أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 04:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2008, 11:22 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى (Re: بدر الدين الأمير)

    من كتاب المفكر المصرى الدكتور نصر حامد ابو زيد (هكذا تكلم ابن عربى)



    تمهــــــــــــــيد

    1- لماذا ((ابن عربي)) الآن ؟

    ماذا يمكن أن يقول لنا ابن عربي في القرن الواحد والعشرين من وراء ستار القرنين السادس والسابع الهجريين (الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين) في العالم الاسلامي عموما وفي الاندلس على وجه الخصوص ؟ لنلق أولا نظرة على حالنا في بدايات القرن الحادي والعشرين ، قبل أن نبدأ رحلتنا مع الشيخ الاكبر في القرن الثاني عشر .

    مضى القرن العشرون بكل ماله وما عليه ، لكنه خلف وراءه مجموعة من الظواهر الممتدة ، لعل أهم ما يجمع بينها ، ويلفت النظر فيها ، هو ذلك ((القلق)) العظيم الذى يشغل المفكرين والفلاسفة واهل الرأي حول مستقبل البشرية في هذا القرن الحادي والعشرين. لقد حققت ((الحداثة)) إنجازاتها في شكل تقدم تكنولوجي مذهل ، وصل الى تحويل العالم الفسيح الممتد الى فضاء مترابط الاجزاء وذلك بفضل ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات . ولكن بفضل هذا التقدم نفسه وماحققه من وحدة العالم أمكن للتناقضات أن تنكشف وتظهر ، بين الاغنياء والفقراء من جهة ، وبين المستغلين والمستغلين من جهة أخرى. برز ((الظلم))- والذى كان محصورا من قبل داخل حدود الاقطار القومية – بوصفه عالمية لا بين اقطار ((الشمال)) وأقطار ((الجنوب)) فقط ، بل بين الشرق والغرب في الشمال نفسه كما بين ((أغنياء)) الجنوب وفقرائه.

    لايمكن نسيان أن القرن العشرين الذى شهد ذلك التقدم العلمي والفكري المذهل الذى تجاوز ماحققته البشرية من تقدم في تاريخنا كله ، حقق بفضل ((الحداثة)) التى تمتد جذورها الى عصر الانوار في القرن الثامن عشر . كان سعي فلاسفة التنوير يتركز على تحرير الانسان ((الفرد)) من سيطرة سلطة الكنيسة ليسعى بإرادته الحرة الى اكتشاف قوانين الطبيعة بتجريبيه العلم ، ولاكتشاف قوانين الوجود الانساني بعلوم التاريخ والجغرافيا والاجتماع والانثروبولوجي. لكن التحرر من سلطة الكنيسة وقوانينها ذات الطابع الفكري الاطلاقي أدى الى الطرف النقيض يجعل ((النسبية)) مفهوما مطلقا بدوره . وأدى التركيز على ((الفردية)) بوصفها قيمة مطلقة الى اسناد قيمة مطلقة أخرى لقوانين ((العقل)) .ولاشك انه لم يدر بخلد فلاسفة التنوير أن انجازاتهم الفكرية ستكون حاملا ايديولوجيا للسياسة الامبريالية وللرأسمالية الوليدة ، ومن خلالها سعت لامتلاك العالم لضمان ((المواد الخام)) و((الايدي العاملة)) الرخيصة من جهة ، والاسواق المستهلكة من جهة أخرى .

    كانت حركة المد الامبريالية – الحامل الايديولوجي لفلسفة ((التنوير)) – تنظرلشعوب الجنوب بوصفها شعوبا تحتاج للتنوير ، ذلك أن المفهوم المطلق يمثل تهديدا مباشرا لسلطة العقل . وقام التوظيف السياسي الاستعماري الامبريالي لهذه الثنائية بتصنيف البشر الى ((متحضرين)) – هم أبناء حضارة الغرب – و((همج )) هم سواهم من البشر ، أبناء الشعوب والثقافات غير الغربية . وأصبح من واجب ((المتحضرين)) أن يسعوا لتنوير الهمج.

