|
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)
|
ويسألونك عن حملة انجمينا
(الحلقة الاولى) ثروت قاسم [email protected] مقدمة
تحركت حملة قوات المعارضة التشادية المسلحة , المكونة من ثلاثة فصائل , من الحدود السودانية/التشادية يوم الاثنين الموافق 28 يناير , متجهة نحو انجمينا العاصمة , بغرض اسقاط نظام الرئيس دبي بالقوة المسلحة .
في يوم الجمعة الموافق اول فبراير , تشابكت الحملة مع قوات الرئيس دبي , في منطقة ماساقوت , على بعد حوالي خمسين كيلومتر شمال شرق انجمينا . وقد قاد الرئيس دبي بنفسه قواته في هذه المعركة , التي انتهت بانتصار القوات الغازية . وقد اشتركت قوات حركة العدل والمساواة السودانية مع قوات الرئيس دبي لصد الحملة الغازية , وتم قتل القائد الميداني لقوات حركة العدل والمساواة في هذه المعركة , وكذلك رئيس هيئة اركان الجيش التشادي .
تقهقر الرئيس دبي للعاصمة انجمينا . ولحقت به قوات المعارضة , حيث استمرت المناوشات في انجمينا بين قوات المعارضة وقوات الرئيس دبي , المدعومة بقوات حركة العدل والمساواة , وكذلك الحامية الفرنسية الموجودة في انجمينا , يومي السبت والاحد الثاني والثالث من فبراير . تمكن الرئيس دبي من السيطرة على الموقف بفضل دعم الحامية الفرنسية لقواته , كما سوف نفصل لاحقا في الحلقة الثالثة من هذه المقالة . تقهقرت القوات الغازية شرقا , وتعسكر حاليا ومنذ يوم الخميس الموافق 7 فبراير في مونقو , عاصمة ولاية قويرا , على بعد 400 كيلومتر شرق انجمينا .
وقد وصلت قوات مساعدة من الحدود السودانية/التشادية وانضمت لهذه القوات المعارضة في مونقو . لم تستسلم القوات المعارضة , ولا زالت تعسكر في مونقو ..... انتظارا ل ........ ؟ لا احد يدري ؟ يجب عليها ان تقرر قبل وصول القوات الاوربية EUFOR قبل منتصف مارس القادم ؟
هذه هي الحلقة الاولى من ثلاثة حلقات في هذا الموضوع .
في هذه الحلقة سوف نستعرض تداعيات حملة انجمينا .
وفي الحلقة الثانية سوف نشرح تكوين الفصائل المسلحة التي اشتركت في الحملة , ونختمها بسيرة مختصرة للرئيس دبي .
وفي الحلقة الثالثة سوف نستعرض بشيء من التفصيل الدعم الفرنسي المقدر لقوات الرئيس دبي الذي مكنها من دحر وهزيمة حملة انجمينا .
التداعيات
انتصار قوات الرئيس دبي , وفشل القوات الغازية المعارضة , افرز عدة تداعيات على المسرح السوداني والتشادي والاقليمي , نلخص بعضا منها ادناه:
اولا :
شعرت حكومة الانقاذ , وهي الداعمة لهذه الحملة , بضعفها على الساحة الاقليمية والدولية , فسارعت بتغيير موقفها وقبول ما كانت ترفضه من شروط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بخصوص نشر القوات الاممية (يوناميد) في دارفور . ومن المنتظر ان تقدم حكومة الانقاذ , وتحت الضغوط الاقليمية والدولية , مزيدا من التنازلات , مستقبلا , بخصوص هذه القوات الاممية .
ثانيا :
طلب الرئيس دبي من الاتحاد الاوربي الاسراع في نشر القوات الاوربية EUFOR (3700 عنصر) على الجانب التشادي من الحدود السودانية/التشادية . وقد صرح قائد هذه القوات الاوربية الجنرال Jean Philippe Ganascia بأن قواته لن تتدخل في الصراع بين قوات حكومة الرئيس دبي والقوات المسلحة التشادية المعارضة . ولكنها لن تسمح لاي وجود لهذه القوات المعارضة المسلحة داخل المساحة المنوط بها تامينها على الجانب التشادي من الحدود السودانية/التشادية . مما يؤكد عزل هذه القوات المعارضة من مصدر تسليحها وتموينها في دارفور . وتفقد بذلك حكومة الانقاذ كرتا مفتاحيا كانت تستغله في الماضي لابتزاز الرئيس دبي.
