( الحقيقة أنني في الدراسة التي أعددتها في السجن ركزت علي أسباب فشل المشروع الإسلامي ومظاهر الخلل في المشروع الذي حاولت إرساءه في السودان وخلصت إلي النتائج الآتية.
    أولاً: ظللنا لسنوات ندعوا الناس لمبادئ ولكننا لم نفصلها في برامج واضحة وحلول محددة لأننا لسنا بين يدي الواقع والناس لا يؤمنون بالمبادئ وإنما بالبرامج المفصلة.
    ثانياً:-
    نحن لم نجرب الحكم ولم نعرف فتنة السلطة ولذا اعتقد أنه لابد أن يراقبك الناس ويضبطك ضابط التقوى في نفسك فالفتنة كثيرة في السلطة وفي الصراع ضد الآخر وعندما تصبح السلطة في يدك تسكت الآخر . وقد أصدر الشيخ حسن كتيب عدد فيه ما وقعنا فيه من أخطاء منهجية في تجربة الإنقاذ في العشرية الأولي ، فأي الرجلين يتسم بالمبدئية الفرق بين الثري والثريا ، ويمضي محمد وقيع يخبط خبط عشواء بغير هدى معدداً إنجازات البشير قائلاً أنه بسط الحريات للشعب السوداني بدرجة كبيرة نسبياً وذلك منذ أن وفق في الإطاحة بالترابي التي تسلط عقداً كاملاً من الزمان علي البلاد , كما أتسع نطاق الحريات العامة لا سيما الحريات السياسية والصحفية وبشكل يفوق ما هو معهود في أكثر البلاد العربية والأفريقية وأقطار العالم الثالث , يايليت كان هذا النجاح واقعاً معاشاً لعضضنا عليه بالنواجذ ولكن الواقع غير ما ذهب إليه محمد وقيع الله الذي يماري في حقائق مازال شهودها حاضرين وعلي قيد الحياة ولم يمض بعد وقت طويل حتى ينسي , لكن محمد وقيع الله أما أنه يستجهل الناس جمعياً ويستخف بهم وأما أنه ينافق ويجانب الحقائق ، أي حريات التي بسطتها حكومة البشير لعل الرجل لم يعايش معركة دستور 1998 الذى فتح الباب واسعا للحريات رغم ضيق المجموعة الحاكمة الآن , الشيخ حسن الترابي قاتل لإقرار هذا الدستور في وجه معارضة مجموعة الرئيس إلي درجة أن الشيخ حسن هدد بالاستقالة من كل مناصيه في الحزب ما لم يتم إقرار هذا الدستور ونحيل محمد وقيع الله إلي شهادة الدكتور إسماعيل الحاج موسي !!

    ويشهد الجميع ما عدا المجموعة التي يدافع عنها محمد وقيع الله أن الحريات التي اتحيت في ظل دستور 1998م هي الأوسع علي الإطلاق إلا يعلم محمد وقيع الله أن أحدى الأسباب التي دفعت للمفاصلة المشهودة هي الحريات !! قد نسي محمد وقيع الله كيف أقدمت مجموعة الرئيس علي حل البرلمان المنتخب مع أن الرئيس لا يملك حق حل البرلمان ولكنه لجأ إلي الطواري واستعمال القوة في خرق واضح للدستور أما الحديث عن تسلط الترابي عقداً كاملاً من الزمان في البلاد هذا يناقض الواقع تماماً فالذين تسلطوا علي الناس منذ قيام الإنقاذ وإلي يومنا هذا هم مجموعة الرئيس القابضين علي مفاصل البلاد الآن ،و ليس مصادفة أن أغلب التنفيذيين أنحازوا إلي صف السلطة وكل الذين تولوا إدارة جهاز الأمن الوطني من لدن نافع علي نافع وقطبي المهدي ، والهادى عبدالله ود/ عبد الكريم وصلاح قوش ومحمد عطا أنعطفوا مع المجموعة الحاكمة فكل التسلط والقهر وبيوت الأشباه وكل سوءات الأمن يتحمل وزرها هؤلاء فلا يعقل لأمثال هؤلاء أن ينحازوا الي صف الحريات والحقوق الاساسية ، وما جري لقادة وقاعدة المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة خير شاهد علي تسلط هؤلاء فقد أذاقونا سوط عذاب في معتقلاتهم ولم يسلم من بطشهم حتي الشيخ حسن فقد عومل معاملة سيئة!! ما كنت أظن لشخص في مقام محمد وقيع الله يحترم نفسه ومكانته العلمية أن يقع في مثل هذه المغالطات والكذب البواح , محمد وقيع الله أصبح يتحدث بذات اللسان الذي يتحدث به أهل الحكومة ( أن الشعب السوداني ينعم بالربيع العربي منذ عقدين من الزمان) ،( أن الله أصطفي أهل المؤتمر الوطني لإقامة العدالة ليس في السودان فحسب بل في العالم ) وهلمجرا....

    محمد وقيع يريد أن يجارى هؤلاء بحثاً وتطلعاً لموقع يأكل به الدنيا بالدين وكل أناء ينضح بما فيه ... ولله في خلقه شئون ويخلص محمد وقيع الله من شهادته المجروحة المفتقرة إلي الحيثيات الواقعية والمنطقية إلي القول بأنه لم ينصلح الحال أي حال البلاد إلاّ بعد أقصاء حسن الترابي من السلطة فحظيت البلاد بأنفتاح ديمقراطي كبير حيث عادت الاحزاب تعمل من داخل البلاد وجرت انتخابات ديمقراطية شهد العالم كله وشهد الشعب السوداني وهذا هو المهم بنزاهتها وتعبيرها الحقيقي الصحيح عن الرأي السياسي العام الغالب في السودان ، حقاً كلنا حمقي ولكن محمد وقيع الله
    أكثر حماقة ,يا أهل السودان قد أنصلح حالكم ديمقراطياً وأن أحزابكم الكبيرة منها والصغيرة أصبحت تعمل بحرية يحسدها عليهم أغلب الأحزاب في عالمنا العربي والأفريقي , وأن الانتخابات التي أجريت في البلاد كانت نزيهة وشفافة وحرة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء .


    هكذا يردد محمد وقيع الله وأحمد إبراهيم الطاهر والأخير درج علي تذكير النواب في المجلس الوطني بالعبارة ذاتها بمناسبة وبدون مناسبة ( يكاد المريب أن يقول خذوني ) هذه ثلاث نقاط فقط من الخمسينية ( حكم البشير دام ظله) في المقال القادم سوف نتناول النقاط التالية : رفع اسم السودان شامخاً في العالمين وأقام لبلادنا علاقات خارجية متينة بمحيطيها العربي والأفريقي ، أثبتت التجارب المتكررة أنه اي (البشير) شخص نقي , شريف ولم يتهمه احد بالفساد الشخصي ولم يجرؤ أحد في أي زمان علي مجرد اتهامه بشبهة الفساد ، أتسع في عهده لظهور الكثير من القيادات السياسية الجديدة التي ليست من نتاج الأحزاب الفاسدة أو القوي الرجعية الطائفية ، أعاد الهيبة للدولة السودانية فأصبحت تحكم البلاد بالفعل , نحن نحتاج إلي وقت كثير حتى نأتي علي عجائب محمد وقيع الله الخمسينية الذي يسبقه إليها احد من العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



    بارود صندل رجب
    المحامي
                  

01-26-2012, 09:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الحركة الإسلامية.. ملك وسوقة .
    الخميس, 26 كانون2/يناير 2012 06:46

    .الانتباهة


    بعد مرور ربع قرن من الزمان يقف الإسلاميون في السودان أعضاء الحركة الإسلامية وأيديهم على خواصرهم وأنظارهم تسافر مد البصر تتأمل أرضاً بلقعاً بلا نبت ولا عشب ولا ماء كان أهلها يسمونها التمكين ودولة الشريعة والآن أصبح خصومها يسمونها المشروع الحضاري ويسخر منه أمثال حيدر إبراهيم الذي يتحدث عن سقوط المشروع الحضاري وكذلك عبدالله علي إبراهيم وهم في قرارة أنفسهم مقتنعون بأن السقوط ليس هو للمشروع الحضاري لأن في هذه العبارة قدرًا من الدغمسة لا يرضونه لسجلهم الماركسي العلماني المليء والمكتظ بالمفاخر الإلحادية والإشراقات الكفرية.. فالذي سقط عندهم وفي حسبانهم هو الإسلام ولكنهم يستبدلون الكلمة بعبارة المشروع الحضاري تقية.. وهي قطعاً ليست تقية من قيادات الحركة الإسلامية ولا من قاعدتها.. بل خوف من جماهير المؤمنين العاديين والعوام.. أما الحركة الإسلامية فلا أحد يحملها محمل الجد.. ولا أحد يداريها أو يداهنها أو يتقيها.. حتى أمين حسن عمر لا يجد في نفسه حرجاً من أن يتناول احتمال حل الحركة الإسلامية وحق له ذلك فهو يعد الآن من حملة أسرار وأختام الحركة الإسلامية بالرغم من أنه ليس من أهل السبق وبالرغم من الخلفية اليسارية المعروفة عنه إلا أن ذلك لا يعيبه ولا يزري به خاصة وأن شيخ الحركة الإسلامية في زمانه قد أفتى ـ وفتواه لا معقِّب عليها ـ فقال:
    إن هذا الأمر لمن صدق وليس لمن سبق.


    وهي مغالطة واضحة لنصوص الوحي وحيلة مدبّرة لاستدرار عواطف القادمين الجدد ليكونوا احتياطياً مركزياً في الصراع المتوقع «في وقته» لاستخلاص أو تخليص كعكة السلطة من براثن العسكريين حتى ولو كانوا إخواناً وحركيين.. وذلك كله مبني على فقه واجتهاد جديدين مفادهما أن من الممكن أن تكون هناك بيعتان: بيعة صورية لرئيس الدولة رئيس مجلس قيادة الثورة وبيعة حقيقية للأمين العام، هذا كله يعرفه أمين حسن عمر ويعرفه كثيرون غيره من سادات وقيادات وملوك الحركة الإسلامية، فالحركة الإسلامية الآن أيها السادة تصنف عضويتها وتقسمها إلى نوعين وقسمين ملك وسوقة..
    وكل من صُنف بأنه ملك أو سيد أو قائد أو زعيم وجُعل له مقام ورتبة في هذا السياق في هياكل الحركة الإسلامية القيادية في الدولة وفي التنظيم فهو من الملاك ومن حملة أسهم الحركة الإسلامية، وما دام هو ليس ممّن سبق فلا بد أن يكون هو ممّن قد صدق..


    والحركة الإسلامية اليوم أصبحت أسهماً وحيازات ومسارات.. وهي موزعة على مجموعة «الصادقين» ويحق لهم أن يتوارثوها ابناً عن أب، وأباً عن جد وكابرًا عن كابر وصاغراً عن صاغر.
    وبقية عضوية الحركة الإسلامية سوقة.. وصعاليك ورجرجة ودهماء.
    وحتى لا تُظن بنا الظنون أو يُساء فهمنا فنقول إن الصعلوك هو الذي لا يملك من حطام الدنيا شيئاً.. قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس لما خطبها أبو جهم ومعاوية بن ابي سفيان:
    «أما أبوجهم فلا يضع العصا عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له»!!
    وأما مفردة سوقة فمعناها الرعية وأوساط الناس وفي رواية أرذال الناس . وتطلق على الواحد والجمع نقول هو سوقة وهم سوقة.
    والرجرجة بكسر الراءين استخدام عامي والفصيح بالفتح الرجرجة وهي ما بقي في الحوض من الماء الكدر.. فالمعنى متقارب للعامة وأراذل الناس وأما الدهماء فهم العوام الذين لا يعرفهم أحد.
    والآن يبدو واضحاً وجلياً أن للحركة الإسلامية ملاكًا.. وسادة.. وقادة وأشرافاً وملوكاً وأن في الحركة الإسلامية سوقة وصعاليك ودهماء وعامة ورجرجة.
    وإلا فبالله عليكم إن لم يكن الأمر كذلك فكيف يتسنى لعضو في الحركة الإسلامية أن يظل في موقعه القيادي أو الدستوري لأكثر من عشرين عاماً.؟
    لماذا؟ وبأي وجه حق؟ وبأي مؤهل؟ ولماذا وكيف يقع الاختيار؟ ومن الذي له الحق في إبقاء قيادي تنظيمي أو دستوري في مكانه لمدة عشرين عاماً؟
    إن الأصل الشرعي يقول إن الوظيفة الأولى تخضع لمعيارية الخصائص والشروط.. وبقاؤها محكوم ومبني على توفر الشروط. فإذا اختلت تنحّى ـ والأمر فيه صعوبة ـ ولكن دون ذلك فلا بد من التغيير والتبديل والأمر ميسور..



    إن واجب السادة والقادة والأشراف أن يحكموا.. وواجب السوقة والدهماء والرجرجة والعوام أن يسهروا على حراسة الحكم والحاكم.. وأن يوفروا المناخ الملائم لإدارة دفة الحكم.. وإن يصدوا عنه النوازل ... و... وأن يستشهدوا في حمايته.. تصوروا رجلاً واحداً.. ليس له مواهب.. وليس له عبقرية سوى شهادة البكالوريوس وربما الدكتوراه.. يظل متربعاً على على دست الوزارة أو الولاية باسم الحركة الإسلامية طيلة عقد أو ونصف أو عقدين من الزمان.. أو باسم إخوانه!! الذين لا يعرفهم ولا يعرفونه.. ولم يدخلوا منزله طيلة مدته الدستورية ولكنهم يهرعون إليه في السراء والضراء مع من يهرع إليه ممن يعرف ولا يعرف ولكن العزاء والتهنئة للاقنوم الدستوري فيه فقط.. أما الاقنوم الإنساني والدعوي فلم ير ولم يسمع عنه شيئاً طيلة الفترة الدستورية ولربما قام الاقنوم الدستوري يوماً بأداء واجب العزاء أو تهنئة لبعض السوقة والصعاليك والدهماء من إخوانه وأحبابه واقرانه وأنداده في أيام الطلب والدراسة.. ولكنه يقوم بذلك دستورياً.


    إن الأقنوم الملوكي الدستوري هو الذي يريد أن يحل الحركة الإسلامية وهو الذي يريد أن يحاكم أصحاب المذكرة الناصحة لأنهم تعدوا دورهم المرسوم في حماية الحكم والحاكم وفي رفع الشعارات الرنانة الطنانة.. وفي التمرد على الواجب المقدس الملقى على عواتقهم.. واجب العزاء.. والتهنئة للأقنوم الدستوري الملكي.. له ولأنجاله وأصهاره وأحبابه.. قال لي أحد شيوخ الحركة الإسلامية وهو من سوقتها وصعاليكها مثلي تماماً عندما قرأ تصريح أمين حسن عمر بإمكانية حل الحركة الإسلامية: «على أجسادنا وجثثنا» واعتبرت مقولته مجازاً فقط مما يُقال ولا يُفعل.


    ولكنني تذكّرت عروة الصعاليك عروة بن الورد.. وتذكّرت أنني دغمستُ في شرح كلمة صعلوك وأخفيتُ أحد معانيها وهو أخذ أموال الأغنياء وإعطاؤها للفقراء.. وهكذا كان يفعل عروة الصعاليك في جماعة من فرسان العرب.. ينهبون أموال الأغنياء ويقسمونها على الفقراء والمساكين.. إن كان في الحركة الإسلامية ملك وسوقة.. وشريف وصعلوك.. فإن سوقتها وصعاليكها ربما كانوا سوقة وصعاليك في الوظيفة الدستورية وفي المال المنهوب.. ولكنهم ليسوا سوقة وصعاليك في العزيمة والقوة والمضاء.. وسيحاسِبون من يدعو إلى محاسبتهم وسيحلون من يفكر في حلهم..
                  

01-26-2012, 09:27 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الأخ الكيك

    تحياتي - فكرت في فتح بوست منفصل عن تصريحات القادم الجديد للقصر الجمهوري نائباً ثاني لرئيس الجمهورية فيما يتعلق بالخلاف مع دولة الجنوب قائلاً أن جوبا ليست بعدية ناسيأً أو متناسياً أن جوبا هذه عاصمة لدوله معترف بها ضمن منظمومة المجتمع الدولي . وأن التعدي عليها عليها يعتبر تهديد للأمن والسلم الدوليين !!

    بحيراوي


    Quote:
    الحاج آدم: إن دعا الداعي جوبا ليست بعيدة


    ودمدني: بدر الدين عمر: قال نائب الرئيس، الحاج ادم يوسف، ان القوات المسلحة تحاصر المتمردين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، واكد ان صبر الحكومة تجاه الحركة الشعبية بدأ ينفد، وزاد «ان دعا الداعي جوبا ليست بعيدة».
    واضاف نائب الرئيس، خلال احتفالات ولاية الجزيرة بأعياد الاستقلال وتخريج دفعة من مرابطي الشرطة الشعبية امس، ان مفاوضات اديس ابابا ليست خاصة بالبترول فقط وانما تتناول كافة المحاور العالقة بين السودان وحكومة الجنوب، مستنكرا مزاعم حكومة الجنوب بسرقة السودان لبترولها، وقال «لو اردنا ذلك لما رأى الجنوب قطرة منه».
                  

01-26-2012, 09:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: البحيراوي)

    شكرا يا بحيراوى
    المتابع للخطاب الاعلامى والسياسى لاهل الانقاذ فى الازمة الحالية بشان البترول لا يجد الا مثل هذا التوتر والحديث المنفلت وعدم وضوح الرؤية والتصريحات المتضاربة مقابل خطوات عملية وهدوء فى الاعصاب ورؤية وتخطيط متكامل للاخوة فى جنوب السودان ..
    ويبدو الخلاف بائنا فى الشمال فى حين نجد ان التنسيق متكامل فى رؤية الجنوبيين فى قضيتهم ...عرفوا كيف يتعاملون مع المؤتمر الوطنى الذى خبروه فى حين ان المؤتمر الوطنى لا يملك غير تصريحات التهديد بالقوة وهى تصريحات فارغة المضمون
    تحياتى لك اشوفك هناك فى بوست المطاعن
                  

01-28-2012, 11:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)




    حزب البشير.. أسبوع الذعر ..!!!

    تقرير: عباس محمد ابراهيم :

    مأزق الحزب الحاكم، مذكرات التصحيحيين تحاصره في عاصمة البلاد ، وبالاقاليم لا تسلم دوره من النيران،ولا تخلو امانة حكوماته بالولايات من اتهامات المركز او الرد عليها بعنف ، هذا هو مشهد الختام الابرز في الاسبوع المنصرم، مع ذلك فالمتابع لحديث قيادات الوطني لا يلمح في فحواه ادنى ارتباك او ذعر، فحالة الارتياح التي لا تتطابق ومجريات الاحداث هي سمة التصريحات المنقولة طوال ايام الاسبوع المنصرم، الا ان السؤال ذو القاسم المشترك الان في الساحة هل المؤتمر الوطني في اضعف حالاته؟ وان لم يكن كذلك هل هو في مأمن من هبات ربيع الشعوب الذي انتظم المنطقة مؤخرا.



    قبل كل شئ لنتمعن هذا الحديث « الاحداث التي شهدتها نيالا لا تعبر عن رفض شعبي» ، وتابع «الوالي الجديد يجد ترحيبا واسعا من جماهير الولاية» ، واضاف «لايعني تجمهر وتظاهر مجموعة من البشر ان ذلك يعبر عن مواقف كل اهل الولاية»، هذا ما قاله نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع للصحفيين تعليقا علي الاحداث التي شهدتها نيالا يوم استقبال الوالي الجديد حماد اسماعيل، غير ان مجريات الاحداث اخذت في التصاعد واتخذت مسارا مغايرا لحديث نافع بعد ان دخلت المدينة ولثلاثة ايام حالة من الاحتجاجات العارمة ادت لسقوط ثلاثة قتلي وجرح العشرات خلافا لتحطيم عدد من المرافق الحكومية واضرام النيران في دار المؤتمر الوطني وسط ترديد شعارات تعبر عن رفض الوالي الجديد والتمسك بالوالي المنتخب «عائد عائد يا كاشا» « كاشا يعود وحماد يفوت كاشا يعود ولو بالبوت»،


    الا ان اللافت للانتباه مشاركة قطاعات واسعة من المجتمع في الاحتجاجات علي رأسهم طلاب المدارس الثانوية والجامعات ما دفع والي الولاية المعين حماد اسماعيل لتعليق الدراسة والتوجيه باعتقال اي مشارك في الاحتجاجات، ويري عدد من المراقبين ان دوافع الاحتجاج يمكن النظر اليها في كونها صراع داخلي بين قيادات المؤتمر الوطني، الا ان المحرك الاساسي والوقود الدافع اعتبره الكثيرون بان مرده حالة الاحتقان والسخط التي بدأت تسيطر علي المواطنين وتزداد بشكل تدريجي متخذة دوافع ومحفزات من محيطها الاقليمي ، وهو ما يمكن ان تفسره حالة التململ التي بدأت تنشط في اقاليم اخري ، وان بدت داخل صفوف الحزب الحاكم الا ان الساخطين لا يمكن ايقافهم ،


    ويرجع الباحث السياسي منتصر ابراهيم الزين مايدور من صراع في الساحة الي طبيعة النظام السياسي في دارفور ونتائج سياسة الحكم الاتحادي الذي يدعم النفوذ القبلي عبر التحالف السياسي مع قبائل محددة، ويتابع ، ذات الامر يمكن ان نفسر به ماحدث قبل شهور بالبحر الاحمر والنيل الازرق التي ادي الخلاف فيها الي تمهيد الطريق لفوز مرشح الحركة الشعبية ووالي الولاية المعزول مالك عقار بجانب ولاية سنار، ويشير منتصر الي ان التغيير الذي حدث في جنوب دارفور يحدث خللا في التحالف والنفوذ القبلي للمجموعات التي اوصلت عبدالحميد موسى كاشا الي حكم الولاية لان قدوم الوالي الجديد قطعا سيؤثر علي الامر، حديث منتصر يعيدنا الي ما نقلته الصحف امس حول ما توصل اليه الوفد المركزي الذي ترأسه رئيس مجلس الولايات وعدد من قيادات الحزب الحاكم ، وحسب ما قاله البرلماني ازهري التيجاني فان الوالي الجديد حماد اسماعيل سيشكل حكومة تعبر عن النسيج الاجتماعي ، وزاد ، ان اعضاء الحزب لن يتأثروا بذهاب كاشا وقدوم حماد، اذن الوفد المركزي حمل معه تطمينات قد تساعد علي استعادة الهدوء للمدينة، لكن منتصر يشير الي ان حالة العصيان التي حدثت في نيالا تعطي مؤشرات بالغة الاهمية فحلفاء المركز باتوا هم الخطر عليه بعد ان غابت المشاريع المناهضة للمؤتمر الوطني ، ولابد من ايجاد تسوية ترسي الوضع القديم لان المسكنات القديمة لا تصلح لان الثقة السياسية للنظام بدأت في التآكل، ويلفت الي ان الامر الاكثر خطرا علي الحكومة هو ان الجماهير تتعلم من تجاربها واهل نيالا كسروا حاجز الخوف من الفعل الاحتجاجي وهو خط دفاع ارتكز عليه النظام لسنوات طويلة .



    لنترك نيالا التي عادت للهدوء حسب مانقله المراسلون أمس ، وننظر للصورة بشكل كامل هناك شد وجذب واتهامات بالقضارف واحتجاجات مماثلة لحالة جنوب دارفور بالنيل الابيض حول نقل معتمد كوستي، كل هذه التحركات عنوانها المشترك هو «صراع اعضاء الوطني». المحلل السياسي والكاتب الصحفي بروفيسر الطيب زين العابدين في تعليقه لـ»الصحافة» قطع ان ما يدور الان يشير الي ان شمولية الانقاذ الاولي بدأت في العودة مجددا ويضيف ان الأزمة الاخيرة تدل علي ان الوطني يتخذ قراراته بشكل مركزي ولا يشاور القواعد ،


    ويضيف مايحدث الان هو ذات الخلاف الذي ادي للمفاصلة بين الاسلاميين وخلاف البشير الترابي ، ويدلل علي ان رئاسة الجمهورية مضت في تنفيذ قرارات دون الرجوع الي الهيئات المختصة كالبرلمان في امر ولايات دارفور، ويزيد الدافع الاول هو قطع الطريق امام الاقليم الواحد، وايجاد اماكن للقادمين الجدد عبر التسويات ، وعن طريق عملية ترقيع غير مسبوقة، علي حد تعبير زين العابدين.


    مابين احداث نيالا الملتهبة وتحركات النيل الابيض ######ط القضارف هناك امر اخر بارز وهو غياب المعارضة عن الاحداث والاكتفاء بدور المتفرج، لكن يتفق منتصر وبروف الطيب علي انها تعيش في حالة من التوهان والضعف، ويزيد منتصر الان هناك وضع مثالي لتبرز قوي جديدة بمشاريع جديدة لان المشاريع السياسية القديمة اثبتت فشلها من هنا تأسف علي غياب دور المعارضة.

    -----------------
    يضم التحالف 30 عضواً من القيادات البارزة بحزب البشير..
    «الجبهة الثورية لإنقاذ القضارف» تيار ضد الوالي
    القضارف: عمار الضو:

    تصاعدت خلافات المؤتمر الوطني بولاية القضارف بسبب تصريحات الوالي كرم الله عباس الأخيرة وهجومه على وزير المالية الاتحادي ما أدى الى قيام تيار تحت مسمى «الجبهة الثورية لانقاذ القضارف من الضياع».
    ويضم التحالف 30 عضواً من القيادات البارزة بالحزب في الخرطوم والقضارف، بجانب تشكيل 8 أمانات، وبدأ التيار برنامجه بتنوير الأجهزة المختصة والجهات الأمنية والشرطية، ويجري العمل لجمع أكثر من 600 ألف توقيع للاطاحة بوالي القضارف.

    وأكد أحد قيادات «الجبهة الثورية لانقاذ القضارف» ، انهم يرتبون للاطاحة بكرم الله والحقبة الحاكمة في الولاية بعد تصرفات الوالي وهجومه على رأس الحزب والدولة وعجزه عن قيادة الولاية بجانب عدم التعاون مع الحكومة الاتحادية والأجهزة الأمنية واستمراره في توجيه الاساءات.

    وقال القيادي لـ»الصحافة» ،انهم بصدد سحب الثقة من الوالي بعد تفلته وعودة الولاية للمربع الأول بفرض الرسوم والجبايات وعدم التزامه بالوعود الانتخابية، فضلا عن دفعه بقيادات تثار الشكوك حول انتمائها للمؤتمر الوطني.
    وأبان ان التيار بصدد مخاطبة قيادة الحزب في المركز واطلاعها على برنامجه وتدشينه في مؤتمر صحفي الأيام القادمة، بعد أن وجد الدعم والمساندة على المستوى الولائي والاتحادي.

    الصحافة


    الصحافة
    28/1/2012
                  

01-28-2012, 12:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    محمد وقيع الله الخصم الالد للشيخ حسن الترابي(
    January 28, 2012

    بارود صندل رجب

    ما زلنا نجوس خلال الخمسينية البشيرية التي عددها محمد وقيع الله كأهم إنجازات البشير لم يسبقها إليها احد من الحكام السابقين , فمضي يعدد تلك الإنجازات واحدة تلو الاخرى , أعادة الهيبة للدولة السودانية فأصبحت تحكم البلاد بالفعل ، رفع أسم السودان شامخاً في العالمين وأقام لبلادنا علاقات خارجية متينة بمحيطيها العربي والأفريقي ، هذا الذي ذهب إليه محمد وقيع لا وجود له إلاّ في مخيلته ،


    الحديث عن هيبة الدولة ذو شجون فالإنقاذ في نسختها الأولي العشرية الأولي كانت الحركة الإسلامية بقيادة ربانها الماهر الشيخ حسن تقف بكل قوتها وخبرتها وصدق توجهها وراء الحكومة والدولة رافعة شعارات الاستقلال والعزة والكرامة يومها لم تبسط الخيرات بعد لا بترول ولا ذهب ومع ذلك عادت الهيبة للدولة السودانية وما عادت تستجدي أحد بل اعتمدت علي نفسها فتفجرت الطاقات في الزراعة والثروة الحيوانية فتحققت إلي حد ما الشعارات التي رفعت نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع يومها كانت الدولة قادرة علي قول لا دون خوف ولا وجل لأي تدخل أجنبي من أي دولة كانت ، تم طرد السفير البريطاني حين تجاوز العرف الدبلوماسي وتطاول علي البلاد ، ويؤمنذ كانت النفوس معلقة برب العالمين خاشعة لها تتزكر عظمته وقدرته فتنظر إلي الدول العظمي والصغري كمن ينظر إلي القطط وبعزيمة الرجال والنساء أستخرجت البترول وكان الذين يستمتعون به اليوم يأئيسين من أمكانية ذلك.

    ولكن القيادة المؤمنة بربها والمتوكلة عليه مضي في الطريق حتي أبصر المشروع النور…. كانت الهيبة مبسوطة ولكن وبعد إنقلاب مجموعة الرئيس علي الحركة الإسلامية ذابت الهيبة كفص الملح في الماء وغابت معها العزة والكرامة ، تداعت علينا الدول والأمم كل تحشر أنفها في شأننا ونحن عاجزون عن الفعل التي يدفع عن البلاد المذلة ، تدخل كل الجيران في شأننا من أثيوبيا وأرتيريا ومصر وليبيا وتشاد وهلموا جرا ، أما الدول الكبرى فلجات ألي تعيين المبعوثين السامين كلما ذهب مبعوث أتي أخر يملي علي قيادتنا الشروط تلو الشروط وهي تستجيب مكسورة الجناح ,مطأطأة الرأس ,


    وصل بنا الهوان إلي درجة أن المبعوثين والسفراء يأنفون من مقابلة رئيس البلاد بحجة أنه مطلوب للعدالة الجنائية ، وأرغمت البلاد علي قبول قوات دولية كأكبر عملية عسكرية تنفذها الأمم المتحدة في العالم ، فعن أي هيبة يتحدث عنها محمد وقيع الله ويعتبرها من أهم أنجازات البشير مالك كيف تحكم!! ذهبت الهيبة مع الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ الترابي أما المجموعة الحاكمة فأثرت الانبطاح لتأكل الدنيا بالدين وكل أناء ينضح بما فيه….. أما رفع اسم السودان شامخاً في العالمين كان هذا يوم سادت الحركة الإسلامية وكانت ممسكة بمقاليد الحكم فوثب شباب الحركة الإسلامية استنفاراً للجهاد والبناء يد تحمل البندقية وأخرى تبني وتعمر فارتفع اسم السودان عالمياً بالإعجاب من الشعوب المقهورة والتي وجدت ضألتها نموذجا يحتذى به في الانفكاك من أسر التبعية إلي سعة الحرية والانطلاقة فكان رئيس البلاد حيثما حل أقبلت عليه الشعوب تبايعه خارج السودان ،حكي لنا أحد الأخوة أنه حضر البيعة التي تلقاها الرئيس في أحدي زيارته للسعودية في مدينة جدة عند القنصلية السودانية شاهد هذا الأخ عند تلاوة صيغة البيعة شارك في أدائها حتى الشرطة السعودية التي كانت تحرس القنصلية ,


    كانت صلابة مواقف السودان محل أعجاب حتى من الأعداء الذين يئسوا من أزالة النظام فأقبلوا يتعاملون معه معاملة الند للند ……. أما اليوم فقد تبدل الحال وسبحان الله مغير الأحوال أصبحت زيارات الرئيس عبئاً ثقيلاً علي المضيفين من الأصدقاء ، فتناقصت علاقات السودان أفريقيا وعربياً ودولياً , وجاءت أحداث دارفور والتي زادت الطين بلة , مأساة دارفور التي حركت الضمير الإنساني في العالم كله وحكومتنا تحاول إخفاءها وهي تزيد لهيبها أصبحت وصمة عار علي البلاد ونهجها ، فأدخلت البلاد في الأجندة الدولية فأصدر مجلس الأمن أكثر من عشرين قراراً ضد السودان منذ 2003م وحتى الأن في ظاهرة غير مسبوقة ، وتوالت الأدانات من الهيئات الدولية للحكومة السودانية حتى غدا مقعد السودان في مجلس حقوق الإنسان عنوناً لانتهاكات حقوق الإنسان فالحكومة لم تقصر أبداً في خفض اسم السودان الذي كان مرفوعاً ، حتى الجواز السوداني أصبح عائقاً في المطارات الدولية يثير الشفقة لحامله كما يثير الريب والشك ، دمغت البلاد بالإرهاب منذ المحاولة البائسة التي أقدمت عليها المجموعة الحاكمة (اغتيال حسن مبارك) هذه المحاولة التي جرت علي البلاد الويلات والكوارث و أقعدتها عن التقدم والتطور وكانت سبباً في وضع السودان في القائمة الإرهابية , ودفعت البلاد كثيرا من عزتها وكرامتها درأ لشرور هذه المحاولة التي أصبحت كرتا للأبتزاز فكلما رفع هذا الكرت في وجه المتورطين توالت التنازلات تباعا فذهبت هيبتنا مع الريح,


    أما الانجاز الضخم الذى يتباهي به صاحبنا محمد وقيع الله بقوله(أثبتت التجارب المتكررة أن الرئيس البشير شخص نقي ,شريف ولم يتهمه أحد بالفساد الشخصي ولم يجرؤ أحد في أي زمان علي مجرد أتهامه بشبهة فساد ) مبروك للرئيس علي هذه الشهادة !! الوقائع عن الفساد المالي في الإنقاذ يعلمه الداني والقاصي ،حتي راعي الغنم في اقاصي السودان علي علم بذلك ، ونحن لسنا مثاليين إلي الدرجة التي ننكر فيها وجود الفساد في حكومات الإنقاذ من أصله فسنة الحياة في الحكومات وجود درجة من فساد ولكن كون أن الفساد أصبح سمة بارزة في حكومة المؤتمر الوطني هو الذي يفقع المرارة ويفلق الرأس فالايادي المتوضئة الامينة ما عادت كذلك فقد أمتدت هذه الايادى الي المال الحرام يأكلونها سرطاً سرطاً ، وأن الدينارات قد أطلت برأسها سافرة ساخرة , في القصور والمزارع والشركات العابرة للقارات , الذين سقطوا في طريق الدعوة ،


    انطلقوا متحررين من أى قيد يطاردون الدنيا وهي مدبرة عنهم يشيدون القصور قصراً من بعد قصر ومزرعة من بعد مزرعة وشركة من بعد شركة وزوجة من بعد زوجة وهلمجرا….. أنخرط الأبناء والزوجات والأخوات والحبوبات والأصدقاء في الاستثمارات الضخمة حتي أختلط العام بالخاص ،وفي هذا الجو نقول للباحث المدقق محمد وقيع الله الذى أصابه العمي أن يرى كل ذلك ما الذى يمنع الرئيس نفسه وأهله أن يخوضوا مع الخائضين ؟ وماهي الحيثيات التي تجعلهم أستثئاءأ ؟ المجتمع السوداني مجتمع مفتوح وكلا معروف أصله و فصله , فالعميد عمر البشير يوم أن أي إلي سدة الحكم في السودان كان معروفاً أسرته , أخوانه وأخواته واقربائه من الدرجة الاولي حتي العاشرة , والآن بعد أكثر من عقدين من الزمان تبدل الحال وسبحان الله الذي يغير ما بين غمضة عين وأنتباهتها يغير من حال إلي الحال ولسان الحال يردد ( وأما بنعمة فحدث ) لا نملك الا أن ننصح محمد وقيع الله بزيارة خاصة إلي حي الكافوري بمدينة بحرى ويبدأ بالصلاة في مسجد (النور) ثم يدلف الي الحي ليمتع نظره من مناظر القصور والمدارس (الخاصة) وعليه أن يردد عبارة ما شاء الله ثم يسأل من يصادفه من الناس عن مالكي هذه القصور ,


    أننا لا نحسد الناس علي ما آتاهم الله من مال وملك وجاه والله يؤتي ملكه من يشاء لسنا في موقع من يتهم أحد قادتنا بالفساد ولكن من حقنا بل من واجبنا أن نسأل من أين لكم هذه الاموال ؟، صدق محمد وقيع الله حين قال( لم يجرؤ أحد في أي زمان علي مجرد اتهامه بشبهة فساد) صحيح لا يجرؤ أحد علي ذلك خوفاً من السلطان وجنده وأمنه وقوانينه التي أسبغ عليه حصانات وامتيازات ما أنزل الله بها من سلطان هذا وحده هو المانع من الاتهام !!. نذكر محمد وقيع الله لعل الذكري تنفعه وترده إلي الحق في عام 1998م أو 1999م صرح الشيخ حسن الترابي بوجود فساد في الدولة بنسبة 9% فقامت الدنيا ولم تقعد ,


    نفس الأشخاص الذى في السلطة اليوم هم الذين تصدوا للشيخ حسن مستنكرين تصريحه ، مردين الأقوال القديمة التي عفا عنها الدهر ( أن الأيادي المتوضئة الأمينة لا يمكن أن تمتد للمال العام وأن المجاهدين لا يمكن وسمهم بالفساد…. الخ أما الآن وبعد أكثر من أثني عشر عاماً فأن نسبة الفساد ربما تجاوزت نسبة 90% في أحسن الأحوال. فكيف لباحث أكاديمي وسياسي متابع ومقرب من السلطة ينفي وجود الفساد ويصف القادة بالنقاء والشرف ، حقاً انقلبت الصور رأساً علي عقب فمن يستعد لها , أن ما ذهب إليه محمد وقيع الله يضعف حجته في مثل نسج العنكبوت ضعفاً ولا بصيرة له في وجه الحق والعدل , سنظل نجوس خلال خمسينية محمد وقيع الله حتى نأتي علي آخرها بأذن الله.

    يتبع

    بارود صندل رجب

    المحامي
                  

01-29-2012, 04:35 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    د. عبد الوهاب الأفندي لـ«الصحافة» :
    وقت الإصلاح قد مضـى

    حاوره: وليد الطيب:


    وينبه الأفندي إلى أن المذكرة لا تتحدث عن الفساد البسيط الذي يضبط في تقرير المراجع العام وتستطيع النيابة والجهاز القضائي التعامل معه والقضاء عليه، ولكن عن نوع آخر من الفساد، وهو الفساد المتصل ببنية السلطة.
    يشكك الأفندي في قدرة الوطني على استيعاب القوى السياسية الأخرى المختلف معها في الرؤى والتوجهات إذا كانت عضويته نفسها تشعر بالغربة داخل التنظيم ولا تجد أذنا صاغية للحوار والشورى.


    يصف الأفندي أصحاب المذكرة بأنهم «يشعرون بأن هناك شيئا من الانحراف عن القيم الإسلامية التي يؤمنون بها كالفساد والترف من بعض القيادات وأن الاتجاه الذي تسير عليه الدولة سيكون وبالاً على الإسلام والمسلمين رغم أنهم يؤمنون بالحركة الإسلامية ومسارها التأريخي بما فيه من انقلاب على السلطة في يونيو 1989م واعتبروه اجتهادا مباركا» ولا يستبعد الأفندي أن تكون وراء المذكرة جهات نافذة في الحزب والدولة، وحتى بعض منتسبي القوات النظامية.
    واعتبر الأفندي أن المذكرة قد لا تفضي لتغيير لأن حزب الدولة هو الحزب المتحكم في كل شئ. ويرى أن شرط التغيير هو تغيير القيادة الحالية ودفع قيادات صالحة، إلا أن الأفندي يبدي مخاوفه من ألا يفضي تغيير القيادة أيضا لإصلاح، يقول الأفندي «والمخيف اننا قد رأينا من قبل تغييراً في القيادة «إقصاء الترابي» ولم نر تغييرا في النهج،

    ويرجع السبب في ظني إلى خلل جوهري في التركيبة البنيوية للدولة».
    يناشد الأفندي الإسلاميين التصدي لقيادة التغيير والإصلاح في البلاد، ويرى «أن هناك مسؤولية على أهل الحركة الإسلامية في قيادة التغيير أولا لينقذوا الحركة ثم لينقذوا أنفسهم».


    = لماذا جاءت المذكرة في هذا التوقيت وما هي دلالاتها؟


    إن مجرد أن تشعر مجموعة في الحركة الإسلامية بأنها في حاجة إلى إرسال مذكرة للقيادة فهذا يؤكد وجود مشكلات بنيوية كبيرة في الحركة، وأهم هذه المشكلات التي يعكسها هذا الشعور وهي مشكلة التواصل الداخلي وأن هذه المجموعة لم تجد قنوات لتبليغ رأيها وأنها تشعر بغربة داخل التنظيم . ويبدو أن هذا الأمر قديم فمذكرة الـعشرة الشهيرة وقع عليها عشرة من الصف القيادي داخل المؤتمر الوطني وفي صف الحركة الإسلامية، وهذه مسألة مثيرة للتأمل إذ يشير إلى أن قنوات التواصل والحوار والشورى وتبادل الرأي منعدمة حتى في المستوى القيادي، وهذا يعني وجود عزلة بين الدولة وعدد كبير من الكوادر النشطة في الحزب والدولة.

    بغض النظر عن محتوى المذكرة فإن السياق يدعو الدولة وقمتها للتأمل والمراجعة فإن ما حدث الآن وظل يحدث منذ سنوات يشير إلى أن الدولة عجزت عجزا واضحا عن استيعاب مؤيديها - كأصحاب المذكرة الذين يباركون انقلاب الإنقاذ ويقفون مع أطروحات الدولة- ناهيك عن استيعاب القوى السياسية الأخرى المختلفة معها في الرؤى والتوجهات. وهذا مدعاة لمراجعة الموقف بدلا عن الاستمرار في خطاب رسمي يردد المرة بعض المرة بأن الحكومة منتخبة من الشعب وتحظى بسنده.


    = أليس كون الحكومة منتخبة من الشعب إحدى حقائق الواقع السوداني الآن بعد انتخابات أبريل 2010م؟


    الواضح ان الموقعين على المذكرة التصحيحية غير مقتنعين بهذا الخطاب ،وقد أوصلت المذكرة رسالة بأن قاعدة الحركة غير مقتنعة بأن الشعب قد انتخب حقيقة الحزب وقيادة الدولة بل المذكرة تشير بوضوح شديد إلى أن الموقعين عليها غير مؤيدين للدولة تماماً. وهذا الوضع يفرض على الدولة لو كانت جادة أن تقف وتحاسب نفسها.

    المذكرة جاءت من أناس يؤمنون بالحركة الإسلامية ومسارها التأريخي بما فيه من انقلاب على السلطة في يونيو 1989م واعتبروه اجتهادا مباركا، ومع ذلك يشعرون بأن هناك شيئا من الانحراف عن القيم الإسلامية التي يؤمنون بها كالفساد والترف من بعض القيادات. . ويعتقدون أن الاتجاه الذي تسير عليه الدولة سيكون وبالاً على الإسلام والمسلمين.
    هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها مذكرات فمنذ أيام الإنقاذ الأولى كان هناك تملل داخل الحركة الإسلامية كمبادرة الأخ محجوب عروة، وقد جمع عروة توقيعات بعض أعضاء الحركة من أجل المطالبة بإعادة مجلس شورى الجبهة الإسلامية الذي حُلَّ في سنوات الإنقاذ الباكرة، وقد أعتقل عروة لهذا السبب. وكذلك محاولات المغفور له الشيخ عبد الله بدري ، ومحاولة الأخ عبد الرحيم مكاوي - صاحب الدار السودانية للكتب- في العام 1991م، ومنها كتابي «الثورة والإصلاح السياسي/1995م» فهو أيضا من مذكرات الإصلاح . . . ولكن هذا التملل لم يجد استجابات صحيحة.


    = كيف تقرأ مضمون المذكرة وأدبياتها؟


    جزء من مضمون المذكرة حزبي، لا يتعلق بالمجال العام، وهو يتحدث عن المسار الحركي وتأكيد أن ليس كل ما تمَّ وجرى خطأ ولكن في نفس الوقت طالبت بإصلاح ديمقراطي شامل، وذلك بفصل الحزب عن الدولة ومحاربة الفساد وهي مواقف صحيحة ولكن المذكرة لم تتحدث عن إهدار الفرص للإصلاح ولم تتناول سوى إدارة الفترة الانتقالية وعدم استثمارها في الإصلاح ولم تدن انفصال الجنوب ولم تنتقد عدم تحمل أي أحد المسؤولية عن ذلك لأننا لم نر أحدهم يزعم أنه مسؤول عما حدث ويستقيل بسبب انفصال الجنوب أو الكوارث التي لحقت بالبلد جراء ذلك.


    مطالب المذكرة لا خلاف على معظمها، ولكن المذكرة لم تطرح حتى سؤالا لماذا حدث ما حدث ومن المسؤول وكيف أصبح الفساد هو مصدر القلق الأساسي في أوساط الحركة الإسلامية، وهي مفارقة غير مسبوقة في تأريخ الحركات الإسلامية. فمن المفهوم أن تُتهم حركة إسلامية بالتطرف والتشدد ولكن أن تتهم بالفساد فهذا لم نشهده حتى في حكومة حركة طالبان أو حكومة إيران الإسلامية . . وهناك اضطراب في الجهة المخاطبة، فهل تتوقع المذكرة إصلاحا ممن تسبب في الفساد؟
    وحتى بافتراض أنه لم يكن هناك أي فساد، وأن ما هبط على قيادات الحركة وكبار المسؤولين من ثروات أنزل عليهم من السماء كالمن والسلوى على بني إسرائيل، مكافأة على صلاحهم واستقامتهم، كيف يجيزون لأنفسهم أن يعيشوا وأسرهم في ما نرى من ترف مثير للاشمئزاز في بلد يبيت غالب أهله على الطوي ويظلونه؟ هل هناك دليل على العزلة عن

    فضلاً عن الغربة عن قيم الدين، أكثر مما نرى ويراه العامة قبل الخاصة؟


    = أشار بعض المحللين إلى أن غياب الأشخاص الموقعين على المذكرة أضعفها بينما رأى آخرون أن ذلك نقل الحوار حولها من الأشخاص إلى القضايا، فكيف ترى ذلك؟


    إذا لم تكن عليها توقيعات فلن يكون لها قيمة ولكن المشهور أن الموقعين عليها ألف من أعضاء الحركة وإفادات الأخوة القيادات الذين وصلتهم نسخة منها تفيد بأنهم يعرفون أشخاص من وقع عليها ومن يقفون وراءها، ويعرفون كذلك أهمية هذه المجموعة، بدليل ما يشبه الإجماع بين القيادات التي أدلت بتصريحات على التعامل مع المذكرة بجدية. ولو كانت من نكرات، أو حتى من جهة ليست ذات نفوذ، لكان تعاملهم معها يكون بالعنجهية والاستخفاف المعهودين من تلك القيادات. ولا أستبعد أن تكون وراء المذكرة جهات نافذة في الحزب والدولة، وحتى بعض منتسبي القوات النظامية.


    =لماذا لم تستمع قيادة الحركة والدولة لصوت الإصلاح؟


    هناك مشكلة «صمم» عند القيادة، وقد نُسب هذا الصمم حيناً إلى الترابي ولكن الترابي ذهب وبقي المنهج. وهو منهج فوقي وإقصائي، وتلعب فيه القيادة لعبة مزدوجة ، تعتذر إذا جاء الإسلاميون بمطالبهم بأن المؤتمر الوطني لا يمثل الحركة الإسلامية وحدها بل طيفا واسعا من الجماعات والكتل بمن فيهم المسيحيون، وإذا جاء الأخرون هؤلاء بمطالبهم، تحتج بأنهم إسلاميون يحكمهم منهج وينظم أمرهم دين، ولكن الحقيقة أنها لا هي هنا ولا هناك بل تؤمن فقط بمنطق الدولة وللدولة منطق خاص.


    = ما هي مفردات هذا المنطق؟


    في تحليلي ان منطق الدولة يتمثل في إلزامات محددة تفرضها الدولة على الجماعة القائمة بأمرها أو الكتلة التي تمسك بمفاصلها، ويلزم هذا المنطق -مثلاً- الدولة بمواقف محددة في العلاقات الخارجية بدون الاهتمام ما إذا كانت هذه المواقف تتسق مع المبادئ أو تخالفها وهناك مؤسسات داخل الدولة لها منطق خاص مثل الجيش وغيره ومنطق هذه المؤسسات يفرض أيضا التزامات على الدولة بالإضافة إلا أن مثل هذه المؤسسات تحتاج إلى أموال ضخمة وهذا أيضا يُلقي بتبعة على الدولة في توفير مثل هذه الميزانيات الضخمة وهكذا تجد الجماعة القائدة نفسها خاضعة لمنطق الدولة وليست منطق الفكرة.


    = كيف تقرأ جدلية منطق الدولة ومنطق الفكرة في سياق التجربة الإسلامية الراهنة؟


    في سنوات الإنقاذ الأولى كان قيادة الحركة «الترابي وعلي عثمان» يريدون إدارة الدولة من خارجها «من الباطن» وفي المقابل أصبحت الجماعة المتحكمة في الدولة «في العلن» مشغولة بإدارة الدولة وحمايتها وأصبحت هذه الجماعة تشعر بأنها بلا ولاء للحركة بل حتى القيم الإسلامية. وهذا ليس بدعا فقد حدث في الدولة الأموية وقد بدلت ما كانت عليه الخلافة الراشدة من قيم ثم غيبت الشعب واختياره للحاكم وبيعته ومراقبته ثم جاء الأمويون بمنطق السلاح حتى قال عبد الملك بن مروان في حجته بعد مقتل ابن الزبير «ألا وإني لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف حتي تستقيم لي قناتكم وإنكم تحفظوننا أعمال المهاجرين الأولين ولا تعملون مثل أعمالهم وإنكم تأمروننا بتقوى الله وتنسون ذلك من أنفسكم والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه».


    وفي العصر الحديث أيضا جاء الإمام الخميني رحمه الله بفكرة ولاية الفقيه في الفكر السياسي الشيعي ليكون نائبا عن الإمام الغائب في ولاية أمر الدولة وفق منهج الأئمة الأثني عشر ولكن في أواخر عهده قال الخميني إن الدولة الإسلامية وبقاءها شرط أساسي لتطبيق الشريعة الإسلامية، وإن كان بقاء الدولة يقتضي مخالفة الشريعة فيجوز للفقيه مخالفتها، وإن اقتضى ذلك هدم المساجد ومنع الحج. طبعا إخواننا في السودان لم يقولوا مثل هذا القول ولكن عمليا لايبالون بالحركة ولا بالقيم الإسلامية، وولاؤهم الأساس هو لمبدأ البقاء في السلطة، وقد يبرر ذلك نظريا بأهمية بقاء الدولة الإسلامية واستمرارها ولكن عمليا المقصود بقاء فلان وفلان على رأس الدولة بل هذا قد يكون أهم عندهم من بقاء الدولة نفسها.
    يبدو لي أن الدولة - بمرور الوقت- أصبح لها بطانتها وأضحى الولاء لها بمنطق الانتفاع حتى ظهرت أحزاب «موالية» للدولة وتمثل حزب الدولة دائما ومن سمات هذه الأحزاب أنها تكون قوية في وجود الدولة وتذوب كفص الملح إذا ذهبت الدولة.


    = هل المذكرة التصحيحية «مذكرة 1000 أخ» ستؤدي في اتجاه التغيير؟


    لا أعتقد أنها ستؤدي إلى التغيير.


    = لماذا؟


    للسبب الذي ذكرته، وهو أن حزب الدولة هو الحزب المتحكم في كل شئ. وإذا لم يحدث تغيير في القيادة فإن النهج سيستمر . . والمخيف أننا قد رأينا من قبل تغييراً في القيادة «إقصاء الترابي» ولم نر تغييرا في النهج، ويرجع السبب في ظني إلى خلل جوهري في التركيبة البنيوية للدولة. ويمكن القول ان جوهر الدولة وهو الجهاز الأمني، لأنه الذي يتحكم في المعلومات التي تصل للقيادة والاتجاهات ومن ثم فهو بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من يصنع السياسات والاتجاهات والمواقف. والمذكرة تشتكي من تركيبة النظام هذه.


    = كيف قرأت هذه الشكوى؟


    مثلا الحديث عن الفساد في المذكرة ، في ظني ليس عن الفساد البسيط الذي يضبط في تقرير المراجع العام وتستطيع النيابة والجهاز القضائي التعامل معه والقضاء عليه، ولكن الحديث هو عن نوع آخر من الفساد، وهو الفساد المتصل ببنية السلطة كالشركات الأمنية أو التابعة لأشخاص نافذين في الدولة وتحظى بالمناقصات، وهي شركات تعمل في سياق قانوني، أو موظف دولة يتلقي مرتبا ضخما غير مناسب للمهمة ويتجاوز معدلات الأجور بدرجة خرافية . . هذا لايمكن وصفه قانونا فسادا ولكنه قطعا خلل كبير في الدولة، إذ لا تفرق بين الخاص القادة والعام الدولة . . . هذا النوع من الأعمال لايمكن حدوثه في النظام الديمقراطي الحقيقي. وهناك المساهمات التي يقدمها رجال الأعمال النافذين للحزب للحاكم، وهي ليست في معظم الأحيان لوجه الله. وأخطر من هذا، «الهدايا» التي يقدمها رجال الأعمال والشركات الخاصة-العامة لكبار المسؤولين، وهي شبهة كبيرة. والسؤال كيف يُحارب الفساد المحمي بالقانون؟


    = هل ستفضي هذه المذكرة في نهاية المطاف إلى إصلاح؟

    المذكرة موجهة للجهة المشكو منهم فكيف تريد منهم المذكرة أن يحاسبوا أنفسهم ويعاقبوها؟ هذه مسألة أولى، ثانياً في رأيي أن وقت الإصلاح قد مضى.


    = متى كان الوقت متاحا للإصلاح إن لم يكن الآن؟


    وقت الإصلاح عندي كان العام 1995م، ثم تجددت الفرصة مع اتفاقية السلام وبدء الفترة الانتقالية وكان من الممكن تنفيذ إصلاحات جوهرية في سياقها ولكنها أهدرت الفرصة في التناحر بين الشريكين ثم تجددت الفرصة في انتخابات 2010م، ولو استطاعت الأحزاب الحصول على نسبة مقدرة في البرلمان كنا انتقلنا لمرحلة تعددية سياسية حقيقية بدلا عن الاتفاقيات الثنائية بين المؤتمر الوطني وهذا الحزب أو ذاك.


    = هل ما احتوته المذكرة التصحيحية من مطالب قابلة للقبول والتنفيذ؟
    مطالب القوم غير ممكنة التنفيذ في ظل القيادة الحالية.


    = إذن ما هو البديل؟


    هناك خياران، الأول وهو على عاتق أهل المذكرة ومن يؤيدونهم في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهو أن يتحرك أصحابها ويقودوا حملة داخل الحزب من أجل الدفع بقيادات صالحة للمقدمة وفي هذه الحالة سيكون أحد أمرين إما أن تجبر القيادة الحالية على الإصلاح أو تعزل وتقدم القيادة الصالحة، ولا تنسى أن المؤيدين للاتجاه الإصلاحي ليسوا هم فقط الـ 1000 أخ الموقعون عليها بل كل أصحاب المذكرات السابقة التي أشرت إليها ومن يؤيدونهم ولا أفتكر كتابة مذكرة وحده يكفي لإحداث التغيير.
    الثاني، أن يحدث توافق حقيقي بين كل القوى السياسية وعلى رأسهم المؤتمر الوطني على ترتيبات فترة انتقالية تعقبها انتخابات ديمقراطية تتمتع بالشفافية ونزيهة وتساوي الفرص.
    ولكن إشكالية الخيار الأخير أن القيادة في المؤتمر الوطني لا تثق في انتخابات مفتوحة ولا تعتقد أنهم سيكسبون اللعبة الديمقراطية وعليه فهم يفضلون الاستمرار في اللعب على الحبال، في حلقة مفرغة. .
    ويبدو لي أن الخيارات أمام المؤتمر الوطني محدودة في ظل أزماته الداخلية والخارجية، أما القبول بانتخابات بإحتمال نسبة خسارة مقدرة أو انهيار النظام، وهذا ما يخشاه أهل المذكرة، وأعتقد أن هناك مسؤولية على أهل الحركة الإسلامية في قيادة التغيير أولا لينقذوا الحركة ثم لينقذوا أنفسهم.


    الصحافة
    29/1/2012[

    ------------------------


    افتراءات مندور المهدي!

    !: وقيع الله حمودة شطة

    .
    الأحد, 29 كانون2/يناير 2012 06:43


    . الانتباهة



    د. مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم سكت دهراً وسنين عدداً راضيًا عن أداء حزب منبر السلام العادل، وهو يراه يتصدى للمهام العظام الجسام متمثلة في مصادمة مشروع السودان الجديد وتثبيت جذور هوية البلاد وأصولها العقدية والحضارية والثقافية التي كادت تكون أثراً بعد عين جراء الهجمة الشرسة التي قادتها الحركة الشعبية لتحرير السودان من الإسلام ولغة القرآن، وذلك بعد أن جلس حزب مندور «المؤتمر الوطني» في جلسات أُحادية مع الحركة الشعبية وأقصى قوى سياسية وفكرية ووطنية، وأهل الرأي والفكر والفقه فلطم البلاد والعباد بطامة نيفاشا، وفي سبيل سلام جائر وظالم تم التنازل عن ثوابت قضايا مصيرية الشريعة ـ القوات المسلحة ـ الأمن القومي ـ وترك حكم الجنوب كله للحركة وإشراكها في حكم الشمال بنسبة بلغت أكثر من 30% بعد انتخابات أبريل التي فاز فيها مندور في دائرته نحو السباق إلى المجلس الوطني تحت مظلة ورحمة شجرة عمر البشير، وسوف تتساقط أوراق هذه الشجرة وتهلك جذورها، ويجف لحاء ساقها يوم أن يقرر الرئيس البشير عدم الترشح لفترة رئاسية أخرى؛ لأننا نعلم جيداً أن هناك في الشعب السوداني شعبية الرئيس التي تتفوق آلاف المرات على شعبية حزبه المؤتمر الوطني الذي قال عنه رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق العميد محمد عجيب محمد: «لولا رهطك لرجمناك ـ يا مؤتمر ـ وطني ـ وما أنت علينا...»


    نعم لقد تخلصت شعبية المؤتمر الوطني إلى الرهط وهم الجماعة ما بين الثلاثة إلى التسعة وسبب هذا التخلص والتراجع أن المؤتمر الوطني قبر مشروعه الحضاري الإسلامي في «جبّانة» نيفاشا فانفضّ عنه المجاهدون والشباب والطلاب والدّبابون والعلماء الحقيقيون والحركيون الإسلاميون النزهاء والشرفاء، وحلّ محلهم عَبَدَة السلطة والكرسي وطلاب الدنيا في أشواق النفس «اللوّامة» وهذا الانهيار الآتي التي تتابع خُطاه كحلقات عقد انفرط هي التي تزعج أمثال مندور ورفاقه ولذا تراه يرمي بسهمه نحو أهداف لم يتثبت ما هي.. ولم يدرِ ماذا يقول حين وجد نفسه في صالون الراحل سيد أحمد خليفة ـ رحمه الله ـ بين فكّي الشيوعية هالة عبد الرحيم التي فزعت عن قلبه بقولها «التغيير حتمي وقادم وعلى السودانيين أن يختاروا السيناريو الذي يلائم ظروفهم وطبيعتهم» من جهة وبين حديث ضياء الدين بلال رئيس تحرير جريدة السوداني الذي قال في المنتدى ـ ذاته ـ «والملاحظ أن هناك كيانًا آخر أصبح يتبنّى القيم الإسلامية وهو منبر السلام العادل الذي أصبح يقدم نقدًا قيميًا عن الفساد، ويُهاجم المؤتمر الوطني وشيئاً فشيئاً سيسحب مشروعية المؤتمر الوطني لأن هذا التكوين لديه تحالفات مع السلفيين».
    وهناك زاد الوجوم والفزع على مندور المهدي وفجأة هداه اضطرابه أن يقدم كبش فداء.. وكان هذا الكبش منبر السلام العادل الذي بدا في صحة جيدة بعد أن عادت إليه طاقته الكاملة، وكان قد استنفد شيئاً منها في حربه المقدسة على مشروع الحركة الشعبية الاستئصالي، ذاك المشروع العنصري الذي جاء بربّانه حزب مندور المهدي ثم ترك لهم الحلبة وانزوى في ركن قصي وأخلد إلى الأرض وتمنىَّ على الله الأماني.


    ولذا صاح مندور وجدتها.. وجدتها.. ثم قال «نأتي إلى منبر السلام ـ ولم يقل العادل ـ و«أنا أرى أنه كرّس للعنصرية والقبلية والانفصال، وهذا ليس منهجاً في المؤتمر الوطني نحن ضد الجهوية والعنصرية، وواضح أن هناك تطورًا جديدًا في تجربة المنبر من خلال نقد المؤتمر الوطني، وقضية العودة للجذور» إ.هـ.
    نعم بكل سهولة دون أن يعي مندور المهدي وهو نائب رئيس المؤتمر الوطني في أكبر ولايات السودان والقيادي المحسوب بالحركة الإسلامية لا الشعبية أطلقها جزافاً وبهتاناً وافتراءً «نأتي إلى منبر السلام وأنا أرى أنه كرّس للعنصرية والقبلية والانفصال» وصدق مندور المهدي في الأخيرة وتعمّد التضليل بسوء نية قاصدة في الأولى والثانية «العنصرية والقبلية» ومندور في هذا يعلم في قرارة نفسه وسليم ضميره أن ما قاله ليس هو الصواب.. وما هكذا يا مندور تضيّع أمانة العلم والقول واللسان!


    إن مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم ربما ملّت «الإنتباهة» ظهوره على صفحاتها عشرات المرات من خلال الأخبار والحوارات ونعلم ما قاله فيها نقلاً أميناً على لسانه ونعلم أيضاً ماذا قال سابقاً عن منبر السلام وماذا قال عن الحركة الشعبية ونيفاشا ونعلم.. ونعلم..
    أخي القارئ الكريم دعني أنقل لك رسالة من رجل «مؤتمر وطني» وقيادي في الحركة الإسلامية بعثها إليّ بعد أن قرأ في الأخبار ما قاله مندور المهدي عن منبر السلام العادل وكثير هم أولئك الذين اتصلوا وبعثوا برسائل غاضبة ومن داخل المؤتمر الوطني.. ولكني اخترت هذه الرسالة التي تقول: «شطة ـ صبحك الله بالنور ـ عذراً لما قاله مندور وقاله غيره من جهابذة المؤتمر الوطني ـ المنبطحين ـ هذا لا يليق بالمنبر ونحن مؤتمر وطني ـ وإذا كان المنبر الإسلامي والموج الهادر الذي يحرك فينا الغَيرة على ديننا عنصريًا فليشهد العالم كله أن المؤتمرين الحادبين على إعلاء راية الإسلام كلهم عنصريون ـ عشتم ولا نامت أعين المنبطحين»إ.هـ.



    الرسالة لا تحتاج إلى تعليق نشكر صاحبها الشجاع ونشكر الآخرين الذين اتصلوا أو أرسلوا رسائلهم.. وتعالوا معي أنقل لكم أيضاً ما قاله دكتور الحبر يوسف نور الدائم في إحدى مناسبات المنبر، قال بالحرف الواحد: «المنبر يمثل ترياقاً لسُّم زعاف إذ تنبذه بعض الجهات» ولم يقل إنه عنصري أو قبلي وكتب دكتور عبد الوهاب الأفندي يقول: «المنبر يستحق التكريم» إن على مندور أن يتجه بسهامه هذي إن كانت سامّة إلى بؤر الفساد والإفساد في ولايته وأن يدع أحاديث الصالونات وينزل إلى أحياء رعيته ليرى كيف قضى غلاء المعيشة وأزمة السكر على حياة الناس وأن يتجه إلى مراقبة بعض مؤسسات ولايته التي نقلت بعض موظفيها لبيع البيض والدواجن لبعض مزارع حلة كوكو بعد أن كانت سوقه رائجة داخل تلك المؤسسة وعلى مندور أن يدرك.. وهو يدرك أن المنبر ليس عنصريًا ولا قبليًا لكنه هو الذي ـ أي المنبر ـ فضح ما جاء في غياهب نيفاشا، وهو الذي قدم رؤية شجاعة لإنهاء أزمة العلاقة بين الشمال والجنوب، وهو الذي تصدى للقوات الدولية والجنائية الدولية بقوة وعزيمة.. وهو الذي دافع عن قضية أبيي وحقوق المسيرية هناك.. وهو الذي نبّه على المخاطر الأمنية التي تهدد الأمن القومي التي وردت في بنود نيفاشا.. وهو الذي أقام أكثر من ندوة علمية حول قضايا مشروع الجزيرة وقضايا الزراعة في السودان وقضايا مياه حوض النيل.. وهو الذي تصدى للحركات المسلحة والمتمردة والطابور الخامس وعملاء الوطن الأشرار..


    وليعلم مندور المهدي.. وهو يعلم أن منبر السلام العادل هو الذي تصدى للشيوعيين والعلمانيين وهزم مشروعهم التآمري.. وهو الذي تصدى للمنظمات الأجنبية وفضح مواقفها الاستخبارية.. وهو الذي قاد حملة دعم ولاية جنوب كردفان إعلامياً وحملة إقصاء الحلو كونه طابوراً ودعم هارون وتلفون.. وهو الذي زار دارفور أكثر من مرة، وقدم ندوات ومحاضرات في عقيدة الولاء والبراء والانتماء للدين ونبذ القبلية والجهوية.. وهو الحزب الوحيد الذي قام بزيارة القوات المسلحة والمجاهدين في أحداث النيل الأزرق مؤازراً ومناصراً لها في خط النار وقدم بعض أعضائه إلى الصفوف الأمامية.. وهو الذي دعم مواقف القوات المسلحة وكرّم بعضاً من رموزها من قدامى المحاربين.. وهو الذي كشف النقاب عما جرى في سوق المواسير.. وهو الذي تصدى للوجود الأجنبي العشوائي ونبَّه ـ ولا يزال يفعل ـ على المظاهر الاجتماعية السّالبة.. وهو الذي دعم ترشيح البشير ليقطع الطريق أمام عدو المنبر والأمة عرمان وهو الذي أبرز قضايا الشرق في البحر الأحمر وكسلا والقضارف أكثر من مرة.. وهو الذي دافع عن قضايا المواطنين ومظالمهم أمام مؤسسات الدولة على سبيل المثال قضية صلاح عبدالله ضد الكاردينال وسبدرات.. وهو الذي دعم مفاوضات الدوحة إعلامياً.. وهو الحزب الوحيد الذي دعا إلي توحيد أهل القبلة بوسائل عملية.. وهو الوحيد الذي جمع صف العلماء حول التصدي للعلمانيين ومشروع السودان الجديد.. وهو الذي حرّض العلماء أيام الانتخابات ضد مشروع السودان الجديد.. وهو الذي قاد الدعوة الصريحة إلى تطبيق الشريعة..


    ومنبر السلام العادل هو الوحيد الذي قدم طعناً دستورياً ضد تسجيل الحركة الشعبية في الشمال وقُبل الطعن.. وهو الوحيد الذي فتح بلاغات ضد الطابور الخامس تحت مواد الخيانة العظمى.. وهو الذي جمع عدداً كبيراً من العلماء لوضع دستور إسلامي للبلاد، وقد فعلوا ونُشر على صفحات «الإنتباهة».. وهو الوحيد الذي خاض الحرب على سفارات الطاغية القذافي وفرعون مصر المخلوعين.. وهو الذي.. وهو الذي.. ولا فخر ولا فخر فهذا هو واجبنا نحو أمتنا وشعبنا وبلادنا، ولكن فيعلم مندور المهدي.. وهو يعلم أن الحديث عن عنصرية المنبر وأنه قبلي، هذا قول ساقط ممجوج ظل يردده عرمان وباقان وعقار والحلو وبنو سجمان.. ويؤسفنا أن يأرز مندور المهدي إلى هذا الجحر الخرب..



    ولكن على مندور المهدي أيضاً أن يعلم.. وهو يعلم أن الرأي العام الجماهيري في السودان يتحدث في كل مكان وأي زمان أن المؤتمر الوطني هو من عُرف في عهده صراع القبيلة والجهوية ووصلت هذه المثالب حتى مؤسسات الدولة في التوظيف والعمل.. والمنبر لا يمكن أن يصنف الناس لا بالمال ولا بوسائل الإعلام ولا بالسلطة، ولكن من يستغل موارد الدولة والشعب هو من يفعل ذلك.. عموماً ليس الخبر أن يقال عضّ ######ٌ رجلاً ولكن الخبر أن يقال عضّ رجلٌ ######اً.. ولنا عودة...

    /B]
                  

01-29-2012, 04:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    بـــين المذكـــرة وصـــلاح أبــو النجـــا .
    الأحد, 29 كانون2/يناير 2012 06:28

    الطيب مصطفى



    الانتباهة
    الأخ الطيب
    أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأدعو بدعاءٍ طالما رددته عقب كل صلاة «اللهم أرِنا الحقّ حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه»
    في حملتك العنيفة على المؤتمر الوطني بمناسبة المذكرة، وفي كلمتك يوم 32/1 جاءت هذه الكلمات «حلَّت الكارثة الكبرى حين أعمل الترابي سيفه وجزَّ رأس الحركة الإسلامية وأسلم المشروع إلى المؤتمر الوطني الذي يشبه مسجد الضرار».
    (1) ذكَّرني ما جاء في مقالك هذا بأخٍ لنا من أنصار السنة من الشرق يُدعى «أدروب» كان بسيطاً في ملبسه ومأكله ومشربه وتجواله وكان صادق اللهجة كأبي ذر، جمع نزراً يسيراً من القرآن والسنة والفقه وكان يجهر بما يراه حقاً أينما حلَّ، وأذكر أنه حضر في عطبرة احتفالاً بالهجرة في أوائل الخمسينيات وكان أن وقف القاضي الشرعي في المدينة يتحدّث عن زيارات النساء لضريح «الفكي مدني» وحمل على زائرات الضريح بقصد التبرك به، وظل يعدِّد الأحاديث الواردة في النهي عن التبرك بالأموات فما كان من أخينا أدروب إلا أن هجم على المايكرفون وتناوله من القاضي صائحاً «يامولانا الفكي مدني مات منذ مدة، فلماذا لا نتحدّث عن الطواغيت الحية التي يؤمها الناس ليل نهار، وذكر زعماء الطائفية وعدَّدهم».
    تذكّرتُ هذه الحادثة بعد قراءة مقالك ولاحظتُ أنك تندِّد بالترابي بالاسم ولكنك عندما تتحدث عن الخلل في المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو الفساد، تتحدث بالمبني للمجهول ولا تذكر أسماء محددة كما تذكر الترابي بالاسم، أليست هذه هي الدغمسة التي صوَّبت سهامك بالهجوم عليها!
    (2) الترابي فارق المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية منذ اثني عشر عاماً والحركة الإسلامية قائمة لها أمينها العام ومجلس شوراها ومؤسساتها، والمؤتمر الوطني قائم بقياداته ومؤسساته فلماذا لم يقم خلال اثنتي عشرة سنة بإصلاح ما أفسده الترابي في لحظة واحدة حين أشرع سيفه وجزَّ رأس الحركة الإسلامية كما تقول!
    (3) الترابي لم يكن زعيماً طائفياً يوجِّه مريديه بالإشارة وإنما كان قائداً لحركة واسعة واعية لها تنظيمها ومؤسساتها، قوامها طبقة كبرى من العلماء والمثقفين والمؤهلين في شتى مجالات العلوم والمعارف وأنت منهم وأنها لسُبة كبرى أن نظل نصفهم بأنهم كانوا كالخراف يوجِّههم الراعي حيثما يريد.
    حينما تمت المفاصلة وفشلت كل المحاولات لرأب الصدع آثرت البعد ولم أنتمِ إلى أيِّ من المؤتمرَين.
    وكنتُ أرى أن تُترك ممارسة العمل السياسي للمؤتمرَين «الوطني والشعبي» وأن يقوم للحركة الإسلامية تنظيم مستقل يضم جميع منسوبيها بهدف العمل على نشر الدعوة وسط فئات المجتمع ومنظماته المدنية والالتصاق بالجماهير ومعاونتهم في حل قضاياهم وتقديم خدمات الصحة والتعليم، والأخذ بأيدي الفقراء والمعوزين وإنشاء المراكز الثقافية والاجتماعية ودُور حفظ القرآن والخلاوى وسط الأحياء الشعبية للرجال والنساء على السواء ولو اتبعنا هذا النهج لكان أدعى لتفجير طاقات الشباب وتوجيهها لبذلٍ سخي في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وكان أيسر الطرق لتغيير المجتمع إلى مجتمع تسوده تعاليم الإسلام وقِيمه.
    إن الصراع السياسي على الحكم بدأ في صدر الإسلام بعد مقتل الخليفة الثالث ثم تحوّل إلى ملك عضوض يجري الصراع فيه على كراسي الحكم بعيداً عن تعاليم الإسلام وقِيمه، ولكن العلماء والفقهاء تركوا أمر الحكم وانصرفوا إلى نشر الدعوة والاجتهاد في علوم الفقه والحديث وتابعوا الفتوحات الكبرى التي تمت في تلك العهود وقاموا بنشر الدعوة الإسلامية خير قيام.
    خلاصة القول وأنا من جيلٍ آذنت شمسُه بمغيبٍ، أن ندعو إلى الحق مجرداً دون إسرافٍ أو تجنٍّ وأن نتحرّى الموضوعية، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلتُ وإليه أُنيب.
    صلاح أبو النجا
    24/1/2012م
    > تعقيب:
    الأخ صلاح أبوالنجا أحد أعلام الحركة الإسلامية ورموزها التاريخيين لذلك تجده من أكثر الناس حرصاً عليها منافحة ودفاعاً عنها وإخلاصاً لها، ورغم مقاله الذي عاتبني فيه ووصفني بالتحامل على الترابي فإنني أحترم رأيه وأقول إن اختلافنا حول بعض القضايا لا يُفسد للود قضية.
    صحيح أنني ذكرتُ الترابي بالاسم وأنا أتحدّث عن دوره في حلّ الحركة الإسلامية بينما لم أذكر أسماء من أعقبوه لكن ما يشفع لي أنني إن كنتُ قد ذكرتُ الترابي مرة فقد خصصتُ معظم مقالاتي الأربعة حول المذكرة للحديث عن إحالة الحركة الإسلامية إلى التقاعد من قِبل المؤتمر الوطني وعن علمانيتها كونها أسلمت السياسة إلى الحزب الذي أنشأته وأنشأت قبله نظام الإنقاذ بالرغم من أن المؤتمر الوطني لا يعبِّر عن مرجعيتها وبيّنتُ ذلك من خلال أفعاله وأقواله المضمّنة في نظامه الأساسي وكتبتُ كثيراً عن الدغمسة واستعرضتُ بعض ما جاء في مذكرة الإسلاميين وقلت إنهم اشتغلوا بالنافلة عن الفريضة بعد أن أوضحت أن دور الحركة لا يقتصر على إبطال الباطل وإنما يتمدد إلى إحقاق الحق الذي لا يمكن للمؤتمر الوطني بمرجعيته المدغمسة أن يُقيمه وهل قامت الحركة الإسلامية وثارت إلا على الدغمسة التي يتبنّاها المؤتمر الوطني بمرجعيته التي لا تختلف عن تلك التي ثارت عليها الحركة الإسلامية؟ وما كنتُ أحسب أن شيخ صلاح وغيره لا يعلمون أسماء من جمّدوا الحركة وعطّلوها وعادوا إلى ذات المربع الذي انطلقت منه الإنقاذ وأعادوا الطائفية بصور زعمائها المنشورة الآن في الشوارع بلافتات المؤتمر الوطني فيا حسرتاه!!
                  

01-29-2012, 08:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    لم يتمالك نفسه من البكاء ..
    نافع على نافع : خليل الهالك اغتيل في ود بندة (مقبرة الانجاس)..


    حكومة جوبا تنفع معها الذلة وإن تمادت في خطها الحكاية بتمشي ليها هناك..


    حكومتنا في معية الله ولن تهزمنا فلول المخمورين.


    لم يتمالك نفسه من البكاء ..نافع على نافع خليل الهالك اغتيل في ود بندة (مقبرة الانجاس).. حكومة جوبا لا ينفع معها الاحسان، فقط تنفع الذلة" واضاف (إن تمادت في خطها الحكاية بتمشي ليها هناك

    وجه مساعد الرئيس السودانى نائبه فى الحزب نافع علي نافع انتقادات غير مسبوقة الى معارضى النظام ، ولم يتمالك نفسه من البكاء وهو يتحدث فى منطقة ود بندة بولاية بشمال كردفان امس ، بعد تذكره معارك الميل اربعين التى خاضتها الحكومة اثناء حربها الطويلة مع دولة الجنوب قبل ان يصف منطقة ود بندة التي اغتيل فيها زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم بانها (مقبرة الانجاس) ونعت خليل بالهالك

    وقال نافع فى ندوة سياسية بمدينة النهود ان (العملاء) الذين اجتمعوا فى دولة الجنوب لاختيار خليفة لزعيم حركة العدل والمساواة بانهم سيدركون بان (المحرش مابكاتل، والماعندو غبينة ما بسد ليهو قد، والبدافع عن الباطل يدافع عن لجلج) ووجه انتقادات قوية لدولة الجنوب بالقول " حكومة جوبا لا ينفع معها الاحسان، فقط تنفع الذلة" واضاف (إن تمادت في خطها الحكاية بتمشي ليها هناك)، واردف (نقول للعملاء خاصة الحركة الشعبية عميلة الغرب والماسونية والصهاينة و(عواجيز) الخرطوم الذين يعلقون امالهم على الحركة لتحويل جنوب كردفان الى بنغازي بان السودان لن يصبح مركزا للنجاسة)وابدى ثقته بان حكومة فى معية الله واضاف ( لن تهزمنا فلول المرتزقة والمخمورين معية كوكس، بندرقاست) مؤكدا انه سينقل رسالة أهل ود بندة لرئيس الجمهورية المشير واعتبرها اشد وقعاً على الخونة الذين قال انهم يجتمعون في ظلمات الخرطوم يحلمون بثورة الريف ودعم باقان وعرمان

    وأضاف: هولاء من رحمة الله ان يكون مقابلنا في الجانب الاخر من أمثال الذين لا يعرفون مع الله صلة ولا يعرفون مع الشهادة معنى ولا صلة، و قال بان الله من علي الانقاذ بأن جعلها من رحم المجتمع السوداني وليس من حانات أوربا وكمبالا وجوبا، وأشار نافع فى ندوة سياسية بالنهود، إلى ان ود بندة الرسالة الاولى لتحالف جوبا، بعد ان بدأوا(يمشون مكبين على وجوههم) وقال انهم اصيبوا بهوان الدنيا واضاف (ديل أحزاب وكلاء عن وكلاء عن وكلاء) واشار الى عدم وجود ما اسماه ذلا (وقلة قيمة) للأحزاب الشمالية من ان تقودها الحركة الشعبية ومضى فى لهجته الحادة يقول : لا يخيفنا أي تحالف لأنه تحالف أقزام الاحزاب منوها ان (5) أحزاب معارضة-لم يسمها- تنتهي قضيتها بانتهاء قضية قائدها وأضاف لاتربطهم فكرة ولا برنامج ولا عزيمة ، إنما شخص واحد وفق أهوائه وعلمانيته وضلاله وحقده ، وشدد على ان برنامج حزبه يتبنى مشاريع التنمية، بعكس تبرعات الافراد المرتبطة بالاشخاص و(قريشاتهم الما معروفة حلال ولا حرام).

    وقطع نافع بأن الانقاذ تتخطى الظروف الصعبة، وأنها في كل خطوة -تحسب شرا- يعود الخير عليها ، وقال (كل ما حسبوها محطة خراج الروح كانت محطة للانطلاق والتزكية ونبذ الخبث)


    -------------


    د. نافع يحذر الجنوب من العمل على زعزعة استقرار الشمال

    ود بندة: يحيى كشه

    حذّر د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية دولة الجنوب من العمل على زعزعة استقرار الشمال، وقال: (إن تمادت في خطها الحكاية بتمشي ليها هناك)، وأضاف: (ما بنفع فيها الفضل والإحسان، فقط تنفع معاها الذلة). واضاف: سنصل بور إذا تمادت جوبا في دعم حركات دارفور.

    وأكد في حشد جماهيري بمحلية ود بندة في شمال كردفان - أجهش خلاله بالبكاء على سيرة معركة الميل أربعين - ثقتهم في نصر الله الذي قال بقربه، وتوعد من نعتهم بالمنافقين والمرجفين والمضللين وأبواق الباطل حيثما كانوا متى ما مكّنهم الله من رقابهم. وحذّر من أسماهم (عواجيز) الخرطوم الحالمين بثورة الريف، من خلال تعلقهم برداء الحركة الشعبية لإحالة جنوب كردفان نقطة لإزالة نظام الإنقاذ أُسوةً ببنغازي.

    وعدّ د. نافع منطقة ود بندة مقبرة للتمرد والأنجاس، ودمغ المؤتمرين في جوبا وبور لاختيار خليفة لمن أسماه الهالك خليل إبراهيم بعدم الوطنية، وقال: سيعلمون إن (المحرش ما بكاتل، والما عندو غبينة ما بسد ليهو قد). وفي السياق، أشار د. نافع خلال ندوة سياسية بمدينة النهود إلى ان ود بندة الرسالة الأولى لتحالف جوبا، وزاد: (ديل أحزاب وكلاء عن وكلاء عن وكلاء)،

    وقال د. نافع إن (5) من أحزاب المعارضة تنتهي قضيتها بانتهاء قضية الفرد الذي يقودها وفق أهوائه وعلمانيته وضلاله وحقده، وقال إن من فضل الإنقاذ على الشعب السوداني علّمته عدم التبعية لأشخاص، وقال: (نحنا في المؤتمر الوطني ما بنقول للناس إتحزموا عشان عمر البشير أو علي عثمان أو الحاج آدم لأنو مافي راجل بستحق الناس يبقوا ليهو تُبع، ونحنا بنتحزم لي فكرة)،

    وأكد د. نافع أن الإنقاذ تتخطى الظروف الصعبة، وأن في كل خطوة تحسب شراً عادت عليها بالخير، وكل ما حسبوها محطة (خراج الروح) كانت محطة للانطلاق والتزكية ونبذ الخبث، وأضاف: (والبفوت يرفع الراية والبموت يستشهد، وأتمنى أن أموت هذه الميتة ولا أموت كما يموت العير أو نهلك كما هلكوا في ود بحر). وتبرع د. نافع بمليار جنيه لمحلية ود بندة بغرض تنفيذ مشاريع تنموية في إطار لجنة تطوير المحلية، وقال إن ود بندة أكرمت أهل السودان وجزاء الإحسان الإحسان، كما تلقى بيعة الموت من قوات الدفاع الشعبي. من ناحيته، أقر معتصم ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان بخروقات أمنية متكررة على ولايته من الحركات المسلحة خاصة في المناطق المتاخمة مع دارفور، وطالب بجزء من استحقاقات اتفاقية الدوحة للسلام .


    الراى العام
    29/1/2012
                  

01-31-2012, 06:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    كادر قيادي :
    المؤتمر الوطني يفتقر إلى التفكير والتخطيط وإلى المؤسسية والشورى الداخلية
    January 30, 2012

    قال محمد عبد الله شيخ ادريس – رئيس اتحاد الطلاب السودانيين سابقاً ، ونائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم سابقاً – ان المؤتمر الوطني يفتقر إلى التفكير وإلى التخطيط ، وانه ضعيف المؤسسات وضعيف من حيث الشورى (الديمقراطية) الداخلية .

    وأضاف في حوار مع صحيفة (الرأي العام) (أنا أخاف على المؤتمر الوطني أن يكون هناك ربيع عربي داخل المؤتمر الوطني إن لم تكن هنالك إستجابة لهذه المذكرات والأصوات التي ترتفع بالإصلاح داخل المؤتمر الوطني، ومن الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها بعض قيادات المؤتمر الوطني في وصم أصحاب النوايا الحسنة المنادين بالإصلاح، وصمهم، بأنهم متفلتون ومتمردون وغير ذلك من الأشياء التي ربما تتطور وتكبر وتصبح قابلة للإنفجار).

    ويصلح الحوار نموذجاً لكيف يفكر شباب الاسلاميين وكيف ينظرون إلى حزبهم الحاكم .

    (نص الحوار أدناه) :

    حاوره: فتح الرحمن شبارقة

    يتهمه البعض بالتمرد والمناكفة وممارسة السياسة على طريقة أركان النقاش في بعض الأحيان، بينما لا يأبه محمد عبد الله شيخ إدريس في واقع الأمر بكل ذلك، ويمضى في التعبير عن آرائه بجرأة وعناد جعله من المغضوب عليهم لدى بعض قادة المؤتمر الوطني، ومن قادة الإصلاح داخل الحزب برأى آخرين.. و قلما تجد شاباً يصلح كحالة لدراسة واقع شباب الإسلاميين مثله، فهو من الذين حملوا السلاح وقاتل في معارك ضارية بالجنوب، ثم تسنم مواقع قيادية متقدمة من قبيل رئاسته للإتحاد العام للطلاب السودانيين ونائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية والسياسية بولاية الخرطوم، قبل أن يعتذر عن تسنم موقع تنفيذي بالولاية ويستقيل من الحزب مفضلاً الزراعة على العمل في المؤتمر الوطني، والسكن في منزل متواضع ومعرض للإزالة في أى وقت بمنطقة (القيعة) العشوائية، على منازل الحكومة الفسيحة وبهرجة السلطة.. فماذا قال في هذا الحوار:

    * دعنا نبتدر بتساؤل ستحدد إجابتك عليه مايلى من أسئلة بعده وهو هل أنت طلقت المؤتمر الوطني أم طلقت السياسة بصورة نهائية؟

    - أنا لم أُطلق السياسة، ولم أُطلق المؤتمر الوطني.

    * ولكنك قلت لى في وقت سابق إنك طلقت السياسة إلى حين فيما أذكر؟

    - نعم أنا في إتصال سابق معك قلت لك طلقت السياسة إلى حين، فأنا واحد وعشرون سنة أعتبر نفسي (شغال سياسة) في القطاعات الطلابية منذ العام 1989م وحتى الآن. ولذلك هناك كثير من الملفات المتراكمة أهم شىء فيها ملف التأهيل العلمي الذي يتطلبه الشخص، وقد كانت العشرين سنة الفائتة مليئة تماماً ولم يكن بها جانب أو فراغ إن كان للملفات الخاصة في الأسرة أوالملفات الخاصة بالتأهيل الأكاديمي، ولذلك أعتزمت بعد مشاورات كثيرة جداً وإستخارات أن أتفرغ لمدة عامين على الأقل لإكمال التأهيل العلمي خاصة في مجال الدكتوراة وبعض الكورسات التأهيلية الأخرى. وفي ذلك الإطار قدمت الكثير من المخاطبات والمكاتبات للمسؤول عني مباشرة رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الأخ الوالي، وإلى الأخ نائب الرئيس وحينها ظهر التكليف الأخير بالمشاركة بالجهاز التنفيذي في ولاية الخرطوم ولذلك كان الإعتذار عادياً حتى أتفرغ لتلك الملفات التي ذكرتها. وأنا مازلت عضواً في المؤتمر الوطني ولم أُطلقه في إنتمائى أو في إتباع منهجه التنظيمي خاصة وأن آخر شىء عملته فيه كان مسؤولية الإتصال التنظيمي بولاية الخرطوم ،وقبل خروجي الأخير كان هناك إتفاق رسمي بيني وقيادة الحزب أن أُنهى عملي التنظيمي وأتفرغ تماماً في 21 نوفمبر الماضي بإعتبار أن ذلك التاريخ يمثل نهاية لفترة تنظيمية إنتهت بالمؤتمر العام وقد كان .

    * ألا توجد حيثيات أخرى، فالبعض عزا إبتعادك عن المؤتمر الوطني والعمل التنفيذي لغضبك وتململك من أشياء محددة هنا وهناك؟

    - أنا أؤكد لك أن السبب الرئيسي والأول والأوحد هو الإنتقال مباشرة إلى معالجة ملفات خاصة تليني أنا شخصياً .وأعتقد في النهاية تهم الحزب الذي أنتمي له ومن المفروض أن أؤهل نفسي أكثر خاصة وأني إداري في واحدة من مؤسسات التعليم العالي، وعضو في هيئة التدريس. وقضية التململ والغضب هى ليست شيئاً طارئاً فقد كنت أُعبر بكل وضوح أمام كل شخص بداية من رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية، وإذا ذكرت كل لقاءاتي أو إجتماعاتي على مستوى المكتب القيادي كنت أتحدث بصورة واضحة جداً عن قضايا كثيرة مثارة في الساحة بصورة لا يتفق معى فيها الكثيرون في المكتب . ولكن هذه قناعاتي التي ظللت أؤمن بها طوال العشرين سنة الفائتة .وهى ربما التي وضعتني بصورة أساسية في خانة ما يسمون بالمتمردين أو المتفلتين أو بالآراء الشاذة داخل الحزب. وأنا عندما كنت في مواقع تنظيمية كثيرة وتقاطعت فيها مواقفي المبدئية مع بعض مصالح الحزب آثرت الإبتعاد.

    * يؤخذ على محمد عبد الله شيخ إدريس أنه من القيادات الشبابية المناكفة والمتمردة نوعاً ما داخل المؤتمر الوطني؟

    - أعتقد إن مثل هذه الأوصاف موجودة في الساحة السياسية وقد تكون موجودة بصورة أخص على مستوى الحزب والحركة الإسلامية، وأنا لا أعتقد إن ما نقوم به من دور في الحزب هو دور المناكفة أو التمرد. وفي إعتقادي الخاص إن لكل شخص أسلوبه، ولكل شيخ طريقته كما يقولون. ومن الأشياء التي تربينا عليها أن نقول للمخطىء أنك أخطأت ،ولذلك كثرت هذه الأشياء في كثير جداً من المنابر، وشخصياً لم أحاول أن أغير هذه الطريقة التي تعجبني وأنا أقول للأعور أنه أعور، ولكن أقول هذا داخل المؤسسات وأمام أعلى شخص في المؤتمر الوطني الأخ رئيس المؤتمر رئيس الجمهورية ولم يحدث أن قلنا هذا في منابر عامة.

    * هنالك إتهام موجه لك بممارسة السياسة على طريقة أركان النقاش؟

    - هذا ليس صحيحا، وأعتقد إن واحدة من أخطاء السياسة السودانية بصورة عامة وفي المؤتمر الوطني بصورة خاصة أنه دائما يتم تغليف النصيحة وقضية الإصلاح بصورة خجولة ويشذ عن ذلك من يتحدث بصورة مباشرة .وأنا أعتقد ليست لدي مشكلة مع شخص محدد في الحزب أو مع مجموعة من المجموعات ولست طالبا لأى موقع ولذلك هذه المناكفة وهذا التمرد ليس لأجل تخطية شخص غير مخطيء أو لإبراز شخصية وظهور في الإعلام أو غيره.

    * أنت تعترف بأنك مناكف إذن؟

    - أنا لم أنكر هذا، وأعتقد أن المناكفة هى اسم من أسماء النصيحة، ليست المناكفة من أجل المناكفة فنحن نناكف ونتمرد من أجل إصلاح بعض الإعوجاج الذي نراه في الحزب.

    * قلت إنك طلقت السياسة إلى حين بسبب الدراسة، ولكن في الواقع أنت تعمل مزارعاً في منطقتكم هذه الأيام؟

    - أنا عملياً ومنذ أكثر من عشرين سنة مزارع ابن مزارع وابن مزارعة لذلك لم أنقطع عن بيئتي يوماً ما ،ولم أعتمد على مرتب حكومة، وأنا أصنف نفسي مزارعا من الدرجة الأولى على الأقل على المستوى الريفي وليس المزارعين الكبار الموجودين على مستوى الدولة ،ولذلك هذه واحدة من الأشياء التي تأخذ جزءاً من إهتمامي أن أطوّر قدراتي في المال الزراعي الذي ورثته عن أهلى ولم تساعدني فيه الدولة أو أتقدم فيه بسلفية من البنك الزراعي أو النهضة الزراعية أو غيرها.

    * كأنك تقول إن السياسة أحسن منها الزراعة؟

    - أنا لا أقول السياسة، وإنما أقول العمل في المؤتمر الوطني أحسن منه الزراعة، فكما يقولون شعبياً (الشقاوة أحسن من الهم) وأنا الآن عملت داخل مؤسسات المؤتمر الوطني أكثر من عشرين سنة ،ولكن لا يمكن الآن أن تحمل شهادة خبرة من المؤتمر الوطني لترقى بها في مؤسسة خدمة مدنية، لذلك أنا الآن ذهبت من الهم للشقاوة، والشقاوة يمكن في نهاية اليوم بعد نهار عامر مع الطورية والمحراث أن تأتي وتسترخي وتأخذ راحة كاملة بعد يوم من التعب، ولذلك أنا أقول لك الزراعة أفضل من العمل داخل المؤتمر الوطني بأزماته الكثيرة وطوارئه وسقفه الزمني غير المحدد.

    * بعض الخبثاء يقولون إن محمد عبد الله شيخ إدريس ظهرت عليه أعراض الإسلاميين التنفيذيين مبكراُ من زوجتين وخلافه؟

    - أنا أعتقد أن هذه القضية غير مرتبطة بالعمل السياسي. وأنا أفّلس شخص في المؤتمر الوطني وفي العمل السياسي، والآن لا أسكن في المنشية أو العمارات وإنما في بيت عشوائي إشتريته بألف وخمسمائة جنيه ومعرض للإزالة في أية لحظة من اللحظات ،وهو في أطراف أم درمان وفي منطقة بعد الصالحة قد لا تكون سمعت بها اسمها (القيعة). وثانياً القضايا الإجتماعية غير مرتبطة بالإمكانات،وهناك مليارديرات وقيادات سياسية تسكن في وسط الخرطوم ولديها من الإمكانات والمباني ما يكفيها ومتزوجين من إمرأة واحدة.. أعتقد أن هذا الأمر الرؤية الشخصية فيه عقدية أكثر من غيره، وزواجى من إمرأتين لعله مرتبط بالعامل الوراثي، فأنا من بيت معدد (والدي معدد، وجدى معدد، وجدى الثاني معدد، وجدتي معددة وتزوجت من أكثر من رجل).

    * أستاذ محمد أنت جاهرت بآراء واضحة جداً في أداء الحزب . برأيك فيم أخفق المؤتمر الوطني تحديداً؟

    - لا أريد أن أجّمل الإخفاقات، لكن أعتقد إن الإخفاق الكبير هو أن المؤتمر الوطني إلى الآن هو حزب ضعيف المؤسسات الداخلية، وهذه أكبر مشكلة تواجه الأحزاب الأخرى. فالمؤتمر الوطني حتى الآن لديه مؤسسات موجودة على الورق وظاهرة للرأى العام مثل الشورى والمؤتمر العام والقطاعات .ولكن هذه المؤسسات داخل الحزب – وأقولها بكل صراحة- لا تلعب دورها الحقيقي الذي ينبغي أن تلعبه، وهذه واحدة من الإخفاقات التي تنتج عنها جملة من الإخفاقات الأخرى قد يضيق المجال لذكرها. لكن أنا أعتقد أن حزبا بلا مؤسسات يساوي لا حزبا.

    *المفارقة في حديثك أن مسألة المؤسسية التي تتحدث عن غيابها ظلت على الدوام من الأشياء التي يتباهى قادة الوطني بوجودها ويتحدثون عن بنائهم لحزب مؤسسات؟

    - هذه قضية نسبية، وأنا ذكرت لك بأنه ربما تكون هذه المؤسسات حتى على مستوى الورق غير موجودة في بعض الأحزاب الأخرى، وأنا أرى للأسف أن كثيرا من قيادات المؤتمر الوطني يقارنون أداء الوطني بالأحزاب الأخرى حتى يلجموا الكثير من الناس بالقول أنه أحسن السيئين، ولكن أنا أعتقد أن حزباً يقود دولة ولديه تجربة قاربت في المدى القريب على الأقل الربع قرن، ولا توجد فيه مؤسسات قوية تديره ولا صلاحيات واسعة لشورى الحزب أو لجان قوية للمحاسبة والضبط التنظيمي، صحيح أن هذه الأشياء والمؤسسات موجودة ولكن المشكلة الأساسية في مؤسسات المؤتمر الوطني هو عدم الفاعلية وعدم القدرة أو القابلية على التغيير.

    * كيف نظرت أستاذ محمد للمذكرة التصحيحية الأخيرة؟

    - يجب أن نعلم أن هذه المذكرة لم تكن المذكرة الأولى، ولن تكون الأخيرة وهذه ربما تكون المذكرة الرابعة أو الخامسة أو السادسة في تاريخ الحركة الإسلامية أو الذراع السياسي لها المؤتمر الوطني، ومع تحفظي على الصورة التي خرجت بها المذكرة التصحيحة إلا أنها تناولت قضايا حقيقية .وهذه القضايا أذكر أن (80%) منها أُثيرت سواء أكان من قبل أشخاص آخرين أو منى أنا شخصياً. أنا جاهرت بها قبل أكثر من عام ونصف العام ولعله لدينا تجربة قاسية في ولاية الخرطوم لإزالة هذا التشوهات وهذا المرض، مرض أن يبقى الأنسان لأكثر من عشر وعشرين سنة في موقع واحد ومرض أن يدير قيادي واحد من عضوية المؤتمر الوطني أكثر من مؤسسة تنظيمية وأكثر من مجلس إدارة وغيره، وبالتالي فإن ما طرح في المذكرة كان موجوداً ولكن أكرر أن المشكلة مازالت داخل المؤتمر الوطني هو القدرة على التغيير والقابلية لذلك.. هل هناك قابلية أن نغيّر الشخص الذي ظل أكثر من (23) سنة وزيرا أم لا؟ وهل لا يوجد أحسن من هذا الشخص لتولى المناصب؟..

    * هذه الأسئلة نوجهها لك أنت شخصياً هل ترى قابلية للتغيير داخل المؤتمر الوطني؟

    - أنا أعتقد في الفترة الأخيرة كانت توجد قابلية نسبية ولكن ليست المطلوبة، وما أراه الآن من بروز للمذكرات ربما يقوي هذه القابلية. ومن إيجابيات مثل هذه المذكرات أنها تنبه لقضايا الإصلاحات التي هى أصلاً موجودة في النظام الأساسي للحزب وفي توصيات المؤتمرات ولكن أجهزة الحزب لا تقوم بتفعيلها إلا من خلال ما يمكن أن نسميه بـ (لسعات الإصلاحيين) التي تنبه قيادة الحزب.

    * من الملاحظ أن كل قيادات المؤتمر الوطني ينخرطون بكلياتهم في العمل التنفيذي، فمن يفكر ويخطط للمؤتمر الوطني الآن؟

    - هذه أكبر مشكلة، وقد ظللنا نتحدث في هذا الأمر بصورة كبيرة جداً. وللأسف أغلب قيادات أجهزة المؤتمر الوطني يديرون الشأن السياسي والحزبي والتنفيذي، ولذلك نحن الآن عندما نتحدث عن إخفاقات في الجهاز التنفيذي وعن مشاكل في بعض المؤسسات الإقتصادية وغيرها نجد أن كل تلك المؤسسات سواء أكانت حزبية أو تنفيذية إفتقدت المُخطط وهذه واحدة من القضايا. وأفتكر إذا رجعنا لعشرة أو أثنى عشر عاماً للوراء فسنجد أن أكبر أزمات الحركة الإسلامية بعد الإنشقاق إنها إفتقدت من يُفكر. أنا لا أتحدث هنا مباشرة عن الدكتور الترابي ولكن أتحدث عن العقل الجمعي فلا يوجد الآن عقل جمعي يفكر للحركة الإسلامية.

    * هل تعنى أنهم يمارسون السياسة على طريقة (رزق اليوم باليوم)؟

    - هذا هو الموجود الآن في الساحة.

    * مم تخاف على المؤتمر الوطني؟

    - أخاف على المؤتمر الوطني من المؤتمر الوطني وهذه هى القضية الأساسية، وأعتقد الآن عندما يتحدث الناس عن ربيع عربي ومظاهرات قادمة للسودان هذه أشياء لا خوف منها أبداً، والشعب السوداني أعتقد شعب فطن جداً. ولكن أنا أخاف على المؤتمر الوطني أن يكون هناك ربيع عربي داخل المؤتمر الوطني إن لم تكن هنالك إستجابة لهذه المذكرات والأصوات التي ترتفع بالإصلاح داخل المؤتمر الوطني، ومن الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها بعض قيادات المؤتمر الوطني في وصم أصحاب النوايا الحسنة المنادين بالإصلاح، وصمهم، بأنهم متفلتون ومتمردون وغير ذلك من الأشياء التي ربما تتطور وتكبر وتصبح قابلة للإنفجار.

    * هنا يبرز سؤال مرة أخرى عن مدى قابلية المؤتمر الوطني للإصلاح لتفادى مثل هذا الربيع؟

    - كل تحورات المؤتمر الوطني منذ الخمسينيات من جبهة الميثاق الإسلامي إلى الحركة الإسلامية والجبهة الإسلامية إلى المؤتمر الوطني أعتقد أن كل تلك التحورات كانت للإصلاح ولكنها كانت في ظروف غير الموجودة الآن. والآن نعتقد أن إتكاء المؤتمر الوطني على السلطة والجهاز التنفيذي والدولة ربما يسهم في بطء الإصلاح والتحرك من الداخل. والمؤتمر الوطني إذا كان يتكىء على قضية السلطة والجهاز التنفيذي فهو يتكىء على (حيطة مايلة) فإصلاح المؤتمر الوطني يجب أن يكون بمعزل عن سلطة الدولة وقوتها وسلطانها.

    * برأيك هل يملك المؤتمر الوطني مقومات العيش والبقاء في حال فقده للسلطة؟

    - هذا هو الوضع الطبيعي، الوضع الطبيعي أن يبتعد المؤتمر الوطني عن السلطة لأنها ليست ثابتة ،والثابت هو المبدأ والعقيدة والمنهج الذي يقوم به الحزب. ولذلك أنا شخصياً كنت أًصر بشدة في تعديلات كثيرة أدخلناها على النظام الأساسي تقضي بفصل الجهاز التنفيذي عن الجهاز الحزبي .بمعنى أن الشخص المسؤول عن العمل التنفيذي في الحزب لا يكون مسؤولا في واحدة من أجهزة الدولة.

    * هنالك إتهام بأن المؤتمر الوطني يتغذى من مال الدولة؟

    - إذا قال لك أي شخص عن أي حزب حاكم في أية مرحلة من المراحل السابقة إنه لا يستفيد من موارد الدولة يكون غير دقيق في كلامه. فالفساد كما ليس مالياً فحسب، فيمكن للحزب أن يستفيد من علاقته بأى مسؤول أو وزير في تسيير أعماله من غير المال، ونحن في هذا لنا رأى واضح وهو يجب أن لا يكون المسؤول الذي يدفع به الحزب إلى العمل التنفيذي مرتبطا بالحزب إلا في إطار العضوية العامة ،بمعنى أن لا يكون مسؤولاً عن أمانة من أماناته أو أجهزة من أجهزته، وأعتقد حسب مسؤولياتي التنظيمية التي كنت أديرها أن المؤتمر الوطني خاصة في نموذج ولاية الخرطوم يعتمد على عضويته بنسبة غالباً جداً إن لم تكن كاملة.

    * لكن البعض نقل عنك في بعض الأحاديث الخاصة أنك طالبت أكثر من مرة بضرورة فطم الحزب من مال الدولةً؟

    - هذا الحديث ذكرته بصورة واضحة جداً على مستوى المركز العام، وقلت بصورة واضحة جداً هل يأتي يوم إذا ذهبت هذه الحكومة والجهاز التنفيذي من حزب المؤتمر الوطني بأى شكل من الأشكال لأى حزب آخر، فهل يمكن للمؤتمر الوطني أن يكون بمثل هذه الوضعية؟ وهنا اللبيب بالإشارة يفهم. فيجب على المؤتمر الوطني أن يتقي هذه الشبهات، والقضية الثانية يجب أن يعيش المؤتمر الوطني على موارده الذاتية سواء أكانت معه الحكومة أو لم تكن معه، ولا أشك مطلقاً أن هنالك رأيا جديا من رئيس المؤتمر الوطني ونوابه وعلى مستوى ولاية الخرطوم أن يعظموا قضية الإشتراكات الذاتية، وإذا صدقت النوايا فعضوية المؤتمر الوطني في أى ظرف من الظروف يمكن أن تدير الحزب بمواردها الذاتية بصورة أفضل مما هى عليه الآن.

    * أى مستقبل ينتظر المؤتمر الوطني برأيك؟

    - واحدة من مشاكل المؤتمر الوطني المرتبطة بمستقبله أنه يوجد به إنفصام كبير جداً بين الجيل الذي ربما أكون جزءاً منه ، وبين الجيل الذي يدير المؤتمر الوطني الآن، وإذا نظرت إلى هذا الجيل الذي يدير المؤتمر الوطني والدولة الآن تجده بنسبة لا تقل عن الـ (80%)، هم جيل ما قبل الثمانينيات وتخرجوا في الجامعات منذ السبعينيات، ولكن الجيل ما بعد الثمانينات وحتى 2012م – أى نحو ثلاثة عقود من الزمن- فإن حظه من عمل الحركة الإسلامية لم يكن سوى أن وجد سلاحاً فحمله فجاهد ودافع عن مشروع الحركة الإسلامية فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر، ومن ينتظر الآن ينتظر في بيته وليس في مكاتب المؤتمر الوطني إلا القليل. ولذلك فإن هذه الهوة وهذا التباعد أحدث ما يمكن تسميته بهذا التململ.

    * وما علاقة ما ذكرت بالمستقبل الذي ينتظر المؤتمر الوطني؟

    - هناك حالة من الإنفصام ولابد أن تقوم قيادات الحركة الإسلامية والحزب بعلاج هذا الإنفصام، فالمؤتمر الوطني قد تراجع للأسف عن قضية إشراك الشباب. ونحن الآن نتحدث عن مجرد التغيير، ونريد التغيير – كما ذكرت في حديث سابق- حتى وإن كان هذا التغيير بمثل أعمار الذين يقودون الآن. ولا يمكن أن يبقى شخص في وزارة لأكثر من (23) سنة، وأنا دائماً أقول إن أكبر شخص في هذا العالم خدم الصهيونية والحركة اليهودية العالمية ودمر المسلمين وقتل منهم أكثر من مليونى مسلم هو الرئيس الأمريكي جورج بوش ،وكان يمكن أن تكون جائزته أن يستمر كحاكم للولايات المتحدة ولكن (السيستم) الموجود هناك منعه وهو الآن يرعى ويتلاعب مع ######ه في بيته. ولذلك أنا أرى المستقبل في إستمرارية الفكرة التي قامت عليها الحركة، وإستمرار الحزب يكمن في التداول السلمي لهذه العملية بصورة مباشرة بين أجيال الإسلاميين المتلاحقة. وأعتقد يجب أن تتواضع قيادات الحركة الإسلامية وتنظر لهذه المذكرات والإنتقادات بروح إيجابية وليس بروح التهميش والإقصاء.

    * آخيراً سيد محمد.. ألا تعتقد أن ما قلته في هذا الحوار من إفادات ساخنة ستغضب منك البعض داخل الحزب والحركة الإسلامية بشكل أو آخر؟

    - أنا ربما ظللت لفترات طويلة مغضوباً علىّ ولا أخشى أن يزداد هذا الغضب. وكل ما قلته لك، سبق وأن قلته في الأُطر الحزبية وأرجو- إن كان حديثى هذا صحيحاً وصواباً- أن يجد أذاناً صاغية.
                  

01-31-2012, 07:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الثلاثاء, 8 ربيع أول 1433 هـ - 31 يناير 2012 
    5 مذكرات تصحيحية للإسلاميين بالسودان
    الثلاثاء, 17 يناير 2012 13:06 .
    الطيب زين العابدين يكشف عن مذكرات جديدة داخل الحركة الإسلامية


    قال الإسلامي البارز الطيب زين العابدين، إن أكثر من خمس مجموعات داخل الحركة الإسلامية دفعت بمذكرات لتصحيح مسار الإنقاذ، منها: مذكرة المجاهدين ومذكرة من المكتب السياسي بالوطني ونواب الهيئة البرلمانية للحزب، بجانب أساتذة جامعة الخرطوم.

    ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها الصادر يوم الثلاثاء، أن مجموعة أخرى داخل الحركة الإسلامية تقدمت، الإثنين، بمذكرة شديدة اللهجة لتصحيح مسار الدولة، بل إنها تبرأت من سياسات الإنقاذ ودعت الحركة الإسلامية للخروج من عباءة المؤتمر الوطني والعودة إلى الجماهير والخروج لتأسيس تنظيم جديد بعيداً عن الدولة ومؤسساتها.


    ورفضت المذكرة الأخيرة مسايرة نظام المؤتمر الوطني الذي وصفته بأنه لا يقبل النصح ولا يحسن الاستماع، وحثت أعضاء الحركة الإسلامية للخروج من الحزب وبدء مرحلة جديدة من الكفاح.


    توزيع المحدود
    "
    الطيب زين العابدين: هنالك إحباط داخل الحركة الإسلامية نتج من تشكيل الحكومة الجديدة والتي جاءت بصورة غير متوقعة خاصة وأنها لم تأت بحكومة رشيقة وخلت تماماً من الشباب
    "
    وأبلغ القيادي الإسلامي الصحيفة بأنه سمع بالمذكرة ذات التوزيع المحدود، كما علمت من قبل بمذكرة تصحيحية للمجاهدين، ولكن أود القول "إن ظاهرة المذكرات لا تنحصر في هاتين المذكرتين، وأن هنالك مذكرة رفعت من المكتب السياسي للمؤتمر الوطني عندما كان يتولى أمره القيادي إبراهيم غندور".


    وأضاف هنالك مذكرة أخرى قدمت لنواب الهيئة البرلمانية وتم تسليمها إلى المؤتمر الوطني وعرضت على النواب عبر جهاز بروجيكتر وهي تطالب أيضاً بإجراء إصلاحات في الدولة وفي حزب الوطني، بجانب مذكرة أخرى من أساتذة الجامعات رفعت يناير 2011.


