رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 03:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2008, 06:25 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    سبل الوقاية والعلاج للمبتلين باللواط



    و هذا المبحث داخل في المبحث السابق إلا أنه أفرد لأهميته .

    والحديث في هذا مقتصر على من ابتلى باللواط سواء كان فاعلاً أم مفعولاً به, وسيذكر من خلاله بعض السبل المعينة على التخلص والوقاية من هذا البلاء, و التي يجدر بمن ابتلي به أن يسلكها ويأخذ به, فمما ينبغي على من وقع في اللواط ما يلي :

    1 - التوبة النصوح :

    فيا أيها المبتلى بهذا الداء : الله الله بالتوبة النصوح ؛ فإن باب التوبة مفتوح, وبوارق الأمل لك تلوح ( فإياك أيها المتمرد أن يأخذك على غِرَّةٍ ؛ فإنه غيور, وإذا أقمت على معصية وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك, ولكنه صبور, و بشراك أيها التائب بمغفرته ورحمته ؛ إنه غفور شكور ) (1).

    فأقدم أيها المذنب غيرَ هيابٍ, وإياك والتأجيلَ والتسويف, واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه, فإنك إذا صدقت في توبتك وأنبت إلى ربك وتركت ما تهواه رغبةً في رضاه, وخشيةً من سخطه وأليم عقابه - فإنه سيقبلك ولن يخذلك, واعلم أن العبرة بكمال النهاية, لا بنقص البداية .

    2 - الإخلاص لله -عز وجل- :

    فالإخلاص لله -عز وجل- أنفع الأدوية, فما أحرى بمن وقع في هذا الأمر أن يلجأ إلى ربه بإخلاص وصدق, فإذا أخلص لربه وفقه الله وأعانه وصرف عنه السوء و الفحشاء, قال - سبحانه - عن يوسف عليه السلام : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )( يوسف : 24) .

    ( فأخبر - سبحانه - أنه صرف عن يوسفَ السوءَ من العشق, والفحشاء من الفعل بإخلاصه ؛ فإن القلب إذا أُخْلِصَ, وأَخْلَصَ عملَه لله لم يَتَمَكَّن منه عشق الصور ؛ فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ ) (2).

    3 - الصبر :

    فالصبر خصلة محمودة, وسجيَّة مرغوبة, وخلق فريد, عواقبه جميلة, وآثاره حميدة, وفوائده جمّة, وعوائده كريمة (3).

    والصبر علاج ناجع, ودواء نافع, فعلى من ابتلى بهذا الأمر أن يَتَذرَّعَ بالصبر, ويَتَدَرّع به, وأن يتكلَّفه و يوطِّنَ نفسه عليه, ويتجَرع مرارته ليذوقَ حلاوته, ومن ثم يصبح سجية له, قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَ مَنْ يتَصَبَّرْ يُصَبِّرُهُ الله" (4). وما أحسن قول من قال :

    و الصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقتُه * لـكن عواقبُه أحلى من iiالعسلِ

    قال ابن القيم -رحمه الله-: ( والصبر عن الشهوة أسهلُ من الصبر على ما توجبه الشهوة ؛ فإنها إما أن توجبَ ألمًا وعقوبةً, وإما أن تقطعَ لذةً أكملَ منه, وإما أن تضيِّعَ وقتًا إضاعتُه حسرة وندامة, وإما أن تثلم عرضًا توفيرُه أنفعُ للعبد من ثلمه, وإما أن تُذْهبَ مالاً بقاؤه خير له من ذهابه, وإما أن تَضَعَ قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه, وإما أن تسلب نعمةً بقاؤها ألذُّ وأطيب من قضاء الشهوة, وإما أن تَطْرُقَ لوضيعٍ إليك طريقاً لم يجدها من قبل ذلك, وإما أن تجلب همّاً وغمّاً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة, وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة, وإما أن تُشْمِتَ عدواً وتحزن وليّ, وإما أن تقطع الطريق على نعمةٍ مقبلةٍ, وإما أن تحدث عيباً يبقى صفةً لا تزول ؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق ) (5).

    4 - مجاهدة النفس , ومخالفة الهوى :

    فمجاهدة النفس, ومخالفة الهوى من أعظم الأسباب المعينة على ترك الفواحش والشرور, والذي يجاهد نفسه في ذات الله -عز وجل- فليبشر بالخير والهداية, قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ). (العنكبوت : 69) .

    فعلى من وقع في تلك الفاحشة أن يَقْدَعَ نفسه, ويكفها عن شهواته, و ألا يسترسل معها في غيّه, وإلا نزلت به إلى شر غاية .

    فالنفس طُلَعَةٌ ومطالبها كثيرة, ورغباتها لا تقف عند حد, وصدق من قال :

    والنفس إن أعطيتها مناها * فـاغرةٌ نحو هواها iiفاها

    ومن قال:

    إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت * ولـم يـنهها تـاقتْ إلى كلِّ مطلبِ

    وما أحسن قول ابن المبارك -رحمه الله-:



    ومـن الـبلايا للبلاء علامةٌ * ألا يُرَى لك من هواك نزوعُ
    الـعبد عبدُ النفس في iiشهواته * و الحر يشبع تارة ويجوع(6)

    ويقولون : إن هشام بن عبد الملك لم يقل بيت شعرٍ قط إلا هذا البيت :

    وإذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى * إلـى بـعض ما فيه عليك مقال(7)

    ثم إن مجاهدة النفس مخالفةَ الهوى تثمر ثمرات كثيرة جدً, ولو لم يأت منها إلا أن الذي يجاهد نفسه و يخالف هواه - ينعتق من رق الهوى, وسلطان الشهوة, وما أجمل ما قيل :

    ربَّ مـستورٍ سـبتهُ شهوةٌ * فـتَـعَرَّى سـترهُ iiفـانهتكا
    صـاحبُ الـشهوةِ عبدٌ iiفإذا * غلب الشهوةَ أضحى ملك(8)

    هذا وقد ذكر ابن القيم في كتابه روضة المحبين أمورًا تبلغ الخمسين تعين على مجاهدة النفس, ومخالفة الهوى, وتُبَيِّنُ ثمراتِ ذلك .(9).

