فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2009, 03:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 (Re: الكيك)

    العدد رقم: 2265
    2009-09-24



    المذكرة «القنبلة» تنفرد بنشرها «الوطن»

    قيادي بالشعبي ينتقد موقف الترابي من الجنائية ودارفور
    حركة خليل تدعي أنَّ الشعبي هو جناحها السياسي..!
    لو كان البشير عسكرياً عادياً لأيده الغرب ولدعم انقلابه



    حصلت «الوطن» ومن أحد المواقع الإلكترونية على نص الرسالة الخطيرة التي بعث بها من سجنه بأم درمان القطب الإسلامي القيادي بالجبهة الإسلامية «صلاح عبد الله» للدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي، منتقداً مواقفه من مذكرة أوكامبو، وقضية دارفور، وعلاقة الشعبي بحركة العدل والمساواة. ولتوثيق هذه المذكرة المهمة والتأكد من صدورها عن الأستاذ صلاح عبد الله اتصلنا به ليس طلباً للاذن بالنشر، فذلك حقنا ولا نستأذن فيه أحداً، ولكن لمجرد التأكيد من أنها صادرة عنه بالفعل في زمن أضحى «الدس» الإعلامي فيه ظاهرة خطيرة وكبيرة..!.
    وقد أكد الأستاذ صلاح عبد الله صدور المذكرة عنه؛ ولكننا للحقيقة والتاريخ لم نستأذنه في النشر لأنه حقنا المقدس كما قلنا وقد استخدمناه..!. إن الصفحة الخامسة من هذا العدد تحتوي على أخطر مذكرة تقدم بها إسلامي «شعبي» لزعيم الحزب المذكور الدكتور حسن الترابي. إننا ولتعميم الفائدة ولإبراز حقيقة أن داخل بعض أحزابنا أصوات تصدح بالحق والنقد والشجاعة.. وأن التعتيم على كل ذلك هو الذي يجعل بعض القيادات وكأنها فوق النقد وفوق التوجيه، بل إن البعض من القادة يريدون أن يتعامل معهم أتباعهم كآلهة وليسوا كبشر، لذلك كله ننشر نص المذكرة.



    والي نص المذكرة الخطيرة:-



    أخي الكريم الشيخ حسن الترابي،


    عليك سلام الله ورحمته وبركاته، وأسال الله أن يديم عليك نعمة الصحة والعافية.
    أخي استميحك عذراً أن يكون التواصل بيننا عن طريق الرسائل، فظرف المكان حال بيننا والتواصل الشخصي، كما أرجو أن تجد رسالتي هذه قليلاً من زمنك الغالي. في رسالتي السابقة لك تعرضت لعدة مواضيع كان أهمها ما رأيته بشأن موقفك من قضية مذكرة أوكامبو، وطرحت لك اقتراحاً بالقيام بزيارات اجتماعية لعدد من إخوتك بالطرف الآخر كعملية استثنائية علها تذيب جليد العلاقات المتحجر بينكم، وتفتح آفاقاً وسبلاً للتفاوض والتفاهم في سائر الأمر العام. ولكن يبدو أن رسالتي وجدت طريقها لسلة المهملات؛ وما كنت امتلك منها نسخة، وعندما حاولت استرجاعها لكي أعيد قراءتها وأقوم بتحرير رسالتي هذه لك لم يعثر عليها.


    المهم في هذه الشأن هو أنني سأظل أرسل لك الرسائل التي تحمل رأيي بوضوح شديد وصراحة في ما يدور من أحداث متلاحقة على الساحة. أخاطبك اليوم أخي الكريم بنفس الروح التي أملت عليّ رسالتي السابقة، وهي المسؤولية أمام الله أولاً ثم لما بيني وبينك من علاقة أحسب أنها كانت وستظل خالصةً لوجه الله، ما ابتغيت فيها طوال الخمسين عاماً الماضية أمراً دنيوياً أو موقعاً أو منصباً من عرض الدنيا الزائلة. رسالتي إليك اليوم تتكون من أربعة محاور:
    1/ موقفك من مذكرة المحكمة الجنائية.
    2/ الوضع الراهن بالمؤتمر الشعبي.
    3/ المشهد السياسي السوداني من واقع الأحداث والظروف المحيطة بالبلاد.
    4/ وضعك الشخصي كمفكر مسلم في خضم ما يشهده العالم الإسلامي من ضعف وتمزق وشتات.


