|
|
 الأستاذ شاذلى ادريس امين مال المؤتمرالوطنى بالخليج ضحايا كجبار ، ، ، في انتظار ساعة الحقيقة
|
تقرير- خالد فتحي
حملت الأنباء ، ان اثنين واربعين محاميا دفعوا بمذكرة انابة عن اسر ضحايا احداث سد كجبارالدامية بالولاية الشمالية، الي وزير العدل محمد علي المرضي منذ عدة ايام، يستعجلون فيها القضية ، والتمست المذكرة من الوزيرالتسريع باحالة اوراق القضية التي راح ضحيتها 4 مواطنين من المنطقة في شهر يونيو من العام الماضي الي النيابة لتحريك الدعوى الجنائية ضد الجناة .
وكان الوزير قد شكل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادثة التي جاءت علي خلفية تفريق قوات من الشرطة تظاهرة لمواطنين بقرية جدي الواقعة جنوب المكان المقترح لقيام السد، مما ادي الي سقوط القتلي وجرحي اخرين .
ودعت المذكرة التي حصلت « الصحافة » علي نسخة منها ،المرضي تقديم الجناة الي المحاكمة تحقيقا لمبدأ المساواة امام القانون ومبدأ المحاسبة وعدم هروب اي شخص بجريمته ، وقالت ان السلطات سارعت الي تحريك الاجراءات الجنائية ضد بعض المتظاهرين والصحافيين الذين تناولوا الاحداث بالتغطية وادانتهم بعقوبات ،وفي نفس الوقت لاتزال اجراءات القضية الاساسية في المربع الاول طوال فترة قاربت الستة اشهر ، واعتبرت ذلك يشكل اساسا قويا لاتهام السلطات بانتهاك مبدأ المساواة امام القانون والكيل بمكيالين وحماية الجناة ومساعدتهم علي الهروب بجريمتهم ، والاستمرار في اساءة استخدام السلطة .
وبحسب معلومات تحصلت عليها «الصحافة » ، فان وزارة العدل قامت بمخاطبة وزارة الداخلية بمكتوب رسمي ممهوربتوقيع محمد علي المرضي لوزير الداخلية الزبير بشير طه يطالب فيه مد لجنة التحقيق العدلية باسماء قوة البوليس التي شاركت في فض المسيرة، وجاء المكتوب ليتسنى للمحققين استكمال التحريات في الحادثة .
وكان التقرير الطبي عن احداث كجبار قد قطع ان الاصابات بالرصاص استهدفت اجزاءً قاتلة من اجساد المواطنين الاربعة الذين راحوا ضحية الحادث ، مشيرا الى ان ثلاث اصابات وقعت من الخلف. وكشف التقريران تشريح جثمان القتيل عبد المعز حمد عبد الرحيم ، اثبت ان الطلقة اخترقت الجزء الامامي العلوي من عنقه وخرجت من الجانب الاخر، مخلفة وراءها فتحة بطول واحد سنتمتر ، واوضح ان سبب الوفاة المباشر يعود الى هبوط في الدورة الدموية نتيجة فقدانه الكثير من الدماء المتدفقة من الشريان والوريد المقطوعين من منطقة العنق بالطلق الناري.
وقرر التقرير ان سبب وفاة شيخ الدين حاج احمد عبد الله، يرجع الى فقدان كمية كبيرة من الدم بالاضافة الى فقدان جزء من المخ مما ادى الى توقف الوظائف الحيوية.
وحسب التقريرالطبي ايضا ،فان وفاة محمد فقير محمد سيداحمد«اصغرالضحايا سنا» تعود الى انقطاع الشريان الاورطي بسبب الطلق الناري مع فقدان كل الدم، وحدوث نزيف داخل الصدر.
وعزا التقرير ، سبب وفاة الصادق سالم محمد خير، الى هبوط في الدورة الدموية نتيجة للنزيف وتوقف الوظائف الحيوية نتيجة لفقدان جزء كبير من المخ.
واللافت للانتباه ان قلم نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض المحامي علي محمود حسنين كان اول المبادرين بالتوقيع على طلب الاستعجال لوزيرالعدل ، فهل كانت لمرارات الرجل ومواجدته القديمة والحديثة منذ الانقلاب وحتى بلاغ المحاولة التخريبية الشهير،الذي اوقفت اجراءاته بموجب عفورئاسي غداة الاحتفال بعيد الاستقلال المجيد مطلع العام الحالي، تأثيرعلى ذلك ، لاسيما وان حسنين كان ولايزال من اصلب العناصرالرافضة بشدة وشراسة لاي عملية تقارب بين المؤتمرالوطني والاتحاديين بزعامة محمد عثمان الميرغني .
لكن حسنين يقول بشكل مباشر« تقدمنا بالطلب كمحامين وليس كسياسيين »، قبل ان يستدرك بالقول « نعم نحن كساسة لدينا رأينا لكننا نخاطب وزيرالعدل كقانونيين».
ويمضي ليقول لـ «الصحافة »امس، دفعنا بالمذكرة انابة عن اسرالضحايا لاننا علمنا ان التحقيق انتهى ، وكنا نرغب في رؤية بلاغات تفتح لكن يبدو ان شيئا من هذا لم يحدث، فتقدمنا للوزير بالمذكرة، ويؤكد بتصميم «سنتابع القضية» ، قبل ان يضيف «لابد ان يصدر قرار وان يحاكم الجناة حسب القانون ».
والشاهد، ان مسألة اخفاء نتائج التحقيق في الاحداث الساخنة ، التي تثيرحفيظة المسؤولين الحكوميين ليست بالامرالغريب، وليس بعيدا عن الاذهان عدم نشرالتقريرالنهائي بشأن احداث امري الدامية التي خلفت اربعة قتلى في ابريل من العام قبل الماضي في حادثة مشابهة لاحداث كجبار ، في مصدامات بين المواطنين والقوات الحكومية، وقبلها احداث بورتسودان ، التي راح ضحيتها 22 مواطنا منذ ثلاثة اعوام ، ولم يجد زعيم المؤتمرالشعبي وعراب الانقاذ السابق الدكتورحسن الترابي حرجا في زيارته الاخيرة للبحر الاحمر منتصف الشهرالماضي مخاطبا الجميع بان يقول لا تتوقعوا ان تتم محاكمة مرتكبي مجزرة بورتسودان.
واتهم الترابي، الحكومة بعدم احترام الدستور والقانون ، وقال مخاطبا اسر الضحايا «إن الله سيقتص لكم حقوقكم يوم القيامة، وان دماء الابرياء لن تروح هدرا»، وشن الترابي يومها وامام المئات الذين احتشدوا في نادي البجا ببورتسودان هجوما عنيفا على رجال الدين المقربين من السلطان ، وقال « انهم يحللون ويحرمون - حسب قوله - لاجل كسب ود السلطان والحفاظ على رواتبهم وحوافزهم المالية ولا يخافون الله ».
لكن الا تستحق العدالة في الارض قبل ان ترجى من السماء ، ثم ان قوة القانون طالما ضربت على ايدي المجرمين فلماذا تقف عاجزة عن ان تكون احدى اجهزتها في موقع الخصم ؟.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست