لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 11:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2008, 10:55 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟

    لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟

    عنوان المقال عبارة عن تساؤل ساذج للغاية، والإجابة عنه غاية في السهولة ، فنظرية التطور تتعارض بشكل صارخ مع الدين الذي يشكل العامل الاول في تشكيل نفسية واتجاهات تفكير اكثر من 99% من انسان العالم الثالث وبالذات الانسان المسلم، تطرح الاديان السماوية – الاسلام والمسيحية واليهودية – بديلا لنظرية التطور في شكل مثيولوجي فيما يعرف بقصة الخلق الالهي، ومن شروط صحة التدين الايمان بها، لأن عدم الايمان بها يسحب كل مشروعية للعبادة، حيث ان العبادة تقتضي الاقرار بأن الاله خلقنا وله مطلق الحرية في تقرير مصائرنا.
    نظرية الخلق الالهي تقدم تفسير مثيلوجي لوجود الانسان في الارض، وهي قديمة للغاية واقدم من الاديان السماوية بآلاف الاعوام، حيث تعود اصولها في الغالب الي بلاد ما بين الرافدين، والحضارة السومرية هي اول حضارة وصل الينا منها وصف تفصيلي لكيفية خلق السماوات والارض بواسطة الآلهه. تقول الالواح الطينية التي تعود الي اربعة آلاف عام قبل الميلاد والتي عثر عليها في جنوب العراق من قبل علماء الاثار: (الترجمة بتصرف من عندي دون اي اخلال بالمعني)،
    سفرالتكوين السومري
    في البدء لم يكن شيئا سوي "نمو" وهي المياه الاولي الازلية السرمدية
    ولدت نمو "آن" السماء (مذكر) و "كي" الارض (مؤنث) وكانا ملتصقين ببعضهما
    ضاجع آن كي وأنجبا "انليل" الهواء والذي ضاق بالمكان الضيق بين ابيه وامه
    استخدم انليل قوته العملاقة لفصل ابيه عن امه ورفع ابيه الي الاعلي وصار السماء التي نراها وظلت امه في الاسفل وصارت الارض التي جئنا منها
    لم يكن هناك نور فخرج عن انليل "نانا" القمر، الذي اضاء له.
    وانجب نانا "اوتو " إله الشمس الذي فاق ابيه في الضياء.
    بعد ذلك خلق انليل "إنكي" إله المراعي والمطر والخصب والزراعة الذي قام بخلق البشر من الارض (وذلك بعد سلسلة من عمليات الخلق والإفناء التي يضيق المجال عن ذكرها).
    المصدر: S.N Kramer (Sumerian Mythology – New York 1961)
    تتطابق الاسطورة في بعض جوانبها مع اسطورة الخلق المصرية التي تقول ان ان "جيب" إله الارض و "نوت " إلهة السماء كانا ملتصقين بعد ان تزوجا سرا دون علم الاله رع، فغضب الاله رع وارسل لهما "شو" إله الهواء الذي قام بقتل جيب ووطأه بقدميه فصار جيب الارض ورفع نوت فصارت السماء والهواء بينهما. والاغريق ايضا يقولون نفس الكلام مع اختلاف شخوص الالهه ووقائع ما حدث.
    المصدر: فراس السواح – مغامرة العقل الاولي
    اما الكتاب المقدس فيقول: "وكانت الارض خربة وخالية وروح الله يرفرف فوق الماء."
    والقران الكريم : "هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه علي الماء"
    وايضا: "أولم يري الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما"
    كل تلك الاساطير تتفق علي شيء هام للغاية، وهي اننا مدينين لكائن ما في وجودنا وعلينا تسديد هذا الدين له عن طريق الطقوس او الاضحية واو ما شابه ذلك. وكانت كل الالهه عبارة عن الهه فراغات وجدت لايجاد اجابات لأسئلة لم نكن نملك الاجابة عليها، وكلما قمنا بالاجابة علي المزيد من الاسئلة كلما تقلصت مساحة كانت تحتلها الاسطورة في حياتنا.
    ثلاث نظريات هزت عرش الاسطورة وخلخلته من اساسه وغيرت وجه العالم، اثنان منهما مقبولتان في عالمنا الاسلامي والثالثة مرفوضة بشدة. النظريتان المقبولتان هما النسبية وميكانيكا الكم والنظرية المرفوضة هي نظرية النشوء والارتقاء، (رغم عن انني اري ان النظريتين الاولتين اخطر علي الدين بكثير من النظرية الثالثة) ولذلك سأحاول من خلال هذا المقال ان ابين ان سبب الرفض لنظرية النشؤ والارتقاء هو سبب نفسي فقط لا علاقة له بأي موقف عقلاني وإلا كان من باب اولي رفض النسبية وميكانيكا الكم.
    في البداية لابد ان نبيين بعض المفاهيم العامة حول النظريات العلمية (التي لا اظن انها خافية عليكم ولكن لمجرد التذكير فقط)، فالنظرية العلمية هي مجرد وصف لظاهرة كونية بغرض ايجاد تفسير لها والتنبؤ بسلوك مكوناتها ونمذجتها رياضيا ان امكن – اي ايجاد نموذج رياضي لها – النظرية الجيدة هي النظرية التي تفسر مدي واسع من الظواهر بأقل عدد من الفروض الممكنة وتكون متسقة ذاتيا ولا تحمل تناقض بين مكوناتها، فنظرية نيوتن للجاذبية مثلا نظرية علمية جيدة لأنها تقدم تفسير جيد لعلاقة الاجسام المادية مع بعضها البعض وتصلح للتنبؤ بسلوك المادة في الظروف العادية، ولا يزال التصميم العادي للمركبات والطائرات والسفن والمصانع وإطلاق الاقمار الاصطناعية يعتمد علي ميكانيكا نيوتن، ولكنها فشلت في تفسير ظواهر اخري مثل انحراف الاشعة الضوئية عند مرورها قرب الاجرام الضخمة، هذا الفشل لا يفسر علي انه إلغاء للنظرية بل يفسر فقط علي انه وضع حدود للنظرية، النظرية النسبية العامة لإنشتاين فسرت معظم مافشلت في تفسيره نظرية نيوتن ولذلك يمكن اعتبارها عملية (توسيع) لميكانيكا نيوتن لتشمل مدي اوسع من الظواهر، وهكذا، فأي نظرية لاحقة ستوسع من النظرية النسبية ولكن لن تلغيها.
    لكي نتحدث بشكل واضح عن النسبية العامة لا بد في البداية ان نورد مقدمة تاريخية للطريق الذي ادي للنسبية العامة، فالنسبية العامة ليست نظرية فيزيائية بحتة، فهي نظرية غيرت طريقة تفكيرنا وطريقة رؤيتنا للعالم مما يبرر لبعض العلماء وضعهم لها في جانب النظريات الفلسفية، فهي نظرية علمية ادت لنتائج فلسفية خطيرة اهمها حذف عبارات الميتافيزيقيا من مجال الكلام المشروع، او مايعرف بالوضعية المنطقية (فلاسفة حلقة فيينا) وما دار دورهم من التحليليين.
    من ابرز الصراعات العلمية في مطلع القرن التاسع عشر كان الصراع حول طبيعة الضؤ. فقد كان هناك نظريتين متعارضتين حول طبيعة الضؤ النظرية الاولي هي النظرية الجسيمية لنيوتن وتقول ان الضؤ عبارة عن جسيمات متناهية في الصغر اما النظرية الثانية فهي النظرية الموجية لهايجنز التي تقول ان الضؤ عبارة عن موجات مستعرضة تنتقل في الاثير مثل الصوت تماما.
    النظرية الجسيمية لنيوتن لها ما يدعمها في الظواهر الطبيعية مثل الانعكاس والانكسار الا انها فشلت في تفسير ظواهر اخري كالتداخل والحيود.
    النظرية الموجية كانت تبدو اكثر رسوخا لنجاحها في تفسير كل الظواهر الضوئية المعروفة انذاك. تنص النظرية الموجية علي ان الضؤ ينتقل خلال وسط غير محسوس اصطلح عل تسميته بالاثير.وقد بدا لمدة 70 سنة ان النظرية الموجية حققت نصرا حاسما ومما اكد هذا النصر اكتشاف ماكسويل لمعادلات المجال في اوخر القرن التاسع عشرالتي اكدت بما لا يدع مجال للشك الطبيعة الموجية للضؤ.وقد بدا ان كل شئ واضح ولم يتبقي سوي قياس الخواص المرنة للاثير. ولكن.... لم تكن تلك خاتمة المطاف ... فقد برزت تساؤلات جديدة القت بظلال من الشك علي النظرية الموجية ...... كانت ابرز تلك التساؤلات مايعرف بالظاهرة الكهروضوئية - ظاهرة استثارة الالكترونات بواسطة الضؤ التي تستخدم الان في ما يعرف بالخلايا الشمسية - كيف يتمكن الضؤ الذي هو عبارة عن موجة من انتزاع الالكترونات عندما يكون له تردد معين؟.
    اما التساؤل الثاني فكان فيما يعرف بتجربة ميكسلون - مورلي التي حاولا من خلالها قياس خواص الاثيرعن طريق اطلاق شعاعين من الضؤ في اتجاهين متعامدين احدهما في اتجاه حركة الارض والاخر متعامد عليه. المنطق البسيط يقول ان الشعاع الذي في اتجاه حركة الارض ستتاثر سرعته بسرعة دوران الارض وبالتالي سيبطئ من حركته قليلا اما الاخر فلن يتاثر وعن طريق مقياس الحيود نستطيع معرفة مدي التاخير و بالتالي نستطيع قياس سرعة الارض المطلقة بالنسبة لخلفية الاثير الساكنة. الا ان نتائج التجربة خالفت كل التوقعات فلم يسجل العالمان اي فروقات سنوية او شهرية او يومية في سرعة اي من الشعاعين - وهذا يقود الي نتيجتين - اما ان الارض ساكنة تماما لا تتحرك اي نوع من الحركة او ان سرعة الضؤ ثابتة لا تتغير بغض النظر عن وضع المراقب والواضح ان الاحتمال الثاني هو المرجح لا سباب كثيرة جدا. ثم جاء بلانك ليسدد ضربة اخري للنظرية الموجية الصامدة الي الان وذلك عام 1900.
    قدم بلانك تفسير منطقي ومتسق رياضيا لما يعرف بظاهرة اشعاع الجسم الاسود - التي سيطول شرحها - المهم في تفسير بلانك انه يضع تصور كمومي للشعاع الضوئي اي انه الضؤ ياتي في شكل كمات منفصلة وليس موجة متصلة مما طفا بالنظرية الجسيمية مرة اخري الي السطح بعد ان كانت قد ماتت.
    ثم جاء اينشتاين ذلك العقل العبقري الذي وضع كل تلك المعلومات في خلاط عقله الفريد من نوعه ليقدم اولا تفسيرا للظاهرة الكهروضوئية ثم يقدم ثانيا النظرية النسبية الخاصة التي غيرت نظرتنا للعالم. تفسير اينشتاين للظاهرة الكهروضوئية يعتمد بشكل كبير عل فرض بلانك حيث وضح ان للضؤ طبيعة مزدوجة فهو عبارة عن موجة تتصرف كجسيم او جسيم يتحرك في شكل موجة وهذا نابع من استنتاجه ان الطاقة والمادة هما وجهان لعملة واحدة.فالضؤ يتصرف كموجة في بعض الحلات وكجسيم في حالات اخري والسبب هو طبيعته الكمومية المزدوجة.
    اما الاستنتاج الثاني لاينشتاين فهو النسبية الخاصة والتي تعتبر مثال علي التفكير الابداعي المتسق مع بعضه البعض.
    تنص النسبية الخاصة علي مبدأين اساسيين :
    1. قوانين الفيزياء ثابتة في كل انحاء الكون.
    2. المراقبين المستقلين يقيسون السرعة نفسها للضؤ بغض النظر عن حركتهم او سكونهم.
    هذه النظرية زلزلت اركان المعرفة السائدة في ذلك الوقت وادت لنتائج خطيرة اهمها تقلص الابعاد الكونية وزيادة الكتلة مع الحركة مما يؤدي الي ما يعرف بالتاثيرات النسبية والتي صارت من الامور المفروغ منها فلا احد يجادل في صحتها بعد الاف التجارب التي اجريت في كل انحاء العالم واكدت صحة التأثيرات النسبية بما لا يدع مجال للشك.
    ثم خاتمة المطاف كانت النسبية العامة التي وضعت علاقة واضحة للمادة والفارغ ، فالكون صار مكونا من اربعة ابعاد (الابعاد الثلاثة الاساسية زائدا الزمن) بدلا عن ثلاثة، الزمن لا ينفصل بأي شكل عن الاشكال عن عجينة الكون، المادة والطاقة وجهان لعملة واحدة، الكتلة تؤدي الي انحناء الفراغ الموجودة فيه، فسر اينشتاين عن طريق تلك الاستنتاجات معظم الظواهر التي فشل في تفسيرها نيوتن ولكن المهم في موضوعنا هي النتائج الفلسفية للنظرية النسبية، والتي لا يمكن قبول النظرية النسبية بدون قبولها لأنه سيوقعنا في تناقض كبير، وهذه النتائج الفلسفية كفيلة بجعل كل متدين يرفض النظرية النسبية – إنشتاين نفسه رفضها في بداية حياته ثم عاد واقر بها - .
    اولي هذه النتائج هي اقراره ضمنا بنظرية هيوم حول السببية، وهي نظرية تقر ان علاقة السبب بالمسبب هي علاقة تجربة وليست اقتضاء عقلي، وبالتالي يهدد المعتقدات الدينية التي تقول ان وجودنا لا بد ان يكون مبرر، فهناك اشياء لا تحتاج لتبرير لوجودها.
    ثاني هذه النتائج ان الكون لا يحتاج لفروض من خارجه من اجل تفسيره، فالكون يفسر نفسه بنفسه بدون اي حاجة لقوي اخري مجهولة تعمل علي ذلك، وهو يهدد وجود الاله بشكل مباشر.
    ثالث النتائج هي انه لابد ان يكون للزمن بداية، فلا وجود لما هو سرمدي، واي سؤال عن ماذا كان قبل بداية الزمن هو سؤال لا معني له، لان قبل ظرف زمان والزمان لم يكن موجود فلا يوجد معني لعبارة قبل بداية الزمن، وهي نتيجة خطورتها واضحة لكل انسان. فالخالق لابد ان يكون سرمدي وإلا كان هو نفسه حادث زماني، وإذا كان حادث فلا يمكن ان يكون خالق، وبما ان النسبية العامة تقول انه لا يوجد ما هو سرمدي فإن ...... إكملوها علي كيفكم.
    ومن هذه النتائج الثلاثة نستنتج ان النسبية العامة تشكل خطورة علي الدين اكثر من اي نظرية اخري، فهي تنسف الاصل بينما نظرية التطور تنسف فرع واحد من فروع المعرفة الدينية الذي هو اصل الانسان كما سنري لا حقا. اذا فطالما نحن نقبل تدريس النظرية النسبية في جامعاتنا فمن باب اولي السماح بتدريس نظرية التطور. اعتقد ان السبب في عدم رفض النسبية هي ان نتائجها تري بالعين المجردة، فالقنبلة الذرية هي نتيجة مباشرة للنسبية وما انفجر في هيروشيما وناجازاكي لا يمكن ان يكون بطيخة، وبالتالي سيصبح رفضها مجرد نطح في الصخر.
    اما النظرية الثانية فهي نظرية الكم، تلك النظرية العلمية العظيمة التي ظهرت في العشرينيات من القرن المنصرم، والتي ايضا هي مثل النسبية لا يمكن رفضها رغم تعارضها الصارخ جدا مع الدين، فكل التجارب اثبتت صحتها، وما ثورة المعلومات والإلكترونيات الا نتيجة مباشرة لها، وكذلك الطاقة الشمسية والتصوير بالرنين الميغناطيسي وغيره كثير، فميكانيكا الكم راسخة الاقدام بشكل لا يصدق وسنحاول تبيين كيف تتعارض ميكانيكا الكم مع الدين.
    ميكانيكا الكم بدأت مع فرض بلانك الذي تحدثنا عنه انفا، وهي مختصة بدراسة الجسيمات المكونة للمادة وتفاعلاتها مع بعضها البعض، طورت ميكانيكا الكم بواسطة علماء نال جلهم جائزة نوبل في الفيزياء، مثل نيلز بوهر، اروين شرودينجر، هايزنبرج، دي برولي وغيرهم. إلا ان نظرية الشك لهايزنبرج او ما يعرف بمبدأ الشك هو موضوعنا حيث هو النتيجة الابرز لميكانيكا الكم التي ادخلت الفلاسفة في معضلة كوبنهاجن (او ما يعرف بتفسير كوبنهاجن).
    ينص مبدأ الشك علي انه لا يمكن بأي حال من الاحوال تحديد سرعة الجسيم ومكانه بدقة تامة في نفس الوقت، اي ان دائما ما يكون هناك شك في معرفتنا، ومقدار هذا الشك معلوم ومبرهن عليه رياضيا (لا يقل عن ثابت بلانك مقسوم علي 2 باي كما يعرف الفيزيائيين). اي ان هايزنبرج يقول بطريقة غير مباشرة انه لاوجود لما يعرف بالمعرفة اليقينية التي تقول بها الاديان، فالدين يتطلب اليقين ولكن الكون لا يوجد به يقين بل فقط احتمال وترجيح، كان رد فعل انشتاين علي نتائج ميكانيكا الكم انه قال (إن الله لا يلعب النرد) حيث رفضها رفض قاطع بصفته مؤمن بأن النظام هو ما يحكم الكون وليس الفوضي، ولكنه عاد وتراجع عن اقواله تلك واقر بنتائج ميكانيكا الكم بل حاول ايجاد تبرير لها ضمن نسقه النسبي الا انه توفي قبل ذلك.