    ٭ بالنسبة للأمر الأول 1/ قلت لك سابقاً في رسالتي الماضية أنني لا أستطيع أن أتفهم موقفك المؤيد لمذكرة أوكامبو ثم لقرار المحكمة الجنائية. وقلت لك إن أوكامبو وكل الغرب لن يحققوا لمجتمعاتنا المسلمة أي نوع من العدالة. لأن عدالتهم مجروحة وعداءهم المستحكم للمسلمين ونظرتهم الدونية لهم لا تسمح لهم بالرؤيا نحونا إلا بعين المتربص للايقاع بنا وتفريق وحدتنا. كانت إستراتيجيتك دائماً أن الغرب لن يرضى بالإسلام حتى ولو جاء عن طريق الديمقراطية التي يرفعون شعاراتها عندما تخدم أغراضهم، ويغضون الطرف عنها عندما تأتي بالإسلاميين للسلطة، وكنت دائماً تستشهد بما حدث في الجزائر، وكنت ترى في ذلك مبرراً كافياً لأن تأتي الحركة الإسلامية للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري.
    فلو كان الرئيس عمر البشير عسكرياً عادياً لوجد منهم كل التعاون والدعم، بل ساعدوه في هزيمة أي تمرد، ولكن لأن عمر البشير يحمل تلك الأفكار التي تؤرقهم، والتي كنت أنت وما زلت ترفع رايتها منذ أكثر من نصف قرن من الزمان. أقول لك يا أخي الكريم إن الالتفاف الشعبي الداخلي والذي هو ظاهر لكل العيان محلياً وخارجياً ثم التضامن الإقليمي الشعبي والرسمي والتضامن الدولي، والأهم من كل ذلك موقف كل الحركات الإسلامية في عالمنا والتي تضامنت وأيدت بدون تحفظ موقف الرئيس البشير، وذلك لعلمهم بمدى تفاهة وضعف الاتهامات، وهذا ما قلته أنت بنفسك.
    إن المقصود ليس هو عمر البشير في شخصه وليس حباً وعشقاً للعدالة التي يرونها بمنظار واحد فقط وأمامهم ما تقوم به إسرائيل يومياً، وما جرى للشعب العراقي من احتلال وقتل وإبادة جماعية حقيقية، ثم يأتي الرئيس الأمريكي السابق ليقول بكل برود: «دخلنا العراق بمعلومات خاطئة». فهل تجرأ أي واحد من دعاة حماية حقوق الإنسان أن يصرح مجرد تصريح بإدانة هذا الرئيس أو المطالبة بمحاسبته على ما اقترف من جرائم؟


    إن ما أزعجني حقاً ما سمعته من الأخ فتحي يكن مرشد الأخوان المسلمين في لبنان عند زيارته للسفارة السودانية بدمشق؛ ليعلن تأييده وأخوانه ودعمهم للرئيس البشير عندما قال: «إن الترابي يغرد خارج السرب». هل تعتقد يا أخي الكريم أن كل هؤلاء القوم على باطل وأنت تقف في الساحة وحدك بهذا الموقف على حق؟؟


    إن هنالك عدداً كبيراً من السودانيين يعارضون الانقاذ منذ سنين، بل ويتمنون زوالها، ولكنهم في هذا الأمر بالذات وقفوا موقفاً وطنياً برفضهم للمذكرة ودعمهم للرئيس لأنهم - كما قال لي أحدهم: «إن الأمر صار أمر الوطن وكرامته وعزته». إن المظاهرة العفوية الشعبية التي خرجت لاستقبال الأخ الرئيس يوم 4 مارس الماضي عندما كان عائداً من حفل تخريج ضباط الطيران بوادي سيدنا، كانت رداً كافياً في تقديري لكل من يتشكك في أن الشعب السوداني كله يرفض هذه الادعاءات الباطلة.


