فكرة جامعة المعتربين ...فاشلة ...ومتخلفة ...

Quote: لايزال التعليم هو القضية الأكثر تأثيرا فى المجتمع اذ يغير العماد الأساسى للتنمية البشرية، وملف التعليم فى مصر لايزال يحوى العديد من النقاط الساخنة من هذه النقاط.. قضية الجامعات الخاصة فى مصر ومدى نجاح هذه التجربة فى ظل ظهور العديد من التجاوزات فى مسيرة عملها فى فترة تقارب من العشر سنوات هى مدة وجودها فى مصر ومع وجود هذه الثغرات وملامح الفساد الادارى بالاضافة إلى ما تردد مؤخرا من موافقة وزارة التعليم العالى على انشاء خمسة جامعات أهلية جديدة كان لابد من التوقف لنقيم التجربة والوقوف على سلبياتها قبل الشروع فى افتتاح جامعات جديدة من هذا النوع.. فى هذا التحقيق نحاول بحث القضية وتقيم هذه التجربة تقييما موضوعيا.. بداية يشير الدكتور السيد محجوب الأستاذ بكلية طب عين شمس الى الممارسات الخاطئة والسلبية للجامعات الخاصة والتى تم الكشف عنها فى الآونة الأخيرة مؤكدا أن فلسفة الجامعات الخاصة فى مصر فلسفة سلبية تضر بالمجتمع اذ تقوم على الربح كهدف رئيسى ولا تخدم إلا الأثرياء فقط وتعمل على تمكينهم من التمتع بامتيازات خاصة مقابل جنى الأرباح الطائلة وقد أثبت الأحداث المتتالية ان الهدف الحقيقى من اقامة هذه الجامعات هو التخلص من مبدأ تكافؤ الفرص من خلال التحرر من الآلية الفعالة التى تضمن اتاحة فرص متساوية للجميع من التعلم الجامعى من خلال مكتب التنسيق وذلك بعكس الجامعات الخاصة فى الدول الرأسمالية والتى برغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تقدم خدمة عامة للمجتمع ولا تهدف للربح، وأضاف مؤكدا أن فلسفة هذه الجامعات تناقض جذريا مع ما حدده قانون سنة 1992 لتنظيم عمل الجامعات الخاصة فى مصر حيث نص القانون على عدم استهداف هذه الجامعات للربح، وأشار أن هذه الجامعات خلقت نسخ ممسوخة ومتخلفة من كليات القمة وتؤدى لاغراق سوق العمل بالمزيد من الخريجين ومزاحمة خريجى الجامعات الحكومية الأكثر علما وكفاءة وتدريبا وقد سمحت الحكومة لهذه الجامعات للاستعانة بأعضاء هيئة التدريس من الجامعات الخاصة وكما تدرب خريجيها فى كليات الطب الحكومية، وأضاف ان من مخالفات الجامعات الخاصة فى الفترة الأخيرة هى خرق قانون لجنة التعليم الخاص بالمجلس الأعلى للجامعات الذى حدد 60% و80% كحد أدنى للقبول بالكليات النظرية والعملية على التوالى وقامت احدى الجامعات الأربع العاملة فى مصر بالحاق بعض الطلبة بكلية الصيدلة بمجموع 55% فقط وذلك تحت سمع وبصر المسئولين فى وزارة التعليم العالى، فيما أكد أحد مسئولى وزير التعليم العالى لدى الجامعات الخاصة انه مورست عليه بعض الضغوط لقبول بعض ابناء المسئولين المخالفين للقواعد، وشدد المحجوب على أهمية الوقوف أمام هذه الممارسات وتعديل مسار هذه الجامعات وممارساتها، وبالنسبة للدكتور محمود محفوظ رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى فقد أشار إلى أنه يجب عدم صبغ تجربة الجامعات الخاصة فى مصر بسلبية بعض الممارسات الادارية داخل هذه الجامعات مؤكدا أن التعليم الأهلى كفلسفة شئ جيد أما ما يظهر من سلبيات ادارية أثناء التطبيق فهذه يتم معالجتها دون الحكم بشكل سلبى على القضية ككل فهذه السلبيات كانت متوقعة وأن ما يقوله الدكتور المحجوب موجود بالفعل ولكن هذا هو حال جميع الادارات أن تحتوى على بعض الفاسدين فتجربة التعليم الأهلى فى مصر لم تصل للنضج الكافى بعد ولابد من تقويم التجربة كل فترة وتلافى السلبيات، وأيد الدكتور على المليجى عميد كلية التربية النوعية كلام الدكتور محفوظ مشيرا إلى أن الجامعات الخاصة شكل جيد من التعليم لكنه يحتاج إلى مضمون أجود فنحن فى مصر استوردنا الشكل الغربى للجامعات الخاصة لكننا لم نأخذ مضامينها لابد أن تدار هذه الجامعات بشكل جيد ومراقب بشدة من أجل التحسين وليس من أجل الهدم وبالنسبة لما ظهر من سلبيات فى الجامعات الحالية فقد أكد المليجى أن أى نظام جديد لابد أن تواجه مشكلات ولابد أن تظهر به سلبيات مؤكدا أننا فى مصر لم نأخذ التعليم الأهلى بالجدية المطلوبة فلابد من التأنى ومراقبة السلبيات وتحسين التجربة وتطبيقها بفلسفة الواقع المجتمعى المصرى لا بفلسفة غربية غريبة على المجتمع. وبالنسبة لرأى وزارة التعليم العالى فقد أكد الدكتور محمود علم الدين مستشار وزير التعليم العالى وعضو مجلس الجامعات الخاصة أنه تم اقرار نظام جديد للقبول بالجامعات الخاصة سيتم العمل به بدء من العام الدراسى القادم بحيث يتم ترشيد قبول أعداد كبيرة بالكليات العملية بما يتلائم مع الامكانات العملية لهذه الكليات وأشار أن مجلس الجامعات الخاصة بحث أيضا ضوابط تأدية كليات الطب بالجامعات الخاصة لسنة الامتياز بحيث تم داخل مستشفيات جامعتى القاهرة وعين شمس وتحت اشراف اساتذتها حتى نضمن الكفاءة اللازمة لخريجى هذه الكليات وتلافى السلبيات التى ظهرت فى السابق مشيرا إلى أن المجلس رفع تقريرا تفصيليا عن أداء هذه الجامعات لمجلس الوزراء لتقييم التجربة.