لاعب تونسي يتعرض لانتقاد بسبب الرسوم

Quote: ]يهود و مسلمون منذ بضع سنوات كنت أجلس أمام التلفزيون .. على القناة الثالثة الفرنسية كان ماركو المقدم الفرنسي المخنث يقدم برنامجا توك شو ( لا يمكن أن نعجب كل الناس ) .. و كنت أتابع البرنامج إستثناءا لأن الفكاهي المغربي الأصل جمال دبوز كان ضيفه . . و فجأة أعلن المقدم عن مفاجأة لجمال دبوز , و فتح الستار فإذا بشخص يهودي أرثوذوكسي ( حسب شكله ) يقدم ما بدا أنه لقطات فكاهية موجهة إلى جمال دبوز .. و كان مما قاله الفكاهي المفاجأة .. أنه يحتج على استضافة المسلم جمال دبوز و سأل مقدم البرنامج إذا ما كان فتشه أم لا قبل دخوله.. و قال عن نفسه أنه انضم إلى الحركة الصهيونية لأسباب مهنية ( عفوا , لأنه اقتنع بالفكرة ! ) , بينما دعوة جمال دبوز إلى البرنامج اعتبرها حركة ضد السامية. http://fr.youtube.com/watch?v=1MFllE3d31M هذا هو كل ما حصل و الله ! لم يسب النبي موسى عليه السلام و لا صور على رأسه قنبلة و لا تحدث عن مجازر شارون و أمثاله ... و منذ ذلك اليوم اشتقنا لرؤية هذا الفكاهي ذو الأصل الكاميروني "ديودوني" ( عطا الله بالعربية ) على التلفزيون .. الجميع أصبح يفرض حظرا غير معلن عليه . مقدم البرنامج أعجبه السكاتش جدا , وضحك ملأ شدقيه , كما ضحك كل الحاضرين, و لكنه في منتصف العدد أدرك أي ورطة يمكن أن يقع فيها. لم يدرك ذلك بذكائه الخارق , بل بالرسائل القصيرة التي وردت إلى البرنامج مهاجمة الفكاهي و عرضه ( رغم أنه انتقد المتشددين الصهاينة و ليس اليهود ) ). و لكي يصحح خطأه قام المقدم, هو نفسه (و الله ) بإرسال رسالة قصيرة على الهواء مباشرة مضمونها " هل تقبل أنت أن نسخر من رائحة عرق السود المقرفة ! " . في الغد ألغي العرض الذي كان سيقدمه الفكاهي في الأولمبيا بعد تهديدات اليهود المتطرفين بتفجير القاعة إن سمح له بأداء الوان مان شو الذي كان يهم بعرضه .. و أمام قاعة الأولمبيا حدثت مناوشات بين اليهود الغاضبين و الجمهور الذي أتى لمشاهدة العرض و أصيبت فتاة مغربية ( مغربية فقط ) بجروح خطيرة نتيجة زجاجة حارقة جمعية يهودية رفعت دعوى قضائية على ديودوني و خسرتها لأن المحكمة اعتبرت أنه لم يسئ إلى اليهود بل إلى الصهاينة , بينما أدانت المحكمة مقدم البرنامج المذكور على الرسالة العنصرية القصيرة التي سمح بتمريرها . ما دامت المحكمة قالت أن عمل ديودوني لم يكن عنصريا فالمفروض أن القضية تنتهي عند هذا الحد , لكن الذي حصل أن سلسلة من النقاشات على كل القنوات الفرنسية استمرت طيلة الأسابيع الموالية و لم اسمع أحدا من المتدخلين دافع عن الفكاهي .. الجميع كان يقول أنه ليس من حقنا أن نضحك من أي شيئ! التحقيقات و التقارير الإخبارية بقيت تصف ديودوني على أنه معاد للسامية ( رغم أنف المحكمة ), و لأن الغائب الكبير في تلك النقاشات كان ديودوني نفسه فقد قدم عرضا جديدا في المسرح الذي يملكه ( من حسن حظه ) و كان اسم المسرحية ( إعتذاراتي ) . و لأن الإسم مغر جدا فقد حضرت جميع القنوات لتصوير اعتذارات ديودوني قبل أن تفاجأ بأن الفكاهي لم يغير شيئا و ظل على موقفه بل زاد من حدة انتقاده لإسرائيل و دفاعه عن الفلسطينيين . و كان في كل مرة ينطق فيها كلمة (فلسطيني) يشتعل ضوء أحمر محذرا إياه أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء و كان يسأل المخرج : و ماذا أسميهم إذن ؟ فيجيبه هذا الأخير : ممممم هناك العديد من المسميات .. إرهابيون مثلا ! و سخر من النقاشات التي كانت تتحدث عنه في التلفزيون بأن قدم هو نفسه نقاشا بين يهودي و مسلم و أوضح بطريقة فكاهية كيف أن المقدم يعطي حرية أكبر لليهودي في قول ما يريده .. أما المسلم فكل ما قال شيئا عن اليهود يقوم المقدم بمقاطعته .. و انتهى المسلم بأن قال أن ديودوني هو مسلم تقي ما شاء الله ! (و للعلم فإنه مسيحي) . تذكرت هذه القصة و أنا أقرأ خبر إعادة صحف الدانمارك ( هذا البلد القزم الذي لولا أبقاره ما سمع أحد به ) نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه . هل من حقهم نشر الرسوم و الضحك عليها ؟ نجيب جدلا , نعم من حقهم نشر ما يرونه مناسبا ! فلنحترم علمانيتهم و حريتهم و ديمقراطيتهم .. نعم من حقهم رسم أي رسول أو حتى الله كما قال أحدهم في قناة الجزيرة .. و لكن و بنفس المنطق العلماني الديمقراطي .. هل من حقهم تصوير سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هو يرتدي عمامة يخرج منها فتيل قنبلة ؟ أعتقد أن الأمر هنا يختلف كثيرا . لماذا علينا إحترام علمانيتهم و حريتهم في عدم التدين و ليس عليهم احترام ديننا و مقدساتنا ؟ و هل يجرؤون مثلا على تصوير قنبلة على رأس حاخام يهودي؟ صدقوني مجرد التفكير في ذلك يجعل أجسامهم النتنة تقشعر من هول الأمر و هول نتائجه و تأثيراته. منذ بضعة شهور .. اشتعل النقاش في فرنسا عشية زيارة الرئيس الليبي معمر القدافي .. و كان من بين من يطرحون النقاش موقع إخباري محترم جدا و حر جدا جدا .. و كانت الأراء في مجملها لا تؤيد زيارة القدافي كونه حسبهم طاغية و إرهابي قام بتفجير طائرة شركة بان أمريكان فوق سماء لوكيربي وساند العمليات الفدائية الفلسطينية في سنوات الثمانينات ... فكتبت ردا قلت فيه أنه رئيس دولة مستقلة , و أن الشعب الليبي هو الوحيد الذي من حقه أن يسانده أو يعارضه .. و حسب ما أعلم فشعبيته عريضة في بلده, و لا ننسى أنه قام بتحرير الممرضات البلغاريات اللواتي أدانتهن المحكمة ليس إلا لعيون ساركوزي و زوجته سيسيليا ... فنشر ردي , و ارتأيت أن أعدل قليلا فيه بأن اضفت أننا لم نسمع جدلا من هذا القبيل حين دعا الرئيس السابق جاك شيراك الإرهابي شارون لزيارته و عددت بعضا من جرائمه, و لا داعي أن اخبركم أن الرد حذف ثوان بعد ذلك . نفاق, و العياذ بالله ! الغربيون ماديون جدا و لا يفهمون إلا لغة المال , و اليهود فهموا ذلك منذ مئات السنين , و نحن نمثل سدس السوق العالمية , زيادة على كوننا سوقا حيوية و تمتعنا بمستوى معيشي لا يقارن بدول إفريقية و أمريكية كثيرة , فمقاطعة البضائع الدانماركية و عدم الإكتفاء بمقاطعة مرحلية, و التوقف عن استيرادها, قد يكون سلاحنا الفعال في المواجهة ( أو لنقل في الرد).. و هكذا سنشكل لوبيا من أصحاب المصالح في الغرب, سيقف في وجه أي إساءة مستقبلية في أي دولة غربية .. صحيح أن حرية التعبير في الغرب هي قيمة مكتسبة لا تقبل أي نقاش , و لكنه لا يخفى على أحد أن تلك الحرية غالبا ما تصطدم برأس المال و الجماعات الضاغطة ... إذا أردنا مواجهة الغرب و التصدي لأشراره فعلينا ان نكون أذكياء حازمين ,و أن نتعامل معه بمنطقه و نركز على جوانب الضعف فيه .