الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2009, 01:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    التاريخ: الأربعاء 2 ديسمبر 2009م، 15 ذو الحجة 1430هـ


    خسائر مباراة مصر والجزائر في طريقها للرئاسة

    الخرطوم: يحيى كشه

    كشفت مصادر مطلعة بإدارة مطار الخرطوم عن توجيهٍ صادرٍ من وزارة الشباب والرياضة الاكتفاء برفع تقرير متكامل عن الخسائر التي حدثت بالمطار في أعقاب تداعيات مباراة مصر والجزائر للرئاسة.
    وقلّل الفريق يوسف إبراهيم مدير الإدارة العامة بمطار الخرطوم لـ «الرأي العام» أمس من الخسائر، وقال إن التقديرات التي رفعتها اللجنة المختصة بالحصر لا تتعدى مئات الآلاف، وزاد: التقديرات في حدود الممكن، وكشف عن عرض من الحكومة الجزائرية بصيانة ما تم إتلافه بالمطار من قبل مُشجعي الجزائر، وتابع: رفضنا الأمر باعتباره مسؤولية الحكومة السودانية، وأكد إبراهيم رفع التقرير الى هيئة الطيران المدني توطئةً لرفعه إلى رئاسة الجمهورية في الأيام القليلة المقبلة.
    إلى ذلك قال مسؤول ليبي إنّ الزعيم معمر القذافي الرئيس الليبي يسعى لإقناع مبارك ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعقد اجتماع غير رسمي وسري في العاصمة الليبية طرابلس لتصفية هذه الخلافات.
    وكشف المسؤول الليبي النقاب عن أن القذافي لم يتوقّف عن مساعيه في هذا الصدد، على الرغم من أنه تلقى ما وصفه بموافقات مبدئية غير مشجعة عَلَى عقد اللقاء، لكن بعد بضعة أسابيع، كشف مصدر دبلوماسي جزائري لـ «الدستور» النقاب عن أنّ عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري أعطى تعليمات مُشدّدة إلى جميع وسائل الإعلام الرسمية التي تهيمن عليها حكومته، بعدم شن أية حملات هجوم أو انتقادات ضد مصر على خلفية التوتر الراهن في العلاقات الثنائية عقب مباراة كرة القدم التي جمعت منتخبي مصر والجزائر بالسودان أخيراً.
    وقال المصدر الجزائري إن بوتفليقة شَدّد على عدم دخول وسائل الإعلام الرسمية في أية حملات إعلامية مُوجّهة ضد مصر. وأضاف المصدر: «كل وسائل الإعلام الرسمية لم تدخل المعركة الإعلامية ضد مصر، لا التلفزيون بقنواته الثلاث ولا الراديو ولا الصحف الرسمية». ولفت المصدر إلى أن الحملة الإعلامية الراهنة بين مصر والجزائر تشارك فيها جميع وسائل الإعلام المصرية المسموعة والمكتوبة والمرئية، بينما في الجزائر هناك صحف خاصة متورطة في هذه الحملة، مؤكداً أنّ هذه الصحف لا تعبِّر عن الموقف الرسمي للرئيس بوتفليقة أو الحكومة الجزائرية. من جهته رفض عبد القادر حجار سفير الجزائر في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، التعقيب على تصريحات أحمد أبو الغيط - وزير الخارجية المصري - التي أعلن فيها أن مصر تسعى للتهدئة مع الجزائر، لافتاً إلى أن عدة أطراف عربية من بينها ليبيا والسودان تَسعى للوساطة بين البلدين واحتواء الأزمة. وأضاف: «الهدف المصري هو التهدئة والتبريد واستعادة وضع الهدوء».

    الرى العام
                  

12-02-2009, 02:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    العرب ومصر‏..‏ المسكوت عنه‏!‏ ...
    بقلم: د‏.‏ مصطفي الفقي
    الأربعاء, 02 ديسمبر 2009 11:36



    لقد عشت سنوات عمري مؤمنا بالقومية العربية منحازا للفكر العروبي انطلاقا من الحقبة الناصرية‏,‏ التي تربيت فيها ـ انا ومعظم ابناء جيلي ـ حين كان العرب يتحدثون صباح مساء عن الشقيقة الكبري والدولة القاعدة و مصر ام العرب ثم جاء علي المنطقة حين من الدهر تبدلت فيه الخريطة السياسية واختلفت موازين القوي‏,‏ وافرزت بورصة الدول مؤشرات جديدة للصعود والهبوط حتي تحامل الكثيرون علي مصر‏,‏ واصبحنا امام حالة من الجحود احيانا والتطاول احيانا أخري‏,‏ ومع ذلك بقينا وسوف نبقي قابضين علي مشاعرنا القومية متحملين مسئوليتنا العربية لاننا نؤمن بأن عروبتنا ليست رداء نرتديه حين نريد ويخلعه عنا من يشاء‏,‏ بل سوف نردد دائما المقولة الشهيرة ان عروبة مصر قدر ومصير وحياة وقد حان وقت المراجعة‏,‏ فأنا ممن يظنون ان الامم لاتعيش علي تاريخها‏,‏ ولاتقتات بشعاراتها‏,‏ فالمفهوم المعاصر للقومية يؤكد انها ظاهرة ثقافية بالدرجة الأولي‏,‏ إلا انها تقوم علي شبكة من المصالح المشتركة والغايات الواحدة‏,‏ وسوف اتطرق في السطور التالية إلي المسكوت عنه في علاقات مصر العربية‏,‏ فليست الصورة كما تبدو في الظاهر عاطفية وردية بل إن وراء الكواليس ـ في العقود الأخيرة ـ ما يشير إلي تهاوي الصدق القومي واحترام هيبة الدولة النموذج التي علمت وطببت وبنت في مختلف الاقطار العربية‏,‏ انني اقول صراحة ـ ومن منطلق الحرص الشديد علي الهوية العربية لمصر ـ اننا امام وضع ملتبس وصورة مقلقة‏,‏ وانا لا اعتمد في ذلك علي تداعيات مباراة في كرة القدم بين مصر ودولة عربية أخري‏,‏ إلا انني اراها مظاهر كاشفة وليس امورا منشئة‏,‏ فالقضية تتجاوز ذلك كله‏,‏ ولعلي اطرح ابرز عناصرها من خلال الملاحظات الاتية‏:‏

    أولا‏:‏ انني اظن ـ وليس كل الظن اثما ـ ان هناك نوعا من الغيرة المكتومة لدي بعض الاشقاء تجاه الشقيقة الكبري التي حملت شعلة التنوير لاكثر من قرنين من الزمان‏,‏ انها مصر بلد الأهرام والنيل والتي جري ذكرها في الكتب السماوية الثلاثة‏,‏ حتي افاض القرآن الكريم في الحديث عنها عدة مرات‏,‏ انها التي اشتقت منها كلمة الدول الامصار‏,‏ وعن طريقها عرف الآخرون النقود المصاري‏,‏ وهي بلد الفكر والادب والثقافة‏,‏ بلد حملة بونابرت التي ادت إلي الصحوة ثم دولة محمد علي التي استقلت عن السلطان العثماني عندما دكت سنابك خيول جيوشها هضبة الاناضول والشام والجزيرة العربية وشرق افريقيا وامتدت دولتها من منابع النيل جنوبا إلي حدود اليونان شمالا إنها ليست دولة محمد علي التوسعية‏,‏ فقط ولكنها ايضا دولة عبد الناصر القومية بعد الحرب العالمية الثانية‏,‏ انها مصر التي حاربت الجماعات الهمجية وانتصرت علي الهكسوس والمغول والفرنجة‏,‏ انها مصر ملتقي الثقافات وبوتقة الحضارات التي جاءتها جائزة نوبل تتهادي اربع مرات‏,‏ مصر التي بنت الاوبرا مرتين‏,,‏ وحفرت مترو الانفاق لأول مرة في الشرق الأوسط‏,‏ انها مصر قناة السويس والسد العالي‏.‏ انها مصر النضال المسلح ضد الغزو الصهيوني علي امتداد عدة عقود‏,‏ انها كذلك تلك الدولة الفريدة فعندما يطلب المجتمع الدولي امينا عاما للامم المتحدة من افريقيا يكون مصريا‏,‏ كما ان عاصمتها هي مقر الجامعة العربية بامينها العام المصري ـ وحين نقلوها إلي تونس كان امينها العام تونسيا ايضا ـ فمصر لاتفتئت ولاتستحوذ ولاتغتصب ولكنها تدرك حجمها وتعرف تاريخها‏.‏ نعم‏..‏ ان مصر تئن تحت وطأة المطالب اليومية لأكثر من ثمانين مليونا من البشر ولكنها شامخة لم تركع وشعبها متحضر ولايخنع‏,‏ لذلك من الطبيعي ان يقلق بعض الاشقاء خصوصا اولئك الذين غابوا عن الخريطة السياسية لعدة قرون‏,‏ او الذين حاولوا شراء الماضي بأموال الحاضر والاستعداد للمستقبل بمخزون من الاحقاد والنزعات القطرية والتطلعات الوهمية‏,‏ انهم يرون مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ مصريا يشغل واحدة من اهم الوظائف الدولية وادقها‏,‏ كما ان رئيس اتحاد البرلمان الدولي كان مصريا هو الآخر وبدلا من ان يسعد بعضهم ذلك الدور الفاعل للشقيقة الكبري‏,,‏ انصرفوا للحرب الإعلامية وخلطوا بين عدائهم للسياسة والحكم في مصر وبين كراهيتهم الكامنة لمصر الدولة والكيان والحضارة‏!‏ ولقد قرأت مؤخرا احصائية تقول ان نسبة من يشاهدون الآثار الفرعونية من السياح العرب لاتزيد علي عشرة في المائة‏,‏ بينما تصل نفس النسبة بالنسبة للسائح الاجنبي في مصر إلي مايقرب من مائة في المائة‏.‏

    ثانيا‏:‏ ان المزاج الوطني لبعض الدول يدعو إلي القلق والحيرة‏,‏ فالخشونة والعنف إلي جانب درجة عالية من الشيفونية العمياء تعكس كلها شعورا بالنقص‏,‏ وتعبر عن اختناق تاريخي وعقد شعوبية سوف تظل تطارد اصحابها إلي يوم الدين‏,‏ وعندما يتعاملون مع مصر تطفو علي السطح غيرة قومية كامنة وشعور بالتضاؤل في مواجهة بلد اشتغل عبر تاريخه كله بصناعة الحضارات ونشر الضياء وتقديم العطاء لكل من لجأ إليها أو لاذ بها‏.‏

    ثالثا‏:‏ ان مسألة الهوية في بعض الاقطار العربية مازالت تتأرجح‏,‏ فالعروبة والإسلام في جانب والمؤثرات الأوروبية في جانب آخر‏,,‏ وعندما يعاني شعب ما عدم قدرته علي صياغة هويته تبدو مواقفه السياسة وتصرفاته الاقليمية نتيجة طبيعية‏,‏ لذلك فهي غالبا ما تتسم بالعصبية والحدة والخشونة وافتقاد الحس الحضاري‏,‏ ولعل ذلك يفسر إلي حد كبير الأعمال غير المبررة ومخزون العداء والكراهية الذي تتجه به بعض الشعوب العربية نحو الاشقاء والجيران بل وفي المحافل الدولية والمنتديات الاقليمية‏.‏

    رابعا‏:‏ ان مصر برغم كل ما واجهته في تاريخها الطويل وما تعانيه في حاضرها وربما مستقبلها ايضا ـ هي بلد كبير ليس بمعني الحجم السكاني ولا المساحة الجغرافية‏,‏ ولكن بمنطق النضوج الانساني والعمق الحضاري‏,‏ لذلك يستمريء البعض التهكم عليها والتطاول علي مقامها ادراكا منهم بأن ردود فعلها عاقلة متزنة‏,‏ فهي لا ترفع السيوف في مباراة لكرة القدم‏,‏ ولاتقذف كرات النار علي منازل اشقاء يقيمون فيها‏,‏ ان مصر اختزنت عبر تاريخها العريق تجارب الانسان كلها وعبرت مراحل المراهقة السياسية والاضطراب الفكري‏.‏

    خامسا‏:‏ إنني ضد التعميم‏,‏ فهناك أقطار عربية كثيرة تحفظ الود لمصر وتذكر لها الفضل وتعي مسيرة التاريخ المشترك‏,‏ ويكفي ان نتذكر ان الاشقاء السوريين قد استقبلوا بحفاوة بالغة ذات يوم في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ـ برغم القطيعة الدبلوماسية ـ الفرق الرياضية المصرية في دورة البحر الأبيض المتوسط بمدينة اللاذقية‏,‏ حيث فوجيء العالم كله بالشعب السوري الشقيق يشجع الفريق المصري بشكل غير مسبوق واحيانا ضد فريقه الوطني ذاته‏,‏ ولذلك فإنني ارفض التعميم بكل انواعه‏,‏ وفي الجزائر الشقيق ايضا ملايين يحبون مصر ويذكرون تاريخها باحترام وتجمعهم بها ثقافة احمد شوقي وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب‏,‏ فالتصرفات غير المسئولة عن جماعة معينة ليست بالضرورة تعبيرا مطلقاعن مشاعر شعب بأكمله‏,‏ وان كنت لا انكر ان الجزائر الرسمية لاتتعامل معنا بالود القومي المنتظر والشعور العربي المطلوب خصوصا في بعض المحافل الدولية‏,‏ حيث ينظرون إلينا نظرة تنافسية وليست نظرة تكاملية‏,‏ مع ان صوت التاريخ المشترك يقول بغير ذلك‏.‏

    انني اريد ان اقول عن احداث وتداعيات مباراة كرة القدم الشهيرة بين مصر والجزائر انها لاتوجد وضعا جديدا‏,‏ ولكنها تكشف عن مشاعر كامنة تحتاج إلي معالجة عاقلة‏,‏ خصوصا ان مصر لديها من الادوات والوسائل ما يضع الأمور في نصابها‏,‏ وواهم من يتصور ان مصر ـ بصبرها وتعقلها ـ عاجزة عن اتخاذ مواقف يشعر بها الجميع ويرتدع بها البعض‏,‏ فلكل بلد مشكلات دولية واقليمية‏,‏ ومصر كيان دولي مسموع يستطيع ان يجرح إذا اراد‏,‏ وان يصيب اذا غضب‏,‏ ولكن العروبة والإسلام وشراكة القارة الواحدة تمنع مصر من الغلواء‏,‏ وتنتزع من قلبها روح العداء ونوازع الحقد‏,‏ انني ادعو الاشقاء العرب في المشرق والمغرب إلي وقفة موضوعية مع مصر يعيدون فيها قراءة التاريخ ويراجعون معها معاناة الكنانة لكي يدركوا ان الشعب العربي في مصر قد امتص في وجدانه كل الحضارات التي عبرت فوق أرضه من الفرعونية إلي العربية الإسلامية‏,‏ مرورا بالحقبة المسيحية‏,‏ وكلها رقائق حضارية نعتز بها ونفاخر‏,‏ ولم يهم مصر كثيرا ان تصل إلي كأس العالم في كرة القدم‏,‏ فذلك حلم فقط للوافدين الجدد علي المجتمع الدولي والذين يسعون إلي اثبات الوجود وتضخيم الذات وحل العقد التاريخية المركبة‏,‏ ولحسن الحظ فان الجسد العربي ـ في مجمله ـ معافي‏,‏ ولقد رأينا كيف استهجنت شعوب الامة جميع التصرفات البذيئة والمواقف غير المسئولة تجاه مصر المحروسة ام الدنيا التي رفعت دائما اعلام التسامح عبر تاريخها الطويل‏.‏

    جريدة الاهرام 1/12/2009
                  

12-02-2009, 02:15 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    العلاقات المصرية – السودانية: - الواقع والمستقبل ..

    بقلم: د. حيدر ابراهيم علي
    الأربعاء, 02 ديسمبر 2009 10:44







    تعتبر العلاقات المصري – السودانية، رغم مظاهرها الخارجية، من أكثر علاقات الدول المجاورة تعقيدا. اذ من المعتاد أن تتميز علاقات الدول المتجاورة بقدر من التعقيد.ولكن ما يميز علاقات مصر والسودان من مشكلات،يجعل الامر يحتاج الي كثير من التأمل والتحليل والي احكام وتقديرات جديدة باستمرار.فهذه العلاقات مثقلة بعبء تاريخ ليس كله ايجابيا مما انتج عقدا تاريخية يفضل الجانب المصري تسميتها: حساسيات. وعجز المصريون والسودانيون عن التعامل مع تاريخهم المشترك كمصدر فقط للدروس والعبر الماضية والمفيدة في تشكيل مستقبل أفضل.فالجانبان يصران علي حمل اخطاء التاريخ علي ظهورهم،واستدعائها في التعامل مع الحاضر وتحديد المستقبل.لذلك،اتسمت العلاقات بالهشاشة ولا تصمد امام أي اختلالات تصادف المسيرة المشتركة بين البلدين.إذ يمكن لحدث شديد التفاهة ،ان يترك آثارا خطيرة في العلاقات.وهذا يعني ان النتيجة ليست محصلة السبب المباشر،ولكن التاريخ والعقد الماضية هي التي تحدد النتيجة.

    هذا الواقع هو ما يمكن أن يفسر الاصرارعلي زج السودان في "معركة الجزائر – مصر" الاخيرة.

    بل وجعل منه بعض الاعلاميين والمسؤولين المتهم الاول،وتعرض السودان من قبلهم الي هجوم يفوق كثيرا ما كان يجب أن يوجه الي المتهم الأصل.وهذا ما اغضب السودانيين حقيقة،خاصة وقد بذلوا جهدا فوق طاقتهم المنهكة لابداء مظاهر الكرم والاحترام والتقدير لاشقائهم المصريين،فغضبوا لظلم ذوي القربي.وكان الموقف مرشحا لتدهور سريع وخطير،لولا تدخل حكيم من الحكومة وبعض العقلاء من الساسة والاعلاميين.فقد ردد اغلب السودانيين:نحن دائما الحيطة القصيرة للمصريين!وهذا تعبير شعبي بسيط للغاية،ولكنه ملئ بكل مشاعر الغبن والاحساس بعدم الاحترام والمكانة الدونية التي يحتلها السوداني عند كثير من المصريين.فمن المعلوم أن القنوات الفضائية المصرية ذات انتشار ونفوذ قويين في الظروف العادية ،فما بالك في وقت ما سمي ب"موقعة" أو "معركة" الخرطوم.ففي قمة التوتر والغضب،يطل من أهم القنوات ابراهيم حجازي وعمرو اديب ل "يفرشوا الملاية " للسودانيين،فالمسألة لم تكن رسالة اعلامية.ففي احدي الاتصالات يقول أحد المشاهدين – جامعا بين الجزائريين والسودانيين – نحن علمناهم الحرف اللي بشتمونا بيه! ويقاطعه مقدم البرنامج:-انت كده جبتها من الآخر!لا يسمح المجال لتعداد المضامين المسئية والتحقيرية في هذه البرامج،ولكنني اخترت التعليق السابق لأنه يساعدني في فهم ظاهرة هامة تسود العلاقات المصرية – السودانية.

    واجهت كثيرا سؤالا هاما من الزملاء المصريين:- لماذا يكرهنا السودانيون بل أغلب العرب مع أننا قدمنا لهم الكثير؟ أولا أعيب علي السؤال التعميم المخل والضار،فهناك الكثيرون العاشقون المتيمون بمصر، خاصة بين النخب، بصورة لا تقل عن حبهم لاوطانهم.ولكن هذا السؤال، يحمل في ثناياه الجواب،إذ يوحي بالامتنان واشعار الطرف الآخر بأنه مدين لكم بالكثير. فالسوداني ليس جحودا،ولكنه اتركوه يشكركم بنفسه لانه يتضايق من اشعاره بالامتنان وأن هناك يد عليا واخري سفلي.فاغلب المصريين يفسدون عطاءهم الكريم بالحديث عنه،خاصة لدي الازمات بقصد افحام الآخرين.وهكذا يذرون ما قدموه للريح،وقد يصل الطرف الآخر درجة المكابرة والنكران لمواجهة احراج الامتنان.وهنا لابد من جملة اعتراضية ضرورية،اذ قد لا يعرف البعض،أن التعليم في السودان أسسه البريطانيون وجاءت البعثات التعليمية المصرية متأخرة ومكملة.كما احب التنويه الي أنه لا يوجد ضمن افضل 500 جامعة في العالم أي جامعة مصرية ولا سودانية ولا جزائرية ولا عربية.لذلك اتمني أن يستخدم معيار التفاخر ببسط التعليم لدي بقية العرب بحذر.ولاسباب تاريخية وواقعية علي الاخوة المصريين التقليل أو اسقاط شعور الامتنان كسلاح في سجالاتهم العربية وبالذات السودانية.فالامتنان يفترض الا يوجد بين الاشقاء الحقيقيين لأن الواجب يقتضي الأخذ بيد الشقيق.هذا عامل نفسي – اجتماعي حاسم في تحديد العلاقات الصحية،وأخشي أن يكون الامتنان هو سبب كل الخسارات المصرية في السودان والعالم العربي.

    هذا عن التاريخ،فماذا عن المستقبل؟هناك مصالح مشتركة عديدة تحكم العلاقات ولابد من ادراكها جيدا وتوظيفها من أجل خير البلدين.وقد وقّع البلدان اتفاقية الحريات الاربع،وبدأ السودان من جانبه في تنفيذها ومازالت مصر لم تفعل.ولكن المهم في الاتفاقية انها تسهل حرية حركة الناس ورؤوس الاموال والخبرات بين البلدين.وهذه مسألة حساسة لانها تتيح الفرصة لاحتكاك مباشر بين الشعبين.وهنا تتكون الصور المتبادلة للمصري أو السوداني لدي كل طرف.وهذا الاحتكاك سلاح ذو حدّين إما تقديم صورة ايجابية تحقق التقارب والمودة والتكامل،أو صورة سلبية تولد الكراهية والتنافر.فقد لاحظت تدفق المصريين علي السودان،ولكنها هجرة يبدو أنها عشوائية وبعيدة عن تخطيط الدولة.لذلك،فهي تحمل في احشائها الكثير من المشكلات والالغام.فالسودان في حاجة حقيقية لخبراء في الزراعة والري ،ولمهندسين في للطرق والجسور.ولكن أغلب المهاجرين الحاليين من العمالة غير الماهرة والباعة المتجولين،وبالمناسبة اصبحت بعض الاماكن وكأنها العتبة أو وكالة البلح.ومن المناظر التي أصبحت عادية أن تجد عربات نصف نقل تقف امام مكاتب الحكومة عليها باعة مصريون يبيعون للموظفات –وبالتقسيط – الاقمشة والاواني المنزلية.وهذه مباراة يومية اخشن من مباراة الجزائر،يتم فيها تبادل الشتائم والعنف.وهذا نموذج للصور المتبادلة التي سوف تقرر مستقبل العلاقات بين البلدين.في الماضي جاء الي السودان اساتذة وخبراء عظام مازلنا نذكرهم بالخير والعرفان.فلايعقل أن تأتي الينا بعد هذه العقود الطويلة والتي توترت خلالها العلاقات المصرية،فئات اجتماعية امية وشبه امية.وبالفعل كثيرا ما يجلس قربي في الطائرة عمال يطلبون مني أن املأ لهم اوراق ذات صلة بالسفر.فمثل هذه الهجرة ضارة وعديمة الجدوي لنا ولمصر لانها لاتضيف شيئا وغير مجدية اقتصاديا.صحيح هناك بعض المستثمرين،وان كان أغلبهم في مجال الاكل والاستهلاك،ولكننا في حاجة لاستثمار الهجرة لتقوية الروابط والارتقاء بها وتمتينها.وهذا يعني أن تقدم مصر أفضل ما لديها من البشر لكي تجتذب عقول وقلوب السودانيين كما كان الحال في فترات سابقة من التاريخ.

    هذه دعوة لنقاش صريح يقوم علي النقد والنقد الذاتي والذي نخشاه ونتجنبه كثيرا بسبب الثقافة السائدة. فالعلاقات السودانية - المصرية في مفترق طرق ،والسودان في لحظات تاريخية حاسمة تقرر مصير وجوده كدولة موحدة مما سيؤثر علي مجمل الامن القومي المصري،وليس الماء فقط كما يختزل البعض العلاقة.
                  

12-02-2009, 02:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    الأربعاء 2 ديسمبر 2009م، 15 ذو الحجة 1430هـ العدد 5905


    على خلفية «داحس والغبراء الكروية».. بسط الحريات «المنضبطة» هو الحل
    عبد الفتاح عبدالله



    كانت للرياضة- بانواعها المختلفة - رسالة سامية قبل ان تتحول الى «البورصات» .. كانت هي العقل السليم في الجسم السليم - «كانت هي علموا ابناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل».. يجب استيعاب هذا الحديث الشريف والتوجيه النبوى التربوي والتأمل فيه بكلياته، فهو يحمل الرياضة بمفهومها السامي ويعطى مؤشرات عامة التى تأتي في اطارها كرة القدم، التنس، القولف وكل ما يستجد من ضروب الرياضة .. ولكن وللاسف فقد تحولت الرياضة الى مادة «وبس» على نطاق العالم ونحن كجزء منه نتأثر بما يستجد، بمعنى لا يمكن ان نطالب لاعبي هذا الزمان بان يمارسوا الرياضة بسلوب صديق منزول وبرعي احمد البشير وعمر عثمان ويوسف مرحوم وابراهيم كبير ود الزبير وجكسا الى آخر العقد الفريد في مضمار كرة القدم مثلا، وكنتيجة طبيعية حين تحولت الرياضة الى «البورصة» جاءت مدخلات ومخرجات غياب القيم وطغيان الماديات، ومع اهمية وضرورة خلق التوازن بين القيم والماديات لأن المادة قوة طاغية في غياب الوازع القيمي والقانون الفعال للمحاسبة والمراقبة... تحولت الرياضة الى باب من ابواب الكسب عبر كل المجالات .. ادارة، تدريب، اعلام، الخ .. رأيت ان اشارك في ما دار ويدور في الساحة الرياضية على خلفية الاحداث التي صاحبت «مباراة «كورة» بين مصر والجزائر..


    واحدة من مئات المباريات التى تقام فى اليوم الواحد فى دنيانا هذه وكادت ان لم تكن حدثت بظهور هذا المقال، ان تصل الى حرب دولية، وكما قال احد المعلقين لولا الفاصل الجغرافي لقامت حرب بين مصر والجزائر، وبما ان الاعلام في مصر والجزائر والسودان «الذي القى بنفسه في معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل» قد قام بما فيه الكفاية من تحويل المباراة من الميدان ... الى القنوات الفضائية ووزارات الخارجية وحتى على مستوى الرؤساء، فقد رأيت ان احصر مداخلتي في نقطتين اولاهما هى كيف نتعامل نحن بصفتنا سودانيين مع ضيوفنا الذين يأتون بمبادرة منا في بعض الاحيان، وبفرض الواقع في اغلب الاحيان، والنقطة الثانية هي لماذا هذه المبالغة في التعامل مع المنافسة الرياضية في العالم العربي بشكل عام وبشكل خاص بين دولتين تعلمنا منهما فى فجر شبابنا معنى التضامن العربى والنضال من اجل الحرية و.. و .. الى آخر المواقف النبيلة...


    من جمال الى جميلة عباس فرحات والحكومة المؤقتة فى القاهرة وارض المليون شهيد.. حتى وصلنا الى هذا الذى أسماه الاعلام الاسرائيلى «بالصراع الأحمق»، وخاطبت اسرائيل العالم بأن «هؤلاء هم العرب الذين تطالبوننا بالتفاوض معهم» كما انها طالبت الدولتين بضبط النفس ..!!!! «علامات التعجب من عندى».. بالنسبة للنقطة الاولى فلا أجد سببا واحدا مقنعا لدخولنا كبلد في «هذه الشغلانة» ويقال اننا تغاضينا طوعا عن الاجراءات المتبعة فى الدخول الى والمغادرة من البلد ..


    واصبحنا طرفا في الهجوم المتبادل بين الطرفين حتى وصل الامر الى نكران التنظيم المتقن قبل واثناء وبعد المباراة من قبل الاجهزة الامنية من بعض ضاربى طبول الحرب، وامامكم تقرير مندوبى الفيفا، وسمعنا احاديث وتعديات لا تليق بهذا الوطن الذي اراد ان يقوم بواجب «اختيارى» فتحولنا في نظر البعض خاصة في اعلام الشقيقة مصر الى بلد يغيب فيه القانون، حيث تباع وتشترى الاسلحة «سكاكين وسيوف وكل انواع السلاح» في الشوارع.. ما احنا بلد يدخل المسافر والواصل الى المطار «بالشبابيك» ويصل الى مهابط اقلاع الطائرات- «انا دخلت المطار وكسرت الشباك وواقف كده جات طيارة ووقفت جنبي لقيت الاساتذة ..... و..... وقالوا تعال يا محمد اركب واخدوني معاهم»،


    وكثير من مثل هذا اللا معقول الذى بثته الفضائيات.. والحقيقة ان المسؤولين استطاعوا بسط الامن وتنظيم كل ما يتعلق بالمباراة من الناحية الامنية على أعلى درجات المسؤولية داخل الاستاد وخارجه كما يعلم الجميع.. ولكنى هنا عاجز عن فهم ما يقال عن دخول وخروج ضيوفنا عبر المطار من غير الاجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، وارجو ان يكون هذا ضمن سيول الاحاديث والمبالغات التى ملأت الساحة، والا فالمساءلة مطلوبة هنا «بالذات».. المهم هناك اخطاء حدثت من كل الاطراف، وكان الاجدر بالطرفين ان يصفيا حساباتهم هناك في القاهرة والجزائر، ولا ارى منطقا «لجرجرتنا» كمضيفين وكرماء و«طيبين» كمان الى هذا الحد... والجزائر لا تعنيني كثيرا الا في اطار انها دولة عربية واسلامية، بمعني ان وضعها في كفة المقارنة مع مصر غير وارد... نحن - او انا للدقة - غير المطلوبة هنا لانه تقدير انطباعى SUBJECTIVE ASSESSMENT تهمنا مصر وتربطنا بها عوامل -لا يمكن الفكاك منها من الطرفين- منذ سنوات وانا اتحدث واكتب عن العلاقات السودانية المصرية في ما يدور في هذا الاطار منذ عقود وعقود ويحتاج لوقفات قوية وامينة ومخلصة، حيث ان كل ما يحيط بهذه العلاقة «الازلية» يعالج ظرفيا «حبة بندول عند اللزوم». ولنكن واضحين كل الوضوح، حيث ان ذلك هو المطلوب بين فردين أو مجموعتين أو بلدين تربطهما علاقة عضوية ولا أظن أن أحدا ينتظر منى أن احدد هذه الامور التى هى ألغام فى علاقة البلدين، وأرى أن نتحرك من محطة «الاشقاء» و«العلاقة الازلية» و«شمال وجنوب الوادى» التى تردد منذ عقود وعقود، ونريد أن نرى خطوات عملية على أرض الواقع للارتقاء بهذه العلاقة لفائدة الشعبين، والا فلنتعامل كأية دولتين جارتين «وخلاص».. لقد قيل الكثير ونريد ان نرى شيئا على الارض..


    لقد كان الاعلام المصرى قاسيا على السودان بشكل اقرب الى افلام الاثارة منها الى الطرح المتوازن.. وربما كان الفعل ورد الفعل عنيفا وفرض مثل هذا التصرف.. ومع احترامى الكامل للاستاذ أبو الغيط وبعيدا عن بروتكولات الدبلوماسية، فإننى أرى ان هناك فرقا بين ان تطالب دولة بالاعتذار وان تطالب تلك الدولة بتوجيه صوت لوم على الاقل للاعلام الذى ترك فى بعض السودانيين على الاقل شعورا «غير طيب» وكذلك ربما هناك وراء الكواليس والاكمة ما جعل الاخوة «يشتطون» غضبا ربما، فنحن نتكلم عن ظواهر الامور.. وقبل ان اغادر هذه النقطة لا بد من ان اعبر عن تقديري للقيادة المصرية التي لم تتوانَ لحظة في الاعلان بأن كرامة المواطن المصري فوق كل الحسابات «ما هي دي الخلت المك نمر يحرق معسكر الاتراك في شندي»، لأن المطلوب هو أن تقف الدولة مع المواطن امام العالم، واذا كانت هناك مأخذ عليه «فلتكن المعالجة داخل الحوش».



    اما النقطة الثانية في مداخلة اليوم، فهى دعوة و«بالحاح» للقيادات العربية بأن افتحوا ابواب الحرية بمصراعيها، فالشعب الحر هو الذي يتخذ الموقف السليم والصائب، ففى ظل الحرية يكون التفكير متوازنا والتعبير هادئا، وبنهج الحوار وبالرأى والرأى الآخر نصل الى الهدف المنشود، فالامة لا تجتمع على باطل.. وفى غياب ذلك تنتهز الشعوب الفرص «المتاحة» للتنفيس الذى قد يكون فى الاتجاه الخطأ و..و..و... فواقع الأمم التى تفتقد الحرية والتعبير فى الضروريات، يقول بأن شعوبها تبالغ في ما مسموح به كالرياضة مثلا.. دعوا الشعوب تعبر وتنشغل بالاساسيات ثم تمارس الرياضة فعلا، فالعقل السليم فى الجسم، كما رددناه وحفظناه منذ مدرسة مسيدة الاولية مع الاستاذ عثمان داؤود طيب الله ثراه.. وكل عام والجميع بخير.

    الصحافة
                  

12-02-2009, 08:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    وزيرالإعلام الصامت !!

    زهير السراج
    السودانى


    الأعمدة - مناظير
    الأربعاء, 02 ديسمبر 2009 05:32



    * أدعو الله بقلب صادق أن تزول السحابة العابرة بين شعبي مصر والجزائر وتصفو النفوس وتتحد المشاعر والصفوف وراء المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم، حتى تنمحي الصورة السيئة التي علقت في ذهن العالم وهو يرى المهازل والمآسي التي حدثت بسبب مباراة كرة قدم بين منتخبين عربيين.
    * كما أرجو لمنتخب مصر حظا أوفر في المرات القادمة، ولإعلام مصر أداءً أفضل ولفناني مصر ممارسة المهنة في البلاتوهات والاستديوهات فقط والعودة الى شخصياتهم الحقيقية خارجها وأن لا يصدقوا أن الحياة مسرح كبير فيخلطوا بين الجد والهزل كما فعل بعضهم في السودان بلا حياء ولا خجل، وأفسدوا في بضع دقائق علاقة عمرها ملايين السنوات بين شعبين جارين، ويحتاج اصلاحها الى عشرات السنين !!
    * وأؤيد مبادرة السودان لرأب الصدع بين الأشقاء وان كنت لا أرى داعيا لذلك فما بين مصر والجزائر أقوى من أن تهزه مباراة كرة قدم أو سخافات مهرجين اعلاميين يسعون للشهرة او للمكسب المادي !!
    * كل هذا أباركه وأؤيده من صميم قلبي، ولكن لا بد لي أن انتهز الفرصة وعيون السودانيين مفتوحة على أداء الاعلام السوداني هذه الايام، كي اعلق على تعامل اجهزتنا الاعلامية وبعض المسؤولين السودانيين مع الاساءات التي وجهتها الينا أجهزة الاعلام المصرية بعد المباراة حتى نأخذ العظة ونتعلم من أخطائنا ولا نترك المناسبة تفوت بدون أن نستفيد منها !!
    * وأبدأ بالأخ وزير الاعلام الاستاذ الزهاوي ابراهيم مالك الذي لم ينبث ببنت شفه طوال الايام السابقة إلا ليبارك المبادرة السودانية لرأب الصدع بين الجزائر ومصر بينما كان وزير الاعلام المصري هو أول مسؤول مصري يفتح نيرانه على السودان، ولم يرد عليه الاستاذ الزهاوي للأسف الشديد بكلمة واحدة تطمئن الشعب السوداني بأن لديه وزير اعلام قوي وقادر على الدفاع عن كرامة الشعب.. وإذا افترضنا أن الوزير كان بهذا السكوت المعيب ينفذ سياسة دولة ولا يستطيع ان يتجاوزها، فلقد كان الأكرم له وهو يشغل هذا المنصب الخطير أن يستقيل من منصبه بدلا عن الاستماع لوزير اعلام يسيء للسودان وهوعاجز عن الرد عليه!!
    * لم يكن مطلوبا من وزيرالاعلام السوداني أكثر من بيان صحفي قصير بلغة مهذبة يرد به على مزاعم وزيرالاعلام المصري بدون ان يؤثر ذلك على علاقتنا الرسمية بمصر، فهل هذه مهمة صعبة تحتاج الى تفويض؟!.. واذا كانت كذلك، فما الذى يرغم أي شخص على التمسك بموقع لا سلطة له عليه .. أم أن سيادته كان معجبا بتصريحات وزيرالاعلام المصري وما كان يبثه الاعلام المصري الرسمي ؟!
                  

12-02-2009, 09:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=6885
    --------------------------------------------------------------------------------
    || بتاريخ : الأربعاء 02-12-2009
    : مصر "الشقيقة
    دينق قوج




    : "الأشقاء" "بشمال الوادي"أرسلوا "شوية ممثلين" وبهوات وبعض المفترين وناكري الجميل.. أرسلوهم لمؤازرة الفريق المصري بالخرطوم.. في حين أرسلت الجزائر مشجعين حقيقيين لمؤازرة منتخبهم الوطني.لقد قلنا رأينا قبل المباراة وخالفنا العديد من الصحفيين والكتاب وشجعنا الجزائر.. لأسباب منشورة لا نرغب في تكرار ما قلناه.. وانتهت المباراة بهزيمة الفريق المصري.. والكرة غالب ومغلوب!!
    ولكن "بتوعن التمثيل" الذين أتوا لمناصرة فريقهم بدلاً بأن يرضوا بالهزيمة و "الغلب" حولوا القصة الى معركة وهمية استغلوا فيها خبرتهم الطويلة في التمثيل، فألفوا مسرحيات هزيلة عن ما تعرض له الجمهور المصري في شوارع الخرطوم!!! من قتل وتقطيع للمصريين من البرابرة الجزائريين والأمن السوداني يشاهد ومكتوف الأيدي.. و.. و.. لقد وصل الأمر أمر المسرحيات التي مثلت على الهواء مباشرة في القنوات المصرية بأن طالب هؤلاء الممثلون بأن يتدخل الجيش المصري بالخرطوم لحماية المصريين، ولم ينته الأمر بهذا الشكل بل تدخل حتى الرئيس المصري حسني مبارك في تصريحه بأن مصر سوف لن يتهاون في حماية مصالحها وشعبها أينما كانوا!!!..
    والقصة سادتي معلومة من البداية حتى النهاية..
    فالأمن السوداني في تقديري كان متحاملاً جداً على الجزائريين تحت تأثير الإعلام المصري والإشاعات المصرية التي انطلقت بارتفاع اسعار السكاكين والأسلحة البيضاء في السوق السوداني للطلب العالي للجزائريين.
    لقد كنت حاضراً مواقف عديدة في شارع المطار كانت فيها سلطاتنا الأمنية عنيفة مع الجمهور الجزائري الذي كان يحتفل بالفوز، وحرصت في تلك الليلة أن أكون حاضراً في الأستاد قبل المباراة وفي الشوارع حتى الساعة الثالثة صباحاً.

    والجمهور المصري الذي وصل كان محترماً لا يعيبهم أي شيء إلا الممثلون الذين مثلوا على العالم.. فبدلاً من أن يلتزموا في كنفوي حسب الإجراءات التي تم الاتفاق عليها.. خرجوا عن الكنفوي.. وهو أمر كان لابد من المحاسبة عليه قبل أن ندين التصرف الذي بدر من بعض الجمهور الجزائري بالتعرض للحافلة وهو أمر مرفوض مهما كانت المبررات، ولكن الحدث بحد ذاته لا يمكن أن يجعلنا ننكر الاجراءات التي اتبعتها السلطات في حماية البعثتين.. أو بالأحرى "حماية" البعثة المصرية!!
    أن الذي حدث من الاعلاميين المصريين لأمر مؤسف ولم يخرج قط من النظرة الاستعلائية التي تنظر بها مصر للسودان خاصة مثقفوها واعلاميوها!!!


    لقد أضروا بصورة الخرطوم وبالسودان، هذا السودان الذي يستقبل الاستثمارات المصرية بشكل يومي والاستثمارات الأخرى.. كيف تكون الأوضاع والمواقف الآن بعد أن تم تصويرها بأنها مدينة أشباح ومدينة "غير آمنة".. الغبار في كل مكان.. لا توجد فيها حمامات كافية لقضاء الحاجة!!!
    بالله تخيلوا الناس ديل لعبوا بينا كيف؟؟


    لكأنهم أتوا من مصر أخرى.. مصر لا نعرفها حتى يصفوا بلادنا بهذه الأوصاف اللئيمة!!
    هذه "الشغيغة" التي قتل "أمنها" أطفالاً ونساءاً سودانيين في وسط القاهرة "حادثة ميدان مصطفى محمود" غير مؤهلة بأن تتحدث عن اخفاق شرطة السودان في حماية بصين خرجا عن الخط المطلوب منهما السير فيه!!
    على الأقل لم يرجع الـ10 آلاف مصري الذي كانوا في الخرطوم مقطعين الأوصال ولم يلمس حتى أصبع مصري ناهيك من الاشاعات التي أطلقوها بمقتل مصريين وتقطيع بعضهم!! هذه الشرطة "الجبانة الجربانة" كما وصفها بعض المصريين في النت لم تسمح لأي من جمهور الفريقين بالوصول الى لاعبين الخصم.. كما حدث في القاهرة عندما تم تحطيم بص الفريق الجزائري وتمت اصابتهم وهي وقائع أثبتتها الفيفا على الرغم من وصول وزير الخارجية ومدير المخابرات للخرطوم للبحث عن وقائع من الأمن السوداني لكي يتم دبلجة مسرحية أخرى مع الفيفا عن الفريق الجزائري.. أو الجمهور الجزائري.



    على كل حال نقول مبروك للجزائر، وكنا نود أن نقول هاردلك للفريق المصري ولكن.. نقولها الآن ولكن في "حلقومنا" مرارة لا تغتفر، "فالطبطبة" التي مارستها مصر لتهدئة المشاعر بعد "المرمطة" غير كافية على الإطلاق، فليس من المعقول أن تداس الكرامة الوطنية مِن من نسميهم أشقاء وهم في ذات الوقت محتلون لأراضينا وقاتلون لأبنائنا وبناتنا في وسط القاهرة.. هذه "الطبطبة" غير مقبولة.. فقط كفروا عن ذنوبكم بالطريقة الصحيحة.
                  

12-03-2009, 11:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    الخميس 3 ديسمبر 2009م، 16 ذو الحجة 1430هـ العدد 5906


    على هامش المباراة.. دروس وعبر

    صديق البادي

    ? شهد السودان في ليلة الاربعاء الموافق 81/11/9002م، حدثاً رياضياً كبيراً جذب اهتمام العالم أجمع وشد انتباهه، إذ حضر الفريقان الجزائري والمصري وصحبهما قرابة العشرين ألف مشجع من الطرفين. وكان السودان أمام محك صعب وامتحان رهيب أمام كل الدنيا، إذ كان عليه استضافة هذه الاعداد الضخمة وضبط الأمن والامساك بكل الخيوط بقوة لئلا يحدث إنفلات أمني، لأن الفريقين حضرا للخرطوم وهما في غاية التوتر، وكأنهما مقبلان على حرب في ميدان قتال لا ليؤديا مباراة مهمة في كرة القدم.

    وقد شهد كل المراقبين المنصفين الذين ليس قلوبهم مرض أو غرض، ان السودان نجح نجاحاً باهراً وكان عند حسن ظن (الفيفا) فيه، وخرج من التجربة وهو مرفوع الرأس عالي الهامة شامخ القامة، وان استاد المريخ الذي ادى فيه الفريقان المباراة في مصاف الاستادات الراقية التي نشاهدها في برامج الرياضة العالمية عبر مختلف القنوات الفضائية، وبكل تأكيد ان بناء وتجهيز هذا الاستاد يعتبر انجازا ضخماً بكل المقاييس وقد ستر حال الوطن. ولعل هذا يكون حافزاً ودافعاً لشحذ الهمم لاكمال بناء المدينة الرياضية التي ظلت أعمدتها الخرصانية واقفة كالاطلال والدمن الخوالي منذ سنوات غرب جامعة افريقيا العالمية، في إهمال تام وعدم مبالاة. وكما قال المتنبئ وما رأيت في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام.. وان ضيوف السودان قد نزلوا أهلاً وحلوا سهلاً مكرمين معززين في وطنهم الثاني، بل أن بعض سائقي المركبات العامة صرحوا بأنهم وبسماحة واصالة سودانية كانوا ينقلون بلا مقابل مادي من لا يملك منهم قيمة المواصلات.. وكانت الخطة الامنية محكمة ونفذت بجدية وحزم وعزم ومهنية عالية، وتمت السيطرة على الاوضاع تماماً رغم الهياج والصراخ والهتافات والتصرفات غير المنضبطة من قبل بعض الضيوف.



    لقد فاز الفريق الجزائري وشهدنا في القناة الفضائية الجزائرية الفرح الغامر الذي عم الجزائر والاستقبال الحاشد الهادر الذي قوبل به الفريق عند عودته ظافراً، وكان أكثر المبتهجين هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يعانق ويقبل اللاعبين وهو في غاية السعادة. وكانت الهزيمة قاسية على المصريين وهذا شيء طبيعي، ولكن إعلامهم انفلت وشق الجيوب ولطم الخدود، ووجه إساءات بالغة للشعب السوداني الذي ليس له ذنب في ما حدث، والذي انتصر عليهم هو الفريق الجزائري وليس الفريق السوداني، وكان ينبغي أن يوجه الإعلام المصري صوت شكر للسودان، لأن الجزائريين حضروا للخرطوم بروح ثأرية وهم يحملون غبناً ويعتبرون ان ما حدث لهم في القاهرة فيه «حقارة»، وكانوا في حالة هياج وغضب. ولولا الحكمة السودانية والخطة الامنية المحكمة لحدثت مواجهات دموية ومجازر، واذا حدثت لا قدر الله حالة إغتيال واحدة فإنها كانت ستؤدي لأن تسيل الدماء جداول وأنهاراً.



    وإذا عدنا للوراء فقد حدثت في الماضي تجاوزات قلمية وإعلامية، ولكنها لم تبلغ هذه الدرجة من الصفاقة والجلافة، وسبق ان زار الدكتور محمد حسين هيكل باشا السودان في الربع الاول من القرن العشرين، وعندما رجع لمصر نشر كتيباً بعنوان «عشرة أيام في السودان» وصفه فيه بالتخلف، وذكر ان الحيوانات المتوحشة تنطلق في قلب الخرطوم. ولعل سيادته سمع زئير الاسد لأنه كان ينزل بالفندق الكبير الواقع بالقرب من حديقة الحيوانات، فاثار هذا الزئير الرعب في نفسه. وعندما نقل الاستاذ رفاعة رافع الطهطاوي وانتدب للعمل بمدرسة الخرطوم، اعتبر ان نقله للسودان فيه عقاب له، وردد قولته الشهيرة وليس السودان مقام مثلي. والامثلة كثيرة، ولكن هناك نماذج طيبة لأن الاستاذ العقاد عندما لجأ للسودان وقضى فترة بالعاصمة ابان الحرب العالمية الثانية، احتفى به السودانيون، ووجد عند المثقفين كل المراجع التي طلبها عندما كان يعد كتابه «عبقرية عمر»، وعندما عاد شكر السودانيين على حسن استضافتهم له واحتفائهم به. وقد عمل في السودان عدد من العلماء والاساتذة المصريين، وأثروا الساحة الثقافية، وانغمسوا في الحياة العامة، وكتبوا عن الثقافة السودانية. وعلى سبيل المثال فقد كتب الدكتور عز الدين اسماعيل عن الادب القومي السوداني، وكتب الدكتور عبد المجيد عابدين عن شعر التيجاني يوسف بشير، وكتب عن منابع ومصادر الثقافة السودانية، وكذلك فعل الدكتور محمد النويهي والدكتور محمد مصطفى هدارة، وغيرهم والقائمة تطول، وقد رفدت مصر السودان بالمجلات والمؤلفات، وبين البلدين رباط ثقافي وثيق عبر المحطات الاذاعية والسينما والغناء، وقد غنت ام كلثوم موحدة العرب قصيدة استاذنا الهادي آدم «أغداً القاك»، وقد درس كثير من السودانيين بالأزهر الشريف والجامعات المصرية. وقد فعل الرئيس حسني مبارك خيراً وهو يعتذر بأن سقطات الإعلام هذه لا تمثل الرأى الرسمي لمصر.. ونأمل ألا يتكرر هذا الإسفاف مرة أخرى.

    الصحافة
                  

12-03-2009, 01:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    ولم ينس المصريين المباراة

    : سودانى يتلقى طعنات نافذة بالسكين وأخر يرمى من تلة( التبة) وبلاغات لدى السفارة السودانية بالقاهرة .
    حقيرتى فى بقيرتى

    القاهرة : سميربول

    دخل أحد الشباب السودانيين المبعوثين للدراسة فى مصر الى السفارة السودانية بالقاهرة قبل عيد الأضحى بأيام وكان يبكى وعندما سئل عن سبب بكائه قال للشخص المسئول بالسفارة انه يتعترض للمضايقات من قبل زملائه المصريين فى المعهد الذى يدرس فيه وطالب من السفارة ان تجد له حلاً إما ان تنقله الى معهد اخر او ترجعه الى السودان، وقال الشاب أن المضايقات تمثل فى الإزدراء والإستهزاء به وبالسودان لأن السودان فشل فى حماية المصريين من الجزائريين بعد مباراة كرة قدم التى اقيمت فى امدرمان كما يقولون.

    وتتلقى السفارة السودانية يوميا قبل ايام عيد الأضحى وبعده وخلاله العديد من البلاغات من مواطنيين سودانيين بمصر عن تحرشات المصريين بهم بالسب والتهكم والأزدراء والسخرية والإستهزاء خاصة فى الاحياء الشعبية والتى يتواجد فيها العديد من السودانيين البسطاء واللاجئين والذين هربوا من السودان ولجأوا لمصر بسبب الحرب والاضطهاد السياسى وقهر الدولة لهم .

    وفى تصعيد خطير من نوعه وقعت أغرب حادثتين فى منطقة الحى العاشر والكيلو أربعة ونص ، فبعد انهى المواطن السودانى أدم الينو تدريسه بمدرسة سانت بخيتة بالكيلو أربعة ونص وخلال عودته للبيت صادفه فى الطريق عدد من المصريين حيث قاموا بجره فى الحديث عن المباراة وتطور الحديث الى قيام المصريين برمى أدم من تلة مرتفعة تبلغ ارتفاعها 15 متر أصيب على إثره بكسور مركبة فى رجله الايسر وعندما ذهب الى فتح بلاغ بقسم شرطة الحى العاشر اكتفى قسم الشرطة بتدوين البلاغ فقط ، وفى الحى العاشر تعرض المواطن السودانى ماهر موسى لعدة طعنات بالسكين فى يده ورجله عندما هاجمه مصريان الاول ضربه من امام وثانى اتى من خلفه بالسكين وطعنه بالسكين ، ويقول الاخ الاكبر لماهر ماهر طالب فى كلية الطب جامعة القاهرة فى السنة الدراسية الاولى ويسكن بمدينة طلاب الجامعة ولكنه أتى الينا فى زيارة بمناسبة عيد الاضحى وعندما خرج ليشترى سجائر من كشك بعض المصريين ورغم ان الحى التى نسكن فيها بها عدد من الشباب من الدول الافريقية الاخرى الا ان اصحاب الكشك قد علموا من خلال لغة ماهر ان ماهر من السودان فبدأ المصريين فى خوض حديث إستفزازى عن المباراة والسودان فإشدت وتيرة الحديث لمرحلة السب وضرب بالايادى فقام الاول بالهجوم على ماهر بينما إستل الاخر سكينا كان موجود فى احد الادراج بالكشك وطعنه فى يده واخرى فى رجله بالسكين طعنة عميقة فى الرجل حتى خرجت من الجانب الأخر وإحتاج لعمليتين داخلية وسطحية . ويضيف الاخ الاكبر لماهر عندما ذهبنا الى قسم الشرطة لم يأتوا للقبض على المعتدين بل اكتفوا بفتح البلاغ وفى صبيحة اليوم التالى للحادثة وحينما هرب الاثين الى قريتهما . ويبدو ان بعض المصريين لا زالوا يلقون السبب فى الهزيمة على السودان والسودانيين امام الجزائر وايضا لتعرضهم للهجوم من قبل الجزائريين كما يقولون .

    ويتحاشى العديد من السودانيين الخوض فى الحديث عن المباراة مع المصريين ولكن المصريين هم الذين يستدرجون السودانيين دائما فى الحديث عن المباراة وعندما يشتد الحديث تقع العراك والضحية دائما هو السودانى ولكن النبهاء من السودانيين يتملقون من الحديث عن هذه المباراة.

    ويدعو رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان فى مصر جميع السودانيين بأخذ الحذر عند الحديث مع المصريين عن المباراة وضرورة ضبط النفس عند المحاولات الاستفزازية من قبل بعض المصريين وأضاف ان المباراة ستنتهى ولكن العلاقة المصرية السودانية ستبقى راسخة وقوية الى الابد .

    ويقول أحد المصريين الظرفاء :(عندما أتى عيد الاضحى لم يجد السودانيين سكاكنيهم ليذبحوا بها الخراف لأن الجزائرين قد أخذوا كل السكاكين) .

    (عدل بواسطة الكيك on 12-03-2009, 01:17 PM)

                  

12-04-2009, 08:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    هل مصر فعلاً صاحبة فضل علي البلاد العربية؟ ..
    بقلم: ابراهيم عيسى
    الخميس, 03 ديسمبر 2009 22:12


    تلك الحقيقة التي تريد ألا تعرفها أبدًا

    أولا: هل مصر فعلاً صاحبة فضل علي البلاد العربية؟

    هذا السؤال قد يبدو ساذجا ومستفزا، هل مصر فعلا صاحبة فضل علي البلاد العربية أو بالأحري علي الشعوب العربية؟ حيث يبدو أن هناك إجماعا عاما واسعا ومسلما به بين المصريين علي هذا الأمر باعتباره حقيقة لا تقبل النقاش وأن الشيء الوحيد المسموح به (وعلي استحياء هذه الأيام) هو لوم وتقريع خفيف لزوم العشم بألا نعاير العرب بذلك، أي أن حقيقة أننا أصحاب فضل مفروغ منها والجدل (الخافت والمستحي) هو حول شرعية المعايرة وليس علي ثبوت وإثبات تلك الحقيقة، الأمر الذي يستوجب فعلا مصارحة بيننا تستلزم أن نفتح عقولنا ونسأل أنفسنا عن أشياء باتت موضع البدهيات بينما هي في الأصل موضع شبهات أو بأكبر قدر ممكن من المجاملة مشتبهات!

    مبدئيا فإن شعبا يلوك في فمه كلاما من نوع: «ده إحنا فضلنا علي الكل، أو هؤلاء نسيوا فضل مصر، ده إحنا اللي عملناكم وإحنا اللي حررناكم»، وهذا اللغو المسكين يعبر عن استجداء المصريين للآخرين أكثر منه معايرة، وكأننا نقول لهم والنبي قولوا إننا كويسين، وحياتكم كلموني عن جمالي وروعتي، شيء ما في إلحاح المصريين علي طلب اعتراف الآخرين بفضل مصر يشبه تلك المرأة العجوز المسنة التي تريد ممن حولها أن يتذكروا كم كانت جميلة؟ وكم يطربها أن يتحدث الآخرون عن جمالها، بينما صورتها في المرآة حاليا كاشفة لتجاعيد تملأها قهرت جمالها السابق وتحيله الآن قبحا!

    المصريون الآن أشبه بأحفاد رجل أصيل الأصل وغني المال وعظيم الأخلاق وواسع الثروة مات فبدد أبناؤه وأحفاده قصوره ومصانعه ومزارعه وثروته وقعدوا كحيانين علي الرصيف لا يملكون ما يقولونه وما يفعلونه سوي الحديث عن مجد جدهم دون أن ينتبهوا أنه مات وأنهم ضيعوا ثروته ومرمغوا سمعته وحلاً!

    لاحظ أنني حتي هذه الفقرة أساير وأسير مع الذين يقولون إن لمصر فضلا وأناقش الطريقة لا الحقيقة، الطريقة التي تعبر عن ناس لا يعرفون الفضل والفضائل لكن يثرثرون عنه طول الوقت فصاحب الفضل إن كان فضلا وإن كان صاحبه يفقد قيمته وقيمه حين يتباهي به ويتنابز حوله ويرتكب حين يردد هذا اللغو، فعلا غير أخلاقي، فمن هو الإنسان المحترم الذي يفعل فعلا نبيلا شريفا ثم يعاير الناس به ثم أيضا يطلب مقابل هذا الفعل بل يريد أن يكون الناس أسري أو عبيدا لفضله وكأنه إنسان رخيص فعل شيئا قيما في حياته نادرا واستثنائيا وما صدق أنه فعله فأخذ يعاير الناس به ويطلب مقايضة أمامه حتي كره الناس فضله وكان يوم أسود بستين نيلة يوم ما قبلت تسلفني يا أخي! !

    بينما نقول عن الشخص الذي ينسي الفضل إنه ندل، فإننا نصف الشخص الذي يطلب مقابل فضله وكأنه ماسك ذلة بذات الصفة.... الندالة!!

    المذهل هنا أن أجيال المصريين الحالية ومنذ أربعين عاما تحديدا هي أكثر أجيال تخلت وولت وخلعت وفرت واستندلت مع العرب ومع ذلك فهم -وليس أجدادهم وآباءهم -الذين يطالبون الآخرين بسداد قيمة الفضل (إن وجد)، وهم هنا يسيئون ويهينون ذكري أجدادهم كما يعرون مادية وانتهازية تفكيره!

    لكن دعنا من هذا كله رغم أهميته، وتعال لنسأل السؤال الجاد الناشف الجاف: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟ أولا مكرر: هل نحن فعلا أصحاب فضل علي العرب؟ في علم السياسة وعلاقاتها كلمة فضل كلمة غريبة ومهجورة ليس لها أي محل ولا مجال ولا مكان لها في العلاقات بين الشعوب وبين الدول، والحديث عن الفضل خساسة مضحكة ومثيرة للشفقة فلم نسمع يوما من الأمريكان أنهم أصحاب فضل علي أوروبا وبالتحديد علي ألمانيا مثلا حيث خرجت برلين مهزومة ومنسحقة ومفلسة من الحرب العالمية الثانية فتولت أمريكا في مشروعها الشهير مشروع مارشال إعادة بناء الاقتصاد الألماني عبر حجم هائل من المنح والقروض ساهم المشروع مع علم وعمل ووعي وعقل الألمان في نهضة هذا الشعب وتجديد هذه الدولة لتصبح واحدة من الدول الثماني العظمي في الكرة الأرضية، فهل تطاول أمريكي وقال يوما لمستشار (رئيس) ألمانيا أو للصحف الألمانية: تذكروا فضل أمريكا عليكم يا عرر يا جرابيع يا نازيين!!!

    لن أطيل عليكم في سرد تجارب دولية كبري في مساندة الشعوب الصديقة والجارة والتي تربطها مصالح مشتركة عميقة ومهمة وأهداف واحدة وثقافة تكاد تكون موحدة، لكن المحصلة أنه لا أحد في العالم يقول هذا الكلام الفارغ بتاع الفضل وكلام الناس العاجزة الخايبة!

    ثم في مجال الأخلاق السياسية والسياسة الأخلاقية كلام مثل هذا معيب وجارح للطرفين، فالذي يقول إنه صاحب فضل كأنما هو تاجر البندقية شيلوك اليهودي الذي يريد أن يقتطع لحم الناس المدينين له كي يوفوا بسداد ديونهم كما أنه أمر يثير عدوانية الطرف الذي نال الفضل (لاحظ مازلت ماشي معاك في أننا أصحاب فضل وهذا غير صحيح بالمرة وتماما) فأنت عندما تعاير شخصا وتضغط عليه فأنت في الحقيقة تبتزه ابتزازا رخيصا كي يكون تابعا أو خادما أو مكسورا أمامك وهو ما ينقلب إلي عكس ما تطلبه وضد ما ترجوه فللصبر حدود وللطاقة احتمال محدد!

    لكننا فعلا لسنا أصحاب فضل علي العرب!

    أعرف أنك لن تستطيع معي صبرا لكنك لو صبرت لاستطعت!

    ثانيا : إذا كان لأحد فضل علي العرب فهي ليست مصر بل جمال عبدالناصر!

