|
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ (Re: بله محمد الفاضل)
|
*** قراءةٌ في مَدينةِ بلَّه ***
النَّصُّ عبارة عن صورة مركَّبة وواسعةٍ اعتمدَ فيها الكاتبُ اعتماداً جميلاً على المعاني الرَّاقية التي بناها على العلاقات الإستعاريَّة .. وهُناكَ ثيمات رائعة تأسَّسَ عليها متخيِّل الكاتبِ الشِّعْري وظهرت بمستوياتٍ لغويَّة متفاوتة ، وكأنَّما أراد أنْ يُعبِّرَ لنا الكاتبُ بأنَّ هناك نقصاً جوهريَّاً وحادَّاً في مقوِّماتِ حياتِهِمْ في المدينة .. ويحكي لنَا أيْضَاً كيفَ تَبْدُو الحياةُ في مدينتِهِ ، باكتِظاظِها بالقادمين لسُوقِها والذي يَقَعُ في يومينِ من أيَّامِ الأسبوعْ ، ويحكي لنا عنْ كيفيَّةِ شرائهم لأغراضِهم ، وملءِ بُطونِهم بأصنافِ الأطعمة من مَطاعِمِها العامرةِ بالوافدينَ ، والكاتبُ ورَكْبُهُ خِلْسَةً يرقبونَ المكانَ يَمْنَعُهُمُ عنها العَوَزُ والفاقة ..
* قائلاً :
Quote: ( لأنها كبناتِها... تحترقُ بالرّغبةِ، ولا تمنحْ من يهواها: قُبلةَ المحبةْ. وكمثلِ سائرِ النساءِ -في بِلادي- تُسافِرُ ليلاً، في موكبِ الشهوةِ المهيبِ، إلى أطرافِ البيتِ، كمثلهن... تتلفحُ بالخصبِ والنضارِ/ بالصندلِ والدخانِ، لكنها... تفتحُ فخذيها بأولِ النّهارِ، فيغزوها الهمجُ والتتارُ، ممن يحلمون، بكسرِ أطواقِها الرّهيبةْ. ولأنها ترضعُهم ما يشتهون، من خيراتِها الكثارِ... فيتحلقون بمطعمٍ أو مقهىً، يثرثرون ويعلِكون، وحبذا لو استمالوا أحدَّ الأخيارِ، لدسِّ ما يحملون من أفكارٍ كسيحةْ. لكنهم... -وكدأبهم- مثلما أتوا، يخرجون... إلا ببطونٍ معبأةٍ، بالعدسِ و (الجقاجِقِ) والفولِ والطعميةْ. والسوقُ في مدينتي، يُعقدُّ في الأسبوعِ مرتين، فيؤمهُ: الدلالون والكذابون والعاشقون والمتسكعون والأراملُ والدجاجُ والحمامُ والكلابُ السائبةْ. يفترشون أرضَهُ المُباحةَ، ويلعلعون مِلءَ الاستقطابِ... بينما عيوننا بحذرٍ ودهشةٍ وضحكاتٍ مُتفجِرةٍ، تطلّّ من بعيدٍ، لمناظِرِهم البائسةْ. وكأننا كُنا في سِعةٍ، والعوزُ يلكزُنا... وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ: السِلعَ البائرةْ. ) |
.. وفي المقاطعِ التالية :
Quote: ( أراكَ يا جِدارُ، تمشي بداخِلِكَ الأسرارُ، والهمساتُ العابِرةْ. وحين يجِنُّ ليلُكَ الكئيبُ -لعفونةِ المدارِ- ترتاحُ من بعضِ السّيرِ الغابِرةْ. ومثلك... يصطادُني الصّحو بالوساوِسِ، تخدشُني العّبراتُ الحائرةْ. ) |
نلاحظُ في الدَّوال التَّالية : جدار ، أسرار ، عفن ، وساوس ، خدش .. بجميع اشتقاقاتِها فهماً وبرغمِ دلالاتِها المظلمة فقد أضاءتْ لنا عتمةَ النَّصّ وغَذَّتْ روحَ النَّصِّ وذلكَ بتقاطُعاتِها المختلفة مع ذاكرةِ الكاتبِ وطريقةِ استخدامِه لها ....
وفي مقاطعَ أُخرَ مثلْ :
Quote: ( في بلدتي... تستلقي الألوانُ على الثرى، ويستريحُ الهديلُ -كُلُّ ليلةٍ- بطرفِها الكحيلْ. وببلدتي... ينعسُّ السِّحابُ، ويستعيدُّ وعيَّهُ: العليلْ. وببلدتي... تجولُّ أُمي حافيةَ الوجلِ، يبلُّ جسمَها الأملُ، وينطُّ لهيبتِها: القتيلْ. ولبلدتي... |
استطاعَ الكاتبُ أنْ يتحدَّثَ لنا من داخلِ النَّصِّ فنجدهُ ينقلُ لنا ابتسامَ السَّماءِ في مدينتهِ .. ويَصف لنا حالُ أمِّه في هَيْبَتِها وحُنُوِّها عليْهِمْ ، ويحدوها الأملُ في مُسْتَقْبَلِهم الذي تراهُ في عُيُونِها مُشْرِقَاً .. ..
*** - الملاذُ النَّحويُّ للنَّصِّ ودَلالاةُ اللغة - ***
* - في قَوْلِكَ :
Quote: ( وتمدّ في حدِّ الظلامِ دخانهِ، ) |
الفعلُ تَمَدَّ : هلْ تقصِدُ تمَدَّدَ
تمَدَّى ..
* - قَوْلُكَ :
Quote: ( وتذرُّ في ريقِ المدى: تميمةَ نارِهِ... ) |
تذَرُ : الرَّاءُ عليْها ضمٌّ فقط دونَ تشديد.
* - في قَوْلِكَ :
Quote: ( يا نفسُ اتحدي وقلبَ الطِّفل ، ) |
استخدَامٌ نحويٌّ جميل ، حيثُ الواو هيَ واوُ المعيَّةِ وقلبَ : مفعولٌ مَعَهُ اكتملتْ بهِ شروطُ المفعولِ معهُ الثلاثة ، أعجبني استخدامُكَ لهُ هُنَا جدَّاً .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( تخدشُني العّبراتُ الحائرةْ ) . |
العَبَرَات : عينُ الكلمة عليْها فتح وليسَ تشديد لأنَّها مسبوقةٌ بـ " أل القمريَّة " ..
* في قَوْلِكَ : : حرفُ الصَّاد عليهِ فتحٌ فقط دونَ تشديد.
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( ينعسُّ السِّحابُ،) |
ينعسُ : عليها ضمٌّ فقط دونَ تشديد.
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( تجولُّ أُمي حافيةَ الوجلِ،) |
تجولُ : كذلك ضمٌّ فقط على حرفِ اللامْ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( أُقسِّمُ أشواقي، تطّوفُ... ) |
تطوفُ : حرفُ الطاءِ عليه ضم فقط لا تشديدْ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( وتبيتُ -إذ يهدها التعبُ...- بحِجرِ أُمي الظليلْ. وببلدتي... بلَّ روحي الولهُ، فاستفاقتْ من سُباتِها الطويلْ. وببلدتي... أرقتني المسافاتُ، كلما بلغتُ قصيّاً في الجمالِ... قِستُ مدىً -لا أعلمُ مداهْ، بيني، ومن يمنحُ الشيءَ الضئيلْ. وفي بلدتي... تهدأُ روحي/ إذ تمسّها السكينةُ الضاجةُ، فتتنسمُ الحُبورَ، يلفُّها العديلْ. ) .. |
مقاطعٌ رائعةٌ سليمةٌ تماماً ومُعَافاةٌ من الأخطاء.