    وقال الطيب زين العابدين، إن ظاهرة المذكرات ليست معزولة عن أنشطة أخرى مثل إسقاط البرلمان لقرار رفع الدعم عن البنزين، وهو يمثل مبلغاً كبيراً يقدر بحوالى ستة مليارات، ويعني أن المالية فقدت هذا المصدر الإيرادي، ووصف السلوك بأنه شبه تمرد من أعضاء الوطني على سياسات الدولة.


    وتابع: "هنالك إحباط داخل الحركة الإسلامية نتج من تشكيل الحكومة الجديدة والتي جاءت بصورة غير متوقعة خاصة وأنها لم تأت بحكومة رشيقة وخلت تماماً من الشباب، كما أن أكثر أعضائها فاقوا الـ60 عاماً".



    وكالات



    (الوطني): (الشعبي) يضلل الرأي العام الاثنين, 30 يناير 2012 23:15 التحديث الأخير ( الاثنين, 30 يناير 2012 23:16 ) .
    قطبي: المشاكل بالشعبي وصلت مرحلة التكتلات للإطاحة بالترابي


    صوّب المؤتمر الوطني انتقادات عنيفة للمؤتمر الشعبي، قائلاً إن الأخير يحاول جاهداً تضليل الرأي العام بمزاعم وجود انشقاقات داخل الحزب الحاكم بسبب ما أسماه بالجدل الدائر حول المذكرة التصحيحية. وعزا الخطوة لصرف الأنظار عن المشاكل بالشعبي.

    وقال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي، إن الشعبي يحاول إيهام الرأي العام بحدوث انشقاق داخل الوطني بسبب المذكرة التصحيحية، وشغله بمذكرة أخرى داخل المؤتمر الوطني في اتجاه جاد منه لصرف الأنظار عن الخلافات الحقيقية بداخل هياكله التنظيمية.


    وأضاف قطبي للمركز السوداني للخدمات الصحفية، أن المشاكل بالشعبي وصلت مرحلة التكتلات للإطاحة بالأمين العام حسن الترابي عبر (5) مجموعات هي مجموعة نهر النيل، صديق الأحمر، ابن رشد، المجذوب والتغيير الجذري.


    وتابع المهدي أن الترابي وصف هذه المجموعات بـ(المجموعات السرطانية) محملها سبب فشل حزبه في انتخابات جامعة الخرطوم، النيلين، كسلا.


    وأبان أن الانشقاقات التي مني بها الشعبي، وهجرة معظم كوادره إلى الخارج وانهيار حركة العدل والمساواة بعد مقتل رئيسها خليل إبراهيم، كل ذلك وغيره جعل الشعبي أكثر الأحزاب مهدداً بالزوال والتلاشي التنظيمي من الساحة السياسية.
                  

01-31-2012, 10:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    إبراهيم أحمد عمر للدبّابين: استعدوا للجهاد .
    الثلاثاء, 31 كانون2/يناير 2012 05:38

    الانتباهة


    دعا مستشاررئيس الجمهورية إبراهيم أحمد عمر طلاب الجامعة الإسلامية خاصة الدبابين منهم إلى الاستعداد للجهاد وحمل البندقية ووضع القلم، في الوقت الذي يأتي ويجب فيه وضع القلم ورفع البندقية. وطالب إبراهيم طلاب الجامعة الإسلامية بتولي مسؤولية حماية الوطن،

    ودعا خلال حديثه أمس احتفال جامعة أمدرمان الإسلامية بمناسبة مرور أكثر من عام على تأسيسها دعاهم للتوجه نحو بيوت الله لتقدم المصلين في كافة جوامع السودان لتقديم العلوم الإسلامية لكافة أهل السودان.

                  

02-01-2012, 11:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الشعبي»: الحديث عن مجموعات غاضبة داخل الحزب ضرب من الخيال
    نافع:على الترابي أن ينتظر إنقاذ الغرب للمعارضة في الخرطوم

    الخرطوم : حمد الطاهر: تصاعدت حدة التصريحات المتبادلة بين المؤتمر الوطني وغريمه المؤتمر الشعبي ،فبينما دعا نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، الدكتور نافع علي نافع ،زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي الى ان يترقب (انقاذ الغرب للمعارضة)،شن القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر، هجوما غير مسبوق على تصريحات قطبي المهدي بوجود (5) مجموعات داخل الشعبي ترتب الاطاحة بالترابي، واعتبرها محاولة من الحزب الحاكم لستر (العورة) من فضائحه، وصرفاً للانظار عن (الحزب المفكك) الذى يعتمد على قوة السلطان فى بقائه .
    وقال المسؤول السياسي فى المؤتمر الشعبي كمال عمر، ان اى حديث عن انشقاقات او مجموعات غاضبة داخل الشعبي، ضرب من الخيال وامان للمؤتمر الوطني.
    واضاف عمر لـ(الصحافة) ان المؤتمر الوطني تارة يدعي « بأننا عدل ومساواة، وتارة يتهمنا بانقلابات، وتارة بالصراعات، وتابع «نحن ندرك سر لجوء الحزب الحاكم الى مثل هذا الكلام الذى لا قيمة له».
    ورأي ان المؤتمر الوطني يمر بأزمات مختلفة، ومذكرات تصحيحية، ومطالب بتقويم المسار وعدد من الملفات المختلف حولها فى داخله. وزاد «هى معروفة لدى الناس بالاضافة الى كوارثه فى الولايات.»
    واوضح عمر ان الاسماء التى اوردها قطبى المهدي موجوده فى مستويات تنظيمية مختلفة بالمؤتمر الشعبي وتعبر عن آرائها داخل مؤسسات الحزب بحرية ولا تحمل ابدا (فكرة مؤامرة او تربص)، لانها تدرك ان الوظائف تولى بالانتخاب والمؤسسية.
    واكد ان الشعبي حزب مؤسس قائم على فكرة ونظام سياسي وبرنامج واهداف واضحة كلها «مربوطة بقيم السماء» لافتا الى ان الترابي ظل طيلة الفترة الماضية يحاول الابتعاد عن موقعه الا اننا حريصون على وجوده و»سنفعل الى يوم يبعثون».
    من ناحيته، سخر نافع في تصريحات صحفية بالمركز العام امس من حديث زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي بأن الغرب يقبل بأي بديل يأتي بثورة في السودان، وان هنالك مذكرة اخري في الطريق، وقال ان علي الترابي ان يترقب «المذكرة وانقاذ المجتمع الدولي للمعارضة في الخرطوم».ووصف نافع، رفض رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت التوقيع علي الاتفاق بـ»غير المبرر» ويدلل علي ان الحركة الشعبية تخدم اجندة غيرها ،وقلل من خطوة حكومة الجنوب لاغلاق الحدود مع الشمال وقال « دي حدودهم ويتصرفوا فيها كيفما شاءوا» ،مؤكدا ان حدود السودان ستكون مفتوحة متى ما ارادوا التعامل بالحسنى، ونفي ان يكون تراجع سلفاكير عن توقيع الاتفاق يعني نهاية التفاوض، وقال حدد فبراير الجاري موعدا جديدا للتفاوض حول النفط.

    الصحافة
    1/2/2012


    ---------------

    لشيخ صادق عبد الله عبد الماجد رجل لم تغيِّره الدنيا!! .
    الأربعاء, 01 شباط/فبراير 2012 06:30

    الانتباهة

    الطيب مصطفى

    ليتكم زرتموه في منزله المتواضع لترَوا الزهد يمشي على قدمين.. إنه الشيخ صادق عبد الله عبد المجد، اسم أفلح والداه ونظرا بعين الغيب حين أدركا كيف تتطابق الصفة مع الموصوف وعلما أنهما رُزقاً ابناً جعل من آية (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) شعاراً مقدساً.
    اقرأوا ما قاله الشيخ صادق حين سُئل في حوار (الأهرام اليوم) عن رأي الإخوان في ما يُشاع عن قضايا الفساد والإفساد؟! قال الشيخ صادق: (أنا الحكومات دي عايشتها منذ ما قبل الاستقلال، دائماً السنوات الأولى بيكون فيها خير بعدها يتجلّى الانحراف كما حصل الآن، عايشت الحكومات دي كلها وما رأيت حكومة غرقت في الفساد وعدم مواجهة الحقيقة والعدل لكل من يعتدي على المال العام والحق العام مثلما يحدث الآن، أنا لا أقيِّم الإنقاذ بأشخاص وإنما بالتجربة عموماً»!!
    وعندما سُئل الشيخ صادق: (هل هذا يعني بأنك لست راضياً عنها) أجاب: (أبداً ما راضي عنها وفي مقدور الدولة أن توقف هذا بالقانون).


    ثم قال معلقاً على سؤال: هل كان المشروع الحضاري يعبِّر عن المشروع الإخواني.. قال (من كلمة حضاري دي أنا شعرت أن إخوانّا لا يريدون السير في الطريق القويم (حضاري شنو يعني؟!) هؤلاء لم يعبروا عنّا ولا عن المسلمين في السودان.. هل المشروع الحضاري أنظف وأوضح من المشروع الإسلامي.. الدرب القويم ما فيه (لولوة) ولا مجاملة ولا مراعاة لخاطر فلان أو علان)!! ثم قال الشيخ صادق إن مشاركتهم كانت ديكورية أما الآن فإنهم لا يشاركون في الحكومة الحالية!!
    ما أشبه الشيخ النحيل صادق بالشيخ الشهيد أحمد يس الذي قصفته طائرات بني صهيون وهو عائد من المسجد على كرسيه عقب صلاة الفجر إنها النماذج الحية المتجدِّدة لقول الله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) لكم غضبنا منه حين اختلف مع الترابي الذي كنا حينها نعتبره مجدِّد القرن العشرين فإذا به يهوي.. لكن أمثال صادق عبد الله لا يعتمدون في قرارتهم على ما نعتمد عليه نحن المعجبين بعقولهم وإنما بعلم آخر لا يُمنح الا للمتقين الموقنين المحسنين.. إنه الفرقان الذي يميِّز به المؤمن بين الحق والباطل. (إن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً...)


    رأيت بعض صحافيي الغفلة يحتفون ب########ين و########ات ويسوِّدون بسيرتهم الصفحات.. أحدهم شيوعي متشاعر ــ وهو قريبي بالمناسبة ــ قالت له زوجه: (يا أنا يا العرقي) فقال لها: (العرقي) فكان أن ليّف العرقي كبده ومات!
    أخر.. سمَّوه شاعر الشعب وهل يحتفي الشعب السوداني المسلم ويمنح اسمه لشيوعي لا يصلي؟! وكثير من الزبد الطافي على صفحة حياتنا يعطِّل مسيرنا ويملأ حياتنا بؤساً وتعاسة!!


    قبل يومين قرأت تصريحاً لأحد زعماء الأحزاب اليسارية العلمانية قال فيه متباهياً (أنا تلميذ محمود محمد طه).. تخيلوا رجلاً يقدِّم نفسه للشعب السوداني ليضعه على أكتافنا من خلال حزب سمَّوه (حق) وما هو إلا باطلاً يتبرج بالسوء ويتباهى بأنه تلميذ الدجال الضليل محمود محمد طه (أسأل الله تعالى أن يحشره معه) محمود الذي قرَّر أو أوهمه الشيطان الرجيم أنه (وصل) ولذلك فإنه أعلى من أن يصلي كما يصلي المسلمون أو كما يصلي الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي حتى تتورم قدماه ويؤمَر: (قم الليل إلا قليلاً) أما ذلك الدجال فإنه رُفعت عنه الصلاة لذلك يحتفي به الشيوعيون وتحتفي به صحيفة (أجراس الحرية) و(الميدان) ويحتفي به عرمان والحاج وراق منشئ حزب (حق) الذي تقوده الفتاة (هالة) التي جمعت الشيخين (الصادق المهدي والترابي) وأصلحت بينهما!!


    هل فهمتم الآن لماذا يتبارى الترابي والصادق المهدي في تقديم فروض الولاء والطاعة ويقدمان الفتاوى حول المرأة تمشياً مع صرعة (الجندر) التي لا أستبعد أن تقودهما ليفتيا بأن الصلاة لا تجوز من الآن فصاعداً إلا خلف النساء وأن تتضمن الطبعة الجديدة من (التفسير التوحيدي) ملحقاً يقسِّم الرسل بين النساء والرجال!!
    من قال لكما أيها (الشيخان) إن النساء المسلمات ــ وليس الشيوعيات أو العلمانيات ــ متمردات على دينهنّ أو منهزمات أمام حضارة الغرب التي لا تنظر إلى المرأة الا كائناً للجنس وبيع وتسويق منتجات الحضارة الغربية؟!
                  

02-02-2012, 07:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    تعليق على تصريح الشيخ الترابى

    / عوض سيد احمد عوض
    منذ 11 ساعة 59 دقيقة
    حجم الخط:

    حسن عبدالله الترابى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    الترابي يقول : " كان الفساد بضع في المائة والآن يحتاج للغسيل بالصابون والديتول "

    ( أعلاه تصريح للشيخ الترابى نقلا عن صحيفة حريات31/1/2012 )



    التعليق : الى الشيخ الدكتور / حسن عبدالله الترابى , الأمين العام للمؤتمر الشعبي ,
    فيما يتعلق بالتصرح أعلاه ,أرجو أن تسمح لى بتوضيح الآتى :
    أولا :
    درج سيادتكم فى اللآونة الأخيرة , مع مجموعة من تلاميذك تطالعوننا يوميا بمقالاتكم وتصريحاتكم عن : " فساد الانقاذ " ... والآن هناك حملة كبيرة عن هذا الموضوع يديرها رئيس تحرير صحيفة التيار , وفى تعليق لى على مقالة أخيرة له , تحت عنوان : " قولوا يا لطيف " جاء فيه الآتى :
    يا أخى أنت تعلم أن هذا الذى يجرى أمام أعيننا , ويراه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , والذى يمثل كما ذكرت أنت : " قمة الفساد فى الأرض " ..... ... تعلم يا أخى أن ذلك لم يأتنا من فراغ , أنه كان ولا يزال حصيلة تطبيق , مبدأ : " التمكين " هذا المبدأ التلمودى الذى أعطاه الأب الروحى لتلاميذه ( قادة الانقاذ ) : " الصبغة الاسلامية " ومن ثم , وبموجبه , تحولت الدولة كلها من دولة : " الوطن " الى دولة : " الحزب " يتصرف فى أموالها وممتلكاتها , كأنها ضيعة تابعة له , دون أى حسيب أو رغيب ,
    * وكما تعلم يا أخى أن هذا المبدأ لم يكن جديدا علينا , فقد أخذت به كل الأنظة الشمولية , قديمها وحديثها , وقد رأينا نتائجه بام أعيننا , وكان هو السبب الأساسى والرئيسى لقيام : " الربيع العربى " فكشفت , وعرّت , هولاء الذين كانوا يدعون أنهم حكام , وولات أمر , وانهم ماجاؤا الاّ لخدمت رعاياهم ,....... كشفتهم , وعرتهم ورآهم الناس كل الناس , أنّهم لا يعدو كونهم : " رؤأساء عصابات مجرمة " .....لا غير , تجردت تماما من انسانيتها كانسان , وأصبحت , أشدّ , وأعتى ضراوة , من وحوش الغابة .
    * هذه يا أخى أصبحت حقايق معلومة للجميع , ولكن المصيبة الكبرى , والبلية الأعظم , انّ هذا الذى ظللتم تطالعوننا به يوميا , و تتناولونه باقلامكم , وتتكلمون عنه باعتباره : " فساد " ... هم لايرونه كذلك بموجب هذه التعاليم , والموجهات , التى أعطت هذا المبدأ الخطير : " الصبغة الاسلامية "..... وكان هذا المبدا هو القائد والمرشد والموجه لكل الممارسات السلبية , التى ظللتم تتكلمون عنها طيلة حكم الانقاذ : " عمليات التشريد من الخدمة العامة للدولة , بيوت الاشباح , المصادرات بدون وجه حق , نهب المال العام ....... الخ ... ما تطالعوننا به يوميا , وتعلمون أن كل ذلك , تم ومورس , بعيدا عن أسس : " العدالة " التى جاءت الرسالة الخاتمة أصلا , لبسطها , وارسائها , لتسعد بها البشرية جمعاء . !!!!!!!
    * هذه هى القضية يا أخى : " أن ينسب مثل هذا العمل الممعن فى سوءه , وقبحه , الى الاسلام " ..... الي الرسالة الخاتمة والتى جاءت أصلا لانقاذ البشرية كلها , وتحريرها تماما من مثل هذا العبث , وهذا التردى , والرجوع بالانسان الذى كرمه الله الى : " للجاهلية الجهلاء " مرة آخرى .
    ثانيا :
    وجاء فيه أيضا ما يلى :
    تعلم يا أخى أن الأب الروحى : " للانقاذ " سبق أدلى بتصريح فى غاية الخطورة - ( بعد المفاصلة ) - فيما يتعلق بهذا الأمر : " أمر التمكين "........ ما ذا قال ؟؟؟.....قال واصفا تلاميذه بأنهم : " كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة " !!!!! ....... اذن هو يعلم تمام العلم مآلات ومرامى تطبيق هذا المبدأ الخطير, والذى من أخص خصائصه : " تحويل أناس عاديين من عامة الرعية لكى يصبحوا , بوجب تطبيق هذا المبدأ , فى ظل سلطة شمولية بغيضة , ... تحويلهم الى : " أباطرة "........... " أصحاب قصور ,وبنايات عالية , واقطاعيات , وشركات ضخمة .......... الخ ... ما تطالعوننا به ويخطه يراعكم يوميا , ويراه الناس كل الناس فى كافة وسائل : " الميديا الحديثة " ........ نعم يا أخى هو الذى وضعهم فى هذا الطريق المهلك الشايك , والمصير المجهول باعتبار أنه طريق الاسلام , فكانت النتيجة كما أفصح عنها هو :
    " كسبو الدنيا ونسوا الآخرة "
    ثالثا :
    فى رسالة لى تحت عنوان : " الحروب التدميرية للانقاذ " أوضحت المآلات الحتمية , والهدف النهائى لعملية تطبيق هذا المبدأ الخطير : " التمكين " متكاملا مع مبدأ آخر صنو له – ( أخذ الصبقة الاسلامية أيضا ) – وهو : " الارهاب " نقتطف منها هذه الفقرة تحت أسم : " الفرعنة " :
    الفرعنة : كثير من الناس يعتقد أن كلمة فرعون صفه خاصة مرسومة لشخص بعينه , .... ولكن الواقع يقول انها حالة قابلة للحدوث لأى من البشر متى توفرت شروطها , ........... الآن فالننظر حولنا ونرى مدى التحول الذى أحدثه تطبيق هذين المبدأيين فى خريجى هذه المدرسة الجديدة , ..... وهم كما نعلم جميعا لا يختلفوا عنا , .... هم من عامة الناس أمثالنا, ومنحدرين من طبقة الفئات الثلاث المعلومة : ( راعى – فلاح – عامل ) ......كيف أصبح حالهم الآن , .....وبمقتضى مبدأ التمكين أولا : ..... انهم وجدوا أنفسهم ارتقوا الى قمة عالية فوق الناس جميعا فأصبحوا : " أباطرة " : " أصحاب قصور وبنايا ت عالية وشركات ......... الخ .....ماهو معلوم للناس "...... وبيدهم : " سلطة مطلقة " و " ومال وفير لا حدود له " .......... ثم يقابل هذا , ويتكامل معه : " ضعف كامل " و " خضوع واستكانة " .... من الرعية , بمقتضى مبدأ : " الارهاب "


    ثانيا , ............. نعلم أن .المحرك لذلك كله , كما هو معلوم عن كل هذه الشموليات ,والكامن وراءه هو : " عقيدة التفوق "....... ...هم فوق الأمة , ...هم الوصايا عليها ... هم صفوت الله فى أرضه " ..........وكلهم سواء فى تلك " العقيدة "....... لا يختلفون الاّ فى نوع الراية المرفوعة : " ماركسية – بعثية ........ الخ "................ ثم أخذت المدرسة الجديدة , ذات النهج مع اعطاءه : " الصبقة الاسلامية " ........... ماذا بقى لهم لكى : " يتفرعنوا " ؟؟؟؟؟؟؟....... أنها والله , حدّ الفرعنة , ........ فهل بعد ذلك يا أخى يأتى من يطلب منهم : " الوقوف لمراجعة هذه التعاليم والموجهات والنظر اليها بعين الريبة " ...... بعد هذا التمكين , وحدّ الفرعنة !!!!!!!
    رابعا : والآن الكل يعلم ( داخليا وخارجيا ) أنك أنت , من وضع : " بذرة الانقاذ " وأن القائمين عليها ما هم الاّ : " تلاميذك " الذين أخذوا عنك , وهم فى سنى شبابهم الأول , فكنت أنت الأب الروحى لهم , يأتمرون بأمرك , وينصاعون لآوامرك , ومن ثم فان ما نراه ونشاهده , أمام أعيننا , من ممارسات , ماهو الاّ تنزيل حرفى , لما كسبوه , وعقلوه من تعاليمك , وموجهاتك لهم , والتى ظلوا , ولا يزلوا , يعتقدون أنها هى الاسلام , وأنهم على حق , وأن غيرهم على باطل !!!!!!!
    خامسا :
    تعلم , أن الناس , كل الناس , ظلوا يتابعون موقفك من الانقاذ بعد ( المفاصلة ) ويتابعون كل تحركاتك , وما تضطلع به من نشاط كبير , فى مختلف وسائط ( الميديا ) الحديثة , كأكبر , وأهم , معارض لها ,... ويتابعون أتهامك المستمر , والمستدام لها , بالفساد , وأنها بعدت تماما عن تطبيق شرع الله , وتحولت الى سلطة , تقوم على القهر , والحكم المطلق , وقمة الاستبداد , ............. الخ النعوت , وتعلم أيضا أنهم فى متابعتهم لك , يدركون تماما ويعلمون , أنما تقوله يمثل بحق : " عين الحقيقة " بل يعد شهادة من أهم وأوثق الشهادات , ... لماذا ؟؟؟ ..... لأنها صادرة من : (( شهد شاهد من أهلها )) صدق الله العظيم , ....... ولكن مع ذلك كله , هم يعلمون تمام العلم , أن كل هذا الذى ذكرته , وكل هذه الجرائم التى نسبتها لها , كانت ولا تزال هى حصيلة , أو ثمرة : " للبذرة " الأولى , التى أضطلعت أنت بعملية بذرها , ورعايتها الرعاية التامة والكاملة كى توتى أكلها , وقد تم ذلك وتحقق بالفعل , كما تعلم , ناتى فى هذه العجالة على نذر منها :


    (1) استلام السلطة قهرا : من المعلوم ان الانقاذ اعتدت على سلطة قائمة , تستند شرعيتها على آلية التفويض الجماهيرى , أى مفوضة تفويضا كاملا من الرعية , وبموجب انتخابات حرة نذيهة , وهذا كما تعلم يتعارض مع مبادىء الاسلام , بالاضافة الى ذلك لو نظرنا فى المبررات المسوغة لهذا العمل , نجدها تستند فى حقيقتها الى مبدأ تلمودى خطير وهو : " الغاية تبرر الوسيلة " وتكمن خطورته فى أنه يستند فى عملية تطبيقه الى كافة الموبقات وجملة من الكبائر المحرمة شرعا , مثل : " الكذب – الخيانة – نقض العهود... الخ " ... ( نعلم أنه حدث تغيير للمبدأ , ونفذ العمل تحت مسمى : " فقه الضرورة " ) كى يأخذ : " الصبقة الاسلامية ".... ولكن العبرة بالنتيجة والثمرة التى جنيناها منه !!!!!
    (2) عملية التشريد من الخدمة العامة للدولة :
    عندما يأتى جماعة هم : " تلاميذك " يسطون ليلا على سلطة شرعية , تحت ادعاء أنهم لم يقدموا على ذلك الاّ لتطبيق شرع الله , ثم يعقب ذلك مباشرة , الاضطلاع بعملية كبيرة وخطيرة هى : " تشريد ما يزيد عن (60) ألف من الرعية , يعدون من خيرة , وأفضل الكفاءات العاملة فى الخدمة العامة للدولة من : " مدنيين , وعسكريين , وقضاة , ..... الخ "..... شردوهم , وألقوا بهم فى الشوارع , بصورة تعسفية , لم يسبقها مثيل فى تاريخ الأمم , كل ذلك يتم وينفذ , دون أى جريرة , ارتكبوها , وبعيدا تماما تماما عن أى : " عدالة " سماوية أو أرضية , فما ذا يمكن أن يسمى ذلك ؟؟؟ .... لا شك أن هذا يعد من أكبر , وأخطر , الجرائم التى ترتكبها سلطة فى حق رعاياها , فهى عملية لا مثيل لها فى قبحها , وبؤسها , وفجورها ,... لأن ارتكابها بهذه الصورة التى تمت ونفذت بها بعيدا ’ عن العدالة التى جاءت الرسالة الخاتمة خصيصا لانزالها وبسطها على الأرض , كى تسعد بها البشرية جمعاء ,... يعد : " ردّة " ورجوع بالبشرية الى عهود الظلام , ... الى : " الجاهلية الجهلاء "


    • ألم تكن أنت المسئول عن هذا ؟؟؟ أليس هولاء الذين اضطلعوا بهذا الهمل بهمة عالية , ونشاط لا مثيل له , تحت اعتقاد , أنهم يؤدون واجبا دينيا , يتقربون به الى الله , أليس هم تلاميذك وخريجى مدرستك ؟؟؟؟؟؟
    (3) بيوت الأشباح : وبالمثل ما تم ونفذ فى هذه البيوت سيئة السمعة , من جرائم مرعبة , يعف اللسان عن ذكرها , ارتكبت ضد نفر من الرعية أيضا , دون توجيه أى تهمة لأى منهم , وبعيدا , بعيدا , عن كل أسس العدالة , سماوية كانت , أم أرضية ,... وهنا يأتى السؤال الهام والضرورى والملح أيضا : " ألم تكن أنت مسئؤل عن هذا كله ؟؟؟ ...... أليسوا هم تلاميذك وخريجى مدرستك ؟؟؟؟؟؟؟
    (4) المصادرات : قمتم بمصادرة أموال وممتلكات نفر معلوم من الرعية , بصورة تعسفية أيضا , دون توجيه أى أتهام لأى منهم , وبعيدا تماما عن أى عدالة , يتم فى اطارها هذا العمل بشكل عادل و مرضى وبعيدا ,تماما , عن هذا النهج التعسفى الجائر , والمعن فى سوءه وقبحه , وفجوره .


    سادسا : هناك حقيقة يعلمها الجميع وأنت على رأسهم , وهى ان هولاء التلاميذ القائمين على أمر الانقاذ , لا يرون , ولا يعتقدون , أو يجول بخاطرهم , ان ما تسمونه ,وتطلقون عليه وتصموهم به من : " فساد وارتكاب جرائم ........ الخ " ما تطالعون به من مقالات , وتصريحات , يوميا , لا يرونه كذلك , ... بل يعتقدون أنهم بعملهم هذا هم فى حالة عبادة مع الله , وأنهم هم على حق , وأن غيرهم على باطل , والدليل على ذلك , أنهم لا يزال وحتى هذه اللحظة , سائرون فى ذات الطريق المرسوم لهم , لم يتزحزحوا عنه قيد أنملة , فهم كما يرى الجميع لم يتراجعوا أبدا , وحتى العهود الكثيرة التى قطعوها , والاتفاقات التى وقعوا عليها , لم يعيروها أى اهتمام , ( اتفاق القاهرة - الرياض ...... الخ الاتفاقات ) ومع ذلك نراهم يصلون ويصومون ويحجون , ومنهم من يقيمون الليل , فما ذا يمكن تفسير ذلك ؟؟؟ ... ربما لا يوجد تفسير غير تفسير واحد , وأنت الأدرى به , هو : " قوة ومتانة هذه التعاليم والموجهات التى التى خضعوا لها وأشربت بها عقولهم وهم فى ربيع شبابهم " .... والله أعلم بالصواب .
    سابعا : اذا , ما هو العلاج : ربما يقول قائل العلاج يكمن فى المقولة الشهيرة : " الربطها يحلها " وهذه لا تبعد كثيرا عن الحقيقة , ولكنى أرى فى ذلك وأقول كما سبق أوضحت , وأكرر ذلك أننى أنطلق دائما فى مخاطبتى لناس الانقاذ من بعد واحد , لا غير , ألا وهو : " البعد الدينى " وفسرت ذلك بأنهم هم الذين تعهدوا أمام الله والعالم أجمع , أنهم لم يقدموا على فعلتهم هذه الاّ لأجل تنزيل شرع الله على الأرض ليراه الناس كل الناس فى سموه , وعلوه وتسعد به البشرية جمعاء , وقلت ان هذا الالتزام والتعهد , يحتم علينا شرعا , أن ننظر الى أقوالهم , وأفعالهم , وممارساتهم , وكلما يليهم , ونزنه بميزان الشرع , فاذا تطابق معه فهو المطلوب , والاّ , يجب علينا جميعا , وجوبا شرعيا , أن نصدع بكلمة الحق , وأن لا نخشى فى الله لومة لائم ,


    ومن هذا المنطلق أسمح لى أن أوجه لك هذا السؤال الملح والهام وهو : " هل هذا الدور الكبير الذى ظللت تضطلع به منذ تاريخ المفاصلة , فى كشف حقيقة ما يجرى ووصفك اياه , بأنه : " فساد كبير , وجرائم لا انسانية , وبعد عن الدين , وحكم الشريعة , بل فيه اساءة لها , وتشهير بها أمام العالم "... هل هذا نابع عن قناعة كاملة , توصلت لها باعتبارها حقيقة قاطعة , وأنه بمثابة رجوع للحق ؟؟؟ ..... أم أن ذلك كما يعتقد كثير من المتابعين , لا يعدو كونه , حقيقة أريد بها باطل ؟؟؟ ....... فاذا كانت الاجابة بنعم , ألا ترى أن , الحل يحتم عليك شرعا الاتجاه فورا ودون تردد , وبنية خالصة وعزيمة صادقة, مع الله , وارادة قوية , نحو عمل الآتى :
    (1) الدعوة لاجتماع عاجل يضم جميع قيادات الحركة الاسلامية بشقيها , وتعلن أمامهم ة: " الحقيقة كاملة مجردة " كما توصلت اليها , وتدعوهم جميعا للتوبة والرجوع للحق , بتصحيح المسار , لأن الرجوع للحق فضيلة .
    (2) يعقب ذلك تشكيل لجنة من كبا المرجعيات الدينية بهدف وضع الأسس السليمة والصحيحة التى تكفل أداء وتحقيق التوبة النصوحة , وفقا لتعاليم ديننا الحنيف .


    (3) يلى ذلك التنفيذ الفورى لكل متطلبات التوبة وفقا لقرار العلماء بما يحقق ويكفل سلامة ردّ الحقوق كاملة لأصحابها ومستحقيها شرعا , مع جبر كل الأضرار , بما يكفل تحقيق مفهوم التوبة لكافة من لزمتهم من المسئولين وفقا لتعاليم الشرع .
    (4) بذلك فقط نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو طريق السلامة , طريق النجاة , طريق : (( الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليم , غير المغضوب عليهم , ولا الضالين . )) آمين
    والى هنا أختم بالدعاء المأثور :

    " اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . "

    عوض سيداحمد عوض
    [email protected]
    31/1/2012
                  

02-02-2012, 09:40 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    تحياتي أخي الكيك

    وشوف هذا الكلام الذي جاء علي صفحات جريدة الصحافة لهذا اليوم الموافق 2/2/2012م

    الترابي» و« تلاميذه» . . عراك لا ينتهي. . !؟


    تقرير: ماجد محمد علي: من جديد اشتعلت المساحات المتبقية بين الدكتور حسن الترابي وتلاميذه السابقين، فقد صوّب قطبي المهدي انتقادات عنيفة لحزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الترابي، قائلاً إن الأخير يحاول جاهداً تضليل الرأي العام بمزاعم وجود انشقاقات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم بسبب ما أسماه بالجدل الدائر حول المذكرة التصحيحية. وعزا الخطوة لصرف الأنظار عن المشاكل بالشعبي.
    وقال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي، إن الشعبي يحاول إيهام الرأي العام بحدوث انشقاق داخل الوطني بسبب المذكرة التصحيحية، وشغله بمذكرة أخرى داخل المؤتمر الوطني في اتجاه جاد منه لصرف الأنظار عن الخلافات الحقيقية بداخل هياكله التنظيمية. ثم مضى قطبي مستهدفا الشعبي باماطته اللثام عن ما قال عنه «انشقاقات مني بها المؤتمر الشعبي»، مؤكدا هجرة معظم كوادره إلى الخارج وانهيار حركة العدل والمساواة بعد مقتل رئيسها خليل إبراهيم، مشيرا الى ان ذلك جعل الشعبي أكثر الأحزاب مهدداً بالزوال والتلاشي التنظيمي من الساحة السياسية.
    واستتبع ذلك الهجوم الابتدائي كما يبدو، هجوم اشد عنفا في اليوم التالي من د. نافع علي نافع، سخر خلاله من حديث زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي بأن الغرب يقبل بأي بديل يأتي بثورة في السودان، وان هنالك مذكرة اخري في الطريق، وقال ان علي الترابي ان يترقب «المذكرة وانقاذ المجتمع الدولي للمعارضة في الخرطوم».
    بيد ان الهجوم الذي شنته قيادات المؤتمر الوطني على الترابي، قوبل بالامس من المؤتمر الشعبي بسخرية مماثلة، فقد تصدى الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر له بقوله» انه يصدر عن نفوس مريضة»، مضيفا « الترابي رجل علم ومواقف وهذا ما لايفهمونه»، وزاد عمر» وان كان احد منهم يفهم لما . . . . !».
    ومضى القيادي الشعبي ليؤكد « بعض القيادات التي تملأ الصحف بالتصريحات لم تمارس العمل السياسي في الحزب، ولم يكن لها وزن بين القيادات غير الفنية على الاطلاق،وهذا يجعلها تستند الان كليا على التقارير الفنية الكاذبة والملفقة التي تردها». واردف الامين السياسي للشعبي « ان هذا الامر يجعلها خارج اطار الفضاء السياسي والواقعي في البلاد متوهمة ان مثل تلك التصريحات السخيفة لقطبي ستنجح في مرامها»، و يقول عمر» دوافع السموم التي يطلقها قيادات الوطني تكمن في الأزمات التي تنكد عليها حياتها، ومنها المذكرات التصحيحية».
    وكذب عمر تصريحات قطبي المهدي بوجود «5» مجموعات داخل الشعبي ترتب الاطاحة بالترابي، واعتبرها محاولة من الحزب الحاكم لستر «العورة» من فضائحه، وصرفاً للانظار عن «الحزب المفكك» الذى يعتمد على قوة السلطان فى بقائه .
    واوضح عمر ان الاسماء التى اوردها قطبى المهدي موجوده فى مستويات تنظيمية مختلفة بالمؤتمر الشعبي وتعبر عن آرائها داخل مؤسسات الحزب بحرية ولا تحمل ابدا «فكرة مؤامرة او تربص»، لانها تدرك ان الوظائف تولى بالانتخاب والمؤسسية.
    وقال المسؤول السياسي فى المؤتمر الشعبي كمال عمر، ان اى حديث عن انشقاقات او مجموعات غاضبة داخل الشعبي، ضرب من الخيال وامان للمؤتمر الوطني. واكد ان الشعبي حزب مؤسس قائم على فكرة ونظام سياسي وبرنامج واهداف واضحة كلها «مربوطة بقيم السماء»، لافتا الى ان الترابي ظل طيلة الفترة الماضية يحاول الابتعاد عن موقعه الا اننا حريصون على وجوده و«سنفعل الى يوم يبعثون».
    ولا يرضى غبار المعركة المحتدمة بين الطرفين المحلل السياسي البرفيسور عوض الكرسني، اذا ان المعركة في نظر البروفيسور « جزء من سياسة الهروب الى الامام»، ولكنه يضيف» غير ان اغلب الاحزاب السياسية تمارسها في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، بدلا عن مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، والعمل على حل هذه القضايا بانعكاساتها الداخلية، او فيما يلى العلاقة مع الجنوب. ورأى الكرسني ان من الافضل للاحزاب الاتفاق على دستور جديد، واجماع وطني على القضايا الخلافية، لا مواصلة مسلسل الهروب الى الامام.
    واشار المحلل السياسي ، في ذات الاتجاه، الى ان مساحات الجدل تتسع في الساحة حول المذكرات التصحيحية، والمجموعات المختلفة، وعده دلالة على عدم النضج بين الأحزاب السياسية، ودلالة اخرى على ان هناك عملية مخاض داخل هذه الاحزاب، حول ما يجب عمله. واضاف الكرسني: وبالتالي هذا يثبت « عدم الاجابة على سؤال ما يجب عمله، وهو ما يدعو للحيرة. . !. واعتبر المحلل السياسي ان عملية ارتفاع الاصوات داخل المؤتمر الوطني، تعني بشكل مباشر ان الحزب الحاكم « يحتاج الى وقفة مع النفس لمعالجة مطالب التصحيح التي ارتفعت، او حتى اصلاح المسار ككل».
    وما يطالب به الكرسني الحزب الحاكم، طالعتنا به بالامس صحف نقلت مواجهة قيادات بمحلية الدويم لنائب رئيس المؤتمر الوطني د. نافع علي نافع بمذكرة مطلبية جديدة، تحوى بعض المطالب باشراك قيادي من الوطني في حكومة الولاية، والمذكرة تحوى كما نشر امس ايضا، اتهاما لبعض الجهات التي لم يسمونها باسقاط القيادي المعني في الانتخابات السابقة. والجدير بالاعتبار ان قيادات مذكرة الدويم نوهوا بتمثيلهم « 72» قرية لا يمثلها أحد في كامل حكومة الولاية.
    على ان الصراع المحتدم بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، يكتسب اهمية وطابعا خاصا فهو من جهة جزء من الصراع السياسي العام في الساحة، يلتزم بقوانينها ويلعب في المساحات المفتوحة، ولكنه من جهة اخرى يسلك دروبا ضيقة ويتعرج في مساحات مغلقة على الطرفين. ولا يتعامل البعض مع ما يدور بين المؤتمرين «الشعبي والوطني»، بعيدا عن العلاقة المتردية بين « الترابي» و» تلاميذه».
    ويقول رئيس حزب العدالة مكي على بلايل لـ» ليس من اللياقة ان تتحول الخلافات السياسية الى المسائل الشخصية»، مشيرا الى انها مسألة غير حميدة في الساحة السياسية او اي ساحة اخرى. ودعا بلايل كل القوى المتصارعة في هذه الساحة، وعلى وجه الخصوص الشعبي والوطني، الى ان يكونوا في قامة التحديات التي تواجه الوطن، بعيدا عن كل الاعتبارات الشخصية التي تتعلق بـ» الرغبة في التشبث بالسلطة،او الانتقام، وان ما يواجه الوطن من تحديات تهدد استقراره وبقائه. . اكبر من ذلك!. واضاف رئيس حزب العدالة ان المؤتمر الوطني والشعبي، تحديدا، يجب ان يكونا الاكثر حساسية ازاء تلك التحديات، على اعتبار انهما « كانا في يوم ما يكونان الجسم السياسي لثورة الانقاذ الوطني»، وان ذلك الامر كما يشدد بلايل» يضع مسئولية على الحركة الاسلامية على وجه الخصوص،لانقاذ الوطن والحفاظ على ما تبقى منه، معتبرا ان ذلك «اكبر من كل تلك الصغائر». ويقول بلايل ان على ساسة البلاد الى ان يرتقوا الى هذه الاعتبارات، وان يتوافقوا على منهج سياسي شامل يخرجنا ويخرج الوطن من هذا المأزق.
                  

02-03-2012, 03:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: البحيراوي)

    حُظي باستقبال كبير
    جماهير ولاية القضارف تجدد الثقة في كرم الله

    القضارف: صالحين العوض

    كان الحشد النوعي التلقائي الذي تدافع نحو مقر والي القضارف الجديد، صباح الأربعاء الماضي لاستقبال كرم الله عباس الشيخ العائد من الخرطوم بصحبة مستثمرين أجانب وسفراء دول أوروبية، يؤكد أن القيادي الشعبي كرم الله عباس يُحظى بشعبية كبيرة لا يختلف عليها حتى المعارضين لحزبه وحكمه، فالشباب والطلاب والمرأة والمنظمات والفعاليات السياسية والأهلية والعاملون في الدواوين الحكومية والإدارة الأهلية واتحاد المزارعين والعمال والغرفة التجارية والمحليات والأحزاب، كانت في استقبال والي القضارف في لقاء تجديد النصرة والتأييد عقب بحثه باستفاضة مع كبار قادة الدولة ملف استحقاقات الولاية وفي مقدمتها مشروعات التنمية القومية الخاصة بولاية القضارف.



    فالشعارات التي وضعتها المنظمات وبعض الأحزاب كحزب النهضة القومي واتحاد المزارعين ومحليات الولاية، عَبّرت عن وقفتها مع والي القضارف مؤيدة لكل قراراته بشأن تصحيح مسار العمل السياسي ودفع التنمية.
    علي عبد اللطيف البدوي، أمين التعبئة السياسية بحزب المؤتمر الوطني الذي خاطب حشد المناصرة بدار ومقر الوالي الجديد في حي الموظفين، قال إن الحزب يقدم تجربة جديدة في إدارة ملفاته نحو المضي بالولاية إلى الأمام، ومضى: إذا أردنا أن تخرج القضارف كلها لاستقبال الوالي لفعلنا ولكننا أردنا بهذا الحشد أن نبرهن مدى وقوفنا مع الوالي وبرنامج التغيير الذي طرحه في حملته الانتخابية وأقنع به قاعدة الحزب في الولاية، وهو بمثابة رسالة للمرجفين في المدينة الذي يخذلون ويبثون الشائعات ضد الحزب وقائده.



    وفند عبد اللطيف باسم حزبه، مزاعم تمرد الوالي ضد المركز، وقال إن من يطالب بحقوق ولايته لا يُعد متمرداً، بل هي مطالب مستحقة تحدث عنها الوالي بمنطقية وواقعية وفق الدستور، وأشار إلى أن الوطني فوت على أحزاب البؤر فرصة ثورة ربيع عربي كانت تتوقعها من ولاية القضارف - على حد قوله -، وأبان أن الوطني يعيش حالة من الاستقرار السياسي غير مشكوك فيها، ويجد الوالي إجماعاً كاملاً من قيادة وقاعدة الحزب بالقضارف ولا خلافات أو صراعات داخله، وعبّر البدوي عن شكره لرئيس الجمهورية ونائبيه ووزير المالية الاتحادي، الذين تفهموا موقف الولاية والظرف الذي تعيشه جراء فشل الموسم الزراعي والإيفاء باستحقاقات الولاية على المركز، وأكد أن القضارف لن تحمل السلاح يوماً في وجه المركز وسيكون سلاحها الحوار العقلاني والرأي البنّاء والمنطق السوي، وهو ذات السلاح الذي ظل يدافع به كرم الله عباس عن حقوق ولايته.


    من جهته، عبر علي أحمداي الطاهر نائب رئيس المؤتمر الوطني بالقضارف، عن شكره وتقديره للقيادة السياسية بالمركز وسرعة استجابتها لنداء القضارف الذي أطلقه واليها كرم الله عباس، وأشار الى أن التدافع الكبير للأحزاب والمنظمات والادارة الأهلية والمزارعين والمحليات والطرق الصوفية، يعبر بصدق عن حُسن نواياها تجاه كرم الله ومدى تقديرها له، وقال: سنكون جنوداً لبرنامج التغيير الذي يقوده الوالي وسنقف بجواره لتنفيذه من أجل مصلحة القضارف وإنسانها، وأكد أن الوطني أيّد بصفة مطلقة كل قراراته السابقة ومطالبه بشأن استحقاقات الولاية لدى المركز.
    ومن ناحيته، امتدح محمد الطيب البشير رئيس مجلس تشريعي الولاية، حكومة البرنامح الوطني التي أعلنها كرم الله عباس في الأسبوعين الماضيين، وتوقع لها مزيداً من النجاحات التي ستعمل في ظروف أفضل كثيراً من السابق في ظل مجتمع متجانس ومنسجم، وأضاف بأن شعب القضارف عُرف بالعطاء والوفاء ويقدم أعمال الخير بلا مَنٍّ أو أذى، وأشاد بعطاء الوالي وجهده في سبيل تنمية القضارف ريفها وحَضرها واجتهاده بإخلاص لقضاء حوائج أهلها، وقال: نشهد بأنه يؤدي أمانة التكليف بلا رياء أو نفاق، وأكد وقوف المجلس مع كل سياسات الوالي الداعية والرامية لتفجير التنمية المتوازنة، وقال إن كرم الله عباس هو أفضل من يقود ويثير قضايا الولاية التي ما زالت حبلى بإمكانات اقتصادية واستثمارية تحتاج لرأس المال الذي يفجر طاقاتها لتتدفق خيراتها على مواطنيها وعلى ولايات السودان.



    اللقاء الكبير لاستقبال والي القضارف الذي تبنته قيادات شعبية وأهلية والحضور الكبير، بعث برسالة واضحة مفادها التفاف شعب القضارف بمختلف سحناته واتجاهاته وميوله حول كرم الله الذي لمست (الصحيفة) حالة ارتياح نفسي بادية على الرجل بعد الهجمة الصحفية التي تعرّض لها من قبل ذوي القُربى وبدا في غاية السعادة لهذه الوقفة التي قطعاً سيكون لها ما بعدها، وإن كان الوالي فضل عدم مخاطبة ذلك اللقاء الحاشد على غير عادته ربما لدواعٍ يعلمها قلة من رجاله، فالدلائل والشواهد تقول إنه عاد من الخرطوم بمكاسب كثيرة ومتعددة فضلت بعض قيادات الوطني عدم الإفصاح عنها لحين نضوجها وإعلانها في الوقت المناسب. ويقول هنا يونس الدقيل القيادي الشعبي، عضو المؤتمر الوطني، إن زيارة الوالي للخرطوم عادت بمكاسب جمة لكنها لم تُعلن بعد، فالوالي يُحظى هنا بشعبية واسعة من كل القطاعات وينتظر منه الكثير، خاصة في جانب تحريك ملف الإستثمار الذي بدأ يخطو فيه بثقة وخطوات واثقة، فالولاية واعدة وكونه يحضر وبرفقته سفراء وشركات استثمارية تعتبر هذه ضربة بداية موفّقة ونتمنى المضي بهذا الملف بشكل جدي من أجل إحداث نهضة متكاملة في ولاية القضارف، وتابع الدقيل: إن الوالي يستحق هذه الوقفة والمساندة الجماهيرية لأنه حريص على ولايته ولا يرضى أن تكون في مؤخرة الركب فهو يقود مساعٍ متصلة لجعل القضارف ثالث مدن السودان في المجال التنموي.


    وفي السياق، قال المواطن التوم علي محمد صالح، إنهم كمواطنين يضعون كامل ثقتهم في الوالي لقيادة الولاية لتوافر الأهلية في شخصه واتصافه بكامل صفات القائد الأمين، ودعا من يختلفون معه في الرأي لإعطائه الفرصة حتى انتهاء ولايته ومن بعد الحكم على تجربته سلباً أو إيجاباً.

    الراى العام
    3/2/2012
    -----------------


    اخونا الدابي وتخريجاته الرقابية الدمشقية
    February 3, 2012


    (1) بمجرد إعلان اسم الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي رئيساً لفريق المراقبين العرب في سورية انتابني شعور قوي بأن كارثة محققة في الطريق، وبأن الحكومة، والدابي شخصياً، ستنالهما ندامة كبرى كنتيجة لهذا القرار. ولكن ما حدث من الدابي وله فاق أسوأ توقعاتي.

    (2) عرفت الفريق الدابي بعد تعيينه على رأس جهاز الأمن الخارجي في عام 1995 خلفاً للدكتور نافع علي نافع بعد إقالة الأخير. وقد كان انطباعي المبدئي أنه كان يسعى إلى إصلاح الجهاز وصبغ أدائه بالحرفية، ولعله لهذا السبب لم يعمر طويلاً على رأسه. ولكن هذا لم يكن سبب التوجس حول دوره في سورية، بل حيثيات أخرى، أبرزها التوقعات بتسليط الضوء على دوره في أزمة دارفور، وهو أمر لم يكن في مصلحة الدابي ولا حكومته.

    (3) لم يكن الدابي حتى الآن على رأس قائمة المتهمين في مجازر دارفور التي وقعت بين عامي 2003-2004، لأنه أحيل إلى التقاعد من الجيش عام 1999. ولكن اسمه تردد في كل الروايات عن بدايات أزمة دارفور. وكان أرسل في مطلع عام 1999 إلى الإقليم بتفويض رئاسي لمعالجة الحرب الأهلية غير المعلنة بين العرب والمساليت في غرب دارفور على خلفية التحولات الديموغرافية الناشئة عن استيطان قبائل عربية ذات أصول تشادية في المنطقة، وإصرارها على المساواة في الحقوق مع أهل ‘دار مساليت’ التي كانت في الماضي مملكة مستقلة، لها سلطان وتقاليد موروثة تحتكر الأرض للسلطان والقبيلة.

    (4) يزعم الدابي أنه تدخل بحزم لفض النزاع المحلي، وفرض على الطرفين وقف إطلاق النار والتوافق عبر مؤتمرات صلح، مما أدى إلى إنهاء الأزمة. ولكن من وجهة نظر المساليت، فإن التغييرات الإدارية التي أنجزتها الحكومة سحبت من المساليت عملياً سلطانهم على دارهم وساوت بينهم وبين العرب المهاجرين. ويرى كثير من المراقبين أن السياسات التي اتبعها الدابي لتوسيع قوات الدفاع الشعبي أدى إلى خلق نواة الميليشيات العربية التي أصبحت تعرف فيما بعد بمسمى ‘الجنجويد’، لأن المساليت وبقية القبائل غير العربية عزفت عن المشاركة فيها.

    (5) مهما يكن فإن هذا الماضي الملتبس للدابي لم يكن يؤهله لأداء دور الرقيب على نزاع له حيثيات مختلفة، قوامه دولة توجه سلاحها إلى شعب أعزل. وقد كانت التهمة الموجهة إلى الدابي أنه لم يحافظ على حياد الحكومة في الصراع، وإنما كرس انحيازها لطرف دون آخر. ومن شأن دوره في سورية أن يؤكد هذه التهمة، لأنه قد حول دور المراقبين العرب المفترض فيه أن يكون حيادياً إلى سلاح في يد نظام يقتل شعبه. وهذا بدوره سيعطي محققي المحكمة الجنائية مبرراً لإعادة التحقيق في دوره في دارفور. ولو لزم داره وأمسك لسانه لترك وشأنه.

    (6) لم تكن هناك حاجة إلى مراقبين عرب أو أعاجم، ولا أشرطة الفيديو المبذولة على الانترنيت لكل ذي عينين، لتحديد من يقتل من في سورية. فالقاتل المجرم في سورية لا يخفي نفسه ولا يتنكر. ولم يعد بإمكان النظام (صاحب مآثر حماة وتل الزعتر، وصاحب السجل العالمي في الاغتيالات والاختطاف، من كمال جنبلاط إلى الحريري وشبلي العيسمي، مروراً بسليم اللوزي وسمير قصير وصلاح البيطار، إلخ) أن يفسر موت معارضيه عبر تسويق الحجة الراتبة بأنهم ‘انتحروا’ أو قتلتهم الأشباح أو السعالي أو المخابرات الإسرائيلية.

    (7) مشكلة أخينا الدابي هي أنه كان مخرجاً سيئاً للسيناريو الذي كلف بتسويقه، بعد أن لم تجد الرواية السورية الخرافية من يصدقها، خاصة وأن الممثلين السيئين يفضحون أنفسهم، كما فعل ذلك المتحدث الذي لم يخف بهجته على الهواء بالتفجير ‘الإرهابي’ في حي الميدان، معتبراً إياه فتحاً مبيناً. وبنفس القدر يفضح النظام وأعوانه أنفسهم حين يقيمون الجنائز المهيبة لقتلى قوات القمع، بينما لم نسمع منهم حتى كلمة تعزية لضحاياهم الكثر، ولا اهتمام بجثثهم التي تلقى في الشوارع أو تراكم في ثلاجات المشافي. بنفس القدر فإن الدابي أكد في مؤتمره الصحافي أنه لا يتحدث إلا عما يرى ويشاهد، ولكنه في نفس المؤتمر نفى استخدام الدبابات ضد المدنيين. فكيف يجزم بذلك وليس معه سوى بضع عشرات من المراقبين، وليست لديه كاميرات منصوبة على مدار الساعة تغطي كل سورية؟

    (8) روج الدابي لمقولات النظام السوري بأن المعارضة المسلحة هي التي تبتدر العنف، بينما قوات الجيش تدافع عن نفسها! بالطبع لا جدال إطلاقاً بأن هناك معارضة مسلحة قوامها المنشقون من الجيش. ولكن بربك كيف يمكن المساواة بين من يطلقون النار على مشيعي المدنيين الذين قتلوهم بالأمس، ويعذبون المعتقلين حتى الموت، وبين جنود رفضوا المشاركة في هذه الجرائم، وتهجموا على مرتكبيها؟ إن النظام السوري قبل غيره يتغنى بشرعية المقاومة. وهل هناك احتلال أسوأ مما تعانيه سورية اليوم، علماً بأن عدد ضحايا انتفاضتي فلسطين اللتين استمرتا لقرابة خمس سنوات لم يناهز عدد ضحايا نظام الأسد خلال شهر واحد (ولننس هنا حماة 1982)!

    (9) إن الدابي للأسف لم يسء فقط لنفسه وللنظام، بل للشعب السوداني ككل، حين نصب نفسه كشاهد زور يروج لرواية النظام غير القابلة للتصديق لأنها لا تناقض العقل والمنطق فقط، بل تتعارض مع تصرفات النظام المريب الذي يقول: ‘خذوني’ في كل لحظة. فالنظام الذي يمنع زيارة المستشفيات والسجون، ولا يسمح للمراقبين بالحركة إلا تحت رقابته، لديه الكثير مما يود إخفاءه. وإذا كانت لمهمة المراقبين أي قيمة، فهي كشف هذه الأسرار الإجرامية التي لم تعد على أي حال سراً في عصر الكاميرا الفورية. وما فعله الدابي ومجموعته لم يستر سر الإجرام الأسدي المكشوف، ولكنه فضح التواطؤ والكذب وتخريجات اللامعقول.

    (10) لقد فات الوقت لكي يتدارك الدابي والنظام الذي أرسله خطيئة التواطؤ هذه، وستظل عاراً يلاحقهم إلى الأبد. ولكن ما زال هناك وقت لإنقاذ سمعة السودان وشعبه، وهي أن يتقدم الدابي باستقالته فوراً من رئاسة فريق المراقبة، والاعتذار للشعبين السوري والسوداني عن الإساءات بسبب موقفه غير المشرف. وإن لم يفعل، فيجب أن تنطلق المظاهرات في الخرطوم وتحاصر وزارة الخارجية والقصر حتى تتم تنحيته وتقديم الاعتذار الحكومي الرسمي. فليست هناك أولوية تسبق أولوية رد الشرف إلى السودان وشعبه من تواطؤ مع نظام لا سابقة لجرائمه حتى في عهد هتلر، ولا مستقبل له إلا في مزابل التاريخ.

    ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن



    ------------------


    جنوب دارفور.. هدوء وسط قيادات «الوطني» .
    الجمعة, 03 شباط/فبراير 2012 07:23

    الانتباهة
    نيالا: حسن حامد

    بعد أن كادت الأحداث التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور الأسبوع الماضي تعصف بوحدة المؤتمر الوطني بالولاية والتي على إثرها تم الاعتقال التحفظي لعدد من القيادات بجانب استدعاء آخرين من قيادة الحزب بالمركز وعلى رأسهم نائب الرئيس لشؤون الحزب محمد عبدالرحمن مدلل الذي تم إعفاؤه وتكليف قدير علي زكين خلفاً له حدث نوع من التوتر في أروقة الحزب كادت تؤدي إلى انقسامه ـ حسب المراقبين ـ وبدا الأمر جلياً في صباح أمس الأول قبيل استقبال نائب الحزب السابق مدلل الذي عاد من الخرطوم للولاية،


    وكشفت مصادر مطلعة لـ «الإنتباهة» عن ذهاب عدد من القيادات وأمناء الأمانات لمطار نيالا الدولي لاستقباله بينما أحجمت قيادات أخرى عن الذهاب خوفاً من أن تصنف ضمن المؤيدين له، وقد رصدت الصحيفة همساً دار بين عدد من قيادات الحزب داخل صالة كبار الزوار بمطار نيالا، منه الحديث عن ما جرى بولاية غرب دارفور التي أعفى واليها حكومته بإصدار «14» قرارًا في يوم واحد، بينما تحدث البعض الآخر عن عدم مشاركة كل قيادات الحزب بالولاية، مشيرين إلى أن الخطوة ستقود الحزب إلى مزيد من الصراع ـ حسب تعبيرهم ـ إلا أن وصول نائب الرئيس الجديد قدير ذكين للمطار بعد هبوط الطائرة قلل من تلك التوترات والمخاوف،



    وهنا أشار مراقبون إلى أن عودة مدلل كانت فرصة من ذهب لتوحيد الولاية والحزب من داخل المطار حال حضور كل القيادات للاستقبال وعندها ستمحو كل الآثار التي خلفتها أحداث نيالا داخل أروقة الحزب، فها هو مدلل يعلن تسخير كل إمكاناته لدعم قبيلة الرياضيين بالولاية بعد أن تم تنصيبه رئيساً لاتحاد كرة القدم بإجماع كل الأندية الرياضية السبت الماضى إبان فترة استدعائه بالخرطوم مع تأكيداته بأنه سيظل مخلصاً للوطني ومحترماً للتنظيم وقدم مدلل تنويرًا لقيادات الحزب التي استقبلته بالمطار حول عملية الاستدعاء قائلاً «طلب منا توضيح ملابسات تلك الأحداث وقد حدث ونؤكد أننا لم نسعَ في يوم من الأيام لإيقاع الفتنة وسط أهلنا ولم نكن نسعى للمناصب منذ انتمائنا للحركة الإسلامية في المرحلة الثانوية» وأبدى رضاءه بما قرره التنظيم برفع التكليف عنه وقال كنا نعمل بناءً على تكليف الحزب والآن رفع منا ونحن راضون بما قدمناه خلال الفترة الماضية وأنه سيظل بـ«الوطني» وأن عضوية الحزب لن تتزحزح ولن تتراجع عن مبادئ الحزب لأن الأشخاص ذاهبون والتنظيم باقٍ وطالب مدلل كل قيادات الحزب وأهل الولاية بالتوحد وتقوية الصفوف من أجل إدارة الولاية وتحقيق الأمن والاستقرار.



    بينما أشار نائب الرئيس لشؤون الحزب قدير على ذكين إلى أن المسألة التنظيمية بالنسبة لهم تعد تكليفاً وليس تشريفاً وثمّن مجهودات مدلل في فترته السابقة وقال قدير إنه منذ تكليفه ظل على اتصال بمدلل للتشاور معه حول عدد من القضايا، مما يؤكد أن الحزب متماسك في صفوفه وتابع «منذ التكليف لن نعمل شيئاً بحكم الموقع الجديد بل ظللنا نعمل حتى اللحظة في إدارة الأزمة من خلال غرفة الطوارئ » وأشاد قدير بموقف مدلل وتأكيده على أنه سيظل جندياً من جنود «الوطني» وعلى استعداد لأي تكليف يراه الحزب، وجدد زكين ثقته في قيادات الحزب بأنها قادرة على تجاوز هذه المرحلة والخروج بالولاية والحزب لبر الأمان تحقيقاً للقضية التي تنادوا وتواثقوا من أجلها، وبالمقابل أبان مدلل بأنه لن ينقطع من مجتمع الولاية بالانتقال من العمل السياسي المباشر إلى الرياضي من خلال الثقة التي أولتها له قبيلة الرياضيين بتنصيبه رئيساً لاتحاد كرة القدم


    وتابع «بإذن الله سنكون فى المنبر الآخر الذي ندير به العمل الرياضي خدمة لإنسان هذه الولاية تحقيقاً لطموح أهلنا ببلوغ الدوري الممتاز» فيما توقع نائب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم بالولاية عبدالرحمن علي عطا المنان أن يحدث مدلل تطورًا في الرياضة بجنوب دارفور خاصة وأن كل الأندية أولته المهمة بالإجماع، فأهل الرياضة بالولاية أرادوا انتقال مدلل من السوح السياسية إلى السوح الخضراء، فهل ينجح الرجل في مهمته الجديدة ويصعد بإحدى فرق المدينة إلى الدوري السوداني الممتاز الذي ظل عصياً على فرق دارفور؟
                  

02-04-2012, 11:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الترابي: اغتيال خليل نفذته فرنسا أو أميركا

    والسلطات عرفت بالاغتيال من مكالمة شقيق خليل مع زوجة خليل

    علي عثمان ليس لديه أي قيمة الآن،بيكون الرئيس إذا سافر الرئيس أو مات.



    يري الشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني أن الثورة في بلاده قريبة، لكنه يتمني لها أن أن تحدث في كل الأقاليم السودانية دفعة واحدة وألا تستغرق أكثر من يومين حتى لا تمزق السودان، وهو يؤكد أن أصحاب المذكرة الألفية يريدون سلطة مع الرئيس البشير، نافيا وجه الشبه بين هذه المذكرة وبين ما أطاحت به من الحكومة عام 99، متهما أمريكا و فرنسا بأن إحداهما وراء مقتل خليل إبراهيم، معلنا أنه بصدد زيارة قريبة لمصر.


    أجرت الحوار في الخرطوم/ صباح موسى

    كيف ترى المذكرة الألفية التي ذاع صيتها في السودان هذه الأيام وهل هناك وجه شبه بينها وبين مذكرة العشرة التي خرجت من الحكومة بموجبها؟

    - هم أجيال أصغر، ويريدون سلطة مع الرئيس، ليس كمذكرة العشرة التي أخرجتني، هم شعروا أن البلد على حافة الهاوية فدارفور لم تعالج وكلها غاضبة، وهناك عدة ملايين معطلون في المعسكرات، ولذلك شعروا أن السلطة قد تذهب، ففكروا في أن يذهبوا إلى طرف المركب، فعندما تغرق المركب يقفزوا منها، حتى لا يغرقوا مع من يحكم، وعندما تذهب السلطة يقولوا فقد انتقدناهم، المذكرة ليس بها أي حديث عن الحريات أو محاربة الفساد، أو اللامركزية، وهذا مايؤكد كلامي بأنهم طالبي سلطة وليس تغيير، هناك مجموعة أخرى جاءتني، ومجموعات أخرى كثيرة الكل خائف، وهذا دليل على قرب سقوط النظام.

    ماتعليقك على مقتل خليل إبراهيم؟

    - في تاريخنا لم يحدث إغتيال سياسي، حادثة أو اثنين كانت لأجانب في أجانب، ممكن نتصارع، لكن الإغتيال السياسي لم يكن موجودا من قبل، وخليل بعدما قتل تم الإتصال بأخيه في لندن ليبلغوه، وأخوه إتصل بزوجته في الخرطوم ليبلغها، وهنا رصدوا المكالمة، وبعدها خرجوا علينا بأن القوات المسلحة قتلت خليل إبراهيم.

    في تقديرك إذا كانت القوات المسلحة لم تقتله فمن قتله؟

    - علمنا أن خليل كان يتحدث بهاتف الثريا وهو مربوط بدبي وباريس، وأتوقع إما فرنسا أو أمريكا.

    كيف ذلك والدولتان ضد النظام في الخرطوم؟

    - هم يخشون من إستقلال دارفور، وهم يقاومون اللغة العربية والمد الإسلامي، مع المغرب العربي وليبيا، فهم رغم سيطرتهم على تونس أتت بإسلاميين، صحيح الأمريكان متحمسين للمحكمة الجنائية الدولية ويريدون تسليم البشير، ولكنهم يريدون أن تظل الحكومة هكذا، وأن تحدث إنتخابات مثل مصر بأن تشارك كل التيارات فيها.

    توقعاتك للعدل والمساواة بعد مقتل زعيمها؟

    - خليل كانت لديه نزعه دينية، ولم يكن لديه النزعه العرقية العنصرية، ورفض الإرتباط بالحركة الشعبية لأنها كانت عامله أنها مركسية ومربوطة بالغرب، ودارفور كانت إسلامية أكثر من باقي السودان، وكانت تكسي الكعبة كل عام، وأيضا كان خليل قوميا ويؤمن بعدالة توزيع السلطة والثروة، وأخشى بعد خليل أن تسود روح إنتقام داخل الحركة وهي سيئة جدا، ان شالله ماتحدث، ولو سادت هذه الروح يمكن أن تعمل على إنفصال دارفور فكانت من قبل دولة مستقلة، في حين أن الجنوب لم يكن دولة من قبل.

    هل تأثرت العدل والمساواة بمقتل القذافي؟

    - نعم سيتأثرون، فلو قامت حركة من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لن يستطيع الجيش مواجهتهم.

    أقصد هل ستتأثر العدل والمساواة مع وقف دعم القذافي ومع إعلان أمريكا أنها ليست مع تغيير النظام بالسلاح؟

    - السلاح متوفر جدا في دارفور

    والتمويل؟

    - التجار بيعطوهم فكلهم متعاطفين مع حركات دارفور، وكذلك الجنوب بيعطي العدل والمساواة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

    هل ستستطيع تغيير النظام؟

    - نعم لدينا عمل كبير في كل أنحاء السودان، ولدينا مجموعات كبيرة، وجهزنا شغل كثير، وسنضم معنا أي شخص لديه قضية أو دراما أو تظلمات، نريد اضطراب ومظاهرات في كل المدن، ولابد أن تكون الضربة قاضية، وألا تزيد الثورة عن يومين حتى لا يخرب البلد، وحتى لا يعمل حاملي السلاح ويتحرك الجوعى وتتحول إلى فوضى تستدعي دخول الأمم المتحدة، وحدودنا مفتوحة، لا نريد ذلك.


    وهل ستحدث الثورة في السودان؟

    - ستحدث إن شاء الله ولكننا لا نريد تدهورا نتيجة لسياسات نظام سيئ ثم إلى فوضى ولكننا لانريدها مستمره حتى لا نتعرض لصومال اخر. السودان ليس به شرايين ولا قطاع عام ولاسكة حديد، ولا كهرباء، ومازالت القبلية والعنصرية مسيطرة، ونشروا العصبية بعدوى رد الفعل.


    ولماذا تأخرت في تقديرك؟

    - الثورة من قبل في السودان كانت في العاصمة فقط، نريدها هذه المرة قومية في كل المدن، في توقيت واحد وبضربه واحدة.

    البعض يرى أن الثورة لن تأتي بالسودان فليس هناك أسباب لقيامها، ولو كان الشعب يريدها لفعلها فالنظام أضعف من الأنظمة التي إنهارت في مصر وتونس وليبيا وحتى أضعف من نظام نميري وعبود؟

    - لا هم أقوى من نظام نميري وعبود، ولديهم جهاز أمن قوي، وكونوا حزب سياسي، ونحن لابد أن نحتاط، حتى لا تستمر الثورة أكثر من يومين، حتى لا يأتي الجوع وتتكسر البلد، فالجوعى لا يعرفون سياسة وسيخربوا، وحتى لا تأتي العصبيات من الأقاليم وهي مسلحة، وإذا أتوا سيسلحوا الناس وسنصبح صومال آخر. نريد أن نجمع كل الناس.

    وهل اقتربتم من تحقيق هذا الهدف؟

    - شيوخ الدين الكبار خوافين، وقيادتنا بالقضارف عملوا مؤتمر صحفي قبضوهم ومعهم الصحفيين، وكذلك المناصير ومن يتعاطف مع قضيتهم والسنوسي.

    إذن اقتربتم؟

    - صمت.. هل كان الناس في مصر يتوقعون ما حدث لمبارك؟ ولا تونس، (فلن تأتيهم إلا بغتة)، ومصر ليست كالسودان فنحن شعوب وديانات ولسنا نسيج واحد.

    حدثنا عن إشاعة وفاتك؟

    - لفترة كان عندي شغل كتير بالداخل ولم أتحدف في الإعلام، فالصحف لا تنقل كل حديثي ماعدا صحيفتنا، فقالوا إني مريض، وبعدين قالوا أنه مات، ولسوء حظهم كان عندي مؤتمر في نفس اليوم.

    وما هو الهدف من هذه الإشاعة في رأيك ؟

    - يريدون موتي لأنهم يحسون بالثورة، فيريدون قتل المشاعر بموتي.

    ولماذا لا يعتقلونك إذا كانوا خائفين؟

    - لا إعتقالي سيهيج الناس

    شيخ حسن هل تتوقع إعتقالك؟

    - نعم لأنهم اعتقلوا السنوسي، ولكني أتمنى أن يفعلوا ذلك بعدما نخلص من ترتيبنا ونعمل مؤتمرنا الصحفي، وننزل بكل قوة للشارع ونتبنى كل القضايا، أي جهة عندها دراما، أو مشاكل قبلية، نحاول نفهم الناس، وسوف ننسق مع حاملي السلاح.

    و لماذا تم إعتقال الشيخ إبراهيم السنوسي؟

    - ناس الأمن قالوا أنه سيقابل ناس كردفان وعبد العزيز الحلو، وسوف يلاقي الحركة الشعبية قطاع الشمال.

    وماذا كان يفعل الشيخ السنوسي بجنوب السودان؟

    - المؤتمر الشعبي كان له قواعد كبيرة بالجنوب، وهو ذهب للتواصل معهم ومساعدتهم في عملية التنظيم، فالى الآن ليس هناك قانون لتنظيم الأحزاب، فمن المفترض أن يطالبوا الأحزاب بالتسجيل، وهذا أيضا لم يحدث، لكن هذا حال الثوار دائما لا يعلمون الحكم، فالأفغان طردوا الروس وظلوا متحيرين حتى جاءهم الأمريكان، وحتى في الثورة الفرنسية الثوار قتلوا الحكام والنبلاء، ولم يستطيعوا أن يحكموا، ولذلك ذهب السنوسي ليساعدهم في التنظيم.

    وهل قابلهم بالفعل؟

    - أنا لا أعرف فهم قبضوه بالمطار ولم أتحدث معه، وحتى لو قابلهم فهذا طبيعي فهم موجودون هناك.

    ألم ترسله لعقد إتفاق مع قادة تحالف كاودا؟

    - ولم لا؟ فنحن نقول ذلك في الإعلام أننا معهم لكن تختلف الوسيلة فنحن ضد السلاح، ونؤيد العمل السياسي، فهدفنا مع تحالف كاودا واحد وهو تغيير النظام ولكن الوسيلة مختلفة.

    كيف ذلك وأنت قلت أن وسيلتك مختلفة في تحقيق الهدف عنهم؟

    - هم ليسوا معنا في خصومة وسوف نوقفهم عندما تتحقق الثورة، وسنستطيع السيطرة عليهم حتى لا يستخدمون السلاح بعد الثورة.

    قالوا أن الشيخ السنوسي كان معه وثائق ساعدت على مقتل خليل؟
    - كيف ذلك وهو كان بالجنوب وخليل كان بالشمال ولم يقابله؟

    هل تتوقع الإفراج عنه قريبا؟

    - الله أعلم هم أغلقوا جريدتنا الرأي للشعب وقلنا غضبة وسوف تعود مرة أخرى ولكنهم ألحقوا بها جريدة أخرى ( ألوان).

    ألا يغفر للحكومة عدم رفع أسعار البنزين في الميزانية حتى لا يتحمله المواطن البسيط؟

    - هذه الميزانيات أولا كلها كذب، وأنا كنت في المجلس وأعرف كل هذه الأساليب، هناك عجز رهيب في الميزانية، وستكون هناك زيادة في الأسعار، وهيعملوها تدرجا بمراسيم، وسوف يأخذوا هذا العجز من الناس ومن الجمارك عليهم، وهيعوضوا ماذهب من البترول من الناس، لأنهم عملوا وزارات أكثر من زمن السودان موحد، كان زمان بضع وعشرين وزير للسودان كله، الآن في السودان فقط عدد كبير من المستشاريين والمساعديين والوزراء، والصرف سيكون كبيرا جدا على القطاع السيادي، وكل وزير سياخذ اسرته للعلاج بالخارج وكله على نفقة الدولة، ستكون تكاليف رهيبة، والجيش سوف يطلب طائرات بملايين الدولارات، وهم يخافون الجيش ويلبون كل مطالبه.


    وماتعليقك على تعيين علي عثمان نائب أول والحاج آدم نائب ثاني؟

    - علي عثمان ليس لديه أي قيمة الآن، كان يريد أن يتخلص من موضوع محاولته لقتل مبارك في أديس أبابا، وقال للخواجات سوف أعمل ماتريدونه في اتفاقية الجنوب شرط أن يرضى عني مبارك، فكان مبارك لا يقابله، ولذلك انهى نيفاشا بهذا الشكل، والرئيس وقع لأنه لايعرف ماذا يعني دستور ولا اتفاقات ملزمة، ولذلك هو يبارك أي شئ لأن القوة عنده هي التي تحكم. أما الحاج آدم فتعينه مجرد تنفيس لأهل دارفور لأنهم كانوا خايفين من خليل إبراهيم الذي قالوا عنه أنه أتى بالأموال والذهب وأسلحة لاحد لها من ليبيا.

    البعض يقول أنك مازلت على إتصال بالحاج آدم، وأن تدرجه في الحكم بهذه الطريقة مجرد خطة بينكما؟

    - ضحك... هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، فالحاج آدم دخل الإنتخابات، ولم يكن بها أمل وقالوا له أن العرب الرحل صناديق تصويتهم مع شيخ القبائل الرحل، ولم يستطيع الوصول لهذه الصناديق والحاج آدم سبهم كثيرا، ووافق أن ينضم إليهم لصعوبة الحياة، ولكنه ليس عنده سلطة، وعلي عثمان رغم أنه ليس لديه قيمه إلا أنه على الأقل بيكون الرئيس إذا سافر الرئيس أو مات.

    وماهي توقعاتك للشخص الذي سيحكم البلاد بعد البشير بعد انتهاء هذه الفترة؟

    - البشير لن يترك السلطة، فمبارك عندما وقع قال كنت أنوي أن أترك السلطة، وعلي عبد الله صالح قال كذلك، وبعدها شغل ناسه بالشارع، وقال نزولا عن رغبة الجماهير سأظل بالحكم، فالبشير ليس عنده خيار، السلطة تعني الموت، وكل الطغاه هكذا، حاولت أن أتحدث مع علي عبد الله صالح فهو صديق، وعندما أتى للسودان كان يريد أن يقابلني، ولكنهم رفضوا، وأتى رئيس المجلس في اليمن وطلب وزارني في السجن، وذهبت إلى سفارتهم بالخرطوم حتى أنصحه بضرورة التخلي عن الحكم. فالبشير لن يترك السلطة، وليس لديه خيار فالسلطة يعني موت عند الطغاة.


    مارأيك في زيارة سلفاكير لتل أبيب؟

    - الجنوبيون اتصلوا بنا وقالوا لاتنشغلوا كثيرا بهذه الزيارة، ولكن الجنوبيين يعلمون تماما أن سرائيل خايفه جدا من الثورات العربية وخاصة في مصر وسوريا، والجنوبيين يحتاجون للتنمية، وقالوا هياخدوا من أي حد يهودي أو غيروا.

    هناك تخوف وقلق مصري وسوداني وعربي من هذه الزيارة. هل أنت مع هذا التخوف؟

    - العرب لم يأتوا للإستثمار بالجنوب، والجنوبيون يريدون مصالحهم فقط، ولو أتى العرب إلى الجنوب سيسحبون البساط من إسرائيل هي فقط مجرد مصالح.

    كان هناك تزامن بين زيارة سلفاكير لإسرائيل ومقتل المعارض الجنوبي جورج أطور. هل تعتقد أن هناك مؤامرة دخلت فيها اسرائيل لصالح جوبا للتخلص من أطور؟

    - لا أعتقد ذلك فهي مجرد تبريرات، وأطور كان في منطقة أغلبها ليست أهله، فقبيلته على النيل، والقبيلة مهمة جدا بالجنوب، وليس هناك أحزاب، وهو كان عسكري كبير بالحركة ودخل الإنتخابات وسقط ونجحوا شخص ثاني غيره، ولذلك هو هاج، وكان الشمال يسانده، ولذلك وقفوا ضده بالجنوب، وأعتقد أن مقتله كان على يد الجيش الشعبي، وليس هناك أي أياد خارجية لا أمريكية ولا إسرائيلية وراء قتله، ففي الجنوب ليس لديهم وعي سياسي كبير، ومن الممكن أن يتم شراء من حول أطور فليس هناك ولاءات كامله، وهذا طبيعي بعد الثورات دائما تحدث الصراعات.

    كيف ترى أزمة نقل البترول الجنوبي عبر الشمال؟

    - إذا أصر الشمال على هذه الأسعار العالية، معروف في العالم كله أسعار النقل والإيجار، فسوف يتفق الجنوبيون مع شركات عالمية سوف تدفع لهم قيمة إنتاج البترول في سنة، وسوف تقوم هذه الشركات في خط أنابيب لنقل بترول الجنوب عبر كينيا أو أثيوبيا، والجنوبيين قالوا لنا أنهم وصلتهم عروض كثيرة حول هذا الأمر.

    هل الموضوع بهذه السهولة؟ لو كان هكذا لم يكن ليأخذ كل هذا الوقت من الجنوبيين كانوا تعاقدوا فورا، أما موضوع إنشاء خط الأنابيب سوف يأخذ على الأقل 3 أو أربع سنوات، والعملية مكلفة جدا؟

    - نعم الموضوع سهل ولن يأخذ أكثر من عام أوعامين على أقصى تقدير، والشركات العالمية في البترول لديها أموال ضخمة فلن تكون هناك مشكلة.

    الجنوبيون عرضو على الخرطوم المساعدة في حل الأزمة الإقتصادية بمليارات الدولارات شريطة أن تكون أبيي جنوبية. ما رأيك في ذلك؟

    - في أبيي هناك قانون ملزم، وأنا مع القانون حتى لو واحد سيئ عمله، فأنا قبلت بتقرير المصير رغم أنه سيئ، لكنه جاء وفق قانون ملزم من خمس أفراد، وإتفاقية مياة النيل مع مصر كان عاملها شخص اسمه طلعت فريد، وهذا الإسم نادر بالسودان فلايوجد لدينا اسم طلعت هذا، وذهب للمهندسين المصريين وقال لهم لو إختلفنا نذهب لجمال عبد الناصر، فكيف سيكون خصم هو الحكم؟، وكان كل السودانيين ضدها، ولكنها أصبحت إتفاقية ملزمة.

    ألا تريد أن تأتي المياه إلى مصر؟

    - لا طبعا تعالوا هنا السودان ازرعوا واسكنوا وعيشوا، فلدينا الأرض الصالحة للزراعة والمياه، تعالوا فانتم الأقرب لنا.

    ماهو الأصح الآن في أبيي؟

    - الجنوب ماينفصل

    كيف ذلك فالجنوب إنفصل بالفعل؟

    - نرجعه تاني.

    وهل هذا سهل؟

    - نعم سهل أليس بعد الطلاق رجوع؟.. وحتى المصريين لو أتو بطريقة سالمة ستعود وحدة وادي النيل، والجنوبيين تحدثنا معهم قالوا قلوبنا مع الشمال، ولكنهم يقولوا أن الحكومة كانت السبب في إنفصالهم.

    ماهي رؤيتك للوضع الآن في النيل الأزرق وجنوب كردفان؟

    - هناك قبائل عربية المسيريه وتقضي معظم وقتها بالجنوب، فالحدود مفتوحة، وقبيلة الحوالم والنوبة، والحكومة بتلعب لعب قبلي هناك، والناس لا يؤيدوا الحكومة هناك فهي لم تفعل لهم شيئا.

    ومارأيك في الهدوء بجنوب كردفان الآن؟

    - ليس هناك هدوء بجنوب كردفان فالحرب في كل الولاية، وهناك تخوف شديد، وعدد كبير من أبناء النوبة ذهبوا للجبال والجنوب، فالوضع متفاقم هناك، ولكن ليس هناك إعلام يعكس، وليس هناك أي رؤية للحل، والوالي أحمد هارون نفسه لم تعجبه هذه الطريقة التي تنتهجها الحكومة، فهو رفض الحرب لكن المركز فرضها عليه، ومازال يبحث عن تسويات لكن البشير لا يهمه فهو عسكري لا يعرف الحوار.

    وكيف تقرأ الوضع في دارفور بعد إتفاق الدوحة؟

    - مني أركو مناوي لديه قوات بدارفور إلى الآن أما السيسي ليس لديه قوات ولا قاعدة بدارفور، والسيسي نفسه يقول أنهم أتوا لفعل شئ وهذا هو الممكن لديهم.

    كيف ترى الموقف القطري الذي ساند الثورات العربية ولكنه يساند ويدعم النظام في الخرطوم؟

    - قطر لأنها كانت تريد حل أزمة دارفور، لا تريد أن تغضب الحكومة، وطلب الرئيس منهم 3 مليار دولار ، وهم شغالين استثمارات ضخمة بالسودان، وقالوا هيعملوا بنك بـ 2 مليار دولار في دارفور وكذلك بالجنوب، ولذلك أصر البشير أن يذهب إلى الدوحة في مؤتمر الحضارات رغم رفض بعض الدول لحضوره إلا أنه أصر حتى يأخذ هذه الأموال، ولكنه رجع بوعد غير جازم.

    هناك بعض الأقاويل بأن أمير قطر الشيخ حمد قال للبشير حتى تنجوا من الربيع العربي لابد أن تدخل الشيخ الترابي معك مرة أخرى. هل حدث ذلك؟

    - نعم حدث ذلك، فالقطريون قالوا للبشير هات الشيخ، ولكن الشيخ في نظره يعني سحب الحكم منه، فلم يرد على القطريين بكلام قاطع لأنه يحتاج لأموالهم.

    هل لديك إتصالات مع القيادة القطرية وهل عرضوا عليك مبادرة للصلح مع البشير؟

    - نعم لدي علاقات مع النظام فوق في قطر ولكنهم يعرفون رأيي جيدا في هذا الموضوع ولا يمكن أن أتنازل عنه.

    وماهو رأيك في هذا الموضوع؟

    - لن أشاركهم أبدا ولابد من تغيرهم.

    وما تعليقك على تغيير موقف الأمريكان فهم الآن لا يريدون تغيير النظام بالسلاح؟

    - الأمريكان موقفهم لم يتغير هم لا يقابلون البشير، وعندما يأتي مسئول منهم لا يقابل الرئيس ويقابل المسئولين فقط، وكأن شخص أتى يزورني في بيتي وقال احبسوا الراجل ده، ويقابلوا أهل بيتي ويأكل معهم ثم يذهب، فأي ذل هذا الذي وصلنا إليه؟.

    بعض قيادات الحكومة ترى أن الثورات العربية أتت بإسلاميين وأنهم أصلا إسلامين ولذلك لن تأتي الثورة بالسودان. ألا ترى أن هذا الحديث به منطق؟

    - هم مستغليين شعار الإسلام، وشوهوا صورة هذا الشعار، بأفعالهم الخاطئة فمازالت التجربة الإسلامية في مصر وتونس وليبيا مجرد وعد، أما في السودان فهي فعل، وفعل سيئ من تقطيع للبلد للدكتاتورية والإعتقالات وهذا ليس من الإسلام في شئ.

    وكيف تري الأوضاع في شرق السودان؟

    - هي الأخرى سيئة وناس شرق السودان يتدربون في أريتريا فقبائلهم واحدة.

    كيف تقول هذا الكلام وأفورقي علاقته طيبة جدا بالسودان؟

    - لا الحكومة علاقاتها أقرب لأثيوبيا حتى لا تقف مع الحركة الشعبية، فلو وقفوا مع أريتريا أثيوبيا سوف تقف مع الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا يستطيعوا إرضاء أثيوبيا وأريتريا في نفس الوقت فهم أعداء.

    الرئيس البشير افتتح 3 موانئ ضخمة في بورسودان ألا ترى أن هذا سيصب في تنمية الشرق وسوف يكون لصالح الحكومة؟

    - مجرد توسعة عادية لا تفعل شيئا في التنمية. هذا العام احتمال أن يكون سيئ جدا على السودان، ففي القضارف مركز منتجي الذرة أنتجت الثلث فقط، والجزيرة لا يوجد بها ماء وأنتجت أقل من كفايتها، وتأخر المطر في جنوب كردفان وتوقفت مشروعات زراعية كبيرة في النيل الأزرق، فلدينا مشاكل كبيرة وإرتفاع أسعار رغم أننا في موسم الإنتاج.

    افريقيا اليوم
                  

02-06-2012, 05:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    أطهار الحركة الإسلاميَّة ماذا ينتظرون؟ ..

    بقلم: أ.د.الطيب زين العابدين
    الأحد, 05 شباط/فبراير 2012 10:01
    S

    كان أحد أقاربي بمدينة الدويم عندما يريد أن يصف شخصاً بأنه شديد الفساد في النواحي المالية يقول عنه (إنه يأكل ناقة الله وسقياها)، وهي الناقة التي أخرجها الله من الصخر آية لقوم ثمود وحجة عليهم، لها شرب يوم في الماء ولهم شرب يوم معلوم. وقد نصحهم نبيهم صالح ألا يتعرضوا للناقة المعجزة أو لنصيبها من الماء في يوم شربها، فانبعث أشقاهم (قُدار بن سالف)، وكان رئيساً مطاعاً فيهم، فكذب الرسول وعقر الناقة التي كانوا ينتفعون بلبنها وذلك بعد أن أخذ البيعة من الصغير والكبير في قومه. ومن ثم غضب الله عليهم وعمّهم بالعذاب فلم يفلت منهم أحد (فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) الشمس:14.

    وبعد أن اطلعت على الوثائق المدهشة التي نشرتها جريدة التيار في نهاية يناير ومطلع فبراير من هذا العام عن فساد شركة السودان للأقطان لا أتردد في وصف تلك الشركة بأنها يمكن أن تأكل (ناقة الله وسقياها) دون أن يطرف لها جفن.فالفساد الذي كشفته الوثائق ضخم يعد بعشرات الملايين من الدولارات، وقد استمر لعدة سنوات على حساب المزارعين اليتامى في مشروع الجزيرة والمناقل وحلفا الجديدة ومؤسسة الرهد الزراعية والمعاشيين التابعين للصندوق القومي للمعاشات والمساهمين في بنك المزارع، وهؤلاء هم ملاك مقطوعة الطاري شركة السودان للأقطان. ويمتد أصبع الاتهام أيضاً في هذا الفساد الضخم إلى وزارة الزراعة والغابات وبنك السودان ووزارة المالية، وعلى رأس كل من تلك المؤسسات الكبيرة قيادات إسلامية نافذة في الدولة وفي الحزب الحاكم، ولها تاريخ طويل في الحركة الإسلامية. وعليه فإن الفساد بهذا الحجم ولتلك السنوات ومن خلال تلك المؤسسات القيادية يصم حكومة الإنقاذ نفسها بالفساد المنظم والمقنن وهي بذلك قادرة أيضاًعلى أن تأكل ناقة الله وسقياها. ونسأل الله العلي القدير ألا يعمّنا بالعذاب لسوء سلوك قادتنا الذين لم نبايعهم عن رضى كما فعل قوم ثمود!


    والقضية ببساطة شديدة هي أن وزارة الزراعة والغابات المسئولة عن تدبير مدخلات الموسم الزراعي تكلف شركة الأقطان سنوياً بتوريد تلك المدخلات من آليات وسماد ومبيدات وتقاوى ومحالج، وتقوم شركة الأقطان في السنوات الأخيرة بتحويل هذه المهمة إلى شركة قطاع خاص دون منافسة أو طرح عطاءات (في هذه الحالة هي شركة تاجا الهندسية لصاحبها محي الدين عثمان المسجلة في دبي). استطاعت تاجا أن تدبر تمويلاً بـ 30 مليون دولار من بنك دبي الإسلامي بمصروفات تمويل (فائدة) قدرها 6,5% خفضت فيما بعد إلى 5,5% تسدد خلال 3 سنوات ويبدأ دفع الأقساط بعد سنة سماح واحدة. وعليه طلب وزير الزراعة خطاب ضمان من بنك السودان لهذا القرض، وتنازلت وزارة الزراعة من خطاب الضمان لشركة تاجا بوصفها وكيلاً لوزارة الزراعة في اختيار وطلب البضائع حسب العقد الموقع بين تاجا وشركة الأقطان. وقالت بأن البضائع المطلوبة بواسطة شركة تاجا تعامل وكأنها اختيرت بواسطة وزارة الزراعة وستكون مقبولة بلا شروط ولن ترفض من قبل وزارة الزراعة لأي سبب مهما كان (شيك على بياض)!


    وقع خطاب وزارة الزراعة العجيب أحمد البدوي محمد صالح الذي أصبح فيما بعد مديراً عاماً لشركة متكوت للتجارة العالمية التي يمتلكها محي الدين عثمان نفس مالك شركة تاجا! عاصرته في الجامعة لمدة من الزمن وكنت أظنه من طيور الجنة لتدينه وحسن خلقه ولكن المال السايب يعلم السرقة! وأسس كل من عابدين محمد علي ومحي الدين عثمان عدة شركات (الرائد لحليج الأقطان، متكوت للتجارة العالمية، عين القطر الزراعية، الفايدي للحفريات، المدبرات العالمية) يمتلكها أولادهم وأزواجهم وأخوانهم لتعمل في مجالات المعدات والمواد الزراعية المختلفة. وتضاعف سعر المعدات والمواد المطلوبة لشركة الأقطان عبر الشركات الوسيطة من ذوي القربى بما فيها شركة تركية (بلكان).وفي عملية واحدة هي شراء خيش من بنغلاديش بـ 10 مليون دولار كان فرق السعر فيها حوالي 6 مليون بين السعر الحقيقي وبين السعر الذي ادعته شركة تاجا!


    ولم يقبل هذا الضرب من الفساد المتوحش كل قيادات شركة الأقطان أو كبار موظفي وزارة الزراعة. فقد كتب عبده سعد الدين نائب مدير عام شركة الأقطان خطاباً لمجلس الإدارة يعترض فيه على بعض تصرفات المدير العام في التعامل مع شركة تاجا: أنه دفع أكثر من 2 مليون دولار خارج عقد الوكالة الموقع معها بدون وجه حق، وحول المبلغ لشركة تاجا بدلاً من بنك دبي صاحب القرض، وتم التحويل قبل سنة من بداية موعد السداد المفترض للقرض، والحكومة معروفة بالمماطلة في دفع الدين بعد حلوله فكيف لشركة الأقطان ان تسبق الموعد.وأرسلت صورة من هذا الخطاب لوزير المالية الزبير أحمد الحسن. وكانت النتيجة أن فصل نائب المدير العام من عمله بالشركة لجرأته في انتقاد أعمال المدير اللا قانونية! رئيس مجلس إدارة شركة الأقطان (عباس الترابي) هو رجل قليل الحظ من التعليم ومع ذلك بقي في منصبه لسنوات طويلة مثل صنوه رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة (الشريف أحمد عمر بدر)!

    وفي وزارة الزراعة تصدى الدكتور عبد الجبار حسين المنسق القومي للمدخلات والتمويل بخطاب الى وزير المالية ووزير الزراعة ومحافظ بنك السودان يقول فيه بأن تنازل وزارة الزراعة من خطاب الضمان الصادر لها من بنك السودان لصالح شركة خاصة ليس له أسباب موضوعية وكان الطبيعي أن يتم توفير التمويل عن طريق وزارة المالية لصالح شركة الأقطان بضمان المشاريع الزراعية الحكومية، ولم يتم اخطار وزارة المالية وبنك السودان بهذا التنازل، وإن التنازل لشركة تاجا هو اهدار للمال العام وجني أرباح لمن لا يستحقها ويزيد تكلفة مدخلات الانتاج على المزارع بنسبة تصل إلى 13%، ونرى أن يخضع هذا الأمر برمته لمراجعة شاملة لبقية المستندات ومعرفة الضرر الواقع على المزارعين. وفُصل د0 عبد الجبار حسين من وزارة الزراعة بعد أسبوع واحد من كتابته لذلك الخطاب الذي لم يعره اهتماما كل المسئولين الذين وجه إليهم!


    ويبدو أن د0 عبد الجبار لا يتوب من مشاغبته للمسئولين الكبار فقد كتب مرة ثانية في 5/1/2011 (قبل الانفصال) بصفته الأمين العام للنهضة الزراعية لوكيل وزارة المالية الطيب أبو قناية، الذي أصبح مديراً لآلية مكافحة الفساد في حضن القصر الجمهوري، يخطره بشركات القطاع الخاص التي دخلت في شراكة أسهم مع شركة الأقطان التي تتمتع بميزات تفضيلية حكومية كثيرة لا ينبغي أن تسري على القطاع الخاص، كما أن هذه الشركات المحظوظة مملوكة لأسرة عابدين محمد علي ومحي الدين عثمان، وينبغي على وزارة المالية أن تراجع موقف هذه الشراكات. ولكن أبو قناية تنصل من عمل أي شيء بدعوى أن الرد لم يأته من المراجع العام عن موقف شركة الأقطان بعد سنة كاملة! ومن الغريب أن لا يعرف وكيل المالية موقف شركة الأقطان التي تحتكر تصدير القطن منذ عشرات السنين وكل ملاكها يندرجون تحت مسمى القطاع العام، وقد أرسل عبد الجبار صورة من خطابه لكل من: نائب رئيس الجمهورية، رئيس اتحاد عام مزارعي السودان، رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة. وأكاد أجزم بأن الأشخاص المسئولين عن هذا الفساد الكبير لن يقدموا إلى محاكمة علنية ولن تطالهم عقوبة تساوي جرمهم لأن من ورائهم مسئولون كبار هم الذين يدورون الدولة والحزب!


    كل الشواهد والمؤشرات تقول إن الفساد المتوحش الذي ولغت فيه شركة السودان للأقطان معروف للقيادات الاقتصادية المعنية في وزارة الزراعة ووزارة المالية وبنك السودان، ولا يمكن لهذه المؤسسات أن تصمت على هذا الفساد إذا لم يكن مسنودا من أعلى المستويات التنفيذية في الدولة. ولا أستبعد أن يكون التمويل الضخم والمريب للمؤتمر الوطني يجد دعماً من مثل هذه المنافذ المشبوهة. والدليل على تفشي الفساد في جسم الدولة هو تقارير المراجع العام التي تقول برفض بعض المؤسسات الحكومية مراجعة حساباتها، وتجنيب أموال بعض الوزارات، وآخر تقارير المراجع العام في يناير الماضي يقول إن شرطة الجمارك جنبت 9,5 مليون دولار تصرف منها خارج الموازنة، وأن هناك 3% من إيرادات الطيران المدني ودمغة الشرطة ودمغة الطالب تورد أمانات باسم المدير العام يصرف عليها خارج الموازنة. وقصص البضائع مثل الأسمنت والسكر التي ترفضها هيئة المواصفات لأنها غير مطابقة فتكون لها لجنة ثانية وثالثة حتى يسمح لها بالدخول بحجة ما لأنها موصولة بأولياء الأمر في الدولة، وقضية سوداتل التي قال أعضاء جمعيتها العمومية بما فيهم مندوب المالية عن إدارتها ما لم يقله مالك في الخمر ومع ذلك بقي فريق الإدارة المطعون في نزاهته كما هو!وكأنما تريد الحكومة أن تقول للناس إن أولياء الحكومة فوق القانون ولهم أن يفعلوا ما يشاءون رضي من رضي وأبى من أبى. ويبدو أن هناك فساداً موجهاً لقيادات الخدمة المدنية حتى يكونوا أكثر طواعية للتوجيهات الصادرة من فوق ولو خالفت اللوائح والنظم السارية،


    فقد حدثني بروفسير مصطفى إدريس بأنه عندما تسلم إدارة جامعة الخرطوم وصله شيك باسمه الشخصي بمبلغ مئة مليون جنيه (قديم) من وزير نافذ معتق قضى نحو عشرين سنة طاف أثناءها على مقاعد وزارات رئيسية متنوعة، واستغرب الأمر فاتصل بالوزير المعني عن سر هذا الشيك الشخصي، فقال له الرجل بنبرة جادة لا لجلجة فيها إنه نثرية جيب (pocket money) فما كان من المدير «الحنبلي» إلا أن استدعى المراقب المالي بالجامعة وطلب منه توريد الشيك في حساب الجامعة ثم أرسل ايصال التوريد للوزير صاحب الشيك. ولا يبدو أن هذه حادثة معزولة قصد بها مدير جامعة الخرطوم، فهي أقرب أن تكون نهجاً مبتدعاً في تسليك قنوات الاتصال بين النخبة الحاكمة وقيادات الخدمة المدنية، وبالطبع فإن الشيك ليس من مال الوزير الخاص ولكنه من مال عام مرصود لمثل هذا الغرض تحت عناية ذلك الوزير. وخلاصة القول إن حجم الفساد الذي يظهر على الحكومة القائمة غير مسبوق في تاريخ السودان منذ الاستقلال، ولا نريد مقارنة سلوك هذه الحكومة بالخلفاء الراشدين لأنها لا صلة لها بذلك السلف الصالح ولكن نريد مقارنتهم فقط بالحكومات السابقة في عهد الأزهري وعبد الله خليل وعبود ومحمد أحمد محجوب والنميري وصادق المهدي، وقد بزتهم جميعاً في هدر المال العام والاعتداء عليه.


    وبما أن هذه الحكومة جاءت على رأس الحركة الإسلامية وبدعمها القوي، ويتوزع الإسلاميون على معظم مواقعها التنفيذية الرئيسة فإنهم مسئولون دينياً وأخلاقياً وسياسياً عن حجم هذا الفساد المتبجح الذي جعلنا في مؤخرة الأمم على قائمة الفساد والشفافية. وأحسب أن هناك عدداً من الإسلاميين الأطهار في الدولة والحزب لا يقبلون بمثل هذا الحال المشين لكنهم صامتون، لماذا لا أعرف! فهم يعلمون أن تعاليم الإسلام الذي جاءوا لنشره وتعزيزه في المجتمع يقول إن الساكت عن الحق شيطان أخرس. فماذا ينتظر هؤلاء؟ ولا نطلب منهم مناجزة الحكومة بالرمح والسنان ولكن دون ذلك أولى، وهو أن يقتدوا بسنة المصطفى (ص) حين تبرأ علانية من فعل منكر أتى به سيدنا خالد بن الوليد في ميدان معركة حقيقية لا متوهمة فقال: اللهم إني أبرؤ إليك مما فعل خالد!
                  

02-06-2012, 05:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    أين نساء الحركة الاسلامية..؟!..
    هل غادرن الحركة منذ بداية ظهور الفساد المالي والاخلاقي وموجات الزوجات النهاري والزواج السري، والزواج الذي يعرف بـ (التلاوة)؟ -
    خالد ابواحمد

    برغم ما كُتب عن تجربة حكم (الانقاذ) من مقالات وكُتب.. وتوثيق تاريخي لأحداث مرت في حكم هذه العُصبة كما يقول أخي الأستاذ فتحي الضو إلا أن ذلك لا يعدو كونه ردود فعل لأفعال مآساوية حدثت في هذا الوطن المترامي الأطراف، لكن هناك القليل الذي لا يكاد يذكر من التناول التحليلي العميق للأسباب التي أدت لكل هذه الفظائع والكوارث التي سودت وجه بلادنا العزيزة.


    كنت كثيراً أقف مشدوداً وأنا أتابع قنوات السودان الفضائية وما فيها من تقليد أعمى في مكياج المذيعات ومقدمات البرامج.. شئ يحزن بل يفجع للدرجة التي قاطعت فيها هذه القنوات سنين عدداً ولا أشاهدها إلا لرؤية مادة تلفزيونية عن السودانيين في مملكة البحرين..لكنني كنت دائماً اتساءل في نفسي بشدة..هل شكل المرأة في الفضائيات السودانية يمثل الدولة التي كانت حلم الاسلاميين..؟؟!!.


    وبسرعة فائقة وجدت نفسي أرجع لذكريات أيام الحركة (الاسلامية) وما كنا نطلق عليه المشروع الحضاري، وأشواقنا لدولة الاسلام وللحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وطافت بي صور ومشاهد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أرتال من الصادقين الأوفياء، الذين تركوا نعيم الدنيا لينعم بها غيرهم دون أن يبذلوا في سبيل المشروع (الاسلامي) قطرة دم واحدة..!!.


    ثم جاءت الأسئلة تترى في خضم الظهور الفاضح للمرأة السودانية في قنوات النظام الحاكم، من أين جئن اللائي أعطين الآخرين صورة كاذبة عن المرأة السودانية التي يعرفها الجميع، لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه أين ذهبن أخوات التنظيم..أخوات الحركة الاسلامية اللائي نعرفهن حق المعرفة العابدات المتبتلات..؟!.


    في الحقيقة هن غادرن محطة الحركة الاسلامية مبكراً منذ السنوات الأولى لـ(الانقاذ) وبداية ظهور الفساد المالي والاخلاقي وموجات الزوجات النهاري والزواج السري، والزواج الذي يعرف بـ (التلاوة) بمعنى أن يقول الزوج لزوجته "أنا ماشي التلاوة" بينما هو في الحقيقة يكون مع زوجته الثانية –الصغيرة- أخواتنا ذهبن بلا رجعة عندما رأين موجات الشره في الزواج مثنى وثلاث ورباع لكن من غير –أخوات الحركة الاسلامية- والإقتران بزوجات (الشهداء) الصغيرات الجميلات..!!.


    كان تلك أول ضربة في ظهر الأهداف التي من أجلها كان الانقلاب على السلطة آنذاك، ضربة لأن أخوات التنظيم والحركة الاسلامية كانن هن صاحبة الفضل الكبير فيما وصلت إليه هذه الحركة، وهذا البنيان الكبير، ونحن في السودان دون شعوب الأرض نكُن للمرأة الاحترام والتقدير الشديدين، ذلك لأن المرأة السودانية هي التي تحملت مسؤولية الحياة بقدر أكبر من الرجل، وفي حياة كل منا نموذج لإمرأة عاملة مناضلة، وشخصياً أعتز بأمي التي خرجت من رحمها الطاهر وهي إمراة عاملة، وقد جاهدت فينا كثيراً بالعمل والمثابرة، وعندما كنت صغيراً في سنيني الخمسة الأولى كانت تواصل دراستها، والآن أتذكر هذه المشاهد وأتخيلها باعتزاز شديد، وفي مجتمعي الصغير ليّ العديد من النماذج الجميلة لنساء سودانيات أثرين حياتنا، لكن في الحركة (الإسلامية) كان هناك نسوة لهن قصصاً مؤلمة، وتجعل في الحلق غصة، إلا أنها يجب أن تروى للناس، ولو إن البعض لا يرضى ذلك، لكن أمانة المهنة ومسؤولية التاريخ تحتم أن نفعل فليغضب علينا من يغضب.


    وفي يقيني التام الذي لا يتزحزح أن المرأة مثلت بالنسبة للحركة (الإسلامية) القاطرة الحقيقية للإسلاميين فأوصلتهم لدنيا الحُكم من بعد نيف وخمسون عاماً، وتشهد صحف الديمقراطية الثالثة (1985-1989م) أن مسيرتي أمان السودان الأولى والثانية التي أخرجتها الحركة (الإسلامية) وشّكلت فيما بعد الصورة الحقيقية لحجم وقوة (الإسلاميين) في الساحة وعلى ما يتمتعون به من رصيد، فقد كان ثلاثة أرباع المتظاهرين في هذه المسيرة التاريخية من العنصر النسوي، في مسيرة كان عنوانها دعم (القوات المسلحة)، إذ أرسلت رسالة واضحة المعالم للجيش تفيد بأن (الإسلاميين) هم الناصر الوحيد للقوات المسلحة ومستعدين للوقوف بقوة معها.


    وأتذكر أن أحد الزملاء في صحيفة حزبية ذكر ليّ أنهم قدروا عدد النساء في مسيرة أمان السودان بـ 75% من المتظاهرين، بما يعني أن الحركة (لإسلامية) تعتمد على العنصر النسائي بشكل كبير، وبالفعل كانت مشاركة النساء في ذلك اليوم كبيرة بكل المقاييس وقد ضمت طالبات الجامعات والمدارس الثانوية والعاملات في الوزارات.


    ولا شك أن المجتمع السوداني كان يقيد الفتاة ولا يرضى لها التأخير خارج البيت لأوقات طويلة وكانت العضو بالحركة (الإسلامية) تقاسي الصعاب في التوفيق ما بين الموجهات الأسرية وتقاليد المجتمع والالتزامات التنظيمية، وفي هذا الصدد حدثت الكثير من الإشكالات داخل الأُسر لكن قوة الترابط الأسري والاجتماعي بين الأعضاء تجاوز بالأخوات كل المشاكل الأسرية، وعلى ذات الصعيد كانت الأخت في هذا المجتمع أكثر إلتزاماً ومسؤولية تجاه الفكرة التي من أجلها انضمت للحركة، ومن أجل ذلك كان حُلم كل أخت الزواج بأخ من الحركة، وكنا نرى هذه الأحلام في وجوههن، من أجل خلق أسرة تظللها الشريعة الإسلامية، الصلاة في المسجد، وتلاوة القرآن الكريم بعد صلاة الصبح بمشاركة الزوج والزوجة والأبناء، واللائي وفقهن الله سبحانه وتعالى بالزواج في ظل الحركة الإسلامية وهن قلة قليلة، قد سرن في خط الالتزام.


    وبعد الانقلاب المشئوم في يونيو 1989م واستلام السلطة فيما عرف بـ(التمكين) كان ضربة شديدة للعنصر النسوي الملتزم بخط الحركة فقد كان الجميع يتوقع أن يتزوج أعضاء الحركة من الأخوات وقد دخل غالبيتهم الأجهزة الأمنية، ثم المؤسسات الاقتصادية والدبلوماسية وغيرها، لكن كانت الطامة كبرى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، انتشرت بيوت (الأفراح) زيجة هنا وزيجات هناك، لكن كانت الحسرة كبيرة في صفوف الأخوات اللائي وضعن الحركة في كرسي حُكم السودان، فذهب (الأخوان) يتزوجون، لكن ليس من نساء الحركة اللائي كن يحملن الهم الأكبر في تحقيق المشروع الحضاري في السودان، تزوجوا لكن ليس من اللائي رفضن أبناء العم وأبناء الخالات بغرض الظفر بأخ من (التنظيم)، هذا عقد قرآنه على بت عمه، وهذا من بنت خالته، وهذا من سكرتيرته الحسناء، وهذا من موظفة، وهكذا دواليك، وبدأت تنتشر بين الناس قصص وروايات كلها تشير بوضوح إلى كارثة إنسانية حدثت وكانت تحدث يومياً، في غياب تام لأي ضمير، ولم تكن للحركة (الإسلامية) أي رؤية اجتماعية داخلية تضمن الاستقرار للعضوية وتحافظ على النسيج الاجتماعي وسط العضوية الحركية، تتزامن مع التطورات الجديدة في البلاد، كان الهم الكبير كله يتمثل في تأمين مفاصل الحُكم، وضرب الأعداء بيد من حديد..!!.


    المتزوجون من داخل الحركة (الإسلامية) يتألمون غاية الألم ويشعرون بعقدة الذنب لارتباطهم بالكثير من (الضحايا) من أخوات العمل الاسلامي وفي منتصف التسعينات قابلت واحدة منهن، وعندما سألتها عن أخبارها وأحوالها والجديد في حياتها قالت ليّ بنبرة حزينة " طبعا نحن نُسوان التنظيم للعمل الحركي فقط وللجري والتعب، غيرنا للزواج والحياة الأسرية"، كانت عبارة موجعة للحد البعيد، وكأنها تريد أن تذكر المثل السوداني المعروف "الخيل تجلب والشكر لحماد".


    أتذكر الآن نساء من ذهب، تطوف بخيالي صورتهن المضيئة والعشرات اللائي واصلن العمل لم يفكر أحد من قادة النظام في الزواج منهن بينما تهافتوا على زوجات (الشهداء) صغيرات السن البسيطات، للأسف كانت هذه هي الصورة البليغة لأسباب التردي الذي أصاب بلادنا في كافة مناحي الحكم.


    في كل المحافل التي تبث غبر القنوات السودانية لا نجد البتة (أخوات التنظيم) اللائي نعرف سيماهن وملامحهن التي نال منها الاجتهاد الكثير والكثير، فالغالبية من الحضور يتم حشدهن بشكل غريب، وليس لهن ناقة ولا جمل في هذه الاحتفالات التي تقام بين الفينة والأخرى، الأمر الذي يؤكد أن (عقلية) الحشد لا زالت سبباً في ثراء غالبية مؤيدي النظام ومنظريه.. ولكن أين ذهبن (أخوات التنظيم)، واختفين من الساحة، وفي أي عالم يعشن، ومن يتحمل مسؤوليتهن يا تُرى..؟!!.


    أسئلة بطعم الحنظل ترن في دواخلي كلما جاءت سيرتهن العطرة، لا زالت تتردد في خاطري هتافاتهن القوية وانفعالاتهن الصادقة، ووجوههن الطاهرة، إذن (رجالات) الحركة (الإسلامية) سرقوا جهود آلاف النساء من الطالبات والموظفات وربات البيوت، وأسسوا دولة بعيدة عن صيحاتنا وهتافاتنا التي كنا نطلقها، لذا لم يكن من الغريب أن صورة المرأة في الفضائيات السودانية تتشوه لهذه الدرجة، إن أخوات التنظيم والعمل الاسلامي الحقيقي كن من بيوت سودانية حقيقية وعريقة تشربن الأدب والخلق والتدين الحقيقي لذا غادرن سريعاً في البدايات ومن شفافيتهن رأن ما لم يكن يُرى للآخرين..!!.


