|
Re: ابو القاسم حاج حمد فى الخالدين (Re: الكيك)
|
في ذمة الله المفكر الاستاذ ابوالقاسم حاج حمد
ادى دورا كبيرا في ميدان الفكر وفتح أبواب المعرفة للباحثين عن الحقيقة خالد ابواحمد- البحرين [email protected] من الخرطوم الي البحرين اتصل بي احدهم ينعي إلى فقيد الفكر والاجتهاد والمثابرة الاستاذ المفكر والسياسي السوداني المعروف محمد أبوالقاسم حاج حمد إثر علة طارئة، فقدته البحرين ودول الخليج العربي قبل ان تفقده بلاده السودان و عن عمر ناهز 62 عاما رحل عن الدنيا الفانية بعد جهاد طويل في ميادين الفكر والحوار المتأدب والمحترم ومقارعة الحجة بالحجة.
وكان حاج حمد وصل إلى الخرطوم قادما من المغرب الأسبوع الماضي لتأسيس مركز دراسات، اذ شارك في موسم أصيلة، وقدم محاضرات في عدد من جامعاتها. - من المفكرين البارزين في مجال الفكر الإسلامي، ويعد مؤلفه "الإسلامية العالمية الثانية" مرجعا للمهتمين بإسلامية المعرفة، اذ يجري تدريسه في بعض الجامعات. - ألف عددا من الكتب المرجعية من بينها "السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل". - عاش حاج حمد غالبية حياته خارج السودان متنقلا بين عدد من الدول من بينها الإمارات، السعودية، اريتريا، إلا أنه قضى معظم سنواته الأخيرة في لبنان، اذ يقطن مع أسرته في بيروت. - عرف عنه إلى جانب حياته الفكرية اهتمام بالشئون السياسية، ولعب دورا مهما في الثورة الاريترية منذ ستينات القرن الماضي، واختاره الرئيس الاريتري أسياس أفورقي مستشارا له بعد استقلال بلاده. - قاد في السودان مع زعيم الحزب الاتحادي الشريف زين العابدين الهندي مبادرة دمشق العام 1996 التي دشنت لأول حوار بين حكومة الرئيس عمر البشير والمعارضة السودانية، وعاد على اثرها عدد من فصائل المعارضة إلى البلاد، وشارك بعضها في الحكومة. - أسس حركة سياسية باسم الحركة السودانية المركزية "حسم" إلا أنه حلها بعد وقت وجيز من تأسيسها، وعاد ليتبنى مواقف منتقدة لحكومة الرئيس البشير. - شيع إلى مثواه الأخير وسط حشد يتقدمهم ممثل للرئيس السوداني عمر البشير، وعدد من كبار المسئولين بالدولة من بينهم الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم أحمد عمر، ووزير الدفاع اللواء بكري صالح، ووزير الداخلية اللواء عبدالرحيم حسين.- يذكر أن المفكر الراحل ساهم في كتابة عدد من المقالات الخاصة منذ تأسيس صحيفة "الوسط" البحرينية لمدة عامين متتاليين، وقام أيضا بزيارة للبحرين، وعقد سلسلة من اللقاءات والمحاضرات في عدد الجمعيات السياسية البحرينية.
- عرفته في البحرين عندما جاء زائرا ومحاضرا في مركز الشيخ ابراهيم آل خليفة وقدم محاضرته تلك التي خلقت حوارا لا زال متصلا حتي اليوم والي ان يصل الي منتهاه بالمعرفة الحقة, اندهش المفكر حمد عندما جاء البحرين ووجد ان عشرات البحرينيين هم ممن تتلمذ علي يديه فكريا, فاتحا لهم ابواب العلم والفقه والفكر الواسع, لا انكر انني قد استفدت منه استفادة لا يمكن ان اعرف كنتها فيالوقت الحالي وكنت سعيدا للغاية ان وجدت وقتا ثمينا معه اذ كنت اقوم بتوصيله من مكان إلى آخر وتمت بيننا مناقشات فكرية كان هي التي فتحت لي ابوابا من المعرفة ما كان يوما أحلم ان ادخل في محرابها.
