صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2008, 07:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !!

    الصراع الذى يدور الان فى تشاد اصله صراع ثلاث دول تحكمها نظم ديكتاتورية ..كل ديكتاتور يحاول فرض اجندته بالقوة .. واظهار قوته وسطوته على شعبه ودول الجوار ..
    بدا عندما احتلت قوات ليبية شريط اوزو على الحدود مع تشاد ويقال ان هذا الشريط به معادن وثروات اهمها اليورانيوم وكانت ليبيا تبحث عنه فى كل مكان لانتاج قنبلة مجنونة لتهدد بها الجميع ..
    ودخل القذافى فى حرب مع جسين هبرى انفق فيها ملايين الخزينة الليبية ودفع بابناء وبنات وطنه لحرب لم يستعدوا لها فكانت هزيمته على تلك الرمال تحكى بطولة التشاديين وزودهم عن وطنهم ..
    واسر حسين هبرى قائدة الجيش الليبى وتزوجها وذهب بها متابطا يدها الناعمة الى البيت الابيض الامريكى حيث كان الرئيس ريجان منتظرا هناك ..هبرى ..البطل الذى اتى بقائد مهزوم كرفيقة حياة تدل على الهبل الافريقى البدائى فى القرن العشرين ..
    وكان القذافى المهزوم وقتها تتفجر الدماء فى شرايينه وهو يرى قائد جيشه المهزوم فى البيت الابيض الى جانب عدوه ريجان وبجانب زوجها وجاره الذى كان يتهكم عليه حسين هبرى وهو يذله امام كاميرات التلفزة العالمية....
    ولم يهدا للقذافى بال ان لم ينتقم و يغير هذا الدعى الذى مرمغ كرامته وكرامة الشعب الليبى .
    فدبر مكيدة يتخلص بها من هبرى هذا الى الابد فاوحى للحكومة السودانية بانه يريد ان يعمر منطقة السافنا ومشروع ساق النعام لتنعم دارفور بمشاريع زراعية مستقرة ووقع اتفاقا بهذا مع الحكومة السودانية التى بلعت الطعم وهناك بدا فى تسليح وحشد قبيلة الزغاوة التى لم تكن فى يوم من الايام تعرف السياسة او حمل السلاح ودفع بهم فى الوقت المناسب الى داخل الاراضى التشادية بدعم من الحكومة الانقاذية التى قامت بانقلاب وكانت تبحث عن ارضاء العقيد باى ثمن حتى ولو على حساب الوطن ..
    وهكذا تمت العملية وهرب حسين هبرى ووصل ادريس ديبى الى القصر مسنودا من ليبيا والسودان ..
    وما اشيه الليلة بالبارحة ...نواصل
                  

02-03-2008, 10:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    بعد ابصال ادريس ديبى للسلطة مارس سياسة اقصائية مقيتة داخل بلاده تاذت منها القبائل العربية والقرعان وقبائل الجنوب التى نزح عددا كبيرا منها صوب السودان ودخلوا بماشيتهم الى دارفور ..
    وفوجىء سكان دارفور باعداد كبيرة من الماشية والبهائم ترعى فى الجنائن والمزارع التى يمتلكونها محروسة باشخاص يتسلحون باحدث الاسلحة التى لا قبل لهم بها ..
    فتقدموا بشكاواهم الى الجهات الرسمية وكان بولاد احد هؤلاء الرسميين من جهته اتصل بالمشرف السياسى على اقليم دارفور وقتها الدكتور على الحاج الذى تقاعس فى معالجة الامر رغم اهميته فاتجه بولاد الى الخرطوم لعله يجد الدعم اللازم من الشيخ الترابى والسلطات الاخرى ولكن الترابى لم يعالج الامر وانما اعاده للمشرف على الحاج مرة اخرى وهنا احس بولاد بمرارة الظلم وان المشرف السياسى انما يتعاطف مع بنى جلدته اذ جذوره من تشاد قبيلة البرنو النازحة الى السودان ..
    فاثر الخروج والانضمام الى الحركة الشعبية للدفاع عن اهله وقبيلته ..وهكذا انطلقت الشرارة الاولى لحرب دارفور ويتحملها فى المقام الاول حسن الترابى القابض على السلطة فى وقتها والدكتور على الحاج المشرف السياسى على الاقليم ..الذى تقاعس عن حماية ابناء الفور من بطش الرعاة التشاديين..اواصل
                  

02-04-2008, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    خرج بولاد على اهله وتنظيمه بعد ان عرف حقيقة من كان ينتمى اليهم ويقاتل من اجل وصولهم للسلطة وهاهم الان فى السلطة يمارسون ابشع انواع الظلم على اهله ظلم لم يشهده ممن انقلب عليهم ..
    لقد عرف حقيقة الشيخ واكذوبة الشعارات الاسلامية بان الاسلام هو الحل ... وبان له الحق وافاق من سكرة الشعارات فخرج يدافع عن اهله حيث الحركة الشعبية التى تقف مع المهمشين وتقود ثورتهم وقتها ..
    وحشدت الحكومة من جانبها الجنجويد تحت شعار اكسح امسح للبحث عن بولاد والقبض عليه ومن ثم قتله لاخافة الاخرين بطريقة بشعة لم تراعى او يشفع له له كل ماضيه فى التظيم وشراكته فى تنفيذ الانقلاب المشئوم ..
    وكان لابد من ان يظهر تباين فى وجهات النظر بين اخوان الامس بعد هذه الحادثة فاستنكر بعضمهم ما حصل لزميلهم واخاهم فى الله وبدا الهمس سرا وكان الغضب المكتوم فى صدور البعض ضد من قام بتلك الفعلة النكراء ...وهكذا بدا الشقاق المكتوم يظهر للعلن واستنكار البعض للفظاعة التى تم بها تنفيذ الاعدام
    لم يستنكر الشيخ وقتها وهو القابض على السلطة تلك الجريمة البشعة ..بل لم يدرك نتائجها المستقبلية وكان على الحاج بجانبة منتهجا نهج الخليفة مع المهدى بالمسطرة او بضببانته كما نقول فى السودان ...ا يحسن للشيخ افعاله واقواله ...واصل
                  

02-04-2008, 06:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    دخلت الانقاذ فى اخطاء كثيرة وكبيرة نتيجة لازدواجية السلطة ما بين المنشية والقصر وكان على الحاج هو ممثل المنشية الاول او مبعوث الشيخ وكاتم سره وحامل رايته ..
    وفى المقابل كان على عثمان من يدير الشان اليومى والتنفيذى لمجموعة القصر .. وكل مجموعة كانت تكيد وتدبر ضد الاخرى فى الخفاء وتتصارع من اجل البقاء فى السلطة باى ثمن وكل مجموعة لها انصارها ..وكان الوطن يعانى فى اطرافه فى الجنوب ودارفور والشرق والشمال ..
    وبعد ان انتهى على الحاج من تقسيم الاقاليم وفق هوى الاخوان المسلمين تحت شعار تقصير الظل الادارى .. وان كانت الحقيقة هى تقصير قامة السودان كدولة لها مستقبل .. بعد ان قسم الولايات تقسيم المرارة دون دراية او وضع الاعتبار لاشياء كثيرة اجتماعية وقبلية وتاريخية وكان التشتيت هو الهدف الاول لا غير تيعا لسياسة فرق تسد ..وقد تضررت دارفور بالذات مما فعلته سياسة على الحاج تلك ..اذ تم تقسيمها الى اكثر من اقليم شمال وفرب وجنوب والهدف الاول ليس تقصيرا للظل الادارى وانما اضعاف الاحزاب الاخرى والكيانات الدارفورية لصالح تنظيم الاخوان القابض على السلطة تحسبا للمستقبل ...والمستقبل كان حربامدمرة لهذا الاقليم كما راينا ونشاهد حتى اليوم ..انها سياسة قصر النظر ..
    تم ارضاء القذافى وتجنب اغضابه على حساب تنظيمهم ووطنهم وكان رغم ذلك يوجه لهم الاهانات وفى عقر دارهم عندما ياتى للسودان ..
    قال امام مجمع منهم وهم يحتفلون به فى قاعة الصداقة ..مافيش حاجة اسمها اخوان مسلمين السودانيين كلهم مسلمين ...انا ذهبت للعيلفون الناس يؤدون الصلاة على الطرقات ..ايه يعنى اخوان مسلمين ؟
    لم يرد عليه احد وكان اللقاء منقولا على الراديو مباشر على الهواء ..والسبب هو توافق سياسة القذافى مع اهوائهم فى تشاد ومن ثم مدهم بالعناد العسكرى والطائرات والبترول لشن حرب الجنوب او ما اطلقوا عليه اسم صيف العبور واعلنوا خلاله الجهاد وهو ما ادخل السودان الى مدخل صعب انتهى باتفاقية تقرير المصير قبل الدخول فى محادثات السلام ...اواصل
                  

02-04-2008, 07:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    ما يجري في تشاد : كما تدين تدان

    سارة عيسي
    [email protected]

    وصول المجموعات المسلحة إلي القصر الجمهوري- وهم يزحفون من الدول المجاورة - ليس بالظاهرة الجديدة في أفريقيا ، فقد عشنا تجربة لوران كابيلا في الكنغو زائير ، وقد أنتهت مسيرة الرجل برصاصة سددها له أحد حراسه ، وقد شاهدنا في الفضائيات زحف المحاكم الإسلامية برئاسة شريف شيخ أحمد نحو معاقل المعارضة ، وقد أنتهت تجربتها على يد الجار الأثيوبي ، وها نحن نعيش التجربة الثالثة في تشاد ، في أقل من عام تعرضت العاصمة أنجمينا لهجومين ، وفي المرتين خرجت قوات الغزاة من السودان وهي محملة بالأسلحة والذخائر ، المراقبون يقولون أن المهاجمين وصلوا على متن 300 سيارة جيب رباعية الدفع تحركت من غرب السودان وشقت طريقها حتى وصلت إلي العاصمة التشادية أنجمينا ، هناك من يقول أن قوات الرئيس دبي قد تعرضت للمباغتة ، لكن ذلك ليس صحيحاً ، فالرئيس دبي أعتمد في إستراتجيته الدفاعية على جر قوات المتمردين إلي عمق البلاد ثم الإنقضاض عليها بقوة شديدة ، نجح هذا التكتيك في صد الهجوم الأول الذي قام به المتمردون في عام 2006م ، لكن هذا الأسلوب لم ينجح هذه المرة ، فلرئيس دبي على وشك أن يفقد زمام الأمور ، وتقارير غربية تؤكد حدوث ذلك ، والدليل على ذلك قيام فرنسا بتجميع رعاياها في ثلاث نقاط بغرض إجلائهم ، المتمردون الذين دخلوا العاصمة أنجمينا بليل على متن المصفحات السودانية يعتبروا مجهولين بالنسبة للشعب التشادي ، ولا يملكون برنامجاً سياسياً للشعب التشادي سوى الأجندة الخفية للمخابرات السودانية ، صحيح أنهم قطعوا الطريق لوصول القوات الأوربية لشرق تشاد ، والتي كان الغرض منها تأمين الحماية لمواطن دارفور الذي شرده الجنجويد ، و قطع الطريق على القوات الدولية بذلت فيه الحكومة السودانية النفيس والغالي ، والآن قد حققت حلمها فطبق نموذجها الأحمق على الشعب التشادي في وقتٍ تختلط فيه دماء الأفارقة بالدماء ، هذه ليست خاتمة المطاف ، والفوضى التي عمت تشاد سوف تنتشر في كل الدول المجاورة ، سوف يكسب نظام الخرطوم يوماً يبقى فيه على قيد الحياة ولكنه لن يعيش للأبد وهو يخلق الفوضى ويصدر الحكومات للآخرين قد عاش التشاديين حرب " العقيد " في قطاع أوزو في الشمال من أجل اليورانيوم المزعوم ، وها هو شعب تشاد يرزح للمرة الثانية تحت إرادة الآخرين القادمين من الخارج على متن الجيبات السودانية . وصل الثوار إلي مشارف أنجمينا ، وقريباً سوف نرى القتل والسحل والإغتصاب على طريقة الجنجويد . فهذا هو المنهج الوحيد الذي يملكونه ، وهذا هو النهج الوحيد الذي أتو به .
                  

02-04-2008, 11:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    سياسة على الحاج فى دارفور واشرافه المباشر عليها فى سنوات الانقاذ الاولى اضافة لهيمنته على الحكم الاتحادى تحمله مسؤولية ما يحدث وحدث فى دارفور ..
    فهو وحده من كان يختار الولاة ابتداءا من الشفيع احمد محمد والذى نفذ له كل ما يريد فى سنوات الانقاذ الاولى وانتهاءا بالطيب ابراهيم الذى فى عهده تفاقم النزاع المسلح وابراهيم سليمان الذى اندلعنت شرارة الحرب المنظمة ايام توليه هؤلاء....
    كلهم كان يشرف عليهم على الحاج مباشرة مفوضا تفويضا تاما من الشيخ الترابى واركان حزبه فى ذلك الوقت ..
    وعندما دب الخلاف بعد وفاة الزبير وانتخابات حزب المؤتمر الوطنى التى تم انتخاب غازى صلاح الدين امينا عاما بعد ان قاز على الشفيع مرشح الترابى وعلى الحاج اتهم من اعطوا اصواتهم لغازى بالعنصرية وهكذا كانت بداية ظهور العنصرية فى داخل حزب المؤتمر الوطنى وظل الصراع العنصرى كامنا الى ان ظهرت مذكرة العشرة وهم اقرب اعضاء حزب المؤتمر للشيخ القابض والمكنكش على زمام الامر بالجديد والنار لا شورى ولا يحزنون بل دكتاتورية سخيفة لدرجة البله .
    ونجح العشرة فى الاطاحة بالترابى بمساعدة المجموعة الامنية والعسكرية ووجد على الحاج نفسه فجاة بعيدا عن السلطة ..
    هنا بدات سياسة جديدة للشيخ وخليفته على الحاج وهى اخراج القمقم الجهوى والعنصرى والتلويح به فكان الكتاب الاسود كاقبح برنامج سياسى لحزب فى العالم ..اواصل
                  

02-05-2008, 04:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    تشاد

    عمر التجاني
    [email protected]

    تتسارع الأحداث بدولة تشاد المجاورة لبلدنا والتي تربطها ببلدنا أواصر وعلائق لا يمكن نكرانها ولها دور كبير ومؤثر في حياتنا نتأثر بما يجري فيها وتتأثر هي الأخرى بدورها بما يجري في بلدنا. تتسارع الأحداث فيها بالدرجة التي يمكن أن يكون مقالي هذا لا قيمة له عند مثوله للنشر ولكن تبقى للتذكرة وباني كتبت هذا المقال ساعة أن كانت هناك حاجة ماسة لكتابته للتعبير عما يدور بخلدي في تلك اللحظات الهامة من تاريخ تشاد. وكل المتابعين للأمر يعرفون جيدا ما هي مكونات العلائق بين السودان وتشاد فمنذ استقلال تشاد عن الاستعمار الفرنسي بصورته القديمة

    عندما تعمل دولة ما على تغيير حكومة دولة أخرى بأي وسيلة كانت سواء بالغزو العسكري المباشر، أم بالدعم للمناوئين لتك الحكومة أيا كانت ديكتاتورية أم ديمقراطية يعد هذا خطأ بالغ الفداحة. وكثير من المعلقين يرون بان نظام ما يسمى بسلطة الإنقاذ هو الذي يساهم في تلك الزعزعة لنظام إدريس دبي. وتلك لعمري سبة على نظام سلطة ما يسمى بالإنقاذ إن كان هذا حقيقة. فماذا لو حدث أن أمريكا أرسلت جيشا لتغيير سلطة نظام ما يسمى بالإنقاذ أو قبله نظام صدام حسين هل يعد هذا شيئا مفرحا ما الفرق بين آن تقوم أمريكا بالتغيير، أو نظام الملالي بإيران، أو أن يقوم به نظام حسني مبارك، أو نظام ما يسمى بسلطة الإنقاذ. ثم أن أيضا كثير من الناس يعتقدون بما يشبه الجزم بأن إدريس دبي صنيعة الخرطوم وإنه خان الجهة التي أوصلته لسدة الحكم فما هي الضمانات التي على حد زعم القائلين بخيانة دبي لولي نعمته نظام ما يسمى بسلطة الإنقاذ على سلامة نية من تحاول الإنقاذ (على حد قول المعلقين) إيصالهم للسلطة وأن الحكام الجدد سيكون أكثر ولاء لنظام سلطة ما يسمى بالإنقاذ. إن مشاكل تشاد كثيرة ومتشابكة ومعقدة بالقدر الذي لا يمكن اختزالها بهذه البساطة . فالدولة ومنذ وصول إدريس دبي لسدة الحكم تفاقمت أزماتها وهي ليست بوليدة لعهد دبي، إنما هي تراكمات يعمل الفقر والجهل والمرض وهو من نتائجها ولكن أضحى أيضا معوقا لكثير من مشاريع التنمية التي كان يمكن أن تنتظم البلاد. . ويلعب الدور الخارجي فيها بعدا كبيرا نظرا لظروف تشاد وتوسطها لقارة بكر مهددة بالغزو الغربي الاستعماري مرة أخرى بعد أن فشلت نظرية الحكام المواليين للغرب فلم تجد تلك النظرية وعادت مرة أخرى فكرة الغزو المسلح والاحتلال المباشر مع تنصيب حاكم ترضاه الدولة الغازية.

    ومرة أخرى نعود لنظام سلطة ما يسمى بالإنقاذ فلو صحت تلك المقولات الداعمة لنظرية علاقة سلطة ما يسمى بالإنقاذ تكون سلطة ما يسمى بالإنقاذ على عادتها القديمة تحسب لليوم الذي تعيش ولا تفكر بما يمكن أن يحدث غدا فالمجتمع الدولي اليوم متلهف للساعة التي يجد فيها ذريعة لهد ذلك النظام . ولو فرضنا جدلا أن من وصل للسلطة في تشاد موال لهم فهل يا ترى يستطيع ذلك النظام الذي سيكون بالضرورة معاديا للمجتمع الدولي أن يقوم بتمرير اجندة وتلبية مطالب سلطة ما يسمى بالإنقاذ بإخراج الجيوش الفرنسية والغربية من تشاد ليتسنى لها ضرب الحركات المقاتلة في غرب بلادنا. وبداهة الفكرة، إذا كانت سلطة ما يسمى بالإنقاذ قادرة على تغيير نظام الحكم في تشاد هل تعجز فرنسا وهي التي تمتلك قواعد عسكرية وطائرات حربية بتشاد وبعض الدول المجاورة لها أتعجز فرنسا من فعل عمل مضاد؟

    أقول قولي هذا ومع القول بأن الحقيقة لم تتضح بعد ولكن قلة ثقتي بنظام ما يسمى بسلطة ما يسمى بالإنقاذ تجعلني أقول بأن تلك السلطة الباطشة تفعل مثل هذا وأكثر والعهد على قول عرّابهم الكبير الذي مضى غير مأسوف عليه . وسبق لنظام سلطة الإنقاذ أن أدعى بأنه هو الذي أوصل أسياسي أفورقي وقبله ميلس زناوي إلي سدة الحكم ضاربا بكل نضالات الشعب الإرتري والأثيوبي عرض الحائط ناسبا لنفسه تلك المكرمة فعندا قامت الثورة في إرتريا لم يكن النظام الباطش قد استولى على السلطة في السودان بعد. وعندما قام بمساندة الثورتين كان ذلك لاعتبارات لا يمكن القول بأن مساندة التحرر كانت جزء من أهداف تلك السلطة كان الهدف منها أن يطالب الحكام الجدد بإبعاد الحركة الشعبية من إرتريا وأثيوبيا ولكن بعد برهة وجيزة لم يعر الثوار أي أذن لمطالب تلك السلطة ، بل ودخل العقيد جون قرنق الخرطوم محررا الجنوب وإلي الأبد من تسلط زعماء الشمال.

    هناك قضية حقيقية بغرب بلادنا وقضية عادلة بكل المعايير ولكن سلطة ما يسمى بالإنقاذ بدلا من البحث عن الحلول ترها تتخبط يمنة ويسرة تتآمر حينة وتركع للغرب حينة أخرى في تزلف نزف ولتهي تجد الحل ولا هي برافعة يدها عن البلد المنكوب فتراكمت أزماته، و أولى الأزمات هو بقاء سلطة ما يسمى بالإنقاذ.

    والشعب التشادي هو القادر والعارف بكيفية تغيير نظم حكمه فلو كان ما يحدث هو أمر نابع من تشاد فمن حق التشاديين وحدهم رفضه أو تأييده ولو كان من مؤامرات من سلطة ما يسمى بالإنقاذ فعليها أن تكف عن يدها عن شعب يعاني ما يعاني من الويلات.

    وبما أني لم اتلق بما يفيد من حركاتنا المقاتلة في غرب البلاد ما يوضح رأيهم سألتزم الصمت حتى أسمع رأي الاخوة في ما يدور والذي هو بالمقام الأول مؤثر جدا فيما يجري بغرب بلادي.

    سودانايل
                  

02-05-2008, 06:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    العدد رقم: 801 2008-02-04

    حديث المدينة
    فيديو كليب..!!

    عثمان ميرغني
    كُتب في: 2008-02-04

    [email protected]


    الدكتور علي الحاج.. القيادي الإسلامي الذي تولى مناصب وزارية وسياسية وتنظيمية رفيعة.. قبل وخلال فترة الإنقاذ (ون).. ثم اختار المنفى السياسي في ألمانيا بعد المفاصلة الشهيرة بين حزبي الوطني والشعبي لخصت له صحيفة (الصحافة) حواراً مع زميلنا الصحفي أبو زيد صبي كلو.. فقال إن كفارة مشاركته في حكم الإنقاذ.. هي (اسقاط حكومة الإنقاذ)..
    ويبدع الدكتور علي الحاج في تصريحاته فيقول (إنه ضد حمل السلاح!!) لكن في المقابل يطالب (حركات دارفور بأن تنقل المعارك إلى الخرطوم بدلاً من دارفور..)..!!
    ثم يبلغ الابداع منتهاه.. إذ يقول إنه لن يعود إلى السودان ما لم يكن هناك تغيير في القضايا التي خرج من أجلها.. وتتضح هذه القضايا عندما يكمل الجملة فيقول "إن المشاكل بينه والحكومة بدأت عندما رشحته الحركة الإسلامية مع الدكتور حسن الترابي وعلي عثمان لمنصب النائب الأول بعد وفاة الزبير محمد صالح..".. أم القضايا.. المنصب..!!
    ويتكرم دكتور علي الحاج بالكشف عن مفاجأة كبرى.. سر طريق الانقاذ الغربي الذي جُمعت له الأموال من أفواه ولايات غرب السودان الست فذهب مع الريح –الطريق وليس علي الحاج– فقال "مال طريق الإنقاذ لم يُسرق ولم يحول لشراء السلاح للمجاهين في أفغانستان.." وأرجع عدم تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي إلى اعتقاد (البعض!!) بأنه إذا اكتمل سيشكل مقلباً كبيراً لأنه سيأتي بأهل الغرب وأهل أفريقيا..
    تصوروا.. أهل الغرب الذي كانت لهم مملكة مستقلة حينما سقط السودان كله في يد الاستعمار.. والذين قادوا الثورة المهدية وزحفوا من (الأبيض) في غرب السودان حتى أطاحوا بحكم غردون.. أهل الغرب بكل هذا الإرث، يعجزهم الوصول إلى الخرطوم إلا على طريق مسفلت.. إذا منعوا من تشييده انقطعت صلاتهم بالمركز وتنكب بهم الطريق بعيداً عن الخرطوم..
    هذا (الفيديو كليب) السريع.. يبهر الأنظار بالصورة المجسمة الواضحة التي يقدمها لتحليل مأساة يعيشها هذا البلد.. فمشكلة الساسة عندنا ليس في مسلكهم الذي يدفع فاتورته الشعب، فحسب.. بل في أنهم يفترضون أن الشعب طفل صغير غرير يسيل اللعاب على صدره.. تقنعه مثل هذه الحجج العجيبة.. حسنا.. (البعض) الشرير قرر عدم اكمال طريق الإنقاذ الغربي حتى لا يأتي أهل الغرب وأفريقيا عبره.. لكن أين المال؟
    الدكتور علي الحاج ليس كأيٍّ من الرجال.. سياسي قديم تولى الوزارة في مختلف العهود.. وكان في قلب مطبخ صناعة القرار في الحركة الإسلامية ثم في حكومتها –الانقاذ- حتى آخر رمق قبل أن يقلب الرئيس البشير الطاولة بمن فيها.. مستبقاً سويعات قليلة قبل أن يصبح هو (المقلوب)..!!
    د. علي الحاج –الآن- حدد لنفسه شروط كفارة ذنوبه في الانقاذ.. بأن يطيح بسلطة الانقاذ.. لكن كيف؟. وهو هناك في ألمانيا من وراء سبعة بحور.. أليس الأجدر أن يعود إلى بلاده ليطيح بالحكومة بأعجل ما تيسر..!!
    من الحكمة أن يدرك د. علي الحاج أن (كفارته).. يجب أن تتمدد إلى كل اليتامى والأرامل.. الذين خلفتهم الحرب المريرة في دارفور.. الحرب التي صنعها مع رفاقه الآخرين في الحركة الإسلامية.. في الجانبين.. فـ(الإنقاذ) لم تكن مشروعاً في القصر الجمهوري وحده.. حتى تصبح كفارته مجرد اسقاطه في القصر.. الأوجب تمديد حالة الكفارة إلى الإرث الضخم في كل الآفاق.. خاصة في دارفور التي يصر الدكتور حسن الترابي أن مفتاحها في جيبه.. وأنه قادر على اخماد نارها (قبل أن تقوم من مقامك..) على رأي جن سيدنا سليمان


    السودانى
                  

02-05-2008, 07:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)
                  

02-05-2008, 08:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    وهذا البوست ايضا فى ابريل 2004
    انقر واقرا

    غزو تشاد ..هل هو تخريب لجهود على عثمان محمد طه

    هذه تهديدات اسحق احمد فضل الله كتبها عام 2003 نوفمبر

    اقرا



    الأخيرة: آخر الليل : علاج الجنون بالجنون

    اسحق احمد
    والتمرد يقصم في ديسمبر حتى قريب كان الوطواط وحده هو الذي يندفع طائراً بين شبكة هائلة من الاسلاك والاغصان في غرفة مظلمة .. ثم لا يصطدم بشيء ابداً .
    غليان منطقة دارفور يكشف ان الرئيس دبي يتمتع بموهبة مماثلة وهو ينفلت من بين قبائل ورشاشات ومصالح ومؤامرات هناك دون ان يصطدم بشيء . حتى الآن على الاقل !!
    السلطة في تشاد تمشي على ساقين هما الشرعية - وقبيلة الزغاوة - ولكن احدى الساقين تقرر ان تمضي يميناً بينما الاخرى تمشي يساراً

    .
    و قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها «دبي» تستبد بدكتاتورية الجهل المسلح .. وتطحن كثيرين .. ومنهم القبائل العربية !! متجهة عكس ما يريد صاحبها .
    والقبيلة التي تقوم بتربية الخيول تعلم ان الحصان المندفع يصبح هو الذي يقود راكبه - وليس العكس - وان عباءه الرئيس دبي سوف تنتفخ بهواء كثير قبل ان يستطيع ايقاف اندفاع القبيلة التي تنفذ مخططها ..!
    والرئيس دبي حين يأمر بصوت وسوط السلطان يجد ان قبيلة الزغاوة تجلس عنده طائعة مؤدبة «والزغاوة التشادية تجلس عند الرئيس التشادي» . بينما ذراع القبيلة الاخر في السودان تهدر حوافر خيله وتطلق الحريق بعيداً عن سلطان «دبي» .
    وهكذا تصبح قبيلة الزغاوة مطيعة متمردة في الوقت ذاته .
    لكن خيول النار الزغاوية تلتفت لتجد ان القبائل العربية تستعير المنطق ذاته للعمل - والقبائل العربية التي لا تستطيع ان تعض لجامها وتندفع بحكومة السودان تستطيع ان «تروغ» .. وان تجعل ذراعيها في تشاد والسودان يطبقان معاً على ظهر قبيلة الزغاوة حتى يسمع لعظام البعض قرقعة .
    الحكومة السودانية كانت تتخلى هي ايضاً عن منطق «الام تريزا» الذي تحدثنا عنه نهار الخميس وتتخذ منطق «الاب الروحي» وتحدد /قبل شهر/ مناطق آمنة لمن يحملون السلاح - ثم تقصف بعنف جماعات مسلحة ترفض دخول المناطق المسالمة هذه .
    المكر الهادي المخيف يعمل بهدوء منذر مخيف - ومسؤولون بمستوى رفيع يجلسون مع الزعامات القبلية كلها ومن وراء اكواب الشاي يعلنون بابتسامة انه من اراد ان يحتفظ بالسلاح والامن معاً فان حوش الدفاع الشعبي يكفل ذلك وان الدولة وبدلاً من نزع السلاح مستعدة للقيام بالجانب الاخر تماماً - من مليء ايدي و عيون من شاء بالسلاح ..!
    وقبائل ألتحقت بالدفاع الشعبي ولها حسابات ظاهرة واخرى خفية .
    وقبيلة معينة رفضت في تحد سافر وظهرها ينكمش وراء «كلبس» ويدها تمتد وراء رمبيك . وعينها على «تنظيف» جبل مرة من كل عربي ..!
    لكن انكماش القبيلة كان يطلق يداً اخرى هذه المرة هي يد القانون - و حماية الدولة لشعبها . على الجانب التشادي كان الرئيس «دبي» يعد اوراقه لمعادلة متشابهة فالرئيس دبي كان يشعر بقوة ان الذراع القبلي الذي حمله للحكم وحمل اخرين قبله يريد ان يظل هو وحده السطان المطلق .
    وان قبيلة معينة تريد ان يظل الرئيس مديراً لمكتبها فقط .
    والرئيس دبي كان يجد ان القبائل العربية التي تتهمه بكل كبيرة وصغيرة تجعل ذنوب قبيلة الزغاوة في كتابه هو .
    و ان حمالة الحطب الزغاوية توشك ان تحيطه بالنيران وان قرنق = كذلك = الذي ارغم على السلام في الجنوب ينقل حربه إلى الغرب من السودان والشرق من تشاد .
    وان اصابع وراءه تستغل بعض القوات المسلحة التشادية التي ليست هي الاخرى بعيدة عن الميزان العنصري . و ان جهات اخرى = اكبر من كل هذا = تنظر الى القدر
    التي تغلي .. وان الزغاوة والغرب والفور والمساليت وتشاد والسودان وقرنق هي ارغفة على الافطار . { كل هذا يحسم بداية الشهر القادم ومؤتمر في نيالا يضم قيادات المنطقة كلها يلتقي نهار الثلاثاء القادم . { ثم عمل عسكري مشترك سوداني / تشادي يداوي الجنون بالجنونفنجان الصباح عيدية ام الطيور { لا عزاء لنا نحن الذين صفقنا للرابع من رمضان المجيد .. نحن الذين هللنا وكبرنا وقلنا يا ليل الظلم والظلام ارحل .. يا زمان الجنون وداعاً .. يا سنوات القحط والقتل .. ها قد اطل الصباح .. ها قد عاد العدل والقسطاس .. ها قد حل الليث منيع غابه .. ها قد عاد السيف الى قرابه . { لا عزاء لنا .. لا عزاء ..فالدولة الانقاذية لازال «يتاورها» مرضها القديم ..داؤها العضال .. وهي التي نودي بها طوال عشريتها الاولى كلها دولة جابية .. لا دولة راعية ولا داعية ولا هادية .. حتى اذا اطل الرابع من رمضان المجيد بقراراته العصماء استقامت الانقاذ الى الصواب بعد جنون وجباية وارهاب وعادت الى العقل بعد طيش واغتراب . { لا اعاد الله عشرية الانقاذ الاولى فقد تولت فيها تطفيش الانسان السوداني الاصيل بالجباية المرة الظالمة .. ومن من ؟ من مزارع معسر او من مواطن فقير .. وفيها عادت التركية الاولى مكشرة عن اسنان وانياب ..ترك اثرها المزارع ارضه بوراً بلقعاً .. وغادر الاحرار الشرفاء ديارهم لان الانقاذ التي ابت ان تشاطرهم الجوع والمسغبة جاءتهم تطلب منهم ما بعد شد الحزام وربط الحجر وراء الحجر على بطن خاوية في جسد هدته «الكشات» والملاريا وفقد العائل والابن والاخ الشقيق في محرقة الجنوب . لا عزاء لنا .. نحن الذين صفقنا للبشير وبايعناه .. واعطيناه الولاية تلو الاخرى في فوز ديمقراطي غير مسبوق ..وقال المواطن الخارج للتو من زنزانة العشرية الاولى يومذاك ..ان قرارات الرابع من رمضان هي البوصلة التي ستقودني الي المؤتمر الوطني - حزب الاغلبية - وهي ذات الاغلبية التي عادت الانقاذ في العشر الاواخر في رمضان لتردم عليهم الضرائب ردماً .. في غير ما نظرة لمزارع اصطبر على الانقاذ بضعة عشر عاماً من العسر والضر والفقر والفاقة ..ثم هي لا تجد بعد كل هذه التضحيات التي آن لها ان تتوقف ..سوى ان ترد التحية بضريبة .. وان تكافئ الصبر بهذه الخطوة العجيبة .. الخطوة التي ينبغي ان تثوب منها الانقاذ وان تستغفر سبعين مرة ..لأنها مكافأة ظالمة لشعب اعطى ولم يستبق شيئاً ..صبر وشد الحزام تلو الحزام .. و ناصر كل برامج الانقاذ في جهادها واستشهادها .. اعطى من جيبه فطالبته بقُرّة عينه و حبة قلبه ..فناولها اياها صابراً محتسباً .. حتى لم يكد يخلو بيت من شهيد او مفقود او جريح معوق . { كنا نظن جاهلين ان العقل يقتضي منا كحزب يطلب الاغلبية ان نلصق كل فعل للجباة القساة الى ما قبل الرابع من رمضان المجيد.. وفي بقية الموارد مندوحة للحكومة التي نطالبها بالتقشف اولاً قبل ان تراكم الضرائب على الشعب الفقير . اوقفوا هذه الحرب المجنونة .. اوقفوا المسيرة الظافرة للجباية التي وصل بها الحال ان تأخذ الزكاة مرتين .. وتقعد للرعاة الحفاة الاجراء بمرصد فتأخذ حقها من دون الرجوع لاصحاب الحق الاصلاء لا الاجراء .. وما من راع يشدد على رعيته إلا شدد الله عليه . { ويا انقاذ اي الطريقين تريدين التشديد مع الشعب وارتقاب الوعيد من الله .. ام .. ان الله بعث محمداً داعياً .. ولم يبعثه جابياً . { هل فرض الرسوم هو اسهل الحلول عند وزارة الزبير الشحيحة .. الوزارة التي لا تشبعها عائدات النفط والقطن والذهب والجمارك الرهيبة والضرائب الفظيعة . { الوزارة التي لا ترقد روحها الا بالرسوم الزراعية.. الرسوم التي ستحول المشاريع الى رسوم واطلال وتجعل السودان كله يمد قرعته ليشحد قطعة خبز . كنا ننتظر دعم المزارع كما تفعل كل الدول فتحول الدعم الى دمع طويل - دمع الثكل واليتم والارامل وامهات الشهداء . { فما اجملها من عيدية رائعة من ابن ام الطيور الذي كنا نريده نصيراً للغلابة . فانتصر لحمدي .. وانتصر للمستهلك علي حساب المنتجين التعابى .

