إستقياء الخلاص ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2008, 00:57 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إستقياء الخلاص ..


    هأنت على الجسر .. وحيدا.
    ذات التماعات الماء السوداء على ذات النهر تجري من تحتك .. عبِرَتُك كبقايا شررٍ ذاوي لألعابٍ نارية بائسة إلى تجاه الغرب من خلفك , متوسطٌ الجسر الحديدي القديم تماماً , فوق علبته الخامسة جاءت وقفتك المتهدلة . هواء الليل الصيفي متبلدٌ و كسولٌ يعجّ بحشراتٍ و طنين و أخيلة . الأفق الشرقي متكورٌ من أمامك كعدسةٍ سوداء محدّبة , بؤرتها سُرّة النهر المتمدد جسده كشقٍ نحتيٍ أزليٍ بطول المدينة النائمة .
    عبّأتَ رئتيك من الهواء الزئبقي إلى أقاصي طاقات أضلعك , خطوةٌ أمامٌاً .. كنتَ بعدها تعبر القضيب القديم للسكة الحديدية العتيقة .. ملتمعٌ و باردٌ من تحت قدميك بدا , استويت قائماً بكامل جذعك المنهك فوق الحاجز الشبكيّ منعدم اللون و الملمس , عبرته إلى حافة الأسمنت الضيقة متهتكة السطح يسّاقط ترابها تحت حمل قدميك العاريات .. فتتسمع غوص الحصوات المفتتة في الحِلكة تحتاً , يبتلعها الماء في فقعاتٍ خفيضة .
    بقيت زمناً و الجسر معلقاً من تحتك و خلفك .. و الظلمة من أمامك بحر .
    عالجتَ سروالك خالعاً فلامست الحافة الحديدية حراشف مؤخرتك العجفاء العارية , لم تقشعر من ملمسها الباهت الحاد .. فاقتعدتها بكامل ثقل عجيزتك . ألقيتَ بسروالك الداخلي و البنطال إلى ظلمة الهوة من تحتك بينك و عتمة النهر و لم تبالِ بالنظر .
    إنقطع للسابلة عبورهم بين ضلعي مثلث المدينة التي فتقها النهر القديم منذ سيلانه من جنات العدن , أو من حيث جادت منابعه العليا بجريانه الممل أول أمر خلقه . لا نأمة يختل لها السكون المضطرب لليل إلا و يعلو فوقها فحيح رئتيك المثقلتين بالهواء الرصاصي الثقيل , و بداخلك تعلو خفيضاً طقطقة قفصك الصدري كطرقعة الأصابع الضجرة .
    إهتزازاتٌ من تحتك راعشاتٍ هي حال الجسر مذ عبره الجند الأنجلوساكسون بثقيل أحذيتهم و تنوراتهم و قشالينهم , ثم غمسوا موسيقى القَرَب و شقرة بشرتهم في حليب البلاد فتخمّرت من يومها طعوم الأشياء .. و عمّ الضجيج العظيم .
    ساعة في ليل الخرطوم هي أسكنها و أعلاها صمتا . إنتصبت بطول قامتك , قامةٌ عضوض .. تتماسك عظيماتك على جلدك الدبِق و قليل لحيماتٍ واهنة تلوذ إلى بعضها البعض و كان بها خشيةً من أن تتفكك أربطتها و المفاصل , فتتفرق منك في الهواء الذي ترسب من حولك كمن ينتظر بشارةً ما . يخف أسفل جذعك العاري و يلتحم بالهواء داخلٌ في متن الأنعدام الوزني . مفرقٌ ما بين ساقيك تحس بلذةٍ غامضة تستشريك .. مانحٌ أعضاؤك بينهما إجابةً أولى للتساؤل الذي طالما لازمك عمّا جعلهم يطلقون عليها أعضاءً حساسة !! الآن تعرف .
    بقيت لوهلةٍ مختبراً شعوراً عذباً بمصافحة جسدك الأدنى للهواء الطليق للمرة الأولى منذ دهر . طوحت بآخر قضبان بين سجن جسدك المحموم بنزفه الداخلي و بين باحة الليل .
    راقبت قميصك الزنزانة ينزلق في الهواء المظلم كراية تهوي منهزمة , و تغيب تحت عظام الجسر الحديدية .
    ..
    هأنت على الجسر .. عاريا .
    الليل أمامك و مِن خلفك . معلقٌ لبثتَ كخفاشٍ وليد , متجمهرٌ حولك هواء و صمتٌ و .. جسرٌ قديم .
    قلصت ركبتيك فأنّ عظمها . تقوس منك الجذع قليلاً إلى الأمام كراكع . النهر معتمٌ و ساكنٌ , تقترب التماعاته الخجلى متدانيتك كلما هبط وجهك تجاه المهوى الساكن تحتا . استجمعت من الهواء ما وسعته رئتاك , و استزدته استنشاقا حتى تسرب إلى حويصلات مسامك و انتظمها .. منسرباً إلى شعيرات روحك و انبجس في ذرات تكاوينك و جينك , واندغم في كُلّكَ .. فصرت إلى حال البالون المتوتر .