ثالثا :
اكد الجنرال Ganascia قائد القوات الاوربية EUFOR , بان قواته على الجانب التشادي من الحدود السودانية/التشادية سوف تنسق مع القوات الاممية في دارفور لتطهير منطقة الحدود السودانية/التشادية من اي وجود داخل هذه المنطقة لقوات المعارضة التشادية المسلحة وقوات ميليشيات الجنجويد السودانية . ويكون نتيجة ذلك ان تفقد قوات المعارضة التشادية المسلحة معسكرات تدريبها في المنطقة المتاخمة لمدينة الجنينة في غرب دارفور , والتي تقع حاليا تحت سيطرة قوات حركة العدل والمساواة السودانية . من المتوقع ان تشكل القوات الاوربية والقوات الاممية كماشة , مدججة بأحدث الاسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة والفاعلة , مما سوف يحد من حرية الحركة , حتى لقوات نظام الانقاذ النظامية , خصوصا في ولاية غرب دارفور.
رابعا :
لبت حركة العدل والمساواة طلب استغاثة الرئيس دبي , واسرعت بقواتها لنجدته في معركة ماساقوت (حوالي خمسين كيلومتر شمال شرق انجمينا) يوم الجمعة اول فبراير 2008 , حيث مات القائد الميداني لحركة العدل والمساواة . وكذلك في معركة انجمينا يومي الثاني والثالث من فبراير . وكأنتقام ضد حركة العدل والمساواة لمساندتها قوات الرئيس دبي , قامت حكومة الانقاذ بشن حملة بالطائرات وميليشيات الجنجويد على منطقة نفوذ حركة العدل والمساواة في غرب دارفور يوم الجمعة الموافق 8 فبراير , فدمرت قرى ابو سروج وسيربا وسيليا , وقتلت اكثر من 200 دارفوري , وفر اكثر من 12 الف دارفوري عبر الحدود الى تشاد . وصرح الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بأنه لا مانع عنده من ان تزور القوات الاممية في دارفور (يوناميد) هذه المناطق , التي هاجمتها قوات حكومة الانقاذ , للتحري ولكن لن يسمح لهذه القوات الاممية بالبقاء في مناطق نفوذه , التي سوف يعود من انجمينا للسيطرة عليها .
وهذا التصرف من الدكتور خليل ابراهيم يؤكد شعوره بالقوة والمنعة , وذلك للدعم الذي وعده به الرئيس دبي , ردا لمساعدته له في معركة ماساقوت ومعركة انجمينا . وهذا الموقف سوف يعقد بعض الشيء تحركات القوات الاممية (يوناميد) في منطقة نفوذ حركة العدل والمساواة في غرب دارفور , وربما ادى الى اشتباكات بين القوتين مستقبلا . هذا اذا لم تتدخل قوات نظام الانقاذ والجنجويد في هذه المنطقة , كما فعلت يوم الجمعة الموافق 8 فبراير كما هو مذكور اعلاه .
في هذه الحالة سوف يزيد هذا التدخل من تعقيد الموقف في منطقة غرب دارفور .
خامسا :
نسبة للطبيعة السياسية للقوات الاوربية EUFOR , ولسيطرة فرنسا عليها ( ال EUFOR تحتوي على 3700 عنصر منها 2000 عنصر فرنسي ) , وللتعاون الوثيق بين فرنسا ونظام الرئيس دبي , ولرغبة الرئيس دبي في مساعدة قوات حركة العدل والمساواة , التي ساعدته في هزيمة القوات الغازية التشادية , ورغبته في اضعاف نظام الانقاذ السوداني .
لكل هذه العوامل فان القوات الاوربية ربما ساعدت , او غضت الطرف عن عمليات قوات حركة العدل والمساواة , وقوات المعارضة الدارفورية المسلحة الاخرى ضد قوات حكومة الانقاذ النظامية , خصوصا في منطقة الحدود السودانية/التشادية الواقعة تحت سيطرة القوات الاوربية , مما سوف ينذر باضعاف قبضة حكومة الانقاذ العسكرية والامنية , على هذه المنطقة في غرب دارفور .
