|
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)
|
24-03-2006, 07:01 م
محمد القاضى
.
المحبوب عبد السلام فى أخطر حوار ( النظام نضب ولكن شهوة الحكم )
مسيرته تقول أنه بعث بعد تخرجة فى جامعة الخرطوم إلى فرنسا عام 81م لتلقى درجة الماجستير فى العلوم السياسية بفرنسا . وعاد للعمل محررا فى ألوان ومرة أخرى لباريس لتحضير الدكتوراة 86م وعمل حينها محررا بصحيفة اليوم السابع وبعد قيام الأنقلاب أستدعى من قبل الأسلاميين وعمل ـ مديرا للأعلام الخارجى 90/91م ـ ومديرا لمكتب الأمين العام للمؤتمر الشعبى العالمى . ـ عضو فى هيئةالأفكار و التاصيل . وسارت مياة كثيرة تحت الجسور وحملته سفينة الأنقاذ التايتنك عند تصادمها بعيدا إلى مرافى التغرب . والأن هو الناطق الرسمى للمؤتمر الشعبى بالخارج . لندن .
ألتقيناه فى برن العاصمة السويسرية وهو مدعو لندوة حول أفاق الحكم فى السودان .
رجل قليل البنية تبدو علامات أرهاق ذهنى هائل كأنه أستهلك قبل أوانه .. أو كأنه قطع مراحل الصراع فى عام واحد لاشئ يشدك إليه فى منظره قد تخطئة العين ، ولكن عندما يتكلم بهدوءه تعرف أنك أمام رجل يجبر الأخرين مختارين الأستماع للمنطق الجدلى وإن كانت مسافة الأختلاف تبدو واضحة .. ولكن ماميزه فى هذا الحوار هو فضيلة الأعتراف بالخطأ . وعلى كل حال كنت معني بهذا الحوار لنعرف وقطعت إلية المسافات لاأعرف كيف يعمل ويفكر الأخر .. وهذا الأخر كان هو لاعب أساسى فى خارطة سياستنا الدرامية .
إلى الحوار.
ـ الحركة الأسلامية أخفقت ياأستاذ...؟ نعم إذا نظرنا للنتيجة الأن على الساحة السياسية نقول أن الحركة أخفقت وأنقسمت أنقساما هائلا ورجع البعض منا لقواعدهم الجهوية والصوفية . ولكن إذا نظرنا للحركة الأسلامية كبناء هو راسخ وتم تأسيسة منذ أكثرمن 50عاما وبدأ كفئة أستوعبت فى داخلها طاقات أنسانية وفكرية وإجتماعية هائلة ، وحاولت هذه الحركة أن تنتشر فى قطاعات الشباب خاصة وكان هذا المثال الفكرى قد أغرى الكثيرين داخليا وخارجيا . ــ وأى مثال قد حكمنا والأن تتحدث عنه ؟ أنا أتحدث عن الحركة الأسلامية كمثال وليس كدولة ، أستطعنا أن نستفيد من فكرة العمل الجبهوى .. وهى فكرة يسارية قديمة . وأستطعنا بعدها تأسيس جبهة الميثاق فى عام 1964م وهى أول عمل جبهوى لنا . والحركات الأسلامية من حولنا كانت تنظر لنا كمثال ، وشاركنا فى حروب تحررية خارجية نؤمن بها كفلسطين .. وهذه الحركة تميزت بمرونة كبيرة أقتضتها ظروف العمل السياسى وغيرت أسماءها لاسباب تنظيمية وكانت لنا أساليب علمية أن نهضم فئات أجتماعية ذكية جدا وكنا معنيين بذلك . ــ إذن لماذا الأنقلاب العسكرى عام 1989م ؟ طبعا للحركة الأسلامية دور كبير فى أنتفاضة 1985م وكنا فى السجون المايوية أما أجواء ماقبل 89م بشهور، كان هنالك صراع سياسى وكانت الحركة الشعبية تتقدم عسكريا فى وسط السودان وأمامها تقهقر الجيش لآن السلطة السياسية كانت مشغولة بصراعاتها .. وكانت الساحة مفتوحة لتحرك ما .. وكان هنالك تاكيد أن هنالك عدة جهات تريد أن تتحرك عسكريا . وأجتمعت الحركة الأسلاكية لتداول الأمر وأنقسمت تيارين ، تيار يرى أن التجربة لم تنضج لذلك عدم الأستعجال وإننا يجب أن نعمل فىالمجتمع أكثروالوصول ديمقراطيا والتيار الأخر يرى أن البلد فى حالة إنفلات أمنى وأن حركة اسلامية بهذة الطاقات الهائلة فى كل مجال وأن أى حركة سياسية عندما تمتلى يجب أن تفيض من داخلها فى لحظة معينة ( أى كما قال لينين ( ليس غدا ولاأمس بل اليوم ) ؟. وكان إعتقادهم أيضا بأن الغرب لايسمح للأسلاميين بالوصول للحكم ، لأن الأسلام ياتون بمعايير حضارية جديدة والحضارة تقدم قيم جديدة مختلفة . وبطبيعة الحال أن العسكريين الأسلاميين معنيون بزهو السلطة وأنجذاباتها مثلهم مثل العسكريين فى دول العالم الثالث ورجحت كفة الأنقلابيين . ـ وسارت بنا سفينةالأنقاذ وأنقسم طاقمها نصفين ، فماذا كان يدورهنالك فى كابينتها؟ نعم الطريق للسلطة عندما تسلكة ليس مجانى والأفكار هى مسارات للصراع .وكما يقولون النظرية دائما رمادية . وكانت هنالك عدة سيناريوهات تمت ولكن سوف أحاول أن أضئ بعد جوانبها الرئيسية . طبعا نحن جئنا السلطة بإنقلاب وكان بعضنا يرى بأن التجربة غضة فلماذا نطرح أفكار المشاركة . وكان تيارنا يرى أنه يجب الأستئناس بالتاريخ الأسلامى وأخذ العبر منه . وطرحت أشكالية .. ـ الحريات العامة والشورى والتوالى أى التعددية . . ـ قضية الحكم الأتحادى وبسط السلطات للأقاليم .. كانت قناعتنا قد وصلت بأنه لايمكن الأستمرار وحدنا فى حكم بلد مثل السودان وأن الشعوب نضجت بما يكفى ، لم تعد فكرة الحكم العسكرى مقبولة عالميا وفى أفريقيا أيضا ، أى لابد من دمج المؤسسة العسكرية فى الحكم المدنى أو تحييدها لمصلحة التوالى . وطرح دستور 98م وهو نص على الحريات العامة والتوالى من قبل الجميع فى الحكم هى فكرة أصيلة وتعنى التعددية . وكان لايمكن أن نطرح هذا الدستور والعسكريون يذهبون لمزيد من الشمولية ، وأستبان الصراع وعلا غباره والتيار الأخر كان يرى فى نموذج حافظ الأسد مثال ..يجب الأستمرار عليه ، وكنا عكس ذلك بعد طول تجربة وقراءة للواقع السياسى ننحو نحو تفكيك المؤسسة العسكرية والتعددية وعندما أشتد الصراع وبلغ ذروته صدرت المراسيم الشهيرة ونحينا خارج الحلبة وأنفردنا بالمؤتمرالشعبى للحركةالأسلامية برؤيتة فى خانة المعارضة . وعندما خرجنا للخارج أجتمعنا بالأخوة من الحركة الشعبية ياسر عرمان وباقان أموم هنا فى سويسرا/وأصدرنا مذكرة التفاهم بجنيف عام 2000م . وتم بيننا حوار عميق أولا أعترفوا لنا أنهم بعد عشرين عاما من القتال أقتنعوا بأنهم لايمكن أن يفرضوا رؤاهم بالقوة على الأخرين . وأعترفنا نحن بإننا كنا راديكاليين مثلهم وأكثر وبعد 10 أعوام من الحكم وصلنا لقناعة إننا لايمكن أن نحكم السودان وحدنا . وأتفقنا أنه مهما بلغ العداء بنا فإن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول لنتيجة ما ويجب على كل منا أن يفتح دائما ذهنة للأخر وأمنا على مبدأ المحاسبة والحقيقة والمصالحة . وكان ذلك قد فتح الطريق وأستعجل الأخرون الوصول لنيفاشا . ــ ما وجهة نظركم تجاة أتفاقية نيفاشا للسلام ؟ أتفاقية نيفاشا فى معناها الجوهرى هو إنزال النظام على سلالم أنيقة ، صاغها الشركاء بتوجيهات صارمة من المجتمع الدولى ، وطبعا السودان بلد واسع ومؤثر على الساحة السياسية والأقليمية ولايريد المجتمع الدولى أن تفلت السلطة المركزية وتكون هنالك فوضى فى البلد وفى نفس الوقت من خلع المؤسسة العسكرية بهدوء . والسلام اسس على اتفاقية نيفاشا وليس على دستور 98م وهو عمليا أنتهى . وللآن الأتفاقية لم تغير الأنقاذ وعلى النظام أن يعى أنه عليه ان يتغير وهو يراوغ وللنظام دائما طاقة أستيعابية للأخر بأمكانياته المادية والسلطوية وهوليس قوى ولكن الأخر أيضا مستضعف وكما سماه نقد بإن توازن الأرهاق . هم أرهقوا ونضبوا ولكن شهوة الحكم وأصبحوا مطارديين بمخاوفهم من الجميع ، المعارضة الخارجية والداخلية ، ضغوطات المجتمع الدولى ولذلك فضمانهم الوحيد هو السلطة . ومازلت مصر على رأى أن روح الأتفاقية لم تطبق للأن . وكما قالت السيدة ربيكا " إننى لم يعد لى زوج وأن الأتفاقية هى زوجى .