- رحم الله مفكرنا ابوالقاسم حاج حمد واسكنه فسيح جناته بقدر ما قدم من اسهامات جليلة في ميادين الفكر وفتحت لأبواب المعرفة.
- انا لله وانا اليه راجعون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابو القاسم حاج حمد فى الخالدين (Re: الكيك)
|
محمد محمد خير
ذهب الذين نحبهم فعليك يا دنيا السلام لا تذكرين العيش لي فالعيش بعدهم حرام إني رضيع وصالهم والطفل يؤلمه الفطام «الشاعر» قبل رحيله بيومين فقط كنت احادثه حول مصير السودان واتفقنا على استكمال الصورة يوم الاثنين نفس اليوم الذي صعدت فيه روحه للسماء. اللهم ارحمه واسألك الا يكون مصير السودان ككل ابن انثى وان طالت سلامته. اجترح محمد ابو القاسم حاج حمد من صلب الفكرة أفكاراً شتى. وساندته عصاميته بالصبر على مكاره الجلوس الطويل والتنقل السهل بين السطور، فانتج هذا الجمال مثقفاً فكرياً استراتيجياً فجعنا برحيله. أحب حاج حمد هذا التراب حباً جعله ينقب في كل الكتب ويريق كل الحبر ارضاءً لاستحقاقات تلك المحبة وهذا العشق النبيل. وكانت ميزة الراحل انه انفك من المحلية واصبح رقماً عربياً وافريقياً لا تتجاوزه الارقام الأخرى، فهو كاتب راتب لكبريات الصحف العربية. وضيفاً ثابتاً لمعظم القنوات الفضائية. وتوزع كتبه على نطاق اقليمي وعالمي، كانت ايامه «ندوة» وعاش كل العمر للحوار حتى أدركه الصمت الأبدي. دخل حاج حمد لخلايا عقولنا من بوابة كتابه العامر «السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل». وتنبأ في ذلك الكتاب الذي قدَّم فيه تحليلاً تاريخياً جريئاً بالدبابة الاميركية منذ الثمانينات. وها هي الآن تترصدنا لتتخذ موقعاً ثابتاً لها في بلادنا بدعوى حراسة السلام. صاغ حاج حمد ذلك الكتاب بلغة رفيعة وطازجة ومعاصرة. ونثر بين دفتيه العريضتين أفكاراً نيرة واقتحم مجاهل لا تتيسر الا لرجل صقلته المعرفة وكسته الخبرة وسربلته الاستنارة حتى أشرق الوعي على محياه. كان المرحوم وطنياً من طراز «تغمز الرغيف» على ماعونه المتسع لتلك الوطنية. وكان بسيطاً كأنه لم يفك الخط وشهماً وجزلاً في كل شيء، بدءاً من الابتسامة والحديث حتى سهول الكتابة الشجية. لقد خسرت المعرفة في هذا الرهان فارساً كان يحارب بالسيف الصقيل وخسر التحليل الرصين عموداً قوي الأساس وصائب الفكرة، والنظر، وخسر الوطن أيضاً واحداً من أكثر ابنائه ولعاً واخلاصاً له ، أما «القرن الافريقي» فقد فقد قدرة «المناطحة». سبح الراحل الكبير في محيط من العلاقات الكبيرة الواسعة التي بلغها بصقل كل ادواته وتسلَّح لها بالمعرفة الجمة والانقطاع للقراءة المضنية والاسهام المقدر، فبلغ عتبات الدولية بدرجات مستحقة. اللهم أرحم حاج حمد وأقبله في فراديسك التي تجرى من تحتها الأنهار.. واغفر له وصبرنا على مكاره فراقه الأليم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابو القاسم حاج حمد فى الخالدين (Re: الكيك)
|
الاستاذ يحي العوض يكتب عن الاستاذ ابو القاسم حاج حمد- جسر التواصل الاريترى السودانى