    وهذه مواصلة لتهديداته


    الأخيرة: آخر الليل : الاب الروحي السوداني ..يزور تشاد

    اسحق احمد
    تحسم مشكلة دارفور .. ومشكلة اريتريا ومشكلة موسيفيني حين تدخل وزارة الخارجية السودانية شخصية «الاب الروحي» زعيم المافيا بدلاً من شخصية «الام تيريزا» .
    وحين يشعر جيران السودان المحترمين ان ذلك قد حدث .. وبقوة ..!


    وحتى ذلك الحين تظل اوبرا الاقنعة الصينية تدير رأس السودان الذي يصدق ان السياسة لها وجه واحد . { وتصرفات السيد «دبي» الرئيس التشادي والحماس الذي يقف بالجلباب يخدم المفاوضات ويخدم الحكومة السودانية اشياء تجزم ان الرئيس دبي مخلص تماماً في حل مسألة دارفور .
    وتصرفات جيش تشاد الذي يشعل مسألة دارفور ويقاتل القوات السودانية في الحاح - ويظل يضرب خيامه داخل الارض السودانية هي تصرفات تجعل العيون تتجه الى وجه الرئيس التشادي في دهشة .. والى وجه اخلاصه في شك مفهوم .
    والقبيلة التي تخمش الحرب هناك وترقد برأس في تشاد يأكل الطعام ومؤخرة في السودان تفرزه هي عامل آخر يحتاج عمله - ذو الاتجاه الواحد - دائماً الى اوراق سوى اوراق التواليت .
    والجمجمة الخافتة بين بعض المسؤولين السودانيين = والتي تعتذر عن الرئيس دبي بان بعض رجاله يعملون من وراء ظهره = هي جمجمات تثيراسئلة كثيرة اخرى عن السر الذي يجعل اخطاء الرئيس دبي لا تصيب الا السودان فقط تم لا تخطيء ابداً لصالحه .
    «2»
    حين تدخل الخارجية السودانية مدرسة «الاب الروحي» بدلاً من مدرسة الام تيريزا فان نظرة متشككة لتاريخ دارفور مع تشاد ولمحة لحقيقة ان كل الحكومات التشادية سقطت بعد ان انطلقت المعارضة من هناك . { ولمحة لحقيقة ان «البعض» يريد ان يحمي نفسه .. من الحقيقة هذه بالذات .
    ولمحة لتاريخ وجغرافية منطقة «كلبس» بالذات كل ذلك قد يضع خطين اثنين تحت نتيجة تقول بقوة ان الاب الروحي هو الذي يجب ان يتحدث مع الجار العزيز وليس الام تيريزا .
    «3»
    لكن لمحة اخرى لتاريخ وزارة الخارجية تجعل القلق هو سيد الموقف .
    الخارجية السودانية كانت هي التي تسقي افورقي في الحاج يوسف وتقدم له رئاسة اريتريا على طبق من مصانع «كروب» الالمانية - ليصبح افورقي بعدها رئيساً .. ثم يصبح افورقي .
    بعدها «عقرب حزة» تحت ثياب السودان . والخارجية السودانية تمد يدها لجيش الرب الذي كان يقاتل موسيفيني نيابة عن السودان مجاناً .. لتحوله بمهارة الى عدو يقاتل السودان نيابة عن موسيفيني .. ومجاناً .
    ثم الخارجية تتحول الان وبالبراعة ذاتها لمعالجة مشكلة دارفور وهي تحمل معها ذخيرة مدججة من اغاني الحب والغرام والنهي عن سوء الظن الذي هو اكذب الحديث .
    والدبلوماسية في العالم كله يدخل الصادقون فيها جهنم الفشل وبئس المصير .
    ونفاق الدبلوماسية يمنع توجيه ادني اتهام مباشر لكن ومثلما ظل الريفيون زماناً طويلاً يرفضون العملة الورقية ويطلبون الذهب عيناً = قامت الدبلوماسية العالمية تستبدل العملة السياسية التي لا رصيد لها بالذهب عيناً ونقداً .
    والخارجية السودانية لن تستطيع ان تسأل سيادة الرئيس دبي عن تصرفات القبيلة تلك .
    ولا هي تستطيع ان تسأله عن تصرفات بعض قواته ومساعديه .
    ولا تستطيع ان تسأله عن بعض حساباته السياسية الشخصية .
    والخارجية ان هي فعلت تلقت من الرئيس حديثاً ممتعاً مليئاً بالفراغ .
    لكن الخارجية تستطيع ان تطلب من سيادة الرئيس دبي ان يقوم السودان وتشاد = وبحكم المصلحة المشتركة = بعملية عسكرية مشتركة لنزع سلاح كل المواطنين هناك كلهم ..!
    عندها يبين ذلك «الشيء» في المخاضة !!
    وننجح يوم يتحدث الاب الروحي بصوت هامس
    . ناعم له كل همس الافعى وليس همس الام تيريزا
                  

02-05-2008, 08:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    وهذا ما قاله ادريس ديبى عام 2006 عقب فشل الغزو الاول ..

    إدريس دبي رئيس جمهورية تشاد لصحيفة لوموند الفرنسية:
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    20/4/2006 3:10 ص
    إدريس دبي رئيس جمهورية تشاد لصحيفة لوموند الفرنسية:
    " سنرد علي العدوان المسلح بتنظيم الإنتخابات الديمقراطية في موعدها المعلن"

    اجري المقابلة: فيليب برنار
    ترجمة: نهار عثمان نهار

    19 أبريل 2006

    لوموند: في غداة الهجوم الذي فشل علي إنجمينا, قمتم بإدانة إعتداء مدعوم من قبل السودان. لماذا يسعي السودان, حسب وجهة نظركم, للإطاحة بنظامكم؟

    إدريس دبي: الدلائل علي الإعتداء واضحة: يمكنك الذهاب لرؤية المرتزقة السودانيين الذين أسرناهم! يمكنك الذهاب لرؤية السيارات والأسلحة المتطورة التي أستولينا عليها! أما عن أسباب الإعتداء الأجابة ليست عند تشاد. منذ إشتعال الأزمة في دارفور وحتي الأسبوع الماضي, كنا جزء من الوساطة الدولية المكلفة بالوصول إلي حل: إستضفنا أكثر من 300 ألف لاجئ من دارفور علي أراضينا, كما سمحنا للمنظات الإنسانية الدولية, بالوصول والعمل في كل المعسكرات, كما "أمنا" هذه المعسكرات بدم جنودنا الذين قضوا كضحايا للهجمات السودانية. السبب الحقيق للهجوم علي تشاد, هو الرغبة في توسعة العروبية إلي جنوب الصحراء الكبري, بواسطة نظام الخرطوم الأصولي المتطرف.

    لوموند: هل تهديد السيادة التشادية علي الأراضي التشادية, الذي تقوله, وضع يبرر التدخل المباشر للقوات الفرنسية المتمركزة في إنجمينا.هل طلبت هذا التدخل؟

    إدريس دبي: تشاد بإمكانياتها قادرة وحدها علي صد غزو المرتزقة القادمين من السودان. لهذا السبب لم أطلب تطبيق إتفاقية الدفاع المشترك مع فرنسا.

    لوموند: من ناحية أخري, ترفضون قرار البنك الدولي بتجميد مداخيل تشاد من البترول, والذي يخنق بلادكم ماليا, هل ترون في ذلك محاولة لزعزعة الإستقرار في تشاد؟

    إدريس دبي: لدينا سوء تفاهم مع البنك الدولي. منذ إنتاج أول برميل للبترول في 10 أكتوبر 2003 وحتي مارس 2006 كان نصيب تشاد من البترول 90 مليون دولار فقط, في حين أن أرباح شركات البترول فاقت 6 مليار دولار.في هذا الإطار وحيث أن تشاد تعيش تحت ظروف الفقر ولاتستطيع دفع مرتبات عمالها, كما أن الدولة تعول 80 ألف نازح تشادي وتتعرض لاإعتداء خارجي, يطلب مننا وضع الأموال جانبا والإنتظار ( ينص الإتفاق مع البنك الدولي علي تجميد 10% من دخل البترول في صندوق للأجيال القادمة, المترجم). هذا غير مفهوم, المعركة غير متكافئة تماما, جملة المبلغ الذي نريد صرفه يقل عن المبلغ الذي يصرفه البنك الدولي علي الإتصالات كل يوم! أما عن محاولة زعزعزة الإستقرار, لاأعتقد ذلك: الولايات المتحدة لديها الكثير من المصالح في تشاد والبنك الدولي أيضا, إذا تواجدت هذه النوايا سوف تكون بداية خاطئة كشريك للتنمية. أتمني التوصل لتسوية تحفظ حقوقنا الشرعية.

    لوموند: هناك إتهامات بأنكم تسعون لشراء أسلحة من عائدات البترول, التي تعهدتم سابقا بإستعمالها لمكافحة الفقر.

    إدريس دبي: إذا وجب علي إستعمال هذه الأموال لحفظ الأمن والإستقرار في بلادي, ساقوم بذلك في إطار شفافية كاملة.كم من الأموال ضيعت من أجل الحرب في العراق, كم من الأموال يصرفها الإتحاد الأوربي علي أمنه؟ والبعض يريد منع تشاد وهي دولة ذات سيادة من التجهيز لأمنها!

    لوموند: أليست للأزمة التي تمر بها تشاد ايضا جذور سياسية وإجتماعية داخلية, مثل التعديل الدستوري المثير للجدل, إرتفاع الأسعار, التأخر في دفع المرتبات؟

    إدريس دبي: المسؤول الوحيد عن مصاعبنا الإقتصادية هو البنك الدولي. الذي أثار الأزمة بإيقاف مواردنا المالية.

    لوموند: هل تعتقدون بأن الإنتخابات الرئاسية يمكن أن تجري في وقتها المعلن 3 مايو, في حين أن البلاد في حالة عدم إستقرار؟

    إدريس دبي: تإجيل الإنتخابات سيكون خطيرا جدا: ذلك سيخلق فراغ دستوري ويفتح الأبواب لكل المخاطر. سنرد علي الإعتداء المسلح بالسلام عن طريق تنظيم الديمقراطية في الموعد المعلن وبدون مشاكل.

    لوموند: أليس العنف نتيجة لنقص الحوار مع المعارضة؟ ألا ترون أن الوقت مناسب للبدء في ذلك؟

    إدريس دبي: كنا دائما مفتوحين لإمكانية الحوار مع المعارضة "الديمقراطية" ويجب عليهم إيضا التصرف بنزاهة وإحترام شروط العملية الديمقراطية.الواضح للعيان ان هدفها الوحيد هو الوصول إلي الحكم بالقوة أو بمقاطعة الإنتخابات. نحن نرد عليها بإعطاء الشعب التشادي الحق في التعبير.

    لوموند: هل هناك إمكانية أن يتطور الوضع في تشاد علي الطريقة الإفوارية, بتقسيم البلاد, وبهجمات علي الفرنسيين؟

    إدريس دبي: بهزيمتنا لمرتزقة الخرطوم, تجنبنا كارثة الحرب الأهلية, والعودة بالبلاد إلي الوراء. لايوجد سبب الأن يجعل تشاد مثل ساحل العاج.نعم نحن جميعا أفارقة, لكننا لسنا نفس الشعب, ليست لدينا نفس المشاكل. يمكنني أن أطمئن المجتمع الدولي: الحكومة التشادية حريصة جدا علي حماية كل الرعايا الأجانب, ومن ضمنهم أصدقائنا الفرنسيين.
                  

02-07-2008, 04:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    بشفافية
    قال المريب خذوني

    حيدر المكاشفي
    كُتب في: 2008-02-06

    [email protected]


    ليس هناك ما يمنع تصديق (الأخبار) المتداولة بين الناس من أن الحكومة قد زوّدت المعارضين التشاديين بثلاثمائة عربة لاندكروزر من النوع الذي يطلق عليه محلياً اسم تاتشر (وأشياء) أخرى مفيدة ومعينة على اسقاط النظام التشادي الحالي، بل أن ما توافر من شواهد وقرائن قولية حكومية يدعو إلى تصديق هذه الأخبار ويدعم صدقيتها، ويبدو أن الحكومة كانت تتدثر تحت غطاء (حكمة) زائفة عندما اضطرها بعض مهاجميها الذين كالوا لها تهم الضعف والخوار والاستسلام تجاه تعديات القوات التشادية المناصرة للرئيس دبي وتعديها حدودها إلى داخل الأراضي السودانية براً وجواً... كانت الحكومة لا تزيد في صدها لهذه الهجمات من أن تقول إنها تتعامل مع هذا الأمر بـ (حكمة وضبط للنفس) رغم أنها قادرة على اجتياح تشاد من أقصاها إلى أقصاها في زمن وجيز... كان ذلك هو خطاب الحكومة الداخلي لامتصاص غضبات منتقديها على ذلها واستكانتها وهوانها الذي أغرى التشاديين لاختراق حدود البلاد، بينما كان لسانها الخارجي الموّجه للمجتمع الدولي يسبح بحمد علاقة الجوار واحترام خيارات الشعوب داخل بلادها وأنها ليست معنية ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بما يجري بين التشاديين، حكومة ومتمردين، وأن ما يقع بينهم هو شئ يخصهم وحدهم، ورغم أن مثل هذا الكلام يمكن ـ افتراضاً ـ أن ينطلي على الدنيا كلها إلا أنه من المحال أن ينطلي على ادريس دبي الذي حملته إلى سدة الرئاسة بتشاد قبل حوالي ثمانية عشر عاماً (حكمة) نفس هؤلاء القوم الذين آزروه ودعموه وجيشوا له الجيوش عام (1990) ويحاربونه الآن بنفس الطريقة التي خبرها فيهم ولهذا فهو الأعرف من بين كل الناس بهذه (الحكمة) التي تتحدث عنها الحكومة السودانية....
    نعم ليس هناك ما يمنع تصديق الأخبار التي تتحدث عن دعم الحكومة للمتمردين التشاديين بثلاثمائة عربة لاندكروزر جديدة ولوجستيات حربية أخرى بل هناك ما يثبتها ويعضدها من أقوال الحكومة نفسها وليس أدل على ذلك من البشرى التي زفتها إلينا الحكومة عن الأخبار السارة التي سنسمع عنها قريباً فيما يخص أزمتها مع تشاد وللأسف لم تكن تلك الأخبار السارة سوى الخبر (المتعجل) عن سقوط أنجمينا، كما كشف المستشار الجديد لوزارة الحكم الاتحادي موسى هلال القريب من هذه الأحداث، كما أن مندوبنا بالأمم المتحدة والناطق بلسان خارجيتنا بعيدين عن ما يجري على أرض هذه الأحداث وغير مدركين لـ (الحكمة) التي تتحدث عنها حكومتهما وذلك عندما قال هلال (ان تغيير الأوضاع في تشاد سينعكس خيراً على السودان) وليس كما قال السيدان علي الصادق وعبد المحمود عبد الحليم (أن الأوضاع في تشاد شأن داخلي يهم الشعب التشادي وحده)...
    وإن كان ثمة عبرة من هذه العلاقة المتأرجحة بين هذين الجارين اللذين لا غنى لأحدهما عن الآخر والتي لم تشهد استقراراً منذ أمد طويل بل تفاقم تأرجحها خلال الخمس سنوات الأخيرة وظلت تكرر نفسها وفق سيناريو رتيب وممل... هي أن هذه العلاقة مبنية على أسلوب عقيم وقائمة على طريقة تفكير مختلة أورثاها كل هذه العلل وستبقى العلاقة بينهما معتلة ومتأرجحة طالما احتكم الطرفان لمثل هذا الأسلوب والتفكير ولن يبدأ اصحاح العلاقة إلا بتصحيح بنيانها و(استعدال) أساسها المعوج وليس الإطاحة بدبي وتنصيب محمد نور أو غيره فلا ضمان من أن ينقلب عليها كما انقلب عليها إدريس دبي....
    الصحافة
                  

02-07-2008, 11:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    السودان ينضم للجنة الوساطة الافريقية
    الجيش التشادي فقد 80% من قدراته والمتمردون جاءوا من الأطراف
    الخرطوم :أمير عبدالماجد
    الغموض في الموقف التشادي يدعو للتساؤل ويفتح الباب واسعا امام التحليلات والاحتمالات خاصة وان لجنة الوساطة التي كونتها القمة الافريقية اتجهت بالفعل الي العاصمة التشادية انجمينا والتقت بالرئيس إدريس التشادي قبل ان تتجه الي لقاء استطلاعي لموقف المعارضة الموجودة علي مشارف العاصمة، في وقت شهد وصول وزير الدفاع الفرنسي إيرفيه موران الي العاصمة التشادية في زيارة مفاجئة استغرقت بعض ساعات التقي خلالها الرئيس دبّي، في حين حذر المتمردون فرنسا من تقديم أي دعم عسكري للقوات الحكومية ومع تأمين التحالف الوطني التشادي المعارض علي اهمية الوساطة الافريقية، الا ان المتحدث باسمه بدأ متشككا في زيارة الوزير الفرنسي لذا سارع بتحذير فرنسا من التدخل المباشر لان هذا التصرف قد يقود الامور الي وضع سييء جدا ، واضاف « فرنسا قد تفقد ماء وجهها في تشاد ».
    * عموما لقاءات الوساطة الافريقية ولقاء الوزير الفرنسي بادريس دبي نفسها خبر قد تهتم له الصحف التي نقلت عن بعض قادة التحالف اشارات عن وفاة دبي، اذ تأكد الان ان الرئيس التشادي موجود في القصر وعلي قيد الحياة ..الاوضاع في انجمينا هادئة والجيش التشادي يتجول فيها الان .. البث التلفزيوني عاد مرة اخري ...العاصمة شبه خالية بعد ان غادرها الي الكاميرون ونيجيريا نحو ثلاثين ألف شخص على الأقل حسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
    * الاتهامات التشادية للسودان لم تتوقف ...من انجمينا الي ادري علي الحدود الشرقية لكن مع ذلك لم تجد تشاد حتي الان دليلا ملموسا تقدمه الي المجتمع الدولي ليقنع علي الاقل فرنسا كما يقول الباحث التشادي د.كيلاني بان السودان دعم المعارضة التشادية ...اذن لماذا الاصرار الشديد علي ان السودان وقف وراء ماحدث ومايحدث في تشاد الان ولنبدأ القصة من البداية ...؟؟
    * السيارات تحركت من داخل السودان وقطعت المسافة من الحدود الي انجمينا ...دون ان تصطدم بقوات تشادية وبهذه السرعة سؤال علي اهميته يبدو تائها علي المشهد التشادي الحالي ...مصدر حكومي كشف امس ربما النقاب لاول مرة عما يحدث وما حدث عقب مفاوضات الحكومة التشادية والمعارضة وانهيار هذه المفاوضات او لنقل انهيار الاتفاق نفسه وهو الخيط الذي يصل التطورات اللاحقة بعضها ببعض.
    * يقول « علاقات دبي مع البشير كانت جيدة جدا علي المستوي الشخصي والاسري واول من ابلغ الحكومة عن وجود تفلتات لبعض الشباب في دارفور كان ادريس دبي وتحدث مع الرئيس عن ضرورة الالتفات لهذه الاشكالات، بعدها استمر التعاون الي ان ظهرت مجموعة داخل السلطة في تشاد تعارض توجهات الرئيس دبي السلمية تجاه السودان » ، واضاف « عملنا علي معالجة بعض التفلتات الساعية لتكوين حركات مسلحة ضد النظام التشادي حتي ان السودان القي القبض علي د.الجنيدي الذي كان معارضا وانضم الي دبي بعد اتفاق طرابلس بعد ان حاول تكوين جبهة معارضة من القبائل العربية، وقضي «6» اشهر في سجن كوبر، واطلق سراحه بعد ان تدخل دبي وطلب اطلاق سراحه.
    * يبدو ان الضغوطات القبلية شددت حصارها علي دبي في القصر الجمهوري، اذ نجا الرجل من ثلاث محاولات اغتيال في احداهن كان التواطؤ من حرسه اذ عملت سيارات الحراسة الـ «12» علي تنفيذ عملية اغتيال بحقه، وكان بامكانهم النجاح لولا ان احد حراسه اخبره بالمخطط وطلب منه الا يستغل السيارات لانهم سيقتلونه، ومع انه استدعي الدبابات وقوات امنه الا انه فشل في محاكمتهم لان النظام القبلي حوله كان ضاغطا الي درجة انه قد يفقد حياته في اية لحظة ..رويدا رويدا بدا يغمض عينيه عما يحاك ..الامور كانت تدار في الفترة الاولي بعيدا عنه ..لكنها بعد ذلك اصبحت تدار بعلمه دون ان يستطيع ايقافها ، فالسودان سلم دبي اشرطة ومكالمات تثبت تورط ضباط من الجيش التشادي في دعم الحركات السودانية المسلحة في دارفور، كما ان القوات السودانية اعتقلت حوالي «40» ضابطا تشاديا كانوا يعملون كقادة لحركات دارفور ..كل هذه المعلومات وصلت دبي موثقة ...لكن الرجل كان واضحا انه لايستطيع ان يفعل شيئا ازاء ما يحدث ...كان صادقا في توجهه ،لكن الامور خرجت وقتها تحت ظلال المحيطين حوله عن السيطرة .
    * بعده بدأ البعض يهمس في اذنه ان المعارضة التشادية تجد دعما ورعاية داخل الاراضي السودانية ...اتصل اكثر من مرة وتحدث عن معسكرات موجودة في منطقة معينة ..واكثر من مرة سافر مسؤول سوداني الي انجمينا طالبا منه ان يشير الي اي من مسؤوليه للذهاب مع الحكومة السودانية الي الموقع المحدد للوقوف علي الامر ...وفي كل مرة ينتهي الامر دون الذهاب وقطع الشك باليقين علي الاقل في ذهن دبي ... الي ان قام محمد نور عبدالكريم بمحاولة لدخول انجمينا وتدخلت العدل والمساواة لنصرته ... عندها بدأ يستمع لمن حوله بتركيز ...
    * عندما تعقدت الاوضاع هنا وهناك طرحت الحكومة السودانية مسألة معالجة العلاقات ..اتصلت بالحكومة الليبية لان الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي طرح موضوع الامن و السلام وقتها في فضاء سين صاد ..وبالفعل تحرك الليبيون في الملف، ودعا القذافي لقمة عام 2006م حضرها القادة الافارقة والاتحاد الافريقي، وتوصل الجانبان لاتفاق طرابلس الذي تعثر بعدها.
    * قبل ان نسترسل في العلاقات الليبية السودانية دعونا نتوقف عند مفاوضات طرابلس بين نظام دبي ومعارضيه برعاية من القذافي والسودان ..رفض كلا الطرفين التفاوض في البداية ..لكن في فبراير 2006م ارسلت المعارضة للمرة الاولي وفدا الي ليبيا رغم مخاوفهم من ان يعتقلهم النظام الليبي ويسلمهم لادريس دبي ...لكن البشير تعهد لهم بضمان سلامتهم واجري اتصالا مع الزعيم الليبي لتأكيد الامر وتطمينهم ...ذهب وفد المعارضة الي طرابلس و انتظر هناك شهرا وراء الاخر انتظارا لوصول الوفد الحكومي التشادي لكنه لم يصل وفي النهاية طلب منهم الليبيون كتابة رؤيتهم التفاوضية وغادروا الي اماكنهم واستأنفوا الحرب.
    * التفاوض مع المعارضة لم يكن رائقا لدبي لكنه وافق تحت ضغط العقيد معمر القذافي ... استؤنفت المفاوضات وشهدت جدلا وتطويلات ورحلات بين الخرطوم وطرابلس ..المعارضة طلبت منصب رئيس وزراء ، ودبي قال «ده خط احمر » وفي النهاية تم الاتفاق علي وزير اتحادي واربعة وزراء واربعة وزراء دولة وثلاثة ولاة و«20» محافظا .
    * شكلت لجنة وزارية لمتابعة التنفيذ وكان من الضروري ان تعقد اجتماعاتها فورا لان الترتيبات كلها يجب ان تتم خلال شهر ..حدد يوم 30 اكتوبر لإلتام اللجنة في الخرطوم ..الوفد الحكومي التشادي جاء متأخرا حيث وصل يوم 11/ 11/ 2007م ...ناقش مع اللجنة الترتيبات الامنية وعندما جاء دور الترتيبات السياسية قالوا غير مخول لنا ان نناقشها .
    * اللجنة اتصلت بانجمينا فقال الرئيس دبي انه سيشكل لجنة سياسية لمناقشة الترتيبات السياسية ...انتظرت حوالي 25 يوما ولم تصل اللجنة من انجمينا ، وفجأة حدث خلاف بين محمد نور عبدالكريم وزير الدفاع، وادريس دبي حيث لجأ محمد نور للسفارة الليبية ولم يغادرها الا بعد دخول التحالف لانجمينا ، ولان نور متمرد سابق وقع اتفاق سلام مع دبي فقد تخوف نوري وتيمان ومكاي من نفس المصير...قالوا ان دبي غير جاد في السلام وغادروا لاستئناف عملياتهم ...حاول السودان التدخل لايقافها لكنهم رفضوا ...تحدثت الحكومة الي انجمينا واخطرتهم بخطورة الموقف فكان رد انجمينا « نحن في انتظارهم ».
    * بعدها اجتمعت القيادات العسكرية السودانية وقررت اغلاق الحدود والمداخل الرئيسية المؤدية للمدن الرئيسية ..اندلعت معارك حاولت المعارضة دخول الاراضي السودانية لكن القوات المرابطة هناك منعتها ومنعت حتي الجرحي اذ سمحت بدخول سبعة فقط من بين مائة وستة جرحى للعلاج عبر الصليب الاحمر في مستشفي الجنينة ...ارسل دبي وزير البني التحتية يونسمي الي الخرطوم ليشكر الحكومة السودانية وقال ان دبي سيزور السودان الاسبوع القادم.
    *علي الهامش نوقشت القضايا وطلب السودان من تشاد ان تلتزم باتفاق طرابلس لانه يشكل مخرجا موضوعيا من الأزمة التشادية ...بعدها توغلت المعارضة للداخل وتحركت من قطاعات عديدة من الشمال حيث تحرك نوري وتحرك الاخرون من الشرق والغرب والجنوب والتقوا في الوسط وهذا يبرر التواجد السريع في الوسط ..جاءوا من الاطراف..وانتظروا الجيش التشادي في منطقة تبعد 180 كيلو متر من انجمينا ...خاضوا معارك مع الجيش ...كسبوا المعارك الاربع الكبيرة ودخلوا انجمينا بلا مقاومة بعد ان فقد الجيش التشادي 80% من قدراته القتالية .
    * الموقف الان ..الحراك كثيف ...اللجنة التي كونت من مؤتمر القمة الاخير باديس ابابا اتصلت بالخرطوم التي نجحت في الحصول علي موافقة المتمردين بالهدنة والانسحاب من انجمينا ...لجنة الوساطة الافريقية طلبت من السودان ان يكون وفدا يذهب معهم الي انجمينا ، لكن السودان قال انه لايستطيع الان وسط الاتهامات التشادية له بالضلوع في الامر ..لكن من الواضح ان وفدا سودانيا سيلتحق ببعثة الوساطة خلال هذا الاسبوع .
    الصحافة

    7/2/2008
                  

02-10-2008, 06:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)


    السودان وعقدة العلاقة مع تشاد

    د. الطيب زين العابدين
    [email protected]

    منذ تسلمه السلطة فى عام 1990 بعد انقلابه على الرئيس السابق حسين هبرى، يعيش الرئيس ادريس ديبى على الموازنات القبلية غير المستقرة فى تشاد فقد تعرض شخصيا لعدة محاولات اغتيال كما تعرض نظامه الى محاولات انقلاب من داخل المؤسسة العسكرية ومن خارجها. ورغم أن النظام يعتمد فى الأساس على تأييد قبيلة الزغاوة الممتدة بين دارفور وتشاد، الا أن بعض محاولات الانقلاب جاءته من داخل ذات القبيلة التى لا يزيد تعدادها عن خمسة أو ستة فى المائة من سكان تشاد، بل من بعض أفراد أسرته الذين تولوا مواقع قيادية فى النظام. واستطاع ادريس ديبى بيقظته وشجاعته وحسن طالعه وبالمساعدة الفرنسية التى تقدم له عند كل "زنقة" أن يخرج من كل تلك المحاولات حيا يرزق ومسيطرا على مقاليد الأمور فى تشاد الممتحنة بالاضطرابات والانقلابات وعدم الاستقرار. وليست تشاد بدعة فى ذلك مقارنة بكثير من الدول الافريقية التى ما زالت القبيلة تشكل أهم مكونات مجتمعاتها، وتستغل الى أبعد الحدود فى الكسب السياسى والبقاء على مقاعد السلطة أياً كان الطريق الى تلك السلطة، عن طريق الانتخابات "المصنعة" أو القوة المسلحة! وليس بعيدا ما حدث فى الأسابيع القليلة الماضية فى كينيا التى كانت تعتبر قمة للاستقرار السياسى ونموذجا للممارسة الديمقراطية فى افريقيا، ولكن القبلية أبت الا أن تطل بوجهها الدموى الكالح متعرية من كل المساحيق التى تضفيها الدعايات الغربية على النظام فى كينيا.