    نعم الجملة شديدة الوضوح، إذا كان لأحد فضل علي العرب فهي ليست مصر بل جمال عبدالناصر، ما نتحدث عنه باعتباره عطاء مصريا عظيما وبلاحدود للعرب وللدول العربية أمر يخص مصر جمال عبدالناصر ولا دخل بمليم فيه لمصر أنور السادات وطبعا مصر حسني مبارك، وإلا قل لي وحياة أبيك ماذا قدمت مصر للعرب منذ تولي الرئيس مبارك حكم مصر؟ ما فضل مصر علي العرب؟ ما فضل مصر علي ليبيا مثلا؟ حتي يتذكر الشعب الليبي فضل مصر فتنهال دموعهم وتنسال أنهارا من فيض الفضل المصري؟ ربما تكون العلاقات التجارية التي مارستها مصر مبارك مع ليبيا خلال الحصار الدولي عليها موضع تذكير وفخر من حفنة تعرف بذلك في دوائر السياسة الحاكمة، لكن الحقيقة هذه العلاقات أفادت مصر أكثر من ليبيا ثم إن ليبيا كانت تقيم ذات العلاقات سرية وتحتية مع شركات ودول أخري في تبادل فوائد مشتركة فهو أمر لا يخص مصر مبارك بميزة ولا يقدم لمصر فضلا!

    طيب ما فضل مصر علي الشعب السوداني؟ ممكن تحكي لي شوية عما فعلناه للسودان مثلا، ولا أي حاجة، حكومة وشعبا، بل نسينا السودان ونتغافل عن مشاكله ولا نتعامل مع همومه ولا حتي نستفيد من خيراته وفرص استثماراته؟ حد فيكم فاكر أي فضل لمصر علي السودان منذ استقلال السودان، بلاش منذ استقلاله، بل منذ 28عاما هي حكم الرئيس مبارك، ألا تتذكرون معي أننا كنا مقاطعينه أصلا بعد انقلاب البشير ومنذ محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا وكانت هناك فجوة كبيرة وجفوة أكبر، وقبلها كانت خناقات للدجي مع حسن الترابي (وكذا المهدي وحزب الأمة أيضا) وكنا ننتصر لجعفر النميري ديكتاتور السودان حتي تخلصت منه ثورة سودانية شعبية، هل فعلا عملنا أي شيء كي يدين لنا سوداني واحد بإيقاف مذبحة دارفور، أو منع انفصال الجنوب (ربما ساهمنا بتكريس انفصاله!!) هل رحبنا باللاجئين السودانيين كما يجب علينا مع اللاجئين ومع السودانيين؟ هل نشطنا تجارة واستثمارا مع السودان كما فعلت الصين وتكاد تكون المستثمر رقم واحد في السودان؟ هل انتهينا إلي حل محترم يصون حقوق البلدين في خلافنا حول شلاتين وحلايب (ألم تسمع أن حكومة الخرطوم تعاملت مع حلايب باعتبارها دائرة انتخابية سودانية!) حد يقول لي أي حاجة في فضلنا علي العراق؟ وماذا فعلنا للجزائر ومع الجزائريين منذ أربعين عاما!!

    وما فضل حضرة أي واحد فينا علي تونس مثلا وقد كنا نخاصم الحبيب بورقيبة منذ أيام عبدالناصر ثم لا نتذكر عن علاقاتنا مع تونس سوي مباريات كرة القدم ذات الخيبة! وأن الفرق التونسية كانت تمثل حتي حين عقدة للفرق المصرية!!

    أما المغرب فمش عايز أسمع ولا كلمة عنا معها فقد انتهي وجودنا فيها بعد رحيل عبدالحليم حافظ وحفلاته وأغنياته للملك محمد الخامس!

    بينما موريتانيا أنا أتحدي أي مصري يقول لي اسم رئيسها الحالي؟ أو عدد سكانها؟ أو اسم جورنال واحد فيها؟، بل أظن أن معظم المصريين لا يعرفون أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية!!

    ندخل بقي علي المشرق العربي!

    كلموني شوية عن فضلنا علي لبنان... الحقيقة لبنان ذات فضل متبادل يخص نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا وأفلامنا السينمائية التي صورناها في بيروت بعد النكسة وكان القلع والخلع فيها فوق الركب، ثم تفرجت مصر علي الحرب الأهلية في لبنان خمسة عشر عاما ولا حيلة لنا إلا جملة ارفعوا أيديكم عن لبنان بينما لم تكن لنا فيها يد، وحتي الآن فإن حكومتنا تتعامل مع نصف لبنان باعتباره خصما لها (حزب الله وحركة أمل وتيار ميشيل عون وقلبنا مؤخرا علي وليد جنبلاط فلبنان بالنسبة لحكمنا الرشيد هي سعد الحريري وسمير جعجع!!).

    أما فضلنا علي سوريا فبلا حدود طبعا فيكفي أن مالناش دعوة بيها منذ 1973تقريبا ورغم محاولات فنانين مصريين أنصاف موهوبين وأنصاف مثقفين طرد ممثليها من حياتنا المصرية إذا بنجوم سوريا يسطعون في مصر!

    وهذه فرصة لطيفة جدا للكلام الفارغ الآخر الخاص بموضوع أن مصر تفتح ذراعيها للفنانين العرب وكأن هذه منة أو منحة، لكن الحقيقة أن مصر بلا فنانين عرب لا تملك أن تقول عن نفسها ولا كلمة من عينة هوليوود الشرق والذي منه، ثم هوليوود الأصل يا بتوع الأصول هي التي تفتح ذراعيها لكل فنان ولأي فنان من أي مكان في العالم وهذا شرط التميز وأس النجاح!

    ثم إذا كان فتح مصر ذراعيها للفنانين العرب فضلا فأرجو أن يكون واضحا لدي كل أعضاء نقابة المهن التمثيلية الذين يبدو أنهم في حاجة ماسة إلي دورات تثقيفية في التاريخ فالذي أدخل المسرح إلي مصر يا بهوات يا بتوع الفن هم السوريون والشوام، هم الذين علمونا يعني إيه مسرح وهم الذين بنوا المسرح المصري وخلقوه علي شكله المعاصر من عدم، ثم الشوام والفنانون العرب يا نجوم مقصورة استاد المريخ في الخرطوم هم الذين أسسوا فن السينما في مصر وأنتجوا وأخرجوا ومثلوا أفلامنا الأولي الرائدة واقرأوا تاريخكم الفني لتعرفوا وتفهموا فضل العرب والشوام علي كل فنان مصري!

    وبالمرة بقي طالما جئت إلي الذي يوجع فإن الصحافة المصرية هي صحافة صنعها شوام العرب من سوريين ولبنانيين وهم رواد فن الصحافة المصرية الأوائل بل هم مؤسسوها وأصحابها من أول الأهرام والمصور والهلال والمقطم ودار المعارف حتي روزاليوسف إلخ إلخ!

    ثم ما فضل مصر علي السعودية؟ وعلي الخليج العربي؟ (لم يأت دور فلسطين حتي الآن فصبرا جميلا والله المستعان).

    آه هنا ستسمع كلاما حقيقيًا عن دور المدرسين المصريين والأطباء والمهندسين وغيرهم الذين ساهموا في تعمير وإعمار وتعليم وتطبيب أهل السعودية والخليج!

    هذا صحيح لكنه ليس فضلا

    هذا عمل ولا أقول واجبا

    بذمتك ودينك هل سافر مئات الآلاف من المدرسين والأطباء للسعودية والخليج حبا في أهل هذه البلاد أو رغبة في خدمة الإنسانية أو كرما أو عشقا لسواد عيون المواطن العربي في الخليج (أو في ليبيا والجزائر حيث سافر المصريون ليعملوا هناك).

    يا أخي عيب، لايزال السفر لهذه الدول حلما لدي كل شاب مصري كي يكون نفسه ويعمل قرشين ويتزوج أو يبني بيتا، ومحدش يقولي إحنا اللي علمناهم!

    فالحقيقة أنهم يتعلمون الآن في أوروبا وأمريكا ولم نسمع عن أن أوروبا وأمريكا تعايرهم، ثم إذا كنا علمناهم فأنا وعلي مسئوليتي الشخصية أزعم أن نصف بيوت أقاليم مصر إن لم يكن أكثر من نصفها كثيرا تم بناؤه بفلوس مصريين يعملون في الخليج والسعودية، يعني بنوا بيوتنا وصرفوا علي أهالينا مقابل ما تعلموه أو اتعالجوا بيه، كان عملا ولم يكن فضلا ولا حتي رسالة! وكان حلم أي مدرس فيكي يا مصر أن يأتي اسمه في كشوف الإعارة للدول العربية، هل بسبب إنه سيذهب لرسالة العلم ونشر الثقافة ورفع راية التنوير، أبدا ولكن بسبب أنه سيقدر علي بناء البيت أو تزويج البنات وتجهيزهن أو توفير مبلغ للزمن أو غير ذلك من مقتضيات ضرورات الحياة!

    طبعًا لم أذكر اليمن حتي الآن متسائلا عن فضلنا عليها خصوصا إنه كل شوية يفكرك واحد من إياهم إننا حاربنا لأجل اليمن بينما نحن حاربنا كذلك لأجل الكويت، وهذا ما يقودنا مرة أخري إلي فضل جمال عبدالناصر.

    فالمؤكد أن العمل العربي الوحيد المشترك الذي فعلته مصر لأجل شعب عربي منذ 28عاما كان مشاركة قواتها في حرب تحرير الكويت عام 1991، لكن دعني أذكرك أن هذه المشاركة كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية!! ثم كان إسقاط ديون مصر الخارجية تاليا لهذه المشاركة (لا أقول ثمنا وقد تقول، ولا أقول مقابلاً وقد تقول، وإذا قلت أنت ذلك لن أجادلك).

    لعلنا في السياق نفسه نتذكر أن مصر أمدت العراق بسلاح في حرب صدام مع إيران وبموافقة ورعاية أمريكية ثم بمقابل مالي ضخم وليس حبا في العروبة (ربما كرها في إيران)، وساعدنا زعيما عربيا مجنونا ومستبدا هو صدام حسين علي تبديد ثروة شعبه وقتل الملايين من أبناء وطنه في حرب بلا طائل وبلا هدف إلا خدمة الأمريكان والصهاينة!

    الحقيقة أنه من 28سبتمبر 1970ليلة وفاة جمال عبدالناصر فإن الشعب المصري ليس له أن يفتح عينه أمام أي شعب عربي ليقول له إنني منحتك أو أعطيتك أو تفضلت عليك خلال أربعين عاما، ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!

    ثالثا: ومع ذلك فإن مصر جمال عبدالناصر لم تكن هي أيضا صاحبة فضل علي العرب!

    جمال عبدالناصر كان زعيما مؤمنا بالعروبة وحالما بالوحدة بين الدول (الشعوب) العربية، هذا صحيح، لكنه ساند ودعم حركات التحرر العربية ضد الاحتلال والثوار العرب ضد الحكومات التابعة للغرب إدراكا منه حقيقيا وعميقا وبعيد النظر للمصلحة المصرية التي هي مع المصلحة العربية في موضع التوأم الملتصق (لم تكن ظاهرة التوائم الملتصقة قد انتشرت كما تنتشر الآن)، مصر كي تتقدم وتتطور وتكبر وتصبح قوة إقليمية قادرة علي بناء ذاتها ومد نفوذها وتلبية احتياجات شعبها لابد أن تملك محيطا حليفا لها ومؤمنا بمبادئها ينسق معها ويخطط معها وينفذ معها، علي سبيل المثال كي يقوم جمال عبدالناصر بتأمين احتياجاتنا المصيرية من مياه النيل والحفاظ علي اتفاقية وقعها مع دول حوض النيل وهي تحت الانتداب أو الاحتلال فلابد أن تكون هذه الشعوب التي تملك مفاتيح ماء النيل صديقة لمصر وحليفة لها، من هنا يمد لها يد العون ويزود ثوارها بالسلاح والمال كي يتحرروا ويتمكنوا من قيادة بلادهم وهذا ما كان في كل الدول الأفريقية التي صار بطلها جمال عبدالناصر حيث مصر موجودة بالقوة المادية وبدعم السلاح والمعلومات وبالأزهر الشريف وشيوخ الدين وبالمدارس والجامعات وبالتأييد لهذه الشعوب في المحافل الدولية سواء الأمم المتحدة أو حركة عدم الانحياز أو غيرهما، لتصبح مصر ساعتها الحليفة والصديقة بل الأخت الكبيرة التي ضحت وساعدت ودعمت وتحصل بالمقابل وبدون أي تردد وبكل حب ونبل علي ما تريده من هذه الشعوب والحكومات، ويكفي يا سادة للمفارقة فقط أن جميع الدول الأفريقية صوتت لصالح مرشحنا المصري فاروق حسني علي منصب مدير عام اليونسكو بينما الرئيس مبارك لم يشارك في مؤتمر الوحدة الأفريقية منذ 15عاما تقريبا! ! كما أن أجهزة إعلام مصر كانت تشير طوال الوقت إلي خوفها من أن تتم رشوة الدول الأفريقية للتصويت ضد مصر! ! وهكذا جهل واضح وغياب مطلق وخلعان كامل يجعلنا بلا قيمة وبلا دور في أفريقيا الآن رغم احتفاظنا بآثار قديمة في قلوب الأفارقة، آثار عهد وقيمة جمال عبدالناصر، انظر الحصيلة: جمال عبدالناصر الذي قطع رجل إسرائيل من أفريقيا بمواقفه وبطولة مصر مع حركات التحرر في أفريقيا صنع أمانا رائعا لمصر من أي اختراق إسرائيلي لمياه النيل أو للدول الأفريقية، ثم إذا بإسرائيل خلال أربعين عاما من حكم الرئيسين السادات ومبارك ترتع في أفريقيا بل ووصلت حتي سدود علي نيلك! !

    بنفس المنهج كان عبدالناصر يساند الجزائر وثورتها وشعبها لأن مصر عبد الناصر كانت تنتصر للشرف وللحرية ولكرامة الشعوب في مواجه العدوان والاحتلال، ولأن مصر عبدالناصر كانت في حاجة لأن يكون العرب في حاجتها ومحيطها، ولأن وجود فرنسا محتلة للمغرب العربي معناه أن استقلال مصر وأي دولة عربية منقوص ومهدد، وأنه لا يمكن لاستعمار مجاور لك ومحيط بك أن يسمح لك بالتقدم الاقتصادي أو الاستقلال السياسي أو الصعود التنموي، مصر عبدالناصر كانت تساند وتدعم لأجل نفسها قبل الآخرين ومن أجل مستقبل أبنائها ومواطنيها قبل أي أحد آخر، كذلك فعل عبدالناصر في اليمن (بدون ما تسقط عنه ديون مصر الخارجية بل زادت)، وكذلك كان السودان في قلب اهتمامات جمال عبدالناصر بل في قمة وعيه وخططه، ويكفي أن شعب الخرطوم وأبناءه حملوا سيارة جمال عبدالناصر من فوق الأرض حبا يفوق الوصف واعترافا يفوق الحب بمكانة مصر حين زار الخرطوم في مؤتمر قمة عربي بعد نكسة يونيو المريرة والرهيبة!!

    الأمر إذن لم يكن مجرد مبادئ عبدالناصر المؤمنة بالحرية والوحدة بل كذلك كانت خطة عبد الناصر لتحويل مصر قوة إقليمية ودولية مهمة، وقد كانت كذلك فعلا حتي أن عشرات الخطط وضعها جهازا المخابرات الأمريكية والبريطانية لاغتيال عبدالناصر (ظني أن إحدي هذه الخطط أفلحت وقتلوا الرجل في 28سبتمبر 1970فعلا)، ثم كانت نكسة يونيو لتكسير عظام عبدالناصر وإنهاء مشروع مصر الرائدة لبداية مشروع مصر التابعة!!

    هنا نتوقف عند فضل مصر علي فلسطين لأكاد أقسم لك بالله أن مصر لا فضل لها علي فلسطين، بل إن مصر ضيعت فلسطين ولو كنت فلسطينيا لركعت لله وسجدت أدعوه أن تحل مصر عن فلسطين كي تتحل!!

    مصر حاربت إسرائيل في 1948فانتهت الحرب بضياع نصف فلسطين وبالنكبة الكبري حيث قامت دولة إسرائيل بينما كانت مصر الدولة الأكبر والجيش الأكبر وانهزم أمام عصابات صهيونية، ومن ثم فالمؤكد أن مصر هي المسئولة الأولي عن نكبة 48وهي بالمناسبة شاركت في هذه الحرب لأن أهداف إسرائيل التوسعية والاستعمارية لا تغيب عن أي حمار فما بالك بالعاقل النابه الذي يعرف أن إسرائيل تبحث عن دولتها الكبري من النيل للفرات، ومن ثم فالسكوت عنها وهي تحتل فلسطين كأنه رضوخ وموافقة لأن تحتل بعدها من نيلنا المصري السوداني إلي فراتنا العربي!

    أما حرب 67فإن إسرائيل هي التي بدأت وشنت الحرب وقد أضعنا فيها نصف فلسطين حيث كانت القدس تحت ولاية الأردن، وغزة تحت ولاية مصر؛ فانهزمنا وضيعنا القدس وغزة وسيناء والجولان بالمرة.

    أما حرب أكتوبر فقد كانت حربا من أجل سيناء وليست من أجل فلسطين وليس في خطتها التي وضعها عبدالناصر أو التي وضعها السادات كلمة واحدة عن فلسطين، فهي حرب مصرية تحاول استعادة أرض مصرية وشاركتنا في الحرب دول عربية كثيرة سواء بسلاح البترول (حد يكلمنا عن فضل البترول) أو بالمدرعات والدبابات كما فعلت الجزائر وكان منوطا بقواتها الدفاع عن القاهرة ضد محاولات احتلالها بعد الثغرة واحتلال السويس، أو بالأبطال الغر الميامين كما فعل الفدائيون الفلسطينيون.

    ومن يومها فض اشتباك أول وفض اشتباك ثان ولا فلسطين ولا غيره حتي إننا تحولنا في عصر الرئيس مبارك إلي دولة تقف علي الحياد كما يقول هو نفسه بين إسرائيل والفلسطينيين (لا يقول فلسطين بل الفلسطينيين!)، وصارت مصر الدولة الوسيطة والسمسارة السياسية للصفقات بين طرفي النزاع والصراع وتتباهي بأنها موضع ثقة الطرفين، ثم لاتكف مصر عن لعب دور السنترال في أي أزمة تحيط بالشعب الفلسطيني، حيث تتصل طوال الوقت بوزراء ورؤساء دول أجنبية ترجو منهم وقف إطلاق النار المفرط وتدين بالمرة اللجوء إلي العنف!!. ثم نغلق معبر رفح حتي في لحظات العدوان الإسرائيلي علي غزة، ويملك كثير من المصريين الجسارة أن يقولوا إن هذا عدل وحق، ثم نسمع عن مخاوف من أن يأتي الفلسطينيون إلي سيناء يا خويا ويقعدوا فيها وهيه ناقصة، بينما يقاتل ويناضل اللاجئون الفلسطينيون كي يعودوا إلي أرضهم يخشي عوام منا وغوغاء من بيننا أن يأتينا فلسطينيون من غزة إلي سيناء وكأن نخوة المصريين جفت وكأن ما نسمعه ونراه من تدين المصريين مقصور علي النقاب واللحية والسبحة وتكفير الأقباط وحرق البهائيين، أما الانتصار للحق ونصرة المظلوم وإغاثة اللاجئ والاعتصام بحبل الله فكلام لا يعرفه المصريون ولا عايزين يعرفوه!!

    رابعا: هل مصر فوق الجميع فعلا؟

    آه جينا للي يزعل أكتر

    هل مصر فوق الجميع؟

    السؤال الواجب هنا هو أي جميع؟ من هم الجميع الذين مصر تقف أو تجلس فوقهم؟ هل جميع المصريين؟ أم جميع البشر؟ أم جميع الدول؟ الغريب أن دولتين فقط من بين كل دول العالم رفعتا هذا الشعار، الأولي هي ألمانيا النازية، وشعارها ألمانيا فوق الجميع، ألمانيا أدولف هتلر العنصرية العدوانية وكان هذا بشكل رسمي ولفترة مؤقتة (سوداء علي العالم كله)، والثانية التي هي مصر بشكل غير رسمي وفي عهد الرئيس مبارك حيث تتجرأ بعض قيادات الحزب الوطني وببغاوات الإعلام ودببة الفضائيات ويكررون شعار مصر فوق الجميع دون وعي بنازيته وعنصريته وربما دون وعي بمعناه ومغزاه أصلا؟ هذا الشعار عنصري رفعته دولة في فترة عنصرية آمنت فيه فئة مهووسة في مرحلة متطرفة وفي أجواء ديكتاتورية بأن الألمان جنس مختلف ومتميز عن العالم كله، وأن الجنس الألماني نبيل متفوق علي غيره من الأجناس والتي هي أجناس أدني أو قذرة تستحق إفناءها أو قتلها والتخلص منها، أي المقصود والمفهوم من ألمانيا فوق الجميع أنها أعلي وأهم من الشعوب الأخري وأكثر رقيا وتفوقا بحكم الجينات والهرمونات، وأن الألمان يستحقون وفق هذا الإيمان أن يحكموا ويتحكموا في العالم وأن تكون الأجناس الأخري مجرد عبيد وأرقاء وأقنانا عند الجنس الألماني اللي فوق بينما الجميع تحت!!

    من إذن أدخل هذا الشعار المجنون إلي بلدنا وجعل حمقي أحيانا ومخلصين جهلة أحيانا أخري وسياسيين متحمسين حينا يرددون هذا الهوس الخرف دون فهم ودون تفكير؟ ثم ماذا يعني هذا الشعار الأخرق؟ هل يعني أن مصر فوق بقية الدول؟ النبي تتلهي!!

    فمصر التي تحتل المركز الأخير بين دول العالم في سوق كفاءة العمل، والتي تقبع في المركز 111بين دول العالم من حيث النزاهة والشفافية، والتي لا تزرع قمحها وتستورد رغيف عيشها، والتي لا تشكل أي صناعة فيها أي أهمية في العالم، والتي لا تمثل أي تجارة لديها أي أهمية في العالم والتي لا تظهر في قائمة الدول العشرين الأكثر تصديرا في العالم ولا قائمة المائة، والتي لا تضم جامعة واحدة ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم والتي والذي والذين، هل يمكن أن يصدق أي مهفوف أنها فوق الجميع!

    غالبا يتم استخدام هذا الشعار في مواجهة الدول العربية، وهو ما يعود بنا إلي أصل الموضوع وهو هذا الإحساس الزائف عند الشعب المصري بأنه جنس مخصوص غير العرب كلهم وأنه متفوق عليهم وأنه أعظم منهم وأنهم ولا حاجة أمام المصريين، وإذا لم يكن هذا الكلام عنصريا فهو ألعن، فسيصبح كلام ناس عيانة يستحسن ذهابها فورا لطبيب نفسي فهذا مرض شهير معروف بالبارانويا وهو جنون العظمة مقرونة بجنون الاضطهاد، وهذا عين حالتنا السياسية (والشعبية) الراهنة؛ حيث نشعر أننا أعظم ناس علي وجه الأرض، ثم إن العالم كله يتآمر علينا ويتحالف ضدنا ولا نسأل أنفسنا ليه؟ ليه بيتأمروا علينا، هل نشكل أي تهديد لأي دولة في العالم؟ هل ننافس أي دولة أو شعب في التفوق العلمي والاختراعات الهائلة أو الصعود للفضاء أو امتلاك الرءوس النووية؟ هل نهدد الصين في قدرتها علي التصدير ونشكل خطرا علي أمريكا في امتلاكها الفيتو؟ هل يرتجف منا نتنياهو وقادة تل أبيب أم يصفوننا بالأصدقاء والحلفاء؟ لماذا تحقد علينا الشعوب العربية؟ هل تحقد علينا لأننا نتمتع بأقوي صحة بدنية في المنطقة فلا عندنا فيروس سي ولا فشل كلوي وكبدي ولا ينتشر فينا السرطان وأمراض السكر والضغط، أو لأننا نشكل أكبر عدد مرضي بالاكتئاب في الوطن العربي مما يستدعي حقد الشعوب العربية علينا لأننا مفرطو الحساسية؟ هل يحقدون علينا لأننا اكتفينا ذاتيا في الزراعة والصناعة مثلا؟ هل يحقدون علينا لأننا صرنا ننافس كوريا الجنوبية في التصنيع وهونج كونج في التجارة والهند في الكمبيوتر وتركيا في الديمقراطية؟ هل يحقدون علينا لأن رئيسنا عندما يزور دولة عربية يخرج ملايين لتحيته والهتاف باسمه ورفع سيارته فوق الأكتاف؟ كلها أسئلة أليس كذلك؛ فهل تملك أنت إجابات عنها؟ أم أنك ستكتفي بأن مصر فوق الجميع!

    أما إذا كان مقصودا بأن مصر فوق الجميع أي أن لها الأولوية الأولي في أي حسابات أو أي قرارات تصدر عن حكومتنا فهذا كلام بدهي ينطبق علي مصر كما ينطبق علي أي دولة في الوجود الإنساني، فلا توجد دولة تتخذ موقفا أو قرارا في غير مصلحتها ووفق أولوياتها وإلا تبقي دولة يحكمها مجانين أو عملاء!

    أما إذا كان مقصودا أن مصر أهم من مواطنيها فالحقيقة أن لا دولة محترمة تتعامل بأنها أهم من مواطنيها فالوطن هو مواطنوه، وقيمة وكرامة وكبرياء الوطن من كرامة وكبرياء مواطنيه، وأن حق كل مواطن أن يكون رقم «واحد» في أي قرارات خاصة بالدولة ومن الدولة ومع ذلك فإن مصر بلد الكوسة والمحسوبية وحيث يحصل أقل من عشرين في المائة من مواطنيها علي أكثر من ثمانين في المائة من الناتج القومي لها، بلد أنت مش عارف أنا مين وتوريث الحكم والمناصب للأبناء والأصهار وتكويش خمسين عائلة علي ثروة وحكم البلد، دولة هذا حالها لا يمكن أن تخدع نفسها إلي حد أن تتصور أنها فوق الجميع، فالجميع من السيد الرئيس حتي أصغر مسئول في الحزب أو الحكم فوق مصر!

    خامسا: طبعا من السهل جدا اتهام هذه السطور وكاتبها

    سهل حيث يلجأ البعض حين سماع كلام لا يحبه إلي كراهية من يقوله لا مناقشة ما قاله، ومن ثم طبيعي جدا أن تخرج اتهامات لكاتب هذه السطور بأنه:

    -لايحب مصر.

    -أنه متشائم ونظارته سوداء.

    -أنه مأجور وعميل.

    -أنه يعارض الرئيس لهذا يريد أن يحط من شأن البلد في عهد السيد الرئيس.

    أما عن الاتهام الأول فلا أنت ولا اللي خلفوا حضرتك يملك أن يتهمني أنني لا أحب بلدي ولا أنا مطالب أن أثبت لجنابك أنني أحبها.

    أما ردا علي الاتهام الثاني فأعترف أن نظري ناقص سبعة العين الشمال، وناقص خمسة العين اليمين، وعندي استجماتيزم وحصلت علي إعفاء من الخدمة العسكرية، بسبب ضعف نظري، ومع ذلك فإن نظارتي بيضاء ولا أحب ارتداء نظارات شمس ملونة أو سوداء طبعا «وإن كنت أحب نادية لطفي وهي ترتديها في فيلم النظارة»، السوداء ثم إنني لست متشائما ولست متفائلا ولا أجد أي ضرورة للتشاؤم والتفاؤل في السياسة بقدر ضرورة الإرادة والعزيمة.

    أما الاتهام الثالث فالمأجور والعميل أسهل تهمة يلقيها العملاء والمأجورون علي الناس.

    أما الاتهام الرابع فأنا أعارض الرئيس مبارك طبعا وقطعا، فأقول كلاما ويرد علينا غيرنا بكلام (ويردون بشتائم أحيانا كثيرة وبقضايا ومحاكم وأحكام بالسجن أحيانا أخري)، وشوف أنت الكلام الذي تصدقه فصدقه دون تفتيش في نوايا أي من المعارض والمؤيد، ثم أعارض الرئيس مبارك لكنني لا أعارض مصر، ومصر ليست الرئيس مبارك رغم أن ما فعله فيها الرئيس مبارك ربما جعلها غير مصر التي نعرفها، وأخشي أن يورثها لدرجة أن تصبح مصر تلك التي لا تريد أن تعرفها!

    سادسا: هل مصر دولة صغيرة وعليها أن تعرف حجمها عشان تتكلم علي قدها؟

    كل ما كتبته هنا وسأكتبه لاحقا يهدف إلي أن تسمع تلك الحقيقة التي لاتريد أن تعرفها أبدا، ثم لهدف أكبر هو أن نكبر فعلا؟ ماذا يعني كل هذا الكلام؟ معناه أن مصر دولة عظيمة مرهون تألق عظمتها بشعبها، برئيسها ورجالها، إما أن يكون الشعب المصري في مرحلة ما من تاريخه يليق بهذا البلد فيرفع من مكانته ويعلي من مقامه وتقدم الأمم وقود منطقته العربية، وإما أن يكون الشعب في مرحلة ما (مثل التي نعيشها من 28عاما) خامل الهمة خانع الروح مهدور الكبرياء منكفيا منحنيا معزولا ومنعزلا عن محيطه ومنطقته فيتراجع البلد مكانة وشأنا ويتحول إلي التباهي الممض والابتزاز العاطفي المريض، وتزوي قيمه ويصبح دوره هشيما تذروه الرياح....!
                  

12-04-2009, 12:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    التاريخ: الجمعة 4 ديسمبر 2009م، 17 ذو الحجة 1430هـ

    استراحة ..
    مباراة مصر والجزائر

    أيوب صديق

    رويَ أن الرسول عليه الصلاة والسلام سُئل أيسرق المؤمن؟ قال نعم . أيزني المؤمن ؟ قال نعم. أيكذب المؤمن قال لا. وقد وردت رواياتٌ أخر لهذا الحديث، من حيث طرحُ السؤال وإجابتُه صلى الله عليه وسلم عنه. منها: أيزني المؤمن ؟ قال قد يكون ذلك. أيسرق المؤمن؟ قال قد يكون ذلك. أيكذب المؤمن؟ قال لا. وقد أورد هذا الحديثَ الأئمة مالك و البيهقي ؛ وابن أبي الدنيا ؛ و ابن عبد البر؛ وغيرهم . وتفاوتت أقوالُ علماء الحديث فيه من حيث درجاته. وليس هذا المجال لتناول أقوال أولئك العلماء فيه..
    بضرورة اللغة يُعلم أنه ليس المقصود تهوين كبيرتي الزنا أو السرقة أو تقليل أثرهما ، حاشا لله ، بل المقصود هوعِظمُ كبيرة الكذب. فقد كان للكذب آثارٌ مدمرة في حياة البشر، وأُنزل فيه قرآنٌ يُتلى إلى يوم تنقضي الحياة على ظهر البسيطة. و في عصرنا هذا دمرت كذبة واحدة تناقلها العالم؛ وما ألحق بها من حواشٍ، بلدا عربيا تدميرا كاملا و لا يزال يُدمر بسببها وهو العراق، بحجة أنه لم يدمر اسلحة الدمار الشامل لديه، وأنه قادرٌ على شن هجوم بتلك الاسلحة في غضون خمس واربعين دقيقة..
    تذكرتُ هذا الحديث النبوي، وهذه الكبيرة من السلوك البشري، بسبب ما بُث منها كثيراً على موجات الاثير، و سودت منها صفحات جرائد كثيرة ، من نفر لم يتق الله في بلدنا، الذي ناء كاهله بتنظيم مباراة بين فريقين يحمل كل منهما أدران الكراهية للآخر، وأخرجها في افضل صورة ممكنة ، رغم ضيق الوقت وقلة الامكانات، فاتُهم البلد كله وأهله واجهزة أمنه من ذوي الفريق الخاسر؛ بالتآمر والانحياز، والتفريط في الواجب، بسبب هزيمة تحدث كل يوم في كرة القدم. فحُمل هذا البلدُ وزرَ تلك الهزيمة، و تذكرتُ مثلا سمعته منذ الصغر في منطقتنا وهو (غلبها راجِلها دَقَّت حَماتها)..
    ما كنتُ لأتناول هذا الموضوع الذي بُذلت فيه جهود حميدة لتلافي آثاره، لولا قراءتي ما ورد في صحيفة «النبأ» القاهرية بعدد الحادي والعشرين من الشهر الماضي، وصحيفة «الانباء» القاهرية بعدد الرابع والعشرين من الشهر نفسه..
    «2»
    وقبلهما صحيفة «المصري اليوم»، بتاريخ العشرين من الشهر ذاته، وهو طريقة في الكتابة سيظل أثرها السيء باقيا في النفوس لوقت طويل، رغم تلك المساعي. ولأصل بك قارئي العزيز إلى ما أرمي اليه؛ إقرأ ما كتبت «النبأ»: (وما حدث وبرغم كل التبريرات السودانية غير المنطقية، يستوجب على الحكومة أن تدقق وتحقق لمعرفة ما إذا كان قد حدث بشكل متعمد من السودان لتصفية حسابات سياسية قديمة أم حديثة بشكل عفوي حيث وصل الأمر إلى حد إغلاق احد الشوارع على المصريين وهاتك يا ضرب وكأنهم بلا دولة وبلا حكومة و بلا تاريخ) ومثله ما كتبه ياسر تهامي رئيس تحرير صحيفة «الانباء» القاهرية في عدد الرابع والعشرين من الشهر الماضي أيضا حيث قال نقلا عمن قال إنهم شهود عيان يثق فيهم: (إن السفارة الجزائرية هناك كانت تقوم بشحن الجماهير السودانية لاستعدائها على مصر وفريقها الكروي من خلال حديثهم الى الاخوة السودانيين أن ارض حلايب وشلاتين سودانية ومصر استولت عليها بدون وجه حق).. ثم يمضي رئيس التحرير فيورد عمن قال إنهم يثق فيهم فيذكر منهم المطرب محمد فؤاد حيث ذكر أنه قال عما ( شاهده بنفسه في السودان الذي اتهمها شخصيا بالتواطؤ وترك الشوارع للبلطجة والدليل عدم تدخلها لحماية اللاعبين والجماهير المصرية إلا بعد تدخل القيادة السياسية وتهديدها بارسال قوات لحماية ابناء مصر)..
    ويمضي رئيس تحرير «الانباء»القاهرية قائلاً: (وأقول لسمير زاهر واعوانه أنتم السبب في اختيار السودان لاقامة المباراة وهي غلطة عمركم) وهالني كذلك ما كتبه طارق صلاح في صحيفة «المصري اليوم» بعدد العشرين من الشهر الماضي، حيث قال إن السودانيين أخبروه (بأن مشجعي الجزائر قاموا بشراء كل الاسلحة البيضاء من الاسواق مثل السكاكين وما شابهها من جنازير وسلاسل حديدية).. ومضـى يقول: (المفاجأة كانت عندما دخلنا استاد أم درمان فلم يسألنا أحد عن شيء ولم يكلف احد من الأمن نفسه بتفتيشنا حتى التذكرة لم يطلبها حارس البوابات، وهنا كانت الطامة الكبرى، حيث ذلك معناه ان الجزائريين دخلوا بأسلحة بيضاء دون معاناة) وغير ذلك من الكذب الذي حرك مشاعر الجماهير في مصر، ونال منه (أشقاؤهم) في جنوب الوادي نصيباً وافراً.
    «3»
    نعم لقد تحركت مصر رسمياً وعلى أعلى المستويات؛ لاصلاح ما افسده ذلك النفر من الاعلاميين والمشاهدين، وتحرك فيها أيضا نفر كريم لازالة ما علق بالنفوس، مستهجنا ما قيل ومتبرئا منه. والله أعلم متى يزول من النفوس ذلك الذي ولَّده كذبُ ناسٍ استحلوه لانفسهم، فأخرجوه من صدورهم ولوثوا به ألستهم، بسبب هزيمة لم يكن للسودان دخل فيها سوى أنها وقعت على أرضه. فسيظل أولئك الذين كالوا صنوف الاتهامات للسودان الرسمي والشعبي ، ومن أيدهم في اتهاماتهم، يطوون صدورهم على ما أطلقوا به ألسنتهم في حق هذا البلد (الشقيق) مهما كانت مجهودات السياسيين لتسوية الامور.
    أرى أن ما صدر من بلادنا من نفي لما قيل ضدها لم يكن كافيا ؛ وأرجو أن أكون مخطئا في ذلك، فالاعلام العربي الواسع لم يغطِ مؤتمر سفير السودان في القاهرة، الذي وقف فيه صحفيون مصريون متبرئين من الذي قيل في بعض اجهزتهم الاعلامية، ولم يُغط الاعلام العربي قبل ذلك المؤتمر الذي عُقد في الخرطوم لتوضيح الحقائق. ولقد أدلى القنصل المصري بالخرطوم بحديث طيب، استهجن فيه إساءات لحقت بأجهزة الامن السودانية، بسبب حوادث لم تقع في شوارع الخرطوم بالطريقة التي صورت بها.لكن كان حديث القنصل للقناة السودانية فقط، ولذا كان نصيبه من النشر محدودا، مع العلم أن في الخرطوم عددًا كبيرًا من مراسلي القنوات الفضائية العربية. فليت السيد القنصل كان دعا مندوبي تلك القنوات وأدلى إليهم بحديثه. ولما كان لم يفعل، فليت الاخوة في الاعلام هم الذين جمعوا مراسلي تلك القنوات، وعرضوا عليهم ما أدلى به السيد القنصل للقناة السودانية لينقلوه الى محطاتهم.
    زيادة على الذي بُذل من جهود مقدرة من الاخوة في مصر؛ لاصلاح ما زعمه ذلك النفر زورا وبهتانا في حق إخوتهم في السودان؛ وهو شيء ليس باليسير الذي يسهل التغاضي عنه ، أرى أن تقوم بلادنا بحملة إعلامية تصحيحية منظمة، فتدعو فريقَ إعلام كبيراً من مصر، يكون من بينه أولئك الذين تولوا كبر هذه الازمة، من كتاب و مقدمي برامج، ليبين لهم المسؤولون عندنا واقع ما حدث ونفي ما ادُعيَ. فالحقيقة لا تتلاشى بالتقادم، و الاتهام والبهتان لا يُنسيان، وقد يتكرران، طالما هناك مبارياتٌ تُلعب ومشجعون يتبعون فرقهم أينما ذهبت. فمن يدري ، فقد تكون بلادنا مرة أخرى مسرحا للقاء خصوم كرة يتنافسون على أرضها.
                  

12-04-2009, 06:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    مصر والجزائر: باعة الوهم والشعوبية الجديدة؟
    مصر والجزائر: باعة الوهم والشعوبية الجديدة؟


    مسعود ديلمي



    خلقت المباراة الكروية بين مصر والجزائر، والتي سماها بعض الإعلاميين أم المعارك، عند المشجعين هستيريا كان ضحيتها الروح الرياضية، والناس البسطاء، فكرست قافلة التشرذم العربي، وأحدثت شرخا في العلاقات الجزائرية المصرية. لقد لعب فيها بعض إعلاميي كلا البلدين، قبل الأنصار، دورا لا يشرف الإعلام ولا يخدم الأوطان، فكانوا المحرك للحقد والعنف إلى حد لا يطاق. لقد شحنوا الجمهور حتى أصبح كل صوت ينادي للتعقل هو صوت لا يسمع، وربما يوصف بأنه خيانة.



    ولا يختلف إثنان في استفادة النظامين الجزائري والمصري، من هذه المقابلة بصرف نظر شعبيهما عن القضايا الحقيقية وتوجيه اهتمامات المواطنين لأمر ثانوي فأصبحنا أضحوكة العالم. ففي الجزائر مثلا كان هناك إضراب أساتذة التعليم الثانوي والأساسي، وإضراب أساتذة الجامعة، مرا في صمت رغم أن التعليم يحدد مستقبل ومصير الأمة. كما أبان الشعوبيون الجدد عن كرههم لكل ما هو عربي، بالخلط بين الحكومة المصرية والشعب المصري الأصيل، فتلاحقت صحف ناطقة بالعربية وأخرى بالفرنسية على نشر مقالات مسمومة تزرع الفرقة إلى حد المزايدة بوقائع التاريخ والمس بحرمة الشهداء.


    وهاهي صحيفة 'الشروق 'التي تدعي الدفاع عن العروبة والإسلام، بين عشية وضحاها تنقلب على عقبيها فتضع أخلاقيات المهنة جانبا لتمارس الدعاية المقيتة مثل نشرها صور أشخاص على أنهم ضحايا ماتوا نتيجة اعتداء أنصار الفريق المصري عليهم والشيء الذي كذبته وزارة الخارجية الجزائرية في ما بعد. وخرج علينا أحد نواب جهة التحرير مطالبا بقطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. إن هذا الصوت وأمثاله يعبر عن نخـــبة سياســـية غـــير راشدة لكــــي لا نقول فاسدة... كل هذا الشحن دفع مجموعات مهيجة، -ربما بتحريض ما،- بتدمير ونهب وحرق مقر شركة الخطوط الجوية المصرية، وكذلك المقر العام لشركة جيزي فرع الجزائر لشركة أوراسكوم المصرية للاتصالات وبعض فروعه في الولايات؛ إنه عمل إجرامي لا يشرِّف الجزائر حكومة وشعبا، وضربة للاستثمار الأجنبي. وينسى الذين قاموا بهذا الفعل أن أغلب عمالها هم جزائريون. ناهيك أن شركات التأمين التابعة للدولة ربما هي التي تدفع هذه الخسارة بأموال الشعب. وقد لا يتذكر البعض أيضا أن شركة جيزي هي التي أحدثت حركية في ميدان الاتصالات الهاتفية بالجزائر وكسرت الاحتكار الذي كانت تفرضه الدولة ممثلة في الشركة الوطنية الجزائرية للاتصالات بعدما فُتح المجال للتنافس بين الشركات الأجنبية والمحلية. وربما نسي بعض الجزائريين استحالة الحصول على خط هاتفي محمول قبل بدأ شركة جيزي في العمل بالجزائر دون اللجوء إلى وساطة شخصية نافذة في الحكم، تتوسط له لدى الشركة الوطنية، وبدفع أثمان باهظة.



    ترى كم كلفت خزينة الدولة هذه المقابلة وما رافقها من احتفالات؟ قد لا نعرف الأرقام ما دامت الأموال هي ريوع وليس بمقدور الشعب مراقبة مجال صرفها، لأن الشعب في نظر الحكام قاصر ومجرد رعايا. فكم من مريض عاجز عن شراء الدواء للاستشفاء؟ وكم من طفل يحتاج إلى التدفئة في قسمه بأرياف الجزائر؟ وكم من كبير في السن لا يجد إعانة يكمل بها أيامه بكرامة؟ وكم من رب عائلة لا يجد مأوى يستر فيه فلذات أكباده بأحياء ديار الشمس وغيرها في كامل المدن الجزائرية... ؟


    وفي باريس، أقام بعض الجزائريين الموائد احتفالا ب'النصر' بينما في شهر رمضان يقلَّ كرمهم، فكم من طالب وطالبة علم بدون منحة، وهم صائمون، لم يجدوا من يتذكرهم في ذلك الشهر الكريم؟ وبعضهم لم ير أهله منذ سنوات لأن ليس بمقدوره شراء تذكرة سفر... بينما ينقل الأنصار بسعر رمزي للخرطوم... قد يرى البعض في هذا حكما عاما، لكنه في نظرنا عينة للفوضى الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي يحياها البلد، وتعبر عن مدى انقلاب سُلَّم القيم عند شرائح واسعة من الشعب. إن النخبة التي تتصرف بهذه الطريقة ربما نقيم عليها صلاة الجنازة، وننتظر لعل الله يعطينا خلفا جديدا يعرف ما هي الأولويات التي تهم الأمة، ويرسم حدودا بين الجد والهزل... إن الانتصار الذي نحتفل به هو انجازات حقيقية في العلم والاقتصاد والثقافة، والقضاء على الفقر...



    وإذا كانت الجرائد الخاصة زادت من مبيعاتها، فإن التلفزيون الرسمي من جهته لا نعتقد أنه كسب احترام ووِدّ المشاهدين بمجرد أن لبس مقدمو نشرات الأخبار العلم الوطني، بينما لا يقومون بعملهم كما ينبغي المتمثل في تقديم مادة إخبارية صادقة وموضوعية للمشاهد... إن التغني بالوطنية الضيقة في زمن العولمة والانفتاح على حساب الحق والعدل يعبر عن إيديولوجية مريضة مقتنع بها الكثير من الجزائريين.
    إن الجزائر التي نحب هي الجزائر التي كانت ملتقى الأحرار، ورمزا لمقاومة الظلم، والتي تعلو فيها المبادئ الإنسانية على قيم التعصب الأعمى لبقعة جغرافية. والجزائر التي نهوى هي الجزائر الني تحترم فيها المؤسسات الدستورية، والتي يكون فيها القانون مطبق على الجميع، وليست جزائر الانتخابات المزورة، وسرقة أموال الشعب، وعبادة الأشخاص... والجزائر التي نعشق هي التي يكتب فيها الصحافي بلا خوف أن يسجن أو يغدر به لأنه يقول الحقيقة؛ ويكون فيها القاضي عادلا لا يخضع لأوامر سياسية فوقية بل فقط للحق... ولا يمارس فيها صاحب سلطة ما الطغيان ويتجبر على الضعفاء، بل مكلف بمهمة في خدمة الشعب قد يحاسب على تقصيره... ولا يكون أغنياؤها إقطاعيون و'كولون' جدد بل مستثمرون يخلقون وظائف ولا يرشون أحد... والجزائر التي نحلم بها هي الجزائر الوفية للمبادئ التي ضحى من أجلها بن مهيدي، و ديدوش، و عبان، و لطفي، و عميروش، و بوقرة، و زيغود... فعندما نرى هذه الجزائر تتحقق يومئذ نفرح ونقيم لمن يساهم في تجسيد هذه الأماني تماثيل في قلوبنا.



    أما عن الجانب المصري فلا نزيد عما كتبه الكثير من شرفاء وأحرار مصر الذين رفضوا الصورة السيئة التي يعطيها عن بلدهم جزء كبير من إعلامهم ومن ورائه النظام المصري بأهدافه غير بريئة، فنقول لهم: إن لشعب مصر الأصيل الذي احتضن المصلحين والمقومين ورجال الفكر والأدب والفن من جميع البلاد العربية والإسلامية، الشعب الذي أنجب محمد عبده، وحسن البنا، وعلي عبد الرازق، وطه حسين، وحافظ ابراهيم، والعقاد وأحمد شوقي، ومحمد الغزالي، ونجيب محفوظ، وأم كلثوم، وعبد الحليم، وفاروق الباز، وسعد الدين إبراهيم...حبكم في قلوبنا لا تزعزعه مقالة كاتب مأجور وصحافي طالب شهرة، أو كلام جاهل... ونعتز بمصر لأنها ليست ملك آل مبارك وإقطاعيي الحزب الوطني الحاكم أمثال هشام طلعت... ولا يمثلها عمرو أديب وأمثاله... فالفجر آت تخطه أقلام أبناء مصر المرابطون الذين يناضلون من أجل قيم الحرية والعدالة وحقوق جميع المظلومين، والذين يدافعون عن عروبة مصر الحقيقية، وليست مصر المنكفئة عن ذاتها لأن لها حضارة عمرها الاف السنين. تلك الحضارة التي هي ملك للإنسانية جمعاء، فالذي يطرح ما هو مساهمتنا كعرب جميعا اليوم في الحضارة الحالية؟



    إن بعض أنصار الفريقين الجزائري والمصري، وهم قلّة، ليسوا ملائكة فهم يسيئون للرياضة ولشعبيهما بتصرفاتهم غير الحضارية في الملعب وخارجه، فلذا يجب التنديد بهم، وفتح تحقيقات في كل الحوادث التي وقعت في الجزائر وفي القاهرة وفي الخرطوم، ومحاكمة كل من ثبت تورطه لكي يكونوا عبرة وإحقاقا للحق. ولا ينبغي استثناء من نادى إلى العنف واستعمل عبارات الشتم والعنصرية تلفظا أو كتابة من الطرفين. هذا هو الصلح الحقيقي، وخدمة للقيم الرياضية، وحفظا للأخوة العربية... ويا ليت يتعلم هؤلاء المناصرون من الآخرين، لقد رأينا كيف كان أنصار الفريقين الفرنسي والايرلندي قبل المقابلة المصيرية لفريقيهما في شوارع باريس يأخذان صورا تذكارية مع بعضهم البعض في صداقة تامة وروح رياضية عالية. كما أن الصحافة الفرنسية لم تقم بتعبئة الجماهير قبل المقابلة على الطريقة التي قامت بها نظيرتيها في الجزائر ومصر. هذه المقابلة جرت في جو رياضي عالرغم أن الهدف المؤهل لفرنسا كان بلمسة يد. فكان احتجاج اللاعبين رياضيا، فلم يعتدوا على الحكم مثل ما يحدث في ملاعبنا لأنهم من شعوب تحترم القانون. وغادر الأنصار باريس دون أن يحدثوا فيها شغب. وبعد المقابلة ركزت الصحافة الفرنسية بكل موضوعية على أن التأهل بتلك الطريقة المغشوشة لا يشرف الرياضة الفرنسية، وبين استطلاع للرأي أن 81' من الفرنسيين أن بلدهم لا يستأهل التأهل للمونديال، مما دفع بمسجل الهدف عميد المنتخب الفرنسي تيري هنري إلى طلب إعادة المقابلة. هذه هي الرياضة التي نريدها في بلداننا العربية، متعة وأخلاق، تجمع ولا تُفرِّق، حتى نستطيع كسب احترام الغير لنا.



    وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نشكر تلك الأصوات والأقلام الحرة في كلا البلدين وفي باقي البلاد العربية التي حاولت تنبه إلى خطر وعواقب هذه السلوكيات المنافية لأصالتنا العربية، والبعيدة عن أخلاقنا الإسلامية، ولا تمت بأي صلة إلى الوطنية الحقيقية، وتعاكس كل القيم الإنسانية. والأكيد، ستكتشف الشعوب يوما أنها كانت مخدوعة من قبل الأنظمة وتلك الأبواق الإعلامية، والتي لا تمثل في جميع الأحوال الشعبين في مصر وفي الجزائر، بعد ما حوَّلت الرياضة، التي أوجدت للترفيه والتقريب بين الشعوب، إلى وسيلة لتحقيق مصالح آنية، وأداة لتخدير الشباب الضائع قصد إبعاده عن الوعي الحقيقي لبناء ديمقراطية حقيقية، وحمل هموم القضايا المصيرية للأمة.

    ' كاتب من الجزائر مقيم بباريس
    [email protected]القدس العربى
    4/12/2009
                  

12-04-2009, 07:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    مباراة مصر والجزائر:
    التيار القومي يعلو فوق المعركة

    ونبدأ باستمرار ردود الأفعال على مباراة مصر هي أمي والجزائر خالتي ونعيد التأكيد بأن الحملات ضد مثيري الكراهية نحو الجزائر، تزداد قوة، ويشارك فيها من ينتمون لاتجاهات سياسية متناقضة، وهو ما يثبت من جديد، أن الإيمان بعروبة مصر ليس وقفا على تيار معين، وأنه انتماء يعلو فوق أي اتجاهات، كما تزداد الحملات ضد نظام الحكم، بسبب هذا الحادث، ذلك أن زميلنا في 'المصري اليوم' محمد البرغوثي قال يوم الأربعاء: 'هناك عشرات الأدلة على ضلوع النظام السياسي الجزائري ونظيره المصري في استخدام مباراة كرة قدم لإلهاء جماهير البلدين عن حقوقها المهدورة، وتفريغ طاقة الغضب هنا وهناك في معركة رثة ومتخلفة يتاح فيها لهذه الشعوب المهانة استحضار مشاعر العزة والكرامة والريادة، واستهلاكها في مواجهة 'عدو' لن يكلفنا عداؤه أكثر من إهانة عدد من المواطنين المصريين في الجزائر، وإهانة عدد من الجزائريين في مصر، هي حيلة إنسان رخيصة ومكشوفة، هنا في مصر تعصف البطالة والفقر وانهيار الخدمات بالمواطنين، ويتحول مجلس الشعب عاماً بعد آخر إلى مجرد مكتب لتسجيل القوانين التي تخدم مصالح التجار والسماسرة وأصحاب التوكيلات الأجنبية، وهناك في الجزائر إقطاع عسكري متوحش يستخدم الميليشيات المسعورة في سفك الدماء وإشاعة الرعب ويستعمل الآلة الإعلامية في دق طبول معارك آمنة تستنزف طاقة الغضب وتصرف الشعب الجزائري المطحون عن الالتفات لثرواته التي اختطفها الإقطاع العسكري.
    وهنا وهناك مواطن يحطمه نظام سياسي فاسد ليفرغ غضبه وإحباطه في الاعتداء على نظيره العربي المهان مثله، فمتى يستدير هذا الغضب إلى الوحش السياسي اللئيم ويفتدي كرامة الشعوب والأوطان من بين أنيابه؟!'.

    ما يغيظ المصريين عدم ارسال بلطجيتهم للخرطوم

    وفي اليوم التالي - الخميس - سارع زميلنا أسامة غريب في 'المصري' بدعم البرغوثي، بقوله: 'لا أجادل في سفالة وإجرام العناصر التي حملتها الطائرات الجزائرية إلى الخرطوم، لكني على يقين بأن ما يضايق أصحاب الفيلم الرديء من جماعتنا ليس فقط خسارة المباراة، وضياع آمالهم في استثمار الحدث سياسيا، ولكن يضايقهم إخفاقهم الشديد في حمل عناصر بلطجية إجرامية إلى الخرطوم كما فعل الجزائريون. ان الحزب الوطني هو الذي هزم في أم درمان، وليس الشعب المصري، ولعل ما يثير حنق كوادرهم الحزبية، انهم لم يستغلوا خبرتهم في تجميع البلطجية كما عودونا أن يفعلوا أيام الانتخابات، لكنهم اصطحبوا معهم الشباب البسكويت من جماعة حورس وجيل المستقبل وما أشبه، وقد ولى هؤلاء الأدبار أمام أول نفخة من المجرمين العتاة من الجمهور الجزائري، ومن أطرف ما قرأت في هذا الشأن ما كتبه فراج إسماعيل عن أنهم نسوا أن يصطحبوا معهم عنترة إلى الخرطوم، وأخذوا بدلا منه شيبوب'.
    لا، لا، هذا خطأ سوف نتداركه ونستعين بخط الصعيد، وسفاح المعادي، وموعدنا إن شاء الله مع الجزائريين في أنغولا، حيث توعدهم في نفس اليوم رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' وعضو مجلس الشورى المعين، زميلنا عبدالله كمال، بقوله:
    'لا أعتقد اننا سوف نصفو لهؤلاء الكارهين قريبا، أو حتى في المدى المتوسط، بل انني أتخيل عددا لا بأس به من مشجعينا يسافرون الى جنوب أفريقيا، لكي يشجعوا الخصوم الذين تلاعبهم الجزائر في المونديال، وبالتأكيد فان هذا ما سوف يحدث في أنغولا'.

    'الميدان': ليس هناك قتلى بيننا وعلى المثقفين
    المصريين والجزائريين طي الماضي

    وهكذا كشف عبدالله عن خطتنا في أنغولا، وبالتالي سوف يستعدون لنا، مما سيطيل أمد الحرب بيننا وبين أشقائنا، بينما المطلوب أن يتقدم العقلاء بالحلول للصلح.
    وهو ما تكفل به مشكورا، مأجورا، على سعيه - صاحبنا محمد سلامة بقوله في 'الميدان' - الأسبوعية المستقلة - موجها كلامه الى بارك الله لنا فيه: 'والحل يا سيادة الرئيس لكسر هذا الثأر المفتعل هو الحكمة التي يستخدمها عقلاء الصعيد المصري في التصالح وليس في هذه الحالة لحسن حظ مصر بهزيمتها من المنتخب الجزائري، فليس هناك قتلى لتقديم كفن وتعويض للوصول الى تصالح وبالتالي مطلوب من الجزائر إرسال طائرة تحمل عددا من الشباب المثقف من أوائل الجامعات الجزائرية وأوائل المرحلة الثانوية بباقات ورد كبديل للكفن تهدى إلى نخبة مماثلة من الشباب المصري مع تعهد بالتعويض عن جميع التلفيات التي حدثت بالمنشآت التابعة للشركات المصرية بالجزائر وتعويض أي مصاب، وأن يقابل هذه المبادرة الرد بالمثل بارسال نخبة من الشباب المصري الذي يحمل ورودا من مصر تمثل المحبة والتحضر مع التزام مصري بالتعويض ايضا عن أي تلفيات بأي منشأة جزائرية أو مصاب جزائري لنثبت للعالم وللإعلام بأننا شعوب عربية متحضرة، وأرجو من الله ان يحوز هذا الاقتراح على القبول من سيادتكم ومن سيادة الرئيس حسني مبارك متمنيا أن تنتهي هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن فهؤلاء البلطجية لا يمثلون الشعب الجزائري أو المصري'.

    'أخبار اليوم': مصر كبيرة في كل شيء

    ونبدأ بجولة سريعة في صحف السبت مع أبرز ما نشرته، ففي 'أخبار اليوم' الحكومية قال رئيس تحريرها زميلنا ممتاز القط: 'محاولة النيل من مصر، هي محاولة للنيل من الدور والقيادة والحكمة، محاولة قد يعتقد بعض الواهمين أنها يمكن - بكل سذاجة وسطحية - أن تشغل مصر أو أن تغض طرفها عما يحدث وعما يحاك، غير أن المؤامرة تحتاج الى نوع من الهدوء والروية للتعامل معها، وإذا كان الرئيس مبارك قد قال انني انفعل مثلكم ولكني أتمالك نفسي، فقد كان ذلك إشارة واضحة تدعونا جميعا للتوقف عن مناقشة واستعراض تطورات ما حدث بما في ذلك استمرار جلد الذات، والحديث عن نوع من التقصير قد حدث من جانبنا، وهو الأمر الذي أعرف انه سيكون محلا للتحقيق الشامل لمنع تكراره مستقبلا، وفي حمى الاتهامات والاستياء والغضب يجب ألا نتناسى أن ما حدث من تلك 'الحثالة' لا يمثل الشعب الجزائري إطلاقا، والذي يعاني الأمرين من جراء تسلط وإرهاب بعض العناصر الجزائرية التي أصبح لها أيضا الذراع الطولى داخل الحكومة وحزب الأغلبية هناك'.

    'الاخبار': حب مصر بوحدتها الوطنية لا اتباع المهووسين

    أما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار'، نبيل زكي، فكان رأيه الذي عبر عنه في 'الوفد' بنفس اليوم - السبت - هو: 'لا أستطيع أن أتجاوب مع أحاديث ودموع حب مصر التي تتكرر كثيرا هذه الأيام، والسبب واضح، وهو شعور بأنها غير صادقة، ذلك أن حب مصر كان يقتضي أن يتظاهر من يحبون مصر دفاعا عن الوحدة الوطنية التي يجري باستمرار توجيه الطعنات إليها هذه الأيام، وأن يتظاهروا ضد إهدار كرامة أي مصري يضع قدمه داخل أحد أقسام الشرطة، وضد ممارسات التعذيب التي تفضي الي الموت في أحيان كثيرة، جريمة قتل الأسرى المصريين على يد جنود إسرائيل خلال حربين متتاليتين وأن نتظاهر احتجاجا على قيام جنود إسرائيليين بقتل جنود مصريين من منطقة الحدود في رفح، فالوطنية وحب مصر لا يعنيان إلقاء تبعة جرائم يرتكبها أفراد متهوسون أو منحرفون أو مأجورون على مجتمع بأكمله، كل عاقل مصري وجزائري وبقية الأشقاء العرب مدعوون الآن الى التدخل وقيادة الرأي العام بدلا من ترك الساحة لغير المهنيين الذين يضللون الناس ولا يكفون عن الصراخ'.