    كانت الأسر الامدرمانية العريقية مثل آل كمبال وآل بدري وآل الكوارتة يدفع أبناءهم من حر مالهم للعمل الدعوي لإقامة التلاوات والبرامج الروحية دون أن يأخذوا فلساً واحداً من أحد، وكذلك كانت الكثير من الأسر ليس في امدرمان فحسب بل في كل بلاد السودان يساهم أبناؤها في تنفيذ البرامج المختلفة من جيوبهم الخاصة.. تركوها بعد ذلك لمن يأخذ دون أن يعطي شيئاً، بل نهبوا البلاد بطولها وعرضها..!!.

    خالد ابواحمد
    abuahmed153
                  

02-07-2012, 07:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الترابي في الثمانين من عمره!! .
    الثلاثاء, 07 شباط/فبراير 2012 06:
    الطيب مصطفى

    الانتباهة

    ويقول الترابي في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية نشرته «الصحافة» إنه يثق في أن حركة العدل والمساواة ــ التي أنكر أنها جناحه العسكري ــ بل وبقية الفصائل المسلحة كلها ستضع السلاح بعد الثورة التي تطيح بالحكومة!!
    حركة خليل إبراهيم التي رأيناها تجند الأطفال وتعتدي على المساكين الغافلين الباحثين عن أرزاقهم في صحراء كردفان ممّن يحفرون الأرض بحثاً عن الذهب وتُجبرهم على حمل السلاح معها وتغزو أمدرمان بل وتنضم إلى قوات الحركة الشعبية وتتّخذ من جنوب السودان الذي يشنّ اليوم الحرب علينا في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. تتّخذه منطلَقاً لحربها علينا.. حركة كهذه يقول الترابي إنها ستضع السلاح فور تغيير الحكومة!!


    بل إن الترابي يقول إن بقية الفصائل المسلحة بما فيها بالطبع عبد العزيز الحلو وعقار وعرمان أصحاب مشروع احتلال الخرطوم ودخول القصر الجمهوري وإقامة مشروع السودان الجديد.. إن هذه الفصائل جميعها ستضع السلاح بمجرد سقوط الحكومة وحدوث الفراغ السياسي والأمني الذي يجعل البلاد جاهزة لمن يملك القوة لفرض نفسه وتسلُّم مقاليد الحكم!!
    لكن بالله عليكم انظروا إلى ما قاله الترابي وهو يناقض نفسه: (الخيار المتاح الآن هو الثورة فقط بشرط الاّ تتطور إلى فوضى وسلاح.. لا بد أن يكون التغيير بصورة سلسة لنظام انتقالي سلمي يقود إلى انتخابات لأننا لا نريد أن يتحول من نظام نكرهه إلى فوضى)!!
    إذن فإن الترابي يتفق معنا في الخوف من البديل الصومالي الذي عبّر عنه بالفوضى فنحن مثله نشعر بالحاجة إلى التغيير بعد أن يئسنا من الإصلاح لكننا نخشى من البديل الذي ينشأ عن ثورة لأننا نعلم يقيناً أنه يعني الفوضى والصوملة.
    عندما ذهب سياد بري رئيس الصومال المبغوض من شعبه والذي بلغ به الظلم درجة أن يحرق العلماء بالنار لم يكن الصومال أسوأ حالاً من حيث انتشار السلاح من السودان ولم تكن التمردات تحيط بأطرافه كما هو الحال عندنا الآن وبعض ولاياتنا الحدودية مع دولة الجنوب المعادية تشتعل ومتمردو دارفور يتحيّنون الفرص للانقضاض علينا ورغم ذلك تردّت الصومال في مستنقع الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد على مدى نحو عشرين عاماً.. المعارك التي دارت بالكلاشنكوف داخل مدينة الخرطوم بين قبائل جنوبية متناحرة تثبت أن هناك سلاحاً كثيراً لا تعرف الشرطة عنه شيئاً مخبّأ في انتظار ساعة الصفر ومعلوم أن مخطّط خليل لغزو الخرطوم لم تكتمل حلقاتُه فقد كان المفترض أن تتحرك بعض الخلايا النائمة التي أفشلها الله رحمة بهذا الشعب المرحوم.
    نحن مثلك أيها الرجل.. لم نعد نحلم بحكم طاهر في ظل هذه الحكومة وما يُخيفنا هو ما يُخيف معظم الشعب بل هو ما يُخيفك مما عبَّرت عنه من خوف من الفوضى لكن الفرق بيننا وبينك أننا لا ننطوي على ذلك الحقد الأعمى على من تعتبرهم قد غدروا بك حين نزعوا منك السلطان بالرغم من علمك أن الله هو «النزّاع» «وتنزع الملك ممن تشاء»!! ذلك الملك الذي اقتلعته ذات يوم ممَّن سبقوك أيها الشيخ لكنك تبيح لنفسك ما تُنكره على غيرك!!


    ثم يواصل الترابي عجائبه ويقول: «إنني على يقين من أن الجنوب بعد الانفصال يمكن أن يعود للوحدة»!! وكأنّ القصة «لعب عيال»... شعب عبّر بالإجماع عن بغضه للتوحّد معنا بل عبَّر حتى أولئك الذين عاشوا لعشرات السنين في الخرطوم والشمال عن رغبة حقيقية في الانفصال ظلت تُلحُّ عليهم منذ ما قبل الاستقلال وبالرغم من ذلك يتحدث الترابي عن عودة الوحدة التي لم نجنِ منها غير الدماء والدموع ولستُ أدري هل يظن الترابي أن المسألة بهذه السهولة وأنه «علي كيفهم» يذهبون متى شاءوا ويعودون متى شاءوا إلينا نحن المحرومين على الدوام من إبداء رأينا؟!
    لست أدري هل يعيش الترابي في كوكب آخر ولا يرى ما حدث طوال التاريخ بل ما حدث قبل وخلال وبعد الفترة الانتقالية وما يحدث الآن من مشاعر البغض الذي يكنُّه الجنوبيون تجاه الشمال والشماليين؟!
    بالله عليكم أليس الأجدر بالترابي إن كان مهموماً بمستقبل الإسلام أن يفكر بالتوحد مع مصر أو ليبيا أو تشاد بدلاً من وحدة الموت والخراب والدمار؟!
    ثم تساءل الترابي ــ ويا للحسرة!! ــ متحدِّثاً عن الجنوبيين: (كيف نقول لهم اخرجوا من البلاد التي خدموها وعملوا فيها)؟! ثم قال إن «الجنسية السودانية حُرِّمت فقط على الجنوب وإسرائيل وتُعطى للأمريكان والأوروبيين... هذا غباء»!! بالله عليكم من هو الغبي وهل تُعطى الجنسية للأمريكان والأوربيين كما قال الترابي وهل هم يطلبون جنسيتنا أصلاً؟! بلاد تشنُّ الحرب علينا وتخطط لإيذائنا ونسمح لرعاياها المزروعين كخلايا نائمة وقنابل موقوتة نسمح لهم بالبقاء ونمنحهم الجنسية!!
    أقول للشيخ الترابي إن العافية بدأت تدبُّ في جسد السودان رغم الضائقة المعيشية التي اعتبرها فترة نقاهة كتلك التي تعقب المرض.. إنها ذات الفترة الحرجة التي نراها في ليبيا بعد كابوس القذافي وفي مصر بعد مبارك وسيعقبها الشفاء الكامل إن نحن أحسنّا حكم بلادنا التي غدت أكثر تجانساً وأقل تشاكساً.
    ورغم تعهُّده جرّاء اتفاق فتاة حزب حق (هالة) بوقف التراشق الإعلامي مع الصادق المهدي يعود لهواية الغمز واللمز فيقول إن موقف الصادق المهدي المهادن للحكومة ربما كان ناشئاً عن خوفه من التعرض للسجن كما أنه يخشى من الحرب الاقتصادية من النظام (وأنا لست كذلك لم أشكِّل حزباً وراثياً ولم أرث عن أبي ولم أهيئ ابني للحكم)!!
    هذا هو الترابي عقب بلوغه الثمانين.. أين هو يا ترى من الترابي القديم الذي كان يُجيد الاستماع لمحدّثيه وينطق بالحكمة في تعقيبه لا الذي نراه اليوم يتحدَّث ويتحدَّث ويتحدَّث ولا يُتيح لغيره أن ينبس ببنت شفة؟!


    ----------

    to t.قراءة في مذكرة الألف أخ»
    ): شادول أحمد شادول .
    الإثنين, 06 شباط/فبراير 2012 06:49
    الانتباهة

    قال الله تعالى «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم
    { مضمون المذكرة
    المذكرة أبرزت قضية محورية وهي الدعوة، وهذه الدعوة هي أساس قيام تنظيم الإخوان المسلمين كما أنها سر نجاح كل التنظيمات الإسلامية في السودان وخارج السودان وذلك لأنها الرسالة التي كلف المولى عز وجل المسلمين بتبليغها وحفظ لنا مصدرها الأول القرآن الكريم كما حفظ الصحابة والتابعين ما جاء من الرسول صلى الله عليه وسلم من سنن لفظية وفعلية. هذا الشباب الذي يحمل همّ الدعوة يجب الاستماع إليه والتفاكر حول ما يدور في صدورهم من هموم.. فإذا كانت المذكرة أشارت إلى بعض المواضيع في كلمات مقتضبة إلا أن الحديث إليهم سيثير تفصيلات مفيدة وكثيرة. واضح أن المذكرة سكتت عن مواضيع كثيرة وحتى الموضوعات التي أثارتها جاءت معمّمة لأن التفاصيل والشواهد يمكن أن تناقَش داخل أجهزة التنظيم وليس خارجها. المذكرة في إطارها العام جاءت في شكل نصيحة لقيادة التنظيم «أي تنظيم الحركة الإسلامية» وقدمت صورًا من المذكرة لقيادة المؤتمر الوطني وهو الوازع السياسي لتنظيم الحركة الإسلامية بل هو الوعاء الجامع الملتزم بالبرنامج السياسي لولاية رئيس الجمهورية والبرنامج الإستراتيجي الربع قرني. كما قدموا صورة لقيادة الجهاز التنفيذي للدولة باعتباره الجهاز الموكل إليه تنفيذ السياسات التي تقرها أجهزة المؤتمر الوطني بالتنسيق مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المتحالفة معه.
    قدّمت المذكرة بصورة منضبطة إدارياً:
    كما ذكرنا أن المذكرة قدمت إلى كل الجهات التي يعنيها الأمر بصورة مباشرة ويبدو أن جهدًا بُذل في ألا تتسرّب إلى الإعلام قبل وصولها للجهات المعنية وذكرت ذلك لأن المذكرة شارك في إعدادها واقرارها عدد كبير ومن الصعب ضبط عدم تسربها من هذا العدد الكبير، ويبدو أن إعدادها ومناقشتها واقرارها أخذ وقتًا ليس بالقصير.. ثم عُرضت على بعض الشخصيات القيادية في مجلس شورى التنظيم وغيرهم ممن يثقون فيهم أو بمن لهم صلة قريبة منهم.. هذا التصرف يدل على وعي شبابي مبكر، لكيلا تكون هنالك عبارات غير لائقة أو ربما هنالك مواضيع مهمة يمكن تضمينها في المذكرة بجانب ملاحظات حول ترتيب المواضيع وتصحيح اللغة. ونحمد لهؤلاء الشباب عدم وجود توقيعات بالمذكرة لأن التوقيعات مهما كثر عددها تقلل من قيمة المذكرة لأنها لا تعبر فقط عن العدد الذي وقّع ولكنها تعبِّر عن هموم قاعدة كبيرة صامتة من الشباب والشيوخ.. وهذا يظهر أحياناً كثيرة في ململة البعض. وضعف الصلات التنظيمية والتوقيعات أحياناً يجعلها وكأنها مظاهرة يحدد أهميتها بعدد الموقِّعين عليها.. والمذكرات أحياناً تكون ذات طبيعة مطلبية وإذا لم يتم تنفيذ المطالب تهدد باتخاذ إجراءات أخرى يدعمها مؤيدها ولكن طبيعة هذه المذكرة أنها نصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وهي أمانة قام بها هؤلاء النفر نيابة عن الكثيرين. والنصيحة إذا جاءت من فرد فهي مقبولة خاصة إذا كانت موضوعية ولا تحمل في طياتها أي صورة من صور التهديد. والمذكرة معروفة الجهة التي قدمتها وليست مجهولة النسب كما ذُكر في الإعلام. أو مقدمة من مجموعة مدسوسة من جماعة الترابي أو من صلاح قوش وأتباعه في الجهاز إلى آخر الاستنتاجات، وقد ذكر محررو هذه المذكرة من هم في صلب المذكرة.
    هذه المذكرة وأي مذكرات أخرى لها دلالات لم تضمنها هذه الرسالة في موضوعاتها. المذكرة تدل على عدم وجود منابر مفتوحة للنقاش والحوار مع قيادات الحركة أو المؤتمر الوطني أو الجهاز التنفيذي. وقد تحدث الإخوة شبابًا وشيوخًا حول سياسة الأبواب المغلقة وخاصة من القيادات العليا.. وما زالت دور المؤتمر الوطني ودور الحركة تفتح ساعات الدوام الحكومي إلا في حالات نادرة وتفتح لاجتماعات خاصة بالمؤسسة. وذلك واضح لأن المسؤولين عن الأمانات والدوائر في التنظيمين هم مسؤولون في الدولة وأغلبهم في المناصب الدستورية. علماً بأن طبيعة عمل الأحزاب السياسية الانفتاح ومقابلة القواعد والاستماع إلى آرائهم.إذا حققت هذه المذكرة فتح أبواب المسؤولين لكل الأعضاء بدل الشريحة الصغيرة الحالية التي يمكنها مقابلة المسؤولين في التنظيم أو قيادات المؤتمر الوطني وحققت أيضاً اختيار مسؤولين متفرغين في قيادات التنظيم والمؤتمر الوطني بدلاً من المسؤولين الدستوريين الحاليين المتولين قيادة التنظيمين تكون المذكرة حققت أكبر وأهم إنجاز طالبت به مجموعة كبيرة من الأعضاء. المذكرة لم يطلع عليها مجموعة كبيرة من الناس أود أن أبرز أهم ما حوته من نقاط حتى يحكم على مفعوليتها ودقتها.

    مقدمة المذكرة:

    أولاً: هؤلاء الإخوة حمدوا الله أن يجعلهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وجعلهم من طليعة قوم رفعوا راية الحق وقدموا فيها الكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب وأصابوا وأخطأوا فلهم اجر الاجتهاد.. وذكروا أن الله منّ على عباده في السودان أن جعل الحركة الإسلامية رائدة وحققت نجاحات مقدرة بانزال قيم الدين من الكتب النظرية إلى التطبيق الشجاع العلمي في أرض الواقع، ومن انجازات الحركة الإسلامية أنها استلمت السلطة عام 1989م دونما تردد لقطع الطريق على انقلابين أحدهما بعثي حقود والآخر مصري بدعم أمريكي أوربي، وقطع الطريق أيضاً أمام الصليبية بقيادة د. قرنق خوفاً من أن يتكرر ما حدث في زنجبار والأندلس من قتل المسلمين. استلام السلطة وضعها في أيدٍ أمينة ومؤمنة وجادة ومسؤولة ومتجردة تجلى ذلك في تصديها الجاد للمؤامرات والحروب التي حاول الغرب بها إجهاض التجربة لذا قدمت الحركة عشرة آلاف من خيرة العناصر شهداء غير الحرص من القيادة إلى القاعدة. وأبانت المذكرة أن التجربة الإسلامية أصابها كثير من السهام بالنقد والتشكيك حتى من داخل الصف الإسلامي بل حتى من داخل صفوفها وحددت المذكرة من هم الذين كتبوا المذكرة فجاء فيها: «نحن مجموعة من إخوان من داخل الصف تنادينا لندلى بدلونا وسنقدم رؤية وحلولاً مبتغين وجه الله والعهد الذي قطعناه مع من سبقونا من إخواننا

    نظر هؤلاء الإخوة بمنظار حملة الدعوة والتكليف الرباني لهذه الأمة المسلمة ليس داخل السودان بل للعالم أجمع حيث قالوا إن التمدد الإسلامي المتنامي في العالم أجمع والمتمثل في زيادة عدد المسلمين في العالم «حتى أصبح أكثر من عدد المسيحيين في العالم حسب تصريح البابا» والزيادة الملحوظة للمسلمين في أوروبا وأمريكا التي تبشر بفجر قريب قادم للإسلام مع وصول الإسلاميين للسلطة أو أكثر من بلد متحالفين أو منفردين إضافة إلى انهيار الاشتراكية وانحدار الرأسمالية وبحث البشرية لحلول أخرى.. كل هذا يلقي علينا عبئًا زائداً لدفع وتصحيح المسير.
    حتى تكون المذكرة منصفة وموضوعية بدأت بالإيجابيات والمكاسب ولخصتها في الآتي:
    الإيجابيات والمكاسب:
    1/ ما تم في عام 1989م من استلام الحركة الإسلامية للسلطة اجتهاد مبروك وأنه حقق الخير الكثير. وقطع الطريق على انقلابين أحدهما بعثي والآخر مصري بدعم أمريكي وأوروبي وأيضاً قطع الطريق على الصلبيين من أن يتكرر ما حدث في زنجبار والأندلس على يد د. جون قرنق بدعم من الكنيسة وأمريكا واوروبا.
    2/ قدمت الحركة الإسلامية كثيراً من القيادات المشهود لهم بالتجرد والتضحية والقدوة والجدية والكفاءة والذي كان السبب في صبر الشعب السوداني مقابل الوقوف مع برنامج الثورة بحماس وفي أحلك الظروف رغم العوز والفقر والحاجة في بداية الثورة.
    3/ حدثت نهضة اقتصادية كبيرة وتقدم في كافة المجالات ونقدم شاهدًا على ذلك شبكة الطرق القارية والداخلية، الموانئ، والمطارات الدولية في الخرطوم ومروي ونيالا وجنوب كردفان والجسور والخزانات والكهرباء التي تضاعف توليدها، والطفرة في الاتصالات، وصناعة الأسمنت الذي بلغ إنتاجه 12 مليون طن في العام وصناعة الدقيق، والتوسع في صناعة السكر، صناعة السيارات، صناعة المعدات الزراعية المختلفة، قيام مدينة جياد الصناعية وتوجت قيامها صناعة المعدات الحربية حتى بلغت صناعة طائرة بدون طيار وغيرها كثير.
    4/ حدثت طفرة في التعليم العالي وتبعه توسع كبير في التعليم العام كما تم توسع نوعي وكمي في مجال الصحة. وهذا واضح في مستوى المستشفيات الخاصة والمتخصصة والعلاج بالداخل أوقف العلاج بالخارج إلا في حالات خاصة.
    5/ تم اكتشاف البترول واستخراجه وتصدير الفائض عن الحاجة وحتى بعد الانفصال ما تبقى سيكفي حاجة البلاد إن شاء الله كما تم اخيراً اكتشاف كميات كبيرة من الذهب وتم استخراجها وتقدر انتاجها بعشر أضعاف ما ينتجه منجم ارياب والذي يعمل بالطرق الحديثة.
    6/ هنالك مجهودات مقدرة في إحياء صناعة الغزل والنسيج والزيوت والتي تزخر بلادنا بالمواد الأولية كما كثفت الدولة نشاطها في الزراعة وخاصة في زراعة القمح والقطن والأرز وغيرها من الحبوب تحت مظلة الثورة الخضراء.
    7/ التصديق للتمرد بشجاعة واقتدار ليس فقط ضد المتمردين الجنوبيين بل ضد الدعم الأوربي والأمريكي ومساندة دول الجوار والدعم الإعلامي العالمي الضخم والضغوط بالمقتطعة أحياناً وباستغلال المؤسسات المالية العالمية أحياناً.
    8/ النجاح باستقطاب كل الشباب للجهاد بطواعية وإيمان صادق حتى أجبر المتمردين على التفاوض بعد أن وصلت الدول الداعمة إلى قناعة أن هذا الشعب لن ينهزم وتم وقف حرب الجنوب التي تعد أطول حرب في افريقيا استمرت لأكثر من ستين عاماً.
    { السلبيات والإخفاقات:
    1/ الانشقاق الكبير في الصف الإسلامي في عام 1999م
    2/ هنالك أخطاء ارتُكبت من الجماعة والأفراد والتي من أبرزها التعامل بروح الوصاية والاقصاء وعدم استصحاب الآخر خاصة في بداية الانقاذ.
    3/ العقلية الأمنية التي دارت بها الدولة بغرض تأمين الأوضاع غلبت في كثير من السنوات مما صور الدولة كأنها بلا فكرة ولا مشروع إنساني حضاري تقدمه للناس.
    4/ التناقض الذي لازم خطاب الإنقاذ بدأ بشمولية العملة الحرة وانتهى بتحرير اقتصادي كامل.
    5/ الإفرازات التي ظهرت نتيجة التحرير الاقتصادي لم يصاحبها برنامج بالقدر الكافي يخفف على الفقراء آثارها.
    6/ بعض منا ركن إلى الدنيا وأصاب منها وسقط في امتحان السلطة والمال واصبحوا من المفتونين.. نسأل الله الهداية
    7/ الفشل في محاربة بعض الظواهر الموروثة مثل المحسوبية والرشوة وتقديم الولاء الحزبي على الكفاءة في وظائف أجهزة الدولة، بل أصبحت هذه الآفات تهمًا ضدنا تشوِّه سمعة التجربة.
    8/ كثر الحديث حول دخول ومشاركات شاغلي المناصب الدستورية ورجالات الدولة في العمل التجاري والتزكيات لتمويل شخصيات من البنوك بدون ضمانات كافية. هذا بجانب الاعتداء على المال العام.
    9/ عدم التعامل بحسم مع تهم الفساد والتي أصبحت حديث الناس وعدم حسمها أو دحضها بل السكوت عليها يضعفنا أخلاقياً وفكرياً قبل أن يهزمنا سياسياً.
    10/ ثورة التعليم العالي رغم أنها كسب كبير ولكنها افرزت مشكلات تحتاج إلى نظر مثل العطالة وضعف الخريج لكثير من الكليات. وضعف الطالب في التعليم العام.
    11/ ظهور النعرات القبلية والجهوية بصورة مزعجة.
    12/ الأخطاء التي ارتُكبت في قضية دارفور أفقدتنا الكثير وأدخلت البلاد في مشكلة كبيرة ورغم التآمر ولكن بقليل من الترتيب وعدم التسرع كان يمكن تفادي ما حدث.



    سنقدم رؤية وحلولاً مبتغين في ذلك وجه الله:


    رؤيتنا لمواصلة السير وبفعالية أن يتم تنفيذ البرنامج الآتي عبر المؤتمر الوطني باعتباره الحزب الحاكم وذلك لتحقيق أمرين أولهما التحقُّق من شبهات الفساد وحسمها وثانيهما تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية الشاملة:
    1/ مواصلة برنامج الأسلمة وتطبيق الشريعة الإسلامية دون تردد أو وجل ودعم العمل الدعوي بكل الوسائل وتشجيع الفضائل ونشر قيم الطهر والفضيلة باعتبارها الهدف والغاية والشرط لبقائنا ولتمكين نشر دين الله في الأرض.
    2/ العمل على وضع دستور دائم للبلاد يحظى بإجماع القوى الرئيسية في البلاد وإن لم يكن كل القوى فليكن اللبنة الأولى للاستقرار حتى نقيم دولة متحضرة تحكمها القوانين لا الأهواء، والعدل لا الظلم ونقدمها للعالم أجمع تتويجًا للتجربة الإسلامية في السودان. وتكون بذلك أكبر معين لإخوتنا في دول العالم الإسلامي والعربي وهم يقودون معركة الحرية والانعتاق إلى رب العالمين.


    3/ الاجتهاد في وضع برامج مكثفة فكرياً وتربوياً وسياسياً للقطاع الطلابي وقطاع الشباب متكئين على رصيدنا الثر في العمل الطلابي والشبابي وحصرًا للجهود التي جعلت الشباب ينحاز للبرنامج الإسلامي بكل اندفاع حتى يتم تقوية هذا النوع المهم ولضمان المستقبل الذي تشير كل المؤشرات إلى انحيازه للصف الإسلامي.
    4/ التنسيق مع الكيانات الإسلامية في الساحة والعمل معها بالقاعدة الذهبية أن نعمل على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا في ما اختلفنا فيه وذلك بردم هوة الخلافات وبناء جبهة أهل القبلة ودفع العمل المشترك الذي يدفع بالعمل الدعوي لترقية المجتمع وبث روح التدين في المجتمع ومحاربة العلمانية التي بدأت تطل برأسها من جديد في بلادنا ولمحاربة كل القيم الهدامة لعقيدة الأمة وأخلاقها.


    5/ العمل على إنجاح التحول السياسي نحو تحكيم المواطن السوداني عبر صندوق الاقتراع لمن أراد أن يحكم البلاد وذلك بكل صدق وشفافية ولكي يتم تقديم تجربة راشدة لإدارة الحكم في السودان تنفيذاً لبرنامجنا الفكري القائم على بسط الشورى والحرية والتي هي من صميم فقهنا وفكرنا والذي قدمنا من أجله الدماء والشهداء وهو تحرير الإنسان واطلاق طاقاته من غير وصاية واعتبار ما تم من قضية في السابق جاء نتيجة ظروف استثنائية وضرورة اجبرتنا عليها ظروف معلومة.
    6/ تقوية العمل الحزبي ما استطعنا لامتصاص القبلية والجهويات ولإنجاح العملية السلمية لتداول السلطة.
    7/ تحييد كل أجهزة الدولة التنفيذية وعدم اقحامها في الصراع السياسي بين الكيانات المختلفة إنفاذاً للعهد والميثاق بيننا وبين الآخرين والاستعداد لكسب أو خسارة أي انتخابات قادمة بروح مسؤولة تدعم الاستقرار والتداول السلمي للسلطة. فنحن حزب رائد وصاحب تجربة وانجاز وحزب عملاق يمتلك الفكرة والجماهير. وهو الذي يستطيع أن يعبر عن قضايا الأمة. وهو الأكثر استعداداً لإدارة البلاد وللنزال عبر وسائل التنافس السياسي الحر، فلسنا في حاجة لأي استثنائية لتبقينا في السلطة.
    8/ فك الارتباط العضوي بين أجهزة المؤتمر الوطني وأجهزة الدولة ماليًا وإدارياً وذلك بكل شفافية وعدل شأننا كالآخرين.
    9/ وضع لوائح تضمن عدم بقاء الأشخاص في المناصب العامة والتنظيمية لفترات طويلة حتى نضمن سلاسة التداول في نقل المهام والأدوار ونقل التجارب عبر الأجيال مع الاستفادة من الخبرات المتراكمة. ويتم وضع هذه اللوائح والنظم عبر لجان تقوم بالنظر العلمي والعملي في هذا الموضوع مسترشدة بكل التجارب.
    10/ تنشيط القوانين واللوائح التي تمنع شاغلي المناصب الدستورية ورجالات الدولة من العمل التجاري وذلك بكل حزم وعدم مجاملة مع التشدد في ذلك حتى تختفي هذه الظاهرة تمامًا من حياتنا.
    11/ محاربة المحسوبية أو ما يسميه العامة بـ «الواسطة» حتى تختفي كظاهرة مؤرقة ومورثة حتى نقيم العدل بين الناس وذلك بتقديم الأكفأ في أجهزة الدولة ليتم الاختيار للوظائف العامة عبر المؤسسات ولجان الاختيار القومية ومراقبة هذا الأمر مراقبة لصيقة ومحاسبة كل من قدم شخصاً لقرابة دم أو معرفة أو قبلية أو حزب.. الخ إلى وظيفة عامة وهنالك من هو أكفأ وأقدر منه. ويستخدم في ذلك الوسائط الالكترونية الحديثة ولجان الرقابة وكل ما يعين لبلوغ هذا الأمر.
    12/ تقوية الشعور العام ورفع الحس تجاه قضايا التعدي على المال العام واستغلال المرافق وممتلكات الدولة عبر برنامج اعلامي وتثقيفي مكثف يكون رأس الرمح فيه القدوة الحسنة ومناهج التعليم والتوجيه مع سن القوانين واللوائح حتى نجعل المجتمع حساسًا تجاه هذه القضايا بالقدر الذي يجعله الرقيب الأول على هذا الأمر.
    13/ استحداث مكتب حسبة داخل المكاتب التنظيمية يحمل درة سيدنا عمر «رضي الله عنه» هدفه ضبط العضوية والتحري حول أي شبهة ترد عن أي من العضوية قيادة وقاعدة وينشأ بضوابط محددة تحقق الغرض بكفاءة ونزاهة مع احترام للحرمات الشخصية. ومبدأ في المحاسبة لعضويتها قائم على نهج القرآن مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم يضاعف لهن العقاب لنقدم النموذج ولنستقطب كل مخلص غير داخل صفنا وقيادتنا.
    14/ تشكيل آلية عدلية عبر القضاء تقوم بالنظر في قضايا الفساد على أن تبدأ بالقضايا التي أصبحت تشكل رأياً عاماً لدى الرأي العام السوداني وفي وسط الإخوان وذلك إما تبرئتها أو محاسبة مرتكبيها وارجاع الأموال المنهوبة إن ثبت ذلك إلى الخزانة العامة بكل شفافية وأن يدعى كل من لديه بينة على شخص تقلد منصباً عاماً وقام باستغلاله لكسب شخصي وإلى تقديم بينة على أن يتم ذلك عبر الوسائل القانونية التي تحفظ ضد الجميع مُتهِمين ومُتهَمين.
    15/ تقوية القضاء الإداري وتنشيط آلياته بتقوية الأجهزة العدلية في مواجهة أى تعسف أو ظلم يصيب متقلدي الوظائف العامة لأسباب سياسية أو غيرها وبذلك نضمن خدمة عامة فاعلة وقوية وتضم كفاءات حقيقية.
    16/ البدء الفوري في تنفيذ خطة واضحة بجعل الجهاز القضائي مؤسسة مستقلة تماماً عن الجهاز التنفيذي على أن يبدأ التنفيذ عبر تعيين شخصيات مستقلة ذات كفاءة في قيادة هذا الجهاز لتقوم بتنفيذ هذا البرنامج حتى يحظى الجهاز القضائي باحترام الجميع وليصبح جهة للتحاكم العادل.

    { نحن نقوم بهذه المبادرة لنؤكد أننا لن نسعى لشق صف أو تكوين جسم جديد مهما حدث وسنتعاهد على ذلك. بل سنظل داخل البيت ننافح ونبشر بهذه الرؤية بكل الوسائل المشروعة وبكل قوة مهما كلفنا ذلك من زمن أو جهد عبر الطرق المشروعة حتى يستقيم الأمر وسنظل في حالة رباط دائم إلى حين تحقيقها والله من وراء القصد.
    رفع المذكرة خدم التنظيم والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي خدمة كثيرة إذ حرك الماء الراكد ونفّس عن كثير من الإخوان والشعب عامة. والكل ينتظر رد فعل القيادة. وعليه بعد مناقشة المذكرة مع من قدمها داخل الدوائر المتخصصة ومع القيادة ولكي تعم الفائدة لا بد من مناقشتها مفتوحة مع الشعب من خلال أجهزة الإعلام. واضح من كلمات المذكرة أنها تريد براءة المسؤولين عن ما يقال عنهم كأفراد أو كأجهزة ووجد لهم كل العذر: ان هذا جهد بشر فيه الخطأ والصواب.
    وحتى تكون التبرئة علنية وواضحة أراد أن تكون من الأجهزة العدلية. والمذكرة أرادت أن ترفع نقاط محددة وليسوا مطالبين برفع كل المشكلات وكل النقاط التي اثيرت مرتبطة بمحور المذكرة الأساسي وهو الدعوة. كل هذه النقاط إما أن تؤثر على الدعو إيجابياً أو سلبياً وتعيق عمل المهمومين بالدعوة والقائمين عليها.
    طبعاً الشعب كان يتمنى أن تثير المذكرة هذه أم المشكلات وهي الغلاء الطاحن وارتفاع الأسعار الجنوني حتى في المنتج المحلي. وكل الناس عيونهم مصوبة على ارتفاع أسعار الدولار اليومي ويتساءلون ما هي الإجراءات الحكومية المتوقعة لوقف ارتفاع الدولار الذي يؤثر مباشرة على الأسعار.


    أما الجانب الثاني فالشعب ينتظر اجراءات الجهاز التنفيذي في السيطرة على أسعار المنتج المحلي من طماطم وبصل كمثال فقط، تبدأ أسعار البصل بثلاثة جنيهات للربع ويرتفع ويصل عشرين جنيهًا للربع أي أكثر من ستة أضعاف.وكذلك سعر الطماطم يبدأ سعر الكيلو باثنين جنيه ثم يرتفع ليصل حتى اثني عشر جنيهًا أي ستة أضعاف سعره والشعب عندما يسأل عن سبب ارتفاع الانتاج المحلي فالرد الرسمي هو سياسة العرض والطلب وسياسة السوق الحر. سياسة السوق الحر معلومة وكذلك موضوع العرض والطلب ولكن أين معالجات أجهزة الدولة لتخفيف هذا الغلاء عن الشعب.
    هنالك عدة معالجات منها تشجيع أجهزة الدولة المستثمرين المحليين في عمل مواعين تخزينية أو تشجيع التصنيع في هذاالمجال وهو مقدور عليه باذن الله.
    مثلا تخزين البصل لا يحتاج سوى رواكيب فقط أو تجفيفه كصناعة وهي صناعة لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة ولا عمليات صناعية معقدة. وكذلك الطماطم.
    ضربت مثلاً بهذين المنتجين المحليين لأنهما يؤثرات على كثير من الطبقات الفقيرة.
    الدولة مشغولة بالاستثمار في البنية التحتية من طرق وكباري وغيرها ونحسب أن ما وصلت إليه حالياً في البنيات التحتية يكفي هذه المرحلة وعلينا الاهتمام بتخفيض المعيشة للمواطنين لأن الدخول لا تكفي القليل من احتياجات المواطنين الضرورية.
    ونخشى أن الفقر والعوز قد يؤدي إلى ممارسات تتنافى مع الدين والخلق القويم وبذا نكون قد خسرنا أهم عنصر في هذه الحياة وهو الإنسان الذي كرمه الله من فوق سبع سماوات. وفرض له من الحقوق وهو جنين في بطن أمه وكلف تكليفاً شرعياً والده بالصرف عليه والاهتمام به وحتى الاهتمام بوالدته طوال فترة الحمل. وفرض للفقراء والمساكين حقاً من مال الاغنياء حقاً واجباً معلوماً كما حبب الإنفاق على الفقراء والمساكين من غير الزكاة من الصدقات وغيرها.
    نحن نرى أن أجهزة الدولة لو تدخلت بتشجيع الاستثمار في التخزين والتصنيع أو شاركت فيه وخاصة في المواد التي يعتمد عليها الفقراء في معاشهم تكون قد قدمت حلا جذرياً لارتفاع الأسعار في غير الموسم. وأعلم أن الكفاءة العلمية متوفرة لدى الحكومة لمعرفة وبصورة دقيقة احتياجات المواطنين اليومية أو الشهرية من كل سلعة. ويمكنها كذلك معرفة حجم الإنتاج من تلك السلعة في الموسم أو بواسطة البيوت المحمية وحجم المواعين التخزينية التي تكفي الاستهلاك طوال العام وبذلك نكون قد ضبطنا أسعار السلع طوال العام.
    أحسب أن نقاش هذه المواضيع التي تهم الشعب كل الشعب من خلال أجهزة الدولة أو اجهزة الحزب أو في حوارات مع المتخصصين في هذه المجالات يجعل المواطنين يحسون بأن الدولة مهتمة بأمورهم وتطلب من افراد الشعب المشاركة في الحلول والنقاش.
    إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكل وإليه أُنيب.
                  

02-08-2012, 05:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    يسترقون …السمع
    Updated On Feb 6th, 2012

    بقلم: بطة نوري

    لوظيفة إستراق السمع إنتشار واسع فى مؤسسات ودواوين الدولة وهم يعرفون بالبصاصين ..فكل ما يقال داخل المكاتب يوثق أول بأول حتى لو كان بدواعي الدعابة ..لذلك تجد الموظفيين يخافون دائما من التطرق للمواضيع السياسية .. وهم يعرفون هؤلاء البصاصيين ويتجنبون الحديث أمامهم وبعض الظرفاء يقومون بتمجيد الحكام والمدراء فى وجود مسترقي السمع ..وأيضا هناك من يسترق السمع فى إجتماعات الأحزاب الخاصة لينقل الكلام ويعرفون في الأدب السياسى (الغواصات ).. وهم كثر في هذه الأيام

    ..والبارحة سمعنا ورأينا مذكرات إصلاحية تصدر من داخل الحزب الحاكم ..والغريب أن تصدر أكثر من مذكرة في وقت وجيز لا يتجاوز يوم أو يومين وبعضها يجد تجاوب من القيادات الحزبية وقيادة الدولة وبعضها يجد الإستهجان والرفض بل وسيواجه كاتبوها المحاسبة والفصل من الحزب ..لعدم المؤسسية فى إصدار المذكرة .. أما أصحاب المذكرة الغير مغضوب عليها سيجدون سريعاً طريق للمؤسسية المطلوبة ..المهم على الرغم من بعض الإيجابيات والكثير من العلات التي صاحبت المذكرتين معاً ..هناك الكثير من علامات الإستفهام التي صاحبت هذه القضية .. وأظهرت لنا الطريقة التى يدير بها الحزب الحاكم مؤسسات الحزب والدولة في آن واحد ..فهى طريقة إستراق السمع .

    .فعندما صدرت المذكرة الإصلاحية الأصل لتبحث عن مخرج لأزمة الحزب والدولة أحست القيادات المتنفذة الآن في الدولة والحزب خطورة هذه المذكرة التى ستهدد نفوذهم كقيادات وستهدد سيطرة الحزب على السلطة والثروة .. وهم على علم تماماً بأصحاب المذكرة الأصليين وهدفهم الأساسي من المذكرة من لحظة التفاكر حولها حتى لحظة صياغتها ..عن طريق استراق السمع ..فكل الأحداث تنقل أول بأول ..وهكذا بدأت العقلية التقليدية في إدارة الدولة بالعمل فأصدرت مذكرة موازية للمذكرة الأصلية، ربما هي مذكرة مفبركة على حسب قول البعض .

    .ولكن استطاعت المذكرة المقلّدة امتصاص التأثير القوي الذي كان ستحدثه المذكرة الإصلاحية داخل الحزب الحاكم..وبهذا فقدت بريقها لهم .. وهنا خرجت التصريحات بعدم مؤسسية المذكرة .. وسيعاقب بالفصل من الحزب كل من يخرج عن المؤسسية، وقال الكثير من قيادات الحزب إنهم مع المذكرة وإنهم سيوقعون عليها حال قدمت لهم .. وبهذا قطعوا الطريق أمام الفكرة الأساسية لأصحاب المذكرة الأصليين..وهم أصحاب المصلحة الحقيقية من إصدار هذه المذكرة .. التي ستعود في مقبل الأيام بشكل آخر ..ولكن في ظني طالما هناك..وظيفة استراق السمع..فكل شيء سيكون تحت سيطرة بعض القيادات التي لا ترى في التغيير منهجاً للإصلاح .. ومن هنا سيبدأ الصراع .

    مع ودي


    الميدان
                  

02-08-2012, 11:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)




    عندما تنتهي الغيبوبة ويفك تأثير البنج :-

    إنتهت صلاحية مادة التخدير يا أخواتي فهل أنتم منتهون؟

    مزاهر نجم الدين


    تنبيه:- يخاطب هذا المقال فئه سياسية معينة (من أخواتي) جمعني بهن العمل الإسلامي في الماضي وسبب الخطاب أنهن لا زلن تحت تخدير "المشروع الذي يسمي إسلامي" الذي خدعنا به حكام السودان، ولا جديد في هذا المقال المتواضع لقراء و كتاب الراكوبة الفطاحل و الملمين بكل قضايا ووثائق الفساد في السودان إنما يخاطب تحديدا" أخوات لي كنت أقضي ساعات طويلة ومضنية معهن كي أقنعهن بعدم جدوي التفاؤل بشعارات حكومة الأنقاذ و إدعاءتها الأسلامية الفارغة وكنت أبني ذلك علي شواهد كثيرة أقلاها صور من فساد الإنقاذ في بداية عهدها، وهي -وإن بدأت بسيطة (مقارنة بما يحدث الآن) إلا أنها كانت تعني الكثير عندي في ذلك الوقت و- سوف لن أكذب هنا و- أدعي أنني فارقت عندها الإنقاذ جملة واحدة(خاصة وأنني كنت أري أناس أثق بهم )- لهم رأي آخر ، وكذلك كنت أظن أنها أخطاء أفراد وليس فسادا" منظما" أما الآن و- الحمد لله - إتضحت الرؤية وزال الرمد عن عيني ووقف عني تأثير البنج (الموضعي) في حالتي. والآن وقد مضت 23 عاما" ذبح خلالها هذا النظام قيم الدين ذبحا وبما أننا جميعا" قد هجرنا أوطاننا منذ زمن طويل و تعذر اللقاء رأيت أن أفتح صفحة حوار علي النت ، خاصة وأنني أعلم سلفا" أن بعضكن تكتفي بقرأة وسماع الإعلام الحكومي - حتي وهن خارج السودان - في معرفة ما يدور في البلاد!!.

    وبالطبع سوف أسمع الكثير المر من بعض قراء الركوبة من شاكلة ( شافو السفينة غرقت قالو أحسن نتلب)..... والله شفت الغرق من زمان بس ما كانت في "راكوبة زي دي الزمن داك عشان الواحد يتلب فيها - المهم لم يراني أحد منهم في أي نشاط لهم منذ عام 1996 ، و هي الفترة التي تحول فيها (البنج) من عقلي من جرعة كاملة "فل دوز" في المرحلة الجامعية إلي موضعي- بعد سنوات قليلة من الإنقاذ "فالعافية درجات ". (أهلا" بيكم علي كل حال ) قولوها وقولو كل اللي عايزينو صدقوني مهما تقولو سوف لن (توجعوني) أكثر من وجع "المشروع التخديري" الذي غيب أذهاننا مدة من الزمن ولكن لي صديقات -كما قلت- يحاولن عبثا" التحصن ضد عملية ( كيمياء التخدير) الفكري هذه فلهن أسطر هذه الكلمات إيمانا" بواجب التبصيير، الإخاء السابق ولا يعني هذا أنني في
    غني عن آراء (غير المخدرين) من الحكماء ، وأذكر هنا ما قاله لي والدي رحمه الله -وكنا يومها في زيارة لمنزل السادة الأدارسة في الموردة- "كان أحسن ليك دول من جماعتك" ولكنها الأقدار .


    أود إن ابدأ مقالي هذا بأنني بدأت حياتي الجامعيه كأخت مسلمه (كما كنا نسمي انذاك ) بجامعة امدرمان الإسلاميه في مطلع الثمانينات وبالطبع كنا في أوج حماسنا للإتجاه الاسلامي فانخرطنا فيه بكل قوة الشباب المتعطش للانضمام لحزب ينادي لتطبيق تعاليم الاسلام الحنيف. كانت قوانين الجامعه انذاك لا تسمح باي نشاط لليسار خاصة الحزب الشيوعي فكنا نمارس انشطتنا بحرية تامة عبر إتحادات الجامعة والتي عملت في لجنته التنفيذية لدورتين علي التوالي في الثمانينات كما وكنا أيضاً في جمعيات كثيرة كانت تتبع للحركة الاسلامية انذاك مما أتاح لنا فرصة اللقاء بمعظم قيادات الحركة آنذاك وجلهم الآن متنفذين في هذا النظام ثم أتت فترة الديمقراطية لتجد شخصي الضعيف لازال موالياً كغيري من الأخوات و بقناعة شديدة بأننا رواد تطبيق الاسلام في وسط كم هائل من "العلمانيين أهل الكفر والضلال" -كما كنا نعتقد آنذاك . تعمدت إن اسوق هذه المقدمة كي يفهم القاريء خلفيتي السياسية، التي ربما تؤهلني أو- لأ تؤهلني- (حقيقة لأ أعلم) - الأدلاء برأي، كنت اقرأ كتب حسن البنا وأنا طالبة بجامعة امدرمان الأسلامية فكانت السبب في إنضمامي لتنظيم الأخوان المسلمين الذي كنا نظن أنه يحقق حلمنا في حكم

    إسلامي رشيد. لا أخفي أنني كنت في فترة الجامعة ضيقة الصدر بالرأي المخالف تماما" كأهل الإنقاذ الآن" ولا اكاد أطيق الحديث مع الآخرين ولا إتحاد يفوز به آخرون ، معذرة ولكنها الحقيقة التي أريد من الأجيال الجديدة معرفتها والوقوف عندها وعند كل من لديه الوقت لكتابة كلمات كل أملي و غايتي منها أن تضيء الدرب للآخرين وخاصة شباب الجامعات والذين غالبا" ما يقعون فريسة ووقودا" للإنتهازيين .


    بإلطبع -و كما هو متوقع أيدنا الإنقاذ و- (لا أذكر إطلاقاً إن أحداً من الذين كنت علي صلة بهم قد تأسف علي طبيعتها الانقلابية) ومرت الأيام ولكن حدثت أشياء هنا وهنالك جعلتني أرفع (علامة الخطر ) كما يقولون أو "الرد فلاق" فقد طفحت بعض أنواع الفساد في فترة مبكرة وكان يكتب عنها المرحوم محمد طه محمد أحمد من حين لآخر ،في ظل دكتاتورية فريدة، لا أدري كيف كان محمد طه يخترقها أحيانا"و لكن وللأمانة إذا جاز لنا القول أن أحدا" قال (بغم) في الفترة ما بين قيام الإنقاذ وحتي لسنوات بعدها -وفقا" لمتابعتي القليلة طبعا" بحكم مشغولياتي (كربة منزل) -، فهم محمد طه ود. عبد الوهاب الأفندي ود. الطيب زين العابدين- وإذا طعن البعض في شهادتي هذه بإن المرحوم طه ظل مواليا" لهم حتي رغما" عن ذلك فلهم العذر أيضا"، فأنا أكتب من ذاكرتي وقد تكون هنالك جوانب أخري لا أعرفها عنه.


    من أمثلة الفساد في فترة الإنقاذ الأولي و التي كتب عنها المرحوم محمد طه محمد أحمد علي صفحات جريدته آنذاك و- التي أذكر منها صفحة "لله وللحريه" قصة عن مستشفي مدني وأدوية الملاريا التي بقيت بميناء بورتسودان حتي إنتهاء مدة صلاحيتها فمات حينها بعض الأطفال في مدني بسب تأخر الدواء - علي ما أظن- وكتب كذلك عن نقص مواد التعقيم بالمستشفي ذاته فتوفيت بعض النساء في غرفة الولادة !! وكان المرحوم يتساءل كثيرا عن أسباب رحلات المسؤوليين المكوكية الكثيرة لخارج البلاد ونساؤنا تموت في الولادة بسبب نقص مواد التعقيم ؟ كان يرأس لجنة الحسبة في البرلمان في تلك الحقبة الأخ أمين بناني الرئيس السابق لإتحاد جامعة الخرطوم وطرح أمين موضوع الدواء الفاسد مع تجاوزات أخري كثيرة لا أذكرها بالتفصيل ولم أنسي إلي اليوم كيف تفاني الأخ أمين في عرضه لخطورة الأمر في البرلمان ووعد أن يواصل مناقشة قضية الدواء بعد إنتهاء فترة العيد ، ولكن لما انتهت فترة العيد فؤجنا بازاحة أمين بناني من رئاسة اللجنة وتعيين آخر (جوكر ) بدلا" عنه فماتت القضايا وماتت معها ما كانت تسمي همساً في تلك الأيام "بقضية شركة بدر" والتي -كانت تتبع لأحد كبار الرأسماليين الأسلاميين آنذاك- وهذه أيضا شركة للأدوية لها قصتها في التجاوزات المخفية غير أننا سمعنا في تبرير نجاتها من المساءلة في ذلك الوقت ذات السبب الذي لم يحاكم من أجله ذلك الوالي المعروف "بالنحيلة" فقيل لنا هذه المرة "أن الشركة محل الأتهام من "ممولي حكومة الإنقاذ!! " حدث كل هذا في وقت كان د. الترابي في أوج عظمته، ينهي ويأمر ما يشاء لذلك لست من أنصار الذين يظنون أن الحال كان سيكون أفضل و كانت ستحقق عدالة الاسلام لو كان د.الترابي موجودا" بينهم اليوم !! آسفة والله يا أخواتي في الشعبي أقولها لكم بصراحة وأتمني أن يصل حديثي هذا "للشعبيات الصغيرات" المتحمسات من الشباب لا فرق عندي بينهما أبداً كلها إنتهازية ودجل وعدم صدق، هذا هو الذي توصلت إليه بعد عمر طويل معهم. المهم أقول في معرض حديثي عن شبهات الفساد في المرحلتين بأنني - وبطبيعة الحال لا أملك وثائق في يدي (وليس fy مقالي شيء خطير أو حتي غير خطير فيما أسرده هنا يستدعي وثيقة) فالأخطر من ذلك عن الفساد معروف اليوم لكل الناس و علي صفحات الراكوبة نفسها كل ما أعفعلي هنا أعنني عقنقل تجربتي للاجيال الجديدة للعظه و الإعتبار

    - .مشهد آخر لفساد الإنقاذ وهو لا يزال طفلا":- ( معليش طبعا" "فطيت سطر في موضوع الإنقلاب وما دخلتو في خانة الفساد) فأنا الآن أتحدث بلسان قديم عند السرد التاريخي وآخر جديد عند التحليل. ذكرت قبل قليل قصة رجل في بداية هذا العهد كان إسمه النحيلة (والذي كان -علي ما أذكر والياً علي سنار ) أو نحو ذلك وكان الرجل قد حامت حوله شبهات أنه (اختلس مبلغاً من المال) ؟....ولكن كانت احاديث المدينة انذاك تقول أن صاحب الفساد المالي الحقيقي هو الرجل الذي (كان والياً لأحدي ولايات غرب السودان ) والذي لا تستطيع الإنقاذ مساءلته حسب ما روي لي أحدهم لأنه -وحسب ما سمعنا عنه في ذاك الزمن -كان قد (ساعد في إنقلاب الإنقاذ!!)- مما حدا بالحكومة أن تضحي بآخر أقل خطورة أو أهمية منه و هو (النحيلة) والذي -ربما كان مفسداً هو الآخر - والله أعلم- ولكن قطعا" ليس أفسدهم تماما" كما يفعلون بقصة فساد شركة القطن اليوم.

    فكتبوا عنه في صحيفتهم الناطقة بإسمهم انذاك وأقالوه من منصبه و بشعوا به وبقي الفاسد الأصلي في منصبه "واليا" لكردفان !! حتي نفد الغرض الذي جاء من أجله فرموه بعدها مما يدلل علي - سياسة (كبش الفداء ) التي تتستر علي المفسدين الأصليين الكبار ". أما الآن و بعد التمكين التام لأفرادهم سياسياً ومادياً لهم ولأبنائهم فلم نعد نري (اكباشاً) كثيرة، يدوشون بها أنفسهم و "(.........)" فيكم " والراجل يسألنا" . تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ ما كتبه الدكتور بشري الفاضل منسوباً للأخ أمين عن فساد حكام الأنقاذ والذي قرأت عنه علي صفحات الراكوبة مطلع هذا الشهر . . يقول الدكتور بشري الفاضل نقلاً عن الأستاذ أمين:-
    "أمين بناني رئيس حزب العدالة يكتب عن الفساد في ظل الإنقاذ فقال (الفساد كان في أطراف النظام لكن بدأ يتحرك حتى وصل إلى المركز أو قريباً منه. وكان في السفح، سفح الهرم ولكن بدأ يصعد إلى أعلى وبالتالي بدأ المركز يشعر بالفساد ويشتم رائحته. الحديث عن الفساد الآن يخرج من داخل المؤسسة الحاكمة والمذكرة نفسها" .. و- اضاف السيد أمين أن المذكرة تعني "أن الحزب الحكيم عنده ضمير ونفس لوامة أتمني -والحديث لا زال لأمين - أن تنتصر النفس اللوامة للنفس الأخري " إنتهي حديث الأخ أمين بناني .

    لو كان الذي نقل عنه الدكتور بشري الفاضل مسؤولاً حكومياً في الحكومة لما كلف المرء نفسه بالرد عليه أصلا" ولكن جاء وصف فساد الإنقاذ هذه المرة من الأخ الأستاذ أمين والذي أكن له كل إحترام -وأعرف أنه إذا أراد وسعي للبقاء في مناصب هذه الحكومة لفعل و بجدارة - إلأ انني ورغماً عن ذلك اختلف مع الأخ أمين في وصفته لدرجة فساد الأنقاذ و بأن القوم "لديهم ضمير"، في اشارة لما يسمي "بمذكرة الألف مجاهد" والتي يشك فيها أقرب الناس بهم والتي لا شك عندي أن كاتبها هو ما يسمي بالطيب مصطفى رائد العنصرية التي أبغضها الإسلام والتي قال عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها نتنه) الطيب مصطفي في محاولة يائسة ومكشوفة كشفاً فاضحاً لحماية نظام الإنقاذ الذي يدرك القوم كله أنه قد أوشك علي السقوط يزعم أن حزب إبن أخته قد شاخ؟ لماذا لم يقل أن حزب البشير و حزبه قد فسدوا و الكل يعلم أن البشير وزوجته هما رأس الفساد في الدولة وأن كل الذين يفسدون يفعلون ذلك تحت سمعه و بصره ؟ فلعمري لم اري في حياتي "ضحكا" علي عقول الناس علي نحو ما يفعله هؤولاء القوم. الفساد غير مخفي عن الرئيس حتي "يشمه" شما" يا أستاذ أمين فالفساد قد تم طبخه في مطبخ الحسناء وداد بابكر وأكل منه رئيس البلاد حتي شبع وأكل أولاد وداد وإمتلكوا العقارات بإسمهم وهم لا زالوا "شفع" أسال أعخونك "القدام" ناس التصنيع الحربي ، أسال علي حسن البشير "تيك" قول ليه "دخل كم في حساب وداد من جهاز أمن التصنيع الحربي"؟ "شم" شنو يا أمين؟

    ، تصريحات الطيب مصطفي الأخيرة للصحف وطرحه لنفسه بديلا"!!؟

    تحدث الطيب مصطفي بعد طبخ ما يسمي "بمذكرة الألف مجاهد" مباشرة لأحدي الصحف طارحا" منبره بديلاً لحكم البلاد!! ، وذكر فيما معناه أنه يريد تطبييق الإسلام لأنه وربما (والأخيرة من عندي) لم يتمكن من تطبيقه في السابق ؟ لماذا الله أعلم ؟ أنظروا إلي القاعدة الفكرية التي يستند إليها الطيب مصطفي في شأن الإنفصال "نظرية الغابة" حسب ما فهمت عنها - تقول بإن الحيوانات المتنافرة لا تستطيع العيش في إنسجام لذلك يجب فصلها عن بعض!! ) ولأني لا أتابع ما يكتب في الصحف كثيراً لا أدري إن كان المفكر الطيب قد أضاف إليها بنوداً أخري أو قام بتطويرها أم لم يفعل. ولكنها كانت من الأشياء التي ببرر بها وجوب إنفصال جنوب السودان!! فالرجل يجهل حتي حكمة المولي عز وجل في إختلاف مخلوقاته ونسي الرجل أن الغابة التي يبرر بها دعوته لإنفصال الجنوب يعيش فيها كل الحيوانات بإنسجام يأكلون ويشربون ويتكاثرون فيها !!يا آسفاي علي بلد يحكمه مثل هؤلاء ووالله لو كان في البلاد "علماء إسلام " بحق لكانوا قد أتوا برأي ديني في شأن هذا الرجل (بدلاً عن فتاويهم المنحطة عن تحريم سفر الرئيس) هذا الرجل لذى لم يكتفي بذلك فحسب بل خرج من مكتبه ليعلن للملأ أنه ذبح ثورا كبيراً فرحا" برحيل أهلنا إلي الجنوب، بل ذهب أبعد من ذلك ليبين للناس أن الثور الذي ذبحه كان أسود اللون!!!!! بئس المسؤول أنت وخابت دولتك، و خاب الذي ولاك أمر البلاد و- العباد لقد ضيعت الأمانة و جرحت مشاعر أهل السودان وسودت وجوه من كانوا يظنون بكم وبحزبكم خيراً، و ضربتم بعقيدة المصطفي صلي الله عليه وسلم -التي يقول فيها "لا فرق بين أسود ولا أبييض إلا بإلتقوي" - ضربتم به عرض حائط قصوركم التي تعيشون فيها و نكسمت رؤوسنا أمام إخوة لنا من الجنوب يسألوننا هنا عما تكتبون فلا نجد ما نقوله لهم. قبحكم المولي أينما حللتم و سود وجوهكم يوم البعث و - نسأل المولي الكريم أن يخلص الوطن الحبيب منكم wa من أمثالكم آمين .
    ما هي السيرة الذاتية لهذا الرجل؟


    ليس عندي الكثير عنه لأني لم أره قبل الإنقاذ وليس هذا هو المهم لأنني وبإلطبع لا أعرف كل الناس ولكنني كنت حريصة أن أعرف عن سيرة هذا الرجل الذي ملأ الدنيا صياحا" فسألت آخرين كانوا قبلي في الحزب سنين و كانوا في مجلس شوري الحزب فذكروا لي أنه كان مهاجرا" بدولة الإمارات العربية ربما طيلة سنوات ما قبل الحكومة و أنهم أيضا" لا يعرفونه كثيرا"، إذا" نفهم من ذلك أن الرجل جاء مع الإنقاذ و بإلتالي لم يتم تعيينه قطعا" لكفاءته العلمية أو بسبب "حكمة ما" يستطيع أن يسعفنا بها في "ساعة الحارة" أو الباردة حتي. ولكن ليس هذا هو المهم الأن ، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما هي الملابسات والظروف والأسباب التي جعلت الرجل "يحكمنا" طيلة هذه المدة طرة مديرا" الأكبر جهاز إعلامي و تارة أخري مديرا" لما يسمي منبر السلام - و- يفتي" في أمور ذات أبعاد خطيرة كأمر الإنفصال والوحدة علما" بأن الرجل مثلا" لا يملك تأهيلا" اكاديميا" يسعفه للحديث عن أمور في غاية الأهمية تؤدي لحسم مصير أمة بإكمالها خاصة وأن مثل هذه الأمور كمشاكل الأقليات و- التنوع العرقي وفض النزاعات كلها قضايا حساسة و ذات طابع إجتماعي و وسياسي تتطلب من صاحبها دراية بأشياء كثيرة أقلها معرفة ثقافة هذه الأقليات وجغرافية هذه المناطق وثقافتها ، والإلمام بإلأساب التي أدت إلي نشوء الصراع لا أكاد أري واحدة منها تنطبق علي الطيب مصطفي فما هو السر في إختيار هذا الرجل ووضعه في هذا المكان ؟؟

    الذي أود أن أقوله هنا -والله أعلم - أن الطيب مصطفي كان يلعب دوراً مرسوماً له من "مجموعية الإنفصاليين" في هذا النظام فالواضح الآن أن جناحا" من المجموعة الحاكمة (البشير و مجموعته ) كانوا يقفون مع إنفصال الجنوب منذ زمن بعيد فأوكلوا هذا الدور لهذا لرجل العنصري و- صنعوا له "حريدة " ينشر من خلالها ثقافة العنصرية المتدثرة بثياب الدين (دين القوم) وليس الدين الذي يعرفه الجميع، (الم يستخدم الرجل آيات من كتاب الله في محاولة لإقناع الناس بالإنفصال؟) رجعوا إرشيف "صحيفته" للتأكد علي ما أقول ولأن السيد الرئيس نفسه عنصري (ولا أشك إطلاقا" في رواية د. الترابي عن عنصرية عمر البشير) علي الرغم من الأسباب والدواعي التي ينطلق منها الترابي في صراعه من أجل السلطة. صدقت رواية الترابي لأنني سمعت أخري مشابه لها في أيام حرب الجنوب في الماضي حينما وصلته الأخبار فجأه بإن إحدي المدن قد سقطت في يد جون قرنق نقل عن البشير أنه قال حينها ( "العبيد" ديل جننونا) !! حدث هذا قبل رواية الترابي بسنين عديدة، لذلك لم "أصدم" عند حديث الترابي كما وأني والحمد لله قد تخلصت -كما ذكرت لكم في بداية حديثي - من "الجرعة" التي كانت تصدم المرء في السابق.

    خلاصة الأمر أن القوم قد قرروا فصل الجنوب و-"مكنوا" لهذا الشخص وجعلوه "ينفخ" في هذا الموضوع في "جريدته التي كان يغذيها جهاز لأمن -و لا زال.." حتي تم لهم ذلك. وطالما أن العقلية السائدة هي عقلية "العبيد" فسوف نري مزيداً من البتر لأماكن تواجد فلول "العبيد" في سوداننا ولا تنسوا "مثلث حمدي" و-"رخصة" إغتصاب صفية فنحن في يد قوم لا خلاق لهم ولا عهد ولا ذمة.


    وداد بابكر والتسوق الرئاسي في مول دبي:-


    أما فيما يخص الشق الآخر من حديث بناني فهو يقول فيه أن "الفساد بدأ يتحرك حتي وصل إلي المركز " أو قريباً منه"إنتهي حديث أمين.
    أقول للأخ الكريم - مع ايماني التام بأن أمين أعلم مني كثيرا" -بفساد الحكومة وشرائها لذمم الخلق - أقول وبالصوت العالي وللمرة الألف أن الفساد لم يصل للرأس فحسب بل وصله وفات الرأس غادي إلي ما ورائه، الفساد يا أخي -كما تعلم قد طال و منذ مدة - رئيس الجمهوريه وأخوانه وحرمه وحتي عشيرة حرم الرئيس. و (تحضرني هنا أحاديث السودانيين حوالي ثلاثة أعوام مضت في دولة الإمارات العربية كيف أن حرم رئيس الجمهورية -والتي وصلت هناك خصيصاً لشراء (شيلة)و كانت في ضيافة إحدي عائلات السفاره السودانية - كانت تخرج بنفسها وهي منقبة (حتي لا يتعرف عليها احد من السودانيين في إحدي متاجر دبي) كانت تقضي يومها ذهاباً و إياباً من الموول إلي بيت السفارة وبالعكس- ولكن لسوء حظها وقعت في أناس يبدو أنهم لا يؤمنون "بفقه الستره" فإنتشر الخبر وكان ال "shopping" الرئاسي ذاك حديث المدينة في ذلك الوقت ، نعم أعلم بأنها "بسيطة" و ما خفي أعظم ولكنني سقتها علي سبيل واقعه أعرف رواتها وأثق بهم و لا داعي لذكر تفاصيلها هنا - وأود أن أقول هنا أن التعامل بفقه السترة مع هؤلاء و ءاعتقاد أن المجاهرة بعورات هذا النظام تفرح الأعداء - لهو تفكير ساذج ،وبليد وهو ذات الرأي الذي (خدرنا) في السابق ، وما زال البعض يؤمن بها حتي هذه اللحظة -أقول لكن ليس هنالك أعداء يا أخواتي غير عداوة هذا النظام نفسه للإسلام و معاداته للنصيحة وسماع كلمة الحق (أنظري معي يا أختي معاقبة الأمن للمهندس المؤهل (العاطل!) البوشي الذي واجه نافع بكلمات كلها صواب ومع ذلك إقتاده الأمن من عقر داره وسجنه دون أي ذنب غير كلمة حق يسمعها نافع لأول مرة في مدة حكمه ولا أدري ما هي أخبار الدكتور عمر القراي؟ والذي يحاكم لأنه ساند الأخت صفية إسحاق في مأساتها أرجو من القراء المتابعين لهذا الموضوع إفادتي علي العنوان أعلاه ولكم الشكر .


    مواصلة لموضوع الفساد أقول لو سمحت لنا ما تسمي "بلجنة مكافحة الفساد" أو بالأحري قامت بتفعييل حركتها بأثر رجعي وقررت فتح ملفات المذكورين في هذا المقال و- ملف سوداتل و- التصنيع الحربي و سودانير ، و- عمولات خصخصة البنوك و- ميزانية السد .و ... ذكروني .. إذا فعلت ذلك -دعك من أن تفعل إذا قالت " هوي أنا لجنتي قامت ليها 23 سنة بس عايزة تباشر عملها من تاريخ الليلة ونريد كشفاً بممتلكات وأموال كل من تقلد منصباً عاماً في الدولة من تاريخ 1989 وحتي تاريخ اليوم، ودعونا نبدأ برأس النظام ؟ ...........



    ثراء حكام الإنقاذ :- كم من الأسلاميين أثري في ظل هذا النظام ؟ ( كل واحد هنا له زملاء كانوا معه في الجامعة صحيح؟)، ناهيك عن الذين يعرفونهم عشرات من معارفي (أكثر أهميةً مني) وليس صحيحاً ما روجه بعض الأسلاميين أن ذاك الطبيب -والذي شغل والياً- وشغل العباد بكنزه للمال أكثر من اشتغاله بشؤون ولايته - أنه كان ثرياً قبل الأنقاذ هذه فريه سازجه من بعض الذين لا يزالون في طور الغيبوبة التامة لما يدور حولهم من جرائم لا زالت ترتكب للأسف بأسمهم، ..
    -
    وحقيقة لا أدري كيف تسمح حكومة تدعي الأسلام لمسؤوليها ممارسة التجارة بان "يخرج الواحد من مكتب الحكومة ليدخل مكتبه الخاص" الزي يقع بجوار مكتبه الرسمي كما ذكر لي احد المحبطين؟، لقد شاهدنا في بلاد الغرب التي ننعل "علمانيتها" ليلاً ونهاراً - (زرزرة) الأعلام الأمريكي لزوجة الرئيس اوباما لقيامها بمجرد (أو نقول حتة زياره ) لهولندا مع بنتيها في إجازتها الصيفية واجبرها الاعلام أن تكشف للشعب الذي صوت لها أبراز ميزانية الرحلة كاملة ففعلت مشيل اوباما ذلك بكل سرور وذهلنا جميعاً بتفاهة المبلغ الذي أثار ضجة إعلامية في أمريكا !! "

    حكي لي من أثق في روايته أن سفارة السودان بإلأردن كانت في فترة من الفترات كانت مرتعاً لمسؤولي الدولة الذين يأتون إما بحجة العلاج أو مجرد "التشييك" !! قال أن موظف السفارة وصف نفسه بإنه شغال "مراسلة" لضيوف السفارة من مسؤولي الحكومة الذين تستضيفهم السفارة علي نفقتها!! و يظل هذا الموظف "إستاند باي" حتي يرجع المسؤول للسودان !!- شيء غريب حقا" أمر هذا البلد !!


    لماذا لم تطبق هذه الحكومة المبدأ الإسلامي المعروف "من أين لك هذا؟" أليس هذا دليلاً قاطعاً علي أنها قصدت بل عملت علي تثبيت سياسة "التمكين" لمؤيدي النظام قصداً؟ ماذا يعني أن يملك احد الولاة مستشفًا بأكمله وأن يذهب الناس ليشاهدوا عمارة الوزير التي تهدمت بفعل فساد عبد الرحيم محمد حسين وما معني أن يقفل ملف خطير كهذا بجملة وحده " إستراحة محارب" لماذا تنصل السيد رئس الجمهورية من مسؤليته في هذه القضية؟ ما معني أن تمتلك زوجة الرئيس قصراً في كافوري ويذهب المغترب عن البلاد بصحبة أحد الأقرباء كي يتفرج عليه؟
    -
    ما معني أن يأخذ مسؤول في الدولة "commission" بملايين الدولارات نظير "خصخصة " الدولة لبعض البنوك بسبب أنه أحضر المستثمر الذي إشتري البنك؟ من الذي إستفاد وأخذ ال-commission بالكامل في قصة "حديقة الحيوان'؟ لماذا لم يحاسب الوزير الذي تحدثت عنه الصحف والذي بدد مبلغ 30,000$ في علاج ابنه بأمريكا وقامت سفارة السودان في واشنطن بسداد المبلغ في شيء كان بإمكان أطباء السودان فعله؟ هل يعني هذا أن يفعل "مالكي الفايلات" مايريدون؟ ثم ما هي قصة هذه الفايلات التي يفعل مالكوها ما يريدون؟ أليس يحق لنا نحن الشعب صاحب الشأن الأصلي أن نعرف ما يدور في من حولنا في هذا البلد ؟ وقصة "الفايلات" التي يهدددون بها بعضهم البعض؟
    لماذا يسافر مسؤولو الدولة للعلاج بالخارج ،الا تستدعي شهامة الرجال ناهيك عن إي شيء آخر -أن يذهب المسؤول لمستشفي حكومي علي الأقل لمعرفة ما يدور في هذه المرافق- طالما أن الأمر لا يجتاج للسفر للخارج أليس هذه مفارقة مضحكة؟
    -
    ما معني أن يجيب السيد وزير الخارجية علي سؤال جريدة الشرق الأوسط عن أمواله "بأن الثراء نعمة لا انكرها وأني أسأل الله أن يزيدني؟ " نعم نسأل الله أن يزيدك يا سيادة الوزير -ولكننا أيضاً نريد معرفة مصادرها ؟، وبهذه المناسبة هل يحق لنا أن نسأل خاصة بعد أن خرجت علينا "لجنة مكافحة الفساد" المؤقرة باكتشافها الخطير و-"الأول" من نوعه في التاريخ السياسي الأسلامي!! "بأن "إستغلال النفوذ يدخل في باب الفساد" وبما اننا نملك رخصة الحديث الآن -بعد صدور هذه الفتوي والتي في حقيقتها محاولة من أجهزة أمن الرئس- في إعتقادي المتواضع لإحتواء الإنتفاضة القادمة -لا محالة- هل يمكننا أن نتساءل من أين حصل هؤلاء علي كل هذه الأموال التي يشترون بها الفنادق الفخمة في الداخل و فلل الجميرا و شاطيء الراحة في الخارج و ما خفي أعظم ؟ مجرد سؤال من مواطنة عادية تريد معرفة الحاصل؟ ولو ظلوا في أماكنهم الطبيعية التي كانوا فيها بسوق السجانة و لزم آخرون طبهم الذي درسوه لما سألهم أحد حتي لو نافست أموالهم ثروة الملياردير الأمريكي بيل قيت صاحب المايكروسوفت الشهير أما وهم يتولون أمورنا العامة - بل ويتخندقون فيها- حق لكل سوداني الآن أن يسأل تطبيقاً للمبدأ الأسلامي الشهير "من أين لك هذا؟" خاصة و نحن نعيش في السودان -هذا البلد الذي ازداد فقراً رغم بتروله الذي فرح به الناس ، في هذا البلد ياسيدي الذي ذكرت فيه وزيرة -(ماتسمونه بالرعاية الأجتماعية ) - أن أطفال المايقوما في تزايد يومي مستمر في ظل "المشروع الأسلامي"؟؟ و قبل مغادرتي لموضوع الملجأ هذا نريد أن نعرف ما هي قصة أطفال المايقوما التي تداولتها صحف النت، أشياء غرائب وعجائب تدور في البلاد ولا أحد يجيبك؟؟ حان الوقت بل فات كي نعرف ما يدور خلف الكواليس في بلادنا سوف لن نسكت ولماذا نسكت البلد حقة أبواتكم؟؟؟؟؟؟/

    لقد استوقفني حديث للسيدة زوجة (معالي) وزير الخارجية "الثانية" في مقابلة أجرتها معها احدي الصحف السودانية العام الماضي -علي ما أذكر- سألها الصحفي في إحدي الجرائد السودانية عن شائعات "حوض السباحة" التي تحدث الناس عنها في منزل الوزير فأجابت المدام "بأن حوض السباحة شيء عادي " ولا ينبغي أن يكون مادة للحديث (iو نحو ذلك) ثم درجت توصف في تعليق آخر - أو ربما سألها الصحفي -لا أذكر تفاصيل المقابلة قالت أن زوجها متدين وأنه كثيراً ما يدعوها بأن "تتصدق علي المساكين بثيابها الفائضة!" !! لا إعتراض لنا علي التبرع في حد ذاته ولكن هل ستحل عملية تقديم الملابس التي استغنت عنها زوجته مشكلة حواء الفقيرة التي تسكن في أطراف الخرطوم وبقية اطراف ومدن السودان؟ !!! أين الرؤوية الأسلامية الكلية لمشكلة الفقر؟؟ فحواء الفقيرة يا معالي الوزير تحتاج للدواء والمسكن ولقيمات تسد الرمق، لا حاجة لحواء الفقيرة يا علي كرتي لثياب التوتال السويسري، ولا لثياب الحرير الإيطالي التي إستغنت عنها مدام كرتي "الديبلوماسية" بوزارة الخارجية- فقيرات بلدي - سيدي الوزير- مشكلتهن أكبر و أعقد من وصفتك هذه بكثير انها مشكلة المأوي والطعام وليس ثياب الحرير . . فلا عجب إذا" يا سادتي إذا كانت هذه نظرتهم "للتدين" أن يكون في قلب عاصمة "المشروع الحضاري" مكان اسمه دار المايقوما يتزايد سكانه في كل مرة بإلمئات و تبحث إحدي طالبات جامعة الخرطوم عن وجبة إفطار لها في القمامة!! و يتجمد بإلبرد شيخ عجوز قرب جامع في قلب الخرطوم ..وتطول قائمة ضحايا مشروعنا "الخرابي" ليقضي علي كل شيء ، فلتستحي كل "سيدات الإنقاذ" المصنوعات الأوليات منهن و-"الثانيات" و ليتحدثن عن موضوع يليق بالمقام في "دعاياتهن" الصحفية القادمة.

    إنتخابات الحكومة وتحصيل الحاصل:- لم أكلف نفسي عناء "النقاش الممل" مع أخواتي السابقات في عدم جدوي الذهاب للتصويت لعمر البشير في الإنتخابات الماضية لأني أعرف النتيجة مسبقا" و سألت إحدي الأخوات في دول المهجر لماذا تذهب وتصوت وهي تعلم تماما" بإن البشير سوف "يكتسحها''؟ فقالت لي " يعني لازم نضمن سقوط البشير عشان نمشي نصوت"؟ قلت لها لا "مش لازم تضمني سقوط البشير بس لازم تضمني إنها فعلا" إنتخابات" و أن البشير يمكن يفوز فيها أو ما يفوز". فذهبت أختي الوفية لسفارة السودان وصوتت افي الإنتخابات ولم يخيب عمر البشير ظنها كما تعلمون باقي القصة.


    عثمان الهادي والشهادة الناقصة:- ذكر لي أحدهم أن المدعو عثمان الهادي إجتمع بهم قبل الإنتخابات "للتنوير" وقال لهم في نهاية الجلسة "أسمعوا كويس أولاً شهادة لا إله إلا الله بعدها طوالي الإنتخابات!!!!!!!!! أريد أن أسمع رأي "شيوخ علماء '' السودان أها أخوكم كفر وللا لسع؟ تخيلوا معي مثلا" أن علي محمود حسنين خاطب المستمعين وتلفظ بمثل هذه الكلمات؟ ما الذي كان سيحدث؟ سيجتمع علماء السلطان ويصدروا صكوك الكفر ويقومون حتي بطرده من البرلمان "إن كان قد فاز" لأن أحدهم كان سوف يبلغ الجهات المختصة بعد إنتهاء الإجتماع مباشرة، أما وأن الذي تجرأ علي شهادتي التوحيد هو عثمان الهادي فلا ضير لأنه "أخو" طبعا" والمشكلة يعني كده بسيطه، يعني ... علي العموم مافي مشكلة. ملاحظة :- تم تعيين عوض الجاز مباشرة قبل الإنتخابات لمنصب وزير المالية؟

    الإتحاد العام للمرأة السودانية ماذا يفعل وما هو دوره؟ السيدة رجاء حسن خليفة مستشارة لرئيس الجمهورية في وقت يشتكي فيه حتي غازي صلاح الدين في مجالسه الخاصة جدا" "إنه قاعد في القصر ساكت" وما عنده اي شغل وما في زول بستشيرو" طيب يا غازي السرور قاعد مستشار ليه طالما ما في زول بيشاورك هو أصلا" يشاوروكم في شنو؟ و ما تغور قاعد بتسو شنو؟ ؟ وكذلك رجاء و-....كل الشلة يقبعون في القصر وهم يعلمون علم اليقين أن السيد الرئيس شغال مع الأمن وهو المستشار الوحيد الحقيقي في البلاد ، والله يا سادتي ومع إني ما "مفتية " ولكني أقول لكم أيها المستشارون "غير المستشارين" إن ما تقبضونه من مرتب وسيارات وسواقين ومنازل حكومية وبدلات سفر .. و .. حرام وسحت يدخل عليكم من مال المساكين وحق توظيف البوشي المهندس العاطل وملايين المغلوبين علي أمرهم .. ملحوظة:-لا تنسوا أن البعض يدخر غازي "للإنقاذ 2 " والله لا خيراً في هذا ولا ذاك.

    عثمان مرغني وإستعارة "الوكليكس" لم أتابع الراكوبة طيلة الأيام السابقة لإنشغالي بهذا المقال لذلك لا أدري ما تمخضت عنه مقالات ما يسمي "بفساد "شركة القطن" ولكني أود أن أقول لعثمان أن من السهل إستعارة اي صفة جميلة وإطلاقها علي صحيفتك ولكن هنالك حقيقة يجيب أن تعلمها يا عثمان وهي أن "الوكليكس سيدها رب العالمين" وهي لا تأتمر بإمر أحد من خلف الكواليس ولا أجندة لها و لا تخشي -مثلا" من إنتفاضة شعبية في بلد من البلدان "تودي تجارتها ومصالحها في 60 داهية " -- لذلك "فالوكليكس" حرة-- ولأنني لا أود إتهامك من غير مبرر أقول لك إذا كنا رأينا صحيفتك قد بدأت حملتها بفساد أهل القصر والنسيب أسامه و- ما يدور خلف الكواليس في التصنيع الحربي و- التجاوز "الجديد لنج بتاع الغاز"اللي من أجله "علي كرتي ضرب تلفون لوزير المالية والآخر إنزعج ولكن جاتو تعليمات من القصر أن ينفذ تعليمات السيد كرتي و-...و-... إلي آخر القائمة. عندها والله يا عثمان سوف نقدم طلب بإسم شعب السودان لحبيبتنا "وكليكس" ونقترح لها أن تفتح صفحة لجريدتكم "التيار" داخل الوكيلكس وببسايت جميل؟ و- لكننا و حتي ذلك الحين -وللأسف- سوف تظل شكوكنا قائمة بإن الذي تقوم به يا عثمان ما هو إلا إتفاق مع بعض الجهات و- جهد شاق جدا" وغير مجدي لإمتصاص غضب الجماهير والطوفان القادم -لا سيما يا عثمان وأنكم "خائفين شوية " من الشعب ومن أي "خلخلة" وبالواضح كده ما عايزين الحكاية دي تنتهي.!!



    الإنقاذ وثقافة الغنيمة-



    هل لاحظتم معي أن كل من يعارض هذا النظام إما أن يشتروه بالمال أو يتهموه بإنه يريد منصباً وأنه "يتباكي" لأن والوزاره فاتته؟؟ إنها لعمري ثقافة الإنحطاط وقلة العقل والتخلف، إنها سيياسة الإسكات وللأسف نراها قد إنتقلت لكثير من الناس ، هذه من إفرازات هذا العهد فأحذروه.

    خطاب أهل الإنقاذ ومسيرة الحجاج إبن يوسف :-


    لقد خاطب علي عثمان جماهير ولاية الجزيرة وو وعدهم بإن الرؤوس ستتطاير إذا "حد قال بغم" للسيد الرئيس، ويتحدي رئيس الجمهورية معارضي نظامه صباح كل يوم قائلا" لهم أنه جاء بالقوة ولا يفل الحديد إلا الحديد فأي عنف أكثر من ذلك يمكن أن يزرعه هذا النظام ؟ و ألان يتحدثون عن وجود تنظيم للقاعدة في البلاد في كذب فاضح ليشغلوا بها الناس ويوقدوا الحرب لأنه نظام لا يعيش إلا في جو الحرب، أنتم الذين بدأتم نشر ثقافة العنف يا سيادة الرئيس بالقول والفعل، من الذي سفك الدماء في دارفور وكردفان الآن؟ أين أنتم و ديننا يعلمنا أن من قتل نفسا" وأحدة بغير حق كأنما قتل الناس جميعا"؟ ماذا ستقول ألسنتكم وأيديكم التي ستشهد عليكم وما ذا سيكون جوابكم في سفك الدماء وتشريد آلاف الناس في دارفور ومدن السودان الأخري يوم تلقون ربكم؟ وبهذه المناسبة هل تؤمنون حقا" بيوم البعث؟ والله هذا سؤال جاد لا مبالغة فيه؟



    ليس بالخمر و الحشيش وحدهما يتخدر الإنسان يا مساعد رئيس الجمهورية:-

    :
    خاطب نافع علي نافع مواطني بندة في بابنوسة ووصف في خطابه معارضي نظامه "بالمخمورين والسكاري" !! وبغض النظر من أن لساناً مثل هذا لا يمكن أن يكون قد تهذب بقراءة كتاب الله فإنني يا نافع أهدي لك بحثي هذا والذي توصلت فيه بعد أكثر من 20 عاما" في تنظيمكم "أن ليس بالخمر والحشيش وحدهما يغيب وعي الإنسان" فهناك يا سيدي محلول كيميائي أشد فتكا" وهي التركيبة التي تسمونها "حماية دولة التوجه الحضاري وحكم الإسلام " والذي تصنفون به كل من يخالفكم بانه مارق أو متمرد علي الشريعة. لماذا لم تعترضي يا نافع علي الطالب الذي قال عنك في ندوة "الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم " "نقدم لكم الرجل الذي إذا سار تهتز له الأرض!!" وأنت تعلم بأنك ليس نبي الله الخضر؟ لماذا لم تعلق علي هذا الطالب المسكين" المخدر" وتخبره بأن مثل هذا الوصف لا يجوز أن يطلق علي بشر؟ حتي ولو من باب التجمل المصنوع و إظهار التواضع أمام الناس؟ سكوتك يعني عندي أنك موافق علي هذا الإفتراء ويعني عندي أنكم تربون الأجيال علي الزندقة والتطبيل وهذا لا يتناسب والمكان الذي كنت تتحدث منه.



    الإنقاذ في ثياب جديدة:-من والوضح عندي -والذي لا يحتاج لدرس "عصر"- أن القوم يبحثون عن أداور جديدة لهم الآن وملابس أخري وأدوات "مكياج" من النوع ال"تقيل" لتجميل وجوههم وما الحديث عن "القاعدة التي تريد أن تصفينا" ، وتحسيين الخدمة المدنية، و-"السماح لبعض الكوادر" بالحديث عن الفساد بل السماح الأمني بتسريح الوثائق عن المفسدين "الأقل أهمية" .....كلها تعني الإستعداد للمرحلة المقبلة ، و حصوله من عدمه يتوقف علي مدي إستعداد الجماهير علي الخروج للشارع، فاللأسف تلكؤ المعارضة في صالح النظام وهم يعلمون ذلك ويعولون عليه بل ويندهشون أحياناً من صبر هذا الشعب عليهم ولا ثقة عندي فيما يسمي " بالشعبي" فكلهم "في الزندقة وحب السلطه والمال سواء.الحل الوحيد الذي امامنا هو سبيل الإنتفاضة وهي الوحيدة القادرة علي "كنس" كل هذه القمامة ولا يجدي "التلتيق" و نداء "ترك الجمل بما حمل" الذي أطلقه الأفندي. وإذا كان هذا الشعب قد إنتفض في الماضي علي نميري الذي مات بمنزل الأسرة في ود نوباوي فما الذي يجعلنا نترك جمل أناس نهبوا ملايين الدولارات "وزير سيادي واحد بس" دافع مبلغ 80 مليون دولار كقسط أول لشراء فندق قصر الصداقة ود. الأفندي يريدنا أن نترك هذا الجمل المحمل "تقيل" بما حمل؟؟؟؟ لا يا أخي حرام "بس إن شاء الله أكون فهمتك غلط"





    .رب ضارة نافعة:- في الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لحكومة ثورة الإنقاذ الوطني التي علمتني دروسا" سوف لن أنساها ما دمت حية فلولا وجودي الطويل بينكم لما عرفت الفرق بين الحق والباطل الذي يمثل أمام عينيك و لما تعلمت -لولا وجودي معكم -أن الكلمة قد تعني أحياناً عكسها، و هنا أخص بالشكر:-



    -السيد رئيس الجمهورية وأسرته الكريمة فقد تعلمت منكم يا سيدي الرئيس مغزي حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " - كما أخص بالشكر الجزيل الأوفي السيد نافع علي نافع والذي يجعلني كل يوم في حالة تأمل وذهول في حكمة حديث النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام "ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء"-



    السيد عبد الحليم المتعافي الذي لولاه ما تعلمنا قانون التولي الشهير "من أين لك هذا" كما وأرجو من الأخوة الباقيين والذين سقطت أسماؤهم من اللستة أن يعذروني لضيق وقتي وطول اللستة ولكي لا أكون قد "فرزت بينكم " سأختم شكري لكم جميعا" علي عملكم بالحديث النبوي الشريف " والله لايؤمن من بات شبعاناً وجاره جائع"



    تعالوا نفكر معا" في الهواء الطلق:-



    ثم إني أجلس في الهواء الطلق الآن يا أخواتي - لقد ذقت حلاوة الإنعتاق من التفكير في داخل البئر إلي الخروج والجري في الهواء !!!لا شيء يعدل الحرية في التفكير من غير إملاء ولا "تنوير" كاذب، ولا مقابلة صحفية أعدت أسئلتها مسبقا".... فأنا الآن يا شادية ويا سلمي أدخل الراكوبة وأقرأء لخضر عطا المنان "رد الله غربته"، والبرقاوي ، وأستمتع بردود الأستاذ علي محمود حسنين لأهل النظام وأتعاطف مع الدكتور عمر القراي في محنته وأود الآن يا أخواتي أن أهاتف والدة إبن السودان الشجاع المهندس البوشي و- أقول ليها "تسلم بطنك"، ولا يهمني يا أخواتي ما هي المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها كل وحد منهم !!نعم لا يهم ، إنه الهواء الطلق الذي أشتمه لأول مرة و الذي أخرجني من بئر الإستعلاء وإزدراء الآخرين إلي النور الذي يشع الآن بيننا والذي سوف نعمل كلنا من أجله اليوم. غايتنا جميعا" اليوم يا أخوات الأمس إرجاع وطن كان يسمي السودان، لقد إنتهت مدة صلاحية المادة التي كانت تخدر عقولنا - أنظزروا إلي تاريخ إنتاج الزجاجة التي بين أيديكم ، إقرأوها جيدا" إنها منتهية فهل أنتم منتهون؟؟؟؟؟؟

    .


                  

02-09-2012, 11:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    المؤتمر الشعبي والسقوط المدوِّي!! .
    الخميس, 09 شباط/فبراير 20106:26


    الطيب مصطفى


    . والله العظيم أنا مندهش من إصرار المؤتمر الشعبي على ممارسة الانتحار السياسي البطيء من خلال تبغيض الشعب السوداني فيه بإصداره تصريحات تملأ الناس غيظاً وحنقاً وغضباًَ!!
    أقول هذا بين يدي التصريح الذي أدلى به الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر حيث طالب بعدم فرض أي رسوم مقابل استخدام دولة جنوب السودان للبنيات التحتية لصناعة النفط بالشمال مضيفاً أن إلغاء رسوم العبور التي تتمسك بها الحكومة يدعم السلام بين الدولتين بشكل أساسي ويُبعد شبح الحرب!!


    أريد أن أسأل: هل أصدر كمال عمر هذا التصريح بناء على دراسة متأنية أم أنه جاء عفو الخاطر؟! لكن بالله عليكم من يصدِّق أن يكون المؤتمر الشعبي ملكيًا أكثر من الملك ومسيحيًا أكثر من البابا؟! من يصدق أن المؤتمر الشعبي يرتكب الخيانة العظمى حين يخلط بين العداء للحكومة والعداء للوطن وللشعب الذي يتسمّى باسمه؟!
    أقول هذا لأن باقان أموم نفسه الذي يبغض الشمال وشعب الشمال أكثر مما يبغض الشيطان الرجيم لم يطالب بأن يستخدم الجنوب بنيات الشمال التحتية وأنابيبه بالمجان وإنما اقترح ثمناً بخساً «70 سنتاً عن البرميل الواحد» لكن كمال عمر أو المؤتمر الشعبي طالب بأن يُمنح الجنوب إعفاءً كاملاً ونحمد الله أنه لم يطالب بأن ندفع لهم أموالاً إضافية نظير تكرُّمهم بنقل نفطهم عبر أنابيبنا ومينائنا!!

    الحجة التي ساقها كمال عمر لهذا العرض المجاني هي أن ذلك يُبعد شبح الحرب ويدعم السلام بين الدولتين!!
    المؤتمر الشعبي يريد منا نحن الذين نتضور جوعاً للبترول وللدولار أن نعفي حقوقنا لحكومة الجنوب حتى تحصل على أكبر قدر ممكن من المال وبدون أن تخسر قرشاً واحداً وذلك حتى تتمكن من الحصول على الدولار لشراء السلاح وشنّ الحرب علينا نحن الذين ينبغي ــ حسب كمال عمر ــ أن نستسلم للجيش الشعبي الذي يدعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق!! إنها الخيانة ورب الكعبة.. إنها العمالة التي تجعل البعض يكيدون لوطنهم ويتحالفون مع أعدائه ويناصرونهم عليه!!


    بالله عليكم هل أجْدت كل تنازلاتنا للجنوب منذ نيفاشا ونجحت في استعطافهم علينا بل هل أجدْت كل محاولات الصرف على الوحدة الجاذبة التي أهدرنا في مستنقعها المليارات من حُر مال الشمال.. هل أجدت في كسبهم أو تخفيف غلوائهم وحقدهم علينا بل هل أجدى كل ركوعنا وسجودنا في محرابهم منذ ما قبل الاستقلال في كسب ودهم؟! أنسيتُم الدورة المدرسية حين طُرد تلاميذنا من الجنوب قبل شهر من الاستفتاء على تقرير المصير بعد أن صرفنا أربعين مليارًا في إقامة البنيات التحتية في مدينة واو؟!
    مشكلة المؤتمر الشعبي لا تقتصر على فقدان البوصلة أو المرارة التى تسوقهم كالقطيع خلف زعيمهم إنما تشمل برنامجهم لإسقاط الحكومة الذي جعلهم ينقادون لأبوعيسى وهالة ويؤيدون الشيطان ممثلاً في أعدائنا في جنوب السودان وعملائهم في الجبهة الثورية السودانية وينسون أنهم لا يحطِّمون الحكومة إنما يحطِّمون وطنهم ويخرِّبون دينهم ودنياهم.


    لكن لماذا يا ترى يحرص المؤتمر الشعبي على أن يكون السودان هو المنبطح المستسلم الساعي للتنازل عن كل حقوقه في سبيل تحقيق السلام وتجنب الحرب بالرغم من حاجته إلى المال وبالرغم من أن ذلك شأن المنهزم المنكسر ولا يريد للجنوب أن يقدِّم أيَّ شيء حتى ولو ذلك الثمن البخس الذي طرحه باقان أموم؟! لماذا يريد لنا المؤتمر الشعبي الدنية في ديننا ووطننا وكرامتنا؟! أكل ذلك حتى يكسب الجنوب والحركة الشعبية وحلفاءه التابعين لها حتى ولو كان ذلك على حساب وطنه وشعبه الذي يسعى لكسب تأييده السياسي؟!
    إنه السر الذي لا يعلم به أحد إلا الشيخ الترابي الذي يقود القطيع التابع له بل يسعى لقيادة الوطن جميعه إلى الهاوية السحيقة!!
    كثيرًا ما أتساءل: كيف بربِّكم سيكون حال السودان الآن إن لم تشهد مسيرتُه السياسية رجلاً يسمّى الترابي؟
                  

02-09-2012, 02:05 PM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الأخ الكيك

    تحياتي - والله الدنيا كان ما كتلتك بتوريك - البارحه وأنا أشاهد برنامج في لندن بببي بي سي لفت نظري أن الدكتور خالد المبارك كان في خانه المدافع عن الحكومة بينما دكتور عبد الوهاب الأفندي في خانة المعارضة نوعاً ما. شوف الدنيا عاملة كيف يا الكيك.

    ودا كله كوم وكلام خال الرئيس كوم تاني . ما قلنا ليك خلي ليك قريقة يا الخال زي شعرة مغاوية ديك إنشاء الله .

    بحيراوي
    Quote: الحجة التي ساقها كمال عمر لهذا العرض المجاني هي أن ذلك يُبعد شبح الحرب ويدعم السلام بين الدولتين!!
    المؤتمر الشعبي يريد منا نحن الذين نتضور جوعاً للبترول وللدولار أن نعفي حقوقنا لحكومة الجنوب حتى تحصل على أكبر قدر ممكن من المال وبدون أن تخسر قرشاً واحداً وذلك حتى تتمكن من الحصول على الدولار لشراء السلاح وشنّ الحرب علينا نحن الذين ينبغي ــ حسب كمال عمر ــ أن نستسلم للجيش الشعبي الذي يدعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق!! إنها الخيانة ورب الكعبة.. إنها العمالة التي تجعل البعض يكيدون لوطنهم ويتحالفون مع أعدائه ويناصرونهم عليه!!
                  

02-09-2012, 09:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: البحيراوي)

    شكرا البحيراوى
    ملاحظتك قوية فى قول الطيب مصطفى وهو يلوم كمال عمر بانهم يتضورون جوعا من البترول الذى ذهب ولن يعود قريبا ...ونسى تمام احتفاله وذبح الذبائح والتهليل بفصل الجنوب اعتقد ان هذا الرجل يعانى من شىء غير طبيعى فى شخصيته المتقلبة والغير مستقرة ..
    فى يوم ابعاد الترابى بعد مذكرة العشرة والانقلاب عليه كان الطيب مصطفى اكثر الكيزان اعتراضا بل صاح وبكى عن الكيفية التى ابعد بها الترابى الذى يغمزه ويلمزه بالكلمات المشينة اليوم بمثل ما كتب فى اخر المقال بالاعلى
    تحياتى لك
                  

02-09-2012, 09:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: البحيراوي)

    شكرا البحيراوى
    ملاحظتك قوية فى قول الطيب مصطفى وهو يلوم كمال عمر بانهم يتضورون جوعا من البترول الذى ذهب ولن يعود قريبا ...ونسى تمام احتفاله وذبح الذبائح والتهليل بفصل الجنوب اعتقد ان هذا الرجل يعانى من شىء غير طبيعى فى شخصيته المتقلبة والغير مستقرة ..
    فى يوم ابعاد الترابى بعد مذكرة العشرة والانقلاب عليه كان الطيب مصطفى اكثر الكيزان اعتراضا بل صاح وبكى عن الكيفية التى ابعد بها الترابى الذى يغمزه ويلمزه بالكلمات المشينة اليوم بمثل ما كتب فى اخر المقال بالاعلى
    تحياتى لك
                  

02-12-2012, 04:28 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    حكاية الحركة الإسلامية مع حكومة «الإنقاذ»


    الطيب زين العابدين


    بمناسبة الحراك الواسع في أوساط الإسلاميين لمراجعة العلاقة بين الحركة وحكومة الإنقاذ وحزب المؤتمر الوطني، ينبغي التعرض لنشأة هذه العلاقة وتطورها الذي أدى إلى إخفاء الحركة عن الوجود رغم أنها هي التي دبرت وصنعت الانقلاب العسكري بعناصرها النظامية والمدنية، وأعطته السند الجماهيري الذي يحتاجه، والكوادر المؤهلة التي تسلمت المسؤولية التنفيذية في الدولة، وقيادة مؤسسات الخدمة المدنية والقضائية التي أمكنت الحكومة من تنفيذ سياساتها، بل وخف لمساندة جيشها المتعب آلاف الشباب الذين انخرطوا في الدفاع الشعبي ذوداً عن وحدة الوطن في أحراش الجنوب، وجلبت للحكومة أموالاً كثيرة كانت في أشد الحاجة إليها من أصدقاء الحركة في خارج السودان. أليس غريباً أن الحركة التي فعلت كل ذلك تكون هي التنظيم السياسي الوحيد الذي يختفي عن الساحة السياسية السودانية وبتدبير من قيادتها الحاكمة؟ ويتولى تمثيلها في سلطة الدولة العليا نفر قليل لم ينتخبهم أحد، اختارهم شيخ الحركة في البداية لقربهم منه ثم انحازوا إلى جانب السلطة بعد المفاصلة. والآن تتحدث قيادة الحزب الحاكم عن محاسبة الإسلاميين الذين كتبوا مذكرة تطلب تصحيح الأوضاع في الدولة والحزب! يا سبحان الله مَنْ يحاسب مَنْ؟ فقد كتب هؤلاء الشباب بصفتهم أعضاءً في الحركة الإسلامية ولا سلطان لقيادة المؤتمر الوطني على الحركة الإسلامية، كما أن تلك القيادة ليس لها أي موقع في أجهزة الحركة المجمدة منذ المفاصلة. وهذا الوضع الغريب الشاذ يحتاج إلى شرح وتفسير حتى يلم هؤلاء الشباب بتطورات الأحداث التي أدت إلى هذه الحالة المؤسفة.



    ما كانت الحركة الإسلامية ترغب في اللجوء إلى انقلاب عسكري لتستلم عن طريقه السلطة، فقد استفادت من المناخ الديمقراطي رغم قصر مدته، واستطاعت أن تنمو وتتمدد في القطاعات الحديثة وفي المدن، مما جعلها القوة البرلمانية الثالثة بجدارة في انتخابات 1986م، ولكن طلابها في المرحلة الثانوية الذين التحقوا بالجيش رغبوا في ضم آخرين لهم، فأُذن لهم بحجة أن كل الأحزاب، خاصة الآيديولوجية المنافسة لها، تفعل ذلك وقد نحتاج يوماً ما لحمايتهم. وبعد مذكرة كبار الضباط في فبراير 89م التي أبعدت الجبهة الإسلامية من المشاركة في الحكومة، بدأ التفكير في التغيير العسكري، وكان الخيار الأول أن يحدث من خلال ثورة شعبية ضد «حكومة القصر»، وبالفعل خرج آلاف من شباب الحركة الإسلامية يهتفون ضد الحكومة في شوارع الخرطوم طيلة شهر رمضان في تلك السنة، ولكن الاستجابة الشعبية لهم كانت ضعيفة.


    وقدم اقتراح الانقلاب العسكري الصرف إلى الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية «27 عضوا» بحجة أن الحكومة ضعيفة وحالة الجيش يرثى لها وحركة التمرد أصبحت تزحف شمالاً نحو الكرمك وقيسان وقد تهدد الخرطوم، وأن هناك ثلاث محاولات انقلابية تعد لها جهات معادية للجبهة الإسلامية التي ستكون أول ضحاياها «حزب البعث، المايويون، الجبهة القومية وهي شتيت من أبناء المناطق المهمشة»، وأن الغرب لن يدع الإسلاميين يصلون إلى السلطة بطريق ديمقراطي «إسقاط الترابي في دائرة الصحافة نموذجاً»، ثم إن الاستعداد للانقلاب جاهز أكثر من أي انقلاب سابق ومضمون نجاحه. وكانت أكثر الحجج تأثيراً على المجتمعين حجة المحاولات الانقلابية وعلى رأسها محاولة حزب البعث التي أوشكت على ساعة الصفر. وكان التفاهم على مستوى القيادة أن الحكومة العسكرية لا تبقى لأكثر من ثلاث سنوات تعود بعدها الحياة المدنية والتعددية السياسية إلى حالتها الأولى، وحينها ستكون الحركة الإسلامية قد تمددت في مفاصل الدولة والمجتمع مما يمكنها من الفوز الانتخابي في معظم أنحاء السودان. ووافقت الهيئة التنفيذية دون أن تعلم الكثير عن تفاصيل التنفيذ أو شخصيات الحكم.


    وبعد نجاح الانقلاب واستلام السلطة وقعت الكارثة الأولى، وهي حل مجلس شورى الحركة الإسلامية، ثم تبعه حل كل أجهزة الحركة. وكانت الحجة الأساسية التي قال بها الشيخ المبدع تبريراً لحل مجلس الشورى: إن الذين يتولون السلطة الدستورية الآن من عسكريين ومدنيين هم «إخوانكم» ويعملون لتحقيق أهدافكم، فكيف تجتمعون لوحدكم وتتخذون قرارات ملزمة لهم دون أن تشركوهم في الأمر؟ ودون أن تستفيدوا من معلوماتهم في أجهزة الدولة التي ينبغي أن تبنى عليها القرارات. ورغم قوة الحجة إلا أن قرار المجلس كان إعادة صياغة الحركة من قواعدها إلى قيادتها وفقاً لمتغيرات السلطة على أساس انتخابي. وقبل الأمين العام مقترح حل مجلس الشورى وجمد بقية القرار لعدة سنوات، وأصبح مجلس الشورى مجلساً معيناً يزدحم بالمسؤولين والوزراء الذين يعينهم شيخ الحركة! وفقدت الشورى أهم مقوماتها وهي الانتخاب وحرية المداولات دون خشية من أحد.


    وأثرت تقاليد السلطة العسكرية التراتيبية على الحركة المدنية الشورية بدلاً من العكس، فأصبحنا نسمع في أجهزة الحركة: «بالتنوير» من المسؤولين عن الأوضاع بدلاً من التداول لاتخاذ القرار المطلوب، وأن مشكلة قيادة الحركة تأتي من المدنيين وليس العسكريين المطيعين، وأن القيادة مشغولة بتصريف أمور الدولة الضاغطة وليس لديها وقت للتواصل مع القواعد. وقيل لقدماء الأعضاء إن دورهم قد انتهى وجاء دور جيل جديد! وأصبح الحديث عن الحصار على السودان والمؤامرات الأجنبية ضد الحكومة الإسلامية والمواجهة العسكرية مع حركة التمرد مبرراً للقيادة أن تنفرد باتخاذ كل القرارات في غيبة تامة للقواعد ولكثير من القياديين خارج الحلقة الضيقة. وذهبت الاحتجاجات والمذكرات العديدة التي رفعت لشيخ الحركة أو للقيادة الدستورية أدراج الرياح.


    وحين جاءت المفاصلة في عام 1999م كانت الحركة الإسلامية من الضعف بمكان، فلم يكن لها دور يذكر في معالجة الأمر، وكانت السلطة وما تحتها من نفوذ هي معيار المنافسة بين القصر والمنشية، فكسب القصر الجولة دون كبير عناء، وانحاز إلى صاحب القصر حيران الشيخ الأقربين بحجة أن السلطة هي أكبر انجاز للحركة فكيف يضيعونها. وعندما استتب الأمر لمجموعة القصر رأت أن ترضي أشواق الإسلاميين بإنشاء كيان لهم دون أن يكون له أدنى دور في الحياة العامة، لأن المؤتمر الوطني سيكون هو الحزب الحاكم الذي يحتكر العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفئوي والثقافي، وسمي التنظيم بـ «الكيان الخاص» ثم بعد ذلك بالحركة الإسلامية، التي تعقد مؤتمراً عاماً كل سنتين أو أربع، ولها أمين عام ينتخب في المؤتمر كل أربع سنوات، ولها مجلس شورى قومي، ومجالس شورى في الولايات، وأمانة تنفيذية في كل ولاية. وحتى يطمئن أهل السلطة إلى أن هذه الحركة لن ترفع رأسها عليهم في يوم من الأيام جعل على رأس كل جهاز من أجهزتها مسؤول تنفيذي كبير في الدولة يأخذ مخصصاته من الحكومة وليس لديه وقت للاهتمام بجهاز الحركة الموكل إليه، وأسندت حراسة اجتماعات الحركة الفارغة المضمون إلى جهاز الأمن الشعبي المرتبط عضوياً ومالياً بالدولة، ونصَّت لائحة الحركة على أن كل عضو فيها هو بالضرورة عضو في المؤتمر الوطني. وقد يكون هذا هو المدخل لمحاسبة الإسلاميين الذين تجرأوا بكتابة مذكرة تنتقد الأوضاع الخربة في الدولة والحزب! ومع كل هذه الضوابط المقيدة لنشاط الحركة اليتيمة زيد عليها أنها حركة غير مسجلة لدى أي جهاز من أجهزة الدولة، وليست معلنة للملأ، وليس لها أي نشاط من أي نوع باسمها، ومع ذلك يحضر مؤتمرها العام رئيس الجمهورية ونائبه الأول وطائفة من الوزراء والمسؤولين والضيوف! فالقصد هو إرضاء الأشواق القديمة التي يكفيها هذا القدر من الوجود الشكلي.



    وصرح بعض الصادقين من قيادات الحزب الحاكم أمثال ابراهيم أحمد عمر وأمين حسن عمر وغيرهم، أنه ليس هناك داعٍ لتنظيم آخر للحركة الإسلامية، فتنظيم الحركة الجديد هو المؤتمر الوطني، وشيخ الحركة المبايع هو رئيس الدولة. وكان الله يحب المحسنين! ولكن بعض أساطين المكر يظنون أن غياب الحركة قد يغري بعض المشاغبين أو شيخها القديم بإنشاء حركة إسلامية خارج السيطرة، لذلك من الأسلم إبقاؤها قيد الحبس المنزلي بكل تلك الشروط المكبلة التي تجعلهم يأمنون جانبها من كل الوجوه. وآن للحركة الإسلامية التي جاءت هذه السلطة على ظهرها، وحكمت باسمها لأكثر من عشرين عاماً، وفعلت بالبلاد والعباد ما فعلت، أن تسترد كيانها المغتصب وحقها المهضوم، وأن تبرز مرة ثانية للوجود تنظيماً مسجلاً ومعلناً ومستقلاً. وهذه الململة السائدة حالياً في أوساط الإسلاميين علامة صحة وعافية، وعليهم أن يقطعوا الشوط حتى نهايته، فلن يخسروا سوى الأغلال التي كبلوا بها والسمعة السيئة التي لحقت بهم من جراء فعائل الدولة الغاشمة!!



    اتهم الشعبي بتوسيع أزمة دارفور
    د. أمين: الحديث عن إسقاط النظام (مضحكة) على الشعب

    الخرطوم: عوض جاد السيد

    أكد د. أمين حسن عمر الوزير برئاسة الجمهورية، رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، أن قضية دارفور ما كان لها أن تصبح قضية قومية لولا المفاصلة التي وقعت بين المؤتمرين الوطني والشعبي ودخول حركة العدل والمساواة وتصعيدها للأزمة، واتهم الشعبى بأنه أحد عوامل توسيع مشكلة الاقليم واعتبره المشكلة التي مازالت تعقد القضية.


    وقال د. أمين في صالون سيد أحمد خليفة في لقاء ضم كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي أمس، إن هناك (3) حركات لم توقع على اتفاق السلام: مني أركو مناوي الذي سمى حركته بأنها حركة ثورية حاملة للسلاح وعبد الواحد محمد نور الذي يطلب من الحكومة تنفيذ كل شئ قبل التفاوض والعدل والمساواة التي اصبحت قضيتها إسقاط النظام (مثل الشعبي) و(هم والمعارضة في سلة واحدة) وذلك ليس قضية دارفور، وأضاف: (حتى نسمع منهم كلاما غير إسقاط النظام سنجلس معهم). وقال د. أمين إن خروج أحمد عبد الشافع لم يصدع التحرير والعدالة، وأشار إلى أنه كان يطلب منصب والي غرب دارفور لكن ظروف الحكومة والتحرير والعدالة لم تسمح بذلك، وقال إنه خرج من التحرير والعدالة (كما تخرج الشعرة من العجين).


    واعتبر د. أمين الحديث عن اسقاط النظام (مضحكة) على الشعب، ودعا المطالبين بذلك لتحديد ماذا يريدون أن يسقطوا، الدستور أم الحكومة، وقال إن الشعب إذا أراد اسقاط الحكم فستكون حركة شعبية غير مؤطرة، وأضاف بأن الحركة المؤطرة هي انتهازية سياسية لتصب الافعال القومية في حصالة قوى الإجماع، وقال د. أمين إنه ليس هناك أي إجماع داخل قوى الإجماع، ######ر منهم قائلاً: (تعلمون حجم هذه المعارضة)، وأضاف: شباب المعارضة هم أبو عيسى وحسنين والثمانينيون كلهم. وأقر د. أمين بوجود مشاكل في التعليم والصحة تسعى الدولة لمعالجتها، ودعا للتآزر على حلها.