    ولقد برهنت التجارب منذ مطلع الاستقلال الى اليوم أن المهدد الأول للأمن القومى السودانى يأتى من دول الجوار الافريقى بدءاً من ارتريا فى الشرق وانتهاءاً بتشاد فى الغرب، وأن مصدر التهديد هو حمل مجموعة محلية للسلاح ضد الحكومة المركزية لمظالم تظن أنها حاقت بالعرقية أو الاقليم الذى تنتمى اليه، وتجد المجموعة المتمردة مساندة من دولة مجاورة تسمح لها بالمأوى والتدريب وادخال السلاح وذلك بسبب الامتداد القبلى بين البلدين أو التعاطف العرقى الافريقى أو التحريض من دولة كبرى صديقة لدولة الجوار تريد زعزعة أوضاع الحكم فى السودان. ولا يستطيع السودان أن يلغى الامتداد القبلى أو يكبت التعاطف العرقى الافريقى مع الجيران فهذا ميراثنا من الاستعمار الأوربى وقدرنا من طبيعة مكونات شعبنا، ولا يستطيع أن يمنع دولة كبرى من أن تحرض احدى دول الجوار الضعيفة الفقيرة أن تساعد معارضة سودانية مسلحة ضد حكومة بلدها. ما يستطيع أن يفعله السودان وما يجب أن يفعله هو تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية باحداث التنمية العادلة المتوازنة فى كل أقاليم السودان، وبالمساواة بين كل أبناء الوطن فى فرص الدراسة والعمل والمشاركة السياسية، وبتقوية النظام الفيدرالى حتى يتحمل أبناء كل اقليم مسئولية حكم مناطقهم (التقسيم الفيدرالى الحالى غير متوازن وغير مقنن بصورة كافية ويعتمد على أعطيات المركز)، وبتقوية النظام الديمقراطى حتى يتأسس دستوريا وفعليا على أن الوسيلة الوحيدة للوصول الى الحكم هى التفويض الشعبى الحر عبر انتخابات نزيهة وعادلة، وبالحساسية تجاه التنوع العرقى والثقافى والدينى حتى لا تشعر مجموعة أن هويتهم العرقية أو الثقافية أو الدينية مستضعفة من قبل المجموعات المهيمنة.

    هذا هو الطريق الأول لحراسة الأمن القومى، والطريق الثانى هو القوة العسكرية الرادعة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حرم الوطن السودانى. وينبغى ابتدءا التفرقة الواضحة بين الأمن القومى لكل الوطن وبين حراسة النظام الحاكم، فقد يتناقض الاثنان خاصة فى ظل الأنظمة العسكرية لأن الأخيرة بحكم وسيلتها غير الشرعية فى الاستيلاء على الحكم يتولد عندها هاجس حراسة النظام بكل الوسائل بما فيها العبث بمقدرات القوات المسلحة، ولأنها من داخل المؤسسة تعرف كيف تجيرها لمصلحتها دون أن تأخذها فى ذلك لومة لائم. فالأنظمة العسكرية منذ انقلاب عبود والى انقلاب البشير كانت الأكثر جرأة فى ترقية الضباط على أسس سياسية، وفى تسريحهم من الجيش بشبهة معارضة الحكومة القائمة، وبتحويلهم الى وظائف سياسية ومدنية خارج أعمالهم العسكرية التى تدربوا عليها، وباجراء تنقلات داخل الجيش لا على أساس الكفاءة والتخصص ولكن على أساس تولى أهل الثقة من الضباط للوحدات العسكرية التى يخشى منها على النظام، ثم التغاضى عن الفساد من أهل الثقة ومحاولة "رشوة" الضباط والقيادات بتحسين مخصصاتهم المالية دون الاهتمام الحقيقى برفع كفاءة ومقدرات القوات المسلحة. فالقوة العسكرية الرادعة تعنى تطوير مقدرات القوات المسلحة بالتدريب والتسليح، والانضباط الصارم بالقوانين واللوائح والتراتيب الادارية، وبتوفير وسائل الحركة السريعة والاتصال، وأهم من ذلك كله بالحفاظ على قومية القوات المسلحة ومهنيتها التى لا صلة لها بالسياسة والعمل الحزبى. وحكومة الانقاذ متهمة أكثر من أى حكومة مضت بأنها سعت لحماية نظامها على حساب مهنية القوات المسلحة وقوميتها رغم ما أحدثته من تطوير فى مجال التسليح والتصنيع. ويتفق الطريق الثانى (تنمية القوات المسلحة) تماما مع الطريق الثانى وهو الحفاظ على الوحدة الوطنية والنظام الديمقراطى. ولا تمنع مهنية القوات المسلحة من ابداء رأيها عبر قيادتها الشرعية فى بعض القضايا الوطنية الكبيرة الى الحكومة القائمة آخذة فى الاعتبار الحدود القانونية للتدخل المباح.

    لقد نجحت سلطة الانقاذ فى مطلع التسعينيات فى المساعدة فى تغيير الأنظمة الحاكمة فى كل من اثيوبيا وارتريا وتشاد، ولكن ذلك زمن مضى ضد أنظمة غير مسنودة شعبيا من الداخل ولا سياسيا من الخارج. فالتدخل فى شئون بلد آخر يحتاج الى قوة داخلية تتحمل تكلفة التدخل حتى نجاح المهمة والى سند خارج يعطيك الحماية الكافية، فالتدخل الأثيوبى الصارخ فى الصومال لم يجد من ينتقده من الدول العربية والاسلامية حتى السودان سكت عنه! فقد جاء بطلب من حكومة تحمل قدرا من الشرعية الدولية وبتحريض من دولة يخشاها الجميع ولا يرد لها طلب! وعلى السودان أن يقرأ خريطته الداخلية بعناية فهو بلد يموج بأسباب الصراع الداخلى، وقابل للانفجار المسلح فى أكثر من موقع، ولا يتمتع نظامه الحاكم بشرعية سياسية متفق عليها، ولا يملك امكانات مادية واسعة تجعله يتحمل تكلفة التدخل الخارجى، وغير مقبول لدى الدول الغربية الكبرى التى تهيمن على المنظمات الدولية. وليس هذا وضع يغرى بالمغامرة فى شئون الآخرين.

    والسؤال هو: ماذا نفعل مع النظام التشادى الذى تتهمه الحكومة بأدلة واضحة أنه يساعد المتمردين فى دارفور خاصة "حركة العدل والمساواة" التى تنتمى قيادتها لقبيلة الزغاوة، وهى ذات القبيلة التى يستند عليها ادريس ديبى؟ لا أحسب أن مساعدة المعارضة التشادية هى الاجابة الشافية على السؤال نسبة للمتغيرات التى حدثت من حولنا منذ مطلع التسعينيات، وحتى لو كانت المساعدة العسكرية مبررة سياسيا من باب المعاملة بالمثل فان فشل المحاولات السابقة مثنى وثلاث ورباع جدير بأن يجعل السودان يفكر فى وسيلة أخرى! جاء فى المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الدفاع يوم الأربعاء الماضى أن الرئيس ادريس ديبى كان حريصا على مساعدة حكومة السودان وتنبيهها ضد تحركات المتمردين ولكنه غلب على أمره بسبب تعاطف بعض قياداته العسكرية والضغوط الخارجية، ولعله أيضا تأثر أكثر باقتحام المعارضة المسلحة لبلاده فى عشرات العربات التى تأتى محملة بالسلاح من شرق البلاد الى أن تصل انجمينا فى أقصى الغرب على مدى ساعات أو أيام! لماذا لا تعين حكومة السودان ادريس ديبى على حل مشكلته مع قياداته الداخلية وعلى تقويته حتى لا يستجيب للضغوط الخارجية خاصة وأن السودان تصالح بصورة أو أخرى مع تلك القوى الخارجية التى أصبحت شريكا فى معالجة مشكلة دارفور؟ لقد برهن الرئيس ديبى أنه يتمتع بتأييد من كثير من القوات التشادية يمكنه من الصمود فى وجه معارضة مسلحة غير موحدة رغم ضعفه السياسى، وقد يلقى مساعدة من القوات الفرنسية بالطيران والمعلومات الاستخبارية تفيده فى الصمود. فمن الأفضل للحكومة السودانية أن تصبر على التعامل معه وتحاول فى ذات الوقت كسب القيادات التى تتعاطف مع المتمردين، وأهم من ذلك أن تجتهد فى حل مشكلة دارفور سياسيا فى أسرع وقت ممكن مع الفصائل المتمردة التى من أهمها حركة العدل والمساواة التى أبدت استعداها للتفاوض مع الحكومة السودانية فى شهود المجتمع الدولى.

    لقد تناول المؤتمر الصحفى للوزير بنبرة غاضبة الهجوم على الصحف السودانية وكأنها هى سبب اتهام السودان بالتدخل فى الشأن التشادى وليس هذا بصحيح. لقد عقدت عدة مفاوضات بين السودان وتشاد فى طرابلس طرح فيها تدخل كل بلد فى شئون الآخر، ولم يحدث مرة واحدة أن قدمت تشاد دليلا ضد السودان من كتابات الصحف السودانية، ولم تفعل وعندها أدلة أقوى؟ بل ان المسئولين السودانيين أحيانا يتبرعون بأقوال يمكن أن تستخدم أدلة ضد السودان مثل قول وزير الدفاع قبل أسابيع فى البرلمان بمناسبة قصف الطيران التشادى لبعض القرى السودانية، ان هناك أخبار سارة ستسمعمونها قريبا! ماذا يعنى ذلك؟ أو المعلومات الدقيقة التى أدلى بها رئيس جهاز المخابرات عن القوات التى تحرس القصر الرئاسى فى تشاد تشمل أعداد الدبابات والطائرات، وما استطاعت المعارضة التشادية أن تفعله عند اقتحامها للعاصمة التشادية، وأن السودان هو الذى طلب من المعارضة وقف اطلاق النار فاستجابت لذلك فورا، وأخيرا بيان الخارجية أن تهديدات تشاد هى بمثابة اعلان حرب ضد السودان. يحتاج السودان أن يقيم علاقاته مع تشاد على أسس جديدة كما فعل مع أثيوبيا من قبل لأن ذلك أدعى لحماية الأمن القومى، وليت تكون هناك فرصة لبناء الثقة مرة أخرى بين البلدين المتجاورتين ومختلطتين عرقيا وثقافيا ودينيا.

    الصحافة
    8/2/2008
                  

02-10-2008, 11:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    العدد رقم: 9029 الاحد 2008-02-10

    أصوات واصداء
    وماذا بعد في تشاد ... بعد انتصار دبي ؟

    محجوب محمد صالح
    كُتب في: 2008-02-10

    [email protected]


    واهم من يظن أن أزمة تشاد قد إنتهت بعد إنتصار الرئيس دبي وهزيمة المعارضة، لأن الواقع يقول إن الأزمة ستتواصل بصورة أخرى وان تداعياتها لن تقف عند حد، وتأثيرها على السودان سيكون محسوساً .
    إن الرئيس دبي بدأ الأن في إحكام سيطرته على الأوضاع، ومهما كانت التصريحات الصادرة عن المعارضة التشادية فإنها لن تغير من الواقع على الأرض، والواقع يقول إن الحكومة تبسط الآن نفوذها على كامل التراب التشادي وستواصل جهودها للقضاء على أى جيوش للمعارضة الداخلية وهي تتمتع اليوم بحماية فرنسية وستتمتع غداً بقوة مراقبة أوروبية على حدودها الشرقية، من ناحية أخرى ما زالت ردود فعل تشاد المصاحبة لاتهاماتها للسودان – ما زالت تتكرر، وقد لخصت الحكومة موقفها من تلك التهديدات بالأمس من أنها تعتبرها (تهديداً بالحرب) وانها قادرة على حماية أراضيها في مواجهة تلك التهديدات – مما يعني ان ثمة مواجهة (سياسية) قائمة بين تشاد والسودان وانها قد تأخذ في وقت قريب صورة مواجهة عسكرية او شبه عسكرية.
    وبعيداً عن هذا الجانب الرسمي فإن الطرفين يدركان صعوبة الحدود الممتدة بينهما مما يجعل هناك صعوبة عملية في الوقت الراهن في حراسة تلك الحدود بصورة فعالة، وهذا يعني ان حركة الرجال والعتاد الحربي مرشحة لأن تتزايد عبر حدود لا يسيطر عليها أحد وانها قد تتنامى في الأيام القليلة القادمة مما يعني ان دارفور مرشحة لأن تكون مسرحاً لعمليات اشد عنفاً خاصة ان الخطوط تمايزت تماماً ولا تخفى بعض الحركات الدارفورية المسلحة تحالفها مع الحكومة التشادية وقد أثبتت خلال المعارك السابقة جدية التزامها بهذا الموقف بصورة علنية.ان دارفور – الاقليم – قد عانت على مدى خمسة أعوام وما زالت معاناتها مستمرة وقد حدث فيها إستقطاب حاد، والجو مهيأ للمزيد من المعارك والمواجهات العسكرية والوضع الراهن بعد معارك تشاد الأخيرة أصبح أكثر إستعداداً لانفجارات جديدة، وليس من مصلحة أحد التقليل من أهمية هذه الحقيقة. واذا كان هناك طرف أو اطراف قد راهنت على إنتصار المعارضة فيجب ان تضع في اعتبارها ان هزيمة المعارضة – التي راهنت على إنتصارها – ستكون لها ردة فعل مساوية لها في القوة ولكنها في الاتجاه المعاكس – ما يعني انها سترتد على دارفور بالمزيد من الاحتراب.
    ولايبدو في الأفق من مخرج الا السعي لاحداث تسوية سياسية في تشاد على المستوى الداخلي أولاً ، ثم تنتقل المبادرة الى الخارج – ولا نعتقد ان الاتحاد الإفريقي بات وسيطاً مقبولاً لتشاد وتصبح فرنسا هي الطرف الأكثر تأهيلاً للقيام بهذه المبادرة. ومساعي فرنسا هي المساعي الوحيدة التي يمكن ان تتوفر لها فرص النجاح لأنها لعبت كروتها بمهارة في المرحلة السابقة متدرجة من (حياد) معلن الى إنحياز كامل للحكومة التشادية تحت مظلة قرار دولي صادر من مجلس الأمن. واذا كان الإتحاد الإفريقي حريصاً على تسوية اقليمية في هذه المنطقة فإنه لن يستطيع ان يحقق هدفه بالوساطة الإفريقية التي أعلن عنها، وليس أمامه من سبيل للتحرك إلا عبر (تفاهم) مع فرنسا – وقطعاً تشاد ستقاوم في البداية لأنها ترى أنها لابد أن تجنى ثمار (انتصارها) اولاً ولكن الضغوط الفرنسية ستبرهن انها الأقوى والأكثر فعالية بعد ان أعلنت تشاد عدم ثقتها في لجنة الوساطة الإفريقية واتهمت أعضاءها بالنفاق !



    الايام
                  

02-12-2008, 11:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    القديم والجديد في العلاقات السودانية التشادية

    حامد جربو /السعودية
    [email protected]

    يأتي الحديث عن العلاقات السودانية التشادية , في سياق العلاقات التاريخية التي تربط دول الشريط السوداني الممتد من إثيوبيا شرقاً حتى موريتانيا غرباً ويضم هذا الشريط بالإضافة إلى هاتين الدولتين: اريتريا , السودان, تشاد ,النيجر, مالي يتداخل كل دولتين متجاورتين من هذه الدول عبر حدودهما تداخلاً وتمازجاَ لا يكاد يشعر المتنقل عبرهما بفارق عرقي أو ثقافي أو اجتماعي ملموس , إذا استثنينا عنصر اللغة والمزاج القطري بعامل الحدود السياسية المصطنعة على هوى استعمار الغربي في مطلع القرن الماضي.

    تاريخياً يسمى هذا الشريط , بشريط السوداني, ويسميها البعض , بأفريقيا السمراء " تحت الحمراء, فوق السوداء " أي الحد الفاصل بين إفريقيا سوداء القحة , والساحل الشمالي ذو ملامح خليط من العربية , والأمازيقية , والبربرية , . لا يمكن الحديث عن العلاقة بين هذه الدول دون النظر إلى طبيعة التداخل الجغرافي والعرقي والثقافي لمكونات هذه الدول, وتأثير هذه المكونة في البنية السياسية والاقتصادية والأمنية لكل دولة, وانعكاساتها على مدى القصير والطويل سلباٌ وإيجابا على جيرانها بصورة مستمرة سلما وأمنا , طبقاً للرابط التاريخي والجغرافي الباين .

    هذه الدويلات التي العبث الغربيون في تفاصيلها , ليس كما يجب أو كما ينبغي أن تكون بل على هوي استعمار الغربي على قدر تأمين مصالحه واستراتيجياته آنذاك في القارة السمراء , فصلت الدول والقوميات على النزق الغربي فلذا وجدت المجموعات المتباينة والمتناقضة نسبياً نفسها في منظومة سياسية واحدة, وآخري متقاربة

    عرقياً ومتجانسة ثقافياً في دويلات شتى تفصلها حدود سياسية في الرقعة الجغرافية التي نشأوا فيها , وأفرزت هذا الوضع الغريب صراعاً وعراكاً واحتكاكاً مستمراً منذ الاستقلال حتى اليوم على الحدود المشتركة بين هذه الدول انعكس سلباً على الروابط التاريخية بين هذه الشعوب , وعلى السلطة المركزية في الدولة , هذا ما حصل ويحصل بين دول القارة السمراء حتى الآن , .

    هذا التوتر الذي يحدث من وقت لآخر في المناطق الحدودية بين هذه الدول , لا يجب أن يفهم في سياق الخيانة الوطنية أو العمالة لطرف دون الآخر , ولكن الوضع طبيعي بالنظر إلى جغرافيا التقسيم هذه الدويلات , وربما تكون هناك ازدواجية الولاء للدولتين , ليس غريباً بسبب امتداد العرقي والأثني والثقافي الذي يربط تاريخ وجغرافيا المنطقة يأبى الفكاك تحت أي ظرف , ولم تستطع هذه الدول تغير الواقع الماثل أمامهم مهما قويت قبضتها أو صلبت مركزيتها بأي حال .

    إذا كنا بصدد الحديث عن العلاقات السودانية التشادية , هناك تشابه وثيق بين البلدين في الخلفية التاريخية والسياسية , وفي توزيع الأثني والثقافي على جغرافيا البلدين. تاريخياً , هنالك ممالك إسلامية سبقت قيام الدولتين الحديثتين شهدت بلاد تشاد ممالك إسلامية عريقة , مثل" كانم" "وباقرما" على بحيرة شاد وبرقو أو "وداي " على شرقها , وفي السودان , سلطن الداجو , التنجر , الفور في غرب السودان وسلطنة الزرقاء أو الفونج في سنار,

    وفي شمال تشاد تقطن مجموعات إسلامية , شبه رعوية ,عربي الهوى والثقافة , وفي الجنوب تقطن مجموعات قبلية افريقية الهوى والهوية , تعتنق المسحية والإسلام إلى جانب المعتقدات المحلية , وهذا الوضع يماثل

    السودان تماماَ , . سياسياً هناك صراعاً دموياً وحرباً أهلية منذ لاستقلال في كلتا البلدين , اندلع التمرد في جنوب السودان قبيل إعلان الاستقلال في السودان في عام 1955م " حركة أنانيا (1), وفي تشاد انطلقت جبهة" فرولينا" في نهاية الستينيات من القرن الماضي بعيد استقلال تشاد على ما أعتقد , واشتدت وحميت وطيسها في السبعينيات , .

    منذ الاستقلال حتى الآن تعاقبت ست حكومات على السودان , : حكومة الاستقلال بقيادة إسماعيل الأزهري , وحكومة الفريق عبود (1958 – 1964م ), وحكومة الديمقراطية الأولى ( 1964 – 1969م ) , وحكومة مايو من (ة1969 – 1985م ) وحكومة الديمقراطية الثانية ( 1985 – 1989م ) , وحكومة الإنقاذ من (1989م

    حتى الآن ,. وتعاقبت على جمهورية تشاد ست حكومات ايضاً : حكومة مابعد الاستقلال , وحكومة "فرنسوا تمبل باي" , وحكومة "فلبس مالوم" , وحكومة "جكوني عويدي" وحكومة حسين هبري , وحكومة إدريس دبي , - عذراً لا أذكر التواريخ – . وهناك أيضا تماثلاَ مناخياً , في شمال تشاد مناخ صحراوي قليل الأمطار والنبات , وفي الجنوب مناخ شبة استوائي ممطر معظم فصول السنة , ويغطى القطاع النباتي مناطق شاسعة في جنوب

    البلاد , وكذا المناخ في السودان , هناك تماثل في كثير من ملامح الحياة بين الدولتين لا يسع الوقت لسردها ونكتفي بهذا القدر , .

    لا تستقيم العلاقة بين الدولتين إذا تعاملت الدولتان بردود أفعال الوضع القائم الآن على الحدود بين البلدين , هذا الوضع الذي يتحمل السودان الجزء الأكبر في تأجيجه وافتعاله على خليفة ثورة في دارفور ضد المركز في الخرطوم , جعل العلاقة بين البلدين تخرج من إطارها الطبيعي إلى مرحلة يتسم بالمساومة والمقايضة

    بقضايا ومصالح ومطالب مصيرية وجوهرية لقوميات تقطن هذه المنطقة الحدودية , ولئن كان الجانب السوداني هو الساعي والمتآمر على تصفية القضية على هذا النحو إلا أن الجانب التشادي وجد نفسه أمام أمرين أحلاهما مر, أما أن يقاتل التمرد ( مرتزقة السودان ) المدعومة بمليشيات الجنجاويد ,أو يقطع الطريق لثوار دارفور , ذلك بطرد القيادات من المدن التشادية , وخاصة العاصمة , وغلق الحدود أمامهم , وتسير دوريات مشتركة مع القوات السودانية على الحدود الغربية تلقاء هذا الوضع المتأزم والمتأجج بين البلدين يجب على الحريصين على علاقة

    سوية بين البلدين أمعان النظر في عمق التاريخي والإقليمي والمكون الجغرافي لشعوب المنطقة , الذي يجعل التداخل وتبادل المنافع والتعايش أمراً حتمياً لا مناص منه , بالمعطيات الواقع التي ذكرناها , .

    لا تستقيم العلاقة بين البلدين إلا بإعادة النظر , أو تغيير مفهوم السائد لدي السودان اتجاه تشاد , بأن كل من ينطلق من أرضه بإمكانه تغيير النظام في تشاد , على غرار ,خطة هبري, ورئيس إدريس دبي , وفات على الكثيرين أن ذاك العهد قد مضى , وما عادت تنفع محاولات النظام في الخرطوم في تغير النظام بالطريقة التقليدية القديمة , .

    تستقيم العلاقة بين البلدين إذا نظر كل منهما الآخر , كبلد شقيق , وأنهما ذا ثقافة وتاريخ مشترك , وكذا المستقبل والمصير , ولا ينبغي أن ينظر إلى تشاد مجرد مستعمرة فرتكوفونية لا تربطه صلة بالسودان, الذي يعتبر عضواً في جامعة الدول العربية , وصاحب مؤسسات تعليمية ومدنية عريقة مقارنة بدول الجوار الأفريقية , وصاحب تجربة سياسية وديمقراطية مستنيرة , وٍارث دبلوماسي متقدم , وموارد اقتصادية ضخمة ,بإجماع العالم , بالمقارنة

    مع جارة تشاد , الدولة الصحراوية الصغيرة , ليست لها موارد اقتصادية كبيرة ولم تنعم باستقرار نسبي منذ الاستقلال بقدر الذي تجعله من ترتيب أولوياتها فالمستعمر الفرنسي لم يبذل جهداً في تعمير هذا البلد الصحراوي , ولم يترك مؤسسات تعليمية مقننة , ولا خدمة مدنية منضبطة , مثل ما ترك الانجليز في السودان , بل تركوها محض حامية فرنسية أو معسكر استراتيجي لجيشها, ولذا نجد هناك تفاوت في التعليم وفي ارث المدني التراكمي بين البلدين, مما جعل البعض يتخذ من هذا التفاوت النسبي مصدر فخر وإعزاز, ومتهماً الطرف الآخر بالتخلف والبدائية .

    يجب أن تعلم جارة تشاد أن السودان على رغم أن " بابه يجيب الريح " أحيانا مع ذلك لا تستطيع تشاد أن ستتغنى عنه بشهادة التاريخ , يعتبر عمقها الاقتصادي والإستراتيجي وملاذ آمن لكثير من شعبها , و منهل الثقافي ومرجع الديني والمذهبي لها, بفضل الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية التي ذكرناها , بمثابة الشقيق الأكبر,أو الأخت الكبرى " عبلة ".

    تعتبر المنطقة الغربية المتاخمة لتشاد (دارفور –أو سلطنة دارفور قديماً ) من المناطق المتميزة تاريخياً , ونشطة تجارياً, إذ يربط السودان بالجماهيرية الليبية الدولة الغنية بالنفط على ساحل البحر المتوسط , وبمصر عن طريق الصحراء (درب الأربعين ) المشهور عبر التاريخ , وبدول غرب الأفريقي مثل تشاد نيجريا موريتانيا,الخ..

    استفادت الدولة السودانية من هذه العلاقة التاريخية أيما فائدة , إذ نشطت حركة تجارية بين إقليم دارفور وهذه الدول , ولا سيما النصف الأخير من القرن الماضي , وكانت إيرادات المنافذ الغربية من الجمارك وعائدات الصادر والوارد تغذي خزين الدولة السودانية بصورة مستمرة , .في الثمانينيات كان جمارك مليط , ينافس ميناء بور تسودان , وفي عام 1994م بلغت الحصيلة الشهرية لجمارك كتم أكثر من 4.مليون جنيه , مع أن إيرادات المحافظة من الضرائب والزكاة والريع أقل من 6مليون جنية في الشهر, .

    لا شك أن إنسان دارفور كابد جور الطبيعة , وظلم المركز, سهوا أو تعمداً أي أن إنسان دارفور ضحية التاريخ والجغرافيا معاً, تحت هذه الظروف المؤسفة اضطر النزوح داخلياً والهجرة خارجياً , ودخل الإقليم في سلسة من الاحتجاجات وانتفاضات , وفي الآخر تشكلت ثورة عارمة اجتاحت الإقليم برمته , وتستقيم العلاقة بين السودان وتشاد بمداواة العلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياَ , حينها تعود المنطقة إلى سيرتها الأولى .

    سودانايل
                  

02-13-2008, 05:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    ويسألونك عن حملة انجمينا

    (الحلقة الاولى)

    ثروت قاسم
    [email protected]

    مقدمة

    تحركت حملة قوات المعارضة التشادية المسلحة , المكونة من ثلاثة فصائل , من الحدود السودانية/التشادية يوم الاثنين الموافق 28 يناير , متجهة نحو انجمينا العاصمة , بغرض اسقاط نظام الرئيس دبي بالقوة المسلحة .

    في يوم الجمعة الموافق اول فبراير , تشابكت الحملة مع قوات الرئيس دبي , في منطقة ماساقوت , على بعد حوالي خمسين كيلومتر شمال شرق انجمينا . وقد قاد الرئيس دبي بنفسه قواته في هذه المعركة , التي انتهت بانتصار القوات الغازية . وقد اشتركت قوات حركة العدل والمساواة السودانية مع قوات الرئيس دبي لصد الحملة الغازية , وتم قتل القائد الميداني لقوات حركة العدل والمساواة في هذه المعركة , وكذلك رئيس هيئة اركان الجيش التشادي .

    تقهقر الرئيس دبي للعاصمة انجمينا . ولحقت به قوات المعارضة , حيث استمرت المناوشات في انجمينا بين قوات المعارضة وقوات الرئيس دبي , المدعومة بقوات حركة العدل والمساواة , وكذلك الحامية الفرنسية الموجودة في انجمينا , يومي السبت والاحد الثاني والثالث من فبراير . تمكن الرئيس دبي من السيطرة على الموقف بفضل دعم الحامية الفرنسية لقواته , كما سوف نفصل لاحقا في الحلقة الثالثة من هذه المقالة . تقهقرت القوات الغازية شرقا , وتعسكر حاليا ومنذ يوم الخميس الموافق 7 فبراير في مونقو , عاصمة ولاية قويرا , على بعد 400 كيلومتر شرق انجمينا .

    وقد وصلت قوات مساعدة من الحدود السودانية/التشادية وانضمت لهذه القوات المعارضة في مونقو . لم تستسلم القوات المعارضة , ولا زالت تعسكر في مونقو ..... انتظارا ل ........ ؟ لا احد يدري ؟ يجب عليها ان تقرر قبل وصول القوات الاوربية EUFOR قبل منتصف مارس القادم ؟

    هذه هي الحلقة الاولى من ثلاثة حلقات في هذا الموضوع .

    في هذه الحلقة سوف نستعرض تداعيات حملة انجمينا .

    وفي الحلقة الثانية سوف نشرح تكوين الفصائل المسلحة التي اشتركت في الحملة , ونختمها بسيرة مختصرة للرئيس دبي .

    وفي الحلقة الثالثة سوف نستعرض بشيء من التفصيل الدعم الفرنسي المقدر لقوات الرئيس دبي الذي مكنها من دحر وهزيمة حملة انجمينا .

    التداعيات

    انتصار قوات الرئيس دبي , وفشل القوات الغازية المعارضة , افرز عدة تداعيات على المسرح السوداني والتشادي والاقليمي , نلخص بعضا منها ادناه:

    اولا :

    شعرت حكومة الانقاذ , وهي الداعمة لهذه الحملة , بضعفها على الساحة الاقليمية والدولية , فسارعت بتغيير موقفها وقبول ما كانت ترفضه من شروط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بخصوص نشر القوات الاممية (يوناميد) في دارفور . ومن المنتظر ان تقدم حكومة الانقاذ , وتحت الضغوط الاقليمية والدولية , مزيدا من التنازلات , مستقبلا , بخصوص هذه القوات الاممية .

    ثانيا :

    طلب الرئيس دبي من الاتحاد الاوربي الاسراع في نشر القوات الاوربية EUFOR (3700 عنصر) على الجانب التشادي من الحدود السودانية/التشادية . وقد صرح قائد هذه القوات الاوربية الجنرال Jean Philippe Ganascia بأن قواته لن تتدخل في الصراع بين قوات حكومة الرئيس دبي والقوات المسلحة التشادية المعارضة . ولكنها لن تسمح لاي وجود لهذه القوات المعارضة المسلحة داخل المساحة المنوط بها تامينها على الجانب التشادي من الحدود السودانية/التشادية . مما يؤكد عزل هذه القوات المعارضة من مصدر تسليحها وتموينها في دارفور . وتفقد بذلك حكومة الانقاذ كرتا مفتاحيا كانت تستغله في الماضي لابتزاز الرئيس دبي.

    ثالثا :

    اكد الجنرال Ganascia قائد القوات الاوربية EUFOR , بان قواته على الجانب التشادي من الحدود السودانية/التشادية سوف تنسق مع القوات الاممية في دارفور لتطهير منطقة الحدود السودانية/التشادية من اي وجود داخل هذه المنطقة لقوات المعارضة التشادية المسلحة وقوات ميليشيات الجنجويد السودانية . ويكون نتيجة ذلك ان تفقد قوات المعارضة التشادية المسلحة معسكرات تدريبها في المنطقة المتاخمة لمدينة الجنينة في غرب دارفور , والتي تقع حاليا تحت سيطرة قوات حركة العدل والمساواة السودانية . من المتوقع ان تشكل القوات الاوربية والقوات الاممية كماشة , مدججة بأحدث الاسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة والفاعلة , مما سوف يحد من حرية الحركة , حتى لقوات نظام الانقاذ النظامية , خصوصا في ولاية غرب دارفور.

    رابعا :

    لبت حركة العدل والمساواة طلب استغاثة الرئيس دبي , واسرعت بقواتها لنجدته في معركة ماساقوت (حوالي خمسين كيلومتر شمال شرق انجمينا) يوم الجمعة اول فبراير 2008 , حيث مات القائد الميداني لحركة العدل والمساواة . وكذلك في معركة انجمينا يومي الثاني والثالث من فبراير . وكأنتقام ضد حركة العدل والمساواة لمساندتها قوات الرئيس دبي , قامت حكومة الانقاذ بشن حملة بالطائرات وميليشيات الجنجويد على منطقة نفوذ حركة العدل والمساواة في غرب دارفور يوم الجمعة الموافق 8 فبراير , فدمرت قرى ابو سروج وسيربا وسيليا , وقتلت اكثر من 200 دارفوري , وفر اكثر من 12 الف دارفوري عبر الحدود الى تشاد . وصرح الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بأنه لا مانع عنده من ان تزور القوات الاممية في دارفور (يوناميد) هذه المناطق , التي هاجمتها قوات حكومة الانقاذ , للتحري ولكن لن يسمح لهذه القوات الاممية بالبقاء في مناطق نفوذه , التي سوف يعود من انجمينا للسيطرة عليها .

    وهذا التصرف من الدكتور خليل ابراهيم يؤكد شعوره بالقوة والمنعة , وذلك للدعم الذي وعده به الرئيس دبي , ردا لمساعدته له في معركة ماساقوت ومعركة انجمينا . وهذا الموقف سوف يعقد بعض الشيء تحركات القوات الاممية (يوناميد) في منطقة نفوذ حركة العدل والمساواة في غرب دارفور , وربما ادى الى اشتباكات بين القوتين مستقبلا . هذا اذا لم تتدخل قوات نظام الانقاذ والجنجويد في هذه المنطقة , كما فعلت يوم الجمعة الموافق 8 فبراير كما هو مذكور اعلاه .

    في هذه الحالة سوف يزيد هذا التدخل من تعقيد الموقف في منطقة غرب دارفور .

    خامسا :

    نسبة للطبيعة السياسية للقوات الاوربية EUFOR , ولسيطرة فرنسا عليها ( ال EUFOR تحتوي على 3700 عنصر منها 2000 عنصر فرنسي ) , وللتعاون الوثيق بين فرنسا ونظام الرئيس دبي , ولرغبة الرئيس دبي في مساعدة قوات حركة العدل والمساواة , التي ساعدته في هزيمة القوات الغازية التشادية , ورغبته في اضعاف نظام الانقاذ السوداني .

    لكل هذه العوامل فان القوات الاوربية ربما ساعدت , او غضت الطرف عن عمليات قوات حركة العدل والمساواة , وقوات المعارضة الدارفورية المسلحة الاخرى ضد قوات حكومة الانقاذ النظامية , خصوصا في منطقة الحدود السودانية/التشادية الواقعة تحت سيطرة القوات الاوربية , مما سوف ينذر باضعاف قبضة حكومة الانقاذ العسكرية والامنية , على هذه المنطقة في غرب دارفور .

    سادسا :

    بعد فشل حملة المعارضة التشادية المسلحة , وادعاء نظام الرئيس دبي بأن حكومة الانقاذ وراء هذه الحملة , فإن نظام الرئيس دبي يحاول خلط الاوراق بالانتقام من نظام الانقاذ بمعاقبة لاجئي دارفور . فقد صرحت حكومة الرئيس دبي , يوم الثلاثاء الموافق 12 فبراير , بانها بصدد منع لاجئي دارفور من عبور الحدود الى تشاد , كما فعلت مجموعة مكونة من 12 الف لاجئ دارفوري يوم الجمعة 8 فبراير الماضي , اثر قذف الطيران الانقاذي وميليشيات الجنجويد لمنطقة ابو سروج في غرب دارفور.

    خلط الملف الانساني بخصوص لاجئي دارفور مع ملف الانتقام من نظام الانقاذ , امر غير مقبول , وعلى اي حال لن يؤثر سلبا على حكومة الانقاذ . بل يعقد مشكلة لاجئي دارفور اكثر , وهذا مما قد لا يرضاه لاهله حتى الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة.

    سابعا :

    دعم فرنسا المقدر للرئيس دبي في صد حملة المعارضة المسلحة سوف يضاعف التأثير الفرنسي على القرار السياسي في انجمينا . وقد رأينا كيف ان الرئيس دبي قد سارع واعلن عزمه على العفو عن الفرنسيين الثمانية , مختطفي اطفال تشاد ودارفور , والذين تمت محاكمتهم في انجمينا , وادينوا وحكم عليهم بثمانية سنوات سجنا لكل واحد منهم . وقد قدمت الوزيرة رحمة الله ياد , نيابة عن الحكومة الفرنسية , يوم الجمعة الموافق 8 فبراير , طلب عفو للرئيس دبي من المتوقع ان يوافق عليه كما صرح هو بذلك , فتضيع بذلك حقوق ضحايا هذا الاختطاف من اطفال دارفور , ولن تستطيع حكومة الانقاذ عمل الكثير في هذا الخصوص . ومستقبلا من المتوقع ان تكون حكومة الرئيس دبي مطية في يد باريس اكثر من ذي قبل , مما سوف يؤثر سلبا على العلاقة بين انجمينا والخرطوم في مقبل الايام .

    ثامنا :

    كما ذكرت جريدة Liberation الفرنسية (عدد يوم الاحد 11 فبراير 2008) فقد مدت ليبيا , وبتنسيق مع السلطات الفرنسية , وعبر جسر جوي , حكومة الرئيس دبي بذخيرة مقدرة لدبابات T-55 الروسية الصنع التي يتكون منها الجيش التشادي (15 دبابة) , والتي لعبت دورا مقدرا في سحق القوات الغازية .

    وهذا المحور الجديد تشاد/ليبيا/فرنسا سوف يكون (شوكة حوت) في جنب حكومة الانقاذ مستقبلا .

    تاسعا :

    كما ذكرت جريدة Liberation الفرنسية (عدد يوم الاحد 11 فبراير 2008) فقد مدت اسرائيل , وبتنسيق مع السلطات الفرنسية , حكومة الرئيس دبي , بذخيرة ومعدات حربية متطورة لحرب المليشيات (نظارات ليلية) , ساعدت حكومة الرئيس دبي في هزيمة القوات الغازية . وسوف لن ينسى الرئيس دبي لاسرائيل هبتها لنجدته في ساعة ضيقه . ولا يخفى على القارئ الكريم اهمية الدور الكبير والفاعل الذي يقوم به اللوبي اليهودي والاسرائيلي في الولايات المتحدة واوربا – لنفخ قضية دارفور وشيطنة نظام الانقاذ . والان سوف يجد هذا اللوبي اليهودي مساعدا مهما له في شخص الرئيس دبي لتحريك ملف دارفور عالميا , بعد ان اصاب هذا الملف , مؤخرا , بعض الاعياء والاجهاد .

    عاشرا :

    اكدت معظم الجرائد الفرنسية ضلوع حكومة الانقاذ في تسليح حملة انجمينا وتجهيزها ودللت على ذلك بعدة شواهد منها :

    تصريح وزير الدفاع السوداني للبرلمان السوداني في النصف الاول من يناير 2008 (اي قبل حوالي اسبوعين من بدء حملة انجمينا) , وفي معرض رده على قصف الطيران التشادي لبعض القرى السودانية , وتبشيره للبرلمان بأن هناك اخبارا (سارة) سوف يسمعها اعضاء البرلمان قريبا .

    تصريح السيد وزير الدفاع السوداني , مرة ثانية , بأنه قد طلب من قوات المعارضة التشادية الموجودة في انجمينا , الانسحاب خارج انجمينا , ووقف اطلاق النار حفاظا على الارواح , واستجابت هذه القوات لطلب السيد الوزير فورا وبدون مراجعة ؟ مما يؤكد سيطرته عليها ؟

    صرحت قوات الامن السودانية , بتفاصيل ما قامت به المعارضة التشادية المسلحة عند اقتحامها لانجمينا , وقدمت معلومات مفصلة وحقيقية عن اعداد الدبابات والطائرات والقوات التشادية , خصوصا التي تحرس القصر الرئاسي في انجمينا , مما يبرهن ضلوعها في هذه الحملة .

    هذه الثرثرة (على النيل) اعلاه تؤكد ضلوع حكومة الانقاذ في تجهيز حملة انجمينا الفاشلة . وسوف لن تحصد حكومة الانقاذ في مقبل الايام غير العواصف من الهبايب التي زرعتها في انجمينا , حسب ادعاء جريدة Liberation الفرنسية.

    احدى عشر :

    اعطى مجلس الامن , في بيانه يوم الاربعاء 6 فبراير , الضوء الاخضر لفرنسا
    ( وغيرها من الدول الراغبة في ذلك) للتدخل المباشر لنصرة حكومة الرئيس دبي الشرعية . وزار وزير الدفاع الفرنسي انجمينا في نفس يوم الاربعاء ليؤكد ذلك نيابة عن الرئيس ساركوزي . ذلك سوف يجعل الرئيس دبي في موقف المستأسد على النعامة الانقاذية ؟ بعد ان شم الدم وقال ( حرم ) !

    وذلك سوف يعقد اكثر , حل ملف درافور , المعقد اصلا ؟

    اثني عشر :

    مستقبلا , الكيل سوف يكون بمكيالين , بالنسبة للقوات الاوربية في شرق تشاد , وهي قوات سياسية بامتياز , وربما بالنسبة للقوات الاممية في دارفور التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا , وربما بالنسبة لمجلس الامن ايضا .
    وسوف تحاول هذه القوات ومجلس الامن شيطنة نظام الانقاذ المهزوم , ونفخ وتضخيم كل ما يقوم به من اعمال في دارفور , على سبيل المثال لا الحصر : هجوم القوات النظامية الانقاذية على بعض قرى غرب دارفور يوم الجمعة الموافق 8 فبراير والذي ضخمته ونفخته وكالات الامم المتحدة . وسوف يجد الرئيس دبي وفصائل المعارضة الدارفورية الساحة خالية لهم ليسرحوا ويمرحوا .......

    الم ينتصروا ؟ اليس للمنتصر حقوق ؟

    ثلاثة عشر :

    تقوم حاليا قوات امن الرئيس دبي , بحملة انتقام واغتيالات , ضد زعماء المعارضة التشادية المسالمة الغير حاملة للسلاح . فقد تم القبض يوم 3 فبراير على السيد محمد شوا , رئيس جمهورية تشاد السابق (1979) واقتيد من منزله حافي القدمين , الى مكان مجهول , والسيد محمد صالح ابن عمر , زعيم تجمع الاحزاب المعارضة , وزعماء سياسيين غيرهم كثر . ولم تحرك فرنسا ساكنا امام احتجاج منظمات المجتمع الدولي , وحقوق الانسان , في انجمينا على هذه الحملة الشرسة ضد المعارضين السياسين المسالمين , الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حملة انجمينا المسلحة .

    اصبح الرئيس دبي , بمساعدة فرنسا , فرعون تشاد الجديد . والويل لقبائل الانقاذ في السودان من غضبه ........ كانت تلك ايام نضرات في 1990 عندما طرد اللواء الزبير محمد صالح المعارض ادريس دبي من المأوى السوداني . والان انقلب السحر على الساحر الانقاذي . وتمخضت الطردة فولدت فرعنة .

    اربعة عشر :

    يمكن للاستاذ عبد الواحد النور ان ينام ملئ جفونه عن شوادرها في باريس , ويسهر خلق الانقاذ في الخرطوم جراها ويختصموا . فسوف يتم تجديد اقامته في باريس ولن يضغط عليه احد في باريس لحضور مؤتمر سرت الذي القت به حملة انجمينا الفاشلة في مزبلة التاريخ , على الاقل في الوقت الحاضر .

    ايحسب الانسان يا عبد الواحد ان يترك سدى ؟

    ( تتبع الحلقة الثانية )

    عن سودانايل
                  

02-20-2008, 11:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)


    ويسألونك عن حملة انجمينا

    (الحلقة الثانية)

    ثروت قاسم
    [email protected]

    مقدمة

    هذه هي الحلقة الثانية من ثلاث حلقات في هذا الموضوع .

    في الحلقة الأولى استعرضنا بعضا من تداعيات فشل حملة قوات المعارضة التشادية المسلحة لقلب نظام الحكم في تشاد بالقوة العسكرية .

    وفي هذه الحلقة نحاول استعراض جوانب من الحملة وملابساتها ونختمها بسيرة مختصرة للرئيس دبي .

    وفي الحلقة الثالثة سوف نستعرض , بشيء من التفصيل , الدعم الفرنسي المقدر لقوات الرئيس دبي الذي مكنها من هزيمة حملة انجمينا .

    في الحلقة الاولى استعرضنا بعضا من الاثار السلبية التي حاقت بدارفور واهلها من جراء هذه الحملة , منها هجوم القوات الحكومية السودانية بالطائرات وميليشيات الجنجويد على منطقة نفوذ حركة العدل والمساواة في غرب دارفور , انتقاما من الحركة لمساعدتها قوات الرئيس دبي في حربها ضد القوات الغازية . وكان من تداعيات هذا الهجوم الحكومي على منطقة ابي سروج في غرب دارفور , أن انسحب المخرج السينمائي الامريكي ستيفن سبيلبرج من العمل كمستشار فني لدورة بكين للالعاب الاولومبية (2008) , مطالبا الحكومة الصينية بأن تضغط اكثر على الحكومة السودانية لايقاف نزيف الدم في دارفور . كما ارسلت يوم الخميس الموافق 14 فبراير كوكبة من الحاصلين على جوائز نوبل وغيرهم من الرياضيين والفنانين ورجال السياسة المرموقين في العالم , خطابا للرئيس الصيني في نفس الموضوع . ولكن الرئيس بوش صرح بأنه سوف يذهب للصين للمشاركة في الالعاب الاولمبية مما قلل من تأثير الاجراءات اعلاه . كما طلب الحاج عمر بونقو , رئيس جمهورية القابون , من الاتحاد الاوربي الاسراع في نشر القوات الاوربية ( EUFOR ) , وطلب من هذه القوات العمل على ( فرض ) السلام على حدود دارفور وليس ( حفظ) السلام لعدم وجود سلام اصلا في وعلى حدود دارفور . ولا يخفى على فطنة القارئ الكريم الفرق الكبير بين ( فرض ) و ( حفظ ) السلام.

    وتتوالى وتترى التداعيات ......

    العبرة بالخواتيم

    في الحلقة الاولى ذكرنا ان القوات الغازية انتصرت على قوات الرئيس دبي في موقعة ماساقوت ( 50 كيلومتر شمال شرق انجمينا ) يوم الجمعة الموافق اول فبراير , وقد اشتركت قوات حركة العدل والمساواة مع قوات الرئيس دبي في هذه الموقعة , التي مات فيها القائد الميداني لقوات حركة العدل والمساواة .

    تقهقر الرئيس دبي للعاصمة انجمينا . ولحقت به القوات الغازية , حيث استولت على العاصمة صباح يوم السبت الموافق الثاني من فبراير , وتمترس الرئيس دبي في القصر الرئاسي .

    ثم بدأت الامور تتغير كما سوف نشرح بالتفصيل في الحلقة الثالثة .

    مطار انجمينا به مستودعات البترول والذخيرة وطائرات الجيش التشادي . بعد ان احكمت قبضتها على معظم العاصمة انجمينا , حاولت القوات الغازية اقتحام مطار انجمينا يوم السبت الثاني من فبراير للاستيلاء على مستودعات البترول والذخيرة , ذلك أن مؤنها البترولية وكذلك الذخيرة كانت قد اوشكت على النضوب . ولكن تصدت لها الحامية الفرنسية التي تعسكر في المطار , وصوبت نحوها نيرانا ثقيلة مدعية بأنها بصدد اجلاء الرعايا الفرنسيين والاجانب عن طريق المطار ولن تسمح للقوات الغازية بدخول المطار .

    واسقط في ايدي القوات الغازية .......

    وكان ذلك بداية نهاية الحملة الغازية .

    وبدأت الحامية الفرنسية في التدخل السافر في المعركة كما سوف نفصله في الحلقة الثالثة .

    واستمرت المناوشات في انجمينا يوم الاحد الثالث من فبراير . ثم رمت القوات الغازية بالقفاز , بعد ان كاد تموينها البترولي ان ينضب . وانسحبت من انجمينا وتقهقرت شرقا . وتعسكر حاليا ومنذ يوم الخميس الموافق 7 فبراير في مونقو , عاصمة ولاية قويرا , على بعد 400 كيلومتر شرق انجمينا . ولكنها لم تستسلم بعد !

    وسيطر الرئيس دبي على العاصمة انجمينا . وفي يوم الجمعة 15 فبراير اعلن حالة الطوارئ في تشاد . وبدأت قوات الامن في تفتيش منازل المواطنين وتحركاتهم داخل تشاد للاستيلاء على اي اسلحة غير قانونية والقبض على اي فارين من القوات الغازية . لقد اصبحت الحياة جحيما لا يطاق لكل المواطنين في تشاد .

    أسباب الفشل

    السبب الاساسي لفشل الحملة الغازية كان تصدي الحامية الفرنسية الموجودة في انجمينا , وبالقوة العسكرية , للحركة الغازية عندما ارادت الاخيرة ان تستولي على مطار انجمينا , حيث توجد مستودعات البترول والذخيرة . ذلك ان مئونات الحملة من البترول والذخيرة كانت في طريقها للنضوب بعد موقعة ماساقوت يوم الجمعة اول فبراير ومعارك انجمينا ايام السبت والاحد الثاني والثالث من فبراير. ولذلك اضطرت الحملة للتقهقر ومغادرة انجمينا حفظا على ارواح عناصرها.

    وهناك اسباب ثانوية اخرى ادت الى فشل الحملة , منها على سبيل المثال لا الحصر :

    اولا :

    كان من المتوقع ان تصل انجمينا من الحدود السودانية/التشادية كتيبة تابعة للجنرال محمد نور عبد الكريم ( من القبائل العربية وزعيم فصيل ( FUC ) ) , يوم الجمعة الاول من فبراير , محملة بالمؤن البترولية والذخائر , لدعم الحملة الغازية , ولكنها وصلت متأخرة اسبوعا كاملا , فاضطرت الى اللحاق بالحملة الغازية في مكان تقهقرها في مونقو , ( 400 كيلومتر شرق انجمينا ) بدلا من انجمينا . وقد القى التوم ارديمي الزغاوي زعيم فصيل ( RFC ) باللوم على الجنرال محمد نور عبد الكريم واتهمه بأنه السبب وراء فشل الحملة الغازية .

    وبدأت الملاسنات .....

    ثانيا :

    ليست هناك اي قواسم مشتركة بين الفصائل الثلاثة المكونة للحملة الغازية , وكل شيء يفرق بينها , الا رغبة كل فصيل في الاطاحة بالرئيس دبي لاسبابه الخاصة به. ولذلك فعندما استولت الحملة على انجمينا , يوم السبت الثاني من فبراير , وارادت ان تذيع بيانا من الراديو والتلفزيون , لم تتفق الفصائل الثلاثة فيما بينها على اي فصيل يمكنه اذاعة البيان , واعترف الجنرال محمد نوري القرعاني زعيم فصيل (UFDD) بذلك لوسائل الاعلام فيما بعد .

    ثالثا :

    تمكن النظام السوداني من توحيد الفصائل الثلاثة في ديسمبر 2007 كشرط لدعمه لها , ولكن لم تنجح الفصائل الثلاثة في اختيار زعيم موحد لها , وكان زعيم كل فصيل يعتبر نفسه احق من الاخرين بالزعامة على الحملة .

    رابعا :

    جنود الحملة الغازية كانوا لا يقبلون بتلقي اي اوامر من رؤساء الفصائل الاخرى مما سبب ارتباكا في التسلسل الهرمي للاوامر وتنفيذها يوم السبت الثاني من فبراير في انجمينا . وتجدر الاشارة الى ان الحملة الغازية دخلت انجمينا موحدة , ولكن عند تقهقرها خارج انجمينا , فان كل فصيل تقهقر لوحده .

    خامسا :

    يوم الاثنين الرابع من فبراير نجحت فرنسا في استصدار قرار من مجلس الامن يسمح للدول الاعضاء في الامم المتحدة مساعدة حكومة الرئيس دبي الشرعية في صد العدوان غير الشرعي عليها . وفي مساء نفس اليوم بدأ الجسر الجوي , بتنسيق ومشاركة فاعلة فرنسية , حاملا الذخيرة والمعدات العسكرية المتطورة من ليبيا واسرائيل , على التوالي , لقوات الرئيس دبي الشرعية .

    سادسا :

    اتهم التوم ارديمي زعيم فصيل ( RFC ) الجنرال محمد نوري زعيم فصيل (UFDD) بأنه صنيعة سودانية , وبأنه يريد ارجاع القرعاني حسين هبري الرئيس السابق لتشاد . ورد الجنرال محمد نور بكل عفوية وتلقائية , بأن حكومة الانقاذ تساعد كل فصيل من الفصائل الثلاثة بالتساوي ولا خيار عندها وفقوس . كما اتهم التوم ارديمي الجنرال محمد نور عبد الكريم بأنه منتج ليبي وأنه يود أن يعرب تشاد على حساب قبائلها الافريقية الغالبة .

    وقد اثرت هذه الملاسنات الكلامية بين زعماء الفصائل على فاعلية ووحدة الحملة الغازية .

    ليالي امرؤ القيس

    قطعا لن تنسى تلك الليلة يا طويل العمر , ليلة السبت الى الاحد , الثاني الى الثالث من فبراير , ليل غاله الرعب , كما قال بذلك المحجوب .

    تذكرت صديقك واثيرك من نواحي سقط اللوى الواقعة بين الدخول فحومل . وتذكرت ليله الطويل الذي تمطى بصلبه واردف اعجازا وناء بكلكل . فحاكيته وقلت لهذا الليل , الذي طال واستطال , الا انجلي بصبح , رغم ان الاصباح ليس منه بأمثل.

    وفجأة رن جرس تلفون الغرفة في النزل الذي تقيم فيه . كان موظف الاستقبال يستفسر ان كنت ترغب في الترحيل الى القابون في طائرة سوف تغادر في ظرف ساعة ؟ ففضلت ان ( تنجم ) في انجمينا ....... اليس اسمها العربي من الاستجمام ؟ وذكرك بأن الترحيل مجاني والاقامة في القابون مجانية . ولكنك فضلت ان ( تنجم ) . فجاءتك ضحكته وهو يسألك ان كنت تلبس حجاب شيخ موسى ؟ شيخ موسى ؟ هذا اسم سوف ترجع له لاحقا في هذه المقالة ؟

    نزلت الدرج ( وليس الاسانسير الذي تم تعطيله عن قصد ) الى بهو النزل . فرأيت الحابل والنابل وسمعت الهرج والمرج . كانت هناك كوكبة من علية القوم وزبدة مجتمع المدينة , ومعهم عائلاتهم , فروا من بيوتهم للاحتماء بالنزل المحروس بالحامية الفرنسية . نساؤهم يلبسن الثياب السودانية ...... اذا هم من علية القوم . هكذا ضربة لازب ...... الموضوع لا يحتاج لدرس عصر . الثقافة السودانية من ملبس ومأكل وموسيقى ولغة محصورة في زبدة المجتمع ....... كما الثقافة التركية في البلاد العربية ابان الخلافة العثمانية . فتأمل ؟

    اين جوبا من انجمينا ؟ ولكن ذلك موضوع اخر يا طويل العمر ؟

    تذكرت وانت تنظر الى وجوه القوم آخر سورة عبس ..... وجوه عليها غبرة , ترهقها قترة ..... وجاءك من اعماق الماضي , وانت تنظر الى هذه الوجوه الوجلة , صوت صديقك وحبيبك مرددا :

    سود الوجوه كأنما نسجت لهم

    ايدي السموم مدارعا من قـار

    لا يبرحون ومن رآهم خالهـم

    ابداً عـلى سفـر من الاسفـار

    لله در صديقك الذي يقول هذا الكلام الجميل ؟

    الحامية الفرنسية

    بهو وساحة النزل الذي تقيم فيه في انجمينا يموج بالجنود الفرنسيين المدججين بالسلاح من عناصر الحامية الفرنسية ( EPERVIER) المتواجدة في تشاد (1200 عنصر عسكري) , ضمن اتفاقية الدفاع المشترك بين فرنسا وتشاد (1976) . وهؤلاء العساكر يدققون في هويات كل متحرك في النزل , بغرض تأمين سلامة الرعايا الفرنسيين والأجانب , كما يدعون . فهم دولة داخل دولة , بل أقوى من الدولة المحلية , ولا احد يتجرأ ان يرفع الإصبع أمامهم , فهم الحاكم بأمره .

    ومنذ اندلاع الاضطرابات في انجمينا يوم السبت الموافق 2 فبراير , فإن الحامية الفرنسية تحرس وتأمن , لصالح حكومة الرئيس دبي , كل المواقع الاستراتيجية في انجمينا , وتحول دون سقوطها في أيادي الحملة الغازية . وعكس ما تدعي به السلطات الفرنسية والتشادية , فإن الكل يرى الفرعون العريان ويتظاهر بأنه لا يعرف بأن هذه الحامية الفرنسية , قد كان لها القدح المعلى في دحر قوات المعارضة المسلحة وإفشال مخططها للاستيلاء على السلطة في انجمينا .

    الدعم الفرنسي

    اعترفت الحكومة الفرنسية يوم الجمعة 15 فبراير بأنها قدمت اسلحة ومساعدات لحكومة الرئيس دبي , ساعدها في هزيمة القوات الغازية . سوف نفصل ذلك لاحقا في الحلقة الثالثة من هذه المقالة , ولكن لا بأس من اشارة عابرة , ادناه , الى بعض الدعم الفرنسي الذي مكن الرئيس دبي من دحر القوات الغازية .

    أولا :

    أمنت وحرست الحامية الفرنسية مطار انجمينا وباقي المواقع الاستراتيجية في انجمينا , وحالت دون سقوطها في أيادي القوات الغازية , وحرمت بذلك تلك القوات من الحصول على البترول والذخيرة والمؤن الأخرى التي بدأت تنضب منها , وهي على بعد 800 كيلومتر من مصدر تموينها على الحدود السودانية/التشادية .

    ثانيا :

    قدمت الحامية الفرنسية معلومات استخباراتية لقوات الرئيس دبي عن تحرك القوات الغازية من الحدود السودانية/التشادية صوب انجمينا , ومواقع تجمعها , وعددها وتسليحها ومكامن ضعفها .

    ثالثا :

    عملت السلطات الفرنسية على فتح جسر جوي مع ليبيا وإسرائيل لنقل ذخيرة للدبابات التشادية , الروسية الصنع T-55 , ومعدات حربية متطورة (نظارات ليلية) من ليبيا وإسرائيل , على التوالي .

    رابعا :

    أجلت الحامية الفرنسية الجرحى من قوات الرئيس دبي وقدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة في مستشفى الحامية الفرنسية في انجمينا .

    خامسا :

    قدمت الحامية الفرنسية دعما لوجستيا مقدرا لقوات الرئيس دبي خصوصا , التموين البترولي , وتحديد أماكن تواجد القوات الغازية في انجمينا .

    سادسا :

    عند استبداد القتال في انجمينا يوم السبت الموافق 2 فبراير عرضت الحامية الفرنسية على الرئيس دبي المتمركز في القصر الرئاسي في انجمينا إجلائه إلى مكان امن , ولكن الرئيس دبي رفض ذلك العرض وبقي في قصره مفضلا الاعتماد على حجاب شيخ موسى كما سوف نرى لاحقا .





    مطار انجمينا

    حاولت كتيبة من القوات الغازية مهاجمة مطار انجمينا ولكن قوات الحامية الفرنسية صدتها بنيران ثقيلة . تدعي الحامية الفرنسية إنها تؤمن إجلاء الرعايا الفرنسيين والأجانب عن طريق مطار انجمينا ولن تسمح للقوات الغازية بالاستيلاء عليه . ولكن في حقيقة الأمر تأمين وحراسة مطار انجمينا بواسطة قوات الحامية الفرنسية مكن قوات الرئيس دبي من :

    أولا :

    تأمين مستودعات الذخيرة والأسلحة والبترول الموجودة داخل نطاق المطار ومنع القوات الغازية من الاستيلاء عليها , خصوصا بعد ان بدأت ذخيرتها وبترولها في النضوب .

    ثانيا :

    استعمال طائرات الهيلكوبتر العسكرية ( أربعة طائرات ) Mi-17 و Mi-24 , التي يقودها مرتزقة من المكسيك ( تصور ؟؟ ) لضرب القوات الغازية والرجوع للتزود من المطار , وهكذا دواليك , مما أرغم القوات الغازية للتقهقر خارج نطاق هذه الطائرات القاتلة وخارج انجمينا العاصمة .

    ثالثا :

    إنزال ذخيرة ومعدات حربية متطورة تم شحنها عبر جسر جوي من ليبيا وإسرائيل وبالتنسيق مع باريس وتحت حماية الحامية الفرنسية المرابطة في مطار انجمينا .

    نعم الحامية الفرنسية ومطار انجمينا لعبا دورا مفتاحيا في دحر القوات الغازية , فهل تعي المعارضة التشادية المسلحة هذا الدرس في غزوتها القادمة ؟





    المكونات

    تتكون حملة انجمينا من ثلاثة فصائل معارضة مسلحة لا تجمع بينهم أي قواسم مشتركة ولا أي برامج او رؤى سياسية واضحة ومشتركة لتنمية ودمقرطة تشاد . وإنما يسعى زعيم كل فصيل للاستيلاء على كعكة السلطة وبالتالي الثروة . ( الكعكة ) التي يحتفظ بها ويأكلها لوحده الرئيس دبي كما يقول المثل الإنجليزي . وهذه الفصائل لحمة رأس تمكن نظام الإنقاذ من توحيدها في 16 ديسمبر 2007 كشرط لدعمها .

    وهي حسب الأهمية العسكرية : ( عدد عربات اللاندكروزر المسلحة التي تملكها )

    فصيل الجنرال محمد نوري او اتحاد قوى الديموقراطية والتنمية (UFDD). والجنرال محمد نوري كان مقربا من الرئيس دبي وتركه في عام 2006 عندما كان سفيرا لتشاد في المملكة العربية السعودية . ومحمد نوري من القرعان ويقال انه صنيعة انقاذية . ويعتبره العقيد القذافي العدو رقم واحد لليبيا , لأنه الحق بالقوات الليبية هزيمة نكراء عندما كان يعمل تحت إمرة الرئيس حسين هبري , الرئيس السابق لتشاد , الذي جندته ال CIA في 1981 وصرفت عليه أكثر من نصف مليار دولار لكي يغتال العقيد القذافي . ومن ثم كراهية العقيد الشديدة للجنرال محمد نوري .

    فصيل الأخوان ارديمي المعروف ب تجمع القوى للتغيير ( RFC ) .
    الأخوان تيمان ارديمي والتوم ارديمي أبناء عم الرئيس دبي ( لزم ) . تيمان كان ولمدة طويلة مدير مكتبة وكانوا يطلقون عليه اسم راسبوتين لقسوته . وكان التوم ممسكا بملف البترول وله علاقات قوية مع العذراء كوندي وقد فضح الرئيس دبي بنشره بعض التجاوزات المالية التي تخص الرئيس . والأخوان ارديمي من قبيلة الزغاوة , فرع البديات , التي تتمدد بين تشاد ودارفور . وخلافهم مع الرئيس دبي يرجع أولا وأخيرا لملف البترول والسيطرة عليه . وقد تمردا على الرئيس دبي في ديسمبر 2005 .

    فصيل عبد الواحد عبود ماكاي أو الجبهة المتحدة للتغيير ( FUC ) وعبد الواحد من القبائل العربية ومعه محمد نور عبد الكريم من قبيلة التاما . ومما يجدر ذكره ان محمد نور عبد الكريم قد أصبح وزير دفاع الرئيس دبي بعد فشل حملة عام 2006 . وقد طرده الرئيس دبي من الوزارة في ديسمبر 2007 .

    الفصائل الثلاثة أعلاه كانت قد وقعت اتفاق سلام مع الرئيس دبي في سرت في 26 أكتوبر 2007 تحت رعاية ليبية/سودانية , ولكن للأسف لم يدم ذلك الاتفاق طويلا , وتم نفضه في ديسمبر 2007 , عندما طرد الرئيس دبي الجنرال محمد نور عبد الكريم وزير دفاعه . وقام نظام الإنقاذ بجمع هذه الفصائل الثلاثة وتوحيدها لمواجهة نظام الرئيس دبي , الذي بدأ يتحرش بنظام الإنقاذ ويهدده خصوصا بعد موافقة الاتحاد الاروبي على نشر القوة الأروبية (EUFOR) في شرق تشاد والتي يعتبرها نظام الإنقاذ قوة معادية تهدد سيطرته في إقليم دارفور .

    الرئيس دبي

    ولد الرئيس دبي في فادا ( 1952 ) في الشمال الشرقي الصحراوي في تشاد وهو مسلم من قبيلة الزغاوة , وتخرج طيارا حربيا , وانضم إلى فصيل حسين هبري القرعاني الذي كان وزير دفاع الرئيس جوكوني وداي , وتمرد عليه وأصبح رئيسا لتشاد في 1982 . وارجع حسين هبري الاسانسير بتعيينه دبي قائدا عاما للجيش التشادي , ولكنه تمرد على حسين هبري , وهرب في 1989 إلى السودان , حيث كون جيشه الخاص الذي أطلق عليه اسم الحركة الوطنية للإنقاذ ( MPS ) , مقتبسا كلمة الإنقاذ من أصدقائه الإنقاذيين السودانيين . وفي عام 1990 وبطلب من الرئيس التشادي حسين هبري , خيره اللواء الزبير محمد صالح بين مغادرة السودان او تسليم سلاحه , فاضطر مرغما ( لا بطل ) للزحف من دارفور نحو انجمينا بسلاحه . وتمكن من طرد حسين هبري , الذي فر إلى السنغال . واستولى دبي على السلطة ...... هكذا ؟ وفي 1996 تم انتخابه رئيسا للجمهورية , وتمت إعادة انتخابه في 2001 و 2006 على التوالي .

