رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 11:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2008, 06:12 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... (Re: حيدر حسن ميرغني)

    تعريف عمل قوم لوط وأسماؤه الأخرى



    تعريف عمل قوم لوط

    عرف هذا العمل بعدة تعريفات نذكر منها ما يلي:

    1 - عرف بأنه: (إتيان الذكور في الدبر) (1).

    2 - وعرف بأنه: (اكتفاء الرجال بالرجال).

    3 - وعرف بأنه: (وطء الذكر الذكر) (2).

    أسماؤه الأخرى

    لهذا العمل القبيح عدة أسماء يعرف بها، منها:

    1- الفاحشة:

    فلقد سماها الله - عزوجل - هذه التسمية - الفاحشة - كما في قوله تعالى: (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ).(الأعراف:80).

    والفاحشة كل خصلة تناهت في القبح، ولا شك أن هذه الفعلة متناهية في القبح، و(أل) في قوله تعالى (الفاحشة) تفيد العهد الذهني؛ فكأن هذه الفعلة هي الفاحشة المعهودة التي استقر فحشها عند كل أحد.

    2- عمل قوم لوط:

    نسبة إلى قوم لوط - عليه السلام - فهم الذين أحدثوه، وابتدعوه.

    3- اللواط:

    قال ابن منظور: ( لاط الرجل لواطاً، ولاوط أي عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط ).

    قال الليث: (لوط كان نبياً بعثه الله إلى قومه فكذبوه، وأحدثوا ما أحدثوا، فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَلَ فِعْلَ قومه)(3).

    وقال السفاريني: ( وفلان لوطي؛ أي يتعاطى عمل قوم لوط)(4).

    وهناك من يتعرض على هذه التسمية؛ بحجة أنه لم يقم عليها دليل من الكتاب والسنة، وأنه لا يجوز أن تنسب هذه الجريمة إلى لوط - عليه السلام-(5) . إلا من جُلّ العلماء الذين تكلموا عن هذه الجريمة نصوا على تسميتها باللواط، وممن نص على هذه التسمية الإمام الحافظ أبو محمد بن خلف الدوري في كتابه: (ذم اللواط).

    وكذلك الإمام الآجري في كتابه: (تحريم اللواط) وممن نص عليها - أيضا - شيخ الإسلام ابن تيمية(6)، والإمام ابن القيم(7)، والحافظ ابن رجب الحنبلي(8)- رحمهم الله تعالى - .

    1- الشذوذ الجنسي:

    وهذه تسمية أخرى لهذه الجريمة؛ لأنها شذوذ منحرف، وانتكاس في الفطرة، وارتكاس في الطباع.

    2- الجنسية المثلية:

    وهذا من أسمائها - أيضاً - فقد سماها بعض الباحثين بهذه التسمية؛ لأنها تمثل الانجذاب، أو الميل نحو نفس الجنس(9).

    3- صادومية:

    فمما يلاحظ أن بعض الكتَّاب يستعملون كلمة (صادومية) للتعبير عن اللواط، (وهذه الكلمة مشتقة كما يبدو من اسم (صادوم) إحدى مدن قوم لوط، التي شاع فيها هذا الشذوذ الآثم)(10).

    4- المدابرة:

    لأن هذا العمل عبارة عن إتيان الرجال في أدبارهم.




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - قرع السياط في قمع أهل اللواط للسفاريني، ص 28.

    [2] - الضياء اللامع من خطب الجوامع للشيخ ابن عثيمين، 1/275.

    [3] - لسان العرب لابن منظور 7/396.

    [4] - قرع السياط.

    [5] - انظر مقدمة المحقق الأخ راشد الغفيلي لكتاب قرع السياط ص 14- 15.

    [6] - انظر الاستقامة لشيخ الإسلام 2/187و194.

    [7] - انظر الجواب الكافي لابن القيم 238- 248، وإغاثة اللهفان لابن القيم ص 70- 71.

    [8] - انظر جامع العلوم والحكم 1/230.

    [9] - انظر الانحرافات الجنسية وأمراضها د/فائز الحاج ص25.

    [10] - الإسلام والجنس ، فتحي يكن ، ص47، والإسلام والتربية الجنسية ، د: وجيه زين العابدين ، ص 69- 70.
    الكتب المؤلفة في عمل قوم لوط



    ألف في ذم عمل قوم لوط كتب عديدة، في القديم وفي الحديث، فما أُلِّف فيه من الكتب ما يلي:

    1- ذم اللواط:

    للإمام الحافظ أبي محمد الهيثم بن خلف الدوري - رحمه الله تعالى - المتوفى سنة 307 هـ .

    2- تحريم اللواط:

    للإمام الحافظ أبي بكر محمد بن الحسين الآجري -رحمه الله-المتوفى سنة 360هـ، وهذان الكتابان حافلان بذكر الآثار في ذم هذا العمل، من الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، وقد جمعا في كتاب واحد اسمه (تابان في اللواط)وقد جمعهما، وحققهما، وخرَّج أحاديثهما الشيخ الأخ خالد بن محمد بن علي بن عنبر، وقد قدَّم لهما بمقدمة، درس من خلالها ظاهرة الشذوذ الجنسي دراسة علمية رائعة.

    3- القول المضبوط في تحريم فعل قوم لوط:

    تأليف شمس الدين محمد بن عمر الغمري الواسطي - رحمه الله تعالى- 786- 849هـ، وقد حققه عبدالله المصري الآثري.

    4- قرع السياط في قمع أهل اللواط:

    تأليف الشيخ العلامة: محمد بن أحمد بن سالم السفاريني - رحمه الله تعالى- 1114- 1189هـ، وقد حقق هذا الكتاب الأخ الشيخ راشد ابن عامر الغفيلي.

    وممن تكلم على هذه الجريمة في ثنايا كتبه الإمام ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - كما في كتابه: (ذم الهوى).

    وكذلك العلامة ابن القيم في مواطن كثيرة من كتبه مثل( إغاثة اللهفان) و (الجواب الكافي) و(روضة المحبين).

    وفي العصور المتأخرة ألف كتب عديدة تناولت هذا الموضوع، وبينت أضراره المتنوعة منها:

    1- مضار اللواط وخبث اللوطية.

    للشيخ محمد بن سليمان العليِّط.

    2- خطر الجريمة الخلقية - الزنا- اللواط.

    للشيخ عبد الله الجار الله.

    3- الانحرافات الجنسية وأمراضها.

    د. فائز الحاج.

    4- الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها.

    د. محمد علي البار.

    5- الأمراض الجنسية عقوبة إلهية.

    د. عبد الحميد القضاة.

    وغيرها كثير، خصوصا تلك الكتب التي تناولت هذا الموضوع من الناحية الطبية والصحية. وسيمر معنا في ثنايا هذا الكتاب شيء من ذلك.
    تحريمه وعقوبة مرتكبه

    (تحريم اللواط معلوم بالكتاب والسنة ،والإجماع، قال تعالى: (أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين)(الأعراف:80).

    وسماهم معتدين ومسرفين ،ولعن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الفاعل والمفعول به)(1).

    وقد أجمع الصحابة- رضي الله عنهم- على قتل مرتكب هذه الكبيرة، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم، كابن قدامة وابن القيم(2).

    ولم يختلف الصحابة- رضي الله عنهم- في القتل، وإنما وقع الاختلاف في كيفيته ؛ فقال بعضهم: يقتل بالسيف ،وقال بعضهم :يرمى بالحجار، وقال بعضهم :يحرق بالنار ،وقال بعضهم : يرفع على أعلى بناء في القرية فيرمى منكسا، ثم يتبع بالحجارة (3).

    قال الشيخ بكر أبو زيد- حفظه الله -: ( وأما صفة القتل - فإن الذي يظهر لي أيضا - والله أعلم- هو أن هذا عائد إلى رأي الإمام من القتل بالسيف، أو رجما بالحجارة ،ونحو ذلك حسب مصلحة الردع والزجر والله أعلم) (4).

    وهذا الحكم يشمل الفاعل والمفعول به،سواء كانا بكرين أو ثيبين عند جمهور العلماء(5).

    ودليل هذا القول قوله-صلى الله عليه وسلم-"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به" (6).

    قال الشيخ بكر أبو زيد تعليقا على هذا الحديث وجه الدلالة من هذا الحديث- نصية على قتل الفاعل و المفعول به،وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن ،فدل بعمومه على قتله مطلقا)(7).




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - حاشية الروض المربع لابن قاسم 7/318.

    [2] - انظر المغني لابن قدامة 10/160- 162 ، والجواب الكافي لابن القيم ص 240.

    [3] - انظر الجواب الكافي ص241، وحاشية الروض 7/318- 319، وفقه السنة لسيد سابق 2/386-388.

    [4] - الحدود والتعزيزات عند ابن القيم للشيخ بكر أبو زيد .

    [5] -انظر الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، 2/187، والجواب الكافي ص238- 239، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/221 ، وأضواء البيان للشنقيطي 3/40- 45.

    [6] - أخرجه أبو داود برقم (4297)وابن ماجة برقم (2561) ، والحاكم 4/355، وصححه ووافقه الذهبي ، والترمذي برقم (1456) ، وقال ابن القيم : إسناده على شرط البخاري ، انظر الجواب الكافي ص 141، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6589).

    [7] - الحدود والتعزيرات ص 179.
    الآثار الواردة في ذم عمل قوم لوط



    ورد في ذم عمل قوم لوط آثار عديدة من الكتاب والسنة كما ورد ذلك في أقوال السلف الصالح .

    فلقد قص الله- عزوجل - شأنهم في سور عديدة من القرآن الكريم،كما في سورة الأعراف(80- 84)وهود (77- 83)،والحجر(57- 77)،والأنبياء(74- 75)،والشعراء(160- 175)، والنمل(54- 58)،و العنكبوت (28- 35)، والصافات(133- 138)، والقمر(33- 39).

    ومما ورد في ذم هذا العمل من السنة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"لعن الله من عمل عمل قوم لوط" (1). وقوله: "إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط" (2). ومما ورد عن السلف الصالح في ذمه قول الفضيل بن عياض -رحمه الله-(لو أن لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء لقي الله غير طاهر) (3).

    ومما قيل في ذمه:

    فـيا نـاكحي الـذكرانِ تهنيكمُ iiالبشرى * فـــيـــومَ مـــعــادِ الله إن


    لــــكــــم iiأجـــــــرا
    كلوا واشربوا وازنوا و لوطوا وأكثروا * فـــــإن لــكــم iiزفــــاً


    إلــــى نــــاره الـكـبـرى
    فـإخوانكم قـد مـهدوا الـدارَ iiقـبلكم * وقــالـوا إلـيـنا عَـجِّـلوا iiلـكـم


    الـــــبـــــشـــــرى
    وهـا نـحن أسلافٌ لكم في iiانتظاركم * سـيـجمعنا الـجـبَّارُ فــي iiنـاره


    الــــــكـــــبـــــرى
    ولا تـحـسبوا أن الـذيـن iiنـكحتموا * يـغـيـبـون عــنـكـم iiبـــل


    تـــرونــهــم iiجـــهـــرا
    ويَـلْـعَـنُ كــلّ ٌمـنـكمُ iiلـخـليه * ويشقى به المحزونُ في الكَّرة iiالأخرى
    يُـعَـذَّبُ كــلّ ٌمـنـهمُ iiبـشـريكه * كـما اشتركا في لذة توجب الوزرا (4)



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - أخرجه أحمد 1/309، والحاكم 4/356، وصححه ووافقه الذهبي ، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (2817).

    [2] - أخرجه أحمد 3/382، والترمذي برقم (1457)، وقال حسن غريب ، وابن ماجة برقم (2563) ، والحاكم في مستدركه (4/357) ، وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي ، وأخرجه الدوري في ذم اللواط برقم (55) ، والأجري في تحريم اللواط برقم (12) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1552) .

    [3] - ذم اللواط للدوري ، ص 142، وقال المحقق : إسناده حسن .

    [4] - الجواب الكافي ص 245- 246 أول من ابتدعه.
    أول من ابتدعه



    أول من ابتدع هذا العمل القبيح- هم قوم لوط - عليه السلام - قال تعالىأتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين).(الأعراف: 80).

    قال السفاريني- رحمه الله تعالى - : ( وأما أول من ابتدعه فقوم لوط - قبحهم الله- يروى أن أهل المؤتفكات كانوا من أجمل الناس، وكانوا أهل كرمٍ وعطاء، فأصابهم قحط، فجاءهم إبليس اللعين وقال: إنما أصابكم ذلك لكرمكم أو نحو ذلك، فقالوا له: كيف السبيل إلى المنع؟

    قال اجعلوا السُّنَّة - أي العادة - بينكم أنه إذا دخل رجل إلى بلدكم غريب - سلبتموه ونكحتموه في دبره،فإذا فعلتم ذلك - لم تقحطوا،فعزموا على ذلك،وخرجوا إلى ظاهر البلد يطلبون من يفجرون به،فتمثل لهم إبليس اللعين في صورة غلام أمرد حسن ففجروا كما علمهم،فطاب لهم ذلك حتى صار عادة لهم في كل غريب،ثم فشا إلى أهل البلد أيضاً،فظهر ذلك فيهم من غير إنكار،ولا انتقام .

    فأرسل الله - سبحانه - إليهم لوطاً - عليه السلام - وكان أكبر المدن صادوم،وأسماء بقيتها : صاصورا،وصابورة،ودوسة،وعامورا.

    فعلمنا أن من فعل الفاحشة - فسلفه فيها إبليس وقوم لوط .

    قلت : - ولا يزال الكلام للسفاريني - : ورأيت في بعض التواريخ أن إبليس لما هبط لاط بنفسه فعلى هذا هو أول لائط وملوط به )(1).



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - قرع السياط في قمع أهل اللواط ص 29- 31، والظاهر أن هذه الرواية من أخبار بني إسرائيل فلا نصدق بها ولا نكذب ، أما قوله : ( ورأيت في بعض التواريخ ) .. إلخ ، فهذا مخالف لقوله تعالى عن قوم لوط : [مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ]. (الأعراف : 80) ، والله أعلم .
    أضرار عمل قوم لوط



    لعمل قوم لوط أضرار كثيرة جداً يقصر دونها العد والإحصاء, والبحث والاستقصاء, وذلك على الأفراد والمجتمعات في الدنيا والآخرة .