    كما نري ان ميكانيكا الكم تتعارض مع الدين في احدي مسلماته، وهي الايمان اليقيني، ورغم ذلك تدرس في الجامعات كل وضوح وشفافية، اذكر انني حينما كنت في سنتي الاولي الجامعية اندهشت بشدة لمبدأ الشك، ولكني لم اعره إلتفاتا إلا بعد ان فهمت دلائله ومآلاته مما ساهم بقدر كبير في اعادة نظري للكون والحياة.
    أذا لماذا نرفض تدريس نظرية التطور طالما نحن ما ندرس ما هو (افظع) منها؟ في رأيي ان لذلك عدة اسباب كلها تنبع من اسباب نفسية بحتة، فالمنطق في الرفض يتضاءل لحد بعيد وينكمش كل يوم وتبقي فقط الحواجز النفسية. السبب الاول لرفض نظرية التطور متعلق بالجهل بها، فإذا سألت اي انسان عادي عن ماذا يقول داروين سيكون جوابه إن الانسان اصله قرد، وهذا فهم مغلوط وغاية في السخف، فنظرية التطور لا تقول ان الانسان اصله قرد، بل تقول ان الانسان والقرد لهما اصل مشترك واحد وربما كان هذا الاصل المشترك يعيش علي الارض قبل ستة ملايين عام، وهذا الامر تأكد بعد اكتشاف الخريطة الجينية للإنسان والشمبانزي، حيث ان التطابق الجيني بين الاثنين يصل الي نسبة 99%، وبحساب عدد الطفرات اللازمة لحدوث تلك الفروقات الجينية تطابق الرقم الناتج بشكل مذهل مع عدد الطفرات التي تم حسابها عن طريق ابحاث السرطان، وليس لهذا تفسير سوي انه كان هناك اصل مشترك للنوعين. لهذا فإن رفض النظرية يصبح مجرد نطح في الصخر كأن ترفض كروية الارض مثلا. فنظرية التطور هي اكثر نظرية علمية جمعت ادلة علي صحتها في التاريخ، فلا توجد نظرية تستطيع ان تنافس نظرية التطور في اتساقها المنطقي وعدم التناقض في مكوناتها، حتي ان الاشياء التي فشلت النظرية في تفسيرها تكاد تكون منعدمة.
    نلاحظ ان الحديث عن نظرية التطور يتم اجتزاءه دائما في وسائل اعلامنا العربية، وذلك لمحاولة تبيين انها نظرية سخيفة لا ترقي حتي للمناقشة، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماما، فنظرية التطور لا تتحدث عن اصل الانسان فحسب، فهي تفسر التنوع الهائل بين الكائنات الحية الموجود علي كوكب الارض، فهي مكونة من شقين اساسيين، التطور Evolution والإنتخاب الطبيعي Natural Selection وكلا الشقين يكونان حجر الاساس للنظرية ولا يمكن الحديث عن احدهما بمعزل عن الاخر. نظرية التطور الداروينية تم تحديثها بشكل كبير – إعادة بناءها بشكل جديد – بعد اكتشاف الجينات، ولكي نفهم الية عمل التطور لا بد من الإتفاق علي تعريف التطور، فالتطور المقصود في النظرية ليس التطور بمعناه الانساني، بل يعني قدرة الكائنات علي اكتساب صفات تعينها في معركة البقاء، هذه الصفات ليست مرتبطة بمفهوم التعقيد، بل قد تؤدي الي تبسيط الكائن الحي ولكن تزيد من مقدرته علي البقاء.
    لنري كيف يحدث التطور بأختصار غير مخل، طبعا كما تعلمون جميعا ان الجزء المسؤول عن نقل الصفات الوراثية في الكائن الحي هو ما يعرف بالحمض النووي DNA ، يتكون الحمض النووي من شريط بروتيني علي شكل سلم ملتف ويبلغ طوله في الانسان في الخلية الواحدة حوالي عشرة امتار، واجمالي طوله في جميع خلايا الجسم البشري حوالي عشرين مليون كيلومتر!!، هذا الشريط مسؤول من نقل الصفات الوراثية بكل امانة من جيل لجيل، ولكن بما إن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، فإن الاخطاء تحدث احيانا في اثناء نسخ الجينات، اخطاء النسخ هذه تسمي بالطفرات وهي نادرة الحدوث، حيث تحدث طفرة واحدة كل مليون عملية انقسام لل DNA تقريبا، الطفرات لا تكون مفيدة دائما، فهي اما ان تكون مفيدة او ضارة او لا تؤثر علي الكائن الحي في شيء وإحتمال حدوث اي نوع من الانواع الثلاثة متساوي، هذه الطفرات هي السبب الرئيسي في التغيرات التي تحدث للكائنات الحية وتؤدي الي تطورها، فهي نادرة الحدوث بحيث ان شكل الكائن الحي لا يتغيير علي المستوي العياني، ولكنها كافية لأحداث التغييرات المطلوبة علي مدي مئات الملايين من السنين.
    كمثال للتطور لنفترض ان كائن ما يعيش علي الاعشاب في مكان ما من انحاء العالم، وحدثت طفرة ما ادت لزيادة طول رقبة احد الكائنات المولودة في يوم من الايام، هذا الكائن الجديد سيتغذي علي الاعشاب وعلي اوراق الاشجار ايضا لأنه اكتسب ميزة اضافية علي بقية الانواع، قام هذا الكائن بتوريث تلك الصفة الي الاجيال التي اتت من بعده، فصار لدينا شكلين من نفس الكائن، شكل ذو رقبة طويلة وشكل ذو رقبة قصيرة، ولنفترض انه حدثت في يوم من الايام كارثة ما ادت الي ازالة الاعشاب في اقليم الكائن، في هذه الحالة لن تتمكن الكائنات قصيرة الرقبة من العيش لأنها لا تستطيع الاكل من الاشجار وبالتالي ستنقرض، وسيعيش فقط الكائن ذو الرقبة الطويلة وهذا هو ما يعرف بالانتخاب الطبيعي. وبالتالي سيكون الجيل الجديد من الكائنات كله ذو رقبة طويلة.
    أحيانا تتداخل عوامل بيئية وحياتية لا علاقة لها بالطفرات في عملية التطور، كمثال لها مورثة الحوض الضيق عند النساء، فهذه المورثة كانت غير منتشرة في القرون السابقة، إلا انها انتشرت في المئتي عام الاخيرة، وذلك نتيجة لأن المرأة ذات الحوض الضيق كانت غالبا ما تموت في اول ولادة وفي معظم الاحيان مع الجنين، وبالتالي تقل فرص انتقال تلك المورثة للأجيال اللاحقة، ولكن بعد اكتشاف العمليات القيصرية، اصبحت السيدات ذوات الحوض الضيق يلدن بواسطة العمليات القيصرية، وبالتالي يعشن ويعيش الجنين، وتنتقل المورثة للأجيال اللاحقة. وايضا مثال لتداخل العوامل البيئية ازدياد الطول المتوسط للبشر في المئة عام الاخيرة، وهذا مرده لتحسن اساليب العيش والتغذية ولا علاقة له بالطفرات، وكذلك ازدياد العمر ايضا له علاقة بالتطور الحادث في الطب ولا علاقة له بالطفرات.
    طبعا يمكن ملاحظة تطور الكائنات في المعمل في الكائنات سريعة التكاثر ذات الاعمار القصيرة، مثل الحشرات والبكتريا والفيروسات، وهي تقدم تفسير واضح ومنطقي لمقاومة الحشرات للمبيدات ومقاومة البكتريا والفيروسات للأدوية، فمثلا اثناء انقسام البكتريا تحدث طفرة تؤدي الي انتاج بروتين مقاوم لنوع من انواع الادوية، وعند معالجة البكتريا بهذا الدواء تموت كل البكتريا عدا التي تحمل البروتين المقاوم للأدوية، وبالتالي الجيل الجديد يكون كله مقاوم لهذا النوع من الدواء، هذه الظاهرة ملاحظة بشدة في البلازموديوم المسبب للملاريا، فهي تقوم بمقاومة الدواء في كل مرة يكتشف فيها دواء جديد، فما ان تمر بضعة سنوات حتي ينشأ جيل جديد مقاوم له، ويستمر السباق ولا سبيل لحسمه الا بالبحث العلمي حول الية الطفرات التي تكسب الطفيل مقاومته للدواء، وهذا لا يتأتي الا بأصطحاب الابحاث التي قادت الي نظرية التطور في اذهاننا.