    وفي عام 2003 أصبحت تشاد منتجة للبترول ...... يا للسعادة !

    مساعدوه وأقرباؤه من قبيلته ( الزغاوة ) اتهموه بأنه لم يساعد كفاية إخوانه زغاوة دارفور ( خصوصا حركة العدل والمساواة ) في حربهم ضد نظام الإنقاذ . ونجا الرئيس دبي بأعجوبة من محاولة انقلاب ضده في مايو 2004 , قادها مساعدوه واقرباؤه .

    وبعد أكتوبر 2005 , زادت حدة العصيان ضده , وهجره معظم مساعدوه كما وضحنا أعلاه . في 14 مارس 2007 , تمكن من إخماد محاولة انقلابية أخرى . وفي نوفمبر/ديسمبر 2007 كان الإنقلابيون قاب قوسين او أدنى من الإطاحة بالرئيس دبي قبل ان يتقهقروا ويعيدوا الكرة هذه المرة في فبراير 2008 .

    شيخ موسى

    يقول لك موظف الاستقبال في النزل الذي تقيم فيه في انجمينا ان الرئيس دبي ( محجب ) ( يلبس حجاب قرآني ) ولن يمسسه سوء من أعدائه . وتستغرب شيئا ان هذا الموظف , وهو من قبيلة الزغاوة , يردد هكذا خزعبلات في فرنسية مبينة فتسأله مستغربا , وأنت تردد في رأسك ( ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير ولما مسني السوء ) , ومن يا ترى يكتب الحجاب للرئيس دبي ؟ فيرد عليك بأنه شيخ موسى ...... شيخ باتع من شيوخ قبيلة المساليت في نيالا جنوب دارفور ومن حفظة القرآن وراعي مدارس القرآن .

    وتفترض يا طويل العمر ان الاسم حركي وان لا وجود لهكذا شيخ , حتى أكدت لك ذلك , من تثق فيها , وزادت بأن شيخ موسى ( يحجب ) رئيس جمهورية جزر القمر وآخرين كثر , ورغم ذلك تنسى هذه الخزعبلة وأنت موقن بأنه لا وجود لهكذا شخصية خرافية إلا في أساطير دارفور وتراثها الشعبي . ( تتبع الحلقة الثالثة )
                  

03-16-2008, 11:03 AM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)




    U.N. Secretary General Ban Ki-moon attends a meeting on the conflict between Chad and Sudan at the Presidential Palace in Dakar, Senegal, Wednesday, March. 12, 2008. A promised peace deal between Chad and Sudan was at least delayed and potentially scuttled when the Sudanese president failed to show for talks in Senegal's capital on the eve of an Islamic summit. Wade, who declared last week that he had brokered a deal between the feuding nations and only the formal signing remained, said the talks would go forward Thursday morning on the sidelines of the summit.
                  

02-21-2008, 08:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    القديم والجديد في العلاقات السودانية التشادية

    حامد جربو
    السعودية



    يأتي الحديث عن العلاقات السودانية التشادية , في سياق العلاقات التاريخية

    التي تربط دول الشريط السوداني الممتد من إثيوبيا شرقاً حتى موريتانيا غرباً

    ويضم هذا الشريط بالإضافة إلى هاتين الدولتين: اريتريا , السودان, تشاد ,النيجر, مالي

    يتداخل كل دولتين متجاورتين من هذه الدول عبر حدودهما تداخلاً وتمازجاَ لا

    يكاد يشعر المتنقل عبرهما بفارق عرقي أو ثقافي أو اجتماعي ملموس , إذا استثنينا

    عنصر اللغة والمزاج القطري بعامل الحدود السياسية المصطنعة على هوى استعمار

    الغربي في مطلع القرن الماضي , 0

    تاريخياً يسمى هذا الشريط , بشريط السوداني, ويسميها البعض , بأفريقيا السمراء

    " تحت الحمراء, فوق السوداء " أي الحد الفاصل بين إفريقيا سوداء القحة , والساحل

    الشمالي ذو ملامح خليط من العربية , والأمازيقية , والبربرية , 0 لا يمكن الحديث عن

    العلاقة بين هذه الدول دون النظر إلى طبيعة التداخل الجغرافي والعرقي والثقافي

    لمكونات هذه الدول, وتأثير هذه المكونة في البنية السياسية والاقتصادية والأمنية

    لكل دولة, وانعكاساتها على مدى القصير والطويل سلباٌ وإيجابا على جيرانها

    بصورة مستمرة سلما وأمنا , طبقاً للرابط التاريخي والجغرافي الباين 0

    هذه الدويلات التي العبث الغربيون في تفاصيلها , ليس كما يجب أو كما ينبغي أن تكون

    بل على هوي استعمار الغربي على قدر تأمين مصالحه واستراتيجياته آنذاك في القارة

    السمراء , فصلت الدول والقوميات على النزق الغربي فلذا وجدت المجموعات

    المتباينة والمتناقضة نسبياً نفسها في منظومة سياسية واحدة, وآخري متقاربة

    عرقياً ومتجانسة ثقافياً في دويلات شتى تفصلها حدود سياسية في الرقعة

    الجغرافية التي نشأوا فيها , وأفرزت هذا الوضع الغريب صراعاً وعراكاً

    واحتكاكاً مستمراً منذ الاستقلال حتى اليوم على الحدود المشتركة بين هذه الدول

    انعكس سلباً على الروابط التاريخية بين هذه الشعوب , وعلى السلطة المركزية

    في الدولة , هذا ما حصل ويحصل بين دول القارة السمراء حتى الآن , 0

    هذا التوتر الذي يحدث من وقت لآخر في المناطق الحدودية بين هذه الدول , لا

    يجب أن يفهم في سياق الخيانة الوطنية أو العمالة لطرف دون الآخر , ولكن

    الوضع طبيعي بالنظر إلى جغرافيا التقسيم هذه الدويلات , وربما تكون هناك

    ازدواجية الولاء للدولتين , ليس غريباً بسبب امتداد العرقي والأثني والثقافي الذي

    يربط تاريخ وجغرافيا المنطقة يأبى الفكاك تحت أي ظرف , ولم تستطع هذه الدول

    تغير الواقع الماثل أمامهم مهما قويت قبضتها أو صلبت مركزيتها بأي حال 0

    إذا كنا بصدد الحديث عن العلاقات السودانية التشادية , هناك تشابه وثيق بين

    البلدين في الخلفية التاريخية والسياسية , وفي توزيع الأثني والثقافي على

    جغرافيا البلدين0 تاريخياً , هنالك ممالك إسلامية سبقت قيام الدولتين الحديثتين

    شهدت بلاد تشاد ممالك إسلامية عريقة , مثل" كانم" "وباقرما" على بحيرة شاد

    وبرقو أو "وداي " على شرقها , وفي السودان , سلطن الداجو , التنجر , الفور

    في غرب السودان وسلطنة الزرقاء أو الفونج في سنار, 0

    وفي شمال تشاد تقطن مجموعات إسلامية , شبه رعوية ,عربي الهوى

    والثقافة , وفي الجنوب تقطن مجموعات قبلية افريقية الهوى والهوية ,

    تعتنق المسحية والإسلام إلى جانب المعتقدات المحلية , وهذا الوضع يماثل

    السودان تماماَ , 0 سياسياً هناك صراعاً دموياً وحرباً أهلية منذ لاستقلال في

    كلتا البلدين , اندلع التمرد في جنوب السودان قبيل إعلان الاستقلال في السودان

    في عام 1955م " حركة أنانيا (1), وفي تشاد انطلقت جبهة" فرولينا" في

    نهاية الستينيات من القرن الماضي بعيد استقلال تشاد على ما أعتقد , واشتدت

    وحميت وطيسها في السبعينيات , 0

    منذ الاستقلال حتى الآن تعاقبت ست حكومات على السودان , : حكومة الاستقلال

    بقيادة إسماعيل الأزهري , وحكومة الفريق عبود (1958 – 1964م ), وحكومة

    الديمقراطية الأولى ( 1964 – 1969م ) , وحكومة مايو من (ة1969 – 1985م )

    وحكومة الديمقراطية الثانية ( 1985 – 1989م ) , وحكومة الإنقاذ من (1989م

    حتى الآن ,0 وتعاقبت على جمهورية تشاد ست حكومات ايضاً : حكومة مابعد

    الاستقلال , وحكومة "فرنسوا تمبل باي" , وحكومة "فلبس مالوم" , وحكومة "جكوني عويدي"

    وحكومة حسين هبري , وحكومة إدريس دبي , - عذراً لا أذكر التواريخ – 0 وهناك أيضا تماثلاَ

    مناخياً , في شمال تشاد مناخ صحراوي قليل الأمطار والنبات , وفي الجنوب مناخ

    شبة استوائي ممطر معظم فصول السنة , ويغطى القطاع النباتي مناطق شاسعة في جنوب

    البلاد , وكذا المناخ في السودان , هناك تماثل في كثير من ملامح الحياة بين الدولتين

    لا يسع الوقت لسردها ونكتفي بهذا القدر , 0

    لا تستقيم العلاقة بين الدولتين إذا تعاملت الدولتان بردود أفعال الوضع القائم الآن

    على الحدود بين البلدين , هذا الوضع الذي يتحمل السودان الجزء الأكبر

    في تأجيجه وافتعاله على خليفة ثورة في دارفور ضد المركز في الخرطوم , جعل

    العلاقة بين البلدين تخرج من إطارها الطبيعي إلى مرحلة يتسم بالمساومة والمقايضة

    بقضايا ومصالح ومطالب مصيرية وجوهرية لقوميات تقطن هذه المنطقة الحدودية ,

    ولئن كان الجانب السوداني هو الساعي والمتآمر على تصفية القضية على هذا

    النحو إلا أن الجانب التشادي وجد نفسه أمام أمرين أحلاهما مر, أما أن يقاتل

    التمرد ( مرتزقة السودان ) المدعومة بمليشيات الجنجاويد ,أو يقطع الطريق

    لثوار دارفور , ذلك بطرد القيادات من المدن التشادية , وخاصة العاصمة , وغلق

    الحدود أمامهم , وتسير دوريات مشتركة مع القوات السودانية على الحدود الغربية

    تلقاء هذا الوضع المتأزم والمتأجج بين البلدين يجب على الحريصين على علاقة

    سوية بين البلدين أمعان النظر في عمق التاريخي والإقليمي والمكون الجغرافي

    لشعوب المنطقة , الذي يجعل التداخل وتبادل المنافع والتعايش أمراً حتمياً لا مناص

    منه , بالمعطيات الواقع التي ذكرناها , 0

    لا تستقيم العلاقة بين البلدين إلا بإعادة النظر , أو تغيير مفهوم السائد لدي السودان

    اتجاه تشاد , بأن كل من ينطلق من أرضه بإمكانه تغيير النظام في تشاد , على

    غرار ,خطة هبري, ورئيس إدريس دبي , وفات على الكثيرين أن ذاك

    العهد قد مضى , وما عادت تنفع محاولات النظام في الخرطوم في تغير النظام بالطريقة

    التقليدية القديمة , 0

    تستقيم العلاقة بين البلدين إذا نظر كل منهما الآخر , كبلد شقيق , وأنهما ذا

    ثقافة وتاريخ مشترك , وكذا المستقبل والمصير , ولا ينبغي أن ينظر إلى تشاد

    مجرد مستعمرة فرتكوفونية لا تربطه صلة بالسودان, الذي يعتبر عضواً في

    جامعة الدول العربية , وصاحب مؤسسات تعليمية ومدنية عريقة مقارنة

    بدول الجوار الأفريقية , وصاحب تجربة سياسية وديمقراطية مستنيرة , وٍارث

    دبلوماسي متقدم , وموارد اقتصادية ضخمة ,بإجماع العالم , بالمقارنة

    مع جارة تشاد , الدولة الصحراوية الصغيرة , ليست لها موارد اقتصادية كبيرة

    ولم تنعم باستقرار نسبي منذ الاستقلال بقدر الذي تجعله من ترتيب أولوياتها

    فالمستعمر الفرنسي لم يبذل جهداً في تعمير هذا البلد الصحراوي , ولم يترك

    مؤسسات تعليمية مقننة , ولا خدمة مدنية منضبطة , مثل ما ترك الانجليز في

    السودان , بل تركوها محض حامية فرنسية أو معسكر استراتيجي لجيشها, ولذا

    نجد هناك تفاوت في التعليم وفي ارث المدني التراكمي بين البلدين, مما جعل

    البعض يتخذ من هذا التفاوت النسبي مصدر فخر وإعزاز, ومتهماً الطرف الآخر

    بالتخلف والبدائية 0

    يجب أن تعلم جارة تشاد أن السودان على رغم أن " بابه يجيب الريح " أحيانا مع

    ذلك لا تستطيع تشاد أن ستتغنى عنه بشهادة التاريخ , يعتبر عمقها الاقتصادي والإستراتيجي

    وملاذ آمن لكثير من شعبها , و منهل الثقافي ومرجع الديني والمذهبي لها, بفضل الروابط

    التاريخية والجغرافية والثقافية التي ذكرناها , بمثابة الشقيق الأكبر,أو الأخت الكبرى " عبلة "0

    تعتبر المنطقة الغربية المتاخمة لتشاد (دارفور –أو سلطنة دارفور قديماً ) من المناطق

    المتميزة تاريخياً , ونشطة تجارياً, إذ يربط السودان بالجماهيرية الليبية الدولة

    الغنية بالنفط على ساحل البحر المتوسط , وبمصر عن طريق الصحراء (درب الأربعين )

    المشهور عبر التاريخ , وبدول غرب الأفريقي مثل تشاد نيجريا موريتانيا,الخ00

    استفادت الدولة السودانية من هذه العلاقة التاريخية أيما فائدة , إذ نشطت حركة

    تجارية بين إقليم دارفور وهذه الدول , ولا سيما النصف الأخير من القرن

    الماضي , وكانت إيرادات المنافذ الغربية من الجمارك وعائدات الصادر

    والوارد تغذي خزين الدولة السودانية بصورة مستمرة , 0في الثمانينيات

    كان جمارك مليط , ينافس ميناء بور تسودان , وفي عام 1994م بلغت الحصيلة

    الشهرية لجمارك كتم أكثر من 40مليون جنيه , مع أن إيرادات المحافظة من الضرائب

    والزكاة والريع أقل من 6مليون جنية في الشهر, 0

    لا شك أن إنسان دارفور كابد جور الطبيعة , وظلم المركز, سهوا أو تعمداً

    أي أن إنسان دارفور ضحية التاريخ والجغرافيا معاً, تحت هذه الظروف المؤسفة

    اضطر النزوح داخلياً والهجرة خارجياً , ودخل الإقليم في سلسة من الاحتجاجات

    وانتفاضات , وفي الآخر تشكلت ثورة عارمة اجتاحت الإقليم برمته , وتستقيم

    العلاقة بين السودان وتشاد بمداواة العلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياَ , حينها

    تعود المنطقة إلى سيرتها الأولى 0

                  

02-21-2008, 08:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    العلاقات السودانية التشادية بين فوبيا وبراغماتية 0(2)
    حامد جربو
    السعودية

    كتبنا من قبل في هذا (site) عن العلاقات السودانية التشادية ,

    وذكرنا أن العلاقة بينهما اتسم بالخوف الدائم رغم المصالح المتبادلة

    بين الشعبين في جميع الأصعدة 0
    قدمت حكومة الإنقاذ في بداية عهدها دعماَ سخياَ وفي جميع المجالات
    لحكومة التشادية, كان هناك عدد كبير من الطلاب الشاديين يدرسون في
    الجامعات السودانية بمنح مقدمة من الحكومة السودانية , وعسكريون

    يتدربون في الكلية الحربية السودانية , واستخدمت تشاد الموانئ السودانية

    في الاستيراد والتصدير , وكانت الحدود السودانية التشادية مفتوحة وتبادل

    الاستخباري بين البلدين (عيانا )0

    وفي المقابل فتحت الحكومة التشادية لحكومة الإنقاذ التي تكابد الحصار من

    الدول الغربية ومن أصدقائها من دول الجوار بسبب مشروعها الحضاري

    المزعوم , فرص الاستثمار والحركة وكانت جسراَ لدول غرب أفريقيا ,

    بالإضافة إلى دعم تشاد لمواقف الإنقاذ في محافل الدولية والإقليمية ,

    وانحيازها التام إلى جانب السوداني من دون تردد 0

    هكذا كانت العلاقة بين البلدين حتى نهاية عام 2000م , عندما رصدت

    الاستخبارات التشادية تجمعات يعتقد أنها مناوئة لنظام دبي في معسكرات

    بدارفور غربي السودان , وأبدى النظام في تشاد انزعاجه من هذه المعسكرات

    كما عبر عن قلقه من اختراق الجنجاويد لحدوده من وقت لآخر بحجة مطاردة

    اللصوص والنهب المسلح , ولكن حكومة الإنقاذ كانت ومازالت تنفي ما تدعيه

    الحكومة التشادية باستمرار 0

    دخلت العلاقات السودانية التشادية منعطفاَ حرجاَ بعد اندلاع الثورة في دارفور

    ألقت بظلالها على البنية الأمنية والإستراتيجية بين البلدين , ويرجع ذلك لافتقار

    النظامين لرؤى تنسيقية مسبقة تمكنهما من حل المعضلات الطارئة , ولم يكن

    لهما أدنى تصور لما توؤل إليها الأمور بعد الحرب , ومما زاد الطين بلة وعقد

    العلاقة بين البلدين أكثر , ربط النظام في الخرطوم ما يجري في دارفوربنظام

    الرئيس إدريس دبي في تشاد , ويعتقد جازماَ وبدون تحفظ بأن ثوار في دارفور

    يجدون دعماَ مادياَ ومعنوياَ ولوجستياَ من الرئيس إدريس دبي , كان ذلك افتراضاَ

    سيق على هذا النحو : معظم قادة الثوار في دارفور من قبيلة الزغاوة والرئيس

    دبي هو منهم ,ما الذي يمنع من أن يقدم لهم دعماَ سخياَ!! , - بالرغم من أن

    مصالح الحكومة التشادية في السودان تحول دون ارتباط النظام في تشاد بأي

    طرف لا يرضي الحكومة السودانية إلا أن النظام في الخرطوم صدق ما يعتاده

    من توهم , وحمل ما يجري في دارفور إلى الرئيس إدريس دبي ونظامه 0

    عقلية النظام في الخرطوم بعد فراق البشير والترابي تسيطر عليها القبلية

    والجهوية , كانت ومازالت منطلقاتها جهوية أو قبلية صرفة, ونظر إلى قضية

    دارفور بهذا المنظار وربطه بتشاد دون هدى أو برهان مبين , وفشلت كل

    المحاولات الجادة من المسؤولين التشاديين لاٍقناع النظام في الخرطوم بأن ما

    يحصل في دارفور هو شأن سوداني خالص , وليس لحكومة التشادية أي مصلحة في

    تأجيج الوضع وخلق توتر بين البلدين , والتقى الرئيسان أكثر من مرة في كل

    الفاشر والجنينة وغيرهما لنفس الغرض ولم يجدي نفعاَ , واستمرت الاتهامات

    المتبادلة بين الدولتين في تصاعد 0

    وبإيعاز من المعارضة التشادية في السودان قامت الاستخبارات السودانية قبل

    عامين بتجميع وتدريب مجموعة من أبناء القبائل المشتركة بين السودان وتشاد

    (العرب –التاما – البرقو – الزغاوة ) بقيادة (commando ) محمد نور

    الضابط السابق في الجيش التشادي , أبن سلطان التاما بقريضة (شرق

    تشاد ) لاستيلاء على السلطة والإتاحة بالرئيس دبي, ومن ثم التفاف

    حول الثوار في دارفور من الخلف , ولكن فشلت الخطة ,وانهزم المعارضة

    التشادية على أعتاب انجمينا وفر محمد نور0

    لاشك أن هزيمة محمد نور كانت ضربة مؤلمة لنظام في الخرطوم الذي

    وضع آمالاَ كبيرة على هذه الحملة , وفضحت الأجهزة الأمنية السودانية

    عندما أفشى الأسرى في انجمينا كل ما تم بين المعارضة التشادية والاستخبارات

    السودانية من دعم وتدريب وتجهيز للحملة 0وكانت المحاولة الأخيرة , هي الأكبر

    وأكثر تنسيقاَ وعتاداَ وعدة , خطط لها وزير الدفاع السوداني , عبد الرحيم محمد

    حسين مع رئيس الاستخبارات للإتاحة بالرئيس إدريس دبي , وصرح الوزير نفسه

    عن إخبار سارة في المجلس الوطني ,- ترقبوا أخبار سارة في أيام القادمة – يقال أن

    الوزير أتخذ في مدينة الجنينة غربي السودان غرفة عمليات , منها يدير المعارك في

    عمق جمهورية تشاد حتى انجمينا عاصمة البلاد0

    هناك قناعة عند كثير من ساسة في السودان , خلاصتها تقول :

    يمكن لأي معارضة مسلحة تشادية مدعومة من الحكومة السودانية

    الاستيلاء على السلطة في تشاد بيسر , ويضربون لك مثلاَ بحالات

    مماثلة , قوة مسلحة انطلقت من السودان وحكمت تشاد , حسين هبري

    والرئيس الحالي إدريس دبي , ولكن فات على الساسة النظام في الخرطوم

    أن الذين أداروا المعارك وأطاحوا بالأنظمة في تشاد منذ الثمانينيات هم الآن

    في السلطة في تشاد ,ثم إن حملة وزير الدفاع المدعومة من النظام في الخرطوم

    (المؤتمر الوطني ) عناصره يتألف من فلول الجنجاويد ومن أبناء المهشمين

    وفاقد التربوي من أبناء السودان, وعناصر مرتزقة من النظام في الخرطوم ,

    كيف لكتيبة تتألف عناصره من هذه الشتات أن تنتصر0؟

                  

02-21-2008, 08:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    العلاقات السودانية التشادية بين فوبيا وبراغماتية 0(2)
    حامد جربو
    السعودية

    كتبنا من قبل في هذا (site) عن العلاقات السودانية التشادية ,

    وذكرنا أن العلاقة بينهما اتسم بالخوف الدائم رغم المصالح المتبادلة

    بين الشعبين في جميع الأصعدة 0
    قدمت حكومة الإنقاذ في بداية عهدها دعماَ سخياَ وفي جميع المجالات
    لحكومة التشادية, كان هناك عدد كبير من الطلاب الشاديين يدرسون في
    الجامعات السودانية بمنح مقدمة من الحكومة السودانية , وعسكريون

    يتدربون في الكلية الحربية السودانية , واستخدمت تشاد الموانئ السودانية

    في الاستيراد والتصدير , وكانت الحدود السودانية التشادية مفتوحة وتبادل

    الاستخباري بين البلدين (عيانا )0

    وفي المقابل فتحت الحكومة التشادية لحكومة الإنقاذ التي تكابد الحصار من

    الدول الغربية ومن أصدقائها من دول الجوار بسبب مشروعها الحضاري

    المزعوم , فرص الاستثمار والحركة وكانت جسراَ لدول غرب أفريقيا ,

    بالإضافة إلى دعم تشاد لمواقف الإنقاذ في محافل الدولية والإقليمية ,

    وانحيازها التام إلى جانب السوداني من دون تردد 0

    هكذا كانت العلاقة بين البلدين حتى نهاية عام 2000م , عندما رصدت

    الاستخبارات التشادية تجمعات يعتقد أنها مناوئة لنظام دبي في معسكرات

    بدارفور غربي السودان , وأبدى النظام في تشاد انزعاجه من هذه المعسكرات

    كما عبر عن قلقه من اختراق الجنجاويد لحدوده من وقت لآخر بحجة مطاردة

    اللصوص والنهب المسلح , ولكن حكومة الإنقاذ كانت ومازالت تنفي ما تدعيه

    الحكومة التشادية باستمرار 0

    دخلت العلاقات السودانية التشادية منعطفاَ حرجاَ بعد اندلاع الثورة في دارفور

    ألقت بظلالها على البنية الأمنية والإستراتيجية بين البلدين , ويرجع ذلك لافتقار

    النظامين لرؤى تنسيقية مسبقة تمكنهما من حل المعضلات الطارئة , ولم يكن

    لهما أدنى تصور لما توؤل إليها الأمور بعد الحرب , ومما زاد الطين بلة وعقد

    العلاقة بين البلدين أكثر , ربط النظام في الخرطوم ما يجري في دارفوربنظام

    الرئيس إدريس دبي في تشاد , ويعتقد جازماَ وبدون تحفظ بأن ثوار في دارفور

    يجدون دعماَ مادياَ ومعنوياَ ولوجستياَ من الرئيس إدريس دبي , كان ذلك افتراضاَ

    سيق على هذا النحو : معظم قادة الثوار في دارفور من قبيلة الزغاوة والرئيس

    دبي هو منهم ,ما الذي يمنع من أن يقدم لهم دعماَ سخياَ!! , - بالرغم من أن

    مصالح الحكومة التشادية في السودان تحول دون ارتباط النظام في تشاد بأي

    طرف لا يرضي الحكومة السودانية إلا أن النظام في الخرطوم صدق ما يعتاده

    من توهم , وحمل ما يجري في دارفور إلى الرئيس إدريس دبي ونظامه 0

    عقلية النظام في الخرطوم بعد فراق البشير والترابي تسيطر عليها القبلية

    والجهوية , كانت ومازالت منطلقاتها جهوية أو قبلية صرفة, ونظر إلى قضية

    دارفور بهذا المنظار وربطه بتشاد دون هدى أو برهان مبين , وفشلت كل

    المحاولات الجادة من المسؤولين التشاديين لاٍقناع النظام في الخرطوم بأن ما

    يحصل في دارفور هو شأن سوداني خالص , وليس لحكومة التشادية أي مصلحة في

    تأجيج الوضع وخلق توتر بين البلدين , والتقى الرئيسان أكثر من مرة في كل

    الفاشر والجنينة وغيرهما لنفس الغرض ولم يجدي نفعاَ , واستمرت الاتهامات

    المتبادلة بين الدولتين في تصاعد 0

    وبإيعاز من المعارضة التشادية في السودان قامت الاستخبارات السودانية قبل

    عامين بتجميع وتدريب مجموعة من أبناء القبائل المشتركة بين السودان وتشاد

    (العرب –التاما – البرقو – الزغاوة ) بقيادة (commando ) محمد نور

    الضابط السابق في الجيش التشادي , أبن سلطان التاما بقريضة (شرق

    تشاد ) لاستيلاء على السلطة والإتاحة بالرئيس دبي, ومن ثم التفاف

    حول الثوار في دارفور من الخلف , ولكن فشلت الخطة ,وانهزم المعارضة

    التشادية على أعتاب انجمينا وفر محمد نور0

    لاشك أن هزيمة محمد نور كانت ضربة مؤلمة لنظام في الخرطوم الذي

    وضع آمالاَ كبيرة على هذه الحملة , وفضحت الأجهزة الأمنية السودانية

    عندما أفشى الأسرى في انجمينا كل ما تم بين المعارضة التشادية والاستخبارات

    السودانية من دعم وتدريب وتجهيز للحملة 0وكانت المحاولة الأخيرة , هي الأكبر

    وأكثر تنسيقاَ وعتاداَ وعدة , خطط لها وزير الدفاع السوداني , عبد الرحيم محمد

    حسين مع رئيس الاستخبارات للإتاحة بالرئيس إدريس دبي , وصرح الوزير نفسه

    عن إخبار سارة في المجلس الوطني ,- ترقبوا أخبار سارة في أيام القادمة – يقال أن

    الوزير أتخذ في مدينة الجنينة غربي السودان غرفة عمليات , منها يدير المعارك في

    عمق جمهورية تشاد حتى انجمينا عاصمة البلاد0

    هناك قناعة عند كثير من ساسة في السودان , خلاصتها تقول :

    يمكن لأي معارضة مسلحة تشادية مدعومة من الحكومة السودانية

    الاستيلاء على السلطة في تشاد بيسر , ويضربون لك مثلاَ بحالات

    مماثلة , قوة مسلحة انطلقت من السودان وحكمت تشاد , حسين هبري

    والرئيس الحالي إدريس دبي , ولكن فات على الساسة النظام في الخرطوم

    أن الذين أداروا المعارك وأطاحوا بالأنظمة في تشاد منذ الثمانينيات هم الآن

    في السلطة في تشاد ,ثم إن حملة وزير الدفاع المدعومة من النظام في الخرطوم

    (المؤتمر الوطني ) عناصره يتألف من فلول الجنجاويد ومن أبناء المهشمين

    وفاقد التربوي من أبناء السودان, وعناصر مرتزقة من النظام في الخرطوم ,

    كيف لكتيبة تتألف عناصره من هذه الشتات أن تنتصر0؟

                  

03-16-2008, 11:07 AM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)





    Sudanese President Omar Hassan al-Bashir (L) shakes hands with Chad's president Idriss Deby as Gabon President Omar Bongo (bottom left), U.N. Secretary-General Ban Ki-moon (top) and Senegal's president Abdoulaye Wade (C) look on after the signing of a peace deal during the Organisation of Islamic Conference (OIC) summit in Dakar, March 13, 2008. Sudan's President Omar Hassan al-Bashir and his Chadian counterpart Idriss Deby signed a peace agreement on Thursday meant to end cross-border rebel attacks in a region which includes Sudan's war-torn Darfur. The signing, witnessed by U.N. Secretary-General Ban Ki-moon and Senegal's President Abdoulaye Wade, followed talks in Dakar meant to revive a string of bilateral pacts that have failed to end fighting on both sides of the Chad-Sudan border
                  

03-16-2008, 11:02 AM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)




    Senegalese President Abdoulaye Wade, left, walks with Sudanese President Omar al-Bashir as al-Bashir arrives for the Organization of the Islamic Conference summit, at the airport in Dakar, Senegal Wednesday, March 12, 2008. On the eve of Thursday's OIC summit, Wade will host talks between the leaders of Chad and Sudan in a bid to stop them from supporting each other's rebel groups, a step that could help calm Darfur and other areas along their shared border.
                  

02-21-2008, 04:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    العدد رقم: 817 2008-02-20

    تشاد والغرب... مكافحة الإرهاب والخطر الأصفر!

    تحليل سياسي: محمد لطيف

    أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوربي الإعتداءات العسكرية التي تعرضت لها العاصمة التشادية انجمينا قبل أسابيع.. الرئيس الفرنسي من جانبه قال إن ادانة مجلس الأمن لتلك الإعتداءات في وقت سابق كانت بمثابة الضوء الأخضر لفرنسا لدعم حكومة الرئيس ديبي.. والمؤكد الآن أنه حين كانت قوات المعارضة التشادية تدق بعنف على أبواب قصر ديبي كانت باريس تتصل بالخرطوم لتتدخل لضمان سلامة الرئيس إدريس ديبي.. فكيف تغيّر الموقف الفرنسي؟ يعتقد كثير من المراقبين أن تصريحين قد قلبا موازين الصراع التشادي التشادي.. أحدهما من الخرطوم والآخر من انجمينا.. أما تصريح الخرطوم فلم يكن تصريحاً رسمياً، ولكنه كان كافياً لإيقاظ قرون استشعار الغرب.. وهو الذي اطلقه كاتب اسلامي معروف متزامناً مع بدء الهجوم تنبأ فيه بقرب قيام دولة عربية جديدة في أفريقيا.. (ربما استناداً إلى أن أكثر من (60%) من سكان تشاد من أصول عربية).. أما التصريح الثاني والذي (تم الناقصة) فذاك الذي أطلقه مسؤول تشادي بارز في حكومة ديبي قال فيه إن بلاده (تتعرَّض لهجوم إرهابي)..!!!
    وبعد ذلك.. ومهما تحدثت باريس عن دور حيادي، فالمؤكد أيضاً أنه وللمرة الثانية تتدخل الأخيرة لدعم حكومة الرئيس ديبي.. ولم يكن مفاجئاً أن يسارع الأخير وقبل الفراغ من إعادة ترتيب بيته الداخلي بالإعلان عن استعداده العفو عن المواطنين الفرنسيين المدانين باختطاف أطفال دارفور!!
    إذن.. يبدو أن باريس التي ترددت في بداية الصراع تم دفعها دفعاً لمراجعة موقفها الأول.. والمعلوم أيضاً أنه ومنذ أن نالت تشاد استقلالها أوائل الستينيات فإن أي قوة متمردة تبلغ أبواب قصر الرئاسة في انجمينا كان في مقدورها بكل يسر أن تسيطر على الدولة وتسقط النظام القائم.. وباستمرار كان الدعم الخارجي حاضراً.. هكذا وصل جوكوني وداي إلى السلطة بدعم من الرئيس القذافي.. وهكذا وصل حسين حبري إلى السلطة بدعم من الرئيس نميري.. وهكذا وصل إدريس ديبي الى السلطة بدعم من الرئيس البشير.. أما هذه المرة فقد جاء التدخل الخارجي لصالح النظام القائم..!! أيضا.. لماذا...؟ ذلك أن تشاد لم تعد تلك الحديقة الخلفية المهملة لفرنسا.. فقد غدت تشاد دولة نفطية.. والأهم من ذلك أن الاستثمارات الأمريكية في حقول النفط التشادي قد تجاوزت الخمسة مليارات دولار عند مستوى تأسيس الحقول.. والسبب من هذا لم يكن مفاجئاً أن تتحرك الإدارة الجمهورية في واشنطن لا لحماية إدريس ديبي بل لحماية المصالح النفطية الأمريكية في تشاد.. ليس هذا فحسب.. فديبي ومنذ نحو عامين بدأ يفتعل معارك مع شركات النفط مثل شفرون، تكساس وبتروناس حين هدد بطردها بحجة عدم سداد الضرائب للدولة واخيراً يلوح ديبي بإبعاد الغرب والإقتراب من الصين.. وكل هذا من ما فرض على الغرب خطب ود الرئيس ديبي بأي ثمن.. وليس أثمن من المحافظة على نظام حكمه..! ولهذا أيضاً.. لم يكن مفاجئاً أن يقول مسؤول حكومي في الخرطوم (لن نحارب فرنسا) رغم أن الحديث كان عن تشاد... إذن.. أي مغامرة في تشاد غدت جدُّ محفوفة بالمخاطر..!