    كنتَ تدفع بحجابك الحاجز في اللحظة التالية , تدفع معه برئتيك و إمعاءك و هيكلك العظمي و عُضيلاتك و روحك , تدفع في أنينٍ عظيم و زمجرةٍ حارقة هي أقرب إلى العويل .
    دفعت بكلك إلى حلقك المتسع إلى أقصاه , و فكيك فاغرين بامتداد مساحة وجهك المتكور كقبضة .
    لفظت بكل حمولة داخلك إلى حيث خارجه . نصف هيكل جسدك الأعلى منكفئٌ على أسافلك يصطكّ ..
    و تقيأت .. تقيأت ..
    كشلال أنهكه طول الأحتقان .. تقيأتَ .
    في انحناءك لعاصفة الخلاص الكبير , بصِرت عيناك - على وسع حدقتيها - بصِرتْ بجوفك يندلق مقذوفاً إلى خارجك .
    في نصف وعيك و نصف إعياءك .. رقبت تقيؤك لمعلمك العجوز في صفك الثاني يسقط إلى ظلمة الهوة .. معه تسقط فرقعة صفعته لك . يسقط " محجوبٌ " و هو يمزق نعلك القماشي في سطوة طفولته على طفولتك . يسقط قيئاً هزيم الرعد المفرقع طوال ليل خريفٍ قديمٍ تبعتك رهبته إلى يومك . رأيت قيؤك يندلق ساقطاً بحزنك لسيارة الأجرة تبتعد مبتلعةً لجسد عواطف الهاجد في صمته الأبدي . من جوف قيؤك يسقط أرق الليل و صوت المذياع : لم ينجح أحد , فيقعى صاحبك صالح مغشياً . تتقيأ عميقاً تحرجك الأبله من القبلة الأولى و بقايا ضحك الفتاة الساخر بين ساعديك . يسقط قيئاً جسد القمرية القطني الذي مزعته أناملك و " عوض " يتضاحكك .. و يسقط عوض إثرها و ذنبوك الأزل . يسقط نشيدٌ قديمٌ للمغني الكاذب و الشاعر الصفيق و لحنٍ مشروخٍ . يسقط الأساتذة المُنهِكيك بالصفع و الركل و التقريع . جاركم الممل في نحنحته الصباحية يندفع من جوفك قيئا . تسقط الأغنيات العنينة و المغنين المُسئمين و أصوات المذيعين الأعالج و موسيقى نشرات الأخبار و البيانات الأولى و مارشاتها و البزات الخضراء . تسقط قيئاً نيئاً تلك السيدة في الحافلة و رائحة إبطيها المقززين تزكمانك من وسط البلدة إلى آخر العمر . يسقط خالك إبراهيم و مشاويره الطويلات . تدلق من أحشاءك طابور الصباح العسكري الشتوي . تسقط اللوائح و القوانين و مديروك الأغبياء و مديروك أنصاف المعاتيه و حارس البناية بصوته المسلوخ و رائحة العرقي و العتمة في الأزقة الآهلة بالكلاب و آسن المياه . تتقيأ حذرك الساذج لابتسامة أضعتها من الفتاة المواجهتك في المستودع .. و تلك التي طمثتَ وردتها بفتاوى العشق . يسقط قيئاً إختناقك بكاءً لكذبك على جدك .. و كذب الحكومات عليك . تتقيأ تتقيأ أناسٌ أهلكوا قلبك بالضغينة و الموجدة .. و آخرين سألت الله لو انه ما صنعهم . تساقط قيئاً ململتك من الندوات السخيفة و الإجتماعات المختنقة بالأقنعة و الجمل المعلوكة و الاوجه المسطحات . تتقيأ بلزاك و جان دارك و تشيخوف و إليوت و الهارب و تهاويم الديالكتيك و ابن المقفع و البلوز و كلارك و موظف الجمارك و الحرس الجامعي و الشجرة التي لم تستر مغامرات ليلاتك العقيمة و رجل الشرطة ممصوص الوجه منتفخ الجيوب . كأسة الخمر الأولى و نحيب جدتك من وطء الكبر و تعاظم الشيخوخة و قلة حيلتها . تتقيأ ضعفك أمام صاحب الدكانة و تجنبك للجارة التي تلح في الأسئلة . قيئاً تندلق منك عناوين الصحف و الباعة و وكالات الأنباء و صور الحكام و المحكومين . تسقط منك الرغبات السرية و الأحلام المنطادية و مدير المدرسة اللص و استذكار الرياضيات و نطق موظف المصرف للفظة الأجنبية العرجاء . تدلق قيئك أزيز معدات طبيب الأسنان و رائحة غرف المستشفيات . تتقيأ كثيراً فلسطين و العراق و القرارات الدولية و رائحة روث الحمام في حائط المخبز و قوات الهجين و مذيع القناة و المعلق السمج في دوري الكرة و مشكلة دارفور و القيمة المضافة و الوالي الضحوك و كبيرة الصدر تلك التي تتعس صباحاتك بابتسامتها المغتصبة . تدلق قيئاً انتصاب أذنيك لصرير احتكاك الزجاج بالأسطح الخشنة و أصوات طرقعة العلكة بين شدقي تلك الملتصقة بك في القاعة الفارغة ..