    كانت الكنيسة التى فقدت سلطتها تدريجيا بفعل فلاسفة التنوير في المجتمعات الغربية . تحاول أت تستعيد قوتها من خلال استثمار العوامل والمتغيرات الجديدة في ظل حركة المد الاستعماري . تمثل ذلك في حملات التبشير التى صاحبت الحملات العسكرية أحياناً ، ومهدت لها أحيانا أخرى . تحددت رسالة التبشير المسيحي في تخليص الهمج من وثنيتهم بإدخالهم ، ولو قسرا ، في ملكوت السيد المسيح ، وبإدماجهم تحت سلطة الاستعمار والكنيسة . ولاداعي للإطالة في ذكر الجروح العميقة التى تركتها فترة المد الامبريالي في ذاكرة شعوب العالم الثالث بصفة عامة ، وشعوب العالم الاسلامي بصفة خاصة .

    لكن الجروح والندوب الناتجة عن تحويل ((التنوير)) الى إيديولوجيا لم تصب شعوب العالم الثالث فقط ، بل طالت شعوب أوروبا نفسها في شكل حربين عالميتين جسدتا مأزقاً حضارياً في بنية ((الحداثة)) وفلسفتها ، وكانت النتيجة تقسيم عالم الشمال الى معسكرين إيديولوجيين متنازعين ، عاش العالم في ظل الصراع بينهما حربا باردة كبرى ، تظلل حروبا صغيرة هنا وهناك ، دفعت شعوب العالم الثالث – مرة أخرى تكاليفها الباهظة .

    أدرك أهل الجنوب – خاصة بلاد المستعمرات السابقة في أفريقيا وآسيا على وجه الخصوص – أن أهل الشمال صنعوا تقدمهم التقني على حساب استنزاف ثرواتهم واستغلال عرقهم من جهة ، والاصرار على التعامل مع بلادهم بوصفها مجرد ((أسواق)) لمنتجات الشمال ، أسواق يقتصر دورها على أن تمده بالمواد الخام وبالايدي العاملة الرخيصة ، من جهة أخرى . وكان من الطبيعي أن يتحرك أهل الجنوب مطالبين بنصيبهم ((العادل)) من ثمار ((الحداثة)) ، التى ساهموا في صنعها دون أن ينالوا من ثمارها أي نصيب . وكان من الطبيعي كذلك أن تتوجه ثورتهم أولا ضد حكامهم المحليين ، الذين اعتبروهم وكلاء لقوى الاستعمار الشمالي مخلصين لقيمه ولو تعارضت مع قيم وأخلاقيات الثقافات المحلية .

    في بلاد العالم الاسلامي اتخذت تلك الثورات شعاراتها من الرأسمال الرمزي للاسلام بوصفه ((عقيدة وشريعة ومنهج حياة)) . بلغت هذه الثورات أوجها بالنصر الذى حققته الثورة في ((ايران)) بزعامة الامام ((الخميني)) ضد نظام ((الشاه)) ، الذى يعتبر من أعتى الانظمة الدكتاتورية في الجنوب . في الوقت نفسه تقريبا بدأت القوى الاسلامية في ((تركيا)) – الدولة الاسلامية في ((تركيا)) – الدولة المسلمة الوحيدة التى اختارت ((العلمانية)) الغربية صيغة سياسية وثقافية لايديولوجيا الدولة منذ سنة 1925 تقريبا – تكتسب أرضاً جماهيرية واسعة مكنتها من الوصول الى ((الحكم)) . كانت التطورات في ((ماليزيا)) و((اندونسيا)) و((السودان)) و((الجزائر)) و((مصر)) تتخذ المسار نفسه – مسار التوجه الاسلامي كصيغة محلية لتحقيق ((العدل)) سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحضاريا – مع اختلاف في الاسباب والتفاصيل رغم الاتفاق في المنحى العام .

