وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى ....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2008, 07:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... (Re: الكيك)

    يالمرارة الفقد وخواء الحياة..
    وداعا يا خير أخ وأعز صديق..
    ...............................

    سعيد كامل المصري
    كتب في رثاء مكاوي الخليفة//




    لازلت أذكر أول يوم رأيته فيه كأنه الأمس. كان ذلك في بدايات عام 1992. المكان هو القيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. كنت قد انتقلت للعمل هناك مترجما من وحدة أخرى. وعلمت أن هناك حاجة ماسة للترجمة، وأن هناك الكثير من الكتب العسكرية التي تحتاج إلى الترجمة، وأنه سيتم تعيين مترجم سوداني جديد بعد أن تم نقل المترجم السابق الذي كان مستوى كفاءته أقل من المطلوب. عندما اشتد ضغط العمل على كنت أسأل العاملين بقسم القوى البشرية عن أخبار المترجم السوداني الجديد فكان يقال لي إنه يستكمل إجراءات التعيين . وعندما جاء هذا المترجم وهو الأستاذ مكاوي الخليفة رحمه الله ورأيته فإنني أحسست ناحيته براحة واطمئنان لا حدود لهما. كان وجهه يعكس طيبة بالغة، ونقاء تاما. وأثبتت الأيام صدق مشاعري. فخلال الفترة التي عملنا فيها هناك سويا وجدت فيه خير صديق، وأفضل رفيق، كما لمست منه كرما بالغا، وعرفت فيه ظرفا فائقا، وثقافة موسوعية عريضة، إلى جانب سماحة نفس قل نظيرها. كان الرجل قادرا على ا لتعامل مع الجميع بسلاسة بالغة لا فرق بين جندي وضابط، بين صغير وكبير بين متعصب ضيق الأفق وبين سمح رحب الصدر مما أكسبه حب الجميع بدون استثناء واحترامهم البالغ . ظلت علاقتنا وثيقة خلال تلك الفترة ومن خلال العمل تبين لي أن هذا الرجل من أعظم المترجم الذين قابلتهم في حياتي كان يترجم كما يتنفس في غاية السهولة والسلاسة سواء كانت الترجمة من الإنجليزية إلى العربية أو من الإنجليزية إلى العربية. وأقر أنني استفدت منه الكثير فقد كان رحمه الله يتمتع بروح الأستاذية فينقل إليك المعلومة أو المعرفة دون إدعاء ودون أن يجعلك تحس أنه يلقي عليك درسا وهو ما يرجع إلى دماثته وحساسيته البالغة وصفاء شخصيته وتكاملها. وعندما قرر بعد أربع سنوات بالتمام والكمال ترك العمل بالقوات المسلحة والعودة للعمل مرة أخرى في وزارة الإعلام قسم الإعلام الخارجي الذي كان يعمل فيه بنظام المكافأة قبل الالتحاق بالعمل بالقوات المسلحة، حزنت لذلك حزنا بالغا، وحاولت إقناعه بالبقاء ولكني لم أنجح في ذلك على الرغم من شدة إلحاحي. وبعد أن ترك الأستاذ مكاوي العمل في القوات المسلحة فقد العمل كل طعم، وآثرت الانعزال في مكتبي، والانشغال في العمل والقراءة في مجال العمل حينما لا يكون هناك عمل. مع ذلك لم تنقطع علاقتي بالأستاذ مكاوي وظللنا نتبادل الزيارات وإن كانت زياراتي إليه كثيرة وزياراته لي قليلة بسبب انشغاله المستمر باستقبال كثير من الزائرين لمنزله العامر دائما. كنا نلتقي أيضا في أماكن عامة كالمقاهي والمطاعم أو المجمع الثقافي أو في ملاعب كرة القدم وفي غير ذلك من أماكن. وقد أتاحت لي هذه اللقاءات معرفة بعض أصدقاءه وأقاربه كما أتاحت له معرفة بعض أصدقائي الذين اتفقوا جميعا على حبه واحترامه ووجدوا فيه إنسانا حلو الصحبة متواضعا إلى أقصى حد وكانوا يعجبون من أن يكون على هذا القدر من التواضع الذي لمسوه فيها على الرغم من أنه كان يعمل من قبل في وزارة الخارجية السودانية ووصل إلى درجة وزير مفوض في السلك الدبلوماسي. والحقيقة أن هذه الحقيقة إلى جانب أشياء أخرى عديدة هي سبب حبي للسودانيين فمهما علا الفرد منهم، ومهما تقلد من مناصب فإنه يظل متواضعا لا يحاول التعالي على أحد عكس الحال لدينا في مصر وفي كثير من البلدان العربية الأخرى. عندما تم الاستغناء عن خدماتي في القيادة العامة، عملت مترجما حرا لما يقرب من العام حتى أخبرني الأستاذ مكاوي أن جريدة الاتحاد تطلب مترجما متعاونا، فقدمت أوراقي ، وأجريت الاختبارات اللازمة. وبعد مرور شهر تقريبا ردوا عليّ في الصحيفة وأخبروني أنني إذا ما أردت العمل فإن ذلك سيكون براتب أقل من الراتب الذي اتفقنا عليه. وهو راتب يقل عن راتب جميع