    وكانت هذه المظاهرة جديرة بأن تجد التحليل السياسي المحايد من قبل كل من في الساحة السياسية وتقييمها والبناء عليها من قبل أهل الانقاذ. أخي الكريم أنت قلت إن حيثيات أوكامبو ضعيفة وعلى الرئيس أن يسلم نفسه ليدافع عن هذه الاتهامات الضعيفة، وهنا أتعجب أخي الكريم فأنت القانوني الضليع تقر بأن هذه الحيثيات ضعيفة؛ أما كان الأجدر بك أن تفضح ضعفها على مرأى ومسمع من العالم، تحقيقاً للعدالة وتثبيتاً لموقف يحسب لك وليس عليك، وكانت تكون فرصة مناسبة لتليين المواقف المتحجرة بينك وبين أخوتك. إنني أخي الكريم ما زلت اتعشم أن تعدل موقفك من هذه القضية السياسية في المقام الأول وللتاريخ ولمكانتك بين أخوانك داخل السودان وخارجه.


    في ما يتعلق بالمؤتمر الشعبي، فقد تحدثت مع عدد من الإخوة الذين جمعتني بهم الظروف في هذا المكان الذي أنا فيه الآن؛ وهم الأخ إبراهيم عبد الحفيظ والصافي نور الدين وكمال عمر، وأوضحت لهم تحفظاتي على المسيرة السياسية للمؤتمر الشعبي والذي أقول بكل صراحة وصدق إنه هو الحزب السياسي الوحيد في السودان الذي يعبر عن تطلعات فئة قليلة من أبناء السودان، بل من أبناء دارفور، وهذه الفئة أرادت أن تُجير المؤتمر الشعبي لصالح تطلعاتها القبلية وأجندتها الخاصة تحت ستار معارضة النظام. والمؤتمر الشعبي ينظر إليه الآن في دارفور كحزب «الزرقة» المعادي لكل القبائل العربية، وما ذلك إلاَّ بالأفعال والأقوال التي يقوم بها أمراء تلك الفئة. أنت تعرفني جيداً أخي الكريم لم أكن ولن أكون في أي يوم من الأيام عرقياً أو عنصرياً لأن تكويني الإثني يأتي من دارفور من جهة الأب ومن أقصى الشمال من جهة الأم، ولم أعش في دارفور ولم أزرها في حياتي غير ثلاث مرات بعد أن تخطى عمري الأربعين عاماً. ولن يستطيع أحد أن يتهمني بأي نعرة عرقية. ولكن لدى الشواهد الكثيرة والدلائل على ما أقول وإن شاء الله سوف يكون لي موقفاً واضحاً وجريئاً جداً في مواجهة هؤلاء القوم وتعريتهم وكشف ألاعيبهم؛ فما عاد الصبر على ذلك ممكناً، بل قد وصلت بهم الجرأة أن يدعوا أن المؤتمر الشعبي هو الجناح السياسي لحركة العدل والمساواة!!


    هذه الحركة العنصرية البغيضة والتي ما قامت إلا على الحقد والكراهية لكل ما هو عربي. قل لي بالله ما الذي يدعو الابن إبراهيم الماظ أن يذهب للانضمام لحركة العدل والمساواة وهو من الدينكا وليس له علاقة بدارفور تجعله يقدم على هذا العمل.


    وهنا لي أيضاً وقفة وآراء حول أمانة الطلاب لدى المؤتمنر الشعبي ولماذا انحسر التأييد الطلابي للمؤتمر الشعبي والذي كان يوم المفاصلة بنسبة 100% عندما قال مندوبهم في الاحتشاد أمام منزلك: «نحن مع شيخ حسن في حياته ومع وصيته بعد مماته»، أين الطلاب اليوم؟؟؟ إنها الأجندة العرقية. نعم. نعم. نعم هنالك الكثير الذي لا تسع له هذه الرسالة، ولعل الله أن مد لي في العمر أن أجد الفرصة للحديث عنه.
    إن مشكلة دارفور - أخي الكريم - لن تحل مطلقاً ما لم يتم الحوار الدارفوري دارفوري. فلو استجابت الحكومة لكل شروط خليل إبراهيم، والذي لا يمتلك أي حق بالتخاطب باسم أهل دارفور ويطالب بإقامة اقليم واحد. مَنْ مِنْ أهل دارفور فوض خليل إبراهيم للحديث باسمهم؟؟ هل لأنه يحمل السلاح؟؟ كل أهل دارفور الآن يحملون السلاح. وهنا مكمن الخطر والخطر الحقيقي الذي يحيق بكل السودان وما لم تنته التفرقة العرقية البغيضة في دارفور وما يسمى بعرب وزرقة فلن تعشم دارفور في سلام!!
    فهل يتبنى المؤتمر الشعبي مشروعاً وطنياً تصالحياً محايداً، محايداً، محايداً لجعل الحوار الدارفوري دارفوري أمراً ممكناً؟؟