    5 ـ استشعار اطلاع الله -عز وجل- :

    فالذي يفعل هذه الفعلة تجده يتوارى عن الأعين ويحرص على ذلك, فعليه أن يستشعر مراقبة الله - تبارك وتعالى - له, فالله لا تخفى عليه خافية, فالغيب عنده شهادة, والسر علانية, فالذي يفعل هذه المعصية ويتوارى عن الأعين لا يخلو من حالين :

    الأولى : أن يعتقد أن الله -عز وجل- لا يراه ولا يطلع عليه فإن كان كذلك فهو كافر بالله .

    الثانية : أن يعتقد أن الله مطلع عليه ومن كان كذلك فلا يليق به أن يفعل المعصية, فإن فعلها فلا شك أنه ممن قل حياؤه من ربه, إذ جعله أهون من ينظر إليه, ومِن أجمل ما قيل في هذا قول الشاعر :

    وإذا خـلوتَ بـريبةٍ في ظلمةٍ * والـنفس داعـية إلى iiالطغيان
    فاستحي من نظر الإله وقل لها * إن الـذي خـلق الظلام يراني

    وقول الآخر :

    إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل * خـلوت ولـكن قل عليَ رقيبُ
    ولا تـحسبنَّ اللهَ يـغفلُ iiساعةً * و لا أنّّ مـا تُخفي عليه iiيغيب

    6 ـ امتلاء القلب من محبة الله -عز وجل- :

    وهذا من أعظم الأسباب التي تقي من الفساد والانحراف, فالذي يتعلق بالشبهات ويتيه في أودية الضلال لا شك أن قلبه خاوٍ من محبة الله -عز وجل- فمحبة الله -عز وجل- تلم شعث القلب, وتشبع جوعته, وتسد فاقته وخلّتَه, فمن المتقرر أن في القلب فقرًا ذاتيً, وجوعةً و شعثًا وتفرقً, ولا يغني هذا القلب ويلم شعثه ويسد خلته إلا عبادة الله -عز وجل- ومحبته, وإذا خلا القلب من ذلك تناوشته الأخطار وتسلطت عليه سائر المحبوبات, فشتته و فرقته, وذهبت به كل مذهب .

    فما أجدر بمن تعلق قلبه بالفاحشة و غدا بلبه حب الصور المحرمة - أن يفرغَ قلبَه من تلك المحبة الفاسدة المذمومة, وأن يملأه بالمحبة الصالحة المحمودة, ففي ذلك أنسه ونعيمه, وسروره وفلاحه .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : ( فالقلب لا يصلح, ولا يفلح, ولا يتلذذ, ولا يسر, ولا يطيب, ولا يسكن, ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه, والإنابة إليه, ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن, إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه, ومن حيث هو معبوده, و محبوبه, ومطلوبه, وبذلك يحصل له الفرح, والسرور, واللذة, والنعمة, والسكون, والطمأنينة ) (10).

    وقال في موضع آخر : ( والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة, وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه, وهو السعادة, والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره وهو الشقاء )(11).

    وقال -رحمه الله- : ( وأيضاً ففي قلوب بني آدم محبة وإرادة لما يتألهونه ويعبدونه, وذلك هو قوام قلوبهم, وصلاح نفوسهم, كما أن فيهم محبة وإرادة لما يطعمونه وينكحونه, وبذلك تصلح حياتهم, ويدوم شملهم .

    وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء ؛ فإن الغذاء إذا فقد يفسد الجسم, وبفقد التأله تفسد النفس )(12).

    وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - متحدثاً عن محبة الله وفضلها : ( فهذه المحبة هي التي تلطف, وتخفف أثقال التكاليف, وتسخي البخيل, وتشجع الجبان, وتصفي الذهن, وتروض النفس, وتطيب الحياة على الحقيقة, لا محبة الصور المحرمة, وإذا بليت السرائر يوم اللقاء كانت سريرة صاحبها من خير سرائر العباد كما قيل :

    سيبقى لكم في مضمر القلب والحشا * سـريرة حـب يوم تبلى iiالسرائر

    وهذه المحبة هي التي تنور الوجه, وتشرح الصدر, وتحيي القلب )(13).

    وخلاصة القول أن المؤمن إذا وضع نصب عينيه حب الله -عز وجل- ورضاه واستحضر مراقبته في السر والعلن - فإنه يستطيع - بإذن الله - أن ينتصر على جميع الوساوس الشيطانية, والهواجس النفسية التي تعتلج في جوانحه, وأن يتغلب على كل الدوافع الغريزية, والأشواق الجنسية التي تتأجج في أعماقه(14) .

    (إذا تبين هذا فالحي العالم الناصح لنفسه لا يؤثر محبة ما يضره ويشقى به ويتألم, ولا يقع ذلك إلا من فساد تصوره ومعرفته, أو من فساد قصده وإرادته )(15).

    7- المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين :

    قال تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ). ( العنكبوت : 45).

    قال شيخ الإسلام : ( فإن الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر, وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله )(16).

    فمن حافظ على الصلاة مع جماعة المسلمين حفظه الله وسدد خطاه, وجنبه الفواحش, وسلمه منها .