* في قَوْلِكَ :
(Quote: لكنما تقاطُعِ الطُرقُ، أنهكّ خاطِري، ) |
لكنَّما : إعرابُها كافٌ ومكفوفٌ لكنَّ : أداةُ استدراك تنصِبُ ما بعدَها فيكونُ اسْمُها لكنَّها مكفوفةُ العملِ هُنا أيْ بطلَ عَمَلُها هُنا وذلكَ لدخولِ ( ما ) عليها و( ما ) تُسَمَّى كافَّةٌ لأنَّها أبطلتْ وكفَّتْ ( لكنَّ ) عنِ عملِها. لِذا فالذي يليها يكونُ مُبْتَدَأً ، وكلُّ ذلكَ يَدُلُّ على أنَّ الجديرَ بكلمةِ ( تقاطعِ ) أنْ تكونَ مرفوعةً هكذا : لكنَّما تقاطُعُ الطُّرُقِ ويكونُ إعرابُها الثَّاني هوَ تقاطعُ : مضاف ، والطرقُ مضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( وشقّ في ظلامِ الأسى دربي، فتآزرّ النحيبُ واليأسُ، ) |
فتآزرَ : لا داعي لتشديدِ الرَّاءِ هُنا .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( والعمرُ العجولْ. وبينما بأحلامِ الصحوِ أشيدُّ المنالَ، ) |
أشيدُّ : ضم فقط ولا داعي لتشديدِ الدَّال ، أحِلْ التشديد إلى الياء مع الكسر. أُشَيِّدُ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( وحبذا لو استمالوا أحدَّ الأخيارِ، ) |
أحدَّ : الدالُ عليها فتحٌ فقط دونَ تشديدْ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( والسوقُ في مدينتي، يُعقدُّ في الأسبوعِ مرتين، ) |
يُعْقَدُّ : ضمٌّ دونَ تشديدٍ ، ومرتيْنِ : الأحرى بها أنْ تَكونَ مرفوعةٌ بالألِف (مرَّتانِ ) لأنَّها خبَرٌ فتكونُ الجملةُ هكذا : يُعْقَدُ السُّوقُ في المدينةِ مَرَّتانْ . يُعْقَدُ : فعلُ مُضارعٍ مبني للمجهول والسُّوقُ نائبُ فاعلٍ مَرَّتانِ : خبرُ المبتدأ مرفوعٌ بالألف لأنَّها مُثنَّى .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( والعوزُ يلكزُنا... وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ: السِلعَ البائرةْ .) |
مَقْطَعٌ يضجُّ جمالاً وروعَة.
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( لا ينخفضْ سماهُ، ) |
ينخفض : الجديرُ بها في اعتقادي أنْ تكونَ مرفوعةً لأنَّ ( لا ) الموْجُودة هذه هيَ ( لا النافية ) وليسَتْ ( لا النَّاهية ) كما ظَنَّ الكاتبُ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( ينتفضُّ لأقصى المدّْ.) |
ينتفِضُ : الضَّادُ عليها ضمٌّ فقط لا تشديدَ معهْ .
* في قَوْلِكَ
Quote: ( ويشدو: شدّ سديمُ البدءِ عِواءِ الطَّرقِ، وأغفى السأمُ بكفِّ الويلْ. ) |
عُواء : تكونُ بِضمِ العَيْن ، كما أنَّ موقعها الإعرابي بمقطَعِكَ مفعولٌ به منصوب والفاعلُ هوَ ( سديمُ البدْءِ ) فيكونُ المقطعُ هكذا : شَدَّ سَديمُ البَدْءِ عُوَاءَ الطُّرُقِ. لذلكَ أرجو أنْ تُحيلَ الكسرةَ إلى فتحة. .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( يشربُ: ما مِن حَيلٍّ/حَلٍّ، ) |
حَيْلٍ : بها كسرتان بالأسفل لا يَصْحَبهما تشديدٌ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( يتكدسُّ خبراً في شبِّقِ الورقِ ) . |
شَبْق : حرفُ الباءِ عليهِ سُكونٌ فقطْ.