    أما بالنسبة للمشهد السياسي الراهن فإنني أكاد أرى المؤتمر الشعبي يقف وحيداً في الساحة السياسية يتلفت بمنة ويسرة لا يجد سوى الكلمات الطيبة من بعض أصدقائه، والتي لا تشكل أي موقف سياسي، ودليل على ذلك ما أراه الآن. فالأخوة في حزب الأمة الأصل لهم اتفاق تراضي مع الحكومة ويمارسون معارضة ناعمة وهم أقرب إلى المؤتمر الوطني منهم للشعبي فلا مصلحة لهم عند الشعبي.
    أما أخي الكريم السيد الصادق المهدي فهو رجل حصيف يقول علناً: «من فش غبينته خرب مدينته». وعلى مستوى العلاقة الشخصية فأحب الناس إليه شقيقته وأبنائها ما في ذلك شك؛ ولكن موقفه السياسي منك هو موقف عدائي فهو لن ينسى لك أنك قدت الانقلاب العسكري ضد حكومته المنتخبة ديمقراطياً. وظل طول الوقت يتكلم وحتى بوجودك في بعض الحالات عن الانقاذ ONE والتي هي بنظرة أسوأ من الانقاذ TWO ولكن لا بأس من المجاملة في ما يتعلق بالقوانين المقيدة للحريات أو قانون الصحافة. أما الحزب الشيوعي فمع تقديري واحترامي لمواقف الأستاذ نقد الداعمة لك أحياناً، فهو كحزب مرتبط بالحكومة ولديه نواب في البرلمان ولديه موقف واضح من قضية الجنائية، ومعي احترامي الزائد لهم. ما هو وضع الشيوعيين السياسي وحجمهم الآن؟؟؟ أما الاتحادي الأصل فله اتفاق القاهرة مع الحكومة وهو وكل فصائله المنشطرة ممثلون في هذه الحكومة وفي البرلمان، وموقفهم من الجنائية أيضاً معروف ومعلن عنه وهم أقرب إلى الوطني سياسياً، خاصة من الجانب المصري والذي لن يرضى عن الشعبي، بل بالأحرى لن يرضى عن الترابي حتى لو تبرأ من دم ابن يعقوب.



