|
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... (Re: الكيك)
|
الخميس 2 يوليو 2009م، 10 رجب 1430هـ العدد 5784 خريطة طريق للانتخابات والاستفتاء
الطيب زين العابدين 05052008055111User44.gif http://www.alsahafa.sd/admin_visitors.aspx أهم حدثين سياسيين يحددان مستقبل السودان في المدى القريب والمتوسط هما الانتخابات العامة في أبريل من العام القادم والاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في يوليو 2011م، وتكاد تكون كل الاختلافات والتوترات التي تحتدم في الساحة السياسية اليوم تدور حول التأثير على هذين الحدثين الهامين بالنسبة لمستقبل البلاد. كل القوى السياسية تريد أن تجير هذين الحدثين بصورة أو أخرى لأهدافها السياسية ومصلحتها الحزبية، وهذه نظرة ضيقة ستؤدي بالضرورة إلى استمرار التوترات والنزاعات إلى ما بعد إجراء هذين الحدثين لعدة سنوات قادمة وربما لعدة عقود. وكيفما تعقد الانتخابات ويجرى الاستفتاء يكون مستقبل السودان إلى الاستقرار والتوحد أو إلى الاضطراب والتفكك. إن أسوأ السيناريوهات التي تهددنا هي أن تقوم انتخابات مختلف عليها من القوى السياسية وناقصة لا تشمل كل السودان ومقاطعة من قبل بعض القوى السياسية. هذه انتخابات من الأفضل أن لا تقوم أصلاً لأن نتائجها خطيرة على السلام والاستقرار ووحدة البلاد. وأسوأ السيناريوهات بالنسبة للاستفتاء أن لا يقوم في موعده الذي حدد له في اتفاقية السلام الشامل دون تراضٍ على ذلك بين الشريكين أو أن تفرضه الإدارة الحالية في الجنوب دون انتظار حكومة منتخبة أو أن يعلن برلمان الجنوب الانفصال عن الشمال دون اللجوء إلى استفتاء شعبي. كل هذه السيناريوهات متوقعة بل إن بعضها قد صرح به بعض قيادات الحركة الشعبية ونواب البرلمان في الجنوب، وأي معالجة لقضية تقرير المصير في الجنوب دون اتفاق وطني ستكون لها تداعيات خطيرة من بينها الحرب على الحدود وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويتحمل المؤتمر الوطني تداعيات تلك السيناريوهات بصفته الحزب الحاكم لعشرين سنة، وكل الأوضاع السياسية التي نعيشها الآن هي نتيجة سياساته التي اتخذها منفرداً طيلة تلك السنوات الماضية. وليس هناك من بديل لتفادي تلك السيناريوهات السيئة سوى الوصول إلى حلول وسطى حول المسائل العالقة بالنسبة إلى إجراء الانتخابات والاستفتاء، والمؤتمر الوطني بحكم قبضته على مقاليد السلطة هو القوة السياسية الرئيسة التي تستطيع أن تقود البلاد إلى حل توافقي حول تلك المسائل أو تحاول أن تمضي إرادتها منفردة كما فعلت في مرات كثيرة ماضية دون نجاح كبير في معالجة المشكلات. ما هي المسائل العالقة بالنسبة للانتخابات والاستفتاء والتي تحتاج إلى توافقٍ وطني واسع؟ بالنسبة للانتخابات هي: التعداد السكاني الذي تعترض عليه الحركة الشعبية وترفض أن تقوم الانتخابات على أساسه كما تتشكك في دقته بعض فصائل دارفور؛ أزمة دارفور التي لا يبدو أن الفصائل المسلحة في دارفور (الموقعة وغير الموقعة) تستعد لخوضها؛ تعديل القوانين المقيدة للحريات والتي يتمنع المؤتمر الوطني في تعديلها وفقاً لدستور السودان الانتقالي؛ ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بناءً على الحدود التي تركها الاستعمار في 1/1/1956م والتي تأخرت كثيراً رغم أهميتها بالنسبة للتعداد السكاني وتقسيم الدوائر الجغرافية وتوزيع عائدات البترول وإجراء الاستفتاء، وما انفكت الحركة الشعبية تطالب بتعجيل ترسيم الحدود. لا ينبغي إحداث تغيير في نتائج التعداد بقرارات سياسية فهذا يفتح باباً واسعاً لا ينتهي إلا بإلغاء التعداد كلية، ولكن يمكن الاستفادة من السجل الانتخابي لاختبار دقة التعداد فإذا اتضح أن هناك مفارقات كبيرة تستحق المعالجة فلا بأس من معالجتها، ولكن صحة التعداد شهدت