المترجمين المتعاونين. فغضبت غضبا شديدا وقررت عدم الالتحاق ولكنه رحمة الله ظل ينصحني بالالتحاق واثبات وجودي وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث. وقد كان فبذلت في العمل جهدا فائقا وكان عملي من ناحية الكم على الأقل يفوق عمل معظم المترجم المتفرغين. إلى أن تقرر إنشاء قسم متخصص لمقالات الرأي في الجريدة فألحقوني به بعد أن قاموا بتثبيتي في العمل حيث لا زلت أعمل في هذا القسم حتى الآن. فإنا من هذه الناحية أدين للرجل بجميل سوف يظل في عنقي دائما. وخلال عملي في الجريدة توثقت علاقتنا أكثر وأكثر، وكان زملائه في العمل يعجبون عندما أذهب إلى قسم الرياضة وأجلس معه تحديدا على الرغم من أن معظم العاملين في القسم من المصريين، وكان هو يأتي إلى قسمنا أحيانا فيخصني بالسلام والتحية وبوجبات دسمة من الجرائد المصرية التي كان يحملها لي خصيصا. كما كان الرجل حريصا دوما على دعوتي لتناول الطعام معه في جميع المناسبات وهو ما أتاح لي التعرف على جميع إخوانه وكلهم يتميزون بنفس الصفات التي تدل على عراقة الأصل وطيب المحتد. كما تعرفت على عدد كبير من أقاربه وأصدقاءه الذين صاروا يعرفونني باسم " سعيد المصري" كان بيته لا يخلو أبدا من الزوار. وتعرفت خلال زياراتي على جميع المأكولات والمشروبات السودانية، وعرفت عن أحوال السودان والسودانيين ما كنت أفاجئ به الأخوة السودانيين الآخرين الذين كنت أقابلهم في مناسبات مختلفة أو في أماكن مختلفة فيعجبون من معرفتي شبه التامة بالسودان وأحواله. وكان الأستاذ مكاوي رحمه الله يعرف عن مصر ما لا يعرفه عنها كثير من المصريين بل وما لا أعرفه أنا شخصيا على الرغم من كثرة تجوالي وتعدد علاقاتي. وفي الحقيقة أنني لم أقابل في حياتي إنسانا بهذه السجايا الحميدة التي تحتاج – دون أدنى مبالغة- لكتب كاملة. لعلي لم أعرف له عيبا – إذا ما عد ذلك عيبا-سوى التعصب الشديد لفريق الهلال. فقد شاهدت معه عدة مباريات للهلال فكان أرى هذا الإنسان الهادئ الدمث، يتحول إلى إنسان شديد العصبية، لدرجة أنني كنت أخشى عليه من شدة الانفعال. وهذا التعصب يرجع كما أرجح لشده حبه للهلال وللعلاقة الخاصة التي تربط عائلته بهذا النادي العريق على الرغم من أن أخاه المرحوم عمر الخليفة كان مريخابيا!! كان رحمه الله شديد الاهتمام بصحته وبمأكله ومشربه، وكان يتردد كثيرا على المستشفيات والمراكز الطبية لإجراء الفحوصات الدورية، وفي كل مرة كان يقول لي أن الفحوصات قد أثبتت أن النبض والقلب والضغط وكل شيء على ما يرام. وظل الحال هكذا حتى كانت المرة ألأخيرة التي تعب فيها فذهب إلى المستشفى وظننا أن الأمر لن يختلف عن المرات السابقة وأن فترة بقاءه لن تزيد عن يوم أو يومين ولكننا عرفنا أن الأشعة المقطعية قد أثبتت وجود ورم وعلى إثر ذلك قرر المرحوم السفر إلى تايلاند حيث عرف من البعض أن هناك مستشفى يسمى المستشفى الأميركي وأن العلاج في هذا المستشفى والفحوصات على أعلى مستوى. وللأسف الشديد أكدت الفحوصات التي أجراها هناك إصابته بالمرض اللعين . وعندما عاد كان الأمل يحدونا أن الله سيمن عليه بالشفاء وخصوصا عندما أخبرنا أن "كونصلتو" من تسع أطباء قد قرر أن يبدأ العلاج بالكيماوي مما أعطانا أن المرض في بداياته أو هكذا فهمنا . كنا نأمل أن يستمر بقاءه معنا في هذه الحياة لسنوات مثل آخرين نعرف أنهم مصابين بهذا المرض منذ سنوات طويلة ومازالوا أحياء يرزقون. وحتى عندما عرفنا أن النوع المصاب به هو من الأنواع الخطيرة فإننا لم نفقد الأمل. كان لدينا نوع من الإحساس الداخلي أنه سيتمكن من التغلب على مرضه وأن الله سبحانه وتعالى سيمن عليه بالشفاء. ولكن الله شاء أن يسترد وديعته فصعدت روحه رحمه الله إلى بارئها. لم يكن اشد المتشائمين منا يعتقد أنه لن يبقى في هذه الحياة سوى أربع شهور تقريبا بعد عودته من رحلة الفحص في تايلاند . كانت الصدمة أقسى من قدرتنا على الاحتمال، ومع إيمان المرء أن الموت علينا حق إلا أن وفاة هذا الرجل الاستثنائي شيئا مفاجئا وصادما. ولا اعتقد أن حياتي بعد وفاته ستكون كما كانت عليه عندما كان حيا يرزق. لقد فقدت أخا عزيزا وإنسانا كريما، كنت ألجأ إليه عندما تشتد بي ملمات الحياة فلا يتأخر في تقديم المعونة . كان يجعلني أحس دائما أن هناك من يقف بجانبي في الوقت الذي تخلى عني فيه بعض من أبناء جلدتي بل وبعض أقاربي. أما هو رحمه الله فكان يقف معي حتى أتجاوز محنتي وكان يقول لي أنك أخ لي. إنه طراز نادر من البشر قل نظيره، ومهما قلت فلن أستطيع أن أوفيه حقه. رحمة الله رحمة واسعة وألهم آله وذويه الصبر والسلوان، وأعانني أنا شخصيا على تحمل الحياة من بعده إذ لا اعتقد أنني سأجد صديقا في مثل نبله ودماثته وكرمه وطيب أصله.

    أخوك المكلوم
    سعيد كامل المصري
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-16-08, 08:48 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... أبو الحسين04-16-08, 08:58 AM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... ود محجوب04-16-08, 09:12 AM
      Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... Abdlaziz Eisa04-16-08, 09:18 AM
      Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... يحي ابن عوف04-16-08, 09:18 AM
        Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-16-08, 10:07 AM
          Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... saif addawla04-17-08, 06:49 AM
      Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... عصام دهب04-16-08, 10:11 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... محمد عثمان عبدالله04-16-08, 10:41 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... elhilayla04-16-08, 11:00 AM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-16-08, 11:20 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... انعام عبد الحفيظ04-16-08, 11:57 AM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... Moneim Malik04-16-08, 03:09 PM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... عاطف مكاوى04-16-08, 03:20 PM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... عادل سهل04-16-08, 05:34 PM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... AL GURAIR04-16-08, 06:49 PM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-17-08, 03:43 AM
      Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... Ahmed al Qurashi04-17-08, 09:20 AM
        Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-17-08, 05:28 PM
          Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... Ahmed Abdallah04-20-08, 05:38 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... لؤى04-17-08, 05:46 PM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... Yasir Elsharif04-18-08, 11:26 AM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-18-08, 06:35 PM
      Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... saif khalil04-19-08, 02:24 PM
        Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-20-08, 04:30 AM
          Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... malamih04-20-08, 07:41 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... البحيراوي04-20-08, 07:37 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... democracy04-20-08, 10:49 AM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-21-08, 04:05 AM
      Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... بكرى الخليفة الكتيابى04-21-08, 06:02 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... ALGARADABI04-21-08, 06:49 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... Safia Mohamed04-21-08, 07:16 AM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-29-08, 07:21 AM
    Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك04-30-08, 07:08 PM
  Re: وداعا صديقى العزيز ...مكاوى الخليفة مكى عربى .... الكيك05-07-08, 04:05 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de