    ثاني الاسباب متعلق برفض الانسان من ان ينزل من علياءه بإعتباره كائن اسمي من بقية الكائنات الحية، خلق لغرض خاص، ونظرية التطور تنفي وجود غرض خاص لخلق الانسان، بل تضع الانسان في مكانه الطبيعي وسط غيره من الحيوانات، يتميز عليها بالذكاء وتتميز عليه بأشياء اخري، فإذا قلنا ان التطور لا يعني التعقيد، نجد ان المسار التطوري الذي سلكته البكتريا انجح من المسار التطوري الذي سلكه الانسان، فالبكتريا ستبقي علي كوكب الارض اذا قامت حرب نووية او ضرب نيزك عملاق الارض بينما سيفني الانسان. فالانسان ليس هو الكائن الاكثر تطورا اذا قلنا ان هدف التطور هو البقاء. هذه المساواة بين الانسان والكائنات الاخري تزعج الجنس البشري بشدة وتجعله يرفضها وهو امر غير مبرر علي الاطلاق، فالانسان حيوان يأكل ويشرب ويتغوط، وما العقل والادراك الا الميزة التي تميز الانسان عن بقية الانواع، فلكل نوع ميزة خاصة تجعله هو وليس نوع اخر، نقار الخشب مثلا اصبح نقارا للخشب لانه يملك وسادة تحت منقاره تجعله يمتص الصدمات بالاضافة الي منقار قوي، والسمك اصبح سمكا لانه يملك خياشييم تجعله يتنفس تحت الماء والانسان اصبح انسانا لانه يملك العقل. ليست الميزة التي يمتلكها الكائن الحي وتمييزه عن بقية الكائنات تراتيبية، اي انها لا تفيد في ترتيب الكائنات الحية لنعرف ايها افضل، فالعقل ليس الصفة الوحيدة التي تجعلنا نقرر ان كائن ما هو الافضل، فإذا اخترانا الضخامة مثلا يحتل الحوت الازرق اعلي القائمة، وإذا اخذنا العمر مثلا نجد الهايدرا والكائنات التي تتكاثر بالانشطار فهي خالدة بالمعني البسيط لكلمة خلود – اعني ما قلته تماما ولم يلتبس علي شيء – فهي لا تموت، وإذا اخترانا القوة مثلا نجد الاسد او النمر وإذا اخترنا السرعة نجد الفهد والغزال، وإذا اخترنا العقل نجد الانسان. فالانسان يملك ميزة تفيد تمييزه عن بقية الكائنات الحية ولا تفيد تفضيله عليها.
    ثالث الاسباب متعلق بولع الانسان بالشخصنة، اي اعتبار الحياة والكون شخوص يجب ان يكون لها اهداف، فهو يرفض ان تقول له حدث هذا لأنه حدث وليس لأنه يجب ان يحدث، فهو يعتقد في وجود هدف من اي شيء يحدث ولا يصدق انه توجد اشياء تحدث بدون غاية ولا هدف، ولهذا نجده يبحث عن دلالات ليست موجودة في اي نسق طبيعي، فإذا رميت قطعة نرد بصورة عشوائية وحصلت علي الارقام 1،3،4،2،5 ستجده يتساءل: لم جاءت الاثنين بعد الاربعة؟ هل لأنها نصف الاربعة؟ وينسي ان بقية الارقام لا تخضع لمنطق معين فالخمسة مثلا ليست نصف الاثنين. وما قلته عن الارقام ينطبق ايضا علي كوكب الارض، فتجد البشر دائما يتساءلون: كيف حدث وكان كوكب الارض ملائم للحياة بهذه الطريقة؟ بينما المنطق يقول ان الحياة نشأت في كوكب الارض لأنه ملائم وليس العكس، اي ان كوكب الارض هو السابق والحياة هي التي كيفت نفسها معه وليس العكس. هذا السؤال تتبين سذاجته اذا سألت نفسك: لم زحل ليس ملائم للحياة؟ إذا كان كوكب الارض وجد من اجل ان تنشأ فيه الحياة فما هي مبررات وجود نيبتون مثلا؟ وبما إن وجود نيبتون غير مبرر فإن ملاءمة الارض للحياة يمكن ان تكون غير مبررة ايضا فلا يوجد مايمنع. يتهرب المتدينين من الاجابة عن تلك الاسئلة بعبارة – إنها حكمة عليا لا يعلمها إلا الله – وهي اجابة تجعل فرضية الله فرضية زائدة redundant hypothesis فالكون يمكن تفسيره بدون الحاجة لتلك الفرضية. هذا يشبه مسألة انك تريد عمل نظرية حول الميراث، وتقول: لنفترض ان محمد يمتلك مليون جنيه، وله اربعة اطفال بنتان وولدان، وله زوجة ، وجار والد زوجته يمتلك كلب، ووالده ووالدته متوفيان، فكيف يقسم الميراث بينهم بالطريقة الاسلامية؟ فمن الواضح ان كلب جار والدهم فرضية زائدة لن تؤثر علي سير المسألة وبالتالي فإن حذفها او بقاءها لن يصنع اي فرق اذا لم تصر علي ادخالها في المسألة. أما اذا اصررت علي ادخالها في المسألة فهي ستجعل المسألة خالية من اي معني ولذلك يجب حذفها.
    السبب الرابع في رأيي هو ان شكل التصادم مع الدين بالنسبة لنظرية التطور يبدو مباشرا بشكل كبير، فحتي علي مستوي الانسان العادي غير المثقف يصطدم ذلك مع معتقداته، بينما نظرية الكم والنسبية تحتاج لدراسة اولا حتي تكتشف انها متعارضة مع الدين، أما نظرية التطور فهي واضحة للغاية، فهي تقول انه لا حاجة لوجود فعل من خلق مباشرة بدون الحاجة لإستنتاجات، هذا الشكل الصادم يضع النظرية في مواجهة مباشرة مع الموروث فإما رفض الموروث او رفض النظرية وهو خيار عسير للمتدين المثقف وسهل لإنسان الشارع، فكل من يقرأ نظرية التطور بشكل متعمق يجدها مقنعة اكثر من اي نظرية اخري موجودة لتفسير الحياة، لذلك فأن رفضها يشكل مشكلة حقيقية للمثقف الحقيقي، فهي تترسخ كل يوم وتطبيقاتها في مجال العلاج واكتشاف الادوية لا حصر لها، كما ان تطبيقات علم الوراثة التطوري في تحسين النسل والحفاظ علي الطفرات الجيدة وحذف الطفرات غير الجيدة يعمل بصورة ممتازة ومن الدول الرائدة في هذا المجال هولندا والدنمارك واليابان، وأمام كل هذه الدلائل امام صحة نظرية التطور ظهر بعض العلماء المسلمين الذين حاولوا توفيقها مع الدين بقية انقاذه من الانهيار – جلهم من العلاماء الشيعة وعلي رأسهم الامام الصدر – حيث انهم قاموا بعدد من المحاولات منها الجيدة ومنها الفاشلة.
    بالنسبة للغرب، صار مثل هذا النوع من النقاشات مفروغ منه، حيث ان رجال الدين اقتنعوا تماما بأنه لا سبيل للوقوف امام تطور البشرية، وكفوا عن محاولاتهم لقمع صوت العلماء بواسطة محاكم التفتيش والاعدامات وغيرها من وسائل القمع، فالدولة المدنية العلمانية حلت المشكلة بشكل جذري، وانحصر دور الدين في الطقوس التي يؤديها المتدين والتي لا يوجد مبرر لرفضها، ولكن امر الدولة والتعليم صار بيد المؤسسات العلمية وليس لرجال الدين او السياسيين، فهي التي تقرر ما يصلح لتقدم البشرية مما لا يصلح وليس لأحد ان يتدخل بناء علي رؤيته الشخصية او خلافه. وليس هناك سبيل للحاق بها سوي ان نترك تمسكنا الاعمي بآراءنا ورؤيتنا الشوفينية للعالم ونحاول جعل المنهج العلمي في التفكير هو اسلوب حياتنا بدلا عن تقييد تفكيرنا بأساطير عفا عليها الزمن.
    انا شخصيا لست ضد الدين علي طول الخط، ولا توجد لدي اي مشكلة في ان تؤمن بالله او تؤمن ببوذا او تعبد حجر طالما ان عبادتك تلك لا تؤثر بشيء في تطور المجتمع وتقدمه، وطالما اصبح الدين شأن شخصي مثله مثل المأكل والملبس والمشرب، تمارسه مع نفسك او مع من يتفق معك في العقيدة دون تعدي علي حقوق الاخرين، ودون ان تحاول فرض تدينك هذا علي غيرك، مشكلتي الوحيدة مع الدين الجامد الذي يصر علي انه صالح لكل زمان ومكان كأسلوب حياة واتجاه تفكير، فالزمن سيتجاوز مثل هذا النوع من الاديان، واستند في هذا علي التجربة والتاريخ وليس علي كلام إنشائي مما يتحفنا به المتدينون كلما اثير موضوع العلمانية، ففي اوروبا مثلا فقدت المسيحية العديد من الاراضي، فنسبة اللاديينين في فرنسا مثلا 57% من اجمالي السكان، وحتي البقية 82% منهم لا يرون في المسيحية سوي مجرد طقوس لا يجب ان تتدخل في الحياة العامة!!
    إن نظرية التطور نظرية راسخة ومنطقية وتفسر العديد من الظواهر، ولا اعني انها كاملة، ولكن ماقد يأتي بعدها من النظريات لن يلغيها بل سيطورها فقط، فكما تطورت النظرية من لامارك مرورا بدارون ثم ميلر الي فريق العلماء الذي اكتشف الهيكل العظمي للوسي في اثيوبيا وفريق العلماء الذي فك الشفرة الجينية – ما يعرف بمشروع الجينوم – تتطور النظرية يوما بعد يوم، وتزداد رسوخا ولا يوجد دليل ابلغ من التجربة، ولكن لمن يثار الحديث؟
    ان تدريس نظرية التطور اصبح ضرورة يقتضيها المنطق والانصاف، ولنكف عن منطق الوصاية الذي مارسناه ومازلنا نمارسه علي اطفالنا، الواجب يحتم علينا تدريسهم نظرية التطور في المدارس بشكل حيادي و دون ان نقحم اراءنا الشخصية فيها، فهم يملكون عقول مثلنا تماما تجعلهم يميزون بين العلم واللاعلم بدون ان نخلق في دواخلهم تحيزات مسبقة نحو اتجاه تفكير معين، فقط لأن اتجاه التفكير هذا يعجبنا. فكل جيل ينشأ وهو يملك عدد كبير من الاراء الجاهزة حول الكون والحياة تجعله في حالة غيبوبة تفكيرية، فهناك من فكر عنه سلفا وحدد له الصواب والخطأ، وهو لا يملك غير طريق واحد رسمه له من سبقه في هذه الحياة ولا يملك ترف الاختيار، ثم يأتي احدهم ويشتكي ان شبابنا ضائع، كيف لا يكون ضائع وهناك من قرر عنه كيف يفكر؟، كيف لا يكون ضائع وهو لا يجيد استخدام عقله لأن هناك من صادر منه هذا الحق؟ كيف لا يكون ضائع وهو يتمزق بين غرب يصفه له الاكبر سنا انه كافر ومنحل ونحن افضل منه وهو يري العكس؟ لذلك لا يجد شبابنا سوي احد طريقين: إما التقليد الاعمي للغرب في اسلوب الحياة بشكل سطحي للغاية، فهو لا يقلد من منجزات الحضارة الغربية سوي مظهرها من مأكل ومشرب وأغاني وهو لا يدري شيء عن جوهر الحضارة الغربية من ديموقراطية وحقوق انسان وصدق وحرية بحث علمي لأنها مغييبة عنه تماما. او يسلك الطريق الثاني وهو طريق التشدد والانغلاق الايدولوجي الذي لا يفرخ سوي المفجرين الانتحاريين، فالانتحاري او المتشدد الاسلامي هو موقف نفسي في رأيي الشخصي اكثر مما هو رأي سياسي واعي.