    فكم في الصلاة من عظيم الفوائد, وكم فيها من جميل العوائد, وكم في ترداد المسلم على المسجد من تزكية لنفسه, وصلاح لقلبه, وإصلاح لحاله, فيحب بذلك الطاعة والإيمان, ويكره الكفر والفسوق والعصيان ؛ لذلك ترى أن أهل المساجد هم خيار الناس وأفاضلهم, بالرغم مما فيهم, وما كان بهم من عيوب فعند سواهم أضعاف مضاعفة (17).

    8- الصوم :

    فالصوم علاج نبوي يعين على محاربة الهوى, وقمع النفس, وكبح جماحه, والصوم يقوي الإرادة, ويشحذ العزيمة, ويعلم الصبر, وبالصوم تضيق مجاري الدم, فيضعف تأثير الشيطان ووسوسته, والصوم يعين على العفة, وحصانة الفرج , ويكسر حدة الشهوة(18), قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "(19).

    9- الإكثار من قراءة القرآن :

    فالقرآن مأدبة الله في أرضه, وهو الشفاء من كل داء, وفيه الهدى والنور, والأنس والسرور, فعلى من ابتلي بالفاحشة أن يكثر من تلاوته وترداده وحفظه وتدبره وعقله , حتى يصح بذلك قلبه, وتزكو نفسه.

    قال عثمان -رضي الله عنه- : ( لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله ). (وكيف يشبع المحب من كلام من هو غاية مطلوبه؟)(20).

    10- دوام ذكر الله :

    فبذكر الله تطمئن القلوب, وتسكن النفوس, وبه يحصل الأنس, وتطرد الخواطر السيئة, والإرادات الفاسدة, فلا تنفذ إلى القلب, ولا تجد إليه طريق, فما أحرى بمن يريد السلامة لنفسه أن يداوم على ذكر الله, وأن يجعل له ورداً يحافظ عليه ؛ حتى يحفظه الله به ويحصنه من الوساوس والخطرات(21) .

    11- احفظ الله يحفظك:

    وبالجملة فمن حفظ الله -عز وجل- بامتثال أوامره واجتناب نواهيه - حفظه الله من شر شياطين الأنس والجن, ومن نفسه الأمارة بالسوء, وحفظ عليه دينه, وعفته, ومروءته, وشرفه ؛ فالجزاء من جنس العمل .

    12- الزواج :

    قال عليه الصلاة والسلام :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج "(22).

    فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يسعى للزواج , وأن يبذل مستطاعه في هذا السبيل؛ حتى يحصن فرجه , ويغض بصره , وسيعينه الله -عز وجل- إذا سعى في ذلك (23).

    13- تذكر الحور العين :

    اللاتي هن كاللؤلؤ المكنون , واللاتي أعدهن الله لعباده الصالحين , الذين آثروا الباقي على الفاني , واشتروا الآخرة بالدنيا فنساء الجنة طهرن من الحيض و الغائط , والنفاس, وكل الفاني , واشتروا الآخرة بالدنيا.

    فنساء الجنة طهرن من الحيض , والغائط , والنفاس , وكل قذر , وكل أذى يكون من نساء الدنيا , وطهر مع ذلك باطنهن من الأخلاق السيئة , والصفات المذمومة , وطهرت ألسنتهن من الفحش و البذاء , وطهرْنَ من أن يطمحن إلى غير أزواجهن , وطهرت أثوابهن من أن يعرض لها دنٍسٌ أو وسخ(24) .

    واستمع لما قاله ابن القيم -رحمه الله- في قصيدته الميمية في وصف الجنة ونسائها:

    ولـله كـم مـن خيرة إن iiتبسمت * أضـاء لـها نور من الفجر iiأعظم
    فـيا لـذة الأبـصار إن هي أقبلت * ويـا لـذة الأسـماع حـين iiتكلم
    ويا خجلة الغصن الرطيب إذا أنثنت * ويـا خـجلة الـفجرين حين تبسم
    فـإن كـنت ذا قـلب عليل iiبحبها * فـلم يـبق إلا وصـلها لك مرهم
    ولا سـيما فـي لثمها عند iiضمها * وقد صار منها تحت جيدك iiمعصم
    تـراه إذا بـدت لـه حسن iiوجهها * يـلذ بـه قـبل الـوصال iiويـنعم
    تـفكه مـنها الـعين عند iiاجتلائها * فـواكه شـتى طـلعها ليس iiيعدم
    عـناقيد مـن كـرم وتـفاح iiجنة * ورمـان أغـصان به القلب مغرم
    ولـلورد مـا قـد ألبسته iiخدودها * ولـلخمر مـا قد ضمه الريق والفم
    تـقسم مـنها الحسن في جمع iiواحد * فـيا عـجباً مـن واحـد iiيـتقسم
    لـها فرق شتى من الحسن iiأجمعت * بـجـملتها أن الـسـلو iiمـحـرم
    تـذكر بـالرحمن مـن هو iiناظر * فـيـنطق بـالـتسبيح لا يـتلعثم
    إذا قـابلت جـيش الهموم iiبوجهها * تـولى عـلى أعقابه الجيش iiيهزم
    فيا خاطب الحسناء إن كنت iiراغباً * فـهذا زمـان الـمهر فـهو iiالمقدم
    ولـما جـرى ماء الشباب بغصنها * تـيـقن حـقاً أنـه لـيس iiيـهرم
    وكـن مـبغضاً لـلخائنات iiلحبها * فـتحظى بـها مـن دونهن iiوتنعم
    وكـن أيـماً مـمن سـواها فإنها * لـمثلك فـي جـنات عـدن تـأيم
    وصـم يومك الأدنى لعلك في iiغد * تـفوز بـعيد الفطر والناس صوم
    وأقـدم ولا تـقنع بـعيش iiمنغص * فـما فـاز بـاللذت من ليس iiيقدم
    وإن ضـاقت الدنيا عليك بأسرها * ولـم يـك فـيها مـنزل لك يعلم
    فـحي عـلى جـنات عـدن iiفإنها * مـنازلك الأولى وفيها iiالمخيم(25)

    14- غض البصر :

    فغض البصر يعين على تجنب الفحشاء, فمن غض بصره أطاع ربه, وأراح قلبه, وحفظ دينه, وسلم من تبعات إطلاق البصر, والتعلق بالصور, وقد قيل : ( إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات)(26).

    ثم إن غض البصر يورث أنساً بالله, وقوة في القلب وفرح, كما أن إطلاقه يضعفه ويحزنه, وغض البصر - أيضاً - يكسب القلب نوراً وثباتاً وشجاعة, وفراسة صادقة, كما أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب(27) .

    15- البعد عن المعشوق والمحبوب :

    فمن أنجع السبل, وأنفع الأدوية للتخلص من هذا الداء - أن يبتعد المبتلى به عن معشوقه, ومن يحرك كوامن الشهوة فيه, بحيث لا يراه ولا يسمع كلامه ؛ فالابتعاد عنه وصرمه وتجرع غصص الهجر - أهون بكثير من الاسترسال معه والزلفى منه ؛ فالبعد جفاء, والقرب بلاء وشقاء, فالقرب يضرم نار الوجد بين الجوانح كما قال الشاعر :

    تـزودت مـن لـيلى بـتكليم iiساعة * فما زاد إلا ضعف ما بي كلامه(28)

    أما البعد والتسلي واليأس وقطع الأمل فإنه يفيد في علاج هذا الأمر, ( فكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في القلب, فليصبر على مضض الشوق في بداية البعد صبر المصاب في بداية مصيبته, ثم إن مر الأيام يهون الأمر .

    قال زهير بن حباب الكلبي :

    إذا مـا شئت أن تسلو iiحبيباً * فـأكثر دونـه عـدد iiالليالي
    فـما سـلى حبيبك غير نأي * ولا أبلى جديدك كابتذال(29)

    وقال امرؤ القيس :

    وإنـك لـم تقطع لبانة iiعاشق * بمثل غدو أو رواح مأوب(30)

    16- البعد عن المثيرات عموماً:

    وهذا من طرق الوقــاية والعلاج, وهو أن يبتعد عن كل المثيرات التي تحرك الشهوة, وتدعو إلى الفاحشة, فيبتعد عن الاختلاط بالنساء والمردان, ويبتعد عن مشاهدة الأفلام الخليعة, وسماع الأغاني الماجنة, ويقطع الصلة بما يذكره بالفاحشة, فيتلف ما عنده من أشرطة وصور ورسائل, حتى لا تضعف نفسه برؤيتها .

    ومن ذلك أيضاً : ( تجنب الأطعمة المحتوية على بهارات وتوابل ؛ لكونها مثيرة ومهيجة )(31).

    ومن ذلك تجنب الأماكن التي تذكره بالفاحشة, وتقربه منها؛ فالشيء إذا قطعت أسبابه التي تمده زال واضمحل .

    17- الاشتغال بما ينفع, وتجنب الوحدة والفراغ :

    ( لأن العشق شغل الفارغ, فهو يمثل صورة المعشوق في خلوته لشوقه إليه, فيكون تمثيله لها إلقاء في باطنه, فإذا تشاغل بما يوجب اشتغال القلب بغير المحبوب درس الحب, ودثر العشق, وحصل التناسي )(32).

    فبدلاً من أن يجلس المرء وحيداً مسترسلاً مع أوهامه وجنوحاته عليه أن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع, أو بما يشغله - على الأقل - عما يضره, فيشغل نفسه بطلب العلم, ومذاكرة الدروس, وزيارة الأقارب, وقضاء حوائج المنزل, أو أن يلتحق بحلق تحفيظ القرآن الكريم, أو بالمراكز الصيفية, أو يشتغل ببعض المباحات كالبيع والشراء أو غير ذلك (33).

    18- دفع الوساوس والخواطر السيئة :

    فعلى المرء أن يدفع الوساوس والخطرات التي يلقيها الشيطان في روعه, وألا يسترسل معه, وإلا قادته إلى الغواية, ونزعت به إلى شر غاية .

    فالخطرات شأنها خطير ( فإنها مبدأ الخير و الشر, ومنها تتولد الإرادات, والهمم, والعزائم, فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه, وقهر هواه, ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب, ومن استهان بالخطرات قادته قهراً إلى الهلكات )(34).

    19- تقوية الإرادة وترك اليأس والقنوط :

    فالمبتلى بهذا الأمر قد يعتريه الضعف والانهزام أمام رغباته, فيسترسل معه, ويوغل فيه, فيقوده ذلك إلى اليأس والقنوط من إصلاح حاله, ويظن أن هذا البلاء ضربة لازب عليه لا يستطيع الفكاك منه , وقد يقوده ذلك إلى اليأس من التوبة, والقنوط من رحمة الله -عز وجل- .

    وهذا خطأ فادح وخلل واضح, فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يقوي إرادته ويشحذ عزيمته, ويصحو من رقدته, ويدرك أن هذا العمل ليس ضربة لازب لا تزول, ولا وصمة عار لا تنمحي, بل إن الإصلاح ممكن, والتغيير وارد, فما عليه إلا أن يأخذ بالأسباب, ويغير ما بنفسه, ويحسن ظنه بربه, قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (الرعد :11) وقال (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) ( الطلاق : 2) . وقال في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه حيث يذكرني "(35).

