|
Re: يا اهل السودان ..يا اهل المروة ..الحقوا مشروع الجزيرة ... (Re: الكيك)
|
Quote: قولوا حسناً
مشروع الجزيرة والسودان (الاقتصادي) الجديد
محجوب عروة كُتب في: 2007-10-27
هناك شعار ترفعه الحركة الشعبية وآخرون تحت اسم (السودان الجديد) وهو شعار سياسي معروف، ولكن دعوني هنا ادعو إلى سودان (اقتصادي) جديد، وإذا كان الفكر السياسي للسودان الجديد يرتكز على معاني وأسس العدالة والمساواة ومعايير المواطنة كأساس للحقوق والواجبات بديلاً عن معايير التفرقة بسبب الجنس أو العرق أو الجهة، أو الدين، وعلى مفهوم دولة سيادة حكم القانون فإن الفكر الاقتصادي الذي يجب أن يسود كذلك يجب أن يرتكز على أسس ومفاهيم الكفاءة الاقتصادية دون تجاوز مفهوم البعد الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، وعندما اقول الكفاءة الاقتصادية فإن الفكر يتجه إلى النظر إلى هذه الامكانات والثروات الضخمة التي حبانا الله بها ولم نستغلها الاستغلال الأمثل فوقعنا في سياسات اقتصادية ضيقة النظر قليلة العائد، وبدلاً من (توسيع) المنتج صرنا نتشاجر حول (توزيع) المنتج القليل، ولأضرب مثلاً بمشروع الجزيرة، هذا المشروع الضخم الذي يصل إلى مليوني فدان بامتداد المناقل، ويتمتع بأفضل بنيات أساسية ووضع لا مثيل له في العالم من حيث فرص الري "القناة الرئيسية الممتدة من خزان سنار" وتضاريس الأرض والموقع الفريد، لم نتمكن حتى الآن من الاستفادة القصوى منه وبالصورة المثلى، وظللنا نحشر أنفسنا وسياساتنا في جحر ضيق، وقد كتبت من قبل مقارناً بين مشروع الجزيرة والمناقل ذات المليوني فدان بمملكة هولندا ومساحتها حوالي 34 ألف كيلو متر مربع (مساحة الخرطوم 20 ألف كيلومتر مربع) دعك من الجزيرة. لقد كان العائد من المساحة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني في هولندا ما يقرب من 130 مليار دولار فكم عائد مشروع الجزيرة والمناقل؟!، لنطلق عنان فكرنا وخيالنا الاقتصادي الجديد والواسع ونترك ذلك التفكير الضيق الذي لازمنا منذ الاستقلال ولنفترض مثلاً أن مشروع الجزيرة والمناقل بكل ما يحتويه من ترعة رئيسة وترع أبوعشرين، وأبوستة، وبنياته الأساسية الأخرى من محالج وسكة حديد، وعربات ومباني وخلافها كل هذا يتراوح مثلاً بين خمسين إلى ستين مليار دولار (لست ادري) فهذا على سبيل المثال إذ لم أجد دراسة تحدد قيمته، ولكن بافتراض ذلك التقييم فهل يمكن مثلاً أن نحول كل فدان فيه بعد التقييم الصحيح إلى سهم من أسهم شركة مساهمة عامة تكون للحكومة الاتحادية اسهم بحجم ممتلكاتها من ترع وغيرها، وتقرر الحكومة أن كل صاحب حواشة مالك لأسهم في هذه الشركة ثم تطلب من كل مستثمر أو أي مواطن المساهمة في هذه الشركة الزراعية الكبرى لتمتلك أسهماً في هذا المشروع بالجدوى، والفائدة الاقتصادية العظيمة. أليس هذا أفضل للمستثمرين وأفضل وسيلة للخصخصة بدلاً عن بيع المؤسسات؟!. إن إدارة مليوني فدان من أخصب بلاد الله وبهذا الري المتواصل والأفضل يمكن أن يكون أفضل من البترول الذي لا يتعدى عائده سبعة مليارات دولار سنوياً. مليونا فدان يا سادة يمكن أن تدر مائة مليار دولار سنوياً وأكثر مثل هولندا، فقط لنطلق لخيالنا العنان ونحسن إدارة اقتصادنا. الخيال يا سادة ليس عيباً فالخيال العلمي هو الذي أوصل البشرية لثورات علمية هائلة في القرن العشرين. اعجب لبلد يمكن أن يدر مائة مليار دولار من الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي ويتشاجر حول ستة مليارات دولار من بترول يمكن أن يتوقف في أية لحظة!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|