ــ ما هى أفاق التجربة الماضية ، العبر.والحاضر المهيأ للمستقبل ـ مع التشديد على مبدأ المحاسبة الذى نادى به الكثيرين .؟ فى الماضى كما ذكرت إننا كنا راديكاليين ، كنا نريد تطبيق مانراة دون مراعاة الأخر وفطنا بعد مسارات التجربة أن السودان بلد متعدد الديانات والثقافات والهوية ويجب على الحكم أن يتعدد ويراعى ذلك بشفافية . ووصلنا كما قال أحد الأخوة فى الحركة الأسلامية بعد بسطت يدها على الدولة بأنه وجد الدولة مثل الجدار لم نستطع أن نحط بها وحدنا . ــ ولكن ماهو الضمان من قبل المؤتمر الشعبى للدخول من جديد فى اللعبة السياسية مع عدم نسيان مبدأ المحاسبة؟ مبدا المحاسبة مبدأ أصيل فى مسيرة الشعوب ونحن أعلناه فى مذكرة تفاهمنا بجنيف ونصينا على مبدأ المحاسبة السياسية والجنائية ونقد الماضى السياسى والتقدم للأمام . والضمان الوحيد هو أنه ليس الوعد والأتفاقيات الضمان هو تقوية الوعى فى الناس وتطورة لبسط سلطانهم الحقيقى .
ـ دارفور وعلاقتكم بحركاتها .؟ هم مستغلون تماما عنا ، حركة تحرير السودان قيادات ثورية شابة تطالب بحقوق عادلة وبسيطة ، أما حركة العدل والمساواة فجزء من قيادتها كانوا أبناء للحركة الأسلامية وهم فى الحقيقة زهجوا مننا ، قالوا لايمكن أن نقاتل فى الجنوب من أجلكم فى الخرطوم وأهلنا فى دارفور جوعى ومرضى . والكتاب الأسود بإحصاءاته المنطقية خرج من أضابير القصر وهم سياخذون حقوقهم أجلا أو عاجلا. وودعنا الرجل ومازال فى الذهن تعترض ألاف الأسئلة وهو ذاهب إلى ألمانيا محطة أخرى له وأنا أردد على مسامعة أن الساسة تسمع كلامهم تحاول أن تصدقهم وتشوف عمايلهم تكفر . والحمد الله نحن الشعوب المغلوبة على أمرها نعترف بإننا لم نوذى زهرة فى بلادنا وقلوبنا لازالت مليئة بالمحبة للناس أجمعين.
محمد القاضى /سويسرا فى 19/3/2006م
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-20-06, 11:47 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-20-06, 11:58 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-21-06, 11:05 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-22-06, 06:23 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-27-06, 00:58 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-27-06, 01:47 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | haleem | 03-27-06, 03:27 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-31-06, 10:58 PM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 00:21 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 01:56 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 02:38 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 11:55 PM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-04-06, 05:48 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-15-06, 04:37 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-16-06, 04:43 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-17-06, 00:56 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-18-06, 03:52 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-19-06, 04:55 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-22-06, 02:57 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-22-06, 03:14 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-22-06, 04:19 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-23-06, 04:03 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-30-06, 10:58 PM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-01-06, 05:17 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-01-06, 05:29 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-03-06, 03:54 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-03-06, 04:00 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-06-06, 03:32 AM |
|
|
|