(السودان وجبلة الاسطورة) (1) بقلم /الهادي صيام ...(هديه للانصار)

Quote: السودان وجبلة الأسطورة (7) أفضل ما في أساطير الصوفية عدم وصولها إلى درجة المواجهة سواء أكانت مواجهات كلامية أو دموية، ففي بلادي وصل عدد الطرق الصوفية إلى أربعين ونيف ولم يكن التعدد هو اختلاف المصدر الأسطوري فكلها متحت من ابن عربي وتابعيه، كما لايسامح من يشكك في أن هذا التعدد لمنافع دنيوية ، أو قسمة ضيزى لدراويش البلاد ومسطحيهم. الختمية كمؤسسة أسطورية كبرى مثل الأنصارية لا تختلف قيد أنملة في تقسيم المريدين إلى دراويش وأولاد طريقة، كما أنها تعلقت كثيراً بمصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض ووالاندغام والاستنارة والحلول والأفول والسمو والدنو وكل كلمة ومترادفاتها ومتناقضاتها، إمعاناً في تشتيت العقل المتدروش. ويزعم الميرغني الكبير أنه رأى الرسول (ص) عياناً وأخذ منه هذه الطريقة الأسطورية التي نزلت بالمسطرة على الإقليم الشمالي والشرقي بالخصوص وكردفان وأرتريا بالعموم، وتعاليمها من استغلال للبسطاء والتقّول على الأنبياء، تماماً كالمشايخ الأخر من المهدي إلى غيره ، والأغرب في أمر المتصوفة أن لا أحد منهم يكذب الآخر أو يشكك فيه ، قل كل على شاكلته ، فالختمية لها ريع ومزارع وممتلكات بوضع اليد أو المرور أو مجرد الإشارة ناحيتها فقد سبقت الختمية نظرية هاري بوتر السحرية منذ ميلاد الميرغني الأكبر 1793م ، كما ينقلون صفات الله إلى الرسول الكريم ، بل بلغ بالختمية إدعاءهم بأن لهم التصرف في الكون، ويزعم مؤسس الطريقة أن من رآه أو رأى من رآه إلى خمسة أشخاص لاتمسه النار - نظرية صكوك الغفران- ، ومن صحبه ثلاثة أيام يموت ولياً مرشداً، لم يرعو شيخهم عند هذا الحد بل حشروا فيها مفردات أعجمية لزوم الطوطمية حتى يتركوا للدراويش أفقاً لانهائياً من التخيل والهيمان ، أصل الطريقة الختمية تقوم على خمسة أرجل أي حروف في قولك (نقش جم)، ولايتورعون في حلولهم في الوجود والاستيلاء على أساطير الشيعة الإمامية من مفاهيم آل البيت مروراً بالتقية والمهدي المنتظر، والحشاش يملأ شبكته! ومن هنا يمكن لكل فرد تأسيس طريقته التي أول ما يبدأها برؤية النبي(ص) ثم يضع ما شاء من تخيلات وأحلام زلوط وخزعبلات، ويقعّد من تعاليم، ويختمها بالاحتماء بالعبد الصالح وهو الخضر الذي امتلك العلم الباطن وهزم نبي الله موسى الذي الذي توقف عند العلم الظاهر ولم تشفع له أنه من أولي العزم فانهزم بثلاثة أهداف نظيفة في رحلتهما المشهورة (إنك لن تسطع معيَ صبراً). أن تسمع( وعليكم السلام) رداً على نباح الكلب من الصوفي فلا تعجل ، أما إن هنق الحمار فترد بغفر الله لكم وأثابكم الفتح النوراني، وإن غرد بلبل فقل صدقت فإنه ينعي الحياة ولا حياة لمن تنادي. لقد أسمعت لو ناديت حياً ولا نامت أعين الأساطير .