    لكي نتقدم لا بد من ان نسمح للأفكار ان تتلاقح وتتصارع ليبقي الاقوي والاصلح، فآحادية التفكير لا تنتج سوي التخلف، طالما انك تظن انك الافضل فلن تصبح الافضل مهما حدث، لأنك تنفي عن نفسك ذريعة التقدم، وتقتل الروح الانسانية في داخلك، وتمشي علي الارض كأنك ميت. العالم الاسلامي بحاجة لثورة علمية ترجه بعنف وتعيد ترتيب الاوضاع المختلة، لقد جربنا الحكم الديني اكثر من مرة، وبرهن انه لا يجلب سوي الشقاء والموت والحروب والدمار وإنتهاك حقوق الانسان، ولكي لا يأتي احدهم ويقول بأن الاسلام لم يطبق جيدا لذا فشلت انظمة الحكم الاسلامية، عليه فقط ان يتذكر، طالما فشل علي ومعاوية في تطبيق الاسلام الصحيح وهما من الصحابة ومن كتاب الوحي، فلا تحاول اقناعي ان غيرهم سينجح في تطبيق الاسلام الصحيح، فهذه الاحلام الوردية التي لا تسمن والا تغني عن جوع يجب ان نلقيها وراء ظهورنا ونبدأ العمل من حيث انتهي الاخرون، لبناء مجتمع الحرية والديموقراطية والمساواة وحقوق الانسان، وهي بحق اكبر منجزات الحضارة الانسانية بدون استثناء.
    المصادر:
    1- Aranda-Espinoza, H., Y. Chen, N. Dan, T. C. Lubensky, P. Nelson, L. Ramos and D. A. Weitz, 1999. Electrostatic repulsion of positively charged vesicles and negatively charged objects. Science 285: 394-397.
    2- Han, J. and H. G. Craighead, 2000. Separation of long DNA molecules in a micro fabricated entropic trap array. Science 288: 1026-1029.
    3- McShea, Daniel W., 1998. Possible largest-scale trends in organismal evolution: eight live hypotheses. Annual Review of Ecology and Systematics 29: 293-318.
    4- Brooks, D. R. and E. O. Wiley, 1988. Evolution As Entropy, University of Chicago Press.
    5- Schneider, Eric D. and James J. Kay, 1994. Life as a manifestation of the second law of thermodynamics. Mathematical and Computer Modelling 19(6-8): 25-48
                  

01-28-2008, 11:42 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)

    Quote: سألت اي انسان عادي عن ماذا يقول داروين سيكون جوابه إن الانسان اصله قرد، وهذا فهم مغلوط وغاية في السخف ، فنظرية التطور لا تقول ان الانسان اصله قرد، بل تقول ان الانسان والقرد لهما اصل مشترك واحد

    محمود محمد طه قال أصله أميبيا أو حاجة بالشكل دا

    _____________________________________
    لماذا يعد الادعاء بوجود تشابه بين جينوم البشر وجينوم القردة بنسبة 99 في المائة وبأن هذا يؤكد نظرية التطور ادعاءً خاطئا؟
    http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=743
                  

01-28-2008, 11:57 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    لماذا يعد الادعاء بوجود تشابه بين جينوم البشر وجينوم القردة بنسبة 99 في المائة وبأن هذا يؤكد نظرية التطور ادعاءً خاطئا؟

    تتبنى كثير من مصادر التطور من وقت إلى آخر الادعاء بأن البشر والقردة يشتركون في 99 في المائة من معلوماتهم الوراثية، وأن هذا دليل يدعم نظرية التطور. ويركز هذا الادعاء بشكل خاص على الشمبانزيات، ويزعم أن هذا الكائن هو أقرب القردة إلى الإنسان، ولهذا السبب توجد قرابة بين الاثنين. ومع ذلك، فهذا دليل كاذب قدمه أنصار التطور الذين يستغلون نقص معلومات الشخص العادي حول هذه الموضوعات.

    ادعاء التشابه بنسبة 99% وسيلة دعائية مضللة

    ظلت جوقة أنصار التطور تردد لفترة طويلة جدا الفرضية غير المدعمة بالأدلة، القائلة بوجود فرق وراثي ضئيل بين البشر والشمبانزيات. وفي كل أدبية من أدبيات التطور، يمكنك أن تقرأ جملا مثل "نحن نتطابق مع الشمبانزيات بنسبة 99 في المائة" أو "لا يوجد إلا واحد في المائة من جزيء (د ن أ) يجعلنا بشرا". وعلى الرغم من عدم إجراء مقارنة حاسمة بين جينوم البشر والشمبانزيات، فالأيديولوجية الداروينية دعتهم إلى الافتراض بأنه لا يوجد إلا فرق ضئيل جدا بين النوعين.