    وهذه الأضرار متعددة, ومتشعبة,ومتنوعة, فأضراره دينية, وخلقية, واجتماعية, واقتصادية, ونفسية, وصحية, وإليك بعض التفصيل في ذلك .
    أضراره الدينية

    أما أضراره الدينية - فلأنه كبيرة من كبائر الذنوب, وسبب للبعد من علام الغيوب, ولأنه جرم عظيم حذر منه ربنا - جل وعلا - وعاقب الأمة التي فعلته بأقسى وأنكى العقوبات, فهو سبب لمقت الله وأليم عقابه, وأخذه الشديد في الدنيا والآخرة, بل هو خطر على التوحيد إذ أنه ذريعة للعشق, والعشق ذريعة للشرك والتعلق بغير الله - جلا وعلا -.

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد أن تحدث عن الذنوب والمعاصي وأن التوحيد يمحوه, ويزيل نجاسته, قال : ( ولكن نجاسة الزنا واللواطة - أغلظ من غيرها من النجاسات ؛ من جهة أنها تفسد القلب, وتضعف توحيده جد, ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة - أكثرهم شرك, فكلما كان الشرك في العبد أغلب - كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر, وكلما كان أعظم إخلاصاً كان منهما أبعد, كما قال تعالى عن يوسف الصديق - عليه السلام - : (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) ( يوسف : 24). فإن عشق الصور المحرمة نوع تعبد له, بل هو أعلى أنواع التعبد, ولاسيما إذا استولى على القلب, وتمكن منه صار تتيم, و التتيم : التعبد, فتصير العاشق عابداً لمعشوقه, وكثيراً ما يغلب حبه, وذكره , والشوق إليه والسعي في مرضاته, وإيثار محابه على حب الله وذكره, والسعي في مرضاته, بل كثيراً ما يذهب ذلك من قلب العاشق بالكلية, ويصير متعلقاً بمعشوقه من الصور, كما هو مشاهد, فيصير المعشوق هو إلهه من دون الله - عز وجل - يقدم رضاه وحبه على رضا الله وحبه, ويتقرب إليه مالا يتقرب إلى الله - تعالى - وينفق في مرضاته مالا ينفقه في مرضاة الله, ويتجنب من سخطه ما لا يتجنبه من سخط الله - تعالى - فيصيــر آثر عنده من ربه, عنده من ربه, حباً وخضوع, وذل, وسمعاً وطاعة .

    ولهذا كان العشق والشرك متلازمين, وإنما حكى الله - سبحانه - العشق عن المشركين من قوم لوط, وعن امرأة العزيز وكانت ذاك مشركة, فكلما قوي شرك العبد - بلي بعشق الصور, وكلما قوي توحيده - صرف ذلك عنه .

    والزنا واللواط كمال لذتهما إنما يكون مع العشق, ولا يخلوا صاحبهما منه, وإنما لتنقله من محل إلى محل - لا يبقى عشقه مقصوراً على محل واحد, بل ينقسم على سهام كثيرة, لكل محبوب نصيب من تألهه وتعبده .

    فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين, ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله ؛ فإنهما من أعظم الخبائث, فإذا انصبغ القلب بهما بعد ممن هو طيب لا يصعد إليه إلا طيب, وكلما ازداد خبثاً - ازداد من الله بعداً )(1)

    وقال -رحمه الله- في موطن آخر متحدثاً عن العشق, وأن اللوط سبب له هذا داء أعيا الأطباء دواؤه, وعز عليهم شفاؤه, وهو - والله - الداء العضال, والسم القتال, الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنفاذه من إساره, ولا اشتعلت ناره في مهجة إلا وصعب على الخلق تخليصهما من ناره .

    وهو أقسام :

    تارة يكون كفر, كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله, فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟! فهذا عشق لا يغفره الله لصاحبه, فإنه من أعظم الشرك, والله لا يغفر أن يشرك به, وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك, وعلامة هذا العشق الشركي الكفري أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه, وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحق ربه, وطاعة ربه وطاعته - قدم حق معشوقه وطاعته على حق ربه, وآثر رضاه على رضاه, وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه, وبذل لربه - إن بذل - أردأ ما عنده, واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته, والتقرب إليه, وجعل لربه - إن أطاعه - الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته)(2).

    ثم قال -رحمه الله- : ( فتأمل حال أكثر عشاق الصور, هل تجدها إلا مطابقة لذلك ؟ ثم ضع حالهم في كفة, وتوحيدهم في كفة, وإيمانهم في كفة ثم زن وزناً يرضي الله ورسوله, ويطابق العدل, وربما صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيد ربه, كما صرح أحدهم بأن وصل معشوقه أشهى إليه من رحمة ربه, فعياذاً بالله من الخذلان, ومن هذا الحال .

    قال الشاعر :

    وصلك أشهى إلى فؤادي * من رحمة الخالق iiالجليل

    ولا ريب أن هذا العشق من أعظم الشرك, وكثير من العشاق يصرح بأنه لم يبق في قلبه موضع لغير معشوقه البتة, بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله, فصار عبداً مخلصاً من كل وجه لمعشوقه, فقد رضي هذا من عبودية الخالق - جل جلاله - بعبوديته لمخلوق مثله ؛ فإن العبودية هي كمال الحب والخضوع, وهذا قد استغرق قوة حبه وخضوعه وذله لمعشوقه ؛ فقد أعطاه حقيقة العبودية )(3).

    ومن أضراره الدينية أيضاً أنه يجر صاحبه إلى معاص أخرى , ربما لا تقل عن اللواط قبح, كما يجره إلى ترك طاعات كان يفعلها ؛ فكم شرب بسببه من مسكرات ؟ وكم ضاع بسببه من الجمع والجماعات ؟ وكم أغري به من عداوات ؟

    ثم إن الاسترسال بهذا الأمر - يقود الإنسان إلى محبته, فيحب الفاحشة ويبغض العفة, فيقع في محبة ما كرهه الله, وبغض ما أحبه الله .

    وقد يقوده التمادي به والاستمرار عليه إلى استمرائه, وعدم النفور منه وربما قاده ذلك - عياذاً بالله - إلى استحلاله .



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - إغاثة اللهفان ص 70-71.

    [2] - الجواب الكافي ص 296- 297.

    [3] - انظر المرجع السابق ص 297, وانظر الدين الخالص لصديق حسن, 2/304- 412.

    أضراره الخلقية





    أما أضراره الخلقية - فكثيرة جداً ؛ فاللواط لوثة خلقية،وانحراف عن الفطرة السوية،فمن تلك الأضرار الخلقية التي لا بد أن تنجم عنه ما يلي :

    1- قلة الحياء :

    فالحياء هو الحياة وإذا ذهب الحياء - فلا خير في الحياة،وصدق من قال :

    فلا والله ما في العيش iiخير * ولا الـدنيا إذا ذهب iiالحياء
    إذا لـم تخش عاقبة الليالي * ولم تستحي فاصنع ما تشاء

    فمن ثمرات اللواطة المنتنة الوقاحة وقلة الحياء،فتجد من يمارس هذه الفعلة صلب الوجه،وقحاً لا يبالي بما فعل،ولا يراعى لأحد حقه،وربما انسلخ من الحياء بالكلية ،فلا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله،وقبيح فعاله،بل ربما قام هو بإخبارهم عما يقوم به من عمل سيء،وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة عز إصلاحه،وصعب علاجه .

    2- سوء الخلق .

    3- قسوة القلوب و غلظ الأكباد .

    4- قتل المروءة والشهامة،والنخوة والكرامة .

    5- الشرة والعدوانية،وحب الجريمة و الجرأة على فعلها .

    6- انتكاس الفطرة،وارتكاس الطباع،واضمحلال ميزان الفضيلة(1) والرذيلة،أو انعدامه بالكلية عند من يعمل هذا العمل ؛ فالرذائل عنده فضائل،والفضائل رذائل .

    7- ذهاب الغيرة من القلب،وحلول الدياثة محلها .

    8- سقوط الجاه والمنزلة،وحلول المهانة ،والحقارة والذلة .

    9- الحمق والنزق،وسوء التصرف والخرق .

    10- هذا العمل يجر إلى ضعف الإرادة،وسفول الهمة .

    11- ومن أضراره نزع الثقة من مرتكبه،والنظر إليه بعين الخيانة .

    12- سواد الوجه وظلمته،حتى ليكاد يعرف من يقوم بهذا العمل،كما قيل :

    وعـلى الـفتى iiلـطباعه * سمة تلوح على جبينه (2)


    13- ومن أضراره حرمان العلم والترقي في مدارج الكمال،ومراتب الفضيلة .

    14- ذهاب الشجاعة؛فهذاالعمل القبيح يدسِّي النفس،ويقمعها،ويصِّغرها،ويحقِّرها،ويضعفها،ويوهنها،فتذهب الشجاعة،ويحل الجبن،والخور،والفزع محلها .



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - انظر في ظلال القرآن لسيد قطب ، 3/1315 ، و 4/1913.

    [2] - ديوان الشافعي ص 85.

    أضراره الاجتماعية





    ومن أضراره الوخيمة, وأدوائه الوبيلة التي تعود بشرها إلى المجتمع ما يلي :

    1- زوال الخيرات والبركات :

    فانتشار الفاحشة - بلا شك - نذير شؤم ؛ فبسببه تزول الخيرات والبركات من الأرض والسماوات .

    2- حلول العقوبات و المثلات :

    فالفاحشة إذا شاعت وفشت, وترك الناس إنكارها - فإن هذا مؤذن بقرب العذاب, ونزول العقاب ؛ فالله - عز وجل - عندما ذكر قوم لوط, وصنيعتهم وعقوبتهم قال : (وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ) .(هود : 83).

    3- قلة الأمن وشيوع الفوضى, وانتشار الرعب, وكثرة الاضطرابات .

    4- حرمان الأمة من السعادة الحقيقية والقوة والعزة (1):

    فالسعادة والقوة والعزة ليست بالانحراف وراء إشباع الشهوات, وإنما هي بالإيمان الحقيقي, والالتزام الصادق بدين الله القويم .

    5-تفسخ المجتمع وتحلله:

    وهذا نتيجة طبيعية ؛ فالمجتمع الذي تشيع فيه الفاحشة - لابد وأن يتحلل ويتفسخ , وتسود فيه الروح البهيمية , والأخلاق السبعية .

    6-تفكك الأسر وتفرق البيوت :

    فالفاحشة مدعاة لتفكك الأسر, وتفرق البيوت, فإذا ما ابتليت أسرة بانحراف أحد أبنائها - فلا ريب أنها ستتأثر بذلك أيما تأثر ؛ فهذا المنحرف سيسبب العديد من المشكلات, وسيجرها إلى ويلات إثر ويلات, وذلك من خلال تشويه سمعة أسرته, أو إفساد بقية إخوته, أو جلب أجهزة الفساد لأهل بيته, أو إشغالهم بما يسببه لهم من مشكلات مع الناس . مما يجعل بناء الأسرة يهتز, ويضعف, وينهار .

    7- تفكك المجتمع وانفصام روابطه :

    فالأسرة نواة المجتمع, فإذا فسدت الأسرة - فسد المجتمع, فتجد من يعادي جاره, أو قريبه, بسبب ما يجره الأبناء المنحرفون على غيرهم من البلاء والانحراف, فالترابط لا يكون إلا في مجتمع مفعم بالإيمان, وتسوده المودة وتشيع فيه الرحمة, أما إذا انتشرت الفواحش - فإن المجتمع ستتفكك عراه, وتنفصم روابطه .

    8- انهيار المثل العليا والقيم الأصيلة :

    كالرحمة, والمودة, والعفة, والحياء, والكرم, والنخوة, والشجاعة, والمروءة, وغيرها . وما قيمة مجتمع ذهبت أخلاقه, واستبدت به شهواته, واستحوذت عليه غرائزه ؟! (2).

    9- أنه سبب للقضاء على روح الجد والاجتهاد ؛ فهذا العمل المشين سبب لسفول الهمة, وسقوطه, فإذا ما انتشر في مجتمع - فإنه سيقضي - حتماً - على روح الجهاد, والعمل الجاد, فالجهاد لا يفكر فيه إلا أصحاب الهمم العلية, والنفوس الأبية, وأي مكان للجهاد عند هؤلاء الساقطين والوالغين في حمأة الرذيلة ؟! .

    فهذا أحد أسلافهم ممن قصرت همته على ملاحقة النساء لما قيل له جاهد في سبيل الله - قال :

    يقولون جاهد يا جميل بغزوة * وأي جـهاد غـيرهن iiأريد
    لـكل حـديث بينهن بشاشة * وكـل قتيل عندهن iiشهيد(3)

    10- انتشار الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمجتمع, فتفقده القوة والمنعة والصمود , مما يجعله عرضة للزوال في أي لحظة .

    11- ضعف الثقافة في المجتمع:

    فإذا انتشرت هذه الفاحشة في مجتمع - فلا ريب أنها ستؤثر على ثقافته تأثيراً سيئ, فتجد من ابتلي بهذا الداء لا يقرأ إلا لمام, وربما لا يقرأ أبد, وإذا قرأ فماذا سيقرأ ؟ الجواب أنه لن يقرأ إلا ما يلائم طباعه, ويشبع غرائزه, ويذكي كوامن الشهوة فيه, فتضعف بذلك ثقافة المجتمع وتضمحل, مما يجعل هذا المجتمع يقبل أي فكرة باطلة, أو شذوذ منحرف, فيسهم ذلك بتصدع وانهيار كيانه .

    12- عزوف الرجال عن الزواج :

    فاللواط سبب لاكتفاء الرجال بالرجال, والرغبة عن الزواج, وبالتالي يقل الزواج, وتكثر العنوسة, وذلك مدعاة لشيوع منكر أخر وهو الزن, ولا يخفى ما للزنا من آثار وبيلة على المجتمع, فمن آثاره اختلاط الأنساب, وكثرة أولاد الزنا الذين لا يجدون من يربيهم ويشرف عليهم ,وإن وجدوا - فلن يجدوا الحب الحقيقي, الذي هو حق لكل طفل, ولن يجدوا من يرشدهم إلى الصراط المستقيم ؛ لذا فانحراف هؤلاء وارد, وإذا انحرفوا - أصبحوا معاول هدم للمجتمع (4).