* في قَوْلِكَ :
Quote: (في إشارةٍ إلى ثلاثِ عصافِيرٍ تُنقِّرُ أوردةَ الطائرِ،) |
ثلاثِ عَصافير : الأحرى بها أنْ تكونَ ( ثلاثة عصافير )، وذلكَ لأنَّ العددَ منْ ( 1 – 9 ) تُخالفُ المعدودَ تذكيراً وتأنيثاً .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( لكأنهم... "لأنهم قُبالتهُ، وقِبلةُ احتمالُهُ" ) |
احتمالِهِ : يجبُ كسرُ اللامِ منها وذلكَ لأنَّها مُضافٌ إليهِ .
* في قَوْلِكَ :
Quote: ( ما أنبلّ هذا الرحِمُ،) |
إنْ كنتَ مُتَعَجِّباً فتكونُ جملَتُكَ هكذا : ما أنبلَ هذا الرَّحِمَ !.
وبحسبِ ما أتذكَّرهُ أنَّ جملَتَكَ أعلاهْ كانتِ السببَ الأساسيَّ في وضعِ علمِ النَّحوِ منْ قِبَلِ أبي الأسودِ عندما أخْطَأتْ ابنتُهُ في قَولِها لهُ " مَا أحْسَنُ السَّـماءِ ، فقالَ أبُوهَا : نُجُومُها ، فقالتْ لَهُ : أتعَجَّبُ يا أبَتِ ولا اسْتَفهِمْ ؟ ، فحدا بهِ ذلك لأنْ يَذهبَ إلى الخليفةِ الرَّاشدِ علي بنِ أبي طالبٍ يُخبِرُهُ بأنَّ النَّاسَ قدْ لَحَنَتْ في قَوْلِها كثيراً ويستشيرُهُ في أنْ يَضَعَ لهمْ شيئاً يلتَزمونَهُ عندَ حديثِهمْ ، فقالَ لهُ الخليفةُ الرَّاشدُ على بن أبي طالب : ما أحسنَ النَّحْوَ الذي نَحَوْتَهْ ، ولذلكَ سُمِّيَ بعلمِ النَّحْوِ .. ولِتُصَوِّبْني إنْ أخْطَأتُ فنحنُ هُنا لتبادُلِ المعرفة . .
بلَّه .. يا أيُّها الرَّائعُ في زمانِ ذَهَابِ ماءِ الرَّائعين .. تقبَّلْ منِّي هذا المِدادَ على بساطِتِهِ وحتْمَاً ألْتَقيكْ ..
احترامي لكَ تُزَيِّنُهُ ورودُ الأناقةِ والبهاءْ ..
وأنا طِفْلُ حرفٍ يَحْبُو لسَمَاعِ جُلُوسِ الكتابة على رفيفِ بَوْحِكَ العتيقْ ..
ولكَ اندهاشي كُلُّه ..
فرْضُهُ ونَفْلُهْ ..
أخوك دائماً / محمَّد زين ...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-04-08, 08:10 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | Muna Khugali | 03-04-08, 09:23 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-04-08, 09:58 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | مجدي عبدالرحيم فضل | 03-09-08, 01:58 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-09-08, 08:37 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | mohmed khalail | 03-09-08, 09:08 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-14-08, 03:40 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | محمَّد زين الشفيع أحمد | 03-14-08, 08:39 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 12:41 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | هاشم أحمد خلف الله | 03-15-08, 01:01 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 01:06 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 08:07 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | د.محمد حسن | 03-15-08, 01:13 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 01:19 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | ابوبكر يوسف إبراهيم | 03-15-08, 01:49 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | مهتدي الخليفة محمد نور | 03-15-08, 01:53 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | سلمى الشيخ سلامة | 03-15-08, 02:56 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 09:10 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-16-08, 07:44 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 09:00 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-15-08, 08:51 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | Ishraga Mustafa | 03-15-08, 10:13 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | بله محمد الفاضل | 03-16-08, 08:41 PM |
Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ | عبدالله الشقليني | 03-16-08, 08:41 PM |
|
|
|