    'الأهرام': الاستثمارات المصرية
    بالجزائر هي الأنجح

    وفي 'الأهرام' سدد زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أسامة غيث في بابه - الاسبوع الاقتصادي - ضربة أخرى الى أنصار الفتنة وأعداء عروبتنا حماها الله بقوله، وكان في الجزائر: 'السوق الجزائرية تشهد بالفعل منافسة ساخنة للاستثمارات وشركات المقاولات المصرية، التي كانت سباقة في الدخول منذ عشر سنوات خاصة من الشركات الصينية والفرنسية والإيطالية والبريطانية التي تتحرك في ظلال مخالفات مع الشركات الأمريكية، ويعزز ذلك أن الجزائر كمنتج كبير للنفط الخام والغاز الطبيعي والمكررات البترولية والغازية، أصبحت تملك فائضا ضخما من احتياطيات النقد الأجنبي يصل حاليا لأكثر من مائة وخمسين مليار دولار في ضوء الارتفاعات السعرية للنفط والغاز في العام الماضي، وأن الجانب الأكبر من هذه الاحتياطيات النقدية مؤهل لتمويل مشروعات تنموية ضخمة تلبي طموحات الانتعاش الاقتصادي الجزائري.
    وتحتاج المشروعات الانتاجية الصناعية والتي ترتفع استثماراتها الى عشرات المليارات من الدولارات الى شركات خارجية للقيام بها، والمشاركة في مشروعاتها الصناعية، وهو ما يجعل الصراع محتما بين كل الأطراف الراغبة في المشاركة، ويتيح الفرصة لخلق أجواء منافسة خارج نطاق القواعد المتعارف عليها عالميا، وكان واضحا مع اشتداد أزمة مباراة كرة القدم، وتصاعدها، أن هناك استهدافا للشركات المصرية وتخطيطا منظما لإجبارها على التوقف عن العمل، وترويع العاملين بها. وهؤلاء المنفلتون الذين يعرضون مصالح مصر الاقتصادية والتجارية للخطر ويعرضون الأمن القومي المصري وركائزه الاستراتيجية للضياع، يمثلون نموذجا فريدا للجهل والسطحية، وقصور الفهم الى درجة السذاجة والغباء بالمفهوم الكامل والشامل للكرامة الوطنية، فهم لا يدركون بديهيات القوة المصرية القائمة على تشبيك مصالح كل العالم العربي، الإسلامي، وبالرغم من الصغائر وبالرغم من كل الكبائر لا يملك المصري إلا أن يحب الجزائر وأن يقدر شعبها ويحرص عليه حرصه على الأخ الشقيق ليس من باب الانفعالات العاطفية الكاذبة، أو التملق المريض لأن مصر أكبر من ذلك بكثير وكثير، ولكن لأن كفاح شعب الجزائر وثورته وانتصارها هو الذي يعطي الأمل والنموذج للطموح العربي، في إزالة الكيان الصهيوني الاستيطاني الناهب لأرض فلسطين العربية، فقد نجح الجزائريون في إجبار الاستعمار الفرنسي الاستيطاني على الرحيل'.

    'الدستور': المصريون اتبعوا
    للأسف رياضيين واعلاميين جهلة

    طبعا مهاجمو أشقائنا في الجزائر من المؤمنين بعروبتنا مثلنا، أغبياء، كما وصفهم أسامة، أو كما قال في نفس اليوم في 'الدستور' زميلنا طارق رضوان: 'نحن نسلم أمر سياستنا المهمة الى خالد الغندور وشوبير ومصطفى عبده، الذي قال عن الجزائر شعب المليون لقيط - كده مرة واحدة - ولمدحت شلبي ونهال عنبر ومحمد فؤاد ولرؤساء تحرير جهلة، ولوزير إعلام لا يعرف الفرق بين السياسة العليا للدولة وبين الموسوعات - كله بيتباع - ولمذيعين جهلة، الجزائر لو تعلمون - وأنا ضد ما حدث - من أهم الدول العربية لمصر، تملك ثلاثة ملايين جزائري في أوروبا يمكنهم إشعال أوروبا في أي وقت تريد الجزائر، وهي التي أرسلت كتيبة لتحمي القاهرة في حرب أكتوبر، الجزائر هي التي حملت سيارة عبدالناصر على الأعناق عرفانا بدوره في التحرير العظيم، الجزائر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مصانع لصناعة المعدات الثقيلة ولقوتها قتلوها بالإرهاب اللعين في نفس توقيت وجوده في مصر، لا يمكننا أن نستغنى عن الجزائر لو تعلمون كما أنهم لا يستطيعون الحياة الآمنة من غير مصر، من يكفر بالعروبة فهو جاهل'.
    ما شاء الله، ما شاء الله، عبدالناصر هكذا غير مسبوق بخالد الذكر، خاصة في وصف هذا المشهد العظيم؟

    'الدستور' تتهم خوفو وخفرع ومنقرع
    بالتسبب بخراب مصر واضطهاد شعبها

    أما مفاجأة عدد 'الدستور'، فكانت عودة صاحبنا اليساري الدكتور إبراهيم السايح الى الكتابة بعد توقف طال، بتوقف جريدة 'البديل'، وحرمنا من قلمه شهورا، فقد قرأ وسمع عما ينشره جهلة وموتورون عن أشقائنا الجزائريين، وغضب جدا، وقال عن أجدادنا الثلاثة، خوفو وخفرع ومنقرع: 'انتفاضة إخوانك عمر الشريف وحسين فهمي ومحمود ياسين وأختك يسرا أمام الأهرامات دفاعا عن كرامة زملائهم الفنانين والفنانات الذين لم يحسن السودانيون والجزائريون استقبالهم ووداعهم، قبل وبعد مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر! اختار الفنانون المثقفون موقع الأهرامات لأنهم لم يقرأوا التاريخ الحقيقي لبلادهم، ولا يعلمون حتى الآن أن هذه الأهرامات هي أول رموز القهر والاستبداد في التاريخ المصري القديم، وأن أجدادنا الأفاضل سخروا الشعب المصري بأكمله لبنائها، ودفعوا فيها كل موارد الدولة الى ان انتهى الأمر بكارثة اقتصادية وسياسية يعرفها التاريخ باسم الثورة الاجتماعية الأولى، أو عصر الإضمحلال الأول، ومثلما أساء الفنانون اختيار الموقع أساءوا ايضا اختيار القضية، فهؤلاء النجوم الكبار لم يذهبوا للاعتراض على قهر الشعب المصري بالقوانين العسكرية الاستثنائية طوال العقود الثلاثة الخالية، ولم يذهبوا للامتعاض من تزوير كل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية والنقابية والطلابية والرياضية التي أجريت في مصر طوال عهد الرئيس الحالي، لم تشمل انتفاضة الفنانين كلمة واحدة عن تلفيق الدستور ولا تفصيل القوانين ولا تأليه الرئيس، ولا فساد الحزب الحاكم، ولا محاكمة المدنيين أمام العسكريين، ولا البطالة الرهيبة التي تدفع الشباب للهروب او الانتحار او الإرهاب ولا انهيار التعليم ولا مسخرة الإعلام، ولا الشعارات والملابس والطقوس الدينية الزائفة ولا تبديد موارد وأرض وممتلكات الدولة على صانعي ورعاة الفساد والنفاق والتخلف، ولا شراء الوظائف أو توريثها، والأكثر إيلاماً من كل هذا، أن رموزا رائعة من النخبة الثقافية والإعلامية والسياسية المصرية سقطت في هذا المستنقع، بينما كنا ننتظر منهم التصدي بالعقل والموضوعية لصناع وزبائن هذه المسخرة. الاستاذ صلاح عيسى - مثلا - يعلم اكثر منا جميعا كل سوءات وعورات المصريين كأفراد ومجتمع وحكومة ونظام، لكنه كتب مقالا يشايع فيه مشاعر الإعلام الكاذب والنخبة الفاسدة، ويطلب من المصريين أن يرفعوا رؤوسهم في مواجهة الجزائر، رغم دراية سيادته الكاملة أن هؤلاء الناس فشلوا طيلة عقود أربعة في رفع أي شيء أمام الاستبداد وإهدار الكرامة وإهدار الحقوق في مصر نفسها، لا بد أن نعترف نحن أولا بدورنا في صنع الأزمة ثم نطلب من الجزائر أن تعترف هي الأخرى بأخطائها، ثم نبحث نحن والجزائر سبل وصول الشعبين الشقيقين الى الحد الأدنى من التحضر والموضوعية، والآدمية!'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما دخل أجدادنا خوفو وخفرع ومنقرع، بوقفة أحفادهم من الفنانين والفنانات، وبعض المثقفين، حتى يهاجمهم إبراهيم؟!

    'الوفد' تسخر من 'الهلافيت' الذين يسيئون لروابط الاخوة المصرية ـ الجزائرية

    ويوم الأحد، شن زميلنا في 'الوفد' عادل صبري هجوما آخر عنيفا ضد أعداء حماها الله، وقال بعد أن سخر منهم ومن جهلهم واطلق عليهم لقب الهلافيت في كلا البلدين الشقيقين: 'فلا يمكن أن تمحو مباراة كرة قدم يقبل عليها العوام روابط بنيت على وحدة الدم عند الشدائد وأحيانا ما تظهر الخلافات اليومية كراهية باطنة بين العاشقين التي تدفع أحدهما مع غياب العقل الى قتل الآخر، في هذه الحالة لا تستطيع أن تقول إن أصل العلاقة بينهما قائمة على الكراهية، نظرة عميقة للأمور تؤكد لنا أن ما نحن فيه نتاج هذا الحب ولكنه الحب المكلوم في أهله والذي عبر عن إخفاقه في صورة غوغائية امتدت مسيرتها بين الجزائر والقاهرة، ثم حشرنا بدون ذنب الخرطوم لأنها لم تستوعب عراك المحبين فكادت تتحول الى مسرح جريمة بين العاشقين فالحب بين مصر والعرب تحول الى حالة مرضية جعلتهم ينتظرون منا الكثير في وقت لم نعد نقدم لهم النموذج الذي يبنون عليه قواعد هذا الحب، فقد كنا المعلمين والأطباء والمهندسين والكتاب والشعراء، اصبحنا ننافسهم في العري ورقص الأفاعي وشعر الغجر، ونرسل لهم الخادمات والراقصات والمرتزقة واللصوص، كنا نفتح لهم أبواب الحرية ونصدر لهم المستشارين والخبراء، اليوم نمتعهم في شوارع الهرم ووأدنا حلمنا وحلمهم بالديمقراطية وأصبحنا نستورد أساتذة الفرقة والتكفير'.

    سخرية من ملف مصر الرياضي المقدم للفيفا

    وحتى لا يكون عادل وحيدا، فقد سانده في اليوم التالي الاثنين زميله بـ'الوفد' محمد عبدالفتاح قائلا عن هكذا اتحاد كرة قدم مصري وعن الملف الذي قدمه للفيفا عن اعتداءات المشجعين الجزائريين على المصريين في الخرطوم: 'المتوقع والمنتظر، إن شاء الله، هو رفض الملف، وفرض عقوبة قاسية على مصر بسبب الأحداث التي وقعت في القاهرة قبل وبعد المباراة الأولى مع الجزائر، وتسجل مصر صفرا جديدا، كما هو معتاد، فالجزائريون قدموا ملفهم وبلاغاتهم بالمستندات بسواد مادة فيلمية أو صور، أو وثائق، وهذا معروف للجميع والعالم كله يعلم تماما أن مصر هي التي اعتدت على الجزائريين وعلى الفريق الجزائري، والذي نعرفه من لسان حسن صقر وسمير زاهر انهما لم يفعلا شيئا سوى مهاجمة الجماهير، ورئيس الاتحاد الجزائري، وأوعز إليهما بعض المسؤولين عندنا لإعلان الحرب على شعب الجزائر بوسائل الإعلام المصرية، وسب الشعب، والسخرية من شهدائه ووصفهم بالمليون لقيط، والدعاء عليهم مثل النساء، من الآخر، ملف مصر سوف يفشل في إثبات الاتهامات التي روجت في السودان على الشعب الجزائري، وبعد هذا الفشل المتوقع هل سنحاكم رئيس اتحاد الكرة وحسن صقر بتهمة إهدار المال العام وخيانة الشعب، أم سنكرمهما مثل لاعبي المنتخب؟'.
    لكن كان لزميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة 'روزاليوسف' موقف آخر إذ أراد مجاملة سمير زاهر وحسن شحاتة بقوله عنهما في نفس اليوم - الاثنين - 'سمير زاهر هو أحد الأسباب الجوهرية في أزمة مباراة الجزائر، ورغم ذلك يستمر في خداع المصريين وتخديرهم وإثارة أعصابهم مع سبق الإصرار والترصد، ولو سكت فسوف نكسب كثيرا لأنه حين يتكلم يخطىء وحين يتحرك نغرق، وحسن شحاتة محظوظ في الملعب وخارجه، فقد أفلت من الحساب في بطولة العالم بسبب ضجة فتيات الفندق، وأفلت من مباراة الجزائر بسبب أحداث العنف، في البطولتين لم يحاسبه أحد على أخطائه سواء في الاختيار أو التشكيل، أو خطة اللعب، بل تم تكريمه والوقوف بجواره رغم الإخفاق الكبير'.
    وكحل وسط بين البلدين تقدم زميلنا وصديقنا عمرو سليم باقتراح عن طريق طفل ممسك بكرة ويقول لرئيس 'الفيفا':
    - البلدين أخيب من بعض وترتيبهما الـ111على العالم في مكافحة الفساد، أنا لو منك ما اطلعش حد منهم لكأس العالم يا مستر بلاتر.

    'المصري اليوم' تشيد بعلاء مبارك

    وأمس - الثلاثاء - كان علاء مبارك محررا لعدد من التعليقات، بسبب الأحاديث التي أدلى بها لعدد من البرامج التليفزيونية، ففي 'المصري اليوم' قال الأستاذ بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى لأمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم الدكتور إبراهيم البحراوي مشيدا بعلاء: 'اعتقد أن تلقائية علاء وصدق مشاعره قد أديا وظيفة نفسية مهمة كان المصريون في حاجة إليها بشدة، في هذا التوقيت، كان الناس غاضبين ويبحثون كعادة المصريين عن المواساة والترضية وتطييب الخاطر ومعاقبة المعتدين عند القصر الرئاسي الذي يجد موئلهم وملاذهم منذ سبعة آلاف سنة، ولعل هذه الحقيقة هي التي جعلت الأمور تلتبس على بعض الكتاب، فخلطوا بين الانفجار العلني التلقائي لمشاعر علاء المتوحدة بمشاعر المصريين المجروحة وبين فكرة ركوب الموجة لأسباب سياسية، الحقيقة التي اعتقد في صوابها ان رجلا من البيت الرئاسي قد ضاق صدره بمشاعر الغضب التي سيطرت على نفسه فقرر أن يفعل ما يفعله الملايين بالتعبير عن مكنوناته علنا فنزل كلامه سلاما وبردا على قلوب المتألمين لكرامة المصريين وضحايا العدوان. انها حقيقة بسيطة لا تحتاج الى التفسير والتأويل على الوجه السيئ، وشكرا لعلاء لتلقائيته'.

    انتفخت اوداج علاء مبارك بجرعة كرامة
    زائدة وهو يصرخ في برنامج 'البيت بيتك'

    ولكن كان بجواره مباشرة في الصفحة السابعة عشرة، زميلنا بوكالة أنباء 'الشرق الأوسط' الدكتور عمار علي حسن ليقول: 'حين انتفخت أوداج علاء مبارك بجرعة كرامة زائدة وهو يصرخ في برنامج (البيت بيتك)، قال رجل على المقهى لصاحبه، يعملوها ويخيلوا، فرد عليه، يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته، فجاءهما صوت من الركن القصي، لا حرية لجائع ولا كرامة لعريان، فقلت لهم وأنا أهم منصرفا: كرامتنا هنا وليست في الخرطوم وعلينا أن ننتزعها الآن قبل أن نترحم عليها الى الأبد'.
    وبعد أن غادر عمار المقهى دخله زميلنا من 'الشروق' وائل قنديل وجلس على نفس كرسيه وأكمل قائلا للزبائن: 'بعد أن هدأ الغبار وتوقفت طبول الحرب المصرية - الجزائرية، ينكشف المشهد عن عدد من المفارقات المضحكة حتى البكاء، لعل أولها هذه الخاصية العجيبة التي يتفرد بها قطاع كبير من الشعب المصري وهي القدرة اللانهائية على خداع الذات وصناعة الأساطير، ذلك أنه قبل نحو خمس سنوات كان علاء مبارك نجم الحكايات والحواديت الشعبية، السلبية للأسف - كما كان قاسما مشتركا في كل النكت التي صوبها المصريون على ما اعتبروه مظاهر فساد صغيرا كان أم كبيرا في المدن والقرى على حد سواء، بشكل ربما كان فيه الكثير من الظلم والإجحاف بحقه في الوقت الذي لم يكن فيه شقيقه جمال شيئاً مذكورا، وفجأة توارى علاء في الظل، واختفى اسمه من ماكينة الشائعات التي تعمل بلا توقف في المجتمع ولم يعد يذكر إلا في مناسبات رياضية كبيرة ترتبط بصراع الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمنتخب، حتى جاءت أحداث مباراة الجزائر ليزاح الستار عن مجموعة من اللاعبين الصغار قرروا فجأة تبديل المواقف والثياب وتحولوا الى تدبيج قصائد المديح والغزل في فضائل الابن الأكبر، والذي ارتفع فجأة من اسم ارتبط بعديد من حواديت امتزاج البيزنيس بالسلطة، الى المعبر عن وجدان المصريين والمتحدث باسم المشاعر الوطنية الى الحد الذي ذهب معه البعض الى طرح فكرة استبداله بشقيقه جمال في لعبة التوريث، وهكذا في قفزة واحدة تحولوا من جماليين مخلصين إلى علائيين بامتياز، ولله في خلقه شؤون'.

    'الاهرام': الجزائريون
    اكبر من بعض مشجعيهم الصغار

    وبمجرد انتهاء وائل من كلامه حتى فوجىء الزبائن بزميلنا وصديقنا بـ'العربي' وعضو مجلس نقابة الصحافيين، جمال فهمي يصرخ مهللا من 'الدستور': 'عاش الاستاذ علاء مبارك، وعاشت الست إسعاد يونس وعاش تامر الهربان من الجيش وتامر الهربان من الإصلاحية وإخوانهم عبده وعمرو وغندور ومنصور وزرزو وخلافه، وما تزعليش يا مصر، سايق عليكي النبي'.
    وجمال يقصد المطرب تامر حسني، ومقدم البرامج في التليفزيون المصري تامر أمين، وعمرو أديب في أوربت، والآخرون لاعبون سابقون ومقدمو برامج رياضية وهم مصطفى عبده وخالد الغندور.
    وكدت وسط هذا الزحام ان أنسى الإشارة الى قول زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' رجب البنا يوم الأحد: 'لا أظن أن ما حدث من اعتداءات على المصريين يمكن اعتباره إهانة لمصر أو للشعب المصري في عمومه لأن الشعب الجزائري في عمومه أشرف وأكبر من هذه الصغائر وهذه الجرائم، ومشاعره تجاه المصريين لا تقل عن مشاعر المصريين نحوه ونحو كل الشعوب العربية. مهما حدث لا أظن أن فيما حدث إهانة لأنه لا أحد يستطيع أن ينال من كرامة مصر والمصريين، أما الغوغاء وقيادتهم في أجنحة السلطة الجزائرية فهم غثاء سوف يجرفهم السيل، سيل الحكمة والعروبة التي ستبقى وسيذهب هؤلاء بما يستحقونه من لعنة في عبارة واحدة: لم تكن هذه هي الجزائر'.

    الساخرون والمباراة ونتيجة
    امتحان التضامن العربي

    وإلى ردود أفعال الساخرين على المباراة وما حدث فيها، ونبدأ من الأحد قبل الماضي مع زميلنا خفيف الظل جلال عامر وقوله في 'المصري اليوم': '- مصر هي 'أم' الدنيا ومصر هي الشقيقة الكبرى للعرب وقريبة ونسيبة عائلات 'مظلوم'.
    - إذا صممت الفيفا على عدم إعادة المباراة فعندنا الشريط وممكن التليفزيون يعيدها.
    - اختيار السودان الشقيق الحبيب لإقامة المباراة كان خطأ، القرار الصحيح هو إقامة المفاعل في 'أم درمان' وإقامة المباراة في 'الضبعة'.
    - مشكلة لاعبي المنتخب أنهم جاءوا بالتعيين.
    - الأغاني الوطنية الجديدة ركبوا عليها مباريات كرة، والأغاني الوطنية القديمة ركبوا عليها إعلانات سمنة، نريد أغاني وطنية يركبوا عليها الناس بالنفر'.
    وفي مجلة 'أكتوبر' عرض علينا نائب رئيس تحريرها زميلنا محسن حسنين، الآتي في نفس اليوم - الأحد قبل الماضي - 'بصراحة لأني بأغرد دايما خارج السرب فلن أعلق على نتيجة مباراة مصر والجزائر، بل على نتيجة امتحان التضامن العربي، والحب والإخاء والتسامح، والدم الواحد والمصير الواحد، و'البطيخ' الواحد، كل دول، لم ينجح أحد!
    - بالمناسبة، ما دام إن مجلس الجامعة العربية قد بحث الأسبوع الماضي أوضاع 'الأسرى' الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فياريت يتم جميله ويبحث بالمرة أوضاع الأسرى المصريين المحاصرين، في الجزائر!!'.

    'صوت الأمة' تقارن
    واقع مصر والجزائر في ما مضى

    أما كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي فساهم بما هو آت في ذات اليوم: 'كان المثقفون والمناضلون زمان - سواء من فريق الأسد المرعب الحنجوري بتوع أنا شجيع السيما أبو شنب بريمة، أو من فريق صمت الحملان، بتوع وأنا مالي يابوي وأنا مالي، يعتبرون حفلات أم كلثوم الشهرية التي كان يستعد لها السميعة بالحشيش والسبرتو مثل الحقنة المخدرة التي يفقها النظام للمواطنين في العضل، عشان ما يحسوش بالتلطيش وضرب البلغ، وما تيسر من اللطع على القفا وحتى لا يلاحظوا البنية الاجتماعية وهي تتقلب رأسا على عقب وتقف على دماغها زي الحاوي الغلبان، الذي تضحك عليه الزباين.
    والآن لم تعد هناك أم كلثوم ولا كلثوم نفسه بالإضافة الى اننا أصبحنا جبلات والحمد لله، وسارحين في غيطان البانجو، يعني ما فيش حاجة تحوق في جتتنا لذلك، بدأنا نلخم أنفسنا بالقضايا التي تخترعها الحكومة أو القضايا التي يجعلها الإعلام، مثل الغازية التي تفقه الزباين هزة وسط، تجيبهم الأرض، وبالتالي، لم يكن غريبا خاصة ونحن لا نمتلك أي مشروع قومي ولا هدفا وطنيا على اعتبار أن الحاجات دي مكروهة شرعا والعياذ بالله - أن تصبح القضية الأساسية المحورية هي من سينتصر في معركة داحس والغبراء بلد المليون شهيد واللا بلد التمانين مليون شهيد؟! نحن نحب مصر مهما فعلت بنا، ونشجع مصر حتى لو كانت عرجاء وبتلعب برجل واحدة لكن ليس بهذا الهوس الذي يجعل من المنتخب المشروع القومي الأوحد، وحسن شحاتة البطل القومي الأوحد، لدرجة أن السيد الرئيس أصر على حضور التدريبات مع أن سيادته لم يحضر في أي مأساة شعبية، وآخرها مأساة العياط.
    نعم من حق الناس أن تحلم وتفرح، لكن ليس بكرة القدم وحدها ورجالة وطول عمر ولادك يا بلدنا رجالة'.


    القدس العربى
                  

12-04-2009, 07:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    قبل وبعد واقعتي القاهرة وأم درمان: هل هذا إعلام ام إعدام للثوابت والقيم؟
    ياسين الوسلاتي

    2009/12/01




    إنها الحرب بكل المقاييس ... حالة استنفار قصوى ... رص للصفوف .... تجييش غير مسبوق... حملات نفسية منظمة من هنا وهناك للحط من معنويات الطرف الآخر.... أعصاب مشدودة ... توعد بالويل والثبور ... الأصبع على الزناد ... هستيريا بينة .... الأوضاع تسير نحو الأسوأ وتنبئ بالخطر الداهم والعقلاء صامتون لا يتحركون ... البركان جاهز ليأتي على الأخضر والأزرق والأصفر والأحمر واليابس والجميع في استقالة تامة ... الأمر يتعلق بمباراتي كرة قدم تدوم كل واحدة منهما تسعين دقيقة، الأولى كان مسرحها إستاد القاهرة والثانية كان مسرحها ملعب أم درمان بالسودان وجمعتا بين منتخبين يمثلان بلدين شقيقين هما مصر والجزائر ... الرياضة تقرب بين الشعوب فإذا بها تصبح حربا بين الشقيق وشقيقه، وهذه عادة عربية بامتياز ... ولقد كان من الأفضل أن يتخلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عن اعتبار هذين المباراتين تأتيان في إطار تصفيات تابعة له حتى توضع في سياق البند السابع من قوانين الأمم المتحدة الذي يتيح استعمال القوة لفض النزاعات بما أن الحرب بجميع الأشكال والمظاهر واقعة بين البلدين الشقيقين لا محالة: دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا والله أعلم ماذا ينتظر البلدين ... فعل ورد فعل وعنف وعنف مضاد قبل المباراتين، وفعل ورد فعل وعنف وعنف مضاد بين المباراتين، وفعل ورد فعل وعنف وعنف مضاد بعد المباراتين ... الرياضة في المباراتين لم تجد حظها إلا بنسبة قليلة جدا، أما البقية فخصصت للتداعيات والنتائج الكارثية، غابت مفردات الرياضة لتحل محلها عبارات السب والشتم والتهديد وفضح الطرف الآخر ...
    في فلسطين المحتلة تقترف إسرائيل ما بدا لها من جرائم وتزيد في انتهاك حقوق الفلسطينيين فتواصل سياسة الاستيطان وهدم البيوت الفلسطينية بينما العرب مشغولون بالحدث المصيري وهو مباراتا كرة قدم بين شقيقين ما يجمع بينهما أكثر مما يفرق، بينما العرب متفاعلون كأفضل ما يكون مع كرة تتقاذفها وتركلها الأرجل ومتفاعلون أكثر مع ما خلفته واقعتان من مآس وكوارث ... المشكلة كانت بين طرفين هما مصر والجزائر فإذا بطرف ثالث يدخل على الخط وهو السودان الذي وجد نفسه فجأة وسط معمعة، وسط بؤرة توتر من الصعب أن ينجو منها، وجد نفسه في كماشة تضغط عليه من جهتين، وجد نفسه بين شقيقين ينبغي أن يعدل بينهما لأن العصا ستهوي على رأسه إن مال إلى هذا الجانب أو ذاك، ولكن في النهاية لا أحد رضي عن السودان وألفى نفسه وسط صراع لا علاقة له به من بعيد أو قريب .... يعني أن 'سعدية وسعد تعاركا فوضعا سعد الله في الحبس' ... السودان وجد نفسه في لحظة من اللحظات عرضة لتدخل أجنبي حقيقي ومهددا به تهديدا صريحا وذلك لضمان أمن جمهور دولة ما ...
    والسؤال لماذا كل هذا التوتر والتشنج والتخمر وملء القلوب؟! لماذا كل هذا العنف في التعامل مع الآخرين والتعاطي معهم بهذا الشكل الاستفزازي الوقح ؟! لماذا كل هذه الإثارة وهذا التضخيم المبالغ فيه لمجرد مباراتي كرة قدم تدومان 180 دقيقة لا أكثر ؟!
    إن المتابع للإعلام الرياضي المصري وخاصة الفضائي منه سيلاحظ دونما شك أنه خال من أمر أساسي وهو الموضوعية والشفافية والاحترافية، وهو إعلام عودنا منذ سنوات بالانحياز الأعمى والمفضوح لمصر على حساب الآخرين وخاصة في مجال الرياضة وبصفة أخص في كرة القدم، بطبيعة الحال من حق أي إعلام وطني أن يدافع عن مصالح البلد الذي ينتمي إليه ولكن ليس إلى درجة أن يبادر إلى تزييف الحقائق فيجعل الأبيض أسود والأسود أبيض ويضخم الصغير ويقلل من شأن الكبير، وليس إلى درجة أن يقع تغييب الآخر وعدم الاعتراف به أو احتقاره ... في ما سبق كان مثل هذا الأمر مقتصرا على الصحافة المكتوبة، أما في التلفزيون فلا يظهر ذلك إلا أثناء نقل المباريات، ولكن اليوم مع تطور الإعلام المرئي وتعدد الفضائيات أصبح الصوت المصري يصل إلى كل الدول العربية التي يصطدم مواطنوها صغارا وكبارا بانحيازه الأعمى والمفضوح إلى مصر، وقبل مباراتي مصر والجزائر وبعدهما ظهر ذلك الانحياز الخالي من الموضوعية والمملوء بالمغالطات والنرجسية والتعالي على الآخرين مما هيج مشاعر كل المتابعين وجعلهم يستغربون مما يقال وخاصة الجزائريين . فهذا الإعلام يمجد مصر تلميحا أو تصريحا بشكل لافت وباستعلاء واضح جدا: يبدأ هذا التمجيد بكل المجالات لينتهي إلى كرة القدم، يبدأ من أن مصر أم الدنيا والبقية الباقية لا شيء ... الإعلام الرياضي المصري أو أكثر الإعلام الرياضي المصري يريد أن يكيف قوانين كرة القدم حسب أهوائه وحسب مصلحة المنتخب المصري ويشن حروبا على الحكام إذا لم تكن النتيجة لصالح المنتخب المصري، هم يريدون قوانين على مقاسهم تؤدي بهم إلى الفوز الدائم ...
    المعلقون المصريون يتحدثون عن مباريات منتخبهم بطريقتهم الخاصة ومن وجهة نظرهم حتى يخيل إليك أنهم يعلقون على مباريات لم تشاهدها أنت، هم لا يعترفون إلا بنتيجة واحدة وهي الانتصار أما غير ذلك فهو اعتداء على حقوق منتخبهم من المنافس ومن الحكم ومن مراقب المباراة ومن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ومن الاتحاد الدولي لكرة القدم ... من الجميع الذين يتآمرون على المنتخب المصري المسكين، هم يؤمنون بمبدأ واحد وهو : إذا لم تكن معنا فأنت ضدنا ...
    قبيل واقعة أم درمان شاهدت صدفة برنامجا رياضيا على قناة النيل الرياضية ( طبعا قناة مصرية ) فسألت مذيعة بالأستوديو مراسل القناة بالسودان عن الأجواء قبل المباراة فأخبرها أن الجمهور الجزائري أكثر عددا من الجمهور المصري، إضافة إلى أن عددا من السودانيين انضموا إلى الجزائريين، وهنا انتفضت المذيعة المصرية واحتجت وأعربت عن غضبها من السودانيين الذين انضموا إلى مشجعي الجزائري وقالت للمراسل: ألم يعلم السودانيون أننا اخترنا بلدهم حتى يساندونا ؟! .
    و في نفس السياق أشار المراسل إلى أن جماهير المنتخب الجزائري اقتحمت قبل المباراة الميدان مرتين مما جعله يتصل بمسؤول إعلامي بالفيفا اسمه منذر التونسي (على ما يبدو أنه منذر الشواشي) ليسأله عن الأمر فأخبره أن المسألة في مثل هذا الحالة تعني المنظمين وهم بطبيعة الحال السودانيون وعندها علقت السيدة المذيعة المحترمة قائلة : طبعا هو تونسي ..! وهذا بطبيعة الحال يوحي أن المنتخب المصري يتعرض إلى مؤامرة، والسؤال ما دخل تونس في الحكاية، وهل ذلك المسؤول الإعلامي ـ وهو موجود في السودان ـ يمثل الفيفا أم يمثل بلاده ...؟!
    قبل مباراة القاهرة تعرض الوفد الجزائري إلى العنف وبعد المباراة وقعت اشتباكات بين الجماهير المصرية والجزائرية، وسعى الإعلام المصري إلى التقليل من حجم ما وقع، وبعد مباراة أم درمان وقعت اشتباكات بين الجماهير الجزائرية والمصرية، وهذه الاشتباكات عادية جدا تقع في جميع أنحاء العالم، بل تقع بين جماهير الأندية في البلد الواحد ويمارس عنف شديد بينهم، إلا أن الإعلام المصري قفز على الحدث ـ خاصة بعد هزيمة المنتخب المصري وفشله في الوصول إلى نهائيات جنوب إفريقيا ـ وضخم الحكاية وسلك الإثارة في كل شيء، وخرج الأمر من الرياضيين ليصبح من مشمولات الرؤساء ومدير المخابرات والوزراء والسفراء والعلاقات الدبلوماسية ولم يبق إلا قادة الجيش، وأصبحت الفضائيات وبرامجها بمثابة غرف العمليات، وصار الحديث ـ على الهواء مباشرة ـ عن التهديد بالتدخل في السودان وعن احتلال الجزائريين للخرطوم وضرورة تحريرها من هذا الاحتلال عن حصار للمصريين وعن وصول الاستغاثة من بعضهم في أكثر من نقطة بالخرطوم، والمشاهد أثناء ذلك يعتقد أنه يتابع فصول حرب بكل معنى الكلمة: حرب بين دولتين على أرض
    دولة ثالثة، وقد اجتهد كل الإعلاميين الرياضيين المصريين من أجل تصوير الجمهور المصري الموجود بالسودان على أنه ضحية لا حول له ولا قوة بتعرض إلى مظلمة قاسية ...
    بعد واقعة أم درمان صرح اللاعب المصري الدولي السابق إبراهيم حسن قائلا إنه سيشجع تل أبيب لو لعبت مع الجزائر، لكن فات إبراهيم حسن أن هذه الأمنية لن تتحقق له أبدا لأن المصريين لن يلعبوا أبدا ضد تل أبيب، ولذلك عليه أن يشجع تل أبيب في مباراة أخرى لا تهم الجزائريين . وبعد واقعة أم درمان تحدث إبراهيم حجازي في برنامج 'دائرة الضوء' بالنيل الرياضية عن 'الرعاع' وعن أولئك الذين يعتدون على المصريين وقبل سنوات كان الذباب 'يعاف أن يحط على وجوههم' ...!!
    وعبر كثير من المصريين ـ فنانين وسياسيين ـ بعد مباراة أم درمان عن خيبة أملهم بسبب أن 'مصر أصبحت مكروهة من كل الشعوب' وقد تأكدوا من ذلك الكره، ولكن الحقيقة أن كل الشعوب ـ وخاصة العرب ـ لا يكرهون مصرا ولا المصريين، وإنما هم مستاؤون من الإعلام الرياضي المصري الذي يتعامل مع الآخرين بكل استعلاء واحتقار، هذا الإعلام الذي أعدم كل الثوابت والقيم وهو يعملق الرياضة المصرية ويقزم الرياضة عند الآخرين، العرب أو أكثر العرب لا يكرهون مصر والمصريين وإنما يكرهون أنانية الإعلام الرياضي المصري وتشجيعه الخفي على الكراهية والعنف، العرب أو أكثر العرب لم يشمتوا في مصر والمصريين بعد هزيمة أم درمان وإنما شمتوا في الإعلام الرياضي المصري الذي صور فوز مصر على الجزائر في مباراة القاهرة على أنه إنجاز عظيم، ومن يتابع ذلك الإعلام ليلة المباراة سيذهب في اعتقاده أن المنتخب المصري ترشح إلى جنوب إفريقيا وانتهى الأمر وأن هذا المنتخب بكل لاعبيه لا قبله ولا بعده ولا يقدر أي منتخب على منازلته، وهذه الطريقة في التناول أضرت بالمصريين أنفسهم وكانوا ضحية لذلك الإعلام واعتقدوا أن الترشح صار من تحصيل الحاصل وبعد المباراة فهموا أن إعلامهم ضحك على ذقونهم، وأيضا شنجت تلك الطريقة الجزائريين وجعلتهم قنابل موقوتة مهيأة للانفجار في كل لحظة وقد شعروا بالاحتقار

    ---------------------------------------


    هذا ما كان يجب أن تبكوا عليه.. يا رجال

    واذا بقينا في نفس الموضوع وتوجهنا الى صحيفة 'المصري اليوم' فنقرأ مقالا لاذعا للدكتور طارق الغزالي حرب يقول فيه: 'لعل ما لفت النظر بشيء أثناء 'هوجة' مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر التي أقيمت بالسودان وخسرناها بشرف هو أنه أثناء التغطيات الإعلامية الطويلة، التي استمرت لأكثر من عشرة أيام عقب انتهاء المباراة في مختلف القنوات والفضائيات عامة وخاصة محلية وعربية هو ظاهرة 'دموع الرجال'!!
    فبعد الغناء والرقص والطبل والزمر الذي أعقب المباراة الأولى بين الفريقين، التي جرت في استاد القاهرة وأهلتنا لمباراة ثانية فاصلة، والتي استمرت على مدار أيام أربعة لا حديث فيها يعلو على حديث المباراة الفاصلة وعن الاستعدادات الهائلة لها بما فيها شحن الجماهير معنوياً وجسدياً بطريقة تنم عن قصور في التفكير وانعدام في الكفاءة ودرجة عالية من الغباء السياسي والخلل في المستويات العليا للإعلام المصري العام والخاص وكذا في إدارة الدولة ذاتها.
    ربما يكون الشحن المعنوي مفهوماً ويتحمل مسؤوليته قادة الإعلام المصري المغيبة عقولهم والمحصورة في نقطة واحدة وهي كيف يستفيدون أكبر استفادة من هذا الوضع الشاذ، الذي جعل الفوز في مباراة كرة قدم أعز وأغلى ما يتمناه المصريون!!
    أما الشحن الجسدي فأقصد به هذه الطائرات، التي حملت الآلاف من أعضاء الحزب الوطني الذين تم جمعهم واختيارهم بأوامر قيادة الحزب المسيطرة، التي للأسف الشديد لا علاقة لها البتة بالسياسة أو الرياضة وكل علاقتها هي بالحديد منذ أن كان خردة وحتى أصبح حديد تسليح!!
    ربما كان معظم من تم شحنهم لم يدخلوا ملعب كرة في حياتهم أو غير مهتمين بها أصلا، ولكنهم وجدوها فرصة لركوب طائرة والسفر إلى بلد آخر دون أن يدفعوا شيئا.
    وأنهم أفهموهم أنهم ذاهبون إلى مهمة قومية هي الأهم في التاريخ المصري الحديث.. وكيف لا وقد شبه بعض الجهلاء المسيطرين على الإعلام المصري في هذا الزمان الأغبر هذه المباراة بالموقعة الكبرى التي نكون فيها أو لا نكون!!
    المهم أنه كان طبيعياً جداً بعد انتهاء هذه المباراة بالهزيمة وهو أمر متوقع - أن يبادر جهلاء وغوغاء وأغبياء في البلد الآخر برد الصاع صاعين، وأن ينفلت زمامهم بفرحة هدف جاء بتوفيق غير عادي، ضمِن لهم التأهل بدلاً منا إلى كأس العالم القادمة.
    لن أعلق كثيرا على رد فعل الإعلام المصري لهذه الهزيمة، الذي ظهر مباشرة على الفضائيات المختلفة، ولن أستفيض في وصف مناظر السادة إعلاميي آخر الزمان، الذين ظهروا على الشاشات في هيئة وطريقة أداء ذكرتنا نحن أفراد جيل الثورة، الذي عاش انتصاراتها وانكساراتها بأيام بيانات حروب الاستنزاف ومقتل الرجال الشجعان على خط النار بل بأيام أخبار هزيمة 67 والنكسة العسكرية المؤقتة لقواتنا المسلحة.. إلى الدرجة التي اغرورقت فيها عيون بعض من هؤلاء المذيعين وهم ينعون إلى الأمة خبر ضياع ما يسمونه 'حلم التأهل إلى كأس العالم' وإلى الدرجة التي شاهدنا فيها حالات من التشنج والعصبية والانفلات لبعض الوجوه التي تظهر في هذه الفضائيات، والتي تقوم بدور 'السنيدة' للبطل المذيع.
    ووصل ببعضهم الأمر أن أخذ يدعو المصريين للخروج إلى الشوارع وقتل كل جزائري يقيم على أرض مصر!! والله الذي لا إله إلا هو لو حدث هذا الانفلات على الهواء مباشرة من إعلامي أياً كان في بلد محترم ولديه قيادة حكيمة واعية فعلا، لصدر الأمر فوراً بمنع عمله في أي جهة إعلامية ونقله إلى وظيفة إدارية فوراً. الشيء المثير للضحك ولكنه ضحك كالبكاء - أن يظهر العديد من المذيعين وضيوفهم وهم لا يستطيعون التحكم في مشاعرهم من فرط الانفعال فتفيض عيونهم بالدموع!!
    ربما يكون ذلك معقولاً أو مبرراً بالنسبة للنساء خاصة اللاتي تعرضن لاعتداءات الغوغاء الجزائريين، لكن غير المعقول أو المبرر أن تدمع عيون من يفترض أنهم رجال في مثل هذا الموقف، سواء منهم لاعب الكرة الذي يؤدي دور مذيع فشاهدناه يذرف دموعاً أثناء حديث نجل الرئيس إليه.
    أعتقد أنها كانت دموع فرح، لأنه تصور أنه باتصال نجل الرئيس به سيجني نقاطاً في صالحه أمام من يهاجمونه أو يطالبونه بالتعقل. وبالتالي كان يفكر في وضعه الشخصي.. أو دموع رجال آخرين ممثلين ورجال أعمال وإعلان وهم يدعون أن تلك الدموع إنما هي في حب مصر!!
    لقد فاضت الدموع من عيني أيضاً في هذه الفترة الحالكة من تاريخ الإعلام المصري. ولكن كان ذلك لسبب آخر بعيد عن تفكير قادة الإعلام والرأي العام في هذا البلد المنكوب.. ففي أثناء هذه الهوجة نشرت صحيفة 'الأهرام' أن تصنيفاً عالمياً وضع إسرائيل في المرتبة الرابعة على العالم بالنسبة للبحوث العلمية.
    هذا ما جعل الدموع تترقرق في عيني وأنا أقرأ هذا وأقلب صفحات الصحيفة فلا أجد فيها موضوعاً يشغل البلد بمن فيه قياداتها العليا سوى مباراة كرة القدم، التي جرحت كرامة المصريين وكبرياءهم!! بالله عليكم.. أليس حالنا المزري هذا هو الذي يستحق بكاء الرجال؟! يا الله.. كم نحن تافهون وعن وعينا غائبون؟!'.
    معارك بين نواب البرلمان
    حول الموقف من الجزائر

    واذا اتجهنا الى عدد مجلة 'حريتي' يوم اول من امس فسنشهد وقائع وتفاصيل الاجتماع المشترك للجان الشباب والدفاع والأمن القومي والشؤون العربية الذي تم تخصيصه لمناقشة التحركات المصرية للرد على الاعتداءات الجزائرية على الجماهير المصرية بالسودان مواجهات ومشادات ومشاحنات وصراخا ودعاوى لتدويل الخلاف المصري الجزائري كانت هذه هي الأجواء التي سيطرت على هذا الاجتماع. الذي ناقش الأحداث التي حدثت في السودان في أعقاب المباراة الفاصلة بين الفريق المصري والفريق الجزائري أو الاعتداء على الممتلكات المصرية في الجزائر قبل المباراة: كان النواب ثائرين. وطالبوا جميعاً بالتصعيد ضد الجزائر. واتهم عدد من النواب الحكومة والحزب الوطني بالمسؤولية عما حدث. وهذه ليست هي المرة الأولي التي تشتد الخلافات بين الأعضاء فقد شهد هذا الفصل التشريعي العديد من هذه الخلافات ولن نتحدث عنها الآن.
    في البداية تساءل النائب حيدر بغدادي 'كيف تقام مباراة بين أسدين 'مصر والجزائر' ونختار السودان ليكون مكان المباراة الفاصلة؟
    أما النائب جمال الزيني فقد دافع عن الحزب الوطني قائلاً: 'إذا كان الدكتور جمال زهران ومصطفى بكري حملا الحزب الوطني المسؤولية فأنا أسألهما أنتما بعتما مين؟ وأكد الزيني أنه لولا قيام الرئيس مبارك بالاتصال بالرئيس السوداني عمر البشير لما تمكن المصريون من العودة من السودان.
    دخل نواب الوطني وبعض النواب المستقلين في مشادات مع رؤساء اللجان الثلاثة والدكتور مفيد شهاب الدين وزير الشؤون النيابية والقانونية بعد أن طلب رؤساء اللجان وقف المناقشة مؤقتاً عند هذا الحد والاستماع إلى بيان شهاب وارجاء باقي المناقشات إلى وقت آخر. ووقعت مشادة بين نائب الوطني علاء حسنين والوفدي محمد مصطفى شردي. حمل د. مفيد شهاب الإعلام المصري خاصة القنوات الخاصة والإعلام الجزائري مسؤولية زيادة التوتر والاحتقان قبل المباراة وأدان شهاب بشدة العنف الجزائري.
    أكد أن الرئيس مبارك يتابع بنفسه ملف الأزمة ثانية بثانية. وتعجب شهاب من عدم صدور أي اعتذار جزائري.
    أكد شهاب أن الحكومة بذلت أقصى ما في وسعها في الأزمة. وأضاف: علينا أولاً أن نعرف أسباب العنف لدى الجزائريين، سواء من ناحية مصر خاصة أو عنفهم بصفة عامة ضد جميع الدول.

    'الوفد': على فين؟ 'انزل يا واد'!

    ونتجه الآن الى 'الوفد' لنقرأ رأيها فيما آلت اليه الاحوال بين مصر والجزائر نتيجة مباراة الكورة، فيطالعنا الزميل محمد أمين بالتالي: 'قصيدة ولا أروع .. كما يقول ' شوبير ' في تعليقه على مباريات الكرة .. أعني قصيدة ' انزل يا واد '.. والتي يقول فيها صاحبها ' انزل يا واد من فوق كتاف القاهرة '.. وقد سرت كلمات هذه القصيدة في الشارع المصري، كما تسري النار في الهشيم .. وبرغم أنها بلغة عامية إلا أنها ربما طاولت قصائد فصحي لشعراء عظام .. كانت أيضا نتاج أزمة مباراة الجزائر .. لكن يبقي السؤال الأهم .. متى تتراجع نغمة ' انزل يا واد ' في الشارع السياسي المصري .. ومتيى يستجيب الشارع لجهود الوساطة العربية .. هل يمكن أن ينهي هذه الأزمة اتصال بين مبارك وبوتفليقة .. هل يمكن أن تنجح جهود الوساطة العربية، والتي قيل إنها تضم تحركات ليبية وسودانية وسعودية .. وهل صحيح أن الأزمة لم تكن بسبب مباراة كرة .. وإنما لأن هناك أيدي خفية .. قيل مرة إن وراءها قطر وإسرائيل .. وقيل مرة أخرى إن إيران هي التي تلعب في المنطقة .. وخطتها عزل مصر .. أو تقييد الدور المصري ! أعرف أن الوزير أحمد أبوالغيط قال في أول تصريح له تعقيبا على الأزمة .. إن هناك جهات أجنبية وراء الأزمة المصرية الجزائرية .. وأعرف أن الأنظار اتجهت إلى إسرائيل في البداية .. وحاول البعض إيجاد علاقة من نوع ما بين ' روراوة ' الجزائري وإسرائيل، سواء بالنسب أو التمويل .. وأعرف أن هناك من أشار إلي دور قطري لعبت فيه ' الجزيرة ' الجانب الأهم، حين أذاعت خبرا عن وفاة مشجعين جزائريين عقب مباراة القاهرة .. وبرغم كل هذا أعرف أيضا أن الوزير أبو الغيط تراجع مؤخرا، وقال ليس لدينا دليل على تورط قطر وإسرائيل .. إذن نحن لا نحتاج إلي مصالحة مع الجزائر وحدها .. ولكن مع العرب جميعا .. وفي هذا السياق لا بد من وقف التلاسن المتبادل .. وقبلها لا بد من وقف لغة ' انزل يا واد ' ، حتى تهدأ الأحوال !! نغمة ' انزل يا واد ' و'انزل يا كلب ' لا تصلح معها أية جهود وساطة .. ولا يستطيع أن ينجح معها لا الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ولا الفريق عمر البشير .. ولا العقيد معمر القذافي .. ولا أمة لا إله إلا الله .. فالمصالحة تكون بين شقيقين ندَّين .. وليس بين كبير وصغير .. وليس بين هرم وسفح .. جائز أن نعشق القصائد، وأن نرددها وأن نقولها في مجالسنا الخاصة .. أما حين تذاع على الملأ .. فإنها تهدم أكثر .. وحين نتحدث بأنهم يكرهوننا .. فكيف ننتظر أن يقولوا .. نحن نحبكم .. وحين نسكت فلا نصحح شيئًا فنحن نستحق ما يحدث لنا .. وأظن أن الخبر الذي نشرته 'الجزيرة' يوم العيد عن اتصال مبارك لتهنئة بوتفليقة .. كان يستحق أن نصححه أو نؤكده، أو نجد له أثرا في الإعلام الرسمي .. ولكننا أيضا لم نفعل ولم نستخدم حقنا .. لا في المرة الأولي التي أشارت الجزيرة إلى وفيات .. ولا في المرة الأخيرة التي كشفت عن تهنئة وتهدئة .. فهل يعني هذا أن مصر كبيرة .. أم أنها لا تحترم حق الإعلام .. ولا تؤمن به أبدًا !!

    رد الكرامة: ما الذي نمتلكه ليحسدوننا عليه؟!

    والى زاوية 'السكوت الممنوع' في ' المصري اليوم' ورسالة من القارئ مصطفى عكاشة من مدرسة الخطارة الإعدادية بنين قنا، حيث يقول: ذكر بعض نوابنا وكتابنا أن ما حدث ينم عن حقد وحسد دفين من إخواننا العرب تجاه مصر!! وأنا أتساءل مثل الكثيرين لماذا يحسدوننا؟ هل يحسدوننا على المحسوبية والفساد الذي ينمو بشكل جعلنا نحتل المرتبة 111 في الترتيب العالمي للفساد؟ أم على الفقر الذي ينتشر في ربوع مصر؟ أم على طابور البطالة الذي يمتد بطول وادي النيل، أم على الأمراض التي تنهش في أجساد المصريين حتى أنهكت أجسامهم وجيوبهم؟ أم على التلوث الذي أصبح سمة أساسية في حياتنا؟
    أم علي الإهانة والسخرية التي يلقاها أبناؤنا بالخارج بسبب تقاعس وتخاذل حكومتنا في حمايتهم؟ أم على إعلامنا الرسمي الهابط وفننا الذي أصبحت مشاهد العري والرقص والألفاظ البذيئة من سماته؟ أم على مؤسساتنا الدينية والتي أصبحت قضية النقاب هي شغلهم الشاغل؟
    إن الذين أحسوا بأن كرامتهم قد أهينت هم أصحاب الحظوة والمكانة من شباب ونواب ورجال الحزب الحاكم، أما جموع المصريين في قراها ونجوعها فلم يشعروا بالإهانة، لأنهم في الأصل مهانون داخل بلدهم!! من سوء تعليم وفقر ومرض وجوع وتلوث ومحسوبية.. إلخ.. صونوا لنا كرامتنا أولاً.. تصان كرامة مصر في الخارج!!

    'المصري اليوم': كن سفيهاً تصبح أكثر وطنية!

    واذا عدنا الى 'المصري اليوم ' فنطالع معاناة المصريين في الخارج عبر تعليق كتبه الزميل علاء الغطريفي قائلا: 'يجثو على ركبتيه ليضع في يد أحد السائحين بعضا من حبات الذرة ليرميها للحمام أمام 'دومو'، أشهر الكنائس في ميلانو الإيطالية، ليحصل على بعض النقود ليعيش.. رمقني بنظرة ذليلة عندما عرف من هيئتي أنني مصري، ألقيت عليه السلام، فرد بتحفظ عدائي، لم ينتظر لأحادثه فعاجلني بغضب قائلا: 'هم فعلوا بي ذلك، السبت الماضي أحد المصريين مات تحت إحدى البنايات من الصقيع بعد أن فشل في إيجاد مأوى، ومصري آخر يحاكم حاليا لأنه حاول اغتصاب فتاة أمريكية'، لم أسمع ما قال بعدها، فكان مزيجا من الشكوى والتبرير والبكاء. طاردتني صورة هذا الشاب طوال الأسابيع الماضية، أثناء متابعة تداعيات مباراة مصر والجزائر، التي في القلب منها حديث نجل الرئيس لبعض الفضائيات.
    ووضعني عقلي في مقارنة بين المناسبتين: في الأولى الشاب يبكي شاكيا بلاده التي لم تعره اهتماما، فاستقل قارب الموت أربع مرات ليهرب من جحيم الحاجة، والأخرى لنجل الرئيس، وإعلام مستنفر، وغوغاء يطلقون أحط الشتائم والأوصاف، تحت راية الدفاع عن كرامة مصر.. وبينهما تساؤلات عن الغضب لتداعيات مباراة كرة دخلت نفق السياسة المظلم، ومثلها عن غياب الإرادة لحماية شباب هزمناهم في مصر قبل أن نهزمهم في شوارع أوروبا، ومن ثم أتساءل: ألم يكن أجدى بنجل الرئيس أن يغضب لخبر مثل وفاة شاب مصري في طرقات أوروبا أكثر من غضبه على كرة القدم؟ ألم يكن أولى به أن يختار ظهوره الأول في قضية محورية في حياتنا، ولا ينضم إلى آلاف المتعصبين الذين شغلتهم الهزيمة في المباراة أولا، قبل أن تشغلهم إهانات الجزائريين؟!
    المهزوم يبحث بعد انكساره عن شماعة ليعلق عليها أخطاءه ويغرق في دوامة التبرير، للهروب من الفشل في حيازة النصر على البساط الأخضر، فلو فزنا وقتل البعض، كانت المسائل ستختلف جملة وتفصيلا، ولو رسم أحدنا سيناريو في خياله سيجد الأمور جد لطيفة، فالقتلى سيصبحون شهداء ويزور شحاتة وأولاده أسرهم، وستطغى هتافات النصر في موقعة المونديال على ما دونها من آلام وأحزان. أغار مثل الآخرين على وطني ولكن أغار أكثر على شباب مصريين لجأ أحدهم إلى أن يتسول بحبات الذرة، وآخر لقي حتفه من الصقيع، وثالث تنتظره عقوبة سالبة للحرية، لأننا خناهم جميعا ولم ندافع عنهم وألقينا بهم إلى مصير مجهول.. والخيانات كثيرة فهي تبدأ يوميا منذ الصباح حتى المساء، فهي في الشارع، في العمل، في السياسة.
    لقد عشقنا خيانة أنفسنا، نصرخ على كرة تتقاذفها الأقدام، ولا نصرخ عندما نصبح نحن الكرة في لعبة قذرة غير قانونية.
    وشغلني في هذه الملهاة، التي تذكرك بسوداوية أعمال أبي العلاء المعري وجحيم 'دانتي'، أن المنطق تم شنقه على مقصلة التعصب، فسارت الأمور في سياق دراماتيكي يعجز عن صنعه الروائيون العظام، فالخاسرون يستقبلهم الرئيس استقبال الفاتحين، ويحصلون على ستة ملايين جنيه!
    وشركات ورجال أعمال ينشرون إعلانات استنكار لما حدث في السودان وتأييدا للرئيس ونجليه لمواقفهم فيما يخص المباراة، ورؤساء تحرير حكوميون يضعون مقياسا جديدا للوطنية، وهو 'كن سفيها تصبح أكثر وطنية'، فأنت وطني بقدر تعصبك.. وكانت أقسى صور اللامنطق، ترديد بعض العامة مقولات مثل: الجزائر هي العدو قبل إسرائيل.
    في البلاد التي لا تعرف المنطق، تكريم المهزومين والفاسدين شريعة، والسؤال خطيئة، وتغييب العقل حياة، والاستسلام للغوغاء فريضة، ومن ثَم تذكروا أن أبطالنا في معركة التحرير في الألفية الثالثة هم: مدحت شلبي وعلاء صادق ومحمد شبانة ومصطفى عبده وخالد الغندور وآخرون.. عليكم أن تحفظوهم عن ظهر قلب حتى يرضوا عنا، فهم منحوا الوطن أكثر مما منحه 'محمد السيد سعيد' وكتيبة النضال المصرية طيلة عقود.

    ---------------------------------------

    مصر التي لا تستمع إلا لنفسها ولا تشاهد إلا نفسها

    2009/12/01




    بداية أود أن أؤكد أني لست من المهتمين بشؤون كرة القدم، ولست من الذين يريدون صب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة بين الشعبين الشقيقين مصر والجزائر، ولا حاجة بنا في هذا المقام إلى التذكير بالتاريخ المشترك والدين واللغة والثقافة. والمصالح... والدماء المصرية الجزائرية التي سقطت في الثورة التحريرية وحرب 1973. فالشعبان المصري والجزائري إخوة في الدم والعرق فالجيش الذي فتح قاهرة المعز منتصف القرن العاشر الميلادي معظمه من الجنود الجزائريين الذين استقروا بمصر، و أصول كثير من الجزائريين من قبائل بنو هلال التي استقرت زمنا طويلا بصعيد مصر. وقدمت أيضا أواخر القرن العاشر الميلادي من مصر إلى الجزائر. وأن هذا الذي حدث لا يعدو أن يكون سحابة صيف عابرة، ستنقشع عن قريب.
    لكن ما لاحظته من خلال متابعتي لوسائل الإعلام المصرية والجزائرية قبل أثناء وبعد المباراة الفاصلة، خصوصا بعد تصريحات كثير من العلماء والإعلاميين ورجال السياسة والثقافة المصريين، والتي تميزت بكثير من التعصب المقيت والشوفينية الضيقة، والتي مست التاريخ والمقدسات ورموز الدولة الجزائرية والتي يجلها الجزائريون، جعلت من السكوت أمرا غير مقبول، وأنه يجب الرد وتوضيح بعض الحقائق الغائبة والمغيبة عن كثيرين من الإخوة المصريين، وقد ترددت بعض الشيء قبل كتابة هذه الأسطر ولكن بالنظر إلى شدة الحملات المصرية على الجزائر رأيت من الواجب الديني والوطني والإنساني والأخلاقي الرد على هذه الترهات والأباطيل.
    أولا يتحمل الإعلام المصري المسؤولية كاملة، بنسبة تزيد عن الـ 90'، وكانت البداية من تصريحات أحد الإعلاميين بمصر في برنامج 'القاهرة اليوم'، على تلفزيون 'أوربيت'، عشية مباراة العودة بين الجزائر ورواندا: 'لماذا الجزائريون يكرهون المصريين؟ فقد ساندنا ثورة المليون شهيد، إحنا اللي طوّرنا الجزائر، وعلّمناهم العربية...'، وإن كان كرهه للجزائر وصوته لا يعبر عن موقف الشارع المصري وقد تصدت جريدة الشروق اليومي مشكورة لحملة هذا 'الفاسق الذي يأتي للناس بأخبار كاذبة ويحاول نشر الفتن والقلاقل النائمة'.
    ويبدو أن الذي يقف وراء هذه الحملة ضد الجزائر هو بعض الأجنحة في النظام السياسي المصري، وتوظيــــف هذه المباراة توظيفا سياسيا، ففي 'ظل ضعف الانتماء، يستخدم النظام المصري الوطنية الكروية ويوظفها بهدف إلهاء المواطنين عما تمر به مصر من مشكلات سياسية واقتصادية ومعيشية، حتى لا يفكروا مثلا في التوريث السياسي أو القضايا القومية الكبرى مثل الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى'. كما تذهب إلى ذلك المعارضة المصرية.
    وما يعضد هذا الطرح هو مشاركة الرئيس حسني مبارك نفسه وحضوره شخصيا لتدريبات الفريق المصري، وطالبهم بتحقيق النصر.. 'كما لو كنا في معركة يحاول فيها التعبئة النفسية للجنود'، كما علقت بعض الصحف المصرية على ذلك، ثم الحضور القوي لولديه جمال وعلاء منذ بداية المواجهة بين الفريقين. وقد جاء في تصريحات خاصة لـ'إسلام أون لاين.نت' أنه: 'كان أجدى بالإعلام مناقشة أسباب ما حدث من توتر، بدلا من الثناء على الدور البطولي للرئيس ونجليه الشجاعين'.
    ثانيا أريد أن أؤكد فقط على أمر واحد ووحيد، والذي دار حوله جدل طويل عريض، هو أن هذه الهبة الشعبية العفوية والمؤازرة الوطنية الصادقة لأعضاء الفريق الوطني كانت بسبب حادثة الاعتداء على الحافلة التي أقلتهم إلى الفندق ـ ولا أريد الدخول في تفاصيلها فقد شاهدها العالم بأسره إلا مصر ـ، والاعتداءات التي تلتها من إهانة للنشيد الوطني بداية المقابلة وسوء معاملة رجال الدولة الجزائرية الممثلين للشعب الجزائري والدولة الجزائرية، أثناء المقابلة. ولم يكن ذلك بسبب كرة قدم، أو على حد تعبير بعضهم من أجل 'جلدة هواء'، فالأمر في اعتقادي أعمق من هذا بكثير وأخطر، فلم يكن الجزائري لينتفض هذه الانتفاضة الرائعة ويقف هذه الوقفة البطولية التاريخية لو لم يحدث هذا الظلم والتعسف والاحتقار لضيوف مصر من طرف المصريين أنفسهم، وصمت سلطاتهم السياسية وكافة طبقاتهم الاجتماعية على اختلاف مستوياتهم، فلم نسمع كلمة واحدة من عالم أو داعية أو رجل سياسة وثقافة أو فنان أو أديب تدعو إلى دفع البغي عن الجزائريين، لا بل تدعو فقط إلى التعقل وإيقاف المهازل التي كانت تحدث تحت نظرهم وبحضورهم وموافقتهم ومباركتهم.
    ويبدو لي أن المواقف المشرفة للسلطات العليا في الجزائر كان نتيجة وردة فعل على المواقف المخزية التي قامت بها أجهزة المخابرات المصرية تجاه أبنائنا في القاهرة. ودعك من محاولات بعضهم تفسير ما جرى من أنه نتيجة الاحتقان السياسي والفشل الذريع في إدارة شؤون البلاد، قد يصدق هذا الكلام على الإخوة بمصر، لكن بالجزائر الأمر مختلف تماما.
    وفي تصوري أن المصريين لو تركوا الأمور على الطبيعة، لسارت بشكل عاد ولما أخذت كل هذه الأبعاد، ولما رأينا كل هذه الحشود المناصرة للفريق الوطني ـ وحتى لو خسرت الجزائر المباراة لكنا أول المهنئين ـ ولما نزل البعض إلى هذا الحضيض الأسفل من التعاطي مع الأحداث، ولما خسروا الصداقة والمحبة والاحترام .