    20- الحذر من العلاجات الغريبة :

    فهناك من إذا وقع في هذا الأمر , وأوغل فيه, وأورد التخلص منه يعمد إلى استخدام علاجات غريبة, ومن ذلك استخدام النذر, والحلف بألا يعود إلى هذه الفعلة, فتجد بعضهم ينذر صيام خمسة أشهر مثل, وبعضهم ينذر بأن يتصدق بآلاف الريالات, وبعضهم يأخذ على نفسه الأيمان المغلظة, فيحمل نفسه آصاراً وأغلالاً ينوء كاهله بحمله, وهذا قد ينفع فترة مؤقتة ؛ لما في النفس من تعظيم القسم واليمين, أو خشية أن يلزمه ما نذر من العمل الشديد أو الكثير, ولكن لا تلبث الشهوة أن تلقي بثقلها عليه, فتنهزم النفس الضعيفة تحت سلطان الشهوة, وتستجيب لداعي الهوى, فتهوى في منحدر الرذيلة, فتنتقض الأيمان بعد توكيده, وتلزم الكفارة فيقع هذا المسكين في الحرج, وربما ترك الوفاء بالنذر فيقع في بلايا ورزايا .

    ومنهم من يلجأ إلى تناول بعض الأدوية المسكنة للشهوة دون استشارة طبيب, وهذا الحل قد يكون فيه مخاطر طبية وجسدية .

    ألا فليحذر العاقل من هذه العلاجات, فله في غيرها سعة ومندوحة (36).

    21- علو الهمة :

    فعلو الهمم يستلزم الجد والإباء, ونشدان المعالي, وتطلاب الكمال, والترفع عن الصغائر والدنايا ومحقرات الأمور (37).

    والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط اللوم والتأنيب, وتزجره عن مواقف الذل, واكتساب الرذائل, وحرمان الفضائل - حتى ترفعه من أدنى الحضيض إلى مقامات المجد والسؤدد.

    ( فمن لم تكن له همة أبية لم يكد يتخلص من هذه البلية, فإن ذا الهمة يأنف أن يملك رقه شيء, ومازال الهوى يذل أهل العز )(38).

    فأين هذا الذي يطلق العنان لشهواته, ويرسف في أغلال رغباته من الإمام الشافعي -رحمه الله- الذي يقول : ( لو علمت أن الماء البارد يثلم مروءتي لما شربته)(39).

    فعلو الهمة مما يفتخر به, وسفول الهمة مما يعاب به ويذم صاحبه .

    روى ابن الجوزي بسنده قال قال معاوية بن أبي سفيان لعمرو ابن العاص - رضي الله عنهما - : ما ألذ الأشياء ؟ قال يا أمير المؤمنين مر أحداث قريش فليقومو, فلما قاموا قال : إسقاط المروءة ).

    يريد أن الرجل إذا لم تهمه مروءته فعل ما يهوى, ولم يبال بلوم, وهذه صفات البهائم, فأما أرباب الأنفة فكما قال ابن المعتز :

    وإنـي وإن حـنت إليك iiضمائري * فما قدر حبي أن يذل له قدري(40)

    وقال الأعشى :

    أرى سـفهاً للمرء تعليق iiقلبه * بغانية خود متى تدن تبعد(41)

    وقال أبو فراس الحمداني مفتخراً بعلو همته, وعائباً على من سلفت همته, واستراقه هواه :

    لـقد ضـل من تحوي هواه خريدة * وقـد ذل مـن تـقضي عليه iiكعاب
    ولـكـنني والـحـمد لـله iiحـازم * أعــز إذا ذلــت لـهن iiرقـاب
    ولا تـملك الـحسناء قـلبي iiكـله * ولــو شـمـلتها رقـة iiوشـباب
    وأجري وأعطي الهوى فضل مقودي * وأهفو ولا يخفى علي iiصواب(42)

    وقال عبد الواحد بن نصر :

    وقد رام هذا الحب أن iiيسترقني * فأنجدني صبر علي جميل(43)

    وقال أبو علي بن الشبل :

    وآنـف أن تـعتاق قلبي iiخريدة * بلحظ وأن يروى صداي رضاب
    ولـلقلب مني زاجر من iiمروءة * يجتنبه طرق الهوى iiفيجاب(44)

    وقال منصور الهروي :

    خـلقت أبـي الـنفس لا أتـبع iiالهوى * ولا أسـتقي إلا مـن المشرب iiالأصفى
    ولا أحـمل الأثـقال فـي طلب iiالعلا * ولا أبـتغي معروف من سامني iiخسفا
    ولا أتـحـرى الـعـز فـيما iiيـذلني * ولا أخطب الأعمال كي لا أرى iiصرفا
    ولـست عـلى طـبع الذباب متى iiيذد * عن الشيء يسقط فيه وهو يرى الحتفا(45)

    وقال البارودي :

    سـواي بـحتنان الأغاريد يطرب * وغـيري بـاللذات يـلهو iiويعجب
    ومـا أنـا مـمن تأسر الخمر لبه * ويـملك سـمعيه الـيراع iiالمثقب
    ولـكن أخـو هـم إذا ما iiترجحت * به سورة نحو العلا راح يدأب(46)

    فإذا كان الأمر كذلك فما أحرى بمن ابتلي بهذا الداء أن يعلي همته, وأن يأنف هذا الذل, الذي لا يحتمله ذو مروءة وأنفة, فإن أهل الأنفة حملهم طلب علو القدر على قتل نفوسهم, وإجهاد أبدانهم في طلب المعالي .