    يمكن القول بصفة عامة ان ((الثقافات المحلية)) في الجنوب – بل وفي بعض أجزاء دول الشمال الشرقي – رغبت في مقاومة ((سيطرة)) ثقافة الشمال ، التى صارت رمزا للظلم ضد الشمال ، وضد قيمه ومفاهيمه ، تسارع خطوات ((العولمة)) الاقتصادية حتى أصبح خطرها ملموسا متعينا في الحياة اليومية لواطني دول ((الجنوب)) . في سياق اعتبار ((السوق)) إلها جديدا له قوانين لايجوز مخالفتها ، بل هي القوانين الوحيدة التى على الجميع – شمالا وجنوبا – الانصياع لها دون مساءلة أو احتجاج . واذا كانت قوانين الإله ليست اقتصادية فقط ، بل هي سياسية واجتماعية وثقافية ، فما الذى تفعله الفئات التى يهدد وجودها الخطر من قوانين ذلك الإله ؟

    ان وصف قوانين السوق في إطار ((العولمة)) بأنها قوانين يفرضها إله جديد اسمه ((السوق)) ليس مجرد تعبير مجازي ، بقدر ماهو ((وصف)) كاشف للمستور والمسكوت عنه في خطاب ((العولمة)) السياسي والثقافي . في الخطاب السياسي بشرنا البعض بنهاية التاريخ وانتهاء عصر الايديولوجيات . ومفهوم ((نهاية التاريخ)) مفهوم ديني في المقام الاول ، بمعنى أن كل الاديان في مرحلة انبثاقها على الاقل تنطلق من الزعم بأنها البشارة الاخيرة بخلاص البشر من عذابهم ومعاناتهم . هكذا يبشرنا ((فوكوياما)) أن التاريخ قد وصل الى رحلته الاخيرة واستقر ، ولم يعد أمام البشر – كل البشر- من سبيل الا الراحة في جنة ((الرأسمالية)) والتمتع بنعيم ((الديمقراطية)) على النمط ((الامريكي)) . لكن بشارة ((فوكوياما)) ظلت في اطار ((الايديولوجيا)) ولم ترق ابدا الى مستوى ((اليوتوبيا)) الدينية . ومايرتبط بها من مفاهيم مثل اقتراب يوم ((الدنيوية والحساب)) ، الذى فيه يتحقق العدل المطق تعويضاً لمن أصابهم الضيم والظلم في هذه الحياة . ليس في دين ((العولمة)) تعويض قادم في عالم آخر ، ليس فيه أي عزاء ولو محتمل للضعفاء والمنكسرين.

    ولان ((الايديولوجيا)) لاتكف عن اعادة انتاج نفسها فقد تطورت ((بشارة)) فوكوياما ، التى تبدو على السطح متفائلة ، الى ((نبوءة)) سوداوية متشائمة عند ((هانتجتون)) في مفهوم ((صراع الحضارات)) . لكن أية حضارات تلك التى تنبأ ((هانتجتون)) أن الصراع بينها سيكون سمة القرن الحادي والعشرين ؟ انها كل الحضارات القديمة التى حلت محلها حضارة ((الغرب)) الحديثة ، انها حضارات ((آسيا))- الصين واليابان على وجه الخصوص- و((افريقيا)) و((الاسلام)) تحديدا . لم يقل ((هانتنجتون)) شيئا عن ((الاصولية المسيحية)) في أمريكا نفسها ، ولم يذكر كلمة واحدة عن ((الاصولية اليهودية)) في ((اسرائيل)) ، وكلتا الاصوليتين تستعيدان بهاءهما ومجدهما في عداء واضح لقيم ((الحداثة)) وعلمانيتها . لم يذكر ((هانتنجتون)) شيئا من تفاصيل المشهد ، لانه كان مشغولا بأمر واحد محدد : خلق عدو ((جديد)) ، يحل محل ((الشيطان الاحمر)) ، وليكن ((العدو الجديد)) شيطانا ((أصفر)) أو ((أخضر)) أو شيطانا بلا لون ، فالهام أن يقوم ((الشيطان)) بدور ((القناع)) الديني لابراز وجه ((المخلص)) الامريكي خصوصا و((الغربي)) على وجه العموم.