    الدكتور عبد المنعم القاسمي الحسني

    --------------------------------


    من جانبه أبدى الفنان محمد صبحي موقفا مغايرا، وطالب بمقاطعة كل ما هو جزائري، وقال في اتصال هاتفي لبرنامج 'تسعين دقيقة' على فضائية 'المحور'، إنه بعد أحداث المباراة بين مصر والجزائر في الجزائر والسودان شعر بأنه ولأول مرة يطعن في عروبته. وأضاف: أقول أن الجزائر دولة خرجت من النسيج العربي ومن العروبة، فهي دولة لا تعرف شيئا عن عروبتها ولا تاريخها، فهم شعب يتحدث الفرنسية ونسوا أنهم عرب.
    وتساءل: كيف تقبل الجزائر على نفسها أن تهين المصريين وتعتدي عليهم في بلادهم بالطوب والسكاكين، فهل هذا هو واجب الضيافة عندهم ويكررون ما حدث في السودان ويعتبرون الهمجية والوحشية انتصارا.
    وقال: 'لما الموضوع يصل للإهانة لا تعنيني العروبة'، حيث ختم مطالبا بالمقاطعة الشاملة لكل ما هو جزائري.
    في ذات الموضوع نفت المطربة وردة الجزائرية ما روجت له بعض وسائل الإعلام بشأن تعرضها لمشاكل مع الأجهزة الأمنية من أجل حضها على الرحيل عن مصر وأكدت أنها تعامل باحترام بالغ وأنها شديدة الحزن على تلك الحرب المشتعلة في وسائل الإعلام بكلا الدولتين، مشيرة إلى أنها تأمل في ان تختفي تلك السحابة السوداءالمخيمة على الدولتين.
    وقالت انا موجودة في منزلي بالقاهرة ولم أغادره فقد شهد نجوميتي ونجاحي.
    من جانبه قال الشاعر إسلام خليل الذي تخصص في تأليف أغاني المطرب شعبان عبد الرحيم ، إنه سيخوض أولى تجاربه الغنائية من خلال أغنية 'مصر بنت الأكابر' التي يرد بها على الجرائم الجزائرية التي ارتكبت في حق الجماهير المصرية، مشيراً إلى أن غضبه الشديد تجاه ما حدث دفعه لإنتاج الأغنية وتحويلها إلى فيديو كليب أيضا على نفقته الخاصة. وأضاف أنه سيبدأ في تصويرها قريبا لإهدائها إلى أكبر عدد من الفضائيات لبثها على شاشاتها.
    تقول كلمات الأغنية:
    وحياة أبويا لكل واحد في الجزائر
    لازم تلفوا كلكم كده كعب داير
    وهاييجي يوم تتكتفوا والكدابين يتأسفوا
    والعلم اللي انداس يتباس
    وتبقوا فرجة لكل الناس
    دي مصر غصب عنكم بنت الأكابر
    خلاص العيال اتنططوا ونسيوا الكبير
    مصر اللي وقفت جنبهم أوقات كتير
    أول مامشيوا خطوة
    شالولنا سيف ومطوة
    آدي اللي كانوا بيمشوا يلموا أعقاب السجاير
    هاييجي يوم يتكتفوا والكدابين يتأسفوا.
    وأكد إسلام خليل الاستعانة بالمخرج هاني عبد اللطيف لإخراج الكليب، والذي سيتضمن العديد من المشاهد المهينة لمصر وللجماهير المصرية على أيدى المشجعين الجزائريين، إضافة إلى تصوير عدد من المشاهد الأخرى بمنطقة القناطر.
    وحول العنف والقسوة اللذين تتسمان بهما كلمات الأغنية، والتي قد تزيد من حدة الأزمة بين مصر والجزائر، أكد إسلام أن ما فعلته الجماهير الجزائرية أشد وأقوى من أية أغان أو ردود.
    --------------------------------------------



    الذين أهانوا مصر
    عبد الحليم قنديل

    2009/11/30




    الحملة الغوغائية التي يشنها إعلام نظام مبارك ضد الجزائر هي أعظم إهانة لمصر، وقد نتفهم دواعي الغضب المصري من سلوك وعدوانية بعض المشجعين الجزائريين في مباراة الخرطوم، لكن القصة تجاوزت حدود مباراة كرة قدم، يفوز بها من يفوز، ويخسر من يخسر، وتجري بعدها حوادث مؤسفة، وتحولت ـ ردا على عنف مشجعين ـ إلى بلطجة ألفاظ، وإلى سوقية مهينة تحط من كرامة الشعبين المصري والجزائري، وتحول غالب إعلام البلدين العربيين الشقيقين إلى مقالب زبالة لفظية.
    وقد يكون للنظام الجزائري المأزوم أسبابه في الصمت على الحملة المعادية لمصر والشعب المصري، وهي حملة مدانة بكل المقاييس، تماما كما تتوجب إدانة الحملة التي يديرها النظام المصري، والتي تتذرع بدعوى الدفاع عن كرامة مصر، بينما نظام عائلة مبارك هو السبب الأعظم في الحط من كرامة المصريين، والدموع التي يذرفها زائفة، وأقرب لدموع التماسيح .
    وقد كانت للنظام المصري أسبابه الظاهرة في تسييس مباراة مصر والجزائر، فالنظام يفتقر إلى أي قاعدة اجتماعية أو سياسية، وأراد تعويض الخلاء الاجتماعي والسياسي بافتعال قاعدة كروية، وبدأ حملته قبل أسابيع طويلة من المشهد الأول للمباراة في استاد القاهرة، وظهر جمال مبارك الموعود بتوريث الرئاسة في قلب الصورة، وجرى التعامل مع المنتخب الوطني لكرة القدم كأنه فرع من الحزب الوطني الحاكم، والحديث عن تشجيع فريق مصر كأنه تشجيع لجمال مبارك، وجرى أسوأ استغلال لشعبية كرة القدم، وطمس كل التمايزات في مصر، بما فيها التمايز بين النظام والشعب، وبما فيها التمايز بين الذي يمثله جمال مبارك كعنوان لجماعة النهب العام ، وبين الأغلبية الساحقة من المصريين الموحولين بالفقر والبطالة والمرض والعنوسة وقلة الحيلة، وجرى القفز بالغوغائية الإعلامية إلى مستويات غير مسبوقة في أي مباراة كرة قدم على طول التاريخ المصري، ونشطت جماعة المليارديرات المحيطة بابن مبارك في ترويج صورة زائفة، وهي أن مصر على وشك الدخول في معركة حربية وليس مجرد مباراة لكرة القدم، وجرى استخدام سافل لمخزون الاغاني الوطنية التي ظهرت فى حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، وبدا جمال مبارك كأنه جنرال حرب في مدرجات المشجعين، وكلما سجل الفريق المصري هدفا، تركزت فلاشات الكاميرات على طلعته البهية، وكأنه هو الهداف الأعظم، وحين جاءت النتيجة لصالح الفريق المصري في مشهد استاد القاهرة، بدا أن جمال مبارك قد قطع نصف الشوط إلى كرسي الرئاسة، ولأن النتيجة لم تكن حاسمة في سباق الأهداف، ولم تضمن للفريق المصري فرصة تأهل أكيدة للمونديال، كان على جمال مبارك أن ينتظر نتائج امتحان الملحق في الخرطوم، وهنا تبدى المعنى العاري للتعبئة السياسية لا الكروية، فقد تعاملت جماعة جمال مبارك مع مباراة الخرطوم كأنها قضية حياة أو موت، وجرى تجنيد إمكانات الدولة كلها لدعم فرص الوريث الموعود، 28 قناة تليفزيونية حكومية شاركت في التعبئة، وقنوات تليفزيونية رديفة مملوكة لمليارديرات النهب العام شاركت في التعبئة، فضلا عن ركام صحف الورق المملوكة في غالبها للحكم، أو القريبة من التوجيهات الأمنية السامية، وبدت القصة كلها كأنها مارش عسكري زاعق، دعمته مبالغات وتهويلات الاعلام الجزائري عن اعتداء محدود تعرض له مشجعو الجزائر في القاهرة، ثم كانت المفاجأة في الخرطوم، وعلى ملعب استاد المريخ، بدا كأن حلم جمال مبارك يسكن المريخ، فقد فاز فريق الجزائر بالهدف القاتل، وتبددت فرصة المنتخب الوطني المصري في التأهل لمونديال الكرة، كما تبددت فرصة لاحت لجمال مبارك في التأهل لمونديال السياسة، وحرم جمال مبارك وهذا هو الأهم من فرصة العودة المظفرة، والتي كانت ترتيباتها جارية، وبحيث يزدحم طريق المطار إلى قلب القاهرة بمئات الآلاف إن لم تكن الملايين من المصريين، وبحيث ينزل جمال مبارك من الطائرة إلى الحفل الكروي، ويخطو في عربة مصفحة مزدانة بأعلام النصر، ويلوح بالأيادي للجماهير المحتشدة، وكأننا في حفل تتويج مبكر للوريث، وبدلا من احتفال التتويج الذي كان ينتظره جمال مبارك، فقد كان عليه أن يهتم بنفسه، وأن يتخفف من ذعره، وأن تحمية أجهزة الأمن في رحلة هروب سريعة من الخرطوم للقاهرة!.
    نعم، لم يكن الفريق المصري وحده هو الذي خسر فرصة التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، بل خسر جمال مبارك فرصة تأهل بدت سانحة لمونديال الرئاسة، وهنا بلغ ضيق العائلة حافة الحلقوم، بدا مبارك الأب أقل تأثرا، بينما بلغ الغضب إلى ذروته عند جمال مبارك ورجاله، وكان الحل مدمرا كاسحا على طريقة 'أنا ومن بعدي الطوفان'، وصدرت الأوامر بتصعيد الحملة الاعلامية الغوغائية ضد الجزائر والشعب الجزائري، ودعمتها هذه المرة أيضا تجاوزات الاعلام الجزائري، وتبارى الطرفان في الحط من كرامة الشعبين الشقيقين، وبطريقة أوقعت الأذى بالمصريين بالذات، فقد بدا المصريون في الجزائر كأنهم رهائن حرب، وبدا المصريون في مصر كأنهم رهائن لرغبات وإحباطات جمال مبارك، فحين ينظر للمصريين من منظور جمال مبارك وعائلته، فإن النتيجة بالطبع لا تكون لصالح المصريين، وتلحق الاهانة العظمى بالمصريين في الجملة، وهذا هو الظلم الأفدح الذي تعرض له الشعب المصري، فإذا كانت العائلة تخدم اسرائيل، وهذه حقيقة لا مراء فيها، فإن ربط صورة المصريين بالعائلة جعلهم كالذي يخدم اسرائيل، وتلك 'تيمة' مزورة استخدمها الاعلام الجزائري بكثافة في حملته المفزعة، والتي لم تميز بين النظام والشعب في مصر، ورددت أكاذيب وسفالات عن المصريين تجعلهم 'يهودا '، بينما لا يوجد شعب في الدنيا يؤخذ بجريرة نظامه الحاكم، وخاصة إذا كان الحكم ديكتاتوريا طاغيا، ومفروضا على الناس بضغط السلاح الأمني .
    ولعله من عبث الدهر أن يتحدث نظام مبارك عن كرامة المصريين، وأن يصور نفسه مدافعا عن كرامة المصريين، وهو الذي أذلهم وأفقرهم وأهانهم بالجملة، وجعلهم يفرون من مصر، ويهيمون على وجوههم، ويطلبون خبزهم وفرص العمل على أرصفة الدنيا العربية وغير العربية، فقد ضاقت عليهم سبل العيش في مصر، وجرى نهب وتجريف ثرواتهم إلى جيوب الكبار بالقرب من منزل العائلة، وهذه مأساة لا ينهيها ولا يخفف من بؤسها ألف فوز في ألف مباراة لكرة القدم، بل تنتهي فقط بحل النظام الذي يملك أكبر جهاز أمن في العالم ربما باستثناء الصين، ويدهس المتظاهرين في الشوارع، وينتهك الأعراض، ويقتل المصريين في العبارات والقطارات وعلى الأسفلت، ويعذبهم حتى الموت في السجون وأقسام الشرطة، ويجرف الأراضي والمصانع، ويعرض مصر كلها في سوق النخاسة، ثم لايكون له من مهرب غير شيطنة الجزائر وتحقير الجزائريين، وخلق عدو وهمي، وصرف أنظار المصريين عن رؤية عدوهم الحقيقي، وتصوير المشجعين الجزائريين كجيش غزو منظم، وكأن عنف بعض المشجعين الجزائريين هو عنوان الجزائر كلها، ثم ينحدر بالحملة الغوغائية إلى جهالات تتنكر لعروبة مصر وعروبة الجزائر، وكأن العروبة رداء نلبسه أو نخلعه، وتتنكر لتاريخ عظيم جمع الشعبين المصري والجزائري في حروب تحرير واصلة من وهران إلى سيناء، وكأن روابط الدم صارت ماء، أو كأن العروبة صارت 'جربا'، وعلى طريقة حملة غوغائية مماثلة أدارها السادات قبل ثلاثين سنة، وكان حصادها مريرا كالعلقم، فقد انحطت بمصر وأهلها ومكانتها، ووصمت المصريين بعار النظام الحاكم الخادم للأمريكيين وللإسرائيليين.
    وربما لم تكن صدفة أن العمل السياسي الأبرز الذي قام به النظام مع حملته الغوغائية ضد الجزائر وضد عروبة مصر، لم تكن صدفة أن الحدث الأبرز كان لقاء مبارك مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في شرم الشيخ، فقد باتت القصة مكررة، وصارت مدونة سلوك مزمن لحكم العائلة، فكلما أراد خدمة إسرائيل، يشن حملة غوغائية في إعلامه ضد العروبة، مرة ضد الفلسطينيين، ومرة ضد الجزائريين، وثالثة ضد قطر، ورابعة ضد إيران، وبهدف إطلاق ستار دخان كثيف يتخفى بجرائمه في خدمة إسرائيل، والتي تحفظ الود لعائلة مبارك، وتحلم باستنساخ نظام الأب في صورة الابن معتل المزاج، والذي حرمه فريق الجزائر من حفل تتويج مبكر.

    ' كاتب مصري
    [email protected]

    ------------------------------------------

    سقوط الاعلام المدوي في مباراة الجزائر ومصر والاجهاز على ما تبقى من عروبة
    فادي عزام

    2009/11/30



    يصف أدورادو كالينو في كتابه 'كرة القدم بين الشمس والظل' المتعصب كيف يصل الملعب ملتحفا علم فريق، مدمرا وجهه بطلاء الألوان الحارقة، مطلقا العنان لحنجرته المبحوحة، مسلحا بأدوات مقعقعة وكيس من الشتائم. ويتحول المتعصب حين ينسل بين قطيع يشبهه من المُهان إلى المهين يخرج حقدا دفينا لشتى أنواع الثأر في يوم واحد.
    كرة القدم نموذج لقياس حالة الإحباط الجمعي العام، لحجم الكبت وتعتبر واحدة من أدوات التنفيس الكبرى والعلاج الأسبوعي لاحتقانات المدن الصناعية الكبرى، أما في العالم العاشر وما دون وهي الدول المتصدرة قائمة أكثر الدول فسادا وفشلا ومرضا وأمية، تصبح كرة القدم معركة وطنية، وخاصة حين تصدر الأوامر الأمنية من أعلى السلطات بتكنيس الغبار عن الأغاني الثورية القديمة، وشحن همم الأرواح المتعفسة بروح الوطنية الفاشلة، للذود عن حمى الوطن المستباح فينسى المتعصب ورفاقه كل هزائمهم والنتيجة بحجم مباراة الجزائر ومصر.

    دروس في الفن

    دروس مشرفة أتحفنا به إعلام الجزائر ومصر، عن نفسه وعن الآخر. هكذا تكون الحمية الوطنية، هكذا تسترد كرامة الشعوب السليبة وإرادتها الحرة، هكذا يتورط الفنانون بالتحول إلى ملقمي ذخيرة لاطلاق الصراخ بدلا من الغناء، بإطلاق الزعيق بدلا من الأنحناء لنشيدين وطنيين كتبت حروفهما بالدم والألم والروح الحرة والتوق لصباحات نشرب فيها قهوة الوطن كبيرا يتسع للجميع ويضيق على الكراهية، لا يتسع بالكراهية ويضيق على كل شيء آخر.
    ما نراه من هياج وسخط وبصاق وسخام، هو تراكم كمي يولد نتائج نوعية، أليس هذا هو المنطق؟ أليس التناوب على حرق العلمين، هو هدف جديد يهز شباك الفريقين في مباراة هي الأردأ بتاريخ الكرة.
    ألا يكشف هذا لنا بعضا من خواصنا الجمعية في بلدين يعتبران في قاع الشفافية، والحرية وحقوق الإنسان اسوة بأخوتهما العشرين الآخرين.
    نكتشف انهما نظامان بوليسيان ليس لديهما أي فكرة في مثل هذه الظروف عما يتلاعبان، فهما لأول مرة في تاريخهما الطويل الذي تجاوز البيعات الطبيعية للحكم، يشعران بحب الشعب، ياه ما أروع حب الشعب؟ شيء حرموا منه طويلا، يريدون التمتع به أطول زمن ممكن قبل عودة الأدرينالين الجمعي إلى منسوبه الطبيعي، ويكتشف الثوار الحمر والخضر إن عدوهما المشترك ليس بلدا آخر، ولا شقيقا بعيدا، بل هو السيد المتوحش الذي يجثم على صدورهم وتاريخهم ويصادر شهداءهم واحياءهم ويحولهم إلى عرض كبير في سيرك، يعرف كيف يوقفه ويعيد النمور إلى أقفاصها والأسود إلى أوكارها، والمهرجين واللاعبين والمتشقلبين ورماة الحجارة والمطاوي إلى حاراتهم ومقابرهم وأحيائهم المليئة بالتلوث والفقر والألم السرمدي.

    سقوط الفنانين

    والأغرب أن يقبل من يسمي نفسه فنانا، مبدعا، أن يكون في هذه الفتنة ظهرا فيركب أو ضرعا فيحلب.
    كل من ينفرد بالحمية على وطنه، يحترم، وكل من يهين وطن الآخرين ويعمم عليهم ألفاظا وصورا، استمدها من صندوق النفايات في جوفه أو حلقه او عقله، وخاصة حين يكون فنانا او إعلاميا مبدعا أو نخبويا، جدير بأن يغلق على نفسه غرفة قمامته ويخرس، يعتزل، يلتحق بأقرب مكب للنفايات لاعادة التدوير علنا نحظى بشتائم وتعميمات أقل شناعة مما (خردقنا) بها نحن من لا نحمل أيا من جواز سفر البلدين ولكن كنا حتى قبل 14 -11 المنكوب نظن أننا نكبر بسمومها، فوجدنا أنفسنا نريد ان نهيل التراب على أنفسنا.
    أوجعتمونا نحن من لم تشتمونا، أذقتمونا شيئا حنظليا بامتياز، أفقدتمونا البوصلة مرة أخرى طعنتمونا بالظهر والوسط والمقدمة، في كل شتيمة في كل وليمة من الشتائم استمطرتموها كنتم تغرقون 300 مليون عربي بالمزيد من الوجع وجعلتموهم في فم الشماتة من حكامهم قبل أعدائهم، حتى صحف إسرائيل طالبتكم بالتحلي بالصبر بعد أن أشبعتنا سخرية.
    سقوط نخبة الفن في مصر والجزائر، من داعين للمقاطعة والمتظاهرين وحارقي الإعلام، وكائلي الشتائم، لم يعهد يوما، بين أشد الأنظمة والشعوب اقتتالا. لم يعهد حتى بين فريقي سلتك الكاثوليكي ورينجر البروتستانتي في أيرلندا نفسها، المعروفة بانقساماتها الحادة، فكيف وأنتم أبناء فقر واحد ومصيبة واحدة، وجع واحد قبل أن ننجرف ونهدر كلاما عن التاريخ واللغة والدين.
    فتصريح لسيدة فنانة تدعى (زينة) وهي وسط مهرجان يعنى بالفن، بالفن يا خلق الله، بالفن الذي لا يعرف حدودا، يجعل من كل ما يقدمه وينتجه من أشباه الفنانين في كلا البلدين، مشكوكا به للأبد. أن ترد الممثلة يسرا الجائزة التي حصلت عليها ويتبعها أحمد السقا ومنير شريف وغيرهم، فيرد عليهم الفنانون الجزائريون بمقاطعة السينما المصرية يجعلنا نرى كيف تستثمر النخبة الفنية المشاعر وتسجل مواقف وفي غير محلها. ولكنه الهيجان، أغلق باب الروح قبل باب العقل، حرك الغريزة الذئبية في القطيع المريع، يحتاج إلى علماء وخبراء ومحللين كونيين، لربما يستطيعون رده إلى أسبابه، ولكن ان يقوم الفنانون والكتاب والإعلاميون بالانجرار وراء القطيع، الذي طالما أدانوه، وترفعوا عنه واغتربوا عن قضاياه، ليصبحوا ذيولا له، فهذا دلالته هي الأخطر.
    أن يقوم فنان بلعب دور ضحية،لأنه لم يجد حجزا له في المطار، او لأن ثلة من الأشقاء الأعداء يرمونه بالطوب، فيتحول إلى قضية رأي عام، وتجعل من صحافي وإعلامي ، يعلن على الهواء محرضا ومناديا ومكبرا، لقتل الأشقاء الأعداء الموجودين في مدينته. أهكذا تورد الأبل يا شباب؟.
    لماذا لم يسمع صوت الشاعر جمال البخيت؟ لماذا لم يرد أحد الإصغاء إلى الشاب خالد ومحمد منير؟ لماذا ينجر الفنانون إلى حفلة الهيجان المجاني؟، لماذا تطال لوثة الشر والعنف والألم أكثر الأرواح المشغولة بالصفاء والفن والموسيقى؟ أليس كل من يدعو لمقاطعة عربي وطرده، وحرق علمه والتشويش على نشيده الوطني؟ يهزم نفسه أولا، ويطرد نفسه، ويحرق جزءا من جسده.
    وهل يجوز وسط الصهيل والنقيق والجعير، ان نسمح للألم أن يجهز على بقايا ما نملك من عروبة؟ وهل يدرك المشككون والمطبلون والغوغاء إنهم حين يخلعون ما تبقى من عروبتهم، وانتمائهم كم شهيدا من أبناء وطنهم يعاودون قتله ودفنه؟.
    فنانو مصر والجزائر، لقد خذلتمونا، أذللتمونا، أهنتمونا، جردتمونا من بارقة فرح، واستطعتم أن تدمروا حضارة 7000 سنة في مصر وخذلتم روح الشهداء في الجزائر.
    يا أيها المحتقنون بالنصر والهزيمة، لقد خسر كلاكما النصر وأضحت هزيمتكم مثل وحمة في أرواحكم.
    ميزة الهزائم أنها تعلم الشعوب، فأعظم المهزومين في التاريخ، أصبحوا في مقدمة الوقت مثل اليابان والمانيا. الا أن هزائمنا عادة تضاف إلى مسبحة نسبح بها كلما جاء ذكر الوطن، نلمعها نتباهى بها، ومع الزمن نحيل الهزيمة بقدرة قادر إلى نصر من نوع آخر نصر إن قادتنا بخير وأنهم مازالوا يواصلون حفر حاضرنا بكل معاولهم ريثما التاريخ يهيل علينا ترابه.
    آه يا نجيب سرور آه يا طاهر وطار.

    أغنية للتذكير

    'مش كسبوا مش خذوا المطش طيب بيضربونا ليه؟' هذا التساؤل البريء الذي أطلقه واحد من ابرز اسوأ الإعلاميين العرب دون أن يرف له جفن، متناسيا أنه قبل أسبوعين، كان يقول يارب يا قادر تمرغ أنف الجزائريين بالأرض؟ نسي كيف ساهمت لامسؤوليته ولا حرفيته ولا مهنيته وضيق أفقه، بتوفير الأرضية التي ستنطلق منها الجموع للثأر، والثأر المضاد.
    يوم الواقعة في السودان، يعود آخر يندب مثل ندابات الشؤم، ويطلق جهادا إعلاميا.
    'لدينا جزائريون في مصر؟ نروح نقتلهم؟ زي ما بيذبحوا أولادنا نذبح أولادهم؟ '

    كيف يمكن لأعلامي يقول مثل هذا الكلام ولا يحاكم؟ كيف له أن يبقى يطل على الفضائيات ويستطيع أن يقول للناس' صباح الخير'؟
    في الجانب الأخر، الفقير بالفضائيات تقوم صحيفة من الطراز الرخيص، باستخدام كل الأدوات التي تعلمتها في مدرسة الأنظمة العربية الخاصة للصحافة بتحويل الشعب الجزائري إلى قارئ نهم، محطما اسطورة إن الشعوب العربية لا تقرأ، مليونا نسخة تبيعها في يوم واحد، تحت عنوان واحد (كراهية مصر) صارت هذه الجريدة الصفراء خط الدفاع الأول عن شرف الجزائر. لقد حلوا كل مشاكلهم دفعة واحدة واتحدوا ضد العدو المصري، فتحت حدودهم مع المغرب، وعادت طوابير المهاجرين قسرا من فرنسا إلى أرض الوطن، اختفت البطالة ، وزعت الثروات البترول على الجميع، مصانع عمرت، وجامعات تردف الكون بالعلماء.
    فعندما ينهار الإعلام والفن والضمير الحي، على الدنيا السلام فهؤلاء من صبوا البنزين على الحرائق، نطالب بمحاكمتكم في محكمة العدل الدولية، وطردكم من وسائل الإعلام ووضعكم في الإقامات الجبرية ومنعكم من استخدام أي وسيلة إعلامية حتى 150 سنة قادمة.
    ويبقى أن تنجلي هذه المحنة ويعود صوت الحق، صوت الروح. أن يقوم الفنانون من كل البلدين بالغناء معا لمصر والجزائر، ان يقوم صاحب الأوبريت طارق العريان بجمعهما معا، ويغنون معا. ليس أغنية وطنية ولا أغنية عاطفية عن الأخوة وتجلياتها السقيمة بل هذه الأغنية التي نريد التذكير بكلماتها علهم يهدؤون وينصتون.
    فنحن إخوانكم لا يعنينا أي شيء من مهزلتكم سوى هذين النشيدين ومن يمثلانه ومن ماتوا لأجلهما.
    بلادي بلادي بلادي' ''''''' ''''لك حبي وفؤادي
    '' مصر يا أم البلاد'''''''''' ''''أنت غايتي والمراد
    قسما بالنازلات الماحقات
    والدماء الزاكيات الطاهرات
    '' وعلى كل العباد'''''''''' '''' كم لنيلك من أيادي
    'مصر يا أرض النعيم'''' ' ''''فزت بالمجد القديم
    والبنود اللامعات الخافقات
    في الجبال الشامخات الشاهقات
    مقصدي دفع الغريم'''''''''''وعلى الله اعتمادي
    ''' مصر أنت أغلى درة''''''''' 'فوق جبين الدهر غرة
    نحن ثرنا فحياة أو ممات
    وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...
    '' يا بلادي عيشي حرة'''''''''واسلمي رغم الأعادي
    ''' مصر أولادك كرام''''''''' '''أوفياء يرعوا الزمام
    نحن جند في سبيل الحق ثرنا
    وإلى استقلالنا بالحرب قمنا
    لم يكن يصغى لنا لما نطقنا
    سوف نحظى بالمرام'' ''''''''باتحادهم واتحادي
    بلادي بلادي بلادي'''''''''''لك حبي وفؤادي
    فاتخذنا رنة البارود وزنا
    وعزفنا نغمة الرشاش لحنا
    وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
    فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا
    كاتب من سورية
    [email protected]

    80
    ------------------------------------


    لا مصر ولا الجزائر تستحقان تمثيل العرب في كأس العالم

    2009/11/30




    إذا كانت الرياضة هي مجهود جسدي يعمل على تقويته ويؤدي إلى تهذيب النفس والروح والسلوك الانساني، فكل ذلك للأسف لم نره لا في الجانب المصري الذي ابدى اهتمامه برياضة كرة القدم كما لو كان الفوز فيها أعظم انجاز على وجه الأرض ولهذا خسر، ولا رأيناه في الجانب الجزائري الذي فاز في مباراة المريخ بالسودان .. كلاهما بنظري لا يستحقان أن يمثل اي منهما العرب في كاس العالم لأنهما افتقدا الروح الرياضية الأصيلة التي تدفع اي فريق لتقبل فكرة الهزيمة بروح رياضية عالية، أو تقبل الفوز بتواضع بعيد عن الغرور والمكابرة .. الفريقان المصري والجزائري ربما على درجة كبيرة من المهنية والحرفية في اللعب، أظهرا إبداعهما في المبارتين لا احد ينكر ذلك، ولكنهما للأسف تركا أنفسهما لأيادي الشر والفساد تعبث بهما وتتاجر بهما، ورضيا الاثنين معا أن يكونا حصانين يراهن عليهما المقامرين في سباق للخيل، وبالتالي فالحصان الفائز عليه ان يكون ركوبة سهلة أو مطية ينطلق حيث الوجهة التي يريدها ذلك المقامر !
    السيد جمال مبارك الذي كان يراهن على فوز المنتخب المصري ليسجل لنفسه انجازا لم يحصل عليه في اي مجال من المجالات الحيوية في مصر، مستغلا رغبة المصريين المحمومة في اي انتصار ولو على الساحة الرياضية بعد أن فقد الأمل في اي إصلاح مصري في كافة المجالات الأخرى، ولعب على الوتر وعزف سيمفونية مصر هي امي، نيلها هو دمي، واهتم بالمباراة بين الفريقين وسخر لهذا الهدف كل إمكانيات الدولة من إعلام وفضائيات وأموال، وحول الأمر كما لو كان ساحة معركة شحن فيها عواطف المصريين وحولها من مجرد مباراة رياضية إلى قضية انتماء وهوية مصرية تستحق القتال والدفاع عنها بشراسة وسمح للأقلام الفاقدة للضمير والوعي أن تؤجج مشاعر كل مصري بالداخل والخارج، وكأن تشجيع الفريق المصري واجب وطني لا يعلو فوقه اي واجب آخر، ونسى أو تناسى أن (الكورة ) ماهي إلا رياضة من حق كل إنسان أن يشجع الفريق الذي يراه لاعبا أفضل في الساحة دون أن يكون لأحد حق التشكيك في انتمائه ووطنيته، فهل يحق لأحد التشكيك في انتمائي ووطنيتي وحبي لبلدي لو شجعت الفريق الجزائري مثلا ؟ ولكن لأننا في زمن ضياع الهوية وطمس الانتماء واختلاط المفاهيم والأوراق .. باتت (الكورة) هي عنوان الهوية ودليل للانتماء .. واخشى ما أخشاه أن يأتي يوما يسأل فيه كل مصري عن انتمائه الكروي !! إن كان ميالا للمنتخب البرازيلي فيعتبر من وجهة نظر السادة رجال لجنة السياسات الخارجية خائنا وعميلا وفاقدا للهوية المصرية ومشكوكا في انتمائه للوطن !!
    السيد عبد العزيز بوتفليقة اعتبر فوز الفريق المصري بهدفين في القاهرة عارا على الجزائر لا يمحوه إلا الدم فشحن كل إمكانيات الدولة للمباراة النهائية، ووصل به الأمر إلى تسخير الطائرات الحربية للجيش الوطني الجزائري لنقل المشجعين الجزائريين إلى السودان وسمح للإعلاميين بالتطاول على مصر وشعبها، ونسى الجميع أن حكومة بوتفليقة التي تتهم بالتزوير والفساد أرادت من الفوز التغطية على مشاكل النظام الداخلية وحالات الفساد المستشرية في كل أرجاء الجزائر فتحول المنتخب الجزائري من مجرد فريق كروي رياضي إلى حصان في حلبة سباق المقامرين، وكارت رهان رخيص يلعب به السكارى والفاسدين .
    * حينما تتحول ساحات الرياضة إلى ساحات ردح وشتم وانحطاط اخلاقي، حينما يصل الفساد ويطل برأسه على الرياضة فعلينا أن نلعن تلك اللعبة ومن بدعها، وان نركل تلك الكورة بأرجلنا وأحذيتنا إلى مزابل التاريخ لأنها لم تعلمنا الأدب ولم تسم بسلوكياتنا حتى نجبر العالم على احترامنا وتقديرنا، وعندما يصل الأمر بنا إلى الدرك الأسفل ونرى كتابا كانوا في نظرنا كبارا يقذفون بسلاطة لسانهم كل ماهو جزائري ومصري ويشوهون تاريخ البلدين ويتبادلون الشتائم والمعايرة ..فهذا يذكر الجزائر بفضل جمال عبد الناصر على الثورة الجزائرية، وآخر يرد بان (الجزائر بلد المليون شهيد ومصر بلد المليون راقصة) حينها لابد أن ندرك أن الرياضة أفسدت أخلاقنا ولم تعمل على تهذيبها .. وحينها لابد أن نصل إلى حقيقة ألا وهي أننا لا نستحق أن يكون لنا اي موقع على خارطة العالم لان لا الدين هذب أخلاقنا ولا الرياضة علمتنا أدب الحوار والتواصل .. ولا هذا الفريق يمثل العرب والعروبة ولا الآخر عنوان الشرف والفضيلة .
    تبعات جريمة الشحن الاعلامي من كلا الطرفين (المصري الجزائري) لم ولن تنتهي فإفرازاتها ستستمر بين البلدين وسيدفع الثمن الشعبان، فها هي مصر تستدعي السفير المصري في الجزائر للتشاور، على خلفية أحداث العنف التي صاحبت مباراة منتخبي البلدين لكرة القدم المؤهلة لنهائيات مونديال 2010 في جنوب إفريقيا (سابقة خطيرة لم تحدث من قبل)، وسيعقبها بالطبع سحب السفير الجزائري من القاهرة على خلفية التظاهرة التي قام بها بعض الغوغائيين أمام السفارة الجزائرية، تلك التظاهرة التي طالبت بطرد الجزائريين من مصر، وعلى خلفية تصريحات السيد علاء مبارك التي صرح فيها أن جماهير الجزائر مجموعة من المرتزقة .. وهاهم الفنانون المصريون يعلنون مقاطعة المهرجانات الفنية التي ستقام في الجزائر، وهاهو الإعلام الجزائري يصب جام غضبه على كل من تمنى الفوز للمصريين، وهاهو الإعلام المصري بصحفه وفضائياته يستغلون ماحدث من أعمال شغب في الجزائر ضد المصريين هناك ليبرر حملته الشعواء التي شنها على المنتخب الجزائري وشعب الجزائر قبل مباراة القاهرة ..هذا الزلزال الذي دمر العلاقة بين بلدين وشعبين شهد لهما التاريخ يوما بأنهما مفخرة للعرب والمسلمين في نضالهما وهما عنوان الكرامة والشرف .. هاهو التاريخ يسطر لهما أسوأ انحطاط اخلاقي على يد زبانية السياسة والأقلام المسمومة، في الوقت الذي تسطر فيه منظمة الشفافية الدولية فضيحة لكلا البلدين في تقريرها والذي صدر أول أمس يفيد ويؤكد على: (احتلت مصر والجزائر المركز الـ111 مكرر في الشفافية، بينما وضع قطر في المركز الـ22 باعتبارها أكثر الدول العربية شفافية، تلتها الإمارات 30 وعمان 39 والبحرين 36 والأردن 49 والسعودية 63 وتونس 65 والكويت 66 والمغرب 89 واليمن 154، والصومال الأخيرة عالمياً ) وبما أن الشفافية مفقودة في كلا البلدين فعلى الشعوب أن تعي أن النظامين في البلدين استخدما تلك المباراة لأغراض سياسية، وان الشحن الاعلامي كان مقصودا وهدفه التغطية على ماهو أسوأ بالداخل من فساد وتزوير وتدليس وانحطاط وفشل ذريع في إدارة الأزمات وحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية على وجه الخصوص . لم أكن يوما أتمنى لاي بلد عربي أن يخسر في اي مجال من المجالات بقدر ما تمنيته اليوم .. لأننا كشعوب وأنظمة لا نستحق الفوز .. فالفوز شرف يستحقه من يعرف معنى الكرامة والشرف، ويستحقه من يفهم معناه، ومعناه عندي كان (سواء فازت مصر أو الجزائر فكلاهما بلد عربي يمثل الجميع ) أما وقد سعى كل طرف لنيل الفوز لنفسه .. نفسه فقط دون الآخرين .. نفسه الأنانية ..فهو له ولا يمثل إلا نفسه ..ولا يدعي احد بعد الأحداث التي أدمت قلوب الشرفاء انه يمثلنا نحن كعرب، فالكل خاسر في تلك المعركة حتى لو فازت الجزائر بكأس العالم، ومصر لم تخسر المباراة فقط بل خسرت الجزائر كدولة وشعب، خسرت دولة شقيقة لها مكانتها في قلوب المصريين، والجزائر وان فازت فمن المؤكد أنها مع الأيام ستدرك أن هذا النصر ليس أهم من محبة شعب كان يوما لها سندا وأرضا احتوت كل العرب (يوم كانت مصر أرض لكل العرب) فلتفرح الجزائر بفوزها ولكنها أبدا لن تمثل كل العرب، ولتبكي مصر على خسارتها ولكنها خسارة تستحقها ربما تفيق من غيبوبة الإعلام الرسمي الموتور الذي تاجر باسمها وشعبها لكسب ود الوريث القادم لها .. إنها معركة الفاشلين ، الكل خرج منها مهزوم وخاسر ..وهل نستحق نحن كشعوب من يمثلنا في المحافل الدولية خاسر أو مهزوم؟ ربما فعلا نستحق لأننا أيضا مهزومين على يد عصابات تحكمنا وتتحكم بنا وتوجهنا إلى الوجهة التي تريد .. ومادمنا كذلك فالقادم انتظروه فهو أسوأ مما فات.
    وفاء إسماعيل

    -----------------------------------------


    النقاش لمبارك: 'اسمع كلامك
    يعجبني وأشوف أمورك أستعجب'!

    ونبدأ كالعادة بالاشارة الى أبرز ردود الأفعال على الأزمة التي تسببت فيها إعتداءات مشجعي فريق الجزائر على المصريين حيث تهجمت زميلتنا فريدة النقاش على بارك الله لنا فيه بقولها قولا لم يعجبني ولذلك تجاهلته لأنه من نوع: 'تحدث الرئيس مبارك في خطابه قال انه لا يقبل المساس بالمواطنين المصريين او التطاول عليهم أو امتهان كرامتهم، وأضاف: أقول بكلمات واضحة ان كرامة المصريين من كرامة مصر، ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها.
    وحين سمعت الخطاب تذكرت المثل الذي يقول 'اسمع كلامك يعجبني وأشوف أمورك أستعجب' ذلك ان كرامة المصريين في بلادهم، وفي غيرها جرى إهدارها لزمن طويل جدا قبل موقعة الخرطوم، وتهجم بعض المشجعين الجزائريين على مشجعين مصريين وإيذائهم قبل أسابيع قليلة كان إهدار كرامة المصريين ودمائهم قد حدث على الملأ في واقعة تصادم قطارين من قطارات الفقراء كاشفا المدى الذي وصل اليه الاهمال والفوضى وسوء الادارة، وذلك فضلا عن إهدار الكرامة المتواصل في طوابير الخبز والبطالة والمستشفيات المتهالكة وفي آلاف القرى التي لم يصلها الصرف الصحي أو مياه الشرب او تلك التي تشرب المياة المخلوطة بالصرف.. وفي حسرة العاجزين عن ايجاد مسكن الفساد الواسع والذي فاحت رائحته من نهب البنوك للاستيلاء على اراضي الدولة ومن زواج السلطة بالثروة الذي حول بعض رجال لجنة السياسات الى حيتان كبيرة تتمتع بالحماية بل يصل بعضهم الى كراسي الحكم دون اي خجل الى غرق شباب في البحار يأسا بعد ان اضطروا تحت وطأة الذل للهرب من وطنهم بحثا عن مستقبل لا يجدونه فيه.
    وما حدث لبعضهم في الخرطوم هو جزء فقط مما يتعرضون له كل يوم في بلادهم نفسها ذلك ان كرامة المصريين لا تتجزأ ولا بد ان يوما سوف يأتي يدافع فيه المصريون عن كرامتهم لتلتئم الجروح.. وما أكثرها'.

    'الوفد': نشعر بالاهانة من الداخل كما من الخارج

    لا، لا، وما دخل بارك الله لنا فيه بهذا الخلط بين الأحداث على طريقة ربابة، ربة البيت تخلط الخل بالزيت، وخوفا على عمله سارع زميلنا إبراهيم حنيط بمجاملتها برسم عن ضابط وجندي من الأمن المركزي، والضابط يقرأ في صحيفة خبرا عن الاعتداء على المشجعين، ويقول محتجا: ازاي حد يضربهم غيرنا؟
    أما الذي لم اتوقعه من زميلنا وصديقنا بـ'الوفد' محمد أمين، فهو ان يسارع في نفس اليوم، الثلاثاء، بمساندة فريدة رغم انها يسارية وهو من أهل اليمين أو الوسط، بقوله مخاطبا بارك الله لنا فيه: 'سيدي الرئيس.. من حق المنتخب القومي أن يفرح.. ومن حقنا أيضا.. من حقك أن تستقبله وأن تخفف عنه، وأن تقرر له المكافآت.. وترد له الاعتبار.. ومن حقنا أيضا أن نفرح مثل نجوم الكرة وحسن شحاتة وسمير زاهر.. نحن الذين بكينا وانضربنا.. متى تسعدنا كما أسعدت المنتخب القومي.. وكما أسعدت حسن شحاتة.. وكما (طبطبت) على سمير زاهر.. وأغدقت بالملايين على اللاعبين.. فهل من حقنا أن نسعد وأن نكافأ.. فنحن نشعر بالإهانة في الداخل كما شعرنا بها في الخارج.. وهنا إهانة بلا حدود.. لأن أحدا لم يفكر في إسعاد المصريين بمزيد من الحريات وحقوق الإنسان.. أو بالديمقراطية وتداول السلطة.. لم يفكر أحد في الملايين التي يتقاضاها اللاعبون.. بينما هناك ملايين لا تجد ملاليم.. وهي إهانة لا تقل عن إهانة الجزائريين بأي حال! سيدي الرئيس.. لا بد أنك تعرف لماذا اختزلنا كل أحلامنا في مباراة كرة.. ولا بد أنك تعرف أن فرح المصريين بالفوز، قابله إحباط شديد بسبب الهزيمة الكروية والمعنوية.. ولابد أنك تعرف أيضاً أن المصريين يريدون أن يفرحوا.. وأن يجدوا أخبارًا سارة في حياتهم ومستقبلهم.. لا تتعلق فقط بالديمقراطية وتداول السلطة والدستور.. وإنما تتعلق بلقمة العيش والمسكن الصحي.. فالمصريون بلا استثناء يسألون عن مصادر الملايين التي كانت تنتظر المنتخب.. ويطالبون بتوجيهها إلي مشروعات باسم مصر.. كما يطالبون الشركات بدفع الضرائب أولاً.. وأضم صوتي لصوتهم.. ادفعوا الضرائب قبل أن تتبرعوا للمنتخب القومي!'.

    'اليوم السابع' الأسبوعية: مهرجان
    اللطم الذي اقمناه لم يقنع اي عربي

    وما زلنا في عملية التجول بين الصحف، فيوم الثلاثاء قال زميلنا ياسر أيوب في 'اليوم السابع' الأسبوعية المستقلة: 'كل هذا المهرجان الذي أقمناه هنا في مصر.. لحب مصر.. فشل تماما وبشكل مخز ومخجل في ان يقنع أي أحد غير مصري بأي حق لمصر.. وكل تلك الشاشات المصرية النشيطة فشلت تماما في ان تكسب لمصر أي قضية، فلا العرب اقتنعوا بأن المصريين في السودان كانوا ضحايا.. ولا المسؤولون والناس والاعلام في أوروبا والولايات المتحدة اقتنعوا بما نقوله نحن في مصر.. لأنهم لم يسمعونا أصلا.. إعلام اتيحت له الفرصة لأن يذهب الى السودان بكل أسلحته.. كاميرات ومراسلين لا أول لهم ولا آخر، وحين جرى كل هذا العنف ضد المصريين.. لم نجد شريطا واحدا وكاملا يسجل ما جرى.. لا نملك حتى الآن تقريرا بالصورة لمجرمين جزائريين يقذفون مصريين بالحجارة او يعتدون عليهم بالسكاكين والسيوف، إنما هي لقطات متناثرة معظمها بكاميرات التليفونات المحمولة وقد كانت إساءة الاعلام المصري للصورة المصرية ابلغ وأشد قسوة ووطأة مما قام به الإعلام الجزائري نفسه.. لأنه إعلام لا يعرف الفارق بين تصوير الاعتداء على المصريين إثباتا لحقوق ودليلا على جريمة تم ارتكابها.. وبين تكريس هذه الصورة وكأن هذا هو حال المصريين وواقعهم.. وأخيرا هو إعلام قرر ان القضية كلها باتت تخص فنانين وفنانات.. إعلام اختصر مصر كلها في فنانيها وفناناتها، أما الآخرون.. فهم لا يرون أننا أصحاب حقوق.. ولا يحترمون حقوقنا أو حروبنا أو حتى إعلامنا'.

    نتائج المباراة: تمكن الذين
    لا يعلمون من الذين يعلمون!

    وفي نفس العدد أبدى زميلنا يسري فودة شديد أسفه لما يحدث بقوله: 'في مصر أو في الجزائر تمكن الذين لا يعلمون من الذين يعلمون وسيطرت على الموقف روح الغوغاء، وحين يحدث هذا يمكن لطرف إصبع ان يحرك ما لم يكن يقدر على تحريكه جيش من الناس، ولأنني مصري فلا بد ان أكون أكثر قسوة على نفسي وعلى ابناء بلدي أولا الى ان يتوفر بين يدي دليل قاطع على خطأ الطرف الآخر، وهناك بعض الأدلة التي يمكن تقديمها بحرفية وبهدوء دون ان يقودنا الحزن على الخروج من كأس العالم أو الحماس الأعمى أو أجندة الاستهلاك المحلي أو ركوب موجة (الوطنية) في غير موضعها، اذا كنا حقا نريد الخروج من هذه المعجنة بأقل قدر ممكن من الخسائر فلنفتح تحقيقا مهنيا جادا ربما من خلال جامعة الدول العربية يقوم خلاله كل طرف بعرض قضيته وتقديم أدلته وإلا فليسكت، ولا بد لتحقيق كهذا من ان تكون له أسنان تعض من تثبت مسؤوليته، وزيرا كان أو خفيرا، في مصر أو في الجزائر'.

    استاذ قانون يروي مشاهداته
    المرعبة في الخرطوم

    والى شهادة شاهد عيان، هو رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى المعين ولواء الشرطة السابق، وأستاذ القانون الحالي الدكتور نبيل لوقا بباوي، وكانت زوجته بصحبته، قال في 'الأخبار' يوم الأربعاء: 'كانت معي زوجتي الدكتورة سلوى فهيم في احد الاتوبيسات وتم تكسير الزجاج من الناحيتين واصيب من اصيب فلا يوجد سيارة واحدة لم يتم تكسيرها خاصة بالمصريين مما جعلنا نخشى اننا في موقعة حربية، وحمدنا الله اننا خسرنا المباراة لاننا لو كنا كسبنا المباراة لكانت دماء المصريين سوف تسيل في ارض الخرطوم.. واندفعت كل الجماهير المصرية نحو مطار الخرطوم في حالة ذعر مع اسرهم، ولكن كلمة حق تقال ان الاستاذ جمال مبارك والدكتور زكريا عزمي رفضا مغادرة مطار الخرطوم الا ومعهم الفريق القومي للكرة المصري لحمايتهم ورفضوا مغادرة الخرطوم الا بعد تأمين سفر كل المصريين في عودتهم إلى القاهرة فتم اتصالهما بالسلطات السودانية على كل المستويات، ولاول مرة في تاريخ السودان وفي تاريخ القارات الست يتم الغاء قانون الجوازات في دولة السودان الشقيقة فكل من يدخل مطار الخرطوم يركب الطائرة فورا بدون تأشيرات خروج وبدون ختم جواز السفر وبدون اي مراجعة للتذاكر او الجوازات وعندما يكتمل عدد ركاب الطائرة تحلق الطائرة فورا وبهذه الاتصالات من الاستاذ جمال مبارك والدكتور زكريا تم انقاذ جميع المصريين بالغاء قانون الجوازات السوداني، فتحية لهما'.

    اشباه الاعلاميين الرياضيين خربوا كل شيء

    أما زميلنا وصديقنا بـ'المصري اليوم' أحمد الخطيب فرفض توجيه اي تحية لأي أحد، وبدلا من ذلك أبدى غضبه مما رآه.. وعبر عنه بالقول في نفس اليوم - الاربعاء: 'نجح بعض من يطلقون على أنفسهم الإعلاميين الرياضيين والفنانين من ذوي تصنيف الدرجة الثانية في إثارة أزمة مصر والجزائر، في تقديري الشخصي، وتصويرها على أنها أزمة قومية تستوجب قطع العلاقات وطرد واستدعاء السفراء، لدرجة أن طالب أحد هؤلاء بشن حرب عسكرية على الجزائر!
    كل ذلك من أجل مباراة لكرة القدم، نجح بعض المشجعين الموتورين من الجزائر في الاعتداء على بعض المشجعين المصريين، كان على رأسهم الفنانون محمد فؤاد وهيثم شاكر وإيهاب توفيق، والحقيقة أن هؤلاء الفنانين - جميعهم - استغلوا مباراة مصر والجزائر للارتزاق والقفز فوق فرحة الشعب بالمباراة سواء إذا كان الفوز حليف المنتخب المصري أو الهزيمة، وهو ما حدث.
    نفس الأمر حدث مع من يطلقون على أنفسهم إعلاميين، الذين كان بعضهم في السابق لاعبين فشلة أحدهم لم يلعب في حياته سوى مباراة واحدة وبالمناسبة كانت أمام فريق جزائري، وطوال أيامه في الملاعب كان يقضيها في الملاهي والمراقص، هذا الذي أصبح إعلامياً كما يقول عن نفسه نصَّب نفسه مدافعاً عن مصر وفتح برنامجه على البحري ليمارس هواية 'الردح'، ويعتبر نفسه مؤثراً رغم أنه حاصل على مؤهل متوسط، وآخر ينسب لنفسه الدكتوراه، وهو لا يستطيع أن يتكلم ثلاث كلمات باللغة العربية، أحد هؤلاء ظل يبكي في برنامجه في وصلة نفاق مفتعلة لمجرد أن السيد علاء مبارك تحدث عن مشاعره معه عن المباراة.
    وبين هؤلاء وما حدث في الجزائر نسي البعض أن يسأل: لماذا خسر المنتخب من فريق ضعيف يعيش أسوأ حالاته؟'.

    سفير مصر بالسودان يهاجم أنس الفقي

    أما المفاجأة الحقيقية في الموقف كله فوقعت أمس - الخميس - بنشر 'المصري اليوم' حديثا مع سفير مصر في السودان عفيفي عبد الوهاب أجرته معه في الخرطوم زميلتنا رانيا بدوي، وجه فيه اتهامات مباشرة لوزير الاعلام أنس الفقي، بتعمد الاساءة لموقف السفارة بل ولوزير الخارجية اذ قال: 'ما لا يعرفه أحد انني لم تتح لي اي فرصة للحديث للاعلام لتوضيح الصورة واعتقد ان هناك هدفا وغرضا ما وراء خروج كل هذا الهجوم وكأنهم ارادوا ارسال رسالة محددة للرأي العام، وهي تحميل كل الأخطاء على السفارة المصرية في الخرطوم دون ان تحصل السفارة على اي فرصة للرد على هذا الهجوم، وحتى المرة الوحيدة التي اتيحت لي الفرصة تحدثت دقيقة واحدة ثم قطعوا الإرسال عليّ، ربما ليتمكنوا من تعليق الأخطاء علينا من الإعلام الحكومي قبل الخاص، ويوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) بادرت بالاتصال بالكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد والكابتن حمادة صدقي للإطلاع على رغباتهما والترتيبات التي يريدانها والاتحاد المصري كان على علم بهذه السكاكين وكذلك القنصلية المصرية في السودان كانت على اتصال بالقاهرة واعلمتها أولا بأول بكل التفاصيل، طبعا، القاهرة علمت بكل الظروف وكذلك الجانب السوداني كان على علم تام بكل تصرفات الجزائريين فور وصولهم وشرائهم الاسلحة البيضاء من الأسواق، والقاهرة تعلم نوعية المشجع القادم من الجزائر علم اليقين حتى قبل المباراة بغض النظر عن كونهم اتوا من السجون أو غيرها، نحن أعلمناهم والتصرف يرجع لهم، وفي نفس الوقت انا أعلم ان وزير الخارجية في موقف من المواقف اثناء متابعته لأحد البرامج، حاول القيام بمداخلة تليفونية، ولم يستطع وانا نفسي حاولت كثيرا ولم استطع، فعلى ما يبدو ان من يتلقى المكالمة يعرف رقمي ولديه توجيه بعدم الرد'.
    وهكذا فجر السفير عفيفي - نيابة عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط - المعركة ضد وزير الاعلام أنس الفقي واتهمه اتهامات مباشرة لا تأويل لها، بأنه وراء خطة تمرير اتهام الخارجية بالتقصير وان تصل الأمور الى عدم تمكين الوزير نفسه من الرد، فنحن امام استحواذ جناح داخل الحزب الحاكم على مقادير ادارة المعركة لا ضد الجزائر فقط، وانما ضد وزارة الخارجية نفسها، ولا اعتقد ان أنس الفقي يمكن ان يتجرأ على ذلك، دون ضوء أخضر.

    'الشروق': وزير الاعلام انبرى بنفسه
    للدفاع عن موقف التهييج والتحريض

    وهو نفسه تعرض في نفس اليوم - أمس - الى هجوم واتهام من زميلنا والكاتب الاسلامي الكبير فهمي هويدي، بقوله عنه في 'الشروق': 'حين انبرى الوزير أنس الفقي للدفاع عن موقف التهييج والتحريض الذي تبنته القنوات الخاصة اثناء الأزمة، فانه قال، ان تبادل الأدوار مطلوب في هذه المرحلة، وليس هناك ما يمنع من ان يطلب من تلك القنوات ان تقول ما لا تسمح به قنوات التليفزيون الرسمي، وهو كلام لا يعني الا شيئا واحدا، هو ان اللوثة التي اصابت مقدمي البرامج في بعض تلك القنوات لم تكن كلها غضبا لكرامة مصر وانما استجابة لتوجيه رسمي، عبر عنه كل بطريقته'، ونكتفي بذلك رغم ان لدينا الكثير.. والكثير.