    13- اللواط يهدد بقلة النسل :

    فالأمة التي تشيع فيها العفة والفضيلة - يكثر فيها الزواج الشرعي, فتستمر بذلك شابة فتية متجددة, وذلك لكثرة الإنجاب .

    فإذا ما انتشر اللواط واغتنى الرجال بالرجال - فإن هذا يهدد بقلة النسل, مما يعرض المجتمع للضعف, والتخلف ؛ لان كثافة البشرية - بلا شك - من أعظم أسباب الرقي والتقدم .

    14- أنه سبب للتخلف والتبعية :

    فالأمة إذا تخلت عن أخلاقها ومبادئها - فإن الانحرافات ستبدأ تنخر في جسدها , مما يضعفه, ويفقدها شخصيتها ومكانته, فتصبح بذلك أمة منهزمة تابعة مقلدة متخلفة في شتى الميادين .

    والتاريخ خير شاهد على ذلك, فكم من أمة بنت لها مجداً وحضارة, واشتهرت بالتقدم العلمي حينما كانت متمسكة بقيمها ومبادئه, وبعد أن فقدت ذلك انحدرت إلى الحضيض, وهوت من عليائه(5) .


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - انظر عوامل الانحراف الجنسي ومنهج الإسلام في الوقاية منها لعبد الرحيم صالح عبد الله , ص: 98-99, وانظر الضياء اللامع من الخطب الجوامع للشيخ ابن عثيمين 1/275.

    [2] - انظر تربية الأولاد في الإسلام , لعبد الله علوان 1/246.

    [3] - شرح ديوان جميل بثينة ص 21.

    [4] - انظر التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي , د : فضل إلهي ظهير ص 61.

    [5] - انظر الزنا لدندل جبر , ص 144-145.
    أضراره الاقتصادية



    وهذا العمل - أيضاً - يؤثر على الاقتصاد، فمن أضراره الاقتصادية ما يلي :

    1- إهداره الثروة المالية بحثاً عن الشهوة المحرمة :

    فمن ابتلي بتلك الفعلة - تجده يسعى في تطلابها في كل مكان،ويخسر بسبب ذلك أموالاً طائلة،وربما سافر خارج بلاده،بحثاً عن إشباع غرائزه .

    2- ما ينفق من أموال لشراء المجلات الهابطة والأشرطة الماجنة التي تهيج الغرائز وتحرك الكوامن .

    3- ما يبذل من أموال لدراسة هذه الظاهرة،والبحث في سبل علاجها .

    4- ما ينفق لعلاج المصابين بأمراض الشذوذ،فإذا كان مرض السيلان ( يصاب به 200- 500 ألف شخص كل عام معظمهم في ريعان الشباب،وإذا علمنا أن تشخيص وعلاج المرض الواحد يكلف 250- 400دولار -، فإن مرض السيلان وحده يكلف العالم سنوياً 80- 200 بليون دولار )(1)،هذا مرض السيلان،فما بالك بالزهري،أو الهربس ؟ بل وما بالك بالإيدز وما هو أخطر من الإيدز ؟

    5- البطالة وقلة الأيدي العاملة :فالمجتمع الذي ينتشر فيه هذا الوباء - لابد أن يتأثر،ويضعف،ويقل الجادون فيه ،و يكثر أهل البطالة،فيؤثر ذلك على الاقتصاد تأثيراً سيئاً،بل إن تأثير هؤلاء سيكون مركباً ؛ فلا يكفي أنهم لا ينتجون فحسب،بل إنهم سيستهلكون ويستنزفون الثروات في سبيل عبثهم وشذوذهم،بل ويشغلون الناس عن الإنتاج،بملاحقتهم ومحاولة كفهم وزجرهم.

    وهذا بلا شك يقود إلى التخلف في شتى الميادين،فاللواط يشغل الإنسان عن مصالحه الدينية والدنيوية،قال ابن القيم -رحمه الله- : ( ليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور،أما مصالح الدين - فإنها منوطة بلم شعث القلب و إقباله على الله،وعشق الصور أعظم شيء تشعباً وتشتيتاً له،و أما مصالح الدنيا فهي تابعة - في الحقيقة - لمصالح الدين،فمن انفرطت عليه مصالح دينه وضاعت عليه - فمصالح دنياه أضيع وأضيع )(2).



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - الأمراض الجنسية عقوبة إلهية د: عبد الحميد قضاة ، ص51.

    [2] - انظر الجواب الكافي ص299.
    أضراره النفسية

    فمن جملة أضرار هذا العمل المشين الأضرار النفسية, فهذا العمل يورث صاحبه أضراراً نفسية كثيرة منها :

    1- الخوف الشديد , والوحشة, والاضطراب :

    فالذي يمارس هذا العمل - لا تراه إلا خائفاً مذعور, يحسب كل صيحة عليه, وكل مكروه قاصد إليه, فلا تجده إلا وقلبه كأنه في جناحي طائر ؛ ذلك لأن الطاعة حصن الله الأعظم, الذي من دخله كان من الآمنين, ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب ,فمن أطاع الله -انقلبت المخاوف في حقه أمان, ومن عصاه انقلبت مآمنه خوف, فمن خاف الله آمنه من كل شيء , ومن لم يخف الله - أخافه الله من كل شيء(1), فالجزاء من جنس العمل ؛ فمن بحث عن الأمن والأنس في معصية الله - انقلب عليه الأمر رأساً على عقب فأصبح أمنه خوف, وأنسه هماً وغماً .

    2- الحزن الدائم والعذاب المستمر, والقلق الملازم :

    وهذا جزاء عاجل لمن أحب غير الله أو تعلق بغير الله ؛ فبقدر تلك المحبة أو التعلق بغير الله يصيب الإنسان ما يصيبه من العذاب, والحزن, والألم, والقلق, قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى - واعلم أن كل من أحب شيئاً لغير الله - فلا بد أن يضره محبوبه, ويكون ذلك سبباً لعذابه )(2).

    وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - : ( والمقصود أن من أحب شيئاً سوى الله - عز وجل - فالضرر حاصل له بمحبوبه, إن وجد وإن فقد ؛ فإن فقده - عذب بفواته, وتألم على قدر تعلق قلبه به, وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله, ومن النكد في حال حصوله, ومن الحسرة عليه بعد فوته - أضعاف أضعاف ما في حصوله من اللذة )(3).

    ولهذا قيل :

    فما في الأرض أشقى من محب * و إن وجـد الهوى حلو iiالمذاق
    تـراه بـتاكياً فـي كل iiiiحين * مـخـافة فـرقة أو لاشـتياق
    فـيبكي إن نـأوا iiشـوقاًإليهم * ويـبكي إن دنوا خوف الفراق
    فـتسخن عـينه عـند iiالتنائي * وتسخن عينه عند التلاقي (4)

    وكما قال الآخر :

    إذا قـربت دار كـلفت وإن iiنـأت * أسـفت فلا بالقرب أسلوا ولا iiالبعد
    وإن وعـدت زاد الهوى iiلانتظاره * وإن بخلت بالوعد مت على iiالوعد
    فـفي كـل حـب لا محالة iiفرحة * وحبك ما فيه سوى محكم الجهد(5)

    3- هذه الفاحشة تجعل صاحبها عرضة للإصابة بأمراض عصبية شاذة, وعلل نفسية شائنة, تفقده لذة الحياة, وتسلبه الأمن و الطمأنينة .

    4- الرغبة في العزلة و الانطواء :

    فالذي يرتكب هذا العمل تجده مؤثراً للعزلة و الانطواء, وذلك إذا لم يجد من يلائمه و يشاكله .

    5- تقلب المزاج, وضعف الشخصية, وعدم استقلالها .

    6- الانهزامية, وانعدام الثقة بالنفس, فتجده منهزماً لا يثق بنفسه أبداً .

    7- الشعور بأن الناس يعلمون بقبيح فعله ؛ فلسوء فعله ساء ظنه كما قيل:

    إذا ساء فعل المرء ساءت iiظنونه * وصـدق مـا يـعتاده من iiتوهم
    وعـادى مـحبيه لـقول iiعـداته * وأصبح في ليل من الشك مظلم(6)

    مما يولد لديه الشعور بالذنب, و الإحساس بالنقص, وفقدان الرجولة, والتخلف عن ركب الأسوياء .

    8- كثرة الوساوس والأوهام, والإصابة بمرض الهوس الجنسي :

    فهذا الداء العضال (إذا تمكن من القلب, واستحكم وقوي سلطانه - أفسد الذهن, وأحدث الوساوس, وربما التحق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم
    , فلا ينتفعون بها )(7).

    وربما أصيب بمرض الهوس الجنسي الذي يجعل صاحبه الشهواني المندفع مشغولاً في جميع أوقاته بتخيلات شهوانية غريزية (8).

    9- ومن أضراره النفسية -أيضاً - ما يحدثه من التوتر النفسي والتردد, والتخاذل وعدم المبالاة, والارتباك, واليأس, والتشاؤم, والملل, والتبلد العاطفي (9).

    10- التأثير على الأعصاب :

    فهذه العادة تغزو النفس, وتؤثر على الأعصاب تأثيراً خاص, أحد نتائجه الإصابة بالانعكاس النفسي في خلق الفرد, فيشعر داخلياً بأنه لم يخلق ليكون رجل, وينقلب ذلك الشعور إلى شذوذ جنسي, فيميل إلى بني جنسه, وتتجه أفكاره إلى أعضائه التناسلية, ومن هنا يتبين لنا العلة الحقيقة من إسراف بعض الشباب من الساقطين في التزين وتقليد النساء .

    11- التأثير على المخ :

    فاللواط - أيضاً - يسبب اختلالاً كبيراً في توازن عقل المرء, وارتباكاً عاماً في تفكيره, وركوداً في تصوراته, وبلاهة واضحة في عقله, وضعفاً شديداً في إرادته .

    وإن ذلك ليرجع إلى قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية, والغدد فوق الكلى, وغيره, مما يتأثر باللواط تأثرا ًمباشراً فيضطرب عمله, وتختل وظائفها.

    وهناك علاقة وثيقة بين النيورستانيا واللواط, فيصاب اللائط بالبله والعبط وشرود الفكر, وضياع العقل والرشاد (10).

    هذه بعض أضراره النفسية وسيمر معنا عند الحديث عن أضرار اللواط الصحية شيء من أضراره النفسية زيادة على ما مضى .




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - انظر الجواب الكافي ص 115,وأثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب للصواف ص 46-51,وانظر شؤم المعصية وبركة التقوى للبيانوني ص 34-37.

    [2] - انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 1/24- 29.

    [3] - إغاثة اللهفان ص 45, وانظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 1/24-29.

    [4] - انظر ذم الهوى لابن الجوزي ص 444, وإغاثة اللهفان ص 45.

    [5] - ذم الهوى لابن الجوزي ص308.

    [6] - ديوان المتنبي بشرح العكبري 4/135.

    [7] - الجواب الكافي ص 300, وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص 21.

    [8] - انظر التربية الجنسية في الإسلام , د: عبد الرحمن الجزائري ص 220- 221.

    [9] - انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في علاجها , وليد شبير , ص88.

    [10] - انظر فقه السنة للشيخ سيد سابق 2/383 - 386 نقلاً عن كتاب الإسلام والطب , للدكتور محمد وصفي .
    أضراره الصحية





    أما أضراره الصحية - فحدث ولا حرج, فها هو الطب الحديث يكشف لنا بين الفينة و الأخرى كارثة من كوارث الشذوذ الجنسي, وهاهي وسائل الإعلام تطل علينا - من وقت لآخر- بقارعة تحل بساحة الشذاذ, وما أن يجد الأطباء علاجاً نافعاً أو عقاراً ناجعاً لمرض من الأمراض - إلا ويستجد مرض جديد يشغلهم عن المرض السابق, مما جعلهم يقفون واجمين ومتحيرين أمام هذا الخضم الموار, من تلك الشرور والإخطار, وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال :" لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا "(1) .

    فمن الأضرار الصحية الناجمة عن هذا العمل ما يلي :

    1- الرغبة عن المرأة :

    فمن شأن اللواط أن يصرف الرجل عن المرأة, وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرته, وبذلك تتعطل أهم وظيفة من وظائف الزواج وهي إيجاد النسل .

    ولو قدر الله لمثل هذا الرجل أن يتزوج - فإن زوجته تكون ضحية من الضحايا ؛ فلا تظفر بالسكن, ولا بالمودة, ولا بالرحمة التي هي دستور الحياة الزوجية, فتقضي حياتها معذبة معلقة, لاهي بالمتزوجة ولا بالمطلقة .

    2- عدم كفاية اللواط :

    فهو علة شاذة, وطريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية, وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية, ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي, بل هي شديدة الوطأة على الجهاز العضلي, سيئة التأثير على سائر أجزاء البدن .

    3- ارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه :فاللواط سبب في تمزق المستقيم, وهتك أنسجته, وارتخاء عضلاته, وسقوط بعض أجزاءه, وفقد السيطرة على المواد البرازية, وعدم استطاعته القبض عليه, ولذلك تجد بعض الوالغين في هذا العمل دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة, بحيث تخرج منهم بدون شعور.

    4- اللواط وعلاقته بالصحة العامة :

    فهو يصيب مقترفه بضيق الصدر, والخفقان, ويتركه بحال من الضعف, مما يجعله نهبة لمختلف العلل و الأوصاب, وذلك بسبب توهمه ووسوسته .

    5- التأثير على أعضاء التناسل والإصابة بالعقم :

    بحيث يضعف مراكز الإنزال الرئيسية في الجسم, ويعمل على القضاء على الحيوية المنوية, ويؤثر على تركيب مواد المني, ثم ينتهي الأمر بعد قليل من الزمن إلى عدم القدرة على إيجاد النسل, والإصابة بالعقم, مما يحكم على اللائطين بالانقراض والزوال .

    6- التيفوئيد والدوسنتاريا :

    وهو بجانب ما مضى يسبب العدوى بالحمى التيفودية, والدوسنتارية, وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تنتقل بطريق التلوث بالمواد البرازية المزودة بمختلف الجراثيم, المملوءة بشتى العلل والأمراض (2).