    هكذا تطرح ((العولمة)) نفسها سياسيا وثقافيا وحضاريا بوصفها ((الدين)) الاخير ، الدين الذى يمثل فيه ((السوق)) وشريعته الاله الجديد المسلح بأداة ((القوة)) التى لاتقهر أبدا ، ويستحيل على البشر مقاومتها أو التفكير- مجرد التفكير- في التصدي لجبروتها . انها قوة قادرة على كل شيء ، فسلاحها المال والعلم والقوة العسكرية ، انها القوة التى تنتهك بسهولة فائقة كل الخصوصيات . أدوات هذا الدين للسيطرة هي ((حرية التجارة وتدفق المعلومات)) ومواعظة هي : ((الديمقراطية)) و((حقوق الانسان)) على المقاس الغربي الامريكي بصفة خاصة.

    أليس من الطبيعي ، وقد صارت ((العولمة)) دينا ، أن يسعى البشر لمقاومة هذا ((الدين)) الجديد ، والتصدي للاهوته المضمر ، باستدعاء ((الدين)) في كل الثقافات بلا استثناء ، حتى داخل المجتمعات التى صنعت ((الحداثة)) ؟ أليست الاديان التى جربتها البشرية خيرا ألف مرة من هذا الدين الجديد ، دين العولمة ؟ان ((آلهة)) الاديان التى عرفتها البشرية على امتداد تاريخها الطويل ليست في قسوة وفظاظة إله ((العولمة)) – السوق – لان إله الاديان يتمتع بصفات تجمع بين صفات القوة والقسوة و((الجلال)) من جهة ، وبين صفات ((الجمال )) والرحمة من جهة أخرى . على العكس من ذلك ليس في صفات إله العولمة جمال أو رحمة ، انه إله قد من قوانين صارمة صنعها الاقوياء ، انه تجسيد سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي لاسطورة مصاص الدماء ((داركيولا)).

    ان إله العولمة قادر على اعادة انتاج نفسه في أشكال وصيغ وملامح لا تخلو من جاذبية . انه ((شيطان)) لاتؤثر فيه التراتيل ولا عبارات الاستعاذة ولا تلاوة الايات . وهكذا تصبح دعوات ((العودة الى الدين)) في كل الثقافات - مسيحية ويهودية واسلامية وبوذية وكونفوشيوسية ... الخ – اشبة بمحاولات استخدام ((الصليب)) أو تلاوة ((التعاويذ)) لمقاومة شر الشيطان الجديد انه لاسبيل لمناجزة الشيطان بأسلحة دينية ، بل ان سبيل المنازلة الممكن لايكفي فيه استخدام الاسلحة الدينية التقليدية ، بل لابد من شحذ أسلحة دينية جديدة لم يتحصن ضدها إله ((العولمة)) بعد . وهكذا يعود الدين ، باعتبار أداة أساسية في الصراع ، محملا بمفاهيم التعصب والانغلاق ، بدل التسامح والانفتاح ، ورغم ما بدا من تراجعه في المرحلة السابقة ، يعود الى الواجهة وتستعاد لغة دينية في حروب لا هدف لها سوى السيطرة ، ويتراجع الى الخلف حتى شعار شرق – غرب ليقف في الواجهة شعار الخير والشر ، الحضارة الغربية المسيحية ، والاسلام .