    ------------------------------------------

    عادل امام: انا قومي ولا اسمح بشتم الجزائر او اي دولة عربية
    'تحريض سياسي وراء ما يجري بين مصر والجزائر'

    2009/11/27




    عمان - يو بي اي: اعتبر الفنان المصري عادل إمام ان ما يجري من حرب إعلامية بين مصر والجزائر في أعقاب مباراة منتخبي البلدين في السودان، هو نتيجة لـ'تحريض سياسي' لا علاقة له بالرياضة ولا كرة القدم.
    ونقلت صحيفة 'الدستور' امس الخميس عن الفنان المصري قوله 'أنا ابن ثورة 23 يوليو وأنا رجل قومي لا اسمح بشتم الجزائر ولا أية دولة عربية'.
    وأضاف 'لقد قدمت مصر أيام (الرئيس الراحل جمال) عبد الناصر الكثير من اجل استقلال الجزائر وكذلك وقفت الجزائر مع مصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956 وقدم الرئيس الجزائري احمد بن بلة 'شيكا' مفتوحا ثمنا لشراء أسلحة لمصر'.
    وجاء كلام إمام خلال مشاركته مساء الأربعاء في حفل أقيم في العاصمة الأردنية عمان لمناسبة إشهار برنامج 'أكاديمية الزعيم' وهو برنامج خاص باكتشاف المواهب التمثيلية تبنته قناة اللورد الفضائية الأردنية.
    يشار الى ان العلاقات توترت بين مصر والجزائر اثر مباراتين أجريتا بين منتخبيهما الوطنيين بهدف التأهل لبطولة كاس العالم في جنوب افريقيا العام المقبل. وتبادل الطرفان الاتهامات بالاعتداء على جمهور الاخر
    --------------------------

    العرب يتحاربون في اللعب...ويلعبون في الحرب ؟!
    فرج إبراهيم عمرو

    2009/11/25



    على إمتداد أكثر من شهر كامل والحرب الإعلامية قائمة بين مصر والجزائر، بسبب مباراة مؤهله إلى كأس العالم، وليست المباراة النهائية في كأس العالم، فالكل حشد الهمم، وحشد طاقاته، وأطلق العنان لصحافته من أجل ان ترمي بصواريخها الطرف الثاني، وإتهم كل طرف الآخر البدء بالهجوم والإعتداء عليه وأشتعلت حرب 'البسوس القديمة' بين 'الأشقاء'، فتحولت مباراة كرة القدم بينهما والتي يفترض فيها أن تكون متسمة بالروح الرياضية والخاسر فيها رابح، فالفائز 'شقيقه'. ولكن للأسف الشديد لم يدخر كل طرف أي كلمة في قواميس القذف والسب إلا وأستخدمها ضد 'شقيقه' . وتحولت المباراة إلى 'منازلة' و'معركة القاهرة'. وتحول فريق كرة القدم إلى 'كتيبة'....إلخ. وإشتعلت الأمور بين الطرفين، ووصلت حالة تعبئة العامة قمتها بعد التعادل في 'مباراة القاهرة' والتي أجبرتهم على اللعب في عاصمة (اللاءات الثلاث). فأعلن كل طرف لا.. للروح الرياضية ..لا للخسارة ..لا للأخوة، وإنطلقت الجسور الجوية مباشرة وتحركت الدبلوماسية العربية من أجل إلغاء تأشيرة الدخول وإجراءاتها على جمهور الطرفين، ولله الحمد وفق هذه المرة العرب في مسعاهم الدبلوماسي، ولم يفشلوا كما في المرات السابقة وهذا نجاح يسجل للدبلوماسية العربية، ولعل أمين عام الجامعة العربية سوف يذكر هذا في القمة العربية القادمة بليبيا، كأحد إنجازات العرب في عام 2009 ، كي يعوض به عن إخفاقات العرب في فتح معبر رفح، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم وأيضاً إخفاقهم في إعادة العراق إلى حاضرته العربية ... إلى آخر القائمة التي تطول في مجال الإخفاقات . وبعد إنتهاء المباراة الفاصلة في الخرطوم. ظننا إن كل الأمور سوف تنتهي عند هذا الحد، وسوف يسلم كل طرف بقدره. غير أن الأمور تعقدت أكثر حيث وجود السودان نفسه في موضع إبن عباد مجبراً على دخول هذه الحرب الاعلامية والدبلوماسية. الحقيقة أن ما صاحب هذه المباراة شيء مخز ومعيب في حق الأمة العربية بصفة عامة وفي حق شعب جمال عبد الناصر مناصر الثورة الجزائرية الأول وشعب عبد القادر الجزائري، وأحمد بن بله، ومحمد خروبة بصفة خاصة .
    لكن هذه السلوكيات لم تكن محظ صدفة أو حالة عارضة أوجدتها الرغبة بالمشاركة في العرس العالمي بجنوب إفريقيا، بل هي نتيجة جملة من العوامل سوف نذكرها بإيجاز ونترك تفصيلها لأهل الإختصاص من أجل توضيح مخاطرها على مستقبل الأمة العربية.
    1ـ إفلاس النظام العربي الرسمي: فهذا النظام مفلس شعبياً ويفتقد كل يوم في شرعيته وشعبيته وأراد إستغلال تعطش الجماهير العربية للنصر في معارك الأمة الحقيقية، من خلال إيهامهم بإن هذه المباراة هي جزء من معارك الأمة.
    '2ـ غياب مؤسسات المجتمع المدني: من أزمات المجتمع العربي عموماً هوغياب مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل من خلال كوادر مؤهله على توعيه الرأي العام وتوجيه نحو المشاكل والمخاطر الحقيقية التي يواجهها .
    '3ـ زيادة النبرة القطرية على النبرة القومية: في السنوات العشر الأخيرة ظهرت أصوات تدعو إلى التعصب القطري داخل المجتمع العربي، فلقد رأينا شعارات 'مصر أولاً، الأردن أولاً ، تونس أولاً ...' هذا النهج زاد بشكل ما من التعصب القطري وخاصة بين العوام .
    '4 سيطرة النظام الرسمي على وسائل الإعلام: تعتبر الثلاثين سنة الماضية من أسوأ الفترات التي مرت على الوطن العربي في مجال الحرية الإعلامية، وذلك بسبب سيطرت الحكومات ومخابراتهاعلى وسائل الإعلام العربية، والتي وظفت هذا الإعلام لخدمة النظام الرسمي، ورغم بعض الإنفتاح الذي حدث في هذا المجال بعد الفضائيات والإنترنيت. إلا أن تلك الحقبة اثرت في تشكيل الوعي العام في الدول العربية.
    'هذه جملة من العوامل التي ساهمت سلباً في رسم السلوكيات السلبية التي صاحبت هذه المباراة، وأتمنى أن يكون الإستعداد العربي في مواجهة المخاطر والمعارك الحقيقة التي تواجهها الأمة، بنفس المستوى والإمكانيات التي حشدت لهذه المباراة، فلو أن هذه الجماهير تم حشدها وتعبئتها إعلامياً من أجل رفع الحصار عن غزة لتحقق ذلك رغم أنف إسرائيل. كما تمنيت لو إن السفير المصري سحب من إسرائيل أو أستدعي للتشاور خلال العدوان على غزة.
    'وختاماً ندعو لهذه الأمة بصلاح الحال. وإن تسخر إمكانياتها ومواردها في خدمة قضاياها المركزية الداخلية والخارجية.
    '
    ' كاتب ليبي

    ------------------------------------------
    س الشورى المصري يطالب النظام الجزائري بالاعتذار عن اعمال العنف ضد المصريين في السودان

    2009/11/25



    القاهرة - يو بي اي: طالب مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان المصري) النظام الحاكم في الجزائر بتقديم الاعتذار عن الاعتداءات التي تعرض لها المصريون عقب مباراتي مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، واللتين اسفرتا عن صعود الجزائر الى النهائيات.
    وقال رئيس المجلس وامين عام الحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف في بيان تلاه على المجلس امس الثلاثاء 'يطالب المجلس مؤسسات الحكم الجزائرية أن تتخذ موقفا مسؤولا يتفق والأعراف والقيم والقوانين التي تنظم العلاقات الدولية يعبر عن الاعتذار والأسف لما ارتكبته عناصر من الجزائريين من الاعتداء على المشجعين المصريين'.
    واعرب المجلس 'عن استيائه البالغ من الاعتداءات غير الأخلاقية التي تعرض لها المصريون من جرائم مدبرة .. على أيدي مواطنين جزائريين في الخرطوم عاصمة السودان الشقيق'.
    وتواصلت اليوم ردود الافعال الغاضبة من المسؤولين المصريين على اعمال العنف التي لازمت مباراتي مصر والجزائر.
    وقال وزير الاعلام المصري أنس الفقي، في بيان امام مجلس الشعب (الغرفة الاولى بالبرلمان المصري)، إن 'ما حدث عقب مباراة المنتخب المصري مع نظيره الجزائري في الخرطوم الأربعاء الماضي هو عمل إرهابي منظم ضد مصر والمصريين'.
    وقال الفقي 'إننا جميعا أخطأنا حين اعتقدنا أنها مباراة في كرة القدم فدفعنا بمثقفي مصر وفنانيها ونواب الشعب لمؤازرة منتخبنا، فإذا بهم وقعوا في مواجهة مجموعة من المرتزقة والإرهابيين المنظمين'.
    وقال إن دور الاعلام الرسمي 'يتلخص في تجميع الشعب وراء فريقه وحشد الحس الوطني الصادق من أجل هذه الغاية النبيلة مع تحاشي الإساءة لأحد، أما الإعلام الخاص فله حريته ولا رقابة عليه'.
    لكن وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب قال أمس، امام مجلس الشعب إن 'الإعلام المصري والإعلام الجزائري خاصة القنوات الخاصة المصرية لعبت دورا أساسيا في زيادة التوتر بشأن هذه الأحداث'.
    وأكد شهاب ان مصر ستقدم اليوم الأربعاء مذكرة تفصيلية إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' تتضمن جميع الوقائع المتعلقة بأحداث الشغب التي قام بها الجزائريون ضد الجماهير المصرية في السودان.
    وأوضح أن مصر اتخذت مواقف وقرارات سريعة في مقدمتها قطع العلاقات الرياضية مع الجزائر واستدعاء السفير المصري بالجزائر وذلك كنوع من الإحتجاج والإطمئنان.
    وتابع أنه تمت الإستجابة لأي مصري يريد العودة من الجزائر مع تأمين المصريين وممتلكاتهم هناك، موضحا أنه يتم إعداد ملف حاليا للحصول على التعويضات المناسبة لكل ما حدث من أضرار قام بها الجزائريون ضد الممتلكات والشركات المصرية في الجزائر
    -------------------------------------------

    مصر ـ الجزائر: يستغلون الرياضة لتحقيق مآربهم السياسية
    خضير بوقايلة

    2009/11/25




    إقصاء المنتخب المصري من نهائيات كأس العالم 2010 كان فعلا ضربة قاصمة وزلزالا قويا هز مصر ولا يزال، لكن مهما حاول مروجو الفتن تحميل شعب مصر آثار هذه الضربة فلن يفلحوا لأن أخطاءهم ستتكاثر وستبدو سوءاتهم ويعلم المصريون الأحرار حينها أن كرامة مصر وكرامة المصريين وعزة (أم الدنيا) وغير ذلك كله لم تكن إلا شعارات لتحقيق مصالح أنانية أضيق تصب في نهاية المطاف ضد مصالح مصر وتزيد في إيذاء كرامة مصر والمصريين.
    المواجهة المصرية الجزائرية من أجل افتكاك تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا لم تكن إلا غطاء سارع النظامان في الجزائر والقاهرة إلى استغلاله أبشع استغلال لتحقيق مآرب سياسية خاصة، وقد وجدا ضالتهما في شعبين (مشتعلين) وكان لا بد لكل نظام أن يوجه ألسنة وزفير تلك النار نحو الآخر. لذا بات الفوز واجبا مقدسا وما دامت قواعد اللعبة الدكتاتورية تربط بين الاستمرار في الحكم وتحقيق الفوز في المواجهة الكروية فإن النظامين تخليا عن تضامنهما المعهود ليلعب كل واحد من أجل نجاته، وقد حالف الحظ هذه المرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكل محاور وأطراف النظام الجزائري في حين مني نظام مبارك وآله وصحبه بهزيمة خلطت حساباته واضطرته إلى ركوب موجة الفتنة لعله يتقي نار هزيمة لا علاقة لها لا بكرة القدم ولا بكرامة المصرييين ولا بكبرياء مصر.
    حكام القاهرة كانوا يراهنون بكل أوراقهم على فوز منتخبهم القومي لكرة القدم على الفريق الجزائري، وهم يدركون تماما أن رهاناتهم السياسية والاقتصادية كلها فاشلة وأن كرة القدم بقيت منقذهم الوحيد أو لنقل الأهم للضحك على شعبهم وتمرير مخطط لا يجدون له غطاء شرعيا منذ سنوات. الخطة المثالية التي راهن عليها نظام آل مبارك وصحبه هي أن تقتطع مصر تأشيرة التأهل إلى كأس العالم وفي خضم فورة الابتهاج الشعبي بالنصر العظيم يكون مهندسو النظام قد شرعوا في ترتيب وتحريك آلة التوريث المتأهبة للانطلاق. سنة كاملة هي كافية لوضع الآلة على السكة من دون أن يتفطن أو يعترض الشعب الذي سيكون مخدرا بهيرويين الساحرة المستديرة، وإلى حين إقصاء المنتخب المصري من أول أو ثاني دور في كأس العالم وزوال كل آثر للمخدر يكون مخطط التوريث قد قطع شوطا بعيدا ويستيقظ الشعب ليجد أمامه حاكما جديدا ولن يبقى له بعد ذلك متسع من الوقت للتعبير عن رفضه أو تغيير أي شيء.
    أخ مصري عزيز قال لي إن وريث العرش المصري جمال مبارك ربط مصيره بأقدام لاعبي المنتخب القومي، وما دام الأمر كذلك فإن وقع الهزيمة لا بد أن يكون قويا ولا بد أن يكون التخبط عشوائيا ولن يتوقف إلى حين الاهتداء إلى بديل يلهي الشعب عن قضيته المصيرية والأساسية، بل لعل الحرب الملتهبة الآن في قاعات التحرير واستوديوهات الفضائيات هي الخطة البديلة. كل مصر الرسمية بأعوانها وزبانيتها السياسيين والإعلاميين والمتنكرين في حالة تعبئة عامة من أجل تمرير جرعة المخدر لشعب مصر. حرب، لا بوادر لنهايتها، تستعر بإيعاز من قائد الجوقة، وجميع المشمرين عن سواعدهم الخدومة متناغمون ويؤدون دورهم بإتقان وإبداع منقطع النظير. هؤلاء الزبانية يعلمون علم اليقين أن ما يفعلونه الآن لن يحقق شيئا من حلم الشعب المصري المقهور، لا الكلام المسترسل ولا الأراجيف المفضوحة ولا التكالب المخزي ولا الوعيد المتصاعد ولا التهديدات السخيفة، لا شيء من كل هذا يمكن أن يجعل المنتخب المصري يسافر إلى جنوب إفريقيا العام القادم أو يمنع الفريق الجزائري من إكمال مشواره، الزبانية يدركون هذا، لكنهم مأمورون بمواصلة حملة التصعيد حتى يظل مفعول المخدر ساريا في جسد الشعب المنهوك.
    تناحر المناصرين وحتى إيذاء بعضهم بعضا لم يكن أبدا ليتحول إلى ما نشهده الآن من تسييس وصل حد التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر ومصر. ما كان لكل هذا أن يكون لولا أن القوم هنا أو هناك تحولوا إلى تماثيل عارية تبحث عن أي رداء يسترها. أي ضرر سيلحق بحكام القاهرة أو الجزائر من وراء هذه الحرب المسعورة؟ لا شيء في الحقيقة لأن كل (الضرب) يأخذه الشعب المغلوب على أمره. الرئيسان والسفيران والوزيران سيلتقي بعضهم بعضا مهما طالت المدة وسيستعيد الجميع عادة التبويس والاحتضان، في حين سيبقى الرعاع الذين صدقوا الكذبة في حالة عداء وتنافر دائمين، ذلك أن الدم سال بين الطرفين و(القدر طاح) كما يقول الجزائريون!
    الرئيس حسني مبارك لم يبادر إلى التهدئة لأن ذلك لا يفيده لا هو ولا قومه، بل حاول أن يضفي على الحرب المستعرة هالة من الشرعية والرضا، وهو ما ظهر جليا في خطابه الأخير أمام مجلسي الشعب والشورى عندما وقف باكيا على كرامة المصريين المهدورة ومتوعدا بنصرة كل مواطن مغلوب على أمره، وقد جاء ذلك في قوله (إن رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة. نرعى حقوقهم، لا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم أو امتهان كرامتهم. وأقول بكلمات واضحة، إن كرامة المصريين من كرامة مصر ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها). ثم على خطاه تبعه وريث العرش الذي أكد أن (ما حدث ضد المتفرج المصري في الخرطوم عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر في كرة القدم، والموجهة ضد مصر بشكل عام لن يمر مرور الكرام، وأن من أخطأ هذا الخطأ عليه أن يتحمل تبعات الغضب المصري). وقال: إن مصر دولة كبيرة لا يستهان بها، وقوية بمجتمعها وبتأثير هذا المجتمع في المنطقة والعالم). وما دام لا بد لاثنين من ثالث، كما يقول الفرنسيون، فإن المتنازل عن العرش لأخيه سارع هو أيضا إلى ركوب الموجة، وقد حاول أن يظهر صارما وحادا منذ تعليقاته في مباراة السودان. ورغم أنه لم يكن جالسا متابعا المباراة على المدرجات إلى جانب باقي أفراد الشعب فإنه آثر أن يكون تدخله على تلفزيون دريم بصفته (مواطنا مصريا)، وقد قال كلاما متناسقا مع مجرى الحملة البهلوانية المصرية. قال المواطن علاء إنه (لا يمكن ان نظل طوال عمرنا نتغاضي عن التجاوزات الجزائرية تجاه مصر، كفاية، لا يمكن ان نبقى طوال عمرنا نعاني من الحقد والغل ضد مصر وهو ما تجلى في الفترة الأخيرة، فكل مصري سافر إلى السودان لمؤازرة منتخب بلاده واجه مشاكل ومهانة، لذلك لا بد أن تكون هناك وقفة حازمة)، ثم أضاف (لا يمكن السكوت عن التجاوزات، وما حدث في السودان هو إهانة لأن مصر لها احترامها وكل من يتجاوز لا بد أن يعاقب، وكلامي نابع من كوني مصريا، ولا بد أن نلقى احتراما من الجميع كما نحترم الجميع). وقبل ذلك أصر المواطن البسيط علاء على إبقاء باب الفتنة مفتوحا عندما قال إن (الحديث عن الإخاء لا مجال له الآن بعد الأحداث الهمجية التي جرت مع الجمهور المصري في السودان)، إذن فهي الحرب يا قوم!
    هذه هي كرامة المصريين كما يراها آل مبارك. كانت كرامة المصريين محفوظة ومصونة إلى أن جاء (مرتزقة الجزائر وحشاشوها) فعقروها. المصري كان إلى يوم الأربعاء الماضي في عزة من أمره، أنفه شامخ في وطنه وفي بلاد الدنيا من مشرقها إلى مغربها. مصري الصعيد ومصري القاهرة والمصري الفار إلى الخارج كانوا كلهم في حالة كرامة واضحة فجاء الجزائريون ليعيثوا فيها فسادا واغتصابا. مصر عصر ما قبل مباراة السودان كانت تعيش في عزة وكرامة لا تختلف كثيرا عن العزة والكرامة التي يعيش فيها الجزائريون في عهد بوتفليقة، كل الناس في أمان ورخاء، نسبة البطالة في المجتمع تعادل الصفر ونسبة الأمية أقل من الصفر. لا حديث عن الفساد في البلد بل لا مجال لذلك في ظل القوانين الصارمة والقضاء النزيه والمستقل. كرامة لا تخدشها نسمة تزوير انتخابي ولا حشرجة انتهاك بوليسي ولا لمسة طغيان بيروقراطي، لا شيء أبدا من كل هذا، الجميع كان يسبح في بحر الكرامة وينعم بالأمن والأمان والحرية حتى حان موعد أم درمان فكان مذبح الكرامة على يد (لصوص وخريجي سجون) جزائريين. يا لها من كرامة تذوب مع أول شعاع شمس خريفية.
    فإلى حين تنفيذ تهديدات ووعيد ووعود آل مبارك، يبقى شعب مصر الشقيق ينتظر من يعيد له كرامته الممرغة على تراب الوطن، فخامة الرئيس قال (إن رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة. نرعى حقوقهم، لا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم أو امتهان كرامتهم)، فمن لهؤلاء المواطنين في الداخل؟ من يرعى حقوقهم وينتصر لهم عندما يتطاول عليهم ابن البلد ويمتهن كرامتهم؟ كرامة المواطن يا ريس تكون محفوظة تلقائيا في الخارج عندما تكون مصونة في الداخل. الحاكم عندما يحترم شعبه يجبر الخارج كله على احترام هذا الشعب وحاكمه أيضا، والمقصود بالخارج هو الناس الأقوياء والقادرون على إلحاق الأذى بالشعوب، أما المرتزقة واللصوص والبلطجية فليس لهم محل من الإعراب إلا في قواميس الحكام الفاشلين أو الذين يلعبون مع هذا النوع من البشر!

    ' كاتب وصحافي جزائري

    ------------------------------------
    جيلو وموقعة أم درمان!
    الياس خوري

    2009/11/24



    شرّ البلية ما يُضحك، مثلما قالت العرب من زمان. والحق ان عرب العصر الحديث امتهنوا البـــلايا المضحـــكة، بحيـــث صــارت التراجيديا مجرد كوميديا بائسة، يتم اجترارها مرارا وتكرارا.
    فالمتابع لا يستطيع ان لا يشعر بالمهانة وهو يستمع الى حكاية الجسر الجوي الذي اقامته مصر والجزائر الى ام درمان. قلت فُرجت، انتهت مأساة دارفور، فالإخوة العرب قرروا حسم المسألة. لكن الهدف لم يكن دارفور، قلنا ولم لا، ربما قرر العرب مواجهة المجاعة في السودان، او ربما ارادوا لأم درمان ان تكون محطة على طريق وأد الفتنة الشنيعة في اليمن السعيد، ومنع ارض الأجداد من التفكك. بالطبع لم يذهب بنا الخيال الى غزة، كأن يكون اعلان الجسرين الجويين الى السودان خدعة، ويكون الهدف فك الحصار الاسرائيلي الاجرامي عن القطاع. فلسطين لم تعد على جدول اعمال ملوك الطوائف العرب الذين يحكمون هذه 'الساعة المنقلبة'، بحسب تعبير شاعرنا الكبير سعدي يوسف.
    لكن المفاجأة التي اعدها حكام مصر والجزائر كانت رياضية. فالجسران الجويان هما من اجل نقل المشجعين الى السودان بهدف حسم موقعة ام درمان في كرة القدم، بين المنتخبين المصري والجزائري. قلنا لم لا، لا شك ان العرب ربحوا كأس العالم، او هم في طريقهم الى ذلك.
    ومع الجسرين الجويين ارتفعت لغة الكراهية، واحراق الاعلام والاعتداءات. واستمعنا الى تحريض يندى له الجبين، ورأينا السكاكين ترتفع في الفضاء، والاستغاثات تتوالى، وقادة الدولتين قبضوها جدا. اي ان المشكلة التي يمكن ان يسببها الرعاع من المتفرجين تحولت الى مسألة تتعلق بأمن الدولة، اقتضت تدخل الرئيسين ليس من اجل اطفاء الحرائق، بل بهدف اشعالها.
    وتساءلت بيني وبين روحي، عن سبب هذا النزاع الدموي على البطاقة العربية الوحيدة الى مونديال 2010 في جنوب افريقيا. كل ما في الأمر ان الفريق العربي الرابح سوف يخرج من المونديال بخفي حنين كالعادة. اي ان هذه الحماسة الهستيرية هي من اجل ان يكون الرابح العربي اول الخاسرين في المونديال!
    ماذا يجري اذا؟ ولماذا هذه الكوميديا السوداء، وهذه البهدلة، وهذا الحقد على الذات؟
    اغلب الظن ان المسألة تتعلق بجيلو. وجيلو ليست ملعبا لكرة القدم، بل هي ملعب الكرامة العربية. الذين لا تعنيهم الكرامة وقتلهم العجز عن اغاثة المستغيث، قرروا هدر كرامة شعوبهم في ملعب المريخ في ام درمان. اما جيلو واخواتها فمسألة لا علاقة لها بهذه الاعلام التي لوحت في الفضاء.
    وجيلو اسم مستوطنة يهودية في الضفة الغربية قررت اسرائيل توسيعها وإضافة 900 وحدة سكنية اليها، بهدف خنق القدس، في سياق الاستيلاء النهائي على المدينة، وإقامة عازل جغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.
    اما اسم جيلو، فليس غرائبيا كإسم ملعب المريخ في ام درمان. الاسم تحوير اسرائيلي لاسم قرية فلسطينية تدعى بيت جالا، اقيمت المستعمرة الاسرائيلية على اراضيها المصادرة. لكن العرب فضلوا ان يخوضوا معركتهم الفاصلة في ملعب المريخ، بدلا من خوضها في جيلو.
    لا شك ان ابتلاء الأمة الأكبر ليس بعدوها الذي يعمل على تركيعها واذلالها كل يوم، فما تقوم به اسرائيل متوقع ومنطقي. لكن البلاء يأتي من حكام الفشل والضعة والنهب والذلّ. لن يصدّق من سوف يقرأ تاريخ هذه المرحلة مبلغ الاذلال الذي يتعرض له الحكام العرب. يلحسون اقفية الامريكان والاسرائيليين، كي يعطيهم عدوهم اجازة تسمح لهم بإذلال شعوبهم.
    الذليل لا يستطيع ان يتحكّم إلا بالأذلاء، وهذا ما يعيشه الانسان العربي في كل يوم. فقر ومجاعة وأمية وجهل وبطالة. 'الحيطيست' الجزائريون، وهم العاطلون عن العمل، ارسلوا الى ام درمان كي يفشوا خلقهم، وفقراء مصر حشدوا من اجل الانتقام، والاعلام السفيه، اشعل نار كراهية الذات. فحين يكره المصري الجزائري والعكس صحيح، يكون كمن يبصق على مرآته. موقعة ام درمان كانت فعل كراهية للذات. فحين تهاجمنا اسرائيل بالمستوطنات وتحوّل مشروع السلام العربي الى مهزلة، يكون الرد بالاستعداد للحرب. اما حين تكون الأنظمة قد تخلت نهائيا عن احتمال المواجهة، ولا همّ لها سوى توريث السلطة للأبناء والإخوة والسلالة.
    حين تتحول مصر الى رجل المنطقة المريض وتتخلى طوعا عن دورها، وترى كيف يحل الاتراك والايرانيون في مكانها.
    وحين تفقد الجزائر دورها الافريقي، وتصير مريضة بالقمع والجيش والفقر.
    وحين تهدر الكرامة وتتهاوى القيم.
    عندها لا يكون امام النظامين المصري والجزائري سوى الهرب من جيلو الى ملعب المريخ، وتتحول الرياضة، كغيرها من مظاهر الحياة العربية، الى مسخرة.
    لن نقول للأنظمة العربية هذا معيب، ونناشدها التوقف عن لعبة العيب التي لا تتقن سواها. مناشدة الأنظمة أو انتظار أي شيء منها صار هو العيب.
    المسؤولية هي مسؤولية الشعوب العربية، ومسؤولية النخب الثقافية في كل مكان من ارض العرب.
    تعالوا الى جيلو ايها العرب، هنا تقع المأساة، أما في أم درمان فلن تجدوا سوى المهزلة.
    -------------------------------------------------
    دعوة في القاهرة لمحاكمة بوتفليقة أمام محكمة العدل الدولية.. ومحامون جزائريون يحضرون لمقاضاة علاء مبارك
    اتحاد كتاب مصر يدين الشحن الاعلامي.. وجمال مبارك يطالب بتعويضات

    2009/11/23



    القاهرة ـ الجزائر ـ 'القدس العربي'

    من حسام أبوطالب وكمال زايت:

    لا تزال أصداء الأزمة بين مصر والجزائر في تصاعد حيث حذر جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك امس الاحد من أن حكومة بلاده لن تتهاون مع ما تعرضت اليه الجالية والمصالح المصرية في الخرطوم عقب مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر الاسبوع الماضي، فيما علمت 'القدس العربي' أن هناك مبادرة يقودها محامون وحقوقيون جزائريون تهدف إلى مقاضاة نجل الرئيس المصري الأصغر علاء مبارك واعلاميين مصريين 'الذين حرضوا ضد الجزائريين، باعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون'. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن جمال مبارك، الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، قوله 'ان حقنا لن يذهب سدى'. واضاف مبارك 'إننا سنستمر في الضغط للحصول على التعويضات عن الخسائر التي حدثت للمنشآت المصرية في الجزائر، وكذلك مطالبة الطرف الجزائري بحماية المصريين المتواجدين هناك'.
    كما قرر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود فتح التحقيقات في البلاغ رقم 18160 عرائض النائب العام لسنة 2009 الذي تقدم به مرتضى منصور المحامي ضد وزير الاعلام الجزائري ورئيس اتحاد الكرة الجزائري وبعض رؤساء تحرير الصحف الجزائرية.
    واتهم منصور في بلاغه المسؤولين الجزائريين بنشر أخبار من شأنها إثارة الفتنة بين المصريين والجزائريين.
    وحمل مجلس الشعب المصري الحكومة الجزائرية مسؤولية اعتداءات يقال ان الجالية والمصالح المصرية تعرضت لها في الجزائر. وقالت لجنة برلمانية مشتركة امس الاحد انها تحمل الحكومة الجزائرية المسؤولية 'عن كل ماحدث للمصريين سواء في الجزائر أو الخرطوم بسبب تداعيات مباراتي تصفيات كأس العالم.'
    وقال رئيس المجلس فتحى سرور ان اللجنة المكونة من اعضاء في لجان الشؤون العربية والشباب والدفاع والأمن القومي ستعد تقريرا عن ملابسات الاحداث لكي يناقشها البرلمان لاحقا.
    من ناحيته أكد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب ان مصر ستنتظر الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة الجزائرية.
    وشدد شهاب 'لن نفرط في حق أي مصري ناله ضرر سواء في الجزائر أو الخرطوم وكذلك أية منشآت مصرية تضررت في الجزائر بسبب اعتداءات الجزائريين وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية أمام القضاء الداخلي أو الخارجي إذا استلزم الأمر لإسترجاع حقوقنا'.
    كما ناشد رموز في نقابتي المحامين والفنانين المصريين، الرئيس مبارك باتخاذ 'القرار الذي يريده شعبه والمتمثل في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، وطرد السفير الجزائري'. ووصف فنانون ومحامون ما قام به السفير الجزائري في مصر بانه 'جريمة وأنه خان مبادئ القومية العربية، وأشعل الفتنة بين البلدين، ولا يشرف مصر وجوده، وكذلك تم استدعاء السفير المصري من الجزائر لعدم احترامهم القومية العربية ومبادئ الأخوة.'
    واتخذ اتحاد كتاب مصر موقفا مميزا امس، حيث دان عمليات 'الشحن الاعلامي الهادف لزرع الفتنة واثارة الفرقة في مصر والجزائر'.
    وناشد الاتحاد، في بيان امس، كل الأطراف ألا يخلطوا في العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات، فالخلافات المتغيرة داخل الأمة العربية ما بين دولة وأخرى لا يجب أن تهدد ثوابت العمل العربي المعتمد على التاريخ الواحد والمصير المشترك.
    وفي الجزائر حمّل وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني امس الأحد السلطات المصرية مسؤولية الأزمة لأن 'القاهرة رفضت' التعاون مع السلطات الجزائرية بخصوص تأمين وتنظيم المباراة ما قبل الفاصلة التي جرت بين المنتخبين الجزائري والمصري لكرة القدم التي جرت في 14 من الشهر الحالي باستاد القاهرة.
    وقال زرهوني في تصريح للصحافيين، على هامش اجتماع مع سلطات الدفاع المدني، 'إن السلطات المصرية رفضت اقتراحا جزائريا قبل إجراء المباراة يقضي بتنسيق الجهود لإنجاح المباراة التي تحوّلت إلى كابوس لأشبال (رابح) سعدان (مدرب المنتخب الجزائري) والمشجعين الجزائريين'.
    أما الصحف الجزائرية فقررت التصدي لـ'الحملة التي يقوم بها الإعلام المصري'، إذ قالت صحيفة 'الوطن' (خاصة صادرة بالفرنسية) ان عصبة مبارك تستفز الجزائر، مشددة على أن ما يحدث هو حملة مبكرة لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في مصر عام 2011.
    واعتبرت أن الهجمة الشرسة التي يشنها النظام المصري والإعلام الدائر في فلكه، لها علاقة مباشرة بمخطط توريث الحكم لجمال مبارك، وأن انتصار المنتخب الجزائري على نظيره المصري في موقعة أم درمان نسف هذا المخطط، وخلط حسابات النظام المصري.

    ---------------------------------------
    مصر: فنانون ومحامون يطالبون بمحاكمة بوتفليقة أمام محكمة العدل الدولية

    2009/11/23




    القاهرة ـ 'القدس العربي' من حسام أبوطالب:


    لا تزال أصداء الأزمة بين مصر والجزائر في تصاعد حيث ناشد أمس رموز في نقابتي المحامين والفنانين، الرئيس مبارك باتخاذ القرار الذي يريده شعبه والمتمثل في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، وطرد السفير الجزائري.
    ووصف فنانون ومحامون ما مقام به السفير الجزائري في مصر بانه جريمة وأنه خان مبادئ القومية العربية، وأشعل الفتنة بين البلدين، ولا يشرف مصر وجوده، وكذلك استدعاء السفير المصري من الجزائر لعدم احترامهم القومية العربية ومبادئ الأخوة.
    وطالب المشاركون في المؤتمر العام الذي نظمته نقابة المحامين الأمن السوداني بتقديم التقرير الأمني عن المباراة لرفعه إلى الفيفا، معلنين عن إعداد مذكرة قانونية ضد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره مسؤولاً عما حدث، واستغلال مباراة مصر والجزائر كذريعة ومكسب سياسي وورقة للعب بها ضد خصومه.
    وقال حمدي خليفة نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، إن مجلس النقابة في حال انعقاد دائم، ويدعو الحكومة المصرية للتحرك الجاد والسريع لإعادة كرامة وحقوق المصريين، معتبراً أن تراجع الحكومة سيكون مؤشراً سيئاً لأنه سيكون أول من ينتقل ويعارض أي تخاذل في هذا، داعياً المؤسسات الحقوقية للتصدي لما وصفه بـ 'إرهاب دولة منظم ضد الشعب المصري'، ومتعهداً عن المصريين الذين تم الاعتداء عليهم سواء في السودان أو في الجزائر من خلال لجنة قانونية.
    وأعلن د. إبراهيم إلياس عضو مجلس النقابة تقديم مذكرة قانونية لزوريخ ضد المنتخب الجزائري يوم الخميس المقبل، وكذلك تشكيل لجنة قانونية من أعضاء اتحاد المحامين العرب بمجلس النقابة لدراسة الانتهاكات والاعتداءات ضد الجمهور المصري. وطالب طارق علام الإعلامي، المنظمات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني، بمقاطعة أي نشاط شعبي بالجزائر والمؤسسات الجزائرية، داعيا نقابة المحامين لاتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد الحكومة الجزائرية باعتبارها المحرض والشريك لما حدث.
    ومن جانبه أشاد عبد الرحمن سر الخدم سفير السودان بالقاهرة بأخلاق الجمهور والمنتخب الوطني المصري، مشدداً على بذلهم كل الجهد لتأمين المباراة، وإخراجها في صورة مشرفة، معلنا تجاوز الأزمة وتفويت أي فرصة للوقيعة بين الشعبين المصري والسوداني، نافياً وجود أي توتر في العلاقات الدبلوماسية أو الإعلامية بين مصر والسودان.
    من جانبه ندد سفير الجزائر لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد القادر حجار بقيام مجموعة من المحامين المصريين بحرق العلم الجزائري أمس في الشوارع أثناء احتجاجهم، لافتا إلى أن هذا التصرف لا يليق بمحامين مصريين مثقفين قائلا 'إن الأمر لم يعد احتجاج مجموعة شباب متعصبين غاضبين، وإنما يبدو أنه توجه أكبر من ذلك، ومن المؤسف أن يصدر هذا التصرف من مثقفي مصر'.
    ونفى وجود أي نية لدى مسؤولي بلاده للاعتذار عما بدر من المشجعين الجزائريين تجاه الجالية المصرية في الجزائر والمشجعين المصريين في السودان، عقب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.
    وأشار إلى 'أن على المصريين أن ينتظروا للنهاية ثم لن يحصلوا على أي اعتذار من المسؤولين الجزائريين'. وقال حجار إنه لم يسمع قط بوساطة الجامعة العربية بين مصر والجزائر لتطويق الأزمة التي نشبت بينهما مؤخرا على خلفية أحداث الشغب والاعتداءات التي مارستها الجماهير الجزائرية ضد المصريين في الخرطوم الأربعاء الماضي بعد انتهاء المباراة الفاصلة بينهما.
    ونفى حجار الأنباء التي تحدثت عن لقاء جمعه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ولم يتحدث معه مطلقا في هذا الشأن. كما نفى وجود اتصالات بين المسؤولين الجزائريين والمصريين مباشرة، لافتا إلى أن أي وساطة كان لابد أن تمر من خلاله بصفته مندوب الجزائر في الجامعة. وقال حجار إنه لم يعد هناك مجال لاي وساطة لحل الخلاف بين البلدين، حيث ان الأوضاع تتأزم بسرعة شديدة.
    وأشار حجار إلى أن الوضع في الجزائر قد هدأ، ولا توجد أي احتجاجات ولا تظاهرات وان المصريين هناك آمنون.
    وشدد على أن بلاده من جانبها لن تعمل على تصعيد الموقف وتتحمل مسؤولية حماية المصريين، وهو ما يفسر صمت المسؤولين الجزائريين حيال الأزمة، إلا أنه توقع أن ينعكس موقف المحامين المصريين من حرق العلم الجزائري سلبا على الموقف، خاصة إذا استمر التوجه بالتصعيد.
    وكشف عن مفاجأة مفادها أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يتحدث عن الأزمة بعد بأن المؤشرات تفيد بأنه لن يقوم بتقديم أي تنازلات كما أنه لن يبادر هو أو غيره من المسؤولين في الجزائر بتوجيه اعتذار رسمي لمصر.
    وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد صرح أمس أن هناك اتصالات مع مصر والجزائر والسودان للإحاطة بالفتنة الناجمة عن مباراة مصر والجزائر، لافتا إلى أنه لابد من تطبيق القانون على الجميع في البلدان الثلاثة.
    وأوضح موسى أن الجامعة العربية تتصل بكل الأطراف المعنية. وذكر أنه أجرى اتصالات عديدة خلال اليومين الماضيين مع كبار المسؤولين في مصر والجزائر والسودان، مشددا على أن الجامعة سوف تواصل اتصالاتها للإحاطة بهذا الموضوع الخطير. وفي سياق متصل طالب حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية بالتدخل الفوري لدى الحكومة الجزائرية لحماية العمال المصريين في الجزائر الذين يتعرضون لممارسات غير إنسانية.
    جاء ذلك في رسالة بعث بها مجاور إلى كل من خوان سومافيا المدير العام لمنظمة العمل الدولية، وأحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية طالب فيها بتطبيق ميثاق العمل الدولي بشأن حماية حقوق العمال المصريين في الجزائر.
    ودعا مجاور المنظمتين إلى مخاطبة الحكومة الجزائرية لوقف هذه الممارسات التي تتنافى مع اتفاقيات العمل الدولية والعربية واتخاذ الإجراءات التي تحفظ حقوق وممتلكات العمال المصريين.
    من جانبها، ناقشت لجنة حقوق الإنسان في اتحاد العمال برئاسة إبراهيم الأزهري الأمين العام أحداث الاعتداءات التي قام بها الجزائريون ضد العمال المصريين بالجزائر والذين يسهمون بجهدهم في مشروعات التنمية بها.
    ووصف أعضاء اللجنة الاعتداءات الجزائرية على العمال المصريين 'بالهمجية' ولا تمت للعروبة بصلة، وطالبوا بتطبيق ميثاق الاتحاد الدولي للعمال العرب حول رعاية وحماية حقوق العمال العرب.
    وكان العديد من العمال المصريين في الجزائر قد تعرضوا لاعتداءات من قبل مواطنين جزائريين عقب فوز المنتخب المصري على نظيره الجزائري بهدفين مقابل لا شيء بالقاهرة يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
    وفي سياق الإحتجاجات اليومية التي تشهدها القاهرة ضد الجزائر نظم اتحاد الطلاب بكلية الهندسة بجامعة القاهرة مسيرة احتجاجية بداخل كلية الهندسة جامعة القاهرة احتجوا فيها على الاعتداءات الجزائرية التي حدثت ضد المصريين. وطالب عشرات الطلاب بطرد السفير الجزائري، كما ناشدوا الرئيس مبارك باستعادة الكرامة المصرية.
    وردد الطلاب شعارات 'دم ولادنا في رقبتنا يا ريس عايزين كرامتنا' و'مش عايزين المونديال عايزين كرامتنا م العيال' و'رد كرامة الجماهير لازم نطرد السفير' و'دم كل مصري فاير اطردوا شعب الجزاير'، و'لا للعروبة المختلطة بالدماء'، كما حملوا لافتات 'إحنا عايزين حقنا تجيبوه لينا لنجيبه بنفسنا'، ورددوا نشيد بلادي وهم يحملون علم مصر الذي طافوا به أنحاء الجامعة.
    وناشد محامون وفنانون الحكومة المصرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، وطرد السفير الجزائري لأنه خان مبادئ القومية العربية، وأشعل الفتنة بين البلدين، ولا يشرف مصر وجوده، وكذلك استدعاء السفير المصري من الجزائر لعدم احترامهم القومية العربية ومبادئ الأخوة.
    -----------------------------------------------


    مصر: تصعيد سياسي وحملة اعلامية ومظاهرة امام السفارة الجزائرية وغضب شعبي واسع من الاعتداءات على المصريين في الخرطوم

    2009/11/21



    القاهرة القدس العربي من حسام أبوطالب: ذهبت نداءات رجال الدين وخطباء المساجد أمس الجمعة سدى ..بالرغم من حرص الأئمة على حض المواطنين التخلي بروح التسامح والعفو عند المقدرة إلا أن الحديث عن ضرورة القصاص من الجزائريين عرفت طريقها سواء في أحاديث المقاهى او عبر عدد من الفضائيات وامتدت لغرف الدردشة في الشبكة العنكبوتية..
    ويواجه رجال الأمن مخاوف شديدة من تحول المظاهرات التي تقوم بدأت في الإندلاع منذ يومين ولم تتوقف بعد إلى عمليات إحتجاج واسعة ضد النظام.
    وفي خطوة تدعوا للدهشة قامت بعض القنوات الرسمية التابعة للتليفزيون المصري وأخرى خاصة ببث أغنيات وطنية بعضها يحض على إستنفار الهمم وذات طبيعة جهادية ومن تلك الأعمال أغنيات لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وشادية.
    وقد شهدت أحياء الزمالك والتحرير ومدينة نصر ودار السلام والجيزة العديد من المظاهرات الغاضبة التي تطالب بضرورة إعادة الهيبة للمصريين والتي أريقت على يد الجزائريين.
    ويخشى رموز في المؤسسة الأمنية أن تنقلب المظاهرات ويتم تسييسها بحيث تتحول في نهاية الأمر للمطالبة برحيل الرئيس مبارك وإقصاء نجله عن المشهد السياسي.
    وفي سياق متصل احتجزت امس الجمعة، قوات الأمن المصرية، المئات من المتظاهرين فى الشارع المقابل للسفارة الجزائرية بعد محاولات المتظاهرين الوصول إلى مقر السفارة، فحاصرتهم قوات الأمن داخل كردون أمنى وحدثت اشتباكات بين المتظاهرين والأمن مما أدى إلى احتجاز العديد من المتظاهرين ومطاردة الباقين من الذين صعدوا كوبرى 15 مايو وقذف المتظاهرون رجال الأمن بالحجارة وبادرت قيادات أمنية بتهدئة الأجواء بأن الرئيس مبارك والعديد من القيادات السياسية يبحثون سبل حل الأزمة مع المسئولين الجزائريين.
    المتظاهرون رددوا العديد من الشعارات المنددة ضد الحكومة الجزائرية وشعبها، مطالبين بطرد السفير الجزائرى من القاهرة وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأهم الشعارات 'يا بوتفليقه قول الحق المصرى سيدك ولا لأ' وبعدها قام المصريون بحرق العلم الجزائرى وسط تهليل وتكبير منهم وبعدها سجدوا على علم مصر.
    ويسعى المتظاهرون الآن للوصول إلى مقر السفارة الجزائرية بالزمالك من خلال الشوارع الجانبي
    ويرى مراقبون أن جمال لم يكن يوماً أبعد عن إحراز حلمه بخلافة عرش والده من الآن حيث عاد من الخرطوم بصحبة شقيقه علاء ورجال الأعمال المنتمين لأمانة السياسات وهم يجرون أذيال الخيبة بعد خروج مصر من المافسة.
    وتشير الأنباء المتسربة من الحزب الحاكم أن نجلى الرئيس مع التصعيد ضد الجزائر لأبعد مدى وأنهما يعتبران قطع العلاقات هو أضعف الإيمان بعد ماجرى في الخرطوم
    وكان الرئيس مبارك قد وجه كلمة أمس للفريق القومي للمنتخب يطالبهم فيه بنسيان الهزيمة والصبر والجدل على ماأصابهم وطالبهم بالإستعداد للبطولات المقبلة.
    وقد دعا العشرات من فناني مصر بقطع العلاقات مع الجزائر من أجل إعطاء درس للنظام الحاكم هناك.
    وقد تقدم محامي مصري هو الدكتور سمير صبرى برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى ضد وزير الداخلية بصفته الرئيس الأعلى لمصحة الهجرة والجنسية والجوازات، لامتناعه عن اتخاذ قرار بشأن ترحيل الرعايا الجزائريين من مصر بعد الاعتداءات الأخيرة التى تعرض لها الجماهير المصرية فى السودان مساء الأربعاء الماضى.
    وأشار صبرى فى دعواه، إلى أن المواطن المصرى تعرض لإهانة شديدة على يد الجزائريين، وتمثل ذلك فى الصحف الجزائرية التى وصف استاد القاهرة باستاد تل أبيب ووضعت صور الفنانات المصريات على 'تى شيرتات' لاعبى المنتخب المصرى وحرق العلم المصرى داخل استاد القاهرة الدولى، فضلاً عن باقى الافتراءات من سقوط قتلى جزائريين بالقاهرة.
    ويقول نواب من كتلة المعارضة وجبهة المستقلين إن مايجرى من تداعيات خطيرة لايستفيد منها سوى إسرائيل التي تحرص على الوقيعة بين الدول العربية.
    وبالرغم من ان التقاير تشير إلى أن الرئيس مبارك غاضب بشدة لماجرى غير أن الجماهير ترى أنه غضب مؤسسة الرئاسة شديد التواضع أما الهياج الشعبي والذي تشارك فيه النساء جنباً إلى جنب مع الرجال والشباب.
    وقد دخل علاء مبارك نجل رئيس الجمهورية المعروف بابتعاده التام عن الأضواء على الخط أمس الأول في المعركة المحتدمة حيث قاد حملة عنيفة ضد الجزائريين وجماهير الكرة هناك واتهمهم بالحقد والغل ضد مصر وينتقد من دعوا إلى مبادرات ودية مع جمهورها وإعلامها ويؤيد الحملات العدائية مطالبا للقيادة السياسية باتخاذ مواقف متشددة ضد اعتداءات الجماهير الجزائرية على مشجعين مصريين في الخرطوم في أعقاب مبارة مصر والجزائر وقال أن الكرامة المصرية لا بد أن تحترم وأكد على أن كلامه هو بصفة شخصية كمواطن وليس باسم أي شيء آخر
    وفي سياق متصل دعا رموز في المعارضة ورجال دين وكتاب الرئيس مبارك لوقف تلك المهزلة الخاصة بالتصعيد ضد قطر شقيق في معظم وسائل الإفلام
    ووجه عدد من النواب عرضاً لمبارك ليقوم بزيارة الجزائر لإعادة العلاقات لسابق عهدها.
    واشار نواب من الإخوان من بينهم حمدي حسن وصبحي صالح وعبد الفتاح عيد إلى أن دعاوى القطيعة لاتخدم مصالح مصر القومية بينما أكد النائب المستقل الدكتور جمال زهران، أن تسييس المباراة الرياضية بين مصر والجزائر كان أحد الأسباب الرئيسية لتوتر الأجواء المحيطة بالمباراتين.
    وأشار النائب إلى أن الحزب الوطنى الحاكم حاول اختطاف المباراة بإرسال نصف المشجعين وتقدم رجال الأعمال المصريين الصفوف، وانتقد النائب عودتهم بسرعة عقب المباراة وتركهم الجمهور هناك دون غطاء رسمى وكأن الذى يهمهم هو أنفسهم والفريق المصرى فحسب، أما المشجعون المصريون فليذهبوا إلى الجحيم.
    وقال النائب فى بيان عاجل تقدم به إلى رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والإعلام والسفيرين، إن ما حدث فى السودان يحتاج إلى توضيح، وحمل النائب الدولة وأجهزتها ورموزها التى سافرت مسئولية عدم حماية المصريين.
    مشيراً إلى أن المصريين ظهروا فى السودان وكأنهم بلا وطن أو حكومة أو دولة، وأكد النائب أن الأمر يحتاج إلى إقرار مساءلة الحكومة لكشف المستور فى ظل الهدف القومى الذى لا يجب أن يغيب عنا، وهو ضرورة الحفاظ على علاقات الود والاحترام بين الشعبين المصرى والجزائرى والقيادتين بالبلدين.
    وقال النائب لو كانت هناك إدارة سليمة للأزهر لما حدث ما حدث من تعديات على الجماهير المصرية، ولا يجب نسيان أن مصر هى التى اختارت السودان.
    وأضاف، أن وزارة الخارجية فشلت بشكل سريع فى المتابعة والقيام بدور واضح فى حماية المصريين فى الجزائر أو السودان، وأشار إلى أن البيان الصادر من الخارجية المصرية بعد الأحداث يحمل فيها المسئولية على آخرين فى مقدمتهم إعلام البلدين، دون ذكر دور الخارجية.
    وقال النائب فى نهاية طلب الإحاطة، أننى استثمر هذه الفرصة وأطالب كرجل قومى وطنى غيور على مستقبل الأمة العربية بلقاء عاجل بين الرئيسين مبارك وبوتفليقة لتضميد الجراح حرصاً على الروابط التاريخية بين الشعبين.
    وكان بسطاء قد أعربوا عن غضبهم بسبب معلومات شبه مؤكدة عن أن كل لاعب كان سيحصل على خمسة ملايين جنيه إذا ما تمكن المنتخب من الفوز على الجزائر..ويرى هؤلاء الفقراء أن الميزانية المفتوحة للمنتخب هو نوع من الإسراف والتبذير خاصة وأن ملايين المصريين لايجدون قوت يومهم
    وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت مؤخراً النظام المصري لإنقاذ ملايين من فقراء العاصمة الذين يواجهون مخطر الموت جوعاً مدير مكتب منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - تقاعس الحكومة المصرية عن حماية الفقراء الذين يعيشون في مناطق غير آمنة مع إهمال حكومي تام لهم، في إشارة إلي عدم تقديم الجهات المصرية المسئولة تقريرها النهائي عن الانهيار الصخري في الدويقة الذي وقع العام الماضي والذي راح ضحيته أكثر من 107 أشخاص بينما مازال هناك الكثيرون في عداد المفقودين في هذا الانهيار.
    واتهم مدير مكتب المنظمة الدولية في حديث لشبكة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' النظام المصري، مؤكدا أنه ترك الفقراء يُدفَنُون أحياء في الدويقة، مُحمِّلا الحكومة المسئولية لأنها كانت تعرف بأن هناك كارثة علي وشك الوقوع، مؤكدا أن الحكومة لابد أن تتحرك وتترك تقاعسها جانبا لأن هناك المزيد من فقراء مصر مهددين بمواجهة نفس المصير إذا لم تبذل الجهود لتلافي وقوع كوارث جديدة.
    وقال مدير مكتب الجماعة الحقوقية الدولية إن الحكومة المصرية لا تبذل الجهود المنوطة بها والكافية لضمان أمن وسلامة الآلاف من فقراء مصر الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة والمناطق غير الآمنة التي تهدد حياتهم، في إشارة إلي المناطق المهددة بحدوث انهيارات مماثلة للانهيار الصخري في الدويقة الذي وقع عام 2008، والتي أكد تقرير العفو الدولية أن الدولة حددت 26 منطقة منها.
    واتهمت المنظمة الدولية الحكومة المصرية بالإهمال التام مؤكدة أنه بالرغم من أن الحكومة حددت 26 منطقة - تعد من المناطق المؤهلة لحدوث كوارث تهدد حياة سكانها- والتي قالت الحكومة أنها دخلت برامجها للتطوير والتحديث المقرر الانتهاء منها عام 2050، فإنها لم تتخذ أي خطوات - ولا حتي صغيرة - في اتجاه حماية أهالي هذه المناطق من الكوارث المحتملة، مشيرة إلي أن الحكومة المصرية يجب أن تقدم ضمانات بأن مأساة الدويقة لن تتكرر مرة أخري.
    وتساءل تقرير منظمة العفو الدولية عن الأسباب التي جعلت المسئولين المصريين يتأخرون عن تقديم تقريرهم النهائي بشأن مأساة الدويقة، مطالبة في الوقت نفسه الحكومة المصرية بفتح باب التحقيق في ملابسات الكارثة والأسباب التي منعت الحكومة من تجنب وقوعها، إلي جانب تحديد المسئول عن الاهمال برغم أن الحكومة كانت علي علم بأن هناك احتمالات بوقوع انهيارات صخرية في هذه المنطقة قبل وقوعها بفترة طويلة.
    وطالب 'سمارت' الحكومة بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية الفقراء في مصر من تكرار مثل هذه الكارثة، خاصة أن هناك المئات من المناطق المهددة بوقوع مثل هذه الانهيارات ومعظمها من المناطق التي يسكنها الفقراء، مشيرا إلي أن هؤلاء الفقراء يواجهون كارثة مزدوجة، وهي أنهم يعيشون بلا أمان وفي مناطق تهدد حياتهم، وفي الوقت نفسه مهددون بأن تقوم الحكومة بإجلائهم عن هذه المناطق ليجدوا أنفسهم في العراء.
    وقال مالكوم سمارت إن 'الكل كان يعرف أن هناك كارثة علي وشك الوقوع في الدويقة'، مشيرا إلي أن 'فقراء مصر لا يجب أن يتركوا في أماكن تهددهم كل لحظة بأن يدفنوا أحياء'


    القدس العربى

    ------------------------------



    انقر هنا لترى ما كتب فى القدس العربى عن معركة مصر والجزائر بعد هزيمة مصر وخروج الروح الرياضية للمصريين ...

    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=search&fyear=20...hText=مصر%20والجزائر
                  

12-05-2009, 09:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    لم: د‏.‏ مصطفي الفقي
    الأربعاء, 02 ديسمبر 2009 11:36



    لقد عشت سنوات عمري مؤمنا بالقومية العربية منحازا للفكر العروبي انطلاقا من الحقبة الناصرية‏,‏ التي تربيت فيها ـ انا ومعظم ابناء جيلي ـ حين كان العرب يتحدثون صباح مساء عن الشقيقة الكبري والدولة القاعدة و مصر ام العرب ثم جاء علي المنطقة حين من الدهر تبدلت فيه الخريطة السياسية واختلفت موازين القوي‏,‏ وافرزت بورصة الدول مؤشرات جديدة للصعود والهبوط حتي تحامل الكثيرون علي مصر‏,‏ واصبحنا امام حالة من الجحود احيانا والتطاول احيانا أخري‏,‏ ومع ذلك بقينا وسوف نبقي قابضين علي مشاعرنا القومية متحملين مسئوليتنا العربية لاننا نؤمن بأن عروبتنا ليست رداء نرتديه حين نريد ويخلعه عنا من يشاء‏,‏ بل سوف نردد دائما المقولة الشهيرة ان عروبة مصر قدر ومصير وحياة وقد حان وقت المراجعة‏,‏ فأنا ممن يظنون ان الامم لاتعيش علي تاريخها‏,‏ ولاتقتات بشعاراتها‏,‏ فالمفهوم المعاصر للقومية يؤكد انها ظاهرة ثقافية بالدرجة الأولي‏,‏ إلا انها تقوم علي شبكة من المصالح المشتركة والغايات الواحدة‏,‏ وسوف اتطرق في السطور التالية إلي المسكوت عنه في علاقات مصر العربية‏,‏ فليست الصورة كما تبدو في الظاهر عاطفية وردية بل إن وراء الكواليس ـ في العقود الأخيرة ـ ما يشير إلي تهاوي الصدق القومي واحترام هيبة الدولة النموذج التي علمت وطببت وبنت في مختلف الاقطار العربية‏,‏ انني اقول صراحة ـ ومن منطلق الحرص الشديد علي الهوية العربية لمصر ـ اننا امام وضع ملتبس وصورة مقلقة‏,‏ وانا لا اعتمد في ذلك علي تداعيات مباراة في كرة القدم بين مصر ودولة عربية أخري‏,‏ إلا انني اراها مظاهر كاشفة وليس امورا منشئة‏,‏ فالقضية تتجاوز ذلك كله‏,‏ ولعلي اطرح ابرز عناصرها من خلال الملاحظات الاتية‏:‏

    أولا‏:‏ انني اظن ـ وليس كل الظن اثما ـ ان هناك نوعا من الغيرة المكتومة لدي بعض الاشقاء تجاه الشقيقة الكبري التي حملت شعلة التنوير لاكثر من قرنين من الزمان‏,‏ انها مصر بلد الأهرام والنيل والتي جري ذكرها في الكتب السماوية الثلاثة‏,‏ حتي افاض القرآن الكريم في الحديث عنها عدة مرات‏,‏ انها التي اشتقت منها كلمة الدول الامصار‏,‏ وعن طريقها عرف الآخرون النقود المصاري‏,‏ وهي بلد الفكر والادب والثقافة‏,‏ بلد حملة بونابرت التي ادت إلي الصحوة ثم دولة محمد علي التي استقلت عن السلطان العثماني عندما دكت سنابك خيول جيوشها هضبة الاناضول والشام والجزيرة العربية وشرق افريقيا وامتدت دولتها من منابع النيل جنوبا إلي حدود اليونان شمالا إنها ليست دولة محمد علي التوسعية‏,‏ فقط ولكنها ايضا دولة عبد الناصر القومية بعد الحرب العالمية الثانية‏,‏ انها مصر التي حاربت الجماعات الهمجية وانتصرت علي الهكسوس والمغول والفرنجة‏,‏ انها مصر ملتقي الثقافات وبوتقة الحضارات التي جاءتها جائزة نوبل تتهادي اربع مرات‏,‏ مصر التي بنت الاوبرا مرتين‏,,‏ وحفرت مترو الانفاق لأول مرة في الشرق الأوسط‏,‏ انها مصر قناة السويس والسد العالي‏.‏ انها مصر النضال المسلح ضد الغزو الصهيوني علي امتداد عدة عقود‏,‏ انها كذلك تلك الدولة الفريدة فعندما يطلب المجتمع الدولي امينا عاما للامم المتحدة من افريقيا يكون مصريا‏,‏ كما ان عاصمتها هي مقر الجامعة العربية بامينها العام المصري ـ وحين نقلوها إلي تونس كان امينها العام تونسيا ايضا ـ فمصر لاتفتئت ولاتستحوذ ولاتغتصب ولكنها تدرك حجمها وتعرف تاريخها‏.‏ نعم‏..‏ ان مصر تئن تحت وطأة المطالب اليومية لأكثر من ثمانين مليونا من البشر ولكنها شامخة لم تركع وشعبها متحضر ولايخنع‏,‏ لذلك من الطبيعي ان يقلق بعض الاشقاء خصوصا اولئك الذين غابوا عن الخريطة السياسية لعدة قرون‏,‏ او الذين حاولوا شراء الماضي بأموال الحاضر والاستعداد للمستقبل بمخزون من الاحقاد والنزعات القطرية والتطلعات الوهمية‏,‏ انهم يرون مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ مصريا يشغل واحدة من اهم الوظائف الدولية وادقها‏,‏ كما ان رئيس اتحاد البرلمان الدولي كان مصريا هو الآخر وبدلا من ان يسعد بعضهم ذلك الدور الفاعل للشقيقة الكبري‏,,‏ انصرفوا للحرب الإعلامية وخلطوا بين عدائهم للسياسة والحكم في مصر وبين كراهيتهم الكامنة لمصر الدولة والكيان والحضارة‏!‏ ولقد قرأت مؤخرا احصائية تقول ان نسبة من يشاهدون الآثار الفرعونية من السياح العرب لاتزيد علي عشرة في المائة‏,‏ بينما تصل نفس النسبة بالنسبة للسائح الاجنبي في مصر إلي مايقرب من مائة في المائة‏.‏

    ثانيا‏:‏ ان المزاج الوطني لبعض الدول يدعو إلي القلق والحيرة‏,‏ فالخشونة والعنف إلي جانب درجة عالية من الشيفونية العمياء تعكس كلها شعورا بالنقص‏,‏ وتعبر عن اختناق تاريخي وعقد شعوبية سوف تظل تطارد اصحابها إلي يوم الدين‏,‏ وعندما يتعاملون مع مصر تطفو علي السطح غيرة قومية كامنة وشعور بالتضاؤل في مواجهة بلد اشتغل عبر تاريخه كله بصناعة الحضارات ونشر الضياء وتقديم العطاء لكل من لجأ إليها أو لاذ بها‏.‏

    ثالثا‏:‏ ان مسألة الهوية في بعض الاقطار العربية مازالت تتأرجح‏,‏ فالعروبة والإسلام في جانب والمؤثرات الأوروبية في جانب آخر‏,,‏ وعندما يعاني شعب ما عدم قدرته علي صياغة هويته تبدو مواقفه السياسة وتصرفاته الاقليمية نتيجة طبيعية‏,‏ لذلك فهي غالبا ما تتسم بالعصبية والحدة والخشونة وافتقاد الحس الحضاري‏,‏ ولعل ذلك يفسر إلي حد كبير الأعمال غير المبررة ومخزون العداء والكراهية الذي تتجه به بعض الشعوب العربية نحو الاشقاء والجيران بل وفي المحافل الدولية والمنتديات الاقليمية‏.‏

    رابعا‏:‏ ان مصر برغم كل ما واجهته في تاريخها الطويل وما تعانيه في حاضرها وربما مستقبلها ايضا ـ هي بلد كبير ليس بمعني الحجم السكاني ولا المساحة الجغرافية‏,‏ ولكن بمنطق النضوج الانساني والعمق الحضاري‏,‏ لذلك يستمريء البعض التهكم عليها والتطاول علي مقامها ادراكا منهم بأن ردود فعلها عاقلة متزنة‏,‏ فهي لا ترفع السيوف في مباراة لكرة القدم‏,‏ ولاتقذف كرات النار علي منازل اشقاء يقيمون فيها‏,‏ ان مصر اختزنت عبر تاريخها العريق تجارب الانسان كلها وعبرت مراحل المراهقة السياسية والاضطراب الفكري‏.‏

    خامسا‏:‏ إنني ضد التعميم‏,‏ فهناك أقطار عربية كثيرة تحفظ الود لمصر وتذكر لها الفضل وتعي مسيرة التاريخ المشترك‏,‏ ويكفي ان نتذكر ان الاشقاء السوريين قد استقبلوا بحفاوة بالغة ذات يوم في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ـ برغم القطيعة الدبلوماسية ـ الفرق الرياضية المصرية في دورة البحر الأبيض المتوسط بمدينة اللاذقية‏,‏ حيث فوجيء العالم كله بالشعب السوري الشقيق يشجع الفريق المصري بشكل غير مسبوق واحيانا ضد فريقه الوطني ذاته‏,‏ ولذلك فإنني ارفض التعميم بكل انواعه‏,‏ وفي الجزائر الشقيق ايضا ملايين يحبون مصر ويذكرون تاريخها باحترام وتجمعهم بها ثقافة احمد شوقي وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب‏,‏ فالتصرفات غير المسئولة عن جماعة معينة ليست بالضرورة تعبيرا مطلقاعن مشاعر شعب بأكمله‏,‏ وان كنت لا انكر ان الجزائر الرسمية لاتتعامل معنا بالود القومي المنتظر والشعور العربي المطلوب خصوصا في بعض المحافل الدولية‏,‏ حيث ينظرون إلينا نظرة تنافسية وليست نظرة تكاملية‏,‏ مع ان صوت التاريخ المشترك يقول بغير ذلك‏.‏

    انني اريد ان اقول عن احداث وتداعيات مباراة كرة القدم الشهيرة بين مصر والجزائر انها لاتوجد وضعا جديدا‏,‏ ولكنها تكشف عن مشاعر كامنة تحتاج إلي معالجة عاقلة‏,‏ خصوصا ان مصر لديها من الادوات والوسائل ما يضع الأمور في نصابها‏,‏ وواهم من يتصور ان مصر ـ بصبرها وتعقلها ـ عاجزة عن اتخاذ مواقف يشعر بها الجميع ويرتدع بها البعض‏,‏ فلكل بلد مشكلات دولية واقليمية‏,‏ ومصر كيان دولي مسموع يستطيع ان يجرح إذا اراد‏,‏ وان يصيب اذا غضب‏,‏ ولكن العروبة والإسلام وشراكة القارة الواحدة تمنع مصر من الغلواء‏,‏ وتنتزع من قلبها روح العداء ونوازع الحقد‏,‏ انني ادعو الاشقاء العرب في المشرق والمغرب إلي وقفة موضوعية مع مصر يعيدون فيها قراءة التاريخ ويراجعون معها معاناة الكنانة لكي يدركوا ان الشعب العربي في مصر قد امتص في وجدانه كل الحضارات التي عبرت فوق أرضه من الفرعونية إلي العربية الإسلامية‏,‏ مرورا بالحقبة المسيحية‏,‏ وكلها رقائق حضارية نعتز بها ونفاخر‏,‏ ولم يهم مصر كثيرا ان تصل إلي كأس العالم في كرة القدم‏,‏ فذلك حلم فقط للوافدين الجدد علي المجتمع الدولي والذين يسعون إلي اثبات الوجود وتضخيم الذات وحل العقد التاريخية المركبة‏,‏ ولحسن الحظ فان الجسد العربي ـ في مجمله ـ معافي‏,‏ ولقد رأينا كيف استهجنت شعوب الامة جميع التصرفات البذيئة والمواقف غير المسئولة تجاه مصر المحروسة ام الدنيا التي رفعت دائما اعلام التسامح عبر تاريخها الطويل‏.‏

    جريدة الاهرام 1/12/2009
                  

12-05-2009, 12:48 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    السبت 5 ديسمبر 2009م، 18 ذو الحجة 1430هـ العدد 5908


    تحت المجهر مباراة مصر والجزائر

    البروفيسور : عبدالله عووضه حمور

    د. غازي. السؤال: ما علة افتراءات غجر مصر على السودان بدءاً؟!
    بدءاً أقول: ان صلتي بكرة القدم قديمة. فعندما كنت بمرحلة الثانوي كنت من أوضح المشجعين لفريق الهلال بين أترابي. الى حد انني كنت اذهب الى بحري لمشاهدة المباراة بحديقة البلدية. رغم البعد. وعندما ذهبت الى مصر لدراسة الجامعة. كانت اول مباراة دخلتها كانت بين الاهلي والزمالك. اكبر الفرق في مصر كالهلال والمريخ في السودان. الاهلي اشبه بالهلال من حيث الطابع وكثرة المشجعين. وفي المقابل الزمالك كالمريخ. لم استمتع بها لأن اللاعب يرسل الكرة كيفما اتفق. وفي السودان يرسل الكرة لزميله الذي تتوقع ان يرسلها له. وهذا يرجع الى ان المصريين يلعبون بالحواري بكرة التنس السريعة. وفي السودان يلعبون بكرة الشراب القابلة للتحكم. هذا الفارق لم استمتع بها. ومن ثم كان عزوفي عنها بمصر.
    أضف الى هذا ان مسؤوليات الدراسة الجامعية اصبحت بالكتب والمحاضرات بعد ان كانت بالكراسات والصفحات والاملاء. واضعف الاهتمامات والانتماءات السياسية والفكرية في مصر والسودان آنذاك كل هذا صرف الذهن نهائياً عن مشاهدة الكرة حتى بعد العودة إلى السودان.
    كما اقول: ان صلتي بمصر والجزائر صلة معايشة بالحجم الطبيعي الحقيقي. في مصر كانت الجامعة والدراسات العليا. منذ عهد الملكية. ولقب الباشا والبيه الى ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة اللواء محمد نجيب. لذا عندما أتى الرئيس حسني مبارك الى الخرطوم في طريقه الى جوبا كتبت مقالاً بجريدة الرائد بعنوان (هي مصر كعهدي بها. تدارك ما فات يا حسني). عهدي بها أصالة الأصلاء. وتواضع العلماء. ممثلة في التاريخ الى المماليك. وفي الازهر الشريف إلى جامعة فؤاد. وعهدي بها تمسكهم بالاصول ممثلة في قولهم (العين ما تعلاش على الحاجب). وبالتذكير بها بكلمة (عيب) اذا خرج عليها خارج. ولكن يبدو ان مصر القديمة التليدة العريقة العزيزة الشقيقة لم تعد كعهدي بها. أقول يبدو من خلال ما قال دكتور جلال أمين بكتابه (ماذا حدث للمصريين). أنا لم أطلع على الكتاب ولكن اطلعت على تلخيص له بعمود (هذا الواقع) للأستاذ بله علي عمر بجريدة الصحافة بالأحد 2009/11/22م ص10. تحت عنوان (زمن السقوط يا بيه). بمناسبة تداعيات مباراة مصر الجزائر بنادي المريخ بأم دور أمان الأربعاء 2009/11/18م. أكرر أم دور أمان.
    جاء بالتلخيص بعد ان قال عن المؤلف «يعتبر الدكتور جلال أمين من أميز المفكرين المصريين. اضاف الى هذا انه عالم في الاقتصاد واستاذ في الجامعة». جاء ان المؤلف رصد التغيير الاجتماعي والثقافي الذي حدث للمصريين خلال نصف قرن. من 1945 إلى 1995م. نتيجة لإلغاء الملكية ولقب باشا وبيه. وتأميم الأراضي وعائدات الاغتراب الوفيرة. ومن ثم انقلب الهرم وعلت العين على الحاجب. وحل التعالي مكان التواضع لسد فجوة التسلق. وقديما قال سيدنا عمر بالفطرة السليمة «ما تكبر أحد إلا من مهانة يجدها في نفسه» (وفي السودان كان بروفسير داؤود مصطفى مشهوراً بالأدب الجم والتواضع. كذلك كان د. سوار الذهب الطبيب المداويا. انظر جريدة الرائد ايضاً الأحد 2009/11/15م ص11) وقالت العرب «اللهم لا تعط وضيعا سلطة». وقالت «المال والسلطة تكشف معادن الرجال». وبالتجربة ولى أحد الخلفاء والياً باحدى الولايات. فتعالى. فنقل الخبر إلى الخليفة. فقال: «لا بد انه شعر بأنه أصغر منها».
    وبالمثل كانت صلتي بالجزائر. فقد عملت بها 7 أعوام. الطابع العام لهم دون العرب قاطبة الشراسة والحدة. لذا يستخدمون كلمة «بالعقل» كثيراً في لغتهم الدارجة. والغيرة على الدين لا عن تقوى. ولكن خط أحمر لا يمكن تجاوزه. فمن المألوف عندهم صلاة التراويح بالجزء. ومن المألوف قراءة الحفظة عقب كل صلاة بالجامع جزءاً من القرآن. لذا قالت أم ايتام لراهب فرنسي رعاها رجاء تنصيرهم: (حرام مثلك يدخل النار) المعنى الرثاء لحاله ودعوته ضمناً إلى الاسلام. وقال الرئيس هواري بومدين: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة» وبالتجربة الشخصية كنت اشتري بمدينة باتنة عاصمة الشاوية بجبال الأوراس. من بائع صحف أشيب الرأس. وجدته مرة يتحدث مع آخر بالفرنسية. قلت لهما: لماذا لا تتحدثان العربية أو الشاوية لغتكم؟! قال لي بحدتهم المعهودة: إيش بها الفرنسية؟! يعني أي عيب فيها؟! لم أرد واكتفيت براءة قوله تعالى: «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء» وذهبت. بعدها أخذ يرفع لي الجريدة بيده مشكوراً بعد ان كنت آخذها بنفسي لتأثره وزميله بالآية. ذكرهم الله بالخبر أبدا. وبالتجربة ايضاً قرأت ان الجزائريين عقب مباراة السبت 2009/11/14م نزعوا صورة الصقر بالعلم المصري، ووضعوا مكانه نجمة اسرائيل. وأغلب الظن انهم أعدوا ذلك من الجزائر تحسباً لما قد يحدث. وقد حدث.
    كما أقول:
    بدا لي ان يكون عنوان هذا المقال (وللرياضة فيما نقول نصيب) وبدا ان يكون (الناس في شنو وحسانية مصر والجزائر في شنو؟!). وبدا ان يكون (انهم ينجون القمر) معذرة هذا مثل والأمثال لا تغير. وبدا ان يكون (الكلام اذا غلبك فعله شوف دليله). وهذه مقولة عندنا بحمور متداولة المعنى كلمة دليله دافعه. ثم عدلت عنها إلى هذا العنوان الماثل أرجو أن يكون أمثل الخمسة على أن أذكر الاربعة ليتم ما نقص في المذكور بذكر الأربعة.
    وبعد:
    تابعت كل ما قالوا عن مباراة مصر/ الجزائر بالقاهرة (السبت 2009/11/14م) وبأم دور أمان (الاربعاء 2009/11/18م). لفت نظري فيما قالوا ان الرئيس محمد حسني مبارك بجلالة قدره حضر تمريناً لفريق مصر قبل المباراة. ولفت نظري ان الاخوة المصريين قالوا: ان الجزائريين اشتروا السودانيين. ولو انصفوا لقالوا: السودانيون باعونا للجزائريين. لسابق عهدهم بنا. ولفت نظري اكثر ان اكثر من كاتب اشار لكبرياء المصريين. أوضحهم الأستاذ محمد صابرين. في عموده اليومي بصحيفة الاهرام بتاريخ الجمعة 2009/11/20م ص4 (انظر عمود «اشارات» للكاتب راشد عبد الرحيم بالرأي العام الاثنين 2009/11/23م). وشهد شاهد من أهله (هذه اضافة مني لا لهم) وتعليل الكبرياء ما قلت آنفا. ولفت نظري ان كل من كتب كان يعدد افتراءات الاخوة المصريين على السودان. وبعبارة علمية كانوا يتحدثون عن سلوك المصريين. لهذا ما فكرت أن أكتب في هذا الموضوع حتى قرأت كلمة بالرأي العام أمس الاثنين 23/11/2009م للدكتور غازي صلاح الدين العتباني بعنوان (كرة القدم والوقوع في مصيدة التفاهة). ولأهميتها نشرت بموقع كلمة رئيس التحرير اليومية ص5. وتحتها كانت كلمة رئيس التحرير. كما نشرت بالتزامن مع جريدة الشرق الأوسط كما قال الكاتب بنهاية المقال.
    الجديد في الكلمة. وهذا هو مكان الأهمية، انه عالج الموضوع بطريقة التحليل النفسي. فقال: الموضوع برمته ينحصر في ثلاث نقاط هي: الالغاء، والاختزال، والتعويض. الالغاء يتمثل في إلغاء المتحمسين من الفريقين لتاريخ مصر الحضاري والعلمي. ولتاريخ الجزائر وثورتها ذات المليون شهيد. والاختزال يتمثل في اختزال كل هذا في لونين الأحمر والأخضر لفريقي المباراة بالقاهرة والخرطوم والتعويض يتمثل في القاء اللائمة على السودان بدل البحث (هذه الاضافة لي لا للكاتب) الموضوعي لأسباب النصر والهزيمة على السواء.
    وهذا أعني الالقاء (أو الاسقاط) وهذه اضافة مني لكلام الدكتور. هو المتوقع من شخص يتعالى على الآخرين. وقديماً قيل ميمان لا يتعلمان متكبر ومستحي. وقد أفاد دكتور جلال أمين علة التكبر بكتابه (ماذا حدث للمصريين) آنف الذكر.
    هذا ما كان من سلوك المصريين. ومن التحليل النفسي لهذا السلوك التافه كما وصفه دكتور غازي بعنوان المقال.
    السؤال:
    لماذا كل هذا رغم انه لعب في لعب. وأي لعب نتيجته اما غالب أو مغلوب أو لا غالب لا مغلوب. لماذا؟!
    الاجابة كما يقول كبارنا بجزيرة حمور (الكلام اذا غلبك فعله شوف دليله) المعنى اذا عجزت عن فهم السلوك ابحث عن دافعه يتضح لك الفعل.
    وفي حالة مباراة مصر الجزائر بالقاهرة والخرطوم التي «ملأت الدنيا وشغلت الناس» (هامش: هذه العبارة استخدمتها عام 2000م بمقال لي بالرأي العام. بعدها توالى استخدام الكتاب لها وأنا جد سعيد بذلك) لماذا خرجت المباراة عن طور اللعب الى طور الجد والأهمية إلى حد حضور الرئيس حسني مبارك بجلالة قدره تمرين فريق مصر قبل المباراة؟!.
    الأكثرية تقول خرجت لأن الغاية شغل الناس عن قضية فلسطين في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة لاسرائيل. لتأييد الرأي العالمي بالصوت المرتفع اقامة دولة فلسطين ومعارضة بناء المستوطنات. آخرهم رئيسة المانيا بصحف اليوم (24/11/2009م) بنائها بحجة النمو الطبيعي للشعب اليهودي. كيف يعقل ان تحرم رجال اليوم وهم الشعب الفلسطيني من أجل أحفاد المستقبل البعيد وهم الشعب اليهودي غدا؟! هذا لا يستقيم. والمثل المصري يقول (غديني اليوم واقتلني بكرة).
    بقى أن أقول:
    (1) يقول البعض ان ثالوث ابراهيم حجازي، وعمرو أديب، والغندور، لا يمكن يفرشوا الملاية ويردحوا ويقبحوا بزفر الكلام إلا اذا كانوا عارفين بئر قوس الزمان في مصر وغاطاها. وهذا عندي بعيد. الأقرب منه انهم مجرد دمامل في وجه مصر السمح. نسأل الله لمصر العافية بأقرب الأجلين بذهاب مسببات الدمامل أو بموت الدمامل ليعود إلى مصر جمال وجهها المعهود. ورباط أهلها الوارد في صحيح الحديث إلى يوم القيامة. قولوا آمين.
    (2) كما أقول: بداهة لا لوم على اسرائيل. فهم يعملون بدأب من أجل دولتهم من النيل إلى الفرات يا اسرائيل. ومن أجل تطلعات حكم العالم أجمع. والعرب في حالة تشرذم دائم حتى في القطر الواحد كالسودان واليمن السعيد لذا قلت في غير مرة. لماذا لا ندع اسرائيل تحكم العالم أجمع لتكون المشكلة عامة بدل الاكتواء بنار الخصوصية نيابة عن العالم. بداهة لن يأخذ العالم بهذا. وبداهة هذا قدرنا. وبداهة لا بديل للصمود ولو أدى ذلك إلى فقد العرب لكل فلسطين، لأن الفقد مع الصمود أفضل من أي وضع آخر يحمل العرب مسؤولية التاريخ والانهزام النفسي. وفي الشر خيار كما تقول العرب. الموضوع كما يرى قارئي الكريم واسع ومتداخل حسبي منه تلخيصه في السلوك، وتحليل السلوك، ودافع السلوك. أكرر حسبي.
    (3) كما أقول للعلم لا للرد: قال ابن رشيق قال عنترة في وصفه لذكر النعام (كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم). وقال الشاعر مسكين الدرامي: (لوني السمرة ألوان العرب). وقال الرومان اسليف «slave» لأنهم كانوا يستعبدون (يوغ إسليف) الأمس. وتمام قول ابن رشيق بكتابه العمدة: لأن العبيد بذلك الوقت ما كانوا إلا بيضا.
    والله من وراء القصد

    الصحافة
                  

12-05-2009, 07:28 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    أزمة الإعلام المصري

    السودانى

    الجمعة, 20 نوفمبر 2009 07:02
    بقلم : خالد عبد العزيز


    فلتبحث اجهزة الاعلام المصرية (الرسمية) وغيرها عن كبش فداء غير السودان لتبرير هزيمتهم من المنتخب الجزائري . وعلى الاعلام في ارض المحروسة سبر غور الهزيمة فنيا وكرويا ومساءلة الجهاز الفني بدلا عن رفع الصوت وتعبئة مدافع القنوات المصرية ضد الخرطوم وشعبها. فسياسة صنع عدو متخيل لصرف الانظار عن اسباب الهزيمة الحقيقية اسلوب دعائي عفا عليه الزمان منذ انهيار جدار برلين . والسودان ليس خيال مآتة يضرب عنقه من اجل تضميد جراح الشعب المصرى وتوحيده لتجاوز مرارة الهزيمة . وثالثة الاثافي أن إعلام مصر تعمد تصوير الخرطوم وكأنها تعيش حالة سيولة امنية وانها غابة تجوس فيها الوحوش.. اذن لماذا اختاروها ارضا للمباراة الفاصلة؟ ولماذا يعيش عشرات الآلاف من المصريين في السودان معززين مكرمين لا يمسهم سوء؟ واحقاقا للحق نقول وليس دفاعا عن الحكومة السودانية ـ التى قد نختلف كثيرا على سياستها ـ ان المباراة جرى تنظيمها بسلاسة وبذلت الاجهزة الشرطية والامنية جهدا غير مسبوق لتأمين المباراة وما قبلها وما بعدها . وخلافا للتوقعات والتوتر الذى سبق المباراة وحالة الالتهاب بين مصر والجزائر ورغم تدفق اكثر من "13" الف مشجع من خارج البلاد وهم في ذروة الحماس والاندفاع الا ان الاجهزة السودانية تمكنت بصلابة من ادارة الازمة بنسب عالية من النجاح ولم يصب اي شخص بأذى وعاد الجميع الى بلادهم آمنين .
    نعم الهزيمة دوما بطعم العلقم ويصعب تجرعها خاصة في ظل التعبئة الاعلامية والشحن الزائد . ولكن على من يديرون مطابخ الاعلام المصري ان يساءلوا انفسهم ما مصلحة السودان في فوز اي من الفريقين؟ او لعلهم لا يدرون انه حتى على المستوى الوجداني والجغرافي والعاطفي فمصر هي الاقرب.
    كان على الاعلام المصري أن يشكر السودان لقبوله الطلب المصري باستضافة المباراة فى وقت وجيز وتكبد عناء ان يخرجها نظيفة لاسيما بعد الاحداث المؤسفة التي اعقبت مباراة محاربي الصحراء والفراعنة بالقاهرة يوم السبت الماضي.
    وتحملت ميزانية البلاد المنهكة اصلا اعباء تأمين المباراة خصما على (محمد احمد) ودوائه وغذائه الى جانب معاناة اغلاق الشوارع والاختناق المروري والتوتر وهناك اكثر من (15) الف جندى لم يغمض لهم جفن لثلاث ايام وليالى متتاليات من اجل ان ينام مشجعو مصر مل جفونهم .. تقبل المواطن السوداني الامر بصدر رحب باعتبار ان اكرام الضيف واجب مقدم.
    ولكن عوضا عن ذلك كله كان مصير السودان (جزاء سنمار).
    وكأي مباراة انقسم السودانيون بين تشجيع مصر او الجزائر بدون توتر بغرض الاستمتاع بكرة القدم لا اكثر او اقل .. ومن المعروف بداهة ان الرياضة هى دبلوماسية شعبية تذيب الثلوج بين الشعوب وتتجاوز مطبات السياسة ولكن إعلام مصر نصب المشانق لاهل السودان وطفق يحشد الشعب المصري في مواجهة السودان بدلا من الحديث عن الاخطاء القاتلة التي افضت لفوز الجزائر وصعودها لمونديال جنوب افريقيا. ولم تنظر هذه (الميديا) لمآلات هذه الحملات استراتيجيا على علاقات الشعوب وتداخلها الاجتماعي ! ومن نافلة القول ان غرس الكراهية والاستفزاز الذى يمارسه اعلام مصر سيكون حصاده الحصرم، فالشارع المصري الآن معبأ ضد الخرطوم والشعب السوداني مستاء من تخرصات بعض الاعلام المصري، واذا لم يحسم الامر بالعقلانية وترك الحبل على الغارب للاعلام المصرى فإن المحصلة خطيرة لان وجدان الشعوب لا ينمو بالقرارات السياسية ولكنه يخضر اجتماعيا وتحتاج مداواة جراحه لفترات متطاولة.
    والسودان بحكم الواقع دولة جارة وشقيقة لمصر وليس (العدو) الاسرائيلي حتى يوصف شعبه بكل هذه الاساءات . ورغم ذلك نحن لا ندعو لنكأ الجراح او الحديث عن تصعيد ملف حلايب وبقية القضايا العالقة كما يردد البعض لان في هذا خلط للاوراق ولكن على هولاء ان يعلموا ان شعب ارض النيلين متسامح ووفى ولكنه لايقبل ان يضام او ان تتنتقص كرامته حتى ولو من الاشقاء ..
    ونأمل أن يكون ارتباك الاعلام المصري سحابة عابرة لا تعكر الصفو بين الشعبين وان يعود لرشده فالامر مجرد كرة قدم فيها منتصر ومهزوم وليس معركة حربية ..
    قال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) (الرعد: 17).
                  

12-05-2009, 07:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    مسرحية العدوان الثلاثي (2009) : فى مخيلة الإعلام الرياضي المصري (2) !!

    السودانى


    الكاتب ابراهيم الكرسني
    السبت, 05 ديسمبر 2009 07:29
    بقلم: ابراهيم الكرسني


    أولا، وقبل بداية المبارة، كان إختيار السودان هو الأول من قبل مصر، إن لم يكن الوحيد. ثانيا،تم إتخاذ ذلك القرار، كما جاء على لسان مسئوليهم، على إعتبار كأنهم يلعبون فى القاهرة تماما، من حيث الأرض و الجمهور. ثالثا، قام المسئولون المصريون بتفقد ملعب المريخ قبل المباراة، و لم يقدموا أى شكوى حول عدم مواءمته لإجراء المباراة. رابعا، قام مسئولو "الفيفا" كذلك بتفقد الميدان و أقروا بصلاحيته و جاهزيته تماما لإجراء المبارة. خامسا، قامت السلطات المختصة المصرية بمناقشة الخطة الأمنية، التى أعدتها و إعتمدتها السلطات السودانية، لتوفير الحماية لأفراد البعثة الرسمية و الجماهير المصرية منذ دخولها مطار الخرطوم و الى حين مغادرتها، ووافقت عليها و أقرتها. ليس هذا فحسب، بل لقد صرح بعض المسئولين المصريين بأنهم قد تفاءلوا تماما بإختيار حكم المباراة، القادم من جزر السيشيل، بإعتبار أنه قد حكم ثلاث مباريات سابقة لهم، و قد فازوا فيها جميعا !!؟
    لقد أقر جميع المسئولين المصريين، و فقا لهذه المعطيات، بأن مسألة تأهيلهم لكأس العالم ، ما هى سوى مسألة و قت، ليس إلا !! عندها قاموا بتعبئة أجهزتهم الإعلامية، بأقصى ما عندها من طاقة، لـ"تبليغ" الرسالة، و حشد الجماهير و تهيئتها للإحتفال بالنصر المؤزر، الذى أعدوا له كل أدوات نجاح آخر فصوله، مع إهمال تام لبقية الفصول الأكثر أهمية،، بدءا من مقابلة "الريس"، مرورا بإستلام دروع "التميز"، و إنتهاءا بقضاء فترة الراحة و الإستجمام فى أجمل الشواطئ و المنتجعات، أكثر من إستعدادهم لهزيمة الفريق المنافس، و كسب المباراة !!
    و لكن ماذا فعلوا فى اليوم الأول بعد أن وقعت الواقعة. لم يفكر أيا من هؤلاء المسئولين عن الكيفية التى يمكن من خلالها دراسة أسباب إخفاقهم، و إستخلاص الدروس التى يمكن أن يستفاد منها فى "معاركهم" القادمة، و خصوصا منافسة كأس الإتحاد الأفريقي فى يناير القادم. بدلا من ذلك كان الهم الأول لهؤلاء المسئولين هو الكيفية التى سيتم بها مقابلة "الريس"، و هم يجرجرون أذيال الهزيمة، "منكسفين، خائبين" !!؟ لقد تفتق ذهنهم العبقرى عن أسهل الطرق لتفادى هذا الحرج ، و بلوغ هدفهم المنشود، وهو "إرضاء الريس"، و خرجوا لنا بمسرحية " العدوان الثلاثي" ، سيئة الصيت ، بكل المقاييس !!
    لقد حاول الإعلام الرياضى المصرى جاهدا بأن يصور لنا، من جانب، و يقنع "الريس"، من جانب آخر، بأن هزيمة فريقهم لم تكن بسبب السلبيات التي صاحبت إعداد الفريق لهذه المباراة، فى كل المراحل، و على جميع المستويات، أو فى سوء أدائه داخل أرض الملعب. و إنما سبب الهزيمة الأول و الأخير، يكمن فى مؤامرة "دنيئة"، ثلاثية الأبعاد، تمثلت أطرافها فى "صعاليك" الجزائر، و "الأوباش" من المسئولين السودانيين و الجماهير السودانية. أما الطرف الثالث فهو الحكم " المسكين" الذى لم يكن له حول ولا قوة فى مواجهة أولئك "الصعاليك". يتعجب المرء كيف أمكن لمثل هذا الحكم أن "يحقق" لهم الفوز فى تلك المباريات الثلاث، حتى جعلهم يفرطون فى تفاؤلهم به، لدرجة أدخلتهم فى غيبوبة، إداريين و لاعبين على حد سواء، لم يفيقوا منها إلا بعد أن تجرعوا كأس الهزيمة !!
    إذن هذا هو كبش الفداء، الذى يتوجب عليهم تقديمه "قربانا" لإسترضاء "الريس"، و تفادى غضبته المضرية، و طلب الصفح و العفو منه. لقد ظل المصريون طيلة اليوم الأول بعد المباراة‘ ينفخون فى أجهزة إعلامهم، بكل ما أوتو من قوة، و "فهلوة"، و "هرجلة"، مستخدمين فى ذلك جميع أنواع الفنون "الهابطة"، و تسخيرها لتوجيه الإساءات البالغة للشعوب "الأخوية"، و إهانة كرامتها، و تحقيرها، و إذلالها، حتى يمكن لهم تحقيق رضاء " الريس"، آملين أن "يغفر" لهم ، بعد كل هذا التهريج. و بما أنهم موقنون بأنهم كلما أكثروا من هذا الإسفاف، كلما أصبحوا أكثر قربا من تحقيق هدفهم بإرضاء "الريس"، فقد تمادوا فى غيهم ، حتى وصلوا الى "أسفل سافلين"!!
    لم يصدهم عن هذا الطريق الخاطئ و الخطير ، لا روابط "العروبة"، أو "الأخوة"، أو "الدين"، أو حتى مهنية الأداء الإعلامى، التى يفترض أن يلتزم بها حتى من كان بالسنة الأولى فى مدارس الإعلام. لقد أعمتهم تلك الرسالة السامة عن رؤية الواقع كما هو، بل عكست لهم أجهزة إعلامهم "الحوصاء" صورة مغايرة له تماما. المصيبة الكبرى تتمثل فى أنهم قد صدقوا تلك الصورة المعكوسة. يبقى السؤال ،إذن، هل تكمن المشكلة فى الواقع الموضوعى، الذى أشاد به الجميع، أم فى "حول" أعين أجهزة الإعلام المصرية ؟؟!!
    إذا كان هذا هو مستوى، و نوعية العقلية، التى تشرف على فرق الرياضة المصرية ، و تدير أجهزة إعلامها الرياضي، التى تقدم إرضاء "الريس" على التخطيط و التدريب و كفاءة الأداء المهني، تبقى مصر مرشحة للهبوط الى أسفل درجات السلم الرياضي على جميع المستويات، الوطني، و الإقليمي، و الدولي. و الحق يقال، بأن هذه التجربة قد أوضحت لى لماذا أرسل المولى، عز و جل ، الرسل الى مختلف الأقوام ليهدوهم الى سواء السبيل، إلا رسوله الى مصر. حينما أرسل الله سبحانه و تعالى سيدنا موسى ، عليه السلام، الى مصر، لم يرسله الى المصريين، و إنما أمره بالذهاب الى "فرعون"، لأنه طغى ... فالمصريون على دين ملوكهم، إن آمن "فرعون" آمنوا، و إن كفر " فرعون" كفروا... ولله فى خلقه شئون !!
    كما أتمنى أن يعى المسئولون المصريون درس هذه التجربة المريرة ليعرفوا لماذا إلتف الشعب العربى بأجمعه، من المحيط الى الخليج، خلف مصر و قادتها إبان العدوان الثلاثي عليها فى العام 1956، و لماذا إنفضوا من حولها بعد "مسرحية" العدوان الثلاثي 2009، سيئة الصيت !!؟؟
                  

12-06-2009, 05:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    إعلامنا الذي إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث!
    إعلامنا الذي إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث!
    سليم عزوز

    تصوم السعودية السبت فيصوم الأخ العقيد القذافي الاثنين، وتعلن السعودية ان الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، فيقول القذافي بل الأحد، وتعلن المملكة أن وقفة عرفات يوم الخميس، فتقول الجماهيرية ان الخميس هو يوم عيد الأضحى المبارك.
    وفي مصر كلما حدثت مشكلة فان فضائية 'الجزيرة' هي المسؤولة عنها.. هي المسؤولة عن الهجوم على مصر عقب أحداث غزة، وهي التي حرضت على القيادة المصرية عقب الاحتياج الإسرائيلي للجنوب اللبناني.. وهي المسؤولة عن ثقب الأوزون، وعن بعثرة شمل الأمة، وعن ظاهرة الاحتباس الحراري.. وهي المسؤولة عن الأزمة المصرية الجزائرية، وعن ضرب المشجعين المصريين في السودان.
    منذ بداية الأزمة الأخيرة بدأ يتم حشر اسم 'الجزيرة' في الموضوع، وكنت شاهدا على بدايات ذلك، فقد كنت أشاهد برنامجا من برامج 'التوك شو' وبدأت محاولة إقحام 'الجزيرة' ودولة قطر.. أخشى ان يأتي اليوم الذي تتهم فيه الحكومة المعارضة المصرية بأنها تستقوي عليها بقطر. القوم لديه حساسية مفرطة تجاه اسم 'الجزيرة' لأنها كشفت خيبتهم القوية، ووصل الأمر إلى حد أنهم أشاعوا في البرية ان الدوحة تريد أن تحتل مكانة القاهرة، وهي جريمة في حق مصر ينبغي ان يحاكم من يروج لها، وان كنت على يقين من ان المحاكمة ستنتهي بهم حتما إلى التحفظ عليهم في 'اصلاحية للأحداث'.
    عندما جرى الاعتداء على مشجعي المنتخب المصري في السودان، هرعت الى 'الجزيرة' كما هي العادة في الملمات، لكنها بدت غير مكترثة بما يحدث، فسعيت في مناكبها بين الفضائيات المختلفة.. وقد تم تفسير هذا التجاهل بانه مؤامرة، والدليل عن 'الجزيرة' اهتمت بواقعة الحافلة التي كانت تقل اللاعبين الجزائريين بالقاهرة، ونفخت فيها حتى تحرض الجزائريين على الأخذ بالثأر، في السودان.
    لكن فات القوم أن 'الجزيرة' استدعت مدير مكتب القاهرة حسين عبد الغني على الهواء مباشرة ليهون من الأمر، ويؤكد ان النيابة العامة انتقلت وكشفت ان اللاعبين الجزائريين هم من حطموا زجاج الحافلة.. مؤخرا أعلن انس الفقي وزير الإعلام المصري في البرلمان ان (طوبة) ربما تكون من جزائري هي التي هشمت الزجاج.. لا اعرف من هي صاحبة الأغنية الشعبية الخالدة.. 'حط طوبة على طوبة روح يا واد أنا مخطوبة'؟!.
    يبدو الأمر حقيقة مرده الى مؤامرة، لاسيما وان 'الجزيرة' تهتم بـ(دبة )النملة، فكيف تتجاهل السكاكين المشهرة، لكن علينا في هذه الحالة ان نقر ان المؤامرة كانت كونية بدليل انه ولا فضائية نقلت الصورة، ولا حتى فضائية 'العربية' المملوكة لأصدقائنا، وحتى الـ 'بي بي سي' لم تنقل وقائع ما جرى.
    هناك سؤال يطرح نفسه والحال كذلك.. وأين التلفزيون المصري من هذه الأحداث.. وهو الذي ننفق عليه من ( لحم الحي) ملايين الجنيهات كل عام، فإذا به ينتقل من فشل الى فشل.
    تلفزيوننا خالد الذكر كان هناك، وقبيل المباراة شاهدنا 'مفيدة شيحة' وهي تتحدث 'بسرسعة'، وفي حالة ابتهاج وطني.. كانت تنتقل بالكاميرا والميكروفون من مشجع الى آخر.. لماذا لم يتم إرسال وحدة كاملة تنقل من داخل الملعب ومن خارجه على الهواء مباشرة، بدلا من الانتظار من قناة الأعداء في قطر ان تفعل هذا، بل لماذا تمت الاستهانة بالموقف برمته، الى درجة ان تكون المذيعة المختارة هي السيدة 'مفيدة' التي تحرص على ان تتحدث بأعلى صوتها بحنجرة مخنوقة، فتعطي دليلا ماديا على معنى الاحتباس الحراري!.

    الاستقواء بقطر

    قدر ولطف، فلو قامت 'الجزيرة' بنقل ما جرى في شوارع السودان، لقيل أنها كانت كانت على علم مسبق بكل ما جرى، ربما قيل ان أهل الحكم في قطر هم من اشتروا السكاكين ومدوا بها المشجعين الجزائريين ليتمكنوا من سرقة الدور المصري. أعلن السفير المصري في الخرطوم انه رفع تقريرا للقاهرة بالتزاحم لشراء السلاح الأبيض، لكن احداً لم يهتم بما أرسل. كان الرجل يخلي مسؤوليته بعد ان تعرض لهجوم كاسح في البرامج التلفزيونية، وتبين ان المشكلة ترجع الى انس الفقي وزير الاعلام طلب منه دعوات في المقصورة الرئيسية، فرد السفير بعدم توافر دعوات او تذاكر.
    في برنامج تلفزيوني وعندما بدأ إقحام 'الجزيرة' وأصحابها في الموضوع، وكان الضيف هو الدكتور مصطفى الفقي، لم يقبل بالتفسير، وطالب بعدم توسيع دائرة الاشتباك.. في البداية سعى البعض لاتهام السودان بأنها ضالعة في المؤامرة.. كأن المشرحة بحاجة الى مزيد من الجثث، وغضب السودانيون واعتذرنا.. وهو التصرف الوحيد المسؤول في الموضوع.
    عبر احدى الفضائيات استمعت لأحد الإعلاميين العائدين من الخرطوم وهو يطالب بمحاكمة هذا ( الغبي) الذي اختار السودان بحجة انه هو الأقرب إلينا.. لابأس فليس على (المرعوب) حرج!.
    تسريب اسم 'الجزيرة' بدأ على استحياء، ثم أصبح على 'عينك يا تاجر'، وبعد ذلك تم الزج باسم دولة قطر في القضية، وبشكل يوحي كما لو ان الدوحة لها أذرع تشبه الإخطبوط تحرك الشعب الجزائري أينما حل، وهو يأتمر بأمر قطر ربما دون ان يدري.. فمن الواضح ان الدوحة قامت بتنويمه مغناطيسيا.. جبارة قطر هذه يا قراء!.
    منذ أيام بدأ اللعب على المكشوف فهناك مصادر حكومية قالت: 'اصابع قطرية وراء ما يحدث ضد شركة اوراسكوم في الجزائر'.. الشركة المذكورة تعرضت منشآتها لحصار من قبل المشجعين الجزائريين ضمن المنشآت المصرية التي تعرضت للتدمير هناك، في أيام نحس بدت فيها الجزائر بدون شرطة او حكومة، واختفى خالد الذكر بوتفليقة في ظروف غامضة.. كدت ان أبث إعلانا في وسائل الاعلام: 'ابحث مع الشرطة'، لكن الشرطة الجزائرية بحاجة هي الاخرى عمن يبحث عنها.

    المصادر المجهولة

    اوراسكوم.. مملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس (المذيع بفلوسه) وصاحب قناتي (on tv) و(o t v)، والشريك فيما تيسر من وسائل الإعلام الاخرn، وله سابقة في مجال ( الشحتفة) ومع المصادر المجهولة. فقبل سنوات نشرت احدn الصحف الخاصة ان الجماعة الإسلامية هددت بالانتقام من ثلاثة رجال أعمال مصريين مسيحيين: ساويرس، وغبور، ورامي لكح.. أولاً لأنهم مسيحيون، وثانيا لأنهم يقدمون دعما جباراً لاقتصاد الحكومة المصرية الكافرة.. مفردات تليق ببيان صادر من الجماعة الإسلامية.. رحم الله موتاكم!.
    كان ساويرس مع رهط من رجال الأعمال في لقاء مع احد كبار المسؤولين بعد النشر، وتحدث بعصبية عن ولائه لهذا الوطن.. على الرغم من ان السكين على رقبته، وكانت ان صدرت التعليمات بالبحث عن مصدر الخبر، في البداية قالوا ان مصدره هو محامي الجماعة منتصر الزيات فنفى.. فقيل ان وكالة الأنباء الفرنسية من بثته فسألوا وكان الجواب بنفي أي صلة به. وتبين انه خبر بدون مصادر.. على طريقة مصادر حكومية.. ولا نعرف سببا في اختباء المصادر الحكومية، مع أن الكل يفصح عن نفسه، والعامة والخاصة يتدافعون للظهور الفضائي ليثبتوا الولاء والانتماء.
    بعيداً عن الأذرع القطرية الفتاكة، فان الرجل تعرض لمحنة في الجزائر، امتدت لتشمل أكثرمن 1500 فرد من العاملين في شركته، تجاوزتهم الى أسرهم.. ويقولون ان الحقيقة أبلغ من الخيال.
    الدكتور مصطفى الفقي كان حصيفا وهو يحذر من توسيع دائرة الاشتباك، وان قامت بعض البرامج التلفزيونية بتوسيعها لتشمل أفرادا، مثل حفلة (الردح) التي قام به برنامج 'البيت بيتك' ضد الإعلامي احمد منصور، فقد اتهموه بعدم الوطنية لان جريدة 'الشروق' الجزائرية نشرت له مقالاُ ينتقد فيه مصر.. وقد صرح هو بان المقال قديم وسبق ان نشره في جريدة 'الدستور' القاهرية.
    صرنا امام (باباوات) يمنعون ويمنحون صكوك الوطنية، هم بعض مقدمي البرامج في الفضائيات، الذين يتحدثون باسم الوطن، ويتولون عملية شحن المواطن المصري ضد العدو الجزائري، وتقوم جريدة 'الشروق' بعملية الشحن والتعبئة للجزائريين ضد العدو المصري.. حتى صرنا في فتنة كقطع الليل المظلم، اذ اخرج المرء يده لم يكد يراها.
    وفي إطار هذا تم الكفر بالعروبة من قبل الجانبين، وقد أوصلنا الدهماء من هنا وهناك الى حالة من الفرقة لو أنفقت إسرائيل ما في الأرض جميعا، ما تمكنت من الوصول إليها.
    انه إعلام ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث.

    أرض جو

    بدأت مذيعة باحدى القنوات المصرية الخاصة 'خناقة لرب السماء' عندما فوجئت بصحافي يقوم بالتقاط صور للعائدين من السودان في مطار القاهرة وهي من بينهم.. السبب في هذا راجع الى ان 'السنيورة' تبدو على الشاشة جميلة ورقيقة، في حين انها كانت في المطار بدون مكياج.. وقد رأيت الصور فتيقنت من صدق المثل القائل 'تلبس البوصة تصير عروسة'!.
    ضحكت عندما قرأت في 'الشروق' الجزائرية ان الشاب خالد قضى على أسطورة 'أم كلثوم' و'عبد الوهاب'، لم أكن أظن ان الشوفينية يمكن ان تصل بالقوم إلى هذا الحد.
    من الشائعات التي انتشرت في إطار الحملة القومية على قناة 'الجزيرة' انها قامت بتسريح المصريين.. مع أن منى سلمان لا تزال 'تنور' شاشاتها، كما تنور 'الجزيرة مباشر'، وهي من فروع شبكة 'الجزيرة' لكنها تشبه مدافن العائلة بالصعيد.. بعض البرامج تتعرض لظلم بين بعرضها على 'الجزيرة مباشر'.
    من الظلم ان تظل 'وهيبة بوحلايس' ست سنوات تقدم النشرة الجوية على 'الجزيرة'.. وهذه النشرة هي مرحلة تأهيل ليس أكثر.. 'وهيبة' وهبها الله نعمة القبول، كما وهبها الحنجرة الموسيقية.. قلة قليلة التي تملك هذه الحنجرة من بين المذيعات.. بن قنة من هؤلاء.. فالكلام يخرج من فمها وكأنه نغمات موسيقية.
    لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.
    صحافي من مصر
    [email protected]
                  

12-06-2009, 06:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    إستطلاع : .7 48 % ما حدث من تبعات مباراة الجزائر ومصر معد له مسبقا

    باريس - خاص

    طرح مركز الدراسات العربي - الأوروبي من 22الى29/11/2009 سؤالاً فحواه : " هل تعتقدون ان التنافس الرياضي بين مصر والجزائر يبرر ما نتج من خلافات بين الدولتين؟ ". ساهم في الرد على هذا السؤال من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي, وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة. وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي :

    1 - ما نسبتهم .7 48 % اعتبروا ان التنافس الرياضي ليس السبب الذي انتج خلافات بين مصر والجزائر. بل ان ما حدث من تبعات للمباراة الرياضية كان متعمدا من الطرفين أي النظامين السياسيين المصري والجزائري على خلفية ازمات سياسية سابقة بين الدولتين. ورأوا ان ما جرى من تفاقم الازمة على خلفية المباراة ليست مجرد إشكالية بين طرفين عربيين بل هي بركان يغلي في الجزائر وفي مصر. ولقد اتخذ كل من الطرفين العربيين من الاخر عنوانا ليفجر غضبه على ذاته وواقعه وقهره وضياع معالم مستقبله بل وحتى ملامح حاضره. ففي مصر القضية مربوطة بالتوريث إذ ان النظام المصري كان ينظر للتأهل للمونديال من اجل تمرير قضية التوريث بكل سهولة لأنه يعلم ان الشعب المصري عاطفي ويشحن بالكرة. اما في الجزائر كل المؤشرات التي سبقت المباراة وبعدها تدل على تسييس تلك المباراة لصالح الطبقة الحاكمة.

    2 - ما نسبتهم .8 21 % اعتبروا ان التنافس الرياضي بين مصر والجزائر لا يبرر ما نتج من خلافات بين الدولتين. وحملوا مشجعي الفريقين الخروج من دائرة التنافس الرياضي الطبيعي. وبرأيهم ان الذي حدث قبل وبعيد اللقاء الرياضي في الخرطوم اراده البعض ان يكون (داحس والغبراء الجديدة).

    3 - ما نسبتهم .32 18 % اعتبروا ان من حقن الشارع المصري والجزائري هو الاعلام في كلا الدولتين. واعتبروه المتسبب الرئيسي في تجييش الجماهير وتعبئتهم بطريقة خاطئة. وأبدوا اسفهم أن تنحدر لغة الخطاب الإعلامي إلى هذا المستوى المشين خلال مباراة كرة القدم بين فريقي البلدين العربيين الشقيقين مصر والجزائر. وبرأيهم ان هذه الحملة الإعلامية غير المسبوقة تحت حجج واهية ومسوغات مضحكة اعتمدت على مبالغات عجيبة استفزت مشاعر كل مواطن عربي. وان ما حصل كان نتيجة عنصرية لبعض القنوات الفضائية وبعضا من المواقع الاخبارية التي يرئس تحريرها بعض من لاعبي الكرة القدامى ونتيجة مخزون او ثأر رياضي قديم بين الطرفين.

    4 - ما نسبتهم .06 6 % حملوا مصر نتيجة ما نتج من خلافات بين الدولتين. وبرأيهم كان الاجدر على المصريين قبول النتيجة بروح رياضية.

    5 - ما نسبتهم .1 4 % اعتبروا ان الجزائر مارست الارهاب ضد مصر قبل وبعد المباراة الرياضية.

    6 - ما نسبتهم .02 1 % رفضوا التعليق على السؤال المطروح.

    رأي مركز الدراسات العربي - الأوروبي :

    كان من الممكن ان تمر المباراة الرياضية في كرة القدم التي جرت بين منتخبي مصر والجزائر بشكل عابر اياً تكن النتيجة النهائية لطالما ان المطلوب ان تصل دولة عربية الى المونديال كونها ستمثل كل العرب كما سبق وجرى عدة مرات في بطولات سابقة.. ولكن يبدو ان الحس القومي بدأ يفتقد معناه الحقيقي وباتت لكل دولة حدود نهائية ونظام خاص بها وشعوب تربى على الإنتماء الى بلدها من دون غيره من الدول الشقيقة التي كانت في مرحلة تاريخية معينة جزءاً من الوطن العربي ككل. وسبب الشعور هذا مرده بالدرجة الأولى انعدام وجود مؤسسات جدية تعمل من اجل تطوير العلاقات العربية - العربية على كل المستويات والصعد حيث التجارة والسياحة والصناعة والزراعة البينية في ادنى مراتبها, وكذلك تبادل الخبرات والعمالة والإستثمارات مما يعني ان لا مصالح مشتركة مهمة قائمة بين الدول العربية.

    وإذا كانت المصالح هي عنوان أي علاقة تربط دولتين ببعضهما فهذا الأمر منتفياً بين مصر والجزائر اللهم إلا بعض الإستثمارات الهامشية التي كان من السهل الإطاحة بها, ولهذا كانت الحملة بين البلدين شديدة وقاسية وذلك على عكس العلاقة بين ايرلندا وفرنسا إذ لم تؤثر الرياضة عليها رغم ان احد اللاعبين الفرنسيين استخدم يده في دفع الكرة فكان من نتيجة ذلك حرمان ايرلندا من التأهل لبطولة العالم. والمؤسف ان وسائل الإعلام وجدت في الخلافات مادة دسمة للمتاجرة بها, وانضم اليها فنانون ومحامون ومهندسون ومثقفون ورجال دولة الأمر الذي حول الخلاف من خلاف بين منتخبين الى خلاف بين شعبين ونظامين وهذا ما يعقد من طبيعة الأزمة ويطيل بعمرها ويمنع اي وسيط من تحقيق نتائج ايجابية في وساطته.

    وما جرى ليس حالة مصرية - جزائرية معزولة بل هي الصورة الظاهرة لحقيقة العلاقات بين الدول العربية حيث الخلافات اكبر بكثير من نقاط الإلتقاء وهذا يخدم كثيراً اعداء العالم العربي ويدخل البهجة الى صدور المسؤولين الإسرائيليين الذين سيستغلون هذا الحدث كما سيستغلون أي حدث آخر يؤدي الى شرخ عربي لفرض المزيد من التعنت والمزيد من سلب حقوق العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص.

    ******

    العرب اليوم الاردن
                  

12-06-2009, 11:29 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    إستطلاع : .7 48 % ما حدث من تبعات مباراة الجزائر ومصر معد له مسبقا

    باريس - خاص

    طرح مركز الدراسات العربي - الأوروبي من 22الى29/11/2009 سؤالاً فحواه : " هل تعتقدون ان التنافس الرياضي بين مصر والجزائر يبرر ما نتج من خلافات بين الدولتين؟ ". ساهم في الرد على هذا السؤال من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي, وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة. وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي :

    1 - ما نسبتهم .7 48 % اعتبروا ان التنافس الرياضي ليس السبب الذي انتج خلافات بين مصر والجزائر. بل ان ما حدث من تبعات للمباراة الرياضية كان متعمدا من الطرفين أي النظامين السياسيين المصري والجزائري على خلفية ازمات سياسية سابقة بين الدولتين. ورأوا ان ما جرى من تفاقم الازمة على خلفية المباراة ليست مجرد إشكالية بين طرفين عربيين بل هي بركان يغلي في الجزائر وفي مصر. ولقد اتخذ كل من الطرفين العربيين من الاخر عنوانا ليفجر غضبه على ذاته وواقعه وقهره وضياع معالم مستقبله بل وحتى ملامح حاضره. ففي مصر القضية مربوطة بالتوريث إذ ان النظام المصري كان ينظر للتأهل للمونديال من اجل تمرير قضية التوريث بكل سهولة لأنه يعلم ان الشعب المصري عاطفي ويشحن بالكرة. اما في الجزائر كل المؤشرات التي سبقت المباراة وبعدها تدل على تسييس تلك المباراة لصالح الطبقة الحاكمة.

    2 - ما نسبتهم .8 21 % اعتبروا ان التنافس الرياضي بين مصر والجزائر لا يبرر ما نتج من خلافات بين الدولتين. وحملوا مشجعي الفريقين الخروج من دائرة التنافس الرياضي الطبيعي. وبرأيهم ان الذي حدث قبل وبعيد اللقاء الرياضي في الخرطوم اراده البعض ان يكون (داحس والغبراء الجديدة).

    3 - ما نسبتهم .32 18 % اعتبروا ان من حقن الشارع المصري والجزائري هو الاعلام في كلا الدولتين. واعتبروه المتسبب الرئيسي في تجييش الجماهير وتعبئتهم بطريقة خاطئة. وأبدوا اسفهم أن تنحدر لغة الخطاب الإعلامي إلى هذا المستوى المشين خلال مباراة كرة القدم بين فريقي البلدين العربيين الشقيقين مصر والجزائر. وبرأيهم ان هذه الحملة الإعلامية غير المسبوقة تحت حجج واهية ومسوغات مضحكة اعتمدت على مبالغات عجيبة استفزت مشاعر كل مواطن عربي. وان ما حصل كان نتيجة عنصرية لبعض القنوات الفضائية وبعضا من المواقع الاخبارية التي يرئس تحريرها بعض من لاعبي الكرة القدامى ونتيجة مخزون او ثأر رياضي قديم بين الطرفين.

    4 - ما نسبتهم .06 6 % حملوا مصر نتيجة ما نتج من خلافات بين الدولتين. وبرأيهم كان الاجدر على المصريين قبول النتيجة بروح رياضية.

    5 - ما نسبتهم .1 4 % اعتبروا ان الجزائر مارست الارهاب ضد مصر قبل وبعد المباراة الرياضية.

    6 - ما نسبتهم .02 1 % رفضوا التعليق على السؤال المطروح.

    رأي مركز الدراسات العربي - الأوروبي :

    كان من الممكن ان تمر المباراة الرياضية في كرة القدم التي جرت بين منتخبي مصر والجزائر بشكل عابر اياً تكن النتيجة النهائية لطالما ان المطلوب ان تصل دولة عربية الى المونديال كونها ستمثل كل العرب كما سبق وجرى عدة مرات في بطولات سابقة.. ولكن يبدو ان الحس القومي بدأ يفتقد معناه الحقيقي وباتت لكل دولة حدود نهائية ونظام خاص بها وشعوب تربى على الإنتماء الى بلدها من دون غيره من الدول الشقيقة التي كانت في مرحلة تاريخية معينة جزءاً من الوطن العربي ككل. وسبب الشعور هذا مرده بالدرجة الأولى انعدام وجود مؤسسات جدية تعمل من اجل تطوير العلاقات العربية - العربية على كل المستويات والصعد حيث التجارة والسياحة والصناعة والزراعة البينية في ادنى مراتبها, وكذلك تبادل الخبرات والعمالة والإستثمارات مما يعني ان لا مصالح مشتركة مهمة قائمة بين الدول العربية.

    وإذا كانت المصالح هي عنوان أي علاقة تربط دولتين ببعضهما فهذا الأمر منتفياً بين مصر والجزائر اللهم إلا بعض الإستثمارات الهامشية التي كان من السهل الإطاحة بها, ولهذا كانت الحملة بين البلدين شديدة وقاسية وذلك على عكس العلاقة بين ايرلندا وفرنسا إذ لم تؤثر الرياضة عليها رغم ان احد اللاعبين الفرنسيين استخدم يده في دفع الكرة فكان من نتيجة ذلك حرمان ايرلندا من التأهل لبطولة العالم. والمؤسف ان وسائل الإعلام وجدت في الخلافات مادة دسمة للمتاجرة بها, وانضم اليها فنانون ومحامون ومهندسون ومثقفون ورجال دولة الأمر الذي حول الخلاف من خلاف بين منتخبين الى خلاف بين شعبين ونظامين وهذا ما يعقد من طبيعة الأزمة ويطيل بعمرها ويمنع اي وسيط من تحقيق نتائج ايجابية في وساطته.

    وما جرى ليس حالة مصرية - جزائرية معزولة بل هي الصورة الظاهرة لحقيقة العلاقات بين الدول العربية حيث الخلافات اكبر بكثير من نقاط الإلتقاء وهذا يخدم كثيراً اعداء العالم العربي ويدخل البهجة الى صدور المسؤولين الإسرائيليين الذين سيستغلون هذا الحدث كما سيستغلون أي حدث آخر يؤدي الى شرخ عربي لفرض المزيد من التعنت والمزيد من سلب حقوق العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص.

    ******

    العرب اليوم الاردن
                  

12-06-2009, 05:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    إعلامنا الذي إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث!
    إعلامنا الذي إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث!
    سليم عزوز

    تصوم السعودية السبت فيصوم الأخ العقيد القذافي الاثنين، وتعلن السعودية ان الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، فيقول القذافي بل الأحد، وتعلن المملكة أن وقفة عرفات يوم الخميس، فتقول الجماهيرية ان الخميس هو يوم عيد الأضحى المبارك.
    وفي مصر كلما حدثت مشكلة فان فضائية 'الجزيرة' هي المسؤولة عنها.. هي المسؤولة عن الهجوم على مصر عقب أحداث غزة، وهي التي حرضت على القيادة المصرية عقب الاحتياج الإسرائيلي للجنوب اللبناني.. وهي المسؤولة عن ثقب الأوزون، وعن بعثرة شمل الأمة، وعن ظاهرة الاحتباس الحراري.. وهي المسؤولة عن الأزمة المصرية الجزائرية، وعن ضرب المشجعين المصريين في السودان.
    منذ بداية الأزمة الأخيرة بدأ يتم حشر اسم 'الجزيرة' في الموضوع، وكنت شاهدا على بدايات ذلك، فقد كنت أشاهد برنامجا من برامج 'التوك شو' وبدأت محاولة إقحام 'الجزيرة' ودولة قطر.. أخشى ان يأتي اليوم الذي تتهم فيه الحكومة المعارضة المصرية بأنها تستقوي عليها بقطر. القوم لديه حساسية مفرطة تجاه اسم 'الجزيرة' لأنها كشفت خيبتهم القوية، ووصل الأمر إلى حد أنهم أشاعوا في البرية ان الدوحة تريد أن تحتل مكانة القاهرة، وهي جريمة في حق مصر ينبغي ان يحاكم من يروج لها، وان كنت على يقين من ان المحاكمة ستنتهي بهم حتما إلى التحفظ عليهم في 'اصلاحية للأحداث'.
    عندما جرى الاعتداء على مشجعي المنتخب المصري في السودان، هرعت الى 'الجزيرة' كما هي العادة في الملمات، لكنها بدت غير مكترثة بما يحدث، فسعيت في مناكبها بين الفضائيات المختلفة.. وقد تم تفسير هذا التجاهل بانه مؤامرة، والدليل عن 'الجزيرة' اهتمت بواقعة الحافلة التي كانت تقل اللاعبين الجزائريين بالقاهرة، ونفخت فيها حتى تحرض الجزائريين على الأخذ بالثأر، في السودان.
    لكن فات القوم أن 'الجزيرة' استدعت مدير مكتب القاهرة حسين عبد الغني على الهواء مباشرة ليهون من الأمر، ويؤكد ان النيابة العامة انتقلت وكشفت ان اللاعبين الجزائريين هم من حطموا زجاج الحافلة.. مؤخرا أعلن انس الفقي وزير الإعلام المصري في البرلمان ان (طوبة) ربما تكون من جزائري هي التي هشمت الزجاج.. لا اعرف من هي صاحبة الأغنية الشعبية الخالدة.. 'حط طوبة على طوبة روح يا واد أنا مخطوبة'؟!.
    يبدو الأمر حقيقة مرده الى مؤامرة، لاسيما وان 'الجزيرة' تهتم بـ(دبة )النملة، فكيف تتجاهل السكاكين المشهرة، لكن علينا في هذه الحالة ان نقر ان المؤامرة كانت كونية بدليل انه ولا فضائية نقلت الصورة، ولا حتى فضائية 'العربية' المملوكة لأصدقائنا، وحتى الـ 'بي بي سي' لم تنقل وقائع ما جرى.
    هناك سؤال يطرح نفسه والحال كذلك.. وأين التلفزيون المصري من هذه الأحداث.. وهو الذي ننفق عليه من ( لحم الحي) ملايين الجنيهات كل عام، فإذا به ينتقل من فشل الى فشل.
    تلفزيوننا خالد الذكر كان هناك، وقبيل المباراة شاهدنا 'مفيدة شيحة' وهي تتحدث 'بسرسعة'، وفي حالة ابتهاج وطني.. كانت تنتقل بالكاميرا والميكروفون من مشجع الى آخر.. لماذا لم يتم إرسال وحدة كاملة تنقل من داخل الملعب ومن خارجه على الهواء مباشرة، بدلا من الانتظار من قناة الأعداء في قطر ان تفعل هذا، بل لماذا تمت الاستهانة بالموقف برمته، الى درجة ان تكون المذيعة المختارة هي السيدة 'مفيدة' التي تحرص على ان تتحدث بأعلى صوتها بحنجرة مخنوقة، فتعطي دليلا ماديا على معنى الاحتباس الحراري!.

    الاستقواء بقطر

    قدر ولطف، فلو قامت 'الجزيرة' بنقل ما جرى في شوارع السودان، لقيل أنها كانت كانت على علم مسبق بكل ما جرى، ربما قيل ان أهل الحكم في قطر هم من اشتروا السكاكين ومدوا بها المشجعين الجزائريين ليتمكنوا من سرقة الدور المصري. أعلن السفير المصري في الخرطوم انه رفع تقريرا للقاهرة بالتزاحم لشراء السلاح الأبيض، لكن احداً لم يهتم بما أرسل. كان الرجل يخلي مسؤوليته بعد ان تعرض لهجوم كاسح في البرامج التلفزيونية، وتبين ان المشكلة ترجع الى انس الفقي وزير الاعلام طلب منه دعوات في المقصورة الرئيسية، فرد السفير بعدم توافر دعوات او تذاكر.
    في برنامج تلفزيوني وعندما بدأ إقحام 'الجزيرة' وأصحابها في الموضوع، وكان الضيف هو الدكتور مصطفى الفقي، لم يقبل بالتفسير، وطالب بعدم توسيع دائرة الاشتباك.. في البداية سعى البعض لاتهام السودان بأنها ضالعة في المؤامرة.. كأن المشرحة بحاجة الى مزيد من الجثث، وغضب السودانيون واعتذرنا.. وهو التصرف الوحيد المسؤول في الموضوع.
    عبر احدى الفضائيات استمعت لأحد الإعلاميين العائدين من الخرطوم وهو يطالب بمحاكمة هذا ( الغبي) الذي اختار السودان بحجة انه هو الأقرب إلينا.. لابأس فليس على (المرعوب) حرج!.
    تسريب اسم 'الجزيرة' بدأ على استحياء، ثم أصبح على 'عينك يا تاجر'، وبعد ذلك تم الزج باسم دولة قطر في القضية، وبشكل يوحي كما لو ان الدوحة لها أذرع تشبه الإخطبوط تحرك الشعب الجزائري أينما حل، وهو يأتمر بأمر قطر ربما دون ان يدري.. فمن الواضح ان الدوحة قامت بتنويمه مغناطيسيا.. جبارة قطر هذه يا قراء!.
    منذ أيام بدأ اللعب على المكشوف فهناك مصادر حكومية قالت: 'اصابع قطرية وراء ما يحدث ضد شركة اوراسكوم في الجزائر'.. الشركة المذكورة تعرضت منشآتها لحصار من قبل المشجعين الجزائريين ضمن المنشآت المصرية التي تعرضت للتدمير هناك، في أيام نحس بدت فيها الجزائر بدون شرطة او حكومة، واختفى خالد الذكر بوتفليقة في ظروف غامضة.. كدت ان أبث إعلانا في وسائل الاعلام: 'ابحث مع الشرطة'، لكن الشرطة الجزائرية بحاجة هي الاخرى عمن يبحث عنها.

    المصادر المجهولة

    اوراسكوم.. مملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس (المذيع بفلوسه) وصاحب قناتي (on tv) و(o t v)، والشريك فيما تيسر من وسائل الإعلام الاخرn، وله سابقة في مجال ( الشحتفة) ومع المصادر المجهولة. فقبل سنوات نشرت احدn الصحف الخاصة ان الجماعة الإسلامية هددت بالانتقام من ثلاثة رجال أعمال مصريين مسيحيين: ساويرس، وغبور، ورامي لكح.. أولاً لأنهم مسيحيون، وثانيا لأنهم يقدمون دعما جباراً لاقتصاد الحكومة المصرية الكافرة.. مفردات تليق ببيان صادر من الجماعة الإسلامية.. رحم الله موتاكم!.
    كان ساويرس مع رهط من رجال الأعمال في لقاء مع احد كبار المسؤولين بعد النشر، وتحدث بعصبية عن ولائه لهذا الوطن.. على الرغم من ان السكين على رقبته، وكانت ان صدرت التعليمات بالبحث عن مصدر الخبر، في البداية قالوا ان مصدره هو محامي الجماعة منتصر الزيات فنفى.. فقيل ان وكالة الأنباء الفرنسية من بثته فسألوا وكان الجواب بنفي أي صلة به. وتبين انه خبر بدون مصادر.. على طريقة مصادر حكومية.. ولا نعرف سببا في اختباء المصادر الحكومية، مع أن الكل يفصح عن نفسه، والعامة والخاصة يتدافعون للظهور الفضائي ليثبتوا الولاء والانتماء.
    بعيداً عن الأذرع القطرية الفتاكة، فان الرجل تعرض لمحنة في الجزائر، امتدت لتشمل أكثرمن 1500 فرد من العاملين في شركته، تجاوزتهم الى أسرهم.. ويقولون ان الحقيقة أبلغ من الخيال.
    الدكتور مصطفى الفقي كان حصيفا وهو يحذر من توسيع دائرة الاشتباك، وان قامت بعض البرامج التلفزيونية بتوسيعها لتشمل أفرادا، مثل حفلة (الردح) التي قام به برنامج 'البيت بيتك' ضد الإعلامي احمد منصور، فقد اتهموه بعدم الوطنية لان جريدة 'الشروق' الجزائرية نشرت له مقالاُ ينتقد فيه مصر.. وقد صرح هو بان المقال قديم وسبق ان نشره في جريدة 'الدستور' القاهرية.
    صرنا امام (باباوات) يمنعون ويمنحون صكوك الوطنية، هم بعض مقدمي البرامج في الفضائيات، الذين يتحدثون باسم الوطن، ويتولون عملية شحن المواطن المصري ضد العدو الجزائري، وتقوم جريدة 'الشروق' بعملية الشحن والتعبئة للجزائريين ضد العدو المصري.. حتى صرنا في فتنة كقطع الليل المظلم، اذ اخرج المرء يده لم يكد يراها.
    وفي إطار هذا تم الكفر بالعروبة من قبل الجانبين، وقد أوصلنا الدهماء من هنا وهناك الى حالة من الفرقة لو أنفقت إسرائيل ما في الأرض جميعا، ما تمكنت من الوصول إليها.
    انه إعلام ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث.

    أرض جو

    بدأت مذيعة باحدى القنوات المصرية الخاصة 'خناقة لرب السماء' عندما فوجئت بصحافي يقوم بالتقاط صور للعائدين من السودان في مطار القاهرة وهي من بينهم.. السبب في هذا راجع الى ان 'السنيورة' تبدو على الشاشة جميلة ورقيقة، في حين انها كانت في المطار بدون مكياج.. وقد رأيت الصور فتيقنت من صدق المثل القائل 'تلبس البوصة تصير عروسة'!.
    ضحكت عندما قرأت في 'الشروق' الجزائرية ان الشاب خالد قضى على أسطورة 'أم كلثوم' و'عبد الوهاب'، لم أكن أظن ان الشوفينية يمكن ان تصل بالقوم إلى هذا الحد.
    من الشائعات التي انتشرت في إطار الحملة القومية على قناة 'الجزيرة' انها قامت بتسريح المصريين.. مع أن منى سلمان لا تزال 'تنور' شاشاتها، كما تنور 'الجزيرة مباشر'، وهي من فروع شبكة 'الجزيرة' لكنها تشبه مدافن العائلة بالصعيد.. بعض البرامج تتعرض لظلم بين بعرضها على 'الجزيرة مباشر'.
    من الظلم ان تظل 'وهيبة بوحلايس' ست سنوات تقدم النشرة الجوية على 'الجزيرة'.. وهذه النشرة هي مرحلة تأهيل ليس أكثر.. 'وهيبة' وهبها الله نعمة القبول، كما وهبها الحنجرة الموسيقية.. قلة قليلة التي تملك هذه الحنجرة من بين المذيعات.. بن قنة من هؤلاء.. فالكلام يخرج من فمها وكأنه نغمات موسيقية.
    لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.
    صحافي من مصر
    [email protected]
                  

12-07-2009, 05:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    مصر والجزائر: اعتراف متأخر
    مصر والجزائر: اعتراف متأخر

    عبد الباري عطوان


    الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري فاجأنا، مثلما فاجأ الكثيرين، عندما اعترف يوم امس بان مشجعين مصريين كانوا وراء الاعتداء الذي تعرضت له حافلة كانت تقل لاعبي فريق الجزائر لكرة القدم قبيل مباراتهم مع نظرائهم المصريين على استاد القاهرة، للتأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم الصيف المقبل في جنوب افريقيا.
    هذا الاعتراف 'المتأخر'، الذي نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية، وادلى به اثناء مخاطبته اجتماعا للحزب الوطني الحاكم، جاء ردا على محطات تلفزة مصرية 'خاصة' اصرّت على ان لاعبي المنتخب الجزائري هم الذين قاموا بالاعتداء على الحافلة، وحطموا نوافذها من الداخل، وشجّوا رؤوس زملائهم بقضيب حديدي كان في حوزتهم لحث الاتحاد الدولي لكرة القدم على الغاء المباراة، او نقلها الى عاصمة اخرى، وهي رواية صدقها الكثيرون للأسف.
    الدكتور شهاب، الذي اعرفه شخصيا حيث كنت احد تلاميذه، ودرست على يديه مادة المنظمات والقوانين الدولية، لم يتردد في توجيه اللوم الى الدور الذي لعبه الاعلام المصري في الأزمة مع الجزائر، وخطورته. واشار باصبع الاتهام الى قنوات تلفزيونية خاصة، مؤكدا ان العلاقات الدولية لا تحكمها الانفعالات، وان المصالح ابقى من العواطف.
    هذه خطوة جيدة، تعكس توجها تصالحيا من قبل الحكومة المصرية لطي صفحة الخلاف مع الجزائر، واعادة الامور الى سيرتها الاولى، ولو بشكل تدريجي، الامر الذي يتطلب توجها مماثلا من الحكومة الجزائرية، او هكذا نأمل، لان استمرار التوتر في العلاقات لا يخدم الا ذوي النوايا السيئة في البلدين.
    السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن صمت الدكتور شهاب، والعديد من المسؤولين المصريين الآخرين، طوال فترة الأزمة، وتجنبهم ذكر كل هذه الحقائق، حيث مارس بعض قنوات هذا الاعلام الخاص، المعزز بكتيبة من الفنانين ومقدمي البرامج المشهورين، كل انواع الكذب والدجل، والتحريض ضد شعب شقيق، بل وضد روابط الدم والعقيدة والتاريخ التي تربط مصر بأشقائها العرب والمسلمين.
    فظهور مسؤول مصري كبير في وزن الدكتور شهاب على شاشات التلفزة في ذروة الأزمة ساردا الحقائق، ومطالبا بلجم 'حالة السّعار' التي سادت قنوات تلفزيونية معينة، وبعض الوجوه الحاقدة على العرب والمسلمين، كان سيؤدي حتما الى التهدئة، وتجنب الكثير من الخسائر، ان لم يؤد الى منعها، وقطع الطريق على هذه الجوقة، والاضرار التي الحقتها بمصر ومصالحها، وعلاقاتها مع اقرب اشقائها.
    ' ' '
    بعض القنوات التلفزيونية المصرية، بل وبعض مقدمي البرامج فيها بشكل اصح، ينفذون، ونقولها بأسف، اجندات خاصة، ليست لها علاقة بمصر ومصالح شعبها، ويفتقرون الى الحد الادنى من الثقافة السياسية، وفهم طبيعة العلاقات الدولية، وكل رصيدهم محصور في توجيه معلقات من الشتائم لخصومهم، او خصوم من يقفون خلفهم، الذين يحركونهم عن بعد بالروموت كونترول، هؤلاء الذين نهبوا ثروات الشعب المصري وعرقه، واقاموا دولة داخل الدولة.
    ولا بد من التسجيل هنا، بانه مقابل هذه الحفنة الحاقدة في الاعلام المصري، ونعترف بانها حفنة مؤثرة، هناك مخزون كبير من العقلاء في صحف ومحطات تلفزة مصرية، كانوا صوت العقل، بابرازهم الوجه المشرق والمسؤول لمصر وهويتها الوطنية العربية والاسلامية.
    نعم.. بعض اوساط الاعلام الجزائرية خرجت عن الاصول، وتطاولت على الشعب المصري، وحرضت ضده بطرق بشعة، وروجت لاكذوبة تعرض بعض المشجعين الجزائريين للقتل في القاهرة، ولكن هذه الاوساط الاعلامية الجزائرية محدودة التأثير، ولا تقارن مطلقا بالمدافع الاعلامية المصرية الثقيلة في المقابل، التي جيشت كتائب وفرقا من الفنانين المعروفين، لنفث السموم وحفر جروح غائرة في نفوس الاشقاء الجزائريين، مثل قول احدهم 'انها ليست ثورة المليون شهيد.. بل المليون لقيط'، وهي كلمات معيبة لا يمكن الا ان تمثل قائلها ومستواه الاخلاقي، المتدني، وليس الشعب المصري الاصيل المعطاء الذي عانقت دماؤه دماء اشقائه الجزائريين اثناء حرب التحرير، وقدم آلاف الشهداء في خدمة قضايا امته وعقيدته.
    هذا الاعلام نفسه يخوض حاليا حملات تشويه، وان كانت اقل حدة لانها في بداياتها، ضد الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لانه 'فكر'، مجرد 'التفكير'، بالترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة منافسا للرئيس مبارك او نجله جمال.
    ' ' '
    مشكلة الدكتور البرادعي من وجهة نظر المجموعة المهيمنة على معظم اوساط الاعلام الخاص، وجميع صحف الدولة وتلفزيوناتها، انه رجل مؤهل، يحظى بسمعة دولية، وقرر ان يوظف خبراته العلمية والادارية في خدمة بلاده.
    الدكتور البرادعي ارتكب خطيئة كبرى عندما دخل 'المنطقة المحرّمة' على جميع ابناء الشعب المصري، باستثناء الرئيس مبارك ونسله، ولمّح، مجرد التلميح، الى نواياه بدخول المعترك السياسي ولكن بشروط. الامر الذي فتح عليه حملة تحريض 'مدبرّة' يقودها بلطجية اعلام رجال الاعمال المرتبطين بالمؤسسة الحاكمة في البلاد، والمتحالفين مع لجنة السادات، ويتمتعون بعضوية الحزب الحاكم ودعمه.
    قالوا انه يحمل جنسية اجنبية، وعندما تبين لهم عكس ذلك، اشاروا الى انه يفتقر الى التجربة السياسية والحزبية، التي تؤهله لتولي منصب رئيس الدولة، مثله مثل علماء اجلاء كأحمد زويل، وفاروق الباز وغيرهما. فجائرة نوبل تتواضع امام جائزة الرئاسة.
    فإذا كان الدكتور البرادعي يفتقر الى الخبرة السياسية، وهو الذي تعامل مع اكثر القضايا السياسية العالمية خطرا وتعقيدا، مثل الملفين النوويين الايراني والكوري الشمالي وقبلهما العراقي، وقابل وتعامل مع جميع زعماء العالم الفاعلين والمؤثرين مثل جورج بوش الابن وباراك اوباما (امريكا)، وانجيلا ميركل (المانيا)، وغوردون براون (بريطانيا)، ونيكولاي ساركوزي (فرنسا) وديمتري ميدفيدف وفلاديمير بوتين (روسيا)، فمن هم الزعماء العالميون الذين قابلهم السيد جمال مبارك، وما هي المنظمات الدولية التي تولى زعامتها، والملفات الخطيرة التي تولى ادارة ازماتها؟
    ' ' '
    ربطنا بين التحريض الاعلامي ضد الشعب الجزائري والدكتور البرادعي ليس من قبيل الصدفة، لان القصد من وراء هذا التحريض واضح، وهو مسألة الوراثة، وكيفية تسهيل تمريرها بأقصر الطرق واكثرها سلامة.
    فالذين صعّدوا ضد الجزائر ارادوا ان يوظفوا النصر الكروي في خدمة هذه المحصلة في حال انجازه، وهذا ما يفسر تصدر نجلي الرئيس المشجعين في المباراتين الحاسمتين في القاهرة والخرطوم، او افتعال ازمة مع الجزائر لتحويل الانظار عن مشاكل مصر الداخلية المتفاقمة، بتصديرها الى عدو خارجي، وهذا ما حدث.
    والذين يصعّدون حاليا حملاتهم ضد الدكتور البرادعي، ونحن لسنا من اصدقائه او مريديه على اي حال، يجدون انفسهم امام 'بلدوزر' تتمثل فيه كل الصفات التي تؤهله للمنافسة من موقع قوة، على منصب الرئاسة في حال ما قرر خوضها.
    مصر وباختصار شديد، امام مخاض حقيقي، بدأت ارهاصاته بارتباك اجهزة اعلام الحكم وحوارييه في افتعال ازمات، وقطع علاقات مع معظم الدول العربية، وحالة الحراك السياسي التي بدأت تتفاعل قبل الازمة الكروية الاخيرة مع الجزائر، واطلق رصاصتها الاولى السيد محمد حسنين هيكل، بمطالبته بمجلس امناء يحكم مصر، لفترة مؤتقة، ويشرف على انتخابات رئاسية نزيهة، واطلق رصاصتها الثانية السيد عمرو موسى عندما لم يستبعد نزوله الى حلبة المنافسة في اي انتخابات رئاسية مقبلة، ولكن قنبلة الدكتور البرادعي التي انعكست في بيانه الاخير، واستعداده المشروط لخوض معترك الرئاسة، 'جبّت' كل ما قبلها، ووضعت مصر امام عملية التغيير، وهي قادمة لا محالة.

    القدس العربى
    7/12/2009
                  

12-08-2009, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    مبارك يطالب بوقف أي تصعيد مع الجزائر.. ووزير الخارجية يؤكد عروبة مصر وعدم تخليها عنها
    مبارك يطالب بوقف أي تصعيد مع الجزائر.. ووزير الخارجية يؤكد عروبة مصر وعدم تخليها عنها
    القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:
    كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين عن الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك، لمحافظة المنيا، وافتتح خلالها عددا من المشروعات الخدمية، ومشروع مجمع صوامع الغلال بتكلفة مائة وعشرين مليون جنيه، ووزع عقود تمليك وحدات سكنية وأراض لأربعة عشر مستفيدا، وتجهيزات وحدات صحية، وأشاد الرئيس بالتقدم الذي تشهده محافظات الصعيد وطالب المستثمرين بتوجيه استثماراتهم له.
    ونشرت الصحف عن عدم حصول المرشحين لمنصب نقيب الصحافيين، مكرم محمد أحمد - النقيب الحالي - وضياء رشوان الباحث والكاتب بـ 'الأهرام' على الأغلبية وستتم الإعادة بينهما يوم الأحد القادم وكان الفارق بينهما تسعة وثلاثين صوتا لصالح مكرم، ولا يزال الغموض مسيطرا على وجود أو عدم وجود غرقى في حادث غرق العبارة في رشيد، ومع ذلك تسرع زميلنا عمرو عكاشة في 'الدستور' أمس باتهام رئيس الوزراء بأن رسمه وهو يتحدث في اذن أحد معاونيه الذي صاح فيه: - جاموسة إيه يافندم، ما ينفعش تشيل الكارثة المرة دي، مفيش جواميس بتعيش في الميه.
    وهو يشير إلى إصطدام قطار العياط بالجاموسة والتسبب في الكارثة التي وقعت عندما توقف واصطدم به القطار الآخر، ووافق نظيف على اعتماد خمسين مليون جنيه لتطهير بحيرة البرلس في محافظة كفر الشيخ، ومباراة الأهلي والزمالك اليوم - الثلاثاء - ووفاة ثلاثة آخرين بانفلونزا الخنازير وارتفاع رقم الضحايا الى ثلاثين واكتشاف اكثر من مائتي حالة أخرى، وحبس عشرة من الإخوان المسلمين في الإسكندرية خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات.

    مبارك وابو الغيط يؤكدان على علاقة مصر العربية

    وتوسعت الصحف في نشر التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في الكويت، وقال فيها عن الأزمة مع الجزائر، ان مصر لم ولن تتخلى عن عروبتها وريادتها وأن علاقات الشعوب لا تتحدد في لحظات الغضب، وأن مصر سوف تسعى لاستعادة علاقات قوية ونشطة بين شعبين وبلدين تجمعهما دائما أواصر الأخوة والمودة، رغم تعرض المصريين لإساءة بالغة وانه ستتم المطالبة بتعويضات للشركات المصرية التي تعرضت مقاراتها للهجوم.
    وكان أبو الغيط قد تعرض لضربة قوية، عندما رفض التليفزيون الحكومي اعطاءه أي فرصة لعمل مداخلة هاتفية للرد على ما جاء في أحد البرامج التي هاجمت الخارجية واتهمت السفارة في السودان بالتقصير، ولم يكن ممكنا أن يحدث ذلك إلا بتعليمات من وزير الإعلام أنس الفقي، وبدوره لم يكن ليتجرأ على إهانة وزير سيادي ما لم يكن مستندا إلى جناح داخل النظام أراد تصعيد المعركة ضد الجزائر، والتغطية على ما حدث باتهام الخارجية بالتقصير. وكان الفقي قد قال ساخرا وغاضبا أمام إحدى لجان مجلس الشعب، بلا عروبة، بلا بتاع، وكان واضحا أن الجناح الذي ينتمي اليه الفقي، يتحرك في هذه القضية وتسبب في أزمة مع السودان متخطيا في ذلك الخارجية والمخابرات العامة المسؤولتين عن السودان، كما تحرك مع اتحاد الكرة بعيدا عن جهاز مباحث أمن الدولة.
    وأدت هذه المشكلة الى إصدار الرئيس مبارك تعليمات مشددة بوقف عملية التصعيد الإعلامي، وأسرع بإرسال وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة للسودان ومقابلة الرئيس البشير لشكر السودان على ما بذله وإزالة الغضب الذي أظهره بسبب ما تعرض له من اتهامات وهجمات، وقد ظهرت آثار التوجيهات الجديدة من مدة في تغير لهجة الصحف الحكومية من جانب الصحافيين والكتاب المحسوبين على جناح أمانة السياسات بالحزب والذين قادوا الحملة في البداية.
    وقد أعاد مبارك أثناء افتتاحه أول امس عددا من المشروعات في المنيا، التأكيد على ذلك بقوله: 'علاقاتنا مع الجزائر لا تهزها بعض الأحداث العارضة'.
    وأمس كان كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في 'المصري اليوم' عنوانه - المصريون في الداخل - والرسم لشاب مصاب نتيجة تعرضه للضرب وكان محجوزا في قسم الشرطة ويحمل شكوى في يده ويسأل جندي شرطة عن مكان وزارة الكرامة، فرد عليه: - وزارة الكرامة، وزارة الكرامة، قالولك في أنهي شارع بالضبط؟ وإلى بعض مما عندنا اليوم:

    .

    مباراة مصر والجزائر: عار على مؤسسات المجتمع المدني!

    والى استمرار المعارك بسبب مباراة مصر هي أمي والجزائر خالتي، ومواصلة الهجمات العنيفة ضد الذين هاجموا الشعب الجزائري وعروبتنا - حماها الله - وتراجع الذين قادوا الحملة، بعد أن رأوا تحولا في الموقف الرسمي للتهدئة، وأثبتوا بالفعل، لا القول، انهم ليسوا أصحاب رأي أو موقف، وكان زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لـ'الدستور' قد قال يوم الخميس: 'يظل العار في تلك الأزمة هو موقف مؤسسات المجتمع المدني إقليمية عربية كاتحاد المحامين العرب واتحاد الصحافيين العرب، فقد كان موقفهما يدعو للأسى، فالسيد رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين ذهب إلى مباراة أم درمان بنية المشاركة مع الحزب الوطني - الذي أتي به إلى نقابة المحامين - ليشارك في العرس الذي كان يجهزه الحزب الوطني وأعوانه في حالة الفوز على الجزائر.
    وعاد النقيب ليزيد من إشعال موقف الأزمة ليتحدث بصفته من الجمهور، ويتناسى أنه رئيس اتحاد المحامين العرب، ويعقد مؤتمرا يهاجم فيه الجزائر، ويطرد قناة الجزيرة ويترك المحامين يحرقون علم الجزائر أمام النقابة وذلك بدلا من دعوته إلى اجتماع طارئ للاتحاد أو على الأقل دعوة لاجتماع بين نقابة المحامين المصرية ونظيرتها الجزائرية لوقف تلك المهزلة، فللأسف، هذا هو نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب'.

    'المسائية': فشلنا في ادارة الأزمة مع الجزائر

    ويوم الأحد، قال رئيس تحرير 'المسائية' الحكومية زميلنا حسن الرشيدي: 'ركزنا على الجمهور وتركنا أصل المشكلة، وهي أن الأجهزة الرياضية المصرية المعنية لم تؤد واجبها بل أساءت التقدير، وفشلت في إدارة الأزمة، أو الإعداد للمباراة الفاصلة سواء من ناحية الأداء في الملعب، أو إعداد وتنظيم عملية التشجيع، وإرسال مجموعات جماهيرية مناسبة لمؤازرة فريقنا القومي
    لقد بالغ اتحاد الكرة وأنصاره من المعلقين ورجال الإعلام في وصف الاعتداءات الجزائرية، وهو ما أدى الى جذب الانتباه لتلك الاعتداءات، وتضخيم الأمر، مما أدى لحالة احتقان وغضب جماهيري عارم ضد الجزائريين، بينما تركنا الأصل، وابتعدنا عن السبب الرئيسي في الأزمة، وتجاهلنا محاسبة المقصرين والمسؤولين عن الأخطاء، للأسف، تعمدنا التستر على الأخطاء والمقصرين، حتى تستمر الرياضة خاصة كرة القدم في انهيار'.
    كما عاد للمشاركة في المناقشات زميلنا وصديقنا بـ'المساء' ورئيس تحريرها السابق محمد فودة بقوله في نفس اليوم بعد أن أغضبته تصريحات رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى: 'نحن في مصر نحاول أن نهدئ الموقف مع الجزائر على المستويين الرسمي والشعبي بحيث نستطيع أن نتجاوز الأزمة التي حدثت بين البلدين مع مباراة كرة القدم التي أقيمت في الخرطوم.
    وكنا نود في المقابل أن تقوم الجزائر بنفس الخطوات حتى تندمل الجروح وتعود العلاقات الى طبيعتها خاصة بعد أن قرأنا عن وساطات عربية قامت بجهد كبير في هذا المجال.
    لكننا للأسف فوجئنا بتصريحات استفزازية من أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري ضد مصر ويصف موقفها بالغوغائية، إن الأسلوب المستفز الذي تحدث به رئيس وزراء الجزائر من شأنه أن يفرق ولا يجمع، ومن شأنه أن يزيد الشقة بين البلدين مما ينعكس على مجمل العلاقات التي تربطهما كدولتين شقيقتين بينهما كفاح ونضال مشترك.
    لن ننساق وراء استفزازات الرجل وسنظل نحمل كل الود والاحترام لجزائر الكفاح والنضال والبطولة'.

    'أكتوبر': ماذا فعل الاعلام المصري بنا؟!

    طبعا، طبعا، الصبر، ثم الصبر، ثم الصبر، الى ان يقضي الله حلا لهذه الأزمة التي حيرت أسبابها زميلنا وصديقنا إسماعيل منتصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف، فقال عنها في مجلة 'أكتوبر'، التي تصدر عن المؤسسة: 'لا بد أن تنشغل الحكومة وتنشغل الأجهزة المعنية ببحث ودراسة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ما حدث، وقد يكون من بين هذه الأسباب قصور الإعلام المصري الرسمي عن توضيح الحقائق فيما يتعلق بالسياسة المصرية عموماً، وهو ما أدى الى ظهور انطباعات خاطئة وآراء متطرفة تجاه كل ما هو مصري! أيضا أننا أصبحنا أقل قدرة على تفهم الشعوب العربية والتواصل معها بطريقة صحيحة وسليمة، ثم إن هناك أحداثا سابقة تؤكد أن هناك نوعا من تراخي الأجهزة الرسمية المصرية في التعامل مع ما يتعرض له المصريون في الخارج على وجه العموم، وهو ما قد يعطي انطباعا خاطئا لدى الشعوب العربية بأن مصر لا تهتم بحماية أبنائها، وهو ما يغري بالتجاوزات!
    وقد يكون من بين هذه الأسباب تفوق المصريين في كل المجالات على العرب، وهي مسألة قد يكون من تداعياتها زيادة مساحة الحقد والضغينة ضد مصر والمصريين!
    لا ذنب بالطبع للمصريين في تفوقهم، لكن علينا أن نتعامل مع هذه المسألة بشكل يجنبنا الحقد والضغينة.
    في نفس الوقت لا أستطيع أن أتجاهل أن هناك جهات تخطط وتدبر للإضرار بمصر ولتوسيع فجوة الخلافات بينها وبين الدول العربية منها على سبيل المثال قناة الجزيرة.
    لا أستطيع أن أتجاهل أيضا احتمالات تورط التيار الديني المتطرف في الجزائر 'تحالفا مع التيار المتطرف في مصر' في إحداث فتنة بين الشعبين المصري والجزائري.
    وقد يكون من بين هذه الأسباب أيضا أننا في مصر لا نجيد إدارة الأزمات ونتعامل - حتى على المستوى الرسمي - كأننا نعيش في جزر منعزلة، الإعلام في واد والخارجية في واد والأمن في واد ثالث!'.

    'العربي': يطالبون باعتذار الجزائر ولم يعتذروا يوما للمصريين!

    طبعا، طبعا، أشقاؤنا يغارون منا بسبب ما حبانا به الله من ذكاء، ويسر في العيش وراحة بال، وإن كان هذا الكلام لم يعجب زميلنا وصديقنا بـ'المسائية' الحكومية سليمان الحكيم فقال وهو ساخط، في 'العربي' - لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضـــــوا في لجنته المركــــزية: 'الغريب أن الذين يطالبون الجزائر بالاعتذار للمصريين عن هتك كرامتهم لم يعتذروا يوما للمصريين عن هتك كرامتهم على أيديهم كل لحظة في أقسام الشرطة، وسجونها!
    لم يعتذروا للمصريين الذين تركوهم يصارعون الموت ضحايا لصاحب العبارة الذي فتحوا له الأبواب ليتمكن من الهرب ليهنأ بالعيش في أوروبا، ولم يعتذروا للمصريين الذين ضخوا في عروقهم دماء فاسدة بأكياس ملوثة هرب صاحبها هو الآخر ليهنأ بالعيش في أوروبا، ولم يعتذروا للمصريين الذين تركوهم تحت الانقاض في الدويقة بعد أن تفرغوا لبناء القصور والشاليهات وتركوا هؤلاء الغلابة لعشوائياتهم! لم يعتذروا للمصريين الذين ألقوا بهم في عرض البحر هربا الى لقمة العيش بعد أن ضيقوا عليهم فرص العيش الكريم في وطنهم!
    لم يعتذروا للمصريين الذين راحوا ضحايا قطاراتهم وعباراتهم، ولم يعتذروا للمصريين الذين أذاقوهم الذل في طوابير العيش، ولم يعتذروا للمصريين الذين أنهكتهم البطالة بعد أن عجزوا عن توفير فرصة عمل هم الأحق بها.
    ولم يعتذروا للمصريين على تزويرهم الانتخابات، وانتهاك كرامتهم أمام اللجان، هل أبقى هؤلاء للمصريين كرامة ليعتذر آخر عن المساس بها؟
    أين هي كرامة المصريين الذين يطالبون الجزائر بالاعتذار عنها؟'.

    'الأهرام العربي': نحن نتمسك بعروبتنا لكن ماذا عن العرب؟!

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ وما دخل ما يحدث بيننا نحن أبناء مصر هي أمي، بما حدث من أبناء خالتي الجزائر ضدنا؟
    الإجابة، وجدتها عند زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة 'الأهرام العربي' الدكتور عبدالعاطي محمد، عندما قال لي: 'رب ضارة نافعة، حيث أصبح من الضروري أن تقف أقدام المصريين على الحقائق الجديدة وأن يتعاملوا بواقعية شديدة جدا مع محيطهم العربي حتى لو شهدت هذه الواقعية صورا من الرد العنيف من جانبهم على ما يتعرضون له من إهانات، ذلك تقليد جديد عليهم أن يتعودوا عليه، وأن يتقبله الآخرون أيضا بعيدا عن شعارات العروبة القديمة، المصريون وحدهم الذين لا يزالون متمسكين بهذه الشعارات، بينما هي لم تعد قائمة في أرض الواقع العربي منذ عقود طويلة، وهم وحدهم الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم الشقيقة الكبرى،
    بينما الكل شب عن الطوق ولا يحب سماع هذه الكلمة طويلا وحتى بافتراض استمرار هذه المقولة فإن فهمها يبدو منقوصا، حيث يعني أن صاحبها يجب أن يصفح ويعاقب حتى يصبح للمفهوم معنى وفائدة في نفس الوقت'.
    طبعا، لا بد أن نتخلص من كل قديم، نترك العروبة، ولكن، ما هي قوميتنا الجديدة يا هلترى؟! فاصل،


    القدس العربى
    8/12/2009
                  

12-08-2009, 04:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    الثلاثاء 8 ديسمبر 2009م، 21 ذو الحجة 1430هـ العدد 5911

    اليكم
    استجداء الاعتذار .. مرفوض ..!!

    الطاهر ساتي
    [email protected]

    ** التكبر على المتكبرين نوع من عزة النفس ، وكذلك التعالى على المتعالين نوع من الثقة في النفس ..والكائن ، مواطنا كان أو وطنا ، لايفقد عزة نفسه إلا حين يبحث عن تلك العزة المفقودة في نفوس المتكبرين بالتوسل والاستجداء .. وكذلك لايفقد الثقة في نفسه إلا حين يستجدي المتعالين ليعطوه أو يمنعوه..وقديما قال أحدهم ان أسوأ أنواع الرق الذي لايرجى الفكاك من قيوده هو : الرق النفسي ..أي أن يشعر الكائن - وطنا كان أو مواطنا - بان مقامه في الحياة دون مقامات الآخرين ، وأن قامته في الثرى وقامات الآخرين في الثريا .. نعم ، الإحساس بالدونية هو البؤس بعينه وهو العبودية في أقبح صورها ..!!
    ** لم تتوفق تيار العزيز عثمان ميرغني بالذهاب إلي مكتب الذليل إبراهيم حجازي ، ليعتذر للسودان والسوداني ..لم تتوفق ابدا في استجداء الاعتذار من هذا الحجازي بالذات .. لماذا حجازي تحديدا ..؟.. حسنا ، سأخبركم بما خفي عنكم في تلك الليلة .. فالتيار تعلم وكذلك الناس بأن إبراهيم حجازي أحد المنفذين لحملة الإساءة في تلك الليلة في حلقة تواصلت على الهواء مباشرة حتى فجر اليوم التالي للمباراة ، هذا ماتعلمه التيار ، انه مقدم تلك الحلقة التي قال فيها أحدهم نصا : ده السودان مابيقدرش ينظم عيد ميلاد ، إيه اللى وداكم فيه ..؟.. ولكن ما لاتعلمه التيار هو أن إبراهيم حجازي لم يكن منفذا فقط لتلك الحلقة ، بل هو واحد من الأربعة الذين خططوا لكل الحملة ..وعمر حملتهم ، حسب خطتهم ، كان يجب أن يبلغ ثلاثة أيام ، ولكن تدخل جهاتهم العليا قصر عمرها إلي ليلة وضحاها..ولأنهم يعملون بنظام الريموت كنترول أوقفوا حملتهم قبل حلقة أحمد شوبير بساعتين ..حلقة شوبير أيضا كانت في إطار خطة حجازي ، ولكن الريموت الرسمي أمرهم بالتوقف عن الإساءة للسودان ، فكسدت الخطة الكاملة التي أعدها « حجازي والثلاثة الآخرون » ..!!
    ** ذاك ليس تحليلا ، بل معلومة ، حيث كنت - قبل وبعد المباراة - بالقاهرة ، وقريبا جدا من وسائل إعلامها التي لي فيها أصدقاء أعتز بصداقتهم وزملاء من ذوي النزاهة والمصداقية ، وأعتذرت - شاكرا - لبعضهم عن المشاركة فى إحدى حلقات اليوم الثاني للمباراة ، وذلك استجابة لوطأة الإحساس بمعانى مثلنا الشعبي « الأضينة ، دقو و اعتذرلو » ..أو كان هذا هو المطلوب ، فاعتذرت ..ولكن للأسف نجحوا في اصطياد البعض السوداني المقيم بطرفهم ، وكذلك نجحوا في اصطياد قناة النيل الأزرق عبر كمال حامد ، صديق إبراهيم حجازي ، أو هكذا قال حجازي عندما اتصل به جمال الوالي في الليلة التالية مهاجما ومعاتبا على إساءات الليلة السابقة ، حيث قال نصا : « ده أنا بحب السودان أوي ياجمال ، واحترم السودانيين وأسال مني كمال حامد ، هو بيعرفني كويس ..» ..وكل الحلقات والكلمات موثقة بموقع اليوتيوب ، لمن يشاء ، حيث لامجال للنكران أو اللف والدوران ..وقبل أن تمضى على حديث حجازي اثنتان وسبعون ساعة ، أعلنت النيل الأزرق عن برنامج « استجداء الاعتذار » ، وأحسنت الإدارة عملا بمنع حجازي عن المشاركة ، ولكن شارك البعض الذي كان بمثابة مخلب قط في تلك الليلة ..حجازي لم يكن مخلبا يا سادة ياكرام ، ولكنه كان القط وكذلك ثلاثة أخرين ..!!
    ** لإبراهيم حجازي مساحات فضائية وآخرى صحفية وإذاعية ، وكذلك لعمرو أديب ، ولمنى شلبي أيضا ، ولأحمد شوبير الذي شارك في التخطيط ولم يجد سانحة المشاركة في التنفيذ بفعل الريموت الرسمي..لهم برامج وأعمدة مقروءة ومشاهدة ومسموعة ، فان كانت لديهم فضيلة الرجوع إلي الحق وشجاعة الاعتذار عن الخطأ ، فليعتذروا في برامجهم ، في فضائياتهم ، في صحفهم ، في إذاعاتهم ، ويوثقوا اعتذاراتهم بأقلامهم وأصواتهم وصورهم المهترئة في نظر أهل بلدي .. هذا هو المطلوب من « الأربعة الكبار الصغار » لننسى ماحدث .. أما غير هذا فان أى حديث لأية وسيلة إعلام سودانية ماهو إلا بمثابة لعبة غير حميدة لنتناسى ماحدث وليس لننسى ، والفرق شاسع بين النسيان والتناسى ولكنهم لايعلمون ..ويا جماعة الخير في إعلام بلادي : « عليكم الله كفاية » ..وكذلك يا أيتها الجهة التي تبشر الناس بحفل يحيه محمد فؤاد بالخرطوم للتناسي : « عليك الله إختشي شوية » .. أي ، ليس هناك من داع للإحساس بالدونية والرق النفسي ، واستجداء الاعتذار بحثا عن عزة النفس ليس بدليل عافية ..فالسوداني - رغم ضنك الحياة ورهقها - مكتفي ذاتيا من تلك العزة ، فبالله عليكم لاتستجدوها باسمه واسم بلده .. دعوه يحترم من يحترمه ويحتقر من يحتقره .. وافتكر دي مسألة ما صعبة ولا دايرة ليها ورش عمل ..!!

    الصحافة
                  

12-09-2009, 04:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    مصدر حكومي: الجزائر لن تعتذر ولن تقدم تعويضات لمصر وعودة السفير ستتم دون شرط أو قيد
    مصدر حكومي: الجزائر لن تعتذر ولن تقدم تعويضات لمصر وعودة السفير ستتم دون شرط أو قيد

    كمال زايت


    الجزائر ـ 'القدس العربي' : قال مصدر حكومي لـ'القدس العربي' ان الجزائر ليست لها أي نية للاعتذار من مصر، وان مسألة التعويض عن الخسائر التي لحقت ببعض المصالح المصرية في الجزائر غير مطروحة بالمرة، مؤكدا أنه إذا كانت مصر تربط إعادة سفيرها بالتعويض والاعتذار فإن إقامة السفير في القاهرة 'ستطول'.
    وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، أن الحكومة الجزائرية استقبلت باستغراب التصريح الذي صدر على لسان مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية، والذي قال ان عودة السفير المصري للجزائر لن تتم إلا بعد اعتذار وتعويض، موضحا أن الحكومة لا ترى ما هو الشيء الذي يجب أن تعتذر عنه، لأن الذي يجب أن يعتذر هو النظام المصري.
    وأشار إلى أن الدكتور شهاب نفسه اعترف بحادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة، وهو أول اعتراف مصري بما وقع فعلا، على اعتبار أن تحقيقات النيابة ومواقف الإعلام المصري اتفقت كلها، في وقت سابق، على أن الحادثة مدبرة، وأن اللاعبين الجزائريين هم من حطموا زجاج الحافلة وشجوا رؤوسهم، رغم أن هذه الرواية من الصعب تصديقها.
    وشدد على أن النظام المصري يجب أن يعتذر عن ذلك، ويعتذر أيضا عن حملة السب والشتم في الشعب الجزائري وشهدائه ورموزه بينما كان (هذا النظام) يقف موقف المتفرج، رغم أن الخارجية الجزائرية استدعت السفير المصري قبل مغادرته الجزائر من أجل إبلاغه استياءها من الحملة التي كان الإعلام المصري يشنها، وطالبت بوقفها فورا، وهو الشيء الذي لم يتم، يضيف المصدر.
    واعتبر المصدر ذاته أن الحديث عن التعويضات أيضا لا مجال له لأنه من المفترض أن تلك الشركات مؤمّنة ضد كل الأخطار، وبالتالي عليها اللجوء إلى شركات التأمين من أجل الحصول على التعويض المنصوص عليه في عقود التأمين.
    وذكر أن هناك محاولة لإقحام قضية 'أوراسكوم تيليكوم' في الموضوع، في حين أن مشكلة هذه الشركة مع الضرائب قائمة من قبل المباراة بعدة أشهر، مشيرا إلى أنه من المستحيل التساهل مع متأخرات الضرائب التي بلغت حوالي 600 مليون دولار.
    وعلى جانب آخر كان جمال ولد عباس وزير التضامن والجالية المقيمة في الخارج قد أكد أنه هو نفسه عاش الجحيم في القاهرة خلال تنقله لحضور مباراة يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
    واعتبر الوزير في تصريحات يوم الاثنين أن الحكومة عملت على تسهيل مهمة الطلبة الجزائريين الذين أرادوا العودة إلى الجزائر، موضحا أن وزارة التعليم العالي وضعت تحت تصرفهم ثلاثة مراكز لاستقبالهم وتوجيههم، وأن رئيس الدولة كلف السفير بأن يتكفل بمتابعة شؤون الطلبة الذين مازالوا في مصر.
    وقد أجمعت الصحف الجزائرية الصادرة أمس على رفض فكرتي الاعتذار والتعويض.
    واعتبرت صحيفة 'لوجان أنديبوندون' (خاصة صادرة بالفرنسية) أن ما تقوم به القاهرة 'مساومة وآخر محاولة يائسة لانتزاع شيء من الحكومة الجزائرية، من أجل تحويل هزيمتها إلى نصر يمكنها من الحفاظ على ماء الوجه أمام الرأي العام المصري'.
    وقالت صحيفة 'الخبر' (خاصة) ان مطلب مفيد شهاب يضع النظام المصري في حالة 'تسول مالي وشحت سياسي'، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الجزائري سبق وأن رفض موضوع التعويض والاعتذار داعيا إلى ضرورة الفصل بين الشؤون السياسية التي تديرها العلاقات الدبلوماسية، ومسألة تعويضات الشركات المصرية التي تحكمها قوانين شركات التأمين.
    ووصفت صحيفة 'الوطن' (خاصة صادرة بالفرنسية) ما تقوم به مصر بـ'المساومة السخيفة'، وكتبت في افتتاحيتها أنه 'بإمكان القاهرة أن تحتفظ بسفيرها عندها'، مشيرة إلى أن النظام المصري يسعى للإبقاء على حالة التوتر مع الجزائر.
    واعتبر كاتب الافتتاحية أن النظام المصري 'لا يزال يعتقد أنه مركز الكون وأن كل العالم يدور حوله، وكأن بقاء السفير المصري في القاهرة مأساة بالنسبة للجزائر'، متسائلا كيف أن مصر التي لم يسبق أن طالبت باعتذار وتعويض من إسرائيل تقدم طلبا مماثلا من الحكومة الجزائرية.
    وتساءلت صحيفة 'صوت الأحرار' (حزبية): 'من يعتذر لمن؟'، مؤكدة أنه من المفترض أن تعتذر القاهرة عن الصمت المطبق الذي التزمته تجاه الحملة التي شنتها وسائل الإعلام المصرية ضد الجزائر والتي تجاوزت فيها كل الحدود، خاصة التطاول على الشهداء الذين لم يسلموا بدورهم من الحرب القذرة التي خاضها الإعلام الحكومي والخاص في مصر ضد الجزائر، بمباركة عدد من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية والإعلامية.

    ----------------------------


    هزائم متلاحقة لمهاجمي الجزائر وقصة
    التنسيق العسكري بين بومدين والمصريين

    ونبدأ بمصر هي أمي، والجزائر خالتي، حيث تتواصل هزائم مهاجمي أشقائنا الجزائريين، ومحاولاتهم إثارة الكراهية في نفوس المصريين نحوهم، وقد أسرع معظمهم إلى إغلاق أفواههم بعد التحول في موقف النظام ثم إعلان بارك الله لنا فيه، بضرورة وقف أي تصعيد إعلامي، بينما تتزايد أعداد الرافضين لهذه الحملات التي كان قد قادها الإعلام الرسمي، واتضح أنهم الأغلبية الساحقة وينتمون الى اتجاهات سياسية متناقضة وقبل أن نمتع أنفسنا بما قالوه، ونشمت في أعداء عروبتنا حماها الله، لا بد من الإشارة الى الحديث الممتاز الذي نشرته مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' يوم السبت لزميلنا محمد سعد، مع لواء الجيش المتقاعد رجائي عطية، وهو غير المحامي الشهير بنفس الاسم، والذي ساهم مع آخرين في إنشاء سلاح الصاعقة الجزائري، قال: 'في صيف أحد الأيام وأنا في المنزل اتصل بي الملازم أول فؤاد سعد الدين (محافظ المنوفية ثم المنيا فيما بعد) وأخبرني بتكليف أربعة من الضباط المصريين للسفر إلى الجزائر للمشاركة في تأسيس أول كتيبة صاعقة جزائرية، تقدمت على الفور بطلب عاجل للمقدم صلاح عبدالحليم (الفريق فيما بعد) كي ألتحق بزملائي وكان موقف المقدم صلاح مشرفا إذ صادق على سفري لأكون على رأس الضباط المسافرين للجزائر مع ثمانية من ضباط الصف.
    سافرنا إلى الجزائر ووصلنا إلى العاصمة ثم انتقلنا إلى منطقة تدعى 'كلوم بشار' وخلال أسبوع انتهت الأزمة بين الجزائر والمغرب، وإذا بـ'بومدين' - وكان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة - يسألني: هل من الممكن أن يتم تدريب فرقة للصاعقة هنا؟ وكنت في ذلك الوقت قائدا لهذه البعثة فقلت له: بالتأكيد، فقال: إن هناك مركزا في الشرق يقع في منطقة تدعى 'اسكيكدا' كان به معسكر للمظلات الفرنسية يمكن أن يتم تحويله إلى مدرسة صاعقة، ثم قام بومدين بإرسال بعض الأفراد ليتم تدريبهم هناك، وكان هذا أول محك لي في إنشاء أول مؤسسة تعليمية عسكرية رغم كل الصعوبات التي واجهناها.
    لقد طلب السيد هواري بومدين هذا الطلب بشكل عفوي لكن بعض قادة النواحي 'المحافظات' وبعض العسكريين وقفوا في البداية حائلا دون تحقيق حلم بومدين بإنشاء الصاعقة الجزائرية على أيدينا، وكان يوجد ضابط برتبة نقيب يدعى 'طاهر' وكان ابن أخت هواري بومدين وأحد المجاهدين في الثورة الجزائرية وقد أمره 'بومدين' بأن يصطحب بعثة الصاعقة المصرية إلى الجزائر العاصمة ومنها إلى منطقة 'اسكيكدا' حيث يقع المعسكر المطلوب تجهيزه كمدرسة صاعقة. تحركنا مع النقيب طاهر إلى الجزائر العاصمة حيث تركنا أفراد البعثة ثم ذهبنا معا أنا وهو إلى منطقة اسكيكدا التي تبعد عن العاصمة 500 كيلومتر وكانت عاصمة هذه المنطقة هي مدينة 'قسنطينة' التي كان يتولى إدارتها آنذاك الرائد 'الشاذلي بن جديد' الذي أصبح رئيسا للجزائر فيما بعد وكان نائبه يسمى محمد بن روجي أحد المجاهدين والذي فقد ذراعه أثناء حرب التحرير الجزائرية'.

    'حريتي': الرابح المادي من المباراة
    الاعلاميون الرياضيون المصريون!

    وغدا إن شاء الله سنتابع جزءا آخر من رواية اللواء رجائي عطية، حتى نفسح الطريق ليندفع فيه من أدبوا أعداء عروبتنا حماها الله، وأرادوا زرع الفتنة بيننا وبين أشقائنا، فقال زميلنا السيد البابلي ساخرا منهم في مجلة 'حريتي': 'يا سلام عليك يا عم علاء، ماشية معاك حلاوة، عقد بمليون جنيه مع التليفزيون المصري، وبرنامج في إذاعة الشباب والرياضة تقول وتعيد فيه وتحلل وتشرح وتشوط في اللاعيبة والحكام والمدربين والأندية، ومفيش حد بيقولك تلت التلاتة كام، وهو فيه حد يقدر الأيام دي على واحد ماسك ميكروفون ويقول اللي عاوزه.
    وعلاء صادق كان بيتكلم في إذاعة الشباب والرياضة بعد مباراة الزمالك والمحلة اللي اتهزم فيها الزمالك وعلاء ترك التحليل الكروي ودخل في التحليل الديني، وبدأ يتكلم عن سفر مدير فريق المحلة لأداء فريضة الحج في الوقت اللي فريقه عنده كام مباراة في الدوري.
    الأمور كلها بقت سداح مداح، والكل بيعالج أخطاءه وتجاوزاته بأخطاء وتجاوزات أكبر فإن علاء وزمرة المعلقين والمذيعية والمحللين الرياضيين اللي نزلوا علينا من الفضاء في فضائيات الله أعلم بتجيب فلوسها منين وبتصرف منين وأصحابها كمان جابوا فلوسهم منين، سوف يظلوا على حالهم يدخلونا في معارك ومتاهات والواحد فيهم بقى خبير في الكورة والسياسة والحرب، وكلهم عاوزين يشعللوها ويولعوها ويخربوها، وكله بيدعي الوطنية.
    وأنتم شفتم إيه اللي حصل في الفتنة الأخيرة اللي بيننا وبين الجزائر، فإحنا كان عندنا قضية، وقضية واضحة وكان ممكن نكسب تعاطف الجميع لو تناولناها بالهدوء والعقل والمستندات وبالأدب والذوق والترفع وبالصور والحقائق وأقوال الشهود، لكن احنا ضيعنا القضية بسبب شوية هواة أداروا الحملة الإعلامية واستخدموا لغة الشتائم بدلا من لغة المنطق والعقل، وبدأوا يهاجمون العروبة والدول العربية كلها بدل ما يتكلموا عن الجمهور الجزائري، وبس، وكمان كانوا بيتكلموا بانفعال وجهل فجعلوا من كان يشجعنا قبل المباراة الفاصلة ينقلب علينا بعدها، وجعلونا ندخل في معركة مع طواحين الهواء'.

    'الدستور': قصة نزار قباني ووردة
    والانفعال الاعلامي المصري العشوائي

    طبعا، طبعا، ومما يؤيد سخافة تلك المعارك وثقل ظل أعداء عروبتنا قول زميلنا والناقد الفني طارق الشناوي يوم الأحد في بابه - أنا والنجوم - بـ 'الدستور': 'كم صغرت مصر مع الأسف بتلك القرارات العشوائية التي انساقت إليها نقابة الموسيقيين ووزارة الإعلام التي قررت أن تثبت الولاء للسلطة السياسية أو هكذا اعتقدت وبدأت في منع أغاني 'وردة' على كل قنواتها. هل منع 'وردة' على تلك القنوات يؤدي الى نهاية وردة؟ إنها بالتأكيد أشبه بطلقات - فشنك - تورطت فيها نقابات فنية هي أيضا - فشنك - لأن دور النقابة هو حماية الفنان وليس ترويعه - لقد تغير الزمن والقنوات المصرية الرسمية التي تطبق مثل هذا القرار لا تشكل أكثر من 5 ' من كل القوة الإعلامية العربية أي أن 95 ' من الفضاء الإعلامي الذي تشغله القنوات الناطقة بالعربية تقدم أغنيات وردة، ثم ألم يفكر أحد من هؤلاء الغاضبين في أن أغنيات 'وردة' هي جزء مهم ومؤثر في تاريخنا الغنائي المصري لأن 'وردة' لم تغن سوى باللهجة المصرية وعلى خريطتها الغنائية استمعنا الى 'موسيقى رياض السنباطي' و'محمد عبدالوهاب' و'بليغ حمدي' و'كمال الطويل'، و'محمد الموجي' ثم جيل 'صلاح الشرنوبي' وصولا الى جيل 'وليد سعد' ورغم ذلك يأتي شاعر يتعثر في الأوزان والقوافي ليعلن أنه لن يمنح أي أغنية لـ'وردة' ومطرب وملحن هارب من التجنيد يؤكد أن ولاءه لمصر يحول دون تقديمه لحناً لوردة بعد الآن، ما كل هذه السذاجة التي نتعامل بها مع 'وردة'؟
    أتذكر انه بعد هزيمة '67' تعرض الشاعر الكبير 'نزار قباني' لوشاية بحجة أنه كتب قصيدة ضد 'جمال عبدالناصر' وعلى الفور أصدرت وزارة الإعلام المصرية قرارا بمنع إذاعة كل القصائد التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات المصريين لـ'نزار'! وبعد أن علم 'جمال عبدالناصر' بهذا القرار أعطى أوامره الصارمة بضرورة التراجع فورا عنه وعادت قصائد 'نزار' للإذاعة والتليفزيون المصري في وقت كان الحرمان من الإذاعة والتليفزيون قبل الانتشار الفضائي يشكل بالفعل عقابا، أما الآن فإنه لم يعد عقاباً لكنه بالتأكيد يترك ألماً نفسياً على مشاعر فنانة بحجم 'وردة'، الرجوع للحق فضيلة، وأخطأنا في حق 'وردة' وينبغي أن يكرمها الذين أصدروا هذه القرارات العشوائية، فهل نحن حقاً نتمتع بهذه الفضيلة؟!'.

    اتهام الرئيس مبارك
    بانه وراء التعصب الكروي المجنون

    وإلى رئيسنا - بارك المولى لنا فيه، وحماه من شر حسد أعضاء المحظورة، مثل زميلنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس الذي ضايقني في يوم اجازتي - السبت - بقوله في 'الدستور': 'الرئيس حسني مبارك، أراه مسؤولا أساسيا عن التعصب الكروي المجنون الذي صاحب مباراة مصر والجزائر، كان من المفروض باعتباره رئيسا لبلادنا أن يكون قدوة لشعبه، ويستقبل في القاهرة الفريق الجزائري بنفسه قبل المباراة الأولى، ويتابع حسن استضافتهم منذ وصولهم الى المطار وحتى المغادرة، من منطلق الحرص على العلاقات والصداقة بين البلدين، وهكذا يؤكد للجميع أصالة مصر العظيمة، صاحبة الوجه الحضاري، والشقيقة الكبرى لكل العرب، لكن رئيسنا للأسف لم يهتم بهذا الأمر، وأرى ان هذا الطناش يدخل في دنيا العجائب'.
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - ما هذا الكلام؟ بارك الله لنا فيه يقوم بالطناش؟، لا، لا، هذا كلام مرفوض، وهذا الرفض ينطبق تلقائيا على قول زميلنا وصديقنا بـ'العربي' وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي في نفس عدد 'الدستور': 'بعد نحو ثلاثة عقود من حكم الرئيس حسني مبارك منها سنوات عقد واحد تقريبا حكمنا فيها سيادته شراكة مع نجله الأستاذ جمال، ماذا كانت النتيجة وكيف أصبح حالنا؟! صار البلد - مثلا - يستورد نصف طعامه على الأقل من الخارج، وعدد لا يستهان به من القاعدين بالعافية على كراسي حكومته وبرلمانه المزورين، مزدوجي الجنسية، بينما أغلب الباقين لا تكاد تعرف لهم جنسا أصلا، وإلا فما تفسير سيادته لأن نسبة كبيرة من هؤلاء لا يتحرجون ولا يخجلون من ارسال زوجاتهم وبناتهم للولادة في بلدان فخمة لكي ينأوا بذريتهم عن جنسية البلد الذي يحكمونه ويسنون ويفصلون له القوانين والتشريعات.
    أما المواقف والتوجهات و'السياسات' الكارثية التي يتبعونها جميعا وينفذونها بإخلاص في الداخل والخارج على السواء فمعظمها أو كلها صناعة أمريكية مضروبة، بل إن العلم الوطني نفسه الذي يلوح به الغلابة وقود الحرب الكروية والمتحرشون علنا في الشوارع أضحى، ولا فخر، صيني الصنع'.

    القدس العربى
    9/12/2009
                  

12-11-2009, 11:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)


    بوتفليقة يخرج عن صمته ويدعو الجزائريين لـ'السمو' عن الحملة المصرية

    11/12/2009



    الجزائر ـ 'القدس العربي' ـ من كمال زايت: تحدث الرئيس الجزائري لأول مرة عن التوتر في العلاقات بين بلاده ومصر في أعقاب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين في السودان يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
    وقال بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة تاريخية عقدت الخميس بالجزائر، دون ان يذكر مصر بالاسم، ان 'الشعب الجزائري لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يلين ولا يضعف أمام التحديات والمصاعب، وهي شمائل وفضائل توارثها جيلا بعد جيل، وكانت دائما حصنه الحصين في مقاومة الغزاة والمحتلين عبر التاريخ'.
    وأشاد بالانجاز الذي حققه المنتخب الجزائري لكرة القدم بالتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري 'يصنع من خلال شبابه اليوم نهضة الوطن في الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات والمصانع'.
    ودعا بوتفليقة الجزائريين إلى تجاهل الهجوم والشتم الذي تعرضوا له من النخبة المصرية، مؤكدا على ضرورة 'السمو إلى الأعلى والاهتمام بما هو أسمى، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التحديات الخاصة بالقضايا الكبرى التي تنتظر البلد'.
    وبعد صمت طويل فُسر أكثر من تفسير، هذه أول مرة يتطرق بوتفليقة للخلاف مع مصر والذي أخذ أبعادا سياسية ودبلوماسية وإنسانية، كادت تعصف بالعلاقات بين البلدين والشعبين.




    مصدر حكومي: موقف الجزائر من مصر هو الذي عبّر عنه الوزير الأول أحمد
    مصدر حكومي: موقف الجزائر من مصر هو الذي عبّر عنه الوزير الأول أحمد


    كمال زايت



    الجزائر ـ 'القدس العربي': قال مصدر حكومي لـ'القدس العربي' ان موقف الجزائر من توتر العلاقات مع مصر هو ذلك الذي عبر عنه الوزير الأول أحمد أويحيى قبل أيام، مشيرا إلى أن حديث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الموضوع لأول مرة منذ اندلاع الأزمة يأتي كرد على التساؤلات التي بدأ الشارع الجزائري والصحافة يطرحانها بشأن عدم وجود رد بمستوى الحملة المصرية على الجزائر.
    وأضاف المصدر ذاته أن الوزير الأول أحمد أويحيى تحدث منذ أيام عن الأزمة بين البلدين، وعبر صراحة عن موقف الجزائر من الهجمة التي كانت عرضة لها من طرف الإعلام المصري، وكذا من مسؤولين في الحكومة المصرية، إضافة إلى أبناء الرئيس حسني مبارك، مشددا على أن كلام أويحيى يعبر بطريقة أصدق وأوضح عن الموقف الحقيقي للجزائر مقارنة مع تصريحات مسؤولين آخرين حاولت التقليل من أهمية ما حدث وركزت أكثر من اللازم عن العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
    وأوضح أن أويحيى تدخل في الموضوع بعد أن رأى أن مواقف الخارجية الجزائرية مال أكثر من اللازم نحو التهدئة بينما كانت الشتائم والإهانات ضد الشعب الجزائري وتاريخه قد بلغت أوجها وتجاوزت كل الحدود، وأن الوزير الأول اضطر إلى التدخل في الموضوع لأن الجزائريين كانوا على درجة كبيرة من الغضب بعد أن تابعوا الهجمة التي قامت بها الفضائيات المصرية المدعمة بالفنانين والساسة والمسؤولين.
    وأشار المصدر إلى أن قيام وزير الطاقة والمناجم بزيارة القاهرة والتوقيع على اتفاق لإنشاء شركة جزائرية ـ مصرية واستثمار حوالي 15 مليار دولار لا يحظى بالإجماع، علما بأن الوزير لم يقل أي كلمة للرد على حملة الإساءة والإهانة التي تعرضت لها الجزائر شعبا وتاريخا وشهداء وهوية وعروبة.
    وكان أويحيى قد أكد أن التاريخ سيشهد عمن خرج من هذه الأزمة مرفوع الرأس ومن خرج منها مطأطأ الرأس، وقال ان وصف الجزائر ببلد الإرهاب كلام لا يشرف أصحابه، وأن بلاده واجهت الإرهاب لوحدها ونجحت في الانتصار عليه، مشددا على أن لا الشتائم ولا الغوغائية تنقص من قيمة وعظمة الشعب الجزائري.
    وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد تحدث لأول مرة عن التوتر في العلاقات بين مصر والجزائر في أعقاب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين في السودان يوم 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
    وقال بوتفليقة دون ان يذكر مصر بالاسم، ان 'الشعب الجزائري لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يلين ولا يضعف أمام التحديات والمصاعب، وهي شمائل وفضائل توارثها جيلا بعد جيل، وكانت دائما حصنه الحصين في مقاومة الغزاة والمحتلين عبر التاريخ'.
    وأضاف في رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة تاريخية عقدت الخميس بالجزائر أن 'الشعب الجزائري مجبول على المقاومة وعلى الصمود بكل مقدراته، وسجل علامات فارقة في التاريخ الوطني والإنساني'.
    وأشاد بالانجاز الذي حققه المنتخب الجزائري لكرة القدم بالتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري 'يصنع من خلال شبابه اليوم نهضة الوطن في الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات والمصانع، ويبني مفاخر الجزائر في المحافل الدولية، من خلال نجاحاته الأخيرة في المناسبات الأدبية والفكرية والرياضية'.
    ودعا بوتفليقة الجزائريين إلى تجاهل الهجوم والشتم الذي تعرضوا له من النخبة المصرية، مؤكدا على ضرورة 'السمو إلى الأعلى والاهتمام بما هو أسمى، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التحديات الخاصة بالقضايا الكبرى التي تنتظر البلد'.
    من جهته قال عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الشورى ان التصريحات العدائية التي صدرت عن مسؤولين وفنانين وإعلاميين مصريين لا تشرف أصحابها، مشيرا إلى أن المنتخب الوطني 'رفع، من خلال انتصاراته، الراية الوطنية عاليا وجعلها ترفرف عاليا ضمن رايات الدول المتفوقة في كرة القدم'.
    وأوضح أنه 'سيأتي وقت يدرك فيه المخطئون كم كان خطأهم كبيرا، وكم كان تجنيهم على الجزائر مجحفا'، معتبرا أن حملة السب والشتم 'لن تقلل من قيمة ووزن بلدنا وشعبنا المعتز بتاريخه والواعي بدوره وبمكانته إقليميا ودوليا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا'.
    وقال بن صالح ان الذين 'حاولوا إلحاق الضرر بالجزائر والإساءة لها، جاءهم الرد من قبل شعبنا وشبابنا، كما جاء من خلال مؤسساتنا التي تصرفت بحكمة وروح مسؤولية'.
    جدير بالذكر أن الصحافة بدأت تتساءل خلال الأيام الماضية عن سبب وجود نوع من الانقسام بين المسؤولين الجزائريين في الرد على الهجمة التي شنها النظام المصري على الجزائر عبر إعلامه الحكومي والخاص وسياسييه والفنانين والكتّاب الموالين له، وعما إذا كان ذلك نوعاً من توزيع أدوار، أو أن الأمر يتعلق باختلاف في وجهات النظر في كيفية التعامل مع هذه الأزمة، خاصة بعد زيارة التي قام بها وزير الطاقة والمناجم إلى مصر، وكذا التصريح الذي أدلى به مستشار الرئيس بوتفليقة كمال رزاق بارة في القاهرة، والذي وُصف هنا بأنه كان مجاملا أكثر من المطلوب.