    السودانى
                  

03-12-2008, 05:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    الناطق باسم المعارضة التشادية يزور «اخبار اليوم» ويكشف اسرارا جديدة حول دخولهم و
    بتاريخ 4-3-1429 هـ


    الناطق باسم المعارضة التشادية : قبل ان اتوجه لباريس بعد ساعات اؤكد اننا عائدون لانجمينا دون ادنى شك
    كتب : رئيس التحرير

    ü فوجئت بعد منتصف ليلة امس بزيارة من السيد عبد الرحمن احمد غلام الله عبد الرحمن الناطق الرسمي بإسم المعارضة التشادية والذي كنت قد هاتفته بانجمينا بعد ساعات من وصولهم لقصر الرئيس دبي حيث اعلن لي يومها ان مفتاح الاذاعة التشادية في جيبه، وتلا لي البيان الاول الذي كان من المفترض ان تتم اذاعته صباح نفس اليوم الذي صدر فيه عددنا يومها، ونعيد نشر ذلك الحوار الهاتفي المثير في ختام هذا الحوار.
    ü وكان من المفترض ان يزورني السيد عبد الرحمن غلام الله قبل يومين كما اخبرني الاستاذ عمر صديق البشير مستشار التحرير والمحرر المكلف بـ (أخبار اليوم) لمتابعة التطورات بتشاد والذي حقق خبطات صحفية متتالية إبان الاحداث التشادية العاصفة خلال الاسابيع القليلة الماضية، وكانت اخر خبطاته الصحفية ذلك الحوار الصحفي المثير الذي اجراه بالخرطوم مع السيد تيمان ارديمي رئيس تجمع القوى التشادية من اجل التغيير المعارض والذي نشرناه بعدد الامس، إلا ان ظروفاً طارئة جعلتني اغادر مكاتب الصحيفة حوالي الساعة الثانية صباحاً ولقد حضر بعد مغادرتي ببضع دقائق كما علمت لاحقاً.

    ü وبعد منتصف ليلة امس زارني بالمكتب وجلس معي لقرابة الساعتين حتى الساعات الاولى من صباح امس بحضور الاستاذ عمر صديق البشير واجريت معه الحوار التالي والذي كشف فيه ولأول مرة الاسرار الكاملة لعدم تمكن المعارضة التشادية من الاستيلاء على السلطة بعد دخولها للعاصمة انجمينا ومحاصرتها لقصر الرئيس دبي :
    ü قلت : في اخر اتصال هاتفي اجريته معكم بعد دخولكم لانجمينا ومحاصرتكم لقصر الرئيس دبي قلت لي يومها ان مفتاح الاذاعة التشادية في جيبك وانكم فرغتم يومها ووقتها للتو من اعداد البيان الاول وانك ستقوم بإذاعته صباح ذلك اليوم، ونشرنا الخبر على صدر صفحتنا الاولى .. ولكننا فوجئنا في نفس اليوم بخروجكم من انجمينا فماذا حدث؟
    ـ عبد الرحمن غلام الله : نعم وكما ذكرت لك يومها كان مفتاح الاذاعة التشادية بجيبي وكنا قد فرغنا من اعداد البيان الاول الذي تلوته عليك عبر الهاتف وقمت بنشره كاملاً بصحيفتك وكنت قد تحدثت معك يومها من داخل انجمينا ولقد شاركت شخصياً في القتال الذي دار هناك وعندما تحدثت اليك كنا قد قررنا أن ندمر قصر ادريس دبي ونخرجه منه، ولكن عندما اقتربنا من القصر وجدنا قوة غير عادية ونحن نعتبرها فرنسية، وحتى الطائرة التي كانت تقصفنا نجزم بأن الذين قادوها لم يكونوا تشاديين حيث ان قدراتهم في الضرب والتصويب معروفة لنا وهي غير دقيقة، ولقد استطعنا من خلال وضع أيادينا على جهاز لاسلكي تابع للعدو ان نرصد الحوار الذي كان يدور بين قائد الطائرة الهيلكوبتر والارض، ولمعرفتنا بلهجة وطريقة حديث الفرنسيين فلقد تيقنا من ان الفرنسيين هم الذين كانوا يوجهون الطائرة بضربنا.. واعود للقوة التي واجهتنا امام القصر والتي لم تكن عادية ابداً بل ان صحيفة فرنسية كشفت في تلك الفترة ان القوات الفرنسية الخاصة شاركت في المعركة لصالح ادريس دبي، وهذا قاله الفرنسيون ولم نقله نحن، ولهذا لم نتمكن من الاستيلاء على القصر الرئاسي بل بدأت ذخائرنا تنفد وكنا نحمل كل الذخائر في عرباتنا وكنا ننتظر وصول بقية قواتنا من الخلف لامدادنا بالذخائر وكانت تلك واحدة من الاخطاء الكبيرة التي وقعنا فيها.
    ü ايضاً من الاخطاء الكبيرة والجسيمة الاختلاف الذي وقع بين الرئيسين تيمان ارديمي ومحمد نوري حيث اختلفا حول الاستراتيجية العسكرية وتمسك كل واحد منهما باستراتيجيته، ولما اشتد الخلاف بينهما وكنا داخل ارض المعركة قررنا ان نخرج من انجمينا لحسم هذا الخلاف، وخروجنا ايضاً من الاخطاء الكبيرة والجسيمة التي وقعنا فيها، وكان من المفترض ان لا نخرج من انجمينا، حيث ان العدو وجد فرصة لاعادة تنظيم نفسه وتلقيه للدعم والمساعدة من الفرنسيين، وقد خرجنا يومها لمنطقة (قوي) وهي تبعد حوالي 5 كيلومترات من انجمينا واجتمعنا لمدة اربع ساعات متواصلة وهذه ايضاً كانت من الاخطاء الكبيرة والجسيمة، حيث ان العدو هاجمنا بعد عشر دقائق فقط من انتهاء اجتماعنا وضربنا بالدبابات واستطعنا ان ندمر دبابة واحدة بعد معركة حامية.
    ü ويضيف غلام الله : ايضاً من الاخطاء الكبيرة والجسيمة انه كان يجب ان نطرد العدو من انجمينا إلا ان بعض القيادات قالت ان الذخائر الموجودة لا تكفي لمواصلة الهجوم وانه يجب ان نحتفظ بها للدفاع لحين وصول قواتنا من الخلف من داخل تشاد والتي كنا قد سبقناها في الوصول لانجمينا.
    ü ويضيف قائلاً : وانا ولد انجمينا واعرف دروبها، لذلك اقترحت ان نغادر (قوى) فوراً لانها مكشوفة وهناك الكثير من الطرق التي تقود اليها واقترحت ان نتوجه لمنطقة (لينيا) والتي تبعد حوالي 25 كيلو متراً من انجمينا وبها جسر قمنا باحتلاله اضافة للطريق الذي يقود الى دربالي ومكثنا بـ (لينيا) لمدة يومين وقد تحدثت اليك هاتفياً من هناك وارتكبنا خطأ كبيراً وجسيماً اخر بمغادرتنا لـ (لينيا) ورجوعنا لمنطقة (منقو) التي تبعد حوالي 350 كيلومتر من انجمينا من اجل الانضمام لبقية قواتنا والحصول على الذخائر والتصدي (للتورا بورا) ومنعها من ضرب قواتنا هناك، وفي تلك اللحظات لم نكن نحن نملك قدرات هجومية بل دفاعية وكذلك جيش ادريس دبي لم يكن يملك قدرات هجومية بل دفاعية.
    ü الاخطاء المدمرة
    ü ويضيف غلام الله : وتجددت الخلافات بين رؤساء وقادة التحالف حول من هو الذي سيتولى الرئاسة بعد الاطاحة بدبي، وهذا هو الذي ادى لرجوعنا لمنطقة (بوركورو) 100 كيلومتر من انجمينا ثم لمنطقة (منقو) ومكثنا اربعة ايام بمنطقة (منقو) وتزايدت الخلافات فرجعنا الى (ام التيمان) جنوب شرق تشاد والتي تبعد(500) كيلومتر من انجمينا وقد تحصلنا من قواتنا هناك على الذخائر والمؤن الغذائية واخذت قواتنا قسطاً كبيراً من الراحة والنوم فاستعادت قوتها وجاهزيتها وبدأت قوات تيمان وعبد الواحد ومحمد نوري تتفرق بسبب الخلافات، وتجمعنا مرة اخرى بالقرب من (قوز بيدا وعدى) شرق تشاد وقلنا لا بد ان نتفق على رئيس واحد ونعود مرة اخرى لانجمينا، وقمنا بتكوين لجان ولكن فشلنا في الاتفاق على رئيس واحد ودخلت مجموعات محمد نوري وعبد الواحد واحمد حسب الله صبيان -من القبائل العربية -السفير السابق لتشاد بواشنطن الذي انضم مؤخراً للتحالف، دخلت هذه المجموعات في تحالف واحد فيما رفض تيمان هذا الامر ولكن ان خروج احد من التحالف لا يعني دخولهم في مواجهات.
    ü ويضيف غلام الله : وانا شخصياً وحسب خبرتي القديمة والجديدة لا يستطيع ان ينجح أي شخص بمفرده في تحقيق اهدافه دون التعاون مع الاخرين، لذلك كان من الصعب على نورى ومجموعته وتيمان منفردين ان يصلوا لاهدافهما، وهنا بدأ (اولاد الوادي) ـ البرقو ـ والذين يكونون 60%من جيش المعارضة بعد خروجهم من نورى في تكوين مجموعة منفصلة بالرغم من انهم ليس لديهم اسلحة.
    ü عودة لعدم إذاعة البيان
    ثم يعود غلام الله للاجابة على سؤالي حول فشلهم في اذاعة البيان الاول ويقول : كما قلت لك يومها عبر الهاتف فور دخولنا لانجمينا استلمنا الاذاعة ولكن الرؤساء اختلفوا في من سيكون الرئيس ومن الذي سيذيع البيان الاول لمدة ساعتين كاملتين، وكنت احمل مفاتيح الاذاعة والبيان الاول بجيبي، وكانت قواتنا تحرس الاذاعة، وبعد الساعتين وصلت دبابة من جيش دبي لمباني الاذاعة واستلمتها، الا اننا عدنا في المساء وحاربناهم واستلمنا الاذاعة، ولكن لم نجد من يقوم بتشغيل الاذاعة، وفي اوقات الحرب من الصعب الحصول على فنيين جاهزين، وكانت التلفونات مقطوعة والمولدات الكهربائية التي تضئ المدينة كانت بالقرب من القصر الرئاسي، وقد تمكنت بعد تحركات مكثفة من توفير فنيين لتشغيل الاذاعة، وعند الساعة الثامنة صباحاً اقتربت دبابة تابعة لجيش دبي وبدأت في الضرب تجاه الاذاعة، وقد قال لي احد جنودنا يومها .. انت الناطق الرسمي فلماذا لا تذيع البيان الاول .. وقلت له يومها ولكن من الذي سيقوم بتشغيل الاذاعة حتى اذيع البيان.
    وايضاً من الاخطاء الكبيرة والجسيمة التي وقعنا فيها عدم توفير اذاعة متحركة FM واثناء وجودنا داخل الاذاعة تم ضربنا بالطائرة الهيلوكوبتر.
    ü من اين جاءت قوات دبي؟
    ü قلت : زعمتم يومها انكم قضيتم على جميع قوات الرئيس ادريس دبي وانه لم يتبق معه غير الدبابات والجنود الموجودين معه داخل القصر، فمن اين جاء الجنود الذي انتشروا وسيطروا على العاصمة بعد خروجكم؟
    ـ غلام الله: اولاً نحن لم ندمر جميع دباباته التي كانت موجودة بالقصر فلقد كانت هناك خمس دبابات امام الرئاسة وعربات كثيرة تابعة (للتورا بورا) والجيش الفرنسي هو الذي نقل بعرباته قوات (التورا بورا) لنجدة دبي وحمايته .. والمطار كان تحت سيطرة الفرنسيين ونحن عندما توجهنا للمطار منعنا الفرنسيون وطلبوا منا ان نرجع .. وايضاً من الاخطاء الكبيرة والجسيمة التي ارتكبناها ان استجبنا لطلب الفرنسيين ورجعنا بدلاً من ان نقوم بضربهم ونستولى على المطار ولم يكن لديهم يومها اذن بالدخول في المعركة وكان يمكننا ان نستولى على المطار .. ايضاً من الاخطاء الكبيرة والجسيمة التي ارتكبناها ان لم نحتل الصواني بانجمينا وايضاً كنا نعتقد ان دبي لم يعد يمتلك القوة التي تستطيع ان تخرجنامن انجمينا ولكن القوات الفرنسية وقوات «التورا بورا » هم الذين ساعدوه ودعموه.
    لماذا ساندت فرنسا دبي
    ü قلت: ولماذا وقفت فرنسا بقواتها في تشاد مع دبي بعد ان اعلنت في بداية المعارك انها ستقف في الحياد؟
    ـ غلام الله: نحن الذين اجبرناهم على ذلك باخطائنا التي ذكرت بعضها والصورة التي ظهرنا بها وعدم مقدرتنا في ضبط الامن بانجمينا بعد دخولنا ووقف الفوضى وعمليات النهب التي عمت المدينة وانا متأكد انه وخلال الـ24 ساعة الاولى من دخولنا لانجمينا انهم لم يكونوا ضدنا ولكن بدأت مواقفهم تتغير حيث قال وزير الخارجية الفرنسي يومها ان الاحوال يمكن ان تتغير
    وعندما تفاقمت الخلافات بيننا وفشلنا في اختيار رئيس واحد تدخلوا لصالح دبي
    هل ما زال الامر بيد دبي ؟
    { قلت: لقد استطاع الرئيس ادريس دبي ان يعيد سيطرته على انجمينا وفشلتم تماماً في الاطاحة به بعد ان كنتم على مرمى حجر من قصره وهو داخله؟
    ـ غلام الله: اؤكد لك ان جميع الجنود والفرسان المخلصين والاقوياء الذين كانوا بحاربون الى جانب مصالح ادريس دبي قتلوا كلهم في تلك المعارك وهو من الممكن ان يشتري طائرات واسلحة وذخائر ولكن من اين سيأتي بالجنود والسلاح وحده لا يحارب ولقد تجولنا بعد دخولنا وخروجنا من انجمينا في اكثر من 1500 كيلو متر داخل تشاد ولم يصادفنا أي جيش تشادي والقوات التي تبقت لدبي موجودة بعضها بـ «أدري» ولا يستطيع تحريكها لانها على الحدود مع السودان ولديه قوات في « ابشي» و«مانقلمي» وليس لديه غير ذلك جيش او قوات في تشاد كلها ونحن اذا اردنا ان نعود لانجمينا يمكن ان نعود خلال 48 ساعة فقط كمرور السكين على الزبدة ـ كما يقول المثل الفرنسي.
    سر جديد
    { ويضيف غلام الله: واكشف لك سراً جديداً بعد خروجنا من انجمينا كانت تتبعنا 60 عربة تابعة لبقايا جيش دبي واتصلوا بنا هاتفياً وقالوا لنا: لا تضربونا ولن نضربكم.. وقلنا لهم يجب ان تتوقفوا في «منقو » وبالفعل التزموا بذلك ودبي لم يعد لديه جيش يحارب واذا كان يملك جيشاً لماذا قام بحفر خنادق حول انجمينا وقد قال في حديث لراديو فرنسا خلال اليومين الماضيين ان هناك احتمال لرجوعنا مرة اخرى لانجمينا وهو محق في ذلك وسنفعل.
    ومن المؤكد اننا يمكن ان نعود لانجمينا خلال 48 ساعة فقط ولكن ان ننجح او نفشل هذا الامر في يد الله.
    الاتصالات مع الفرنسيين
    { قلت: قبل واثناء وبعد دخولكم الى وخروجكم من انجمينا هل اجريتم اتصالات مع الفرنسيين؟
    ـ غلام الله: هم لم يقطعوا اتصالاتهم بنا ليوم واحد وحالياً نحن لدينا اتصالات مع الفرنسيين وسأزور بطلب منهم باريس خلال الساعات القليلة القادمة ونحس ان الموقف الفرنسي بدأ يتغير خاصة بعد اقدامه بعد خروجنا على اعتقال المعارضين السياسيين والتنكيل بهم وكيف ووجه الرئيس ساركوزي بانتقادات عنيفة حول مساعداته لدبي بالرغم من انتهاكه لحقوق الانسان والديمقراطية والقيادي المعارض الذي اختفى بعد الاحداث ابن « عمر محمد صالح» ما زال مختفياً ومن الارجح ان يكون دبي قد قام بتصفيته ولعل الموقف الفرنسي بدأ يتجه اليوم نحو ايجاد حل سياسي للمشكلة التشادية.
    هل حدثت اتصالات بين المعارضة ودبي
    { قلت: اثناء محاصرتكم لقصر دبي بانجمينا هل حدث أي اتصال من جانبه او اتباعه بكم؟
    ـ غلام الله: ابداً.
    { قلت: وبعد خروجكم من انجمينا؟
    ـ غلام الله: نعم حدث اتصال قبل ايام وعند وصول وفد حكومي لابشي وحاول الاتصال بعساكرنا وخاصة التابعين لتيمان اردماني وقال الرئيس اردماني لهم اذا كانوا يسعون لصلح عام فهذا ممكن اما اذا كانوا يتحدثون عن صلح منفرد فهذا امر مرفوض بالنسبة له واكدوا كقيادات اهلية انهم يسعون لصلح عام وانهم حصلوا على مباركة من ادريس دبي لتحركاتهم ومن جانبنا رحبنا بمسعاهم وقمنا بارسال وفد برئاسة محمد هنو للقائهم داخل تشاد.
    { قلت: من الممكن ان يكون هذا كمين ويتم اعتقال محمد هنو؟
    ـ غلام الله: لا.. لا.. مستحيل فهؤلاء عمد وقيادات اهلية معروفة وموثوق بها من الجميع.
    { قلت: هل صحيح اثناء دخولكم لانجمينا طرحت عليكم مبادرة من قبل نظام دبي لاقتسام السلطة؟
    ـ غلام الله: لم اسمع بهذا الكلام ونحن عندما دخلنا انجمينا كان هدفنا القضاء على دبي وليس اقتسام السلطة معه وانا لا اعتقد ان هناك أي امل للدخول في مفاوضات او اتفاق مع دبي فهو رجل لا يحترم التزاماته واتفاقاته ونحن نعرفه ولقد كان صديقاً شخصياً لي وكنت اتحدث معه كما اتحدث معك اليوم منذ ان عملت صحفياً عام 1977م بتشاد ثم براديو تشاد وانشأت صحيفة خاصة وبعد ان عملت مديراً تجارياً لاكبر شركة دعاية فرنسية بباريس وبعد ان قام بتعييني وزيراً للنقل والاشغال العامة عام 1993م ثم وزيراً للثقافة والشباب والرياضة 1998م ثم مستشاراً خاصاً 2002م ـ 2005م ثم مستشاراً لتخطيط المدن واخيراً مستشاراً اعلامياً حتى عام 2006م.
    * قلت: لماذا اختلفت مع الرئيس دبي؟
    ـ غلام الله: عام 1992م ـ 1993م وقبل تعييني من قبل ادريس دبي وزيراً للاشغال كنت الناطق الرسمي بإسم المعارضة التشادية الداخلية وطوال فترة عملي مع دبي كنت اختلف معه فأخرج منه ثم نتفق فأعود وذات مرة اصطحبني معه في طائرته الخاصة من جنيف لانجمينا بعد خلاف طويل بيننا ولقد اختلفت معه حول اعتقاله للصحفيين وتزويره للانتخابات وخرجت بعد مضايقاته لباريس الى ان انضميت للمعارضة.
    { قلت ما هو السيناريو المتوقع للاحداث بتشاد على حسب رؤيتكم كناطق رسمي بإسم المعارضة التشادية؟
    ـ غلام الله: سنعود لانجمينا بدون كلام ودون ادنى شك بل لازم نرجع لانجمينا لان شعبنا محتاج الينا.
    { وسألته في ختام الحوار عن علاقته بالسودان فاجاب قائلاً: انا من ام سودانية من الابيض والركابية كلهم اهلي وزوجتي سودانية وجدي لابي سوداني ولقد منعوني من الترشح لرئاسة الجمهورية عام 1996م لان الدستور التشادي كما يقولون يمنع ذلك لان امي سودانية بالرغم من ان والدي كان رئيساً لتشاد في الستينات وحاربه الفرنسيون لانه ادخل اللغة العربية بتشاد.
    انتهى الحوار
    ماذا قال غلام الله لاخبار اليوم بعد دخولهم لانجمينا ونعيد فيما يلي ما قاله لي غلام الله عندما اتصلت به هاتفياً بعد دخولهم لانجمينا ونشرناه بعددنا الصادر يوم3 / 2 /2008م.
    الإتصال الهاتفي بالناطق الرسمي بإسم المقاومة التشادية
    وكما اشرت فإنني ظللت أتابع مع الزميلين عمر صديق وحبيب مدلل ومصادري خارج الوطن التطورات العاصفة للاحداث بتشاد، وبعد منتصف الليل وعند الساعات الاولى من الصباح اتصلت هاتفياً بالسيد عبد الرحمن غلام الله الناطق الرسمي باسم المعارضة التشادية حيث اوضح لي انه يتحدث لي من داخل مدينة انجمينا.
    وقد سعدت بمفاجأة مزدوجة عبارة عن اشادة بـ (اخبار اليوم) استمعت اليها من غلام الله .. وانه قام بزيارتنا بـ (أخبار اليوم) قبل عدة اشهر واننا اجرينا معه حواراً.
    وطلب من ابننا النشط والمثابر بالسكرتارية معاذ ابراهيم سليمان أن يبحث لنا بإرشيف الصحيفة بالنت عن هذا الحوار، وبهمته العالية عاد لي بعد دقائق قليلة بالحوار مطبوعاً حيث نشرناه خلال شهر فبراير 2007م :
    عودة لحوارنا في الساعات الاولي من صباح اليوم مع غلام الله
    وفي بداية حديثي مع السيد غلام الله بعد منتصف ليلة امس .. سألته: ماذا يحدث الآن بتشاد، فالانباء متضاربة، فمن جانب تقولون انكم دخلتم انجمينا وسيطرتم عليها وتحاصرون رئاسة الجمهورية ومقر اقامة الرئيس دبي، فيما طالعنا مسؤولون بحكومة دبي وسفراء تشاديين بعدد من عواصم العالم بنفي لهذه المعلومات وان الجيش التشادي قد قام بدحركم، بل ادلى لنا السفير التشادي بالخرطوم قبل قليل بتصريحات خاصة لـ (اخبار اليوم) ـ يجد القارئ تفاصيلها في غير هذا المكان من العدد ـ وتلوتها كاملة لغلام الله حيث قال السفير التشادي بالخرطوم ان مجموعة صغيرة من المتمردين تسللوا فجر امس للعاصمة انجمينا وارادوا الاقتراب من القصر لاحداث بلبلة اعلامية وقد تم دحرهم على حسب قول السفير؟
    ـ قال عبد الرحمن غلام الله : بالامس هاجمناهم في مساقط وانتصرنا عليهم وواصلنا الزحف بجميع المدن الاخرى وزعموا اننا غير موجودين هناك واليوم ـ امس ـ وبعد ان دخلنا لانجمينا زعموا انهم دحرونا وانا اتحدث اليك الان بعد منتصف ليلةالسبت - امس- والحكومة التشادية لا تعرف ماذا تقول بل لا تدري ماذا تقول .. وردي على مزاعم هؤلاء السفراء اننا استولينا منذ صباح امس على مباني اذاعة وتلفزيون تشاد وسنتحدث اليوم للشعب التشادي والعالم كله صباح اليوم من اذاعة وتلفزيون تشاد واقول للسفير بالخرطوم وبقية السفراء انكم ومنذ اليوم لم تعودوا سفراء لتشاد وستذهبون مع رئيسكم السابق دبي.
    ويواصل غلام الله تفجير مفاجآته الداوية لـ(أخبار اليوم) ويقول : لقد فرغنا للتو من اعداد بياننا الاول وسنخصكم كأول صحيفة في العالم بمحتويات البيان الاول والذي سنقوم باذاعته صباح اليوم عبر اذاعة وتلفزيون تشاد حيث اننا سنعلن من خلال البيان للعالم اجمع وللتشاديين خاصة اننا استولينا على الحكم وعطلنا الدستور وسندعو الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لاجتماع للتشاور وتكوين مجلس دولة والذي سيقوم خلال 48 ساعة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل خلال فترة انتقالية محددة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا واقليميا وتطبيق ديمقراطية حقيقية بتشاد وسنطلب من دول الجوار وخاصة السودان والجماهيرية الليبية والاتحاد الافريقي والامم المتحدة مساعدتنا من اجل تحقيق هذه الاهداف لتطبيق نظام ديمقراطي حقيقي وحر بتشاد وليست مثل ديمقراطية دبي المشوهة.
    وسنعلن من خلال البيان اننا خلصنا الشعب التشادي من استعمار نظام ادريس دبي الذي جثم على صدور ابناء الشعب التشادي لاكثر من 15 عاما.
    قلت : وما مصير الرئيس ادريس دبي؟
    - غلام الله : مصيره بالنسبة لنا اصبح غير مهم.
    قلت : ولكن معلوماتنا انه الآن تحت حماية القوات الفرنسية وهي التي تحول بينكم وبين الوصول اليه؟
    - غلام الله : نعم .. لقد طلبت القوات الفرنسية الموجودة بتشاد مننا منحها فرصة لابعاده من البلاد.. ونحن لا يمهمنا امره بعد ان ازلنا حكمه ونعتبر ان تاريخه انتهى بالنسبة لنا.
    قلت : ولكنني تحدثت مع القيادي البارز بتحالفكم المعارض محمد (حنو) مدير المخابرات التشادية السابق واحد ابرز قادة المقاومة بمقر اقامته بألمانيا وقال لي انهم لن يحظروا حزب دبي بل يمكنه حتى دخول الانتخابات القادمة؟
    - غلام الله : نعم ... محمد حنو .. قيادي بالمقاومة التشادية وهو صديقي وزميلي في التنظيم ولكنه ليس مكلفاً باسم المقاومة وانا المكلف بالحديث باسمها كناطق رسمي وما قاله يعبر عن وجهة نظره الشخصية.
    قلت : هذا يعني انكم بدأتم الخلافات قبل ان تستولوا على السلطة؟
    قال : اؤكد لك اننا استولينا تماما على السلطة بتشاد واننا حتى ان اختفلنا فاننا سنختلف في اطار نظام ديمقراطي حقيقي حر.

    11/3/2008
                  

03-16-2008, 05:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    العدد رقم: 9058 السبت 2008-03-15
    الايام
    الخرطوم وانجمينا يقران المصالحة وتطبيع العلاقات

    النص الحرفي (لاتفاق دكار) بين السودان وتشاد




    وقع الرئيسان التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير ليل الخميس الجمعة في دكار اتفاق عدم اعتداء بهدف انهاء خمس سنوات من النزاع بينهما.
    في ما يلي النص الحرفي للاتفاق مترجما عن الفرنسية:
    (نحن ادريس ديبي رئيس جمهورية تشاد وعمر البشير رئيس جمهورية السودان اتفقنا على ما يلي من اجل وضع حد نهائي للخلافات بين بلدينا واعادة السلام والامن الى المنطقة :
    )
    1- نقرر امام نظرائنا وممثلي المجتمع الدولي ان نتصالح ونطبع العلاقات بين بلدينا ونوفر الوسائل للمساهمة في الاستقرار والسلام في بلدينا وفي المنطقة.
    "2- نؤكد احترام تعهداتنا السابقة وخصوصا اتفاق طرابلس الموقع في 8 فبراير 2006 واتفاق الخرطوم الاطار والبروتوكولات الملحقة في 28 اغسطس 2006 واعلان كان في 15 فبراير 2007 واتفاق الرياض في 3 مايو 2007. "وبهدف التطبيق الفعلي لهذه الاتفاقات نطلب من المجتمع الدولي عامة وخصوصا ليبيا والكونغو والسنغال والغابون واريتريا وتجمع الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لافريقيا الوسطى والاتحاد الافريقي، اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لاقامة قوة السلم والامن من اجل ضمان ومراقبة العمليات المشتركة لتأمين الحدود المشتركة.
    "3- نتفق في هذا الصدد على انشاء مجموعة اتصال تجتمع مرة في كل شهر في احدى عواصم الدول اعضاء المجموعة. "وتتكون المجموعة من وزراء خارجية الدول السابق ذكرها في الفقرة الثانية من الاتفاق او من ممثل منتدب للغرض. وتكلف هذه المجموعة بمتابعة وتنفيذ الاتفاق الحالي بنية حسنة ومراقبة اي انتهاكات محتملة. وترأس المجموعة ليبيا والكونغو.
    "4- نتعهد بمنع اي نشاط للمجموعات المسلحة واستخدام اراضينا لزعزعة اي من الدولتين".
    ووقع الاتفاق برعاية الرئيسين السنغالي عبد الله واد والغابوني عمر بونغو، بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في مقر الرئاسة السنغالية في دكار. ولا يقدم "اتفاق دكار" الذي وصف مبدئيا بانه اتفاق جديد لسلام "نهائي"، اي جديد للاتفاقات السابقة باستثناء انشاء "مجموعة اتصال مكلفة متابعة وتنفيذ الاتفاق بنية حسنة ومراقبة اي انتهاكات محتملة".
    وقالت الوثيقة ان هذه المجموعة التي ترئسها ليبيا والكونغو، ستضم وزراء خارجية هذين البلدين والسنغال والغابون واريتريا وتجمع الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لافريقيا الوسطى والاتحاد الافريقي.
    ويقضي الاتفاق بان تجتمع مجموعة الاتصال "مرة كل شهر في احدى عواصم الدول اعضاء المجموعة ويمكنها اذا تقدم اي من البلدين السودان وتشاد بشكوى، ان تدعو الى اجتماع استثنائي".
    وقال وزير الخارجية دينق الور كول ان هذا الاتفاق "يكمل الاتفاقات السابقة التي لا تنص على آليات مراقبة". وفي البنود الاخرى للاتفاق، كرر البشير وديبي "تأكيد احترام تعهداتنا السابقة" بهدف "وضع حد نهائي للخلافات بين بلدينا واعادة السلم والامن في المنطقة". وكان الرئيس السوداني شكك الثلاثاء في دبي بجدوى الاتفاق مشيرا الى خمسة اتفاقات اخرى لم تحترم في الماضي، مشيرا خصوصا الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الرياض في ايار/مايو الماضي برعاية السعودية. وقال "بعد الزيارة (الى السعودية) عملنا عمرة انا والرئيس التشادي وصلينا داخل الكعبة ووضعنا يدنا بيد بعض وقلنا اتفقنا والخائن الله يخونه (...) اذا كان الرئيس التشادي لم يلتزم اتفاقا وقع في الكعبة فهل يتوقع التزامه باتفاق يوقع في دكار".
    من جهته، عبر الجانب التشادي عن تفاؤله في الاتفاق لكنه شكك في حسن نوايا السودان وبدأ اللقاء الخميس بين البشير وديبي في جو من التوتر بعد الاتهامات التشادية وارجاء توقيع الاتفاق الذي كان مقررا الاربعاء الى الخميس


                  

03-16-2008, 10:58 AM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)




    Sudan President Omar al-Bashir, left, and Chad President Idriss Deby, right, shake hands after signing a non-aggression pact in Dakar, Senegal Thursday, March. 13, 2008. The agreement is meant to end cross-border attacks in the Darfur frontier region
                  

03-16-2008, 11:00 AM

Mohamed Omer
<aMohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)




    Sudanese President Omar Hassan al-Bashir (bottom L) and Chad's president Idriss Deby (R) sign a peace deal while U.N. Secretary-General Ban Ki-moon (top) and Senegal's president Abdoulaye Wade (C) and Gambian President Yahya Jammeh look on in Dakar, March 13, 2008. Sudan's President Omar Hassan al-Bashir and his Chadian counterpart Idriss Deby signed a peace agreement on Thursday meant to end cross-border rebel attacks in a region which includes Sudan's war-torn Darfur. The signing, witnessed by U.N. Secretary-General Ban Ki-moon and Senegal's President Abdoulaye Wade, followed talks in Dakar meant to revive a string of bilateral pacts that have failed to end fighting on both sides of the Chad-Sudan border
                  

03-17-2008, 04:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: Mohamed Omer)

    شكرا محمد عمر على المشاركة بصورة حدث التوقيع ..
    هذا البوست تاريخى وتوثيقى للعلاقات مع تشاد وصراع الانظمة فى المنطقة
    مشكور مرة اخرى
    مع تحياتى لك
                  

03-17-2008, 04:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)

    هل الصراع سوداني تشادي أم صراع أمريكي فرنسي؟

    بخيت النقر البطحاني
    [email protected]

    إن قضية الصراع على الموارد الطبيعية أمراً في غاية الأهمية بالنسبة للدول الاستعمارية وهي دائماً تؤجج الصراع وتنصب الشراك لإيقاع ضحاياها من الدول التي بها هذه الموارد وتدخل مخابراتها باسم شركات الاستثمار ومنظمات إغاثية خيريه في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب. إن كل الاستخبارات تسرح وتمرح في الدول وتأجج الصراعات وتبيع الأسلحة للنظم ومعارضيها على السواء وهو أمراً في غاية الخطورة و لا يمكن القول أن النظام التشادي نظام ديمقراطي كما هو الحال في النظام السوداني . من يتحمل المسئولية عن القتلى التشاديين والسودانيين ؟ إن القبائل التشادية والسودانية لا يمكن التفريق بينها ولا يمكن أن ننادى بالفصل بينها ولأن الأرحام أوصت بها الأديان فليس من المنطق أن نقطع أرحام الناس والكل يعلم أن الحدود وضعها الاستعمار.

