(السودان وجبلة الاسطورة) (1) بقلم /الهادي صيام ...(هديه للانصار)

Quote: السودان وجبلّة الأسطورة (1) نحن أمام كل ما ينتجه العقل السوداني من : حقيقة ، مقدّس ، خرافة ، أسطورة ، أحاجي الجدّات – الحبوبات - ، كجور ، سبور وضخّه مرة أخرى في واقع الحياة المعاش وتصييره من خبر إلى إنشاء ومن أسطورة إلى واقع مقدس يبني منه أفراد وجماعات مستقبلاّ لأحلامهم وأفقاً لطموحاتهم ، ومن ثم يدخل في قائمة التابو الغافي الذي لا يسمح بإيقاظه ، يعزز كل ذلك ثقافة الثلّة – الشلّة – والرائد الاجتماعي الأسطوري , تشجعهم في ذلك الغفلة ومحدودية الأفق واللامبالاة والأنا السفلى وعجز الاستكناه لسبر الركام وإجلاء المطمور وبفعل الكسل الذهني والتسليم المطلق يصبح النتاج مكروراً منمّطاَ وكل ما أوغل في عمق الزمان اكتسب العتاقة التي تؤصّله حد الحقيقة المطلقة بعد تزويقها بخوارق ومعتقدات لفيفة. لم يكن النيل منذ الأزل ماعوناً للماء والكلأ فحسب إنما استقطب معه ركاماُ هائلاً من التجارب الإنسانية والمعتقد المتنوّع من شتّى الجهات فصار حوضه بوتقة لإنصهار التجارب التي انداحت في مجراه وصار مرجلاً يعجّ بكثير من المتناقضات والتضاد لزخم الالتفافات المتعددة فيه . المعتقدات الفرعونية القديمة لم تنقرض جملة بضرب الديانات السماوية التي تلتها وإنما واصلت نشاطاتها في العادات ( العوايد) والمناسبات الاجتماعية بالخصوص و يقف لضمان حراستها و تمريرها رجال أشداء ونساء عواجيز. التمساح إله الشر مازال في معاصم العرسان وبجانبه حريرتان ضرباٌ من الكجوراتّقاء لشره , كما أن النيل مازال إلها تقدّم له القربان بزيارته في الأعراس والختان والنفاس لمباركة الأفراح ، أما صبيان الختان مدجّجون بالتمائم منعاً (للكبسة) وجرائد النخيل والنخل إله الخير في المثيولوجيا النيلية القديمة مازال يلوّح به العرسان والمتظاهرون الهتّافة على السواء ، أما الخفاض الفرعوني مستمرة شفرته في الحصاد إلى حين آخر ، فكان هذا عصر الآلهة الأغريقية الذي خضع لصناعة تحويلية مسودنة .

(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-11-2008, 01:56 AM)
(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-11-2008, 02:38 AM)