شهادة للتاريخ... محمد ابو القاسم كما عرفته... بقلم : يحيى العوض تلقيت ببالغ الاسى نباء وفاة صديقي أبو القاسم حاج حمد، والذي عرفته عبرمراحل عديدة من العمل السياسي في التاريخ السوداني المعاصر... الاستاذ محمد أبو القاسم، يشكل أنموذجا للمثقف والمفكر...كان يشارك عمليا وفعليا في بلورة أفكاره على أرض الواقع، ومن أعظم مواقفه، مشاركته الفعلية، ميدانيا، في الثورة الإرترية.. كانت الثورة الإرترية لجيلنا في مرحلة العنفوان الثوري، وارتفاع مده في العالم الثالث، العزاء لنا على انكسار أحلامنا باجهاض ثورة اكتوبر 1964. والتي أضافت تفرداً في النضال ضد الديكتاتورية العسكرية.. لكن سرعان ما تم محاصرتها محليا واقليميا وافرغت من مضامينها واعادت مجددا القوى التقليدية الى السلطة..وأصبحنا كالأيتام، وشهدت تلك المرحلة انقسامات وتشظي فتفرق معظمنا في تنظيمات الأحزاب العقائدية، وتكونت عدة احزاب منقسمة على نفسها من شيوعيين وبعثيين وقوميين... وأدمنا "علك" الشعارات حتى عسر الهضم! أصبحنا مثل البدو الرحل ننتقل من مضارب قبيلة عقائدية الى اخرى، حتى استقر بنا المقام مع الاستاذ محمد أبو القاسم في حزب الشعب الديمقراطي بقيادة الشيخ علي عبد الرحمن، والذي حمل لقب "الشيخ الأحمر"... كان في الصباح يرأس اجتماعات المؤتمر الاسلامي العربي، وفي العصر يقود مظاهرات التضامن الآسيوي الافريقي بميدان أبو جنزير!!... كان ختميا وناصريا، اشتراكيا وأصوليا..!! وكان محمد أبو القاسم كعادته بارعا في التنظير، يطمئني بقوله ..عدنا الى جذورنا الختمية، سنعمل على التغيير من الداخل، هؤلاء المتصوفة هم الأقرب خلقا وسلوكا للاشتراكيين "الأقحاح"..هكذا كان يعتني بفخامة تعبيراته بصوته المرعد..ولا بد من اضافة مصطلح "الجدلية" في كل احاديثه. في وقت وجيز اختير الاستاذ محمد أبو القاسم، عضوا في المكتب السياسي لحزب الشعب، وكان أصغر الأعضاء سناً، ورغم ان والده كان من أقطاب الختمية إلا ان الاختيار له كان عن جدارة ويعبر عن ثاقب بصيرة الشيخ على عبد الرحمن الذي رأى احتضان المثقفين الشباب المنحدرين من اصول ختمية ..لكن.. لم يتوافق هذا الاختيار مع رؤية الحرس القديم، حيث أشاع الكثيرون على نطاق واسع ان أبو القاسم ينتمي لحزب البعث ويعمل على تغيير هوية الحزب. وبدوري كنت متهما بالانتماء الى الحزب الشيوعي، بعد تعيني مستشاراً لرئيس تحرير جريدة الجماهير الناطقة باسم حزب الشعب لمتابعة الأخطاء المهنية والفنية، وكان رئيس تحرير الجريدة الاستاذ عبد المنعم حسب الله كريما في تعامله معي، بينما كان نائبه الاستاذ الجليل محمد الخليفة طه الريفي ، رحمه الله، يرخي نظارته على أنفه عند دخولي مكاتب الجريدة، ويقول بصوت خفيض لكنه مسموع: "الخبراء الأجانب وصلوا"!! لم تستمر تجربننا في حزب الشعب طويلاً، واصلت عملي المهني في الصحف المستقلة، ولم يكن محمد أبو القاسم محتاجاً للوظيفة لكسب العيش، كان من اسرة ثرية بمقاييس ذلك الزمان ويسكن منزل الاسرة بالعمارات، أفخم أحياء الخرطوم