نحــن العـــــرب قســـــاة جفـــــــاة

Quote: الاخ عمر علي لك التحية والتقدير وشكرا لك علي انزال هذا الاقرار الهام للشيخ القرني، وامل صادقا ان لا يكون حالة من حالات اخر العمر ليس الا. وعلي كل هذا امر جدير بالاعتبار وان جاء متاخرا جدا، فليس من المعقول ان يستمر هذا الشيخ هو وغيره يستغلون ويستخدمون لدرجة الاستمتاع باخر ما انتجته الغرب الكافر وبكميات واصناف لم يتوفرحتي لشعوب بعض من البلدان في الغرب نفسه. وفوق هذا نظل نحن ارفع واسمي مقاما عند الله منهم! بل كانما الغرب الكافر قد توصل الي ما توصل اليه من رقي خارج ارادة الله؟ ولم يكن عطاءا من الله؟ وان كان هذا عطاءا من الله فلماذا لم يعطينا ما اعطاهم؟ الم يكن هناك اسباب لهذا الحجز لدرجة العجز؟ فهذا الشيخ استطاع من اجراء المقارنة ولو متاخرا وتوصل الي ما توصل اليه من اقرار واضح لا لبس فيه، وهذا شئ يحمد له باي حال، بل نعتبرها خطوة متقدمة علي الرغم من التحفظ في بعض الجوانب. وربما يكون الشيخ الذي ظل طول عمره جالس علي كرسي الشياخة، لم يتسني له قط سانحة لزيارة الغرب. فقط يعرفه من خلال التفاسير الدينية والروايات الشفاهية، واراء الخصوم. ولكن الم يكن من المؤسف جدا ان الذين سنحت لهم الظروف ان يدرسوا في الغرب ويقيموا فيها ويعملوا بها، ان لا يكون لهم مواقف اكثر جراءة ووضوح؟ او علي الاقل نقل القيم الصالحة ولو حرفيا لمصلحة مجتمعاتهم بدلا من المعاناة والتخلف الذي يرزح تحته شعوبنا؟ وعلي سبيل المثال فان الشيخ/حافظ حميدة الذي تفضلت بانزال مقالاته بصحيفة الشرق الاوسط اللندنية. ومنها مقال بعنوان( ماذا خسر العالم بزوال الاتحاد السوفيتي) وهو هنا يحاول استرداد الماضي ولو يعود الاتحاد السوفييتي ليقفوا معه ويدعموه ضد ما اسماه بالتغول الامريكي، هذا الرجل قد درس في بريطانيا في السبعينات. ولكنه لم يتغير فيه شيئا من عقلية القرن السابع. وعندنا في السودان بالذات مئات المتشيخين من زعماء الاحزاب السياسية وعدد كبير من الافندية، الي بعض من زعماء الطرق الدينية( وهم كلهم حاجة واحدة) قد درسوا في اوقات مبكرة في الغرب، ولكنهم اخفقوا اخفاقا تاريخيا ذريعا في انجاز اي مشروع نهضوي يضع لبنات الاستقرار، ويحفظ للمواطن السوداني امنه وسلامته، ويحقق له تطلعاته في الحرية والعدل والحياة الكريمة. وورثوا الاجيال زريبة كبيرة مسورة بالفشل ومدح الذات فراغا. حتي اوشك السودان الذي تركه الاستعمار علي عتبة النهضة والتوحد في اطار الدولة الوطنية. الان علي شفي التشظي والانهيار التام. فماذا نقل هؤلاء لنا غير القتل والارهاب والعجز، وتوزيع الشتائم باسم العمالة للغرب؟ وهذا الصك الجاهز الذي يوزع يمينا وشمالا، قد لا نستبرئ منهم احدا، خاصة اذا ربطنا الامر بكل علاقة خارجية وبدول الجوار بالذات. فبدلا من الاعتراف ببعض محاسن الغرب علي الاقل بما حدث لهم هم في اشخاصهم؟ كلا والف لا؟ رفضوا ذلك واستكبروا ومكروا مكرا، ولكن الايام اكثر مكرا لو يعلمون!! مع الشكر مجددا