    وفي سياق آخر، قال د. أمين: لم نكن يوماً من الايام مؤمنين بالانقلاب، وأوضح أن الحركة الإسلامية بعد استلام السلطة بحثت موضوع التعددية ونال موافقة الرئيس عمر البشير والشيخ حسن الترابي بجانب الأستاذ علي عثمان، وقال إن الذين كانوا ضد التعدد هم المرحوم الزبير محمد صالح ويس عمر الإمام بجانب الراحل مجذوب الخليفة.واتهم د. أمين، د. الترابي بتدبير المحاولة الانقلابية في العام 2003م الذي كان على رأسه د. الحاج آدم، وقال: (ده دافننو سوا)، ونوه إلى أنه خرج من الوزارة عقب المفاصلة بتهمة أنه مع الشيخ حسن لاعتراضه على قرارات الرابع من رمضان ضمن أربعة اشخاص - لم يسمهم -، ووصف من يوافق على امر كهذا (100%) بأنه منافق، ومن يعارض بذات النسبة بأنه مبغض. إلى ذلك، قال د. أمين إن الحرب بالوكالة لن تنفع السودان ولا جنوب السودان، وأضاف أنه إذا كان الجنوب يمتلك أدوات للتهديد الأمني فإن السودان يملك مثلها أيضاً، وأكد عدم الرضوخ لرغبات التمرد في النيل الأزرق وجنوب كردفان واعتبره تمرداً من مجموعة حزبية معينة،

    وقال إن الاتفاق الأخير الذي تم مع الجنوب بأديس أبابا لو مضى بصورة صحيحة (فسنمضي معهم). من جانبه، دافع كمال عمر الامين السياسي للمؤتمر الشعبي، عن انقلاب 1989م، ووصف قرار استلام السلطة وقتها بأنه موضوعي لجهة أن قيادات الحركة الإسلامية وصلتها معلومات حول قوى سياسية تعمل داخل الجيش تمهيداً للانقلاب على السلطة وتنفيذ عمل ضد الإسلاميين. وأوضح أن الاعتقالات لم تأت في عهد الحركة الإسلامية وإنما منذ الديمقراطية حيث كان هناك قانون للأمن، وأشاد بدستور التوالي للعام 1998م،

    وقال إنه أسس للقضاء الدستوري، ووصف عمر مفاصلة الإسلاميين بأنها قاصمة الظهر التي أرجعت الناس إلى الوراء، ونفى وجود مذكرات داخل المؤتمر الشعبي شبيهة بالتي ظهرت عند الوطنيين، وأكد عمر أن المجموعة التي كتبت (الكتاب الأسود) المشهور كلها موجودة الآن داخل المؤتمر الوطني، وأقسم أنه يعرفهم بالأسماء، وأثنى على د. أمين حسن عمر، وقال انه لا يشعر بأن لديه أزمة معه وانه من الناس المفكرين. وفي سياق آخر، نوه كمال عمر إلى أن المعارضة اقتنعت برأي حزب الأمة القائل بأن مشاركة عبد الرحمن الصادق لا تعني مشاركة الحزب في السلطة، وأن الأمة الآن مع التغيير، وأوضح أن التحالف المعارض اتفق على الهيكل الذي كان محل خلاف ووضع مسودة للدستور الانتقالي. وأشار عمر الى أن القوى السياسية اتفقت على ألا يعمد حزب في هذه المرحلة لطرح أيدولوجيته، وان تطرح الأجندة الوطنية فقط، ونبه الى أنه ليست لدى الحزب الشيوعي مشكلة مع الشريعة الإسلامية.
    الراى العام
    12/2/2012

                  

02-13-2012, 04:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    مذكرة المؤتمر الشعبي لمدير جهاز الأمن بورتسودان
    الأحد, 12 شباط/فبراير 2012 17:58
    Share

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المؤتمر الشعبي – ولاية البحرالأحمر


    قال تعالى: ((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (*)وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (*) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ))
    صدق الله العظيم
    سورة القصص الآية (4-6)
    السيد / مدير جهاز الأمن والمخابرات بولاية البحرالأحمر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الموضوع : تجاوزات وإنتهاكات أفراد الأمن للحقوق الدستورية والقانونية


    إن كرامة الإنسان التي جاءت بها الشرائع السماوية ونص عليهاالدستور وحوتها نصوص القوانين مبدأ مقدس لايجوز إنتهاكه والإنتقاص منه أو المساس به ، وأن الدستور قد كفل لأي مواطن الحق في التعبير وإبداء النصح للحاكم وتقويمه دون إرهاب من السلطان أو ترهيب وتأكيداً لذلك نصت القوانين على تجريم الإعتقال غير المشروع إحتراماً لكرامة الإنسان وحتى في حال اعتقاله حرمت القوانين الإعتداء على المعتقل أوتعذيبه بدنياً أو نفسياً ، فلا يؤسرأحد أو يعتقل ولايروّع أمنه في بيته أو ماله أو عرضه إلا بعد استجواب أو إستشهاد أو إستبانة تنفي الوقيعة الكائدة ونبأ الفاسق ووهم المتهور وتعضد الشُّبه المرصودة ثم لايُنال من أحد من بعد إلا عن بينة وقضاء عادل إذ المتهم برئ حتى تثبت إدانته


    إن الوظيفة الأولى للدولة ومن يتولون السلطان فيها هي أن توفر الحماية الأمنية للوطن والمواطنين في وجه كل خطر داهم وأن ترعى حرماتهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وخصوصياتهم فلا تروعهم في أمنهم ولاتسلط عليهم جبروتاً ينتهك حرياتهم أويفتئت على حقوقهم أو يخرجهم من ديارهم أو يسومهم الأذى والعذاب ، والأجهزة الأمنية على وجه الخصوص يجب أن تكون العلاقة بينها وبين المواطنين علاقة احترام وتقدير لاعلاقة ظلم وقهر وجبروت ، فالأجهزة الأمنية منوط بها حفظ أمن المواطن وسلامة المواطنين لا إنتهاك حقوقهم وإهدار كرامتهم ، وواجب المواطن تقدير هذا الدور وإحترامه والتعاون في إطاره مع الأجهزة المختصة وفقاً للمبادئ التي أرساها الدستور أمّ القوانين .


    ونأسف أن الحقوق والواجبات المشار إليهاآنفاً لا تفتأ تتعرض تباعاً للتجاوزات والإنتهاكات حيث ظلت الأجهزة الأمنية تعدّ نفسها فوق كلّ الأجهزة والإعتبارات إذ تتمادى في الإعتداء على كرامة المواطن وحقه في التعبير وتحجر على حرية الفرد دون أي مسوغ قانوني سوى حماية وتأمين السلطان وحزبه مهما طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد .
    إنّ الإنتهاكات التي يتعرض لها نفر من منسوبينا وبعض النشطاء الآخرين من قبل أفراد الأمن والشرطة بلغت من التعسّف والإستفزاز مدى لايمكن إحتماله أو السكوت عليه، وبما أنه ليس ثَمّ قنوات مفتوحة وسالكة للتظلم ولاأجهزة فعالة لرد المظالم ومعاقبة مرتكبيها فإن أجهزة الشرطة والمخابرات المحمّية بالحصانات ستظلّ هكذا أبداً نزاعة للهوى وأمّارة بالتسلط ...

    وإن المظالم التي تتعاظم كل يوم بين يدي الواقع المأزوم لتؤذن بزوال النظام بأعجل مايكون تضطرنا أن نقول في وجه من أرادوا أن يخمدوا أصواتنا بأنّ أصواتنا لن تموت لأنها تواقة للحرية والوهج والسطوع والتحدي والإستمرارية الرفيعة ، وأن أقلامنا كذلك لن تتكسر لأنها ليست كما يشتهي السلطان يتساوى فيها ثمن الحبر والورق وثمن الرحمة والضمان .. ألا قاتل الله الإستبداد فهو أس كل بلاء وأساس كل رذيلة ، وقبّح الله وجوه المستبدّين والآكلين على موائدهم الحرام حيثما كانوا .. وهل ينتظر لأشعة الأفكار أن تنضج وتسطع في بلاد تدار مصائرها بعصا الشرطي وتقارير جهاز الأمن والإستخبارات
    سّبة الدهر أن يحاسب فكر على هواه وأنْ يغل لسان
    *******
    الضحى والشجاع حلفا كفاح ما احتمى بالظلام إلا ########
    ولقد كنا ولا زلنا وسنظلّ نجدّد الأيمان بعد توكيدها قسماً أغلظ لن نتزحزح عن مبادئنا قيد أنملة مهما بلغ منا الجهد وأضنانا المسير وعز النصير ، ومهما اشتدت بنا المواجع وأوغلت فينا الجراح فلسنا بطير مهيض الجناح ولن نستذل ولن نستباح ولن نتهاون في أمر المساس بحقوقنا التي كرسها الدستور وكفلها الخالق للعباد وحرم على أي سلطة أرضية التغول عليها ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..

    المؤتمر الشعبي
    فبراير2012م
    ////////////
                  

02-15-2012, 04:22 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    الحركة الإسلامية.. أزِفت الآزِفة!؟

    محمد ادم عربى

    تصريحات الرئيس هل هي مفاصلة ثانية؟ أم هي غروب شمس الحركة الإسلامية؟ «كخ» الكيان الخاص الذي يترأسه السيد النائب الاول الاستاذ علي عثمان.
    هل سيخلف الرئيس عقب انتهاء فترته عسكري؟ تحرير الخدمة المدنية مِنْ مَنْ؟ من وراء التمكين والتطهير؟ ماذا يعني محاسبة رافعي المذكرة؟ ومن هم؟ أسئلة مشروعة.. تحتاج لتحليل متأني.. لمعرفة الاسباب والدوافع التي أدت لذلك!! على العموم ان شهر العسل بين الحركة والعسكر قد انتهى!!



    إن المفاصلة الأولى عام 9991م أفرزت المؤتمر الشعبي حركة اسلامية نأت بنفسها عن السلطة وقرب بعض قادتها مثالاً للالتزام الصارم وضربوا أروع الامثال بتركهم بريق الوزارة وبهرج السلطة وانحازوا للقيادة التاريخية، عبد الله حسن أحمد، محمد الامين خليفة، موسى المك كور، د. الحاج آدم يوسف، ثم كانت الاقالات بالجملة من جهاز الامن والشرطة والجيش، بل طالت حتى قيادات في الخدمة المدنية واخرجوا تماماً من كل الوظائف القيادية في الدولة وطالت حتى القطاع الخاص ذو الصلة بالقطاع العام. وأعلنت حالة الطوارئ وعطل الدستور وتمت اعتقالات طالت الشيخ وبعض القيادات. كان انقلاب كامل الدسم بعده كان قيام حزب في كل ولايات السودان. ولكنه كان خصماً على حزب المؤتمر الوطني وعلى حساب الحركة الاسلامية التي انقسمت وصار السعي.. يمثل الاصل باعتبار أن عدداً مقدراً من قادة الحركة الاسلامية انحاز الى الشيخ حسن. وان السبعة الذين نفذوا الانقلاب 9891م بامر القيادة لم يبق منهم مع المؤتمر الوطني الا د. عوض الجاز والأستاذ علي عثمان. وهذا دليل ثاني على وجود هؤلاء بالحركة الاسلامية المؤتمر الشعبي. وجدت المذكرة اذناً صاغية ورتب لها بليل ودعي لها ووجدت هوى صادف اهله. وجاء الأخ الرئيس للاجتماع بزيه العسكري الرسمي مع ان الاجتماع كان بالليل وفي مثل اجتماعات المساء دائماً الجلابية البيضاء ومكوية هي سيدة الموقف.



    الجدير بالذكر ان اصحاب المذكرة كانوا عشرة اي الموقعين عليها كانوا عشرة معروفين ولكن العدد اكبر من ذلك بل كان تياراً جارفاً. كما حال هذه المذكرة الالفية، التي سنغوص فيها وهي متصفة مع العنوان - أزفت الآزفة يا الحركة الاسلامية «كخ» الكيان الخاص. وان لم يكن ذلك كذلك، فان نهاية شهر فبراير موعد انعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية ليس ببعيد. ونحن وفق المعطيات نتمسك بعلم المستقبليات futureology. قال الاستاذ ماجد الحلو في علم الادارة العامة «يدخل التنبؤ في علم حديث لا يقوم على التخمين بل على الدراسات العلمية والاحصائية والملاحظة والتحليل» انتهى.
    ونحن بايدينا قرائن وادلة واقوال قادة نافذين يطلقون تصريحات على الهواء مباشرة وبعد خروجها تكون ملكاً لكل الناس. تأتي بعدها الملاحظات والتحليل والنتائج والدراسات.
    المذكرة وتداعياتها:
    جاءت المذكرة في توقيت عجيب، ذهب الجنوب وذهبت عائدات النفط عادت الحرب اللعينة جنوب النيل الازرق، جنوب كردفان، طبول الحرب لها دوي من الجانبين.



    ثورات الربيع العربي وعودة الاسلاميين، وضع اقتصادي حرج بالغ التعقيد، تردي في الخدمات الصحية والتعليمية، تهتك النسيج الاجتماعي صراع طائفي انصار السنة والصوفية، الصوفية والسلفية الجهادية حرق ضريح ود الارباب بشرق النيل، الانصار والسلفية الرابطة الشرعية التكفير لقادات الاحزاب.
    تحدثت المذكرة مستصحبة نبض الشارع الذي تحدث عن الفساد بصورة لم يعهدها السودان من قبل. وعن ضيق مواعين الشورى وعن الجهوية والقبلية وان صناعة القرار حصرياً على عدد لا يتعدى اصابع اليد، وقال احدهم كانت الشورى بسعة قطار بدرجاته المختلفة ويشمل حتى المسطحين ثم تقليص فصار في سعة بص سياسي حتى وصل الى سعة ركشة. تحدثت عن فك الارتباط بين حزب المؤتمر الوطني والدولة «كفاية رضاعة من ثدي المالية» فإن الفطيم بلغ اربعين سنة، ثم ذهبت الى ابعد من ذلك طالبت بالحريات وحرية القضاء والعدل والشورى وبسط الثروة والسلطة وفق معايير الكفاءة والامانة ومحاسبة المفسدين وغيرها من الامور الواضحة. المذكرة خجولة ليس فيها وعيد ولا تهديد وانها جاءت بدون توقيعات ولا اسماء بل قيل ان وراءها ألف من كوادر الحركة الاسلامية وانها لم تطالب بحل الحكومة ولا انتخابات مبكرة ولا اقالة فلان ولا علان وبنفس بارد جداً. لا اود ان اقول انها مجهولة الابوين ولكن بالرغم من ذلك نفعت الناس والاعلام بالداخل والخارج وتناولها معظم الكتاب عبر الصحف. ولكن كان رد الفعل من بعض القيادات عنيفاً خاصة السيد الرئيس - في اللقاء التلفزيوني - عندما سئل عن المذكرة قال: يجب محاسبة رافعي المذكرة قال حتى لو كانوا الف ذاكرا ان عضوية المؤتمر الوطني خمسة مليون، وفيما يبدو لقاء الرئيس الذي نقلته كل القنوات والاذاعات وكذا الصحف الغرض منه ارسال رسالة لاصحاب المذكرة.



    الغريب في امر المذكرة انها أتت قبل لقاء الرئيس ووجدت قبولاً وموافقة من عدد كبير من قادة المؤتمر الوطني أذكر منهم:

    1- السيد قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي والعضو القيادي في الحركة الاسلامية بصحيفة «التيار» العدد «868» بتاريخ 51 يناير 2102م بالخط العريض الاحمر - قطبي المهدي يؤيد مذكرة الحركة الاسلامية - ثم قال: لو عرضت علىّ المذكرة الاصلاحية سأوقع عليها وطالب باصلاح شامل في مفاصل الدولة والمح الى امكانية وصول الفساد الى كافة اجهزة الدولة. ثم هاجم الفساد وشبهه بالسرطان.
    2- السيد ربيع عبد العاطي الوطني يقر بوجود مذكرة بصحيفة «الرأي العام» «8215» 51 يناير 2102م الصفحة الأولى.

    3- السيد غازي صلاح الدين «الرأي العام» العدد «2315» د. غازي يحذر الاسلاميين من التحول الى ادوات اضطهاد للخصوم - الديمقراطية الضمان الاكبر لبقاء الاسلاميين في السلطة «التيار» العدد «868» 51 يناير 2102م.


    4- «الرأي العام» ذات الصحيفة قطبي المهدي المذكرة بها قضايا جوهرية 5- د. أمين حسن عمر الوزير برئاسة الجمهورية والمفاوض الاساسي لملف دارفور.. بصحيفة «الصحافة» العدد «9466» بتاريخ 2 فبراير 2102م يقول «سنلجأ الى انتخابات مبكرة متى ما شعرنا ان الشعب اصابه الملل» ثم يضيف «أقر بوجود تراخ داخل الوطني» عطل عملية الاصلاح ثم سخر الرجل قائلاً من يقولون لا بديل للبشير الا البشير اقول «حواء والدة» هذه كلها تصريحات جريئة تصب في مضمون المذكرة..

    وقال آخرون ان المذكرة جاءت في الوقت المناسب، كما سبق ان قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني ان المذكرة جاءت في الوقت المناسب. وهو الاسبق سناً الاستاذ احمد عبد الرحمن ان مرشح المؤتمر الوطني بعد البشير الاستاذ علي عثمان او د. نافع علي نافع لكن د. نافع علي نافع أكد انه زاهد في المنصب والاستاذ علي عثمان وفق نظرية الشباب التي قالها الرئيس فانه بلغ من العمر ستين عاما ونيفا والكل يتحدث عن الشباب بل الرئيس قال انه سيدعم مرشحاً شاباً لرئاسة الجمهورية.
    وسبحان الله السودان صار مؤتمراً وطنياً كله وان رحم حواء ليس كما قال د. امين حسن عمر قد عقم بل أزيل هو نفسه.
    أعود وأسأل د. امين حسن عمر ما هي آلية كشف ملل الشعب؟ وكيف تقاس ومتى تعلن؟ وهل هذا حديث اجتهادي من سيادتكم؟ ام هو ضمن قناعات حزب المؤتمر الوطني الذي يضيق من الرأي الآخر حتى ان كان اصلاحياً ومن العضوية؟ ان ضيق مواعين الشورى هي التي دفعت الشباب الى دفع المذكرة للصحف.
    6- ان منبر السلام العادل وصحيفته «الانتباهة» من اكبر المنابر التي تسند المؤتمر الوطني ولكن المنبر والصحيفة مع المذكرة بدليل أن بشرت بها «الانتباهة» ثم انفردت بها نشراً.
    إن هذا الحراك وهذه التصريحات المؤيدة والمضادة للمذكرة تؤكد ما ذهبنا اليه ان الحركة الاسلامية صارت في خبر كان. لحين ثبوت عكس ذلك. وان الذي يحدث يدل على التباين الواضح «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى». الايام حبلى بالمفاجآت وان العشرة في مذكرتهم التي ادت الى المفاصلة في 9991م افضل من الالف اصحاب المذكرة التصحيحية أليس كذلك؟


    تصريحات الرئيس الإصلاحية:


    1- أعلن الرئيس ثورة على سياسات الحركة الاسلامية «كخ» قائلاً: لا تمكين ولا تطهير للخدمة المدنية وكأنه وعد بعودة الخدمة المدنية الى سابق عهدها لا تمييز بين ابناء الوطن هذا اسلامي وهذا مؤتمر وطني المعيار في الخدمة للكفاءة والمؤهلات والوصف الوظيفي والرجل المناسب في المكان المناسب. ان سياسة التمكين التي اذا اقتضتها الظروف لا يمكن ان تستمر عشرين عاما لا يوظف الا من كان يحمل بطاقة حركة اسلامية مزكى من ناس فلان وناس فلتكان ،الوظائف العليا والمخصصات المهولة لاهل التمكين فقط واهل الخبرة والكفاءة هاجروا تاركين البلد لاهل التمكين يعيسون في الارض فسادا كما حدث بشركة الاقطان الفضيحة. انها الوصاية والواسطة والمغانم والفساد ماذا تنتظرون من رجل يدير شركة لمدة عشرين عاما مسؤول عن مدخلات الانتاج الزراعي بالسودان ،صحيح انه زراعي ولكن هناك خبراء في الزراعة هم أحق منه انه يمتاز عليهم بالانتماء للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني. السيد الرئيس كن قريباً من كشوفات التعيين وتمحص ان السودان ليس حكراً على الحركة الاسلامية ولا المؤتمر الوطني المنافسة الحرة الشريفة وليس حوامة الليل من بيت فلان الى بيت فلان، ثم امر آخر السيد الرئيس راغب اولاد اميركا واولاد الهند واولاد باكستان وناس فلان واولاد فلان هؤلاء ايضاً يحتاجون الى لجام. المعيار الاول والاخير الكفاءة المنافسة وفق الوصف الوظيفي ثم المعاينة والاختيار الناس متساوون وهذا ما يرضي الله ورسوله واهل القبلة في السودان صارت الخدمة المدنية مسخا الواسطة ثم الواسطة بدونها لا تحصل على وظيفة جيوش من العطالة.


    2- التصريح الأقوى: خروج الدولة من السوق..


    هذا الخبر هو بشرى سارة لاصحاب العمل ورجال المال والأعمال داخل وخارج السودان فماذا قال بشأنها الرئيس. قال: «ان الدولة متمسكة بنهجها في الانسحاب من الاستثمار والتجارة والخدمة لان الدولة ليست تاجراً وانما مراقب ومنظم لاعمال الشركات وان هذه الاستراتيجية ستتواصل» انتهى. ان رجال المال والأعمال هم اكثر الناس سعادة بهذا القرار الذي جاء متأخراً. ان شركات الحكومة أخرت بالسوق ونفرت الناس في منافسة غير متكافئة وغير شريفة - مواطن نذر ماله ووقته للسوق والتجارة والصناعة يسدد ما عليه من التزامات ضريبة وجمركية وزكاة ورسوم محليات بجانب تبرعات للمناسبات الوطنية ينافسه رجل موظف حكومي في ذات النشاط التجاري ويضيق عليه ويفوز عليه في المناقصات الحكومية حتى يخرجه من السوق تماماً. فاتجه التجار للحبشة ومصر وماليزيا يشكون لطوب الارض من جور الشركات الحكومية.


    السؤال من هم؟ أولاد المصارين البيض المخلصين من أبناء المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية، هذا ليس بعدل. هذا ظلم حرمه حرمه الله على نفسه. ان العالم كله يشجع القطاع الخاص ويقدم له من الامكانيات والحوافز والتسهيلات مما يجعلهم يبدعون في كل المجالات صناعة كانت او زراعة ،انظر الى اميركا واوربا مصانع الطائرات الحربية والدبابات والصواريخ بل التقنية الحربية المتقدمة كلها مملوكة للقطاع الخاص تعمل وفق مصالح الدولة وتسدد ما عليها من التزامات حزبية ولا تتهرب فتريد المظلة الغربية التي تحتاجها الدولة في تصريف شأنها. نرجو ان تنشأ آلية مراقبة حاضرة ومتفتحة ولها من الصلاحيات ما يجعل هذه القرارات نافذة تنزل على ارض الواقع. نريد عودة الصناعة لسابق عهدها نريد ان نرى مشروع الجزيرة اخضر مخضراً، وكذا سائر المشاريع الزراعية.


    ان العالم اليوم يعاني من نقص في الحبوب نحن القادرين على ذلك حبوب وخضروات ولحوم حمراء وبيضاء ولكن بخروج الدولة تماما وترك المجال للقطاع الخاص المسؤول، وتذليل كل العقبات امامه لينطلق، مع وجود خدمة مدنية اساسها الرجل المناسب في المكان المناسب خلاص كفانا تمكين كفانا «دغمسة» - ان الصحافة هي مرآة الامة والصحفي هو جزء من وطن فان اعطى سلطته دون تدخل الدولة و«الجماعة ديلك» فان امر الدولة سينصلح - وان قضية الاقطان خير دليل - وان قرار الغاء قرار مجلس الاقطان بتعيين مدير بتوصية من وزير الزراعة من ذات المجلس مسألة تحتاج الى وقفة ومراجعة ومحاسبة. وان بطلان فقه السترة ومعالجة الامر داخلياً قد ولى تماماً مع الرقابة اللصيقة من رجال السلطة الرابعة فهم الاقدر وهم على استعداد للقيام بهذه المهمة الصعبة المحفوفة بشوك الكتر والضريسة والبودة والفساية ولكنهم رغم ذلك قادرون..
                  

02-16-2012, 11:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    aatttt33.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-16-2012, 04:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    أحد قيادات الاسلاميين يشهد : قضية الأقطان لا تساوي شيئاً في قضايا الفساد الموجود في الدولة الآن
    February 16, 2012
    (حريات)

    شهد الدكتور محمد محي الدين الجميعابي – أحد قيادات الاسلاميين- بتفشي الفساد في ظل الانقاذ ، وأكد سيطرة مجموعة محدودة على السلطة ، في غياب الديمقراطية الداخلية في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني .

    وقال في حوار مع صحيفة (الاهرام اليوم) : (في تقديري قضية الأقطان لا تساوي شيئا في قضايا الفساد الموجود الآن في الدولة ووسط قياداتها)، ( … الناس يتحدثون عن بناتنا وعن أصهارنا ويتحدثون عن إخواننا الذين يقودون الشركات الضخمة والاستثمارات، ولكن يجب أن يفتح هذا الموضوع كاملا حتى لا يكون الضحية دكتور عابدين ومحيي الدين، هذا الموضوع يشمل كثيرين جدا والجهات المختصة في السودان لديها كل المعلومات، ولكن هل يوجد من يجرؤ ويفتح تلك الملفات؟ حدثونا عن أبناء بعض المسؤولين الذين يقودون الشركات الكبيرة، حدثونا عن الذين يقودون الاستثمارات الكبيرة جدا، في الإمارات وفي ماليزيا وفي مشتريات الدولة، هل هذه الشركات يديرها أبناء القيادات من الحركة الإسلامية ومن المؤتمر الوطني ومن قيادات الدولة أم لا؟ فليحدثوننا كيف دخلوا إلى السلطة هل كانوا يملكون شيئا؟ وماذا يملكون الآن هم ونساؤهم وأصهارهم وأبناؤهم، هذا هو السؤال، الشعب السوداني يتحدث عنا كثيرا، الفساد لا يمكن أن تكافحه مؤسسة تابعة للدولة لأنها إذا تحركت أطيح بها…).

    وأضاف (…أنا لا أشعر بأنه توجد حرية ولا توجد شورى وديمقراطية لا في الحركة الإسلامية ولا في المؤتمر الوطني وإنما توجد مجموعات الآن تقود الحركة والحزب وتنفرد بالقيادة، هم الذين يقودون لأكثر من عشرين عاما لم يتغيروا، يتجهون من وزارة إلى وزارة ومن موقع إلى موقع، ومن قيادة إلى قيادة داخل المؤتمر الوطني وداخل الجهاز التنفيذي وداخل الحركة، هم لم يتغيروا أبدا ولا يقبلون بالتغيير ولا يقبلون بالتجديد، والآن هناك محاولات منهم لاحتواء هذا التململ والخروج ولكنها لن تكون المذكرة الأخيرة ولا الغضبة الأخيرة، أؤكد لك تماما أن معظم شباب الحركة الإسلامية وقياداتها الحقيقية والأصيلة هي تحمل ذات المفاهيم وأكثر من ذلك، عندما ينفجرون وعندما يعبرون لن تجد هذه القيادات المتمكنة في الساحة، سوف يخرجون عليها وسوف يخرجون على المؤتمر الوطني).

    (نص الحوار أدناه) :

    حوار: عزمي عبد الرازق

    كانت أسهل الإجابات على الرجل (فليغادروا بالجملة) بينما كنت أنا أتحسس جهاز التسجيل لأكثر من مرة، وضع مشرطه على جسد الحركة الإسلامية بمهارة فائقة وهو الطبيب الذي ضل طريقه إلى العمل السياسي. كان النهار دافئا والقرية التراثية التي تحتضن مشروعه الثقافي والاجتماعي تحدث عن نفسها، وبصوت عنيد سكب المزيد من الإفادات الساخنة والجريئة.

    طوال تلك الفترة من عمر الخلاف بين الإسلاميين، ظل القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور محمد محيي الدين الجميعابي يلوذ بالصمت تارة، وينشغل أحياناً بالعمل الإنساني، ولكنه في قرارة نفسه كان مفجوعاً بما جرى، ومعتقلاً في زنازين المحنة، وعلى مقربة من ذلك الدخان ظل الدكتور الجميعابي يتأرجح في قوائم التصنيف السرية من (وطني) إلى (شعبي) دون أن يعلن انخراطه في صفوف أحد الجناحين، حتى انفتحت الأبواب للريح بزيارة الرئيس البشير له في دار المايقوما منذ سنوات خلت، تلك الزيارة المفاجئة التي دار فيها حديث طويل يشف عن حال الإسلاميين، وحال الوطن المنهك بالجراح. الدكتور الجميعابي هو كتلة من القلق والبحث الدائم عن هدف يليق بأشواقه، جريء ولا يبالي في قول الحق.. قد كان قيادياً باتحاد جامعة الخرطوم لأكثر من (7) سنوات، وعضواً بمجلس شورى الحركة الإسلامية، ومن ثم أصبح محافظاً لأم درمان و(محافظاً) للدامر على طريقة النفي والإبعاد، ومن ثم كان وكان، حتى التصقت به صفة (مثير للجدل)! وعلى صلة بجراحات الإسلاميين وخلافاتهم المتصلة فقد مسح هذا الحوار على المذكرات التصحيحية الأخيرة وملابساتها وآفاق الخروج من المنعطف الراهن، ودهاليز الفساد، فهل ستعود الحركة الإسلامية من جديد لتخلص نفسها والآخرين في أزمنة الربيع العربي؟ على هذا السؤال وغيره أجاب الدكتور الجميعابي فإلى مضابط الحوار.

    { هناك محاولات اليوم لجمع شمل الحركة الإسلامية بعد أن تفرق دمها بين القبائل والأحزاب. إلى أي مدى هذه المحاولات جادة؟

    _ صراحة لا أحسب أن هذه المحاولات سوف تفضي إلى شيء جديد، وهي شكل من أشكال التململ والإحباط الذي أصاب قواعد الحركة الإسلامية بعد الانفصال وبعد قررات أكتوبر التي أقصت زعيم الحركة الشيح حسن الترابي، وهي امتداد لمذكرة العشرة التي كانت بقصد تجريد أيدي الترابي من كل الأدوات التي كانت لديه وبالتحديد أدوات الحركة الإسلامية، القطاع الطلابي، الواجهات الأمنية الشعبية، استثمار الحركة الإسلامية واتصالاتها العالمية والداخلية، وقد نجحوا في ذلك كثيرا.

    { ولكن الحركة الإسلامية الآن موجودة بمسماها القديم؟

    _ نعم بعد ذلك تداعوا وأسسوا حركة إسلامية أمينها العام الأستاذ علي عثمان محمد طه، وهي محاولة تجريد وقد نجحت بمستوى كبير جدا، وحقيقة الحركة الإسلامية تم وأدها بإدخال القيادات التي كانت تريدها القيادة، وبالتالي كل الأمانات وكل المجموعات كانت معظمها من المجموعات الخلافية التي قادت وشقت الحركة الإسلامية وشقت المؤتمر الوطني وعزلت الآخرين، وهو تغييب ممنهج ومنظم قادته هذه المجموعة حتى لا تعود الحركة الإسلامية جسما معبرا يمكن أن يواجه هذه المجموعات داخل الحركة نفسها وفي المؤتمر الوطني.

    { لماذا صمت شيوخ الحركة الإسلامية ورموزها طيلة تلك السنوات والآن بدأت أصواتهم ترتفع من جديد؟

    _ حتى الآن أنا لا أرى حديثا ذا ثمرة من قيادات الحركة الإسلامية وإنما هناك تحرك من شباب الحركة، وهو مجرد حراك وجداني وأشواق بسبب تكلس القيادات التي تقود الدولة وتقود المؤتمر الوطني والتغييب الممنهج للحركة الإسلامية، والتغييب الممنهج لمعظم قيادات الحركة ووضح ذلك في أن كل القيادات المؤثرة التي تقود الحركة الإسلامية هي التي تقود المؤتمر الوطني، هي التي قادت الانشقاق وهي التي قادت الانفصال في الجنوب وهي التي عزلت الناس واحتكرت القيادة.

    { هل اطلعت على المذكرات الأخيرة وما رأيك فيها؟

    _ هذه المذكرات أنا شخصيا ملم بمعظم تفاصيلها وأعرف من صنعوها بالاسم، أنا لم أجتمع بهم ولم أوقع عليها، ولكنني كنت من الذين – لو تذكروا – قادوا مبادرة تجديد القيادات عندما حصلت المفاصلة وحصلت قرارات الرابع من رمضان، قدت المبادرة حتى نهايتها.

    { ما الذي حوته تلك المبادرة؟

    _ طالبت في ذلك الوقت بأن يغادر كل الذين قادوا الخلاف من المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي الساحة السياسية وساحة القيادة، وهم في ذلك الوقت لم يرتاحوا لكلامي، وجمعوا لي عددا من الأشخاص منهم الراحل مجذوب الخليفة والطيب إبراهيم والفاتح عبدون والدكتور عبد الرحيم علي والحضري وفتحي خليل، وطلبوا مني أن أوقف مبادرة تجديد القيادات التي نادينا فيها بصراحة أن تغادر كل رؤوس الخلاف الساحة ونجمع الحركة الإسلامية.

    { يبتعدوا من التنظيم أم من الدولة، كيف ذلك وهم قادة الحركة الإسلامية نفسها؟

    _ أنا عندما قدت مبادرة تجديد القيادات طالبتهم بأن يبتعدوا من قيادة المؤتمر الوطني، في ذلك الوقت الحركة الإسلامية بشكلها الحالي لم تؤسس، أميرها كان هو الشيخ حسن عبد الله الترابي، ولكن طالبت كل الذين قادوا الخلاف بأن يتراجعوا خطوات للخلف، ولكنهم قاوموا بشدة وظلوا في القيادة، وبعد ذلك كونوا الحركة الإسلامية من ذات القيادات التي قدمت مذكرة العشرة، واستولوا نهائيا على الحركة الإسلامية وألجموها وجعلوها ضعيفة جدا والآن لا نسمع لها أي أثر في السياسة ولا في الحياة العامة وإنما هي جسم تم إحكام اللجام عليه من قيادات الدولة ومن قيادات المؤتمر الوطني النافذة.

    { ما القصد من تغييب الحركة الإسلامية يا دكتور؟

    _ تغييب الحركة الإسلامية قصد به الانفراد المطلق بالسلطة.

    { هل أنت على اتصال بالشباب الذين صنعوا المذكرات الأخيرة؟

    _ نعم وإن كنت أعني عددا قليلا منهم قد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

    { حسنا.. لماذا أخفوا أسماءهم؟

    _ يكفي أنهم يتعرضون للتهديد الآن والمحاسبة، أنا لا أشعر بأنه توجد حرية ولا توجد شورى وديمقراطية لا في الحركة الإسلامية ولا في المؤتمر الوطني وإنما توجد مجموعات الآن تقود الحركة والحزب وتنفرد بالقيادة، هم الذين يقودون لأكثر من عشرين عاما لم يتغيروا، يتجهون من وزارة إلى وزارة ومن موقع إلى موقع، ومن قيادة إلى قيادة داخل المؤتمر الوطني وداخل الجهاز التنفيذي وداخل الحركة، هم لم يتغيروا أبدا ولا يقبلون بالتغيير ولا يقبلون بالتجديد، والآن هناك محاولات منهم لاحتواء هذا التململ والخروج ولكنها لن تكون المذكرة الأخيرة ولا الغضبة الأخيرة، أؤكد لك تماما أن معظم شباب الحركة الإسلامية وقياداتها الحقيقية والأصيلة هي تحمل ذات المفاهيم وأكثر من ذلك، عندما ينفجرون وعندما يعبرون لن تجد هذه القيادات المتمكنة في الساحة، سوف يخرجون عليها وسوف يخرجون على المؤتمر الوطني.

    { المؤتمر الوطني قال إنه لا يقبل أية وصاية مما يسمى بالحركة الإسلامية، دعني أسألك هنا المشروعية لمن؟

    _ المشروعية للحكام، المشروعية للذين احتكروا قيادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي السياسي للدولة وهي مجموعة واحدة، وإذا الحركة الإسلامية أصبحت تنظيما حقيقيا فاعلا لكانت الآن في السجون.

    { هناك حديث عن أن دولة قطر بدأت اتصالات ببعض الشخصيات لإحياء الحركة الإسلامية بفعاليتها من جديد وبقيادة الدكتور الترابي ما صحة هذا الحديث؟

    _ هذه مجرد شائعات ولكننا كلنا ندرك دور قطر الآن في الساحة العربية وأمركة الأنظمة العربية وإقصاء الواجهات الثورية التي تقود التغيير، نعم هذه ثورات ومعها تجد الكثير من المؤامرات لأمركة القيادات الموجودة للسيطرة على الثورات وإن هي خرجت عن الخط يحركون مجموعات بعينها لإضعافها كما يحدث في تونس ومصر وليبيا.

    { هناك زعم بأن الثورة في السودان لن تحدث لأن القصد من وراء هذه الثورات غير الشعارات المرفوعة تمكين الإسلاميين في الحكم، والإسلاميون يحكمون في السودان؟

    _ ربما كان في هذا قدر من المعقولية، ولكن لا يمكن أن نطلق هذا الحديث على عواهنه بشكل مطلق ونثق فيه.

    { مذكرة العشرة أطاحت بالدكتور الترابي فبمن ستطيح المذكرات التصحيحية الأخيرة؟

    _ هذه المذكرات الأخيرة ضعيفة جدا ولن تطيح بأي شخص، ربما تطيح بأصحابها أنفسهم، والآن الدولة عبر أجهزتها على درجة عالية جدا من الاستطاعة بأن تكمم وتحجم كل الأفواه التي تتحدث، لكن عندما تقوم الثورة الحقيقية سينتهي كل شيء، وسيعود الأمر للشباب.

    { هؤلاء الشباب والشيوخ الذين وقفوا خلف المذكرة هناك من يتحدث عن إحباطاتهم الخاصة لأن قطار التوزير والتنصيب تجاوزهم بماذا تعلق؟

    _ القضية ليست قضية أن يجدوا مناصب، بالرغم من أن قيادات الحركة الإسلامية يحتكرون كل المناصب ولا يقبلون أن يختلف معهم شخص في الرأي وإلا أقصوه، هذه هي الكارثة والأكبر من ذلك الحديث عن الفساد الذي كثر ولا نجد من يحرك هذا الملف، والآن قضية واحدة تدوخ الناس، أنا في تقديري قضية الأقطان لا تساوي شيئا في قضايا الفساد الموجود الآن في الدولة ووسط قياداتها.

    { شيخ صادق في حوار أجريته معه قبل أيام قال إنه عايش كل الحكومات ولكن الفساد الذي وجده في هذه الحكومة لا مثيل له، فهل هو على حق؟

    _ صادق عبد الله عبد الماجد كان ممثلا في هذه الحكومة، والفساد حقيقة نحن ما محتاجين ننظر إلى تقارير المراجع العام، الفساد الذي يتحدث عنه أهل السودان خارج هذه الأطر.

    { ولكن لا توجد بينات ووثائق؟

    _ توجد بينات كثيرة جدا جدا، ولكن هل توجد سلطة تتجه إلى اجتثاث الفساد والسلطات التي وجهوها لمصلحتهم، الناس يتحدثون عن بناتنا وعن أصهارنا ويتحدثون عن إخواننا الذين يقودون الشركات الضخمة والاستثمارات، ولكن يجب أن يفتح هذا الموضوع كاملا حتى لا يكون الضحية دكتور عابدين ومحيي الدين، هذا الموضوع يشمل كثيرين جدا والجهات المختصة في السودان لديها كل المعلومات، ولكن هل يوجد من يجرؤ ويفتح تلك الملفات؟ حدثونا عن أبناء بعض المسؤولين الذين يقودون الشركات الكبيرة، حدثونا عن الذين يقودون الاستثمارات الكبيرة جدا، في الإمارات وفي ماليزيا وفي مشتريات الدولة، هل هذه الشركات يديرها أبناء القيادات من الحركة الإسلامية ومن المؤتمر الوطني ومن قيادات الدولة أم لا؟ فليحدثوننا كيف دخلوا إلى السلطة هل كانوا يملكون شيئا؟ وماذا يملكون الآن هم ونساؤهم وأصهارهم وأبناؤهم، هذا هو السؤال، الشعب السوداني يتحدث عنا كثيرا، الفساد لا يمكن أن تكافحه مؤسسة تابعة للدولة لأنها إذا تحركت أطيح بها.

    { إذن ما الحل دكتور الجميعابي؟

    _ الأمر بيد السيد الرئيس، وأنا لا زلت أكن للرئيس قدرا من الاحترام وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يفتح هذه الملفات وأن يمكن للجان مستقلة تماما أن تتحرك في طريق اجتثاث الفساد الموجود وليس النائب العام، النائب العام ربما كان جسما مساعدا، ولكن معلومات الفساد موجودة لدى الأجهزة الرسمية وما على الرئيس إلا أن يطلب منها أن تأتي بالمعلومات المتاحة لديهم.

    { طيب إذا كان الواقع بهذا السوء لم لم تتحركوا؟

    _ نحن لسنا بقيادات، أنا شخصيا لا أوجد في أي شكل من أشكال الدولة والحزب وكل القيادات التاريخية الآن أبعدت تماما ومقصود هذا الإبعاد، ولأكثر من عشر سنوات نحن خارج الجهاز التنفيذي وغير مرغوب فينا، ولا نريد أن نقود الفتنة، فإذا انطلقنا ونزلنا للشارع والرأي العام ربما نقود انشقاقا جديدا وربما نقود فتنة جديدة وهذا شيء لا نتشرف به، نأمل أن يكون التغيير تغييرا هادئا حتى لا نطيح بالدولة وحتى لا نطيح بالقيم وحتى لا نطيح بسمعة الحركة الإسلامية.

    { كيف تتوقع مخرجات المؤتمر العام للحركة الإسلامية المرتقب في غضون شهور؟

    _ إذا كان هذا المؤتمر تحت هذه القيادة الموجودة فلا رجاء منه (والفي يده القلم ما بيكتب نفسه شقي) هذه النوعية من القيادات لا يمكن أن تفتح أبواب التغيير وأن تجتث الفساد وأن تحدث التغيير الذي ينتظره الناس وشباب الحركة الإسلامية وأهل السودان، أنا شخصيا غير متفائل وإنما هي محاولة لتجاوز هذه المرحلة (أنا أتحرك أنا أتنفس أنا موجود)، وحتى الأصوات الناقدة لا أثر لها، ولكن الذي أخاف منه أخي الكريم هو ثورة الجياع وثورة المهمشين وثورة البطالة، خريجو الجامعات والشوارع التي تعج بالعطالى عندما يتحركون وعندما تنضم إليهم المجموعات الناقمة ربما كان الأمر قبيحا لا يمكن أن نتصور مآلاته وكيف سينتهي.

    { ما الذي سيتغير حتى وإن خرجت الحركة الإسلامية وأمسكت بزمام المبادرة، نفس الشعارات (هي لله لا للسلطة ولا للجاه) (وفلترق كل الدماء) والإنقاذ كتجربة حية وشاهدة؟

    _ هذه ذهبت مع الريح أخي الكريم، انظر للجامعات الآن، التيار السلفي، ربما تجد شخصا واحدا مثل شيخ عبد الحي يوسف عضويته في جامعة الخرطوم أكثر من عضوية الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهما الآن لا يمثلان أي تيار فكري في الجامعات، يمثلان تيارا سلطويا يستطيع عبر آلياته وماله وإمكاناته أن يأتي بالاتحاد.

    { دون مقاطعة _ هناك أصوات تكفيرية ومجموعات متشددة بدأت تكفر السيد الصادق المهدي والدكتور الترابي هل هم على صلة بالواقع؟

    _ الآن الدولة فتحت لهذه المجموعات السلفية والسلفية المتشددة، وعلى نفسها جنت براقش وحقيقة (الذي يزرع الشوك لا يجني العنب) هم الذين حضنوهم وهم الذين مكنوهم وأدخلوهم إلى أجهزة الدولة، غدا سيكفرون بقية علماء السلطان أو الواجهات الرسمية، أما الحديث عن حسن الترابي وعن الصادق المهدي فهذا إسفاف، الصادق المهدي رجل مفكر ورجل عالم ومطلع وهو من خيرة قادة أهل السودان لأنه حكيم وقائد ومميز، أما الشيخ حسن عبد الله الترابي فهذا رجل آخر، هذا فلتة علمية ربنا سبحانه وتعالى أكرم بها أهل السودان، إما أن يحافظوا عليه وإما أن يدعوا أنصاف المتعلمين وبعض الجهلاء والكارهين والحاقدين أن تمتد ألسنتهم إليه، حسن الترابي كل الذين يتحدثون عنه أنا أدعوهم أن يناظروه في التلفزيون القومي في كل القضايا التي أثارها، لن يثبت منهم شخص، الترابي حتى ولوا اختلفنا معه سياسيا لا بد أن نحترم تماما علمه ومكانته، ولو كان الترابي في السلطة لما تطاول عليه أحد.

    { هل تتوقع أن يكون للدكتور الترابي دور في المرحلة القادمة؟

    _ لو ظلت الحكومة بآلياتها وبمنهجها لا أتوقع له دورا كبيرا، ربما سيكون له أثر لو كان الجو فيه قدر من الحريات، ولكنني الآن لا أتوقع للمؤتمر الشعبي دورا كبيرا في المعارضة ولا الحزبية الموجودة، لأن الدولة والحزب الحاكم يمتلكان معظم أدوات التغيير والحسم والردع.

    { إذن كيف الخروج من المأزق الراهن؟

    _ ربما يكون حديثي غير مقبول لكثير من الناس، الآن منهج التغيير ومنهج الإصلاح الشخص الوحيد المؤهل ليقود حركته هو السيد الرئيس عمر البشير، ياخ ما ممكن يحكمني وزير ومسؤول أكثر من عشرين سنة من وزارة إلى وزارة ومن إدارة إلى أخرى، لو الرئيس عايز يحصل على مزيد من التأييد فليستغن عن معظم هذه القيادات، والآن القضية ليست قضية خليفة للبشير القضية قضية منهج الحكم، هذه المجموعة التي تتحرك في كل مكان وفي كل زمان لن تتنازل. والشخص الوحيد الذي يستطيع أن يهزها هو السيد الرئيس، أخي الكريم نحن الذين فصلنا جنوب السودان وفي عهدنا حدثت أزمة دارفور، ونحن الذين اشتعلت الحروب في عهدنا ووصل الدولار إلى (5) جنيهات، نحن عايزين نقعد لمتين؟ الذين خلقوا الأزمات غير مؤهلين لتقديم الحلول، يجب أن يغادروا بالجملة، ساعتها سيلتف الشعب مرة أخرى حول الإنقاذ، يجب أن يغادروا حتى ولو قالوا إن (فلان) من أميز الناس، أميز الناس عشرين سنة ولم يحقق شيئا ولم يجعل له خليفة، فليغادر غير مأسوف عليه.

    --------------


    إستقالة من عضوية منبر السلام العادل
    الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2012 22:02
    Share5

    hussam eltegani [[email protected]]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    التاريخ : 13/2/2012م
    السيد/ رئيس منبر السلام العادل .
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى
    الموضوع/ إستقالة من عضوية منبر السلام العادل .

    انعدام المؤسسية في الكثير من الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية ، أضحى امراً لا يدعو للعجب والاستغراب ، وذلك لعدم إمتلاكها لآليات التصحيح وإنعدام الموضوعية في تطوير نهجها ، بسبب تركيبتها وطريقة نشأتها .. فلا تقبل النقد ، على الرغم من أن النقد فعل ايجابي بغرض التصحيح والتقويم السليم لاى تجربة . إلا أن كل القوى السياسية السودانية لا تتحمل النقد الهادف للتقويم ! وتخلط بقصد أو من دونه بينه وبين النقض ، الذي هو فعل سلبي يعمل على تقويض الجهود وهدم التجارب ..


    إننا نحتاج اليوم وليس غداً إلى تشجيع كل المجموعات السياسية ، لكي تتبنى النهج المؤسسي القائم على الحوار ، وممارسة قدر من الشورى والديمقراطية حتى تستطيع أن تنمو بطريقة سليمة معافاة من الأمراض التي أصيبت بها تنظيماتنا السياسية التاريخية طوال السنوات الماضية ، وليست تلك العمليات التجميلية التي لا تقترب من جوهر الشورى والديمقراطية ، فمازالت الشلليات وأصحاب الغرض والمصالح هم الذين يخططون ويسيطرون ويستخدمون الآخرين لإكمال المظهر الشكلي ، بدعوى ممارسة الشورى .. لذا فإن كل أحزابنا في كثير من الأحيان تلهث خلف الأحداث فلا تدركها .. لانعدام المؤسسية والقنوات التنظيمية الحقيقية التي كانت ستمكنها من القيام بواجباتها إن أتاحت الفرصة لذوي الكفاءة والمقدرة ! وليس الإنتهازيين ومحدودي القدرات .. كما أن نهجها القائم على إصدار الأوامر والفورمانات الأبوية ، وإدارة الأحزاب بطريقة ( التجار ) هي التي قادت البلاد إلى هذا الدرك السحيق .. مما ساعد على تفشي القبلية والعنصرية في مجتمعنا السوداني .. ويأمرنا ديننا الحنيف التحلي بروح التسامح والعفو ومكارم الأخلاق ، ومحاربة كل ما يفسد المجتمع مثل العنصرية والتي قال سيد البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها : " دعوها فإنها منتنة "


    لكي نضع أقدامنا على أول عتبات الإصلاح والتصحيح ، لابد من الاعتراف بالوضع الراهن الذي أصبح أمراً واقعاً لا يمكن إنكاره .. وترك عقلية الوصاية وادعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة .. إن تلك النظرة الانتقائية التي تحاول أن ترى جانباً واحد من المشهد الموجود بالساحة السياسية السودانية ، هي إحدى أوجه القصور الذي يصيب تفكير الكثير من النخب المثقفة والسياسية ، مما أفقدها بوصلة الاتجاه الصحيح . ويجعل كثير من استنتاجاتها وأفكارها تحمل قدراً كبيراً من التهويم ومغرقة في الأحلام ، التي لن يبرحوها إن لم يغيروا منهجهم التحليلي العقيم .. الذي أدى إلى تأجيج الكراهية والتباغض بين ابناء الوطن بدلاً عن الإصلاح بينهم .
    عندما نال السودان إستقلاله عام 1955م ، كان عدد سكانه 10.292 مليون نسمة ، وفي تعداد 1973م ، وصل إلى 14.113 مليون ، وأخيراً في تعداد عام 2008م ، كان عدد سكان السودان هو 39.154 مليون ، منهم 8.260 مليون جنوبي ذهبوا إلى دولتهم .


    أن عدد السكان الذين تقل أعمارهم عن 58 عاماً في سنة 2012م ، يمثلون نسبة 73.7% من عدد السكان الكلي ، أي هنالك 28.862 مليون ( ولدوا بعد 1955م ) . وعلى حسب التعداد السكاني لعام 1973م و2008م ، نجد أن 54.3% من السكان تقل أعمارهم عن 40 عاماً ويقدر عددهم بـ 25.041 مليون . عندما نحذف كل سكان دولة جنوب السودان ، نجد أن عدد سكان دولة شمال السودان يقدر عددهم بـ 30.894 مليون يمثل الذين تقل أعمارهم عن الـ 40 عاماً 16.781 مليون بنسبة 54.3% من عدد السكان الكلي . بإفتراض أن نسبة الوعي والتفاعل مع الشأن العام تكون عن سن 18 سنة . يمكننا أن ندرك بجلاء شديد أن أكثر من 73.7% من السكان ، تفتح وعيهم أثناء الفترة المايوية وماصاحبها من تقلب فكري وإيدلوجي ، من أقصى اليسار إلى أقصي اليمين ، ثم جاءت الفترة الديمقراطية الثالثة ، وما صاحبها من عبث وإستهتار وبحث عن مصالح حزبية وشخصية بلغ بها الوطن الحضيض الذي أفضى إلى الإنقاذ .. خلال كل هذه الفترات ، والتي تمثل كل منها تجسيداً لحالة الفشل المستمر ، في تقديم وبناء نموذج وطني صادق يمكن أن يستقطب هذا المجموع الكبير من أبناء الوطن .؟ ليعمل على بناء دولة مسلمة حديثة ينعم فيها الجميع بحياة كريمة ، يفخرون بالإنتماء إليها ..


    ولكن كانت جميع هذه الأنظمة الأبوية أو الإنقلابية تهدر كرامة الإنسان .. فقد حق قول الله تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ صدق الله العظيم الأحزاب : 72 . بل خلال كل هذه الفترات كانت مراحل فراغ وجدب فكري كامل ، خاصة بعد سقوط وتكشف الكثير من الدعاوى الفكرية ، المتبناة بواسطة اليمين أو اليسار وظهر فيها مقدار المفارقة بين الشعارات والأفكار ، ومخالفتها للواقع ، فلم تكن سوى وسائل وليست غايات ، وإستغلال المواطن ، سلم للوصول والتربع على قمة السلطة .. يتم بعدها تجاهل المبادئ والقيم التي شنفوا أذاننا بها ، ولكن يتم العودة إليها عندما تحدث الخطوب والملمات فينفض عنها الغبار لإعادة إستغلال العقل الجمعي .
    خلاصة القول أن هناك أكثر من 54.3% من أبناء دولة السودان الشمالي تقل أعمارهم عن الـ 40 عاماً تكشف لهم زيف التنظيمات السياسية وضحالة رؤيتها وسذاجة أفكارها ، لا فرق بينها سواء أن كانت يسارية أو يمينية أو تدعي الوسطية ، كل هذه الكيانات عاجزة عن تقديم أي شئ ، بل هي أعجز من أن تساعد نفسها وتجمع صفوفها أو أن تقنع أعضاءها بخطاب ، ناهيك عن إقناع هذا العدد الكبير من أبناء السودان ، الذين إكتشفوا أن هذه الأحزاب ليست أكثر من متردية ونطيحة وما أكل السبع ..



    هذه هي الأغلبية الصامتة التي تنتظر من يقودها ويجمع صوتها ، ويعبر عن ما بداخلها حقاً لا كذباً فيه أو نفاق .. ولكن يحاول الجميع التحدث باسمها وإستغلالها ..!؟
    يقول الله تعالى في محكم تنزيله ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) صدق الله العظيم ، آل عمران103 . إننا مأمورون بالإعتصام تحقيقاً لشرعه ونشراً لدينه وإتباعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإقامة العدل بين الناس ، نتبع في ذلك صراطاً مستقيماً لا عوج فيه ، نقدم المثال الحق للمسلم الصادق النقي التقي الذي يجسد عظمة هذا الدين ، الذي جاء كافة للعالمين ولم يستثن احدا . ومن هنا فإن تعاطي العمل السياسي هو وسيلة لتحقيق شرع الله في الأرض ، وليس هدفاً من أجل تحقيق مطامع دنيوية رخيصة ، من سلطة أو مال .. ولكن لسوء الطالع أن السياسة والساسة لدينا في هذه البلاد المنكبوبة بأحزابها ، تعتبر السياسة وسيلة للثراء السريع ، وتحقيق مطامع ذاتية لبعض الأفراد أو الجماعات .. فهذا هو الخسران المبين ( يوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) صدق الله العظيم ، الشعراء 88-89 .


    خلال السنة الماضية كنا نراقب حال المنبر ، نأمل أن ينصلح الحال ويعود الأمر لنصابه ، عندما رأينا البعض يؤسر المصالح الذاتية على المصلحة العامة ، تكشف لنا أن معظم من جاؤوا كانت قد تقطعت بهم السبل ، وضاقت بهم الظروف المعيشية ، وأغلقت في وجوههم أبواب السلطة وحزب المؤتمر الوطني ، تكالبوا على المنبر عسى ولعل أن يصيبوا شيئاً من متاع الدنيا الزائل ، ويحوزوا بعض الرضى ويتبدل عسرهم يسرا .. ولم يخب مسعاهم فتكالبوا على المال والمناصب ، كما الذئاب المسعورة .. لا نعيب عليهم ذلك !؟ إن كان ما يعملون عبره هو شركة خاصة ، أو مؤسسة لا تعمل للصالح العام ، ولا تريد أن تسوس أمر الناس في هذا الوطن .. لأبتعدنا وقلنا هذا شأن خاص .. ولكن أن نكون جزءاً من هذا البلقع الفكري .. فهذا لن يكون .. فقد إكتفى إنسان هذه البلاد من كل متسور للسلطة ، خاوي الوفاض إلا من بضاعة كاسدة يحاول أن يروجها ، عسى أن تحقق له أمنياته الخاصة من كسبٍ سريع وعاجل .. حتى يكمل منزلاً لم يستطع إكماله طوال سنين خدمته في الدولة ! أو يجمع أكبر قدر من الأموال ، وهناك أخرون تزينوا بالبدل وبالجلابيب ناصعة البياض حتى يكونوا معتمدين لمحلياتهم ، كأن المؤهل للحكم هو الملبس والشكل الخارجي ..


    لن نرفض احد أن كانت له برامج صالحة ، والقائمون عليها معافون من الأنانية المستحكمة ولؤم النفس والطباع .. ولكن عندما تتكرر نفس تلك النماذج القبيحة .. لن نقول هذا شأنهم .. فقد إكتفينا من الدهماء والغوغاء الذين يسعون لإدارة أمور الناس .. إبتعدنا عندما رأينا هذه النماذج تكافأ !! بدلاً عن محاسبتها عندما تكشفت الحقائق بالدليل القاطع .. ولكن خاب ظننا عندما رأينا قيادات الحزب تمارس الخداع والتضليل على المجموعات القبلية ، وتبذل وعوداً كاذبة بأن الحزب سوف يستجيب لطلباتهم بالتنمية والخدمات .. فلم ندر هل الحزب هو الدولة أم حزب الدولة ؟ فلم تتصدي لهذا العمل القبيح المضلل بل دعمته .. وهذه الأعمال لم تكن حادثةً عرضية ..!!؟ فقد كان مساعد الأمين العام ( الهارب ) يبذل الجهود ويضع الخطط لتشغيل الخريجين ، الذين جاءوا زرافات ووحدانا بسبب العطالة والامنيات التي وعدوا بها .. ولكن لم يحصدوا سوى السراب .. لماذا كل لحظة وحين يحاول كل منبت أن يتسلق جدار السلطة ليمارس الغطرسة والتسلط على المواطن المغلوب على أمره ..؟


    إن إدراك صعوبة التوحد بين الشمال والجنوب كان إستقراءً موضوعياً ، لإنعدام الروابط التي تجمع بين الشمال والجنوب من معظم النواحي : دينياً ، إثنياً ، ثقافياً ، لغوياً ، وإن كان إجتماعياً قد اخذ في النمو والإزدياد تدريجياً .. كما أن إنعدام وجود تاريخ مشترك جعل إمكانية الوحدة والتعايش السلمي بين مكونات شمال وجنوب السودان ليست ممكنه .. وهي العناصر التي يقوم عليها بناء الأمة الواحدة .. ولكن لم تكن في يوماً دوافعاً إنتقامية كما أرادها البعض أو صورها الآخرون .. بل كان سعياً لإيجاد قاعدة إنطلاق جديدة .. فقد إنهكت الحرب الجميع ، وأهدرت الكثير من الموارد البشرية والإقتصادية . فلذا كان السعى لفصل الجنوب عن الشمال هدف سعى له الكثيرون ، وعندما دعمنا المنبر لتحقيق ذلك لم يكن لدوافع ذاتية أو أغراض شخصية إنما حفاظاً على الهوية .. لأن أخطاء الساسة المستمرة منذ الإستقلال وإلى يومنا هذا ، هي التي أوصلت البلاد إلى مرحلة حرجة من التفكك الإجتماعي والأخلاقي ، وإستشراء النعرات القبلية والجهوية والظلم والفساد وغيرها من الأمراض التي تؤدي في مجملها إلى إنهيار الدول والأنظمة .. إن هذا المستنقع الزلق الذي تغرق فيه البلاد الآن ، لن تخرج منه بأقل الخسائر والأضرار ، إن لم يكن هناك من يتحلون بقيم الدين وروح المسؤولية ، والتجرد في إدارة الشأن العام الوطني ، ويسمون فوق الانا والمصالح الضيقة ..



    ظننا أن المنبر قد وعى الدروس المستفادة من التجارب السابقة .. وأنه يسعى حقاً لإحداث نقلة حقيقية ونوعية في ممارسة العمل السياسي ، ينهض بالبلاد ويقيها شر التفكك والإقتتال الأهلي الذي يحاصر المركز من معظم الإتجاهات .
    يقول ( جوڤاني ) في تعريفه لفعالية الاحزاب : يكون الحزب مؤثراً ( عندما يستطيع مهما صغر حجمه أن يشكل عامل ضغط على الأحزاب الأخرى لتغيير مواقفها ) .. فعندما نشأ المنبر كحركة إحتجاجية على التنازلات الكبيرة التي قدمتها الحكومة في نيفاشا .. وتبنى المنبر الدعوة والتبشير بالإنفصال لم يأت بجديد .. فقد كان ذلك نبض المواطن العادي الذي ساءه أن تهدر إمكاناته البشرية والإقتصادية في حروب عبثية لا طائل من وراءها .. فمنذ أحداث توريت 1955م ، كانت هناك الكثير من الأصوات معبرة عن هذا الإتجاه ، ويكفي مثالأً على ذلك الأمر الشاعر الهادي آدم والبروفسور عبد الله الطيب عليهما رحمة الله .. وحتى في الفترة الديمقراطية قبل مجئ إنقلاب ( الجبهة القومية الإسلامية ) تنادت أكثر من مائة شخصية إجتماعية وسياسية بفصل الشمال عن الجنوب .. كما أن هناك قطاع كبير من أبناء السودان الذين عايشوا الحركة الشعبية ، إبان فترة ( التجمع الوطني الديمقراطي ) فقد تكشف لهم بصورة جلية وأدركوا إستحالة التعايش والوحدة بين الشمال والجنوب ، وذلك لأن الظروف الموضوعية الداخلية والخارجية كانت قد إنضجت الإنفصال على نار هادئة ، بسبب ضيق آفاق الساسة ورؤاهم القاصرة ..


    كما كان هناك دور حاسم لتغليب خيار الإنفصال ، هو يأس مقاتلي الحركة الشعبية من الحرب وتفضيلهم لخيار الأنفصال ، وعبروا عنه في 26/10/1996م ، عندما زار قرنق المعسكرات بأريتريا . لذا فيما يخص الإنفصال لم يأت المنبر بجديد .. سوى إتباعه القول بالعمل لتحقيق قناعة إتفق الناس حولها أو رفضوها . وسعى لتوضيح أفضلية حدوث الإنفصال بدلاً عن الوحدة ، وإن شابها كثير من عدم الموضوعية وإعطاؤها الصبغة الشخصية .. ولكن على الرغم من ذلك كان منهجاً جديداً في السياسة السودانية .. أن يظهر من يتبع القول بالفعل .. ومن هذا المنطلق جذب المنبر إنتباه الكثير من الناس ، وإن لم يتأطروا فيه .. وذلك بسبب أسلوبه الجديد هذا .. ولكن بعد مضي الكثير من الوقت ، إكتشفنا ! أنه ليس هناك من جديد ، نفس العقليات الخربة ، التي تسعى لبلوغ غاياتها الذاتية ، وجدت في المنبر ضالتها ، فكان هناك متسع لكل الرذائل التي يجيدونها ، من مؤامرات وفتن وما يعف عن ذكرها اللسان من صفات لا تليق بمن يحترم نفسه ، ناهيك عن من ينصب نفسه منافحاً وتياراً لجمع صفوف المسلمين ، يدعى الحفاظ على الهوية الإسلامية ، وتغيير المجتمع لجعله مجتمعاً نقياً يتمثل بأخلاق الإسلام ! كأن السودانيون لم يكونوا مسلمين من قبل ! إن الأشخاص هم الذين يجسدون القيم والمبادئ السامية عندما يجعلونها هي مرشدهم وهاديهم - لذا عندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم قالت : " إن خلقه القرآن " -

    ومن عجب الامر أنهم لا يتمثلون بها ولا يمتلكونها " إنما الأمم الأخلاق ... " ، ورغماً عن ذلك ينصبون أنفسهم ( فراعنة ) عندما يفترضون بأنهم يمتلكون الحقيقة والمعرفة المطلقة ، أوصياء على الآخرين ، يقومون بتوزيع ( صكوك الغفران ) لمن يشاؤوا وتكفير من يشاؤون .. هنا يحدث خلل كبير في بناء المجتمع تستحيل معالجته .. أما إن كان النموذج الذي يسعى المنبر لتطبيقه هو نموذج الحركة الإسلامية الذي عايشناه خلال الإثنين وعشرين سنةً الماضية .. فقد إكتفينا منه تماماً .. فما أبعد النموذج المقدم عن كل ما يمتُ للإسلام بصلة ، بل لا يمتُ للقيم والأخلاق بأي علاقة .. فإعادة إنتاج هذا النموذج هو أمر مرفوض يجعل الفرد منا يتوقف ويسأل نفسه ، هل هذا الركام يستحق الوقوف إلى جانبه ؟ هل يستحق أن ينتمي الإنسان إليه ؟ هل يوجد ما يستحق أن يتلوث الإنسان من أجله ؟ والأجابة قطعاً لا .


    إننا اليوم مواجهون بالعديد من الأزمات والمشاكل التي يكفي أياً منها بجعل السودان ينزلق نحو الصوملة .. وهذا ليس بغريب على السياسة المتبعة لإدارة الوطن منذ الإستقلال ومن مختلف ( النخب ) .. ثم جاءت الإنقاذ وزادت الأمور تعقيداً على تعقيد .. حتى بلغ اليوم مرحلة ( الكتلة الحرجة ) ، فقد إستنت الإنقاذ معاييراً قبلية لتولي الشأن العام وتولية أعضاء الشلليات ، بعيداً عن الكفاءة والمعايير الموضوعية .. في ظل هذه الإرتدادة الكارثية ، تمزق النسيج الإجتماعي أكثر واكثر ، وكان الإستنصار بالقبيلة والجهويات له صوت مدوي وحاسم .. وفي وجود الخطاب المنادي بإزالة التهميش والظلم من المناطق الطرفية ، والسير ( بالثورة ) نحو المركز لأخذ الحقوق عنوةً وإقتداراً .. وجد رواجاً وسار به الركبان حتى من المتعلمين وذلك لشئ في نفس يعقوب .. وتجاهلوا عن عمدٍ وغرض بأن جميع السودان مهمش .. فما نحتاجه هو النظر بحجم السودان بغض النظر عن الإنتماء القبلي أو الجهوي .. وأن لا يغلب الجميع مصالحهم الخاصة ، بل الإنفتاح على جميع ابناء الوطن .. من أجل خير الجميع .. ولكن الحساسية العالية التي توليها الدولة نحو إستمرارها والبقاء على سدة الحكم ، جعلتها تستجيب لأي حركة إحتجاجية مسلحة ، تأخذ الحجة الجاهزة المنادية بإزالة الظلم والتهميش ، إلا وتنبري لها الحكومة لترسل الوفود التفاوضية . ونجاح عمليات الإبتزاز تلك شجع الكثيرين على إتباع ذلك السبيل ! فهو أقرب طريق يوصلهم إلى السلطة والثروة ..


    إن ضعف الحكومة ونظرتها القاصرة في معالجة المشاكل والأزمات عمقت النعرات القبلية والجهوية إلى درجة يستحيل رتقها .. إننا لا ننكر بأن جميع المناطق الطرفية ، تعاني الإهمال وتجاهل المركز طوال السنوات التي أعقبت الإستقلال ، وهذا لم يكن إستهدافاً موجهاً نحو فئة أو مجموعة بعينها ، بل كان سلوكاً عاماً عانت منه جميع مناطق السودان .. لكن سلوك الدولة عقب المفاصلة بين الإنقاذيين ، والعداء الشديد بينهم والصراع على المغانم والكراسي أفرز حملة قوية إستخدمت فيها الآدوات الأخلاقية وغير الأخلاقية !؟ مما جعل الخطاب الجهوي والقبلي هو الأمر السائد . وزاد من الضغائن والاحقاد ممارسات بعض قيادات الدولة وإستئثار القلة من الأشخاص المنتمين إلى مجموعات شمالية بالوظائف والدولة .. جعل جميع المنتمين إلى الشمال والوسط مستهدفين ، بإعتبارهم جميعاً قاموا بظلم الآخرين .. هذا الوضع الشاذ ! جعل وضع السودان الآن بالغ السوء والتعقيد ، لا يمكن أن تحله عمليات الترقيع و( الإستهبال ) ..



    إن الصراع المسلح وصل إلى درجة ستؤدي إلى تمزيق السودان بصورة لا شك فيها .. فالحزام الممتد من الغرب مروراً بجنوب دولة شمال السودان وصولاً إلى الشرق .. يبين بوضوح بأن الجميع سئموا من الإستغلال الذي يمارس عليهم .. وأن الجميع أصبحوا لا يخشون الحروب .. فكل قبيلة أو مجموعة لديها مسلحوها الذين يمكن أن تستنفرهم نحو المركز ، إن لم يكونوا قد توجهوا نحوه بالفعل ..
    وما يعقد الأمر أكثر هو الخطاب الضعيف والمعادي ، الذي قدمه المنبر نحو المجموعات الإثنية الأخرى ، التي تصارع النظام وسلوكياته .. وهذا لم يكن ليحدث أن كانت هناك مؤسسات حقيقية ، إستطاعت صياغة خطاب وبرنامج سياسي حقيقي وموضوعي .. لمعالجة هذا الواقع المؤلم والمزري .. ولكن ضعف الكادر الموجود وإنتهازيته ، وضحالته الفكرية وسذاجة دوافعهم ، ومحدودية رؤيته وقصورها ، أقعدت بالمنبر تماماً عن تجنيب السودان الأوسط الشمالي ، الوضع القاتم الذي تلوح إرهاصاته في المستقبل القريب .. إن هذه المجموعة المسيطرة بدلاً من جعل المنبر جزءاً أو رائداً للحل والذي يقي الوطن مزالق الإنهيار والحرب القبلية والأهلية .. إندفع بكل عنف ليكون مؤججاً للأزمة ومعمقاً لها .. إلى درجة جعلت الجميع يتعامل مع المنبر بأنه منبر عنصري .. يعبر عن إثنيات محددة !!؟
    بسبب تصرفات الحكومة والمنبر .. تحول أبناء الشمال والوسط إلى أعداء للجميع ، يسعون لإستهدافهم ( لجرم جره قلة من بنيهم ) .. وللأسف إن أضعف المجموعات الآن في السودان هي المجموعات التي تعيش في الوسط والشمال ، لتفكك روابطها القبلية لدرجة كبيرة .. فالقبيلة أصبحت مثل مظلة بمحطة مواصلات عامة يستظل بها الجميع .. لا تعبر عن روابط ومركزية قبلية كما نراه عند المجموعات الأخرى ، والتي مازالت تتمتع بسيطرة وحس قبلي طاغي ، يجعل كل أبنائها يهبون هبة رجل واحد عند الملمات .. كما أن لديها نظمها المقاتلة التي توفر لها الحماية ضد المجموعات الأخرى .. فهل هذا موجود بالشمال والوسط ؟ لذا القول بأن هذه المجموعة هي أضعف المجموعات السودانية ليس قول من باب الإفتراء .. فما كان أحوج الجميع إلى نظرة جديدة تستلهم الجميع ، تعلي المصلحة العامة ، تستوعب الآخر دون وصاية أو إستعلاء عليه ، أن ننشئ دولة القانون الذي يساوي بين الجميع ، فنتجنب الإقتتال والحروب الأهلية .
    قال الله تعالى : ( انَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) صدق الله العظيم ، النساء : 58 .



    كان يمكن للمنبر أن يكون بديلاً للجميع والخروج بالبلاد من وهدتها إن تحلى بروح المسئولية وتجاوز الرؤى الضيقة والأفكار الفطيرة .. وأتى برجال على قدر المهمة وليس بعض الأقزام .. كنا نظن بأن المنبر قد تخلص من آثار السنوات العجاف التي صاحبت مسيرة السودان منذ الإستقلال ، وإستطاع أن يخرج من التفكير المأزوم ، وسياسة ( عمال اليومية ) ، يعمل على تحليل الأحداث ومآلاتها .. وماهو متوقع حدوثه وكيفية تلافيه ، من أجل الخروج بالوطن وإنسانه إلى بر الأمان .. ولكن أهدرنا الوقت الثمين في معارك ( دون كيشوتيه ) ، إنصرفنا إلى الشتائم الموجهة إلى باقان وعرمان وغيرهم .. وظللنا ندور في تلك الحلقات الضيقة دون ملل .. وماذا إستفاد الوطن ؟ لا شئ ، بل خسر خسراناً مبينا .. وعندما تحقق الإنفصال .. مازلنا نعيش في أزمات متصلة .. لم يتحسبوا مطلقاً لتداعيات الإنفصال إقتصادياً ، إجتماعياً ، وسياسياً .. وذلك لضيق الأفق والإنصرافية ، والكم الكبير من الإنتهازيين والمطبلاتية .. فكان العجز هو العنوان الاوضح والفقر والجدب السياسي والفكري هو الأبرز .. لذا كان الحلم يإيجاد حلول تقي الشمال آثار الإنفصال هو ضرب من ضروب الخيال .. ففاقد الشئ لا يعطيه !!



    كيف بحزب لا يمتلك برنامج سياسي موحد أن يقدم شيئاً للوطن ولإنسانه البسيط ..؟! كنا نعاني في الجامعات وعلى مستوى الخطاب السياسي عبر الصحف والندوات ، من تناقض الأفكار والحديث ، فكل متحدث يعبر عن مكنونات نفسه ، وأفكاره الذاتية يقوم بقولبتها لتتناسب مع الشتائم والأحاديث المكررة والممجوجة ، لماذا حدث ذلك ؟ لعدم وجود برنامج تجتمع عضوية الحزب حوله سوى شتيمة عرمان ، وباقان والإثنين الأسود ..
    كما هو ديدن الإنتهازيين وأصحاب المصالح الضيقة ، فهم يجيدون إستغلال الفرص والظروف ، يدغدغون أحلام الكبار في الإكتساح والسيادة المطلقة ، وإعطائهم الكثير من الهالات والقدسية التي جُبِلوا على كيفية صناعتها ، يصنعون فرعوناً بكل حزب .. يمنون قيادة الحزب بأنهم يستطيعون إكتساح إنتخابات الجامعات ، وماذا حدث بعد ان صرفت الأموال دون حساب أو مراجعة ؟ على الرغم من ذلك عجز الحزب عن إكمال قائمته ليقدمها في إنتخابات جامعة الخرطوم !!؟ وبعد هذا يحدثونهم عن الفوز والإكتساح ..!؟ وياللعجب فهم يصدقون !!
    لكل ما تقدم وما سيأتي :
    1- عدم وجود برنامج سياسي واضح المعالم وخطة عمل يركن إليها .
    2- علو صوت الجهويات والقبليات بين العضوية .
    3- الشلليات والأجسام الغرضية .
    4- الصراعات من أجل الحصول على العائد المادي بمختلف الوسائل .
    5- إنعدام المؤسسية وإدارة الحزب من قبل قلة يمثلون مجلس إدارته .
    6- الإنزلاق إلى درجة قبيحة في إدارة الخلافات والمشاكل .
    7- الصراعات الشخصية وتصفيتها بصورة تخلو من القيم والاخلاق .
    8- إستجابة قيادة الحزب للإبتزاز والترهيب من قبل الشلليات المختلفة .
    9- الإستقطاب القبلي القائم على إدعاء إحداث تنمية بمناطق تلك المجموعات .
    10- إستقطاب أسوأ العناصر وأضعفها ، لإدارة شئون الحزب .
    11- سيطرة ( عقلية الموظف ) على عضوية الحزب في جميع المستويات .
    12- الميل والجنوح المستمر نحو الترضيات والتسويات في قضايا مبدئية وسلوكية لا يجوز التساهل والسكوت عنها .
    13- إستغلال المنبر بواسطة مجموعات لتحقيق أهدافها ومصالحها الشخصية .
    14- الدفع بالإنتهازيين وتوليتهم أمر الحزب .
    15- الإهتمام بقضايا إنصرافية ، والإسهام في تعقيد مشاكل الوطن وتأزيمها بدلاً عن السعي والمساعدة على حلها .
    نتقدم نحن الموقعون أدناه بإستقالتنا من عضوية حزب منبر السلام العادل .
    يقول الله تعالى في محكم تنزيله : ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم ، سورة الأنفال آيه 27 .

    مقدموا الإستقالة :

    المهندس/ حسام الدين ذوالنون
    المهندس تقني/ عمار بدر
    - عضو مجلس الشورى .
    - مقرر لجنة وضع تصور تأمين الحزب وأنشطته .
    - الأمين المكلف (السابق) لأمانة الرصد والمعلومات .
    - مقرر أمانة الإتصال التنظيمي وشئون العضوية ( سابقاً ) .
    - مقرر محلية الخرطوم ( سابقاً ) .
    - مقرر أمانة الشباب والطلاب بجامعة السودان .
                  

02-16-2012, 11:01 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    د. حيدر إبراهيم : السودان موعودٌ بصيفٍ ساخنٍ وليس ربيعًا.. الترابي ليس له موضع في الحاضر ولا المستقبل، وهو الآن في متحفٍ فكري
    - سِجل الإسلامويين بعد استيلائهم على السلطة : براءة اختراع بيوت الأشباح، الكذب والخداع كسياسة رسمية،تطبيع الفساد، إعداد السودانيين اللاجئين والمشردين ، أطفال المايقوما، بعض الكوارث هذه لاتساوئ شيئاً مقارنة باالإنحطاط الذي طال الحياة السودانية.

    ** السودان موعودٌ بصيفٍ ساخنٍ وليس ربيعًا
    ** الترابي ليس له موضع في الحاضر ولا المستقبل، وهو الآن في متحفٍ فكري
    ** موقف الإسلاميين من الحوار هو سيف السلطة في مقابل الفكرة
    ** المذكرات التصحيحية غير جادة وليست جماهيرية
    السودانيون بحاجة الى ملهم وقائد ليخرجوا بثورة جديدة

    ظلّ د. حيدر إبراهيم ومنذ عهدٍ ليس بالقريب متابعاً ومراقباً لصيقاً لحركة السياسة السودانية المتقلبة؛ لكنّ متابعته لمسيرة الحركة الإسلامية السودانية كانت أدق، للدرجة التي وصف البعض رصد د. حيدر للإسلاميين وحركتهم الإسلامية بـ (الترصُّد) لا (الرصد)، وبين العبارتين فروقٌ بعيدة وكثيرة. الآراء التي يقول بها حيدر على شدتها وحراراتها و(ناريتها)، في بعض الأحيان، لا يلقي لها بالاً؛ بل يقول بها؛ ولـ (يسهر الخلق جرّاها ويختصموا)... آخر كتبه (مراجعات الإسلاميين السودانيين.. كسب الدنيا وخسارة الدين)، منعته السلطات الأمنية من الدخول إلى البلاد بعد طباعته، ولمّا سألناه قال بأنّ الذي قامت به السلطات من مصادرة لكتابه هو (بيان عملي لموقف الإسلامويين من الفكر والحوار. سيف السلطة في مقابل الفكرة)... قلبنا معه بعض المحاور والقضايا، وكالعادة سيطر الإسلاميون على محاورنا مع د. حيدر... فإلى ما أفاد به..

    حوار: موسى حامد
    [email protected]

    * لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية من تسجيل وإدانة خطل الرؤية وإعوجاجها عند الترابي، ولنأخذ أمثلة (الأفندي، التجاني عبدالقادر، غازي صلاح الدين، المحبوب عبدالسلام). كل أولئك لم يدينوا الترابي وطريقته في التفكير في كل الكتابات التي كتبوها على اختلاف موقعهم في تنظيم (الحركة الإسلامية السودانية)...

    - سؤالك الأول يحرض بقوة على فتح حوار وليس سجال، فنحن نصرّ- قصدًا أو جهلاً أو نقصًا- على تحويل أي حوار إلى سجال عقيم أقرب إلى مباراة تنس طاولة بين صيني وسوداني أو سعودي. سؤالك: "لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية..." هذه فرصة لحوار شامل بدون أسماء يتساءل عن مشكلات وإشكإليات تفكير وتنظير منتسبي الحركة الإسلامية. ومن البداية لابد من توضيح أننا غالبًا ما نخلط بين الإشكإلية وهي نظرية لم تكتمل، وبين مشكلات واقعية تواجه النظرية عند التطبيق. ودعني أبدأ بإشكإليات في التنظير والتفكير، وإبراز خصائص هذا الفكر وصعوباته:.

    أولاً: يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري عمومًا بسبب استناده على المخزون المقدس في القرآن الكريم والحديث والذي يستنجد به دائمًا، عملاً بالآية:- "وما فرطنا في الكتاب من شيء". ورغم أن التراث ملئ بالدعوة للتفكير والتفكر ولكن الكسل أسهل وأقل كلفة وخطرًا مع وجود الكثير من المحرمات. ويتنازل الإسلاموي عن اللاجتهاد طواعية وخشية من المغامرة وتوابعها. وهؤلاء هم الذين يدعون إلى إيمان العجائز أي التسليم. وهذا الطريق يؤدي بالإسلامويين إلى الالتزام بحرفية النص مما يقربهم إلى احتمال السلفية والمحافظة، والخواء الفكرى.

    ثانيًا: اتسمت الحركة الإسلاموية السودانية بالتسيس الفائض والاهتمام بالجوانب التنظيمية على حساب الفكر والتنظير والذي يعتبر أحيانًا نوعًا من الانصرافية أو التقعر والتفلسف غير المحمود. وتعترف الحركة في مناسابات عديدة بأنها أهملت الفكر بسبب "مسوؤليات أخرى". وهذه السياسوية الزائدة أدت إلى اهتمامهم بالصحافة والإعلام باعتبارها سريعة التأثير ولها قدرة على التعبئة والحشد، دونما حاجة إلى التفكير والتأمل "ووجع الدماغ". وهذا أيضًا سبب إدخالهم للأسلوب الصحفي الهابط والذي نشرته صحفهم خلال فترة الديمقراطية86 -1989. وكانت صحفهم خير ناقل لثقافة الهجاء والسب، وسوء الأدب مع الكبير والصغير. وقد انعكس هذا النمط حتى على كتابات المحترمين منهم حين يحاولون الكتابة الرصينة. فقد مالت كتاباتهم إلى الشعاراتية والتعميم والثرثرة.

    ثالثًا: الكتاب الذين ذكرتهم في السؤال لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة. لذلك، يصبح المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا. وهذا جدل سياسي بامتياز ولا يعدم بعض الخبث. إذ يريد أصحابه القول بصحة الفكرة ولكن أخطأ البعض في التطبيق، وهناك إسلامويون لو حكموا لن يقعوا في هذه الأخطاء.

    رابعًا: وهذه ظاهرة عامة في الفكر السوداني، هناك كلام كثير، وعبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة. المفكر في الأصل هو منتج وصانع الأفكار والمفاهيم باعتبارها مادة لإنتاج النظريات والأفكار الكبرى. وليس بالضرورة أن يحمل كل كلام مهما كان منمقًا وجذابًا، الأفكار المبتكرة.

    * لماذا يُلمح من خلال رصدك لتحولات الحركة الإسلامية السودانية (الترصُّد) وليس (الرصد)؟ يقول بعض الإسلاميين عنك ذلك..

    - مشكلة المفكر أو الإنسان السوداني في هذا المجال، لا ينقد ذاته ولايقبل النقد. وفي إشارة طريفة ذكرها د.عزالدين الأمين، فقد كتب البعض في ثلاثينيات القرن الماضي، يطالبون بعدم ممارسة النقد على الكتابات المنشورة؛ لأن ذلك قد يتسبب في إحجام الكتاب عن النشر العام! ويذخر القاموس السوداني بترسانة ضخمة من الاتهامات لمن "تسول" له نفسه أن يمارس االنقد. فهو"مغرض" أو "مترصد" أو "يستهدف" أو "إذا أتاكم فاسق بنبأ...." أو "إذا أتتك مذمتي من ناقص..." أو "الجمل ماشي و......." وهكذا. السؤال عندي، سواء أكانت الوسيلة هي الرصد أو الترصد هل ما توصل إليه الكاتب صحيحًا أم مجرد تحامل وافتراء؟ هذا هو معيار النقاش والحوار. أنا لم أتوقف ولن أتوقف عن نقد الإسلامويين لأن خلافي معهم فكريًا وليس سياسيًا فقط. كثير من السياسيين انتقدوا الإسلامويين لحد المبالغة ثم شاركوهم في فتات السلطة. كان سارتر كمفكر يقول: "بيني وبين البورجوازية خلاف لا ينتهي إلا بموتي أو موتها."

    * النقد والمراجعة عند الإسلاميين أكثر بكثير من غيرهم من أهل إليسار وبقية الأحزاب التقليدية الطائفية، هذا يُحسب للحركة الإسلامية لا ضدها. هذا دليل عافية فكرية.

    - المسألة ليست كمية أي أقل وأكثر، بل كيفي. ماهي نتائج هذه النقد والمراجعة عند الإسلاميين وتأثيرها على تجديد الفكر الإسلامي أو على سياسات دولتهم؟ مسؤولية الإسلامويين دائمًا أكبر بسبب اختطافهم أو انتسابهم إلى المقدس: الله أو الدين. لذلك، الأخطاء أبعد أثرًا وأخطر. والمقارنة مع الآخرين ظالمة. كما أنها تقدم نفسها كحزب عقائدي أو حزب مثقفين أو متعلمين بدليل اكتساح دوائر الخريجين. الإسهامات الفكرية الإسلامية في النقد والمراجعة والتأليف ليست كثيرة كما تقول، وكان الجميع يهز بعصا الشيخ حسن. أين مؤلفات عبدالرحيم حمدي في الاقتصاد أو جعفر شيخ إدريس في الفلسفة الإسلامية، أو حافظ الشيخ وفتحي خليل في القانون، أو نافع علي نافع في الزراعة، أو أحمد عبدالرحمن في الفدرالية، وأين كتب يس عمر الإمام وهو يكاد يكون – مع محجوب محمد صالح- أقدم صحفي سوداني؟ هذه فرضية غير دقيقة.

    * من أين تنبع هذه المراجعات عندك؟ وماهي أهميتها؟ واضعون في الاعتبار ولعك بالكتابة والتتبع للحركة الإسلامية السودانية أكثر من غيرك، وأصدرت في ذلك أكثر من كتاب، هذا بالطبع بجانب العديد من المقالات، لماذا؟

    - الولع بالكتابة والقراءة وهذه صناعتي، كما يقول الشاعر الفيتوري: صناعتي الكلام، سيفي قلمي. يضاف إلى ذلك التكوين الأكاديمي فقد درست في جامعة أسست ما يسمي المدرسة النقدية أو مدرسة فرانكفورت الاجتماعية القائمة على الشك والتساؤل وهدم المؤسس، ورفض قبول كل السلط أو السلطات قبل نقدها تمامًا. كما أن الفترة من منتصف سبعينيات القرن الماضي هي حقبة انتشار –ولا أقول صعود- الحركات الإسلامية، فهي انتشرت أفقيًا دون أن تتعمق- رأسيًا- لتقدم فكرًا معاصرًا للقرن الحادي والعشرين.

    * أنت من القائلين باستحالة بعث أو تجديد الحركة الإسلامية السودنية مرة ثانية، أنت بهذا تقول بأقوال فيها من كشف الغيب والاطلاع عليه.. قولك هذا من الممكن أنْ ترجّه أو تُحرّكه التململات والمذكرات التصحيحية والمراجعات في الحركة الإسلامية منذ فترةٍ، وآخرها منتصف الشهر الفائت..

    - هل تعتبر استشراف المستقبل كشفًا للغيب؟ لا يوجد في العلوم الاجتماعية رجمًا أو كشفًا للغيب بل توقعات، احتمالات، سيناريوهات أو مشاهد مستقبلية. وفي حالة الحركة الإسلامية السودانية، ينطبق عليها قول الفيلسوف الإغريقي: "إنك لا تنزل النهر الواحد مرتين". كما أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مأساة. فهل تستطيع أن تنتج زعيمًا مثل الترابي رغم كل التحفظات على أساليبه؟ وهل تستطيع بعد تجربة حكمها الكارثي هذه أن تجند الشباب والطلاب كما كانت تفعل؟ هل ستستطيع جمع المال وإنشاء البنوك الإسلامية كما حدث في الماضي؟ أما التململات والمذكرات التصحيحية فهي غير جادة وليست جماهيرية والدليل أنها بلا نسب أي توقيعات ومتبنين لها. والأهم من ذلك أن مضمون أغلبها أكثر رجعية وتزمتًا من الوضع القائم.

    * لماذا لم تنتقل نسائم أو أعاصير الربيع العربي إلى السودان، على الرغم من أنّ كل عوامل هذا الربيع موجودةٌ وعلى توفُّرٍ في السودان؟ لماذا تأخر هذا الربيع؟ وهل من الأساس سيكون ربيعاً عربياً سوداني في تقديرك؟

    - كان يقال ليس الظلم وحده سببًا في قيام الثورات ولكن الشعور أو الوعي بهذا الظلم، وأضيف تنظيم وتوحيد الشاعرين بالظلم. هناك ظروف سيئة في السودان لا تقل عن تلك التي تسببت في قيام الربيع العربي. ولكن يفتقد الساخطون السودانيون القيادة الملهمة والجادة والنشطة، فوجد السودانيون أنفسهم مثل اليتيم في مأدبة اللئيم. أما المجتمع المدني فقد أضحت كثير من تنظيماته مثل الجمعيات الخيرية وكوادرها مشغولة بالتمويل والتسابق إلى مؤتمرات وندوات لا يحملون لها البحوث والأوراق الفكرية. وفوق ذلك الدور الاستثنائي للمؤسسة الأمنية (الأمنوقراطية) في القمع والملاحقة. السودان موعود بصيف ساخن وليس ربيعًا، لأن التغيير لن يكون سلميًا بسبب إغلاق منافذ التعبير والمعارضة السلمية.

    * كثيرون وأنت منهم لا يرون في الأجيال الحالية (غير بقايا حركةٍ وركام من البشر) لا أكثر، وأنّ المجتمع ليس سوى مجتمعٌ استهلاكي والكثير من الغنايين والغنايات، باختصار لا يمكن أن يحقق جيل بهذا التوصيفة أي تغيير. ألا ترى في هذه الأقوال تجني على الجيل الحالي؟ وألا ترى نظرتك حكم لهذا الجيل باستلافٍ لمفاهيم جيلكم السابق؟ ألا تراها جناية في حق هذا الجيل؟

    - لم أقل مطلقًا مثل هذه الأحكام خاصة وأنني أؤمن مع ناظم حكمت: "أجمل أيامنا لم يأت بعد، وأجمل أطفالنا لم يولد بعد". ولست سلفيًا لكي أقول بأن هذا الجيل لن يصلح إلا إذا اتبع خطوات جيلنا. ولكن أوضاع هذا الجيل ينطبق عليه: "القاه مكتوفًا في اليم وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء." هذا الجيل لم يسلح بتعليم جيد ولا عاش ثقافة جادة وممتعة. وقد شهد هذا الجيل انقلاب سلم القيم، ولم يعد العلم والإنجاز هو سبب الارتقاء اجتماعيًا، بل الثراء السريع والفهلوة. ولكن ما يحدث من احتجاجات الآن يقودها الشباب رغم كل المستحيلات.

    * الآراء التي تُخوّف من قيام ثورةٍ وتغيير في السودان تقول باستحالة قيام (دولةٍ) بعد انهيار أو دحر النظام الحالي، والسبب في ذلك هو امتزاج الحزب والدولة في جسم واحد وبالتالي استحالة الفض والفرز بينهما، بمعنى آخر في حالة ذهاب النظام الحالي بأي كيفية فالبديل هو الفوضى.

    - هل هناك فوضى أكثر مما نعيشه حاليًا؟ القتال في عدد من الجبهات، الأوضاع السريالية في دارفور، تدهور المعيشة، وانهيار الاقتصاد وهبوط الجنية السوداني، الفساد والالتفاف حوله، الخدمات الصحية التي تفتقد أسطوانات الأوكسجين في المستشفيات، إجلاس التلاميذ...إلخ. نحن نعيش أعلى مراحل الفوضى.

    * بعد كل هذه الكتابة المُرّة والحارقة عن حركة الإسلام السياسي ورموزه في السودان، لو سئل د. حيدر إبراهيم عن حسنات الإسلاميين السودانيين فبماذا يُجيبْ، أنت قطعت بجملةٍ واحدةٍ بأنّهم كسبوا الدنيا وخسروا الدين، فهل ليس هناك إشراقات أو حسنات البتة؟

    - سِجل الإسلامويين بعد استيلائهم على السلطة، يقول بكل الآتي: (براءة اختراع بيوت الأشباح)، (الكذب والخداع كسياسة رسمية فقد كانت البداية: ذهاب البشير إلى القصر والترابي إلى السجن)، (تطبيع الفساد، أي أن يكون عاديًا وطبيعيًا في المجتمع)، (إعداد السودانيين اللاجئين والمشردين في العالم)، (أطفال المايقوما)... هذه بعض الكوارث، وهي تساوي كباري وطرق ومصافي العالم كله أي لا تساوي هذه شيئًا مقارنة بالانحطاط الذي طال الحياة السودانية.

    * ماهو الأثر الذي أحدثه خروج أو إخراج الترابي من دوائر التفكير والتنظير للحركة الإسلامية السودانية في تقديرك؟ وإلى أي مدى استقرّت الحركة أو تزلزلت بعده؟

    - يمثل الشيخ حسن الترابي فترة تاريخية انتهت وليس له موضع في الحاضر والمستقبل. والحنين إلى الماضي (نوستالجيا) فقط هو ما يبقي شبح الترابي على المسرح. انتهى دور الترابي المفكر حينما سلم أمره للجيش فانحاز إلى القوة وفضل العضل على العقل. قضى عشر سنوات (1989-1999) يمارس أعمالاً ويقوم بأمور من مهام وكيل وزارة يفصل ويعين وينقل ويرقي ويطهر. صارت أقصى درجات الفكر عنده مشاغبة المشائخ بالفتاوى المستفزة. هو الآن في متحف فكري، جزء من العاديات.

    * أخيراً، لماذا في رأيك لم يُسمح لكتابكم (مراجعات الإسلاميين السودانيين) بالدخول إلى السودان بعد طباعته بالقاهرة؟

    - هذا السؤال بيان عملي لموقف الإسلامويين من الفكر والحوار. سيف السلطة في مقابل الفكرة.

    (نقلاً عن التيار
    15/2/20120
                  

02-16-2012, 11:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    د. حيدر إبراهيم : السودان موعودٌ بصيفٍ ساخنٍ وليس ربيعًا.. الترابي ليس له موضع في الحاضر ولا المستقبل، وهو الآن في متحفٍ فكري
    - سِجل الإسلامويين بعد استيلائهم على السلطة : براءة اختراع بيوت الأشباح، الكذب والخداع كسياسة رسمية،تطبيع الفساد، إعداد السودانيين اللاجئين والمشردين ، أطفال المايقوما، بعض الكوارث هذه لاتساوئ شيئاً مقارنة باالإنحطاط الذي طال الحياة السودانية.

    ** السودان موعودٌ بصيفٍ ساخنٍ وليس ربيعًا
    ** الترابي ليس له موضع في الحاضر ولا المستقبل، وهو الآن في متحفٍ فكري
    ** موقف الإسلاميين من الحوار هو سيف السلطة في مقابل الفكرة
    ** المذكرات التصحيحية غير جادة وليست جماهيرية
    السودانيون بحاجة الى ملهم وقائد ليخرجوا بثورة جديدة

    ظلّ د. حيدر إبراهيم ومنذ عهدٍ ليس بالقريب متابعاً ومراقباً لصيقاً لحركة السياسة السودانية المتقلبة؛ لكنّ متابعته لمسيرة الحركة الإسلامية السودانية كانت أدق، للدرجة التي وصف البعض رصد د. حيدر للإسلاميين وحركتهم الإسلامية بـ (الترصُّد) لا (الرصد)، وبين العبارتين فروقٌ بعيدة وكثيرة. الآراء التي يقول بها حيدر على شدتها وحراراتها و(ناريتها)، في بعض الأحيان، لا يلقي لها بالاً؛ بل يقول بها؛ ولـ (يسهر الخلق جرّاها ويختصموا)... آخر كتبه (مراجعات الإسلاميين السودانيين.. كسب الدنيا وخسارة الدين)، منعته السلطات الأمنية من الدخول إلى البلاد بعد طباعته، ولمّا سألناه قال بأنّ الذي قامت به السلطات من مصادرة لكتابه هو (بيان عملي لموقف الإسلامويين من الفكر والحوار. سيف السلطة في مقابل الفكرة)... قلبنا معه بعض المحاور والقضايا، وكالعادة سيطر الإسلاميون على محاورنا مع د. حيدر... فإلى ما أفاد به..

    حوار: موسى حامد
    [email protected]

    * لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية من تسجيل وإدانة خطل الرؤية وإعوجاجها عند الترابي، ولنأخذ أمثلة (الأفندي، التجاني عبدالقادر، غازي صلاح الدين، المحبوب عبدالسلام). كل أولئك لم يدينوا الترابي وطريقته في التفكير في كل الكتابات التي كتبوها على اختلاف موقعهم في تنظيم (الحركة الإسلامية السودانية)...

    - سؤالك الأول يحرض بقوة على فتح حوار وليس سجال، فنحن نصرّ- قصدًا أو جهلاً أو نقصًا- على تحويل أي حوار إلى سجال عقيم أقرب إلى مباراة تنس طاولة بين صيني وسوداني أو سعودي. سؤالك: "لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية..." هذه فرصة لحوار شامل بدون أسماء يتساءل عن مشكلات وإشكإليات تفكير وتنظير منتسبي الحركة الإسلامية. ومن البداية لابد من توضيح أننا غالبًا ما نخلط بين الإشكإلية وهي نظرية لم تكتمل، وبين مشكلات واقعية تواجه النظرية عند التطبيق. ودعني أبدأ بإشكإليات في التنظير والتفكير، وإبراز خصائص هذا الفكر وصعوباته:.

    أولاً: يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري عمومًا بسبب استناده على المخزون المقدس في القرآن الكريم والحديث والذي يستنجد به دائمًا، عملاً بالآية:- "وما فرطنا في الكتاب من شيء". ورغم أن التراث ملئ بالدعوة للتفكير والتفكر ولكن الكسل أسهل وأقل كلفة وخطرًا مع وجود الكثير من المحرمات. ويتنازل الإسلاموي عن اللاجتهاد طواعية وخشية من المغامرة وتوابعها. وهؤلاء هم الذين يدعون إلى إيمان العجائز أي التسليم. وهذا الطريق يؤدي بالإسلامويين إلى الالتزام بحرفية النص مما يقربهم إلى احتمال السلفية والمحافظة، والخواء الفكرى.

    ثانيًا: اتسمت الحركة الإسلاموية السودانية بالتسيس الفائض والاهتمام بالجوانب التنظيمية على حساب الفكر والتنظير والذي يعتبر أحيانًا نوعًا من الانصرافية أو التقعر والتفلسف غير المحمود. وتعترف الحركة في مناسابات عديدة بأنها أهملت الفكر بسبب "مسوؤليات أخرى". وهذه السياسوية الزائدة أدت إلى اهتمامهم بالصحافة والإعلام باعتبارها سريعة التأثير ولها قدرة على التعبئة والحشد، دونما حاجة إلى التفكير والتأمل "ووجع الدماغ". وهذا أيضًا سبب إدخالهم للأسلوب الصحفي الهابط والذي نشرته صحفهم خلال فترة الديمقراطية86 -1989. وكانت صحفهم خير ناقل لثقافة الهجاء والسب، وسوء الأدب مع الكبير والصغير. وقد انعكس هذا النمط حتى على كتابات المحترمين منهم حين يحاولون الكتابة الرصينة. فقد مالت كتاباتهم إلى الشعاراتية والتعميم والثرثرة.

    ثالثًا: الكتاب الذين ذكرتهم في السؤال لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة. لذلك، يصبح المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا. وهذا جدل سياسي بامتياز ولا يعدم بعض الخبث. إذ يريد أصحابه القول بصحة الفكرة ولكن أخطأ البعض في التطبيق، وهناك إسلامويون لو حكموا لن يقعوا في هذه الأخطاء.

    رابعًا: وهذه ظاهرة عامة في الفكر السوداني، هناك كلام كثير، وعبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة. المفكر في الأصل هو منتج وصانع الأفكار والمفاهيم باعتبارها مادة لإنتاج النظريات والأفكار الكبرى. وليس بالضرورة أن يحمل كل كلام مهما كان منمقًا وجذابًا، الأفكار المبتكرة.

    * لماذا يُلمح من خلال رصدك لتحولات الحركة الإسلامية السودانية (الترصُّد) وليس (الرصد)؟ يقول بعض الإسلاميين عنك ذلك..

    - مشكلة المفكر أو الإنسان السوداني في هذا المجال، لا ينقد ذاته ولايقبل النقد. وفي إشارة طريفة ذكرها د.عزالدين الأمين، فقد كتب البعض في ثلاثينيات القرن الماضي، يطالبون بعدم ممارسة النقد على الكتابات المنشورة؛ لأن ذلك قد يتسبب في إحجام الكتاب عن النشر العام! ويذخر القاموس السوداني بترسانة ضخمة من الاتهامات لمن "تسول" له نفسه أن يمارس االنقد. فهو"مغرض" أو "مترصد" أو "يستهدف" أو "إذا أتاكم فاسق بنبأ...." أو "إذا أتتك مذمتي من ناقص..." أو "الجمل ماشي و......." وهكذا. السؤال عندي، سواء أكانت الوسيلة هي الرصد أو الترصد هل ما توصل إليه الكاتب صحيحًا أم مجرد تحامل وافتراء؟ هذا هو معيار النقاش والحوار. أنا لم أتوقف ولن أتوقف عن نقد الإسلامويين لأن خلافي معهم فكريًا وليس سياسيًا فقط. كثير من السياسيين انتقدوا الإسلامويين لحد المبالغة ثم شاركوهم في فتات السلطة. كان سارتر كمفكر يقول: "بيني وبين البورجوازية خلاف لا ينتهي إلا بموتي أو موتها."

    * النقد والمراجعة عند الإسلاميين أكثر بكثير من غيرهم من أهل إليسار وبقية الأحزاب التقليدية الطائفية، هذا يُحسب للحركة الإسلامية لا ضدها. هذا دليل عافية فكرية.

    - المسألة ليست كمية أي أقل وأكثر، بل كيفي. ماهي نتائج هذه النقد والمراجعة عند الإسلاميين وتأثيرها على تجديد الفكر الإسلامي أو على سياسات دولتهم؟ مسؤولية الإسلامويين دائمًا أكبر بسبب اختطافهم أو انتسابهم إلى المقدس: الله أو الدين. لذلك، الأخطاء أبعد أثرًا وأخطر. والمقارنة مع الآخرين ظالمة. كما أنها تقدم نفسها كحزب عقائدي أو حزب مثقفين أو متعلمين بدليل اكتساح دوائر الخريجين. الإسهامات الفكرية الإسلامية في النقد والمراجعة والتأليف ليست كثيرة كما تقول، وكان الجميع يهز بعصا الشيخ حسن. أين مؤلفات عبدالرحيم حمدي في الاقتصاد أو جعفر شيخ إدريس في الفلسفة الإسلامية، أو حافظ الشيخ وفتحي خليل في القانون، أو نافع علي نافع في الزراعة، أو أحمد عبدالرحمن في الفدرالية، وأين كتب يس عمر الإمام وهو يكاد يكون – مع محجوب محمد صالح- أقدم صحفي سوداني؟ هذه فرضية غير دقيقة.

    * من أين تنبع هذه المراجعات عندك؟ وماهي أهميتها؟ واضعون في الاعتبار ولعك بالكتابة والتتبع للحركة الإسلامية السودانية أكثر من غيرك، وأصدرت في ذلك أكثر من كتاب، هذا بالطبع بجانب العديد من المقالات، لماذا؟

    - الولع بالكتابة والقراءة وهذه صناعتي، كما يقول الشاعر الفيتوري: صناعتي الكلام، سيفي قلمي. يضاف إلى ذلك التكوين الأكاديمي فقد درست في جامعة أسست ما يسمي المدرسة النقدية أو مدرسة فرانكفورت الاجتماعية القائمة على الشك والتساؤل وهدم المؤسس، ورفض قبول كل السلط أو السلطات قبل نقدها تمامًا. كما أن الفترة من منتصف سبعينيات القرن الماضي هي حقبة انتشار –ولا أقول صعود- الحركات الإسلامية، فهي انتشرت أفقيًا دون أن تتعمق- رأسيًا- لتقدم فكرًا معاصرًا للقرن الحادي والعشرين.

    * أنت من القائلين باستحالة بعث أو تجديد الحركة الإسلامية السودنية مرة ثانية، أنت بهذا تقول بأقوال فيها من كشف الغيب والاطلاع عليه.. قولك هذا من الممكن أنْ ترجّه أو تُحرّكه التململات والمذكرات التصحيحية والمراجعات في الحركة الإسلامية منذ فترةٍ، وآخرها منتصف الشهر الفائت..

    - هل تعتبر استشراف المستقبل كشفًا للغيب؟ لا يوجد في العلوم الاجتماعية رجمًا أو كشفًا للغيب بل توقعات، احتمالات، سيناريوهات أو مشاهد مستقبلية. وفي حالة الحركة الإسلامية السودانية، ينطبق عليها قول الفيلسوف الإغريقي: "إنك لا تنزل النهر الواحد مرتين". كما أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مأساة. فهل تستطيع أن تنتج زعيمًا مثل الترابي رغم كل التحفظات على أساليبه؟ وهل تستطيع بعد تجربة حكمها الكارثي هذه أن تجند الشباب والطلاب كما كانت تفعل؟ هل ستستطيع جمع المال وإنشاء البنوك الإسلامية كما حدث في الماضي؟ أما التململات والمذكرات التصحيحية فهي غير جادة وليست جماهيرية والدليل أنها بلا نسب أي توقيعات ومتبنين لها. والأهم من ذلك أن مضمون أغلبها أكثر رجعية وتزمتًا من الوضع القائم.

    * لماذا لم تنتقل نسائم أو أعاصير الربيع العربي إلى السودان، على الرغم من أنّ كل عوامل هذا الربيع موجودةٌ وعلى توفُّرٍ في السودان؟ لماذا تأخر هذا الربيع؟ وهل من الأساس سيكون ربيعاً عربياً سوداني في تقديرك؟

    - كان يقال ليس الظلم وحده سببًا في قيام الثورات ولكن الشعور أو الوعي بهذا الظلم، وأضيف تنظيم وتوحيد الشاعرين بالظلم. هناك ظروف سيئة في السودان لا تقل عن تلك التي تسببت في قيام الربيع العربي. ولكن يفتقد الساخطون السودانيون القيادة الملهمة والجادة والنشطة، فوجد السودانيون أنفسهم مثل اليتيم في مأدبة اللئيم. أما المجتمع المدني فقد أضحت كثير من تنظيماته مثل الجمعيات الخيرية وكوادرها مشغولة بالتمويل والتسابق إلى مؤتمرات وندوات لا يحملون لها البحوث والأوراق الفكرية. وفوق ذلك الدور الاستثنائي للمؤسسة الأمنية (الأمنوقراطية) في القمع والملاحقة. السودان موعود بصيف ساخن وليس ربيعًا، لأن التغيير لن يكون سلميًا بسبب إغلاق منافذ التعبير والمعارضة السلمية.

    * كثيرون وأنت منهم لا يرون في الأجيال الحالية (غير بقايا حركةٍ وركام من البشر) لا أكثر، وأنّ المجتمع ليس سوى مجتمعٌ استهلاكي والكثير من الغنايين والغنايات، باختصار لا يمكن أن يحقق جيل بهذا التوصيفة أي تغيير. ألا ترى في هذه الأقوال تجني على الجيل الحالي؟ وألا ترى نظرتك حكم لهذا الجيل باستلافٍ لمفاهيم جيلكم السابق؟ ألا تراها جناية في حق هذا الجيل؟

    - لم أقل مطلقًا مثل هذه الأحكام خاصة وأنني أؤمن مع ناظم حكمت: "أجمل أيامنا لم يأت بعد، وأجمل أطفالنا لم يولد بعد". ولست سلفيًا لكي أقول بأن هذا الجيل لن يصلح إلا إذا اتبع خطوات جيلنا. ولكن أوضاع هذا الجيل ينطبق عليه: "القاه مكتوفًا في اليم وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء." هذا الجيل لم يسلح بتعليم جيد ولا عاش ثقافة جادة وممتعة. وقد شهد هذا الجيل انقلاب سلم القيم، ولم يعد العلم والإنجاز هو سبب الارتقاء اجتماعيًا، بل الثراء السريع والفهلوة. ولكن ما يحدث من احتجاجات الآن يقودها الشباب رغم كل المستحيلات.

    * الآراء التي تُخوّف من قيام ثورةٍ وتغيير في السودان تقول باستحالة قيام (دولةٍ) بعد انهيار أو دحر النظام الحالي، والسبب في ذلك هو امتزاج الحزب والدولة في جسم واحد وبالتالي استحالة الفض والفرز بينهما، بمعنى آخر في حالة ذهاب النظام الحالي بأي كيفية فالبديل هو الفوضى.

    - هل هناك فوضى أكثر مما نعيشه حاليًا؟ القتال في عدد من الجبهات، الأوضاع السريالية في دارفور، تدهور المعيشة، وانهيار الاقتصاد وهبوط الجنية السوداني، الفساد والالتفاف حوله، الخدمات الصحية التي تفتقد أسطوانات الأوكسجين في المستشفيات، إجلاس التلاميذ...إلخ. نحن نعيش أعلى مراحل الفوضى.

    * بعد كل هذه الكتابة المُرّة والحارقة عن حركة الإسلام السياسي ورموزه في السودان، لو سئل د. حيدر إبراهيم عن حسنات الإسلاميين السودانيين فبماذا يُجيبْ، أنت قطعت بجملةٍ واحدةٍ بأنّهم كسبوا الدنيا وخسروا الدين، فهل ليس هناك إشراقات أو حسنات البتة؟

    - سِجل الإسلامويين بعد استيلائهم على السلطة، يقول بكل الآتي: (براءة اختراع بيوت الأشباح)، (الكذب والخداع كسياسة رسمية فقد كانت البداية: ذهاب البشير إلى القصر والترابي إلى السجن)، (تطبيع الفساد، أي أن يكون عاديًا وطبيعيًا في المجتمع)، (إعداد السودانيين اللاجئين والمشردين في العالم)، (أطفال المايقوما)... هذه بعض الكوارث، وهي تساوي كباري وطرق ومصافي العالم كله أي لا تساوي هذه شيئًا مقارنة بالانحطاط الذي طال الحياة السودانية.

    * ماهو الأثر الذي أحدثه خروج أو إخراج الترابي من دوائر التفكير والتنظير للحركة الإسلامية السودانية في تقديرك؟ وإلى أي مدى استقرّت الحركة أو تزلزلت بعده؟

    - يمثل الشيخ حسن الترابي فترة تاريخية انتهت وليس له موضع في الحاضر والمستقبل. والحنين إلى الماضي (نوستالجيا) فقط هو ما يبقي شبح الترابي على المسرح. انتهى دور الترابي المفكر حينما سلم أمره للجيش فانحاز إلى القوة وفضل العضل على العقل. قضى عشر سنوات (1989-1999) يمارس أعمالاً ويقوم بأمور من مهام وكيل وزارة يفصل ويعين وينقل ويرقي ويطهر. صارت أقصى درجات الفكر عنده مشاغبة المشائخ بالفتاوى المستفزة. هو الآن في متحف فكري، جزء من العاديات.