    ( فأما من لا يأنف الذل وينقاد لموافقة هواه فذاك خارج عن المتميزين )(47). وصدق من قال :

    إذا ما علا المرء رام العلا * ويقنع بالدون من كان دونا

    22- الحياء :

    فالحياء كله خير, والحياء لا تأتي إلا بالخير, والحياء خلق الإسلام, وهو شعبة من شعب الإيمان, قال -صلى الله عليه وسلم- : " الحياء لا يأتي إلا بخير"(48). وقال :" إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء(49)" . وقال :" والحياء شعبة من الإيمان "(50) . وقال :" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى -إذا لم تستح فاصنع ما شئت"(51).

    ( فالواجب على العاقل لزوم الحياء ؛ لأنه أصل العقل, وبذر الخير, وتركه أصل الجهل وبذر الشر)(52)؛ لأن الحياء يبعث على فعل الجميل, وترك القبيح, فإذا تحلى به الإنسان انبعث إلى فعل الفضائل وترك الرذائل, فما أجدر بمن وقع في هذا البلاء أن يتحلى بالحياء, ويسعى في اكتسابه, ومن الأمور التي تعين على ذلك ما يلي :

    - قراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

    ب- قراءة سيرة أصحابه - رضوان الله عليهم -.

    ج - تذكر الثمرات الجميلة المترتبة على الحياء, وتذكر العواقب الوخيمة المترتبة على قلته.

    د - مجالسة أهل الحياء, ومجانبة أهل الوقاحة .

    هـ - تكلف الحياء مرة بعد أخرى, حتى يصبح سجية في الإنسان.

    و- الإمساك عما تقتضيه قلة الحياء من قول أو عمل .

    وإذا كان الحياء مطلوباً من كل أحد فهو من الصبيان الأحداث أولى وأحرى, فإذا كان الصبي حيياً أفلح وأنجح, وإذا كان وقحاً متجرءاً على كل أحد خاب وخسر.

    ( فينبغي أن يكون الصبي كثير الحياء قـليل المخالطة للأجانب, قال وهب بن منبه -رضي الله عنه-ورحمه إذا كـان في الصبي خصلتان : الحياء والرهبة رجي خيره)(53). وقال الأصمعي سمعت أعرابياً يقول : من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه )(54).

    فالله الله أخا الإسـلام بالحياء , الزمه وتدثر به, وليكن حليتك, واعلم أن معيار رجولتك ليس بكثرة الاختلاط بالكبار, ولا بإطلاق اللسان بسيء الكلام, وإنما معيارها حياؤك وأدبك وسمتك ووقارك(55) .

    23- الحرص على الستر والعفاف والبعد عن التكشف والتعري :

    وخصوصاً للأحداث ؛ لأن التكشف والتعري مدعاة لفتنة الآخرين, وتسلط الساقطين, فينبغي عليهم الستر والعفاف, والبعد عن التكشف والتعري سواء في الرياضة أو في غيره ؛ فالعورة عورة في الرياضة وغيرها(56) .

    ثم إن الستر والعفاف من خصال الفطرة, ومن محاسن الإسلام, فلقد ( جاء الإسلام وكرم الجنس البشري في مجالات متعددة, كان من أبرزها أن كرم الإنسان وأمره بستر عورته وسمى ذلك زينة, ونهاه عن كشفها وسماه فتنة )(57).

    24- الاعتدال في التجمل وترك المبالغة فيه :

    فينبغي للأحداث أن يعتدلوا في التجمل, ويتركوا المبالغة فيه, فلا يليق بهم أن يبالغوا في التطيب , ولا أن يلبسوا الملابس الضيقة, أو الفارهة, و يجدر بهم أن يترفعوا عن تقليد الكفار, وأن لا يكون همهم الأول الاعتناء بتصفيف الشعر وتسريحه, وصرف الهمة للتأنق بالملبس ؛ حتى لا يتسببوا في فتنة الناس وإغوائهم, وحتـى يسلموا من المجرمين الذين يكيدون لهم, ويتربصون بهم الدوائر.

    25- الإقلال من المزاح

    لأن كثرة المزاح تذهب بالمروءة وتسقط الهيبةوتجرئ السفهاءوصدق من قال:

    1-انظر أدب الدنيا والدين للماوردي ص 248-258, و الأدب النبوي لمحمد الخولي ص 154-158, و الحياء في ضوء الكتاب والسنة لسليم الهلالي, والحياء خلق الإسلام لمحمد بن أحمد بن إسماعيل, والحياء وأثره في حياة المسلم لعبد الله الجارالله. 2-انظر الإيضاح والتبيين للشيخ حمود التويجري ص 228-229, وانظر أخي الشاب إلى أين تسير ص 25 لمحمد أمين مرزا عالم. 3-أحكام العورة والنظر, لمساعد الفالح ص 20.

    فـإياك إيـاك الـمزاح iiفـإنه * يجري عليك الطفل والدنس النذلا
    ويـذهب مـاء الوجه بعد iiبهائه * ويـورثه من بعد عزته iiذل(58)

    فينبغي للأحداث ألا يكثروا من المزاح, وأن لا يمازحوا من هب ودب, سواء من الكبار أو ممن في قلبه دخن وفساد, وإن مزحوا فباعتدال وأدب كما قيل :

    لا تـمزحن فـإذا مـزحت فلا iiيكن * مزحاً تضاف به إلى سوء الأدب(59)

    26- الوقوف مع النفس :

    فمن العلاجات النافعة, أن يقف المبتلى بهذه الفاحشة مع نفسه, سواء أكان فاعلاً أم مفعولاً به, كبيراً أم صغيراً فإن كان كبيراً فلا ينبغي أن يغتر بستر الله عليه, وليقف مع نفسه ويسألها ماذا أنتظر ؟ وإلى متى سأستمر ؟ أأنتظر عقوبة الله تحل بساحتي بعدما بلغت من الكبر عتياً ؟ أم أنتظر الموت يهجم علي بكرة أو عشي, فأموت على هذه الخاتمة السيئة ؟!