    إن فرنسا تدعم تشاد بحكم الإرث الاستعماري القديم ومصالحها وأمريكا تريد أن تسيطر على تشاد وتدجن فرنسا في أفريقيا وذلك لتحاصر النظام السوداني والنظام الليبي وتطيح بالنظام التشادي لان المصلحة الأمريكية تقتضي الهيمنة على أفريقيا ومواردها في ظل الإشكالات والعوائق التي تعاني منها .وعندما أحست فرنسا أن الحرب الأخيرة ليست حرب مدعومة من نظام الخرطوم فحسب بل مدعومة أمريكياً لأجندة أمريكية بحته.إن من الواجب أن تستفيد الشعوب من بعضها البعض. ما الفائدة من تزكية الصراعات الحدودية؟ ما الفائدة من الصراع بين المعارضة والحكومة لكلا البلدين؟ هل نحكم العقل على العواطف ونزوات السلطة؟ لا يمكن إعفاء أي من النظام التشادي أو النظام السوداني من المشكلة وكان من الأجدى أن تحل المشاكل عبر التفاوض؟ إن الحقيقة الواضحة والمكشوفة لكل الناس. الحكومة التشادية تدعم المعارضة السودانية وكذلك الحكومة السودانية تدعم المعارضة التشادية. فالحرب بين المعارضة والحكومة ليس فيها منتصراً لأن الخسارة للمواطن التشادي أو السوداني ودمار وخراب البلد يؤثر سلباً على حياة المواطنين في كلا البلدين.لماذا لا نتعاون على البر والتقوى كما أمر الله تعالى؟ فالكل مسئول أمام الله عن الأنفس التي تزهق سدا وعن جموع المشردين من النساء والأطفال والشيوخ .الشعوب ليس لها جمل ولا ناقة في الصراع بل هي ضحية لجرائم الساسة والحكم. من الواجب أن تناقش قضايا العباد والبلاد بموضوعية وعلمية وأن يحكم فيها الشرع الحكيم بعيداً عن الأهواء والمزالق التي تضر بالجميع حكام ومعارضين.

    إن أي معارضة تستلم السلطة بالقوة ستفشل في إدارة البلاد وذلك من وقائع محسوسة وملموسة ومعايشة. فعلى سبيل المثال الصومال والعراق.

    إن نسبة الدمار والخراب والفساد مليون ضعف على ما كان قبله في النظم التي أسقطت بالقوة . فالأوطان تسع الجميع.

    إن الذي أتضح على ما يبدوا أن الصراع أمريكي فرنسي. حيث أن النظام الأمريكي يريد السيطرة على تشاد وابتلاع مواردها وأن تخرج الثعلب الفرنسي الذي حس بالخطر الأمريكي ودافع عن النظام التشادي في آخر اللحظات الحرجة.وأراد أن يساوم في قضية الأطفال. وحضور ممثل أمريكي وأخر فرنسي للتوقيع دليل يثبت صحة فرضية التدخل!!!

    وأكثر ما أعجبني صمود الرئيس التشادي وشجاعته فالتحية له آثر المواجهة على الانسحاب رغم العرض الجبان من فرنسا. فان شجاعته تحتم عليه الإسهام في السلام في كل من تشاد وإقليم دارفور.إن سفير تشاد في واشنطن الدكتور محمود آدم بشير أقنى كان من واجبه أن يدافع عن النظام الذي يمثله رغم أنني متأكد أنه ليس مقتنع بالحرب مبدأ لأنه رجل دبلوماسي بطبعه ومتحدث لبق ورجل يمتلك بصيرة وعقلا راجحا ويمكن أن يكون له دورا فاعلا في السلام وذلك بعد أن انقشعت الغمة فيجب عليه الإسهام في التفاوض مع المعارضين التشاديين والسودانيين. وان العمل على بناء الأوطان يحتاج لجهود الجميع ومساعدة الآخرين. فليفكر الجميع في وضع لبنات للتكامل والتنمية واستغلال الموارد. إن أمريكا وكندا ودول كثيرة تطلب مهاجرين إليها وتقدم العروض لهم. ما المشكلة في مشاركة المعارضة في المسؤولية وهم مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات؟ هل يستفيد المواطن من الحرب؟ هل تستفيد المعارضة من الحرب؟ هل تستفيد الحكومة من الحرب؟ من المستفيد ؟!!!

    السلام يحتاج إلى رجال أقوياء وكبار يسهموا في التنمية والاعمار والتعليم أم الحرب فهي القتل والتخريب والدمار والتشرد والضياع والجهل والتخلف.يا دكتور محمود(يا اخوي) بالنسبة لحكومتنا الرشيدة في الخرطوم تعتقد أن الله ما خلق مثلها في العالم(غصبت كل أراضي البطاحين الزراعية والسكنية بجرت قلم) وتذكرني بتاريخ حكومة الخليفة عبد الله ود تورشين عندما سال يوسف ميخائل عن أي دولة اقوي هل هي فرنسا أم بريطانيا أم ايطاليا؟فأجابه يوسف بان دولة المهدية هي الأقوى فضحك الخليفة فقال له دي انا عارفها برايا. وعموما فان أهلنا في دارفور لن يعوضهم ما لحق بهم و إن منحوا حكم العالم كله.فالسلام أصعب من الحرب لأنه يعني الأمن والاستقرار والنماء والرخاء والتنمية والبناء.فالمصالحة تعني الصفح وتقبل الآخر وإشراكه في وضع الحلول.
                  

03-17-2008, 09:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الانظمة الدكتاتورية حول تشاد ...ما اشبه الليلة بالبارحة !! (Re: الكيك)



    دارفور .. حقيقة الصِّراع ومآلاته (7 من 8)

    السُّودان وتشاد .. الإطار الإقليمي لمشكل دارفور



    د. عمر مصطفى شركيان
    [email protected]

    لا مريَّة في أنَّ السُّودان منذ وقت باكر بدأ يمارس نوعاً من النفوذ المباشر وغير المباشر في الأحداث السياسيَّة والعسكريَّة التي شكَّلت كل من أثيوبيا وتشاد وأخيراً يوغندا. وكان المدخل لزعزعة الاستقرار في إثيوبيا يتم عن طريق إريتريا، وباستخدام الإسلام والعروبة كأساس روحي وأثني، كما استحسنهما أولو الحكم في الخرطوم في هذا التدخل السافر. وقد كان ظهور الحركة الشَّعبيَّة والجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان إضافة ثانويَّة لهذا التعاطف الذي ظلَّت تبديه حكومات السُّودان – من قبل ومن بعد - تجاه الحركات المسلَّحة الإثيوبيَّة. ففي أزمان باتت اليوم بعيدة بعض الشيء – وتحديداً في أعوام الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي – كان عدد من الدول العربيَّة منشغلة كل الانشغال بصراعات حدوديَّة مع بعضها بعضاً، أو متورِّطة في مشكلات داخليَّة لجيرانها لأسباب سياسيَّة، أو عقائديَّة، أو توسعيَّة، أو تأريخيَّة أو غيرها. وحسبنا للدلالة على هذا أن نذكر كيف حاول الرئيس العراقي الأسبق الجنرال عبد الكريم قاسم احتلال الكويت للمرة الأولى العام 1961م، وقد أُحبِطت هذه المحاولة بعد التنسيق البريطاني مع الرئيس المصري العقيد جمال عبد الناصر والعاهل الأردني الملك حسين، وإثر ذلك التعاون قامت بريطانيا بإرسال قوات البحريَّة الملكيَّة لحماية الكويت. وكانت هناك الحرب الأهليَّة اليمنيَّة (1962-1970م) وتورُّط فيها كل من المملكة العربيَّة السعوديَّة ومصر أيَّما التورُّط، وكذلك تفجَّر المشكل الحدودي بين الجزائر والمغرب في تشرين الأول (أكتوبر) 1963م، والتدخل العسكري السوري في الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة منذ العام 1975م، وتدريب النظام الليبي لقوات المعارضة السُّودانيَّة المسلَّحة ( أي الجبهة الوطنيَّة)، وإرسالها لمحاولة قلب نظام الحكم في الخرطوم في مستهل تموز (يوليو) 1976م. ومن أجل بعض المصالح السياسيَّة الضيِّقة، والتعاطف العرقي والديني، فضلاً عن الحدود المفتوحة أمام حركة المجموعات البشرية المختلفة، يتدخَّل السُّودان فيما يجري سياسيَّاً في تشاد بين الفينة وأخرى. وفي سبيل فهم المسألة التشاديَّة نفسها دعنا نلج في شيء من الإسهاب كثير في تأريخ تشاد السياسي الحديث. فماذا جرى في هذا البلد الجار؟

    في المبتدأ، يتكون تشاد من ثلاثة أقاليم جغرافيَّة: الجنوب الاستوائي الزراعي، والقطاع الساحلي الذي يربي المزارعون الماشية، والقطاع الصحراوي (وهي مديريات برقو، عنيدي، وتيبيستي) الذي يمتاز بالمراعي الخضراء ويحترف أهله الرعي. ويشكل القطاعان الساحلي والصحراوي شمال تشاد، حيث سيطرت عليه تأريخيَّاً إمبراطوريَّة كانم-برنو، التي تأسست في القرن التاسع عشر الميلادي، ومملكتي باجيرمي وودَّاي، اللتان تأسستا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، على التوالي. وقد تركَّزت السلطة السياسيَّة في هذه الممالك، التي كانت تدين بالإسلام، واعتمدت تنميتها الاقتصاديَّة على تجارة الرق، والغارات على أهل الجنوب ل"صيد الرقيق"، حيث لم يكن لهؤلاء الجنوبيين حول ولا قوة لصد هذه الهجمات. إذ كان لهم جسم سياسي لا مركزي يقوم على الولاء القبلي. وقد زادت حدة تجارة الرق بقدوم رابح الزبير من السُّودان العام 1878م، ومكث 20 عاماً مسيطراً على مملكتي باجيرمي وكانم. ومن ثَمَّ استطاع رابح أن يؤسس لنفسه نفوذاً قويَّاً في هذه المنطقة، وقوة عسكريَّة منظَّمة بها استطاع أن يقاوم الفرنسيين الذين شنوا ثلاث غارات عسكريَّة ضد تشاد بعد العام 1890م. وفي خلال هذه الحقب كانت تعصف بالبلد حروب استنزاف أهليَّة، وتمزِّقه إقطاعيَّات شر ممزق، حتى أمسى معاقل لزعماء العصابات وأمراء حرب. ولكن بعد تحالفات الفرنسيين مع حكام باجيرمي العام 1897م وكانم العام 1899م أفلحوا في نهاية الأمر في هزيمة رابح في كوسيري في 22 نيسان (أبريل) 1900م. وبعد سلسلة من الإخفاقات، تمكَّن الفرنسيون في بسط سيطرتهم على مملكة ودَّاي العام 1911م في شرق البلاد وفي الإقليم الصحراوي شمالاً العام 1916م. مهما يكن من شأن، فقد استمرت المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في المديريات الشماليَّة حتى العام 1930م، والتي أمست تحت الإدارة الفرنسيَّة العسكريَّة حتى العام 1965م، أي خمسة أعوام تقريباً بعد استقلال تشاد.

    أما القطاع الجنوبي – من جانب آخر – فقد بات هادئاً، وساعدت المؤسسات السياسيَّة اللامركزيَّة في فرض النظم الفرنسيَّة الاستعماريَّة فيها، والتي تمثَّلت في إدخال زراعة القطن في العشرينيَّات من القرن الماضي الميلادي، وتطوير اقتصاد السوق، مما أدَّى إلى تدمير النظام الاجتماعي التقليدي، وخلق نظام إداري يعتمد على الشيوخ في جباية الضرائب. وقد أدَّت زراعة القطن إلى نجاح محدود في الاستثمار وتشييد المدارس، وتدريب السكان المحليين، عكس شمال تشاد تماماً. وكما شهدنا، فقد سيطرت ممالك الشمال على أهل الجنوب في الماضي، وحينما جاء الاستعمار عكس الوضع، وبعد رحيل المستعمر ورث أهل الجنوب، الذين تعلَّموا نوعاً ما في ظلال الاستعمار، السلطة السياسيَّة في البلاد. إذن، متى ظهر الجانب السُّوداني في الصراع التشادي-التشادي؟ بعد ثلاث سنوات من استقلال تشاد العام 1960م شهدت البلاد احتجاجات عارمة ضد حكومة فرانسوا تومبلباي في أيلول (سبتمبر) 1963م في العاصمة فورت-لامي (إنجمينا حاليَّاً)، وانتفاضة المزارعين في منقالمي العام 1965م، ثمَّ انتشرت حركة الاحتجاج بسرعة جنونيَّة إلى إقليم جيرا، وأخذت طابع حرب عصابات، وكذلك اشتعلت الاحتجاجات في إقليمي ودَّاي وسلامات. هذه هي الأثناء التي فيها وُلِدت "الجبهة الوطنيَّة لتحرير تشاد" (فرولينات) في نيالا بالسُّودان في 22 حزيران (يونيو) 1966م.

    كان هذا الجسم الجديد المعارض عبارة عن جبهة متحدة بين "الاتحاد الوطني التشادي" بزعامة إبراهيم أباتشا من جهة، و"جبهة تحرير تشاد" بقيادة أحمد موسى من جهة أخرى. فبرغم من أنَّ المنفستو الذي رفعته جبهة تحرير تشاد كان قومي المظهر، إلا أنَّ الجَّبهة نفسها كانت حركة إقليميَّة وإسلاميَّة محافظة، حيث كانت تسيطر على المقاومة المسلَّحة في شرق البلاد. وهكذا نجد أنَّ الاتحاد الوطني التشادي قد تحالف مع جبهة تحرير تشاد من أجل توحيد المعارضة ضد حكومة تومبلباي. وفي العام 1967م انتشرت المقاومة العسكريَّة في شرق ووسط البلاد (ودَّاي، باثا، جيرا، وسلامات)؛ وفي آذار (مارس) 1968م قامت انتفاضة شعبيَّة في إقليم تيبيستي في أقصى شمال البلاد تحت قيادة محمد علي طاهر، حيث شكَّل الجيش الثاني لفرولينات. وقد خلفت ممارسات الجيش التشادي تذمراً في أوساط أهل مديريَّة تيبيستي، حيث كانت العسكرتاريا تقوم على استزراع المواطنين أراضي جرداء قاحلة وسط تنكيل وترهيب شديدين، وقد أظهرت العسكرتاريا – كذلك - إزدراءاً ماحقاً تجاه القادة التقليديين، مما اضطرَّ والد جوكوني عويدي إلى الهروب إلى ليبيا في كانون الأول (ديسمبر) 1966م، وقد أنقذ الفرنسيُّون نظام تومبلباي من السقوط بإرسال جنود مظلات فرنسيين إلى تشاد في آب (أغسطس) 1968م، وانتشر فيلق فرنسي يتكوَّن من 2,500 رجلاً في البلاد العام 1969م.

    برغم من هذا الحضور الفرنسي القوي في تشاد وبعثة الإصلاحات الإداريَّة التي تزامنت مع المساعدات العسكريَّة الفرنسيَّة في آب (أغسطس) 1969م، وتعيين شيوخ في الإدارة الأهليَّة، لم تفلح هذه المساعي الترميميَّة في كسر شوكة فرولينات التي بدأت تُحظى بتأييد قوي من المواطنين ودعم سخي من ليبيا بعد العام 1971م. فقد حاول تومبلباي تحقيق المصالحة الوطنيَّة العام 1971م، بإطلاق سراح السجناء السياسيين، وتعيين وزراء مسلمين كانوا قد شُرِّدوا من السلطة منذ العام 1963م، ولكن دون جدوى. وبمساعدة الفرنسيين حاول تومبلباي إضعاف فرولينات بصورة غير مباشرة بواسطة حسين هبري الذي كان يشغل يومئذٍ منصب نائب المحافظ في إقليم موسورو. وبعد مقتل أباتشا في المعارك في شباط (فبراير) 1968م خلفه أبا صديق – الوزير السابق في "الحزب التقدُّمي التشادي" – وعزَّز نفوذه كليَّاً بعد طرد بغلاني العام 1970م، حيث كان لهذا الأخير علائق سياسيَّة مع جماعة "الإخوان المسلمين" في السُّودان. وكان بغلاني قد أسس "قوات البركان" في إقليم ودَّاي بالقرب من الحدود السُّودانيَّة-التشاديَّة، وكجسم معارض لفرولينات. وفي العام 1971م حاولت فرولينات توحيد جيوشها، إلا أنَّ هذه المحاولة قد أشعلت نضالاً بين جوكوني عويدي – قائد الجيش الثاني – وقيادة فرولينات. إذ استغل حسين هبري هذا الوضع وتوسَّل إلى جوكوني عويدي ليلتحق بمجموعته المتمرِّدة التي كانت تسمى "مجلس قيادة قوات الشمال المسلَّحة". برغم من انسلاخ مجموعتين من فرولينات، حاولت الأخيرة – في "عمليَّة حسكنيت" – الهجوم على العاصمة فورت-لامي في حزيران (يونيو) 1972م، مما أدَّى هذا الهجوم الفاشل إلى فقدان الدعم من حلفاء الأمس. ففي نيسان (أبريل) 1972م قام السُّودان بتعليق المساعدات لفرولينات، وفي كانون الأول (ديسمبر) 1972م – بعد أن قطع تومبلباي العلاقات الديبلوماسيَّة مع إسرائيل – انتزع العقيد الليبي معمر القذافي اعترافاً سريَّاً من تومبلباي بموجبه أصبح خط اتفاقيَّة موسوليني لترسيم الحدود العام 1935م، والذي يشمل 114,000 كيلومتراً مربعاً في قطاع أوزو، جزءاً من الأراضي الليبيَّة. هذه هي الطريقة التي بها احتلت ليبيا هذا القطاع تحت دعاوي إنقاذ الأهالي من محرقة الحرب الأهليَّة تارة، وصفقات خبيثة مع ثوار فرولينات تارة أخرى، وابتزاز الرئيس تومبلباي تارة ثالثة. هذا وقد تحمَّل نظام تومبلباي هذا الاحتلال مقابل أن تتوقف ليبيا عن دعم المعارضة المسلَّحة التي تمثَّلت في فرولينات، ووعدت بمنح تشاد مساعدة مالية مقدارها 23 بليون فرنك تشادي. هكذا نجد أنَّ المساعدات الليبيَّة التي طالما بدأت تنهمر على تشاد مدراراً سرعان ما أخذت طابعاً استعماريَّاً. ومن خلال مجريات الأحداث يتضح بلا ريب أنَّ الأنظمة السُّودانيَّة وقفت مع الجماعات المسلحة في شمال ووسط تشاد تحت مظلة العروبة والإسلام ضد حكومة تومبلباي الإفريقي المسيحي القادم من الجنوب. هذه هي نفس المنطق الذي تعاملت به حكومات الخرطوم المتعاقبة مع الحركات الإريتريَّة المسلحة ضد حكام أديس أبابا – أي منطق الإسلام والعروبة ضد الأفارقة النصارى.

    ومن ناحية أخرى، فقد تبدَّدت آمال فرنسا في استبدال تومبلباي بحليف موثوق به للمحافظة على مصالحها الاقتصاديَّة الحيويَّة في تشاد، والتي تمثَّلت – فيما تمثَّلت – في مزارع القطن الغنيَّة في جنوب البلاد. إذ تبخَّرت هذه الآمال بعد اعتقال الجنرال فيليكس مالوم - رئيس هيئة الأركان في الجيش التشادي في حزيران (يونيو) 1973م، واغتيال أوتيل بونو – زعيم "الحركة الديمقراطيَّة الثوريَّة التشاديَّة" في باريس في آب (أغسطس) 1973م. بعد هذا كله حاول تومبلباي أن يبز فرولينات العام 1973م، وذلك باستبدال "الحزب التقدمي التشادي" – أي الحزب الحكم – ب"الحركة الوطنيَّة من أجل الثورة الثقافيَّة والاجتماعيَّة". ومن بعدئذٍ، تم تغيير أسماء المدن، فأصبحت فورت-لامي إنجمينا، وحُظِرت الأسماء المسيحيَّة، وتم إحياء طقوس ال"يوندو" باسم الثورة الثقافيَّة. بيد أنَّ هذه السياسات قد عملت على تفاقم الأوضاع وازدياد استياء الشعب تجاه الحكومة والجَّيش.

    وفي 13 نيسان (أبريل) 1975م استولى الجنرال أودينقار على السلطة في إنجمينا في انقلاب عسكري دموي تسبَّب في اغتيال تومبلباي، وإعلان المجلس العسكري الأعلى برئاسة فيليكس مالوم، الذي أُخرِج من السجن إلى القصر. غير أنَّ النظام الجديد لم يسر الشعب التشادي، حيث أبقى المصالح الأجنبيَّة في البلاد، وحظر أي نشاط سياسي، إلا أنَّه انتوى إجراء مصالحة وطنيَّة. بيد أنَّ محاولة الاغتيال الذي تعرَّض له الجنرال مالوم بواسطة فرولينات والضربات الموجعة التي سددتها ضد النظام الجديد العام 1975م أظهرت "كعب أخيل" في الحكومة الجديدة، التي أفلحت فقط في استمالة أهل الديردي في آب (أغسطس) 1975م وأحمد موسى – زعيم جبهة تحرير تشاد – في تشرين الأول (أكتوبر) 1975م، والذي أوقف عملياته العسكريَّة في ذلك الرَّدح من الزمان.

    وفي العام 1976م عرضت ليبيا – التي كانت قلقة في سبيل خططها التوسعيَّة – على أبا صديق دعماً ماديَّاً مجدداً لفرولينات شريطة أن يوحِّد كل المجموعات المتمرِّدة، بما فيها عناصر فرولينات في وسط وشمال البلاد وأنصار بغلاني وعويدي وهبري. إلا أنَّ أبا صديق، الذي كان مستقراً في الجزائر وبعيداً عن حقائق الأمر الواقع داخل تشاد، رفض هذا العرض الليبي. وفي نهاية الأمر، تمَّ إعفاء أبا صديق من قيادة فرولينات في آب (أغسطس) 1977م في مؤتمر كارنقا وبإلحاح من محمد أبا، قائد التمرُّد وسط وشرق البلاد. ومن ثَمَّ بدأت المساعدات الليبيَّة تتدفَّق مجدداً على فرولينات العام 1977م، وبخاصة بعد طرد هبري من قيادة الجيش الثاني لفرولينات في تشرين الثاني (نوفمبر) 1976م لمعارضة الاحتلال الليبي لقطاع أوزو. هكذا نجد أنَّ الانتصارات العسكريَّة التي حقَّقتها فرولينات ضد قوات النظام العسكري في إنجمينا في صيف 1977م وشباط (فبراير) 1978م في المديريات الشماليَّة قد خلقت مناخاً صالحاً لتوحيد كل الجيوش المعارضة تحت الرعاية الليبيَّة في مؤتمر فيا-لارقو في آذار (مارس) 1978م، وتزعَّم جوكوني عويدي قيادة الجيش الموحَّد. كذلك أظهرت ليبيا مناورة ديبلوماسيَّة بدعوتها لقمة سبها بليبيا بين القذافي ومالوم ورؤساء النيجر والسُّودان في 24 شباط (فبراير) 1978م، وكان من بين المقترحات وقف إطلاق النار في تشاد، بحيث تشرف عليه ليبيا والنيجر. وتحت الضغوط الليبيَّة اجتمع قادة الجبهة مع الحكومة التشاديَّة في بنغازي بليبيا، وفي 27 آذار (مارس) 1978م تمَّ الإعلان عن وقف إطلاق النار مع إجراءات لقيام المصالحة الوطنيَّة.

    وفي هذه الأثناء عزَّزت فرنسا وجودها العسكري في تشاد تحت ستار الاتفاقات العسكريَّة التي أُبرمت في آذار (مارس) 1976م، وبخاصة بعد نقض المواثيق السابقة بواسطة الأوضاع المتغيرة على الأرض بين عشيَّة وضحاها. وفي آب (أغسطس) 1978م انتهزت فرنسا هذه الفرصة ودعمت حلاً سياسيَّاً جديداً يقضي بحل المجلس العسكري الأعلى على أساس "الميثاق التأسيسي"؛ إذ بموجبه تمَّ تعيين حسين هبري رئيساً للوزراء، بينما بقي مالوم كرأس للدولة. وفي "حكومة الوحدة الوطنيَّة" التي تشكلت في 31 آب (أغسطس) 1978م قُسِّمت الوظائف الرئيسة مناصفة بين أنصار هبري ومالوم. وعلى الفور أدان رئيس الوزراء الجديد التوسُّعات الليبيَّة، بينما رحَّب بوجود القوات الفرنسيَّة في تشاد. مهما يكن من شأن، فقد بقي تحالف هبري-مالوم هشاً، مما أفسح المجال لمواجهات عسكريَّة جديدة العام 1979م. وحين أدركت ليبيا أن جزءاً من الجيش الثاني لفرولينات في حالة تأهب لمساندة هبري – عدو ليبيا اللدود – قامت ليبيا بتعزيزات عسكريَّة لأصيل أحمد – النائب المكتهل منذ أيام تومبلباي - والذي شرع هو الآخر في تجميع "قوات البركان" في نهاية العام 1975م، وفرض نفسه على هذه القوات، وأصبح أصيل أحمد الجسم السياسي لليبيا في تشاد، وبخاصة لأنَّه لم يجرؤ على معارضة الإستراتيجيَّة السياسيَّة والاقتصاديَّة الليبيَّة في تشاد. ولسحب البساط من تحت قدمي جوكوني عويدي، شكَّل أصيل أحمد "اللجنة التصحيحيَّة" في أيلول (سبتمبر) 1978م، والتحق به نائب رئيس فرولينات – محمد أبا. وفي كانون الأول (ديسمبر) من ذلك العام فشلت محادثات الصلح وسط قيادات فرولينات، إلا أنَّ الأحداث – على صعيد آخر – قد ساعدت على تضميد الجراحات القديمة بين عويدي وهبري، وذلك في اللحظة التي كان يقوم فيها كل كل من مالوم وهبري باستعراض عضلاتهما لمنازلة بعضهما بعضاً.

    وفي إنجمينا تحصَّل هبري على آليات عسكريَّة وتعزيزات من مدينتي بيلتين وأبيشي، حيث سلَّمته فرنسا مدفعيَّة ثقيلة العام 1978م، وتمَّ نقلها إلى العاصمة إنجمينا في كانون الثاني (يناير) 1979م. كذلك أجرى هبري اتصالات مع الجيش الثالث – الذي أصبح يُعرَف فيما بعد ب"حركة التحرير الكامل لتشاد" – بزعامة أبوبكر عبد الرحمن، الذي كان نشطاً منذ العام 1978م في منطقة بحيرة تشاد (كانم). وحين اندلع القتال بين القوات المسلحة الشماليَّة (أنصار هبري) والقوات المسلحة التشاديَّة (أنصار مالوم) في إنجمينا في شباط (فبراير) 1979م وقفت فرنسا – برغم من أنَّها أعلنت الحياد في هذا النزاع – إلى جانب هبري. وقد أغضب هذا الموقف الفرنسي مالوم وعبد القادر ود الكاموقي (قائد الجيش التشادي). وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّه قد حدثت مذابح كثيرة في حق المدنيين العزل في العاصمة وفي جنوب البلاد، وذلك بعد أن بدأ طرفا النزاع يتوسَّلان إلى أنصارهما مستخدمين الطابع الإقليمي والعنصر الديني والعامل الاجتماعي (الشمال ضد الجنوب، والمسلمون ضد المسيحيين) في سبيل السيطرة على السلطة. وهنا تدخَّلت الخرطوم وقامت بدعم قوات حسين هبري المعارضة لفيليكس مالوم وللقذافي على السواء كيداً لليبيا، بينما استمرَّت ليبيا هي الأخرى في دعم مناوئي الخرطوم عبر بوابة دارفور.

    برغم من اندلاع هذه الاشتباكات المتقطعة عُقِد المؤتمر الأول للمصالحة الوطنيَّة في كانو بنيجيريا في آذار (مارس) 1979م بمبادرة نيجيريَّة وحضور إقليمي من دول الجوار، وخرج المؤتمرون باتفاق بين القوات المسلحة التشاديَّة، قوات الشمال المسلحة، فرولينات، وحركة التحرير الكامل لتشاد. وأُجبر كل من مالوم وهبري بتقديم استقالتهما، وتمَّ إنشاء مجلس سيادة انتقالي مكوَّن من عضوين من كل حزب في 23 آذار (مارس) 1979م. وأصبحت العاصمة منطقة منزوعة السلاح، وأرسلت نيجيريا 850 جنديَّاً لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، وأبدت فرنسا رغبتها في انسحاب جنودها من تشاد، إلا أنَّ المجلس الانتقالي طلب منها إبقاءها. وفي المؤتمر الثاني في كانو في نيسان (أبريل) 1979م الذي هدف إلى التحام جميع الفصائل السياسيَّة والعسكريَّة المعارضة – تحديداً أصيل أحمد، محمد أبا، وأبا صديق – نجده قد أخفق في إحراز أيَّة اتفاقيَّة، وذلك من جراء تصلُّب عويدي وهبري أمام المقترحات التي دفعت بها - أو قل فرضتها – ليبيا ونيجيريا على الرفقاء الفرقاء.