    * أخيراً، لماذا في رأيك لم يُسمح لكتابكم (مراجعات الإسلاميين السودانيين) بالدخول إلى السودان بعد طباعته بالقاهرة؟

    - هذا السؤال بيان عملي لموقف الإسلامويين من الفكر والحوار. سيف السلطة في مقابل الفكرة.

    (نقلاً عن التيار
    15/2/20120
                  

02-17-2012, 10:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الزميل راشد عبد الرحيم رئيس تحرير صحيفة الرائد لسان حال حزب المؤتمر الوطنى زميل دراسة ويتصف باخلاق عالية ولا يعتدى على شخصيات الاخرين.. هكذا اعرفه منذ الدراسة وهذه الشهادة منى رغم اننا مختلفان سياسيا ولكن هناك من بشاركه فى الفكر والراى راى الا ان يكتب عنه بطريقة فيها تشفى شخصى بعد الصراع الاخير والذى بدا يوضح بين تيار السلام العادل ورئيسه الطيب مصطفى وهو تيار يسعى الى وراثة حزب المؤتمر الوطنى الكسيح وفى عمرة ذلك كان الزميل راشد واحدا من ضخايا هذا التيار الذى يشتم ويصرخ باعلى الاصوات مزاودا بالدين .فى صحيفتهم الانتباهة الغفلانة .اعتقادا منهم بان هذا الصراخ والشتم يسهل امر الوراثة ...بئس الوارث والموروث..
    اقرا



    راشد «عبد الخالق» عبد الرحيم «سي. سي» .
    الثلاثاء, 14 شباط/فبراير 2012 06:21

    الانتباهة

    سغد احمد سعد

    . قرأت بمزيد من التعاسة والحزن والأسى والأسف المقال البئيس الذي خطّه قلم الصحفي راشد عبدالرحيم رئيس تحرير الزميلة الرائد «الذي لا يكذب أهله» وهي ناطقة باسم المؤتمر الوطني.. ولا أدري إن كان الإخوة د. نافع ود. غندور ود. كمال عبيد ود. مندور المهدي قد قرأوا هذا المقال الذي نشر يوم 15 صفر 1433هـ الموافق 4 يناير2012 وأنا عادة لا أقرأ الرائد إلا لماماً لذلك تأخر علمي بالمقال.


    وليس ذلك لأن الظباء قد تكاثرت على خراش حتى أصبح خراش لا يدري ما يصيد.. ولكن تكاثرت الضباب على خراش ضباب الصحافة وهوامها فأصبح خراش يتحاماها ويتحاشاها ويهرب منها ويفر فرار السليم من الأجرب.
    وأنا في الحقيقة في ريب من أمر المقال!! من الذي كتب المقال؟ هل هو فعلاً راشد عبد الرحيم رئيس تحرير الرائد الذي لا يكذب أهله؟! راشد عضو الحركة الإسلامية الذي قال عن نفسه في المقال «وكنت ولازلت مع الحزب على نقيض» والحزب المراد هنا هو الحزب الشيوعي!!


    إذا كان راشد عبدالرحيم «السيسي» بعد كل هذا الذي قاءه في مقاله هذا البئيس هو على نقيض مع الحزب الشيوعي فليت شعري إلى أي حضيض تريد الحركة الإسلامية أن تصل بنا؟ ألم نصل بعد إلى أسفل سافلين؟
    أبعد كل هذا التحنان.. وهذا الود الدافق وهذا الوله الذي يبديه راشد عبدالرحيم تجاه محمد إبراهيم نقد وتجاه التجاني الطيب وتجاه أمه التي لم تلده فاطمة أحمد إبراهيم واسمعوا إلى هذا الكادر الإسلامي الذي يجلس فوق قمة هرم صحافة الحزب الإسلامي الكبير المؤتمر الوطني. اسمعوه ماذا يقول: ولو أن النساء يشهدن عقد الزواج لجعلت الأستاذة الفاضلة وأمي التي لم تلدني القيادية بالحزب «الشيوعي» وشقيقة المرحوم فاروق عثمان حمد الله وأرملة الشاعر الكبير والشيوعي السابق محمد علي جبارة الزلال عثمان وكيلاً للعروس.
    لقد كان الكادر الإسلامي المتمرس راشد عبد الرحيم وصحب له في نهاية سبعينيات القرن الماضي يقفون على نواصي الشارع قرب منزلهم لتغطية حضور «الأستاذ الجليل» محمد إبراهيم نقد.


    يقول راشد عبدالرحيم بعد أن ترجل نقد ودخل المنزل بحراسة وكلائه هذا الكادر الإسلامي المتمرس الذي يقف اليوم وبعد حوالى أربعين عاماً على هرم صحافة الحزب الحاكم، يقول راشد:«الراكب الخطير كان الأستاذ محمد إبراهيم نقد والزيارة الخطيرة كانت لوالدي القيادي بالحزب الشيوعي عبد الرحيم عبدالوهاب «سي.سي»
    إن التأمين الذي كان يقوم به الكادر الإسلامي عبدالرحيم لم يكن حسب قوله لزيارة واحدة أو لزائر واحد بل يقول: «وكانت مهمتنا تأمين الزيارات السرية لعدد من مناضلي الحزب الشيوعي وهم في المهمة النبيلة لتأمين سفر والدي».ويقول راشد عبد الرحيم في موضع آخر من المقال عن هدف زيارة نقد:
    «الهدف كان تنفيذ مهمة للحزب الشيوعي لنقل والدي وترحيله إلى الاتحاد السوفيتي حيث سافر إلى مصر ومنها استقل الطائرة الروسية إلى موسكو والتي مكث فيها أياماً وعاد منها معافى».
    إن حفظ الجميل خليقة حميدة وصفة جميلة والإسلام يحض على الوفاء ولكن يبدو أن المفاهيم في رأس الكادر الإسلامي راشد عبد الرحيم قد اختلطت وأصبح غير قادر على التمييز.
    أن يحفظ جميل الذين ساعدوا والده وأعانوه في مرضه وتعرضوا للخطر حتى ييسروا له السفر إلى موسكو والعودة سالماً معافى هذا يعد من أنبل النبل.
    ولكن أليس من أنبل النبل أن يتمنى لهم الهداية ويدعوهم بصدق إلى الرشد والرشاد؟ أليس في ذلك مكافأة بل وأكثر منها على ما قدموه لوالده؟ أليس يدعوهم إلى الجنة؟ ويدعوهم إلى الإيمان بالله؟ وإلا فكيف يفسر وصفه نفسه أنه كان ولا يزال على نقيض مع ذلك الحزب؟
    هل يسمي ولهه وعشقه وهيامه وتغنيه بمآثر وصفات الكوادر الشيوعية من نساء ورجال حفظاً للجميل.. ووفاءً واعترافاً بالفضل؟
    وهل يعد من النبل قوله عن الزلال عثمان «وقد اتحفتنا بحضورها البهي ومشاركتها القيمة و كنت أمني النفس بحضور أمي الثالثة التي لم تلدني وجارتنا السابقة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم .
    عجيب أمر هذا الراشد!! ما هذا الذي يقوله؟ من أي وجدان يصدر هذا الكلام المخيف؟
    لقد قالوا قديماً إن كل إنسان لابد أن يحمل في صفاته شيئاً من اسمه صابر شيئاً من الصبر وعبد الكريم شيئاً من الكرم وجميل شيئاً من الجمال وحسن شيئاً من الحسن المادي أو المعنوي وعباس شيئاً من العبوس والصرامة وفلاح شيئاً من الفلاح.. وأسد شيئاً من صفات الأسد وقد قيل لأحد سادات العرب لماذا تحسنون أسماء عبيدكم وتقبحون أسماء أولادكم؟
    قال: إنما نسمي عبيدنا لأنفسنا ونسمي أبناءنا لأعدائنا!! فالعبيد رباح وفلاح ونجاح وبلال والأبناء صخر وجبل وأسد وليث ونمر وما يسمي راشد راشداً ليرشد.. ولابد أن يكون فيه على حال شيء من الرشد أو الرشاد..
    لولا أن نفسي تحدثني .. بأمر..
    وإني لأعجب أن الكادر الإسلامي راشد عبد الرحيم لم يذكر قط الزميل عبد الخالق محجوب مع العلم بأن المتعارف عليه وسط الرفاق والزملاء أن الكادر الشيوعي عبد الرحيم «سي.سي» ما سمى ابنه راشد بهذا الاسم إلا تفاؤلاً وتيمناً بالكهنوت الشيوعي عبد الخالق محجوب.
    ذلك أن راشد كان هو الاسم الحركي لعبد الخالق محجوب!!
    فهل كان لهذه التسمية هذه الآثار التي نراها ونشاهدها اليوم؟
    هل راشد عبد الرحيم كادر إسلامي أم كادر يساري شيوعي ماركسي؟
    أم هل ولاءه مزدوج؟ وهذه هي الأقرب لأن كل هذه المشاعر والفيوضات والترضي والدعاء لا يصدر إلا عن قلب مُلئ وشحن بحب الشيوعيين والشيوعية أو على أقل تقدير هو لا يكنُّ لهم أدنى درجة من العداوة ولا من البراء ولا من الرفض!!

    إن أقل ما يقال عن الأخ الكادر الإسلامي راشد عبد الرحيم إن المفاهيم والقيم قد اختلطت عليه فأصبح لا يميز بين الحق والباطل والأمور المتشابهات.إنه يدعو لنقد بالصحة ويحمد الله أنه أدى فريضة الحج ويتمنى أن يؤدي فريضة الحج مرة أخرى.
    ولكنه لا يسأل الله له الهداية؟! لو رآها وظنها خيراً لتمناها لمن يحب!! وراشد «عبد الخالق» «يحمد الله أن والده توفي وقبلها كان لسانه يلهج بذكر الأستاذ التجاني الطيب ويتمنى قلبُه مشاهدته» ولكن راشد لا يدعو لوالده بالمغفرة ولا يسأل الله أن يقبل توبته رغم أنه يقول إن والده تمت لحظاته الأخيرة وبين يديه حجر التيمم ولسانه رطب بالاستغفار». وحتى في ختام هذا المقال وهو يذكر استغفار أبيه لم يوفقه الله سبحانه وتعالى أن يدعو لوالده أو أن يستغفر له.. وها نحن نصدق أن والده مات وهو مقبل على الله تائب من كل ما اقترف وأذنب وأسرف على نفسه فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل توبته وأن يغفر له وأن يسكنه فسيح جناته وهو ولي ذلك والقادر عليه.
    أما راشد عبد الرحيم فبعد كل الذي قاله والذي سنعيد نشره حتى يراه كل عضوية الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني فنقول له بصراحة ووضوح: أنت في موقع لا تستحقه.. رغم أننا نختلف مع المؤتمر الوطني.. وعليك المغادرة وإذا كانت الحركة الإسلامية تعي وتفهم وهي في مكان الفعل والإرادة فدونها راشد «عبد الخالق» عبدالرحيم.



    اقرآوا مقال راشد عبد الرحيم
    احتجاز نقد

    في نهاية سبعينيات القرن الذي مضى زحفت سيارة »بوكس« حول منزلنا بامتداد بري تتحسس موقفها متوجسة، يترقب ركابها الطريق والناس وقفنا على نواصي الطريق وصحبة لي نتفرس في الأوجه لنتأكد، ألاّ وجه غريب أو شخص مهم وينسرب إلى دارنا لهنيهات ثم يخرج منها.
    الراكب الخطير كان الأستاذ محمد ابراهيم نقد، والزيارة الخطيرة كانت لوالدي القيادي بالحزب الشيوعي عبد الرحيم عبد الوهاب »سي سي«.
    الهدف كان تنفيذ مهمة للحزب الشيوعي لنقل والدي وترحيله إلى الاتحاد السوفيتي حيث سافر الى مصر ومنها استقل الطائرة الروسية إلى موسكو والتي مكث فيها أياماً وعاد منها معافى.
    هذا فضل عليّ وعلى والدي وعرفان من الحزب الشيوعي لرجل قدّم له الكثير إذ أصيب في عينه جراء مرض السكري الذي أصيب به منذ صغره حيث كاد يتلف شرايينها. وكان العلاج بالليزر حينها عسيراً ولا يتوفر في العديد من البلدان.
    وكانت مهمتنا تأمين الزيارات السرية لعدد من مناضلي الحزب الشيوعي وهم في المهمة النبيلة لتأمين سفر والدي، وكنت وما زلت من الحزب على النقيض. وبالطبع كان أبي يعلم ذلك ولكنه لم يستنكف أن يدلني على الزوار ولم أتردد في القيام بمهمة لم أكلَّف بها وأعلم أن منفذيها لا يأمنونني على أنفسهم.
    في زواج شقيقتي الصغرى وبعد وفاة والدي كان أول من وجهت لهم الدعوة لحضور عقد القران بمسجد سيدة سنهوري الأستاذ الجليل محمد ابراهيم نقد والأستاذ الجليل التجاني الطيب، وكانا من الذين يحبهم ويقدرهم والدي، فحرصت على حضورهما ووعدا، ورغم ذلك حالت ظروفهما دون تشريفنا بمناسبة كان مرادنا ومبتغانا أن نحيي ذكرى والدنا بأن يعيشها معنا صحبه والذين يبادلونه المحبة وحسن الصلة.

    كنت قد أعلنت لأهل والدتي أن وكيل الزوجة »شقيقتي« سيكون الأستاذ نقد إذا حضر وإلا فسيكون الأستاذ التجاني الطيب. ولو أن النساء يشهدن عقود الزواج لجعلت الأستاذة الفاضلة وأمي التي لم تلدني القيادية بالحزب وشقيقة المرحوم فاروق عثمان حمد الله وأرملة الشاعر الكبير والشيوعي السابق محمد علي جبارة الأستاذة الزلال عثمان وكيلاً للعروس. وقد أتحفتنا بحضورها البهي ومشاركتها القيمة. وكنت أمني النفس بحضور أمي الثالثة التي لم تلدني وجارتنا السابقة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم لولا غيابها عن البلد.

    وقد شرفنا السيد رئيس الجمهورية بأن كان وكيلاً للزوجة في مناسبة شهدها كثير من الناس من الزلال إلى الحاجة هدية وقدامى الشيوعيين نمر ومن فارقوهم الأساتذة عبد الله عبيد وميرغني حسن علي.
    هذه رمية مطولة على قول البوني ولكنها ضرورية لتفسر مقدار حسرتي على النهج الذي يتعامل به الإخوة في الحزب الشيوعي مع مرض الأستاذ محمد ابراهيم نقد، حيث يُلاحظ قراء »الرائد« في الصورة التي صاحبت زيارة رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ونائبه الدكتور محمد مندور المهدي أنها لم تكن لحظة السلام عليه ومعاودته. وغاب نقد عن الصورة.
    كما أن الإخوة «الرفاق» يأبون على السودانيين إظهار مشاعر التضامن مع الأستاذ الجليل في مرضه ويأبون مشاركة الدولة بالمساهمة في علاجه.
    دأب السودانيون وطبعهم الجميل المشاركة في كل شأن فرح أم ترح، وما يسهم به الناس في المناسبات من أموال في «كشف العرس» أو المأتم ليس معناه ولا الهدف منه أنهم يقللون من قدرة أهل المناسبة على مقابلة التكاليف المالية ولكنه ترابط أصيل ومشاركة قيِّمة.
    أحمد الله أن نقد أدى فريضة الحج لهذا العام وأسأل الله له الصحة وأن يحج عامنا القادم، وأحمد الله أن أبي مات وقبلها كان لسانه يلهج بذكر الأستاذ التجاني الطيب ويتمنى قلبُه مشاهدته، وأحمد الله أن لحظاته الأخيرة تمت وبين يديه حجر التيمم ولسان رطب بالاستغفار.
    ولن يمنعني الحجر على نقد في مرضه الدعاء له كلما استطعت بالشفاء وطول العمر.
    هذا الرجل سكرتير الحزب و»رفيق كل السودان«.
    راشد عبد الرحيم
                  

02-18-2012, 01:19 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور الجميعابي في حوار ما بعد المذكرة التصحيحية لـ(الأهرام اليوم):
    2012/02/15 - 11:10
    حوار: عزمي عبد الرازق



    كانت أسهل الإجابات على الرجل (فليغادروا بالجملة) بينما كنت أنا أتحسس جهاز التسجيل لأكثر من مرة، وضع مشرطه على جسد الحركة الإسلامية بمهارة فائقة وهو الطبيب الذي ضل طريقه إلى العمل السياسي. كان النهار دافئا والقرية التراثية التي تحتضن مشروعه الثقافي والاجتماعي تحدث عن نفسها، وبصوت عنيد سكب المزيد من الإفادات الساخنة والجريئة.


    طوال تلك الفترة من عمر الخلاف بين الإسلاميين، ظل القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور محمد محيي الدين الجميعابي يلوذ بالصمت تارة، وينشغل أحياناً بالعمل الإنساني، ولكنه في قرارة نفسه كان مفجوعاً بما جرى، ومعتقلاً في زنازين المحنة، وعلى مقربة من ذلك الدخان ظل الدكتور الجميعابي يتأرجح في قوائم التصنيف السرية من (وطني) إلى (شعبي) دون أن يعلن انخراطه في صفوف أحد الجناحين، حتى انفتحت الأبواب للريح بزيارة الرئيس البشير له في دار المايقوما منذ سنوات خلت، تلك الزيارة المفاجئة التي دار فيها حديث طويل يشف عن حال الإسلاميين، وحال الوطن المنهك بالجراح.


    الدكتور الجميعابي هو كتلة من القلق والبحث الدائم عن هدف يليق بأشواقه، جريء ولا يبالي في قول الحق.. قد كان قيادياً باتحاد جامعة الخرطوم لأكثر من (7) سنوات، وعضواً بمجلس شورى الحركة الإسلامية، ومن ثم أصبح محافظاً لأم درمان و(محافظاً) للدامر على طريقة النفي والإبعاد، ومن ثم كان وكان، حتى التصقت به صفة (مثير للجدل)! وعلى صلة بجراحات الإسلاميين وخلافاتهم المتصلة فقد مسح هذا الحوار على المذكرات التصحيحية الأخيرة وملابساتها وآفاق الخروج من المنعطف الراهن، ودهاليز الفساد، فهل ستعود الحركة الإسلامية من جديد لتخلص نفسها والآخرين في أزمنة الربيع العربي؟ على هذا السؤال وغيره أجاب الدكتور الجميعابي فإلى مضابط الحوار.
    { هناك محاولات اليوم لجمع شمل الحركة الإسلامية بعد أن تفرق دمها بين القبائل والأحزاب. إلى أي مدى هذه المحاولات جادة؟



    _ صراحة لا أحسب أن هذه المحاولات سوف تفضي إلى شيء جديد، وهي شكل من أشكال التململ والإحباط الذي أصاب قواعد الحركة الإسلامية بعد الانفصال وبعد قررات أكتوبر التي أقصت زعيم الحركة الشيح حسن الترابي، وهي امتداد لمذكرة العشرة التي كانت بقصد تجريد أيدي الترابي من كل الأدوات التي كانت لديه وبالتحديد أدوات الحركة الإسلامية، القطاع الطلابي، الواجهات الأمنية الشعبية، استثمار الحركة الإسلامية واتصالاتها العالمية والداخلية، وقد نجحوا في ذلك كثيرا.



    { ولكن الحركة الإسلامية الآن موجودة بمسماها القديم؟


    _ نعم بعد ذلك تداعوا وأسسوا حركة إسلامية أمينها العام الأستاذ علي عثمان محمد طه، وهي محاولة تجريد وقد نجحت بمستوى كبير جدا، وحقيقة الحركة الإسلامية تم وأدها بإدخال القيادات التي كانت تريدها القيادة، وبالتالي كل الأمانات وكل المجموعات كانت معظمها من المجموعات الخلافية التي قادت وشقت الحركة الإسلامية وشقت المؤتمر الوطني وعزلت الآخرين، وهو تغييب ممنهج ومنظم قادته هذه المجموعة حتى لا تعود الحركة الإسلامية جسما معبرا يمكن أن يواجه هذه المجموعات داخل الحركة نفسها وفي المؤتمر الوطني.
    { لماذا صمت شيوخ الحركة الإسلامية ورموزها طيلة تلك السنوات والآن بدأت أصواتهم ترتفع من جديد؟
    _ حتى الآن أنا لا أرى حديثا ذا ثمرة من قيادات الحركة الإسلامية وإنما هناك تحرك من شباب الحركة، وهو مجرد حراك وجداني وأشواق بسبب تكلس القيادات التي تقود الدولة وتقود المؤتمر الوطني والتغييب الممنهج للحركة الإسلامية، والتغييب الممنهج لمعظم قيادات الحركة ووضح ذلك في أن كل القيادات المؤثرة التي تقود الحركة الإسلامية هي التي تقود المؤتمر الوطني، هي التي قادت الانشقاق وهي التي قادت الانفصال في الجنوب وهي التي عزلت الناس واحتكرت القيادة.


    { هل اطلعت على المذكرات الأخيرة وما رأيك فيها؟


    _ هذه المذكرات أنا شخصيا ملم بمعظم تفاصيلها وأعرف من صنعوها بالاسم، أنا لم أجتمع بهم ولم أوقع عليها، ولكنني كنت من الذين - لو تذكروا - قادوا مبادرة تجديد القيادات عندما حصلت المفاصلة وحصلت قرارات الرابع من رمضان، قدت المبادرة حتى نهايتها.


    { ما الذي حوته تلك المبادرة؟


    _ طالبت في ذلك الوقت بأن يغادر كل الذين قادوا الخلاف من المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي الساحة السياسية وساحة القيادة، وهم في ذلك الوقت لم يرتاحوا لكلامي، وجمعوا لي عددا من الأشخاص منهم الراحل مجذوب الخليفة والطيب إبراهيم والفاتح عبدون والدكتور عبد الرحيم علي والحضري وفتحي خليل، وطلبوا مني أن أوقف مبادرة تجديد القيادات التي نادينا فيها بصراحة أن تغادر كل رؤوس الخلاف الساحة ونجمع الحركة الإسلامية.


    { يبتعدوا من التنظيم أم من الدولة، كيف ذلك وهم قادة الحركة الإسلامية نفسها؟


    _ أنا عندما قدت مبادرة تجديد القيادات طالبتهم بأن يبتعدوا من قيادة المؤتمر الوطني، في ذلك الوقت الحركة الإسلامية بشكلها الحالي لم تؤسس، أميرها كان هو الشيخ حسن عبد الله الترابي، ولكن طالبت كل الذين قادوا الخلاف بأن يتراجعوا خطوات للخلف، ولكنهم قاوموا بشدة وظلوا في القيادة، وبعد ذلك كونوا الحركة الإسلامية من ذات القيادات التي قدمت مذكرة العشرة، واستولوا نهائيا على الحركة الإسلامية وألجموها وجعلوها ضعيفة جدا والآن لا نسمع لها أي أثر في السياسة ولا في الحياة العامة وإنما هي جسم تم إحكام اللجام عليه من قيادات الدولة ومن قيادات المؤتمر الوطني النافذة.


    { ما القصد من تغييب الحركة الإسلامية يا دكتور؟


    _ تغييب الحركة الإسلامية قصد به الانفراد المطلق بالسلطة

    { هل أنت على اتصال بالشباب الذين صنعوا المذكرات الأخيرة؟


    _ نعم وإن كنت أعني عددا قليلا منهم قد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

    { حسنا.. لماذا أخفوا أسماءهم؟


    _ يكفي أنهم يتعرضون للتهديد الآن والمحاسبة، أنا لا أشعر بأنه توجد حرية ولا توجد شورى وديمقراطية لا في الحركة الإسلامية ولا في المؤتمر الوطني وإنما توجد مجموعات الآن تقود الحركة والحزب وتنفرد بالقيادة، هم الذين يقودون لأكثر من عشرين عاما لم يتغيروا، يتجهون من وزارة إلى وزارة ومن موقع إلى موقع، ومن قيادة إلى قيادة داخل المؤتمر الوطني وداخل الجهاز التنفيذي وداخل الحركة، هم لم يتغيروا أبدا ولا يقبلون بالتغيير ولا يقبلون بالتجديد، والآن هناك محاولات منهم لاحتواء هذا التململ والخروج ولكنها لن تكون المذكرة الأخيرة ولا الغضبة الأخيرة، أؤكد لك تماما أن معظم شباب الحركة الإسلامية وقياداتها الحقيقية والأصيلة هي تحمل ذات المفاهيم وأكثر من ذلك، عندما ينفجرون وعندما يعبرون لن تجد هذه القيادات المتمكنة في الساحة، سوف يخرجون عليها وسوف يخرجون على المؤتمر الوطني.


    { المؤتمر الوطني قال إنه لا يقبل أية وصاية مما يسمى بالحركة الإسلامية، دعني أسألك هنا المشروعية لمن؟
    _ المشروعية للحكام، المشروعية للذين احتكروا قيادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي السياسي للدولة وهي مجموعة واحدة، وإذا الحركة الإسلامية أصبحت تنظيما حقيقيا فاعلا لكانت الآن في السجون.
    { هناك حديث عن أن دولة قطر بدأت اتصالات ببعض الشخصيات لإحياء الحركة الإسلامية بفعاليتها من جديد وبقيادة الدكتور الترابي ما صحة هذا الحديث؟


    _ هذه مجرد شائعات ولكننا كلنا ندرك دور قطر الآن في الساحة العربية وأمركة الأنظمة العربية وإقصاء الواجهات الثورية التي تقود التغيير، نعم هذه ثورات ومعها تجد الكثير من المؤامرات لأمركة القيادات الموجودة للسيطرة على الثورات وإن هي خرجت عن الخط يحركون مجموعات بعينها لإضعافها كما يحدث في تونس ومصر وليبيا.


    { هناك زعم بأن الثورة في السودان لن تحدث لأن القصد من وراء هذه الثورات غير الشعارات المرفوعة تمكين الإسلاميين في الحكم، والإسلاميون يحكمون في السودان؟


    _ ربما كان في هذا قدر من المعقولية، ولكن لا يمكن أن نطلق هذا الحديث على عواهنه بشكل مطلق ونثق فيه.
    { مذكرة العشرة أطاحت بالدكتور الترابي فبمن ستطيح المذكرات التصحيحية الأخيرة؟
    _ هذه المذكرات الأخيرة ضعيفة جدا ولن تطيح بأي شخص، ربما تطيح بأصحابها أنفسهم، والآن الدولة عبر أجهزتها على درجة عالية جدا من الاستطاعة بأن تكمم وتحجم كل الأفواه التي تتحدث، لكن عندما تقوم الثورة الحقيقية سينتهي كل شيء، وسيعود الأمر للشباب.


    { هؤلاء الشباب والشيوخ الذين وقفوا خلف المذكرة هناك من يتحدث عن إحباطاتهم الخاصة لأن قطار التوزير والتنصيب تجاوزهم بماذا تعلق؟


    _ القضية ليست قضية أن يجدوا مناصب، بالرغم من أن قيادات الحركة الإسلامية يحتكرون كل المناصب ولا يقبلون أن يختلف معهم شخص في الرأي وإلا أقصوه، هذه هي الكارثة والأكبر من ذلك الحديث عن الفساد الذي كثر ولا نجد من يحرك هذا الملف، والآن قضية واحدة تدوخ الناس، أنا في تقديري قضية الأقطان لا تساوي شيئا في قضايا الفساد الموجود الآن في الدولة ووسط قياداتها.


    { شيخ صادق في حوار أجريته معه قبل أيام قال إنه عايش كل الحكومات ولكن الفساد الذي وجده في هذه الحكومة لا مثيل له، فهل هو على حق؟


    _ صادق عبد الله عبد الماجد كان ممثلا في هذه الحكومة، والفساد حقيقة نحن ما محتاجين ننظر إلى تقارير المراجع العام، الفساد الذي يتحدث عنه أهل السودان خارج هذه الأطر.


    { ولكن لا توجد بينات ووثائق؟


    _ توجد بينات كثيرة جدا جدا، ولكن هل توجد سلطة تتجه إلى اجتثاث الفساد والسلطات التي وجهوها لمصلحتهم، الناس يتحدثون عن بناتنا وعن أصهارنا ويتحدثون عن إخواننا الذين يقودون الشركات الضخمة والاستثمارات، ولكن يجب أن يفتح هذا الموضوع كاملا حتى لا يكون الضحية دكتور عابدين ومحيي الدين، هذا الموضوع يشمل كثيرين جدا والجهات المختصة في السودان لديها كل المعلومات، ولكن هل يوجد من يجرؤ ويفتح تلك الملفات؟ حدثونا عن أبناء بعض المسؤولين الذين يقودون الشركات الكبيرة، حدثونا عن الذين يقودون الاستثمارات الكبيرة جدا، في الإمارات وفي ماليزيا وفي مشتريات الدولة، هل هذه الشركات يديرها أبناء القيادات من الحركة الإسلامية ومن المؤتمر الوطني ومن قيادات الدولة أم لا؟ فليحدثوننا كيف دخلوا إلى السلطة هل كانوا يملكون شيئا؟ وماذا يملكون الآن هم ونساؤهم وأصهارهم وأبناؤهم، هذا هو السؤال، الشعب السوداني يتحدث عنا كثيرا، الفساد لا يمكن أن تكافحه مؤسسة تابعة للدولة لأنها إذا تحركت أطيح بها.


    { إذن ما الحل دكتور الجميعابي؟


    _ الأمر بيد السيد الرئيس، وأنا لا زلت أكن للرئيس قدرا من الاحترام وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يفتح هذه الملفات وأن يمكن للجان مستقلة تماما أن تتحرك في طريق اجتثاث الفساد الموجود وليس النائب العام، النائب العام ربما كان جسما مساعدا، ولكن معلومات الفساد موجودة لدى الأجهزة الرسمية وما على الرئيس إلا أن يطلب منها أن تأتي بالمعلومات المتاحة لديهم.


    { طيب إذا كان الواقع بهذا السوء لم لم تتحركوا؟


    _ نحن لسنا بقيادات، أنا شخصيا لا أوجد في أي شكل من أشكال الدولة والحزب وكل القيادات التاريخية الآن أبعدت تماما ومقصود هذا الإبعاد، ولأكثر من عشر سنوات نحن خارج الجهاز التنفيذي وغير مرغوب فينا، ولا نريد أن نقود الفتنة، فإذا انطلقنا ونزلنا للشارع والرأي العام ربما نقود انشقاقا جديدا وربما نقود فتنة جديدة وهذا شيء لا نتشرف به، نأمل أن يكون التغيير تغييرا هادئا حتى لا نطيح بالدولة وحتى لا نطيح بالقيم وحتى لا نطيح بسمعة الحركة الإسلامية.


    { كيف تتوقع مخرجات المؤتمر العام للحركة الإسلامية المرتقب في غضون شهور؟


    _ إذا كان هذا المؤتمر تحت هذه القيادة الموجودة فلا رجاء منه (والفي يده القلم ما بيكتب نفسه شقي) هذه النوعية من القيادات لا يمكن أن تفتح أبواب التغيير وأن تجتث الفساد وأن تحدث التغيير الذي ينتظره الناس وشباب الحركة الإسلامية وأهل السودان، أنا شخصيا غير متفائل وإنما هي محاولة لتجاوز هذه المرحلة (أنا أتحرك أنا أتنفس أنا موجود)، وحتى الأصوات الناقدة لا أثر لها، ولكن الذي أخاف منه أخي الكريم هو ثورة الجياع وثورة المهمشين وثورة البطالة، خريجو الجامعات والشوارع التي تعج بالعطالى عندما يتحركون وعندما تنضم إليهم المجموعات الناقمة ربما كان الأمر قبيحا لا يمكن أن نتصور مآلاته وكيف سينتهي.


    { ما الذي سيتغير حتى وإن خرجت الحركة الإسلامية وأمسكت بزمام المبادرة، نفس الشعارات (هي لله لا للسلطة ولا للجاه) (وفلترق كل الدماء) والإنقاذ كتجربة حية وشاهدة؟


    _ هذه ذهبت مع الريح أخي الكريم، انظر للجامعات الآن، التيار السلفي، ربما تجد شخصا واحدا مثل شيخ عبد الحي يوسف عضويته في جامعة الخرطوم أكثر من عضوية الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهما الآن لا يمثلان أي تيار فكري في الجامعات، يمثلان تيارا سلطويا يستطيع عبر آلياته وماله وإمكاناته أن يأتي بالاتحاد.


    { دون مقاطعة _ هناك أصوات تكفيرية ومجموعات متشددة بدأت تكفر السيد الصادق المهدي والدكتور الترابي هل هم على صلة بالواقع؟


    _ الآن الدولة فتحت لهذه المجموعات السلفية والسلفية المتشددة، وعلى نفسها جنت براقش وحقيقة (الذي يزرع الشوك لا يجني العنب) هم الذين حضنوهم وهم الذين مكنوهم وأدخلوهم إلى أجهزة الدولة، غدا سيكفرون بقية علماء السلطان أو الواجهات الرسمية، أما الحديث عن حسن الترابي وعن الصادق المهدي فهذا إسفاف، الصادق المهدي رجل مفكر ورجل عالم ومطلع وهو من خيرة قادة أهل السودان لأنه حكيم وقائد ومميز، أما الشيخ حسن عبد الله الترابي فهذا رجل آخر، هذا فلتة علمية ربنا سبحانه وتعالى أكرم بها أهل السودان، إما أن يحافظوا عليه وإما أن يدعوا أنصاف المتعلمين وبعض الجهلاء والكارهين والحاقدين أن تمتد ألسنتهم إليه، حسن الترابي كل الذين يتحدثون عنه أنا أدعوهم أن يناظروه في التلفزيون القومي في كل القضايا التي أثارها، لن يثبت منهم شخص، الترابي حتى ولوا اختلفنا معه سياسيا لا بد أن نحترم تماما علمه ومكانته، ولو كان الترابي في السلطة لما تطاول عليه أحد.


    { هل تتوقع أن يكون للدكتور الترابي دور في المرحلة القادمة؟


    _ لو ظلت الحكومة بآلياتها وبمنهجها لا أتوقع له دورا كبيرا، ربما سيكون له أثر لو كان الجو فيه قدر من الحريات، ولكنني الآن لا أتوقع للمؤتمر الشعبي دورا كبيرا في المعارضة ولا الحزبية الموجودة، لأن الدولة والحزب الحاكم يمتلكان معظم أدوات التغيير والحسم والردع.


    { إذن كيف الخروج من المأزق الاقتصادي والسياسي؟


    _ ربما يكون حديثي غير مقبول لكثير من الناس، الآن منهج التغيير ومنهج الإصلاح الشخص الوحيد المؤهل ليقود حركته هو السيد الرئيس عمر البشير، ياخ ما ممكن يحكمني وزير ومسؤول أكثر من عشرين سنة من وزارة إلى وزارة ومن إدارة إلى أخرى، لو الرئيس عايز يحصل على مزيد من التأييد فليستغن عن معظم هذه القيادات، والآن القضية ليست قضية خليفة للبشير القضية قضية منهج الحكم، هذه المجموعة التي تتحرك في كل مكان وفي كل زمان لن تتنازل.

    والشخص الوحيد الذي يستطيع أن يهزها هو السيد الرئيس، أخي الكريم نحن الذين فصلنا جنوب السودان وفي عهدنا حدثت أزمة دارفور، ونحن الذين اشتعلت الحروب في عهدنا ووصل الدولار إلى (5) جنيهات، نحن عايزين نقعد لمتين؟ الذين خلقوا الأزمات غير مؤهلين لتقديم الحلول، يجب أن يغادروا بالجملة، ساعتها سيلتف الشعب مرة أخرى حول الإنقاذ، يجب أن يغادروا حتى ولو قالوا إن (فلان) من أميز الناس، أميز الناس عشرين سنة ولم يحقق شيئا ولم يجعل له خليفة، فليغادر غير مأسوف عليه.
    15/2/2012
                  

02-19-2012, 10:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    خطايا قاتلة في مسيرة الحركة الإسلامية

    الطيب زين العابدين


    النموذج البائس للنظام الإسلامي الذي قدمته حكومة الإنقاذ طيلة تربعها المتطاول في السلطة جاء نتيجة لأخطاء قاتلة وقعت فيها ابتداءً الحركة الإسلامية ثم تبعتها في ذات الطريق المعوج حكومة الإنقاذ، ليس عن طريق الصدفة أو الجهل ولكن عن تقدير استراتيجي خاطئ واصرار على ذات النهج بسبب ضبابية الرؤية الإسلامية واختلال الأولويات وحب السلطة والجاه. ونريد أن نستعرض في إيجاز هذه الخطايا وتداعياتها لعل في ذلك درس لآخرين حتى لا يسلكوا ذات السبيل.


    1. أولى هذه الخطايا النظرة المبالغ فيها لدور السلطة في إحداث التغيير الإسلامي المنشود، ومن ثم أهمية العمل السياسي على غيره. لقد عرف عن حركة الاخوان المسلمون في مصر، التي انبثقت منها الحركة الإسلامية السودانية، نظرتها الشاملة للإسلام كدعوة وتربية وعبادة وثقافة وجهاد ونظام حكم. ونسبة لسيطرة الحكومات العسكرية في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات على عدد من الدول العربية وما ترتب على ذلك من كبت للحريات العامة واضطهاد القوى السياسية وعلى رأسها الحركات الإسلامية، وتبني مبادئ القومية العربية والعلمانية والاشتراكية،فأحدث ذلك ردة فعل لدى الكثيرين من أبناء الحركات الإسلامية في العالم العربي أن السلطة السياسية القابضة هي أداة التغيير الأساسية في المجتمع للأصلح أو الأفسد. ولعل كتابات الشهيد سيد قطب والأستاذ أبو الأعلى المودودي كانت تسير في ذلك الاتجاه ولكن المودودي رفض طريق العنف والانقلابات العسكرية، وأذكر أني سألته في لندن في مطلع السبعينيات: هل سبب رفضه للانقلاب العسكري مبدأ ديني أم حكمة سياسية؟ فأجابني باختصار أنها حكمة سياسية. وكانت الحركة الإسلامية السودانية منذ نشأتها في المدارس الثانوية وجامعة الخرطوم سياسية التوجه بامتياز، فقد قامت للتعارك مع الحركة الشيوعية التي بدأت تتمدد في مؤسسات التعليم. وبعد ثورة أكتوبر 64 انفتحت شهوة الحركة الإسلامية للعمل السياسي المباشر في الساحة الحزبية الذي تدرجت فيه عبر «جبهة الميثاق الإسلامي» ثم «الجبهة الإسلامية القومية». وبدأ العمل السياسي القح يطغى على كل أنشطة الحركة الأخرى مما دفع ببعض القيادات، من أمثال محمد صالح عمر وجعفر شيخ إدريس وصادق عبد الله عبد الماجد،

    الاحتجاج على هذا النهج الذي يتزعمه الترابي وذلك في مناقشة ساخنة داخل مجلس الشورى في منتصف عام 1968 بنادي أمدرمان الثقافي والذي أدى فيما بعد إلى انشقاق الحركة عقب مؤتمر فبراير 69. واعترف بأني كنت في الصف الذي انتصر للترابي في تلك المواجهة الفكرية. وبالطبع كان نتيجة ذلك أن صرفت معظم موارد الحركة البشرية والمادية على العمل السياسي على حساب الأنشطة الدعوية والفكرية والتربوية والاجتماعية. وظهر أثر تلك النظرة المختلة في حل الحركة الإسلامية بعد شهور من نجاح الإنقلاب العسكري لأن الهدف المرجو قد تحقق، وفي واقعة المفاصلة بين المنشية والقصر إذ كان الصراع أساساً على السلطة والنفوذ، وقال به أعضاء لجنة المعالجة الشاملة في صراحة ان استلام السلطة هو أكبر إنجازات الحركة الإسلامية فلا ينبغي التخلي عنها لأي سبب ولو على حساب إبعاد شيخهم الترابي من معادلة الحكم القائمة. وتطور الأمر مؤخراً لإبعاد الحركة نفسها عن أي دور لها في المجتمع أو الدولة لأنها غير مؤتمنة على حسن السلوك، وبمناسبة الململة الحالية التي ظهرت في القواعد ارتفع صوت بعض السياسيين المحترفين «الذين ظلوا يتكسبون من العمل السياسي سنوات طويلة» ينادون علانية بدمج الحركة الإسلامية «المؤودة» في المؤتمر الوطني، وأن يكون رئيس المؤتمر الوطني هو شيخ الحركة الجديد «وكأن رئاسة الدولة والحزب لا تكفيه!»، مما يعني حقيقة التخلي تماماً عن كل الأنشطة الإسلامية الأخرى التي كانت تقوم بها الحركة غير العمل السياسي!


    2. الخطيئة الثانية هي اللجوء للإنقلاب العسكري وسيلة لاستلام السلطة بالقوة رغم الكسب السياسي المقدر الذي لقيته الحركة في الديمقراطية الثانية «65-69» والثالثة «85-89». وقد كان للحكم العسكري الطويل في عهد الرئيس نميري وما نال الحركة فيه من ملاحقة وسجن وتشريد أثره في زعزعة قناعة قيادة الحركة الإسلامية بالطريق الديمقراطي التي كانت تنادي به فبدأت عملاً منظماً مطرداً في أوساط العسكريين. ولم يكن العمل في الجيش أمراً خاصاً بالحركة الإسلامية فقد انغمست فيه معظم القوى السياسية خاصة الأحزاب الأيدولوجية. والمشكلة في استلام السلطة عن طريق الانقلاب هو الطعن في صدقية الحركة بالنظام الديمقراطي الذي ظلت تنادي به وتعمل من خلاله، وصعوبة التخلي عن القيادة العسكرية التي ستتولى رئاسة الدولة ولم يكن لها سابق دور في بناء الحركة المدنية السياسية، وأكثر من ذلك كله أن النظام العسكري بحكم طبيعته الإنقلابية مستعد لأن يرتكب أية فعلة لتأمين نفسه في السلطة ولو خرج في ذلك من كل تعاليم الدين وقيمه الأخلاقية. وليس هناك هزيمة أخلاقية ومعنوية لنظام يدعي تطبيق الإسلام أكثر من تخليه عن التعاليم والقيم التي نادى بها مبرراً لوجوده وتسلمه السلطة. وقد تفوقت الإنقاذ على كل الحكومات الوطنية السابقة في الخروج على قيم الدين الكبرى من عدل ومساواة وحرية وصدق وأمانة وشورى ومحاسبة. وتغلبت الروح العسكرية للنظام في معالجة القضايا السياسية الشائكة، فاختار النظام المواجهة العسكرية والحلول الأمنية وسيلة لقمع حركات التمرد في الجنوب وفي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق السودان، وعندما لم تنجح المواجهة العسكرية بقوات النظام الذاتية جلب المرتزقة من الداخل والخارج لتعينه في صد المتمردين.


    3. الخطيئة الثالثة هي حل الحركة الإسلامية بعد شهور من نجاح الإنقلاب العسكري. وبما أن الانقلاب بادر بحل البرلمان والأحزاب السياسية والنقابات العمالية والاتحادات المهنية وصادر الصحف السياسية وحظر كل أنواع التعبير والتنظيم الحر، فقد كانت الحركة الإسلامية هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تناصح الدولة وتحاسبها وتوجهها ولكن قيادة الدولة المعلنة والمستترة ما كانت تريد من يناصحها أو يحاسبها ولو من داخل تنظيمها. وقد رضيت الحركة بهذا الوضع المهين لأن معظم قياداتها انخرطت في وظائف الدولة الجاذبة وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من النظام ولكن بصفاتهم الفردية وليس التنظيمية مما سهّل التخلص منهم أو اسكاتهم في أي وقت تختاره القيادة المتنفذة. ومقابل المال والسلطة والجاه قبلت معظم قيادات الحركة الإسلامية أن تصمت عن المناصحة وقول الحق في وجه الظلم والاستبداد والفساد والكذب والمحسوبية وخيانة الأمانة، بل أوغل عدد كبير منهم في الوحل الذي سقطت فيه الحكومة. وما عاد معيار الفلاح في أوساط سدنة النظام أخلاقياً كما ينبغي أن يكون، بل أصبح هو جمع المال والصعود في المناصب وتكوين الشركات والتطاول في البنيان وتعدد الزوجات واقتناء العربات الفارهة وقضاء الإجازات خارج البلاد!


    4. الخطيئة الرابعة هي سياسة التطهير والتمكين التي اتبعها النظام منذ استيلائه على السلطة بمنهجية مخططة حتى يسيطر على كل مفاصل الدولة النظامية والمدنية والاقتصادية. وكانت النتيجة أن أبعد أهل الخبرة والكفاءة من قيادة الدولة ليتسلمها أهل الثقة والولاء الذين لا حظ لهم من خبرة أو كفاءة أو تأهيل. ومن الطبيعي أن يتدهور أداء الخدمة المدنية والنظامية والمؤسسات والمشروعات الاقتصادية لأن المعيار السياسي،وأحياناً القبلية أو الشللية،أصبح هو الحاكم لتعيين المسئولين في تلك القطاعات، وتبع ذلك التستر على فشلهم وفسادهم. قال لي أحد المقربين من مواقع القرار إن أكبر مشكلة يعانون منها هي حل مشكلة الأشخاص الذين أبعدوا من مناصبهم الدستورية لسبب أو آخر، فهؤلاء لا يكفون عن ملاحقة المسئولين صباح مساء في المكاتب والبيوت حتى يجدوا لهم وظيفة أخرى لا تقل عن وظيفتهم الأولى! لقد تراجعت مشاكل أهل السودان الكبرى لتحل محلها المشاكل الشخصية لمحسوبي النظام، وربما يفسر هذا كيف أن الحكومة «الرشيقة» الموعودة أصبحت أكثر الحكومات تضخماً في تاريخ السودان فقد قاربت التسعين دستورياً، وبقاء «البدريين» من سدنة النظام لأكثر من عقدين دون إحلال أو تبديل.


    5. الخطيئة الخامسة هي طموح النظام الزائد في أن يلعب دوراً عربياً وإفريقياً في دول الجوار وما بعدها يفوق قدرات السودان وإمكاناته، خاصة بعد أن نجحت الثورة الاثيوبية والارترية بقدر متواضع من الأسلحة السودانية. وقد ظن قادة النظام بغرور لا حد له أنهم يستطيعون مواجهة الدول الكبرى ونفوذها في المحيط العربي والإفريقي، ومن هنا جاء شعار «أمريكا دنا عذابها»، والوقوف مع صدام ضد العالم العربي المستنصر بأمريكا وأوربا، وتكوين «المؤتمر العربي والإسلامي» الذي جمع المعارضة السياسية والمسلحة ضد الأنظمة العربية، واحتضان قيادة تنظيم القاعدة وجماعات العنف المصرية، ومحاولة تغيير بعض الأنظمة العربية خاصة في مصر وليبيا. وعندما بان للنظام سوء تقديره وعجزه بل وإمكانية سقوطه إن هو سار في هذا الطريق، انقلب إلى متعاون مخلص مع الأنظمة العربية والغربية يستجدي تطبيع العلاقات معها ويسلمها العناصر المطلوبة لديه ويمدها بكافة المعلومات الاستخبارية المتاحة له مشاركة منه في الحرب على الإرهاب. وأصبح يستقبل في عاصمة بلاده ممثلي الدول الغربية الكبرى الذين يرفضون مقابلة رئيس البلاد لأنه مطلوب للعدالة الدولية! وجر ذلك الطموح الأخرق على السودان عقوبات دبلوماسية واقتصادية وسياسية ما زال يعاني منها حتى اليوم.


    6. الخطيئة السادسة هي اختلال الأولويات في تطبيق تعاليم الإسلام. لقد تجرأ النظام على التضحية بقيم الإسلام الكبرى في إقامة العدل وبسط الشورى والحرية والمساواة بين الناس، وفي محاربة الفقر والفساد، وضرب المثل الأعلى في الأمانة والصدق والعفة والزهد. واختار بدلاً عنها أن يعنى بمظاهر الإسلام وشكلياته وفروعه ليخدع بها العوام من الناس؛ فأصبحت تربية اللحية وحجاب المرأة، والصدع بالشعارات الدينية الجوفاء وإقامة المهرجانات والاحتفالات، واحتضان المداحين والمنشدين ، والتقرب من شيوخ الطرق الصوفية والجماعات السلفية في نفس الوقت، وطلب المعونة من «الفقرا» الذين يجلبون من داخل السودان وخارجه لحل معضلات السياسة والاقتصاد!
    فلا عجب إن أدت هذه الخطايا القاتلة وغيرها إلى نموذج الحكم البائس الذي نشهده وتتبرأ منه كل الحركات الإسلامية في المنطقة خاصة تلك التي وصلت إلى الحكم عن طريق التفويض الانتخابي الحر. ولكن المثل السوداني الشهير ينطبق على أهل الحكم: الجمل ما بيشوف عوجة رقبتو!
                  

02-20-2012, 08:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    إتهم جهاز أمن حزب البشير بزرع جهازي تنصت في مكتبه،

    وتوقع أخرى في سيارته ومنزله..

    الترابي : الحاكمون يتمسكون بالسلطة خوفا من تسليمهم للقضاء الدولي وسيحولون البلاد الى صومال أخرى.


    تلقيت عرضا من إسلاميين - من خارج السودان - بالمشاركة مع آخرين في وضع طريق أمثل لكيفية إدارة الإسلاميين في العالم العربي للحكم.



    في أزمة هي الأولى من نوعها بين الطرفين اتهم الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن عبد الله الترابي الأمن السوداني بزراعة جهازي تنصت في مكتبه، متوقعا وجود أجهزة أخرى في منزله وسيارته الخاصة.

    وأبلغ الترابي الصحفيين بأن حزبه طلب من إدارة المباحث الجنائية في البلاد الحضور إلى مقر الحزب والتحقق من الأمر، "إلا أنها أبدت أسفها لعدم الحضور"، مشيرا إلى أن "عدم الاهتمام بالأمر سيتسبب في مشكلة كبرى".

    وتساءل الترابي عن أسباب زراعة أجهزة التنصت في مكتبه "طالما أغلقوا صحيفتنا ومنعونا من إقامة أي ندوة سياسية"، مؤكدا أن الحكومة "تريد أن تدخل نمطا جديدا في الحياة السودانية".

    واستبعد أن تتمكن الشرطة "وحتى النائب العام" من مواجهة جهاز الأمن والمخابرات وكفه عن الممارسات غير المقبولة، مشيرا إلى أن بإمكان حزبه اختراق المؤتمر الوطني الحاكم، "لكننا نريد أن نقول هذا الأمر خطر على كافة القوى السياسية وعلى المجتمع السوداني بأسره".

    وقال الترابي إن حزبه أعلن سعيه لإسقاط النظام عبر الثورة الشعبية "لكن الحاكمين يخافون أن يسلموا للقضاء الدولي، وبالتالي فإنهم سيتمسكون بالسلطة وسيقاومون، مما يسهل دخول عوامل أخرى كالاقتصاد والسلاح الذي سيحول البلاد إلى صومال أخرى".

    وأضاف أنه لا يظن أن الجيش السوداني راض عما يحدث في البلاد بسبب سياسات الحكومة. وألمح إلى إمكانية انهيار نظام الحكم من داخله بعد بروز مذكرات داخله تدعو للإصلاح ومعالجة مشكلات البلاد وتحقيق العدالة.

    وفي سياق آخر، كشف الترابي عن تلقيه عرضا من إسلاميين -من خارج السودان- بالمشاركة مع آخرين في وضع طريق أمثل لكيفية إدارة الإسلاميين في العالم العربي للحكم، وذلك أن الإسلاميين لم يجربوا الحكم من قبل وكانوا إما في المعارضة أو في السجون.
    المصدر: الجزيرة

                  

02-22-2012, 11:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    5162010110525AM2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-23-2012, 11:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)


    رغم ان رئيس تحرير التيار عثمان ميرغنى ومحى الدين تيتاوى رئيس اتحاد الصحفيين الحكومى من حزب واحد وتجمعهما علاقة الاخوانجية كاعضاء فى تنظيم الاخوان المسلمين الا ان الخلاف بينهما بان عندما مس كل منهما الاخر وهمز ولمز فيه فانبرت الاراء والقدح والذم من الطرفين تجاه بعضهما بعضا ..
    قضية تيار عثمان ميرغنى جزء من صراع داخل سلطة الانقاذ عنوانها محاربة الفساد والصحافة ورسالتها هنا نرى ونشاهد كيفية صراع من نوع جديد داخل حزب المؤتمر الوطنى ..


    حديث المدينة

    نقابتنا !!

    عثمان ميرغني

    صودرت صحيفكم (التيار) من المطبعة ليلة أمس الأول.. والمصادرة تعني في المقام الأدبي غياب يوم كامل عن أحبتنا القراء.. وفي المقام المادي خسائر مؤلمة.. خسارة الكمية المطبوعة التي ندفع تكلفتها ثم نرميها.. وخسارة فقدان الإعلان المنشور.. ثم خسارة مصروفات التشغيل ليوم عمل كامل تبخر في الهواء.. رغم ذلك كله إلا أنني سأقول لكم ما قد يفاجئكم.. تعرضنا قبل بضعة شهور للمصادرة مرتين في يومين متتاليين.. وسبب لنا خسارة كادت تعصف بالصحيفة كلّها.. فالتيار صحيفة عصامية ليست ثرية، لكنها في المقابل وبفضل الله ليست غارقة في أي نوع من الديون المالية لأي جهة رسمية أو شعبية.. ولهذا أي عاصفة –مالية- تهزها هزاً يهدد مسيرتها. في كل مرّة تحدث مثل هذه العواصف نلجأ للخطة (ب)..

    وهي روتينية صارت محفوظة لجميع العاملين في التيار من صحفيين وإداريين وعمال.. بنودها كالتالي.. اجتماع عام للعاملين (صحفيون وإداريون) لتنويرهم بالوضع ورفع الروح المعنوية.. إرسال من يقوم بإعداد لافتات المسيرة.. ثم مسيرة (كداري) إلى مجلس الصحافة لتسليم مذكرة للبروفيسور علي شمو.. واتصالات بالفضائيات لزوم التغطية الخبرية.. ثم مذكرة للاتحاد العام للصحفيين بافتراض أنه الوعاء النقابي المنافح عن الصحافة.. وهنا مربط الفرس.. أمس الأول.. بعد مصادرة (التيار) نفذنا الخطة (ب) بحذافيرها.. وساعدنا في تنفيذ الخطة شرطة العمليات الذين هبوا لمحاصرة المظاهرة الاحتجاجية لأبناء التيار وزملائهم من الصحفيين المناصرين لهم من الصحف الأخرى.. شرطة العمليات بلباسها المميّز وعرباتها المدرعة وهيبة جنودها بالهراوات والبنادق.. حاصرت مقرّ صحيفة التيار.. مما ساهم في مزيد من الألق الجماهيري.. في آخر اليوم فوجئنا ببيان مرسل بالانترنت من اتحاد الصحفيين.. ليس معلوماً إلى من أرسل.. لكني قرأته وفمي مفتوح على الآخر من الدهشة..

    البيان (لف ودور) في مقدمات طويلة.. ثم بصعوبة بالغة وكأنه يبتلع حجراً ضخماً.. وفي آخر السطور نطق على استحياء كبير بأن مناسبته هي (الإجراء!!) الذي تعرضت له (التيار).. تصوروا !! سألت الأخ مكي المغربي مسؤول (الحريات!!) في الاتحاد .. ماهو (الغاصبكم) على إصدار مثل هذا البيان.. أليس السكوت أفضل من مثل هذه السيولة اللفظية وغياب الموقف.. قال لي مكي حديثاً ملخصه أنهم يراعون شعور الأجهزة الأخرى.. وأنه شخصياً وجد مثل هذا القالب الخطابي هو المستخدم في بيانات الاتحاد وسار على نهجه.. قلت للأخ مكي..

    نحن رفعنا المذكرات.. وخاطبنا الفضائيات. وكتبنا اللافتات.. وسيرنا مسيرة وهتفنا حتى بحت أصواتنا.. وحاصرتنا شرطة العمليات.. ومع ذلك.. آخر اليوم ذهبنا واجتمعنا مع إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. والله العظيم.. لم نجد إلا الاحترام والتعامل بمنتهى الجدية.. وشرحنا موقفنا لهم.. واستمعوا له بكل مهنية أيضاً.. فما الذي يخشاه اتحاد الصحفيين إن هو حاول أن يلعب دوره الحقيقي.. أليس موقف اتحاد الصحفيين هو ما يجعل شباب الصحفيين يفكرون في تكوين أجسام مهنية وتضامنية أخرى.. فيضطر اتحاد الصحفيين لإصدار بيان يطلب من الصحفيين عدم التعامل مع كيانات موازية.. لماذا يهرب اتحاد الصحفيين من دوره ثم يطلب من الآخرين (توقيره) كجسم نقابي؟؟

    التيار
    نشر بتاريخ 22-02-2012


    -------------------



    د.محي الدين تيتاوي
    التيار.. والبرنو.. والاتحاد؟: د.محيي الدين تيتاوي
    الخميس, 23 شباط/فبراير 2012 06:34


    كتب الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير التيار «المحروسة قضائياً» عبارات في عموده بأن الاتحاد أصدر بياناً عندما اوقفت صحيفته وصودرت بعد الطباعة من قبل السلطات الأمنية ووصف بيان الاتحاد بأنه خجول وأنهم قبل الاطلاع على البيان لجأوا للخطة «ب» وكتبوا اللافتات واتصلوا بالقنوات وتوجهوا لمجلس الصحافة.. وهذا ما كانت تفعله تلك الجماعات غير الشرعية كواجهات سياسية لأحزاب معارضة.. ولعله قد انضم إلى تلك الواجهات بسبب مصادرة صحيفته التي لم يحافظ عليها ولم يستمع للنصح الذي وجه له.. وذهب بعد ذلك لتلك الجهات الناصحة وانبرش امامها معتذراً ولكنه في ذات الوقت اعتقد أنه في مقابل تلك الإنبراشة في الخفاء يستطيع أن يوهم القارئ والرأي العام بأنه بطل من أبطال الشفافية والنزاهة والمهنية التي اختفت من عالمه وأمثاله في الآونة الأخيرة.


    عثمان ميرغني اتصل بي هاتفياً واتفق معي على أن يحضروا إلى دار الاتحاد دار الصحفيين الدار التي تدافع عن الصحفيين وحرية الصحافة بالطرق والوسائل والأساليب العلمية المتبعة عالماً، رحّبت بمقدمه وعبّرت له عن تضامننا في الاتحاد معه غير أنه لم يحضر لأن «تياراً» غالباً في صحيفته فرض عليه أن يغير وجهته ويذهب إلى حيث ذهبت الواجهات الحزبية المعارضة.. فكان له ما أراد وانتظرناه في الاتحاد حتى نهاية اليوم ولم يحضر.. ونحن في هذا المقام نود أن نقول له إننا نتعامل مع الناس «بأخلاق» وصدقناه وانتظرنا رغم ظروفنا الصعبة واعباء المعيشة الصعبة.. ومسؤولياتنا الأخرى غير شؤون الذين يخطئون في المهنة ويطالبوننا بالدفاع كما «يريدون» عن اخطائهم وخطاياهم.. وعدم مهنيتهم في تناول القضايا.


    وإليكم نص البيان الذي اصدرناه في ذلك اليوم وارسلناه له ولغيره من الصحف ووسائل الإعلام والمراصد بالداخل والخارج.. فإن لم يشفِ غليله فليأت من عبارات رافضة لمبدأ مصادرة الصحف وضرورة الاحتكام للقضاء وهو مطلب قانوني ورسالة تعبر عن موقف المجتمع الصحفي المحلي والخارجي حول حرية الصحافة.. وإن كانت لديه عبارات أقوى من تلك فليكتبها من صحيفته أو عموده اليومي أو ليقلها للقنوات الفضائية التي تستضيفه.. أو لو كانت لديه وسيلة مقاومة غير تلك الخطة البائسة «ب» التي ذكرها والتجأ إليها فليستخدمها.. وإذا كان مهندس الكمبيوتر عثمان ميرغني «الشفاف» لا يرى جدوى من هذا الاتحاد الذي لم يصوت له في الانتخابات لكي يعبر عنه أو ليمثله فليعد لنا بطاقة العضوية وليبحث له عن وعاء آخر يشبهه ويتوافق مع افكاره وطموحاته وطموحات شركائه الذين حرموه من استخدام منصبه للتوجه إلى المجلس فليفعل.. وأرجو ان يفعل ذلك في أقرب وقت ممكن.. سؤال بريء «ما علاقة البرنو» بالصحيفة!؟


    «نص بيان الاتحاد»

    بيـــان

    يؤكد الاتحاد موقفه الثابت والمبدئي من رفض مصادرة وإغلاق الصحف كما يطالب السلطات بضرورة الاحتكام للقضاء في حالة تضررها من كل ما تعده مخالفات قانونية.. هذا وسيبذل الاتحاد مساعيه مع الجهات المسؤولة لتغيير هذا المسار الذي يؤدي لمصادمة مستمرة بين الصحف والسلطات.
    إن الصحافة السودانية تقوم بدور رائد في تدعيم الاستقرار في البلاد وتوجيه النقد وإسداء النصح اللازم ومحاربة الفساد والوضع حاليًا يتطلب المزيد من الحرية والشفافية والمزيد من المسؤولية والالتزام بميثاق الشرف الصحفي وهذا ما يتحمل الاتحاد والصحفيون القيام به.


    يبذل الاتحاد مساعيه لمقابلة السلطات فيما يخص الإجراءات المتخذة إزاء صحيفتي التيار واليوم التالي بالإضافة إلى إغلاق الصحف وتعرض العشرات من الصحفيين للتشريد وفقدان الحقوق وكل قضايا الحريات الصحفية.
    الاتحاد العام للصحافيين السودانيين
    20/2/2012م

    (عدل بواسطة الكيك on 02-23-2012, 10:09 PM)

                  

02-23-2012, 05:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الإسلاميون) .. بين النوستالجيا واستحقاقات عودة الوعي

    خالد التجانى


    أين تكمن علة الحركة الإسلامية السودانية، ما داؤها وما هو دواؤها، وما هو سبب ورطتها الحقيقي، وهل من سبيل إلى مخرج من مأزقها العميق الحالي وما جره حكمها على البلاد والعباد، وكيف ذلك؟.
    تكاثرت أخيراً حمَّى المذكرات الاحتجاجية التي تداعى لها (الإسلاميون) بعد أن طفح الكيل ولم يعد من سبيل إلى الاختباء وراء حالة الإنكار واستمرار الصمت أو التغافل عن تبعات التيه الذي طال أمده وقد بانت عواقبه الخطيرة المنذرة أشد وضوحاً ليس بذهاب ريح حركة الإسلام السياسي في السودان فحسب، بل بتهديد وشيك غير مسبوق ينذر بذهاب ما تبقى من أوتاد الوطن.


    وشكراً لثورات الربيع العربي، وللشباب الذي أطلقوا شرارتها، إذ لولاهم لما اكتشف (الإسلاميون السودانيون) أن رياح التغيير والحرية والثورة على الاستبداد التي عمت المنطقة فضحت ذرائعية وضحالة المشروع السياسي لـ(الحركة الإسلامية السودانية) إذ ضبطتهم متلبسين بالوقوف في الجانب الخاطئ والخاسر من التاريخ، وزاد الأمر ضغثاً على إبالة أن الحركات الإسلامية في المنطقة التي شهدت صعوداً سياسياً غير مسبوق بمشروعية شعبية حقيقية مستفيدة من الرهان الصحيح على الحرية تجافت كلها عن تجربة رفيقتها السودانية وأنكروها ولم يروا فيها بفعل كثرة جرائرها ما يدعو إلى التأسي بها، وفضلوا الاقتداء بتجرية حزب العدالة والتنمية التركي يفتخرون بها على الرغم أن نجاحها تم في حاضنة علمانية، ولعل أبلغ شهادة سلبية وإدانة تاريخية في حق التجربة السودانية ما شهدت به رصيفاتها وكلها تنأى أن تُوصَمَ بها وبعضها كحركة النهضة التونسية كانت تُعد ذات يوم من مدرستها.



    وشكراً لاستقلالِ دولةِ جنوبِ السودان، الذي صادف عام الربيع العربي وتحولاته، فقد كشف على مضاضته أكبر جرائر حكم (الحركة الإسلامية) كافة، فالمشروع الذي برر لنفسه أخذ السلطة بالتغلب بدعوى إنقاذ البلاد انتهى إلى نقيض تعهدات بيانه الإنقلابي الأول تماماً حتى أن أحداً من قادة الحكم لن يجرؤ اليوم على ذكر بند واحد منها، فتقسيم البلاد تم دون تحقيق السلام الموعود، المقابل الذي كان ينتظر ان يكون مقبولاً شيئاً ما، في أكبر رهان خاسر عرفته طبقة حاكمة تصرفت في حقوق السودانيين بأجندة ذاتية بلا خشية من تبعة، وتوالت سِراعاً تَبِعاتُ التقسيم التي أدخلت البلاد في نفق ضيق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والمفارقة أن لا أحد هناك من المسؤولين الحاكمين يبدو مستعداً لتحمل المسؤولية السياسية والوطنية والأخلاقية بعد كل ما جرى، ويتصرفون ببرودة يحسدون عليها كالمعتاد كأن شيئاً لم يحدث.


    على كثرة المذكرات الاحتجاجية في الآونة الأخيرة وسط قطاعات واسعة من (الإسلاميين) التي تحمل ارهاصات بداية صحوة من غيبة وعي طالت لعقدين ونَيِّف، وبدأت تشهد تَحوُّلاً من مجردِ حالةِ تململٍ وتَذَمُرٍ من الأوضاع الراهنة إلى حالة حَرَاكٍ لا يزال يتلمَّس طريقه للتشكُّل ويحتاج إلى وقت ليتبيَّن مداه واتجاهاته وتأثيره الفعلي في مجرى الأحداث، ومع ذلك فقد أولت اهتماماً جد محدود لتشخيص عميق لجذور أزمة (الحركة الإسلامية) وانعكاستها السلبية البالغة الخطورة على مصير البلاد ومستقبلها، وافتقدت لطرح جديد جريء لاستراتيجية خروج عاجلة من النفق المظلم الذي تكابده البلاد.


    تجنح غالبية (الإسلاميين) إلى تحميل تلك الفئة المسيطرة حالياً على مفاصل سلطة (الحاءات الثلاث)، الحركة والحزب والحكومة، وهم للمفارقة الوجوه نفسها على تعاقب فصول السنوات العشرين الماضية وتقلباتها السياسية، باعتبارها الطرف الوحيد المسؤول بالكامل عما آل إليه سوء الحال والمُنْقَلَب الذي حاق بالحركة الإسلامية حتى بات السؤال عن حقيقة وجودها فعلاً مثاراً بقوة، وأحاط بالبلاد وأورثها هذا الوضع المأزقي المنذر بعواقب لا يعلم مداها إلا الله، ويذهبون في تشخيص الأزمة إلى أنها نتيجة لانفراد هذه الفئة بالأمر واستئثارها بالسلطة وتحكمها بالقرار في مصائر البلاد والعباد، وتجاهلها لمرجعية الحركة، وأن ذلك هو أس كل البلاء، وأن الحل يكمن في إعادة إحياء الحركة الإسلامية واستعادة وحدتها ودورها المرجعي وتجديد القيادات.


    وفي الواقع فإن هذا النمط من التفكير الغالب في أوساط (الإسلاميين) يعكس اتجاهاً محافظاً وعقلية تقليدية لا تبدو مدركة لحجم فقدان المصداقية الذي لحق بالحركة، ولا تبدو مستعدة لإصلاحات جذرية، بل تنكفئ على مسعىً واحدٍ واضحٍ يهدف بالأساس للمحافظة على الوضع الراهن مع إدخال بعض التحسينات الشكلية وتبديل في الوجوه تحت لافتة تغيير محسوب، محدود الأفق، ومنخفض السقف للغاية.


    ومشكلة هذا الاتجاه (الإصلاحي المحافظ) تكمن في أنه مع إحساسه بخطورة ما آلت إليه أحوال السودان بعد ربع قرن من سيطرة (الإسلاميين) المطلقة على الحكم في البلاد، وإدراكه أن أسباب استمرار وجود النظام تآكلت، وأن فرصه في البقاء آخذة في النفاد، حتى اضطر للتحرك ولو متأخراً في محاولة لا تخلو من عراقيل لتدراك ذلك وتبعاته، ومع ذلك لا يبدو أنه يدرك بصورة جيدة أن المطلوب للخروج من هذا المأزق المصيري أكبر بكثير من محاولات إصلاح محدودة وخجولة لا تخلو من السطحية والمظهرية، ولا تكاد تلامس جوهر الأزمة.


    ومن الخفة بمكان أن ينظر للأمور بعد كل هذه السنوات الطويلة من التجربة المتعثرة للحكم وكأن الأزمة هي مجرد مشكلة تنظيمية تتعلق بمغالطات حول وجود الحركة الإسلامية الفعلي، أو دورها المرجعي المفقود أو المسلوب، أو احتكار فئة للقيادة واستئثارها بالسلطة، الواقع أن هذا كله صحيح جزئياً، ولكنها تبقى مجرد نتائج عرضية، وأعراض لمرض دفين، وليس بأي حال من الأحوال أسباباً حقيقية لجوهر الأزمة، فأزمة الحركة الإسلامية الحقيقية التي ينبغي الاعتراف بها هي أزمة فكرية ومنهجية بالأساس ترتبت عليها ممارسة ذرائعية وميكافيلية للسياسة تحت لافتة شعارات إسلامية براقة دون التقيد بما يمليه الوازع الديني أو الأخلاقي المكافئ لمن يتجرأ على رفع مُثل الإسلام التي تتطلب درجة عالية من الالتزام والحس الأخلاقي والضمير الحي.


    ومأزق الحركة الحقيقي ليس وليد اليوم، فالنتائج الكارثية التي انتهت إليها وتواجه تبعاتها الآن تعود جذوره إلى ذلك التصور الفطير المحدود الأفق الذي تبنته باعتباره النموذج الإسلامي الوحيد المعتمد الذي تسعى لتطبيقه في السودان بلا وعي عميق بطبيعة تركيبة البلاد المتعددة الأعراق والثقافات والديانات، وبلا تجديد فكري واسع الأفق يستوعب هذا التعدد والتنوع ويستفيده في إرساء تجربة إنسانية ثرية تقوم على هدي الدين وتسامحه وسعته، لقد ذاع عن الحركة الإسلامية السودانية أنها حركة تجديدية، لكن إن بحثت فلن تجد لهذا التجديد المزعوم من آثار فكرية اللهم إلا من شذرات لم يثبت أبداً أنها كانت بحجم تحديات الواقع الاجتماعي في السودان ولا في مستوى تعقيداته، ولا شيء أدل على ذلك أن حصيلة ربع قرن من سيطرة الحركة على السلطة في البلاد هذه الحالة غير المسبوقة من الإنكفاء إلى القبلية والعنصرية والجهوية أدت إلى تقسيم البلاد وتنذر بالمزيد من التشرذم، وهو أمر لم يحدث اعتباطاً ولكنه نتيجة لسياسة مدروسة في إطار لعبة السيطرة على السلطة.


    كان كعب أخيل (الحركة الإسلامية السودانية) هذا الولع الشديد والمبكر بلعبة السياسة والتعجل للوصول إلى (السلطة) واعتبارها الطريق الأسهل والأسرع إلى إحداث التغيير الذي ترفع شعاراته متعجلة تحقيقه وفي حسبانها أن (السلطان) أمضى من (القرآن) وأفعل. وما كان في أمر الاهتمام بلعب دور سياسي مؤثر من بأس لو أنها التزمت طريقاً مشروعاً وممارسة تتفق وقيم ومقاصد الإسلام الذي ترفع راياته، وأن تظل السلطة مجرد وسيلة لتحقيق مشروعها وليست غاية في حد ذاتها. وقد تيسر لها أن تكون طرفاً فاعلاً في الساحة السياسية السودانية بدرجة أكبر بكثير من حجمها الجماهيري الحقيقي ما بين عقدي الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وبدت فرصها السياسية تزداد مع كل احتكام شعبي انتخابي.


    وستبقى خطيئة (الحركة الإسلامية) الكبرى وجنايتها التي لا تغتفر إقدامها على الإنقلاب العسكري في العام 1989، ولست هنا بصدد تقييم مبرراته ولا الموقف الأخلاقي للإنقضاض على نظام ديمقراطي كانت طرفاً فاعلاً فيه ومسؤولة عن حمايته والدفاع عنه وليس الإنقلاب عليه، ولكن أركز هنا عن جنايته على الحركة نفسها وما جره عليها، حيث تُقال الكثير من الأسباب من قبل قيادة الحركة في تبرير هذا الانقلاب، وبغض النظر عن وجاهة تلك المبررات حينها، ولو افترضنا جدلاً بأنه لم يكن هناك من سبيل لتفاديه، وأنه تم بموافقة وتراضي واسع من قادة الحركة إلا نفر قليل اعترضوا عليه، وأنه وجد حماسة كبيرة وتدافعاً لنصرته من قبل معظم أفراد الحركة، ومع تقدير كل تلك الحيثيات إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أنه قد جفت صحف ورفعت الأقلام ولا مجال لفتح هذا الملف وإعادة تقييمه والاعتبار بتجربته وأخذ العبرة والدروس منه، فالعبرة بالنتائج الفعلية والتبعات التي ترتبت عليه، ولا تكفي النيات مهما حسنت لطي صفحته، كما لا يمكن المكابرة وعدم الاعتراف بأنه الخطيئة الكبرى التي أسست لكل ما تلاه من خطايا، وأنها مهما عظمت فليست سوى ثمرات مُرَّةٍ للخطيئة الأولى.



    فقد كان المضي في طريق الإنقلاب قرار انتحاري قصير النظر، ربط مصير الحركة بقنبلة السلطة الموقوتة، لقد كان طريقاً ذا اتجاه واحد رهنت فيه الحركة الإسلامية مصيرها النهائي بمصير سلطة إنقلابية، وعندما تصل إلى السلطة بقوة السلاح فلا سبيل للمحافظة عليها إلا بالقوة، وستبدو أية محاولة لاحقة لإضفاء مشروعية شعبية عليها أمراً هزلياً بامتياز، وعندما تتحول المعركة إلى معركة وجود وبقاء بقوة السلاح وعنف السلطة وليست معركة من أجل القيم الإسلامية المرفوعة، فالنتيجة معروفة تذبح كل القيم الفاضلة على عتبة المحافظة على السلطة بأي ثمن لضمان البقاء في سدتها، وللمفارقة باسم الإسلام نفسه تُكبَّلُ الحريات، وتُنتَهَكُ الحرمات، وتُزهَقُ الأنفس، ويُحارب الخصوم في أرزاقهم وقائمة تطول ولا تنتهي من الأفعال التي يندى لها الجبين، وتبدأ دائرة جهنمية مفرغة في معركة بقاء لا تنتهي من أجل السلطة التي تحولت من وسيلة إلى غاية في ذاتها.


    يحتج نفر من (الإسلاميين) بأن الحركة كانت أكبر ضحايا انقلابها، وأن قادتها انقلبوا إليها وحلوها، أو أحالوها إلى التقاعد لا يستدعونها إلا عند الملمات، وحكموا باسمها وتركوهم يتحملون المسؤولية عن كل الأخطاء التاريخية الكارثية دون أن يكونوا شركاء حقيقيين في اتخاذ القرار، وهذا صحيح ولكن المشكلة هنا ليست في قادة الحركة وحدهم ولا يعني ذلك إعفاءهم من المسؤولية، ولكن تلك هي قواعد اللعبة ف(الإسلاميون) لم يتخذوا موقفاً مبدئياً ضد الانقلاب بل اعتبروه مشروعاً، وعدوا الوصول إلى السلطة والسيطرة عليها بالتغلب إنجازاً ومكسباً لا يمكنهم التنازل عنهم ولم يجدوا مندوحة حتى في الإطاحة بعراب النظام وزعيم الحركة من أجل الحفاظ على هذا الوضع، وليس لهم أن يحتجُّوا بعد ذلك إنْ ذاقوا من الكأس نفسه، وتَوَجَّبَ عليهم دفعُ ثمنِ غفلتِهم تلك، والذين استاءوا من رسالة الرئيس البشير للساعين إلى استعادة مرجعية الحركة التي رفض فيه الوصاية على الحزب الحاكم ولو من الذين أتوا به ينسون أن الحركة هي التي صنعت شرعية البندقية وكرستها، وليس لها اليوم أن تحتج عليها وعلى تبعاتها المنطقية وقد انقلب السحر على الساحر.


    وما من سبيل أمام (الإسلاميين) اليوم إلا التحلِّي بالشجاعة الكاملة، والوعي العميق، والأفق الواسع لإجراء مراجعة جذرية شاملة بداية من الأفكار المؤسسة للتيار الإسلامي وتصوراته الأساسية تأخذ في الاعتبار نتائج هذا الفشل الذريع للغارة الانقلابية التي جاءت وبالاً عليهم وعلى البلاد، ليس مطلوباً من (الإسلاميين) أن يكونوا ملائكة لا يخطئون، أو لا يسيئون التقدير، ولكن المطلوب بالتأكيد أن يكون هناك استعداد للتحلي بفضيلة المراجعة الحقيقية والاعتراف بالأخطاء وإعمال النقد الذاتي الامين، والعمل على إصلاحها بجد واجتهاد، وتعاليم الإسلام تهدي إلى أن (خير الخطائين التوابون)، والتيار الإسلامي سيظل موجوداً لا يمكن شطبه أو إلغاء دوره أو محوه، ليس بأشخاص بعينهم بالضرورة أو بهذه اللافتة أو تلك، وسيظل هناك من يدعون لتيار إسلامي رشيد لأنه يعبر عن أفكار وتوجهات لها جذور أصيلة في المجتمع السوداني، بيد أن أيَّ دور مستقبلي يعتمد في قيمته أو مداه، وقبل ذلك القبول به شعبياً، على القطيعة مع هذه النزعة الانقلابية على قيم الدين قبل أن تكون على الشرعية السياسية فقط من أجل الحصول على السلطة والمحافظة عليها بأي ثمن.


    وهذه المراجعة الحتمية للفكر الإنقلابي، ونبذه، والعمل على محو آثاره ورد الحقوق إلى أهلها، ليس ترفاً أو مما يمكن القفز عليه لِلَعب أي دور مستقبلي، أو الاكتفاء بالاختباء وراء عملية ترقيع سطحية تعنى بتبديل الوجوه والسحنات دون أن تغوص في عمق أسباب الأزمة. لأنه أصل وأساس كل المفاسد التي توالت لاحقاً، وليس لأحد أن يستغرب ذلك أو يغالطه، فالسلطة بطبعها تفسد فما بالك حين تكون سلطة مطلقة لا حسيب ولا رقيب عليها، كما ذهب إلى ذلك لورد آكتون ( السلطة تميل إلى الإفساد، والسلطة المطلقة مفسدة بالمطلق، والرجال العظام يسيئون غالباً في ممارستهم التأثير حتى دون سلطة، زد على ذلك الفساد الناتج عن السلطة المطلقة)، أليس في هذا التشخيص عبرة إذا كان لورد آكتون يتحدث عن حال السلطة في بلد ذي تقاليد عريقة في الديمقراطية كبريطانيا العظمى.


    ولم يذهب معاصره المصلح الإسلامي الكبير عبد الرحمن الكواكبي، الذي توفي في العام 1902 وهو العام نفسه الذي توفي فيه لورد آكتون، بعيداً عندما خلص في سفره العظيم (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) إلى نتيجة مماثلة بأن الاستبداد السياسي هو أصل داء الانحطاط في العالم الإسلامي، (ودواؤه دفعه بالشورى الدستورية) على حد تعبيره. ويصف الاستبداد بأنه (صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً التي تتصرف في شؤون الرعية بلا خشية حساب ولا عقاب محققين، وبلا إرادة الأمة).
    لقد أثبتت التجربة السودانية أن (الإسلاميين) وقادتهم على وجه الخصوص بشر عاديون ممن خلق الله، لم يمنحهم مجرد رفع شعارات إسلامية أية حصانة أو امتياز أخلاقي أو حماية من الوقوع في براثن مفاسد السلطة المطلقة، صحيح ان الإسلاميين ليسوا سواءً فمنهم من بلغه به الإيثار حد التضحية بنفسه من أجل المشروع الذي آمن به، بيد أن المفارقة جاءت من القادة الذين غلبت عليهم الإثرة فبدلاً من أن يستفيدوا من رصيد التضحيات الكبيرة هذه في إرساء القيم والحكم الراشد، حولوها إلى وقود لتحقيق المطامح الشخصية واحتكار السلطة والاستئثار بمكاسبها ومغانمها.


    ولو كان من درس بليغ وحيد من هذه المقامرة الخاسرة بالرصيد الأخلاقي للمشروع السياسي للحركة الإسلامية السودانية، فهو أنه لا سبيل لأي صلاح أو فلاح لأي مشروع سياسي إسلامي أو إنساني كان ما لم يقم على مبدأ الحرية، حرية الأمة في تقرير إراداتها الحقيقية واختيار من يحكمها بلا وصاية تحت أية ذريعة كانت، فإذا كان الخالق عز وجل أعطى لعباده الحرية حتى في حق الكفر به فلا يملك أي أحد أن يزايد على الخالق، ويا للجرأة باسمه تعالى.


    المطلوب من (الإسلاميين) الخروج من حالة النوستالجيا التي يحاولون بها استعادة التنظيم الموءود ومرجعيته المسلوبة لأن ذلك لن يغير شيئاً بلا مراجعة فكرية جذرية حاسمة، واعتراف بداء الاستبداد الذي جلبه الانقلاب، والعمل على إصلاح حقيقي يبدأ بأداء الأمانة إلى أهلها، إلى الشعب السوداني ليختار بكامل حريته وملء إرادته نظامه السياسي، وتحمل المسؤولية عن أية تجاوزات، وفي وقت تدهمنا فيه مخاطر متسارعة لا تحتمل ترف الانتظار واللجاج في معركة انصرافية، تبقى الفريضة الواجبة المطلوب أداؤها بإلحاح إنقاذ الوطن، وليس إنقاذ الحركة الإسلامية.
    [email protected][

    ---------------------


    الاسلاميون والتغيير القادم!!! ..

    بقلم: منى بكري أبو عاقلة
    الخميس, 23 شباط/فبراير 2012 12:27
    S
    Muna Abuagla [[email protected]

    ]
    هنالك من يرى أن جميع الاسلاميين الذين انتموا للحركة الاسلامية في يوم من الأيام، يحملون أوزارها وبالتالي يتشاركون مع حكومة الانقاذ في الاخفاقات والانتهاكات والفشل، وأن الكفر كله ملة واحدة. ولكني أختلف معهم في هذه الرؤى وأود أن أسوق الدلائل على ذلك. أولاً، لا يستطيع عقل – من عضوية الحركة الاسلامية المخلصة- أن يتصور أن تنقلب الحركة الاسلامية على مبادئها وتتنكر لها في لحظة من الزمن، وتأتي للسلطة عبر انقلاب عسكري.فبعد أنكانت الحركة الأكثر انفتاحا وتقدما واجتهادا وشورى، أصبحت الأكثر كارثية وتخلفاً وذلك بعد الانقلاب المشؤؤم.

    وما فتئت أردد أن أول أخطاء الحركة الاسلامية هو قيامها بالانقلاب وذلك نتيجة للتنكر لمبادئها التي عملت من أجلها، وبعدها، بدأت الحركة الاسلامية تتنكر لعضويتها كذلك، فألحقت بهم كل تنكيل وتشريد وقهر وظلم، بذات المنهج الذي انتهجته حين أتت بالانقلاب وانقلبت على مباديء الحرية والشورى والديمقراطية والعدالة،فقد استطاعت وفي وقت وجيز جداً أن تنقلب على أعضائها الذين وقفوا في وجهها، ونالت منهم بجدارة فائقة، حسدها عليها أعداءها، لأنهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا أن ينجزوا ما أنجزته الحركة، ولو تكتلوا أو شحذوا له كل استطاعتهم. ولم تقف الحركة الاسلامية عند هذا الحد بل انتهت إلى تقسيم البلاد بانفصال الجنوب، والتخلي عن حلايب، والفشقة، وما يزالون يعملون على التخلي عن أجزاء اخرى من البلاد وفق مخطط مشهور ينتهي عند الحدود المرسومة على خارطة مثلث حمدي.


    وأؤيد قولي أن فئة قليلة على رأس الحركة الاسلامية، فعلت أشنع الفظائع بالعضوية، فمنهم من قُتل ومنهم سُجن، ومنهمأُلحق به العار والخزي والذل، ومنهم من لم تأخذ بيدهوأردت به أسفل سافلين، ومنهم من نالت من همته وعزيمته، وأصبحوا أحياءاً كالأموات مشردين بلا مأوى ولا عمل وهم الذين بذلوا كل غالٍ ورخيص قبل هذا الانقلاب المشؤؤم. وتساووا بذلك مع قطاعات واسعة من المجتمع السوداني في الظلم والضيم والقهر الذي تعرضوا له. وأود أن أدعم ذلك بتجارب عملية حية من الواقع حتى يكون ظاهراً للعيان، أنه ليست كل عضوية الحركة الاسلامية مسؤولة عما حدث، بالمقام الأول، بل بسبب هذا الانقلاب الغاشم، ما زالت العضوية تعاني من أثر تجذر ذلك سلباً على المباديء والقيم التي آمنت بها. وإلا، لماذا اختفى أخيار وأطهار الحركة الاسلامية عن الأنظار؟؟؟ ولماذا لم يدلوا بدلوهم حول ما حدث ويحدث؟؟؟ وأين ومتى ستعج بهم الساحة السياسية مجدداً؟؟؟؟.



    هنالك من يعتقد أن الأزمات بدأت داخل الحركة الاسلامية بعد أن حدثت المفاصلة في 1999م، وانشقت الحركة الاسلامية إلى حزبين، المؤتمر الوطنى والشعبي. ولكن المتابع للأمور، يمكنه أن يقول أن الأزمات بدأت قبل ذلكبكثير، وذلك حين أرست الحركة الاسلامية للقبلية وللغبن وللاضطهاد وللظلم في وسط عضويتها، ودعمته بالتزوير لإرادة عضويتها، وذلك عبر انحيازها لمرشح المركز عن طريق التزوير، وحدث ذلك في المؤتمر القومي العام، للمؤتمر الوطني عام 1997م (قبل المفاصلة) حين تم تزوير نتيجة الانتخاب للأمين العام للمؤتمر الوطني، لصالح د.غازي صلاح الدين (مرشح المركز) على حساب (مرشح الهامش) الدارفوري الأستاذ، الشفيع أحمد محمد، الأمر الذي ولّد حنقاً وظلماً بات مستشعراً في أوساط أبناء دارفور، ثم برز للعلن (الكتاب الأسود) الذي يحكي غبن أهل الهامش لصالح المركز ويؤسس ويرسي لقبلية مقننة. الأمر الذي فتح الباب لظهور المذكرات تلو المذكرات، وما زالت تترى.


    ثم بعد ذلك أتت المفاصلة الشهيرة، وهنالك من أنضم الى حزب المؤتمر الوطني وأخرين أنضموا إلى حزب المؤتمر الشعبي، وهنالك من لم ينضموا إلى هؤلاء أو الى أولئك وهم كثر. بعد المفاصلة الشهيرة، انصب الاهتمام الكبير من حزب المؤتمر الوطني على محاربة وتهميش عدد مقدر من أبناء الحركة الاسلامية الذين لم ينضموا إلى صفوف المؤتمر الوطني، وحاولوا إغرائهم وترغيبهم بكل السبل حتى يذعنوا ويعلنوا انضمامهم لصفوف المؤتمر الوطني، وازدادت الحرب ضراوة على كل من رفضالانتماء.


    وقتها، سمعنا بكثير من التحذيرات والوعيد والتهديد، للعضوية التي لم تسارع بانضمامها، ونال بطشهم الجميع، وفي نهاية الأمر تساوى لديهم الأمر ولم يميزوا بين من انضموا للمؤتمر الشعبي وبين من حادوا ولم يميلوا للمؤتمر الوطني أو الشعبي، فهنالك من تم تصفيتهم، وهنالك من تم اعتقالهم، وهنالك من حاكت ضدهم الدسائس وزج بهم في السجون، وهنالك من تم إبعادهم من وظائفهم. فكانت مجرد الشبهة دليل كافي على إعلان الحرب والتي أُتخذت فيها كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة.


    ونتيجة لسياسة الإقصاء والتهميش، صار عدد كبير من عضوية الحركة الاسلامية مشردين، مهمشين، بلا عمل وبلا مأوى.ونهج حزب المؤتمر الوطني لذلك اتجاهين، سياسة الترهيب،بالإمعان في التحقير والإذلالوبالطرد من الوظائف. والاتجاه الثاني، هو سياسة الترغيب بالمال والمناصب المغرية.وأذكر أن الحرب قد بدأت بالخدمة المدنية، فكما حدث بعد مجيء ثورة الانقاذ وقيامها بإقصاء كل من تعتبرهم غير موالين لها، تكرر ذلك وشمل الكثيرون، ومواصلة لسياسة تمكين الخدمة المدنية، تم إقصاء كثير من عضوية الحركة الاسلامية التي لم تعلن انضمامها للمؤتمر الوطني. كانت حرب عاصفة لا رحمة فيها ولا هوادة، وتجلت فيها عبقرية فئة قليلة من الحركة الاسلامية وتفننت في إيجاد السبل لمحاربة عضويتها وطالت حتى من كانت له أعمال تجارية بالسوق ومنهم من تم مصادرة تجارتهم ومنهم أغلقت مكاتبهم وصودرت معداتهم.وعندها، توارى الكثيرون من عضوية الحركة عن الأنظار وأختفوا، وزهدوا في كل شيء، وحتى قبل ذلك،

    ومن لحظة مجيء الانقلاب توارى البعض منهم. الأمر الذي مهد الطريق للكثير من الوصوليين والمتسلقين الذين استغلوا تنكر الحركة لمبادئها وحربها الشعواء التي شنتها على عضويتها المخلصة واستطاعوا التأثير على الحركة الاسلامية ونصبوا أنفسهم على أجهزة الحزب والدولة.


    وما أود قوله هو أن الحركة الاسلاميةكانت هي الهرة التي أكلت بنيها ومن قبلها خالفت مبادئها وقيمها، وعمد قلة من الأشخاص بإدارة شئون الدولة وفق أمزجة وأدواء شخصية لا تخدم سوى مصالحها. أذكر أنني قلت لأحد المعارضين في حوار دار بيننا، وكان موجهاً لي اتهاماً محملاً، ما صار إليه حال الوطن. قلت له: أننا دفعنا الثمن باهظاً، أكثر بكثير مما تتصورون، رغم أنكم تنظرون إلينا بأننا ثلة واحدة وتحملونناأوزار حكومة الانقاذ وأننا منها براءون،وأن لنا شروط نتوافق عليها حتى تتبرأ وتتوب عما فعلته وتفعله. وأول ما عليها فعله، هو، إدانة منهج الانقلاب واستلامها الغاشم للسلطة بالقوة، وأن يتبع ذلك، تخليها عن السلطة فوراً، وإسقاطها للنظام القائم، على أن يكون ذلك، بالعمل مع كل القوى الاجتماعية والسياسية مجتمعة لإيجاد بديليتفق ويتراضى عليه الجميع، ويعمل على ترسيخ اسس أقوى للديمقراطية والمؤسسية واطلاق الحريات.
    وأعتقد أنه إذا تم تأمين وتنفيذ تلك الشروط والتي أجزم أن هنالك الكثيرون من عضوية الحركة الاسلامية وغيرهم من الحادبين على مصلحة الوطن من القوى الاجتماعية والسياسية، أفراداً وجماعات، سيؤمنون بها وسينتظرون وقت تمامها.



    /B]
                  

02-24-2012, 11:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)




    الحركة الإسلامية – الخطايا القاتلة وإعادة إنتاج الفشل.
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحركة الإسلامية – الخطايا القاتلة وإعادة إنتاج الفشل.


    بقلم : خليفة السمر ي - المحامي.


    في مقالةٍ له نشرت في جريدة الصحافة بتاريخ 19 فبراير تحت عنوان (خطايا قاتلة في مسيرة الحركة الإسلامية)، ذهب البروفيسور الوقور الطيب زين العابدين إلى القول بأن ( النموذج البائس للنظام الإسلامي الذي قدمته حكومة الإنقاذ طيلة تربعها المتطاول في السلطة جاء نتيجة لأخطأ قاتلة وقعت فيها ابتداءً الحركة الإسلامية ثم تبعتها في ذات الطريق المعوج حكومة الإنقاذ ليس عن طريق الصدفة أو الجهل ولكن عن تقدير استراتيجي خاطيء وإصرار على ذات النهج بسبب ضبابية الرؤية الإسلامية واختلال الأولويات وحب السلطة والجاه)، وبناءً على هذه التوطئة ، عدد لنا البروفيسور الطيب ستة أخطاء، (سماها الخطايا القاتلة في مسيرة الحركة الإسلامية)، مع أن هذه الأخطاء أو الخطايا التي عددها هي في حقيقة أمرها كلها نتيجة لسبب واحد، هو ضبابية الرؤية الإسلامية التي أقر البروفيسور في توطئة مقالته بتورط الإسلاميين فيها.


    ضبابية الرؤية التي ذهب إليها البروفيسور الطيب تطابق في وجهة نظري تماماً غياب المنهج، لذلك كان حريٌ بالبروفيسور الوقور أن يقف بنا عند منهج الحركة الإسلامية يُشَرِحُهُ ويُعمل فيه مبضع الجرَّاح ليقف على مواطن الضعف فيه، بدلاً من أن يحيلنا إلى نتائج من بديهيات المقدمة التي ذهب إليها في مقالته - مقدمة(ضبابية الرؤية الإسلامية) أو غياب المنهج -، وفي ظني أنه ما تورط في هذا القصور النقدي إلا بسبب أيديولوجيا صحبها زمنا طويلا وما حرى لنفسه منها فكاكا، ذلك أن الأيدولوجيا دوماً تفسد مهمة المراجعة ونقد الذات حال كونها تنافي المعرفة وصرامتها الموضوعية، وعن مثل هذا التنافي يقول الدكتور حيدر إبراهيم علي في كتابه "مراجعات الإسلاميين كسب الدنيا وخسارة الدين" يقول لنا :


    ( ....هناك مشكلة تلازم أصحاب الأيديولوجيا والعقائد حين يحاولون النقد والمراجعة، فهم يعلنون خروجهم من الحزب أو التنظيم لكي يضفوا على مواقفهم قدراً من الحياد والموضوعية ،إنهم يخرجون من التنظيم ولكن التنظيم لا يخرج منهم)، ومع أن الدكتور حيدر إبراهيم ذهب في ذات كتابه السابق ذكره ، إلى أن البروفيسور الطيب تميزت كتاباته بقدرٍ كبير من النقد والمراجعة، إلا أننا نزعم أن جواد البروفيسور قد كبا في المقالة المنشورة له بعنوان (خطايا قاتلة في مسيرة الحركة الإسلامية)، فقد ذهب البروفيسور الطيب متعه الله بالصحة وأمد في أيامه يعدد علينا الخطايا على نحوٍ تراتبي مع إنها من بدهيات غياب المنهج، لكنه تحاشى أن يبين لنا منهج الحركة الإسلامية والآليات البديعة في ذلك المنهج التي أنتجها العقل الإسلامي السوداني خلال مسيرة الحركة الإسلامية الطويلة تحسباً لوقوع هذه الخطايا؟ إننا نزعم أنه لا يوجد منهج سوى منهج (ضبابية الرؤية الإسلامية) الذي أقرَّ به البروفيسور الطيب، وما اختلال الأولويات وحب السلطة والجاه ..إلخ ما ذهب إليه البروفيسور الوقور في مقالته إلا مترتبات حتمية لتطبيقات المنهج المذكور (منهج ضبابية الرؤية)، فمن يركب السفين ويمخر عباب البحر بلا بوصلة ولا هداية، فلا يحق له أبداً أن يحاكم نتائج اختياراته، حال كونه سلك من البداية طريق الإنتحار وتدمير الذات.وهذا في الحقيقة ما فعلته الحركة الإسلامية بنفسها وبأهل السودان جميعاً حين مخرت بسفينهم بحراً خضماً من غير أن تقف مع نفسها يوماً لتتقن ولو فناً واحداً من فنون ركوب البحر.


    الإسلامية أعدت دراسة جادة في العام 1966م أورد ملخصها الأستاذ بابكر حسن مكي في كتابه (نميري – الإمام والروليت)، وموجز تلك الدراسة أن هناك عقبات عملية تقف حائلاً دون قيام الدولة الإسلامية في السودان ( عشر عقبات عملية) ، أهمها قضية الجنوب، والواقع الدولي العلماني، وعدم تقبل دول الجوار للمشروع الإسلامي والتحالف المتوقع بين الكنسية الحبشية والكاثوليكية ضد المشروع إلى غير ذلك من العقبات التي وردت في الدراسة، لكن للأسف ذهبت الحركة قدماً في تطبيق مشروعها الضبابي الرؤية من غير أن تجيب إجابة منهجية على الأسئلة التي طرحتها الدراسة المذكورة، وتماهت مع هذه القضايا الجادة بشيزوفرينا فكرية حادة، وطفقت تطرح طرحاً لا يختلف عن طرح التيارات العلمانية في شيء ثم يضطرها الشعار الإسلامي إلى إفراغ ما طرحته من مضمونه، وكل ذلك بسبب غياب المنهج، وخذ مثالاً على ذلك ما ورد في البند ثانياً من ميثاق الجبهة الإسلامية القومية (ميثاق السودان 1987م)، تحت عنوان الأصل والوطن فقد ورد فيه ( السودان وطن واحد يتحد شعبه بولاء وطني قومي، لكنه يتباين بأصوله العرقية وكياناته العرقية والثقافية المحلية..إلخ)، فالولاء هنا للوطنية والقومية لا للدين، وهذا تماماً مثل ما يقول به العلمانيون تحت شعار (الدين لله والوطن للجميع)، لكن في ظل غياب المنهج الأداتي سرعان ما يبلع الإسلاميون مثل هذا النص فقط ليمايزوا أنفسهم عن التيارات الليبرالية والعلمانية الأخرى ونتيجة لذلك شرعان ما يتورطوا في مواقق خطابية تناقض موقف الأمس تماماً، وللوقوف على كثير من مثل هذه التعارضات لك أن تلقي نظرة على دستور 1998م أو على القانون الجنائي لعام 1990م وتقارن بين ما جاء فيهما وبين الخطابة السياسية اليومية للحركة، ومثل ذلك كثير، لذلك فإن المسألة ليست مسألة خطايا ناتجة عن قصور في التطبيق، وإنما القضية قضية غياب منهجية كان المؤمل أن يكون وجودها عاصماً للحركة الإسلامية من الذلل.


    يقول البروفيسور الطيب في مقالته : (أولى هذه الخطايا - أي خطايا الحركة الإسلامية - النظرة المبالغ فيها لدور السلطة في إحداث التغيير الإسلامي المنشود ،ومن ثم أهمية العمل السياسي على غيره )، ونحن نسأله أين منهجية الحركة الإسلامية العملية بشأن السلطة وما هو تصورها لهذه القضية ، بداءً من الوصول إليها؟ ومروراً بأدوات حفظ توازناتها وانتهاءا بالغاية منها؟ في مقالته موضوع هذا النقاش جفل البروفيسور الطيب عن هذا وأخذ يحدثنا عن أنهم في الحركة الإسلامية انقسموا إلى تيارين، تيار سياسي قح ، وآخر تربوي فكري دعوي إجتماعي، وقال لنا إن التيار الأول انتصر وتغلب على هذا الأخير وأدى ذلك إلى وقوع إنشقاق الحركة عقب مؤتمر فبراير 1969م، لكن لم يقل لنا شيئاً ولو قليلاً عن منهجية كلا التيارين المتغالبين من قضية الدولة الإسلامية وعلاقاتها بالسلطة وماذا يريدان أن يفعلا بها – أي السلطة - إن هي جاءتهما تجرجر أذيالها، لا شك أن ضبابية الرؤية الإسلامية ، هي إجابته الحاضرة، حال كونها المنهج الفكري الوحيد المتوفر لدى الحركة الإسلامية يوم أمس وحتى الآن، ولا شك أنه عند غياب المنهج فإن الوسيلة التي يتم بها الوصول إلى السلطة لا تصبح قضية، فأنا على مثل اليقين في نفسي بأنه حتى لو وصلت الحركة الإسلامية إلى السلطة بوسيلة غير الوسيلة التي تأباه عليها البروفيسور الطيب (الإنقلاب العسكري)، فإن النتيجة لن تكون أفضل من النتيجة التي جفل منها وحاول نسبتها إلى إنقلاب الإنقاذ، وكأنه لا يدري أن الإنقاذ هي بنت الشهوة التي انتابت الإسلاميين في فجر ذلك اليوم المعلوم ، يقول البروفيسور الطيب:


    ( إن المودودي رفض طريق العنف والإنقلابات العسكرية، وأنه حين سأله في مطلع السبعينات عن سبب رفضه الإنقلاب العسكري وهل هو ديني أو حكمة سياسية، قال له: حكمة سياسية)، وأقول في هذا الصدد إن الحكمة السياسية التي غابت عن كادر الحركة الإسلامية السودانية في الثلاثين من يونيو 1989م كانت حاضرة لدى المودودي لا لشيء سوى أنه كان صاحب منهج، وهذا ما ينقص الحركة الإسلامية السودانية، يقول المودودي في كتابه نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور «ص92» من طبعة مؤسسة الرسالة يقول ما نصه ( ... ومن الناس من يقول بتأسيس دولة قومية للمسلمين ولو غير مستندة إلى قواعد الشريعة الغراء، يقولون به ويدعون إليه ويغتنمون هذه الفكرة في المرحلة الأولى، ويزعمون أنه إذا تم لهم تأسيس دولة قومية يمكن تحويلها تدريجاً فيما بعد إلى دولة إسلامية بوسائل التعليم والتربية وبفضل الإصلاح الخلقي والاجتماعي ،ولكن شهادات التاريخ والسياسة وعلوم العمران تفند مثل هذه المزاعم ،وإن نجح مشروعهم فلا شك يكون معجزة (.....) فليت شعري كيف يمكن أن تكون دولة قومية مؤسسة على طراز الديمقراطية عوناً لنا ومساعداً في استكمال هذا الإصلاح السياسي وإنجاز مهمته)أ.هـ، فالمنهج في ذهن هذا الرجل المفكر (المودودي) واضح ، فقد أدرك بعين الخيال علاقات المعطيات المتوفرة لديه، ومن ثم أيقن بأن الدولة القومية لن تنتج دولةً ذات رسالة إسلامية أبداً بغض النظر عن وسيلة الوصول للسلطة ، وما دام أن غايته دولة الإسلام فإنه رأي ألا داعي للمقامرة بانقلاب عسكري لا يحقق النتيجة المرتجاة، فلو كان للبروفيسور ورفاقه منهج واضح مثل هذا المنهج لكان عاصمهم من الذلل وتوريط أنفسهم والناس معهم في هذا الفشل الذي نحصد ثمرته الآن تمزقاً وشتاتا.


    يحدثنا البروفيسور الطيب زين العابدين في مقالته ويقول لنا: بعد تحقق الهدف المرجو (الإنقلاب) وقعت المفاصلة بين المنشية والقصر وأن الصراع فيها أساساً كان على السلطة والنفوذ، ويحدثنا عن الهزيمة الأخلاقية التي لحقت بكادر الحركة الإسلامية بعد الإنقلاب وميلهم إلى الدنيا، وذبحهم في سبيل ذلك للحركة الإسلامية بحلها..إلخ ما ورد في مقالته في هذا الصدد، وفي هذا نقول ما قال هوبز :( المجتمع المدني مقابل الطبيعة )، بمعنى آخر ،أنه بني على قوانين ونواميس وبنيات لا شعورية صارمة تماماً مثل تلك التي تهيمن على الطبيعة، الإنسان هيمن على الطبيعة نسبياً بإكتشاف نواميسها وقوانيها، وهذا ما ينبغي على المفكر الإجتماعي أن يسعى إليه فيما يخص المجتمع، وبما أن السياسة ضربٌ من الاجتماع والعمران ، فإن السائس لا يكون ناجحاً إلا إذا خبر النفس البشرية وذهب يوجد آليات تقويمها وإصلاحها، الإنسان – أي إنسان – مجبول على حب السلطة والنفوذ وميال إلى الشهوات طبيعةً، على هذا النحو خلقه الله ، (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) الآية، هذه هي الطبيعة والفطرة البشرية، كلنا نحب السلطة والنفوذ ونميل للشهوات ومنها المال أنا وأنت وبروفيسور الطيب، والسؤال ما هو المنهج العملي الأداتي التطبيقي الذي أوجدته الحركة الإسلامية السودانية - كحزب سياسي يريد إصلاح الحال – لضبط وتهذيب هذه الطبائع البشرية، بغض النظر عن آلية الوصول إلى السلطة، (إنقلاب أو إنتخاب ديمقراطي)، لا شيء، لقد أحالتنا الحركة الإسلامية إلى شعاراتية ساذجة وكانت أداتها في ذلك الإرتكان إلى مسألة طبعها الزيادة والنقصان ،هي مسألة التقوى، بعد أن أجتزأت آية (إن خير من استأجرت القوي الأمين) من سياقها وأفرغتها من مضمونها، ولم تقف على معنى أن موسى عليه السلام – وهو نبي معصوم - تحدث في هذه الآية عن حاله هو لا عن حالنا نحن الضعفاء ،



    لكن بطريقة سحرية انسحبت هذه الآية ليكون موضوعاً لها كل من أرخى لحيته وتمظهر بمظاهر التدين، ففي ظل غياب المنهج العملي الأداتي الزمني عند الإسلامين أصبحت التقوى والتدين الشكلي الآلية اليتمية الوحيدة المناط بها حفظ النفس البشرية من الإنحراف، مع أن أمر التقوى والتدين في تذبذب دائم، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع أحدهم دينه بعرض الدنيا)، فإذا كان أمر التدين على هذا النحو من التقلب فما هي الآلية العملية التطبيقية التي أوجدها منهج الحركة الإسلامية لمناضهة أمراض النفس الإنسانية حين تحفها شهوات المال والسلطة والجاه؟. نفس هذا الأمر يقال بصدد موقف الحركة الإسلامية من قضية التدافع ، فقد اكتفت بالخطابة ترتل صباح مساء قوله تعالى ( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) لكنها في ذات الوقت لم توجد آليات عملية تطبيقية لإنزال هذا النص القرآني إلى واقع حياة الناس،لا بل بدلاً من ذلك سعت بموجب سياسة التمكين إلى تكسير آليات التوزان والتدافع الموروثة من العلمانية السودانية، فأصبح حالها كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وكل ذلك بسبب غياب المنهج، فلا منهج سوى منهج ضبابية الرؤية، كما ألمح إليه البروفيسور الطيب، فأنت مثلاً إذا ذهبت تقارن بين فكرة منهجية مثل فكرة ( حزب الجامع) عند الصادق النيهوم – على العلمانية المتهم بها – أو بين فكرة (إجماع الأمة) عند علال الفاسي، وبين مصطلح (التوالي) الذي صكه لنا الشيخ الترابي، تجد الأول والثاني واضحين في طرحهما وضوحاً لا يقبل التأويل، بينما تجد الأخير محاطٌ في طرحه بطلاسم من الغموض تماماً مثل طلاسم العرافين والكهان، هذا في إطار التعاطي مع قضية ظاهرة هي حكم الأغلبية والتدافع السياسي كأدوات خبرها العقل البشري لحفظ توازن مصالح الناس المتعارضة، وكيف يتم التأصيل لها من الدين، فكيف بالمسائل التي تقبع في البنيات اللاشعورية للمجمتع؟، نعم لقد كان غياب المنهج كارثة الحركة الإسلامية السودانية حين تقدمت إلى القيادة وليس في جعبتها إلا فن الخطابة، فكانت النتيجة هذا الحصاد المر الذي نتجرعه الآن، والأخطر من ذلك محاولة إنتاج الفشل، بإعادة تنظيم الإسلاميين المحبطين من تجربة الإنقاذ بتأسيس حزب إسلاميٍ سياسي جديد يجمع شتاتهم ويواسيهم في مشروعٍ توزع دمه بين قبائلهم الفكرية، ووجه الخطورة الذي أخشاه في هذا الصدد ليس في مجرد إعادة التنظيم، وإنما في المبادرة إلى ذلك بلا رؤية ولا منهج عملي تطبيقي، فكلنا سمعنا عن مبادرة الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم عبر صحيفة الإنتباهة ودعوته إلى أن يكون البروفيسور الموقر الطيب زين العابدين رباناً لهذا التنظيم الإسلامي المقترح، وسمعنا كذلك عن الدعوة لتسجيل حزب باسم الحركة الإسلامية السودانية ،


    لكن للأسف لم نسمع حراكاً فكرياً أو نقاشاً معرفياً جاداً يتعرض بالنقد المعرفي الموضوعي لنقائص حركة إسلامية خاضت معترك الحياة السياسية منذ الأربعينات ولم تنتج إلا الفشل، فإذا كان ذلك كذلك فإن مجرد إعادة الهيكلة والإهتمام بالجانب الحركي التنظيمي لن يحل أزمة الحركة ، ولن يعالج داء الشيزوفرينيا الفكرية الملازم لها في مجابهتها لقضايا السياسية السودانية، فالجانب الحركي مجربٌ وقديم وأنه مثل الثور تماماً لم ولن ينتج لنا حليبا، في ظل غياب الرؤية وضبابية المنهج،



    ولا أعتقد فيما يتعلق بقضية السياسة أن لدى كوادر الحركة الإسلامية المقدرة على الإتيان بما لم يأت به الأولون، فالبشرية بتجاربها وبتراكم خبرتها الطويلة وصلت بعقلها الزمني إلى أن آلية الديمقراطية بصورتها الليبرالية هي الأداة الوحيدة الكفيل بها حفظ توازنات القوى والتدافع في المجتمع، بل زعم منظري الليبرالية وديمقراطيتها أنها نهاية التاريخ وخاتمة أفكار البشر، فهل يا ترى يبدع لنا العقل الإسلامي السوداني المحبط من ماضيه القريب منهجية ما بعد نهاية التاريخ لتكون تنزلاً عملياً تطبيقياً لقوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، أم أن الأمر لن يجاوز التماهي مع إبداعات العقل الغربي الليبرالي؟ هذا ما تكشف عنه الأيام مثلما كشفت عن الوهن في فكرٍ سياسي أعتقد بعض الناس - حد التصنيم - بصلاحه زمناً طويلاً ، والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،

                  

02-24-2012, 12:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    كمال عمر : عمر البشير حول قيادة المؤتمر الوطني إلى سكرتارية خاصة به
    February 24, 2012
    (حريات)

    قال الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي بان تعديلات قيادة المؤتمر الوطني الأخيرة استهدفت الذين لهم علاقة بالمذكرة الإصلاحية ، كما استهدفت الشخصيات التي يمكن ان تنتقد الأوضاع القائمة ، من استبداد وفساد .