سادسا :
بعد فشل حملة المعارضة التشادية المسلحة , وادعاء نظام الرئيس دبي بأن حكومة الانقاذ وراء هذه الحملة , فإن نظام الرئيس دبي يحاول خلط الاوراق بالانتقام من نظام الانقاذ بمعاقبة لاجئي دارفور . فقد صرحت حكومة الرئيس دبي , يوم الثلاثاء الموافق 12 فبراير , بانها بصدد منع لاجئي دارفور من عبور الحدود الى تشاد , كما فعلت مجموعة مكونة من 12 الف لاجئ دارفوري يوم الجمعة 8 فبراير الماضي , اثر قذف الطيران الانقاذي وميليشيات الجنجويد لمنطقة ابو سروج في غرب دارفور.
خلط الملف الانساني بخصوص لاجئي دارفور مع ملف الانتقام من نظام الانقاذ , امر غير مقبول , وعلى اي حال لن يؤثر سلبا على حكومة الانقاذ . بل يعقد مشكلة لاجئي دارفور اكثر , وهذا مما قد لا يرضاه لاهله حتى الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة.
سابعا :
دعم فرنسا المقدر للرئيس دبي في صد حملة المعارضة المسلحة سوف يضاعف التأثير الفرنسي على القرار السياسي في انجمينا . وقد رأينا كيف ان الرئيس دبي قد سارع واعلن عزمه على العفو عن الفرنسيين الثمانية , مختطفي اطفال تشاد ودارفور , والذين تمت محاكمتهم في انجمينا , وادينوا وحكم عليهم بثمانية سنوات سجنا لكل واحد منهم . وقد قدمت الوزيرة رحمة الله ياد , نيابة عن الحكومة الفرنسية , يوم الجمعة الموافق 8 فبراير , طلب عفو للرئيس دبي من المتوقع ان يوافق عليه كما صرح هو بذلك , فتضيع بذلك حقوق ضحايا هذا الاختطاف من اطفال دارفور , ولن تستطيع حكومة الانقاذ عمل الكثير في هذا الخصوص . ومستقبلا من المتوقع ان تكون حكومة الرئيس دبي مطية في يد باريس اكثر من ذي قبل , مما سوف يؤثر سلبا على العلاقة بين انجمينا والخرطوم في مقبل الايام .
ثامنا :
كما ذكرت جريدة Liberation الفرنسية (عدد يوم الاحد 11 فبراير 2008) فقد مدت ليبيا , وبتنسيق مع السلطات الفرنسية , وعبر جسر جوي , حكومة الرئيس دبي بذخيرة مقدرة لدبابات T-55 الروسية الصنع التي يتكون منها الجيش التشادي (15 دبابة) , والتي لعبت دورا مقدرا في سحق القوات الغازية .
وهذا المحور الجديد تشاد/ليبيا/فرنسا سوف يكون (شوكة حوت) في جنب حكومة الانقاذ مستقبلا .
تاسعا :
كما ذكرت جريدة Liberation الفرنسية (عدد يوم الاحد 11 فبراير 2008) فقد مدت اسرائيل , وبتنسيق مع السلطات الفرنسية , حكومة الرئيس دبي , بذخيرة ومعدات حربية متطورة لحرب المليشيات (نظارات ليلية) , ساعدت حكومة الرئيس دبي في هزيمة القوات الغازية . وسوف لن ينسى الرئيس دبي لاسرائيل هبتها لنجدته في ساعة ضيقه . ولا يخفى على القارئ الكريم اهمية الدور الكبير والفاعل الذي يقوم به اللوبي اليهودي والاسرائيلي في الولايات المتحدة واوربا – لنفخ قضية دارفور وشيطنة نظام الانقاذ . والان سوف يجد هذا اللوبي اليهودي مساعدا مهما له في شخص الرئيس دبي لتحريك ملف دارفور عالميا , بعد ان اصاب هذا الملف , مؤخرا , بعض الاعياء والاجهاد .
عاشرا :
اكدت معظم الجرائد الفرنسية ضلوع حكومة الانقاذ في تسليح حملة انجمينا وتجهيزها ودللت على ذلك بعدة شواهد منها :
تصريح وزير الدفاع السوداني للبرلمان السوداني في النصف الاول من يناير 2008 (اي قبل حوالي اسبوعين من بدء حملة انجمينا) , وفي معرض رده على قصف الطيران التشادي لبعض القرى السودانية , وتبشيره للبرلمان بأن هناك اخبارا (سارة) سوف يسمعها اعضاء البرلمان قريبا .
تصريح السيد وزير الدفاع السوداني , مرة ثانية , بأنه قد طلب من قوات المعارضة التشادية الموجودة في انجمينا , الانسحاب خارج انجمينا , ووقف اطلاق النار حفاظا على الارواح , واستجابت هذه القوات لطلب السيد الوزير فورا وبدون مراجعة ؟ مما يؤكد سيطرته عليها ؟
صرحت قوات الامن السودانية , بتفاصيل ما قامت به المعارضة التشادية المسلحة عند اقتحامها لانجمينا , وقدمت معلومات مفصلة وحقيقية عن اعداد الدبابات والطائرات والقوات التشادية , خصوصا التي تحرس القصر الرئاسي في انجمينا , مما يبرهن ضلوعها في هذه الحملة .
هذه الثرثرة (على النيل) اعلاه تؤكد ضلوع حكومة الانقاذ في تجهيز حملة انجمينا الفاشلة . وسوف لن تحصد حكومة الانقاذ في مقبل الايام غير العواصف من الهبايب التي زرعتها في انجمينا , حسب ادعاء جريدة Liberation الفرنسية.
احدى عشر :
اعطى مجلس الامن , في بيانه يوم الاربعاء 6 فبراير , الضوء الاخضر لفرنسا ( وغيرها من الدول الراغبة في ذلك) للتدخل المباشر لنصرة حكومة الرئيس دبي الشرعية . وزار وزير الدفاع الفرنسي انجمينا في نفس يوم الاربعاء ليؤكد ذلك نيابة عن الرئيس ساركوزي . ذلك سوف يجعل الرئيس دبي في موقف المستأسد على النعامة الانقاذية ؟ بعد ان شم الدم وقال ( حرم ) !
وذلك سوف يعقد اكثر , حل ملف درافور , المعقد اصلا ؟
اثني عشر :
مستقبلا , الكيل سوف يكون بمكيالين , بالنسبة للقوات الاوربية في شرق تشاد , وهي قوات سياسية بامتياز , وربما بالنسبة للقوات الاممية في دارفور التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا , وربما بالنسبة لمجلس الامن ايضا . وسوف تحاول هذه القوات ومجلس الامن شيطنة نظام الانقاذ المهزوم , ونفخ وتضخيم كل ما يقوم به من اعمال في دارفور , على سبيل المثال لا الحصر : هجوم القوات النظامية الانقاذية على بعض قرى غرب دارفور يوم الجمعة الموافق 8 فبراير والذي ضخمته ونفخته وكالات الامم المتحدة . وسوف يجد الرئيس دبي وفصائل المعارضة الدارفورية الساحة خالية لهم ليسرحوا ويمرحوا .......
الم ينتصروا ؟ اليس للمنتصر حقوق ؟
ثلاثة عشر :
تقوم حاليا قوات امن الرئيس دبي , بحملة انتقام واغتيالات , ضد زعماء المعارضة التشادية المسالمة الغير حاملة للسلاح . فقد تم القبض يوم 3 فبراير على السيد محمد شوا , رئيس جمهورية تشاد السابق (1979) واقتيد من منزله حافي القدمين , الى مكان مجهول , والسيد محمد صالح ابن عمر , زعيم تجمع الاحزاب المعارضة , وزعماء سياسيين غيرهم كثر . ولم تحرك فرنسا ساكنا امام احتجاج منظمات المجتمع الدولي , وحقوق الانسان , في انجمينا على هذه الحملة الشرسة ضد المعارضين السياسين المسالمين , الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حملة انجمينا المسلحة .
اصبح الرئيس دبي , بمساعدة فرنسا , فرعون تشاد الجديد . والويل لقبائل الانقاذ في السودان من غضبه ........ كانت تلك ايام نضرات في 1990 عندما طرد اللواء الزبير محمد صالح المعارض ادريس دبي من المأوى السوداني . والان انقلب السحر على الساحر الانقاذي . وتمخضت الطردة فولدت فرعنة .
اربعة عشر :
يمكن للاستاذ عبد الواحد النور ان ينام ملئ جفونه عن شوادرها في باريس , ويسهر خلق الانقاذ في الخرطوم جراها ويختصموا . فسوف يتم تجديد اقامته في باريس ولن يضغط عليه احد في باريس لحضور مؤتمر سرت الذي القت به حملة انجمينا الفاشلة في مزبلة التاريخ , على الاقل في الوقت الحاضر .
ايحسب الانسان يا عبد الواحد ان يترك سدى ؟
( تتبع الحلقة الثانية ) عن سودانايل
|
|
|
|
|
|