|
Re: نافع وكلام مش نافع ...خطاب حزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)
|
مسألة
مرتضي الغالي عن الايام
يكاد الشخص المهتاج (والحمد لله اننا لسنامن المهتاجين) ينتف شعر رأسه غضباً وعجباً من إصرار الحكومة (وأعنى هنا مسؤولي المؤتمر الوطني) على رفض التمثيل الشعبي الحقيقي في كل حين وآوان وفي أى موقع ومكان ، فهم لا يكرهون شيئاً في الدنيا مثل كراهيتهم للجان والهيئات التي تمثل القواعد تمثيلاً حقيقياً وتتحدث بإسمهم ونظرة واحدة الى القضية التي تصاعدت أخيراً في(أمرى وقبلها في (المناصير) تشير إلى هذه الملاحظة بأصدق لسان وكنت قد اوشكت أن أقول ان هذه الظاهرة ظاهرة (غريبة وعجيبة) لان الدولة اذا كانت لها قضية ما في جهة من جهات السودان أو مع مجموعة من المجموعات السودانية فإن اقصر طريق للحل والمعالجة يبدأ بأن تتحدث الدولة مباشرة مع الذين يمثلون (أصحاب الشأن) ولكن عندما استقبلت من (أمرى) ما أستدبرت ونظرت الى مجمل سيرة المؤتمر الوطني عندما أصبح مالكاً لشأن الدولة السودانية وجدت ان هذه الالة الغريبة هي (القاعدة الثابته) في التعامل مع كل قضايا السودان ومع مجمل سكان السودان . وعندما حاولت تفسير هذه الظاهرة وجدت انها منسجمة غاية الانسجام مع طبيعة الانقاذ بحيث إنها لا تدعو للدهشة فالذين تولوا الحكم منذ يونيو 89 هم مجموعة لاتزيد في أحسن أحوالها عن (أقلية قليلة) لا تملك تمدداً شعبياً عميقاً ولا قاعدة جماهيرية واسعة في حين يجري برنامجها الذي جاءت به على خلاف سنن وطبائع وخصائص (المزاج السوداني) فكان لابد ان تحاول بكل ما أوتيت من حيلة أو وسيلة تمويه تمثيل القطاعات الشعبية والكيانات النقابية والمجموعات السكانية وعلى هذا المنوال فإنها تستعيض عن إجماع دارفور وفعالياتها الشعبية بأفراد وفئات محدودة ولاؤها للمؤتمر الوطني (الطاعم الكاسي) وليس لمطالب المنطقة وجماهيرها وكذلك الحال مع كتلة المواطنين في الشمال والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق وبحر أبيض والبطانة ورعاة السودان ومزراعيه ونقابات العاملين والتمثيل الذي يتم للمحامين والصحافيين والاطباء والمهنيين وقطاعات الأعمال والغرف التجارية وحتى (إتحاد رفع الاثقال) والاتحادات (الأولمبية) ولمجالس إدارات الأندية الاهلية في بورتسودان وغيرها ..!! وهذا التصعيد الأخير في أمرى والمناصير مع المؤتمر الوطني ومع إدارة السد يمثل حلقة من هذه الحلقات حيث أن المؤتمر الوطني يعلم أن اللجان التي يرفض الاعتراف بها هي اللجان المنتخبة من جمهرة المواطنين والناطقة بمطالبهم ولكنه يحاول ان ينشئ لجاناً مصنوعة ويتفاوض معها وهو يعلم ان (جورج الخامس يفاوض جورج الخامس) فتظل الأزمة على حالها فلا يمكن للمؤتمر الوطني ان يخاطب المؤتمر الوطني حول مطالب مظلومي أمرى والمناصير وقد كان هذا الحال هو نفسه في قضية (مؤتمر البجا) التي يتم فيها إهمال مؤتمر البجا الحقيقي ومحاولة صناعة (مؤتمر بجا آخر) على أيدي الترزية المهرة الذين لن يعجزوا عن تقليد (سديري) أهل الشرق الباهي الجميل ..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|