    أما الحركة الشعبية فحدث ولا حرج فهي الشريك الأصلي للحكومة وقننت اتفاقية نفاشا علاقتها بالسلطة سياسياً ودستورياً ولقد أدارت ظهرها لكم تماماً، حتى وإن حاول بعض قادتها أن يدعوا بأنهم لهم مواقف معارضة للحكومة «وهذا عمل غير أخلاقي» مع اعتذاري، ورغم ما تكبدته أنت على المستوى الشخصي من مصاعب بعد توقيع مذكرة التفاهم، إلا أنهم هم الذين جنوا ثمارها ولن يفكروا مطلقاً في دعوتك لإقامة حكومة قومية والدستور يكفل لهم حقهم في التمثيل في الحكم. أما الأحزاب المنشطرة عن أحزابها الكبرى فكلها الآن ممثلة في الحكومة، فهل تعتقد أنهم يفكرون مجرد تفكير في ترك مناصبهم التي تحت أيديهم الآن ليؤيدوك في دعوتك لحكومة قومية لا يعلمون ماذا سيكون مصيرهم فيها؟. ولذلك يا أخي الكريم ومع تقديري واحترامي التام لمقترحك هذا إلا أنه غير واقعي بحسبما ذكرته لك من ما أراه من خلال المشهد السياسي الحالي، وهذا مما يزيد عزلة المؤتمر الشعبي. والله أعلم. أخي الكريم في مؤتمرك الصحفي الأخير قرأت لك كلاماً إيجابياً عندما قلت إن التقاءك بالمؤتمر الوطني ممكناً ولكنه ليس سهلاً.
    هذا كلام إيجابي أريد أن أبني عليه، فإذا كنت أنت أخي العزيز الذي طرحت مذكرة التفاهم مع حركة قرنق وفي ذلك الظرف الصعب وما زالت دماء إخواننا تلطخ أيدي الحركة الشعبية، وما كان هين علينا هضم تلك المذكرة في تلك الظروف، وكانت مبادرة جرئية وقوية حركت بها المياه الساكنة رغم ما عرضتك له من متاعب. وإذا كنت قد قبلت وأخوتك معك المصالحة مع نظام نميري مباشرة بعد أحداث 67 والتي فقدنا فيها أرواحاً غالية، بل ودخلنا مع النميري في السلطة رغم معاداة كل القوى السياسية له في ذلك الوقت، وكان قراراً صائباً كسبت منه الحركة الإسلامية الكثير والكثير جداً. فهل آمل أن تجود عبر علمك وخبرتك ودينك في تقديم مذكرة تفاهم برؤية دينية «أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين» تنهي بها هذا الخصام النكد الذي أرهقك وأرهقنا وأرهق الحركة الإسلامية القوية المنيعة - والتي بنيتها أنت طوبة طوبة - وأرهقت السودان. هل من أمل في ذلك، ويظل الكبير كبيراً كل ما أقدم على المواقف القوية الحاسمة. أؤكد لك أخي الكريم وبمعرفتي المخلصة للأخوة في الجانب الآخر أنك إن تقدمت إليهم زراعاً تقدموا إليك باعاً، وإن أتيتهم راجلاً يأتونك هرولة رغم قساوة السلطة أحياناً؛ والسلطة لها حساباتها وتقديراتها الأمنية، وكان ذلك هو الحال في الانقاذ «ون» أو الانقاذ «تو».
    نأتي إلى المحور الأخير وهو المهم جداً بالنسبة لي، فبكل المحبة والتقدير والتجرد أقول لك إنك أنت أخي الكريم لست ملكاً للحركة الإسلامية السودانية أو للسودان فقط، بل أنت ملك لكل هذا العالم الإسلامي العريض من أقصاه في أوربا إلى أدناه في آسيا، لا أقول هذا زلفى أو نفاقاً فما عهدت فيّ مثل هذه الأخلاق، ولكن أقول من الدافع الذي لمسته بنفسي.



    ولقد تذكر فقد نقلت لك عند عودتي من أندونسيا عام 2002م عند زيارتي لها موفداً من قبل مطبعة مصحف إفريقيا لاختار لهم الفنيين ثم لعمل زخرفة المصحف، وكان أن ذهبنا إلى مدينة «باندونق» العريقة بتوجيه من وزارة الأوقاف الأندونسية والتي كان اتصالنا بها عبر السفارة السودانية في جاكارتا، فذهبنا إلى باندوق لأن فيها رجل يدعى بامحمود منان متخصص في زخرفة المصاحف، وهو الأشهر في أندونسيا، ولقد مكثت معه أسبوعين وهو يقوم بالرسم والتصميم لزخرفة مصحف السودان، وكنت أتجاذب معه أطراف الحديث في مواضيع شتى وفجأة سألني: «كيف الترابي» How is Dr Turabi فقلت له في اندهاش: Do you know Dr Turabi أجابني بانفعال: who don,t know him ودار الحديث بينا وسألته إن كان قابلك من قبل أو قرأ لك.