    2- العودة للدين ، أي دين ؟

    في تعريف الدين يتم التركيز غالبا على مفهوم ((النظام)) و((النسق)) أي على البعد الجمعي للدين ، فيهتم الفلاسفة ورجال اللاهوت بمسائل ((العقائد)) و ((الوجود)) بوصفها أنساقا معرفية أو بوصفها قضايا إيمانية. ويكون تركيز ((الفقهاء)) بصفة خاصة على ((الدين)) بوصفه نسقا من الاوامر والنواهي ، وعلى أساس طاعة ((الاوامر)) واجتناب ((النواهي)) يتحقق خلاص الانسان فردا كان أو جماعة . أما علماء الاجتماع والانثروبولوجي فيهتمون بالدين بوصفه ظاهرة اجتماعية انسانئة . أما الدين بوصفه تجربة ((روحية)) ذاتية فهو التصور الذى يمثل ((بؤرة)) اهتمام كل الروحانيين في كل الاديان والثقافات .

    تمثل التجربة الصوفية في التراث الاسلامي ، في جانب منها على الاقل ، ثورة ضد المؤسسة الدينية التى حولت الدين الى مؤسسة سياسية اجتماعية مهمتها الاساسية الحفاظ على الاوضاع السائدة ومساندتها من خلال آليات انتاج معرفية ثابتة يقف على رأسها ((الاجماع)) ويليه (( القياس)). واذا كانت مصادر المعرفة – وهي القرآن الكريم والسنة النبوية – مصادر لا خلاف عليها بين المتصوفة والفقهاء والمتكلمين المسلمين ، فإن الخلاف بين الاتجاهات الثلاثة يتمثل في ترتيب آليات استنباط المعرفة وانتاجها من هذه المصادر . ففي حين يركز المتكلمون على أهمية ((العقل)) ، على خلاف بينهم في ترتيب العلاقة بينه وبين ((النقل)) يضع الفقهاء ((العقل)) في درجة أدنى من درجة الاجماع . ولامجال عند المتكلمين والفقهاء للتجربة الروحية ، وهي محور الخلاف بين المتصوفة وغيرهم ، اذ يعتبر المتصوفة أن حين ينشغل المتكلمون والفقهاء بقضايا سياسية واجتماعية وينخرطون في اطار انتاج معرفة مؤسسية ، يلوذ المتصوفة بتجاربهم الروحية التى تحاول استعادة تجربة ((النبوة)) ذاتها في اطار ((تأويلي)) للشريعة النبوية.

    وبعبارة اخرى يسعى الصوفي من خلال التجربة الى محاولة التواصل مع ((مصدر المعرفة)) بدلا من الانشغال بنصوص الشريعة التى مزقت الاختلافات المذهبية دلالتها ؟ وفي رأي الصوفي أن ((نصوص)) الشريعة تعبيرات لغوية تتسم بالغموض والاجمال في حالات كثيرة ، ويرى أن جلاء غموضها وإزالة ابهامها وتفصيل مجملها انما يمكن الوصول اليه عبر السعي الى معانقة مصدرها من خلال تجربة تترسم خطى التجربة النبوية التى هي أصل ((الوحي)) المعبر عنه في ((النصوص)).

    ومن الضروري لفهم ذلك الانشغال بتأويل ((التعبير)) ، أن نتأمل ما آلت اليه عمليات التأويل من اختلافات وصراعات من شأنها أن تشوش على المؤمن البسيط صفاء المعنى الديني الذى لا غنى عنه له. كان الفكر الديني قد تمحور قبل عصر ابن عربي حول مجالات ((الفقة)) و((علم الكلام)) و((الفلسفة)) ، حيث كان مجال عمل الفقهاء استنباط احكام ((الحلال)) و((الحرام)) و ((الواجبات)) الدينية الفردية والاجتماعية .أما ((المتكلمون)) فقد كان هاجسهم الاساسي محاولة تقديم شرح عقلاني للعقيدة في مجالاتها الاساسية : مثل مفاهيم ((الالوهية)) و((التوحيد)) و((النبوة)) و((الوحي)) الخ . وعلينا أن ندرك أن محاولات المتكلمين لشرح العقيدة شرحا عقلانيا كانت في جانب منها استجابة للتحديات اللاهوتية المسيحية ، خاصة في مجال مفهوم (( الكلمة)) و((الجبر والاختيار)) و((الاقانيم والصفات)) الخ . وسنجد أن ابن عربي ينخرط انخراطا عميقا في مناقشة هذه القضايا من منظور معرفي مغاير .