    وليعاتب نفسه قائلاً : ألما تصح والشيب وازع ؟

    ذا ارعواء فليس بعد اشتعال الرأس شيباً إلى الصبا من سبيل .

    أطرباً وأنت iiقنسري(60) * والإنسان بالإنسان دواري

    وإن كان صغيراً فليفكر في مستقبله, هل سيعمر طويلاً ؟ أم سيأتيه الموت في ريعان شبابه وهو مصر على هذه الجريمة ؟ وإن قدر له العيش فهل سيستمر على هذا العمل ؟ هل سيضيع زهرة شبابه في هذه الرذائل ؟ وكيف سيواجه الحياة بتلك النفسية المريضة ؟ وهل سيتزوج ومن الذي سيعطيه ؟ وما مصير هذه الزوجة إن قدر له زواج؟ وما مصير الأولاد إن كان هو أباً لهم ؟ وليسأل الكبير والصغير أنفسهما هل هما في مأمن من الفضيحة ؟ أم هما في مأمن الأمراض المستعصية التي تقلب عليهما الحياة جحيماً ملهبا ً؟ وما موقفها أمام الله يوم العرض الأكبر ؟ يوم تبلى السرائر, يوم لا تخفى منهم خافية؟

    فلعل هذه الوقفة والتساؤلات تقصرهم عن الاسترسال في الشهوات .

    27- ومن العلاجات أن يدرك المبتلى أن هذه الشهوة لن تقف عند حد :

    فهذه الشهوة كمرض الجرب, كلما ازداد الإنسان في الحك - ازداد عليه الداء والعكس بالعكس .

    أضف إلى ذلك أن الشخص المبتلى بهذا الأمر لن يقر له قرار, ولن يهدأ له بال ؛ لأنه كلما ظفر بمأرب من مآربه تاقت نفسه إلى غيره, فيقضي العمر في شقاء وتعب وعناء ونصب, وصدق من قال :

    وإنـك مـهما تـعط بطنك iiسؤله * وفرجك نالا منتهى الذم أجمع(61)

    28- النظر في العواقب :

    وذلك بأنك يدرك أن هذه الشهوة الخاطئة والنزوة العابرة - سيعقبها حسرة وندامة, وخزي وعار, وذلة وشنار, وأن عذابها سيصير عذاب, فتذهب اللذات وتبقى التبعات, وتذهب الشهوة وتبقى الشقوة .

    تـفنى الـلذاذات ممن نال iiصفوتها * مـن الحرام ويبقى الخزي iiوالعار
    تـبقى عـواقب سـوء في iiمغبتها * لا خير في لذة من بعدها النار(62)

    29- مجالسة الأخيار ومجانبة الأشرار :

    فإن مجالسة الأخيار و الصالحين والزهاد تحيي القلوب, وتشرح الصدر, وتنير الفكر, وتعين على الطاعة, ومجانبة الأشرار سلامة للدين والعرض .

    30- ومن الأدوية : عيادة المرضى وتشييع الجنائز, وزيارة القبور, والنظر إلى الموتى, والتفكر في الموت وما بعده ؛ فإن ذلك يطفئ نيران الهوى (63) .

    31- عدم الاستسلام للتهديد, والإبلاغ عمن هدد :

    فينبغي لمن هدد في عرضه, وأريد منه أن يمكن من نفسه - ألا يستسلم للتهديد ولا يصيخ الأذن للوعيد , بل عليه أن يتشجع ويدرك أن هؤلاء الخفافيش الأنذال جبناء أذلاء, فبمجرد شعورهم بقوة ذلك الشخص ورجولته, فإنهم سرعان ما يتوارون .

    كما ينبغي لمن هدد وأعيته الحيلة - أن يعلم أباه, أو أخاه الأكبر أو من يثق به من المدرسين أو الأخيار ؛ حتى يعينوه على التخلص من هؤلاء الأشرار, أما إذا استسلم للمجرمين وأسلم لهم القياد - فسيجعلونه كالنعل يلبسونه كيف شاءوا متى شاءوا .

    32- قراءة القصص في العفة وقصص التائبين :

    ففيها العظة والعبرة, وفيها الترغيب في الفضيلة, والتنفير من الرذيلة (64) .

    33- سماع الأشرطة الإسلامية النافعة :

    التي تحتوي على العلم النافع, والقصص والمواعظ, التي توقظ القلوب, وتقرب من علام الغيوب .

    34- عرض الحال على من يعين :

    ومن الأدوية النافعة لذلك : أن يعرض المبتلى حاله على من يتوسم فيه الخير والصلاح والعلم ؛ لعله يجد له حلاً يخرجه من مأزقه ويعيده إلى رشده .

    35- عرض الحال على الطبيب :

    وذلك بأن يعرض المبتلى حاله على الطبيب المختص, فقد يجد له علاجاً مناسب, أو يدله على طريقة معينة على كبح جماح الشهوة .

    36- الدعاء :

    فمن أكبر الأدوية المعينة على التخلص من هذا البلاء الدعاء والتضرع إلى الله -عز وجل- لاسيما في الأوقات والأماكن والأحوال والأوضاع التي هي مظنة إجابة الدعاء, كالدعاء بين الأذان والإقامة, وفي ثلث الليل الأخير, وفي السجود, وفي شهر رمضان, وفي آخر ساعة من الجمعة (65).


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] عدة الصابرين لابن القيم ص 340 .

    [2] الجواب الكافي ص 298 , وانظر العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 100 , وفوائد مستنبطة من قصة يوسف للشيخ عبد الرحمن سعدي ص 35 .