آنذاك، وأصبح ذلك المنزل من ضمن تراث الثورة الإرترية، عندما خبأ فيه محمد أبو القاسم كمية كبيرة من الأسلحة السورية المرسلة للثوار الإرتريين عبر مطار الخرطوم... كان لذلك الحدث دلالة نوعية لعمق الوشائج التي تربط بين الشعبين الإرتري والسوداني.. فقد اكتشفت المخابرات الإثيوبية أمر الأسلحة، وأبلغت رئيس وزراء السوادن، الذي أمر على الفور بمصادرتها، لكن وزير الدفاع ورئيس الأركان تغافلا عن تنفيذ الأمر وأمهلا الثوار لنقل الأسحلة من المطار الى داخل الأراضي المحررة...وكانت كميتها كبيرة لنقلها في ليلة واحدة..وكان القرار الشجاع للاستاذ محمد أبو القاسم الذي نقل أجزاء كبيرة منها الى منزل الأسرة بالعمارات.. ومنذ تلك الأيام في الستينيات من القرن الماضي تبلورت رؤانا تجاه القرن الأفريقي وتوطدت علاقتي بالثوار الإرتريين، ومحمد أبو القاسم الذي تفرغ بالكامل للثورة، فكريا وميدانيا واعلاميا عبر مكاتبها في دمشق وبيروت وداخل الأراضي المحررة. انبهرنا نحن شباب تلك المرحلة باندفاع الإرتريين، وهم يتسابقون الى ميادين القتال، بعضهم لا يملك حتى الحذاء او القميص المناسب الذي يقيه برد الجبال..أحدهم اجريت معه لقاء، نشر في جريدة "السودان الجديد" سألته عن أحلامه، وكنت أقصد أهدافه من الثورة، فأجابني ببسالة أذهلتني، قائلا...ذات ليلة فائقة البرودة في موقع داخل الأراضي المحررة، لم نجد ما نتدفأ به إلا النوم في أحضان قطيع من الأبل..كان ذفيرها ووبرها أدفأ سرير دثرني في حياتي، أتدري بماذا حلمت، تلك الليلة.."بقدرة فول" أمام دكان في حي السجانة بالخرطوم، ينطلق "بوخها" دخاناً متصاعدا الى السماء، رغم "الطوبة" التي وضعت على غطائها لأحكام إغلاقه! كانت الحكايات الصغيرة التي تنطلق من ميادين القتال داخل الأراضي المحررة تثير اهتمامنا كأساطير قادمة من اعماق التاريخ...وكان الاستاذ محمد أبو القاسم يؤطرها في سياق فكري، فهو بارع في التقاط التفاصيل واعادة حبكها نظريا...ولا أنسى من تلك الحكايات والمواقف، دعمنا اعلاميا لمشروع أصدقاء الشدة"..والشدة في دلالتها اللفظية عن قسوة الحياة، كانت اسماً شعبياً أطلق على "شباشب السفنجة" وأصبح تجميع "الشباشب" القديمة والمهملة من أساليب دعم الثورة بارسالها الى الأراضي المحررة وإعادة صهرها وتحويلها الى احذية المناضلين الشهيرة، والتي اقيم لها نصب تذكاري بعد التحرير في العاصمة أسمرا... ويروي لنا محمد أبو القاسم انه زار الورش الصغيرة في الجبال داخل الأراضي المحررة لتصنيع هذه الأحذية وتصميمها بطريقة معاكسة لتضليل "قصاص الأثر" من الإثيوبيين.. كنا نتحلق حوله، يحدثنا عن بطولات المرأة الإرترية في الميدان، ويجسد أمامنا مشاهد مبهرة...ويحكي ان الأمطار فاجأت ذات مرة مجموعة من المناضلين في الجبال، ولم يتمكنوا من حماية خزائن "طلقات الرصاص" التي يحملونها من البلل..كان موقفا عصيبا فهم محاصرون والعدو يوشك الهجوم عليهم، والرصاص المبلل بالماء، لا يصلح للانطلاق، ولم يجدوا حلا..