    7- التهاب الشرج والمستقيم .

    8- القرحة الرخوة.

    9- ثآليل التناسل .

    10- فطريات وطفيليات الجهاز التناسلي .

    11- قمل العانة .

    12- الورم البلغمي الحبيبي التناسلي .

    13-التهاب الكبد الفيروسي (3).

    14- الزهري :

    وهو إحدى ثمار اللواط ( وقد عرف مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي, وهو عادة لا يصيب إلا الإنسان دون سائر مخلوقات الله, وتسببه جرثومة لولبية الشكل اسمها (تريبوينما باليديم ) وهي جرثومة صغيرة ودقيقة جداً بحيث لا ترى بالعين المجردة )(4).

    أما عن سببه فإنه ( لا يوجد لهذا المرض الخطير سبب غير العلاقة الجنسية المحرمة, والوطء في نكاح محرم غير صحيح, ولا يمكن أن يحدث مطلقاً نتيجة وطء حلال, أو علاقة جنسية غير محرمة )(5).

    وأما أعراضه - فمنها ما يظهر على شكل تقرحات على الأعضاء التناسلية, ومنها ما يكون داخلي, فيظهر على كبد المريض, وأمعائه, ومعدته, وبلعومه, ورئتيه, وخصيتيه .

    وأما الآثار التي يتركها على قلب المريض وشرايينه وأعصابه - فكبيرة ورهيبة, فهو يسبب الشلل, وتصلب الشرايين, والعمى, والذبحة الصدرية, والتشوهات الجسمية, وسرطان اللسان, والسل في بعض الأحيان .

    وهذا المرض سريع العدوى, وانتشاره في العالم - عامة - وفي أوربا وأمريكا- خاصة - يزداد, ويتضاعف يوماً بعد يوم, فهو مرض خطير, وشره مستطير, قتل وسيقتل الملايين, وما داموا يعيشون الفوضى الجنسية ويلهثون وراء الفواحش زنا وبغاء وشذوذاً (6).

    15- السيلان :

    وهو ثمرة من ثمرات الشذوذ الجنسي المنتنة : ( ويعتبر السيلان من أكثر الأمراض الجنسية شيوعاً في العالم, إذ بلغ عدد المصابين به سنوياً حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 1975م 250مليون شخص) (7). وأكثر الناس عرضة لهذا المرض هم الشاذون جنسياً ( ولقد أوضحت الدراسات الميدانية أن الشاذين جنسياً - وعددهم في الولايات المتحدة حالياً قد جاوز الثمانية عشر مليوناً - هم أكثر الناس إصابة بالأمراض الجنسية (8).

    ويعد السيلان ( من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في الوقت الحاضر, وقد يصاب به 200- 500مليون شخص كل عام معظمهم في ريعان الشباب )(9). وهذا المرض يعرف ب-(السيلان ) (ويسمى في بعض البلاد العربية ( التعقيبة ) وفي بعضها الآخر (الردة )(10).

    وينتقل هذا المرض ( نتيجة اتصال جنسي مباشر, ونكاح في فرج محرم, ولا يمكن أن ينتقل مطلقاً إلى عفيف أو عفيفة )(11).

    وهذا المرض يحدث التهابات شديدة في الأعضاء التناسلية, يصحبه قيح وصديد كريه الرائحة, ويعد هذا المرض من أهم الأسباب التي تؤدي بالمصاب إلى العقم, ويسبب - أيضاً - ضيق مجرى البول, والتهاب القناة الشرجية, والتهاب الفم( البلعوم ) كما أن المريض يشعر بضيق وحرقان عند البول, وتحمر المنطقة المحيطة بفتحة القضيب نتيجة الالتهاب, ويتقدم الالتهاب في الإحليل صعوداً حيث يصل بعد 10- 14 يوماً إلى نهايته المتاخمة للمثانة, فتلتهب هي الأخرى, فيزداد الحرقان, وألم التبول, ويصاحب ذلك صداع, وحمى, وإنهاك عام, ويمكن لجرثومة هذا المرض أن تصل إلى أي مكان في الجسم عندما تدخل الدورة الدموية, وحينئذ تسبب التهاب الكبد, والسحايا والتهابات أخرى في القلب وصماماته )(12).

    16- الهربس :

    ومن تلك الأمراض الجنسية المخيفة مرض الهربس, الذي ( فرض نفسه شبحاً مرعباً في نفوس أولئك الذين انغمسوا في العلاقات الجنسية المحرمة, فلقد أوضح تقرير لوزارة الصحة الأمريكية أن الهربس لا علاج له حتى الآن, وأنه يفوق في خطورته مرض السرطان )(13).

    ولقد ( واصل مرض الهربس زحفه إلى الأمام, حتى تصدر قائمة الأمراض الجنسية, وبلغ عدد المصابين به في الولايات المتحدة عشرين مليون شخص, وتقدر عدد الإصابة في بريطانيا بمائة ألف شخص سنوياً )(14).

    فما الهربس ؟ وما حقيقته ؟

    إنه مرض حاد جد, يتميز بتقرحات شديدة, حمراء اللون, تكبر وتتكاثر بسرعة, ويسببه فيروس يسمى ( هربس هومنس ) وينتقل هذا المرض بالاتصال الجنسي إلى الأعضاء التناسلية, أو الفم عند الشاذين, وتبدأ أعراضه عند الرجال بالشعور بالحكة فتهيج المنطقة, وتظهر البثور, والتقرحات على مقدمة القضيب, والقضيب نفسه, وعلى منطقة الشرج عند الذين يلاط بهم, وهذه البثور الصغيرة الحجم الكثيرة العدد يكبر حجمه, ويزداد ألمه, وتتآكل, فتلتهب من البكتريا المحيطة, فيزداد المرض تعقيداً ويخرج منه سائل يشبه البلازم, ثم صديد, وربما يمتد الالتهاب إلى الفخذ, ومنطقة العانة, فتتضخم الغدد اللمفاوية, وتصبح مؤلمة جداً )(15).

    وفي حديث عن الهربس لوزير الصحة الكويتي قال فيه: ( إنه مرض تناسلي يصيب الأعضاء التناسلية بآلام لا يعلم إلا الله مداه, وقوته, وشدة قسوتها على المصاب, إن الأعضاء التناسلية حين تصاب بهذا المرض تصاب بمضاعفات خطيرة ؛ فانسداد تلك الأعضاء أمر وارد, وإصابة المرأة الحامل تعتبر من الإصابات الخطرة, لأن احتمال انتقال الهربس للمولود أمر يصبح وارد جد, فالتقليل من خطورة الهربس أمر غير منطقي ؛ فمضاعفاته تدوم إلى أبد الدهر )(16).

    وأضرار الهربس لا تقف عند حد الأعضاء التناسلية, بل إنها تتعدى ذلك إلى سائر أعضاء الجسم, وله مضاعفات شديدة , فقد ينتقل إلى الجهاز العصبي, وقد ينتقل إلى الدماغ, وإصابة الدماغ مميتة في أغلب الحالات أكثر من 90%(17).

    ومما يؤكد خطورته أيضاً أنه( لا يقتصر على الأعراض الجسدية البحتة ؛ إذ أن المرض يحدث أعراضا ً نفسية وعصبية, ربما تكون أخطر بكثير من الأعراض الأولى, فقد أجمع الأطباء على أن الآثار النفسية المدمرة لمرض الهربس - أخطر بكثير من آثار المرض الذي تتمثل في القروح والآلام الجسدية )(18).

    وهذا المرض ينتشر لدى الشاذين جنسي, ( ويذكر الدكتور مورس - أخصائي أمراض الهربس - أن نتيجة الدراسة التي قام بها في بريطانيا تشير إلى أن انتشار هذا المرض يزداد يوما بعد يوم , وأن أكثر الإصابات تقع بين الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 15-30 سنة وأن هذا المرض يتناسب طردياً مع الجنس وطرق ممارسته وازدياده في المجتمع بطرق غير صحيحة, فيما يقل بالمقابل عند الذين يحبون العفاف ويسعون إليه )(19).

    ( ولا يوجد علاج فعال لهذا المرض ولكن يجب أن يحمي المريض من الالتهابات البكتيرية الثانوية مع استمرار فحص المصاب مدة ثلاثة أشهر بحثاً عن أمراض جنسية أخرى )(20).

    هذه نبذة يسيرة عن هذا المرض الفتاك(21) .

    17- الإيدز:

    وما أدراك ما الإيدز ؟ ذلك المرض الخطير الذي أصاب العالم - عموماً - والعالم الغربي - خصوصاً - بسببه موجة من الذعر والرعب .

    فلقد عرف هذا المرض حديث, فأصبح يهدد إنسان الغرب وحضارة الغرب بالفناء, وأصابهم بالهلع والجزع, والفزع .

    وخطورة هذا المرض ترجع لأسباب عديدة منها :

    أ- أن نسبة المصابين به ونسبة الوفيات به عالية جداً .

    ب- الغموض المريع الذي يكتنفه ؛ لدرجة أن الأسئلة حوله كثيرة ومحيرة, وإجابات المختصين عليها قليلة .

    ج- قلة العلاج أو انعدامه بالكلية .

    د - سرعة انتشاره (22).

    وكلمة (إيدز ) هي عبارة عن الأحرف الأولى للكلمات التي يتكون منها اسم هذا المرض باللغة الانجليزية, ومعناه في اللغة العربية ( نقص المناعة المكتسب )أو( فقدان المناعة المكتسبة ) أو ( الفشل المناعي ) أو ( انهيار المناعة المكتسبة )(23). ذلك أن الله - عز وجل - أودع جسم الإنسان مناعة تضاد وتكافح مختلف الأمراض التي تغزو الجسم, فإذا ما أصيب الإنسان بمرض الإيدز - فإنه لا يكاد يحتمل مكافحة أدنى الأمراض, وربما قضى عليه أقل الأمراض ضرراً إذ تنهار لدى المصاب وسائل الدفاع التي أودعها الله جسمه, فيصبح بذلك نهبة سهلة لكل الجراثيم, وفريسة يسيرة لشتى الأمراض .

    أما أكثرية المصابين بهذا المرض فقد ( ذكر العلماء أن 95% من مرضى الإيدز هم ممن يمارسون اللواط, وأن نسبة قليلة هم من مرضى المخدرات والأدوية المخدرة )(24).

    ( وقد ذكر العلماء المختصون بهذا المرض - أيضاً - أن تسعة أعشار المصابين به يموتون خلال ثلاث سنوات من بداية المرض )(25).

    أما أكثر الناس عرضة لهذا المرض فهم الشباب وقد ( كشف تقرير عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن ما بين 90.75% من الإصابة بفيروس نقص المناعة ( الإيدز) تحدث من الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين أو أربعين عاماً )(26).

    أما عدد المصابين في هذا المرض - فإنهم يتزايدون بشكل مستمر من عام إلى عام, ولم يسلم من هذا المر ض حتى الأطفال .

    وما أن سمع اللوطيون الشاذون بهذا المرض وخطورته, ودورهم في نشره وأنه قاض عليهم لا محالة - إلا وأصيبوا بالهلع والرعب ؛ لأنهم يتوقعون أن يهجم عليهم في أي لحظة .

    ولقد اختلفت ردود أفعالهم إزاء هذا الأمر في أمريكا وغيرها؛ فبعضهم نظم مظاهرة حاشدة جابوا خلالها شوارع فرانسيسكو- أكبر مركز للواط في العالم - (27) منكرين أن يكون اللواط هو السبب لهذا المرض, وبدأوا بجمع التبرعات لدفع هذه الاتهامات عنهم بشتى الوسائل, وكثير منهم أصيب بالكآبة والقلق, وأصيب بعضهم باليأس والإحباط, بل وأقدم بعضهم على الانتحار ؛ للتخلص من هذا الهم القاتل الملازم .

    ولقد انتشر الرعب - أيضاً - في هوليود - مدينة السينما - خاصة بعدما أصيب بالإيدز الممثل الشهير- روك هدسون - صديق الرئيس الأمريكي السابق - رونالد ريجان - وبما أن هدسون كان يعمل في هوليود, وحياة هوليود مشهورة بالدعارة, حيث يتصل الجميع بعضهم ببعض جنسي, وتدور كثير من مشاهد الأفلام حول الجنس - فإن الذعر المميت قد خيم على أجواء هوليود, وجعل حياة هؤلاء تعتمد على المهدئات والمسكنات, أو على الإقبال على مزيد من المخدرات التي تشم كالكوكايين, أو التي تدخن كالحشيش(28) وحالهم هذه كحال الذي يقول:

    تداويت من ليلى بليلى من iiالهوى * كما يتداوى شارب الخمر بالخمر (29)

    ولقد انتشر الرعب في الأجهزة الأمنية في أمريك, كما انتشر في بريطاني, وايطالي, والبرازيل, وكافة بلاد العالم, وأعلنت النفير تجاه هذا الداء الوبيل (30).

    18- فيروس الحب :

    وقبل أن يفيق العالم من هول الصدمة التي أحدثها مرض الإيدز -إذا بمرض جديد يحل بساحة عالم الشذوذ .

    وهذا المرض الجديد أشد افتراساً وأعظم وطأة من الإيدز, بل الإيدز - كما يؤكد الدكتور كينيث مور مكتشف هذا المرض - يعد لعبة أطفال مقارنة بهذا المرض الجديد, ويقول ( كاليتون تيل أحد المختصين بالأمراض الجنسية): ( إن الإيدز مقارناً بهذا المرض الجديد يبدو كمجرد تجوال عارض في منتزه, مجرد تجوال لا مشقة فيه ولا نصب ).

