كفوا أذاكم عن نانسي عجاج !

Quote: - في صوتها، وفي أدائها، استرجاع لزمن لجميل، وأمل متسع في مستقبل أجمل ! - صوتها يسمو فوق خلافاتنا وحروبنا المتخلفة، يحمل الوطن ويرفرف به ! - حين سمعتها – للمرة الأولى – قبل عامين تقريبا، توشوش بآهاتها (عازة في هواك)، وتمدّها مدّا يستمهل تاريخنا كلّه في (أنا آه آه)، بكت روحي في حضرة هذا الصوت المليء بالاحساس، في أغنية، تجعل من الوطن، قريبا جدا جدا إلينا ! - أخشى عليها (مافيات الفن) في السودان، أولئك الذين يتلقفون كلّ مبدع يظهر، ليحيلوه إلى (مسخ)، يذوي بعد حين ! - وأخشى عليها أكثر، (الصحافيين) الذين لا يهمهم أمر سوى البحث في أدق خصوصيات الناس، خاصة إذا كانوا فنانين !! - ونحن – بسليقتنا – تعودنا كشعب أن نبحث في خصوصيات المبدعين.ما من مبدع يفلت من سياطنا:هذا سكير عربيد، وهذا زير نساء، وذاك (حشِّاش)، وتلك منحرفة، وهذا مثلي، وتلك مدخنة شرهة، وتلك لا ترتدي غطاء للرأس !! - هل نحن معنيون بابداعهم أم بعوالمهم الخاصة ؟ - هل ندرك كيف يمسي الإنسان (مبدعا) ؟ هل نعلم جلال هذه الكلمة، والثمن الفادح الذي يدفعه أيّ مبدع، ليستمر مبدعا، وهو يحمل في قلبه وروحه وعقله تلك (الجذوة) المشتعلة التي تقتات من أعصابه وروحه ؟ - هل جربتم أن تكونوا مبدعين ؟ذلك الذي دفع (فان غوخ) يوما لقطع أذنه، والذي قاد آرثر رامبو للتخلي عن فرنسا كلها، والاتجاه لبراري إثيوبيا وموانيء اليمن ؟ - اتركوا نانسي عجاج في حالها.يكفيها حزنها !! - - أنا، أستحلفكم ألا تفرطوا في هذه الجوهرة النادرة. أستحلفكم أن تتعهدوها برعايتكم، لا (سكاكينكم) !! - فهي (أمل) يعوضنا عن احباطات كثيرة، ومآس، وعذابات ومنافي. - دعونا نحلم قليلا. فلنغمض أعيننا على صوتها، وندعه يسافر بنا إلى المستقبل. - هذا الصوت المتخم بالحلاوة، والمثخن بالجراح الذي ينسدل على الروح، ويلوّنها.. بالفرح.. بالحزن.. باللوعة.. بثّمة حنين إلى الماضي والمستقبل معا. - منذ سنوات لم أثق في حنجرة سودانية ثقتي بهذه الـ نانسي. - لست موسيقيا ولا عالما بالأصوات وطلاوتها وحلاوتها. - لكني – أزعم – متذوق جيّد. - فاتركوها، هي و(أسرار بابكر) ومثيلاتهما ليبدعوا من دون منغصات !