    [3] انظر الصبر , د :صالح الخزيم ص 14 - 22 , والصبر لعاطي بن عطية الجهني , والصبر الجميل للشيخ : سليم الهلالي ص 21 -26 .

    [4] رواه البخاري 7/ 183 , ومسلم برقم ( 1053 ) .

    [5] الفوائد لابن القيم ص 204 .

    [6] روضة المحبين لابن القيم ص 481 .

    [7] الآداب الشرعية 3/ 131 .

    [8] روضة المحبين ص 481 .

    [9] انظر روضة المحبين ص 468 إلى 482 , وانظر منهاج القاصدين ص 410 - 411 .

    [10]الفتاوى الكبرى لابن تيمية 5/ 188-189 .

    [11] جامع الرسائل لابن تيمية 2/202.

    [12] جامع الرسائل لابن تيمية 2/202.

    [13] الجواب الكافي ص 341.

    [14] انظر الإسلام والحب لعبد الله علوان ص 46.

    [15] إغاثة اللهفان ص 508.

    [16] العبودية ص 100.

    [17] انظر الصلاة وأثرها في زيادة الإيمان وتهذيب النفس , للشيخ حسين العوايشة ص 32.

    [18] انظر الصوم للشيخ د: عبد الله الطيار ص 43 - 44 و 45 .

    [19] رواه البخاري 6/117 , ومسلم برقم (1400).

    [20] الجواب الكافي ص 341.

    [21] انظر الوابل الصيب لابن القيم ص 61 إلى آخر الكتاب , والوسائل المفيدة للحياة السعيدة لابن سعدي ص 19.

    [22] رواه البخاري 6/117 , ومسلم برقم (1400) .

    [23] انظر من مشكلات الشباب للشيخ صالح الفوزان ص 22 - 29 , و انظر الأسرة المثلى د: عمارة نجيب ص 45 - 48 .

    [24] انظر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم ص 257 - 282 .

    [25] حادي الأرواح ص 27- 28.

    [26] الجواب الكافي ص218.

    [27] انظر الجواب الكافي ص 251 - 255 , وانظر الداء العضال للأخ عبد الحميد السحيباني .

    [28] انظر الآداب الشرعية 3/126 وانظر ديوان مجنون ليلى ص 194.

    [29] انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص473.

    [30] ديوان امرئ القيس ص 39, وانظر ذم الهوى ص 473.

    [31] الإسلام والجنس لعبد الله علوان ص 14.

    [32] ذم الهوى 473.

    [33] انظر منهج التربية الإسلامية لمحمد قطب , 1/206 - 207.

    [34] الجواب الكافي ص 218.

    [35] البخاري 8/171.

    [36] انظر العادة السيئة لمحمد المنجدص 27 - 28.

    [37] انظر الاخلاق الإسلامية لعبد الرحمن حبنكة 2/474.

    [38] ذم الهوى ص 477.

    [39] روضة المحبين ص 468.

    [40] انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص479.

    [41] ديوان الأعشى ص 47.

    [42] ديوان أبي قراس الحمداني ص 13.

    [43] ذم الهوى لابن الجوزي ص480.

    [44] ذم الهوى لابن الجوزي ص480.

    [45] ذم الهوى لابن الجوزي ص480. ذم الهوى ص 479.

    [46] ديوان البارودي1/89, وانظر النصوص الأدبية تحليلها ونقده, د:علي عبد الحليم محمود ص 196.

    [47] ذم الهوى ص 479.

    [48] البخاري 7/100, ومسلم 1/64برقم (37) .

    [49] رواه ابن ماجة (4181) وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2149) .

    [50] رواه البخاري 1/8 , ومسلم 1/63 برقم (35)

    [51] رواه البخاري 7/100.

    [52] روضة العقلاء ص56 .

    [53] الحكم المضبوط ص 52.

    [54] الآداب الشرعية 2/224.

    [55] انظر أدب الدنيا والدين للماوردي ص 248-258, و الأدب النبوي لمحمد الخولي ص 154-158, و الحياء في ضوء الكتاب والسنة لسليم الهلالي, والحياء خلق الإسلام لمحمد بن أحمد بن إسماعيل, والحياء وأثره في حياة المسلم لعبد الله الجارالله.

    [56] انظر الإيضاح والتبيين للشيخ حمود التويجري ص 228-229, وانظر أخي الشاب إلى أين تسير ص 25 لمحمد أمين مرزا عالم.

    [57] أحكام العورة والنظر, لمساعد الفالح ص 20.

    [58] الآداب الشرعية 2/224.

    [59] الآداب الشرعية 2/224.

    [60] القنسري : الكبير السن الذي أتى عليه الدهر . انظر لسان العرب 5/117.

    [61] ديوان حاتم الطائي ص 35.

    [62] روضة المحبين ص 379.

    [63] انظر ذم الهوى ص 476, وانظر رسائل إلى شبل الإسلام للأخ صالح العصيمي ص 15.

    [64] انظر على سبيل المثال فوائد مستنبطة من قصة يوسف للشيخ ابن سعدي , وشباب عادوا إلى الله للشيخ عائض القرني , والعائدون إلى الله للشيخ محمد المسند .

    [65] انظر الدعاء لحسين العوايشة ص 16-23 , والذكر والدعاء والعلاج بالرقى للشيخ سعيد بن وهف القحطاني ص 106-108.
                  

العنوان الكاتب Date
رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... Wasil Ali02-18-08, 04:30 AM
  Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... حيدر حسن ميرغني02-18-08, 04:39 AM
    Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... حيدر حسن ميرغني02-18-08, 04:44 AM
      Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:12 AM
        Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:19 AM
          Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:25 AM
            Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:27 AM
          Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... Mohamed E. Seliaman02-18-08, 06:37 AM
  Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عثمان دغيس02-18-08, 07:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de