    وبناءاً على الاتفاقات التي توصَّلت إليها الأطراف المتصارعة في إنجمينا، تمَّ تشكيل حكومة الاتحاد الوطني الانتقالي في 25 نيسان (أبريل) 1979م برئاسة الجنرال تشوا (حركة التحرير الكامل لتشاد)، وينوب عنه جبريل جوجو (القوات المسلحة التشاديَّة)، وجوكوني عويدي (فرولينات) وزيراً للداخليَّة، وحسين هبري (قوات الشمال المسلحة) وزيراً للدفاع. وكان واضحاً في المبتدأ أنَّ ذلك التقاسم الرباعي للسلطة لن يدوم طويلاً.. إنَّه لقانون التأريخ. وفي الحق، هذا ما جرى. فإنَّ هذه الحكومة – التي باركتها فقط فرنسا – تعرَّضت لحملة ديبلوماسيَّة عارمة في إفريقيا، واعتبرتها دول الجوار حكومة غير شرعيَّة في مؤتمر لاغوس (حاضرة نيجيريا يومئذٍ) في أيار (مايو) 1979م، فضلاً عن أنَّها لم تُحظ بمقعد في قمة منظمة الوحدة الإفريقيَّة (الاتحاد الإفريقي حاليَّاً) في تموز (يوليو) من ذلك العام في منروفيا – حاضرة ليبيريا. وقد واجهت هذه الحكومة ظروفاً صعبة امتثلت في حظر النفط إليها من نيجيريا وشح رجال الخدمة المدنيَّة وضغوط عسكريَّة مختلفة. وفي هذه الأثناء قام عبد القادر ود الكاموقي بإعادة تنظيم الجسم الأساس للقوات المسلحة التشاديَّة، وهي كانت بضعة آلاف رجلاً، وانتبذ بهم مكاناً قصيَّا في جنوب البلاد، وأصبحوا يشكِّلون تهديداً للعاصمة. كذلك قام أحمد أصيل بتعزيز قواته بواسطة التجنيد المكثف وسط التشاديين في ليبيا، وبُعيد تكوين "جبهة العمل الانتقاليَّة من أجل المجتمع" مع كل من أبا صديق، أبو بكر عبد الرحمن، وأدوم دانا، وشنوا هجوماً على مديريات الشمال بدعم ليبي. وفوق ذلك كله شهدت العاصمة نزاعاً في قلب الأحزاب المؤتلفة المكوِّنة للحكومة، وفي حزيران (يونيو) من ذلك العام قامت فرولينات بحل "حركة التحرير الكامل لتشاد"، وذلك بعد اتهامها بالعمالة لصالح نيجيريا وليبيا؛ ثمَّ كان لبروز مفهوم الوسط والشرق لدي المتمرِّدين السابقين دوراً سالباً على الحل السياسي في هذا البلد الذي أنهكته الحرب الأهليَّة. فسرعان ما بدأ التأييد الذي حظيت به فرولينات في أول الأمر في الاندثار رويداً رويداً نسبة لارتباطها بنمط من "الاستعمار الجديد" المتمثِّل في الوجود العسكري الفرنسي في تشاد. وبطلب من الحكومة الانتقاليَّة تم انسحاب القوات النيجيريَّة من تشاد.

    ففي 18 آب (أغسطس) 1979م تمَّ التوقيع على اتفاق ثان في لاغوس بين كل الفصائل التشاديَّة للعمل على الآتي:

    الوقف الفوري لإطلاق النار، وخلق منطقة منزوعة السلاح قطرها 100 كيلومتراً حول إنجمينا.

    تشكيل حكومة انتقاليَّة جديدة ولجنة مراقبة بواسطة دول منظَّمة الوحدة الإفريقيَّة.

    انسحاب القوات الفرنسيَّة من تشاد.

    وفي 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979م تمَّ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة جوكوني عويدي. برغم من نص الاتفاق على نزع السلاح حول العاصمة، إلا أنَّه بقيت في العاصمة خمسة جيوش: أربعة جيوش تحت قيادة قائدها العسكري محمد أبا سعيد، وقوات الغرب المسلحة تحت قيادة موسى مديلا. إذ لم تفلح مساعي رؤساء الدول الإفريقيَّة ومنظمة الصليب الأحمر وجهات أخرى لإقناع الأطراف المتصارعة لوقف الحرب التي اندلعت في العاصمة بين هذه الفصائل المناوئة في 21 آذار (مارس) 1980م، وقد اقتصرت ضراوة الاقتتال بين أنصار جوكوني عويدي وحسين هبري. وما لبثت هذه المبادرات أن اندثرت الواحدة منها تلو الأخرى، ثمَّ ما فتئ الوضع في البلاد يتوغَّل في متاهات العنف والدَّم والدَّمار. وفي هذه الأثناء أرسلت ليبيا 2,000 من الجنود التشاديين المدرَّبين في ليبيا لمساندة عويدي، وفي الحق وصلت هذه القوات براً في 4 أيار (مايو) 1980م، فيما التحم تحالف جديد بين جوكوني عويدي وأصيل أحمد بمعاونة القوات الليبيَّة، التي تدخَّلت مباشرة وغزت الأجزاء الشماليَّة من تشاد في تشرين الثاني (نوفمبر) 1980م. وانتشر القتال سراعاً من العاصمة إلى المدن الأخرى وسط البلاد، وبما أنَّ كل المجموعات كانت متحدة ضد هبري، إلا أنَّه وقف صلداً مع جيشه ذي التدريب العالي والمنظم وأسلحته التي جاءت من مصر، بينما اقتصرت المساندة الفرنسيَّة على العقيد عبد القادر ود الكاموقي الذي كان على رأس القوات المسلحة التشاديَّة المتمركزة جنوب نهر شاري. وكما شهدنا، فقد كان التدخل الليبي سافراً في الشؤون الداخلية التشاديَّة. ففي مستهل تشرين الثاني (نوفمبر) 1980م غزت ليبيا إقليم تيبيستي في شمال تشاد بواسطة لواءين من قوات المشاة – أي حوالي 3,000 جنديَّاً – مدعومين بدبابات ومدفعيَّة ثقيلة وطائرات عاموديَّة (الهليوكوبتر)، وفي نهاية الأمر، وصلت القوات الليبيَّة إلى إنجمينا وحاصرتها وقطعت خطوط إمداد قوات حسين هبري. وفي 14 كانون الأول (ديسمبر) 1980م هُزِمت قوات هبري في العاصمة، وفرَّ هو الآخر إلى الكاميرون مع من تبقَّى من قواته، وهرب البعض الآخر شرقاً نحو الحدود السُّودانيَّة لمواصلة النضال.

    ومن السُّودان، الذي اتخذه هبري قاعدة للانطلاق بعد هزيمة كانون الأول (ديسمبر) 1980م، شقَّ طريقه محارباً حتى سيطرت قواته على معظم أقاليم الشمال وأغلب الأرياف باستثناء العاصمة، التي دخلها في نهاية الأمر في 7 حزيران (يونيو) 1982م، وأدَّى القسم رئيساً للبلاد في 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1982م. وفي هذه الأثناء قُتِل أصيل أحمد بعد أن ضربته مروحيَّة طائرة، وهُزِم كاموقي في الجنوب وهرب إلى الكاميرون، بينما اتخذ جوكوني عويدي من ليبيا قاعدة انطلاق له في مستهل العام 1983م. وفي ذلك العام شنَّ عويدي أول هجوم له على تشاد واستولى على إقليم أونيانغا كبير ومدينة فيا-لارقو – المدينة الرئيسة في شمال تشاد – وتبعها الاستيلاء على أبيشي في شرق البلاد، إلا أنَّ قوات هبري استعادت مدينة فيا-لارقو. غير أنَّ المقاتلات الليبيَّة قد قامت بقذف المدينة، التي شهدت أيضاً هجوماً بريَّاً بواسطة قوات عاليَّة التدريب، حيث اشترك 2,000 جندي في الغارة على المدينة، واستعادتها لصالح عويدي، وأُسِر 500 من جنود هبري. وسراعاً أرسلت زائير 2,000 عسكريَّاً إلى إنجمينا، ووعدت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بمساعدة مالية لتشاد مقدارها 10 مليون دولاراً أمريكيَّاً، فضلاً عن إرسال طائرات "الإيواكس" الاستطلاعيَّة إلى السُّودان، والقيام بالضغط على فرنسا من أجل التدخل المباشر. وفي 13 آب (أغسطس) 1983م أرسلت فرنسا – بعد شيء من التردُّد كثير – جنوداً مظليين تعدادهم 3,000 جنديَّاً وأخذوا مواقفهم على خط 15 درجة شمالاً، وفي شباط (فبراير) 1983م تقدَّم هذا الخط الفرنسي درجة واحدة شمالاً. وفي 12 آب (أغسطس) 1983م ظهرت بوادر الانشقاق في قوات عويدي حين أعلنت حركة معارضة جديدة في أوقادوقو – حاضرة بوركينا فاسو (فولتا العليا سابقاً) – باسم "تجمع القوى الوطنيَّة" بزعامة فاشو بلام، وأفصح عن رغبته في محادثات من أجل المصالحة الوطنيَّة، لكنه رفض الاعتراف بحسين هبري رئيساً للدولة.

    بعد انسحاب الفرنسيين والليبيين، وفشل مؤتمر المصالحة الوطنيَّة في برازفيل – حاضرة الكونغو – في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1984م، بدأت حكومة هبري تشهد صراعاً متجدِّداً يوماً إثر يوم في جنوب البلاد مع "الكوماندوز" حتى العام 1985م. إذ احتجَّ أهل الجنوب المسيحيُّون أنَّ حكومة هبري الشماليَّة قد تجاهلتهم وهمَّشتهم، وفي 12 كانون الثاني (يناير) 1985م احتشدوا تحت قيادة العقيد كوتيغا جيرينان، وكوَّنوا جبهة موحَّدة.

    وفي 10 شباط (فبراير) 1986م – حين توغَّلت القوات الليبيَّة جنوب خط الطول 16 درجة شمالاً – طلب هبري من الفرنسيين التدخل، واستجابت فرنسا بابتعاث طائراتها المقاتلة من قواعدها في جمهوريَّة إفريقيا الوسطى وقذفت مطار وادي دوم بعد ستة أيام من التوغل الليبي، وأردفت فرنسا بإرسال 1,000 كوماندوز إلى إنجمينا، وردَّت ليبيا بشن غارات جويَّة على مطار إنجمينا. انشغل هبري في هذه الأثناء بترتيب البيت داخليَّاً، وذلك في إجراء تغيير وزاري بموجبه أدخل في حكومته زعيم "الجبهة الديمقراطيَّة التشاديَّة" – الجنرال جبريل جوجو – وأثنين من متمرِّدي الجنوب الآخرين. على أيَّة حال، اختلف جوكوني عويدي مع حلفائه الليبيين في طرابلس، وفي نهاية تشرين الأول (ديسمبر) 1986م تعرَّض لحادثة إطلاق النار، وأُصِيب بجرح خطير إثر هذا الاعتداء على حياته في طرابلس، وبات شبه سجين للحكومة الليبيَّة.

    وفي مستهل العام 1987م شرع هبري في حملة جديدة ضد الوجود الليبي في تشاد. إذ قامت قواته بهجمات واسعة شمال خط الطول 16 درجة شمالاً، واستعادت "فادا" في 2 كانون الثاني (يناير)، و"زوار" في 5 كانون الثاني (يناير) وأخيراً قضت على القوات المدرعة الليبيَّة في وادي دوم في منتصف آذار (مارس). وبحلول نيسان (أبريل) 1987م كانت قوات هبري قد حرَّرت كل أراضي شمال تشاد، باستثناء قطاع أوزو وجيوب متناثرة هنا وهناك في إقليم تيبيستي. وفي نيسان (أبريل) 1989م أعلنت حكومة هبري عن إحباط محاولة انقلابيَّة فاشلة، وكان من بين المتَّهمين إدريس ديبي إيتنو، البالغ من العمر يومذاك 32 عاماً، وهو كان رئيساً لهيئة الأركان في الجيش التشادي. هرب ديبي إلى السُّودان ليظهر في يوم 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 1990م قائداً قوة قوامها 2,000 مسلحاً من السُّودان، ودخل بها تشاد واستولى على السلطة في إنجمينا، التي فرَّ منها هبري إلى السنغال.

    في البدء، كان التهديد الذي ظلَّ يهدِّد نظام ديبي هو ذلك الذي شكَّلته "حركة الديمقراطيَّة والتنمية"، وهي حركة كانت تستمد نفوذها من أنصار الرئيس المخلوع حسين هبري، وكانوا ينطلقون من نيجيريا والنيجر، ويتَّخذون من منطقة بحيرة تشاد مسرحاً لعملياتهم العسكريَّة، وبخاصة في مستهل كانون الأول (ديسمبر) 1991م. وبرغم من أنَّ أحداث حدجيراي في تشرين الأول (أكتوبر) 1991م قد تمَّت معالجتها – وإن كان جزئيَّاً – العام 1992م، إلا أنَّ أهل الجنوب بدأوا يتململون ضد الجيش التشادي الذي يسيطر عليه أهل الشمال، وإنَّ أثنيَّة "الزغاوة" – قبيلة الرئيس ديبي نفسه – لهي العنصر الغالب في الجيش، وفي الحق جلهم من السُّودانيين في دارفور، مما جلبوا لأنفسهم استياء أهل الجنوب التشادي. وبعد مقتل جوزيف بيهيدي في العاصمة إنجمينا في شباط (فبراير) 1992م تمرَّد أهل الجنوب في الجيش التشادي بقيادة الملازم مويس كيتي، وقد قام الحرس الجمهوري بارتكاب مذابح ضد أهل الجنوب في قرية قور والقرى المجاورة في سبيل مساعيه للقضاء على عصيان كيتي.(87) وهكذا نجد أنَّ الحرب الأهليَّة التشاديَّة، التي كانت في جوهرها نزاعاً بين رحل (عرب) وظاعنين (أفارقة) حول السلطة السياسيَّة في البلاد، وإن تخلَّلها العاملان الديني والأثني، أمست ذات أبعاد متشعِّبة، وتدخُّلات إقليميَّة ودوليَّة متعدِّدة. ولعلَّ نظام تومبلباي – كما رأينا – كان يمثِّل مجموعة "السارا" في جنوب تشاد، وهم مسيحيُّون رعتهم فرنسا أثناء الاستعمار وأنعم عليهم بالسلطة، وأغدق عليهم بالامتيازات السياسيَّة الاجتماعيَّة، ومن ثَمَّ انتقلت السلطة للشماليين المسلمين بعد حكومة تومبلباي بالطريقة التي سردناها سلفاً. ثم حدثت فتن وصراعات، مما أسفر عنها استقرار السلطة في الثمانينيَّات من القرن المنقضي تحت قيادة حسين هبري، الذي يمثِّل أثنية "القرعان"، وبتحالف شاركت فيه بعض القبائل العربيَّة ومجموعات أخرى، ثم قضى إدريس ديبي على نظام هبري العام 1991م بمساعدة من النظام "الإنقاذي" في الخرطوم، الذي أزعجه وجود مكتب للحركة الشَّعبيَّة والجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان في إنجمينا. وينتمي ديبي – كما أسلفنا ذكراً – إلى أثنية "الزغاوة"، التي لا تشكل أكثر من 10% من جملة سكان تشاد، لكنهم بوصفهم المادي وترابطهم مع بعضهم بعضاً طغى اسمهم، مما حدا بالأثنيات الأخرى للتفكير والعمل للإطاحة بالسلطة والحلول محلها.(88)

    وبرغم من "سعي قيادات سودانيَّة إلى تجميع المجموعات العربيَّة الطامحة إلى استعادة السلطة في تشاد وتدريبها وتسليحها (...)، إلا أنَّ الرئيس التشادي إدريس ديبي أصرَّ على موقفه الرافض للتعامل مع المعارضة السُّودانيَّة، التي سعت في منتصف التسعينيَّات إلى إيجاد موطئ قدم في تشاد وقيادة عمليات في مواجهة الحكومة السُّودانيَّة، كما حدث في شرق البلاد، انطلاقاً من إريتريا."(89) وإنَّ الميليشيا العربيَّة التي تتحدَّر من قبائل القرعان والهبانية والسلامات والمسيريَّة، أكَّدت للحكومة السُّودانيَّة أنَّ في استطاعتها الوصول إلى إنجمينا وتغيير نظام الحكم واستعادة السلطة التي فقدتها العام 1990م بسقوط نظام حسين هبري على يد إدريس ديبي، كما استطاعت القيام بذلك للمرة الأولى العام 1978م عندما استولى الرئيس جوكوني عويدي على السلطة في تشاد. والجدير بالذكر أنَّ الرئيسين السابقين عويدي وهبري وصلا إلى السُّلطة انطلاقاً من دارفور في الأعوام 1978 و1981م، وبدعم مباشر من الخرطوم. وبرغم من هذا الموقف التشادي الرسمي الرافض لتقديم أي دعم للمعارضة السُّودانيَّة، إلا أنَّ نظام الخرطوم لم يلتزم بذلك الحياد. فنجد أنَّ متمرِّدي "تجمع الديمقراطيَّة والحرية" أو "حركة التجمع من أجل الديمقراطية والحريَّة" – التي تتزعَّمها قيادة ثلاثيَّة تتكوَّن من الجنرال محمد نوري والشيخ ابن عمر وآدم حسب الله - قد انطلقوا من الأراضي السُّودانيَّة، وقاموا بالهجوم على بلدة أدري التشاديَّة في يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) 2005م، وذلك بعد أن "تلقوا تدريباً وتجهيزاً على أساس أنَّهم وحدة من الجيش السُّوداني، وأنَّ زعيمهم مقرَّب من الرئيس السُّوداني عمر البشير." وقد شاركت جماعة "منبر التغيير والوحدة الوطنيَّة والديمقراطيَّة" في الهجوم على بلدة أدري على حدود تشاد الشرقيَّة مع السُّودان، كما زعم زعيم المنبر يابا ديللو دييرو. ولدحض مزاعم الخرطوم أنَّها لا تأوي المعارضة التشاديَّة ولا تقوم بمساعدتها قام عبد الواحد عبود مكاي بإجراء مقابلة إذاعيَّة كشفت أنَّه موجود في العاصمة السُّودانيَّة، وإنَّ حركته لتقيم علاقات وديَّة مع الخرطوم. وقد أغضب هذا الإفصاح عن الأمر، الذي ظلت الخرطوم تنكره حيناً من الدهر، السلطات السُّودانيَّة، وقامت باعتقال عبد الواحد عبود في يوم الخميس 19 كانون الثاني (يناير) 2006م ومعه 19 آخرين من المتمرِّدين التشاديين. والجدير بالذكر أنَّ كلاً من عبد الواحد عبود وعبد الله عبد الكريم قد وقعا على اتفاق بين ثماني جماعات تشاديَّة متمرِّدة اتفقت فيما بينهما في أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2005م على تشكيل "الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطي".(90)

    وفي هذه الأجواء الحربيَّة تزعَّم أحمد (يوسف) توغويمي – وزير الدفاع التشادي السَّابق – "حركة العدل والمساواة" المعارضة، وقاد تمرداً ضد الرئيس إدريس ديبي في شمال البلاد، وسيطر على مرتفعات تيبيستي على الحدود الليبيَّة-التشاديَّة العام 2000م قبل أن تتمكن منه القوات التشاديَّة. وكذلك شن "اتحاد القوى من أجل الديمقراطيَّة والتنمية" المعارض هجوماً على مدينة أبيشي في شرق البلاد في يوم 4 شباط (فبراير) 2006م، وسقط ما لا يقل عن 220 قتيلاً وعشرات الجرحى وآلاف المهجرين، مما أسفر الهجوم عن عرقلة عمل الإغاثة في دارفور، حيث تتخذ المنظمات الإنسانيَّة من هذه المدينة مركزاً لخدمتها؛ وسيطرت جنود "تجمع القوات الديمقراطيَّة" على مدينة بيلتين، التي تبعد 60 كيلومتراً شمال-شرقي مدينة أبيشيه، ويتزَّعم هذا التجمع الذي ينشط في وسط تشاد الشقيقان توم وتيمان إرديمي، ويمثل الشقيقان تيار "الزغاوة" الناقمين على إدريس ديبي. ومن جانب آخر، هناك قضية "زغاوة كوبي"، الذين كانوا يعارضون نظام الرئيس التشادي ديبي المدعوم من قبل "زغاوة البديات"، ووجدوا دعماً عسكريَّاً في جمهوريَّة إفريقيا الوسطى – أي في عهد الرئيس باتاسيه، حيث كانت تدعمهم ليبيا. وبعد سقوط نظام باتاسيه في بانغي على يد جنود الرئيس فرانسوا بوزيز دخل هؤلاء إلى دارفور وهم يحملون السلاح، وتمازجوا مع المجتمع الدرافوري. وهناك كذلك فصيل النقيب محمد نور عبد الكريم (من أثنية التاما، وهو نائب سابق للجبهة المتَّحدة للتغيير الديمقراطي) في شرق البلاد والذي لا يمكن إغفاله، برغم من محاولته الفاشلة لاجتياح العاصمة – إنجمينا، التي باتت يتداولها المحاربون ككرة ثلج على مدى ثلاثة عقود – في نيسان (أبريل) 2006م.(91)

    ففي نهاية آذار (مارس) 2007م هاجم تحالف المتمرِّدين التشاديين والميليشيات السُّودانيَّة قريتي "تيرو" و"مارينا" في وادي تشاد (على بعد 45 كيلومتراً من حدود غرب السُّودان)، حيث استغرق حصول فريق الأمم المتحدة على إذن لزيارة هاتين القريتين نحو أسبوع. وعند وصول الفريق كانت رائحة الجثث المتحلِّلة والدِّماء المسفوكة والدَّمار في انتظاره. وقد قدَّرت الأمم المتحدة عدد الضحايا ب 400 شخصاً. وفي نيسان (أبريل) 2007م انطلق متمرِّدو "اتحاد القوى من أجل الديمقراطيَّة والتنمية" بزعامة الجنرال محمد نوري، و"تجمع القوى الديمقراطيَّة" بقيادة توم وتيمان أرديمي، و"جبهة الوفاق الوطني" التشاديَّة بزعامة الدكتور حسن صالح الجنيدي (من قبيلة اللحيمات العربيَّة)، انطلقوا من الأراضي السُّودانيَّة وتجمَّعوا قرب منطقة أمدجريما (19 كيلومتراً داخل العمق التشادي)، وشنّوا هجوماً على تشاد. وأثناء تعقُّب القوات التشاديَّة للمتمرِّدين دخلوا الأراضي السُّودانيَّة، مما أدَّى إلى الاشتباك بين القوات السُّودانيَّة والتشاديَّة ومقتل 17 من قوات الأولى وجرح أكثر من 40 آخرين إثر تصديها لهجوم القوات التشاديَّة. وقد بلغ عدد القتلى من الجانبين 30 قتيلاً وإصابة نحو 50 آخرين. ونسبة لأسباب بشريَّة (سياسيَّة واجتماعيَّة) وطبيعيَّة، لم يأت البروتوكول العسكري الموقَّع بين الخرطوم وإنجمينا في يوم 28 آب (أغسطس) 2006م بالنتائج المرجوة.(92) وإنَّ انسحاب المتمرِّدين التشاديين داخل الأراضي السُّودانيَّة لمبعثه عاملان: أما أولهما فهو إنَّ السلطات السُّودانيَّة قد لا تمانع في وجودهم داخل السُّودان، وربما حمت ظهورهم تحت دعاوي صد الجيش التشادي الذي دخل بقضه وقضيضه إلى الأراضي السُّودانيَّة دون مراعاة لسيادة الدولة السُّودانيَّة؛ أما ثانيهما فهو يعني احتمال وجود معسكرات للمتمرِّدين التشاديين داخل السُّودان، وكل ما فعله هؤلاء المتمرِّدون التشاديُّون هو عودتهم إلى قواعدهم.

    فبينما كانت الأحداث تسير بالصورة التي شهدناها جاءت الطامة الكبرى في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2007م حين اتَّهمت الحكومة التشاديَّة منظَّمة "قوس الحياة" (Zoe d’Arc) الفرنسيَّة بأنَّها تقوم بأخذ الأطفال السُّودانيين (103 طفلاً) من مخيَّمات لاجئي دارفور لبيعهم في فرنسا وبلجيكا، وقبضت السلطات التشاديَّة على 9 فرنسيين (6 أعضاء في المنظَّمة و3 صحافيين)، و7 أسبانيين هم أعضاء طاقم الطائرة المستأجرة بتورُّطهم في هذه العمليَّة، إضافة إلى طيار بلجيكي واثنين من التشاديين اتهما بالاشتراك معهم. ومن جانب آخر، ذُكِر أنَّ أربعة سودانيين شاركوا في نقل أطفال القرية بمساعدة 3 فرنسيين إلى منطقة أدري التشاديَّة، وهم: هاشم السنوسي، الفكي سليمان إبراهيم، حسن سعد الدين، وأحمد عشر. وحسب إفادة عمدة قبيلة المساليت بقرية "أسونقا" محمد خاطر أحمد، مشيراً إلى أنَّ السنوسي كان مسؤولاً عن نقل الأطفال عبر عربته "الكارو" إلى الفكي سليمان، فيما كان سعد الدين وعشر يقومان بإقناع أولياء الأمور بتسليم أطفالهم للمنظَّمة لتلقي التَّعليم، وابتدرا العمليَّة بتسليم أطفالهما.(93) وقد تولى أمر هؤلاء الأطفال (21 طفلة و82 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين العام وعشرة أعوام) بعد إنقاذهم في مدينة أبيشي التشاديَّة مسؤولون من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التَّابعة للأمم المتحدة، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، واللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر. وبما أنَّ أفراد المنظَّمة كانوا يصرِّون أنَّهم أخذوا هؤلاء "اليتامي للتبنِّي والعلاج والتعليم" والإقامة مع عائلات أوربيَّة مقتدرة ولسوف تعاملهم "بكل لطف وحنان"، قال بعضها إنَّهم دفعوا ما يصل إلى ألفي يورو أو أكثر "كتبرع" لتغطية تكاليف النَّقل، إلا أنَّ السلطات التشاديَّة والرأي العام الشَّعبي في هذا البلد تقول إنَّ هؤلاء الأطفال أُخِذوا خداعاً أو اختطافاً من ذويهم بغرض التجارة بهم لمن يرغبون في الأطفال بما فيهم الشواذ جنسياً، أو بغرض قتلهم وبيع أعضائهم للمحتاجين، وبخاصة حين يتم أخذ الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة بهذه الطريقة غير القانونيَّة وغير الأخلاقيَّة – أي دون موافقة أولياء أمورهم، وعدم امتلاكهم للأوراق الثبوتيَّة – فإنَّ كل شيء لجائز في عالم اليوم، كما كان جائزاً في عالم الأمس. ومن المقابلات التي أجرتها منظَّمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر تتناقض مع بيانات منظمة "قوس الحياة"، التي وصفت الأطفال بأنَّهم أيتام ومرضى ومعزون. وقد قال 91 طفلاً إنَّهم ليعيشون مع عائلاتهم المكونة من شخص واحد بالغ على الأقل يعتبرونه أحد والديهم، وقال بعضهم إنَّ آباءهم لا يزالون أحياءاً، وإنَّهم تعرَّضوا للإغراء بالحلوى والبسكويت للخروج من قراهم على الحدود السُّودانيَّة.(94) على أيَّة حال، فقد تسببت هذه الحادثة في فقدان الثقة بين النَّازحين واللاجئين من جهة، والمنظَّمات الإنسانيَّة الغربيَّة من جهة أخرى. ولكن – بعد اعتقال هذه المجموعة – يبرز السؤال المهم التَّالي: هل هذه هي أول رحلة التي حاولت الطائرة المأجورة القيام بها أم أنَّها قامت برحلات مثيلة في الماضي قبل اكتشاف أمرها في تشرين الأول (أكتوبر) 2007م؟

    أمَّا بعد، فبالنظر إلى طبيعة أشخاص بعض الأعضاء المؤسسين لحركتي تحرير السُّودان والعدل والمساواة، والواقع على الأرض، والحركات المعارضة في تشاد، وكيفيَّة وصول الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى السُّلطة في إنجمينا في بادئ الأمر، يمكن أن ندرك – دون عناء – أنَّ الوضع السياسي والاجتماعي في هذه المنطقة معقَّدة أيما التعقيد، وتفاعل المصادر البشريَّة والعوامل السياسيَّة وتشابكها مع بعضها بعضاً تصب في خدمة الأغراض السياسيَّة المباشرة وغير المباشرة لأطراف بعينها. برغم من انتشار مزاعم سودانيَّة حكوميَّة بدعم إنجمينا لمتمرِّدي دارفور، إلا أنَّنا لم نعثر على بيِّنة ماديَّة عما هم زاعمون، بل العكس تماماً. فمن خلال تصريحات المسؤولين في الخرطوم، وأقوال فقهاء السلطان، وتلميحات مؤيِّدي السلطات الخرطوميَّة من غير عذر سياسي واضح سوى بقيَّة من جاهليَّة، نستطيع أن نجزم – ولا شك في ذلك – أنَّ الخرطوم تدعم مسلِّحي تشاد كما دعمت إدريس ديبي من قبل وأوصلته إلى سدة الحكم في إنجمينا. أي جذرت دولة "الإنقاذ" غرسها في تشاد فنبت حسكها، ومع ذلك، فهناك من كان يعتبر ذلك الحسك زهراً نضيداً. ففي الهجوم الثاني الذي شنَّه المتمرِّدون التشاديُّون على إنجمينا في مختتم كانون الثاني (يناير) 2008م بدأ بعض فقهاء السلطان في الخرطوم يستبشرون تصريحاً ب"أنَّ إفريقيا ستشهد ميلاد دولة عربيَّة جديدة"، وأذاع بعض قادة الحكم في الخرطوم في الناس "أنَّكم ستسمعون أخباراً سارة قريباً من تشاد"، واستبق بعضهم الأمور بنضرات النعيم التي بدت تتراءى على وجوهم. إنَّ هذه التصريحات والتلميحات لوسائل الإعلام المختلفة، والتباشير بميلاد دولة عربيَّة جديدة في قلب إفريقيا النابض، لينبئنا بما لا مُراء فيه أنَّ ثمة شيئاً ما يختمر في بواطن المسؤولين السُّودانيين، وهذا يوضِّح بجلاء أنَّ هناك قصداً وتصميماً للوصول إلى غاياتهم السياسيَّة مهما كلَّفهم من ثمن، أو أرهقهم من جهد.

    أما في حال صدق مزاعم الخرطوم ضد إنجمينا، فإنَّ ذلك قد يعود إلى رؤية الحكومة في إنجمينا – أو على الأقل أعضاء نافذين فيها – أنَّ عليهم مساندة بني جلدتهم في حركتي تحرير السُّودان والعدل والمساواة اللتين يشكل أبناء الزغاوة – القبيلة الحاكمة في إنجمينا - جزءاً رائساً فيهما. وفي حال متمرِّدي دارفور فإنَّ من يتعرَّض للضيم من حاكم غشوم كان لزاماً عليه أن يلتمس العون والمدد من كل مَنْ يرى عدالة قضيَّته، كما أنَّ السلاح أمسى سلعة عالميَّة رائجة يشتريها من يستطيع إلى ذلك سبيلاً، ثمَّ إنَّ المتمردِّين في دارفور قد حقَّقوا انتصارات عديدة على قوات الحكومة السُّودانيَّة وميليشياتها، وبالطبع قد اغتنموا كثيراً من السلاح. كما أنَّ نظام الخرطوم يرى في زعزعة الاستقرار في شرق تشاد بأنَّها تحقق لها عدة أهداف آنيَّة، منها: المعاملة بالمثل ضد النظام التشادي، وخلق وضع غير آمن في هذا الجزء من البلد حتى يجفل الاتحاد الأوربي عن نشر قواته في شرق تشاد وشمال شرق جمهوريَّة إفريقيا الوسطى. إذ ترى الخرطوم أنَّها هي المعنيَّة بنشر هذه الوحدات العسكريَّة الأوربيَّة بسبب أزمة دارفور، وإنَّ شيوع عدم الاستقرار في هذه المنطقة كلها ليجعل المجتمع الدولي أن يعيد تفكيره بغية إرسال القوات الهجينة إلى إقليم دارفور المضطرب في السُّودان. وفي هذه الحال المربكة والمرتبكة نشطت الحكومة السُّودانيَّة مستخدمة طرائق شتى ومكائد متنوعة. وأخيراً ربما حالت الإمكانات الماديَّة والبشريَّة لدي السُّودان وتشاد دون ضبط توغل الحركات المسلَّحة في البلدين، وبخاصة إذا علمنا أنَّ كلتا الدولتين قد عجزتا عن دحر معارضيها المسلَّحين داخل حدودها، فكيف تظفر كل منهما بالسيطرة على المتمرِّدين التَّابعين لدولة أخري، وهم يستخدمون أسلوب الكر والفر المعهود لدي حروب العصابات. ونسبة لطول الحدود وكثرة المنافذ والمعابر الحدوديَّة، فشلت اللجنة المشتركة بين السُّودان وتشاد في مراقبة الحدود بين البلدين، فضلاً عن غياب العزيمة السياسيَّة في أول الأمر.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de