    3- موقع الشيخ الاكبر بين سابقيه ولاحقيه :

    ترجع أهمية فكر ابن عربي الى انه يمثل حالة نضج في الفكر الاسلامي في مجالاته العديدة ، من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف ، هذا فضلا عن علوم ((تفسير القرآن)) وعلوم ((الحديث النبوي)) وعلوم اللغة والبلاغة .... الخ من هذه الزاوية فإن دراسته في السياق الاسلامي تكشف عن بانورما الفكر الاسلامي في القرنين السادس والسابع الهجريين (الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين) . ومن زاوية أخرى يمثل الشيخ الاكبر محيي الدين بن عربي همزه الوصل بين التراث العالمي والتراث الاسلامي ، ومن هذه الزاوية يمكن النظر لتراث ابن عرب يبوصفه تواصلا حيا خلاقا مع التراث العالمي الذى كان معروفا ومتداولا في عصره ، سواء كان تراثاً دينيا ، مسيحيا أو يهوديا ، أو كان تراثاً فلسفيا فكريا . وهذا مايتضح من إصراره على استخدام مصطلحات متنوعة للدلالة على مفهوم واحد. فهو يشير مثلا الى مفهوم ((الموجود الاول)) أو ((المخلوق الاول)) بمجموعة من المصطلحات منها الفلسفي مثل ((العقل الاول)) ، ومنها الديني مثل ((القلم)) ، هذا الى جانب ((الموجود الاول)) عن الله والمخلوق الاول)) الخ . ولكن أهمية ابن عربي كهمزة وصل لاتقف عند حدود استيعابه للتراث الانساني وتوظيفه له في إقامة بنائه الفكري الفلسفي الشاهق ، بل تتجاوز ذلك الى المساهمة في اعادة تشكيل التراث الانساني بالتأثير فيه تأثيرا خلاقا بالدرجة نفسها . ويمكن للتدليل على ذلك العودة الى دراسات المستشرق الياباني توشيكو إيزوتسو عن ((ابن عربي والتاوية )) ، وكذلك دراسات المستعرب الاسباني آسين بلاسيوس عن تأثير كتابات ابن عربي في ريمون لول وتأثيرة في دانتي اليجيري مؤلف ((الكوميديا الالهية)) .

    أما استيعابه للتراث الاسلامي السابق عليه وتأثيره في التراث التالي له فهو أوضح من أن يحتاج منا لاستدلال . وتتبدى أهمية قراءة ابن عربي للتراث السابق عليه في انها قراءة ساهمت في بلورة كثير من المفاهيم والتصورات التى كانت مضمرة في كتابات السابقين. ومعنى ذلك أن التراث السابق على ابن عربي يكتسب كثيرا من ملامح الوضوح ، وخاصة تراث هؤلاء الذين لم تصل كتاباتهم الينا ، أو وصلت من كتاباتهم بعض الآراء المتناثرة التى لاتكفي لتكوين نسق بنيوي متكامل . لقد ساعدت كتابات ابن عربي الباحثين في تجلية آراء ((الحكيم الترمذي)) (ت280/910) و((سهل بن عبدالله التستري)) (ت 328/913) و((الحلاج : الحسين بن منصور)) (ت: 309/920) ، و((ابن مسرة الجبلي )) (ت 319/950) ، و((النفري : محمد بن عبد الجبار بن الحسن)) (ت: 366هـ / 977 ) ، على سبيل المثال لا الحصر . وقد اعتمد آسين بلاسيوس – ضمن ما اعتمد – على ما ذكره ابن عربي من آراء عن ((ابن مسرة)) ، وذلك للكشف عن ملامح فكر ابن مسرة ومدرسته في كتابه المعروف . وعن طريق تحليل تلك الشذرات التى وردت هنا وهناك استطاع اعادة بناء فكر ((ابن مسرة)) . بعملية عكسية تمكن من الكشف عن أثر مدرسة ((ابن مسرة)) في تكوين فكر ((ابن عربي)) .
    وبعبارة اخرى يحتاج الباحثون لقراءة ابن عربي لاعادة بناء الفكر السابق في ابن عربي . وهي ظاهرة جديرة بالالتفات والتأمل في حد ذاتها .
    والحق أن قراءة ابن عربي للتراث السابق عليه تستحق أن تقام حولها دراسات ودراسات ، لانها لم تنل نفس القدر من الاهتمام الذى نالته مسألة تأثيره في المفكرين الذين جاؤوا بعده سواء في الشرق أو في الغرب .