    ولكن ما أعراض هذا المرض ؟ وكيف ينتقل ؟ وما عدد ضحاياه ؟

    والجواب : أنه بعد ستة أشهر من استلام الجسم للفيروس العجيب لهذا المرض الجديد الذي سماه مكتشفه الدكتور ( كينيث مور ) بمرض الحب - يمتلئ جسم المريض بأكمله بالبثور والقروح, ولا تبقى فيه رقعة مهما كانت صغيرة - ناجية من القروح والتقيحات, ويستمر نزيف المريض إلى أن يموت, ويقول الدكتور ( مور ) : إن الفيروس الجديد هو مثل فيروس الإيدز, قد لا يستلمه الجسم بسهولة, ولكن متى ما تغلغل في جسم الإنسان - فإن العلوم الطبية المعاصرة تقف عاجزة تماماً بإزائه , وإن مما يجعل هذا الفيروس غير عادي أبدا ًهو أنه يستمر ساكناً ويبقى في حالة كمون تام, وذلك إلى لحظة معينة هي لحظة جيشان الهرمونات التي تتوافق مع تهيج الجسم عند ممارسة الجنس, وعند ذلك تدب الحياة في الفيروس, وذلك بعد قضائه لفترة حضانة استمرت ستة أشهر .

    كيف ينتقل الفيروس ؟

    وأما ما يميز هذا المرض الجديد عن الإيدز هو أن الفيروس المسبب للايدز والمسمى H.I.V ينتقل عادة من جسم المريض إلى الجسم السليم عن طريق الدم أو السوائل المنوية, وأما فيروس المرض الجديد والمسمى فيروس (الحب) Love Virus فيبدو أنه ينتقل بشتى الطرق, لدرجة أنه يصيب حتى الأفراد الذين لا يمارسون الجنس أبد, وتبدو طريقة انتشاره خفية نوعاً م, ولكن الدكتور (مور) يقول إن انتشاره ربما يتم عن طريق انتقاله عبر الهواء, وتنفسه بواسطة البشر حيث يستقر أولاً داخل الرئتين .

    ويضيف عالم فيروسات من مدينة رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقي, فيقول : إن مرض الإيدز يتسبب غالباً بسبب الممارسات الجنسية التي لا تتخذ فيها الاحتياطات الكافية, وأما المرض الجديد - فإنه لا علاقة له بذلك, حيث إن ضحاياه يلتقطونه من أي مكان.

    وعند التقاط هؤلاء للفيروس فليس من الضروري أن يتورطوا في ممارسات جنسية كاملة, سواء كانت باحتياطات أم لا ؛ ذلك أن بعض الممارسات العاطفية العابرة مثل التقبيل, والاحتضان, وتشبيك الأيدي يمكن أن تؤدي إلى فوران الهرمونات الجنسية التي تنشط فيروس الحب .

    عدد ضحايا المرض الجديد :

    وفي تقديرات الدكتور ( كينيث مور) فإن عدد الذين ماتوا من ضحايا هذا المرض الجديد يزيد عن 250شخص, موزعين على أحد عشر قطر, وذلك منذ تم اكتشاف هذا المرض أخير, وربما يكون عدد الضحايا الذين ماتوا قبل اكتشافه والتعامل معه بشكل جدي - أكبر من ذلك بكثير .

    فمن المحتمل أن حالات كثيرة عجز الطب عن تصنيفها أو إدراجها تحت قائمة هذا المرض أو ذاك, ومن ثم لم تلحق بقائمة المرض الجديد.

    وبينما يذهب بعض الأطباء والعلماء والباحثين إلى أن مرض الحب الجديد هذ, هو فصيلة جديدة متطورة من مرض الإيدز , وهذا هو رأي بعض المشتغلين منهم في أبحاث الإيدز بشكل خاص, ومنهم عالم الفيروسات الفرنسي (فرانسيس كليمينت) - فإن البعض الآخر ومنهم مكتشف الفيروس الجديد الدكتور ( مور) - يصرون على أن هذا المرض الجديد هو مرض مستقل بخصائصه التي تميزه بشكل حاسم عن الإيدز, وأنه لا علاقة له على الإطلاق بمرض الإيدز .

    وأما المسؤولون عن شؤون الصحة في الحكومة الأميركية - فإنهم مازالوا يستمهلون أنفسهم في انتظار اكتمال الأبحاث حول الفيروس الغامض, وفي خلال ذلك فإن الدكتور (مور) يقول : بأنه سيبادر ويستقل تحذيراته إلى الشعب الأمريكي بخصوص هذا الفيروس, الذي سيصبح كل مواطن عرضة لهجومه في أي وقت .

    ولكن يا ترى هل ستجدي هذه التحذيرات عن المرض, وأسلوب الحياة الاجتماعية كما هو في عينه, وانحرافه وإصراره على التمادي والانحراف ؟! ومتى - في أي حال - يستقيم الظل والعود أعوج ؟!(31).

    وفي ختام الحديث عن فيروس الحب نصل إلى نهاية الحديث عن أضرار اللواط, فهذا شيء من آثاره, وهذا جزء من أضراره, أو بعد هذا يليق بعاقل أن يسلم قياده لنزوة خاطئة, أو لذة عابرة, ثم يدفع بعدها الثمن غالياً ؟! ولكن :


    إذا لم يكن للمرء عين صحيحة * فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - رواه ابن ماجة (4019) , وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (106) .

    [2] - انظر فقه السنة سيد سابق 2/383 - 386, نقلاً عن كتاب الإسلام والطب للدكتور محمد وصفي .

    [3] - انظر تفاصيل الحديث عن تلك الأمراض في الكتب الآتية : الأمراض الجنسية عقوبة إلهية من ص 100 - 103 , والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها د: محمد علي البار من ص 361 - 387 , والأمراض الجنسية لسيف الدين حسين شاهين ص 89- 92 , والثقافة الجنسية د: هاني عرموش 125 - 130 , و ولا تقربوا الزنا لمحمد عبد العزيز الهلاوي ص 74 - 75 .

    [4] - انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 41.

    [5] - لماذا حرم الله هذه الأشياء , د: محمد كمال عبد العزيز ص 20 - 21 .

    [6] - انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 41 - 50 , والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها من ص 305 - 361 , والأمراض الجنسية لسيف الدين شاهين ص 63 - 75 , والأمراض الجنسية د : نبيل الطويل ص 38 - 77 , ومر ض الايدز الطاعون الجديد , د : خالص جلبي ص 171 - 194 , والانحرافات الجنسية وأمراضها د : فايز الحاج ص 143 - 156 , والثقافة الجنسية لهاني عرموش ص 105 - 114 , وأيها الشباب انتبه قبل فوات الأوان لعبد الإله بن داود ص 27 , و ولا تقربوا الزنا ص 68 - 63.

    [7] - الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 277.

    [8] - الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 285.

    [9] - الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 51.

    [10] - الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 289.

    [11] - لماذا حرم الله هذه الأشياء ص 20.

    [12] - انظر الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 292 , والأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 53 - 56 , والأمراض الجنسية لسيف الدين شاهين ص51 - 59 , وغضب الله يلاحق المتمردين على الفطرة للرفاعي ص 48 - 54 , والانحرافات الجنسية وأمراضها ص 136 - 142 , والثقافة الجنسية ص 115 - 124 , ولا تقربوا الزنا لمحمد عبد العزيز الهلاوي ص 66 - 68 .

    [13] - كتابان في اللواط ص 26.

    [14] - الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 233.

    [15] - انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 89 .

    [16] - كتابان في اللواط ص 27.

    [17] - الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 258.

    [18] - كتابان في اللواط ص 28.

    [19] - الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 90.

    [20] - الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 90.

    [21] - انظر الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها لمحمد علي البار ص 225 - 260 , فقد فصل الحديث عن الهربس وعن تاريخه وأسبابه وأنواعه , وغير ذلك , وانظر الجنس وأمراضه لعبد الناصر نور الله ص 19 - 22 , والأمراض الجنسية لسيف الدين شاهين ص 79 - 86 , ولا تقربوا الزنا 75 -87.

    [22] - انظر لماذا حرم الله هذه الأشياء ص 31, والأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 93.

    [23] - انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية 93 , والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 133 , و لماذا حرم الله هذه الأشياء ص 31.

    [24] - الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 94.

    [25] - انظر المرجع السابق ص95.

    [26] - كتابان في اللواط ص 39 .

    [27] - تلك المدينة التي يسيطر عليها اللوطية, والتي دائماً ما تصاب بالزلازل , انظر تأملات بعد الفجر لعبد الحميد البلالي , ص 36 - 37 .

    [28] - انظر الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ص 96, والأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها ص 153 - 154.

    [29] - ديوان مجنون ليلى ص 125.

    [30] - انظر تفصيل الحديث عن الإيدز في كتاب الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها 131 - 223, والإيدز د:محمد علي البار,ود: محمد أيمن صافي ,ص 57-305,والجنس وأمراضه ص 23 - 29 , وقصة الإيدز , د : نجيب الكيلاني , و أفول شمس الحضارة الغربية من نافذة الشذوذ , لمصطفى فوزي غزال ص 43 - 49 , والأمراض الجنسية لشاهين ص 95 - 141 , والثقافة الجنسية 131 - 137 , ولا تقربوا الزنا ص 88 - 89 .

    [31] - انظر مجلة الإصلاح العدد 237 , ص 35 , وجريدة الرياض العدد 9286 , في 13/6/1414 هـ.
    أسباب وقوع اللواط



    وبعد أن تبين لنا شيء من أضرار اللواط - نتحدث فيما يلي عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه وانتشاره :

    فمن خلال التتبع والاستقراء والبحث والتحري, سواء في الكتب التي تحدثت عن هذه الجريمة, أو من خلال الوقوعات التي تصل إلى مراكز الشرطة والهيئات, أو غيرهم ممن طلب منهم أن يسهموا في البحث عن أسباب تلك الجريمة, ومن خلال ذلك كله - اجتمع لدي أسباب عديدة, تؤدي بمجموعها إلى وقوع تلك الجريمة وشيوعه, وهذه الأسباب منها ما هو مباشر يعود إلى ذات الأشخاص الذين يقعون في هذا الأمر, ومنها ما هو غير مباشر, وإنما هي أسباب خارجة من شأنها أن تؤد ي إلى وقوع هذه الجريمة بطريقة غير مباشرة, وإليك سرد هذه الأسباب :

    1- الخواء الروحي ورقة الدين وضعف الإيمان :

    فمن لم يردعه الإيمان وتزمه التقوى - فلن يلوي على شيء , ولن يألوا جهداً في الفساد والإفساد .

    2- ترك الصلاة أو التهاون بها :

    فالصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر, وهي صلة بين العبد وربه, وهي التي تضع سياجاً بين المصلي وبين نزواته وانحرافاته.

    فإذا ما ترك المرء الصلاة أو تهاون بها بدأ في طريق الفساد والغواية, وارتمى في حضيض الشهوات, ومستنقع الرذيلة الآسن .

    3- الجهل وقلة العلم :

    فالعلم نور يستنير به صاحبه في حنادس الظلم, وينظر من خلاله إلى الأمور على حقيقته, وينظر في مقدماتها وعواقبه, والعلم يشغل صاحبه بكل خير , ويشغله عن كل شر, فإذا فقد العلم فقدت البصيرة, وحل الجهل, وانطمست المعالم أمام الإنسان, واختل ميزان الفضيلة والرذيلة عنده, فلم يعد يفرق بين ما يضره وما ينفعه, فيصبح بذلك عبداً للشهوة وأسيراً للهوى .

    ومن الجهل بهذا الصدد - الجهل بحرمة تلك الجريمة, والجهل بأضرارها المتنوعة .

    4- الفراغ :

    فالفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة لانحراف الشباب, فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل, يؤدي إلى الانحراف والشذوذ, وإدمان المخدرات, ويقوده إلى رفقة السوء, وعصابات الإجرام ويتسبب في تدهور الأخلاق, والإصابة بالأمراض النفسية (1).

    ( ويقرر علماء النفس والتربية أن الشاب إذا اختلى إلى نفسه وقت فراغه - ترد عليه الأفكار الحالمة, والهواجس السارحة, والتخيلات الجنسية المثيرة, فلا يجد نفسه إلا وقد تحركت شهوته, وهاجت غريزته أمام هذه الموجة من التخيلات والتأملات والخواطر, وربما وقع في محظور شرعي نتيجة هذه التخيلات )(2).

    ثم إن الفراغ قد يقوده للعشق في كافة صوره قال صاحب الفنون ابن عقيل الحنبلي رحمه الله : ( وما كان العشق إلا لأرعن بطال, وقل أن يكون في مشغول ولو بصناعة أو تجارة, فكيف بعلوم شرعية أو حكمية )(3).

    5- الصحبة السيئة :

    فالصحبة السيئة تحسن القبيح, وتقبح الحسن وتجر المرء إلى الخنا والرذيلة, وتبعده عن كل خير وفضيلة ؛ ذلك أن المرء يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه ؛ فالصاحب ساحب والطبع استراق .

    فالذي يجالس أهل السوء لابد وأن يناله من سوءهم, ولو لم يأته من ذلك إلا أنه يقارن أفعاله بأفعالهم السيئة, فيستقل سيئاته بجانب سيئاتهم , فيقوده ذلك إلى الجرأة والإقدام, على فعل الموبقات والآثام, ومن هنا تبدأ رحلة الشذوذ والانحراف(4).

    وصدق البارودي حين قال :

    تـعست مـقارنة اللئيم iiفإنها * شرق النفوس ومحنة iiالكرماء
    أنا في زمانٍ قلبٍ(5) iiومعاشر * يـتلونون تـلون الـحربا iiiiء
    قـد أصبحوا للدهر سبة iiiiناقم * فـي كل مصدر محنة iiوبلاء
    وأشد ما يلقى الفتى من iiدهره * قد الكرام وصحبة iiاللؤماء(6)


    6- التدخين :

    فالتدخين شر وبلاء عند جميع العقلاء, والتدخين بداية الرحلة الطويلة للسقوط في الهاوية, فقد يقع الحدث فيه من باب التجريب, أو التقليد, أو من باب محاولة إثبات الذات ولفت الأنظار, فإذا ما وقع الحدث في التدخين فإن ذلك إيذان في السير في طريق الغواية المظلم ؛ فقد يجره تطلاب الدخان إلى بذل عرضه, والتمكين من نفسه, وقد يجره إلى الارتماء في أحضان رفقة السوء, وقد يجره إلى النفرة من أهل الخير, ويقوده إلى البعد عن البيت, أو المكث طويلاً خارجه, أو التأخر عن البيت ليل, أو المبيت خارجه ؛ خشية أن يشمه الأهل فيعلموا بأنه يشرب الدخان, فيقع بذلك فريسة لجلساء السوء والأشرار وأهل الإجرام, فيسهل بذلك وقوعه في الفحشاء(7).