    وأشار كمال عمر في تصريح لـ (حريات) إلى إزاحة ابراهيم أحمد عمر واحلال أمين حسن عمر مكانه ، وإزاحة عوض الجاز ، واحلال حامد صديق بديلاً عن نافع علي نافع في الاتصال التنظيمي ، وقال ان حامد صديق من المقربين للطيب مصطفى ومنبره المسمى السلام العادل ، وتعيينه في هذا الموقع الهام يشير إلى التحالف الناشئ بين المشير البشير وبين المجموعات المتطرفة دينياً وعنصرياً ، كما يؤكد انه قد شرع فعلياً في تأسيس حزبه الخاص داخل المؤتمر الوطني .

    وأضاف ان التعيينات الجديدة أتت بشخصيات أضعف وأقل تأهيلاً من القيادات التي أطيح بها ، مثل حسبو محمد عبد الله الذي تولى الأمانة السياسية ولم يعرف عنه إهتمام أو معرفة بالسياسة ، وكان في الأمن الشعبي وأحد المتهمين بالتورط في جرائم دارفور ، وكذلك سامية أحمد محمد التي تولت أمانة الفئات بدلاً عن علي عثمان ، وقال ان القيادة الجديدة تصلح كسكرتارية خاصة لعمر البشير ولا تصلح لقيادة حزب سياسي


    ------------------


    تعديلات الوطني.. ملامح حكومة جديدة .
    الجمعة, 24 شباط/فبراير 2012 08:26


    . أسامة عبد الماجد

    أخيراً وبعد ردح من الزمان كفر المؤتمر الوطني بالمثل «تمخض الجبل فولد فاراً».. بعد أن قام بإحداث تغييرات جذرية في كابينة قيادة الحزب الممثلة في أمانات المكتب القيادي.. وهو تغيير من المؤكد أن يُحدث تحولاً جذريًا في الحزب الحاكم وربما يشي بتغيير قادم للحكومة نفسها بعد أن تم إبدال كل أمناء القطاعات الستة «الاقتصادي، الفئوي، الفكري الثقافي، التنظيمي، السياسي» فيما لم يُحسم أمر قطاع العلاقات الخارجية الذي يتولّى أمره مصطفى عثمان.. وهو تغيير كبير لم يحدث منذ زمن طويل داخل المؤتمر الوطني مما يستوجب محاولة التمعُّن فيما جرى بشأنه.

    غياب الكبار


    أهم علامات التعديلات كانت إبعاد القيادات التاريخية من الملفات وهو التغيير الحقيقي الذي تنشده قواعد الحزب ويؤكد أن ماجرى كان فيه استجابة للحراك العام فتم إبعاد إبراهيم أحمد عمر عن قطاع الفكر والثقافة وهو تغيير متوقع خاصة وأن إبراهيم أقر بعدم قدرته على إدارة القطاع فكان بديله شخصية مناسبة جدًا وهو الوزير أمين حسن عمر، وفي الإتيان بأمين عدة دلالات أولها احترام الحزب للملف التنفيذي الذي يتولاه وهو ملف تنفيذ سلام دارفور، فلا يُعقل أن يكون ممسكًا بمثل هذا الملف دون أن يكون له وجود في الحزب فضلاً عن أن الفكر والثقافة تتناسب تمامًا مع أمين الذي هو مشروع مفكر، وتتلمذ على يد حسن الترابي ثم اختط نهجًا خاصًا به كما أن أمين يعد من زمرة الشباب.


    التغيير الكبير والثاني ما حدث في رئاسة القطاع الاقتصادي حيث أُبعد د. عوض الجاز الذي ظل شخصية مألوفة في الحزب والحكومة لفترة طويلة جدًا ربما تدعو للملل وتمت تسمية محافظ البنك المركزي الأسبق صابر محمد الحسن، وواضح جدًا أن الوطني ضرب عصفورين بحجر الأول وهو المهم هو تفريغ الجاز لأهم ملف وهو ملف النفط والذي سيجعل الإنقاذ بين خيارين إما مواصلة المسيرة أو تلحق بها صفة النظام السابق، وواضح أن الجاز يعد في مفاجآت، إذ يبدو عليه الاطمئنان، العصفور الثاني هو تسمية صابر ومعنى ذلك محاولة الحزب الاستفادة من علاقاته الخارجية خاصة مع الغرب في مجال المال، وقد برز مؤخرًا بشكل لافت في مفاوضات الحكومة مع دولة الجنوب مما يؤكد علو كعب الرجل في حزبه، فضلاً عن عدم تعيين وزير المالية علي محمود في منصب الجاز علامة واضحة لتخفيف العبء عنه حتى يتفرغ لتنفيذ مشروع البرنامج الإسعافي الثلاثي.



    التغيير الثالث هو تعيين نائب الرئيس الحاج آدم يوسف أمينًا للقطاع السياسي بديلاً لقطبي المهدي الذي خرج نهائيًا وهو تغيير متوقع وطبيعي لمكانة الحاج في الحكومة وكذلك الحزب.. لكن واضح أن أدوار قطبي بدأت في الاضمحلال داخل الحزب، ولعل ظروف الرجل الصحية حالت بينه وبين المناصب داخل الحزب، كما أن الملاحظ أن تصريحاته ظلت ولفترة طويلة تتضارب مع تصريحات لقيادات أخرى وكأنما هناك حلقة مفقودة في أداء المهدي.
    نائب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية د. نافع علي نافع هو الآخر «هبشه» التغيير حيث خفف العبء عنه بتكليف المهندس حامد صديق بقطاع التنظيم الذي كان يتولاه نافع بجانب مهامه الأخرى.


    إبعاد نائب رئيس البرلمان سامية أحمد من أمانة المرأة للقطاع الفئوي كان موفقاً لجهة مكوث سامية لفترة طويلة بأمانة المرأة وقد أُسند لها رئاسة القطاع الفئوي بديلاً لوزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي، ويبدو أن الحزب يريد لرجاله في الخارجية التفرغ للدبلوماسية السودانية، فونسي بجانب علي كرتي ربما هما الوزيران الوحيدان في وزارة واحدة لا يديران ملفات «على السطح» في الوطني.. وهي تغييرات حقيقية تمت في تلك القطاعات الخمسة أما القطاع السادس والأخير وهو العلاقات الخارجية والذي لم يُحسم أمره بشكل كبير فمن المناسب جدًا أن يعفى أمينه مصطفى عثمان لجهة أن الرجل يتولى ثلاثة مناصب، وهي مستشار للرئيس، ويدير ملف الاستثمار، بجانب إنفاذ سلام الشرق بثوبه الجديد «تنمية الشرق» وكان الاتجاه تعيين الوزير الأسبق كمال عبيد بديلاً له وربما كان خيارًا لا بأس به على الأقل المطلوب أن يكون تغيير أمناء القطاعات بنسبة مائة بالمائة.


    الأمانات.. تغييرات محل تساؤل


    لو كانت هناك مفاجأة في التعديلات فهي إسناد الأمانة السياسية لمفوَّض العون الإنساني الأسبق حسبو محمد عبد الرحمن وذلك أن حسبو ظل بعيدًا عن الشأن السياسي إلى أن دخل البرلمان ورأس الهيئة البرلمانية لنواب دارفور، ولذلك تبدو مهمة الرجل عسيرة ويحتاج إلى لاعبين مهرة معه في الأمانة مثلما كان د. مندور المهدي ومولانا أحمد هارون يساعدان مصطفى عثمان في وقت سابق، فضلاً عن أن حسبو غير متواصل مع كثير من المكوِّنات السياسية ما يتطلب معاونته وبشكل كبير وقد نكون مضطرين للقول إن تعيينه لا يخلو من صبغة جهوية.
    المفاجأة الثانية كانت في إسناد الأمانة المستحدثة ــ منظمات المجتمع المدني لوالي الشمالية الأسبق عادل عوض والذي خلف وراءه بالشمالية تركة ثقيلة من المشكلات في مشروعات تنموية قعدت قبل أن ترى النور مثل المستشفى وقصر الضيافة وغيرها من الملفات، كما أن دخول الرجل للمجال الإعلامي من خلال الزميلة «الشاهد» جلب السخط على الحزب، فالشائع أن عوض أسس الصحيفة بتوجيه من الحزب، رغم أن ذلك ليس صحيحاً.. على كلٍّ خصمت التجربة من الوطني.


    أمانة المرأة حدث فيها تغيير حقيقي حيث جيء بالدكتورة إنتصار أبو ناجمة الامنة بدلاً من سامية أحمد.. والأمانة ليست بغريبة عن إنتصار فضلاً عن أن تخصصها قد يمكِّنها من التعامل مع الجنس الناعم فهي اختصاصية علم النفس، نائبة رئيس الرابطة العالمية لعلماء النفس المسلمين وكانت نائبة لسامية فضلاً عن عملها بدائرة الاتصال التنظيمي شعبة نهر النيل بالمركز العام ومع ذلك مجابهة بتحدي الغوص في عمق القطاع النسوي.
    المفاجأة الثالثة على مستوى الامانات هي إسناد أمانة الزراع لإبراهيم هباني خلفًا لفتحي أحمد خليفة الذي اعترضت طائرته مطبات البنك الزراعي والإشكالات في القطاع الزراعي بصفة عامة عجلت بالإطاحة به وكادت تطيح بوزير الزراعة المتعافي.. دخول هباني المكتب القيادي يمهِّد له الطريق بعد فترة قليلة لمنصب الوالي بالنيل الأبيض الذي ترشح له باعتباره «مؤتمر وطني» كما أن تسميته للمنصب تقدير لكل من أتى من الشعبي في مقدمتهم الحاج آدم فضلاً عن أن هباني من النيل الأبيض ما يمكنه أن يعمل في تناغم مع ابن بحر أبيض بوزارة الزراعة الوزير المتعافي سيما والحكومة تراهن على قطاع الزراعة كبديل للنفط.


    العلاقات الخارجية.. ارتباك في القطاع


    بشأن الأمانات التي تنضوي تحت قطاع العلاقات الخارجية كان الخيار غير الموفق عندما أُسندت أمانة الدول الإفريقية للوزير الأسبق محمد يوسف محمد وأمانة الدول الغربية للدكتورة حسنات عوض ساتي لعدة أسباب وهي أن حسنات أستاذة بجامعة إفريقيا العالمية الضاربة الجذور في أنحاء القارة السمراء وبالتالي هي متواصلة مع كل القارة من خلال الجامعة التي تضم كل طلاب إفريقيا، وبالمناسبة معظمهم يصبحون قيادات في بلدانهم بعد تخرجهم كما أنها مؤسسة لمركز الدراسات النسوية بالجامعة فضلاً عن كونها كانت أمينة للعلاقات الخارجية باتحاد المرأة، ومعلوم أن ثقل العلاقات الخارجية للاتحاد كان في إفريقيا وبالتالي كان من المناسب جدًا أن تكون مسؤولة عن أمانة الدول الإفريقية والتي تضم عددًا من الدول المسلمة التي تبدي ارتياحًا للحجاب الذي ترتديه حسنات بينما محمد يوسف مناسب لأمانة الدول الغربية كونه كان وزيرًا لوزارة الشباب والرياضة التي يبدي الغرب اهتمامًا بها كما أن محمد كونه من أبناء دارفور ومن أسرة معروفة هناك من الممكن أن يتفهم الغرب من خلاله حقيقة ما يجري في دارفور بل هو قادر على إيصال الفكرة حول سلام دارفور أكثر من غيره وقد كان ضمن وفد التفاوض في أبوجا.
    بينما الفرصة أكبر أمام الوزير د. عيسى بشرى ليُظهر قدراته في أمانة آسيا التي يهمنا فيها دولتا الصين وماليزيا ومن موقع بشرى كوزير للعلوم يمكن أن يتحرك بحيوية في آسيا.


    الحركة الإسلامية في الملعب


    من الواضح أن قيادة الوطني في هذه التغييرات راعت عدة عوامل الأول هو إدخال الممسكين بملفات في الحركة الإسلامية في المكتب القيادي على رأسهم حامد صديق وهو من الوجوه المتشددة ضد التلاقي المباشر بين الحركة الإسلامية والوطني ومن الرافضين لإدخال الأولى في جلباب الثاني، وله آراء جهيرة بذات الخصوص واستيعابة يفرض أسئلة: هل هناك خطة أولية لدمج الحركة في الحزب أم إسكات الأصوات الرافضة للتقارب بينهما؟
    وذات الأمر ينسحب على المجاهد/ محمد حاج ماجد مدير منظمة الشهيد الذي حل بديلاً للفاتح عز الدين في الأمانة الاجتماعية وماجد يتولى ذات الأمانة في الحركة الإسلامية لكن ماجد سيواجه بمعضلة أن هذه الأمانة على مستوى الحزب تتطلب منه أن يحل مشكلات إخوانه ويكثر من إدخال يده في جيبه.


    ربح الشباب


    والعامل الثاني أن التعيين استوعب من تم تجاوزهم في التشكيل الحكومي المركزي والولائي من المشهود لهم بالعطاء مثل عمار باشري معتمد الدامر الأسبق الذي عين أمينًا لأمانة العمل الطوعي وربما لولاه لما فاز والي نهر النيل بمنصبه كما عايشنا إدارته لحملة الزبير أحمد الحسن الانتخابية بدائرة الدامر وعمار من الشباب المجاهدين الذين تخرجوا في جامعة الخرطوم ورأس اتحاد طلاب ولاية الخرطوم وإدارة المركز القومي لتدريب الشباب والطلاب وكذلك المركز الوطني لتدريب الشباب قبل أن يتبوأ منصب المعتمد، ومن الممكن أن جدًا أن يُحدث عمار اختراقًا في هذه الامانة بواسطة الشباب وتعيينه تمكين للشباب، إذ كان يشغل منصب الأمين السياسي بأمانة الاتصال التنظيمي لنهر النيل بالمركز العام للوطني.


    خليل.. تحصين الحدود مع الجنوب

    خلافة وزير الإرشاد والأوقاف خليل عبد الله لهجو قسم السيد في أمانة كردفان والنيل أكبر من مسألة أن هجو يعاني من ظروف صحية أجبرت القيادة على تجاوزه، ولكن خليل كان منسقًا عامًا للدفاع الشعبي وهو مجاهد وقوي وفاعل و «زول دواس» ويملك طاقة هائلة على الحركة.. وكردفان وبحر أبيض بعد الانفصال باتتا ولايتين حدوديتين ما يتطلب إسناد ملفهما لرجل بمواصفات خليل وقد كان.
    المعلومات.. إعادة التصنيف
    أمانة المعلومات التي تسلمها المهندس صلاح أحمد علي تتطلب إعادة ترتيب صلاح الذي كان يعمل بالشؤون الإدارية والمالية بالقصر لنحو عشرة أعوام عُرف فيها باهتمامه بالتفاصيل، وقد كان وزيرًا للتخطيط بنهر النيل ويتقلد الآن منصب المدير العام لصحيفة «الرأي العام» في ثوبها الجديد والتي قام بإعادة ترتيبها.

    الانتباهة
                  

02-26-2012, 07:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    كأننا في نهاية النفق أو على حافة الهاوية

    الطيب زين العابدين


    عندما انقسم السودان إلى شطرين في نهاية الفترة الانتقالية حاولت الحكومة مداراة فشلها في الحفاظ على الوحدة، بأن السودان أصبح أكثر انسجاماً وتوحداً بعد ذهاب الجنوب، وأن الانفصال مع السلام خير من الوحدة مع الحرب، وأن الفجوة الاقتصادية بذهاب بترول الجنوب مقدور عليها بما تبقى لنا من بترول الشمال وبالتركيز على تعدين الذهب وبرسوم ترحيل بترول الجنوب عبر الشمال وبزيادة الصادرات الزراعية والحيوانية، وأن العلاقة مع المجتمع الدولي ستصبح سالكة بعد زوال مشكلة الجنوب، وأن حل أزمة دارفور سيصبح ميسراً بعد التفرغ له، وأن التوافق الوطني مع أحزاب المعارضة سيكون هم الحكومة الأول. ولكن ما يحدث على أرض الواقع يشير إلى أن الأزمات تزيد ولا تنقص، وأن الحكومة تزداد عزلتها في الداخل والخارج بل ان قاعدتها الإسلامية بدأت تتململ ضدها بصورة معلنة ولا تجد الحكومة جواباً لها غير التهديد بالمحاسبة!


    ويبدو للمراقب أن الحكومة تقف عاجزة تماماً عن حل المشكلات المحيطة بها من كل جانب، فهي لا تملك استراتيجية واضحة للتعامل مع المشاكل والأزمات السياسية خاصة في مناطق الهامش غير القوة والقهر، وعندما تفشل تلك الوسيلة العسكرية كما يحدث دائماً ترفض الحكومة أن تعترف بخطأ تلك الاستراتيجية، ولا تملك الحكومة رؤية موحدة لمعالجة كل مشكلة على حدة، ولا تملك إرادة سياسية نافذة لتتبع الخطة المتفق عليها بالعمل إلى نهاية الشوط.ولذا فهي تقف عاجزة عن حل المشاكل العديدة التي تمر بها وكأنها تتوقع أن يأتيها الفرج من حيث لا تحتسب! دون مجهود ودون أخذ بالأسباب.



    وأهم المشكلات التي تواجه الحكومة في الوقت الحاضر هي: استمرار العمليات العسكرية المدمرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق التي طال أمدها، وكانت نتائجها كارثية بالنسبة للمواطنين المدنيين الذين نزحوا من مناطق العمليات دون أن يجدوا مأوى أو غذاء أو دواء، ولن تصمد الحكومة طويلاً في وجه الضغوط الدولية المتزايدة حتى تسمح للمنظمات العالمية أن تدخل إلى مناطق المتأثرين لتقديم الإغاثة والدواء لهم، ومن ثم تصبح المشكلة دولية بامتياز كما حدث من قبل في الجنوب وفي دارفور.وبدأت الكتابات الصحفية عن مأساة المواطنين الإنسانية تتسرب من معسكرات اللجوء في الجنوب ومن مناطق الجيش الشعبي داخل جبال النوبة مثل مقالات نكولاس كريستوف في جريدة النيويورك تايمز، وهي من النوع الذي يؤلب جماعات الضغط المعادية للسودان التي ستحث الإدارة الأمريكية لإنقاذ أرواح النازحين والمتأثرين في سنة انتخابية. لقد اختارت الحكومة أن ترفض اتفاق نافع-عقار «28 يوليو 2011» وتخوض حرباً في الولايتين غير محسوبة النتائج، مما أدى إلى أن تلتحق بعض فصائل دارفور «العدل والمساواة، وفصيلي عبد الواحد ومني» بجيش الحركة الشعبية قطاع الشمال لتكوين الجبهة الثورية السودانية المدعومة من حكومة الجنوب. والمشكلة أن الحكومة لا تستطيع أن تمضي في هذه الحرب المكلفة وغير الضرورية طويلاً ولا تستطيع في نفس الوقت التراجع عنها دون أن تريق ماء وجهها!
    والمشكلة الثانية هي سوء العلاقات مع الجنوب حول المسائل العالقة التي قبلت الحكومة أن تؤجل التفاوض حولها إلى ما بعد الاستفتاء، وكانت غفلة تسببت في المعاناة الطويلة التي نشهدها منذ الانفصال حتى اليوم.


    ورغم شهور التفاوض الطويلة لم يحدث اتفاق في أي من المسائل العالقة ووصلت الأمور إلى طريق مسدود بعد أن قفلت حكومة الجنوب آبار النفط وتبادلت الاتهامات مع الحكومة حول دعم كلٍ منهما للمعارضة المسلحة ضد الطرف الآخر. ولا يستبعد أن تنشب حرب بين الدولتين بسبب الخلاف حول أبيي ومناطق الحدود المتنازع عليها، وطالما بقي الخلاف مع الجنوب على هذه الوتيرة العالية فلن يتمكن السودان من تطبيع علاقاته مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. وسيؤدي سوء العلاقة مع الجنوب بالضرورة إلى وقف الرعاة الشماليين من الرحيل جنوباً في موسم الصيف ووقف التجار الشماليين من بيع سلعهم في الجنوب وهذه خسارة بالغة بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين، وربما يؤدي هذا الوضع إلى سوء معاملة الشماليين في الجنوب كما تفعل الحكومة للجنوبيين في الشمال. وستظهر المشكلة في شكل درامي عندما يصل التفاوض إلى قسمة مياه النيل التي سيطالب الجنوب فيها بحقه من حصة السودان الموحد «18,5 مليار متر مكعب» رغم عدم حاجته لها في الوقت الراهن ولكن الاحتكاكات السائدة بين الحكومتين ستجعل كل طرف يستخدم كل كروته ضد الطرف الآخر.


    والمشكلة الثالثة هي الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يتمثل في عجز الموازنة بحوالي 6 مليارات جنيه، وشح العملة الأجنبية في الأسواق مما رفع سعر الدولار حتى دخل السوق الأسود، وزيادة أسعار السلع الضرورية بصورة جنونية جعلت كل الناس تشكو لأن الأجور ما عادت تفي بمتطلبات الحياة في الوقت الذي ينعم فيه الدستوريون بمخصصات عالية تستنزف قدراً كبيراً من مال الدولة بحكم التضخم الهائل في هذه الوظائف المركزية والولائية، اضافة إلى الصرف السياسي والأمني الذي يستهلك أكثر من نصف الموازنة السنوية، وباستمرار الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق سترتفع هذه النسبة. وسيجبر الوضع الاقتصادي الحكومة على ضعف تنفيذ اتفاقية الدوحة وما تتطلبه من تعويضات للمتأثرين وتنمية وخدمات في الاقليم وتعمير القرى لجذب النازحين عنها.ولن تستفيد الحكومة من نظام إعفاء الديون على الدول الفقيرة «تبلغ ديون السودان حوالي 40 مليار دولار» لأن الشروط السياسية التي ربطت بإعفاء الديون لا ترغب الحكومة في الاستجابة لها.


    والمشكلة الرابعة هي ضعف الحريات العامة وكبت القوى المعارضة من التعبير عن رأيها في الندوات والمحاضرات والمسيرات السلمية، وحظر الصحف ومصادرتها، واعتقال العشرات من الشباب والطلاب لأسابيع أو شهور.وهذه من سمات ضعف الدولة وليس من قوتها كما شاهدنا بالأمس في اليمن وكما نشاهد اليوم في سوريا. وفي ظل المشكلات الأخرى سيصبح الوضع قابلاً للإنفجار في أية لحظة ودون سابق إنذار مثل ما حدث من قبل في السودان وفي دول الربيع العربي من حولنا. ولا ينبغي للحكومة أن تغتر بقوتها أو بضعف المعارضة فهي ليست بأقوى من النظام المصري ولا التونسي ولم تكن المعارضة المنظمة هي التي أودت بالنظامين.


    والطريق للخروج من النفق المسدود وتفادي حافة الهاوية التي نسير عليها هو التداعي الجاد لتوافق وطني شامل بين القوى السياسية والمدنية والنظامية حول معالجة المشكلات المذكورة وغيرها ، ووضع خريطة طريق واضحة المعالم لمستقبل نظام الحكم في السودان، فالوضع القائم غير قابل للاستمرار لمدة طويلة. وقد أعذر من أنذر!

                  

02-27-2012, 06:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    وباسلوب اركان النقاش الذى يقوم على الحزبية البغيضة اراد احد الاخوان الرد على مقال الدكتور محمد زين العابدين الذى نشره بالتيار وصودرت من الاسواق واقفلت ابوابها من بعد.. واعتقل كاتب المقال وسط هذا الظرف كتب هذا الكاتب الرد التالى على ما جاء بالتيار
    اقرا المقال



    ما جاء بالتيار: بعضه حديث الإفك وها أنا أدلي بشهادتي أمام الله !!(1-3) .
    بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
    الأحد, 26 شباط/فبراير 2012 11:14
    S
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا بلاغ للناس


    توطــئة:
     ليس دفاعاً عن عمر حسن أحمد البشير فأشهد الله أنني لم ألتقيه في يومٍ من الأيام لا عندما كان ضابطاً بالجيش ولا عندما أصبح رئيساً والأسباب حتى لا يقول البعض أنني أبحث عن جاهٍ أو مالٍ أو منصب فالله قد أغنى وأكفى عبده ووسع عليه بما يكفيه حتى أفاء من فضل الله على غيره، ولكن عندما تكال التهم جزافاً لا بد لنا من وقفة ونقول فيها ما نعرفه وفعلناه شهادةً لله نُسأل عنها يوم الموقف العظيم.
     علينا حينما نختلف مع أحدٍ سواء كان رئيساً أو خفيراً أن ننحي الحسابات الحزبية أو الجهوية أو الشخصية جانباً ونتوخى الموضوعية حتى تكون لنا مصداقية فالكلمة أمانة والقول تاريخ!!. ومقال البروفيسور محمد زين العابدين الذي نشرته صحيفة التيار يحتوي على العديد من المغالطات اجتزئ فيها من أقوال الرئيس ما يحاول كاتبه بها إثبات التهم التي ساقها والتي تمس الذمة من ردوده على أسئلة الاعلامي الأستاذ/ الطاهر التوم وذلك بغية إثبات أو تدعيم تهمة غير مؤسسة؛ فلماذا نلجأ لحديث الإفك؟!.
     واجب الصحيفة الأخلاقي والمهني يقتضي حينما يتقدم إليها أحد بمقال يحتوي على تهمٍ، أن تتطلب منه وتطالبه قبل النشر بأن يودع لديها ما تحت يديه من مستندات تعزز هذه التهم حتى إذا ما تمت مساءلتها تقدم ما لديها، فما بالك إن كانت هذه التهم موجهة لرئيس البلاد وهو رمز سيادتها؟! فليس من حرية الصحافة اللافتات والافك والتدليس بغية التضليل الاعلامي!!
     إن اختيار الصحيفة لتوقيت نشر المقال، برغم كل ما يعتوره من ملاحظات، كان يقتضي من رئاسة تحرير الصحيفة التحقق من صحة المحتوى، فما أسهل أن تطلق الخصوم السياسية ضد بعضها الاتهامات والمزاعم في الندوات والليالي السياسية وعبر الصحف ونحن نعلم أنها مجرد " عدة شغل"!!، كما لا أعتقد أن رئيس تحرير صحيفة التيار كانت تعوزه الخبرة والحنكة في التقييم المهني الذي يُحصّن الصحيفة من المساءلة القانونية. وأنه لم يكن خافياً على رئاسة تحرير الصحيفة ما تمر به البلاد من مفاوضات ونزاعات وأن وحدة وتأمين الجبهة الداخلية أهم ألف مليون مرة من السعي لسبق صحفي زيادة أعداد التوزيع. من باب المهنية نعلم أن هناك مكتب صحفي برئاسة الجمهورية أما كان بإمكان رئاسة التحرير عرض الأمر عليها طالما أن الموضوع المراد نشره يفتقر إلى الأدلة والمستندات القانونية التي تدعم صحة ما كُتب تقديراً للظروف التي تمر بها البلاد وتهدد أمنها الداخلي والاجتماعي؟! هناك فرق بين الحقائق والاتهامات الجزافية ، وهناك فرق بين " عدة الشغل" الحزبية والاتهامات المباشرة التي تمس ذمة رأس الدولة. هنا يحضرني موقف للصحافي الراحل عبدالرحمن مختار في عهد حكم الرئيس إسماعيل الأزهري حينما توفرت لديه مستندات دامغة بأن أحد وزراء حكومته إشترى هدية بقمة (80) جنيهاً استرلينياً دُفعت من خزينة السفارة بلندن، فذهب عبدالرحمن مختار وأطلعه على ما لديه من مستندات وطلب من الرئيس الأزهري أن يسمح له بالنشر فطلب منه الرئيس مهلة يعيد فيها الوزير المبلغ لخزانة الدولة وقد فعل وأرسل الرئيس سند ايداع المبلغ للأستاذ عبدالرحمن مختار وأغلق الملف .لم يكن هدف ـ المرحوم بإذن الله ـ عبدالرحمن مختار سبق وخبطة صحفية بقدر ما كان هدفه الإصلاح و منع الفساد، فهل نقتدي بالرعيل الأول الرائد؟!!
    المتــن:
     الآن آتي لأن أعلق وأفند بعض ما احتوى مقال(البروف)الذي نشرته صحيفة(التيار) على ما جاء به ثم أدلي بشهادتي في بعضه إحقاقاً للحق وتبيان للحقيقة على الملأ. ومن المقال الآتي: المقتطف[ ولا أدرى هل الكتاب السياسيين الصحفيين قد أحجموا من تلقاء أنفسهم للتعليق على اجابات الرئيس زهداً أم خوفاً أم أنهم قد كتبوا ولكن مقص يد الرقيب كانت لهم بالمرصاد ومنعت ردودهم من النشر.]..إنتهى، يبدو والله أعلم أن البروف قد شقّ عن صدر الأستاذ الطاهر التوم، أو أنه حاول أن يجد الأعذار للأستاذ الطاهر التوم وبرر عدم توالد الأسئلة المحرجة كما يزعم إلى الرئيس، بأن البروف يعتقد أنه خلص لمضون اتهام مقدم البرنامج بالقصور والتقصير لأنه تقاعس في إحراج ضيفه، وخلص إلى هذه كانت نية الطاهر التوم لذا يجب محاسبته لمجرد أنه استخلص ذلك من نية الطاهر على أساس أن الأعمال بالنيات!!


     ليتنا نبتعد من أسلوب التشكيك بالنوايا أو المحاولات اليائسة في إلصاق التهم جزافاً بالناس حتى طالت رأس الدولة. فالطاهر التوم كان محكوم بزمنٍ معين، وأرى أنه استغله مهنياً أحسن استغلال وفي ذات الوقت إن أي إعلامي عليه دائماً الالتزام بتقديم الأهم على المهم خاصة إن كانت الضيف رئيس البلاد وإلا ما اتسع الزمن المخصص لطرح كل ما لديه. أيضاً علينا أن نتساءل من الذي جرؤ على سؤال رؤساء دول خلعوا الآن من مناصبهم وزعموا توافر حريات الصحافة والتعبير في بلادهم على اتهام الرئيس، اتهامات تمس الذمة والأمانة والشرف. الصحفي المصري إبراهيم عيسى كتب عن تدهور صحة الرئيس المخلوع مبارك فاعتبر أن ذلك مهدداً للأمن الوطني فأغلقت الصحيفة بالضبة والمفتاح وقدم إبراهيم عيسى للمحاكمة وصدر بحقه حكم محكمة بسنين سجن، وقد أنقذه زملاؤه حين تشفعوا له لدى الرئيس المخلوع فأصدر عفواً رئاسياً. الرئيس جاك شيراك رئيس واحدم من أعرق الديمقراطيات في أوروبا وأكثر البلاد حرية للصحافة والتعبير لم تستطع القدح في ذمة الرئيس شيراك وهو على سدة الحكم بل تمت محاكمته عن تهمة بتعيينات وهمية لصالح حملته الانتخابية للرئاسة. إننا الشعب الوحيد الذي لا يدرك أهمية أمنه الوطني، إن أجهزة المخابرات الغربية تندرت علينا وخلصت، بأننا البلد الوحيد الذي لا تنفق عليه أي نفقات للحصول على أي معلوماتٍ حساسة، فمعارضو النظام هم مصدرها المجاني أي أسرار، ولكنها تنفق للتحقق من مصداقيتها!!. نحن البلد الوحيد على مستوى الاقليم الذي لا يفرق بين الحرية الصحفية وحرية التعبير والخطوط الحمر لأمن الوطن، نحن البلد الوحيد في الاقليم الذي يفجر في خصومتهم معارضي النظام فلا يتقيدون بالخطوط الحمراء لأمن وطنهم المهم الحزب ولا شيء بعد الحزب، المهم تحقيق طموحات شخصية ولا شيء يفترض أن يحد تحقيق هذه الطموحات!!


     مقتطف آخر (للبروف) لا يخلو من ابتزاز أو تهديد، قوله [ وأنى الآن متوكل على الله لأدلف تعليقاً على إجابات السيد الرئيس بالنقد الكامل بكل الجراءة وأتمنى أن تبتعد يد الرقيب عما أكتب لأن وسائل النشر التى لا تتحكم فيها يد الرقيب كثيرة ومقروءة بأعداد كبيرة من القراء أكثر من الصحف اليومية وأن الحكومة ليس لها المقدرة للتحكم فيها أو ايقافها فالعالم قد صار قرية بفعل تطور ثورة تكنولوجيا الإلكترونيات.) إنتهى،. كلنا يعلم أن ثورة التقنية المعلوماتية وفرّت أيضاً وسائل تصوير المستندات من قصٍ ولصق فلماذا لم يُصور وينشر( البروف) المستندات الدالة على هذا الفساد حتى يستوثق القارئ من اتهامات وجهها، ووجهها لمن؟! وجهها لرأس الدولة والذي لا يمكن أن يجرؤ كاتب ما عليها لولا أنه واثق أن تحت يده الأدلة المستندات الدامغة؟!، فلماذا لم ينشرها؟! ولماذا لم تطالبه بها صحيفة التيار حتى تتقي المساءلة القانونية؟!وإذا كان متوفراً( للبروف) نشر وانتشار مقاله ليكون مقروءً لجمع أكبر، فلماذا اختار نشره في صحيفة ورقية ؟! هل كان الهدف حتى توريط الصحيفة ورئاسة تحريرها في مساءلة قانونية وتعريضاها للإيقاف؟ ولماذا لم تطرح رئاسة تحرير الصحيفة هذه الأسئلة على نفسها اتقاءً للشبهات أم أن وراء الأكمة ما ورائها أو وراء النشر ما ورائه؟!


     أقتطف من المقال قول (البروف):[ ولا أدرى أنسى أم تناسى السيد الرئيس أن الفساد ليس كله فى القطاع العام فجزء كبير منه فى الشركات شبه الحكومية وهى شركات الحزب وجهاز الأمن والجيش والشرطة وأن هنالك كثير من المال يجبى ويجنب ولا يدخل قنوات المحاسبة ولم تجبى بأرنيك(15) وبذلك لا تمر على وزارة المالية ولا تخضع للمراجعة وكذلك ما حدث فى شركة اقطان السودان ليس ببعيد ومثلها كثر من شركات شبه القطاع العام.] انتهى المقتطف،. كل جاء في هذا المقتطف هو كلام مرسل لا يستند إلى أسانيد قانونية تثبتها، وربما لا أحد ينفي أنت هناك بعض الممارسات غير القانونية لبعض المحليات في جباية رسوم لزيادة إيراداتها، والرئيس وجه بوقف هذه الممارسات إلا بقانون وقد أعلن ذلك على الملأ، إذاً على البروف كمواطن دور هام وهو تقديم " سند جباية) غير مكتملة أركانه القانونية لوكلاء النيابة ‘ فإن تقاعسوا في اتخاذ الاجراءآت القانونية حينها يمكن (للبروف)، أما حينما نمى إلى علم الرئيس أمر الشركات شبه الحكومية فقد أعلن على الملأ ضمها للدولة، إذاً أن ( البروف) لم يأتِ بجديد وإنما يحاول إثارة الغبار دون أن تكون هناك حوافر خيلٍ لإثارته!!


     أقتطف من مقال البروف عن صحيفة التيار:[ عن فساد الدستوريين والتنفيذيين والتشريعيين فى حكوماته قال الرئيس أن كل من يتولى منصباً يودع أقراراً بأبراء ذمته قبل أن يباشر عمله ويبقى السؤال هل النائب العام تحقق من أن كل ما كتبه المسئول فى إقراره يملكه؟ أم كتبه احتياطي لينهب عليه؟ وهل حدث أن راجع النائب العام ممتلكات أى من المسئولين بعد ان فارق المنصب ليتأكد ما أذا كان قد أفسد أم لا؟] إنتهى الجزء الأول من هذا المقتطف، أما جزئه الثاني فهو ما يستدعي شهادتي وسأخصص له حلقة الغد ، أما الآن فلا بد من تصحيح المصطلح فالإقرار في هذه الحالة هو (إقرار ذمة مالية) وليس (إبراء ذمة مالية) ؛ فيفترض أن إبراء الذمة يحصل عليه من تقلد المنصب بعد خروجه بالاعفاء أو الاستقالة أو الاقالة، هو إقرار ذمة مالية يقر فيه بما يملك وأسرته من مالٍ وعقار وممتلكات عينية منقولة وأصول ثابتة وأموال سائلة أو حسابات لدى المصارف،


    لكن الأدعى هنا أن أوجه سؤالاً هاماً لكاتب المقال وللصحيفة حتى يكون القاريء على بينة خاصة من الأجيال التي لم تعاصر الحكومات الوطنية السابقة من1 الاستقلال وحتى30/6/1989– رغم عدم معارضتي لمطلبه - ,ولكن لماذا الآن، والآن فقط؟!، وطالما أن الشيء بالشيء يذكر فإني أتساءل من منذ الاستقلال وحتى تاريخ قيام الانقاذ تمت مراجعة إقرار ذمته المالية سواء عند تقلده لمنصب و مراجعته و بعد تركه المنصب؟! أم حلال هناك وحرام هنا، إن المساواة في الظلم عدل. لو كان هذا ما كان يتم تطبيقه لما كان من شعارات ثورة أكتوبر 1964( التطهير واجب وطني).. وكلنا يعلم أنه لا تطهير بلا فساد!!، فلو كان هذا نظاماً أو قانوناً متعارف عليه منذ الاستقلال وحتى قيام الانقاذ ولم يتم تطبيقه على الانقاذ لقلنا أنه مطلب عادل ولكنه يبقى مطلب ظالم حتى لو سلّمنا بأخلاقيته لأن الهدف منه غير أخلاقي ويغض النظر عن حكومات سلفت ويطبق على الانقاذ لمجرد تصفية حسابات حزبية، وحتى نطبق المبدأ بأخلاقية على (البروف وصحيفة التيار) التعاون معاً على نشر ما بحوزتهما من وثائق ثبوتية تدل على صحة الاتهام.


     في الغد نواصل وسأدلي بشهادتي فيما يختص بإقرار ذمة الرئيس التي أعلنها على الملأ وأخاف أن يسقط في يد البعض عدم صحة ما كالوه للرجل من اتهامات، فعفواً أخي الرئيس فلا بد من شهادة تبريء الضمير رغم أن العهد أن لا نبوح به ولكنها شهادة حق حتى يعلم بني شعبك أي الرجال أنت فيخرس الخراصون عن الافك والإفتئات!!
    يتصل..

                  

02-27-2012, 04:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    ما جاء بالتيار: بعضه حديث الإفك.. وها أنا أدلي بشهادتي أمام الله !!

    (2 -3(.بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
    الإثنين, 27 شباط/فبراير 2012 12:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) .. الآية
    هذا بلاغٌ للناس
    [email protected]


    الحاشـية:
     قال تعالى في محكم التنزيل وقوله الحق: {{ { يَا أَيُّهَا الَّذِين%F
                  

02-27-2012, 04:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    ما جاء بالتيار: بعضه حديث الإفك.. وها أنا أدلي بشهادتي أمام الله !!

    (2 -3(.بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
    الإثنين, 27 شباط/فبراير 2012 12:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) .. الآية
    هذا بلاغٌ للناس
    [email protected]


    الحاشـية:
     قال تعالى في محكم التنزيل وقوله الحق: {{ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6، وقال رننا سبحانه وتعالى ايضا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12


     أشهد أنه في العام1995 أنشأنا نحن بعض المغتربين مجموعة من التكنوقراط ذوي التوجهات الاسلامية أو المتعاطفين معها، وهم من الذين يتبوؤون مراكز مرموقة ؛ من استشاريين في شتي المجالات، منهم اقتصاديين ومهندسين وأطباء وصيادلة ومحاسبين قانونيين ومنهم أيضاً بعض التكنوقراط الذين دخلوا في شراكات تجارية مقدرة محلية ورؤوس أموالهم عشرات إن لم يكن ملايين الدولارات، وجميعهم ممن أفاء عليهم ربهم بسعة في الرزق وهم من الذين يساهمون في كل محفل خير لا يبتغون إلا وجه الله، وهؤلاء جميعهم توافق على تشكيل مجموعة أطلق عليها(مجموعة أصدقاء ومحبي عمر حسن أحمد البشير في الله)، وهم من المتجردين الذين لا يجرون وراء عرضٍ دنيوي زائل، ولا مطمع لديهم في منصب ولا تعاملات مع الدولة السودانية درءً للشبهات ولأنهم من رجالٍ أبعدوا أنفسهم بالدنو من السلطان، وجعلوا بينهم وبين الحاكم مسافةً حتى لا يقال عنهم ما قيل عن البشير كيداً وجزافاً وإفكاً.
     توافقت هذه المجموعة على العمل في ابعاد أي شبهة عن عمر حسن أحمد البشير، طالما هو في هذا الموقع الحساس الذي من خلاله يؤدي مهامه كقائد للإنقاذ، ورئيس للبلاد ومؤخراً رئيسا لحزب المؤتمر الوطني ، كانت مهمة مجموعة الأصدقاء والمحبين أن تقدم للرئيس كل اسهام مادي لبناء منزله وهو على رأس عمله وكذلك تأسيس مصدر رزقٍ له بعد أن يترك موقعه وذلك بهدف أن لا يُساء ولا يُشار إلى حاكمٍ منهجه في الحكم الاسلام فيصيب التجربة ما قد يصيبها من إلصاق التهم والشبهات، وأيضاً حتى لا يعيب الخراصون في تجربة الاسلاميين في الحكم، والتي شهد الجميع أنه حظيت بحربٍ ضروس لم يشهدها نظام حكمٍ في إقليمنا، فالأمر بنظر المجموعة لن يمس منصب البشير في شخصه بقدر ما يمس التوجه العقدي الذين يعملون على ترسيخه ونجاحه ليكون نموذجاً يحتذى، فبدأ الخراصون يتقولون على الاسلام والاسلاميين؛ وها هم يقولون عبر صحيفة التيار ما لم يقله مالك في الخمر، وهذا ما تحسبنا منه لنتقيه.


     أوفدنا من نثق فيه إلى الرئيس لينقل ما عقدنا العزم عليه في ذاك العام وطلبنا أن يكون ذلك في لقاءٍ منفرد لأنه أمرٍ شخصي؛ فهل تخيلتم ماذا كان رد عمر البشير لموفدنا؟! قال: [ أنقل شكري لمجموعة أصدقائي وأشكرهم على ثقتهم بي والتي أسأل الله أن يعينني لأكون أهلاً لها وإنني أبادلهم المحبة في الله الذي ألّف بين قلوبنا وهذا شرف لا يدانيه شرف بالنسبة لي ولكن هل تعتقدون أنني ممن تجوز عليهم الصدقة؟! .. كان جواب موفدنا على عمر: إنها ليست صدقة بل هدية نتقي بها شر شبهات قد يثيرها يوماً أعداء توجهنا الاسلامي، وبادره الموفد إن كنت تعتقد أنها صدقة ولا تجوز عليك ؛ فهناك خيارٌ آخر يحلك من كل محاذيرك، فلتعتبرها هدية أو قرضٌ حسن، فرد عمر إنه يدرك تماماً الهدف النبيل ولكنه يحتاج لفرصة يستفتي فيها من يثق به من أهل العلم، وجاء رد الرئيس في ثالث يومٍ من اللقاء قائلاً: أنه استفتى في الأمر من يثق به من أهل العلم فكانت نتيجة الفتوى أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهدية إن لم يكن من ورائها غرض أو انتظار منفعة، والقرض الحسن أيضاً مباحٌ وهو أمرٌ لا غبار عليه شريطة أن يوضّح أمرٌ هام وهو هل للقرض أجل للسداد؟! وماذا لو عجز المقترض عن السداد؟!، فكانت إجابة موفدنا أنه قرضٌ لحين ميسرة وإن عجز عن السداد فإننا نبرئ ذمته أما الله.] إنتهى الحوار.. أحسب أن الرئيس استفتى البروفيسور أحمد على الإمام – نسأل الله له الشفاء ونعو له من وراء الغيب- حسب ما نمى إلى علمي ولكني لا أؤكده لأنني لا أشهد بما يكون عنعنة إلا أن أستوثق.


     جمعنا مبلغ مقدر من المال يكفي لبناء فيلا لا تقل في مساحتها عن ألفي متر، واتضح فيما بعد أن المبلغ أكثر من التكلفة، فأعاد لنا عمر البشير ما تبقى وأعدنا له المبلغ المتبقي مرة أخرى على يد ذات الموفد وطلبنا منه أن يعتبره رأسمالٍ لأي عمل يختاره إذا ما ترك موقعه، وقال الموفد: صمت عمر لبرهة وفجأة رد على موفدنا بقوله: هل يمكنني أن أشتري به أرض زراعية فأنا إبن (تربال) كابرٍ عن كابر، وقد حدث، وها أنا أنقل إليكم متقطفٌ مما كتبه (البروف) في مقاله الذي نشرته صحيفة التيار في موضوع مزرعة السليت:[ وهل حدث أن راجع النائب العام ممتلكات أي من المسئولين بعد ان فارق المنصب ليتأكد ما أذا كان قد أفسد أم لا؟ والرئيس قال أنه شخصياً قد أودع أبراء ذمة عند النائب العام وفيه أقر أنه يملك منزلاً فى كافوري وآخر بالمنشية وشقة بمجمع نصر ومزرعة كبيرة بالسليت ويبقى السؤال هل أودع هذا الإقرار بإبراء الذمة يوم أن أستولى على السلطة فى 30 يونيو 1989م أم بعد انتخابه أخيراً رئيساً للجمهورية.] إنتهى النص ..



    وبشهادتي اليوم فليعلم الشعب ما كان لا يعلمه وكذلك كاتب المقال الذي يدعي بعد مقاله البطولة والجسارة بما أتاه من بهتان وكذلك دحضاً لما أتاه رئيس تحرير صحيفة التيار حينما خرج وعبر قناة الشروق ومعه منسوبي صحيفته ليعلن إصراره ومواصلته لكشف الفساد - ونحن معه في ذلك ولكن بالحق والدليل – وقد كتبنا عما يشاع قبله، ولكننا لن نفتري ولن نقول إفكاً ولكن يجب علينا التحقق والتيقن وطلب الأسانيد والمستندات من كاتب المقال قبل النشر حتى لا نرمي الناس بالباطل. هنالك بعض أسئلة أرى من الضرورة طرحها: هل هذه هي المهنية و أدبيات وأخلاقيات مهنة الصحافة كونها السلطة الرابعة التي تنير لمؤسسة الرئاسة والسلطة التشريعية أي ممارسات فساد من قبل السلطة التنفيذية كاستغلال النفوذ والتربح من المنصب أو الاستيلاء على المال العام ما لم يصل إلى علمها وبدلاً عن ذلك توجه إليها طعنات نصال الإفك دون أن نتحقق ونتلك الاسانيد والأدلة و تتبين الحقيقة؟!!
     في هذا الوضع أجدني مضطراً لعدم كتم شهادة الحق في رجلٍ رأيت أنه أتهم في ذمته أمامي إفكاً وأنا أعلم الحقيقة رغم التزامي بعدم التحدث أبداً في هذا الأمر؛ أجدني مضطراً لأن أعلن من أين للرئيس بالمزرعة ومنزلي كافوري وبالمنشية ومزرعة السليت ؟!.. كما لا يفوتني أن أشير بأن لا كاتب المقال ولا الصحيفة التي نشرت أن تذكر للقراء أن عمر البشير وهو يعلن إقرار ذمته على الهواء عبر الفضائيات قال: أن له أصدقاء.. أي أنه أراد أن يقول أن هناك أحبة له مدوا له يد العون اتقاءً للشبهات؟!.


     الآن أميط اللثام عن أحداثٍ يعلمها إلا بعضٌ من ذوي قربته، كيف أن هذه المجموعة من محبي عمر البشير وقفت ودون أن يدري عمر البشير بكل غالٍ ونفيس بجوار زوجته فاطمة خالد التي يحلو لنا أن نسميها " أم الفقرا"، في محنة مرضها يوم كان عمر البشير في رحلة للصين عرضت حياته للخطر من أجل السودان وأهله، ولا يفوتني أن أشكر وقفة سفير السودان حافظ إبراهيم معنا كمواطن سوداني - وليس من موقعه كسفير - في تلك المحنة والتي أصابه مني من عتاب على صفحات الصحف ، وعندما علمت الحقيقة التي كانت خافية عليّ اعتذرت له علناً لسوء ما اعتقدت. الأجمل عندما منّ الله بالشفاء "على أم الفقرا" وكنت في رحلة قصيرة للخرطوم هاتفتها سائلا عن صحتها فدعتني " لكرامة العافية"، اعتقدت أن الكرامة ستكون " المحمر والمشمر" وعندما وصلت سلمت عليّ وبيدها (المفراكة)، وعندما جيء بالطعام كانت المائدة كسرة ( الملاح مفروكة)!!.. هذه هي حياة رئيس دولة لم يجد منا تقديراً إلا إطلاق النصال نصلٍ تلو نصر وهو صابرٌ محتسب. كما أذكر القراء موقف للرئيس الأسبق الراحل – المرحوم بإذن الله – الزعيم إسماعيل الأزهري، أذكره خاصة لتلك الفئة العمرية من أبنائنا الذين لم يشهدوا الحدث أو يسمعوا به

    فقد شكك بعض الخصوم السياسيين من الأحزاب المنافسة في ذمة الزعيم الأزهري بعد أن حاكوا إفكاً قصصاً عن مصدر المال الذي بُني به بيته، فأجاب الزعيم عليهم إجابة الواثق من نفسه قائلاً:[ كلما سألوا من أين لك هذا أجبتهم بطابقٍ آخر].. كان البعض يعلم قصة مصدر بناء منزل الزعيم الراحل، واتضحت الحقيقة وقصة محطة البنزين التي كان مزمعاً بنائها على أرضه. هذا يدفعني للتساؤل كيف يجرؤ البعض منا على أن يتهم الناس في ذمتهم بغية تشويه السمعة ودون أسانيد ومستندات دامغة؟! هل أصبح هينٌ على من نختصم مبدئياً وحزبياً معهم ، الاستهانة بسمعة الخصوم كوسيلة للنيل منهم؟!
     سألت إبن خالي الدكتور غازي صلاح الدين في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي والانقاذ في بداياتها – غازي ذو فضلٍ عليّ بخروجي من ظلمات الإلحاد إلى نور الاسلام وهداه – أن يصف لي عمر حسن أحمد البشير فقال:[ إنسانٌ بسيط متجرد ، قويٌ أمين ، عف اللسان، نقي السريرة، طاهر اليد، حازم حاسم] . إنها شهادة معتبرة من شخصٍ لا يختلف على طهر لسانه وأمانته إتنان، حتى خصومه السياسيين!!


     من أول مزالق عدم التثبت سوء الظن، ولذلك يقول الغزالي – رحمه الله -: ليس لك أن تعتقد في غيرك سوءًا إلا إذا انكشف لك بعيان لا يقبل التأويل. ثم ينحدر الظان إلى مزلق آخر، وهو إشاعة ظنه ذاك، وقد نقل الشوكاني عن مقاتل بن حيان قوله: فإن تكلم بذلك الظن وأبداه أثم. وحكى القرطبي عن أكثر العلماء: أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز. وقال الغزالي: اعلم أن سوء الظن حرام، مثل سوء القول.. فلا يستباح ظن السوء إلا بما يستباح به المال، وهو بعين مشاهدة أو بينة عادلة. ويقول ابن قدامة رحمه الله: فليس لك أن تظن بالمسلم شرًا إلا إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل، فإن أخبرك بذلك عدل، فمال قلبك إلى تصديقه، كنت معذورًا... ولكن أشار إلى قيد مهم فقال: بل ينبغي أن تبحث هل بينهما عداوة وحسد؟. ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل: بلغني أنك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا. فقال الرجل: ما فعلت. فقال سليمان: إن الذي أخبرني صادق. فقال الرجل: لا يكون النمام صادقًا.

    فقال سليمان: صدقت.. اذهب بسلام. والفطن من يميز بين خبر الفاسق وخبر العدل، ومن يفرق بين خبر عدل عن ندٍ له، أو عمن يحمل له حقدًا، وبين شهادة العدل المبرأة من حظ النفس، ومن يميز بين خبر العدل وظن العدل، والظن لا يغني شيئًا، ومن يفرق بين خبرٍ دافعه التقوى، وخبر غرضه الفضيحة أو التشهير.. تلك كانت هي شهادة لتبرئة الذمة!!.. يتصل
                  

02-28-2012, 05:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الإجابة على سؤال سيادة الرئيس: لماذا يعادوننا؟
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2012-02-27




    ما تزال المقابلة التي أجراها التلفزيون الرسمي مع الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير مطلع الشهر الجاري تثير اللغط والغبار. ففي الأسبوع الماضي، اتخذ جهاز الأمن قراراً غير عادي بإغلاق صحيفة 'التيار' بعد نشرها مقالاً علق على المقابلة، وركز تحديداً على قضية الفساد. وقد وردت في المقالة تساؤلات عن إقرار الذمة الذي قدمه الرئيس وذكر فيه أنه يمتلك عقارات ومزارع، عما إذا كانت تلك العقارات مملوكة للرئيس قبل وصوله للرئاسة أم أنه تملكها بعد ذلك.
    وزاد الكاتب فطرح أسئلة حول ثروات بعض أقارب الرئيس. وكالعادة فإن قرار إغلاق الصحيفة بدلاً من الإجابة على التساؤلات خلق الانطباع بأن الحكومة ليس لديها رد مقنع في هذا الأمر.


    وكنت قد عرضت لبعض ما ورد في تلك المقابلة في أمر الفساد وغيره في وقتها، ولا حاجة للعودة إلى إليها الآن. ولكن كان استوقفني ما ورد على لسان الرئيس من تساؤل قال إنه طرحه على مسؤول أمريكي زائر، وجاء فيه لماذا نجد أن الحركات المتمردة على الأنظمة في كل بلدان العالم توصف بأنها إرهابية، إلا في السودان، فإنها تمنح الشرعية والدعم؟


    ولنتجاوز هنا عن عدم دقة هذه الافتراضية، لأنه ليس صحيحاً أن كل الحركات المسلحة في العالم تعامل على أنها إرهابية، لأن الإرهاب في الأعراف الدولية هو استهداف المدنيين والأبرياء. فقد يكون لحركة مطالب مشروعة، ولكنها لو ارتكبت أعمالاً إرهابية، فإنها قد تفقد شرعيتها. وبنفس القدر إذا ارتكبت الدولة مجازر وخروقات جسيمة لحقوق الإنسان قد تجد نفسها في وضع الملاحقة والمساءلة. أما الحركات التي تقاتل الجيوش فلا توصف بالإرهاب، ولكن الموقف منها يعتمد على مصالح وتوجهات الدول المعنية. ففي فترة الحرب الباردة، دعم كل من المعسكرين حركات تمرد موجهة ضد حلفاء خصمه. وهكذا نجد الاتحاد السوفيتي دعم حركات التحرر في افريقيا والعالم العربي، والحركات الثورية في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، بينما دعمت الولايات المتحدة حركة يونيتا في أنجولا والمجاهدين في أفغانستان والكونترا في نيكاراغوا. وقد تعاملت الحكومة السودانية نفسها في السابق مع حركات تمرد في اثيوبيا وتشاد ودعمتها، كما أنها فاخرت مؤخراً بدعمها لثوار ليبيا

    .
    ولكن بصرف النظر عن هذه النقطة، فإن للتساؤل بعض الوجاهة. ذلك أن الدعم الذي لقيته الحركات المتمردة في السودان اختلف في نوعيته وحجمه وظروف تقديمه عن مثيلاته في معظم انحاء العالم، ولأكثر من سبب. صحيح أن الوضع الدولي القائم ينحاز إلى جانب الدول ضد الحركات المتمردة من ناحية المبدأ، لأن سيادة الدول هي أساس النظام الدولي القائم. وهذا لا يعني بالضرورة تجريم الحركات المتمردة، ولكن القواعد الدولية المرعية تعطي الدولة التي وقع فيها التمرد حق قمعه بالعنف، وتحرم على أي دولة أخرى التدخل لدعم التمرد. وفي السودان ظلت التهم الموجهة للنظام تتعلق بالافراط في استهداف المدنيين المسالمين.
    ولكن حتى هنا خالف الوضع في السودان القواعد. على سبيل المثال كانت الحركة الشعبية المتمردة في جنوب السودان مدعومة من اثيوبيا وليبيا، المدعومين بدورهما من الاتحاد السوفيتي، بينما كان نظام النميري الذي اندلع التمرد ضده أقرب حلفاء أمريكا في المنطقة. ولكن الإدارة الأمريكية ومعظم دول الغرب انحازت إلى التمرد ضد نظام النميري الحليف. بل إن الأمر تطور بعد سقوط نظام النميري وقيام الديمقراطية، وانتخاب حكومة ديمقراطية صديقة للغرب، حيث استمر الدعم لحركة متمردة مدعومة من كوبا والاتحاد السوفيتي ضد نظام ديمقراطي حليف للغرب!
    ألا يبرر هذا إذن التساؤل المشروع عن سبب تجاوز كل الخطوط الحمراء المعهودة عندما يتعلق الأمر بالسودان؟ وأليس هذا دليلاً قاطعاً على وجود 'مؤامرة' لها أبعادها ومراميها؟


    لا بد من التدقيق في الأمر أكثر قبل الجزم بالإجابة. فلو تأملنا وضع السودان عند اندلاع التمرد، نجد أن الدعم الأمريكي لنظام الرئيس النميري استند إلى ركيزتين: أولاهما انقلابه على حلفائه اليساريين وتخليه عن التحالف مع المعسكر الشرقي، مع اقترابه من مصر السادات التي كانت انتهجت نهجاً مماثلاً، وثانيهما إبرامه لصفقة السلام التي أنهت الحرب في الجنوب بموجب اتفاقية أديس أبابا لعام 1972. ولكن النميري، بحسب نظرة واشنطن، أخل بتفاهماته حين انقلب على اتفاقية أديس أبابا وأعلن تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم دون إجراء استفتاء كما تنص الاتفاقية، وكذلك حين بدأت بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر عام 1983.
    هناك عوامل إضافية تتعلق بوجود لوبيات كنسية في الغرب، دعمت في السابق التمرد في الجنوب باعتباره انتفاضة مسيحية ضد قمع إسلامي، كما تعاطفت مع اثيوبيا باعتبارها من أعرق الدول المسيحية في العالم، ولها مكانة خاصة في الأساطير الغربية. وقد كانت هناك جهات في الكونغرس تجادل بأن النظام الاثيوبي كان نظاماً 'قومياً' أكثر منه ماركسي، وتعمل على فك الارتباط بين أديس أبابا وموسكو.


    ولكن في هذه الدراما لا بد من النظر أولاً للممثلين المحليين والإقليميين. ففي الداخل السوداني، تعاطفت عناصر عديدة مع حركة التمرد بسبب معارضتها لنظام النميري، وكانت جهات في الأحزاب التي جاءت إلى الحكم في الديمقراطية من بينها. وفي العهد الديمقراطي كان حزب الأمة الحاكم من بين القوى التي وقعت تفاهمات مع حركة التمرد عندما كان في المعارضة، بينما وقع شريكه في الائتلاف الحاكم، الحزب الاتحادي الديمقراطي، تفاهماً مع الحركة وهو في الحكومة! وعليه لم يكن من المتوقع من أمريكا والغرب أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، ويقفون ضد حركة تمرد تتفهمها شرائح في داخل الحكومة المنتخبة نفسها!

    إقليمياً فإن حكومة الصادق المهدي اتهمت بقربها أكثر من اللازم من ليبيا وإيران على حساب جيرانها العرب، بينما دخل نظام الإنقاذ في مواجهة مع معظم جيرانه من مصر إلى يوغندا، وعادى دول الخليج بسبب مواقفه من حرب الكويت.
    وفوق كل ذلك فإن الحكومة الحالية سنت سنة لم تسبق إليها بين حكومات العالمين، حتى الدكتاتورية منها التي تخص بالقمع حركات التمرد المسلح، بينما تستخدم تهم التسلح أو التنظيمات السرية ذريعة لإجراءات ضد حركات سلمية. أما نظام الإنقاذ فقد كان أول نظام يأخذ سلمية المعارضة نقطة ضدها، وخصماً على شرعيتها، بينما يسارع بالاعتراف بالحركات المسلحة ويتفاوض معها. وقد كانت هذه في أول الأمر سياسة غير معلنة، ولكن رئيس الجمهورية نفسه خرج على الناس بخطاب عام قال فيه إن حكومته لن تتفاوض إلا مع المعارضة المسلحة، وتحدى المعارضة السلمية أن تحمل السلاح وتنازل نظامه في الميدان إن كانت تريد مكاناً على مائدة المفاوضات، وهو ما حدث بالفعل.
    إذن كان ينبغي أن يوجه الرئيس السؤال إلى نفسه. فبدلاً من أن يتساءل على طريقة الأمريكيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر: لماذا يكرهوننا؟، كان ينبغي أن يسأل نفسه: لماذا أصبحنا أول حكومة في العالم تعادي من يسالمها وتسالم من يرفع السلاح ضدها، وتتوسل وده؟


    في مقابلته التلفزيونية المذكورة أعلاه، لم يؤكد الرئيس فقط استمرار نظامه في الخط نفسه بالاستمرار في استعداء المعارضين، وحتى قطاعات غير معارضة، مثل متضرري سد مروي ممن كانت جريرتهم المطالبة بحقوقهم المعترف بها، بل إنه فتح النار على أنصار النظام من الإسلاميين الحادبين عليه، والساعين إلى إنقاذه من نقائصه وعلاته. فبدلاً من أن يستمع إلى نصائح هؤلاء المشفقين، ويتبنى مطالبهم في مكافحة الفساد وإشاعة الشورى داخل الحزب والنظام والبلاد ككل، توعد بـ 'محاسبة' من قدموا المذكرة! وقد تقمص، كما أسلفنا في مداخلة سابقة، جلباب عبدالناصر ومقولته الشهيرة 'لا وصاية على الثورة'، في إعلان حرب مفتوحة على الإسلاميين، ودعوى بالتفرد بالأمر دونهم. فنحن أمام نقلة ليست فقط نحو محاربة من سالم النظام، بل شن الحرب على القوى الداعمة للنظام!


    وقد احتج الرئس لدى تذكيره بأنه قد ساند من قبل مذكرة إصلاحية رفعت إلى الحزب في عام 1998 بأن تلك المذكرة رفعت إلى المؤسسات الرسمية في الحزب. ولا شك أن 'مذكرة العشرة' المشار إليها كانت مذكرة شرعية، لأنها قدمت بموجب النظام الأساسي للحزب الذي يمنح أي عشرة أعضاء في مجلس الشورى حق تقديم مذكرة للمجلس تقترح ما تراه من تعديلات وقرارات. ولكن 'مذكرة العشرة' صيغت وقدمت من وراء ظهر قيادة الحزب وقتها وضد إرادتها، مما أكسبها طبيعة صدامية كانت مقصودة. أما المذكرة الحالية، فإنها قدمت لقيادة الحزب بمطالب مباشرة، ولم تطلب الصدام، وإنما قدمت نصائح وعبرت عن قلق ومطالب. أما من يفتعل الصدام فهو الرئيس الذي يرفض النصائح والحوار، ويفرض المواجهة على طلاب الإصلاح الذين كانوا يعلقون عليه الآمال في تبني مطالبهم، فإذا هو يتحول إلى خصم ومساند للخلل والفساد وغياب الشورى والتخبط في اتخاذ القرار.
    الآن، وبعد أن استعر أوار الحرب في جنوب كردفان، سنسمع نداءات متكررة من الحكومة تستنفر الناس للجهاد، وستتطلع الحكومة بالطبع إلى الشباب من الإسلاميين لقيادة هذا الاستنفار.


    وما نراه هو أن الجهاد الحقيقي بالنسبة للإسلاميين يجب أن يكون في القصر الجمهوري وقيادة المؤتمر الوطني، وليس في جنوب كردفان. ذلك أن التغيير أصبح حتمياً إذا أردنا الخروج من الحلقة المفرغة للصراعات الفاشلة والمفتعلة.
    كنت قد علقت في أعقاب تفجر أزمة دارفور والحديث الممجوج عن 'مؤامرات' خارجية تقف وراءها، بأن أكبر مؤامرة ضد النظام هي التي كانت تحاك في القصر الجمهوري. وما عنيته هو أن مصدر كل هذه الكوارث كان ولا يزال التخبط في اتخاذ القرار، والمواقف والقرارات غير الموفقة التي ظلت تتخذ على أعلى المستويات. ففي قضية دارفور تحديداً، كانت هناك محاولات جادة من والي شمال دارفور الأسبق الفريق ابراهيم سليمان مع مجموعة من الناشطين والقيادات الدارفورية لاحتواء الأزمة سلماً في مقتبل أيامها. إلا أن جهات داخل النظام، على رأسها رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبدالله وبعض صقور النظام المعروفين، حرضت ضد سليمان (رغم موقعه وبلائه كوزير دفاع ورئيس أركان للجيش) واتهمته بالتعاطف مع التمرد، وتعهدت بإنهاء التمرد في دارفور خلال أسبوع واحد! وقد استجاب الرئيس لنصائح هذه المجموعة فأقال سليمان وأطلق يد المتطرفين في دارفور، فكان ما كان.
    إن الخلاصة التي تفرض نفسها اليوم هي أنه قد آن لهؤلاء الفرسان أن يترجلوا، إذ أن ما جلبوه على البلاد من مصائب، وعلى الإسلام من إساءة، يكفيهم ويكفي غيرهم. وما نأمله هو أن تكون لدى هؤلاء من الحكمة والصدق مع النفس أن يبادروا بالاستقالة والاعتذار، وإلا فإن أطرهم على الحق أطراً يصبح فرض عين على كل غيور على الإسلام والوطن.
    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن


    -------------------

    الإطاحة بعمر البشير على جدول مناقشات الإسلاميين
    February 27, 2012
    (حريات)

    نفي ابراهيم أحمد عمر وجود أي إتجاه في المؤتمر الوطني لاحداث تغيير على مستوى رئاسة الحزب .
    واستدرك في تصريحات صحفية أمس ، بحسب ما أوردت صحيفة (الانتباهة) 27 فبراير، قائلاً : (عندما يأتي الوقت للنظر في رئاسة الحزب فإن مؤسساته ستنظر بنفس الجدية والمسؤولية لاتخاذ القرار الصائب).
    وكانت أنباء قد ترددت عن مبادرة قطرية بخروج آمن لعمر البشير ، يستقيل بموجبها عن السلطة بعد السنة الأولى لمرحلة انتقالية من سنتين ، يتولى عمر البشير في الفترة الاولى رئاسة مجلس انتقالي يتشكل من القوى الرئيسية لمدة عام ، ثم يستقيل ليواصل المجلس الرئاسي إكمال الفترة الانتقالية إلى حين انتخابات حرة ونزيهة ، وبحسب هذه التسريبات فان عمر البشير وافق في لقائه بأمير قطر على (الخروج الآمن) ، لكنه بعد عودته إلى الخرطوم تنصل بضغط من مافيا الفساد – خصوصاً في أسرته وأقربائه – والتي ترى في بقائه ضمانة لمصالحها ولعدم ملاحقتها .

    وظلت الاطاحة بعمر البشير على جدول الانقاذيين منذ التسعينات ، بسبب ما يرونه فيه من تواضع قدرات وانفعالية وحماقات ، واضيف اليها مؤخراً ولوغه وحمايته للفساد ، الأمر الذي يثير معارضة وسط بعض قطاعاتهم ، ولكن عمر البشير أحكم سيطرته على الأجهزة الأمنية العسكرية ، واستثمر صراعات ومنافسات المدنيين ، فأطاح بالترابي استناداً على علي عثمان ، وهمش الأخير مستنداً على نافع علي نافع وغازي صلاح الدين ، ويتهيأ الآن لإزاحة غالب المجموعة التي يمكن ان تشكل بديلاً له .
    وتحول عمر البشير إلى عبء على المؤتمر الوطني ، منذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ، الأمر الذي أعاق تطبيع علاقات النظام مع المجتمع الدولي ، ويعوق حالياً قبوله ضمن منظومة الربيع العربي .

    وتفاقم التذمر من قيادة عمر البشير ، اثر قراراته الهوجاء باشعال الحرب في أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وافساده العلاقة مع الجنوب ، مما أدى إلى ايقاف تصدير النفط عبر الشمال وإلى تفاقم أزمات النظام الاقتصادية والأمنية .
    وأكد مصدر لـ (حريات) بأن المذكرات الاصلاحية في المؤتمر الوطني ، ورغم اختلافاتها ، تجمع كلها على ضرورة انقاذ الانقاذ من رئيسها !
    وفيما يواصل عمر البشير إحكام قبضته على الأجهزة ، بما في ذلك أجهزة المؤتمر الوطني نفسه ، كما تشير إعادة هيكلة الحزب الأخيرة ، فان المجموعات الداعمة لمذكرات الإصلاح تقبع في حالة الانتظار التي ألمح اليها ابراهيم احمد عمر .
    وتؤكد مصادر مطلعة لـ (حريات) ان عمر البشير يحضر هذه الأيام مع النواة الرئيسية لمجموعته لإصدار قرارات كبيرة توطد احتكاره للسلطة وتربك الساحة السياسية
                  

02-29-2012, 07:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    [B |
    واقع (الحركة الإسلاميَّة) بين ثلاثة آراء:
    الاهرام اليوم
    2012/02/26 - 09:20
    الخرطوم - الطيب محمد خير


    أزمة الحركة الإسلامية التي تفجرت في أعقاب مطالبة مجموعة (الألف أخ) بإجراء إصلاحات داخل الحركة الإسلامية بعد أن قدمت نقداً لتجربتها في الحكم، وما تبع ذلك من جدل في الساحة مصحوباً بتساؤلات جوهرية من شاكلة: هل المؤتمر الوطني يمثل الحركة الإسلامية وينوب عنها في إدارة شؤون الحكم؟ أهناك جدار من العزلة مضروب بين الحركة الإسلامية وحزبها؟ أويخشى الإسلاميون النقد والإصلاح؟ هل هذه الأزمة حقيقية أم هي حيلة من المؤتمر الوطني لجأ إليها لشغل الناس عما يجري في الساحة؟ لا سيما أنه الآن هناك كثير من القضايا والأزمات التي تواجه الدولة عقب انفصال الجنوب في مقدمتها الأزمة الاقتصادية والضائقة المعيشية والحرب الدائرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق والصراع الدائر مع دولة الجنوب حول النفط والحدود وغيرها من القضايا التي يرى البعض أن الحزب الحاكم يريد لفت الانتباه عنها؟
    والسؤال الأهم: هل لا تزال الحركة الإسلامية قائمة أم تم تذويبها عقب نجاح الانقلاب؟ وإن كانت الحركة الإسلامية موجودة فهل ضعف الولاء لها وتخلى عنها أبناؤها؟ وهل أفسدت السلطة كوادرها.. وهل البديل للحركة الإسلامية موجود وقادر على تحمل المسؤولية؟
    كل هذه الأسئلة أجاب عليها ثلاثة من المفكرين والسياسيين والأكاديميين عبر الصحف والمنتديات أولهم د. غازي صلاح الدين، القيادي البارز بالمؤتمر الوطني ورئيس كتلته البرلمانية بالمجلس الوطني ومستشار رئيس الجمهورية والحزب، الذي قدم ورقة قبل خمسة أعوام بعنوان (معالم في طريق الدعوة لإحياء العمل الإسلامي الوطني).. وثانيهم البروفيسور «الطيب زين العابدين» المفكر وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والكاتب الصحافي المعروف الذي حاولنا أن نستشف الإجابات على هذه التساؤلات من خلال كتاباته الموجهة في نقد الحركة الإسلامية. ومعروف أن د. غازي لا يزال في دفة قيادة الحركة الإسلامية وحزبها.. بينما خرج د. الطيب على الرصيف..


    ويأتي د. عبدالله علي إبراهيم أستاذ التاريخ الإسلامي والأفريقي بالجامعات الأمريكية والمفكر الماركسي في المقابل لهما، فرأيه في ما يجري في الحركة الإسلامية يعتبر محايداً..
    { د. عبد الله بدءاً يؤكد أن ما تشهده الحركة الإسلامية أزمة حقيقية وليست تمثيلية لشغل الرأي العام، ويبدو من حديثه أن الأزمة هي حالة تململ من بعض العناصر التي ظلت بعيدة عن مركز القيادة وإدارة شؤون الدولة والتنظيم، وقد طال انتظارها، ومنها من اقتنع بأن الأمور لا تمضي بالشكل المطلوب وغادر مبكرا، ومنهم من انتظر.
    { ما يجري الآن في الحركة الإسلامية يصفه د. عبد الله بأنه حراك لكسر العقائد المستقرة والأصنام، على حد تعبيره في صحيفة (الجريدة)، ويذهب إلى أن الذين يطالبون بالإصلاح في (الحركة الإسلامية) خطابهم لا يوحي بأنهم يريدون وراثة غرسها بقدر ما يوحي الخطاب بأنهم يرون ان الحركة الإسلامية قد اختُطفت، عندما يقول في ذلك: (هذا ليس خطاب من يريد الوراثة، هذا منطق زول اتخمّ وظل مخموم طوال هذه السنين حتى يئس)..


    { وعن رؤيته لحالة الرفض التي قوبلت بها مطالب (الألف أخ) في مذكرتهم بالاصلاح والنقد الذي وجهوه للحركة الإسلامية.. يرى د. عبد الله أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، ولا يرى ما يخيف في هذه المذكرة أو التي سبقتها، ويستدرك قائلا: بالعكس هذا شيء مستحب.
    { أما د. غازي صلاح الدين - في ورقته التي تعتبر بمثابة مذكرة إصلاحية لما حوته من الاشارة للعديد من القضايا والمشكلات التي واجهت الحرك الإسلامية بعد تسلمها الحكم عام 89 وطرحه للمعالجات التي سبقت حالة الململة التي تعتري ساحتها الآن بسنوات.. يقول د. غازي في اعترافه بمسؤولية الحركة عن الدولة في سياق حديثه حول جدلية التنافر بين الحركة والدولة: لا بد هنا من تأكيد مسألة مهمة وهي أن تجربة الدولة الماثلة بما لها وما عليها هي من صنع الحركة الإسلامية مهما جأر أبناء الحركة الإسلامية بالشكوى من عدم كفايتها أو ضعف مقدرتهم على تقويمها وتصويبها.
    { ويوافقه في هذا الاتجاه د. الطيب زين العابدين مؤكدا مسؤولية الحركة الإسلامية عن كل ما حدث بقوله في أحد مقالاته المنشورة بجريدة (الصحافة): إن هذه الحكومة جاءت على رأس الحركة الإسلامية وبدعمها القوي، ويتوزع الإسلاميون على معظم مواقعها التنفيذية الرئيسية، وهم مسؤولون دينيا واخلاقيا وسياسيا.
    { إذن فالقياديين السابقين يقران تماما بالمسؤولية الكاملة للحركة الإسلامية عن كل ما حدث من تجربة هذه الدولة سلبا أو إيجابا.


    { لكن: هل الحركة الإسلامية تم تذويبها في الدولة وقيام حزب المؤتمر الوطني بديلاً عنها؟
    { د. «عبد الله» يؤكد أن الدكتور «حسن الترابي» زعيم الحركة الإسلامية قد قام بتذويبها وهو الآن يدفع ثمن هذا بأنه يتلقى العقاب، ويضيف: ما حدث بين الحركة الإسلامية والإنقاذ أشبه بما حدث بين الحزب الشيوعي وتجربة مايو، مع فرق بسيط بين التجربتين، ويشرح ذلك بقوله: في تجربة الحزب الشيوعي زعيمه عبد الخالق (نطّ) بعيداً لكن الحركة الإسلامية تولى زعيمها عملية التذويب كاملة، ويضيف: د. الترابي الآن لا يستطيع الاجابة على سؤال من شاكلة (الجاب الناس ديل منو؟) لأن هذه الاجابة ستقضي عليه تماماً في الساحة السياسية.
    { فيما يعترف د. «غازي» صراحة أنه في مطلع سلطة الإنقاذ تم حل الحركة الإسلامية بصورتها القديمة، والمبرر لذلك هو أن المعطيات الجديدة الواردة مع قيام الثورة، والتي جلبتها الدولة بكل تعقيداتها، لا يمكن أن تتصدى لها آليات ومؤسسات الحركة الإسلامية القديمة. ويضيف د. غازي: بهذا انقطع التواتر والتواصل التاريخي للحركة وحلت محلها الدولة، رغم الاعتراضات التي أبداها بعض أبناء الحركة على إلغاء مؤسساتها
    .
    ويشير غازي إلى أن نتاج هذا الحل والتذويب الذي تم للحركة الإسلامية انقلاب الأمر رأسا على عقب، إذ فُقد التكافل الذي كان بين أفرادها وتحول الأمر في كثير من الأحيان إلى مقاطعة ومحاربة بين أخلاّء الأمس.
    ويمضي «غازي» في حديثه عن الآثار المترتبة على التذويب إلى أن الكثيرين قد هربوا إلى قبائلهم ووجهاتهم طلباً للنصرة والعدالة، وبلغ الأمر الخروج الصريح بقوة السلاح، وهذا بعد أن أدرك هؤلاء انكشاف ظهرهم وفقد الحماية بجدار الإخاء ورابطة الجماعة، وهنا تتكشف أسباب تصاعد القبلية والجهوية التي تحدث الناس كثيرا عنها في شأن تولي المناصب الذي أصبح معلوماً بالقبيلة والجهوية والولاء وليس الكفاءة.

    { ويؤكد د. غازي أن أعضاء الحركة الإسلامية ظلوا يتحاشون ممارسة حقهم في طرح التساؤلات والنقد والسعي لإصلاح الذات رغم وجود هذه الرغبة عند الكثير منهم لكنهم يكبتونها خوفا من التصنيف إلى هذا الفريق أو ذاك..
    (تجدر الإشارة إلى أن هذا ما حدث لدكتور حسن مكي - طبقاً لمراقبين - في بداية الإنقاذ عندما وجه انتقادات للتجربة وقال إن الحركة تعمل بفقه الطاعة، ما جعله يصنف ضمن الأصوات المناهضة لدكتور الترابي، وهذا ما قد يبرر أسباب إخفاء أسماء وتوقيعات الدافعين بمذكرة (الألف الأخ)، ومن صاغوها، ورغم هذا لم يسلموا من الوعيد بالمحاسبة).
    { ويمضي د. غازي بالقول في أسباب تحاشي الإسلاميين المطالبة بالإصلاح أو تقديم النقد: هناك الخوف من الانشقاق.. وكل هذا أدى إلى ضعف ووهن النسيج الموحد الذي كانت عليه الحركة الإسلامية، ما أفقد الحركة اقوى آليات الإصلاح الداخلي عندما تواجهها المصاعب
    .
    { وفي مقابل هذا الاعتراف من قبل د. غازي يقول د. الطيب زبن العابدين: هناك عدد كبير من الإسلاميين الأطهار في الدولة والحزب لا يقبلون بمثل هذا الحال، ويبدي د. الطيب استغرابه من صمت هؤلاء الإسلاميين عندما يقول: لماذا هم صامتون.. لا أعلم.. رغم أن تعاليم الإسلام التي جاءوا لنشرها وتعزيزها في المجتمع تقول (الساكت على الحق شيطان أخرس).
    { ويرى د. غازي في ورقته أن التجربة الإسلامية تتعرض لاختبار غير مسبوق سيتأثر العلم الإسلامي في العالم كله بنتائجه.. ويخلص للقول: بما أن التجربة الراهنة للسلطة الحاكمة انطلقت من أرض الحركة الإسلامية فإن الدولة القائمة والصف الشعبي الذي يساندها يتحملان مسؤولية واجبات المرحلة وتكاليفها، وعلى القائمين على الأمر أن يصوبوا انظارهم في المقام الأول لأوضاعهم الداخلية.

    { لكن على العكس من النصح الذي قدمه د. غازي نجد د. الطيب في وصيته لمن وصفهم بالإسلاميين الأطهار، يطلب منهم ان يتبرأوا كما تبرأ هو من هذه التجربة وذلك عندما يقول مخاطباً لهم: لا نطلب منهم مناجزة الحكومة بالرمح والسنان، ولكن دون ذلك أولى أن يقتدوا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حين تبرأ علانية من فعل لا يجوز أتى به سيدنا خالد بن الوليد.
    { وبعد.. هذه بعض الآراء في واقع الحركة الإسلامية ومآلاتها وحراكها الذي يتوقع مراقبون أن يسفر عن جديد في ساحتها في مقبل الأيام
                  

02-29-2012, 11:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    بان النقا والترابي والتفسير التوحيدي!

    محمد وقيع الله


    في مقال حديث له بالفيسبوك انعطف الدكتور أمين شرف الدين بان النقا انعطافا حادا وهو يدافع عن كتاب (التفسير التوحيدي) المزعوم، الذي أصدره الدكتور حسن الترابي، والذي انتقدته في مقال نشر قبل أسابيع.
    وقد ابتدر الدكتور بان النقا مقاله زاعما أنه لا يحب:" الكتابة دفاعا عن المواقف السياسية الصرفة".
    ومؤكدا أنه آثر الدفاع:" عن الأفكار التي تهمني جدا وتعنيني للغاية خاصة في زماننا هذا حيث انتشر المتزمتون واصحاب العقول الخاوية من الفكر والتجديد والتطور".
    ومفيدا بأنه قد جاء يرد علي لأن:" المهاجمون للشيخ كثر وهذا ليس غريبا على رجل كانت مواقفه تماما واضحة فهو سياسي عرف بالوضوح في مواقفه فلو كان الرجل ضبابيا في رأيه لما تعرض لما تعرض له الرجل".
    ومدعيا أنه لم يرغب:" في الكتابة دفاعا عن الترابي لمعرفتي ان الاختلاف في الاراء وارد ، كما ان جرأة الشيخ الترابي في طرح رأيه دائما ماتواجه بعاصفة من الانتقادات".
    جاءت هذه الجمل الركيكة الكسيحة التي يصعب تركيبها مع بعضها على نحو منطقي مفيد في مفتتح مقال الدكتور بان النقا في نقد مقالي في نقد التفسير التوحيدي المزعوم!
    وانسياقا مع مزاعمه هذه نسب إلي الدكتور أني قمت (بشخصنة) الموضوع ولم أكُ موضوعيا.
    كما ادعى أني تحدثت عن الترابي وممارساته أكثر مما تحدثت عن تفسيره التوحيدي المزعوم.
    الشرك السياسي بتعبير الترابي!
    ولو كانت للدكتور الكاتب فطنة كافية، ونظر إلى عنوان مقالي عن الدكتور الترابي وتفسيره المزعوم بعين الناقد المهتدي، لما انتهى إلى هذا الاستنتاج المنحرف عن جادة الحكمة وعين الصواب.
    فقد كنت دقيقا في اختيار عنوان المقال والتزمته ما طال المقال.
    حمل مقالي عنوان (حول التفسير التوحيدي والنهج اللا توحيدي) وكان منطقيا ومنهجيا تبعا لذلك أن أنخرط في مضاهاة زعم الترابي بالتركيز على عقيدة التوحيد في تفسيره المزعوم، بخرْمِه المستمر لهذه العقيدة (التوحيدية) في غمار ممارساته السياسية الكثيرة التي ما يزال يستند فيها ويستعين على أداء مطالبها بأعداء التوحيد!
    وقد استشهدت في ثنايا مقالي بقول الإمام ابن سيرين:" إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم ممن يأخذ دينه"!
    وتبعا لذلك القول قلت إنه ليس ثمة فسحة ولا مندوحة لأي مفكر أو عالم إسلامي لكي يتصرف (سياسيا) على نسق لا توحيدي، بينما هو يدعو إلى تفسير القرآن الكريم على نسق توحيدي!
    كان ذلك هو لب مقالي ومركزه ومحوره، ودارت جميع فقراته حوله، وما حادت عنه، وذلك حتى عندما تناول بعض فقرات المقال الأستاذ المحبوب عبد السلام، الذي ينزعج غلاة المؤتمر الشعبي، أشد ما يكون الانزعاج، عندما أكرُّ عليه بسوط النقد.
    تناولي الموضوعي لوضع المحبوب
    ومن هؤلاء الشعبيين المتهورين الذين لم يداروا انزعاجهم من نقدي المحبوب هذا المدعو أمين بان النقا الذي جاء يقول:" ثم عرج الكاتب في الإساءة الشخصية (الممنوعة في الاسلام) والمباشرة للاستاذ المحبوب عبد السلام".
    وهذا ادعاء به قحة وجرأة متزايدة من طرف هذا الكادر الشعبي، الدكتور أمين بان النقا، الذي أقتحم نفسه كما أقتحم من قبله زميله، حلمي قفة المحبوبي، مجال الدفاع الخاسر عن المحبوب عبد السلام!
    وفيما سوى هذين، وأمثالهما من المتطرفين الشعبيين، فما من قارئ منصف قرأ مقالي ولمس فيه أي إساءة شخصية (ممنوعة في الإسلام) موجهة إلى طرف الأستاذ المحبوب عبد السلام.
    والحق يقال إني لم أتناوله إلا من منحىً علمي موضوعي صميم، حيث ذكرت قصوره عن تحصيل علوم القرآن والشريعة والفقه، التي ذكرت أنها علوم لازمة للإنخراط في أي مشروع جاد لتفسير القرآن الكريم على نحو توحيدي أو غير توحيدي!
    والأستاذ المحبوب - وهو مثقف كبير، ومفكر قدير، وأنا أعترف له بكل ذلك، وهو يعرف رأيي فيه من قديم، وهو رأي إيجابي إلى حد كبير – لا ينكر ضعفه في تحصيل علوم الشرع الحنيف.
    فكيف يجيئ هؤلاء الجهلة الحمقى ويدعون له ما لا يدعيه هو لنفسه؟!
    وكيف يفسرون تطرقي لإثبات عدم تعمقه هذه العلوم على أنه هجوم ذي طابع شخصي (ممنوع في الإسلام)؟!
    وحتى إذا عجز هذا المفتري المجترئ، المدعو الدكتور أمين بان النقا، عن إثبات توجيهي أي إساءة ذات طابع شخصي إلى الأستاذ المحبوب انصرف انصرافا باردا هاربا يردد:" ثم عرج الكاتب في الإساءة الشخصية (الممنوعة في الاسلام) والمباشرة للاستاذ المحبوب عبد السلام وان كنت لا ارغب في الرد عليها الا انها توضح (الغرض) من كتابته".
    وهذا هو كلام العاجز بعينه، العاجز الذي يدعي شيئا من دون أن ينهض لإثباته، ثم يقيم الحجة على نفسه بالتهرب من تبعته وواجبه تجاهه، ثم يفضح (غرضه) من إيراد ما يدعي بقوله إنه لا يرغب في الرد عليه!
    ويبدو أن غرضي من كتابتي في نقد مشروع حزب المؤتمر الشعبي لتحطيم السودان، رغم أنه واضح جلي، إلا أنه لا يتضح ولا يتجلى لمن في أعينهم عشى، وفي آذانهم صمم، ممن صمموا على تأييد الدكتور الترابي بالباطل قبل الحق، من زارافات المتطرفين المقهورين بحزب المؤتمر الشعبي المارق!
    ولكني ماضٍ على نقدهم ونقد شيخهم مهما سخطوا علي.
    وكلما ردوا علي ردودهم الساقطة هذه، منحوني فرصا جديدة لنقد خطة حزبهم المتوجه بكل همته، وبكل ما أوتي من قوة، إلى تدمير الدين، وطمس معالمه، بعد أن تعذر عليه تدمير الوطن العزيز!



    نواصل الحديث تعقيبا على مقال حديث للدكتور أمين شرف الدين بان النقا بالفيسبوك حيث انعطف انعطافا حادا وهو يدافع عن كتاب (التفسير التوحيدي) المزعوم، الذي أصدره الدكتور حسن الترابي، والذي انتقدته في مقال نشر قبل أسابيع.

    كان أهم ما ذكرته عن الأستاذ المحبوب عبد السلام في سياق مقالي الذي يحاول عبثا أن ينتقده الدكتور أمين با النقا هو أن الأستاذ المحبوب غير مؤهل علميا ولا فقهيا ولا حديثيا ولا تاريخيا للخوض في قضايا تفسير القرآن الكريم.

    أين الثرى من الثريا؟
    وهنالك قرنت بينه وبين الشيخ الإمام محمد رشيد رضا، الذي شارك الشيخ محمد عبده، وأعانه على إنجاز تفسيره للقرآن الكريم، المعروف بتفسير (المنار) فقلت:" إذا شئنا موازنة محاولة كتابة (التفسير التوحيدي) بما جرى في شأن تفسير (المنار) لقلنا إن (محبوب) الشيخ محمد عبده، وهو الشيخ الإمام محمد رشيد رضا القلموني، رحمه الله، الذي قام بتسجيل التفسير كان فقيهاً راسخاً شهد له معاصروه بالإحاطة والتعمُّق في علوم الدين.
    ولا يجادل أحد في أن الشيخ رشيد رضا كان أعلم من الشيخ محمد عبده في مسائل الشرع وعلوم الدين، وخاصة فيما يتصل بالسنة النبوية المشرفة.
    ولكن لا يجادل أحد، في الوقت نفسه، في أن عقل الشيخ عبده كان أعظم بكثير من عقل الشيخ رضا ومن كل العقول التي عاصرته.
    وقد أهله عقله الضخم الفذّ للتبصُّر النافذ في أي الكتاب الحكيم.
    وعضَّد تبصرَه علمُ رشيد رضا بالفقه والأثر الشريف.
    وهكذا بقي الشيخ رضا يواظب على حضور دروس شيخه الإمام في الرواق العباسي، بالأزهر الشريف، ليسجل مسائل الدرس، ويشذبها، وينقيها، ثم يضيف إليها ما خطر له، هو الآخر، من الرأي السديد، وما اطلع عليه من الدليل الشرعي المفيد.
    فهل يا ترى يستطيع المحبوب عبد السلام أن يعين الترابي بشيء في هذا السبيل؟!
    أم أنه مجرد محرر شكلي، أجاد أسلوب الترابي التعبيري، وحفظ قاموسه اللغوي، فجيء به ليتولى مجرد التسجيل والتحرير؟!
    ثم ليقوم بعد ذلك بالترويج لهذا التفسير القرآني المزعوم، في أوساط الصحف العربية الحداثية، المتغربة، والمغتربة، التي يقوم على تحريرها أصحابه من الكتاب الشيوعيين الملتزمين؟!.
    هذا هو جوهر ما قلته بشأن المحبوب عبد السلام، ودوره في صياغة ما يسمى (التفسير التوحيدي)، مقارنا بدور رشيد رضا في صياغة (تفسير المنار).
    فهل في هذا القول أي نوع من التعدي أو التجني أو التناول الشخصي غير الموضوعي للأستاذ المحبوب عبد السلام؟!
    أم أن هؤلاء القوم المتهورون المتابعون بعمى لخط الدكتور الترابي، هم من ضحالة الفهم بحيث لا يميزون بين المعاني والمضامين والمفاهيم؟!
    ودعنا نستأنس على جهل أحدهم باللغة، وهو المدعو الدكتور أمين بان النقا، بهذا المثال:

    الباكورة أم آخر العنقود؟
    لقد طلب إلي الدكتور أمين بان النقا أن أراجع مقالي الإثنين، الذين كتبتهما في نقد ما يسمى (التفسير التوحيدي) وأخبرني بعلة طلبه، وهي أني كلت فيها الاتهامات الشخصية ولم أقدم نقدا موضوعيا للكتاب.
    وقال:" إني اعتقد ان على الكاتب مراجعة المقالين ففي الاول كال الاتهامات الشخصية وفي الثاني لم يسدد نقدا موضوعيا عن التفسير التوحيدي كمؤلف يعتبر باكورة مؤلفات الترابي".
    فهل يعرف هذا الكاتب، الدكتور أمين شرف الدين بان النقا، الذي يقدم نفسه في مقاله على أنه (كاتب وأستاذ جامعي)، معنى كلمة (باكورة)، التي استخدمها في جملته السابقة استخداما خاطئا؟!
    وهل يدري هذا الدكتور أن هذه الكلمة تعني عكس مراده تماما؟!
    إذ الباكورة هي أول الثمر لا آخره، وليست هي آخر العنقود كما يقولون في التعبير الصحيح عن المعنى الذي أراده الدكتور وأخطأه؟!
    فإطلاق عبارة (باكورة مؤلفات الترابي) على كتاب (التفسير التوحيدي) لا تنطبق عليه!
    لأنه هذا الكتاب لم يكن باكورة كتابات الدكتور الترابي، كما أشار الكاتب عبثا، وإنما هي خاتمة كتاباته وآخرها


    كنت ذكرت في مطلع نقدي لكتاب (التفسر التوحيدي) أنه مجرد ملخصات تجريدية جافة وتأملات عقلية أفسد جمالها ورونقها الأسلوب المتقعر الذي وردت فيه.
    وكان واحد من أصحابي يرسل إلي رسائل احتجاج ويؤاخذني علي نقدي للكتاب بهذا النحو مع اعترافه بأنه لم يطلع عليه بعد.
    وقلت له مداعبا: لولا ثقل الكتاب في الميزان (ولم أقصد الميزان إياه!) لبعثت به إليك مع الطائر الميمون!
    وبعد أيام بعثت به إليه، أو قل ابتليته به، فكتب إلي منزعجا بعد أن فرغ للكتاب هزيعا طويلا من الليل يشكو ويتندر ويقول:
    اكتب لك فى الثانية صباحا بعد أن أعيانى (التفسير التوحيدى)، ولولا أنه تفسير لقلت فيه ....و...!!
    ومع أني مازلت التمس لصاحبه شيئا من حسن النية إلا أن طحن كل هذه القرون أو بليلة الحصى أمر عسير علي!
    أتذكر تلك الرحلة التى قمنا بها معا إلى شندى فى ديسمبر عام ستة وسبعين وتسعمائة وألف فى لورى، كنت أنت فى طريقك لكلى، وكنت بسبيلى إلى زيارة والدى فى مستشفى شندى وكان يتعافى من عقابيل عملية أجريت له هناك، رحمه الله رحمة تسع الكون كله، وكان علينا أن نعانى كل ذاك (الدَّقداق) كأننا فوق رَوْق الظبى من حذر كما قال المعرى رحمه الله؟!
    ولعلى الآن من (لوْلًوَة) الترابى فى ذلك اللورى!
    وكتب الله لنا أن نلم ببعض ما قال أرسطو وسقراط وما كتَبَ أفلاطون والشيخ الرئيس والفارابى وأوغسطين وسبنسر وهيوم ولوك وكانط ونيتشه وسبنوزا وكيركجورد وروسو و... الخ على تفاوت العصور وتعدد الخطاب ولغته!
    إلا انى لم أشهد كهذه (اللَّوْلَوَة) التى لا تنتهى إلى معنى كبير.
    ولا إلى شئ من التوحيد فى المعنى العام الذى رمى إليه!
    وقديما كتب عبد الخالق الخالق محجوب كتيبا سماه (أفكار حول فلسفة الإخوان المسلمين)، طالعت فيه - منذ قرابة نصف قرن - أسفه الذى يبديه على الزمن الذى أضاعه فى قراءة كتاب (جاهلية القرن العشرين)!
    ولعله لو طالع صفحة من تفسير صاحبنا لندم على عسر الهضم الذى جلبه على نفسه، ولغفر له بعض ذنوبه لصدق ندمه!
    ولا أظن أن أحدا، حتى قيام الساعة، سينقب فى هذه المزاعم التوحيدية فى هذا التفسير.
    ولن يبلغ قراءة كل ماكتب من (الصلاة عماد الدين) إلى (الإيمان أثره على حياة الإنسان) إلى غيرها المائة بحال الى الساعة!
    وآمل ألا يكون ذلك من بعض توفيق الله فى الخذلان، كما يقول الجاحظ.
    لا أدرى ما ضرورة هذا التَّعمُّل واعتساف اللغة؟
    أيظن ذاك مدعاة (لرميه) بالعمق أو العلم؟
    ألم يطالع صاحبنا بعض ماخط الجاحظ عن المعانى والمبانى والملقى منها بكل سبيل؟
    ألم ير شيئا من كتب أئمة البيان فى العربية؟
    وفوق هذا لمن يكتب؟!
    أو فى الحقيقة لمن (يلوْلوْ) كل هذه السطور والكلمات؟
    وبعض هذا ينبئ عن ادعاء عريض لا أظنه يستقيم، أو يُقصد، ولدينا كل هذه السلاسل من الطبرى ولاتنتهى عند سيد،غفر الله لنا ولهم. ولك سلام.
    هذا بعض ما كتب إلي صديقي الذي اتهمني بالتحامل بعد أن ابتليته بقراءة بعض فصول الكتاب!
    وما أظن أي قارئ منصف حصيف إلا قائل قوله إن ابتلي بما ابتلي به.
    فهو مثال على التكلف والتصنع والجهد الذي لا طائل يرجى من ورائه.
    وقد اتهمنا الترابي بأنه جشم نفسه هذا الجهد الجهيد الذي بذله في موضوع هو غير مهيأ بطبيعته الفكرية الجافة لخدمته، وغير مهيأ بظروفه النفسية الحالية غير السوية وغير المتوازنة وبارتباطاته السياسية المشبوهة (غير التوحيدية!) للتبريز فيه.
    وزاد الطين الترابي بِلَّة بأن جاء المحبوب عبد السلام فأفسد لغة الكتاب بكدحه في تقليد لغة الترابي وتماديه في التقعر.

    الترويج المشبوه
    وبدا له أن ينخرط في مهمة ترويج الكتاب عن طريق الإعلام، وهي الطريق التي يجيد الطرق عليها اليساريون الحداثيون، ويحاولون عبثا أن يروجوا بها كتاباتهم التي لا تلقى رواجا بين الناس، بسبب غرابة موضوعاتها، وسطحيتها، والتكلف الذي يطبع أساليب تحريرها.
    وقد أخذ علي الدكتور أمين أن أبدي استغرابي:" من احتفاء قادة المؤتمر الشعبي بالتفسير التوحيدي. . ؟ شيء عجيب والله؟ ان يقوم سوداني معاصر بكتابة تفسير للقرآن هذا امر يستحق الاحتفاء من كل السودانيين".
    ولكن حق لي أن أبدي استغرابي لهذا المسلك الترويجي أنا الذي عاصرت صدور كتابات الترابي كلها، وكل واحد منها أقيم بكثير من تفسيره هذا المزعوم.
    فقد توالى صدور كتب الترابي تباعا في غضون أربعة عقود وما لقي واحد منها ما لقي هذا التفسير المزعوم من الترويج!
    ولحسن الحظ فإنا لم نسمع حتى الآن إفادة يعتد بها في تقريظ هذا التفسير المزعوم.
    ومن حشد الكاتب أمين أسماءهم فقد اطلعنا على كلامهم عن التفسير المزعوم على صفحات (الشرق الأوسط) اللندنية، شديدة العداء لكل ما يتصل بالفكر الإسلامي، وشديدة الحفاوة بكل من يحارب الإسلاميين.
    والحمد لله تعالى أن ما من أحد من هؤلاء الذين احتفى الدكتور بان النقا بهم عرف عنه أنه عالم ضليع بقضايا التفسير!

    -------------------------


    )
    محمد وقيع الله

    ما أسرار تقرب الترابي وأنور إبراهيم إلى إسرائيل؟!


    يتجنب الدكتور حسن الترابي الحديث عن إسرائيل بصورة شبه مطلقة.

    وقلما يعثر من يتتبع تصريحاته وأقواله التي فاه بها في غضون العشريات الخمسة الماضية أي هجوم أو نقد له للمشروع العدواني الإستيطاني الإسرائيلي!.

    وتلك ملاحظة كانت تحيرني كثيرا وكنت أجهد في التماس التفسيرات المعقولة لها من دون أن أناقش فحواها مع أحد.

    فأحيانا كنت أحدث نفسي أنه ربما كان من رأي الدكتور الترابي أنه لا جدوى عملية عائدة من إطلاق النقد والهجوم اللفظي على السياسات العدوانية الإسرئيلية وبالتالي كف عن إطلاق مثل هذا الهجوم.

    وأحيانا عللت نفسي بأن الدكتور الترابي يتعمد بطبعه ألا يشارك في حديث مبذول باستطاعة أي فرد أن يشارك فيه.

    وقد تعززت هذه التعليلات وترجحت عندي أيام كنت أحسن الظن بأمثال هؤلاء.

    وقد انقضى ذلك العهد الذي كنا نحسن الظن فيه بالجميع وعلى رأسهم أمثال هذي الرؤوس.

    وأخيرا اتضحت علاقة الترابي بإسرائيل وانفضحت بقيام أزلامه من عصابات العدل والمساواة الإرهابية بالتزلف لدى الدولة الصهيونية والتقرب منها بقصد الاستعانة بها ضد الحكومة السودانية.

    وعلاقة الترابي بعصابات العدل والمساواة قد تكون علاقة مباشرة أو غير مباشرة وذلك حسبما يشاء العقل المتعمق أو السطحي أن يراها.

    فأرباب العقول السطحية المتحذلقون يرونها علاقة غير مباشرة لأنهم يتطلبون الدليل المادي المحسوس ويُعوزهم هذا الدليل الملموس.

    وأما أرباب البصائر السياسية فالأمران لديهما سيان، فهم يرونها علاقة استعانة انتهازية قوية ناشطة بإسرائيل، ولا يهمهم بعد ذلك إن كانت علاقة تباشر أو عن غير تباشر.

    وليس موضوعنا الأساسي اليوم حسن الترابي، ولا علاقته بإسرائيل، وإنما موضوع هذه العلاقة متعلقا بتصرفات تلميذه أنور إبراهيم، نائب رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، الذي عزل من منصبه قبل عقدين، ومن يومها وهو يلهث، كما يلهث حسن الترابي، في طلب العودة إلى سدة الحكم بأي سبيل.

    وآخر سبيل طرقه أنور هو السبيل المعهود الذي يطرقه كل سياسيي العالم الفاسدون المفسدون المتطلعون إلى الحكم وهو سبيل التودد إلى إسرائيل.

    وقديما كان مما عجل الصدام بين زعيم ماليزيا وبانيها الدكتور مهاتير محمد، والأستاذ أنور إبراهيم، دعوة هذا الأخير إلى ضرورة استعانة بلاده بالمنظمات النقدية الدولية التي يديرها اليهود وعلى رأسها البنك الدولي.

    وكان هؤلاء المديرون أصدقاء مقربين من أنور وقد حاول هو أن ينفذ توصياتهم ويمرر سياساتهم لإنقاذ ماليزيا من أزمة الكساد الاقتصادي الآسيوي في سنة 1996م ولم يقبل بهذه التوصيات والسياسات الدكتور مهاتير لأنه رأى أن ضررها أعظم من نفعها.

    وقد صمم الدكتور مهاتير حلولا نقدية أنقذ بها ماليزيا من الكساد الماحق ومن الوقوع في قبضة سياسات البنك الدولي.

    وهنالك ما كان من أرباب البنك الدولي، وما كان من محرري الصحف اليمينية في نيويورك، وخاصة الصحف ذات الطابع الاقتصادي، إلا أن تولت حملة الدفاع عن أنور ضد مهاتير.

    ولا نريد أن نقول إن أنور كان مدانا بالفعل بما اتهم به زورا من فساد أخلاقي فذلك من فجور العمل السياسي الذي ندينه ونتبرأ منه.

    ولكن نشير إلى شيئ صحيح وهو حظوة أنور عند اليهود وتدافعهم للدفاع عنه.

    وأمس جاء أنور ليرد لهم الجميل وليتقرب إليهم مجددا فمنح مقابلة صحفية لصحيفة (وول ستريت) قال فيها إنه يؤيد أي مجهود يصب في خط الدفاع عن الأمن القومي الإسرائيلي.

    قال ذلك وهو لا يبالي بمشاعر المسلمين عبر العالم، وهو الذي كان وما ينِي ينصب من نفسه مفكرا وزعيما إسلاميا على مستوى عالمي طليعي.

    فأصبح كل ما يرنو إليه أنور هو رضا إسرائيل وأمريكا العاجل ودعمهما الناجز له بعد أن يئس من أي دعم شعبي محلي أو إسلامي عالمي يمكن أن يعيده إلى الحكم.

    ولم يبال أنور وهو يقطع هذا السبيل حتى بإمكانية تصدع التكتل الحزبي الذي يعمل معه في حيز المعارضة، ومن أهم مكوناته الحزب الإسلامي الماليزي، الذي بادر وانتقد تملق أنور المفضوح للإسرائيليين.

    ولم يبال باحتجاجات الجماعات الإسلامية المتنوعة في ماليزيا والتي اشتدت في وجه مساعيه للتقرب من الإسرائيليين وإعلانها لفقدان ثقتها في مجمل توجهه الديني والسياسي.

    ولم يجد أنور ما يدلي به لتفسير موقفه وتبريره إلا قوله إنه يؤيد أيضا مشروع حل الدولتين، أي وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية بأرض فلسطين.

    وإلا ما اتفق مع محرري الصحيفة على نشره على لسانه بعد نحو أسبوع من نشر المقابلة معه وهو قوله: إن البعض في بلادنا ما يزال يعترض على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية، وهذا أمر يمكن تأجيله حتى تحترم إسرائيل تطلعات الفلسطينيين!

    وهو اعتذار خير منه الذنب الأول، فقد زاد أنور الطين بلة بدعوته الصريحة لاعتراف بلاده بإسرائيل، وتعليقه ذلك الاعتراف بوعد هلامي تتكرم إسرائيل ببذله، فتقول إنها ستحترم تطلعات الفلسطينيين!



    الرائد
                  

03-01-2012, 08:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)


    التاريخ: 29-فبراير-2012
    العدد:1568 تاريخ اليوم: 01-مارس-2012

    الاحداث

    بعد توعد جبهة الدستور الإسلامي العلمانيين : دعاة الدولة المدنية.. أحسن الله العزاء


    الخرطوم : الهادي محمد الأمين


    مرة أخرى عادت هتافات المجاهدين والدبابين ورموز التيار الإسلامي بعد أن خبا إلا قليلا صوت نغمة الجهاد والاستشهاد منذ لحظة التوقيع على اتفاقية سلام نيفاشا في العام 2005م وما تلاها من انحسار ترديد الشعارات الحماسية المرتبطة بالتعبئة والاستنفار وتفويج المقاتلين لمسارح العمليات . وبالأمس شهدت قاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات الدولية انطلاقة وبداية المؤتمر التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي، وارتفعت خلال المداولات الأصوات عالية مطالبة باستعادة أمجاد دولة الشريعة بعد أن كان الجنوب عقبة كأداء في طريق تطبيق الدستور الإسلامي بالبلاد طبقا لما قاله رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى لدى مخاطبته التجمع الإسلامي الكبير ظهيرة الأمس وردد خلفه جموع الحاضرين هتافات داوية اهتزت لها جنبات القاعة:
    يا إسلام بالروح نفديكا .....
    نحنا الما بترهبنا أمريكا ....
    نحنا سلاح مليان ومعبأ ....
    نحنا الما بترهبنا أروبا ....
    ثم تقدم منسق القوات الخاصة بمنسقية الدفاع الشعبي والأمين العام لمنظمة الشهيد وأمير الدبابين المجاهد محمد أحمد حاج ماجد نحو المنصة وقام بتلاوة بعض من وصايا الشهداء منهم على سبيل المثال الشهيد علي عبد الفتاح وأنس الدولب وقال في لهجة قوية: «هؤلاء لم يستشهدوا من أجل قائد أو رجل وإنما مضوا إلى سبيل ربهم من أجل القضية والشريعة وتمكين الدين وربط الأرض بقيم السماء» واختتم حديثه الحماسي بقوله : (امضوا وشباب الجهاد معكم).


    وبدا واضحا أن جبهة الدستور الإسلامي ومن خلال المؤتمر التأسيسي أرادت أن ترسل ثلاث رسائل مهمة في فاتحة أعمالها حينما أشارت من على البعد لمن يهمهم الأمر وفي مقدمتهم كبار قادة الدولة، فالأمين العام للجبهة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد أكد في كلمته (أنه من عجيب أن يكون الإسلام هو قضية اليوم) وتساءل لماذا؟ وقبل أن يجيب الحضور واصل حديثه قائلاً: (نحن مسلمون ومن يحكمنا مسلمون) لكن رغم ذلك تقف الكثير من العقبات والمؤمرات الداخلية والخارجية التي وأدت الدستور الإسلامي منذ عقد الستينات من القرن الماضي، وقال: إن الدستور الإسلامي هزم من قبل ثلاث دول وسماها بالاسم وهي إسرائيل و بريطانيا وأمريكا ومن الداخل الأحزاب السياسية، وشدد الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد على أن قادة الجبهة لن يتراجعوا عن مطلبهم بتنزيل الشريعة والقوانين الإسلامية إلى أرض الواقع بالبلاد، وأضاف بلهجة حاسمة :( لن نتراجع هذه المرة مهما كانت التكلفة لا بد من إقرار حكم الله وإلا فإن لهم كلمة في حالة رفض الحكومة للدستور الإسلامي)!!


    أما الرسالة الثانية فالمستهدف بها هو الشعب السوداني وهو الأمر الذي أشار له نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور عبد الله حسن أحمد مبينا في حديثه أن على الشعب حماية المشروع الإسلامي وحراسته وأن يكون نقاش مسودة الدستور المطروح على المستوى الشعبي ثم الحزبي. وقال إن جبهة الدستور الإسلامي طرحت وثيقة الدستور في وقت مفصلي يحتاج لوقفة وهبة شعبية تسنده وتجعله واقعا يمشي بين الناس وأنهى كلمته بأمنية حينما قال: نأمل ونرجو أن يكون المشروع الإسلامي المطروح دستورا دائما للبلاد، مضيفا: أنه ما دام الشعب يريد ذلك وما دام الناس (عايزين) الشريعة فقطعا الشعب سيدافع عنها.