    أما تأثير ابن عربي في الفكر الاسلامي فهو أكثر بروزا ووضوحا.
    لقد بدأ هذا التأثير خلال الزيارة الاولى التى قام بها ابن عربي لمدينة ((قونية)) عام 607/1210 ومن خلال تلميذه ((صدر الدين القونوي)) (ت: 673 / 1274) ، الذى أصبح واحدا من أهم شراحه وحاملي فكره ، انتشرت تعاليم ابن عربي في شرق العالم الاسلامي . كان ((صدر اليد القونوي)) صديقا حميما لــ ((جلال الدين الرومي)) (ت: 672/1273) مؤلف ((المثنوي)) ، النص العظيم الذى يلخص الحكمة الصوفية ، كما كان أستاذا لــ ( شهاب الدين أبو حفص عمر المتوفى عام 632/1234) . ومن خلال هذا التأثير ألهمت تعاليم ابن عربي – في قرن لاحق – كاتبا صوفيا عظيماً آخر هو ((عبدالكريم الجيلي)) (ت: 832/ 1428) مؤلفه ((الانسان الكامل)) . ولم يقتصر تأثير فكر ابن عربي على الجانب النظري في التصوف ، بل امتد بعمقه في صياغة الحياة الصوفية كلها ، فبتأثير ((جلال الدين الرومي)) في الرشق و((ابي الحسن الشاذلي)) (ت: 656/1258) في الغرب تشكلت – بتأثير تعاليم ابن عربي- طريقتان من أكبر الطرق الصوفية ، هما الطريقة المولوية والطريقة الشاذلية .

    ان استدعاء ابن عربي – مع غيره من أعلام الروحانية في كل الثقافات – يمثل مطلبا ، لعلنا نجد في تجربته ، وفي تجاربهم ، مايمكن أن يمثل مصدرا للإلهام في عالمنا الذى سبق أن ألمحنا لبعض مشكلات الحياة فيه . ان التجربة الروحية هي مصدر التجربة الفنية – الموسيقى والادب وكل الفنون السمعية والبصرية والحرمية – فهي الاطار الجامع للدين والفن . هذه أهمية استحضار ابن عربي في السياق العام . لكن استحضار ابن عربي في السياق الاسلامي – واستعادته من أفق التهميش الى فضاء المتن مرة اخرى – لايقل أهمية ، وذلك بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والافكار والرؤى السلفية على مجمل الخطاب الاسلامي في السنوات الثلاثين الاخيرة من القرن العشرين.

    ورغم ان هذا النمط من الخطاب الذى هيمن لبعض الوقت أنتجته ظروف وملابسات اجتماعية وسياسية وثقافية معقدة ، فإن الآلة والاعلامية الغربية قد نجحت الى حد كبير في خلق صورة عن الاسلام والمسلمين تعتمد على مفردات وتعبيرات وسلوكيات طارئة من شأنها ان تجعل من الاسلام عدوا للحضارة والتقدم والحرية ، كما تجعل من المسلمين جماعة من الارهابيين والقتلة . في هذه الصورة المشوهة لا نجد وعيا بتعدد آفاق الفكر الاسلامي ، ولا ادراكا لتنوع مصادره المعرفية . ومن المؤسف ان هذا التشوية القائم على التبسيط المخل غير التاريخي قد وجد صدى لدى قطاعات واسعة في المجتمعات الاسلامية ، اذ يظل الاعلام الغربي مصدرا من مصادر تشوية الوعي لافي المجتمعات الغربية وحدها ، بل في المجتمعات الاسلامية التى تعتمد قيم الاستهلاك فتبتلع الصورة التى انتجت في قنوات الاعلام دون اي فحص نقدي .