    7- تعاطي المخدرات :

    فالمخدرات سلاح ماضٍ فتاك, استغله أعدا ء الإسلام ؛ لينفذوا من خلاله إلى تحطيم شباب المسلمين, وتدمير أخلاقهم, وإلغاء عقولهم, ليصبحوا عبيداً للشهوة المحرمة, والنزوة العابرة, فتفسد بذلك طباعهم وتنحرف فطرهم, وتغلظ قلوبهم, ويسهل عليهم فعل الفواحش والمنكرات.

    فالمخدرات تغري بصاحبها وتجرؤه على فعل المحرمات, فبسببها تنتشر الفواحش, وتضعف الفضيلة, وتضمحل الأخلاق .

    وهذا أمر بدهي ؛ فماذا ينتظر من أناس أضاعوا عقولهم , وفقدوا صوابهم (8).

    ثم إن المخدرات وسيلة قوية لجر الأحداث للفاحشة, خصوصاً أوقات الامتحانات ؛ حيث يسعى خفافيش الليل لترويجها بين الشباب ؛ بحجة أنها تقوي الذاكرة, وتنشط الذهن .

    8- ضعف الشخصية والطيبة الزائدة :

    فبعض الأحداث ضعيف الشخصية, ينهار أمام من يطلبه, وينقاد ويستسلم له, وقد تكون طيبته الزائدة عن اللازم فيثق بكل أحد ؛ فيقع بسبب ذلك فريسة لعبيد الشهوة و أرباب الفجور(9).

    9- الشذوذ :

    فهنالك من هو مصاب بنوع من أنواع الشذوذ, وهو الرغبة في أن تفعل به الفاحشة, فتراه يبحث بنفسه - عياذاً بالله - عن أناس يفجرون به, فيقع في هذا البلاء, ويجر الآخرين إليه(10) .

    10- ضعف الإرادة :

    فهناك من يقع في هذا الجرم, وهو يعلم ضرره وحرمته , ومع ذلك لا يستطيع كبح جماحه, ولا الصبر عن تفجير غرائزه, وذلك لضعف إرادته و سفول همته .

    11-المبالغة في التجمل والتطيب :

    فبعض الأحداث يبالغ في التجمل والتطيب, فتراه يلبس أبهى الحلل, ويستعمل أفخر الأطياب, وقد يحل إزاره, ويصفف طرته, وربما وصل الأمر ببعضهم إلى التكسر والميوعة, والتشبه بالنساء, والتشبه بالكفار, مما يجعل أنظار الخبثاء تتجه إليهم, وتبدأ في إغوائهم .

    12-إظهار المفاتن :

    وذلك من خلال لبس السراويل القصيرة أو المجسمة في اللعب أو غيره, ثم إن هناك من ابتلي بما يسميه بعض الباحثين بداء ( الاستعراء) أو ( الاستعراض ) (ومعاناه استمداد الإشباع الجنسي, بأن يكشف المرء عن أعضائه التناسلية أمام الآخرين .

    إن هؤلاء المنحرفين لا يجدون لذة إلا في حالة العراء و الاستعراض لأجسامهم أمام الآخرين كشكل من أشكال توكيد الذات )(11).

    وهذا العمل من شأنه أن يجر إلى الفتنة والوقوع في الفاحشة .

    13- العادة السرية :

    فممارسة هذه العادة شذوذ وانحراف, وقد تكون بداية لانحراف أكبر ضرراً وأعظم خطراً إلا وهو الوقوع في الزنا واللواط(12).

    14- السباحة :

    إما في الأندية, أو في برك المزارع, أو غيره, فالسباحة من جملة الأسباب التي قد تؤدي إلى وق تلك الجريمة, وذلك بسبب ما يحصل فيها من التعري, والتكشف وكثرة المزاح, واجتماع الصغار مع الكبار.

    15- كثرة المزاح :

    فكثرة المزاح تسقط الهيبة, وتخل بالمروءة, وتجريء السفهاء, ( قيل في بعض منثور الحكم : المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب . وقال بعض الحكماء : من كثر مزاحه زالت هيبته )(13).

    وهناك من يسف في المزاح, ويتمادى فيه, وقد يصل في مزاحه إلى حد مزر, ومن ذلك ما يحدث من بعض الشباب من لمس للأدبار والذكور فيما بينهم, إلى غير ذلك من الأمور المزرية التي لا تليق بالرجال, فهذا المزاح السخيف يسهل عليهم الأمر, ويجرهم شيئاً فشيئاً حتى يقعوا في الفاحشة - والعياذ بالله - .

    16- إطلاق النظر :

    فبعض الناس مصاب بما يسمى ب(حب الاختلاس أو(استراق النظر الجنسي) فتراه يقلب بصره يمنة ويسرة, وتثيره المناظر الجنسية, يقول الدكتور فايز الحاج و مسترق النظر أو مختلس النظر يسعى لإشباع رغبته الجنسية عن طريق النظر من ثقب الباب, أو مراقبة المنبهات والأشياء والأفعال الجنسية, فهو دائم البحث عن فرصة يشهد فيها موقفاً مثيراً جنسي, ولذلك فإنه دائم التسكع حول الحمامات, والمراحيض العامة, والشقق, على أمل أن يختلس نظرة إلى شخص عار)(14).

    ومن الناس من لا يكف بصره عن مشاهد المردان, فتراه يتبع النظرة الأخرى, مما يكون سبباً في تعلق قلبه وميله إلى الفاحشة .

    فإطلاق النظر داء عضال, وسم قتال يورد صاحبه المهالك, ويقوده إلى كل بلية . قال ابن القيم رحمه الله مبيناً خطره وعظيم ضرره : ( والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ؛ فإن النظرة تولد الخطرة, ثم تولد الخطرة فكرة, ثم تولد الفكرة شهوة . ثم تولد إرادة, ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة, فيقع الفعل ولا بد, ما لم يمنعه منه مانع, وفي هذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده , ولهذا قال الشاعر :

    كـل الـحوادث مبداها من iiالنظر * ومـعظم النار من iiمستصغرالشرر
    كـم نظرة بلغت في قلب iiصاحبها * كـمبلغ الـسهم بين القوس iiوالوتر
    والـعبد مـادام ذا طـرف iiiiيقلبه * في أعين العين موقوف على الخطر
    يـسر مـقلته مـا ضـر iiمهجته * لا مـرحباً بـسرورٍ iiعادبالضرر


    ومن آفاته أنه يورث الحسرات, والزفرات, و الحرقات, فيرى العبد ما ليس قادراً عليه, ولا صابراً عنه, وهذا من أعظم العذاب : أن ترى ما لا صبر لك عنه, ولا عن بعضه, ولا قدرة لك عليه )(15).

    17- إطلاق اللسان في الحديث عن الفحشاء :

    فبعض الناس ممن قل حياؤه يطلق لسانه في وصف الأحداث, وذكر اللواط واستحسانه وربما كان ذلك بمجمع من الناس, وهذا الصنيع من إشاعة الفاحشة في الذين أمنو, ومن أسباب انتشار اللواط واستمراء الناس له.

    18- ظاهرة الكتابة على الجدران :

    فتجد في بعض الأحيان على بعض الجدران دورات المياه أ و الأماكن العامة كتابات مقذعة بذيئة تحمل في طياتها الفحش, وإلصاق التهم في الأبرياء, وهذا العمل - أيضاً - كسابقه يسبب الفاحشة وجرأة الناس عليها.

    19- ظاهرة ترك الدراسة في سن مبكرة :

    هناك من الأحداث من يترك الدراسة في سن مبكرة, فيمكث عاطلاً بلا عمل فيكثر الفراغ لديه, فيبحث عما يملأ فراغه, وربما لا يجد إلا من هم على شاكلته, ثم يبدأ بعضهم يجرئ بعضاً على الفساد والانحراف, وربما استدرجه رفاق السوء وأوقعوه في أشراكهم .

    20- ظاهرة الغياب عن المدرسة :

    فبعض الطلاب يتفق مع بعض زملائه للتغيب عن المدرسة, فيخرج الواحد منهم من بيته على أنه ذاهب إلى المدرسة, ثم يلتقي مع رفقته, ثم يتوارون عن أعين الناس إما في البرية أو غيرها حتى لا يعلم بأمرهم .

    فهذا الأمر مما يسبب وقوع هذه الفاحشة .

    21- الاستئذان من المدرسة :

    فبعض الأحداث يكون تحت رقابة والده, ولا يجد محيصاً للذهاب مع أصحاب السوء, فلا يجد فرصة للقاء بهم إلا بالاستئذان من المدرسة واللقاء بصحبة السوء .

    ومن الطرق التي يعمد إليها بعض الخبثاء إذا أراد اقتناص أحد الأحداث - أن يتصل بالمدرسة ويقلد صوت امرأة - مثلا ً- ويدعي أنه أم الطالب, ويطلب من المسؤول في المدرسة إخراج الولد, فإذا خرج التقى به خارج المدرسة, وبدأ يجره إلى مأربه .

    22- اجتماع الكبار مع الصغار :

    إما على الأرصفة, أو في مقاعد الدراسة, أو غير ذلك مما ينتج عنه أمور لا تحمد عقباها .

    23- أخذ الصور :

    وهذا العمل من أكثر الأسباب جراً للأحداث إلى الفاحشة, بحيث يؤخذ لبعضهم صورة, وربما أخذت له وهو في وضع شائن, ثم يتم من خلالها ابتزازه, ويطلب منه الانصياع والاستجابة والتمكين من نفسه, وإن رفض هدد بنشرها بين زملائه وإيصالها إلى أهله, فإن كان الحدث جباناً ضعيف الشخصية أو لم يجد من يعينه - أسلم قياده ومكن نفسه .

    ويزداد الأمر خطورة إذا كان التصوير عن طريق جهاز الفيديو, فهناك أناس طمس الله قلوبهم, ومسخ أفئدتهم, يصل بهم القبح والبشاعة والفجور والشناعة إلى أن يصوروا معاصيهم على أشرطة مرئية, وغرضهم بذلك إيقاع الأطراف الأخرى في الجريمة ؛ حتى يضمنوا ألا يتوبو, ولذلك فإن كثيراً من الشباب يريدون أن يتوبو, ولكن أصحابهم السيئين يحاولون منعهم من التوبة, وذلك بتهديدهم بنشر تلك الأفلام(16) .

    وقد يكون الهدف من تصوير تلك المشاهد المزرية الحصول على المال من خلال ترويجها ونشره, فتشيع الفاحشة ويعم البلاء .

    24- الترهيب :

    وذلك بترهيب الحدث وتخويفه, إما بالفضيحة, أو إلصاق التهم به, أو تأليب أصدقائه عليه, أو تهديده بالقتل, أو الضرب, أو غير ذلك من وسائل الترهيب .

    25- الترغيب :

    وذلك بترغيب الحدث بالمال, أو بتعليمه قيادة السيارة, أو بإعطائه المخدرات خصوصاً أوقات الامتحانات, أو بوصله ببعض الهداي, أو وعده ببعض الوعود, أو تنفيذ بعض الطلبات له .

    26- الإعجاب المتبادل :

    فبعض الكبار قد يعجب ببعض الأحداث لوسامته, وبعض الأحداث قد يعجب ببعض الكبار لبراعته في التفحيط أو اللعب أو الغناء, وقد يعجب بعض الأحداث ببعض فيحصل الاتصال وتقوى العلاقة, فتسبب كل منهم في إفساد الآخر.

    27- التحدي :

    فقد يحدث أن يذكر حدث من الأحداث في منتدى من منتديات الساقطين, فتذكر محاسنه فيبادر أحد الحاضرين بأن الوصول إلى هذا الحدث عزيز, ودونه خرط القتاد ؛ إما لشرفه, أو لمحافظة أهله عليه, ثم يعلن عن تحدي الوصول إليه والقرب منه, وفي تلك الأثناء قد يتحرك شعور التحدي في نفس أحد الحاضرين, فينبري لكسب الجولة, فيبدأ بالتخطيط, ويجلب بخيله ورجاله, وقضه وقضيضه, فيتعرف على هذا الحدث, ويبدأ معه شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى مأربه عن طريق الترغيب, أو عن طريق الترهيب, وربما أعيته الحيلة فقام بخطفه وفعل الفاحشة به .

    28- ردود الأفعال غير المنضبطة :

    وهذا من جملة الأسباب التي تؤدي لهذا العمل, فهناك من قد ينتهك عرضه أو عرض قريب منه, أو صديق له فيغضب لهذا العمل, وتتحرك فيه الرغبة في الانتقام, و يحدث عنده ردة فعل سيئة, ولكن - بدلاً - من أن يسلك الطريق المشروعة تجده يسعى ويخطط للانتقام من هذا الفاعل, فإذا صادف منه غرة, وتمكن منه- فعل به الفاحشة - عياذاً بالله - وربما فعلها أمام مجموعة من الناس, وربما صور جريمته, وربما أتى بآخرين ليفعلوا معه الفاحشة؛ وذلك إرواء لغليله, وتشفياً من هذا الفاعل, ونكاية به .

    29- التفاخر :

    فبعض الأحداث يفاخر بمصاحبة ذلك المشهور بفن أو لعب أو غير ذلك, وبعض الكبار يفاخر بأن يركب معه ذلك الحدث, ويريد كل واحد منهما أن يفاخر الأقران, بأن حظي بعلاقة فلان أو فلان, فهذا العمل - مع الأسف - مما يفتخر به في مجتمع الشذاذ .

    30- عالم السيارات :

    وما أدراك ما عالم السيارات ؟ ذلك العالم الذي له وقعه في نفوس كثير من الشباب ؛ وذلك من خلال التفنن من خلال إدخال التعديلات عليه, بتغيير ديكوراته, بإضافة, أو حذف, أو تغبير, أو ترفيع, أو تنزيل, أو تلميع إلى غير ذلك مما هو متعارف عليه عندهم من المصطلحات )(17).