    وفي تشرين أول/ أكتوبر 2002، كشفت إحدى الدراسات أن الدعاية التي ينشرها أنصار التطور حول هذا الموضوع – شأنها في ذلك شأن الكثير من الدعايات الأخرى- زائفة تماما. ذلك أن البشر والشمبانزيات "لا يتشابهان بنسبة 99%" كما جاء في الحكاية الملفقة التي يسردها أنصار التطور. إذ تبين أن التشابه الوراثي بينهما أقل من 95%. وفي قصة إخبارية نقلها موقع CNN.com بعنوان "البشر والشمبانزيات أكثر اختلافا مما نعتقد"“Human, chimps more different than thought”، ورد ما يلي:

    "وفقا لدراسة وراثية جديدة، تبين أن الاختلافات بين الشمبانزي والإنسان أكثر مما كنا نعتقد في الماضي.

    فلطالما اعتقد علماء الأحياء أن جينات الشمبانزيات والبشر متطابقة بنسبة 98.5 في المائة تقريبا. ولكن روي بريتن Roy Britten، عالم الأحياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ذكر في دراسة نشرت هذا الأسبوع أن هناك طريقة جديدة لمقارنة الجينات أظهرت أن التشابه الوراثي بين الإنسان والشمبانزي لا يتعدى نسبة 95 في المائة تقريبا.

    وقد استند بريتن في دراسته تلك إلى برنامج كمبيوتر قارن من خلاله 780.000 زوج من بين الثلاثة بلايين زوج الأساسية base pairs الموجودة في حلزون جزيء (د ن أ) البشري بتلك الخاصة بالشمبانزي. واكتشف فروقا أكثر من تلك التي اكتشفها الباحثون السابقون، واستخلص أن 3.9 في المائة على الأقل من أزواج جزيء (د ن أ) الأساسية مختلفة.

    ودعاه ذلك إلى الاستنتاج بوجود اختلاف وراثي جوهري بين النوعين يبلغ 5 في المائة". 25

    وفي مجلة نيو ساينتست New Scientist، إحدى المجلات العلمية الرائدة الداعمة بقوة للداروينية، نشرت حول هذا الموضوع مقالة بعنوان "الاختلاف بين جزيء (د ن أ) في الإنسان والشمبانزي يزداد ثلاثة أضعاف" “Human-chimps DNA difference trebled”، جاء فيها:

    "نحن أكثر تفردا مما اعتقدنا في السابق، وذلك وفقا لمقارنات جديدة أجريت على جزيء (د ن أ) في الإنسان والشمبانزي. فلطالما كان هناك اعتقاد بأننا نشترك في 98.5 في المائة من مادتنا الوراثية مع أقرب أقربائنا. ولكن يبدو الآن أن هذا خطأ. وفي الواقع، نحن نشترك في أقل من 95 في المائة من مادتنا الوراثية مع الشمبانزي، وهو ما يعني أن التغاير بيننا وبين الشمبانزيات ازداد ثلاثة أضعاف".26

    وما زال عالم الأحياء روي بريتن وغيره من أنصار التطور يقيّمون هذه النتيجة في ضوء نظرية التطور، ولكن في الواقع لا يوجد سبب علمي يدعو لذلك. ذلك أن نظرية التطور لا يدعمها سجل الحفريات ولا أي بيانات وراثية أو كيميائية حيوية. بل على العكس، تبين الأدلة أن مختلف أشكال الحياة على الأرض ظهرت على نحو فجائي تماما دون أي أسلاف تطورية وأن تعقيد نظم الكائنات يثبت وجود "تصميم بارع".

    جزيء (د ن أ) البشري مشابه أيضا لنظيره في الديدان، والبعوض، والدجاج!

    وعلاوة على ذلك، فإن البروتينات الأساسية المذكورة أعلاه هي عبارة عن جزيئات حيوية شائعة لا توجد فقط في الشمبانزيات، بل إنها توجد أيضا في كائنات حية كثيرة مختلفة كل الاختلاف عن بعضها البعض. كما أن تركيب البروتينات في كل هذه الأنواع مشابه جدا لتركيب البروتين البشري.

    فعلى سبيل المثال، كشفت التحاليل الوراثية المنشورة في مجلة نيو ساينتست عن وجود تشابه بنسبة 75% بين جزيء (د ن أ) في الديدان الخيطية وفي الإنسان.27 ولا يعني ذلك بالقطع أن الاختلاف بين الإنسان وهذه الديدان يبلغ 25% فقط!

    ومن ناحية أخرى، ذُكر في اكتشاف آخر، ظهر أيضا في وسائل الإعلام، أن المقارنات التي أجريت بين جينات ذباب الفاكهة المنتمي إلى جنس الدروسوفيلا وجينات الإنسان أثمرت عن وجود تشابه بينهما بنسبة 60%.28

    وعند دراسة كائنات حية أخرى غير الإنسان، يتضح عدم وجود أي علاقة جزيئية كتلك التي يدعيها أنصار التطور.29 وتبين هذه الحقيقة أن مبدأ التشابه ليس دليلا على التطور.

    "التصميم المشترك": سبب أوجه التشابه

    من الطبيعي بالتأكيد أن يكون في الجسم البشري بعض أوجه الشبه الجزيئي بالكائنات الحية الأخرى؛ لأنها جميعا مكونة من نفس الجزيئات، وكلها تستخدم نفس المياه والهواء، وكلها تستهلك أطعمة مكونة من نفس الجزيئات. ولا ريب في أن يكون تكوينها الجيني، متشابها. ومع ذلك، لا يعد ذلك دليلا على أنها تطورت من سلف مشترك.

    ذلك أن هذه "المادة المشتركة" ليست نتاجا لتطور بل "لتصميم مشترك"، أي، لكونها خُلقت وفقا لنفس الخطة.

    ومن الممكن أن نوضح هذه المسألة بمثال: تستخدم كل الإنشاءات في العالم مواد متشابهة (قرميد، وحديد، وإسمنت، إلخ). ومع ذلك، لا يعني ذلك أن تلك المباني "تطورت" من بعضها البعض. فقد أُنشئ كل منها بشكل منفصل باستخدام مواد بناء مشتركة. وينطبق ذات الشيء على الكائنات الحية أيضا.

    ومع ذلك، لا يمكن بالطبع مقارنة التركيب المعقد للكائنات الحية بذلك الموجود في الجسور.

    ولم تنشأ الحياة نتيجة لصدف غير واعية كما تدعي نظرية التطور، بل نشأت نتيجة لخلق الله، القوي المقتدر، مالك المعرفة والحكمة المطلقتين.


    لتحميل الكتاب على شكل ملف
                  

01-28-2008, 12:59 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    الأخ شهاب
    سلامات

    شكراً على المقال العلمى .. نحن نريدوا منك الصبر الجام لبحث المضاد لكل ما قلت .. أولاً أن الدين واصل ولم تستطيع كل النظريات التى قلت بها أن تنفيه إلا فى عقلية المتشكيين فى الدين .. وندعك الأن مع القليل من الأشارات: إن الله لم يكن مغيراً قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم .. إليس هذه تعنى سنة التغيير سنة إلهية ..!! نسألك الأتى:
    ما هو إحتمال تكون الحامض النووى من عناصره الكيميائية؟ وماهو إحتمال تكوين الخلية الحية من عناصرها الكيمائية؟ ثم نأتى بعد ذلك إلى ماهو إحتمال تكون الأنساق العليا من الوظائف الحيوانية: الذكاء، الفهم، العوم، الجرى، التفكير ..، تكوين الجهاز العصبى، تكوين الجهاز التناسلى، تكوين الجهاز التنفسى؟

    ثم نريد منك إجابة كيف بدأت الحياة، أى من أين أتت المواد الكيميائية ذاتها وكيف؟

    برمة
                  

01-28-2008, 03:12 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Biraima M Adam)

    عزيزي بريمة

    لك تحياتي ومتابع لكتاباتك ومداخلاتك القيمة منذ وقت طويل.