    وتجيء الرسالة الثالثة حامية ا########س ضد من أسموهم بأعداء الشريعة أو المتآمرين، فقد وصف الحضور أن التآمر على الدستور الإسلامي بدأ منذ العام 1968م حينما تم التنادي والتداعي للتواضع على تأسيس جبهة الميثاق الإسلامي وقبلها الجبهة الإسلامية للدستور. وقال الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد أوشك الدستور الإسلامي أن يجاز في البرلمان لكن عدا عليه (عاد) من الداخل والخارج على حد سواء (هذه من تلك وتلك من هذه) كلاهما ينبعان من مصدر واحد – التآمر ضد أن تكون كلمة الله هي العليا في السودان منبها الحضور قائلا : (أعرفوا أعداءكم) لا تنخدعوا بالابتسامات.


    من جهته توعد رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى أعداء الشريعة من العلمانيين واليساريين ملوحا بكلتا يديه (أنه لا مجال بعد اليوم لأحد يقول إن السودان لن يحكم بغير الشريعة) وواصل قائلاً: (ستواجهنا بعض العقبات ممن لا يريد الإسلام ووضعنا لا يختلف عن وضع الرسول صلى الله عليه في المدينة حينما واجهه المنافقون الذين يدعون أن الدستور الإسلامي متشدد – هم يهاجمون الإسلام عبر التشدد لكن لا تشدد في هذا الدستور الذي يجب أن يجاز من الجميع بلا استثناء من الشعب السوداني الذي تبلغ نسبته أكثر من 97%مختتما حديثه أن انفصال الجنوب عن الشمال حسم قضية الهوية وأصبح المسلمون يشكلون الغالبية العظمى بالسودان الشمالي الجديد ومضى قائلا: (الواقع الجديد للهوية أن الإسلام أصبح عزيزا في البلاد بعد ذهاب الجنوب ولا أحد يستطيع أن ينازعنا فيه سنحتكم للشريعة عبر هذ الجبهة).



    والشاهد أن جميع الحضور المشارك في المؤتمر التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي الذي شكل فيه السلفيون بمختلف مدارسهم والحركة الإسلامية بجناحيها - الوطني والشعبي - والأخوان المسلمون بتياريهم (الأم) و (الإصلاح) بجانب منبر السلام العادل وهيئة علماء السودان وبعض ممثلي الطرق الصوفية ووفود من المجاهدين والدبابين واتحاد قوى المسلمين, بجانب مؤسسة البركة لتعزيز المذهب المالكي التي استحسنت مسودة الدستور الإسلامي واعتبرت أن مرجعيته تتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي, بيد أن أمينها العام المهندس الشيخ أزهري محمد سعيد النجار رأى أن ثمة ملاحظات لا بد من إيرادها تتمثل في أن الدستور لا يزال بحاجة إلى توسيع دائرة المشاركة لأهل الاختصاصات المختلفة لعمل المداولات المطلوبة والمقارنة مع ما سبق من دساتير ليكون النفع المرجو المراعي لجميع جوانب الحياة, وليس فقط بل إن النجار نادى بضرورة الموازنات الداخلية والإقليمية والعالمية مع مراعاة مصادر الشريعة والدين والحياة والعقل والنسل والمال,

    ومضى يقول في كلمة مكتوبة حصلت «الأحداث» على نسخة منها أمس: «ينبغي علينا أن نستصحب التاريخ القديم والحديث والواقع الاقتصادي والعسكري العالمي لنختار الطرق الثالث بحكمة لتحقيق جميع المصالح داخليا وإقليميا ودوليا», وشدد على أنه لا خوف على الهوية الإسلامية في داخل السودان ببسط الدين الدين الشامل والعمل على إعادة تقييم الحراك الإسلامي في تعاون وتكامل مع مراعاة أنه ليس إجماع بل أغلبية, وأردف يقول: «لا بد من أخذ التجربة من عديد الدول وعدم الاكتفاء بحصرها في نموذج المملكة العربية السعودية, لجهة أن السودان ليس مملكة بل هو دولة وجمهورية», وانتهى الشيخ النجار إلى أن مؤسسة البركة لتعزيز المذهب المالكي تفضل البقاء على الدساتير السابقة لا سيما دستور 1968م لمشابهته للواقع بعد انفصال جنوب السودان, مع ضرورة إعداد بيئة وحريات حتى يمكن لإعادة دستور يراعي هذه الجوانب العديدة لتحقيق مصلحة البلاد والعباد».
    اللافت أن مكونات جبهات الدستور تواثقت كلها على ضرورة تحكيم الشريعة الإسلامية بعدما انتهى عهد «الدغمسة» كما قيل , وتدافعت من أجل مواجهة الأطراف الأخرى الداعية لإقامة دولة مدنية أو علمانية كبديل للدولة الدينية. فهل ينتصر دعاة الدولة المدنية علي دعاة جبهة الدستور الإسلامي أم تنجح الجبهة بدفن القانون العلماني ونعي مشروع اليسار وتقديم واجب العزاء لدعاة الدولة المدنية؟ لا توجد إجابة طالما أن المعركة لا زالت في جولتها الأولى.
    (
                  

03-01-2012, 08:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    حزب البشير بالجزيرة.. إلي اين ؟ا

    حزب البشير بالجزيرة.. إلي اين ؟ا

    03-01-2012 08:06 AM
    تقرير: صديق رمضان:

    بروز حزب جديد باسم الاصلاح الوطني بولاية الجزيرة يشي بانتقال الخلافات داخل المؤتمر الوطني الي مرحلة جديدة. فرغم نفي عضو المكتب القيادي ابراهيم احمد عمر علم مركزية المؤتمر الوطني بتكوين حزب بولاية الجزيرة من عضوية الحزب الحاكم والحركة الاسلامية تحت مسمي الاصلاح الوطني ، الا ان هناك من يؤكد وجود الحزب الجديد ويشيرون الي ان قيادات بارزة بالجزيرة وعلي رأسها نائب رئيس الحزب الاسبق تقف علي امره ولاتريد الظهور في الوقت الحالي.


    وكانت مجموعة من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بولاية الجزيرة اعلنت عن تأسيس حزب جديد باسم (الإصلاح الوطني)، وقال قيادي بالتيار الاصلاحي أنهم اتخذوا هذه الخطوة بعد ان فشلت كل محاولاتهم لإصلاح حال الحزب بالولاية ومحلية مدني، بجانب قناعتهم بأن الحزب يسير نحو الهاوية. لكن أمين التعبئة السياسية والإعلام بالمؤتمر الوطني بولاية الجزيرة الأمين محمد ينفى تأسيس حزب باسم «الإصلاح الوطن» بالولاية مشيراً إلى أن الخطوة حال حدوثها فإنها تعتبر خروجاً على شرعية الحزب والحركة الإسلامية، وأكد الأمين وجود مجموعات لم يسمها داخل الحزب تنادي بالإصلاح، ولم يستبعد قيامها بالخطوة بسبب فقدانها لمناصبها في أجهزة الحزب. وليس بعيدا من ذلك شن الشيخ عبد المنعم سليمان الدمياطي القيادي بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، هجوماً على المجموعة التي قال إنها ادعت تأسيس حزب الإصلاح الوطني ووصف قياداتها بالتلاميذ الذين لم يتقنوا فن الطبخ السياسي ويسعون لتعكير جو المصالحة التي تمت بين رئيس الحزب بالولاية البروفيسور الزبير بشير طه والي الجزيرة، وقيادات من الوطني بالولاية. وقال إن المجموعة لا تمثل إلا نفسها.


    واللافت ان قيادة الحزب الجديد استعصمت وراء ستار السرية ورفضت الظهور الي العلن برغم ان كل القيادات التي دخلت في خلافات سابقة مع والي الجزيرة فضلت مواجهته بشتي الاسلحه الاعلامية والحزبية والجماهيرية وابرز هذه القيادات عبد الباقي الريح وعبدالباقي علي وابوضريس، ويعتقد المراقب السياسي بالجزيرة محمد احمد غريب الله ان تواري قادة الحزب الجديد عن الانظار والتزامهم الصمت طبيعي لجهة ان الخطوة التي قاموا بها غير مسبوقة ، ويرجح خشيتهم من غضب المركز الذي يتعامل بحساسية كبيرة تجاه هذه الخطوات ، ويضيف: بروز حزب من عضوية المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية يعني حدوث مفاصلة جديدة وسط الاسلاميين ، وهذا ماترفضه قيادات المؤتمر الوطني التي ربما تري في الخطوة حال اكتمالها خطورة بالغة علي الحزب وذلك من واقع انها تشجع (المتململين) من قيادات الحزب بالولايات والمركز علي الانسلاخ من الحزب وتكوين كيانات منفصلة، وتوقع المراقب السياسي وفي ظل الاجواء السياسية التي تشهدها البلاد وولاية الجزيرة حدوث انشقاقات داخل المؤتمر الوطني تصل حد تكوين احزاب مستقلة عنه .


    وكانت قيادات بارزة بالمؤتمر الوطني بولاية الجزيرة قادت مبادرة سياسية لرأب الصدع وتحقيق وحدة الصف بين أعضاء الحزب والمنتسبين إليه بالولاية، وكان الهدف الأساسي منها مد جسور الثقة مع الذين ابتعدوا عن العمل السياسي في المراحل السابقة نتيجة لما بدر من خلافات بين أعضاء الحزب التي تتصل بالمسائل التنظيمية والتنفيذية بالولاية بجانب وقف الهجوم الإعلامي السالب على برامج الولاية التنموية والاقتصادية والسياسية.وسعت المبادرة الي خلق مناخ مستقر للحكومة الجديدة وقيادات الحزب على المستويين السياسي والاجتماعي.


    ويعتبر عضو المجلس الوطني والقيادي بالمؤتمر الوطني بالجزيرة ان المبادرة كانت نتاج طبيعى لما حدث من تغيير فى تركيبة الحزب والحكومة ودخول عناصر معتدلة تعرف أنها جاءت لقيادة المرحلة بعقل واعى وقلب مفتوح، ويؤكد في حديث لـ (الصحافة) عدم علمهم بالحزب الجديد، غير انه شدد علي ضرورة تنفيذ بنود مبادرة رأب الصدع التي كان احد قادتها، معترفا بحاجة الحزب الحاكم بالولاية الي اصلاح شامل، وقال: مذكرة الاصلاح نصت علي ضرورة احداث تغيير في امانات الحزب والمكتب القيادي المترهل، ولابد من الاصلاحات التي انتظمت الحزب حتي علي مستوي المركز وذلك لمواكبة المتغيرات التي تشهدها البلاد، نافيا ان يكون اصحاب مذكرة العشرة يقفون وراء الحزب الجديد الذي اعتبره مجرد زوبعه اعلامية.


    بينما يعتبر الكاتب الصحفي الفاتح ابو دبارة ان اس المشكلة هو شخصنة القضايا العامه، مشيرا في حديث لـ (الصحافة) الي ان الخلافات الشخصية وعدم وجود المؤسسية وشيوع ثقافة (زولي وزولك) من الاسباب المباشرة لتازم الوضع في الولاية والحزب، ولم يبد ابو دبارة دهشته من بروز حزب جديد يقوم علي عضوية المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية ، وقال ان الخلافات الظاهرة والباطنه تنبئ بكثير من الانشقاقات داخل الحزب الحاكم بولاية الجزيرة، غير انه شكك في مقاصد الحزب الوليد وتيارات الاصلاح التي اعتبر منطلقاتها شخصية. فيما يري المحلل السياسي ياسين الباقر ان بروز تيارات داخل المؤتمر الوطني بولاية الجزيرة ليس بالامر الجديد، ويقول انها بدات مع تولي الزبير بشير طه لقيادة الولاية والحزب ، ويرجعها الي سياسة الاقصاء التي تمارس ضد قيادات لها وزنها امثال الشيخ عبد الباقي الريح وعبد الباقي علي وغيرهما ،وقال ان من الطبيعي ان تسهم سياسة الاقصاء في تعميق الخلافات الي ابعد مدي ، معتبرا ان محاربة الفساد من الاسباب المباشرة للخلافات داخل المؤتمر الوطني بالجزيرة ويضيف: والدليل علي ذلك ان هناك اكثر من 36 ملفا للفساد لم تحسم سوي ملف واحد تردد ان اسباب حسمه تعود الي خلاف الوالي مع مدير شركة المطبعة الحكومية "وفيما يتعلق بحزب الاصلاح الوطني قال ان بروزه ليس بالامر المستغرب في ظل الاوضاع المأزومة التي تشهده الولاية علي الاصعدة كافة.

    الصحافة
                  

03-01-2012, 10:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    جبهة الدستور الإسلامي" تثير الجدل

    الأربعاء, 29 فبراير 2012 10:06

    .
    نفى المؤتمر الشعبي المعارض انضمامه لجبهة الدستور الإسلامي التي أعلن عنها في الخرطوم هذا الأسبوع، بينما رحب المؤتمر الوطني الحاكم بالدعوة التي أطلقتها مكونات الجبهة الجديدة بأن يكون الدستور الإسلامي هو الحاكم للبلاد في المرحلة المقبلة.

    وتضم جبهة الدستور الإسلامي عشراً من الجماعات الإسلامية التي دعت الحكومة إلى إحلال دستور إسلامي بشكل كامل. ودعا مهتمون إلى أهمية قبول الآخر حفاظاً على النسيج الاجتماعي والإثني في البلاد.


    ونفى الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي؛ كمال عمر، انضمامهم لجبهة الدستور الإسلامي.


    وقال عمر في تصريح صحفي، إن المؤتمر الشعبي صاحب مبادئ ومواقف واضحة للجميع بلا مزايدة، مؤكداً أن حزبه لا يمكن أن يمضي في الإعداد لدستور لحكم السودان بشكل انفرادي أو تكتل إقصائي.


    وشدد على أنه لا يمكن وضع دستور في ظل النظام الحالي، وتابع: "الدستور تصنعه القوى السياسية في إطار ترتيبات دستورية للفترة الانتقالية".


    ووجه عمر انتقادات شديدة اللهجة للجبهة الوليدة (جبهة الدستور الإسلامي) ووصف أفكارها ومقترحاتها بالشمولية، وقال إن مكوناتها تضم مجموعات وأفراداً بعيدة عن الدستور وثقافة الحقوق، وزاد "أن مقترح المجموعة لا يحمل من الإسلام إلا الاسم وأن الدستور الإسلامي لا يناقش بهذه الطريقة".


    صفة شخصية


    غندور رفض وصف اعتزام الجبهة الوليدة الثورة في وجه النظام بالتهديدات
    وأكد القيادي في المؤتمر الشعبي؛ عبدالله حسن أحمد، أن مشاركته في الاجتماع التأسيسي للجبهة تمت بصفة شخصية، وفقاً للدعوة التي وصلته من الجهة المنظمة وأن ما طرح في المداولات عبارة عن مشروع قابل للنقاش والحذف والإضافة وغير ملزم للحضور، مهما كانت صفات مشاركتهم.


    وأوضح أن من وقّع على المشروع لم يقصد المباركة والتأييد بل فتح نافذة للتدوال والحوار حول الدستور، مجدداً تمسك حزبه بخطه الداعم للحريات وقيام نظام ديمقراطي حقيقي يهيئ المناخ لوضع دستور يلبي تطلعات الشعب السوداني بمختلف معتقداته ودياناته وأعراقه.


    من جانبه أشار المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني؛ إبراهيم غندور، في تعليق على التحذيرات التي أطلقتها الجبهة الجديدة، بأن تراجع الحكومة عن الشريعة سيدفع السودانيين بقيادتها للثورة والانتفاض على الحكومة، إلى أن الأمر لا يحتاج إلى تهديدات أو تذكير.


    وقال غندور: "لا ننظر لما صدر عن الجبهة باعتباره تهديداً ونؤكد أن المؤتمر الوطني فكراً وعقيدة يؤمن بأن الدستور الإسلامي هو الطريق لحكم هذا الشعب الذي فوضنا في الانتخابات الأخيرة"، وتابع: "هذا لا يحتاج إلى تهديد أو تذكير"، وقال: "لكننا نرحب في إطار التشاور السياسي العام بأي مبادرات سياسية لإكمال الدستور القادم".



    شبكة الشروق
                  

03-02-2012, 09:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    حسن مكي : تغيير كبير سيحدث في السودان قبل نهاية السنة الجارية
    March 2, 2012
    (حريات)

    توقع الاسلامي حسن مكي حدوث تغيير كبير في السودان قبل ان تنطوي أيام السنة الجارية ، وقال ( أكاد أراه رؤية العين).

    وحسن مكي من قيادات الاسلاميين الفكرية ويعمل مديراً لجامعة افريقيا العالمية ، وهي جهاز آيديولوجي لتفريخ الاسلاميين في المنطقة ، وتنال على ذلك موارد هائلة من الميزانية الحكومية . ورغم ان حسن مكي لم يتولى منصباً سياسياً مباشراً إلا انه عمل في أجهزة الانقاذ الأخرى وظل أحد المدافعين الاعلاميين عنها .

    وفي حوار مع صحيفة (الشبيبة) العمانية واصل حسن مكي تبني المواقف الدعائية والتبريرية لحكومة المؤتمر الوطني ، ولكنه مع ذلك إعترف بتفشي الفساد (… لقد أصبح فساداً “بنيوياً”، فساد مرضى مستشري، يضاف إليه فساد بسبب ضعف المرتبات، وفساد المحسوبية، ومكافحته لا تتم إلاّ بتقوية الجهاز الرقابي والجهاز القضائي والصحافة الحرة. لأن أي تدخل سياسي بين الصحافة الحرة والقضاء المستقل سيؤدي إلى إعاقة الدورة العدلية…)

    ومع انه أقر بمساءلة الفاسدين في اسرائيل وايطاليا ، حتى ولو كانوا رؤساء ، إلا انه لم يتأمل في كون سلطتهم الاسلامية ، والتي تطرح نفسها أنموذجاً للعالم (الجاهلي ) و (الحائر) ، تعجز عن إدراك اسرائيل التي يهجوها صباح مساء !!

    والأهم ان حسن مكي أقر بان المذكرات الإصلاحية تعبر عن (… إنسداد القنوات، لجوء مجموعات يعتمد عليها النظام إلى كتابة “مذكرات”، يعني أن هناك “إنسداداً …) .

    وتوقع تغييراً كبيراً (يحدث في السودان قبل أن تنطوي أيام السنة الجارية”، أكاد أراه رؤية عين..!) ، ولكنه استدرك (… تغيير “تدريجي سلمي وفاقي”، يعالج المآخذ ويكمل النواقص، ليس بين الإسلاميين وحدهم، بل وفاقاً وطنياً تشارك فيه كل المكونات الوطنية، وأذهب أبعد لأقول أن الجنوب نفسه سيعود إلى الوحدة. ومن الناحية الإستراتيجية السودان باق وسيكون أقوى، وسيتعافى تدريجياً، ورغم أن الإرادة السياسية “شاخت” لكنها ستتجدد..)

    وترتبط توقعات حسن مكي بقرب التغيير بمعرفته بأجواء التذمر الواسع وسط الاسلاميين ، ولكن فضلاً عن ذلك يرجح توقعاته تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد ، وتزايد الحراك الشعبي ضد النظام ، والهزائم العسكرية المتتالية للقوات الحكومية في مناطق الهامش .

    (نص الحوار أدناه) :

    القيادي الإسلامي السوداني حسن مكي لـ”الشبيبة”:

    تغيير محتمل في حكومة البشير

    لست راضياً عن تجربة “الإنقاذ” لأنها وقعت في أخطاء قاتلة

    وإسلاميو الربيع العربي يخشون آثار “السم” المدسوس للسودان

    أبدى الأكاديمي الإسلامي مدير جامعة إفريقيا السودانية بروفيسور حسن مكي عدم رضاه عن تجربة “حكم الإنقاذ” وأقر بوجود “أخطاء حكم قاتلة” تمثلت في سيطرة من أطلق عليهم “السداحون المداحون” على السلطة، وإبعاد أصحاب الفكر والقدرات وتغييب روح النقد واستشراء الفساد.

    وقال إن مذكرات الإسلاميين الإصلاحية تعكس “إنسداداً” في العلاقة بين هياكل السلطة، وضيق هامش الحريات، وتوجيه الحكومة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” للشارع، واستثناء نفسها ورجالها منه.

    (حاوره من الخرطوم – أحمد يونس)

    * ابتعد الإسلاميون الذي وصلوا السلطة عبر ثورات الربيع العربي قدر الإمكان عن “تجربة الإنقاذ السودانية”، كأنها “جمل أجرب”، في تقديرك لماذا..؟

    ـ هذا استنتاج غير دقيق، الإسلاميون في العالم يقدرون الحركة الإسلامية السودانية، لأنها أسهمت في تأسيس “الحركة الإسلامية العالمية”، ويلقى د. حسن الترابي إحتراماً كبيراً بسبب “قدراته وأستاذيته”، بعضهم لا يوافقونه على موقفه من “الإنقاذ”، وبعضهم يوافقونه.

    وأسهم إسلاميون سودانيون في تأسيس الحركة الإسلامية العالمية، إذ يعد “التجاني أبوجديري” أباً روحياً للحركة الإسلامية في أمريكا الشمالية، وسار على دربه “أحمد عثمان المكي” الذي أسس الحركة الإسلامية في أوروبا.

    ولعب سودانيون دوراً كبيراً في تأسيس “الإتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية”، وأسهم “الفاتح على حسنين” بدور كبير في تأسيس “الحركة الإسلامية التركية”، لدرجة أن الرئيس “أوردغان” في زيارته للسودان تناول وزوجته وجبة الغداء في منزله، عرفاناً لدوره.

    أما من يتنافسون على رئاسة مصر: “أبو الفتوح، محمد سليم العوا”، فهم أصدقاء السودان، استفادوا من تجربته، وكلاهما كان على تواصل مع التجربة اتفاقاً واختلافاً..!

    * أنا لا أعني بسؤالي العلاقة التاريخية مع الحركة الإسلامية السودانية، بل موقف الإسلاميين المعلن من تجربة “الإنقاذ”، لم يتحدثوا عن الإقتداء بها، أو الإستفادة منها؟

    ـ رغم حديثه عن تجربة السودان فقد كان “راشد الغنوشي” يتنقل بجواز سفر سوداني، أما “وضاح خنفر” في فضائية “الجزيرة” التي حركت الأحداث فهو إبن التجربة السودانية، وبدأ “الهاشمي الحامدي” صاحب فضائية “المستقلة”، من السودان الذي قدم أول دعم لإقامه فضائيته.

    تأثير الحركة الإسلامية السودانية كبير جداً، لكن هل تلقى تجربتها السياسية رضا الإسلاميين السودانيين أنفسهم الآن..؟ هذا موضوع نختلف عليه أو نتفق. تقييم تجربة السودان موضوع مختلف، “الترابي” نفسه يعطيها “صفراً كبيراً”.

    * حكمت زهاء ربع قرن وتزعم أنها إسلامية..

    ـ هي لا تزعم بل مدموغة بالإسلام..

    * كيف لمن ولدوا من رحمها ـ كما قلت ـ ألاّ يشيروا في خططهم وبرامجهم الإنتخابية إليها..؟

    ـ يخافون من العدوان والحصار الذي يواجه التجربة، فرئيس البلاد مطلوب من محكمة الجنايات الدولية، ومعه خمسين يواجهون اتهامات من نفس المحكمة. لقد “سُمم” عقل العالم ضد الحركة الإسلامية السودانية، ووجهت لها إتهامات بمحاولة تفجير “مركز التجارة الدولي” بالتعاون مع الشيخ “أحمد عبدالرحمن” قبيل عملية بن لادن والقاعدة. فماذا سيفعلون والعقل العالمي كله مسمم بأن هؤلاء “قتلة وسفاكي دماء”..؟

    ارتكبت الحركة الإسلامية أخطاء نعم، وأذكر أن “الترابي ومحمد سليم العوا” قابلوا رئيس الجزائر قبيل فوز “عباس مدني” فسألوهم عن إعدام “ضباط رمضان” في محاكمة الستة ساعات، وعن محاكمة تاجر العملة “مجدي” وإعدامه، وقالوا لهم “ألا تخشون الله”. نعم وقعت الحركة الإسلامية في أخطاء كبيرة، أخطاء قاتلة، ضخمتها “الصليبية العالمية، والموساد وإسرائيل”، ما جعل الحركات الإسلامية الناشئة تخشى من هذا المحمول.

    بل أن الإسلاميين المصريين قالوا إنهم لن يلغوا “كامب ديفيد”، لأنهم لا يرغبون في حمل أعباء إضافية في هذه المرحلة، هم حصلوا على تسهيلات دبلوماسية من السودان ساعة شدتهم ، أما الليبيون فقد تسلحوا بـ”السلاح السوداني”.

    * ألا ترى أن ممارستهم السلطوية زادت كمية “السم المدسوس” ـ كما سميته ـ ما أثر على قبولهم..؟

    ـ هناك أخطاء تم تضخيمها، ورغم إني لست عضواً في المؤتمر الوطني، لكن موقفي لا يحجب عني الإيجابيات. لم يكن هناك “سودان جغرافي” قبل حكم الإنقاذ، ولم تكن أطراف البلاد مرتبطة ببعضها البعض، الآن هناك شبكة طرق وشبكات اتصالات قربت المسافات..

    * يعزى هذا للفترة الطويلة التي حكمت فيها الإنقاذ، وإلى ثورة الإتصالات العالمية؟

    ـ قارن بين “تشاد، إثيوبيا، السودان”، يمكنك إستقلال سيارة من الخرطوم إلى القاهرة عبر طريق شريان الشمال الذي وصل “قسطلة” المصرية، وشارع القلابات وصل “أديس أبابا”، هذه الأشياء أسهمت في صناعة السودان الجغرافي..

    * لم يبق نظام حكم في السودان لفترة مماثلة للإنقاذ (23) سنة؟

    ـ اذهب إلى أرتريا مثلاً ـ عمر ثورتها قريب من الإنقاذ ـ أين الطرق فيها، أين المستشفيات، أين المدارس وغيرها، أنا لا أمجد، لكني إعترف بالحقائق الموضوعية. هذا ليس إنجاز الحركة الإسلامية وحدها، فالسودانيون لهم إسهاماتهم الكبيرة فيه.

    ذكر مركز “كارتر” أنه لم ير مظاهر “الأزمة الإقتصادية”، بل “حركة بناء” وأعداد كبيرة من السيارات الفارهة تزحم الطرقات، رغم أزمة العقارات العالمية وذهاب بترول الجنوب. هناك “شئ ما” ربما الانقاذ نفسها لا تفهمه: وهو أن “المكون الإقتصادي” لطبقة كبيرة تجاوز حكومة السودان، ولن يتأثر إذا سقطت الحكومة أم بقيت، وهو”هجرة وإغتراب” زهاء مليون سوداني، إذا كان الواحد منهم يعيل عشرة أشخاص، هذا يعني أن (10) مليون أصبحوا خارج تأثير اقتصاد الدولة، هو مكون السودانيين العاملين في الخارج الذين أصبحوا جزءً من الدورة الإقتصادية العالمية.

    * ينظر الكثيرون إلى هجرة العقول السودانية إلى الخارج باعتبارها “منقصة”، وليست إضافة؟

    ـ ليست منقصة، لأن العالم كله في حالة حراك، “إنها العولمة”، وأن مواطنيك مؤهلين للمنافسة في الدورة العالمية، أما “المنقصة الحقيقية” فهي إننا نأتي حتى بـ”العمال” من الصين.

    * هل أنت راض عن أداء حكومة الإسلاميين وممارستها السلطوية..؟

    ـ لست راضياً، كان يجب أن يكون الوضع أفضل بكثير، الحركة الإصلاحية إذا لم تكن “شاملة وكاملة” لذا عانت الإنشقاقات، والحركة الإسلامية ليست بحاجة إلى إنشقاق جديد.

    هناك جناح “الترابي”، الحركة الإسلامية المؤيدة للدولة جناح “علي عثمان”، مجموعات السلفيين، التنظيم الدولي للأخوان المسلمين “الحبر يوسف نور الدائم”، لسنا بحاجة لأية قفزة في الظلام.

    يجب أن تكون موصولة بحركة النقد والنقد الذاتي، لأن “المدافعة” مهمة جداً، ودون النقد وتوجيه “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” إلى داخل الحركة الإسلامية وتطبيقه عليها، وعلى الحكومة وعلى رجالاتها، لن يحدث إصلاح.

    عمري داخل الحركة (45) سنة، وغير موجود في أي من مؤسساتها أو مؤسسات حزبها “المؤتمر الوطني”، لعدم رضائي عن بعض الأشياء، وعن طرائق عمل بعض الشخصيات.

    هناك شخصيات لن تتكرر في الحركة الإسلامية، “الترابي” لن يتكرر بكل ما له وعليه، علي عثمان لن يتكرر لأنه مسؤول “الدعم الإجتماعي” عن كل قضايا الأخوان.

    قطع “الترابي وعلي عثمان والبشير” مرحلة، ومهما كان حجم عطائهم فيها حتماً ستتجاوزهم، لأن السلطة لا تدوم، بعضهم استنفذ فرصته..

    * تقصد بعضهم أم كلهم..؟

    ـ بعضهم أو كلهم، لكني لا أتصور بديلاً يستطيع تجاوز البناء الإسلامي الموجود، وأكبر مشاكل المعارضة في “تحالف كاودا” أو غيره، أنها ليست ضد النظام السياسي، بل ضد المكون الثقافي السوداني “الثقافة العربية الإسلامية”.

    * ألا يعد هذا مجرد دعاية مضادة، لأنهم لم يقولوا إنهم ضد الثقافة العربية الإسلامية..؟

    ـ غيروا المناهج في جبال النوبة إلى المنهج “الكيني”، وارتد جنوب السودان عن الثقافة العربية الإسلامية، هذه حقائق وليست دعاية.

    لماذا تحتضنهم الكنيسة العالمية، ولماذا أول زيارة خارجية لـ “سلفاكير” لإسرائيل، لماذا كل العمالة في الجنوب كينية وإثيوبية، ولا تخفي علاقتها بـ”إسرائيل”.

    * إنها أخطاء الشمال..؟

    ـ ليس بسبب أخطاء الشمال، بل بسبب توجهاتهم..

    * أغلق الحدود ومنع التجارة..؟

    ـ هذا توجه قديم لا علاقة له بقفل الحدود، إقرأ مذكرات “جوزيف لاقو” 1965م، إنه تنفيذ لسياسة شد الأطراف الإسرائيلية.

    * انتقدت تجربة الإنقاذ، اتقصد المنهج، أم الممارسة، أم السياسات..؟

    ـ أخطاء الممارسة كبيرة، وكان شيطان السلطة كبيراً، ما جعل بعض مكونات السلطة تعزل “أصحاب القدرات والإجتهادات”، فتحولت الحركة الإسلامية إلى “إنضباط أوامر وطاعة وتنفيذ”، وأخطأ أهل الطاعة ما أخطأوا، وقدموا الكثير من التنازلات.

    ثم جاء “السداحون المداحون”، وصار الناس لا يسمعون صوت الناقد، بل صوت “السداح المداح”..

    * ألا يدل هذا على خلل في طريقة التفكير نفسها..؟

    ـ هو شيطان كبير غيب سيادة قانون وفصل سلطات، طبقنا “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” على الشارع، ولم نطبقه على أنفسنا، فيما أسكرت السلطة البعض.

    * يرى البعض أن فكر الحركة الإسلامية فشل في فهم التنوع الثقافي والإجتماعي، وفرض مفاهيمه بقوة الدولة..؟

    ـ لا يمكن قولبة قبائل “الأودوك والأنواك” في قوالب الثقافة العربية الإسلامية، ولا يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية على “الدينكاوي” الذي تبيح له ثقافته بزواج زوجات أبيه، هذه ثقافات يجب احترامها.

    هناك انفتاح، وهناك من هو ضده وضد الحريات وضد ثقافة النقد في الحركة الإسلامية، هذا “الضد” تحول لعبء ثقيل على المرحلة وعلى التجربة، وستتجاوزه الأوضاع.

    * “مذكرات الإسلاميين” المتداولة تفسر الأزمة التي تعيشها حكومتهم..؟

    ـ تدل على إنسداد القنوات، لجوء مجموعات يعتمد عليها النظام إلى كتابة “مذكرات”، يعني أن هناك “إنسداداً”، وتدل أيضاً أن الحركة الإسلامية “موجودة” وفيها من نذر نفسه لـ”الأمر بالمعروف والحسبة”، ولم تلهه المناصب.

    التغيير في “المؤتمر الوطني” الأيام الفائته انعكاس للمذكرات، هو غير كافٍ لكنه بداية لـ”تغيير كبير يحدث في السودان قبل أن تنطوي أيام السنة الجارية”، أكاد أراه رؤية عين..!

    * يزعم محللون أن الصراع داخل الإنقاذ بلغ مرحلة “كسر العظم”، ماذا تقول..؟

    ـ لا أرى صراعاً بهذا المعنى، هناك مجموعة “سداحين ومداحين” أوشك أمرها على النهاية، ولا أظن أن أية تغيير سياسي يستطيع تجاوز العسكرية السودانية لأن القوات المسلحة قدمت دماء كثيرة للحفاظ على النظام، ولا يمكن تجاوز آلاف الشباب الذين حملوا السلاح دفاعاً عن الإنقاذ، لا تستطيع مجموعات “السداحين المداحين” تجاوزهم،لأن هناك وعي كبير جداً وسط الإسلاميين.

    * ما هو شكل التغيير الذي تنبأت به..؟

    ـ أنا متفائل بحدوث تغيير “تدريجي سلمي وفاقي”، يعالج المآخذ ويكمل النواقص، ليس بين الإسلاميين وحدهم، بل وفاقاً وطنياً تشارك فيه كل المكونات الوطنية، وأذهب أبعد لأقول أن الجنوب نفسه سيعود إلى الوحدة. ومن الناحية الإستراتيجية السودان باق وسيكون أقوى، وسيتعافى تدريجياً، ورغم أن الإرادة السياسية “شاخت” لكنها ستتجدد..

    * هل اطلعت شخصياً على “المذكرات الإصلاحية” المتداولة..؟

    ـ قد لا تصدق إنني لم أقرأ المذكرة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، لا حاجة لي لقراءتها، أعرف المشاكل، بل ربما تكون المذكرات “مستلهمة” مما كتبته، وما كتبه غيري، لست بحاجة لقراءتها لأني أرى الأمور بالعين.

    * يتردد أن هناك نيه لتأسيس حزب إسلامي جديد..؟

    ـ كانت هذه الفكرة مطروحة، ثم اتضح ألاّ حاجة إلى حزب جديد، كان هنالك كلام عن “شطب الدولة” وإنشاء حركة إسلامية، لكنه لم يلق رواجاً، والأرجح أنهم سيذهبون باتجاه التصحيح. بعد مرور (22) سنة يجب تجديد القيادات وفتح قنوات التتابع الدوري للقيادات، لأن الناس “شبعوا” من رؤية فريق واحد، ولابد من تجديده.

    * هل هنا رغبة وقدرة على مواجهة غول الفساد..؟

    ـ لقد أصبح فساداً “بنيوياً”، فساد مرضى مستشري، يضاف إليه فساد بسبب ضعف المرتبات، وفساد المحسوبية، ومكافحته لا تتم إلاّ بتقوية الجهاز الرقابي والجهاز القضائي والصحافة الحرة. لأن أي تدخل سياسي بين الصحافة الحرة والقضاء المستقل سيؤدي إلى إعاقة الدورة العدلية.

    * يقال إنه مرتبط بـ”رؤوس كبيرة” هل ستحتمل السلطة التضحية بهم..؟

    ـ أين هو رئيس إسرائيل الآن، يواجه الرئيس الإيطالي برلسكوني القضاء، يجب أن تكون التجربة الإسلامية أشد تجذراً وعمقاً..

    * هل سيحتملون الخضوع للقضاء..؟

    ـ يجب أن تكون هذه الآليات قوية لتطال جذور الفساد، يحتملوا أو لا يحتلموا مسؤوليتهم الشخصية..

    * الفساد مرتبط بفكرة “التمكين”، التي انتبه لها الرئيس بعد(23) سنة وقرر إلغائها دون معالجة آثارها..؟

    ـ المشكلة تكمن في تداول السلطة وليس في التمكين، أي نظام “يمكن رجاله”، حتى في الأنظمة الديموقراطية.

    * لم يقتصر استخدام مفردة “التمكين” على الإتيان بمؤيدي الحزب للسلطة، بل كانت إحتكاراً لكل شئ للحزب..؟

    ـ التمكين مصطلح قرآني، أما إذا كان “الممكنون” يحولون المشروع إلى مشروع “استفسادي” أو “شخصي”، فهذا هو المرفوض..

    * هل تستطيع سلطة الإنقاذ احتمال الآخر المعارض..؟

    ـ الحرية لا تعطى بل تنتزع، على الآخر أن يكون قوياً لحماية نفسه وقادراً على العطاء الإيجابي، حين وصلت الحركة الإسلامية السلطة كانت قد أنشأت منظمات خيرية كبيرة، بنت المدارس، البنوك، أنظر إلى حركات دارفور المسلحة، خربت ودمرت ولم تقم مؤسسات أو مدارس أو منظمات وحولت الشعب إلى نازحين ولاجئين ومازالت تحرق..

    * ألا ترى أن هذا حكما ظالماً ومنحازاً..؟

    ـ هذا غير ظالم وغير منحاز..!

    * حين تقارن بين حركة متمردة ودولة..؟

    ـ لا أقارن بين حركة ودولة بل بين حركة وحركة..

    * الحركة الإسلامية حين جاءت للسلطة استخدمت السلاح..؟

    ـ استخدمت السلاح في وجود مؤسساتها، وحين شاركت في حركة (1976م) كانت لديها مؤسسات قائمة وموجودة وفاعلة، وحين دخلت الإنتخابات كان لديها عشرات الآلاف يعملون في المنظمات الإسلامية “منظمة الدعوة الإسلامية، الهيئة الإسلامية للإغاثة، المدارس، المستوصفات، وغيرها”، وتنظيمات مثل “شباب البناء، رائدات النهضة” وكثير..

    * لكنها حين لجأت للتغيير باستخدام السلاح في عام 1976م وصفت بنفس الأوصاف التي وصفت بها حركات دارفور الآن..؟

    ـ لقد أثبت التاريخ أن السلاح واحد من معطيات السياسة، وبدون قوة تتحول السياسة لمجرد عمل خيري.

    * لدى الحركات مطالب مشروعة..؟

    ـ أثبتت التجربة أن مطالب حركات دارفور عبارة عن “وظائف”، نالوا وظائفهم وتركوهم، ولا أحد من رجال الحركات الذين حصلوا على وظائف اهتم لأمرهم.

    * هذا دور الدولة تجاه مواطنيها..؟

    ـ لم تصل ثمرة الحوار مع حركات دارفور إلى الناس بعد، وأرجو بمجئ مجموعة “إتفاقية الدوحة” أن تتنزل المطالب لأرض الواقع.

    * انفصال الجنوب أكبر الخطايا التي ارتكبتها الحركة الإسلامية ولم تحصل على سلام..؟

    ـ الجنوب لم يكن جزء فعلياً من السودان، كان جزءً منه على الخريطة، عملياً لا يمكنك الخروج من جوبا أيام “جون قرنق” إلى الريف، والآن هل يستطيع سلفاكير الذهاب إلى مناطق قبيلة “المورلي”..؟

    * أنا لا أتحدث عن عدم الإستقرار في الجنوب، أنا أعني مسؤولية الإنفصال السياسية والأخلاقية..؟

    ـ لقد ظل الجنوب منذ 1955م خارج السودان نتيجة للحرب الأهلية التي راح ضحيتها (2) مليون شخص، ووجود الحكومة في الجنوب كان مجرد وجود جيوش في مدن “جوبا، واو، ملكال”. لم يكن هنالك حضوراً لوطن..!

    * وأتت الحركة الإسلامية لإراحتنا منه بـ”بتره”..؟

    ـ لم تبتره الحركة الإسلامية، بتره الجنوبيون أنفسهم باستفتاء نسبته (99%)، كلهم صوتوا له حتى من كانوا في الحركة الإسلامية “عبدالله دينق نيال”.

    * لكنا خسرنا الجنوب، ولم نكسب السلام.؟

    ـ لابد من مراجعات، يجب إعطاء الجنوبيين الفرصة لحكم أنفسهم، وهذا ما نصت عليه “اتفاقية نيفاشا”، صحيح أن ما فعلته حكومة الإنقاذ لجعل الوحدة جاذبة أقل من المطلوب، لكنها لو فعلت كل المطلوب ونال الجنوب مرادهم بنسبة (60%) هذا انفصال غض النظر عن النسبة.

    أنا أدعو إلى الجنسية المزدوجة وفتح الحدود والتجارة، وقناعتي أن الجنوب سيعود للشمال، وأعتقد بخطأ من يرون أن الله “أراحنا منهم”.

    * والحرب التي تدور فيما يمكن تسميته بالجنوب الجديد..؟

    ـ تجب مراجعتها، وأظن أن الحكومة بدأت تتراجع، فقد قبلت فتح ممرات الإغاثة، وهناك عاصمتان في جنوب كردفان فهناك “كاودا، كادوقلي”، وهذا اعتراف ضمني، وبالتالي يجب حصول حوار ونقاش.
                  

03-03-2012, 09:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    وصفه بـ (الفضيحة)
    كمال عمر: مشروع الدستور الإسلامي عبارة عن مقال للطيب مصطفى

    الخرطوم: فتح الرحمن شبارقة

    شَن المؤتمر الشعبي، هجوماً عنيفاً على جبهة الدستور الإسلامي الوليدة، ووصفهم بعدم المعرفة والدراية بكيفية وضع الدساتير. وقال كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي إن ما يُسمى بمشروع الدستور الإسلامي لا علاقة له بالإسلام وهو عبارة عن مقال للطيب مصطفى (كله جغمسة ودغمسة)، ونوّه في حوار مع (الرأي العام) يُنشر اليوم بالداخل إلى أنه لا يوجد أي دستور إسلامي أو حتى علماني يصنع بهذه الطريقة. ووصف كمال، وثيقة جبهة الدستور الإسلامي بالفضيحة، وقال: (الورقة العملوها دي فضيحة وفيها ردة عن معاني الدين). وزاد: هذا دستور عصور وسطى، وأكد أن ما تعمل فيه الجبهة لا علاقة له بالدستور الإسلامي أو بالإسلام وإنما يحمل آيات فقط. واتهم كمال المجموعة التي تقف وراء الدستور الإسلامي بالحديث عن شعارات فقط بينما يغيب عنها مضمون الحقوق الأساسية في الإسلام التي جاءت في صحيفة المدينة، وتابع أنهم لا يعرفون كيف ينزلوا هذا الإسلام على الحياة العامة. ودافع كمال عن موقف حزبه الرافض للتوقيع على الدستور الإسلامي، وجدد ان توقيع د. عبد الله حسن أحمد على الميثاق التأسيسي للجبهة إنما تم بصفته الشخصية، وقال إن أي دستور ليس فيه حريات وديمقراطية أو رجوع للآخرين وللشعب السوداني لا يمثلنا، بيد أنه أكد احترامه لعبد الله حسن أحمد وقال: هو شيخي وفيه كل مواصفات الأخ المسلم المنضبط الملتزم ولا يمكن أن أهاجمه.

    نص الحوار

    مع كمال عمر عن وثيقة الدستور الإسلامي (1)
    هذا دستور عصور وسطى

    حاوره: فتح الرحمن شبارقة تصوير: شالكا

    لماذا كان كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي أول المهاجمين لوثيقة الدستور الإسلامي؟، ألا يشكك ذلك في موقف الشعبي من قضية الدستور الإسلامى في الأساس، ويشكك بصورة أخص في موقف كمال المتهم من قِبل خصومه بأنه (شيوعي مدسوس) يريد أن يجر الحزب إلى وجهة علمانية بعيداً عن قاعدة الحزب الملتزمة؟، ما هي الدفوعات والحيثيات التي جعلته يقف ذلك الموقف المعارض لجبهة الدستور الإسلامي الوليدة؟، وهل صحيحٌ أنه تمدد في الفترة الأخيرة بصورة أصبح لديه (فيتو) حتى لدى بعض القيادات التاريخية من قبيل د. عبد الله حسن أحمد الذي وقّع على مشروع الدستور الإسلامي، ثم أكّدَ قبل أن يجف مداد قلمه أن ذلك كان بصورة شخصية لا حزبية؟، ألم يهتف الإسلاميون قديماً ومنهم عضوية المؤتمر الشعبي بالطبع: (شريعة شريعة ولا نموت.. الدستور قبل القوت)؟ هل أصبح القوت مقدماً على الإسلام داخل المؤتمر الشعبي؟!.. كل تلك التساؤلات وضعناها مساء أمس الأول على طاولة الأستاذ كمال عمر في فاتحة سلسلة من الحوارات المعمّقة حول قضية الدستور الإسلامي مع جميع الأطراف بلا استثناء، فخرجنا منه بهذه الحصيلة:-
     لماذا بدا موقف المؤتمر الشعبي مرتبكاً من وثيقة الدستور الإسلامى ونفض يده بعد التوقيع عليها للوهلة الأولى بصورة وفرت حيثيات كافية للتشكيك في موقفه؟
    - دعنى أقول كلاما واضحا في موقفنا الكلى من قضية الدستور، نحن مرجعيتنا ما فيها شك أصلاً أنها مرجعية إسلامية، ونحكم الله سبحانه وتعالى في كل شُعب الحياة في حركتنا في السياسة وفي الثقافة في الإجتماع وفي كل قضايانا الكلية. ودستورنا ذاته ونظامنا الأساسي تأسس على هذه القيم وعلى هذه المعاني، وبالتالي فإن أى كلام عن إن المؤتمر الشعبي هذا يمكن أن يكون في يوم من الأيام في تجربته أوعلاقاته السياسية خصماً على هذه القيم، يصبح كلاما في غير محله وفيه ظلم للمؤتمر الشعبي.
     إذن، كيف نفهم موقفكم الأخير وتراجع د. عبد الله حسن أحمد وإعتبار توقيعه الذي مهره إنابة عن الحزب قد تم بصورة شخصية؟
    - الموقف الأخير كالآتي.. جاءت دعوة شخصية للشيخ الدكتور عبد الله حسن أحمد، وهو بكارزيميته مشى وإستجاب لهذه الدعوة، وصحيح عبد الله يمثل نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي وهى صفة لا تنفصل عن الشخص، لكن كان عنده تقديراته الشخصية في الإستجابة لهذه الدعوة وذهب بصورة كانت شخصية وحضر اليوم التأسيسي لما يسمى بجبهة الدستور الإسلامي، وشاهد وقائع الدعوة كلها بتفاصيلها وطرحها وتوجهها وذكر حتى للمجموعة التي كانت هناك أنه جاء بصفته الشخصية وهو لم يمش ليبصم أو يوقع.
     ولكن الدعوة فيما أعلم لم توجه له بصورة شخصية وإنما وجهت للمؤتمر الشعبي، والشعبي هو الذي إبتعث د. عبد الله؟
    - هذا غير صحيح، الدعوة وجهت لعبد الله حسن أحمد ووقّع بصفته الشخصية. وعندما جئنا وقيمنا المسألة في النهاية وجدنا إن الكلام عن هذه الجبهة يتعارض مع كل ما دعونا له نحن في المؤتمر الشعبي عن كيفية صياغة وصناعة الدستور. لذلك عبد الله بعد جلسة قيّم المسألة والتجربة، وقال أنا مشيت بصفتي الشخصية وقال إن أى دستور ليس فيه حريات وديمقراطية أو رجوع للآخرين وللشعب السوداني لا يمثلنا.
     وهل إكتشف د. عبد الله كل ذلك فجأة هكذا؟
    - الإكتشاف ليس فجأة، وإنما قيَمه من خلال حديث الآخرين. ودعنى أقول لك كلاما: ما يسمى بمشروع جبهة الدستور الإسلامى في تقديرنا عندما إطلعنا عليه هو عبارة عن مقال للطيب مصطفى كله (جغمسة ودغمسة) ومافي أى دستور إسلامى أو حتى علماني يصنع بهذه الطريقة.
     ماهى ملاحظاتك عليه بشكل محدد؟
    - الملاحظات الأساسية على الدستور، أنه ليس لديه صلة بالإسلام وإنما يحمل آيات فقط. وهذه الآيات غير منزلة في مشروع الدستور أو منزلة في الدستور المطروح، هذا دستور عصور وسطى. والرسول (ص) في دستور وصحيفة دولة المدينة كانت تحتوى على معاني كلية لم تعزل أحداً حتى اليهود والنصارى الموجودين في المدينة كانوا طرفاً أساسيا في قضية الحقوق الأساسية.
     من الملاحظ أن كمال عمر تمدد في الفترة الأخيرة على حساب الشخصيات التاريخية في الحزب وأصبح لديه (فيتو) ضد ما يوقع عليه رجل في قامة د. عبد الله حسن أحمد الذي نقلت بعض المصادر مهاجمتك له؟
    - أنا لم أتمدد على حساب الشخصيات التاريخية، والشخصيات التاريخية هى التي قدمتني يا شبارقة، وأنا جئت إلى هذا الموقع بناءً على مواقف تنظيمية يشارك فيها الكل، وليس لدى (فيتو) مطلقاً على شيخ عبد الله، فهو شيخى الذي أحترمه وأقدره جداً، وهو بالمناسبة من أكثر الناس الموجودين الآن بعد شيخ حسن قرباً لى، وفيه كل مواصفات الأخ المسلم المنضبط الملتزم المتدين صاحب الخلق، ويكفى أنه في المفاصلة إختار الفكرة على السلطة. ولذلك أنا مستحيل أهاجمه كما يردد البعض بهدف الوقيعة والفتنة.
     الآن هنالك نحو أربع جهات تعكف على وضع مشاريع دساتير، فإذا كان الشعبي لا يجد نفسه في الدستور الإسلامي، ففي أى مجموعة يجد نفسه؟
    - نحن في قصة الرواج الماشي في قصة الدستور، هنالك مجموعة مركز الأيام ناس الطيب زين العابدين ومحجوب محمد صالح، نحن جلسنا معهم في وِرش وقيمنا تجربتهم وشاركنا فيها بالرأى وأوضحنا رأينا في كيف يعمل الدستور. وفي النهاية هذه مجموعة تعبر عن فكرة، ونحن شاعرون بأن ما عملته هذه المجموعة قد يحمل بعض السمات من طرحنا لكنه لايحمل رؤيتنا الكاملة في قصة الدستور. وهنالك لجنة ثانية اسمها اللجنة الشعبية وتشارك فيها القوى السياسية كلها ونحن مشاركون فيها بفاعلية، وقسمنا فيها الشغل إلى جزءين.. الأول الجزء الذي حدثتك عنه والمتصل بمشروع الدستور الإنتقالي، وهناك سمات لمشروع الدستور القادم، وهذه (أفكار ساكت) يمكن أن تصلح لكى يعمل بها الناس مستقبلاً في المجتمع.
     وماذا عن رؤيتكم الخاصة كمؤتمر شعبي لمسألة الدستور؟
    - عن قناعتنا وورقتنا الحقيقية للدستور بسماتها الإساسية الآن نحن نعمل في رؤية داخل المؤتمر الشعبي وستكون هذه رؤيتنا في المستقبل التي نبشر بها الناس في قضية الدستور، وسنطرحها لشركائنا في القوى السياسية من خلال مشاركاتنا في اللجان وإذا إتفقنا معهم فهذا جيد، وإذا لم نتفق ستكون هذه رؤيتنا التي نبشر بها بعد الفترة الإنتقالية. لكن في الفترة الإنتقالية فنحن متفقون تقريباً مع القوى السياسية في مشروع الدستور الإنتقالي، لأن هذا مشروع قانون تأسيسي، ومشروع الدستور التأسيسي يختلف عن الدستور الدائم فهذه مرحلة مختلفة تماماً.
     ماهى الجهة التي تُعِد مشروع الدستور الإنتقالي؟
    - تعده لجنة تسمى بلجنة السبعة، مكلفة من قبل القوى السياسية وفيها أنا ممثل للمؤتمر الشعبي وفيها آخرون..
     تقصد بالقوى السياسية هنا قوى جوبا طبعاً؟
    - نعم.
     عندما يتواثق نحو (13) حزباً وجماعة على الدستور الإسلامي، هذا يعني أن هناك توافقا قلما يحدث، أليس غريباً ومحرجاً ربما أن يكون الشعبي بعيداً عن كل هذا التجمع الإسلامي؟
    - أى كلام أو محاولة لتصوير المؤتمر الشعبي بأنه في معزل عن قضية الإسلام أعتقد أنها غير ممكنة. وهذه المجموعة مثلما قلت لك، يجمعها شعار فقط، شعار يحمل في إطارها الخارجي الإسلام لكن في مضمونه لا يحمل الإسلام. ونحن سندير حوارا مع هذه المجموعة ولن نترك طائفية جديدة تضرب السودان بطريقة ناس الطيب مصطفى الإقصائية لأن هذا الإسلام ليس حكراً على فئة أو مجموعة معينة، فالإسلام هو الدين الغالب لمعظم شعب السودان، وبالتالي نحن في توجهنا ومشروعنا الذي نطرحه في مرحلة من المراحل لن نغفل هذه المجموعة وسنطرح لهم رؤيتنا ونقنعهم بأن هذا الذي يعملون فيه لا علاقة له بالتوجه الحقيقي للدستور الإسلامي.
     في صحف اليوم، نسب إليك القول بأن بعض الجهات القائمة على أمر الدستور الإسلامي ليست لديها معرفة بالدستور أو بثقافة الحقوق.. من كنت تقصد تحديداً؟
    - أقصد كل ذلك المكون من أنصار السنة أو المجموعات الأخرى إذا كان الأخوان المسلمون أو مجموعة منبر السلام العادل، فهؤلاء يتحدثون عن شعارات لكن مضمون الحقوق الأساسية في الإسلام التي جاءت في صحيفة المدينة لا يعرفونها، ولا يعرفون حتى كيف ينزلون هذا الإسلام على الحياة العامة.
     من الملاحظ أنك، أو أنكم في الشعبي تحاولون إحتكار تلك المعرفة، فلا يعقل أبداً أن تكونوا أنتم العالمون وغيركم الجهلة بالدستور؟
    - لا.. أبداً نحن لا نحتكر المعرفة، نحن مؤمنون بفكرة مؤصلة على تجربة المدينة ومجموعة تجارب عملت في السنة، عملها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وعملها الخلفاء الراشدون، وإنتكست بعد الخلافة الراشدة، وهؤلاء الجماعة معتمدين الحقبة الزمنية التي حدثت فيها الإنتكاسة للدولة الإسلامية والتيار المسك من الأموية للعباسية، فهم شغالين وقابضين في الخطاب المؤوّل والخطاب المبدّل، لكن الخطاب المنزّل في المدينة (ما شغالين بيهو).
     إذا إفترضنا مثلك أن هذا الدستور الإسلامي غير جيّد، فما هو البديل؟
    - البديل هو كالآتي.. مناخ حر نطرح فيه إنتخابات لجمعية تأسيسية تمثل كل الشعب السوداني ويقع على عاتقها تأسيس دستور لجمهورية السودان.. هذا هو البديل.
     وإلى أن يتم ذلك، مالذي يمكن عمله برأيك؟
    - إلى أن يتم ذلك، يتم التوافق على مشروع دستور إنتقالى يشارك فيه كل الناس بدون إقصاء حتى لهذه المجموعة، وهذا الدستور الإنتقالى يحمل سمات لمبادئ عامة ولا يتكلم عن توجه أودين في هذه المرحلة، نحن نتكلم عن شكل إنتقالى يؤسس لدستور قادم دائم. والدستور القادم والدائم هذا دعه يأتى بهم هم ذاتهم في الجمعية التأسيسية. لكن طريقتهم هذه لن تعطيهم (ولا مقعد) في القادم.
     حديثك عن الدستور الإسلامي ربما ينطبق عليه تماماً وصف (الدغمسة) بعينها من قبل من يقفون وراء الدستور الإسلامى على الأقل؟
    - إنت عارف بعتبروه (دغمسة) ليه؟، لأنهم لا يعرفون ثقافة الدستور والحقوق، ولا يعرفون كيف يعملون الدستور، وأنت أنظر لـ (ورقتهم العملوها) فهى فضيحة ولا يمكن نقول هذا مشروع دستور عايزين نقدمه للناس، وحقيقة فيها ردة عن معانى الدين كلها. وأنا أصلّت لك قبل قليل لنموذج صحيفة دولة المدينة الذي يحتوى على كل الحريات للآخر ويستوعب التعدد ويؤمن بثقافة الآخر وبالتنوع، هذا هو مشروع الدستور الذي يحكم البلد، وهم خايفين على شنو؟
     خايفين على الإسلام؟
    - هم ليسوا أدعياء ولا أوصياء على شعب السودان في قضية الإسلام، والإسلام هذا يجىء من السودان ولا على كيفهم، ولا على كيف أى زول، وحتى العلمانيين الطارحين شعاراتهم ويفتكروا إن العلمانية ممكن يفرضوها على السودان، ما بتتفرض. فهذا شعب مسلم ويأتى بالإسلام تلقائياً هكذا، ونحن نريد عندما نأتى بالإسلام التلقائى هذا لا نفشل في الحكم مثلما فشلنا في تجربتنا هذه، ونريد أن نقول إن الإسلام عندما يأتي يعطى حقوقا كاملة وحريات كاملة ويوحد الوطن ولا يفصله، لأن الإسلام في مفاهيمه عن الوطن لا يعرف القُطرية، وبالتالي هذا الفكر الذي يستوعب الآخر ويقدم نموذج الإسلام في إطار صراع الحضارات. لكن هؤلاء لا نستطيع أن ننافس بورقتهم هذه كنيسة موجودة في السودان، دعك من أن ننافس حضارة في العالم كله.
    نواصل،،
                  

03-03-2012, 11:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    المؤتمر الشعبي .. مفاصلة من نوع آخر ..!!

    تقرير: حسن عبد الحميد:


    هل يعيد التاريخ في السودان نفسه؟ أم أن بعض الساسة السودانيين يعيدون نفس الأدوار التاريخية في ما يشبه الملهاة السياسية ؟ ...ففي عهد الفريق عبود شارك الأستاذ الرشيد الطاهر الأمين العام للإخوان المسلمين في السودان آنذاك في تدبير محاولة عسكرية للإطاحة بنظام عبود من وراء ظهر الإخوان المسلمين وأجهزتهم القيادية، واللافت في الأمر أنه تعاون مع أحمد سليمان القطب الشيوعي حينها، وحينما انكشف أمره وروجع في هذا الأمر من إخوانه في التنظيم كان رده أنه شارك في هذه المحاولة بصفته الشخصية لا الاعتبارية


    وبعد تلك الحادثة بأكثر من نصف قرن شارك الأستاذ عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي في التوقيع على مشروع الدستور الإسلامي في الاحتفال الذي أقامته جبهة الدستور الإسلامي بقاعة الشهيد الزبير الثلاثاء الماضي الثامن والعشرين من فبراير الماضي، وفي صحف الخرطوم ـ الخميس الأول من مارس 2012م ـ أي بعد يومين من توقيعه على مشروع الدستور الإسلامي خرج عبد الله حسن أحمد بتصريح مفاده (أن مشاركته في الاجتماع السياسي للجبهة جاءت بصفة شخصية)!!! والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لقيادي في حزب سياسي أن يتصرف في شأن سياسي عام وهو يفصل بين صفته الشخصية وصفته الاعتبارية؟؟ على أن المقارنة بين تصرفي الأستاذ الرشيد الطاهر والأستاذ عبد الله حسن أحمد في تفاصيلها ليست متطابقة؛ فالأستاذ الرشيد الطاهر تعاون مع شيوعي في إنقلاب عسكري وهو أمر لا يقره الإخوان المسلمون بالضرورة؛ لكن الأستاذ عبد الله حسن أحمد شارك في التوقيع على مسودة للدستور الإسلامي في حفل عام مع إسلاميين آخرين فما الغرابة في ذلك بالنسبة لحزب سعى قادته تاريخيا لإنجاز دساتير إسلامية حسب ما يزعمون؟


    و يرى الدكتور ناصر السيد القيادي بجبهة الدستور الإسلامي في تصريحات عبد الله حسن أحمد وتصريحات كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي في ذات السياق الذي وجه (انتقادات لجبهة الدستور الإسلامي الوليدة ووصف أفكارها ومقترحاتها بالشمولية)، يرى الدكتور ناصر في حديثه لـ الصحافة أن هذا عمل عام وفي أي حدث تكون هناك تيارات، ويقول أن هذا شأن يخص عبد الله حسن أحمد وحزبه ولهم ان يحددوا ما يشاءون في مسألة تخصهم، ويعلق على تصريح كمال عمر بقوله إن كمال يعتبر أن المسألة لو نجحت مفروض أن يحضرها الترابي وإلا تكون غير ناجحة، وأشار إلى ان الأمانة الحزبية تقتضي ألا يخذل الأمين السياسي نائب الأمين العام في حزبه لأن هذا الأمر يضعه في حرج، وقرر أن جبهة الدستور الإسلامي قد دعت الأستاذ عبدالله حسن أحمد واستقبل باحترام وتحدث باحترام ولا داعي للمهاترات، مؤكدا أن الأمر ليس مرتبطا بنظام معين أو السعي لإسقاط الحكومة، معلنا أن الباب مفتوح في جبهة الدستور الإسلامي لكل من شاء أن ينضم. وفي ذات السياق تحدث لـ (الصحافة) الشيخ أحمد مالك القيادي بجبهة الدستور حول هذا الأمر مستنكرا وصف أفكار جبهة الدستور الإسلامي ومقترحاتها بالشمولية، متسائلا من هو الشمولي؛ الذي يقترح مشروع دستور ويعرضه لجميع الناس؟ أم الذي يسعى لإسقاط النظام دون أن يقدم للناس ملامح للدستور الذي سيطبقه بعد زوال النظام؟ واستغرب أن يعقب الأمين السياسي لحزب على كلام نائب الأمين العام.


    ولكن القيادي بالمؤتمر الشعبي الدكتور ابو بكر عبد الرازق يدافع عن موقف حزبه من الجبهة ويقول في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان جبهة الدستور الاسلامي لا تحتفي بالقدر الوافي من الحرية والعدالة والمساواة التي يقوم عليها الحكم الاسلامي ويقول (هؤلاء اقرب الى المؤتمر الوطني وهم البديل الاسلامي لتغطية سوأة الوطني الذي فقد المشروعية في نظر الشعب السوداني بعد مفاصلة الاسلاميين له وشيخهم الذي ظل هو الفاعل المجد لأي ارساء لمبادئ لمبادئ الشريعة الاسلامية في نظر الشعب السوداني منذ 1965 وما قبلها) ويشدد عبد الرازق على عدم وجود شريعة اسلامية بدون حريات ويقول ان المؤتمر الوطني ارسى واقعا استبداديا وهو يبحث عن مشروعية غائبة لتغطية الواقع الذي ادى الى اقرار الربا في سد مروي،

    يقول انه ليس من حق جبهة الدستور الاسلامي وضع دستور دائم للسودان كما انه ليس من حق البرلمان الحالي ايضا وانما هذا الحق مكفول فقط لجمعية تأسيسية منتخبة. وعن مشاركة نائب الامين العام للمؤتمر الشعبي في التوقيع على الدستور الاسلامي يقول عبد الرازق انه شارك بصفته الشخصية فقط وانه حين تحدث تحدث عن عودة الحريات وعن ان المؤتمر الشعبي متعاهد مع قوى الاجماع الوطني لوضع سمات لدستور قادم بعد سقوط المؤتمر الوطني، وحين اواجهه بحقيقة انني كنت حاضرا اللقاء ولم اسمع عبد الله حسن احمد يتحدث هذا الحديث يكتفي بالقول (هذا ما نشرته الصحف وقرأناه) ويقول (على كل حال نحن متفقون مع قوى الاجماع الوطني حول هذه القضايا)
    وهنا يطل سؤال ينتظر أن تجيب عليه جماهير المؤتمر الشعبي هو إيهم أقرب إلى حزبهم وأطروحاته: اطروحات جبهة الدستور الاسلامي ام ما تطرحه قوى الاجماع الوطني؟ بمعنى هل الأنسب لهم الارتضاء بمسودة الدستور الإسلامي المطروحة؟ أم بمقررات قوى إجماع جوبا؟ هذا ما قد تجيب عليه الايام القادمات.

    الصحافة
    3/3/2012
                  

03-03-2012, 07:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    بيان من الدفاع الشعبي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بيان من الدفاع الشعبي

    يقول الله تعالى :
    " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم ايماناً وقال حسبنا الله ونعم الوكيل "
    " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا "
    " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين "
    صدق الله العظيم

    بتوفيق من الله وفضله ، ظل الدفاع الشعبي ممسكاً بسلاحه ما تخلف عن معركة قط وما تراجع ، قدم في سبيل ذلك آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين فاثمر عزة وتمكيناً للدولة والهوية وبناءً تنموياً واجتماعياً تكلل أخيرا بالسلام الريان بدماء شهدائنا الكرام ، والذي لن نسمح لأي جهة كانت بالمساس به .
    ولقد ظللنا نرى ونرقب تحركات قوى الشر والعدوان المتمثلة في الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ومخالب الاستعمار الحديث ، تسعى جاهدة لمحو ثقافات الشعوب ونهب ثرواتهم وقهر ارادتهم .. وما فعلوه في البوسنة والهرسك وافغانستان والعراق وفلسطين والصومال ليس خافياًَ على احد .. والأمثلة أكثر من أن تحصى ..
    ولئن أفلحوا في ذلك مع بعض البلدان فان السودان كان وسيظل مختلفاً جداً ولئن اغراهم بعض التسامح الذي قدمناه من اجل حقن الدماء ودرء الفتنة فلا يطمعوا في أكثر فان دون ذلك خرط القتاد ، وتضامناً مع قياداتنا وشعبنا نؤمن على ما يلي :
    - نحي مجاهدات الأخ الرئيس وهو يقطع العهود والمواثيق كلما جد أمر برفض كل مخططات واملاءات الاعداء والعملاء .
    - نحي اعضاء المجلس الوطني وهم يرفضون بالاجماع في قرارهم التاريخي دخول أي قوات أجنبية دار فور .
    - نحي مجاهدات الشعب السوداني الذي قدم كل ما يملك من اموال وارواح فداء للعقيدة والوطن الذي قطع من قبل راس الطاغية " غردون " وقدم عشرة ألف شهيد في كرري .
    - نحي مجاهدات اهلنا بدار فور وهم يفترشون ارض مطار الفاشر منعا لهبوط طائرة احد غربان السوء .
    وعليه فاننا نطالب حكومتنا المجاهدة بمعاقبة البعثات المتجاوزة لحدودها وجميع المنظمات المشبوهة مع حصر وتقييد تحركات بعثة الامم المتحدة فيما اتفق عليه فقط ..
    نجدد عهدنا مع قيادتنا وجماهير شعبنا المجاهد وخاصة المجاهدين منذ الاهوال الأولى وحتى أهوال القيامة بحشد مليون مجاهد بتمام الجاهزية مع المزيد من التدريب على العمليات الخاصة والمتخصصة والنوعية .
    نجدد بيعة الموت للاخ الرئيس وحكومتنا المجاهدة وعهدنا مع اخواننا الشهداء باق ما بقي فينا عرق ينبض وما بقيت السماوات والأرض ولن يكتب لأرضنا اجتياح ونحن على ظهرها ولن نبرحها إلا بعز أو نصر الشهادة .. هذا ..
    " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
    والله اكبر ولا عزة إلا بالجهاد
                  

03-04-2012, 11:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    مع كمال عمر.. عن وثيقة الدستور الإسلامي (2-2) لا داعي لإشتراط إسلام رئيس الجمهورية!!

    حاوره: فتح الرحمن شبارقة .. تصوير: يحى شالكا

    لماذا كان كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي ،أول المهاجمين لوثيقة الدستور الإسلامي؟ ألا يشكك ذلك في موقف الشعبي من قضية الدستور الإسلامى في الأساس، ويشكك بصورة أخص في موقف كمال المتهم من قِبل خصومه بأنه (شيوعي مدسوس) يريد أن يجر الحزب إلى وجهة علمانية بعيداً عن قاعدة الحزب الملتزمة؟ ما هي الدفوعات والحيثيات التي جعلته يقف ذلك الموقف المعارض لجبهة الدستور الإسلامي الوليدة؟ وهل صحيحٌ أنه تمدد في الفترة الأخيرة بصورة أصبح لديه (فيتو) حتى لدى بعض القيادات التاريخية من قبيل د. عبد الله حسن أحمد الذي وقّع على مشروع الدستور الإسلامي، ثم أكّدَ قبل أن يجف مداد قلمه أن ذلك كان بصورة شخصية لا حزبية؟ ألم يهتف الإسلاميون قديماً ومنهم عضوية المؤتمر الشعبي بالطبع: (شريعة شريعة ولا نموت.. الدستور قبل القوت)؟ هل أصبح القوت مقدماً على الدستور الاسلامي داخل المؤتمر الشعبي؟!.. كل تلك التساؤلات وضعناها مساء أمس الأول على طاولة الأستاذ كمال عمر في فاتحة سلسلة من الحوارات المعمّقة حول قضية الدستور الإسلامي مع جميع الأطراف بلا استثناء، فخرجنا منه بهذه الحصيلة:-
    * لديك حيثيات متحركة للإنتقاد فيما يبدو.. فهل إعتراضك على المناخ الذي وضع فيه الدستور الإسلامي أم على من وضعوه، أم على الدستور نفسه؟
    - أولاً الدستور مطروح في مناخ غير المناخ المطلوب..
    * وما هو المناخ المطلوب لطرح الدستور برأيك؟
    - المناخ المطلوب للدستور هو ذهاب هذه السلطة، لأن الدستور هو عملية شاملة وكاملة وفيه حريات، والبلد الآن فيها صوت واحد فقط هو صوت المؤتمر الوطني. بالتالي مافى مجال لأى زول يتكلم عن الدستور، والآن لا تتحدث عنه إلا مجموعة منبر السلام العادل، أو المجموعة المسماة بجبهة الدستور الإسلامى.
    * لكنكم في الواقع تعملون في إعداد مشروع دستور إنتقالى في ظل ذات المناخ الذي تصفه بغير الملائم؟
    - عندنا عمل ممثلة فيه كل القوى السياسية لإعداد مشروع لدستور إنتقالى، وهذا المشروع يا أخى الكريم قائم على أصول الحريات وعلى النظام الفيدرالي، وقائم على إستقلال القضاء والخدمة المدنية، وهذا دستور لإعادة بناء الدولة السودانية، فنحن في قوى المعارضة وتحديداً في المؤتمر الشعبي أعتقد الآن لا توجد مؤسسات للدولة وكل مؤسساتها مختطفة، وبالتالي هذا ليس مناخا يعمل فيه دستور ما لم يعد بناء هذه المؤسسات.
    * أنت تناقض نفسك فيما يبدو، فكيف تحرم على الجبهة عمل الدستور الإسلامى بحجة عدم ملاءمة المناخ الآن، وتحلل ذلك لقوى جوبا التي تتقاسمون معها إعداد دستور في نفس التوقيت وذات المناخ؟
    - أنا أتحدث عن مشروع، والمشروع يعنى فكرة، والفكرة الآن مجسدة في القوى السياسية التي تطرحها، لكن لا يوجد مناخ لتحويل عملية مشروع الدستور هذا إلى دستور حقيقى. ونحن مشروع الدستور الإنتقالى هذا نتكلم فيه بعد إسقاط النظام وتهيئة المناخ، لكن هذه مجرد فكرة. وهم الآن يتحدثون عن فكرة وعن نفاذ دستور في وقت ،البلد (الحرب مدورة فيها) وفيه إقصاء للآخر، ويوجد خطاب واحد فقط. ثم أننا حتى في ملامح مشروع الدستور الذي نتكلم عنه، نحن نتكلم عن المشروع الدائم فيما بعد بشكل مختلف، فهو تصنعه جمعية سياسية منتخبة، ولا تستطيع أية جهة مصادرة حق الشعب السوداني..
    = مقاطعة=
    * ولكنك بمثل هذا الحديث تصادر حق الأحزاب والتنظيمات التي إجتمعت تحت مظلة الجبهة في إقرار الدستور الإسلامى الذي تريد؟
    - أنا لا أصادر حقهم، ولكن أنا أُبرىء نفسى منهم. فأنا لست جزءاً منهم بأى حال من الأحوال، و (خليهم) يعملوا دستورهم الذين يريدون عمله، ويعملوا المسودة التي يريدون عملها، وستأتي إنتخابات بعد ذلك، فليخوضوها مثلهم مثل أى تنظيم آخر، وإذا الشعب السوداني أتى بهم في جمعيته التأسيسية، فمبروك عليهم.
    * الترابي بعد المفاصلة قال إن الأمر أمر دين وليس دنيا حتى يتوسط فيه، فإذا كان الأمر كما قال ،فيفترض أن تلتقوا مع تلك الجمعيات الإسلامية عند نقطة ما في منتصف الطريق، طريق الدستور الإسلامي؟
    - في أمر الدين نلتقى قطعاً، لكن ليس بطريقتهم، وإنما بالطريقة المثلى، طريقة صحيفة المدينة. فمثلاً من شروط رئيس الجمهورية في دستورهم أن يكون مسلماً، ووضعوا شروطا لإسلام رئيس الجمهورية. وفي دولة مثل السودان، البديهى والمعروف إن الحاكم يجيء مسلما، يعنى ما فى داعي إنت تستعدى الآخرين وتضع هذه المسألة وكأنها عقد إذعان، وأنه أصلاً لا مجال لغير المسلم في أن يعيش في دولتهم حسبما جاء في مشروع دستورهم.
    * هذا ليس صحيحاً، فكافة حقوق غير المسلمين مكفولة تماماً في وثيقة الدستور الإسلامي كما كانت مكفولة ومحفوظة في دولة المدينة؟
    - في دولة المدينة كان هناك يهود ومسيحيون، وكان هناك منافقون يصلون في الصفوف الأمامية، والآن كيف سيتعاملون بموجب دستورهم هذا ،مع غير المسلمين؟!
    * رغم أن كثيرا من قواعد المؤتمر الشعبي هم من المجاهدين والإسلاميين الخلص ،لكن أنت متهم بمحاولة جرجرتهم وجر الحزب ليتماهى مع العلمانيين والشيوعيين؟
    - هذه إتهامات أنا أسمعها من وقت لآخر، وتحاول جهات معينة إطلاق هذا النوع من الإتهامات. لكن دعنى أقول لك بكل صدق وبكل وضوح: المؤتمر الشعبي حدث له تطور كبير جداً في قضيته الفكرية، وأصبح الآن في قيادة تحالف قوى المعارضة، وهذا لم يأت به كمال عمر، وإنما جاء به الشعبي من خلال كسبه ومواقفه ،ومن خلال الأفكار التي يطرحها شيخ حسن والحزب. وبصدق كل حزب فيه الرأى والرأى الآخر، وهناك بعض الناس لهم آراء قد لا تتفق مع مواقف الحزب الكلية، وممكن تتمثل في (زيد من الناس) لكن أنا أريد أن أقول لك بعد المؤتمرات الأخيرة التي عقدناها ،مروراً بكل المؤتمرات القاعدية التي عملت، فالحزب الآن في صورة من التناغم الكامل ،ويعرف مدى علاقاتنا ومواقفنا نحن في قضية الدين والقضايا الكلية حدها إلى أين، وعارف أن علاقتنا مع القوى السياسية قائمة على أصول الدولة ،فيها الديمقراطية وفيها الحريات وفيها النظام الفيدرالي وفيها سيادة حكم القانون والقضايا الكلية التي تعيد بناء الدولة.
    * هجومك على وثيقة الدستور الإسلامي، ألا توفر برأيك حيثيات جديدة للإتهام القديم بأن فيك شيوعية مدسوسة؟
    - إنت تعرف أن الطائفية ضربت حتى حركة الأخوان المسلمين لفترة من الزمن، وهم مثل الكاردينالات الكبار، يعتبرون من جاءوا بعدهم دخلاء على الفكرة ، وهذه التي ولدت حكاية الشيوعية، ثم أنى جئت في ظل جيل إنفتح على القوى السياسية، ولم يكن ذلك معهوداً من قبل في إطار صراع طويل جداً مع الأفكار الأخرى. وأنا الآن أتصل بالأستاذ نقد في لندن لأطمئن على صحته ،وعندى علاقات مع الشيوعيين ومع البعثيين ومع كل القوى العلمانية، وعندى علاقات عميقة جداً مع إسلاميين. طبعاً المجموعة الطائفية التي تعتقد إن الآخر الشيوعى أو العلماني ما مفروض يعيش في البلد، هذه فكرة إقصائية ولا يمكن أن يستوعبها التطور الفكري لقضية الإسلام، وأنت رأيت غير الكتابات التي يكتبها شيخ حسن، كيف إستوعب الأخوان الإسلاميون في تونس الآخر. فالإسلام ولد متطورا لكن خلفناه نحن لأننا رددناه لقبليات ولطوائف.
    * أشعر بأن الحزب الشيوعى أقرب إليك كثيراً من المؤتمر الوطني؟
    - عارف ليه؟
    * قبل أن أعرف، هل تتفق مع ما قلته ؟
    - أنا لا أستطيع أن أقول لك ذلك على إطلاقه، لكن أنا متفق مع الحزب الشيوعى حول الديمقراطية والحريات والنظام الفيدرالي وإستقلال القضاء، ومتفق معه حول كيف نؤسس بنية الدولة. ولكنى لست متفقا مع المؤتمر الوطني، فهو يتكلم عن الديمقرطية ويزور الإنتخابات، ويتكلم عن الحريات ويصادر الصحف، وأنت يمكن أن تميّز بعد ذلك.
    * البعض يرى إن كمال هاجم بذكاء المناخ الذي وُجِد فيه مشروع الدستور الإسلامى ،والذين صنعونه ،بينما كان في الواقع يستبطن الهجوم على الدستور نفسه؟
    - أنا لست ضد هذه المجموعة، وليس لدى عداء شخصى معهم، لكن موقفى تجاههم أنهم خصماً على الإسلام..
    =مقاطعة=
    *كيف يكونون خصماً على الإسلام، وقضيتهم الأساسية هى إقرار دستور إسلامي يحكم البلاد؟
    - نعم هم خصماً على الإسلام، فهؤلاء الناس لا يفهمون في الدستور. ونحن كسودانيين حتى وقت قريب، كنا لا نميز بين الدستور و(المرأة المدسترة). لكن الدستور بمعنى الميثاق والعقد، والقيم الإيمانية هذه، لا يعرفها الناس. وأنا أطلعت على مشروع الدستور حتى شروط رئيس الجمهورية، ودستور بهذا المحتوى لم يعمله سيدنا الرسول (ص) في دولة المدينة، فهذا دستور متخلف.
    * البعض يرى أن جبهة الدستور الإسلامى ماهى إلا نسخة منقحة ومزيدة من جبهة الميثاق الإسلامى التي كان الترابي فاعلاً فيها؟
    - أبداً ،لا توجد أية صلة. فهى تحمل من اسم جبهة الميثاق القديمة وشخوص وأسماء فقط، والجبهة في ذلك الوقت كانت مرحلة في حياة الحركة الإسلامية بدت فيها الحركة وهى في غربة عن واقع السودان، وكانت تطرح شعار الإسلام والأخوان المسلمين لأنه وقتها عبد الناصر قضى على حركة الأخوان في مصر وطلع إسلام في السودان، لذلك كان لابد من طرح هذا اللواء الإسلامى الكبير. لكن الحركة تطورت في منهجها، وأنت لو قرأت خطابات الحركة الإسلامية منذ جبهة الميثاق ،وإلى أن تطورت للجبهة الإسلامية ،تجدها في تطور وإنفتاح مستمر على الغير، وأستطاعت أن تكون القوة الثالثة. لكنها لو ظلت أسيرة لمفاهيم هؤلاء لما حدث لها كل هذا التطور، وعندما إنفصلوا من واقع الحركة الإسلامية كانوا عشرة ولم يزيدوا عن العشرة، والآن أنظر للأخوان المسلمين، فستجد أنهم لا يستطيعون أن يملأوا حافلة. لأنهم ظلوا مقفولين .وإذا سألتهم عن كيف نعمل الدستور كقوانين في الحياة لا يعرفون، فهم يتكلمون عن نصوص وآيات قرآنية ولكن لا يعرفون كيف ينزلونها في التعامل مع الآخر.
    * إذاً، المؤتمر الشعبي إذا لم يكن فاعلاً في مسألة الدستور هذه في مجاله الحيوى مع التنظيمات الإسلامية، فهل سيكون فاعلاً ضمن قوى جوبا مثلاً؟
    - المؤتمر الشعبي بخلفيته والأسس القائم عليها فاعل في كل المجتمع، وبالتالي فاعليته في المجتمع هذه هى التي مكنته من أن يتكلم بثقة عن كل القضايا ويستوعب الآخر.
    * المحك الحقيقى للفاعلية في هذا الدستور الإسلامى كما يرى البعض، ولكنكم في الواقع لا تفعلون شيئاً غير أن تنتقدوا فقط؟
    - نحن ننتقد التجربة التي نعتبرها خصماً على الإسلام، ولا ننتقد الدستور الإسلامى في حد ذاته.
    * أريد إجابة واضحة عن هذا السؤال.. هل أنت مع وجود دستور إسلامي أم ضده؟
    - نحن نظامنا الأساسي وبرنامجنا وأصولنا كلها قائمة على الإسلام..
    = مقاطعة=
    * سؤالى كان عن موقفك من الدستور الإسلامى تحديداً؟
    - الدستور يعنى ميثاقا، ونحن في حالة ميثاق مع الله سبحانه وتعالى في كل شِعبنا، لكن أنا لست مع دستور هذه المجموعة فهذا دستور غير إسلامى.
    * هنالك تسريبات عن إتفاق الشعبي على الخطوط العريضة في مشروع دستور علماني مع تحالف المعارضة؟
    - هذا لم يحدث أبداً، وهذه قضية أثارتها بعض الصحف وليست صحيحة. ونحن الآن في مشروع الدستور الإنتقالى مع القوى السياسية قمنا بتصفيته من كل الشوائب التي تعبر عن أيدلوجية، وطرحنا دستور مبادئى لأننا نريد إعادة تأسيس الدولة السودانية، وعندما نعيد تأسيسها ونضع إطار الحكم الديمقراطي (كل زول يطلع ببضاعته برة) ونحن نتكلم عن أننا نريد تحكيم الله في كل شِعب الحياة، وآخرون كذلك سيقولون كلامهم، وبعد ذلك الشعب السوداني هو الفيصل، إذا أتى بنا بطرحنا الإسلامى مرحبا، وإذا أتى بعلمانيين مرحبا، وسنشتغل إلى أن نأتي بقيم الدين في الدولة.
    * الآن هناك فرز واضح للكيمان، ألا يحرجكم أن تكونوا مع العلمانيين في غير جانب الإسلاميين من سلفيين وصوفية وغيرهم ممن ينشطون لإقرار الدستور الإسلامى؟
    - الصوفية والسلفيون وأنصار السنة وكل التيارات الإسلامية هم رصيدنا المقبل بعد تغيير هذا النظام، ومثلما عملنا الجبهة الإسلامية في يوم من الأيام، فهؤلاء لا يجدون واجهة تمثل الإسلام غير المؤتمر الشعبي، وهذا الذي يحصل أشعر أنه فذلكة فقط ومحاولة لتقية بعد أن أوهموهم بشعار الدين.
    * كأن الشعبي يحاول بإنتقاده لهذا الدستور، أن يكفر عن محاولة صبغه للحياة في العشر سنين الأولى من عمر الإنقاذ التي إنتهت الآن إلى تراجع في كل شىء، فيما يبدو؟
    - أنا لا أشعر بأى تراجع، بل أشعر بتقدم كبير جداً منذ تأسيس المفاصلة التي تأسست على خيانة عهد بنود دستور 1998م ،الذي تتكلم بنوده الأولى عن الحاكمية لله تعالى، وهذا الدستور تحول إلى دستور 2005م وشطبت حتى بسم الله الرحمن الرحيم منه، ونحن حتى أماناتنا كلها في المؤتمر الشعبى هى عبادة لله سبحانه وتعالى. ولا يوجد تراجع أصلاً في خطنا، وأقول لك بتحدٍ إذا قدر وجاءت حكومة إنتقالية وجاءت إنتخابات حرة وعادلة ونزيهة، فإن الإنتخابات مثلما جاءت بالإسلاميين في مصر وتونس، ستأتي بالإسلاميين هنا.
    * أى إسلاميين تعنى؟
    - إسلاميون ممثلون في المؤتمر الشعبي.
    * أنت متفاءل بصورة لاتسندها الحقائق على أرض الواقع، فوجودكم في الشارع لن يمكنكم مطلقاً من أن تكونوا بديلاً ديمقراطياً؟
    - نحن شطار في التنظيم، وعارفين عدد عضويتنا في أى موقع، وعارفين قدرة خطابنا على التأثير في ظل وجود حريات حقيقية.. ونحن عندما إلتقينا بأخواننا التونسيين قالوا لنا إن تونس (إتفرنست تماماً) وأرضها أصبحت مالحة لا يستطيع الإسلام أن ينبت فيها. ولكن عندما سقط زين العابدين بن علي وجاء ناس الغنوشي ،تونس كلها قامت إسلاما.
    * الغنوشي ومجموعته لم يُجربوا مثلكم، فأنتم حكمتم وفشلتم؟
    - نحن جُرِبنا والجماعة القاعدين ديل أصبحوا خصماً على تجربتنا، لكن رغم ذلك فإن الشعب السوداني هذا شعب واعٍ، والآن يعلم تماماً إن خطاب المؤتمر الشعبي منذ أن تأسس ،يستطيع أن يوحد السودان، ولو قُدِر في يوم من الأيام وجاءت حكومة إنتقالية نحن على قناعة بأن الجنوب الذي إنفصل سيتوحد مع الشمال بموجب البرنامج الذي يطرحه المؤتمر الشعبي.


    4/3/2012
                  

03-04-2012, 08:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    مع الشيخ صادق عبد الله حول «جبهة الدستور الاسلامي»: «1 ــ 2» .
    الأحد, 04 آذار/مارس 2012 06:41

    الانتباهة

    > حوار: هاشم عبد الفتاح/> المثنى عبد القادر

    ما الذي يجري في ساحة الإسلاميين السودانيين؟ حراك سياسي داخل المجالس الخاصة والعامة.. وتحت الأضواء سباق محموم على عدة جبهات.. تحالفات تعقد وأخرى تنفض، مجموعات تلج إلى عمق الأحداث وأخرى تستكين وتمارس فضيلة الصمت المريب.. مذكرات لإصلاح الحال.. انتقادات واتهامات وحروب اعلامية مزودة بكافة اسلحة الهجوم والهجوم المضاد.. كل هذه القضايا والتباينات الفكرية والسياسية ما كان لها ان تحدث لولا عشم السلطة الذي توّجه الاسلاميون بوصولهم الى القصر الرئاسي صبيحة الثلاثين من يونيو 1989..

    ومن بين كل هذا الركام من مخلفات التجربة الإسلامية تأخذ «جبهة الدستور الاسلامي» موقعها في صدارة الأحداث وتفرض نفسها بكل قوة محدثة في ذلك حراكًا إسلاميًا من نوع آخر مبعثه الأساسي «الشريعة الإسلامية» تكون أو لا تكون أو كيف تكون؟ ورغم أن فكرة جبهة الدستور ما زالت في طور التكوين أو أنها في مرحلة المخاض العسير إلا أن المعطيات تشير إلى أن صراعًا محمومًا ينتظر الكيانات الإسلامية السودانية بكاملها باعتبار أن أمر الشريعة الإسلامية يحتاج إلى مواقف قطعية لا غبش فيها ولكن القضية ذاتها ستعيد الإسلاميين إلى تقييم تجربة الإنقاذ الإسلامية وكيف أنها تعاطت مع المشروع الإسلامي بكلياته.. كل هذا سنجد بعضًا منه في هذا الجزء الأول من المقابلة الصحفية التي أجرتها «الإنتباهة» مع الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد الزعيم التاريخي لجماعة الإخوان المسلمين في السودان والأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي».


    > شيخ صادق.. ما هي فكرة جبهة الدستور الإسلامي وما ذا تريدون منها؟


    < اولاً هذه الفكرة حية وموجودة في اذهان ووجدان الكثير من الإسلاميين بسبب ان الإسلام تم اقصاؤه عن الحياة والادعاء بأنه يحكم الناس في السودان وهذا وهم والحقيقة ان الاخ ياسر عثمان جاد الله ومعه الاخ حسن عبد الحميد جزاهم الله خيرًا قبل اكثر من عام قاموا بدعوتنا لاجتماع في ضاحية كافوري لاكثر من مرة وكنا اشتاتًا وليس مجموعة محددة ولكن نعتقد انهم افراد مخلصون.. وتداولنا شيئًا فشيئًا وطرحنا افكارًا ومقترحات متداخلة بشأن فكرة الدستور الإسلامي وبتجرد تام وبنفوس خالية من الغرض، واعتقد ان هذا اساس كل عمل اذا أُريد له ان ينجح وان اي عمل فيه نوع من الغبش والمداهنة والشكوك فهو لا يستمر وظللنا في اجتماعات متلاحقة حتي اقتربت الافكار بيننا، وكانت لنا اجتماعات ايضًا في مركز الاخوان المسلمين ثم هيئة علماء السودان وظلت اجتماعاتنا مستمرة فيها قدر عال من الجدية والمسؤولية وهكذا كانت النبضات الاولى لهذا المشروع الإسلامي الذي نحن بصدده الآن..


    > وماذا كنتم تقصدون تحديدًا وانتم تناقشون فكرة جبهة الدستور الاسلامي؟


    < كنا نريد الوصول الى صيغة توقف الاضطراب العجيب والمخيف في الحكم والاضطراب في التوجه العام للشباب ومعالجة الصورة المهزوزة للاسلام في السودان وكل هذه القضايا فرضت علينا ضرورة ان نلتقي كمجموعة في هذا الامر ولن نتخلى عن ذلك حتى يحكم هذا البلد بشرع الله وهذا هو مقصدنا الاساسي.


    > هذا يعني انكم على اعتقاد بأنه ليست هناك شريعة الآن في البلاد؟


    < ما هو مطبق الآن للاستهلاك فقط.. فإما ان تكون الشريعة مطبقة بطيقة «عديلة» بلا دغمسة تستند إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
    > ألم يكن بالإمكان طرح فكرة جبهة الدستور هذه على مستوى اوسع دون حصرها على مجموعة محددة كما حادث الآن؟
    < لا ابدًا لا يمكن ذلك لأن الإسلام وبكل اسف ضعف في نفوس الكثيرين وما نراه الآن ليس هو الإسلام وليس هناك شريعة كما ذكرت لك.
    > لماذا ما نراه الآن ليس اسلامًا والى من نحمل المسؤولية؟
    < اعتقد ان المجتمع السوداني قبل عشرين عامًا كان الى حد كبير مجتمعًا محافظًا و«ماشي بالفطرة».
    > يعني قبل الإنقاذ؟
    < نعم قبل الانقاذ، وحينما طرحت الشريعة الاسلامية لحكم البلاد كنا اول المباركين، وهذا هو المبدأ الذي قامت عليه حركة الاخوان المسلمين وهو إحكام شرع الله في الارض وتطبيقه بصورة حقيقية وليس شعارات فقط، ولكن في واقع الامر انحرف خط الشريعة في عهد الانقاذ ربما لضغوط خارجية وداخلية ولكن هذا لا يعني ان تستجيب الحكومة لكل ضغط، ولو ان هذه الانقاذ اتخذت مواقف قوية في قضايا محددة لما كان هناك اضطراب في الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والمعيشة، وظلت الشعارات فقط مرفوعة، لكنها حتمًا ستتلاشى وكل من يقول ان الشريعة موجودة الآن فهو إما مكابر او غير عارف، ولذلك فإن هذا الاضطراب الحادث الآن هو الذي دفع هؤلاء الاخوة للجدية في مشروع جبهة الدستور وهو مشروع غير مسبوق في السودان.
    > ومن الذي تسبب في هذا الانحراف؟
    < التهاون والمجاملات والتسويات السياسية الغربية والضغوط من بعض الدول على السودان وللاسف الحكومة استجابت لها.
    > واين دوركم انتم كمجموعات اسلامية لماذا لم تقوِّموا الانقاذ او تمارسوا معها النصح والشورى؟
    < كل ما يمكن ان يقال قلناه، والحاكم يسمع لكنه لا يطبق بل يجامل ودائمًا ما يستخدم الحاكم مشروع حسن النية، ولذلك فإن ما تمارسه حكومة السودان الآن يعتبر مواقف رائدة للجنوبيين، ونحن دائمًا ننكص ونتراجع في مواقفنا والحكومة فشلت في حسم الامور حسمًا نهائياً.
    > ما هي ابرز الملامح التي تؤكد أنها غير موجودة او مجرد شعار؟

    < واقع المجتمع الآن يؤكد ذلك، والفساد المستشري الآن هل هو من الإسلام! وهل الاسلام يعطي الحق لحاكم او اي مسؤول ان يغض الطرف وهو يرى ما حرم الله قائمًا بين الناس؟ ولذلك انا اقول ان واقعنا الآن انحرف تمامًا عن جادة الشريعة.
    > ما هو الضمان بأن مشروعكم هذا ربما يسير في ذات المسارات التي وصلت اليها الانقاذ؟ ما هو الطريق الذي تتجنبونه؟
    < اولاً هذا العمل الذي نقوم به متفقون عليه تمامًا وليس بيننا اي خلاف، وهذا واجب شرعي، ونحن تحت عون الله تعالى وربنا وفقنا في تكوين هذه الجبهة وهذا عمل رباني قامت به كل الاتجاهات الاسلامية الموجودة في البلد ولن نفرط في هذا المشروع مهما كانت التحديات والنتائج، ونحن الآن نريد معرفة اسماء اعضاء لجنة الدستور التي شكلتها ولو علمنا ان تشكيل هذه اللجنة تم عبر الارضاءات كما الحكومة العريضة التي تشكلت مؤخرًا فهذا عمل بالنسبة لنا مرفوض.
    > إذن لديكم شروط او مواصفات للذين يتولون مهمة لجنة الدستور من قبل الحكومة؟
    < نعم لدينا مواصفات ينبغي اولاً الا يقوم بهذا العمل الا كل من يؤهله دينه وثقافته القانونية وعلمه وخبرته.
    > وهل هذه المواصفات توفرت في الذين اعدوا الدستور الإسلامي الذي تروجون له الآن؟
    < نعم وقفنا على تجارب لدساتير عربية من عدة دول خاصة السعودية ومصر واستعنا بآراء واقوال العلماء واعتمدنا فيه على كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فهو اذن دستور شامل ودائم لكل زمان ومكان ولا ندعي اننا بلغنا فيه الذروة.
    > وما هي الجهة المعنية في الأساس بتطبيق هذا الدستور؟
    < سنقدم هذه المسودة الى الحكومة ووصلتنا ايضًا ملاحظات كثيرة على هذا الدستور من بعض الجماعات الإسلامية وسنقدمها للحكومة في الوقت المناسب.
    > وما التغيير الذي يمكن ان يحدثه هذا الدستور في الحياة العامة للسودان؟
    < نعتقد جازمين ان هذا الدستور الإسلامي يمكنه ان يحدث تحولاً او تغييرًا كبيرًا في ادارة حركة الناس واذا طبق هذا الدستور بشكل حقيقي وجاد يمكن ان يكون علاجًا لهذا الفساد الطافح في وجه المجتمع وهو فساد بشكل مخيف لن تعالجه القوانين القائمة حتى لو تضاعفت هذه القوانين ولكن اذا طبقت الشريعة سيكون هناك عدل وحسم عبر هذا الدستور وانا على قناعة ان الفساد لن ينتهي بالقوانين القائمة حتى لو تم تعديلها.
    > على ماذا تراهنون لنجاح مشروعكم هذا؟
    < برنامجنا القادم عقد لقاءات وندوات وليالٍ سياسية مكثفة مع المواطنين في كل انحاء السودان وسوف نستعين بكل آراء العلماء ونرحب بذلك لأن هذا الدستور يمكن ان يعدل ونحن على يقين بأننا سنجد استجابة كبيرة جدًا من المواطنين وسنحاول بذل كل مالدينا من طاقة اعادة الثقة للمواطن السوداني في تطبيق الشريعة الإسلامية.
    > ولكن القاعدة الحزبية التي شاركت في مشروع جبهة الدستور الإسلامي ربما ينظر لها البعض بانها ضعيفة وبلا نفوذ؟
    < سنوجه النداءات والاتصالات لكل الناس وكل المنظمات والاحزاب التي تشترك معنا وندعوها للمشاركة لأن هذه القضية لا تمثلها جهة واحدة.
    > وهل انتم واثقون من مشاركة هؤلاء؟
    < نعم واثقون لأن هؤلاء لم يكن هناك من يخاطبهم وبالتالي اصبحوا فاقدين الثقة في اي مشاركة ونحن نحاول الآن اعادة هذه الثقة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة.
    > وكيف تفسرون غياب بعض الاحزاب الكبيرة عن المشاركة معكم كحزب الأمة وانسحاب الشعبي فيما بعد؟
    < نحن نتوقع عدم مشاركة البعض فهناك معارضون وعلمانيون وسنجلس مع الزعماء الثلاثة في الامة والاتحادي والشعبي وسنقوم بكل ما يلينا من اتصالات.
    > واذا رفضوا الجلوس معكم؟
    < سنمضي في طريقنا وسنذهب للحكومة ونقابل المسؤولين لمعرفة ماذا فعلوا بشان الدستور.
    > عدم مشاركة الزعماء الثلاثة الا يضعف من قوة وصلاحية مشروعكم؟
    لا ابدًا ليس لهذا اي تاثير نحن حتى الآن اقوياء بدون مشاركة هؤلاء ويهمنا الجمهور وليس الأحزاب.
    > جبهة الدستور الاسلامي وصفها البعض بانها تمثل الجماعات والتيارات الإسلامية المتشددة؟
    < في ماذا نتشدد.. ؟ ولماذا نتشدد؟ فالمشروع امامهم ببنوده المختلفة وان كان هناك تشدد او تراخٍ فهي الشريعة وليس نحن ونعلم ان هناك من يعارضون ويقاومون هذا التوجه.
    > البعض ايضًا اتهمكم بأن مشروعكم سياسي وليس دينيًا وانكم تسعون للسلطة اكثر من كونكم تريدون تمكين شرع الله في الأرض؟
    < هذا اعتقاد خاطئ ولم نفكر في اي طرح سياسي او اي تفكير في السلطة.
    الحلقة القادمة:
    جبهة الدستور هل هي إسلام سياسي محسن؟
    الأخطاء الكبرى في تجربة الإسلاميين
    وحدة الإسلاميين كيف ومتى؟
    الفكر الاقتصادي عبر جبهة الدستور
    الفساد.. هل يُسقط شرعية الحاكمين؟
                  

03-05-2012, 10:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    قال إن كثيراً من الصادقين فيه لن يقبلوا ذلك السلوك
    د. نافع: الشعبي يمكن أن يبيع الشريعة من أجل التحالف .. لا اتصالات مع الحركة ولا إتجاه للتفاوض مع الجنوب في بروكسل

    الخرطوم: يحيى كشه

    توقع د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية، وقوع زلزال وصفه (بالواسع جداً) سيضرب المؤتمر الشعبي بسبب ما تَردّد عن عزم الشعبي إعلان وثيقة دستور خالية من الشريعة الإسلامية، وقال: (يكون ريّحنا من رقبتو ومن ادعاءاته)، وقال د. نافع للصحفيين أمس: أعرف كثيراً من الصادقين والحريصين على توجههم في المؤتمر الشعبي لن يقبلوا بذلك السلوك، واعتبر د. نافع أن توقيع عبد الله حسن أحمد نائب الامين العام للشعبي على وثيقة الدستور الإسلامي كان إشارة إيجابية من الشعبي للقاعدة الإسلامية العريضة بأنه ما زال على خطه الرئيسي حتى وإن سعى لإسقاط النظام وتحالفه السياسي مع الآخرين، وأشار إلى أن اعتذاره عن ذلك يؤكد أن الشعبي يمكن أن يبيع قضية الشريعة والإنتماء الأصلي من أجل التحالف مع الأحزاب العلمانية الأخرى والحركة الشعبية بالجنوب. في سياقٍ آخر، نفى د. نافع وجود أيّة اتصالات أو لقاءات سرية أو عبر وسيط بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال لا مالك عقار ولا الحلو ولا عرمان، كما نفى علمه بوجود اتجاه لإجراء مفاوضات بين السودان ودولة الجنوب في بروكسل،

    وأكد د. نافع عدم السماح للمنظمات الأجنبية بالدخول إلى النيل الأزرق وجنوب كردفان إلاّ بموافقة الحكومة، وقال: لن يدخل أي بشر في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان إلاّ بموافقة الحكومة، وأضاف: الولايات المتحدة ليست هي المتصرفة في الكون، وجدد د. نافع اتهامات الحكومة لدولة الجنوب بدعم المتمردين في المنطقتين، وأكد وجود معلومات مُوثّقة تشير إلى أن جوبا عالجت جرحى العسكريين والمتحالفين معها، ووصف اتهامات الجنوب بقصف القوات المسلحة أراضيها بأنها للاستهلاك ولا يجدي نفعاً. إلى ذلك، قَلّل د. نافع من تصريحات أوكامبو المدعي العام للجنائية الدولية بأن اعتقال الرئيس عمر البشير مسألة وقت، وقال: (المحكمة ستدعي هذا إلى أن تفنى إن شاء الله). على صعيد ثالث، استكمل المؤتمر الوطني بقية أماناته التي لم يسمها اجتماع المكتب القيادي السابق، وقَلّل من الخلافات التي أعقبت إعلان تشكيل حكومة ولاية النيل الأزرق، وأشار د. نافع إلى أنه في كل ولاية هناك من كانوا يتطلعون ويتوقّعون الظهور ولم يظهروا في التشكيل الحكومي، وقال: لا توجد قضية تُذكر.