    -----------------------------

    عنصريون جدد يدفعون مصر إلى حافة الكارثة
    عنصريون جدد يدفعون مصر إلى حافة الكارثة

    محمد عبد الحكم دياب

    مع أن الحرب الكروية المصرية الجزائرية قد وضعت أوزارها، إلا أن تداعياتها ما زالت باقية، وعكست بذلك حجم ومدى تأثير وهيمنة القوى الانعزالية وإعلام الفتنة والتحريض ومنطق دعاة الانكفاء والانسلاخ عن الذات الوطنية والقومية، وتأثيرهم البالغ على الناس في البلدين الشقيقين . وكانت فرصتهم مواتية لدق إسفين بينهما، وفصم عرى الأخوة والمصير الواحد.
    لم يراع هؤلاء أن البلدين العربيين الكبيرين عمّدا مسيرتهما بالدم والكفاح المشترك والتضحيات الكبرى، وقدما نموذجا متفردا في العلاقة المصيرية الواحدة، على مدى عقود . وضربا مثلا يحتذى على المستويات الوطنية والقومية والاسلامية والإنسانية . وما حدث في موقعة أم درمان الكروية، شاذ بكل المقاييس . وكان ممكنا أن يكرر ما جرى للسلفادور وهندوراس منذ أربعين عاما . بعدما هزمت السلفادور هندوراس في مباراة فاصلة أهلتها لكأس العالم في نهاية ستينات القرن الماضي . نزل الهندوراسيون إلى الشوارع. يعتدون على السلفادوريين المقيمين بينهم، وامتد القتال حتى طال جيشي البلدين . وحمدا لله. فهذا لم يحدث بين مصر والجزائر. وقد تجنبت تناول هذه المأساة في حينها. أملا في حصرها في طبيعتها الرياضية والكروية، فكم من مشاحنات وصدامات حدثت بين فرق الكرة ومشجعيها، في أماكن كثيرة من العالم. سرعان ما تنتهي بعد عودة كل فريق إلى ناديه أو بلده . فيشغله الاستعداد لمباراة جديدة قادمة .
    لم يكن لهذه الحرب أن تندلع لو لم تكن القوى الانعزالية قد أحكمت سيطرتها على السلطة والثروة ووسائل الإعلام وأدوات تشكيل الرأي العام، ولم يكن هذا ليحدث دون ذلك التحريض السافر والمتبادل المتجاوز لكل حد، ولو لم يكن هناك فراغ سياسي وإداري وفكري قاتل ما وجد التعصب طريقه إلى عقول المحرضين، وعضلات وهراوات المشجعين . فجهل هؤلاء بواقع بلديهما وتاريخهما المشترك كان الأرضية التي صنعت ذلك التعصب والعنف المصاحب له، وأدت إلى التهليل لتصريح علاء مبارك، الابن الأكبر لحسني مبارك . فبعد أن اعتاد الناس على تصريحات جمال مبارك المستعلية المتغطرسة. وجدوا أن أخاه الأكبر يدخل منافسا له بعد صمت دام دهورا . ليصب زيتا في مرجل التحريض والفتنة . سبقته مطبوعات وفضائيات، حكومية وخاصة . وقد بدأت التحريض فضائية يمولها رجال مال وأعمال سعوديون. تولت أشعال فتيل الحرب قبل المباريات بعدة أسابيع، و لم تتوقف عن التحريض حتى تحقق هدفها، وأحدثت شرخا غائرا في جدار العلاقات المصرية الجزائرية .
    والتركيز على تصريح علاء مبارك بعد هذه المدة، ذلك لأنه كان بمثابة بلاغ للناس يقول فيه أن البيت الحاكم يؤيد التحريض، ويوافق على اشعال نيران الكراهية، وللتذكرة فإن ذلك التصريح جاء في فقرة من برنامج واسع المشاهدة في التليفزيون الحكومي المصري بعد خمسة أيام من انتهاء تلك المباراة التي فاز فيها فريق الجزائر. اتصل النجل الأكبر هاتفيا بمقدم البرنامج قائلا : 'ما حدش يقولي لا جزائر ولا عروبة . دي مصطلحات لا بتودي ولا تجيب ' وأضاف 'أنه لن يقبل أي اعتذار حتى لو كان من الرئيس بوتفليقة نفسه ' وكأنه رئيس ثالث مضاف إلى ثنائية الرئاستين بشذوذهما وعشوائيتهما، لتتحول الثنائية الرئاسية إلى 'ترويكا' عائلية. وادعى كثيرون أن التصريح اكسب علاء مبارك شعبية واسعة، وحوله من مقاول ورجل متفرغ لرعاية مشروعاته الخاصه واستثماراته وصفقاته إلى مسئول معني بالأمر العام، ومحرض للجمهور الكروي وغير الكروي على 'أعداء الوطن' من الكرويين وغير الكرويين، ووطن علاء الكروي لم يكن ينقصه التحريض . زادت مكالمته الشرخ اتساعا . وكما أشتعل فتيل الفتنة في مصر اشتعل في الجزائر، وتولته صحف جزائرية عامة وخاصة. المهم أن أباطرة الكرة، وفرق الانعزاليين والمطبعين، وجماعات رجال الأْعمال، وأعضاء لجنة جمال مبارك.. المعروفة باسم لجنة السياسات، وجماعات التكفير السياسي والصحافيين والكتاب الخصوصيين، و معهم صحافيو وكتاب صحف مستقلة وحزبية. كل هؤلاء سنحت لهم الفرصة لتأجيج مشاعر الكراهية بين الكرويين من مواطني البلدين. وما نعلمه أن الدعوات الانعزالية والتحريضية تعبر عن نفسها في مصر كسياسات رسمية لممارسة الانتحار الذاتي، والتماد ي في العزلة والانكفاء والتبعية الخارجية، واعتمادها أساسا لصياغة العلاقة مع المواطن في الداخل، والمحيط القومي على المستوى الإقليمي، على العكس من تعاملها مع المنظومة الغربية وامتدادها الصهيوني في الوطن العربي . وهذا أضفى على تصريحات علاء مبارك شعبية مدعاة، بين من يتصورونه خارج البيئة المنتجة لكل ما هو معاد للمواطن وتطلعاته المعيشية والوطنية والقومية والإنسانية . وزكى علاء مبارك بكلامه حربا غير مقدسة، أضعفت احتمالات التئام الشرخ بالسرعة التي عمل لها العقلاء و تمناها ذوو الرأي السديد، وهذه نقطة جديرة بالمعالجة . فالشرخ وهو يجد من يزيده اتساعا . وجد جمهورا من مشجعي الكرة، غلبت عليه عقلية القطيع . وفي هذا لا يختلف جمهور الكرة في بلدان العالم كافة . يتحرك بحماس، ويتصرف بانفعال، كثيرا ما يأتي مصحوبا بتعصب شديد وعنف أشد . من هنا لم تكن مباراة مصر والجزائر بدعا في هذا المجال، إذا كانت قد حُصرت بين جمهورها ومشجعيها دون سواهم، يتساوى في ذلك مشجعو البلدان المتقدمة والدول المتخلفة، والجمهور الأبيض والأسود والأصفر والأحمر . وكم حدث من تشاحن وإصابات، وأحيانا جرحى، وقد لا يخلو الأمر من قتلى في بعض المباريات. ومع ذلك لم تتجاوز حجمها ولا خرجت عن طبيعتها .
    الشرخ الذي حدث وأصاب العلاقات المصرية الجزائرية،، بدا مطلوبا مخططا وممنهجا من أجل نصر رخيص لترميم شعبية آيلة للسقوط. تُستجدى بفريق كرة. وانتصارات فرق الكرة تمنح الشعبية للاعبيها وترفع قيمتهم السوقية دون سواهم، ولا تجير لمن لا شعبية له. وعندما أوقفت مصر مباريات الكرة بعد هزيمة 1967 لم يكن فيها من يبحث عن شعبية زائفة بعد نكسة كبيرة، كانت وقتها تعمل جادة بحثا عن نصر حقيقي، يزيل آثار العدوان ، و يحرر الأرض، ويسترد الكرامة . و لم تعلق كرامتها على ركلة من قدم لاعب أو صافرة حكم، إنما كانت كرامتها ملك شعبها، الذي قرر أن يقاتل ويضحي من أجل الثأر والتحرير، وعزز كرامته بالدعم والمساندة كل الأشقاء العرب، وكانت الجزائر في مقدمتهم. ومن تابع المقالات التي تنشر كل سبت على هذه الصفحة من سنوات يجد أنها ركزت دوما على خطر الانعزالية والفتنة وعداء الأشقاء والأصدقاء وموالاة المستعمرين والأعداء، وهناك من اعتبر هذا التركيز ابتعادا عن القضايا القومية بمعناها العروبي، مع قناعتنا بأن كشف مثل هذا الخطر هو المقدمة الصحيحة لمواجهته، وهذا في صلب العمل القومي ويدعمه .
    وجه من نفخوا في كير الحرب الكروية المصرية الجزائرية طعنة جديدة نافذة في جسد المواطنة المصرية النازف . وجاءت على شكل انتكاسة نوعية في معنى المواطنة. وكان جمال مبارك قد قصرها على قلة، منذ أن بدأ شريكا في القرار السياسي، وبعد أن أضحى صاحب القول الفصل في مصير الحكم ومستقبله. فالمواطنة على يديه طلقت الحقوق والواجبات والمساواة والانتماء لدولة القانون والمؤسسات.
    وارتبطت لديه بالثروة والملكية، لذا سلب من المصريين حقوقهم كافة، ومنحها لقلة من رجال المال والأعمال، لهم كل الميزات، دعم سياسي ومالي وعيني، وبذلك انحصر مدلول المواطنة في المستثمرين ورجال المال والأْعمال، والسماسرة والمضاربين، ووكلاء الاحتكارات والمصالح الأجنبية . وتعزز هذا النوع من المواطنة بالتغريب والتطبيع والكويز والصهينة . وتم تنفيذ مخطط نهب مصر محميا بشعار 'في حب مصر '، ومصانا بهتاف 'مصرنا حماها الله '. ومن تولوا ذلك كانوا صادقين في شعاراتهم وهتافاتهم لأن مصرهم ليست مصر المصريين والعرب. ولا تمت لهم بصلة. مصرهم بلا عمق عربي ودون مدار إسلامي، عمقها هو عمق المشروع الصهيوني، ومدارها هو عالم الغرب بغزواته واستغلاله ونهبه . وقدمت الحرب الكروية المصرية الجزائرية علاء مبارك إلى الناس، محرضا في حملة جديدة لحب مصر، التي هي مصرهم وليست مصر المصريين والعرب. مواصفات هذا الحب أن يكون الشخص كارها لنفسه ولغيره. وعلى كل من يحب مصر على طريقة علاء مبارك أن يكره العرب ويحارب المسلمين، ويتبرأ من شخصيته الوطنية ويتخلى عن هويته العربية، لذا اتخذ له مكانا ضمن معسكر من يهينون مصر ويذلونها، وسوف تدفع مصر الأسيرة ثمن ذلك من دورها ومكانتها وتاريخها ومستقبلها.
    ولا أكرر كلاما قاله غيري عشرات المرات واتفقوا فيه على أن من يهين مصر ويحقر من شأنها ويتفنن في إذلال مواطنيها هم من يفتعلون المعارك مع الأشقاء ويستأسدون عليهم، ويركعون أمام أعداء هذه الأمة العظيمة، فلم يجرؤ أي من هؤلاء ومنهم علاء مبارك على طلب فك الحصار على الفلسطينيين داخل غزة وخارجها على سبيل المثال . والمواطنة في واقعها الجديد والمشوه، بعد موقعة أم درمان، ضمت لاعبي ومشجعي كرة القدم لملاك الثروة والسلطة والنفوذ . وقصرت معناها عليهم. لهذا لم يكن غريبا عليهم أن يفعلوا ما فعلوه بعلم البلاد . فعلم أي بلد هو رمزها الوطني، ومصدر عزتها وعلو شأنها، لا يبتذل أو يهان، ولم يهن أو يبتذل علم كما ابتذل العلم المصري، قبيل وأثناء وبعد الحرب الكروية المصرية الجزائرية . فمن أخفوه وتخلصوا منه خوفا من عنف المشجعين الجزائريين ، استخدموه مفارش وأغطية لطاولات ومنصات مقدمي البرامج والمذيعين في البرامج الرياضية التليفزيونية المحرضة، وتحته أطل معلق رياضي على المشاهدين صارخا بأعلى صوته مقلدا هتلر في عنصريته حين أعلن أن ألمانيا فوق الجميع، وهذا كان لاعبا سابقا ومعلقا رياضيا حاليا. صرخ صرخة مدوية: 'مصر فوق الجميع'، مسترسلا بعنصريته واستعلائه الفج، في برنامج يبث على الهواء مباشرة، ويشاهد من قبل الملايين : 'مصر فوق الجميع .. فوق العرب.. فوق الجزائر .. فوق العالم ' ساعتها أحسست أن هذا الجنون العنصري سيودي بمصر إلى التهلكة وأنها تحت قيادة هؤلاء العنصريين مقدمة على كارثة كبرى، وتندفع بسرعة قصوى نحو المجهول. كل هذا بسبب التوريث. ومن أجله أوكلت مهمة صناعة شعبية مفتقدة لهذه النوعية من البشر. وهذه الشعبية المستحيلة يحتاجها البيت الحاكم لتوظيفها من أجل تنصيب الابن محل الأب. مع أن ما يلوح في الأفق المصري يشير إلى أن شعبية الوريث المفترض في الحضيض، وأن مخطط التوريث في النزع الأخير، ويلفظ أنفاسه. بعد أن حاصرته قوى وإرادة التغيير من كل جانب . ومن المتوقع أن يكون الانتصار في معركة رفض التوريث هو المدخل الصحيح لاستعادة مصر الأسيرة من أيدى مثل هؤلاء العنصريين الجدد ومن يحركهم.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن

    القدس العربى -
                  

12-13-2009, 05:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)


    بعد صدمة الخرطوم: الخطايا العشر


    فهمي هويدي

    لا أدرى ما إذا كان قد بذل أي جهد في مصر لمراجعة ما جرى بين مصر والجزائر بسبب ما أفضت إليه مباريات كرة القدم بين البلدين، لكنني أزعم أننا ارتكبنا عشر خطايا على الأقل، ينبغي أن نعترف بها عسانا أن نتعلم منها، مدركا أن ثمة خطايا جزائرية أيضا أترك أمرها لذوي الشأن هناك، الذين هم أدرى بشعاب تجربتهم.
    (1)
    الخطيئة الأولى أننا حولنا الحدث الرياضي إلى قضية وطنية وسياسية، لذلك أسرفنا على أنفسنا كثيرا في تعبئة الناس لصالح الفوز في الخرطوم، صحيح أن التعبئة الواسعة النطاق كانت حاصلة أثناء المباراة الأولى في القاهرة، إلا أن فوز المنتخب المصري فيها ضاعف كثيرا منها، الأمر الذي ألهب مشاعر الجماهير ورفع من سقف توقع وصول مصر إلى نهائيات كأس العالم، ومن ثم أصبح كسب مباراة الخرطوم بمثابة الشاغل الأول للإعلام والمجتمع في مصر.
    الذي لا يقل أهمية عما سبق أن ذلك لم يكن موقف الصحافة الرياضية أو القنوات الخاصة، وإنما كان واضحا أنه موقف الدولة المصرية، الذي عبر عنه التلفزيون الرسمي والصحف القومية حتى أصبح التنافس على الاستنفار وتأجيج المشاعر مهيمنا على ساحة الإعلام المصري ورغم أن مشاكل سياسية وحياتية ملحة كانت مدرجة على قائمة اهتمامات الناس الداخلية في تلك الفترة، مثل مستقبل الحكم في مصر وتلال القمامة في القاهرة والجيزة واختلاط مياه

    "
    النتيجة أنه كما أن بعض الغلاة في الجزائر اعتبروا أن الفوز على المنتخب المصري حدث تاريخي يأتي بعد تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي، فإن نظراءهم في بلادنا اعتبروا الهزيمة في الخرطوم من جنس الهزيمة التي لحقت بمصر وأدت إلى احتلال سيناء عام 1976
    "

    الشرب بالمجاري، فإن مثل هذه الأمور تراجعت أولويتها وانصرف الرأي العام عنها، وأصبح الفوز في موقعة الخرطوم هو الشاغل الوحيد للجميع وهو ما نجحت في تحقيقه قنوات التلفزيون العشر في مصر، وكان ملاحظا أن بعضها لجأ في سياق سعيه لإثارة المشاعر الوطنية لدى الناس إلى بث الأغاني الحماسية التي صدرت في الستينيات إبان مواجهة الهيمنة الأميركية والعجرفة الإسرائيلية، النتيجة أنه كما أن بعض الغلاة في الجزائر اعتبروا أن الفوز على المنتخب المصري حدث تاريخي يأتي بعد تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي، فإن نظراءهم في بلادنا اعتبروا الهزيمة في الخرطوم من جنس الهزيمة التي لحقت بمصر وأدت إلى احتلال سيناء عام 1976.

    (2)
    الخطيئة الثانية أن التنافس في ظل هذه المبالغة ألغى الذاكرة المتبادلة واختزل مصر في منتخب كرة القدم واللون الأحمر، كما اختزل الجزائر في فريقها الكروي واللون الأخضر، وهذا الاختزال المخل هبط بمستوى الإدراك، كما أنه صغّر كثيرا من البلدين وهوّن من شأنهما، مما أوقعنا في «مصيدة التفاهة». وهذا المصطلح الأخير اقتبسته من عنوان مقالة في الموضوع كتبها الدكتور غازي صلاح الدين، المفكر السوداني ومستشار الرئيس البشير نشرتها صحيفة الشرق الأوسط في 23/11، في مقالته تلك قال الدكتور غازي إن الأزمة كشفت عن مظاهر بعض الأمراض النفسية لدى الشعوب إذ عمدت عمليات التعبئة التي صاحبت المباراة إلى مسخ الذاكرة وإلغائها، فمسحت تاريخ أمة عظيمة كمصر من ذاكرة المتحمسين والمتلقين وفي لحظة لا وعي غاب عن عقول المتحمسين لنصرة فريقهم بأي ثمن المصلحون والساسة من الإمام محمد عبده على سبيل المثال لا الحصر إلى سعد زغلول ومن حسن البنا إلى عبد الناصر، أما علماء مصر الذين زاحموا التاريخ بمناكبهم أمثال الليث بن سعد وابن منظور وجلال الدين السيوطي وطه حسين ومن في حكمهم من الأفذاذ فقد انزووا في أجواء المباراة إلى ركن قصي، وبالمقابل غابت عن نواظر المتحمسين من الطرف الآخر إسهامات الجزائريين في التاريخ وشدة بأسهم في مجالدة المستعمرين التي ألهمت الشعوب المستضعفة وقدمت لها ملحمة عظيمة من ملاحم الجهاد ضد المستعمر، هكذا غاب أو غيب الأمير عبد القادر الجزائري وابن باديس والمجاهدة فاطمة نسومر والمجاهدة جميلة بوحريد وبالطبع اختفى عن ناظرينا تماما علماء ومفكرون كالبشير الإبراهيمي ومالك بن نبي أما المليون شهيد فلم يعودوا أكثر من إحصائية في مكتب سجلات الوفاة.

    هكذا من خلال عملية الإلغاء، تم الاختزال وهو في رواية جورج أورويل (1984) حيلة يلجأ إليها (الأخ الأكبر) من أجل برمجة أعضاء المجتمع ومغنطتهم حتى يفقدوا الإرادة والقدرة على التفكير والاختيار الحر وهذه البرمجة التي تقوم بها «وزارة الحقيقة» في دولة أوشينيا تعتمد في جانب منها على إلغاء المفردات اللغوية والاكتفاء بمفردة واحدة ما أمكن حتى تختفي الظلال الدقيقة للمعاني وتتبسط المضامين إلى درجة الابتذال وفي مباراة مصر والجزائر جرت عملية برمجة اختزلت الدولتين إلى لونين أحدهما أحمر والآخر أخضر، فمصر بغض النظر عن رمزيتها وإسهامها هي محض لون أحمر والجزائر ،لا يهم تفردها التاريخي وامتيازها، هي فقط لون أخضر والأمر باختصار أمر حرب والحرب في صميمها بين طائفتين مختزلتين في لونين وأنت بالخيار ويالضخامة الخيار بين أن تؤيد الأخضر أو الأحمر، أما وقد اخترت فالمعركة كما في ألعاب الحاسوب صارت معركة كسر عظم.

    "
    الأحداث التي أعقبت المباراة جرى تصعيدها في الإعلام المصري، فتحولت من اشتباك مع المشجعين إلى اشتباك مع الدولة والشعب الجزائري في تعميم مخل وخطير. إذ في ظل الانفعال والتجاوز الذي شهدناه أهين الشعب الجزائري وجرحت رموزه في وسائل الإعلام المصرية

    "

    (3)
    الخطيئة الثالثة أن الأحداث التي أعقبت مباراة الخرطوم بوجه أخص جرى تصعيدها في الإعلام المصري، فتحولت من اشتباك مع المشجعين إلى اشتباك مع الدولة والشعب الجزائري في تعميم مخل وخطير. إذ في ظل الانفعال والتجاوز الذي شهدناه أهين الشعب الجزائري وجرحت رموزه في وسائل الإعلام المصرية، على نحو لا يليق بإعلام محترم ولا ببلد متحضر. ولا أريد أن أستعيد الأوصاف التي أطلقتها أغلب وسائل الإعلام المصرية في هذا الصدد لشدة الإسفاف فيها وبذاءتها، لكني فقط أنبه إلى أمرين، أولهما أن هذه اللغة التي استخدمت من شأنها أن تحدث شرخا عميقا في علاقات البلدين لن يكون علاجه والبراء منه سهلا في الأجل المنظور، الأمر الثاني أن القطيعة التي أفضى إليها هذا الأسلوب هي أثمن هدية قدمناها إلى دعاة الفرانكوفونية المعادين للعروبة والإسلام في الجزائر، ذلك أننا أبدينا استعدادا مذهلا لأن نخسر شعبا بأكمله لأننا لم نفز في مباراة لكرة القدم وتعرضت بعض حافلات المشجعين المصريين لاعتداءات من جانب نظرائهم الجزائريين، وإذا قال قائل بأن الإسفاف الذي صدر عن الإعلام المصري كان له نظيره في الإعلام الجزائري، فردي على ذلك أن ما صدر عن الإعلام الجزائري كان محصورا في صحيفة خاصة أو اثنتين في حين أن الإعلام الرسمي التزم الصمت طول الوقت، بعكس ما جرى عندنا حين شارك الإعلام الرسمي أيضا في حملة الإسفاف.


    الخطيئة الرابعة أننا لم نعلن حقيقة ما جرى أثناء مباراة القاهرة الأولى، وأخفينا أن الحافلة التي استقلها المنتخب الجزائري تعرضت للرشق بالطوب، الذي أصاب بعض اللاعبين بالجراح (أحدهم أصيب في رأسه وعولج بأربع غرز). في الوقت ذاته فإننا روجنا لرواية غير صحيحة اتهمت اللاعبين الجزائريين بافتعال الحدث، في حين أن ثلاثة من أعضاء الاتحاد الدولي (الفيفا) كانوا يستقلون سيارة خلف الحافلة، ومعهم ممثلون عن التلفزيون الفرنسي، وهؤلاء سجلوا ما حدث وصوروه، وكانت النتيجة أن الفيفا أداننا، وظننا نحن أننا نجحنا في طمس الموضوع بواسطة الإعلام المحلي، الذي لم يسكت فقط عما جرى للحافلة، لكنه تجاهل أيضا ما جرى للمشجعين الجزائريين في مصر، الذين تقول وزارة الصحة المصرية إن 31 منهم أصيبوا، في حين سجلت السفارة الجزائرية أن عدد المصابين 51 وليسوا 31 وأحد المصابين الجزائريين طعن بمطواة في بطنه!

    (5)

    الخطيئة الخامسة أننا تركنا الأمر للإعلام الذي تولى قيادة الرأي العام في مصر، ولأن بعض هؤلاء ليسوا مؤهلين فكريا أو أخلاقيا، كما ذكر بحث الدكتور معتز عبد الفتاح في مقاله بجريدة «الشروق» نشر في 21/11 فقد عمدوا إلى التهييج والإثارة والتحريض، وتجاوزوا في ذلك الحدود المهنية والأخلاقية، وكانت النتيجة أن المناخ الإعلامي عبأ الناس بمشاعر مريضة وغير صحية، استخرجت منهم أسوأ ما فيهم من مشاعر وتعبيرات ومواقف، دعت بعض حمقى المدونين إلى اعتبار إسرائيل أقرب إلى مصر من الجزائر (!).

    (6)

    الخطيئة السادسة أن بعض وسائل الإعلام وبعض الشخصيات المعتبرة -علاء مبارك مثلا- أرجعت ما جرى إلى «حقد» يكنه الجزائريون لمصر، في تسطيح وتبسيط مدهشين. وهو كلام لا يليق ولا دليل عليه، لأن العكس هو الصحيح تماما. ذلك أن الموقف الرسمي للجزائر تعامل دائما مع مصر بمودة واحترام كبيرين. منذ أيام الرئيس بومدين، الذي دفع للسوفييت قيمة السلاح الذي احتاجته مصر بعد هزيمة 67، إلى عهد الرئيس بوتفليقة الذي انحازت حكومته للمستثمرين المصريين ومكنتهم من أن يتخطوا فرنسا ليصبحوا المستثمر الأول في الجزائر، والتي تنازل وزير خارجيتها الأسبق وقاضي محكمة العدل الدولية المتميز محمد بدجاوي لصالح وزير الثقافة المصري فاروق حسني في انتخابات اليونسكو.

    (7)

    الخطيئة السابعة أننا وسعنا من دائرة الاشتباك دون أي مبرر، حين روج بعضنا للسؤال: لماذا يكرهنا العرب؟ وهو بدوره سؤال مستغرب ينطلق من فرضية مفتعلة وخبيثة. وهو ذاته السؤال الأبله الذي طرحه الأميركيون في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، حين عمموا الاتهامات على كل المسلمين، وراحوا يسألون لماذا يكرهوننا؟ وإذا كان الأميركيون يطرحون السؤال على أنفسهم وهم يعلمون أنهم محتلون ومهيمنون على العالم الإسلامي، فالكل يعلم أن مصر لم تعد تنافس أحدا وليس لها نفوذ يذكر في العالم العربي والإسلامي، وخطورة السؤال لماذا يكرهوننا، تكمن في أنه يعزز جدران العزلة بين مصر والعالم العربي، بقدر ما يمهد الطريق عبر الجسور -البعض يتمناها تحالفا- بين مصر وإسرائيل.



    "
    بعض وسائل الإعلام وبعض الشخصيات المعتبرة -علاء مبارك مثلا- أرجعت ما جرى إلى «حقد» يكنه الجزائريون لمصر، في تسطيح وتبسيط مدهشين. وهو كلام لا يليق ولا دليل عليه، لأن العكس هو الصحيح تماما. ذلك أن الموقف الرسمي للجزائر تعامل دائما مع مصر بمودة واحترام كبيرين
    "

    (8)
    الخطيئة الثامنة أن الانتماء العربي طاله نقد وتجريح قاسيان من قبل أطراف عدة، إذ ببساطة مدهشة أبدى البعض استخفافا بذلك الانتماء ونفورا منه. وأبدوا استعدادا للاستقالة منه، وقد استهجنه واستنكره علاء مبارك، حين قال في تعليقه الذي أعيد بثه أكثر من مرة إن العروبة لم يعد لها معنى، كما نشر على لسان وزير التنمية الاقتصادية محمد عثمان قوله أمام مؤتمر التنمية في (24/11) إن مصر قوية بعروبتها أو بغيرها. وهي لا تقبل أن يكون الانتماء العربي عبئا عليها. وسمعنا فنانة محترمة مثل إسعاد يونس تصف نفسها في أحد البرامج التلفزيونية بأنها «فرعونية» مستنكفة أن تشير إلى هويتها العربية. وحين يصدر هذا الكلام على ألسنة رموز في المجتمع، فلك أن تتصور صداه في أوساط الشباب، الذين ذهب بعضهم إلى أبعد، حتى نعت العروبة بأحط الأوصاف.



    (9)

    الخطيئة التاسعة أن نفرا من المعلقين في وسائل الإعلام المصرية وبعض الشخصيات العامة خاطبوا الجزائر وغيرها من الدول العربية بلغة المن المسكونة بالاستعلاء والفوقية، ذلك أن تعليقات عدة انطلقت من معايرة الجزائريين وغيرهم بما سبق أن قدمته مصر لهم في مرحلة الستينيات، حتى قال مثقف محترم مثل الدكتور يوسف زيدان في مقال منشور إن مصر أنفقت من أموالها لكي تجعل الجزائر عربية. وردد آخر في أكثر من تعليق العبارة المأثورة: اتق شر من أحسنت إليه، وهذا منطلق لا يليق بأهل الشهامة والمروءة، من حيث إنه يعمق الشرخ ولا يداويه. ناهيك عن أن ما قدمته مصر للجزائر وبعض الدول العربية بحكم دورها القيادي الذي مارسته في مرحلة، تلقت مقابلا له، وربما عائدا أكبر منه في وقت لاحق، حين تأزمت مصر وأصبحت بحاجة إلى مساندة «الأشقاء».



    (10)

    الخطيئة العاشرة والأخيرة أن مصر في الأزمة التي مرت صغرت وفقدت الكثير من حجمها كأكبر دولة عربية. صغرها الخطاب الإعلامي الذي قدمها إلى العالم الخارجي في صورة غير مشرفة، حتى قال لي بعض المصريين المقيمين بالخارج إنهم كانوا يتوارون خجلا مما كانوا يسمعونه في البرامج التلفزيونية المصرية. وصغرها أنها حين هزمت في الخرطوم بعد الأداء المشرف لفريقها فإنها تمسكنت ولعبت دور الضحية التي تستحق الرثاء والعطف، وصغرها أنها ملأت الفضاء ضجيجا وصخبا، وعجزت عن أن تقدم دليلا مقنعا يؤكد ما تدعيه.

                  

12-14-2009, 04:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    سفير الجزائر بمصر ينتقد الفقي وعلاء مبارك ويصف وجوده في القاهرة بالمغامرة
    سفير الجزائر بمصر ينتقد الفقي وعلاء مبارك ويصف وجوده في القاهرة بالمغامرة

    الجزائر ـ 'القدس العربي' ـ


    يو بي أي: وصف سفير الجزائر في مصر وممثلها الدائم في الجامعة العربية عبد القادر حجار وجوده في القاهرة بالمغامرة، معتبرا أن الأزمة الأخيرة مع مصر بسبب تداعيات مباراة التأهل إلى كأس العالم أحدثت جرحا بين الشعبين الجزائري والمصري لن يندمل.


    وقال حجار الذي عاد إلى الجزائر ليل الجمعة الماضي بدعوة من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب الغالبية البرلمانية الذي ينتمي إليه حجار) وزير الدولة عبد العزيز بلخادم: 'سأرفع للسلطات العليا تقارير مفصلة حول التجاوزات المصرية بحق الجزائر' واصفا مهمته في القاهرة في الأيام الأخيرة بـ'المغامرة' في ظل 'الحملة الإعلامية الشرسة ضد كل ما هو جزائري، شبيهة بتسونامي إعلامي جرف كل ما كان في طريقه، وله علاقة بالجزائر'.
    واعتبر حجار في حديث مع صحيفة 'الشر

    وق اليومي' الجزائرية نشر امس الأحد أن المسؤولين المصريين 'حركتهم المشاعر' ما جعلهم 'يخرجون عن ثوبهم ويتهجمون على الجزائر مثلما حدث مع وزير إعلامهم (أنس الفقي)'، لافتا إلى أن الأصل في العلاقات بين الدول 'تحكمها مجموعة من المبادئ والأعراف لا تمت بصلة للمشاعر'.
    وقال 'إن هناك قائمة من المحظورات التي ما كان على الإعلام المصري الخوض فيها، لأنها أحدثت شرخا واسعا بين الشعبين، والجرح لن يندمل' مشيرا إلى أن هذه المحظورات تتعلق بعناصر الهوية الجزائرية مثل 'المساس بالشهداء والثورة' والمساس بسمعة السفير 'الذي يمثل رمزا من رموز الدولة' بالإضافة إلى 'الجريمة الكبيرة' بخصوص حرق العلم الجزائري من قبل محامين مصريين.
    وأضاف:'تابعت تسونامي الإعلامي بكثير من الحسرة والتقزز معا خاصة عندما سمعت بمهاترات الكلب المنافق الإنسان رخيص مصطفى بكري (الإعلامي والنائب في البرلمان المصري)، وإن كنت مقتنعا بعدم الخوض في متاهات الرد على الكلام الفارغ فإنني أستغل إعلام بلادي لأرد لهذا إهانته'.
    وانتقد حجار بشدة علاء مبارك، نجل الرئيس حسني مبارك الذي شتمه في محطة فضائية مصرية معتبرا انه 'غير مرحب به في القاهرة' وانه 'يجب ان يغادر القاهرة'.
    وقال حجار مخاطبا علاء مبارك: 'على الرغم من أنني من موقعي لست مخولا للرد على المواطنين، وإنما الرسميين، فإنني أقول للمواطن علاء مبارك، ان الجزائر لن تعتذر' لمصر، مضيفا أن استخدامه لـ'لن الزمخشرية'، ليس اعتباطيا 'وإنما حتى أؤكد أن لن هاته تفيد الحاضر والمستقبل، ومنه حتى يدرك هذا أنني أتقن العربية خير إتقان'.


    وقال ان وجوده في الجزائر جاء بناء على دعوة من بلخادم 'لالتزامات تتعلق بنشاط الحزب'، موضحا أنه سيعود إلى القاهرة 'فور انتهاء عطلتي'.
    وعن عدم استدعاء السلطات الجزائرية له كرد فعل طبيعي على استدعاء السلطات المصرية لسفيرها بالجزائر وفق مبدأ التعامل بالمثل، قال حجار 'استدعاء السفير المصري شأن داخلي مصري، لهم أن يتصرفوا في شؤونهم مثل ما أرادوا، وأنا سفير للجزائر وأرضخ لأوامر سلطات بلادي'.
    ولفت حجار إلى أن الوضع في مصر 'يتجه نحو الهدوء' منوها في نفس الوقت بـ'الأقلام الشريفة التي رفضت أن تغرق في مستنقع الشتم والسب في مصر'.
    كما نوّه بديوان الرئيس حسني مبارك ووزارة الخارجية ومصالح الأمن والمباحث هناك و'التي أبانت كلها تعاونا كبيرا، وصل حد تأمين منازل الجزائريين هناك'.
    وجدد حجار موقف بلاده من قضية التعويضات التي تطالب بها الحكومة المصرية بخصوص تخريب بعض مقار الشركات المصرية في الجزائر، وقال 'لا علاقة للسلطات الجزائرية بها (التعويضات)، وإنما هي شأن شركات التأمين وهي الأعلم بشؤون إجراءاتها وعملها'

    .القدس العربى
    14/12/2009
                  

12-20-2009, 05:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    زاهر ينسحب لحضور روراوة: ازمة مصر والجزائر تنتقل الى اتحاد الكرة العربي

    2009/12/16



    الرياض أ ف ب:

    القدس العربى

    انتقلت الازمة التي خلفتها تصفيات كأس العالم لكرة القدم بين مصر والجزائر الى اروقة الاتحاد العربي للعبة في اجتماع لجنته التنفيذية في الرياض حيث انسحب رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر لتجنب مقابلة نظيره الجزائري محمد روراوة.
    ولم يحضر زاهر الاجتماع رغم وجوده في الرياض بسبب حضور روراوة نائب رئيس الاتحاد العربي، فطالب الاخير من الاتحاد العربي بمعاقبة نظيره المصري لانسحابه من الاجتماع.
    واوضح رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الامير سلطان بن فهد ان 'نهج الاتحاد العربي وسياسته تعمل على جمع الاشقاء من جميع الدول العربية ومن ضمنها مصر والجزائر'، مشيرا الى انه 'سيستمر في مساعيه من اجل تسوية الوضع بين الاتحادين'.
    وكان الاتحاد الاماراتي لكرة القدم وجه دعوة الى منتخبي مصر والجزائر لخوض مباراة في الامارات بهدف اعادة الامور الى نصابها بين البلدين عقب الاحداث التي رافقت المباراتين الاخيرتين بينهما في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2010 في جنوب افريقيا، لكن الرد المصري اشترط 'اعتذارا' جزائريا قبل اي شيء.
    وشهدت المواجهتان بين المنتخبين المصري والجزائري احداث شغب، فقبل المباراة الاولى في القاهرة في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ضمن الجولة السادسة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة، تعرضت حافلة المنتخب الجزائري الى اعتداء بالحجارة في الطريق بين المطار وفندق اقامته دقائق معدودة بعد وصوله العاصمة المصرية ما ادى الى اصابة 3 لاعبين ما دفع الفيفا الى فتح تحقيق تاديبي في حق الاتحاد المصري.
    وانتهت المباراة بفوز الفراعنة 2- صفر وفرضهم مباراة فاصلة اقيمت في السودان وآلت نتيجتها الى الجزائر 1- صفر التي حجزت بطاقة التأهل الى المونديال، علما بأنها لم تسلم بدورها من احداث شغب.

    --------------------------

    خلاف مصري جزائري خلال اجتماعات المحامين العرب في دمشق

    2009/12/15



    دمشق ـ يو بي اي: هدد الوفد الجزائري المشارك في اجتماعات المكتب التنفيذي لاتحاد المحامين العرب المنعقد في دمشق بالانسحاب من الاتحاد او على الأقل تجميد عضويته، وذلك على خلفية حرق العلم الجزائري بالقاهرة ضمن الأزمة التي رافقت تنافس منتخبي البلدين على التأهل لتصفيات كأس العالم لكرة القدم.
    وطالب عضو الوفد الجزائري الخضراوي سمير في تصريح لـ'يونايتد برس انترناشونال'، 'ان يتضمن البيان الختامي بيانا واضحا وصريحا يدين حرق العلم الجزائري في القاهرة'، ضمن الأحداث التي وقعت في أعقاب مباراة مصر والجزائر المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بكرة القدم في الخرطوم والتي فازت بها الجزائر بهدف وحيد.
    واضاف عضو نقابة المحامين الجزائريين 'لن نقبل بأقل من أن يتضمن البيان إدانة بحرق العلم الجزائري في مصر'، مشيرا إلى 'أن مشاركة رئيس اتحاد المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب حمدي خليفة في التظاهرات في القاهرة يعتبرا انحيازا وخروجا عن دوره كرئيس لاتحاد المحامين العرب'.
    وفيما دعا الوفد المصري إلى إصدار بيان يدين حرق أي علم عربي، قال عضو الوفد الجزائري حسين بوشينة 'هذا الكلام هو تهرب من الحقيقة'.
    وطالب احد اعضاء الوفد الجزائري بمحاسبة رئيس اتحاد المحامين العرب على موقفه، والذي اصدر بيانا باسم الاتحاد واعتبره 'شخصا غير امين وان لا يبقى في منصبه'.
    واعتبر علاق كمال أن الأخطر أن يتجرأ نقيب المحامين المصريين على إصدار بيان يقول فيه 'ان مصر التي رعتهم بالأمس ستسحقهم اليوم'.
    واضاف ان هذا الكلام 'يعتبر في نظرنا تهديدا للجزائر وردنا أن الجزائر أكبر من أن تهدد وإن كان هناك تهديد فالأجدر أن يوجهه نقيب المحامين المصريين إلى الكيان الصهيوني الذي يرفرف علمه في سماء مصر'.
    كما طالب الوفد الجزائري بنقل مقر اتحاد المحامين العرب من مصر إلى دمشق.
    في المقابل، نفى حمدي خليفة ما ذكره الجانب الجزائري عن حرق العلم الجزائري داخل النقابة، وقال 'إن هذا لم يحدث داخل نقابة المحامين المصريين وإن حدث هذا فهو في الشارع أمام مبنى النقابة'.
    واضاف 'إذا كان لديهم دليل يثبت ما يقولونه من أن العلم حرق داخل النقابة فليقدموه'.

    ===================



    عنصريون جدد يدفعون مصر إلى حافة الكارثة
    محمد عبد الحكم دياب

    2009/12/12




    مع أن الحرب الكروية المصرية الجزائرية قد وضعت أوزارها، إلا أن تداعياتها ما زالت باقية، وعكست بذلك حجم ومدى تأثير وهيمنة القوى الانعزالية وإعلام الفتنة والتحريض ومنطق دعاة الانكفاء والانسلاخ عن الذات الوطنية والقومية، وتأثيرهم البالغ على الناس في البلدين الشقيقين . وكانت فرصتهم مواتية لدق إسفين بينهما، وفصم عرى الأخوة والمصير الواحد.
    لم يراع هؤلاء أن البلدين العربيين الكبيرين عمّدا مسيرتهما بالدم والكفاح المشترك والتضحيات الكبرى، وقدما نموذجا متفردا في العلاقة المصيرية الواحدة، على مدى عقود . وضربا مثلا يحتذى على المستويات الوطنية والقومية والاسلامية والإنسانية . وما حدث في موقعة أم درمان الكروية، شاذ بكل المقاييس . وكان ممكنا أن يكرر ما جرى للسلفادور وهندوراس منذ أربعين عاما . بعدما هزمت السلفادور هندوراس في مباراة فاصلة أهلتها لكأس العالم في نهاية ستينات القرن الماضي . نزل الهندوراسيون إلى الشوارع. يعتدون على السلفادوريين المقيمين بينهم، وامتد القتال حتى طال جيشي البلدين . وحمدا لله. فهذا لم يحدث بين مصر والجزائر. وقد تجنبت تناول هذه المأساة في حينها. أملا في حصرها في طبيعتها الرياضية والكروية، فكم من مشاحنات وصدامات حدثت بين فرق الكرة ومشجعيها، في أماكن كثيرة من العالم. سرعان ما تنتهي بعد عودة كل فريق إلى ناديه أو بلده . فيشغله الاستعداد لمباراة جديدة قادمة .
    لم يكن لهذه الحرب أن تندلع لو لم تكن القوى الانعزالية قد أحكمت سيطرتها على السلطة والثروة ووسائل الإعلام وأدوات تشكيل الرأي العام، ولم يكن هذا ليحدث دون ذلك التحريض السافر والمتبادل المتجاوز لكل حد، ولو لم يكن هناك فراغ سياسي وإداري وفكري قاتل ما وجد التعصب طريقه إلى عقول المحرضين، وعضلات وهراوات المشجعين . فجهل هؤلاء بواقع بلديهما وتاريخهما المشترك كان الأرضية التي صنعت ذلك التعصب والعنف المصاحب له، وأدت إلى التهليل لتصريح علاء مبارك، الابن الأكبر لحسني مبارك . فبعد أن اعتاد الناس على تصريحات جمال مبارك المستعلية المتغطرسة. وجدوا أن أخاه الأكبر يدخل منافسا له بعد صمت دام دهورا . ليصب زيتا في مرجل التحريض والفتنة . سبقته مطبوعات وفضائيات، حكومية وخاصة . وقد بدأت التحريض فضائية يمولها رجال مال وأعمال سعوديون. تولت أشعال فتيل الحرب قبل المباريات بعدة أسابيع، و لم تتوقف عن التحريض حتى تحقق هدفها، وأحدثت شرخا غائرا في جدار العلاقات المصرية الجزائرية .
    والتركيز على تصريح علاء مبارك بعد هذه المدة، ذلك لأنه كان بمثابة بلاغ للناس يقول فيه أن البيت الحاكم يؤيد التحريض، ويوافق على اشعال نيران الكراهية، وللتذكرة فإن ذلك التصريح جاء في فقرة من برنامج واسع المشاهدة في التليفزيون الحكومي المصري بعد خمسة أيام من انتهاء تلك المباراة التي فاز فيها فريق الجزائر. اتصل النجل الأكبر هاتفيا بمقدم البرنامج قائلا : 'ما حدش يقولي لا جزائر ولا عروبة . دي مصطلحات لا بتودي ولا تجيب ' وأضاف 'أنه لن يقبل أي اعتذار حتى لو كان من الرئيس بوتفليقة نفسه ' وكأنه رئيس ثالث مضاف إلى ثنائية الرئاستين بشذوذهما وعشوائيتهما، لتتحول الثنائية الرئاسية إلى 'ترويكا' عائلية. وادعى كثيرون أن التصريح اكسب علاء مبارك شعبية واسعة، وحوله من مقاول ورجل متفرغ لرعاية مشروعاته الخاصه واستثماراته وصفقاته إلى مسئول معني بالأمر العام، ومحرض للجمهور الكروي وغير الكروي على 'أعداء الوطن' من الكرويين وغير الكرويين، ووطن علاء الكروي لم يكن ينقصه التحريض . زادت مكالمته الشرخ اتساعا . وكما أشتعل فتيل الفتنة في مصر اشتعل في الجزائر، وتولته صحف جزائرية عامة وخاصة. المهم أن أباطرة الكرة، وفرق الانعزاليين والمطبعين، وجماعات رجال الأْعمال، وأعضاء لجنة جمال مبارك.. المعروفة باسم لجنة السياسات، وجماعات التكفير السياسي والصحافيين والكتاب الخصوصيين، و معهم صحافيو وكتاب صحف مستقلة وحزبية. كل هؤلاء سنحت لهم الفرصة لتأجيج مشاعر الكراهية بين الكرويين من مواطني البلدين. وما نعلمه أن الدعوات الانعزالية والتحريضية تعبر عن نفسها في مصر كسياسات رسمية لممارسة الانتحار الذاتي، والتماد ي في العزلة والانكفاء والتبعية الخارجية، واعتمادها أساسا لصياغة العلاقة مع المواطن في الداخل، والمحيط القومي على المستوى الإقليمي، على العكس من تعاملها مع المنظومة الغربية وامتدادها الصهيوني في الوطن العربي . وهذا أضفى على تصريحات علاء مبارك شعبية مدعاة، بين من يتصورونه خارج البيئة المنتجة لكل ما هو معاد للمواطن وتطلعاته المعيشية والوطنية والقومية والإنسانية . وزكى علاء مبارك بكلامه حربا غير مقدسة، أضعفت احتمالات التئام الشرخ بالسرعة التي عمل لها العقلاء و تمناها ذوو الرأي السديد، وهذه نقطة جديرة بالمعالجة . فالشرخ وهو يجد من يزيده اتساعا . وجد جمهورا من مشجعي الكرة، غلبت عليه عقلية القطيع . وفي هذا لا يختلف جمهور الكرة في بلدان العالم كافة . يتحرك بحماس، ويتصرف بانفعال، كثيرا ما يأتي مصحوبا بتعصب شديد وعنف أشد . من هنا لم تكن مباراة مصر والجزائر بدعا في هذا المجال، إذا كانت قد حُصرت بين جمهورها ومشجعيها دون سواهم، يتساوى في ذلك مشجعو البلدان المتقدمة والدول المتخلفة، والجمهور الأبيض والأسود والأصفر والأحمر . وكم حدث من تشاحن وإصابات، وأحيانا جرحى، وقد لا يخلو الأمر من قتلى في بعض المباريات. ومع ذلك لم تتجاوز حجمها ولا خرجت عن طبيعتها .
    الشرخ الذي حدث وأصاب العلاقات المصرية الجزائرية،، بدا مطلوبا مخططا وممنهجا من أجل نصر رخيص لترميم شعبية آيلة للسقوط. تُستجدى بفريق كرة. وانتصارات فرق الكرة تمنح الشعبية للاعبيها وترفع قيمتهم السوقية دون سواهم، ولا تجير لمن لا شعبية له. وعندما أوقفت مصر مباريات الكرة بعد هزيمة 1967 لم يكن فيها من يبحث عن شعبية زائفة بعد نكسة كبيرة، كانت وقتها تعمل جادة بحثا عن نصر حقيقي، يزيل آثار العدوان ، و يحرر الأرض، ويسترد الكرامة . و لم تعلق كرامتها على ركلة من قدم لاعب أو صافرة حكم، إنما كانت كرامتها ملك شعبها، الذي قرر أن يقاتل ويضحي من أجل الثأر والتحرير، وعزز كرامته بالدعم والمساندة كل الأشقاء العرب، وكانت الجزائر في مقدمتهم. ومن تابع المقالات التي تنشر كل سبت على هذه الصفحة من سنوات يجد أنها ركزت دوما على خطر الانعزالية والفتنة وعداء الأشقاء والأصدقاء وموالاة المستعمرين والأعداء، وهناك من اعتبر هذا التركيز ابتعادا عن القضايا القومية بمعناها العروبي، مع قناعتنا بأن كشف مثل هذا الخطر هو المقدمة الصحيحة لمواجهته، وهذا في صلب العمل القومي ويدعمه .
    وجه من نفخوا في كير الحرب الكروية المصرية الجزائرية طعنة جديدة نافذة في جسد المواطنة المصرية النازف . وجاءت على شكل انتكاسة نوعية في معنى المواطنة. وكان جمال مبارك قد قصرها على قلة، منذ أن بدأ شريكا في القرار السياسي، وبعد أن أضحى صاحب القول الفصل في مصير الحكم ومستقبله. فالمواطنة على يديه طلقت الحقوق والواجبات والمساواة والانتماء لدولة القانون والمؤسسات.
    وارتبطت لديه بالثروة والملكية، لذا سلب من المصريين حقوقهم كافة، ومنحها لقلة من رجال المال والأعمال، لهم كل الميزات، دعم سياسي ومالي وعيني، وبذلك انحصر مدلول المواطنة في المستثمرين ورجال المال والأْعمال، والسماسرة والمضاربين، ووكلاء الاحتكارات والمصالح الأجنبية . وتعزز هذا النوع من المواطنة بالتغريب والتطبيع والكويز والصهينة . وتم تنفيذ مخطط نهب مصر محميا بشعار 'في حب مصر '، ومصانا بهتاف 'مصرنا حماها الله '. ومن تولوا ذلك كانوا صادقين في شعاراتهم وهتافاتهم لأن مصرهم ليست مصر المصريين والعرب. ولا تمت لهم بصلة. مصرهم بلا عمق عربي ودون مدار إسلامي، عمقها هو عمق المشروع الصهيوني، ومدارها هو عالم الغرب بغزواته واستغلاله ونهبه . وقدمت الحرب الكروية المصرية الجزائرية علاء مبارك إلى الناس، محرضا في حملة جديدة لحب مصر، التي هي مصرهم وليست مصر المصريين والعرب. مواصفات هذا الحب أن يكون الشخص كارها لنفسه ولغيره. وعلى كل من يحب مصر على طريقة علاء مبارك أن يكره العرب ويحارب المسلمين، ويتبرأ من شخصيته الوطنية ويتخلى عن هويته العربية، لذا اتخذ له مكانا ضمن معسكر من يهينون مصر ويذلونها، وسوف تدفع مصر الأسيرة ثمن ذلك من دورها ومكانتها وتاريخها ومستقبلها.
    ولا أكرر كلاما قاله غيري عشرات المرات واتفقوا فيه على أن من يهين مصر ويحقر من شأنها ويتفنن في إذلال مواطنيها هم من يفتعلون المعارك مع الأشقاء ويستأسدون عليهم، ويركعون أمام أعداء هذه الأمة العظيمة، فلم يجرؤ أي من هؤلاء ومنهم علاء مبارك على طلب فك الحصار على الفلسطينيين داخل غزة وخارجها على سبيل المثال . والمواطنة في واقعها الجديد والمشوه، بعد موقعة أم درمان، ضمت لاعبي ومشجعي كرة القدم لملاك الثروة والسلطة والنفوذ . وقصرت معناها عليهم. لهذا لم يكن غريبا عليهم أن يفعلوا ما فعلوه بعلم البلاد . فعلم أي بلد هو رمزها الوطني، ومصدر عزتها وعلو شأنها، لا يبتذل أو يهان، ولم يهن أو يبتذل علم كما ابتذل العلم المصري، قبيل وأثناء وبعد الحرب الكروية المصرية الجزائرية . فمن أخفوه وتخلصوا منه خوفا من عنف المشجعين الجزائريين ، استخدموه مفارش وأغطية لطاولات ومنصات مقدمي البرامج والمذيعين في البرامج الرياضية التليفزيونية المحرضة، وتحته أطل معلق رياضي على المشاهدين صارخا بأعلى صوته مقلدا هتلر في عنصريته حين أعلن أن ألمانيا فوق الجميع، وهذا كان لاعبا سابقا ومعلقا رياضيا حاليا. صرخ صرخة مدوية: 'مصر فوق الجميع'، مسترسلا بعنصريته واستعلائه الفج، في برنامج يبث على الهواء مباشرة، ويشاهد من قبل الملايين : 'مصر فوق الجميع .. فوق العرب.. فوق الجزائر .. فوق العالم ' ساعتها أحسست أن هذا الجنون العنصري سيودي بمصر إلى التهلكة وأنها تحت قيادة هؤلاء العنصريين مقدمة على كارثة كبرى، وتندفع بسرعة قصوى نحو المجهول. كل هذا بسبب التوريث. ومن أجله أوكلت مهمة صناعة شعبية مفتقدة لهذه النوعية من البشر. وهذه الشعبية المستحيلة يحتاجها البيت الحاكم لتوظيفها من أجل تنصيب الابن محل الأب. مع أن ما يلوح في الأفق المصري يشير إلى أن شعبية الوريث المفترض في الحضيض، وأن مخطط التوريث في النزع الأخير، ويلفظ أنفاسه. بعد أن حاصرته قوى وإرادة التغيير من كل جانب . ومن المتوقع أن يكون الانتصار في معركة رفض التوريث هو المدخل الصحيح لاستعادة مصر الأسيرة من أيدى مثل هؤلاء العنصريين الجدد ومن يحركهم.

    ' كاتب من مصر يقيم في لندن

    ========================

    عندما يتحول اللعب إلى جد والجد إلى لعب!

    2009/12/18



    وأخيراً خمدت نار ألسنة اللهب المصرية تجاه الجزائر (الجزائر تلك الدولة العربية التي تقع في شمال القارة الأفريقية والتي تُعد ثاني أكبر بلد عربي وأفريقي من حيث المساحة بعد السودان،الألوان في العلم الجزائري ترمز إلى : الأبيض لحب السلام، الأحمر لدم الشهداء، الأخضر رمز الإسلام، الهلال والنّجمة من العهد العثماني... أما بالنسبة لحرب التحرير الجزائرية فاندلعت في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1954 ضد المستعمر الفرنسي ودامت تلك الحرب سبعُ سنوات دارت أحداثها بين الجيش الفرنسي والمجاهدين الثوار الجزائريين، انتهت الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 تموز (يوليو) من عام 1962 وفي تاريخ 25 أيلول (سبتمبر) من ذلك العام تم إعلان ميلاد الجمهورية الجزائرية ، كلنا نعرف تلك المعلومات عن الجزائر لكنني أوردتُها حباً وتعريفاً بالجزائر التي هي بلد المليون شهيد... لا مليون لقيط كما وصفهم الإعلام المصري الذي أوقد ناراً من ملاسنات وكلمات مترامية تطايرت شظاياها لتحرق مشاعر الجزائريين ومشاعرنا نحن أيضاً.
    فقد قتلتنا تلك الهزة الإعلامية المصرية التي زلزلت العلاقات المصرية الجزائرية.. (نعم كانت هناك ردود فعل جزائرية لكنها لا تقارن بالهزة الإعلامية المصرية).
    كل ذلك كان من أجل لعبة كرة قدم وتأهل لنهائيات كأس العالم! كلنا نحب كرة القدم ومما لا شك فيه بأنها لعبة جميلة جداً تملؤها الإثارة والتشويق الذي يدفعنا لتشجيع الفريق الذي نحب بكل حماسةٍ ورغبةٍ في فوزه لكن أن تنقلب كل تلك المشاعر الجميلة إلى كتلة من الغضب والحقد فهنا تكون المصيبة لأنها مجرد لعبة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤثر في مصير أي فرد أو أي بلد.
    لذلك فقد تفاجئت من ردود الفعل المصرية الإعلامية والسياسية بعد فوز الجزائر على مصر وتأهلها لكأس العالم لعام 2010. وشعرت إبان ذلك بأن هناك ثمة كارثة تهدد أمن مصر وقوميتها... فتساءلت لما حدث كل ذلك فالموضوع لا يستحق كل الذي ماحدث من أجله؟! لكن مما لا شك فيه بأن هناك ثَمة عُصبة تريد أن تستفيد من تلك الردود والثورة الإعلامية لتحقيق مطامع وجدوا من تلك الأحداث سبيلاً لتحقيقها، لا أريد الخوض في دهاليز تلك المطامع ومن وراءها.. لكننا نعلم بأن من وراءها بعيدون كل البعد عن مصر التي هي أم الدنيا وبلد الأحرار.
    نعم أولئك العصبة من الناس بعيدون عنها.. أولئك الذين أهبطوها مرتين خلال سنة : فالمرة الأولى كانت عندما جعلوا دورها في حرب غزة لا يتعدى كونها مجرد بوابة حديدية تحول دون وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة... والثانية عندما شنوا تلك الحرب الإعلامية التي طعنت العلاقة الأخوية بين البلدين مصر والجزائر وشوهتها.
    صدقاً لقد هزتني تلك الحرب الإعلامية المبنية على المشاحنات وطرح التُهم لا بل القوة في طرح التهم، مما أدى إلى سوء العلاقات السياسية والأخوية بين البلدين.
    لا أدري وقتها لما تذكرت لعبة الطائرات الإسرائيلية التي لعبتها إسرائيل في سماء غزة والتي كانت عبارة عن إرسال أعداد كبيرة من الطائرات تقوم برمي القنابل الفسفورية الحارقة بشكل عشوائي على البيوت الغزاوية.. وكانت تلك الطائرات تسجل الأهداف واحدً تلو الأخر محدثةً إنفجارات وإصابات وقتل وفزع فتعلو صرخات الخوف والألم والبكاء من تلك البيوت وما كانت تلك الصرخات إلا بمثابة هتافات التشجيع التي تحفز الطائرات لرمي المزيد من القذائف لتعلو تلك الأصوات أكثر فأكثر
    وقتها لم نسمع بأي تعليق رسمي على تلك اللعبة ثم إننا لم نر بأن هناك ثمة علاقة قد ساءت بين إسرائيل واي دولة عربية؟
    وقتها لم نسمع صوت! ولا تعليق! ولا قطع علاقات! ولا ملاسنات حادة!
    لا تعليق لدي سوى أن أقول: بئست أمة لعبها جد وجدها لعب... فـ رحمة الله على شهداء غزة وأبريائها الذين عاشوا 22 يوماً تحت القصف والصواريخ والقذائف دون أن يهب أحد لمساعدتهم... فمن أجل هؤلاء وأصوات بكاء أطفالهم وصرخات رجالهم ونسائهم في المستشفيات كان أجدر بنا أن نثور ونُخاصم ونقاطع وتشتعل الدماء في عروقنا لا أن نثور ونحقد ونخاصم من أجل لعبة كرة قدم.
    هالة العزة



    القدس العربى
                  

12-21-2009, 05:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاعلام الكروى يستنهض ذكرى داحس والغبراء ...مبروك لفريق الجزائر ... وهارد لك الفريق المصرى (Re: الكيك)

    سفير الجزائر في مصر يؤكد أنه تعرض لمحاولة اغتيال في القاهرة

    21/12/2009



    الجزائر ـ 'القدس العربي': قال سفير الجزائر بالقاهرة، عبد القادر حجار، انه تعرض لمحاولة اغتيال في مصر، مؤكدا أن 5 مصريين تخطوا الحاجز الأمني وتسللوا إلى السفارة مستغلين حالة الفوضى التي عمت عقب مباراة منتخبي الجزائر ومصر في السودان.
    ونقلت صحيفة 'الخبر' (خاصة) أمس الأحد على لسان السفير حجار أن محاولة اغتياله هي نتيجة للشحن الإعلامي الذي تحول إلى تحريض صريح للجماهير بالاعتداء على السفارة الجزائرية في القاهرة، معتبرا أنه في البداية لم يعر الأمر اهتماما كبيرا، واكتفى بالتعزيزات الأمنية حول مقر السفارة.
    وذكّرت الصحيفة بما كتبه الصحافي المصري وائل الإبراشي في مقال نشره في صحيفة ''صوت الأمة''، تحدث فيه عن تخطيط خمسة مصريين لاغتيال السفير الجزائري بالقاهرة، مؤكدة أن الإبراشي موضحة أن المصريين الخمسة خططوا لتخطي الحصار الأمني المضروب على إقامة السفير، وأنهم دخلوا بالفعل إلى الاقامة، قبل أن يطلب السفير نجدة قوات الأمن التي أنقذت حياته في اللحظات الأخيرة.
    وأوضحت 'الخبر' أن المصريين الخمسة استخدموا زورقا صغيراً عبر نهر النيل الذي يطل عليه قصر السفير، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن المصرية فرضت حراسة أمنية دائمة باستخدام القوارب المطاطية في الجانب الخلفي من السفارة المطل على النيل.
    واعتبرت أن هذه الحادثة تعكس الحملة الشرسة التي تعرضت لها الجزائر طوال الأيام التي أعقبت مباراة السودان، كما تصور الظروف الصعبة للغاية التي واجهها الفريق الدبلوماسي الجزائري العامل بالقاهرة طيلة تلك الأيام العصيبة، إضافة إلى الاعتداء التي تعرض لها طلبة ورعايا جزائريين في القاهرة


    القدس العربى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de