    ولولا تواتر الخبر لما صدق الإنسان عظيم وقع السيارات في نفوس هؤلاء الشباب, فبعضهم أعظم أمانيه أن يركب السيارة الفلانية, وبعضهم يتداول صوراً لسيارة فلان وفلان, وبعضهم يحتفظ بتلك الصور في ألبومات خاصة, ولا يريها أحداً إلا بمبلغ من المال, وبعضهم يسافر خارج مدينته, ليصور بعض السيارات ويبثها في صفوف الشباب !

    وإن العجب ليطول, وإن الحزن ليتضاعف أهذه همم شبابنا ؟!أهذا منتهى ما يفكرون به ويطمحون إليه ؟! وإن دل على شيء فإنما يدل على مدى الخواء الروحي الذي وصل إليه شبابنا .

    فعالم السيارات وما يكتنفه مرتع وخيم, ووسيلة قوية لاقتناص الأحداث .

    31- الهوس الرياضي :

    فالهوس الرياضي , وما يكتنفه من جنون في التشجيع, وكلف بالرياضة, وشغف بممارسته, سواء في الحواري أو في الأندية, أو غيره, وما يكون في الرياضة من تكشف وتعري, وما يحصل فيها من اجتماع الكبار بالأحداث, وما يدور في تلك الأوساط من إعجاب متبادل, ونظرات مربية - كل ذلك مدعاة لوقوع اللواط .

    32- التساهل في إركاب الأحداث :

    فكم من الناس تساهل في هذا الأمر واستمرأه, فتجد من الكبار من يركب حدثاً وربما أكثر من إركابه, مع أنه لا يوجد بينهما أدنى قرابة أو صلة, وهما مثار الشبهة والريبة, ومع ذلك يراهم من يراهم من بعض أهل الخير ولا يعبأ بذلك, ولا يلقي له بالاً .

    33- الرحلات البرية والنوم خارج البلد :

    سواء في المخيمات, أو غيره, مما قد يحصل فيها من الاختلاط بين الكبار والصغار.

    34- جر الأحداث عن طريق الحمام واللعب بها :

    وهذا مما كان يعمله قوم لوط, فلقد كانوا يلعبون بالحمام (18)وهذا أسلوب خبيث استفادة الفجار في هذه الإعصار من أسلافهم قوم لوط - عليه السلام - قال سفيان الثوري - رحمه الله : ( سمعت أن اللعب بالحمام هو عمل قوم لوط )(19). فالحمام له وقع في نفوس كثير من الشباب .

    35- قيادة السيارة في سن مبكرة :

    وهذا يجرئ الحدث, ويجره إلى أمور لا تحمد عقباها .

    36- السفر للخارج بدون حاجة أو ضرورة :

    فالسفر لبلاد الكفر التي ينتشر فيها الإباحية والعهر يسهل ارتكاب الجرائم والوقوع في الفواحش (20).

    37 - وجود العمالة الكافرة :

    فبعضهم يحمل جرثومة الشذوذ الجنسي, ويرغب أن تفعل به الفاحشة - عياذاً بالله - إما لإشباع شذوذه, أو لإفساد شباب المسلمين, أو للحصول على المال .

    38 - الانحراف في مفهوم الحب عموما :

    فهناك من يحصر مفهوم الحب في زاوية الجنس الضيقة, وينسى محبة الله- عز وجل - ومحبة ملائكته ورسله , ومحبة الفضيلة ومكارم الأخلاق وغيره, ثم إن الإسلام لم يهمل جانب الجنس بل إنه حفظ له مكانته وقيمته, ومع ذلك لم يجعله كلأً مباحاً يعج بالفوضى والإباحية, بل وجهه الوجهة الصحيحة التي تتلاءم وفطرة الإنسان .

    وهناك من انحرف في مفهوم الحب, فظن أنه لا حب إلا ذلك الحب الذي يعمي صاحبه ويصمه, ويجعله سادراً لا يكاد يفيق من سكره, متقلباً في حمأة الرذيلة, متعلقاً بالصور المحرمة, ظاناً أنه نال فضيلة المحبة في هذا الصنيع (21).

    39- الانحراف في مفهوم الحب في الله :

    كأن يعجب بعض الكبار ببعض الأحداث, لحسنه ووسامته فتراه يتزلف إليه, ويكثر الدخول والخروج معه, ويعلق قلبه به, ويظن أن تلك المحبة إنما هي لله ويقول : أنا لم أصادقه لفعل الفاحشة, إنما صادقته لله, فيرى أنه إ ذا سلم من فعل الفاحشة فإنه على خير وصواب, وهذا مزلة القدم, وكفى بذلك التعلق ذنباً وخطيئة .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن تكلم عن بعض الفواحش :

    ( وأخفى من ذلك مؤاخاة كثير من الرجال لكثير من النساء, أو لكثير من الصبيان, وقولهم : إن هذه مؤاخاة لله ؛ إذ لم تكن المؤاخاة على فعل الفاحشة كذوات الأخدان ؛ فهذا الذي يظهرونه للناس الذين يوافقونهم ويقرونهم على ذلك, ويرون كلهم أن من أحب صبيًّا أو امرأة لصورته وحسنه من غير فعل فاحشة فإن هذا محبة لله, فهذا من الضلال والغي وتبديل الدين, حيث جعل ما كرهه الله محبوبًا لله, وهو نوع من الشرك, والمحبوب المعظم بذلك طاغوت ) (22).

    40 - الحاجة للمال :

    فبعض الأحداث قد يحتاج للمال . إما لتقتير والديه عليه ؛ أو لأنه يتيم ؛ أو من أسر فقيرة ؛ أو أنه يريد مجاراة أقرانه وأترابه في كل شيء ؛ أو يريد أن يتفوق عليهم ؛ فيجره ذلك إلى الارتماء في أحضان الأخباث .

    41 - شقق العزاب :

    وهي من جملة الأسباب التي تجر لهذه الفاحشة ؛ فهذه الشقق يجتمع فيها في الغالب شباب عزاب و يتوفر فيها عدد من وسائل الفساد, وقد تدار فيه كؤوس الخمر, مما يجعلها مراتع للخن, ومنتدياتٍ للرذيلة, وجر الأحداث للفاحشة .

    42 - سماع الأغاني خصوصًا الشعبية :

    فسماع الأغاني من أعظم التي تصد عن ذكر الله, و تزين الفاحشة, وتدعو إليه, خصوصًا تلك الأغاني الشعبية المليئة بذكر الصبيان, والتغزل بهم, والتي تحتوي على كلمات بذيئة مقذعة تمجها الأذواق, وتستك منها الأسماع .

    فلله كم أفسدت تلك الأغاني من شباب, وكم جرَّت إلى الفواحش, وكم جرَّأت على فعلها .

    فتلك الأغاني لها مفعول السحر, ولها وقعا في نفوس الشباب, فهم يصغون السمع له, ويتروونها ويحفظونه, ويلهجون بذكره, ويكثرون من كتابته, وإن أردت الدليل فألق نظرة عجلى على بعض الشوارع , أو على دورات المياه في المدارس أو في المساجد, أو على أدراج الطلاب ودفاترهم ترَ ما يسوؤك و ينوؤك ويندى له جبينك .

    43 - التقليد الأعمى في محاكاة الساقطين :

    فمن يقرأ قصص أهل الغرام, ويستمع إلى الأغاني المشتملة على ذكر الصبابة والعشق والهيام, أو يرى بعض زملائه يبثون اللوعة والشكوى, و يدََعون أن الحب قد تمكن منهم, وأن الشوق قد برح بهم فترى هذا الغر المسكين يتأثر بذلك, ويعتمل ذلك في قلبه, فيبدأ بمحاكاة أهل العشق والغرام, ويزعم أنه وقع في العشق, وأن الشوق قد أضناه, وأن الوجد قد أمضَّه, والهجر قد أثر به, وما هي إلا مدة يسيرة حتى يتمادى به الأمر, فيقع في أشراك العشق فيعز خلاصه , ويصعب استنقاذه منه .

    و مما قيل في هذا ما ينسب للمأمون أنه قال :

    أول الـعشق مـزاحٌ iiوولـعْ * ثــم يـزداد iiفـيزدادالطمعْ
    كل من يهوى وإن عالت iiiiبه * رتبةُ الملكِ لم يهوى تبع (23)


    وقيل :

    تولَّع بالعشق حتى عَشِقْ * فـلما استقل به لم iiيُطِق
    رأى لُـجَّةً iiظنَّهاموجةً * فـلما تمكَّن منها غرِق


    44 - وسائل الإعلام :

    فوسائل الإعلام لها قدر كبير على الإقناع, وصياغة الأفكار , ولها تأثير بالغ في تنحية دور الأسرة, فإذا ما انحرفت هذه الوسائل, قادت الناس إلى الهاوية, وأصبحت معاول هدم وتخريب, وأدوات فساد وانحلال, ومدارس لتمييع الأخلاق, والتدريب العملي على ارتكاب الفواحش (24).

    ويتبين لنا ذلك من خلال الحديث عن بعض وسائل الإعلام فيما يلي :

    أ الصحافة الهابطة :

    التي تسهم في الانحراف الجنسي, ونشر الفاحشة, وذلك من خلال ما تُسوّد به صفحاتها من دعوات فاجرة تزين الفاحشة في أفكار الناشئة, وتنادي بالعشق والعهر, وتدعو إلى الانطلاق من قيود الفضيلة والأخلاق, وترفق ذلك بالصور الداعرة, والأوضاع المثيرة (25).

    ب الكتب الجنسية :

    التي تتحدث عن الجنس بصراحة, وتميط اللثام عن الحياء, أو تلك التي تنشر أدب الجنس , وقصص الإغراء وروايات المجون , فتسهم بذلك في نشر الفواحش, وفصم عرى الأخلاق (26).

    ج الإذاعة :

    وذلك من خلال ما أثبتته من أغان ماجنةٍ مليئةٍ بذكر الوجد والغرام, وبث الشكوى, وإظهار اللوعة والآهات والزفرات, مما يزرع العشق و ينمِّيه في القلب (27).

    د التلفاز :

    فالتلفاز بمثابة الترجمان الناطق عمليًّا لما تضمنته القصص والروايات من خلاعة ومجون .

    وأضرار التلفاز لا تخفى على ذي لب, فمن أضراره أنه يعين على إيقاظ الدوافع الجنسية المبكرة لدى الأطفال, أو استثارتها قبل نضجها الطبيعي, كما يغذي المشاهدين بالقيم الهابطة, ويعلمهم فنونًا من الانحرافات الجنسية, ويولِّد في نفوسهم حبَّ المغامرة, والتحرر من القيم والتمرد عليها (28).

    هـ الفيديو :

    هذا الجهاز المدمر الذي جاء ليكون عاملاً فاعلاً في إذكاء الشهوة الدنيئة , و قد وجد فيه منتجو أفلام الجنس والرذيلة بغيةً ما كانت تخطر لهم على بال, ويحوم حول ما يشابهها خيال (29).

    فهذا الجهاز يُعرض فيه الزن, واللواط, والسحاق, بل ويعرض فيه ممارسة الجنس مع البهائم من كلاب وحمير وغيرها .

    ( إن نوعية الأفلام الجنسية التي يتداولها مستعملو الفيديو تجعل من مشاهدها حيوانًا في صورة الإنسان, وتقلب أخلاقه إلى أخلاق شرسة رهيبة لا يرضاها الحيوان نفسه ) (30).

    وهناك من الكفار الوافدين أو من بعض المسلمين الذين رقَّت أديانهم و ضعفت نفوسهم من يأتي بأشرطة فيديو تحتوي على المشاهد الخليعة, فيعرضها أمام مجموعة من الشباب مقابل مبلغ من المال يدفعونه لمن يعرض لهم هذه الأشرطة .

    و الدش :

    ذلك الجهاز الذي غزا بعض البيوت المسلمين, ليفسد ما تبقى من معاني الحياء والفضيلة, فهذا الجهاز يستقبل ما يبثه الكفار من أحدث ألوان الفساد الرذيلة, فكم في هذا الجهاز من الدمار الأخلاقي, وكم فيه من تفجير للغرائز, وكم فيه من تسهيل لفعل الفواحش, وعما قريب سيأتي كفى الله المؤمنين شره ما يسمى بالبث المباشر الذي يعم بسببه البلاء ويقضى فيه على الأخضر و اليابس(31).

    45 إهمال الأولاد والتقصير في تربيتهم :

    وهذا من أعظم أسباب الانحراف ووقوع الفاحشة وانتشاره, وإهمال الأولاد والتقصيرُ في تربيتهم يأخذ صوراً شتى منها :

    أ المبالغة في إحسان الظن بهم .

    ب المبالغة في إساءة الظن بهم .

    ج التفريق بينهم .

    د شدة التقتير عليهم, وحرمانهم مما يحتاجون إليه من العطف والنفقة, والحنان والشفقة.

    هـ تربيتهم على الميوعة, والفوضى, والترف .

    و فعل المنكرات أمامهم .

    ز جلب أجهزة الفساد لهم .

    ح عدم الثقة بهم وعدم إسناد أيِّ عمل لهم .

    ط ترك حفزهم وتشجيعهم .

    ي احتقارهم وازدراؤهم, فبعض الآباء يحتقر أولاده, ويهزأ بهم إذا استقاموا واهتدو, فبعضهم إذا رأى أولاده مهتدين بدأ بالسخرية بهم, ووصمهم بالتشدد والتنطع, مما يولد لديهم كراهية الخير وأهله .

    ك قلة السؤال عنهم في مدارسهم أو انعدامه .

    ل عدم متابعتهم والسؤال عن صحبتهم .

    م مكث الآباء طويلاً خارج المنزل (32).

    فهذه العوامل وغيرها تقود الأولاد إلى الانحراف والفساد .

    46 - الطلاق:

    فالطلاق وما يجره من تشرذم الأسرة, وضياع الأولاد مدعاةٌ للانحراف.

    47 - غلاء المهور وتعسير أمور الزواج:

    فبعض الآباء هداهم الله يساوم بابنته ولا يزوجها إلا بأغلى المهور , وبعضهم لا يسعى في تزويج أبنائه مع قدرته على ذلك , وحاجتهم له , فتأخير الزواج مخالف للشرع , مصادم للسنة الكونية , والفطرة الإنسانية , ويترتب على ذلك آثار سيئة مدمرة للنفس والمجتمع , فتأخيره إهدار للطاقة النفسية والمعنوية , ويقود إلى المغازلات, والمغامرات, وانظر إن شئت إلى الشباب المراهقين من حولك فسترى الأعلم الأغلب منهم لم يتزوج بعد (33).