    قال لي: «لم أشاهد الترابي أو أتعرف عليه في حياتي، ولكن تابعت رحلته إلى أمريكا عام 39 والتي ضربوه فيها وقرأت كل ما قاله وكتب عنه. أكاد أن أجزم بأن الترابي هو المفكر الإسلامي الوحيد الذي يستطيع أن يقف في وجه الغرب ويشكل تحدياً قوياً لهم.»، وطلب مني أن أبلغك تحياته واحترامه، وقد بلغتك هذه الرسالة في نفس اليوم الذي عدت فيه من أندونسيا. هذا مثال وهنالك مثال آخر عندما كنت في المعتقل في شندي عام 4002 قرأت في صحيفة أخبار اليوم السودانية مقالاً منقولاً عن صحيفة القدس العربية التي تصدر في لندن كتبه أستاذ الدراسات الإسلامية من جامعة لندن قال فيه: «أطلعت على أجزاء من التفسير التوحيدي للدكتور الترابي، وأكاد أجزم بأن الترابي هو مفكر العالم الإسلامي الأول، وسوف أضطر إلى إعادة ترجمتي للقرآن للغة الإنجليزية وفقاً لما قرأته من تفسير برؤى جديدة للدكتور الترابي». هذان نموذجان من شخصين مختلفين وفي مكانين بعيدين كل البعد عن بعضهما. أقول لك يا أخي الكريم لا تحبس نفسك في هذه الزاوية الضيقة من خلافك مع أخوانك، فمهمتك ومكانتك أكبر من ذلك بكثير والعالم الإسلامي اليوم في أمس الحاجة لمفكريه المخلصين الدعاة المجتهدين المجددين.
    فالخلاف الفكري بين الشيعة والسنة والصراع الدموي بين الحركات الإسلامية والحكام، والآراء المتطرفة للقاعدة وطالبان وغيرهم من محدودي النظر والفقه والصراع الفلسطيني المؤلم، وصراع العرقيات عرب، أكراد، تركمان وكلهم مسلمون. كل هذه الأحداث تحتاج منك ومن أمثالك وهم قليلون في العالم الإسلامي اليوم لبذل الجهد الفكري والسياسي والفقهي وهذه مجالات إبداعك الحقيقي.


    ولا أتجرأ عليك لأقول لك رتب أولوياتك فأمر السودان مهم جداً ليكون نموذجاً حياً وهذا لن يتم إلا بمبادرة جريئة من جانبك أنت، وأنت القادر على ذلك إن رغبت، واصلاح حال الحكم في السودان أمر لن يستعصي على الجميع إذا خلصت النوايا وزادت الثقة والتوكل على الله والاخلاص والتجرد التام من كل الأطراف، فالعمر يمضي بنا جميعاً وأنا الآن قد بلغت السابعة والستين من عمري ومصاب بمرض (جلطة في الرأس) ولا أحسب بأن ما تبقى لي من عمر سوى لحظات؛ والأعمار بيد الله، فهل أكون طامعاً أكثر من اللازم إن طلبت منك ما طلبت سالفاً. ختاماً ليس ما أختم به هذه الرسالة سوى الآية الكريمة من سورة آل عمران: بسم الله الرحمن الرحيم «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين».

    صدق الله
    العظيم
    ودمتم لأخيكم

    في الله
    صلاح الدين عبد الله علي

    - صورة للأخ يسن عمر الإمام.

    - صورة للأخ علي الحاج.

    - صورة للأخ عبد الله حسن أحمد.

    - صورة للأخ عبد الله دنيق نيال.

    - صورة للأخ كمال عمر.


                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-02-09, 09:49 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-02-09, 09:54 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-03-09, 10:44 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-09-09, 04:22 PM
        Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-11-09, 10:12 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-12-09, 04:07 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-17-09, 11:10 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-18-09, 05:37 PM
                Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-19-09, 04:54 PM
                  Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-20-09, 05:01 PM
                    Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-21-09, 08:45 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-23-09, 10:30 PM
                        Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-25-09, 10:12 AM
                          Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-25-09, 11:52 PM
                            Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك08-28-09, 02:56 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-03-09, 11:13 PM
                                Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-05-09, 03:35 PM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-07-09, 09:49 PM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-08-09, 04:10 PM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-13-09, 11:33 PM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-17-09, 07:10 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 Ali bas09-17-09, 11:49 AM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-19-09, 08:24 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-23-09, 11:27 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-25-09, 03:00 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه .....الهمز واللمز بين اخوان السودان ...2009+2 الكيك09-26-09, 10:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de