    -------------------


    الرأي العام) مع شيخ صادق عبد الله عبد الماجد
    لا يوجد دستور إسلامي بالسودان ولا أرى تطبيقاً للشريعة

    حاوره: فتح الرحمن شبارقة تصوير: شالكا

    لماذا صمت شيخ صادق عبد الله عبد الماجد وبقية الشيوخ الأفاضل في جبهة الدستور الإسلامي لعشرات السنين ثم قرروا فجأة إثارته في هذه الأيام؟، ألم يكن من الأدعى أن يتحركوا على أيام نيفاشا أو ما يطلق عليه البعض (عهد الدغمسة)؟، ما هي حالة الشريعة الآن في البلاد.. هل هي مطبقة أم غير مطبقة ؟ ، وما هي آليات الجبهة لإنفاذ الدستور الإسلامى؟، وهل سيخرجون على الشارع إذا لم تستجب لهم الحكومة ؟ أم ان الحكومة نفسها ربما تحركهم في الخفاء؟!.
    تلك كانت بعض تساؤلات حملتها في اليومين الماضيين إلى ضاحية شمبات ، حيث منزل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد زعيم الأخوان المسلمين ونائب رئيس جبهة الدستور الإسلامي الذي تعني له قضية الدستور الإسلامي الكثير، فأحسن إستقبالنا دون أن يكون هناك ميعاد مسبق، ليكون بذلك الرجل الثاني ضمن سلسلة الحوارات المعمقة التي تجريها (الرأي العام) لإستجلاء آراء ومواقف جميع الأطراف حول قضية الدستور الإسلامي، فخرجنا منه بهذه الحصيلة :
    * لماذا تحركتم الآن لإقرار وثيقة الدستور الإسلامي، ألم يكن من الأجدر أن يتم مثل هذا التحرك على أيام نيفاشا تلك الأيام التي يطلق عليها البعض عهد الدغمسة؟
    - في الواقع هذا التوقيت جاء من فلك التصريحات المتعددة التي أطلقها الرئيس البشير في القضارف وبورتسودان وفي كل المواقع الأخرى التي أثار فيها موضوع الدستور الإسلامي. وفكرة الدستور لم تكن غائبة عن الأخوة الذين تداعوا وكونوا مجموعة إسلامية طيبة دون قيود أو حدود. ونحن ظللنا نعيش منذ أن إستقل السودان وإلى أن قامت الإنقاذ لتحقيق هذا الهدف. وقبل قيام الإنقاذ في العام 1968م طُرحت فكرة الدستور الإسلامي وكونت لجنة اسمها جبهة الدستور الإسلامي، وكاد المشروع يُعرض على البرلمان، لكن عدت عليه عوادي من الداخل والخارج بتنظيم مرسوم وانتهى بقيام ثورة مايو. ففكرة الدستور الإسلامي لم تغب عن بال الإسلاميين بقطاعاتهم المختلفة أبداً، وأنا أعني هنا الأخوان المسلمين كقطاع إسلامي فعال، فقد كان هذا الأمر شغلهم الشاغل في برنامجهم وحتى في هتافاتهم (القرآن دستورنا)، والقرآن لا يحكم هكذا ولابد ان يصاغ في قواعد وقوالب معينة بعدها يُحكم الناس على ضوء الذي تطرحه الدولة..
    =مقاطعة=
    * عفواً شيخ صادق.. لكن منذ العام 1968م وحتى الآن فترة طويلة جداً، أين كنتم كل هذه السنين لتأتوا في اليومين الماضيين فقط وتعلنوا عن هذا الأمر؟
    ضحك بإقتضاب ثم قال:
    - (قاعدين ومالين الخانة لكن تقول لى منو؟) فعندما مضت القضية إلى آخر حكم حزبي قامت الإنقاذ. وسبحان الله لأنها كانت تحس بهذا النبض عند الشعب كان من أولى أُطروحات الإنقاذ في سنة 1989م، وفي البيان الأول للبشير إن هذا البلد سيحكم بالشريعة الإسلامية، ولا أحسب ان ذلك كان محاولة لاسترضاء المواطنين ، فأخذناها نحن في الأخوان المسلمين على الأقل مأخذ الجد وكان لابد لنا أن نؤيد هذه الفكرة.
    *الآن، وبعد أن مرت نحو (23) عاماً على البيان الأول ما هو واقع الشريعة الآن هل ترى إن الشريعة مطبقة الآن في البلاد؟
    - لا أرى هنالك تطبيقاً ، فإما شريعة وحكمها ظاهر في المجتمع في السياسة والتعليم والإقتصاد وفي كل شىء، أو لا شريعة.
    * كيف تؤيدون فكرة الإنقاذ في تطبيق الشريعة وتتحدث في نفس الوقت عن أنكم لا ترون تطبيقاً لها شيخ صادق؟
    - أنا أوضحت لك كيف كان الشعب منشغلاً بفكرة الشريعة، وحديث الإنقاذ عن تطبيق شرع الله كان لابد لنا أن نؤيد ذلك التوجه، ولكن بعد سنتين أو ثلاث على الأكثر بدأ الخط البياني الذي رسمته ينحرف بسبب ضغوط خارجية أمريكية وبريطانية وضغوط داخلية بكل أسف.
    * عندما تقول الآن الشريعة غير مطبقة ، فهل يعني ذلك بالضرورة أنه لا يوجد دستور إسلامي؟
    - طبعاً.
    * ما هي الضمانات حتى لا تتكالب عليكم الضغوط مجدداً لإفشال الدستور الإسلامي كما حدث في العام 1968م، وحتى في سني الإنقاذ الأولى كما أشرت؟
    - الظروف في السابق تختلف عن الظروف القائمة الآن، وزمان كانت هنالك أحزاب حاكمة السودان منذ سنة 1956م وإلى أن وقعت الإنقاذ، وكانت هناك هشاشة في الحكم وعدم جدية من كل الحكام الذين تعاقبوا على السودان.. والآن نوعية الضغط اختلفت. فذلك كان ضغطاً ناعماً ، فعندما يحيد الرئيس ، أى رئيس ، عن الطريق لا توجد جدية من الشعب، فكلهم يعملون بنعومة متناهية، ولما جاءت الإنقاذ وجدت المسألة عادية وإستخدمت النعومة في الطرح خاصة وأن الإنقلاب لما وقع كان فيه الجانب الذي يدعو إلى الإسلام، والجانب الآخر هو الجانب العسكري ، فأندمج الطرفان. ويمكن قوة الجانب الإسلامي الذي كان مشاركاً في الإنقاذ جعلت هذا الطرح يظهر في أول بيان ، وكان فيه طمأنة ، فهذا شعب مسلم، وأنت عندما تقول أريد أن أحكم بشرع لله، فستجد التأييد من كثير من قطاعات الشعب.
    *حتى بعد الإنفصال، الآن هنالك أعداد مقدرة من غير المسلمين فكيف سيتعايشون مع الدستور الإسلامي الذي تطرحونه؟
    - أوكد لك بكل يقين، هذه الأسئلة الإجابة عليها في هذا الدستور، وهناك مواد تضمن للمسلمين وللمسيحيين وغير المسلمين حقوقهم، فهذا الدستور يحترم إنسانية المسلم المنتمي لهذا الدستور، ويحترم إنسانية غير المسلم ، وأية ديانة موجودة وأصحابها موجودين في السودان، فحقوقهم مكفولة في هذا الدستور بالكامل.
    *يرى البعض ان إصرار الإنقاذ على الشريعة هو السبب الأساسي الذي قاد الجنوب للإنفصال، وربما يكون هناك تخوف من فصل جنوب كردفان التي يوجد بها مسيحيون معتبرون مثلاً في ظل هذا الدستور الإسلامي؟
    - إنفصال الجنوب أسبابه كثيرة جداً، ومعروف ان التآمر لفصله بدأ قبل نيفاشا بسنوات، وكان في قيادات هذا العمل التآمري لفصل الجنوب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل التي غرست أقدامها في الجنوب نتاج عمل قديم وليس نتيجة عفوية.
    * مع وافر الإحترام لمن يقومون على جبهة الدستور الإسلامي ، لكن يلحظ أن جلهم شيوخ وقيادات تاريخية.. أين الشباب في هذه الجبهة؟
    - بالعكس تماماً، وأكبر اثنين في المجموعة الإسلامية التي تداعت لهذا الدستور هما شيخ أبو زيد محمد حمزة وصادق عبد الله ..
    * شيخ أبو زيد رئيس الجبهة، وأنت نائب الرئيس فماذا تركتم للشباب بعد ذلك؟
    - والله أخوانا ضغطونا ضغط لنقبل، وشيخ أبو زيد قال لهم أرجوكم (خلوني بعيد وصادق دا أقدر مني على إدارة الجلسات وكذا)، لكن صدقني البقية كلهم شباب ، ويمكن أن آتي لك بالأسماء إذا رغبت في ذلك.
    * المؤتمر الشعبي نفض يده من التوقيع على مسودة الدستور الإسلامي وأوضح د. عبد الله حسن أحمد أنه وقع بصورة شخصية؟
    - فليكن. فنحن نريد أن يأتينا الأفراد كأفراد أو ممثلين لأحزابهم.
    * أنتم عندما وجهتم الدعوة، هل كانت للمؤتمر الشعبي أم لشخص د. عبد الله حسن أحمد؟
    - نحن وجهنا الدعوة للمؤتمر الشعبي، فجاء عبد الله وتكلم وكان في نظرنا ممثلاً للحزب، ونحن عندما نرسل دعوة للحزب، ويأتينا مندوب نقول له الآخرين لم يأتوا لذلك أنت تمثل نفسك؟!
    صمت برهة ثم قال:
    - لكن شيء أفضل من لا شيء.
    * يرى البعض أن لديكم أشواقاً لدستور إسلامي ولكنكم لا تملكون في الواقع برنامجاً تفصيلياً ورؤى متفقاً عليها في الاقتصاد والثقافة والفن مثلاً؟
    -الدستور لا يصوغ شيئاً، هناك قوانين تكون منبثقة عن هذا الدستور ، والدستور سيكون رقيباً على أي قانون يصدر في البلد بعد إقرار الدستور الإسلامي.
    *ما هي آليتكم لإقرار الدستور؟
    - الشعب.
    * كيف؟
    - الثورات عندما خرجت في المنطقة كانت تقول إن قضيتهم ضد رؤسائهم، وقضيتنا نحن الآن هذا الدستور، وحينما قلت الشعب فإننا لن نقدم هذه الورقة للحكومة و(نقعد نربع أيدينا)، سنعد حملة تشمل كل مدن وقرى السودان، وخلق رأي عام يؤيد هذا الاتجاه. ولنا عمل عبر وسائل الإعلام، وهناك من أكد لنا أن التلفزيون والإذاعة والصحف فيها أشخاص متعاطفون شخصياً مع هذا الأمر، وقالوا متى وجدتم رغبة في مخاطبة الجماهير ووجدتم أدنى معاكسة فنحن مستعدون لإزالة هذه العقبات.
    * تقصد وسائل الإعلام الرسمية؟
    - نعم.
    * هل ستخرجون في مسيرات ومظاهرات في الشارع للضغط على الحكومة؟
    - لا، هي ليست مطالبة سياسية، هذا إسلام ودين، ويجب أن يتم التعامل معه من أفراد الشعب بمستوى يرقي إلى القضية، ونحن سنخاطب الناس في ليالي إسلامية، وليالي سياسية، وسنقتحم الإعلام ونخاطبهم ويتكون رأي عام.
    * لكن شيخ صادق هذه ليست الآليات التي يتم عبرها تشكيل الدستور، ومعروف أن هناك برلماناً ولجاناً تعكف على إعداد الدستور بعيداً عن مثل هذا الضغط؟
    - الدولة هي المسئولة عن إقرار هذا الدستور، ولديها كل الآليات التي يمكن أن تخاطب عبرها الشعب وتطرح الرؤية الإسلامية الصحيحة على الناس من خلال هذه الوسائل، ونحن كدعاة واجبنا أن نقدم رأينا بقدر الجهد، ونقدم ما نستطيع من تفسير أو معاني قد تكون غائبة لتستهدي بها الحكومة.
    * قلت لكل حادث حديث إذا لم تستجب الحكومة، عبارة قلتها وفهمها البعض كأنها تهديد للحكومة؟
    - نحن لا نهدد ولا في يدنا سلاح ولن نخرج في مظاهرة ضد هذه الحكومة، ولا أي مما تعارف عليه الناس لتحقيق مطالبهم، نحن دعاة وكل الناس الذين شاركوا هيئات وأحزاب إسلامية تملأ البلد، ونحن سنخاطب الحكومة بالتي هي أحسن وسنستند أساساً على الشعب بعد أن يتفهم ما هو مطلوب.
    * ما هي كروت الضغط التي تمتلكونها كي تستجيب لكم الحكومة؟
    - إيماننا وألسنتنا.
    * هذا كل شيء ، أليس لديكم شيء آخر؟
    - ليس لدينا سلاح.
    * هل هناك أي اتصالات بينكم وبين قيادة الدولة فيما يتصل بقضية الدستور الإسلامي؟
    - لا، ولكن هناك رد فعل قبل أكثر من عشرة أيام حينما أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة للدستور، وليس كل إنسان يستطيع أن يقول بأنه أهل لأن يكون عضوا في هذه اللجنة، وينبغي على الدولة لطمأنينة المواطنين أن تعلن أسماء أعضاء هذه اللجنة التي شكلتها للدستور فهناك علماء وأساتذة جامعات وفقهاء في الدستور، لأن الناس تخشى من الترضيات التي تمت في تشكيل هذه الحكومة بهذا العدد النادر وجوده في العالم من الوزراء أن تمتد للدستور، ولا نريد أن تتعامل الحكومة مع هذه اللجنة بذات الطريقة التي شكلت بها نفسها.
    * البعض يقول إن الناس لم تحتمل شريعة المؤتمر الوطني المخففة، فكيف سيحتملون هذا الدستور الإسلامي الذي تدعون إليه؟
    - هي ليست شريعة المؤتمر الوطني..
    * ما قصدته هو كيف سيحتمل البعض أمراً على رأسه شيخ أبو زيد وشيخ صادق وهما معروفان بأنهما متشددان؟
    - لسنا متشددين، والحكومة حينما طرحت الشريعة لم تقف بقوة وتحرس ذلك الطرح بما يجعل كل إنسان يعتد كمسلم بأن هذا الأمر من الله تعالى ، ولو لحظت أن كل شيء اعتدل في السودان حينما أتت الإنقاذ، فـ (من كانت مكشفة لبست توبا، ومن كان يلخبط الواطة اتعدل)، لكن الآن عادت الأمور تراجعها وبدأت أحاديث من قبيل (شريعة شنو)، لأن الحكومة تهاونت في تطبيق الشريعة.
    * ألا تخشى أن تغضب منك الحكومة بمثل هذا الحديث؟
    - المسألة ليست (زعل أو انبساط)، هناك كلمة حق عاهدت نفسي ألا أخفيها حتى أدخل القبر مهما كانت الظروف، ونحن لم نطالب بوزارات وقضايا دنيوية.
    * وضع الموقعين على جبهة الدستور الإسلامي ملتبس، فلا يعرف على وجه التحديد ما إذا كانت حكومة أم معارضة؟
    - ليسوا حكومة أو معارضة، وحينما يقول المرء رأيه فليس معنى هذا أنه ضد أو مع، ليكن أي شيء.
    * هل يمكن لهذه الجبهة أن يكون لها دور سياسي بعد إقرار الدستور، أم سينتهي أجلها بعد إنتهاء مراسم الدستور الإسلامي؟
    - سيكون كل السودان حزباً واحدا ً، هو حزب الإسلام وحزب الله تعالى.
    * متى سيكون ذلك؟
    - إذا وافقت الحكومة وقالت هذه هي الشريعة التي أعرفها وليست (مدغمسة) مثل ما قال البشير، و(ما مدغمسة) معناها أن تسلك الطريق الذي يرضي الله ويرضي الشعب.
    * هل تعني أن مكونات الجبهة ستذوب في حزب إسلامي عريض؟
    - نحن لا نريد أن نضغط على أي شخص، لكن ما يجمعنا هو الإطار الفضفاض لجبهة الدستور الإسلامي، وأي شخص يدخل بوضعه الذي يريده.
    * لكنه إطار يجمع المتناقضات، السلفية مع الصوفية، فهذا اجتماع على مضض؟
    - لو أتيتنا لرأيت كيف يسلك هؤلاء المتناقضون مع بعضهم، نحن نجتمع وليس بيننا إلا التقدير لبعضنا والتفاني في هذا العمل.
    * طالعت حديثاً لكمال رزق إمام وخطيب المسجد الكبير، أبدى فيه دهشته واستغرابه من تقديم مسودة دستور إسلامي لحاكم مسلم في ظل دولة مسلمة؟
    - استغرابه ليس في تقديم الدستور، فهو قال من عجب إن حكومة إسلامية تحكم شعباً( 97% ) منه مسلمون ويتداعى الناس كي يضعوا لها دستوراً إسلامياً، أم أن هذا الأمر كان ينبغي أن ينبع منها هي وتبشر الناس وتعاهد كل من تحمل هذه الأرض السودانية المسلمة ان هذه الشريعة الإسلامية تطبقها كما يرضي الله.
    * من أين تمولون عملكم في جبهة الدستور الإسلامي؟
    - نحن (مفلسين من الألف للياء)، والمهندس الطيب مصطفى مد يده أحياناً بالعون، لكن الباقين كلهم مفلسون.
    * هناك من يعتقد أن هذه الجبهة ولدت وهي تحمل جينات فنائها في داخلها ، (الصوفية والسلفيين والشعبي)؟
    - نسعى أن تلتقي كل هذه الفئات على كلمة واحدة، كلمة الله ممثلة في هذه الشريعة الإسلامية.
    * ألم تلاحظون أن بعض الأحزاب مثل الاتحادي والشعبي (رجل معكم ورجل مع قوى جوبا)؟
    - ماذا نفعل لهم، نحن مع من يأتينا.
    * لا يستبعد البعض أن يكون المؤتمر الوطني هو من يقف وراء جبهة الدستور الإسلامي؟
    - (إذا وقف حبابو عشرة)، نحن نريد تأييداً من أية جهة ، ولو أعلن الوطني هذا سنكون أول من نمد له يدنا، ونحن قلبنا مع هذا الشعب.
    * يقولون إن الوطني يحرككم في الخفاء كي يرفع سقف المفاوضات في وجه اليساريين والعلمانيين حتى يأتون في النهاية لموقفه والدستور الذي يريده هو؟
    - نحن نمشي في خط نؤمن أنه سوف ينتصر وأن الشريعة ستكون لها السيادة في السودان.
    * ما هي المخاطر على الدستور الإسلامي برأيك؟
    - الأمريكان وإسرائيل التي تسكن معنا في الجنوب، وأعدى أعدائنا اليساريين الموجودين داخل السودان، لكن حينما تصدق الكلمة عند الشعب سينزاح كل هذا الغبش.
    * هناك من يعتقد أنك مهجس بنظرية المؤامرة وتشير لإسرائيل في كل تصريحاتك؟
    - نعم، أشير لها في حديثي ولو لم أفعل لكنت خائناً لبلدي.
    * البعض يقول الناس في شنو وشيخ صادق في شنو؟
    - نحن في خط سينصره الله، والبعيدون والشامتون سيجدون هذه الحقيقة ماثلة.
    * ماذا لو رفضت الحكومة هذا الدستور؟
    - لنا بعد ذلك كلمة.



    الراى العام
    5/3/2012
                  

03-06-2012, 10:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)



    طالب بطرح الدستور الإسلامي في استفتاء عام .. الطيب مصطفى: كمال عمر يمكن أن يكون (مؤتمر وطني مدسوس) لتحطيم الشعبي

    الخرطوم: فتح الرحمن شبارقة

    طالب المهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل، بطرح وثيقة الدستور الإسلامي في استفتاء عام ليقول الشعب كلمته فيها، وقال إن المسلم الذي يرفض الدستور الإسلامي هو الذي يرفض الصلاة، وحَذّر الحكومة من تبني مشروع غير إسلامي، وقال: في حال رفض الحكومة للدستور الإسلامي وتبنيها لدستور علماني، سنواجهها بمعارضة قوية.

    ووصف الطيب مصطفى دستور البلاد الانتقالي (بالمنقوص والمرقّع)، وكشف أن جبهة الدستور الإسلامي ستحشد الناس لإقرار دستور إسلامي كامل وشامل ومن غير (دغمسة)، وترافع الطيب مصطفى بقوة عن الدستور الإسلامي، وقال إنه خلا من جميع الروائح غير الإسلامية في دساتير البلاد السابقة. وتَوقّع الطيب مصطفى أن يكون كمال عمر (مؤتمر وطني مدسوس) لتحطيم الشعبي، وقال إنّه يريد إلغاء الدستور الإسلامي وإقامة دستور علماني لإرضاء فاروق أبو عيسى والشيوعيين، وعدّ تشبيه كمال لوثيقة الدستور الإسلامي بمقالاته بأنّه شَرفٌ لا يدعيه. وأبدى حيرته من صمت قيادات الشعبي على تحركات كمال عمر لإلغاء الدستور الإسلامي وإقامة دستور آخر علماني.




    مع الطيب مصطفى عن الدستور الإسلامي (1/2)
    كمال عمر يمكن أن يكون (مؤتمر وطني مدسوس) لتحطيم الشعبي

    حاوره: فتح الرحمن شبارقة تصوير: شالكا

    عندما دلفت إلى مكتب الباشمهندس الطيب مصطفى ظهيرة الأمس، وجدته يضع على منضدته نسخة من وثيقة الدستور الإسلامي، ونسختين من حوار أجرته (الرأي العام) مع الأستاذ كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كان قد شَن فيهما هجوماً هو الأعنف من نوعه على وثيقة الدستور، واعتبرها محض (مقال مدغمس) للطيب مصطفى، ولما كان الطيب مصطفى من أكبر الداعمين لتلك الوثيقة التي احتضن منبر السلام العادل اجتماعاتها الأولى، فقد وضعنا على ذات المنضدة تساؤلات من قبيل.. إذا كان الدستور الذي تطرحه الجبهة هو الإسلامي، فهل يعني ذلك أن دستور المؤتمر الوطني هو الدستور العلماني مثلاً؟، هل يريد الطيب مصطفى والجبهة أن يقولا إن هذا هو الدستور الإسلامي وغيره الكفر؟ ألم يكف انفصال الجنوب بسبب تمسك الوطني بالشريعة كما يقول البعض في الحركة، ألا يُخشى من نتائج مماثلة بجنوب كردفان التي يوجد بها عَددٌ مقدّرٌ من غير المسلمين؟، ماذا لو رفضت الحكومة الأخذ بوثيقة الدستور الإسلامي؟، وما هي الخيارات المتاحة أمامهم وقتها؟ وغير ذلك من التساؤلات التي أجاب عليها الباشمهندس الطيب مصطفى على طريقته، ودافع بقوة عن وثيقة الدستور الإسلامي حسبما يتضح من مجريات الحوار:-
    ? بعد انفصال الجنوب، هل وجد منبر السلام العادل اخيراً ضالته في الدستور الإسلامي؟
    - من المؤكد نحن عندما أتينا برؤيتنا لحلحلة مشكلة السودان الكبرى، مشكلة جنوب السودان، كان من الأسباب الرئيسية جداً أن نحل مشكلة الهوية لأن السودان كان متنازعا في هويته وأصبح الجنوب عبئاً كبيراً جداً اقتصادياً وسياسياً وأدى لتأخر السودان في جميع المجالات. والحرب في الجنوب في السابق كانت بدون أهداف عدوانية تجاه الشمال وهويته، لكن في آخر حرب، حرب جون قرنق والحركة الشعبية جاءت لتحرير السودان كما يقولون. والغريب في الأمر إنّ (تحرير السودان) هذا ظَلّ مرفوعاً حتى بعد أن انفصل الجنوب، وهذا ليس شعاراً فحسب، وإنما تصدقه الوقائع الحالية حيث يدعمون الجنوب الجديد الذي يتحرّك الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقد قالها سلفا كير ذلك في يوم تدشين دولتهم، انهم لن ينسوا تلك المناطق وهذا يعتبر تدخلا كبيرا في شؤون دولة أخرى.
    = مقاطعة =
    ? أرجو ألاّ تنسى سؤالنا عما إذا كنتم قد وجدتم ضالتكم في الدستور الإسلامي بعد الانفصال؟
    - الآن وجدتنا ضالتنا، أولاً بالنسبة لحل مشكلة السودان الكبرى، فنحن نعتقد أن السودان الشمالي سينطلق في كل المجالات بعد أن حسمت هويته وتجاوز العقبة الكؤود التي كانت تُعطِّل مسيرته.
    ? هل لديكم تحفظات على الدستور الإسلامي بالطريقة التي طرحته به الجبهة، أم ستبصمون عليه بالعشرة كما جاء؟
    - طبعاً الملاحظات الصغيرة هذه لا تشكل مشكلة البتة، وبالنسبة للقضايا الكلية فلا خلاف حولها.. لماذا؟ لأن المنبر شارك فيه، بل أنه من الذين قادوا هذا الإتجاه وكان من قيادات جبهة الدستور الإسلامي، ولا أذيع سراً إن قلت إن المنبر كان يحتضن الاجتماعات الأولى.
    ? رسالة المنبر هل يُمكن أن تكون انتهت بعد إقرار الدستور الإسلامي؟
    - المنبر حزب سياسي وسيواصل، فنحن ظللنا نقول بأننا انتهينا من مرحلة تحرير السودان الشمالي من الجنوب، ونحن نعتبر أن الشمال هو الذي استقل عن الجنوب بعد أن نال استقلاله الحقيقي، وليس العكس.. فالاستقلال الذي تم 1/1/1956م كان منقوصاً. المهم أننا انتهينا من مرحلة التحرير، وأقبلنا في المنبر على مرحلة التعمير، وأنت تلحظ نشاطنا الاجتماعي من قيام الخدمات المجانية للجمهور، وسيكون للمنبر دور بالضرورة، فهو كما قاد معركة التحرير، سيقود مرحلة التعمير إن شاء الله بعد أن انعتق من عبء الجنوب.
    ? إذا كان الدستور الذي تطرحه الجبهة الآن هو الدستور الإسلامي، فهل يعني هذا أنّ دستور المؤتمر الوطني هو الدستور العلماني مثلاً؟
    - طبعاً هو دستور نيفاشا الذي جاء بضغوط الحركة الشعبية، وأنت تعلم في الأيام الأولى الحركة الشعبية اعترضت حتى على كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في صدر الدستور الانتقالي، وبالتالي هو دستور منقوص ومرقّع، ودعك من هذا الدستور، فالدولة والحكومة التي أجازت هذا الدستور، تعتبر أن هذا الدستور لا يُلبي متطلبات المرحلة الحالية، وتحدثت عن أنها ستجيز دستوراً جديداً وعقدت لذلك ندوات وجلسات من أجل هذا الأمر، ومن باب أولى أن نطرح نحن رؤيتنا.
    ? لكم آلياتكم في طرح الدستور الإسلامي كانت شمولية ومعيبة، فهناك برلمان ولجان دستور وقنوات كان يمكن أن تسلك بدلاً عن محاولة إكراه الحكومة على الالتزام به؟
    - يا أخي نحن لسنا جزءاً من البرلمان، ولسنا جزءاً من الحكومة، ولا نعتقد بأن من حق الحكومة أن تسلب المجتمع من أن يَتحرّك، أو تسلب الأحزاب الأخرى حقها في الحركة، نحن تحركنا كأحزاب سياسية وكقوى إسلامية تضم مختلف التيارات والطوائف الإسلامية والطرق الصوفية، ونريد أن نحشد المجتمع باتجاه إجازة دستور إسلامي شامل كامل غير (مدغمس).
    ? هل تعتقد يا باشمهندس أنّ مشكلة البلاد الآن هي في إجازة دستور إسلامي؟
    - نعم، هذه من المشكلات، وأصلاً هناك دستور مطروح، والدولة قالت إنها ستعمل على إصدار دستور وستستشير جميع القوى السياسية، وإذا كانت الدولة ستستشير الجميع، حتى الذين يعارضون الدستور الإسلامي، فمن باب أولى أن يتحرّك الحادبون على قيام دستور إسلامي شامل كامل وغير (مدغمس).
    ? لكن وثيقة الدستور الإسلامي التي طرحتموها يراها البعض هي (الدغمسة) بعينها؟
    - كيف؟
    ? هي وثيقة متخلفة ولا صلة لها بالدستور الإسلامي، وفيها ردة عن معاني الدين أو هذا ما قاله الأستاذ كمال عمر على الأقل، في حواره مع (الرأي العام)؟
    ضحك بسخرية قبل أن يقول:
    - في حوارك معه أنت قلت له: يقال إنك شيوعي مدسوس. وأنا أقول لك مفاجأة جديدة عن كمال عمر هذا.. فهو يمكن يكون (مؤتمر وطني مدسوس) داخل الشعبي حتى يحطمه، لأنه حقيقة هو يحطم في الشعبين والمذكرة المنشورة في الشعبي اليوم تؤكد ذلك، وبالمناسبة هي مذكرة صحيحة (100%) وليست مدسوسة كما قيل عندما صدرت مذكرة الوطني التي وضح أنها صحيحة، وأنا قرأتها وهي تتحدث عن فقدان البوصلة، وفقدان البوصلة يعبر عنه هذا الكمال عمر. أنا أحصيت قبل قليل خمسة عشر دكتوراً وأساتذ قانون شاركوا وأبدوا رأيهم في هذا الدستور، فهل هؤلاء جميعاً متخلفون، أم كمال هو المتخلف؟، وهل الإسلاميون الذين سبقوا كمال عمر أصبحوا متخلفين الآن؟
    ? استوقف البعض وصف كمال عمر لوثيقة الدستور الإسلامي بالفضيحة، لكن ما استوقف الكثيرين وصفه للوثيقة بأنها عبارة عن مقال للطيب مصطفى (كلها دغمسة وجغمسة)؟
    - والله هذا شَرفٌ لا أدعيه، وأتمنى واسأل الله أن ينسب لي هذا الأمر واسأله أن أكون مخلصاً فيه، وكل الأشياء التي تحدث كمال عن أنها لابد أن تكون موجودة في الدستور، كانت موجودة فيه من حرية التعبير والاعتقاد.
    قرأ من وثيقة الدستور الإسلامي ما يؤكد ما ذهب إليه، ثم تساءل:
    - لكن هل هذه فعلاً قضية كمال عمر الذي يتحدث عن التخلف؟ هو تحدث عن أشياء خطيرة جداً، وقال إنهم سيعملون دستوراً مؤقتاً خلال الفترة الانتقالية بعد سقوط النظام. أولاً: مَن قال له إن هذا النظام سيسقط، فهذا النظام مثلما استمر (23) سنة ممكن يستمر لخمس أو ست سنوات أخرى، والدولة قالت إنها تريد أن تعمل دستوراً، فهل نشارك أم نكون بعيدين؟.. وهو قال إن الدستور الذي يحكم الفترة الانتقالية يحمل سمات عامة ولا يتحدث عن توجه أو دين في هذه المرحلة، فلماذا لا يقول نعمل بهذا الدستور إلى أن نجيز دستوراً آخر، فهذا الدستور على الأقل فيه صبغة إسلامية، وهو دستور إسلامي ولكن فيه بعض الدغمسة. كمال يا شبارقة يريد أن يلغي الدستور الحالي لكي يقيم دستوراً يرضى عنه أبو عيسى والشيوعيون. فهل هذا هو المؤتمر الشعبي؟ هل يرضى شيخ يسن عمر الإمام هذا الكلام؟ هل يرضى محمد الأمين خليفة إقامة دستور لا علاقة له بالدين إرضاءً للشيوعيين وقوى جوبا التي يتحالفون معها الآن؟ وهل يرضى عبد الله حسن أحمد هذا الكلام؟، ولماذا يريد عبد الله حسن أحمد أن يهز قناعاته الشخصية المتعلقة بالدين لحزب أيّاً كان، فهل أصبحت المرجعية عنه لحزب أكثر من الدين؟!.
    ? الأستاذ كمال قال إن الدستور الإسلامي الذي وضعته جبهتكم يتعارض مع معاني الدين وانكم لا تعرفون كيف تضعون الدساتير؟
    - دعه يُوضِّح لنا أين تم هذا التراجع عن الدين؟ وقبل وضع هذا الدستور، تمت مراجعة جميع الدساتير السابقة ودستور 2005م و1998م وأزيلت منها الرائحة غير الإسلامية. ألا يخاف هذا الرجل من أن يقف أمام الله بهذا الحديث؟.. ثم هل الوحيد الذي يصنع القوانين في العالم هو الترابي، هذا الدستور شارك في وضعه عدد من أساتذة القانون بالجامعات، وكمال يقول إنهم لا يعرفون القانون، أهو يعرف القانون أكثر من أساتذة الجامعات الذين شاركوا في صناعة هذا الدستور؟ هل من حقه أن يقول إن هذا الدستور غير إسلامي بينما هو أكثر إستناداً على الإسلام من دستور 1998م الذي وضعه الترابي.
    ? الناس يتحدثون عن أشواق تاريخية عندكم بإقامة دستور إسلامي، لكنكم تفتقدون للرؤية التفصيلية لتنزيلها في الفن والاقتصاد وغيرها؟
    - الدستور هو أب القوانين جميعاً، ويتعرض للقضايا الكلية المتعلقة بهيكلة الدولة وإقامة النظام الفيدرالي، وهل النظام برلماني أم رئاسي، ماذا عن فصل السلطات، وماذا عن دور المراجع العام، وماذا عن مُحاربة الفساد وما إلى ذلك، ويتعرض للسلطات، التنفيذية والتشريعية والقضائية، واختصاصات الولاة والسلطة المركزية، والسلطات التشريعية، ويتعرّض لاستقلالية القضاء، والمحكمة الدستورية وما إلى ذلك، يتعرّض للجوانب التشريعية والتنفيذية والقضائية، مثلاً الحكم الفيدرالي، هذه هي القضايا الكلية التي يتعرّض لها الدستور أما تنزيل الدستور على الواقع فتقوم به القوانين، ونحن في منبر السلام العادل ندعو إلى الوسطية، وهذا الدستور لا يمكن لمسلم أن يرفضه، ونحن نفتكر أن المسلم الذي يرفض الدستور الإسلامي هو الذي يرفض الصلاة، بمعنى أن الشريعة هي جزء من الدين كما أن الصلاة هي جزء من الدين، (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
    ? هم لا يرفضون الدستور الإسلامي، وإنما يرفضون الدستور الذي جاءت به الجبهة ورأت أنه الدستور الإسلامي؟
    - الاجتماع التأسيسي الذي عُقد لم يقل إن هذا منزل من قبل الله سبحانه وتعالى، قال إن هذا الدستور مطروح الآن للنقاش ويمكن لأية جهة من الجهات أن تطعن وتقترح اقتراحاً، ويمكن جداً أن نقبل به إذا كان أكثر توفيقاً وأكثر معقوليةً، ولم ندع أصلاً له الكمال.
    ? لكنكم تحاولون مصادرة حق الآخرين في أن يقولوا رأيهم عندما تضعوه في مرتبة عالية وتقولون إنه دستور إسلامي ومن يرفضه يرفض الإسلام نفسه؟
    - في نهاية الأمر نحن نطلب من الدولة أن تعرض هذا الأمر في استفتاء عام، ونحن موقنون بأن الشعب السوداني بعد أن أصبح السودان أكثر إسلاماً - 97% مسلمون - لا يمكن لهذا الشعب المسلم أن يرفض دستوراً إسلامياً، الآن هو مطروح للنقاش وبعد ذلك يمكن جداً أن يطرح للشعب في استفتاء عام.
    ? هل تعتقد أن الحكومة يمكن أن توافق على طرحه في هكذا استفتاء؟
    - الحكومة قبل هذا عرضت دستور العام 98 على استفتاء، وحتى إذا رأت الحكومة أن تعرض هذا الأمر على البرلمان وما إلى ذلك فنحن لا نعتقد أن البرلمان سيرفض دستوراً إسلامياً.
    ? دستور 98 كان في أجواء أكثر شمولية، الآن هناك انفتاح كبير؟
    - أنا شخصياً أطلب بأن يعرض على الجمهور في استفتاء عام وأنا متأكد أن الشعب السوداني سيجيز هذا الدستور.
    ? ولماذا أنت متأكد؟
    - لأنه دستور إسلامي.
    ? هنالك انتقاد للطريقة التي قُدِّمت بها جبهة الدستور الإسلامي دستورها فكأنها أرادت أن تقول هذا الدستور الإسلامي وغيره الكفر؟
    - نحن لا نقول كفراً ولا نُكفِّر أحداً، لكن نقول هذا هو الدستور الإسلامي الذي رأته هذه النخبة والمجموعة التي تجمع أطيافاً مختلفة من العلماء وأهل النظر بعد أن رجعوا لجميع التجارب السابقة. ونظن أن المسلمين في السودان لن يعترضوا على ذلك لأنهم ملتزمون بدينهم ولا يفرقون بين الصلاة والدستور لأنه لا يمكن أن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
    الذي يصلي لا يمكن أن يرفض الشريعة الإسلامية لأن الشريعة وردت بآيات كثيرة جداً ووصف النظام الذي لا يقوم على الشريعة بأنه فسق وكفر، وبالنسبة لكمال عمر عندما يتحدث أن هذا إقصاء فأين هو الإقصاء، أنا شخصياً أدعو إلى ان يشارك كل الشعب السوداني، واطلب من الحكومة أن تعرضه على الشعب.
    ? عندما تقولون فلتذهب الحكومة إذا لم تلتزم بالدستور الإسلامي، فكأنكم تريدون أن تكرهوا الناس حتى يجيئوا إلى موقفكم؟
    - أنا لا أظن أن الحكومة سترفض، واحتمال رفضها له ضعيف جداً، فهي حكومة أعلنت أنها تريد الشريعة، فكيف سترفض دستوراً إسلامياً؟
    ? دعنا نفترض أن الحكومة رفضته؟
    - إذا رفضته سنواجهها. ليس لأنها رفضت هذا الدستور، فحتى وإن لم تأخذ به نريد منها أن تأخذ بدستور يُلبي مطلوبات هذا الدستور الإسلامي، وإذا رفضت الدستور الإسلامي، وقبلت بدستور غير إسلامي تأكد أن جبهة الدستور الإسلامي ستقود معارضة قوية لها. وكمال عمر قال في معرض إجابته على سؤالك عن الجهة التي تعد مشروع الدستور الانتقالي؟، تعده لجنة تُسمى بلجنة السبع مكلفة من قبل القوى السياسية وهو ممثل للمؤتمر الشعبي فيها وفيها آخرون،. وعندما قلت له: هل تقصد قوى جوبا؟ قال لك نعم، إذاً قوى جوبا يرأسها فاروق أبو عيسى وتدعو إلى نظام علماني هي التي ستعد الدستور الانتقالي، ومع ذلك يَتَحَدّث وينتقدنا، ويقول هذا الدستور ليس إسلامياً، وفي نفس الوقت يتحدث أن قوى جوبا التي يترأسها فاروق أبو عيسى ستعد دستورا انتقاليا لن يكون إسلامياً، دستورا انتقاليا ليست له علاقة بالإسلام ويضعه فاروق أبو عيسى، طَيِّب لماذا هو يريد أن يلغي الدستور الحالي كي يقيم على أنقاضه دستوراً علمانياً؟، هل هذا هو المؤتمر الشعبي، والله أنا مُحتار..
    صمت بُرهةً ثم تساءل بغضب:
    أين يسين عمر الإمام؟، أين عضوية المؤتمر الشعبي؟، أين الدباب ناجي عبد الله؟، هل يرضى بهذا الكلام؟، هل يرضى بأن يسوقهم الترابي كالقطيع، كالشياه؟، أين عبد الله حسن أحمد؟، لما (ينهزروه) ليقيموا دستوراً علمانياً؟، أين الرجل العابد محمد الأمين خليفة؟.. يا أخوانا أين أنتم؟ حرام عليكم، كيف تسمحوا لهذا العلماني بالقول بأنه سيضع دستوراً علمانياً.. أين أنتم؟.. أين أنتم..؟
    نواصل،،
                  

03-06-2012, 09:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    بين جبهة الدستور الإسلامي ونكوص المؤتمر الشعبي!! .
    الثلاثاء, 06 آذار/مارس 2012 06:36
    الطيب مصطفى



    كان فرحي عظيماً حين رأيت الأخ عبد الله حسن أحمد نائب الترابي يحضر الاجتماع التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي ثم تزايد فرحي حين تحدَّث مسانداً ثم حين وقَّع على البيان التأسيسي فقد كان ذلك انقلاباً مُدوِّياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى لكن (يا فرحة ما تمّت)!!
    في اليوم التالي حملت لنا الأنباء أن المؤتمر الشعبي تراجع عن التوقيع على بيان جبهة الدستور الإسلامي لكن هل تراجع المؤتمر الشعبي أم أنه تعبير عن (الرِّدة) التي ارتكس فيها منذ أن حوّل عداءه للحكومة إلى عداء للإسلام وعداء للوطن وعداء لكل تاريخه وإرثه ومرجعيته القديمة؟! وأستميحكم أن أؤجل ما قاله عبد الله حسن أحمد معضِّداً ومسانداً وما قاله في اليوم التالي منسحباً وكذلك ما قاله كمال عمر وما أدراك ما كمال عمر!!
    حق لعبد الله حسن أحمد أن يوقِّع على الدستور الإسلامي الذي نذر نفسه وحياته حتى وقت قريب دفاعاً عنه ودعوة إلى سيادته في الدنيا ولو كان شيخ يس عمر الإمام حاضراً لما توانى في التوقيع، لكن هل كان كمال عمر سيوقع أو كان سيحضر أصلاً وهو الناشط في تحالف أبو عيسى؟! وهل كان يس عمر سيتراجع في اليوم التالي بضغط من الترابي كما فعل عبد الله حسن أحمد؟!
    هل تذكرون تصريح كمال عمر حين طالب بنقل نفط الجنوب بالمجان إلى بورتسودان الأمر الذي لم يتجرّأ حتى باقان أموم على المطالبة به؟! كمال عمر هو الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الذي فقد البوصلة والذي يهوي قادتُه على تاريخِهِ وحاضرِهِ ومستقبلِهِ بمعاولهم تدميراً وتخريباً وما أعظم الحكمة: (عدوٌّ عاقل خيرٌ من صديق جاهل) فكم بربِّكم فَقَد المؤتمر الشعبي بهذا التصريح وكم كَسَب المؤتمر الوطني الذي يعمل أعداؤه لمصلحته بأكثر مما يعمل أتباعُه ومؤيدوه؟!
    ما تذكرتُ تصريح كمال عمر حول النفط إلا حين قرأتُ كلام عبد الله حسن أحمد حول النفط والذي أعاد الأمور إلى نصابها وصحَّح تصريح كمال عمر الذي أهدى أموال شعب السودان المتضوِّر جوعاً إلى المال.. أهداها إلى حكومة باقان أموم حتى تشتري بها السلاح لتحارب به السودان وشعبه فقد قال عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي.. الرجل الذي وقّع البيان التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي ثم نكص على عقبيه.. قال: إن رسوم النفط حقوق وليست منحة مشيراً إلى ضرورة مراعاة تحمُّل السودان لما وصفها بالأعباء الكبيرة في استخراج النفط.
    لستُ أدري من الذي فوَّض كمال عمر للتبرع بحقوق نفط الشعب السوداني لدولة تشنُّ علينا الحرب كما لو كان ذلك النفط ملكاً خاصاً به وأقسم بالله العظيم إنه لو كان النفط مملوكاً لكمال عمر لما تبرّع بسنت أو قرش واحد منه لأحد لكن بربِّكم ما الفرق بين تصرُّف كمال عمر الذي هو جزءٌ من قوى إجماع أبو عيسى وبين موقف تحالفه البغيض الذي أعلن زعيمُه أبو عيسى أن الفصائل المسلحة (تحالف كاودا أو الجبهة الثورية السودانية) جزء من تحالف قوى الإجماع الوطني الذي يقوده أبو عيسى ويتمتع المؤتمر الشعبي بعضويته؟!
    ليت كمال عمر والمؤتمر الشعبي وقوى جوبا جميعاً يعلمون أنهم أقاموا جداراً سميكاً بينهم وبين شعب السودان الذي خانوه حين تحالفوا مع أعدائه وليتهم يعلمون أن ما يعصم الشعب عن الربيع العربي ليس حباً في المؤتمر الوطني أو الإنقاذ وإنما هو خيانتهم التي تجعل الإنسان العادي يتساءل: أيعقل أن أُسلم قيادي وأُسلم البلد للعملاء والخَوَنَة المتحالفين مع أعدائه؟! أيُعقل أن أسلم قيادي للذين بات عداؤهم للدستور الإسلامي لا يقلُّ البتّة عن عداء بني علمان والشيوعيين؟!


    إنه الخوف من البديل وشتان ما بين بديل سيء وبديل خائن وهل أسوأ أو أبشع من الخيانة؟!
    أقول لعبد الله حسن أحمد الرجل الثاني في حزب الترابي إن توقيعك على بيان جبهة الدستور الإسلامي رغم تراجعك عنه ثم تصريحك حول النفط يُشبهك ويُشبه كثيرين غيرَك داخل المؤتمر الشعبي لكن حزبَك يقوده الترابي الذي عيَّن كمال عمر أميناً سياسياً لأنه يعبِّر عن فكره الجديد وعن أحقاده ومراراته ولا يعبِّر عن مرجعية المؤتمر الشعبي القديمة التي كانت ذات يوم تجعل الترابي يقود معركة حلّ الحزب الشيوعي أما اليوم فقد غدا الحزب الشيوعي هو الأقرب للترابي كما غدا عقار والحلو وعرمان المعادون للإسلام ولله ورسوله أقرب إلى الترابي من البشير بعد أن استنبط الترابي فقهاً جديداً أسقط عقيدة الولاء والبراء رغم أنف قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) ورغم قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فانه منهم).. إنه التفسير التوحيدي لمؤلِّفه الترابي ألم يفعلها محمود محمد طه وهو ينصِّب نفسه رسولاً بعد محمد صلى الله عليه وسلم؟!


    هل تذكر أخي عبد الله حين جمعتُك مع البشير قبل الانتخابات بمبادرة من دكتور كامل إدريس الذي سعى بقوّة لجمع الصّف الوطني وشمل سعيُه الصادق المهدي الذي حاول كامل إدريس كذلك أن يقرِّب بينه وبين البشير.. هل تذكر اجتماعنا في مكتبي واتفاقنا على أجندة لقائك بالبشير في حضور كامل إدريس؟! هل تذكر ذلك الحظ العاثر الذي جعل الترابي يعود من باريس في نفس اليوم المقرَّر للقائك بالبشير وكيف فشل الاجتماع الذي انعقد في بيت الضيافة بسبب تغيُّر الأجندة جرّاء عودة الترابي الذي قابلك ظهر ذلك اليوم قبل لقائك بالبشير في المساء؟!
    إنه نفس المشهد أخي عبد الله يتكرّر بانسحابك في اليوم التالي من لجنة الدستور الإسلامي الذي وقَّعتَ على بيانه التأسيسي لكنك نكصتَ مخالفاً قناعتك الشخصية انصياعاً لتوجيهات الترابي كما سأبِّين غداً بإذن الله.
    غداً بمشيئة الله أحدِّثكم عن كمال عمر وانتحار المؤتمر الشعبي!!
                  

03-07-2012, 09:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    قال إن الفساد أكبر دليل على ضعف الشريعة .. الطيب مصطفى: في نظام المؤتمر الوطني الأساسي (شِرِك عديييل)

    الخرطوم: فتح الرحمن شبارقة

    وصف الباشمهندس الطيب مصطفى، رئيس منبر السلام العادل حالة الشريعة في البلاد بالضعيفة جداً، وقال إن أكبر دليل على ذلك هو الفساد الضارب الأطناب، ونَوّه في الجزء الثاني من حواره مع (الرأي العام) أن هناك فساداً كبيراً جداً، وأكد بأن الدستور الإسلامي الذي وضعته الجبهة سيحارب الفساد حرباً شعواء، وقال إن المؤتمر الوطني حزب (لامي) وغير مجمع على المرجعية الإسلامية ولا يعمل بمرجعية الحركة الإسلامية، وزاد: (هنالك شِرِك عديييل كده) في النظام الأساسي للمؤتمر الوطني. وقال الطيب مصطفى: (ثقتي في أن الرئيس كان صادقاً حينما قال لا نريد «دغمسة»)، وتابع: أنا أعلم أنه يخشى جداً أن يغضب الله في هذا الأمر، وتحدى د. حسن الترابي أن يوضح ما هو غير الإسلامي في مسودة الدستور الإسلامي الذي قدمته الجبهة، وألمح إلى إمكانية تراجعهم في حال إقتناعهم بأي شئ خطأ في وثيقة الدستور الإسلامي، وأضاف: (هذه ليست منزلة). ونفى الطيب مصطفى بشدة الحديث عن دعم الحكومة لمنبر السلام العادل وجبهة الدستور، وقال: (عليّ الطلاق الحكومة ما قاعدة تدعمنا بي قرش).


    مع الطيب مصطفى عن الدستور الإسلامي (2 - 2)
    أتحدى الترابي أن يوضح لنا ما هو غير الإسلامي في هذا الدستور

    حاوره: فتح الرحمن شبارقة تصوير: شالكا

    عندما دلفت إلى مكتب الباشمهندس الطيب مصطفى ظهيرة أمس الأول، وجدته يضع على منضدته نسخة من وثيقة الدستور الإسلامي، ونسختين من حوار أجرته (الرأي العام) مع الأستاذ كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كان قد شَنّ فيهما هجوماً هو الأعنف من نوعه على وثيقة الدستور، واعتبرها محض (مقال مدغمس) للطيب مصطفى، ولما كان الطيب مصطفى من أكبر الداعمين لتلك الوثيقة التي احتضن منبر السلام العادل اجتماعاتها الأولى، فقد وضعنا على ذات المنضدة تساؤلات من قبيل.. إذا كان الدستور الذي تطرحه الجبهة هو الإسلامي، فهل يعني ذلك أن دستور المؤتمر الوطني هو الدستور العلماني مثلاً؟، هل يريد الطيب مصطفى والجبهة أن يقولا إن هذا هو الدستور الإسلامي وغيره الكفر؟ ألم يكف انفصال الجنوب بسبب تمسك الوطني بالشريعة كما يقول البعض في الحركة، ألا يُخشى من نتائج مماثلة بجنوب كردفان التي يوجد بها عَددٌ مقدّرٌ من غير المسلمين؟، ماذا لو رفضت الحكومة الأخذ بوثيقة الدستور الإسلامي؟، وما هي الخيارات المتاحة أمامهم وقتها؟ وغير ذلك من التساؤلات التي أجاب عليها الباشمهندس الطيب مصطفى على طريقته، ودافع بقوة عن وثيقة الدستور الإسلامي حسبما يتضح من مجريات الحوار:-
    ? أين مساحة الأخذ والرد في الدستور الإسلامي الذي طرحتموه في الجبهة، فقد فهم الناس من حديثكم أن أمام الحكومة.. إما أن توافق على هذا الدستور أو تذهب للجحيم؟
    - نريد الحكومة أن تشارك وتقول رأيها في هذا الدستور وتأخذ وتعطي، وإذا اقنعتنا بأي شئ خطأ في هذا الدستور يمكن جداً أن نتراجع هذه ليست منزلة.
    ? إذا رفضت الحكومة الأخذ بدستوركم ماذا ستفعلون؟
    - أنا شخصياً لست في المكتب القيادي لجبهة الدستور، لكن المنبر مشارك في الهيئة القيادية، ورأيي الشخصي الذي لم استشر فيه أحداً، أننا سنصعد المطالبة وسننقل هذا الأمر إلى جمهور الشعب السوداني ونعتقد اعتقاداً جازماً بأن الشعب السوداني سيأخذ الدستور الذي يريد، يمكن جداً أن نصعد المعارضة للحكومة إذا وقفت في وجه هذا الدستور، ولكن مؤكد لن نرفع السلاح.
    ? ستحتجون على رفضها سلمياً إذاً؟
    - نعم، وهي على كل حال لم ترفض، والرئيس البشير قال انتهى عهد (الدغمسة) وهذا يعني أنهم سيأخذون بدستور إسلامي كامل الدسم وليس فيه أي نوع من (الدغمسة)، وإذا أتت الحكومة بدستور آخر بتعبيرات مختلفة وتبويب وشكل مختلف لكنه يلبي كل المطلوبات الموجودة في هذا الدستور، فسنؤيده.
    ? هناك من يقول إذا كان البعض لم يحتمل دستور الانقاذ المخفف، فكيف سيقبلون بدستور يكون على رأسه شيخ أبو زيد محمد حمزة وغيره من الشيوخ الأفاضل الموسومين بالتشدد؟
    - علمت أن الهيئة القيادية تعكف على إعادة ترتيب الهيكل بما يعطي الرئاسة للشيخ صادق تجنباً لأية حساسيات من التيارات الإسلامية المختلفة في حال استمرار أبو زيد في الرئاسة مع تمثيل أطياف العمل الإسلامي كافة من أهل التصوف والسلفيين والتيارات الإسلامية الأخرى، ومن الممكن أن يكون نواب الرئيس أحدهم من السلفيين وآخر من المتصوفة مثلاً.
    ? ماذا عن ردود الفعل حتى الآن على وثيقة الدستور الإسلامي؟
    - الشئ المدهش جداً أن رد الفعل الأول هو الاعتراض من المؤتمر الشعبي ولم يعترض حتى الحزب الشيوعي السوداني..
    ? لماذا برأيك؟
    - لأنه مثل اليهود، (.. فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)، وكأنهم هم الوحيدون المخولون بأن يتحدثوا، فقالوا لا نريد دستوراً إسلامياً وقالوا إن هذا ليس دستوراً إسلامياً، ولا أعرف كيف هذا؟، ينبغي لكمال عمر أن يقول لنا ما هو غير الإسلامي في هذا الدستور، وليس كمال عمر بل الترابي أتحداه أن يقول لنا ما هو غير الإسلامي في هذا الدستور.
    ? هم لديهم رؤية حول بعض القضايا؟
    - فليقولها لنا، وإن اقتنع بها الناس يمكن أن نجيزها، وهذا موضوع مطروح للنقاش.
    ? ماذا عن رأي الحكومة، وهل شارك الوطني بأي شكل من الأشكال في وثيقة الدستور الإسلامي؟
    - رأينا بعض التصريحات المرحبة من بروفيسور إبراهيم غندور، وشارك بعض الأفراد من المؤتمر الوطني مثل رئيس هيئة علماء السودان بروفيسور محمد عثمان صالح وأظن أنه منتمٍ للمؤتمر الوطني، فهو من الذين شاركوا في هذا الدستور وتكلم عنه كلاماً طيباً، وحضر محمد أحمد حاج ماجد مدير منظمة الشهيد وتحدث كذلك حديثاً طيباً وهو من قيادات المؤتمر الوطني.
    ? دستور يقوم عليه الدباب محمد أحمد حاج ماجد ومجموعة من الإسلاميين المتشددين يمكن أن يشكل انتكاسة ورجوعا إلى الخلف، ويبرر تخوفات البعض منه؟
    - ما هو الرجوع إلى الخلف؟، هل الجهاد رجوع إلى الخلف؟.. الجهاد ليس رجوعاً إلى الخلف، لماذا؟ لأنه جزء من الدين وذروة سنام الإسلام، ولا يمكن لمسلمين أن يقولوا بأن الجهاد رجوع إلى الخلف، ونحن ندعو الآن للجهاد كي نحرر بلدنا لأن الجهاد هو الذي حرر بلدنا في السابق وتصدى لجميع المحاولات لتركيع البلد، ولهذا هؤلاء هم الأحرص، ومثل ناس محمد أحمد حاج ماجد هؤلاء يجب أن نستمع لرأيهم، وهذا الدستور ليس فيه أي نوع من التشدد، هو دستور سهل راعى جميع الأشياء، فكيف يعترض كمال عمر على أن يكون رئيس الدولة مسلماً، هذا شئ عجيب جداً.
    ? هو لم يقل ذلك بهذه الصورة، وإنما قال، في بلد مثل السودان غالبيته مسلمون فمن البديهي أن الرئيس سيأتي مسلماً لذلك يجب ألاّ يكتب ذلك كعقد إذعان بصورة قد تنفر غير المسلمين؟
    - كم غير المسلمين؟، يا أخي بمنطق الديمقراطية ذاته، لماذا لا ننص على ذلك؟ ولماذا نخجل أصلاً من النص على مثل هذا الأمر؟، والخجل ليس من الدين في شئ ونعت باعتباره من الأشياء التي تنفي الإيمان عن المسلم، (فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فلماذا أشعر بالحرج، وفي السابق كان من الممكن أن يقولوا: الجنوبيون معنا ونسبة المسلمين الآن (97%)، وبالمنطق الديمقراطي، هل يمكن أن يأتي في أمريكا رئيس مسلم، وأوباما بسبب شائعات قالت إنه مسلم كادت تتحطم كل فرصه في الفوز بالرئاسة، فمن الطبيعي أن ننص على ان يكون رئيس الجمهورية مسلماً، ولماذا من أجل (3%) نستحي من أن نؤكد حق الأغلبية المطلقة.
    ? لاحظت أن هنالك إشارات متكررة لعدد المسلمين في السودان بعد الانفصال، ما مصدر هذا الإحصاءات عن أن (97%) أصبحوا مسلمين؟
    - مصدره الحكومة التي ذكرت هذا الكلام، فهي قالت (97.4%).
    ? يبدو أن منبر السلام العادل، وبعد أن اسهم في فصل الجنوب، ربما يتسبّب بإصراره على هذا الدستور الإسلامي على فصل جبال النوبة مثلاً، نظراً لوجود عدد مقدر من غير المسلمين بها؟
    ارتفعت نبرة صوته قليلاً ثم قال:-
    - (يعني نترك الإسلام لـ ...)، أنا أعتقد أن هذا حق الأغلبية، ونحن قلنا لن نغمط حق المسيحيين وغير المسلمين.. يا أخي نسبة المسلمين في أمريكا أكبر من نسبة المسيحيين في السودان، ونسبة المسلمين في أوروبا أكبر من نسبة المسيحيين وغير المسلمين في السودان، وتجد في أوروبا ثقافة ودولا مسيحية.
    ? لكن يُخشى أن يتحول غير المسلمين إلى مواطنين من الدرجة الثانية في ظل هذا الدستور؟
    - لماذا.
    ? دستور يشترط أن يكون رئيس الدولة مسلماً، وغير المسلم لن يستطيع أن يكون رئيساً ولو أتت به الجماهير؟
    - لا يستطيع أن يكون رئيساً هذا شئ طبيعي جداً، فـ (97%) مسلمون، والمسيحي ليس من حقه أصلاً أن يترشّح لأن هذه من حقوق المسلمين هذه الولاية الكبرى، وكمال عمر تكلم عن اليهود الذين كانوا في دولة المدينة، هل كان يمكن أن يرأس يهودي الدولة الإسلامية ويصبح خليفة المسلمين، أريد أن يجيبني كمال عمر لماذا لم يقل إن اليهود مواطنون من الدرجة الثانية في دولة المدينة، طبعاً سيقولها بقلبه أنا أعرف، لكن في النهاية وثيقة المدينة قالت إن المسلمين أمة واحدة واليهود وغيرهم أمة لوحدهم، والمسلمون أغلبية كاسحة، واليهودي المحارب في دولة المدينة لم تكن له مكانة.
    ? نظراً لعلاقتك به، ألم يحدث أي نقاش خاص بينك والسيد رئيس الجمهورية في مسألة الدستور الإسلامي؟
    - أبداً، أصلاً لم يحدث ولم نتناقش في هذا الأمر، وأنا أعلم رأي الرئيس هنا.
    ? وما هو رأيه هنا؟
    - هو يريد دستوراً إسلامياً، وليس ضرورياً أن يوافق على هذا الدستور بالآلية التي أجيز بها، لكن أعتقد أنه سيؤيد دستوراً لا يختلف عن هذا الدستور، وقد يختلف في تبويبه لكن الدستور سيكون إسلامياً.
    ? حينما تنظر في الواقع الآن، هل تلمس أي تطبيق للشريعة؟
    - حالة الشريعة ضعيفة جداً، وأكبر دليل على ذلك الفساد الضارب الأطناب، هناك فساد كبير جداً، وهذه القضية عُولجت في هذا الدستور والمراجع العام أطلقت يده بشكل قوي، والمراجع العام الآن يده ليست مطلقة ولا يستطيع أن يدخل بعض المؤسسات الحكومية، وفي هذا الدستور لا يمكن أن نسمح بذلك، وهذا الدستور سيحارب الفساد حرباً شعواء، والآن الفساد غير محارب ليس لعدم وجود آليات، لكن لأن الآليات غير مُفَعّلة، يوجد مراجع عام وقانون للثراء الحرام وتوجد قوانين وهيئات ولجان لخصخصة القطاع العام وغيرها ولكنها ليست مُفَعّلة.
    ? كيف تقرأ موقف الأحزاب من وثيقة جبهة الدستور الإسلامي (الشعبي والأمة والاتحادي) تحديداً؟
    - المؤتمر الشعبي هو الآن مخترق من العلمانيين والشيوعيين، والدليل على ذلك هذا الكمال عمر، وما يهرف به الآن يدل على ذلك، وإذا كان كمال عمر يَتَحدّث حقيقة ويقول بعد سقوط هذه الحكومة لن يكون هناك دستور إسلامي، فما هو دور المؤتمر الشعبي؟، وما رأي قياداته في هذا الأمر؟، أين المكتب القيادي للمؤتمر الشعبي وما رأيه في كلام كمال عمر؟، هل هذه مرجعيته؟ أعتقد أن المؤتمر الشعبي يرفض هذا الدستور لأنه أعلن أنه لا يريد دستوراً إسلامياً.
    أما حزب الأمة، فبعض أحزاب الأمة وافقت وأرسلوا لنا بعض الرسائل، لكن حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي لن يوافق لأنه دائماً متردد. وقد عبّر عبد المحمود أبّو بصورة من الصور عن رفض الدستور الإسلامي لأنه لم يشارك في صياغته، وهو عنده رؤية (مدغمسة) أصلاً، وهم دائماً هكذا مُتَرَدِّدون في قضية الدستور الإسلامي.
    ? وماذا عن الاتحاديين، فمن الواضح أنهم (رِجِل معكم ورِجِل في الخارج)؟
    - من الاتحاديين عبّر عمر حضرة بشكل واضح وهو رجل ختمي وإتحادي وقال كلاماً قوياً جداً، وأبو سبيب كذلك وافق على الدستور الإسلامي بشكله هذا ولم يعترضوا عليه البتة، صحيح أنه جائز أن يكون هناك تيار علماني داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي لا يمكن أن يوافق على هذا الدستور مثل علي محمود حسنين وحاتم السر، فهؤلاء علمانيون، لكن الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) حسب التمثيل الموجود عندنا كان موافقاً على هذا الدستور وشارك في صياغته وحضروا الاجتماع التأسيسي، والطرق الصوفية ستشارك بفاعلية في ندوات خلال الأيام القليلة المقبلة.
    ? من الواضح أن جبهة الدستور الإسلامي هي خليط من المتناقضات كالصوفية والسلفية ولا يمكن أن تستمر بمكوناتها هذه طويلاً؟
    - لا يوجد أية تناقضات لأنهم يجتمعون على الإسلام.
    ? لكن فهمهم للإسلام وللشريعة والدستور الإسلامي مختلف تماماً؟
    - اختلافاتهم في الفروع وليست في الأصول، فالطرق الصوفية والسلفيون لا يمكن أن يعترضوا على الدستور الإسلامي واختلافات في قضايا التوحيد وما إلى ذلك، مثل الأولياء والصالحين، لكن هذا الدستور لا يتعرض للقضايا الخلافية بين الصوفية وأنصار السنة.
    ? هناك حديث أن المنبر ظل يسعى من زمن لإيجاد مظلة مثل تكتل الأحزاب في جبهة الدستور الإسلامي ليعمل تحتها؟
    - المنبر ظل يقود ولا ينقاد، وليس لدينا مانع أن ننقاد في الحق، ومن خدعنا لله انخدعنا له، والدليل على ذلك أننا قدنا رؤية الانفصال، والآن نقود الأحزاب السياسية ونقدم نماذج لم يقدمها أحد، فهل أقام حزب الأمة من العام 1947 يوماً صحياً واحداً سواء كان في الحكومة أو المعارضة؟..
    ? لكن هذه الأيام الصحية والحراك الذي تقومون به يتطلب مالاً تدعمكم به الحكومة في الخفاء وهي لا يمكن أن تدعم حزب الأمة بالطبع؟
    - وإن كنت اعتبر الحلف بالطلاق لغواً، لكن (عليّ الطلاق الحكومة ما قاعدة تدعمنا بي قرش)، والحكومة ليست سعيدة بنشاطنا لأننا نفعل في شئ يسحب منها، إذا كانت الحكومة عندها السلطة ولا تعالج المواطنين، ونحن خارج السلطة ونعالج المواطنين مجاناً، وإذا كنا نقيم مشاريع اجتماعية في إصحاح البيئة والختان وغير ذلك نقيمها بالمجان بمواردنا البسيطة، فالحكومة لا تمنحنا قروشاً، ولكن هناك أحزابا تمنحها الحكومة قروشا، وأقسم على ذلك، وتذهب لبعض الجيوب، ونحن لا يعطوننا أموالا وبرغم ذلك نصرف لخدمة المواطنين.
    ? في حديث سابق معك، حلفت بالطلاق بأن لا علاقة لكم في المنبر بالحكومة، هل يمكن تحلف هذه المرة بأن الحكومة لا تقف وراءكم في مسألة الدستور هذه؟
    - والله الحكومة لم تدعمنا ولم ولن تشير من قريب أو بعيد، ولو كانت تشير لكان شيخ صادق الذي هاجمها في حواره معك استحى، هي لا علاقة لها بتكوين هذه الجبهة أصلاً من قريب أو بعيد، ونحن نحسن الظن بالمؤتمر الوطني ونظن أنه لا يمكن أن يعترض.
    ? لماذا تحسنون به الظن إلى هذه الدرجة؟
    - لأنه يرفع شعار الإسلام، بل يرفع شعار الإسلام (بدون دغمسة)، ونفتكر أنه ينبغي أن يعلن عن موافقة كاملة على هذا المشروع، وإذا لم يوافقوا وأخذتهم العزة بالإثم، فنحن نريد منهم أن يأخذوا نصوص هذا الدستور ويصيغوها بالطريقة التي يريدون، المهم ألاّ ينتقصوا منه شيئاً.
    ? البعض لاحظ أن منبر السلام العادل في الفترة الأخيرة أصبح يشكل مرجعية قيمية للمؤتمر الوطني؟
    - نفخر بذلك حقيقة، ونحن نعتقد أن المنبر لا تتنازعه تيارات بينما (المؤتمر الوطني لامي)، وقد كان فيه رياك قاي نائباً لرئيسه، وعندما جاء جون قرنق قال لماذا تسمى قاعة الشهيد الزبير، باسم جون قرنق؟، ثم ذهب وانضم للجماعة ومعه جميع الآليات، لأن الوطني غير مجمع على المرجعية الإسلامية، لأنه لا يعمل بمرجعية الحركة الإسلامية، والدليل على ذلك أن البند رقم (ب) فيه (شِرك عديييل كده).
    أحضر كُتيّباً يحوى النظام الأساسي للمؤتمر الوطني وقرأ من المبادئ والأهداف:
    (العمل على توجيه الحياة العامة والخاصة لعبادة الله بالتزام شرائع الكتب السماوية وحفظ الدين وكريم المعتقدات للمسلمين والمسيحيين وأهل الملل الأخرى)، هذا هو النظام الأساسي للمؤتمر الوطني، وهو لا يعمل بمرجعية الحركة الإسلامية لذلك طبيعي أن يكون متنازعاً لأن في داخله تيارات كثيرة، لكن المنبر تيار واحد ويعمل بمرجعية واحدة.
    ? حديثك عن عدم وجود تنازع في المنبر ليس دقيقاً بدليل انسحاب بعض القيادات المؤثرة؟
    - الاختلاف لم يكن حول المرجعية، بل حول المؤسسية. وقد اجتمع مجلس الشورى وأقرها، وحدث هذا عندما انتقلنا من نظام الأمانة العامة إلى نظام الرئاسة، وحصل اختلاف في هذا الأمر في إطار الصراع على السلطة وحسمنا هذا الأمر في مجلس الشورى.
    ? كان هناك صراع حول الثروة كذلك وليس السلطة فحسب، ثروة المنبر بالطبع؟
    - على كل حال (نحن ما عندنا ثروة بقولوا عليها)، والموضوع متعلق بالسلطة وليس الثروة.
    ? ما هي أوراقكم للضغط على الحكومة حتى تعمل بدستوركم هذا؟
    - الشعب، وأنا لا أريد أن اتهم الحكومة بأنها لا تريد الدستور الإسلامي، لأن أهم شخص في الحكومة وهو الرئيس وبعض القيادات الرئيسية بالذات قيادة الحركة الإسلامية الموجودة، لا أظن أنهم يختلفون معنا في هذا الدستور. صَحيحٌ أن بعضهم ربما يختلفون في قضية الملل الأخرى، ويساوون بين المسيحية والإسلام بعد أن أصبحنا (97%) مسلمون، لكن حتى إذا اختلفوا معنا يمكن أن يختلفوا على (3%) أو (2%) من هذا الدستور، كلمات بسيطة يمكن أن يختلفوا حولها، ويمكن لهذا الدستور أن يجاز من قبل الوطني بتعديلات طفيفة لا تتجاوز (5%)، ويمكن أن يعيدوا الصياغة والتبويب لكن لا أظنهم سيختلفون كثيراً، وثقتي أن الرئيس حينما قال لا نريد (دغمسة) أعتقد أنه كان صادقاً في كلامه هذا، وأنا أعلم أنه يخشى جداً أن يغضب الله في هذا الأمر.

                  

03-08-2012, 05:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    إخواني في الشعبي.. إنها والله لحظات المفاصلة!! .
    الأربعاء, 07 آذار/مارس 2012 06:12 .

    الطيب مصطفى

    الصحفي النابه فتح الرحمن شبارقة قال إن خصوم كمال عمر اتهموه بأنه (شيوعي مدسوس) في أحشاء المؤتمر الشعبي وسمّيته أنا في مقالات سابقة بالمزروع باعتبار أنه يصدر فيما يقول عن فكر علماني لا علاقة له بمرجعية المؤتمر الشعبي القديمة لكني بتُّ الآن أستبعد كثيرًا أن يكون كمال عمر شيوعياً أو علمانياً مزروعاً في كبد المؤتمر الشعبي وأرجّح أنه مؤتمر وطني (عديل) انزرع في أحشاء الشعبي بمكر ودهاء وتسلق في أجواء الفراغ الهائل الذي أصاب الشعبي والزلزلة التي أحدثتها مواقف الترابي الفكرية والسياسية والتي أحدثت نتوءات وفراغات مكّنت لكمال عمر أن يتبوّأ موقعه الحالي من خلال تقرب والتصاق و(دهنسة وتكسير ثلج) دأب عليه الرجل بإصرار وعزم لا يلين حتى تمكّن من الترابي وأصبح محل ثقته وكان الرجل حسب آخر قراءة لشخصيته يحمل هدفاً واحداً هو تدمير الشعبي من الداخل بما يجعل الحزب قاعاً صفصفاً خالياً من قاعدته الصلبة من الإسلاميين.


    أقولها بصدق إنه ما من إنسان خدم المؤتمر الوطني مثل كمال عمر الذي أشهد أنه فعل بالشعبي الأفاعيل خاصة من خلال تحالفه مع معسكر جوبا بقيادة أبوعيسى ومن قبله عرمان بإذن من شيخه الذي ساقته مراراته إلى فقه التحالف مع الشيطان والخروج على كثير من ثوابت الدين في سبيل تحقيق هدفه الأسمى المتمثل في الانتقام والثأر من تلاميذه الذين لن يرتوي قبل أن يشرب من دمائهم ويمضع من أكبادهم على غرار ما فعلت هند بنت عتبة آكلة الأكباد فقد اعتنق الترابي ديناً جديداً هو الانتقام بأية وسيلة على طريقة ميكافيلي حتى ولو على أنقاض الوطن ودينه وهُويّته.
    أخشى أن يتهمني المؤتمر الوطني بأني أكشف بحديثي مخطَّطه من خلال الكشف عن جاسوسهم الذي يستحق أن يُكافأ على ما فعله ولا يزال بالمؤتمر الشعبي حيث يحتفي الوطني كل حين بما يفعله كمال عمر بالشعبي وهل من دليل أكبر من تصريح د. نافع الأخير حول تصريحات كمال عمر فقد قال نافع إنه يتوقع حدوث (زلزال واسع جداً) في المؤتمر الشعبي جراء حديث كمال عمر الذي قال إن حزبه سيعمد إلى إصدار وثيقة دستورية خالية من الشريعة الإسلامية!!


    كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي أعلن أن حزبه بعد أن بلغ الترابي الثمانين من العمر تخلّى عن الشريعة وأنه يسعى خلال الفترة الانتقالية التي قال إنها ستعقب سقوط هذه الحكومة بالتعاون مع حلفائه في قوى الإجماع الوطني بقيادة الشيوعي فاروق أبوعيسي.. يسعى إلى التوافق على (مشروع دستور انتقالي يحمل سمات لمبادئ عامة ولا يتكلم عن توجه أو دين في هذه المرحلة)!! ثم تحدث كمال عمر في حواره مع شبارقة في صحيفة الرأي العام عن أن هذا الدستور الانتقالي يؤسس لدستور قادم دائم!!


    رجعتُ بذاكرتي إلى عام 1985م حيث كان أبوعيسى حليف المؤتمر الشعبي ينشط من خلال الحزب الشيوعي عقب سقوط الرئيس نميري لإلغاء قوانين الشريعة التي أطلقوا عليها اسم قوانين سبتمبر تحرجاً من أن يسمّوها بقوانين الشريعة وكانت الأحزاب جميعها ما عدا الإسلاميين بقيادة الترابي تهاجم تلك القوانين باعتبار أنها من صنع النميري الذي خرج مدحوراً وكانت الحملة ضارية على كل شيء مرتبط بالنميري ولم تنسَ ذاكرة التاريخ مقولة الصادق المهدي عن (قوانين سبتمبر) حين وصفها بأنها (لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به)!!
    كان الوضع يومها شبيهًا بل مماثل تماماً للوضع الذي يتحدث عنه كمال عمر اليوم.. فترة انتقالية أعقبت زوال نظام نميري تولى فيها المشير سوار الدهب الحكم لمدة عام أعقبته الانتخابات التي جاءت بحكومة الصادق المهدي.
    لم تُلمس قوانين الشريعة خلال فترة سوار الذهب الانتقالية كما لم تمس بسوء خلال فترة الصادق المهدي التي أعقبتها رغم قوله الشهير حولها وكان بطل الدفاع عن تلك القوانين هو الترابي الذي لن أنسى أني والأخ د. عبد الله سيد أحمد اتصلنا به من أبوظبي حيث كنا نعمل عقب خروجه من السجن وعودته إلى الخرطوم بعد سقوط نميري لنسأله عما إذا كانت القوانين الإسلامية ستُلغى فطمأننا الرجل أنها باقية وقد بقيت بالفعل.
    انظروا إلى موقف الترابي وحزبه الشعبي اليوم وهو يعلن عبر كمال عمر أنه عقب سقوط الحكومة سيصيرون إلى دستور انتقالي خلال الفترة الانتقالية يكون خالياً من الدين وعندما سأل شبارقة كمال عمر عن الجهة التي تُعِد مشروع الدستور الانتقالي قال إنها (قوى جوبا) أي أن قوى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان والتي يقودها اليوم الشيوعي فاروق أبوعيسى وتضم حزب البعث ــ الذي يحكم سوريا ويذيق شعبها الخسف ــ رغم أن فرعه في السودان لا تملأ عضويتُه حافلة أو بصاً واحداً والحزب الناصري الهزيل الذي يوجد في الخرطوم ولا وجود له في مصر التي حكمها عبدالناصر وبالطبع هناك القوى المستترة التي تعمل مع أبوعيسى وكمال عمر في الخفاء وتضم مجموعة كاودا بما فيها الحركة الشعبية.. أقول إن قوى جوبا هي التي تصوغ الدستور الانتقالي الذي اعترف كمال عمر أنه خالٍ من الشريعة!!


    قارنوا بربكم بين موقف الترابي من قوانين الشريعة الإسلامية خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نميري وموقفه اليوم حول دستور الفترة الانتقالية التي ينتظرون أن تأتي عقب سقوط الحكومة الحالية.. فبدلاً من الإبقاء على الدستور الحالي كما فعلوا عقب سقوط نميري سيُلغون الدستور بقوانينه الإسلامية ويصدرون دستوراً خالياً من الدين!!
    كمال قال إن مشروع دستور جبهة الدستور الإسلامي يمثل ردة فبالله عليكم من هم المرتدون؟!
    الأخ عبد الله حسن أحمد نائب الترابي قال إنه وقَّع على البيان التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي وحضر اجتماعها بصفته الشخصية بمعنى أنه كان مقتنعاً بمشروع الدستور بصفته الشخصية لكن عندما ضُغط خلال اجتماع الترابي به أعلن عن انسحاب الشعبي من وثيقة الدستور!!
    أسأل الأخ عبد الله أن يعقد المقارنة بين موقفه هذا وموقف الأخ عمر حضرة الذي حضر الاجتماع ووقّع على البيان وقال إنه جاء بصفته الشخصية ولم يكن مفوّضاً من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الذي ينتمي إليه ولكنه أكد أنه سيتبنّى الدستور الإسلامي كاتحادي وختمي (وإذا لم يوافقوا عليه سأتخلى عن ختميتي واتحاديتي)!!


    بالله عليكم من هو الطائفي الذي يقلِّبه شيخُه ويحرِّكه كما يتحرك الميت بين يدي غاسله: عمر حضرة (الختمي) أم عبد الله حسن أحمد (الشعبي)؟! من هو الذي انتصر لدينه وإسلامه وشريعة ربه: عمر حضرة أم عبد الله حسن أحمد الذي تخلى عن الدستور الإسلامي راضياً بدستور أبوعيسى الانتقالي الخالي من الشريعة؟!
    إنها والله لحظة القرار أخي عبد الله حسن أحمد وأخي يس عمر الإمام وأخي محمد الأمين خليفة وأخي خليفة الشيخ مكاوي وأخي الناجي عبد الله.. أن تختاروا بين صادق عبد الله عبد الماجد وبين فاروق أبوعيسى وبين الإسلام وبين العلمانية وبين الله العزيز وبين الشيطان الرجيم.
                  

03-08-2012, 05:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    كمال عمر: ممكن أبقى “ملحد يهودي” ما أبقى مؤتمر وطني!!
    March 8, 2012
    (السوداني)

    شن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر هجوما عنيفا على رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى ووصفه بانه يعمل على إيهام الرأي العام بوجود صراعات داخل المؤتمر الشعبي لأغراض وصفها بالدنيئة، في وقت كشف عن وجود مساحات تفاهم داخل تحالف المعارضة بعدم إدراج مفهوم الدولة المدنية في دستورها حفاظا على رؤية المؤتمر الشعبي حولها .

    ووصف عمر في حديثه لـصحيفة (السوداني) امس اتهامات رئيس منبر السلام العادل له بانه مؤتمر وطني مدسوس داخل المؤتمر الشعبي بالجديدة، لجهة إطلاقه لاتهامات سابقة له بأنه شيوعي مدسوس داخل “الشعبي”. وقال عمر إنه تدرج في الأمانات داخل المؤتمر الشعبي، وزاد (ممكن أبقى ملحد أو يهودي لكن ما أبقى مؤتمر وطني)، وشدد على أن تصريحات الطيب مصطفى تعبر عن الحالة النفسية له من خلال محاولاته المتكررة لإيهام الرأي العام بوجود تيارات تتصارع داخل المؤتمر الشعبي، واكد عمر أن “الشعبي” بريء من حركة المذكرات والتي وصفها بالملفقة.

    في السياق قال عمر إن المؤتمر الوطني ارتد عن تطبيق الشريعة الإسلامية منذ المفاصلة لاعتماده على مبدأ المؤوّل والمبدل في دساتيره، وأضاف أن حزبه سيحاربهم بالمناظرات الفكرية لجهة أن اختلافه مع “الوطني” يتمثل في اتخاذ الشورى كأساس لكافة القضايا. واوضح عمر أن تحالف المعارضة يحترم كل الكيانات الموجودة بداخله بدليل اسقاطه لمفهوم الدولة المدنية حفاظا على رؤية المؤتمر الشعبي حولها.

                  

03-08-2012, 05:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    المؤتمر الشعبي شكراً :

    ياسر حسن خضر .
    الأربعاء, 07 آذار/مارس 2012 06:36


    .الانتباهة

    قام المؤتمر الشعبي بنفي مشاركته في جبهة الدستور الإسلامي عبر بيان ركيك العبارات والتركيب «ركاكة» أمينه السياسي في الدين، والله العظيم وأقسم بالله لقد أصابني الفرح أن يعلن المؤتمر الشعبي عدم انضمامه لجبهة الدستور، ومنبع فرحي أن الأمين السياسي رفع عنا حرج مشاركة الشعبي بجبهة الدستور لأن الإعلام قد أدخلنا بحرج بالغ وهو يتحدث عن مشاركة الشعبي بالجبهة.. نعم حضر الأستاذ عبد الله حسن أحمد بصفته الشخصية وأنا أؤكد على ذلك ولقد قمت شخصياً بعد إلحاح مني بإجلاسه في المقاعد الأمامية المخصّصة للشخصيات المشاركة بعد أن كان يجلس وسط القاعة بين الحضور، ولقد رفض الأستاذ عبدالله حسن أن يتقدم في بداية الأمر وذكر لي أنه رفض طلب شيخ ناصر السيد بأن يتقدم لكني ألححت عليه «هذا للأمانة».. كان منطلقى في ذلك أمرين أولهما توجيهات الوالد صادق عبدالله الأمين العام للجبهة بأن لا يتم إقصاء لأحد أو التمييز بين المشاركين حسب الحزب أو الطريقة أو الجماعة وهذا ما جاء في البيان التأسيسي..


    الأمر الثاني احترام قديم بقي في نفوسنا نكنّه «لبعض» أعضاء الشعبي «الإسلاميين» فقط، هذا هو كل الذي حصل. ولقد أصابني العجب الممزوج بالفرح أن يعلن المؤتمر الشعبي عن توجهه وانتمائه لأن الأمر جلي وواضح، فكما لا توجد منطقة وسطى بين الإسلام والكفر لا توجد منطقة وسطى بين الدستور الإسلامي والدستور المدني أو العلماني أو أي دستور.. آخر والشعب السوداني بات اليوم يعرف من مع الإسلام ومن «ضده» فذاكرة التاريخ تتنفس.. وهاهي الجبهة التي يرأسها الشيخ الجليل والوالد الكريم الرجل الذي يحترمه كل من عمل في العمل الإسلامي الشيخ أبوزيد محمد حمزة وأمينها العام الشيخ المهذب اللطيف الحنون الشيخ صادق عبدالله عبد الماجد.. الجبهة التي باركها الشيخ محمد عثمان صالح والشيخ عبد الحي يوسف والشيخ محمد عبد الكريم والشيخ مدثر أحمد إسماعيل والشيخ كمال رزق واالشيخ حسن أبوسبيب ود.علاء أبوزيد والباشمهندس الطيب مصطفى والحبر يوسف نور الدائم ومولانا الكباشي طه المكاشفي والشيخ حضرة ومن النساء سعاد الفاتح وعائشة الغبشاوي وأختها إحسان ومن المجاهدين حاج ماجد والكثير الكثير من شيوخ وشباب العمل الإسلامي هؤلاء هم من قال عنهم المدعو كمال عمر إنهم بعيدون عن الإسلام والعمل الإسلامي..

    حمدت الله أن الشعبي لن يجد له مكانًا وسط هذا العقد الإسلامي حتى لا ينفرط وحتى إن لم ينفرط، سيحمل عيبًا ظاهرًا للعيان وسيحمل إناء الجبهة ثلمًا.. يا سبحان الله كمال عمر الذي جاء في غفلة من الزمان «من اللجان الشعبية للأحياء» يتحدث عن الإسلاميين وشيوخ العمل الإسلامي و«رجال» الحركة الإسلامية .. لقد طاف بخاطري هذه اللحظة بيت الشعر، هذا زمانك يا مهازل فامرحي...«أتموا إن شئتم» كمال العمر الذي ينتمي لعهد الدغمسة .. فليته ذهب كما ذهب صاحباه باقان وعرمان. كل يوم يأتي على المؤتمر الشعبي يخسر صديقًا ويكسب عدوًا والله لقد وقفت عند باب الشعبي لا أكتب عنه ولا عن شيوخه وأنخت بعير قلمي بعيداً عن خيام الإسلاميين وبي بقية من أشواق وأحلام .. بالرغم من أن الحق لا يتبع بالهوى، وأن الطريق فوق الأرض لا تحتها ، لكن هنالك كثيرًا من المعطيات الخاصة، التي منعتني من الكتابة .. مما قاد البعض لاتهامنا بما ليس فينا، على العموم اصبح ذلك من الماضي وانا اتقدم الى السيد كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي بالشكر الجزيل لأنني حين اقف امام استاذي سأخبره ان الاحترام والود اضاعه «امينكم السياسي» كمال عمر وسأنشده بيت ابو نواس.. لـقــد ضـــاع شـعري على بابكم *** كما ضـــاع عــقـــدٌ على خالـصــــــه. وكمال عمر وابو نواس تجمع بينهما بعض الحروف!!!


    ولتعلم يا كمال عمر أن الدستور لا تصنعه القوى السياسية بل دستورنا انزله الله إلينا وان دستورنا القرآن وإذا أردت أنت أو غيرك تطبيق دستور غيره فى السودان فلتمصصوا... اللات . ولتراجعو اسفل شعار جبهة الدستور الاسلامي لتعلموبماذا سنحمي الدستورو انا اذا عزمنا فعلنا!!!
    والحمد لله ولاعدوان الا على الظالمين

    --------------


    عصام الحسين
    كمال عمر.. المعذرة:عصام الحسين


    الإثنين, 05 آذار/مارس 2012 06:56


    الانتباهة

    .كتبتُ من قبلُ، محذِّراً المؤتمر الشعبي من كمال عمر.. كون الرجل يجرُّ حزب الشيخ الترابي إلى درك سحيق، اللهم إلا إن كان تبديلاً أيدلوجياً قد طرأ، أو تغييراً فكــرياً - لا نعلمه أدى لقطع جذور الوصل بعقيدة الإسلام، ما يصب في مصلحة من ذهبوا بالقول إنها كانت محض شعارات.. سادت ثم بادت!!
    ويبدو أن تحذيري ذاك.. لم يكن قد بُني على قراءة سليمة.. فالرجل بفعاله الشنيعة والتي يعبِّر بها عن مواقف المؤتمر الشعبي في تحالف قوى الإجماع الوطني، كان لا ينطق عن هوى في نفسه، إنما كان يعكس الرؤى والأفكار الحقيقية للحزب، ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعبي أصبح كياناً غريباً لا نعرفه كما كنا نظن، ولا يمت بصلة للشعبي الذي انبثق عن الوطني بفعل المفاصلة الشهيرة، حيث قال الشيخ الترابي وقتها: إنما يحج إلى المنشية من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان..


    ويسخِّر الله عز وجل الأُستاذ كمال عمر المحامي الذي يجعل من الحزب «مسخرة» ويظهره بخلاف «القناع» الذي «سحر» أعيُن الناس ردحاً من الزمن، وحين يشارك نائب الأمين العام للحزب الأُستاذ عبد الله حسن أحمد في المؤتمر التأسيسي لجبهة الدستور الإسلامي، ويقول بملء الفم: إن الدستور الإسلامي جاء في توقيت مفصلي ليكون الدستور الدائم للبلاد دستوراً إسلامياً، ويجب المحافظة عليه... يقول الأُستاذ كمال عمر مبرراً هذا الموقف لتحالف قوى المعارضة: إن الحزب استوضح نائب الأمين العام حول مشاركته في المؤتمر وتصريحاته المؤيدة للدستور الإسلامي، وإن الأخير أكد أن مشاركته جاءت بصفته الشخصية وليست الحزبية، وأنهم في الحزب سوف يصدرون بياناً صحفياً يوضح موقفهم من مشاركة نائب الأمين العام للحزب في المؤتمر والتي جاءت بصفته الشخصية. لكن الخيبة الكبيرة لم تكن في هذا الموقف الغريب، بل كانت في عدم اقتناع تحالف قوى الإجماع الوطني بتبريرات كمال عمر، واعتبار أن ذلك يأتي في إطار المراوغة التي ظلت ديدن الحزب في القضايا المطروحة من قبل التحالف.. ويبدو أن التحالف هو الآخر لم يكتشف بعد أن الشعبي حاد عن الجادة، ولا فرق عنده الآن بين دستور علماني أو دستور يحكم بما أنزل الله عز وجل،


    ونحن هنا نوفِّر للتحالف وقته وجهده، وننصحه بأن يطمئن، فالشعبي لم يعد هو ذاك!! أسفي والله كبير لِما آل إيه الحال! لكن الذي يحدث الآن من تململ واضح أطلَّ برأسه خلال المذكرة التصحيحية شديدة اللهجة والمطلب، والتي أغضبت الشيخ الترابي، بالإضافة لثورة قطاع الطلاب بالحزب وهجومهم العنيف على الشيخ الترابي واتهامه بأنه قام بخرق اللوائح والنظم وتطويعها لتوائم مزاجه «كإعفائه لأمين قطاع الطلاب المنتخب إبراهيم الماظ وتعيين الناجي عبد الله» وكذلك «تكليف قصي عبد الله أميناً للولاية خلفاً لياسر عبد الله» وإعلانهم رفضهم للتعديلات التي طرأت على النظام الأساسي من قبل هيئة القيادة على اعتبار أن من الطبيعي أن تجاز أي تعديلات خلال المؤتمر العام للطلاب، بل وتهديدهم بنسف المؤتمر العام لقطاع الطلاب في ظل غياب الشورى وسيادة القرارات الفوقية.. كل هذا من شأنه أن يعيد الحزب إلى الجادة.


    وأخيراً أقول: يبدو أنني لم أوفَّق من قبل عندما أطلقت النداء أن يا «أعضاء الشعبي .. أحذروا كمال عمر» ويبدو كذلك أنني ظلمت الرجل لكونه لم يكن ينطق عن هوى.. وعليه ألتمس العذر كون ابن آدم خطاء وخيرهم من تاب.. وأستغفرك ربي.. وأتوب إليك.
                  

03-09-2012, 11:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    عفواً أخي أمين حسن عمر!! .
    الخميس, 08 آذار/مارس 2012 06:41

    . الطيب مصطفى
    الانتباهة



    مناصحة بليغة خصّني بها الأخ أمين حسن عمر حين انتقد حديثي عن الأخوين إدريس عبد القادر وسيد الخطيب ولا أملك إلا أن أتقبّلها بصدرٍ رحب فأمين من الذين ظللتُ أكنّ لهم مودة وتقديراً لم يبدِّله اختلاف الرأي ولذلك قد يلحظ القارئ الكريم أنني لم أحمِّله في يوم من الأيام المسؤولية عمّا جرى في نيفاشا ولم أذكر اسمه تلميحاً أو تصريحاً بالرغم من أنه شارك في تلك الاتفاقية المشؤومة التي أحمِّلها المسؤولية عمّا جرى في الساحة خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت انخراط الحركة الشعبية في السلطة بما في ذلك ما نشهده اليوم من أحداث في النيل الأزرق وجنوب كردفان وأبيي بل وما حدث ويحدث حتى اليوم في دارفور.



    الجنوب كما يعلم الجميع بمن فيهم أمين لم يكن منتصراً في الحرب ولعل توريت التي استرجعتها القوات المسلحة والمجاهدون عنوة واقتداراً عندما غدر بنا قرنق واحتلّها بينما كانت المفاوضات منعقدة تقف شاهداً على أن الشمال ما كان مضطراً البتة لتقديم تلك التنازلات الباهظة الثمن والتي كلفتنا شططاً.. تلك التنازلات التي أحالت انتصارنا في ميدان القتال إلى هزيمة منكرة في مائدة التفاوض فالجيش الشعبي الذي كان عاجزاً بالحرب عن دخول جوبا ومدن الجنوب الكبرى تمكَّن بالتفاوض من دخول الخرطوم والشمال كله بعد أن أخرج القوات المسلحة من الجنوب الذي بات مملوكاً ومحكوماً من قبل الحركة الشعبية وجيشها الشعبي وأصبح الرئيس السوداني رئيساً على الشمال فقط بلا سلطة في تعيين خفير في جنوب السودان بينما تمكّنت الحركة التي لم تكن قبل ذلك تملك شيئاً حتى في الجنوب من احتلال وحكم الجنوب ثم المشاركة في حكم الشمال وكم كان عجيباً أن تحصل الحركة الشعبية في السلطة المركزية على «28» في المائة بينما كل الأحزاب الشمالية خلا المؤتمر الوطني مُنحت نصف تلك النسبة ومُنحت الأحزاب الجنوبية الأخرى ستة في المائة علاوة على ما حصلت عليه الحركة الشعبية!! أما النيل الأزرق فقد منحت الحركة حكمها كما مُنحت منصب نائب والي جنوب كردفان مع نسبة 45 % في حكم الولايتين اللتين لاتزالان تعانيان من نيفاشا!


    لعلّ الأخ أمين يذكر كيف عانينا خلال الفترة الانتقالية من الحركة الشعبية وباقانها وعرمانها ولولا لطف الله بنا والذي اقتلع قرنق فخرّ من السماء وهوت به الريحُ في مكانٍ سحيق لكان حالنا غير الحال لكن دعوات بعض الصالحين ومجاهدات بعض من تصدَّوا للحركة وعملائها أنقذت بإرادة القوي العزيز السودان من أن تطأه خيول المغول الجدد.
    انخدعنا بوعود أمريكا وجزرتها السامّة حين وقّعنا على ذلك الاتفاق المهين ثم انخدعنا في دارفور حين وقّعنا أبوجا ثم انخدعنا في أديس حين وقّعنا الاتفاق الإطاري وانخدعنا في أبيي حين لُذنا بالخبراء الأجانب وقبلها حين خرجنا على إعلان المبادئ ومنحنا الجنوب فرصة التمدُّد في أرضنا رغم أنف حدود 1956 التي كانت هي الفاصل والخط الأحمر.
    صحيح يا أمين أن سيد وإدريس ليسا هما المسؤولان الوحيدان عما جرى في نيفاشا وما كنا سنخصّهما بالذكر لو انسحبا تواضعاً وأصرّا على الانسحاب فسيد الخطيب كان من ######## الثورة على الترابي في مذكرة العشرة بسبب انعدام الشورى وانفراد الترابي بالرأي وكان الأحرى به ــ وقد علم أن نيفاشا التي تُعتبر أخطر اتفاقية في تاريخ السودان ــ ألّا يخون المبدأ الذي قام بسببه بشق الحركة الإسلامية فهو يعلم أن نيفاشا لم تُعرض على البرلمان ولا على مجلس الوزراء ولا على المكتب القيادي ولم يُستفتَ حولها الشعب وقد استُفتي فيما هو دون ذلك.
    سيد وإدريس وصحبهما الذين واصلوا التفاوض بعد نيفاشا ولا يزالون يُمسكون بأخطر الملفات وهم حتى هذه اللحظة في أديس أبابا يتفاوضون باسم شعب وحكومة السودان.. أقول إن هؤلاء الذين ثاروا على الانفراد بالحكم كان الأولى بهم أن يقولوا «كفاية» فحواء والدة وهناك آخرون من أبناء السودان يحق لهم أن يشاركوا في صنع مستقبل السودان خاصة وأن الاتفاق الإطاري الذي رُفض ورُكل ورُمي به في مزبلة التاريخ كان جزءاً من الملف الذي لا يزالان يُمسكان بتلابيبه.
    ثورتي الأخيرة التي كتبتُ فيها ما كتبتُ يا أمين كانت ناشئة عن مفاوضات أديس أبابا التي ورد حولها كلامٌ نُشر في الصحف (أن هناك تقدماً في ملف الجنسية).. ذلك الكلام أشعل فيَّ الغضب وأشعرني بأننا مُقدمون على اتفاق إطاري آخر بل نيفاشا أخرى وهل أخطر على أمننا القومي من أن تُتاح الجنسية للقنابل الموقوتة التي تنتظر الانفجار بتنسيق تام مع من يُشعلون الحرب اليوم في جنوب كردفان والنيل الأزرق ويهدِّدون بدخول القصر الجمهوري؟!
    يا أمين عندما ذكرتُ غازي صلاح الدين ما قصدتُ إلا أنه انسحب من ملف دارفور بمجرد أن وقّع اتفاق الدوحة فقد انتهت مهمته لكن أن يكون هناك خالدون مخلّدون في كل الملفات فهذا لا يجوز خاصة من جرّبوا في تلك الملفات وكان ما حدث في الاتفاق الإطاري كافيًا لانسحابهما ولا أقصداللوم عليهما فالدولة كلها مسؤولة عن المجاملة في الشأن الوطني.. أما إرغام زيد أو عبيد على الاستمرار فهذا من مشكلات السودان الكبرى التي يتحمل المسؤولون عنها وزر التسبُّب فيها.
    لم أخوِّن أحداً البتّة ولو فعلتُ لكنتُ آثماً ولا توجد عندي مشكلة شخصية مع أيٍّ كان وبالرغم من ذلك فإني أقول إن من أخطائنا الكبرى أننا لا نحسن اختيار مفاوضينا وكما يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( إن قيمة كل امرئ ما يحسنه) فإن خالداً بن الوليد يصلح لقيادة الجيوش كما أن حساناً بن ثابت يحسن قول الشعر للذبّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يحسن قيادة الجيوش وما كان من الممكن أن يقابل صقر الحركة الشعبية باقان أموم من ليس بصقر ووالله إني لأعلم أن إدريس مثلاً شخص طيب حلو المعشر تتمنى أن يصحبك أو يجاورك لكني أعلم يقيناً أنه ليس الرجل المناسب ليقابل باقان أموم ذلك الشيطان الرجيم.
    صحيح أني استخدمتُ كلمات قاسية ربما كانت مؤلمة لأمين الذي أعلم أن علاقة قوية ربطته بسيد الخطيب وإدريس خلال سنوات نيفاشا بل قبل ذلك خاصة مع سيد الخطيب في أمريكا لكن أيُّهما أكثر إيلاماً كلماتي في حق الرجلين أم خسارة الوطن التي نشأت عن توسيد الأمر إلى غير أهله؟!
    أما «الزفرات»، أخي أمين، فما زلت أحتاج إليها وأنا أعلم أن الكتابات الملساء لا تؤثر فكما أن السيف أصدق أنباءً من الكتب فإن «الزفرات» أصدق تعبيراً من لين القول خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ السودان فالحركة لا تزال تهدِّد وتتوعَّد وعرمان وأبوعيسى لا يزالان أحياء يُرزقان وقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) لا يزال يُلحُّ عليّ أن أمسك بعنان فرسي وأحدّ من شفرة قلمي.

    ---------------

    وقيع الله حمودة شطة
    وا عجباً.. إرث الحكمة وهدى الإسلام!!: وقيع الله حمودة شطة


    الخميس, 08 آذار/مارس 2012 07:06

    .هذا العنوان ـ إرث الحكمة وهدى الإسلام كتبه المؤتمر الشعبي كشعار لمؤتمره الثالث وعلقه على لافتات القماش في مناطق شتى!! ليس من حقنا أن نعترض على كاتب أو خطاط يكتب ويرسم ألفاظًا وجملاً وشعارات فذلك من شأن حريته واختياره، والحكمة تقول لا مشاحة في الاصطلاح.


    لكن من حقنا أن نتعجب وندهش حين نجد أنه لا توجد مقارنة بين الشعار المرفوع ومضامين معانيه ودلالات ألفاظه من جهة ومواقف المؤتمر الشعبي وسلوكه السياسي والفكري ومنهجه في إدارة الأزمات والعلاقات من جهة أخرى وذلك من حيث التوافق والانسجام ويمكن أن نقول بتعبير آخر إن من سلامة الفكر والمنهج أن القول يتبعه العمل، وأن الجوارح واللسان تذعن لما في القلب.. تلك المضغة من الجسد التي لو فسدت فسد الجسد كله وفسد أيضاً عمله تبعاً له، ولو صلحت صلح سائر الفعل والسلوك والقول والمنهج.. دهشت وتفاجأت مفاجأة مدوية حين قرأت جملاً كتبها د. حسن الترابي في كتابه الحركة الإسلامية الكسب والتطور جاء في معنى حديثه: «نحمد الله أن الحركة الإسلامية نشأت في السودان في أمة أمية» أولاً هذا الكلام ليس صحيحاً على اطلاقه.. ثانياً عنصر المفاجأة أن يحمد الترابي الله على جهل الأمة وأميتها.. الأمر الذي ما قرأناه في كتاب آخر ولا قال به أحد فيما نعلم.. وما ينبغي أن يقول بذلك عاقل من سواد الناس العاديين دع عنك أن يقوله عالم.
    ثم قرأت كتاباً آخر تحت عنوان «هذه رسالتي إلى كل شيعي» لمؤلف سعودي ذكر فيها مما ذكر «أن الترابي أنكر حديث الذبابة وتلك قضية تحدث الناس عنها كثيراً وجاءت فيها ردود كثيرة وصل بعضها الى درجة تكفير الترابي وتفسيقه ووصفه بالزندقة.لكن الناس أيضاً تسمع الترابي يتحدث في أكثر من مكان في جامعة الخرطوم والقرآن الكريم وأنكر الجنة والنار والحور العين.. وأنكر أيضاً نزول عيسى عليه السلام رغم تواتر آيات القرآن والحديث النبوي في إثبات حقائق الجنة والنار والحور العين ونزول عيسى.. عليه السلام.. وهى قضايا من أصول الديانة والعقيدة ومن ثوابت الإيمان ومن المعلومات من الدين بالضرورة. والترابي أيضاً أيد ظاهرة إمامة المرأة وذلك من خلال قصة دكتورة آمنة ودود الباكستانية الأصل الأمريكية الجنسية التي أمت الناس وصلت بهم إمام الجمعة في كنيسة بالولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أذنت امرأة أيضاً تدعى سهير العقاد مصرية الجنسية.. ومما يؤيد فكرة أن الترابي يرى جواز إمامة المرأة للرجال ما قاله القيادي بالمؤتمر الشعبي في ورشة مناصرة قضايا المرأة في الدستور القادم الذي رعته جامعة الخرطوم بالتضامن مع مجلس شؤون الأحزاب والأمم المتحدة ومجموعة من اليائسات بنات سيداو وقد كتبنا عن هذا الموضوع في مقالات سابقة.. لكن الشاهد في الموضوع أن ممثل المؤتمر الشعبي في تلك الورشة قال ننقل لكم بالأحرى لكن تحيات شيخ حسن الذي يرجو ألا يموت حتى يرى المرأة ليس إماماً في الصلاة فحسب ولكن رئيساً للجمهورية أيضاً.


    وصحف أول أمس وأمس تناقلت بكثافة نبأ رفض المؤتمر الشعبي للدستور الإسلامي ورفض مبدأ أن تكون الشريعة الإسلامية هى خيار شعب السودان، وهو أمر يوضح بجلاء أن المؤتمر الشعبي بهذا الموقف الأخير قد أطلق على نفسه آخر طلقة وانتحر أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي في العالمين الإسلامي والعربي، الأمر الذي يطرح أسئلة ملحة: هل القيادات الأكاديمية والعلمية والسياسية والفكرية في المؤتمر الشعبي موافقة رأي الحزب في هذه القضايا الخطيرة أما ماذا؟

    السكوت وحده لن يعفيها من سخط الشعب والأمة والتاريخ لذلك لابد لها من مخرج واضح ومعلوم وملموس.. وهل بعد هذا كله يحق للمؤتمر الشعبي أن يدعي أنه ذو إرث وحكمة وعلى هدى من الإسلام أي إسلام هذا الذي يقوم على نقض عرى الإيمان والإسلام ويشكك الناس في سليم معتقدهم ويمسك ثوابت الأمة القيمية والثقافية والحضارية وبالأمس القريب شارك معنا في قاعة الشهيد الزبير نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عبد الله حسن أحمد وقال بالحرف الواحد عن الدستور الإسلامي هذا عمل طيب ونحن نبارك هذه الخطوة كما وقّع أمام الجميع على البيان التأسيسي لجبهة الدستور فلما خلد من الغداة الى الترابي نكص في اليوم التالي مما قاله بالأمس الأمر الذي يؤكد أن المؤتمر الشعبي بلا قيادة وبلا إرادة وبلا موقف موحد من مختلف القضايا.. هذا فضلاً عن دعمهم الواضح لإجماع قوى جوبا العميل والذي يقوده الشيوعي فاروق أبو عيسى وذلك منذ أن جلس الترابي في جلسته الشهيرة بين باقان ونقد عدوِّي الإسلام البارزَين.
    وا عجبي أي إرث وأي حكمة وأي هدى إسلامي يرفعه المؤتمر الشعبي شعاراً بعد اليوم
                  

03-11-2012, 04:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    الاخونجى محمد وقيع الله الذى اشتهر بشتم الاخرين وتمجيد اهل الانقاذ الحاكمين منهم قلب صفحته هذه المرة على وزير الداخلية ووصم النظام بالفاسد والمفسد ...شىء عجيب موش كدا
    اقراوا ما كتبه الاخوانجى المجهجه ..




    دلالات كذب وزير الداخلية السوداني! ..

    بقلم: د. محمد وقيع الله
    السبت, 10 آذار/مارس 2012 19:44


    تماما كما زار المخلوع التونسي زين العابدين بن علي ضحيته محمد البوعزيزي، قام وزير الداخلية السوداني، المدعو إبراهيم محمود حامد، بزيارة أهالي ضحية زبانيته من منسوبي جهاز الشرطة الهمجي، الذي أودى بتلك المرأة الشريفة، عوضية عجبنا، من أهالي حي الديم العريق الوادع بالخرطوم، ثم ادعى عليها دعاوى كاذبة، بقصد التشويش والتضليل والإهانة، وتبرير العدوان والقتل العمد أو شبه العمد، وتمرير خلق الغطرسة الذي يتعامل به بعض ضباط وأفراد الشرطة مع الجمهور.
    وادعى وزير الداخلية لدى مخاطبته ذوي القتيلة أنه:" مافي حد فوق القانون والناس سواسية"!!
    وهي قولة أُقسم بالله تعالى، غير كاذب، أنها قولة كاذبة.
    فقد علمتنا التجارب المتكررة على تواليها أن كثيرا من قادة الإنقاذ المتنفذين الفاسدين المفسدين هم فوق القانون.
    وأنهم لا تطالهم أحكام القانون، وأنه باستطاعتهم أن يفلتوا من أحكامه، وأنه بمكنتهم أن يعطلوا إجراءات المحاكم، ويتلاعبوا بأحكامها بما لهم من نفوذ سياسي مقيت.
    وقد علمتنا التجارب المتكررة على تواليها أن أكثر مستضعفي الشعب السوداني الصابرين هم دون القانون.
    وأنه لا يستمع إلى شكواهم أحد من المسؤولين، ولا يسعى لنصفتهم أحد منهم، وإن كان معهم الحق كل الحق ولا شيئ غير الحق.
    وقد علمتنا التجارب المتوالية أنه لا يصعب على هؤلاء القادة الإنقاذيين الفاسدين المفسدين أن يضطهدوا مواطنيهم الصابرين اضطهادا نموذجيا ممنهجا باستخدام البلاغات الكيدية ضدهم واستعداء القضاة المرتشين عليهم.
    وقد جاء في أنباء الأمس أن وزير الداخلية، المدعو إبراهيم محمود حامد، تعهد بتقديم المتورطين في حادثة قتل المواطنة عوضية إلى محاكمة عادلة!!
    وهو تعهد زائف كاذب، والوزير شخصيا هو أول من يعرف زيفه وكذبه.
    وأولى دلالات زيف وكذب الوزير أن هذا البيان لم يصدر عن مكتبه في الوقت المناسب المطلوب.
    لم يصدر هذا التصريح الوزاري الزائف الكاذب عند وقوع الحادثة البربرية الوحشية الهمجية بذلك الحي الآمن، وإنما صدر تحت الضغط القوي الصُّلب الذي مارسه المواطنون الشرفاء من أهل الحي الذين تظاهروا استنكارا لهذا الحادثة الفظيعة.
    ولست أصدر هذه الأحكام القوية ضد الشرطة ووزيرها لصلتي بحي الديم العاصمي ومعرفتي الجيدة به وبأهله وحسب، وإنما لأن لي تجربة ذات عبرة مع هذه الأجهزة المتسلطة الفاجرة.
    وقد كدت أن أقع مرة ضحية لعبث ضابط أمني خبيث فاسد، ، قام مستخدما جهاز الشرطة، فرع رئاسة مجلس الوزراء، حيث كان يعمل عميلا وبيلا وذيلا ذليلا لسيده ، للإيقاع بي, وذلك بعد أن تصديت لمواجهته بفساده الوخيم، ووبخته على جرأته ال######ة، ونددت بقيامه بتزوير مستندات ثبوتية تخصني، واستخدامه لها استخداما يعاقب عليه القانون.
    ولم يجد هذا الضابط الفاسد المفسد، المسنود بسيده ، وزمر أخرى في جهاز الأمن الشعبي والوطني، إلا أن يستخدم ضدي الشرطة الفاسدة، ثم تواقح أكثر فشتمني، ثم هددني على مرأى من الناس بأنني لن أستطيع السير في شارع الخرطوم غير محروس.
    فما كان مني إلا تناولته بصفعتين عنيفتين على خديه الأسيلين أمام الضباط وأمام الناس الذين لم يروا مشهدا مثيرا مثل ذلك من قبل!
    فمن مألوف الناس أن يروا منسوبي الشرطة وهم يعتدون على المواطنين الأبرياء، وربما كانت تلك أول حادثة في تاريخ السودان يقدم فيها مواطن عادي مثلي على صفع ضابط مجرم من ضباط جهاز الأمن والمخابرات الوطني صفعتين عنيفتين.
    وبالحق فإنه لم يكن أمامي إلا أحد خيارين اثنين: أن أكون أباعزيزي السوداني، في ذلك الوقت المبكر، فأتلقى الهوان وأحرق نفسي. أو أن أرفض هذا الهوان المهين وأحرق هذا الضابط الفاسد بصفعتين ناريتين سددتهما إلى وجهه الفَجور.
    وسريعا ما اخترت الخيار الثاني، ونفذته بأقصى ما أوتيت من القوة.
    ومن يومها ما رآني هذا الضابط الذي كان يستأسد ويرغي ويزبد، مستخدما سلطتة الرسمية التي يسترجل بها، إلا وتفادى النظر إلي، وطأطا رأسه، وأطرق إلى الأرض، و(دَنقِر) في هوان!
    وبالطبع فلست أدعو أحدا إلى أن يعتدي على أفراد الشرطة ولا على ضباط جهاز الأمن الوطني، ولكن أدعو الحكومة بقوة وحزم لكي تحكم قبضتها على منسوبيها السفهاء المعتدين في جهازي الشرطة والأمن.
    وذلك حتى لا يستمرئ هؤلاء السفهاء الأغبياء الاعتداء على الناس فيثور الناس في وجههم وفي وجه النظام العام.
    وقديما قال الشاعر:
    أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ إني أخافُ عليكمُ أنْ أَغضبا!














                  

03-11-2012, 04:37 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..+2012 (Re: الكيك)

    أمين حسن عمر.. وصكوك الغفران والحرمان .
    الأحد, 11 آذار/مارس 2012 06:48


    سعد احمد سعد
    الانتباهة

    أنا في حيرة من أمري!! وأرجو من الإخوة الكرام في قيادة المؤتمر الوطني المحاولة الجادة لإخراجي من هذه الحيرة.. وأقصد الإخوة القيادات التاريخية التي لا يتنازع حولها أحد.. سواءً كانوا في دست الحكم أو في إحدى منصات القيادة.. ما هو بالله عليكم مآل الفكر والثقافة في ضوء الأفكار التي أخذ أمين حسن عمر يبثها منذ اختياره أميناً للثقافة والفكر.. بعد القول الأبلج والخطاب الواضح الذي وجهه إليه الأخ إبراهيم أحمد عمر؟
    زيادة على أن أمين الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني جعل يوزع صكوك الغفران والحرمان على قيادات حركية سبقته في الانتماء.. وسبقته في الأداء فقد أصبح مفتياً في العلاقة التي تربط الحركة بالمؤتمر وأصبح أمين حسن عمر يفتي في مصائر أعضاء في الحركة الإسلامية قضوا فيها عمرهم الدعوي كله.. ولم تتقاسمه مع الحركة الإسلامية نزعات ولا تنظيمات أخرى..
    إن من المؤسف جداً ألا يحسن أمين الفكر والثقافة في المؤتمر الوطني أن يحلّل أوضاع وعلاقات الحركة بالمؤتمر الوطني ويدرك أن الذي يجري الآن هو نتيجة «الكتاحة» أو «الكنداكة» الترابية ولا أقول العاصفة ظهرت في سماء الحركة الإسلامية في نهايات القرن الميلادي الماضي.. وان اعتزال بعض الإخوان وصعود نجم البعض الآخر جاء نتيجة لهذه الكتاحة التي كان من آثارها أن ابتعد كثيرون منهم جعفر شيخ إدريس والطيب زين العابدين وصادق عبد الله عبد الماجد وأخيراً وليس آخراً الطيب مصطفى.
    ولا أدري ما الذي يعطي أمين حسن عمر الحق في الحجر على د. الطيب زين العابدين ويمنعه من الكلام عن الحركة الإسلامية لأنه غادرها؟
    ولو تغاضينا عن حديثه عن الأفندي ـ وهو مخطئ فيه لا شك.. لأنه يجهل ما إذا كان الافندي قد انتمى في يوم الأيام إلى الحركة الإسلامية.. فنريد أن نسأله سؤالاً: هل يحق للأخ صادق عبد الله عبد الماجد أو جعفر شيخ إدريس أو يس عمر الإمام أن يتكلموا عن الحركة الإسلامية وينقدوها وينقدوا أداءها ويستدركوا على قياداتها التاريخية والطارئة.
    وسؤال آخر لأمين الفكر والثقافة: هل يحق لي أن أتكلم عن الحزب الشيوعي وأنقد أداء الحزب وأداء قياداته.. مع العلم بأنني لم أكن عضواً فيه في يوم من الأيام؟ وهل يحق لأمين الفكر والثقافة أن يتكلم أو يتعرض للشيوعية والوجودية وتنظيماتها أم لا يحق له حسب الميزان الجديد الذي حمله أمين؟
    وإذا لم يكن له الحق على ذات النسق وحتى يكون متوافقاً مع نفسه.. فماذا جاء يفعل في أمانة الفكر والثقافة..
    إن أمين الفكر والثقافة يرفض رفضاً قاطعاً مجرد التفكير في إحياء الحركة الإسلامية «أقصد التنظيم لا الفكرة» في ضوء وجود المؤتمر الوطني..
    إن أمين حسن عمر يجعل دعوة النصارى وغير المسلمين للانضمام للتنظيم السياسي هي الأصل وليس الانضمام للأمة المسلمة ولا اعتناق الإسلام.
    لذلك يرى أمين الفكر والثقافة أن المنطقي وأن المصداقية تكون في استبدال المؤتمر الوطني بالحركة الإسلامية..
    إن لأمين الفكر والثقافة شنشنة علمانية لعلها هي التي أهّلته لأن يكون أميناً للثقافة والفكر لأكبر تنظيم سياسي في البلاد لأن مصطلحات الديمقراطية والمواطنة ومصطلحات أخرى أصبحت فيروسات ضربت الفكر الدعوي عند كثير من القيادات السياسية في النظام وفي التنظيم..
    وهذه الشنشنة أو هذا الفيروس جعلت أشخاصاً مثل أمين حسن عمر رغم بعده الدستوري يشارك في لقاءات تمولها الأمم المتحدة تحارب بها سنة الختان وله مواقف وآراء لا يخفيها في مناصرة جماعة «الختان بجميع أشكاله».
    إن مقتضى الكلام الذي صدر من أمين حسن عمر وهو أمين الفكر والثقافة يقود إلى أن المؤتمر الوطني الآن هو تنظيم علماني كامل الدسم لأن الوافدين من خارج الملة ينضوون تحت رايته بلا حرج ولا مضايقات ولا تقدم لهم الدعوة.
    مع أن المفهوم أن المؤتمر الوطني أريد به أن يكون قنطرة وجسر تواصل بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، أما حكاية النصارى والتوالي والمواطنة والديمقراطية فهي بعض آثار الكتاحة الترابية.. وليس هناك في ملة الإسلام ما يبيح بأي قدر من الولاء بين المسلم وغير المسلم مع أن الباب مفتوح على مصراعيه بينهما لما شاءا من البر والقسط والود بنصوص قرآنية محكمة؟!
    إن كثيرين جداً غير الطيب مصطفى وغير الطيب زين العابدين وغير شخصي الضعيف وغير آخرين من الذين غادروا بسبب أشخاص مثل أمين حسن عمر ومن الذين فضلوا مصطلح «الرف» أو الاستيداع الاختياري ـ كل هؤلاء أوثق صلة وأقرب إلى وجدان عضوية الحركة الإسلامية من أمين حسن عمر.. ولا أظنني مغالياً ولا متبجحاً ولامتأليًا على أحد إذا قلت إنني شخصياً أكثر علمًا وأكثر دراية بأشواق عضوية الحركة الإسلامية ورؤيتها للمؤتمر الوطني وعلاقته بالحركة والإنقاذ من أمين الفكر والثقافة.. والله المستعان..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de