وبعد فترة صمت رهيبة احتضنت احدى الفتيات المقاتلات طلقات الرصاص المبللة في صدرها، وفعلت زميلاتها مثلها، حتى تم تجفيف الطلقات من الماء لتنطلق في صدر العدو! وكان يتحدث بإعجاب عن ذلك الشاب الفارع الطول، متنبئاً له بدور حاسم في الثورة..وكان يصر ان اسمه بالتجرينيه يعني النبي "الياس"، ورغم نفي الإرتريين لهذا التفسير، إلا انه كان لا يتنازل عن قوله.. وعندما أصبح ذلك الشاب رئيسا للدولة كان يستضيفه في منزله المتواضع بأسمرا، ويقوم بخدمته بنفسه ويناديه "يا عم محمد"!..وكان "عم محمد" يداعب صديقه علي السيد ويقول عنه: هذا أول إرهابي أفريقي يخطف طائرة! هكذا كان اسلوبه في التعامل مع الأصدقاء والأحباب..وكان يحلم بمشروعه، القرن الافريقي الكبير، يعقد الندوات ويضع المخططات ويدعو الى اتخاذ خطوات جريئة أحيانا جانحة في الخيال لا تفرق بين إرتريا الثورة وإرتريا الدولة!! كان من فرط حبه وعشقه لإرتريا يرى وحده تفاصيل حلمه حقائق على الأرض.. ويقسو الواقع ومرارته على تصوراته، لكنه يزداد عناداً في الوقت الذي أصبح فيه الجسد أقل تحملاً لهذا الجهد الذي تنوء بعبئه الجبال.. حدثني عن مشروع دلتا القاش الذي اقترحه، مشروعا تكامليا بين إرتريا والسودان وبتمويل من قطر وأقنع صديقه الدكتورمحمد المسفر -الكاتب و الاكاديمي القطري بتبنيه.. كان له في كل مكان من الوطن العربي أصدقاء ومريدين.. في أبو ظبي كان مستشاراً في وزارة الخارجية، وفي السعودية مستشاراً للعديد من الأمراء النافذين..وكان عضواً في المركز الاسلامي العالمي بواشنطن، وكان قامة شامخة في السودان اسهاما فكريا وتنظيميا..... ومن أطرف حكاياته تجربته في تأسيس تنظيم "حسم"، كان يقول لي بعد تسجيله التنظيم في اطار "قانون التوالي"، اتدري معنى التوالي في اللغة العربية، انه "ذيل البقرة"!! ويضيف قائلا: اتسعت عضوية الحزب عند التسجيل، كنت أعتقد ان الحزب سيضم كل المتشوقين لحلم القرن الافريقي.. أتدري ماذا اكتشفت؟، عندما درست قوائم المنتسبين الى الحزب كان معظمهم من كوادر الجبهة الاسلامية القومية!!...وتجلجل ضحكته الصاخبة.. من اين جاء هؤلاء الماكرون؟! كان في حالات صفائه يقول لي... لقد جمعتنا أحلام الشباب يا يحيى، ورغم الخيبات والانكسارات، يبقى العزاء بانتصار اخواننا في إرتريا.. هذا الانجاز هو الذي اعتز به وافتخر به واحمد الله عليه لقد تحقق وانا على قيد الحياة..ويداعبني قائلاً: أتعلم "يا ود العوض".. هناك وشائج اخرى تربط بيني وبينك.. حبنا للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، أذكرك بقوله عندما جاء تلاميذه يشكون له قائلين: ان القوم ينكرون علومنا ومعارفنا، فأجابهم: عندما ينكرون عليكم، أسألوهم عن الدليل على حلاوة طعم العسل..وسيقولون لكم الذوق..فقولوا لهم هذا مثل ذاك!.. ومن حظنا يا يحيى، الثورة الإرترية لها مذاق خاص بالنسبة لجيلنا.. تابعناها ومن داخلها يوم بيوم حتى انتصرت، ولن نشعر بالغربة في المنا في رغم حديثك عن "يتم الأوطان" سوف يأتي اليوم الذي يحقق فيه أحفادنا حلم القرن الافريقي!! يا الهي بفقد محمد، أصبح الأصدقاء تحت الثرى نوعا وعددا أكثر منهم فوق الأرض!.. إنا اليك راجعون.. نسألك الرحمة له والصبر لنا وتحقيق حلمه وحلمنا عبر أحفادنا..آمين!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابو القاسم حاج حمد فى الخالدين (Re: الكيك)