    48 - ضعف التعزيرات الصادرة في حق مرتكبي هذه الجريمة في بعض الأحيان :

    فالأحكام الشرعية ما شرعت إلا للتأديب, وقطع دابر الشر ؛ حتى يعيش الناس آمنين على أديانهم و أعراضهم وأموالهم وأنسابهم, فالذي لا تردعه مخافة الله وتقواه تردعه حدود الله .

    فإذا ضعفت التعزيرات الصادرة في حق هؤلاء المجرمين فلا شك أنهم سيتجرؤون و يتمادون .

    49 - قلة الحزم في بعض الأحيان من قِبَل المرور :

    سواء على المفحطين, أو الذين يضعون الزينات والديكورات المريبة على سياراتهم, مما يجعل هؤلاء يعيثون في الأرض فسادً, فيعظم بلاؤهم ويستطير شرهم, وقد مرَّ معنا ما للسيارات من وقع في نفوس الشباب .

    50 - تقصير كثيرٍ من المدرسين في نشر الفضيلة, والتحذير من الرذيلة :

    فمما يؤسف عليه أن تجد من المدرسين من لا همَّ لهم إلا إلقاء الدرس فحسب, بغض النظر عن توجيه الطلاب, و تربيتهم, والنصح لهم, بل تجد منهم من يلقي الدرس بكل تثاقل وبرود, كأن الدرس جبل على عاتقه ويريد إزاحته, وبالتالي يفقد الدرسُ الروح والحرارة والحياة, فتقل بذلك فائدة الطلاب, وتضعف العلاقة بينهم وبين المدرسين أو تضمحل, فلا يجد الطلابُ اليدَ الحانيةَ والقلبَ الرحيم الذي يتحسس مشكلاتِهم, ويسعى في حلها (34).

    51 - تفريط كثير من أئمة المساجد بالقيام بواجباتهم تجاه جماعة المسجد :

    فمن الأئمة من لا يعرف جماعته, ولا يتفقدهم, ولا يسأل عنهم, فإذا ضعفت علاقة الناس بالمسجد وأداء الصلاة فيه- سهل عليهم الانحراف (35).

    52 - قلة الاهتمام بأبناء الحي :

    فما أقل من يهتم بأبناء حَيِّه, ويسأل عنهم, ويتابع من يغشى الحي من المنحرفين, مما يجعل أبناء الحي عرضة للفساد, ونهبةً للمفسدين .

    53 - قلة من يهتم بأمور الشباب ويفتح صدره لهم :

    فيرفع من معنوياتهم, ويشد من أزرهم, ويعينهم على التخلص مما هم فيه من البلاء .

    54 - التقصير في جانب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, ومحاربة الفساد والانحلال بكافة صوره .

    55 - اقتصار كثير من الصالحين على أنفسهم :

    فما أكثر من يقتصر على نفسه, وينسى إخوانه التائهين في أودية الضلال .

    56 - قلة البديل المناسب :

    الذي يقضي فيه الشباب فراغه بما يعود عليه بالخير , أو يردعه - على الأقل - عن التمادي في الشر .

    57 - النفرة بين الأخيار والمنحرفين مما يوسع الهوة ويزيد في الفجوة .

    58 - قلة المحاضن التربوية :

    التي يأوي إليها الشاب, وتسعى في تنمية ميوله وتلبية رغباته, وإن كان هناك المراكز الصيفية - بحمد الله - إلا أنها تحتاج إلى دعم وتطوير وتعاون .

    59 - قلة التوعية الصحية بأضرار تلك الفاحشة, سواء من قبل المستشفيات و المراكز الصحية, أو من وسائل الإعلام عمومًا أو غيرها من المؤسسات الأخرى .

    60 - قلة طرق هذا الموضوع بصراحة, وقلة استشعار خطره وضرره .

    61 - المكر اليهودي والصليبي :

    الذي يهدف إلى إفساد شباب المسلمين , وإغراقهم في الشهوات ؛ حتى تتم السيطرة عليهم .

    فلقد قام اليهود - عليهم لعائن الله المتتابعة - بتنفيذ تعليمات التوراة المحرفة والتلمود, التي تدعو لإفساد العالم بشتى الوسائل, وكافة الطرق, فاستخدموا بذلك كل وسيلةٍ يمكن أن تخطر بالبال, فحاربوا الأديان, ونشروا الإلحاد, وتحدثوا عن ثورة الجنس والحرية الجنسية, وتمكنوا من السيطرة على وسائل الإعلام, ومراكز التوجيه, فعملوا على إشاعة الفاحشة ونشر جميع الرذائل, وفي مقدمتها اللواط والزنا ؛ فإنها أقوى المعاول لهدم الفضيلة وضياع الأخلاق .

    وما نظريات فرويد الفاجرة التي لا تنظر للحياة إلا من خلال نافذة الشذوذ الجنسي, وما المجلات الخليعة التي تؤجج الغرائز, وتتاجر بالأعراض, وتدعو صراحة إلى الفاحشة, وما أفلام الفيديو, ولا صناعة السينم, ولا بيوت الدعارة ومواخير الفساد, وما أندية الروتاري والليونز و بناي برث - إلا نماذج ُ من جرائم إخوان القردة والخنازير, والتي يهدفون من ورائها إلى إغراق الأمميين - بزعمهم - خصوصًا أبناء المسلمين - في مستنقع الرذيلة وأودية الضلالة .

    هذا وقد قَنَّنَتْ الدول الغربية تحت تأثير اليهود قوانين تبيح الشذوذ الجنسي طالما كان دون إكراه, بل إن الأمر وصل ببعض الدول إلى إباحة عقد الرجل على الرجل - عياذًا بالله - وتكونت آلاف الجمعيات والنوادي التي ترعى شؤون الشاذين جنسيًّ, ثم إن الشاذين جنسيًّا خرجوا من دائرة السرية إلى دائرة العلنية, وأصبحت لهم نوادٍ وباراتٌ, وحدائقُ, و سواحل, ومسابحَ خاصةٌ, حيث يلتقي الشاذُّ جنسيًّا بأمثاله, وتعرف دائرةُ الشرطة هذه الأماكن, ولكنها مأمورة بعدم التعرض لهؤلاء, طالما أنه لم يحدث منهم فوضى أو إزعاج !.

    ثم إنهم - قبحهم الله - يدأبون لإفساد أبناء المسلمين, ونشر الفاحشة بينهم, وجرهم للرذيلة, و إغراقهم في الشهوات ؛ حتى تتبلد مشاعرهم, ويصبحوا عبيدًا للشهوة فتضعف بذلك هممهم, وتنهار مقوماتهم وبالتالي يسهل القضاء عليهم (36).

    وكذلك النصارى - عبَّاد الصليب - فهم لا يألون جهدًا في إفساد المسلمين و ردِّهم عن دينهم, فهدفهم الأكبر هو إدخال ما استطاعوا من المسلمين إلى النصرانية, وإن أعيتهم الحيلة في ذلك فلا أقل من أن يسعوا في إفساد المسلمين وإغوائهم وإغراقهم في الشهوات .

    ومما يقومون به في هذا السبيل تشجيع قيام المسارح, وتنشيط ما يسمى بحركة الفن, وإشاعة أفلام الجنس, ونشر المجلات الخليعة حتى ينغمس أبناء المسلمين في الرذيلة.

    هذا ما تيسر جمعه وتقييده, من هذه الأسباب, وهناك أسباب أخرى آثرت عدم ذكرها .




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها , لوليد شبير 93, وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص 15.

    [2] - الإسلام والجنس لعبد الله ناصح علوان ص12.

    [3] - الآداب الشرعية لابن مفلح 3/126.

    [4] - انظر بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن سعدي , الحديث رقم 68, ص224, ومن مشكلات الشباب للشيخ ابن عثيمين ص 19 20 , ومن تجالس للشيخ عبد الله الجعيثن , 36 44 , وانظر الجليس الصالح للشيخ عبد الله الجار الله , وقرناء السوء دمروا حياتي لنوال بنت عبد الله .

    [5] - أصل الكلمة في الديوان ( غادرٍ) ولعل كلمة (قلبٍ) أصح وأصوب , كما أنها لا تغير المعنى ولا الوزن .

    [6] - ديوان البارودي 1/73.

    [7] - انظر حكم شرب الدخان لابن سعدي ص 15 , والتدخين مادته وحكمه للشيخ عبد الله بن جبرين , ص65 , والتدخين لأبي بكر الجزائري ص 29 30 , وحكم الدخان والتدخين لمحمد بن جميل زينو ص 22 23 , والتدخين وأثره على الصحة د : محمد البار , والتدخين كارثة عصرية ترجمة رمزي يس .

    [8] - انظر تربية الإسلام وادعاءات التحرر للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص318, والمخدرات في الفقه الإسلامي للشيخ د : عبد الله الطيار ص 123 , والزنا لدندل جبر ص74, والإسلام والمشكلة الجنسية ص 111 116, والمخدرات الخطر الداهم لعبيد بن ناصر الجندول ص17 18 , والمخدرات لمحمد الحسن ص38 39 , وأجنحة المكر الثلاثة ص419 421.

    [9] - انظر الجنس وأمراضه د: عبد الناصر نور الله ص 49 50.

    [10] - انظر المرجع السابق ص50, وانظر الانحرافات الجنسية للحاج ص 35 36 , والإسلام والتربية الجنسية ص 71.

    [11] - الانحرافات الجنسية د: فايز الحاج ص 115.

    [12] - انظر إلى مصيدة شيطانية للشباب ليوسف المطوع ص 20 , ومشكلة في طريق الشباب ص 20.

    [13] - أدب الدنيا والدين للماوردي ص 310, وانظر الشباب والمزاح لعادل العبد العالي ص 42.

    [14] - الانحرافات الجنسية ص 118.

    [15] - الجواب الكافي ص 217.

    [16] - انظر جلسة على الرصيف للشيخ سلمان العودة ص 32.

    [17] - انظر للشباب فقط ص 16, وشبابنا إلى أين ص 7 , وواقع الشباب ص 19 22.

    [18] - انظر الكبائر للذهبي ص 56 57.2 - سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان للخفاف ص 120.

    [19] - انظر من مشكلات الشباب وكيف عالجها الإسلام للشيخ صالح الفوزان ص 17, وانظر التربية الصحية المدرسية عدنان لال, ص 241.

    [20] - انظر الإسلام والحب ص8, والحب و الحب والجنس من منظور إسلامي ص 124 129.

    [21] - جامع الرسائل لابن تيمية 2/296 وانظر سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان , للخفاف ص 88 89

    [22] - أدب الدنيا والدين ص 138 .

    [23] - أدب الدنيا والدين ص 138 .

    [24] - انظر الزنا لدندل ص107 , وانظر تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس د : محمد الزعبلاوي ص 422 424 .

    [25] - انظر الصحافة والأقلام المسمومة , لأنور الجندي ص 67 87 .

    [26] - انظر حصوننا مهددة من داخلها , د : محمد محمد حسين ص 31 39 , والحجاب للموردي ص 98.

    [27] - انظر الإسلام والمشكلة الجنسية , د : مصطفى عبد الواحد ص 103 105 , و حصوننا مهددة من داخلها ص 45 47 , والغريزة الجنسية ومشكلاتها لعبد المعز خطاب ص 40 41 .

    [28] - انظر بصمات على ولدي لطيبة اليحيى , ص 22 25 , وسموم على الهواء لفريد التوني ص 17 35 , والأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون لمروان كجك ص 191 , والزنا لدندل ص111 , والتلفزيون بين المنافع والأضرار د: عوض منصور ص 15 36 , وأخطار تهدد البيوت لمحمد المنجد ص 21 28.

    [29] - انظرالأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون ص 190 , وانظر كتاب أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون تأليف : جيري ماندر , ترجمة سهيل منيمنة , مراجعة مروان كجك .

    [30] - التلفزيون بين المنافع والأضرار , د :عوض منصور , ص 37 , وانظر إلى العابثين بالأعراض د : عبد الله الطيار , و سامي المبارك ص 55 .

    [31] - انظر إلى البث المباشر للدكتور الشيخ ناصر العمر.

    [32] - انظر أخلاقنا الاجتماعية , د: مصطفى السباعي ص 155 161 , وحقوق دعت إليها الفطرة و قررتها الشريعة للشيخ : محمد بن صالح العثيمين ص 9 11 , ونظرات في الأسرة المسلمة لمحمد الصباغ ص 142 162 , وأثر الأسرة في صلاح الأبناء أو انحرافهم , إبراهيم المشيقح ص 26 .45

    [33] - انظر المراهقون د : عبدالعزيز النغيمشي ص 83 99 , وعقبات الزواج لعبدالله علوان ص 21 34 .

    [34] - انظر نحو تربية إسلامية , أحمد محمد جمال ص 93 98 .

    [35] - انظر دور المسجد في التربية , د : عبد الله بن أحمد قادري ص 93 99 .

    [36] - انظر مذاهب فكرية للأستاذ محمد قطب ص 107 114 , و رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر لمحمد قطب ص 106 , ومسؤولية التربية الجنسية من وجهة نظر الإسلام لعبدالله علوان ص 76 79 , وانظر تربية المراهق في الإسلام ص 452 456 , و الحب والجنس من منظور إسلامي , محمد علي قطب ص 122 123 , و الإيدز د : محمد علي البار ومحمد صافي ص 38 43












                  

العنوان الكاتب Date
رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... Wasil Ali02-18-08, 04:30 AM
  Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... حيدر حسن ميرغني02-18-08, 04:39 AM
    Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... حيدر حسن ميرغني02-18-08, 04:44 AM
      Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:12 AM
        Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:19 AM
          Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:25 AM
            Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عبدالرحمن الحلاوي02-18-08, 06:27 AM
          Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... Mohamed E. Seliaman02-18-08, 06:37 AM
  Re: رويترز تتحدث مع احد المثليين الجنسين السودانيين مقيم في قطر... عثمان دغيس02-18-08, 07:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de