    من هذه الصورة المنتجة في الغرب والمصدرة الى العالم الاسلامي لايختفي ابن عربي وحده ، بل يختفي معه الفلاسفة والمتكلمون والادباء ، ولاتبقى الا صورة الرجل الارهابي حامل البندقية والسكين ، جنبا الى جنب صورة المرأة المنقبة . ولقد بلغ من سطوة هذه الصورة الاعلامية أن اثرت في الخطاب السياسي الغربي الذى تبنى مفهوم ((الصراع بين الحضارات)) باعتباره مصيرا لا فكاك منه . لكن العقلاء من الجانبين ، العالم الغربي والعالم الاسلامي ، تصدوا لهذه المحاولات بمحاولة ترسيخ قيم ((الحوار)) و((التفاهم)) و((الاحترام المتبادل)) محل الصراع والحروب . وفي مجال المساهمة في تأكيد قيم الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل يمثل فكر ابن عربي رصيدا ثريا يستأهل منا تأمله والغرف منه لتحرير العقل المسلم المعاصر من آثار المشكلات السياسية والاجتماعية والثقافية التى سببت حالة التوتر والاحتقان في الفكر الاسلامي . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لروحانية الاسلام ، ولمفهوم ((الجهاد)) الذى أصابه من التشوة الكثير.
                  

العنوان الكاتب Date
أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 07:44 AM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 08:03 AM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 08:29 AM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 09:35 AM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى doma02-15-08, 12:21 PM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 04:54 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Sabri Elshareef02-15-08, 12:50 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 04:57 PM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 05:00 PM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 05:51 PM
          Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-15-08, 07:44 PM
            Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Abureesh02-15-08, 08:24 PM
              Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 10:06 AM
                Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 10:41 AM
                  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Ishraga Mustafa02-16-08, 11:43 AM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Masoud02-16-08, 12:11 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Bushra Elfadil02-16-08, 12:44 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Masoud02-16-08, 01:02 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 04:34 PM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 04:44 PM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 04:58 PM
          Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 05:04 PM
            Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 05:36 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Yasir Elsharif02-16-08, 06:10 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى خالد عويس02-16-08, 08:38 PM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 08:42 PM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 08:58 PM
          Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-16-08, 09:21 PM
            Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى محمد عثمان الحاج02-17-08, 04:19 AM
              Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-17-08, 03:19 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى kamalabas02-17-08, 03:50 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى emad altaib02-17-08, 04:16 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-17-08, 05:09 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بابكر الزاكي02-17-08, 05:50 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-17-08, 06:04 PM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى محمد عثمان الحاج02-18-08, 04:11 AM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-18-08, 10:43 AM
          Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-18-08, 03:39 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى معتصم الطاهر02-18-08, 03:55 PM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى محمد عثمان الحاج02-18-08, 05:32 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى محمد حيدر المشرف02-18-08, 08:59 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى محمد حيدر المشرف02-18-08, 09:10 PM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى Masoud02-19-08, 05:22 AM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-19-08, 09:10 AM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى hamid murahid02-19-08, 12:59 PM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-19-08, 03:57 PM
          Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-20-08, 09:43 AM
  Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى محمد حيدر المشرف02-20-08, 10:16 AM
    Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-20-08, 10:21 AM
      Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-21-08, 09:08 AM
        Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى ود محجوب02-21-08, 01:10 PM
          Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-21-08, 04:14 PM
            Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى بدر الدين الأمير02-28-08, 11:22 AM
              Re: أدين بدين الحب أنّى توجّهت ركائبه فالحب ديني وإيمانى : حين يحدثنا الطيب صالح عن ابن عربى ود محجوب02-28-08, 01:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de