|
الاخ الكيك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مصاب جلل وفقد عظيم رحم الله الباحث والمفكر ابو القاسم حاج حمد الذى رحل مخلفا وراءه اعظم تحليل تاريخى وسياسى للسودان عجزت مؤسسات باكملها من الاتيان بمثله والمؤسف ان رحيله جاء فىوقت يحتاج السودان فيه اى جهد امثاله والمحزن ان يعرف قدرات هذا الرجل العرب والافارقة اكثر من السودانين والادهى والأمر ان ياتى خبر وفاته وسط هذا الكم من الاسفاف والإنحطاط الفكري واللغوى هنا فالمكان هنا اخى الكيك لايليق بالكتابة عنهاوحتى نعيه فيه الا رحم الله الاستاذ ابو القاسم واسكنه فسيح جناته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابو القاسم حاج حمد فى الخالدين (Re: الكيك)
|
فقدت هذا الاسبوع صديقا فريدا لاننا نختلف كثيرا ثم نتصادق اكثر ، اول لقاء معه مكتوب على مجلة المعرفة السورية في الصفحة الداخلية لكي اتذكر 26/12/1968م الساعة السادسة في المحطة الوسطى وتوثقت العلاقة رغم البعد الجغرافي لاحقا لكي نلتقي في الامارات عام 1981م وفي ذلك الوقت كان يزين صحيفة الفجر الاماراتية بافتتاحية رائعة تجذب كل المثقفين وكانت صداقته للمرحوم غباش وزير الدولة للخارجية الذي اغتيل خطأ وكان المقصود عبد الحليم خدام ـ هي التي اتت به للامارات حيث انتج ـ بمفرده ـ حياة ثقافية يذكرها له المثقفون في الامارات كان اول من اقام معرضاً للكتاب بالشارقة والذي استمر حتى الآن . ومن نشر لكل ادباء الامارات حبيب صائغ ، ظبيه خميس ، عبد الحميد احمد ، خالد بدر ، احمد راشد ثاني نجوم الغانم ، مريم فرح وغيرهم فقد استثمر علاقته مع بيروت وبالذات دار «الكلمة» وفي الامارات حاولنا البدء في فكرة مركز الدراسات السودانية ومازال الماكيت الخاص بمجلة كتابات سودانية وعليه رسم الامام المهدي موجود ولكن العدد لم يصدر حينذاك ! هذا المثقف الاول والرائد في مجال الفكر كان الاول في السياسة ايضا قام بمحاولة تجديد حزب الشعب الديمقراطي (الختمية) وكانت مقالاته في الصفحة الاخيرة لجريدة الحزب : الجماهير ، فائقة الثورية وكأنها تصدر من حزب تروتسكي وليس من طائفة دينية ، وكان محمد ابو القاسم اول من ادخل السلاح للثورة الاريترية واول من اعطاها بعدا عربيا حين ربط المرحوم عثمان سبي بالبعث السوري وبالحركة العربية النقدية عموما . كان المرحوم يركب الريح باستمرار وعقله القلق يتنقل به من عالمية الثورة الى اسلامية المعرفة الي تفكيكية خاصة به وكان المرحوم عقلا وحوارا وكتابة لذلك لم يهتم بجسد منهك منذ فترة . محمد ابو القاسم فقد عظيم ومضاعفة ليتم في فكر يتم اصلا . حيدر ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
|