عليها الدول المانحة والأمم المتحدة وهيئات الرقابة الدولية. لا ينبغي أن تقوم انتخابات عامة دون مشاركة كاملة من أهل دارفور، ولم يبدو من الحزب الحاكم أي مجهود كبير في معالجة الأزمة بل يقوم بدور المنتظر لتحركات المجتمع الدولي وذلك بالرغم من التوصيات الجيدة التي تضمنها «اتفاق التراضي الوطني» بين الحزب الحاكم وحزب الأمة القومي وتوصيات ملتقى أهل السودان في كنانة، والتي كان ينبغي التحرك على أساسها لمعالجة الأزمة. إن مبادرات المجتمع الدولي والإقليمي لحل أزمة دارفور لا يعفي الحكومة من مسئوليتها الوطنية والسياسية والأخلاقية تجاه معالجة مشكلة داخلية تسببت في تفاقمها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. ليس هناك من سبب يمنع تعديل القوانين المقيدة للحريات خاصة قانون جهاز الأمن الوطني الذي يعطيه حق الحبس والتفتيش والحجز ومصادرة الممتلكات، وما زال القانون محل جدل كثيف لأن المؤتمر الوطني لا يريد أن يلتزم بما جاء في الدستور من أن خدمة الأمن الوطني «مهنية وتركز في مهامها على جمع المعلومات وتحليلها وتقديم المشورة للسلطات المعنية». وقضية ترسيم الحدود مازالت سارية منذ وقت طويل وتحتاج إلى الاستعجال فيها ومعالجة ما يقف في طريقها من عقبات حتى تكون أساساً لإجراء الانتخابات والاستفتاء في مواعيدهما. وينبغي للحركة الشعبية أن تتقبل قرار محكمة لاهاي كاملاً ولا تسعى لفتح النقاش حول حقول هجليج مرة أخرى، وهل تتبع للشمال أم الجنوب؟ فقد قضت المحكمة أن حدود منطقة أبيى من الناحية الشرقية التي تضم حقول هجليج تمتد على خط مستو على طول 29 درجة إلى خط عرض 10 (درجات) و 10 (دقائق) و 10 (ثانية) شمالاً إلى حدود كردفان «على ما جرى تحديده في 1 يناير 1956م». فليس هناك مجال للقول بأن هجليج قد خرجت من منطقة أبيى ولكنها يمكن أن تعود إلى الجنوب من داخل لجنة الترسيم التي طلب منها تخطيط حدود 1/1/56 لأن المحكمة قد أخرجتها من منطقة أبيى على أساس حدود 1/1/56. أما الاستفتاء على تقرير المصير لأهل الجنوب فإن أهم قضاياه هو قانون الاستفتاء، ولا أجد سبباً منطقيا يربط الاستفتاء بالاتفاق على قضايا ما بعد الاستفتاء كما يقول المؤتمر الوطني فتلك قضية أخرى ينبغي مناقشتها والاتفاق عليها ولكنها ليست جزءً من قانون الاستفتاء الذي يحكم وينظم إجراءات عملية الاستفتاء. ولا أفهم مطالبة المؤتمر الوطني بأن لا يتم الانفصال إلا إذا صوّت له ثلاثة أرباع الناخبين الجنوبيين فذاك شرط غير مسبوق في نظم الاستفتاء، ولا يمكن أن تكون وحدة طوعية تلك التي يصوت ضدها أكثر من نصف الجنوبيين ولكنها لم تبلغ نسبة 75% من الناخبين حتى ينالوا حق الانفصال! وفي ذات الوقت أعجب لموقف الحركة الشعبية التي تريد أن تقصر التصويت في الاستفتاء على المواطنين في الجنوب، ولا يحق للجنوبيين في الشمال أن يشاركوا في ذلك التصويت. لقد اعترضت الحركة على التعداد السكاني لأنه قلل من أعداد الجنوبيين في الشمال، فكيف تدافع عن كثرة أعدادهم، مع أن ذلك لا يحرمهم المشاركة في الانتخابات حسب أعدادهم الحقيقية إذا ما سجلوا أنفسهم في كشوف الانتخابات، وتريد في نفس الوقت حرمانهم من المشاركة في أهم تصويت لهم منذ الاستقلال يقرر مصيرهم بالعيش في دولة منفصلة أو متحدة مع الشمال؟ ولا ينبغي على الحكومة أن تحاول وضع العراقيل أمام الاستفتاء أو التأثير على نتيجته بصورة غير عادلة أو شفافة، يكفيها أنها فشلت في جعل الوحدة جاذبة لمعظم الجنوبيين. ولو أعلن برلمان الجنوب الانفصال اليوم لما استطاعت الحكومة أو قواتها المسلحة فعل شئ لمنعهم من ذلك، والنتيجة أن نصل إلى انفصال متوتر لا يخلو من تجدد النزاع بين شقي البلد! وبجانب الاستفتاء على مصير الجنوب هناك مسألة المشاورة الشعبية من قبل سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر المجلسين التشريعيين المنتخبين ديمقراطياً في كل منهما، وموضوع المشاورة هو مدى صلاحية بنود اتفاقية السلام الشامل وتنفيذها، وإذا قررت أي من السلطتين التشريعيتين قصوراً في ترتيبات الاتفاقية عليها أن تتفاوض مع الحكومة القومية بغرض استكمال النقص. ولا أرى أن تتنازل الحكومة عن هذه الصيغة كما هي أياً كانت نتيجة الاستفتاء على الجنوب. أما إذا استعصى الوصول إلى اتفاق وطني واسع حول قضايا الانتخابات والاستفتاء العالقة فيمكن التفكير في حلٍ جذري خارج اتفاقية السلام الشامل وهو تقديم الاستفتاء على الانتخابات، وهذا ما تريده قيادة الحركة في الوقت الحاضر. وعندها نحتاج إلى اتفاقية جديدة لكنها بين القوى الشمالية إذا ما اختار الجنوب الانفصال، وهو ما يرجح حتى الآن. ولا ينبغي للمؤتمر الوطني عقب الاستفتاء أن يندفع إلى عقد انتخابات متعجلة لأنه يرى فرصة ذهبية لكسبها، وهو الذي حكم البلاد لعقدين من الزمان دون أن يعرض نفسه لانتخابات تعددية حقيقية! فالوضع في الشمال بعد اختيار الجنوب للانفصال يحتاج إلى تكييف جديد ومعادلة أخرى تختلف تماماً عن اتفاقية السلام الشامل؛ وهذا وضع يأخذ بعض الوقت ويستلزم فترة انتقالية محدودة تستدعي إعادة هيكلة ولايات الشمال واقتسام السلطة والثروة بينها بصورة متوازنة لكل الأقاليم والمشاركة في الحكم من قبل الأحزاب والفصائل التي حملت السلاح ومنظمات المجتمع المدني. وبدون ذلك سيجد السودان الشمالي نفسه في سنة أولى إنقاذ مرة ثانية، ولا حول ولا قوة إلا بالله! الصحافة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 07-31-09, 10:42 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 07-31-09, 11:02 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-01-09, 06:26 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-02-09, 09:32 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-02-09, 10:31 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-02-09, 05:33 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-02-09, 06:22 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-03-09, 10:48 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-03-09, 07:28 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-04-09, 09:08 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-08-09, 11:54 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-09-09, 09:35 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | حسن الجزولي | 08-09-09, 11:29 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-10-09, 04:14 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-11-09, 11:02 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | اسعد الريفى | 08-23-09, 11:10 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-24-09, 07:02 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | عبدالكريم الامين احمد | 08-24-09, 07:21 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 08-27-09, 11:42 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-01-09, 09:17 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-03-09, 08:04 AM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-03-09, 04:34 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-03-09, 05:32 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-13-09, 11:46 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-14-09, 05:26 PM |
Re: قالوا ...وقلنا ...وقلنا ليه ...تعليق على اخبار ومقالات ... | الكيك | 09-22-09, 01:07 PM |
|
|
|