    تتقيأ .. تتقيأ .. تتقيأ ..
    تخرج ركام وساوسك و هرطقات ظنونك قيئاً لزجاً . تتقيأ وقر القلب و الأسرار و الأحلام المُستحثات بلا جدوى , كتلاً غرائية دامية تتقيأها . تستفرغ جوفك من حسراتك على الغائبين و للقاعدين و للبلاءات و للبلاد الأجنبية تجوسها قدما قلبك من فرط الوحشة .. تتقيأ أعالي سقف قهرك و غبنك و لوعاتك و الخيبات و الوحدة الدائرية و وهنك و تكّات الساعة الزمنية و عطن شمس الصباحات و سوء الليل الغريب و .. تسولك للخلاص .
    ..
    هأنت على الجسر .. عاريا و خفيفا .
    جوفك و إياك أجوفين .. مُفرَغَين منك و من حَمْلِك ..
    تقيأتَ تاريخ جسدك و ذاكرتك و جوانحك و عقلك و مداركك ..
    تقيأت كل شئٍ حتى لآخر خطوٍ أوصلك منتصباً فوق الحافة الساكنة .. عاريٌ كأنما قد نُشِرتَ من توّك .
    ثمة ريح خفيفة الآن , ثمة أفقٍ و مرئيات .. و أنت .
    مددت ساقيك منفرجتين إلى حدها القاصي و رأسك ملقىً للخلف بجفنين مواربين .. ذراعيك على امتدادها إلى جانبي جسدك المطمئن في نقاء عراءه و طـزاجته و جدّته .
    الهواء اشتعل حراكاً و ابتردت نسيماته على حين فجاةٍ و التمعت للنهر صفحته , الموج تحتك ارتطم صافقاً العلبة الخرسانية و اهتز الجسر ..
    و أنت .. آذنتها صرخة من تجويف نقاءك الوليد :
    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي ي ي ي ي ي ي ي ي ي .....

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 02-27-2008, 07:51 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 00:57 AM
  Re: إستقياء الخلاص .. ibrahim kojan02-27-08, 02:32 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. سلمى الشيخ سلامة02-27-08, 02:56 AM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 09:01 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. محمد على طه الملك02-27-08, 02:57 AM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 11:52 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 08:51 AM
      Re: إستقياء الخلاص .. Rasha Hatim02-27-08, 04:16 PM
        Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 07:18 PM
  Re: إستقياء الخلاص .. فيصل عباس02-27-08, 06:59 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 07:27 PM
  Re: إستقياء الخلاص .. أبوذر بابكر02-27-08, 09:22 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-27-08, 10:29 PM
  Re: إستقياء الخلاص .. Adil Osman02-27-08, 03:24 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 08:57 AM
  Re: إستقياء الخلاص .. محمد الطيب يوسف02-27-08, 03:45 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. GamarBoBa02-27-08, 04:56 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 04:52 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 09:02 AM
  Re: إستقياء الخلاص .. هند محمد02-27-08, 05:18 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. محمد على طه الملك02-27-08, 06:24 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. GamarBoBa02-27-08, 09:47 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. دينا خالد02-28-08, 01:29 AM
        Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 05:21 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 09:18 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 09:07 AM
  Re: إستقياء الخلاص .. تماضر الخنساء حمزه02-27-08, 10:52 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. HAYDER GASIM02-28-08, 04:42 AM
      Re: إستقياء الخلاص .. ابوبكر الامين يوسف02-28-08, 06:54 AM
        Re: إستقياء الخلاص .. Amira Elsheikh02-28-08, 07:36 AM
          Re: إستقياء الخلاص .. دينا خالد02-28-08, 08:28 AM
          Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 05:58 PM
        Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 05:47 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 05:42 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-28-08, 05:29 PM
  Re: إستقياء الخلاص .. معتصم الطاهر02-28-08, 08:51 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. ابو جهينة02-28-08, 11:44 AM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-29-08, 07:50 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-29-08, 07:43 AM
  Re: إستقياء الخلاص .. إيمان أحمد02-28-08, 03:06 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. دينا خالد02-28-08, 08:07 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla02-29-08, 08:00 AM
  Re: إستقياء الخلاص .. esam gabralla02-29-08, 10:25 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. إيمان أحمد02-29-08, 10:41 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla03-02-08, 02:48 AM
    Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla03-02-08, 02:34 AM
      Re: إستقياء الخلاص .. HAYDER GASIM03-02-08, 06:23 AM
        Re: إستقياء الخلاص .. خضر حسين خليل03-05-08, 02:14 PM
          Re: إستقياء الخلاص .. Emad Abdulla03-07-08, 05:57 PM
            Re: إستقياء الخلاص .. nadus200003-07-08, 07:32 PM
  Re: إستقياء الخلاص .. أبو ساندرا03-07-08, 08:54 PM
    Re: إستقياء الخلاص .. wd al geran03-07-08, 09:09 PM
      Re: إستقياء الخلاص .. بدر الدين الأمير03-07-08, 09:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de