    سعدت كثيرا بمداخلتك التي ستتعبني كثيرا في الرد عليها، ولكن لا بأس سأرد عليها بقدر ما استطيع.

    Quote: وندعك الأن مع القليل من الأشارات: إن الله لم يكن مغيراً قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم .. إليس هذه تعنى سنة التغيير سنة إلهية ..!!

    الشيء الوحيد "الثابت" في الكون بأثره
    منذ أن تشكل كوننا الواسع هذا قبل ما يقرب من 15 مليون عام(1) نتيجة الانفجار الكبير وهو يتغير بلا هوادة. في الدقائق الأولى للانفجار تكونت البروتونات والنيترونات والالكترونات والفوتونات وبدأت في الدخول في علاقات مختلفة وتكوين تشاركات جديدة، ليظهر الهيدروجين والهليوم. ومع توسع الكون وتكون الأفران الذرية العملاقة (النجوم) بدأت ذرات الكربون في الظهور ثم الأكسجين والسيلكون وباقي المعادن. ويستمر تجمع اللبنات الأولى للكون في تشاركات جديدة حتى تتكون تجمعات على درجة من التعقيد بحيث يصبح ثباتها غير مضمون، مثل اليورانيم، وتبدأ العملية العكسية في الحدوث، أي تفرق هذه اللبنات بعد أن تجمعت!! منذ نشأة الكون حتى وقتنا الحالي وهذا هو حال مكوناته الأولية، وسواء كانت العملية الجارية تجمع (تفاعلات اندماجية) أو تفرق (تفاعلات انشطارية) إلا أن المحصلة هي "التغير" الدائم. والنجوم بدورها ليست أشياء ثابتة، فبعد بضعة مليارات من السنوات على ميلاد النجم ستنتهي حياته سواء بانفجار مفاجئ، إذا كان حجمه كبير بما فيه الكفاية (مستعر أعظم supernova(. أو سينطفئ بالتدريج إذا كان صغير الحجم (قزم أبيض white dwarf) (شمسنا الصغيرة ينتظرها هذا المصير بعد مليارات قليلة من السنوات). وفي كلتا الحالتين سيلقي بأحشائه إلى الفضاء الواسع لتدخل في تفاعلات أخرى تنتج نجوم جديدة أو كواكب (حسب درجة حرارتها ... الخ) أو يندمج الغبار الناتج مع نجم قريب أو يؤثر نتيجة مروره بالقرب من كوكب ... الخ. تفاعلات واندماجات وانفجارات وإنشطارات، ... كواكب تولد وأخرى تموت، أنواع جديدة من الذرات تُخلق في باطن النجوم ثم تندمج وتتفاعل مع بعضها البعض ثم تتحلل لتعاود الكرهّ مرات ومرات. عالم صاخب إلى أقصى حد ومتغير إلى درجة مدهشة، بحيث يسوغ لنا القول أن الشيء الوحيد الثابت في هذا الكون هو أن "كل شيء متغير".

    بالرغم من أن التغير هو القاعدة الثابتة في هذا الكون، إلا أن انطباعاتنا عن الكون تختلف تماماً. فمعظم الأشياء (أن لم تكن كلها) تبدو لنا ثابتة بطريقة رتيبة للغاية. الشمس تشرق كل يوم وتبدو بنفس المظهر كما هي منذ سنوات بدون أدنى تغير، وكذلك النجوم، وقس على هذا جميع الكواكب والأجرام السماوية. إلا أن انطباعاتنا هذه مضلله للغاية، فشمسنا الجميلة تحرق يومياً ملايين الأطنان من وقودها الذري وتحوله إلى طاقة تتشتت في الفراغ، ولا نلاحظ هذا بسبب حجمها المهول (بالنسبة لأحجمنا) وبعدها الشاسع عنا. وبالرغم من أن تغييرها اللحظي غير ملاحظ بالنسبة لنا إلا أنه من الخطورة والعظم بمكان بحيث سيتسبب في غضون مليارات قليلة من السنوات (وهي فترة زمنية قصيرة في عمر الكون) في اختفائها تماماً، وتحولها لشيء (أو أشياء) آخر لا يشبه ما نسميه اليوم "شمس" بحال. وما ينطبق على الشمس ينطبق على النجوم أيضاً، بل أن بعضها غير موجود الآن بالرغم من رؤيتنا لهُ!! ولن نعرف حالتها الفعلية الآن إلا بعد سنوات طويلة تتناسب طردياً مع المسافة بيننا وبينها.
    الكائنات الحية بدورها تخضع لهذا القانون الكوني .... "التغير"، بالرغم من أنها تستطيع "التحايل" عليه قليلاً ولكن تجاوزه مستحيل. فبالرغم من أن الكائن الحي (بغض النظر عن طريقة تكاثره) يستطيع إنتاج "شبيه" له، إلا أنه لا يستطيع أنتاج فرد آخر يتطابق معه، ومهما كانت درجة التشابه سيكون هناك اختلافات بينهما وفي كل جيل ينتج سيكون هناك مزيد من الاختلافات. وبالرغم من أن هذه الاختلافات تحدث بصورة عشوائية إلا أن استمرارها في التواجد ليس عشوائي بالمرة. تُرى ما تأثير تراكم هذه الاختلافات مع مرور الزمن؟

    ما أودّ التأكيد عليه هنا هو بعض الأفكار البسيطة:
    1- كل ما في الكون "يتغير" بلا أدنى استثناء.
    2- مهما كان حجم التغير ضخم فأن هذا لا يعني أننا نستطيع إدراكه باستخدام حواسنا فقط دون الاعتماد على التحليلات العلمية الرصينة وباستخدام أجهزة القياس المختلفة.


    Quote: ما هو إحتمال تكون الحامض النووى من عناصره الكيميائية؟ وماهو إحتمال تكوين الخلية الحية من عناصرها الكيمائية؟ ثم نأتى بعد ذلك إلى ماهو إحتمال تكون الأنساق العليا من الوظائف الحيوانية: الذكاء، الفهم، العوم، الجرى، التفكير ..، تكوين الجهاز العصبى، تكوين الجهاز التناسلى، تكوين الجهاز التنفسى؟

    التطور، تغير وليس ارتقاء
    من الأهمية بمكان التأكيد على أن التطور لا يعني بحال من الأحوال الارتقاء أو التغير نحو الأحسن أو الأفضل. فهذه إحدى المعلومات الغير سليمة واسعة الانتشار، فسؤال من قبيل: هل البنزين أفضل أم المازوت؟ ليس له أي معنى إلا بعد الإجابة عن سؤال آخر: هل المحرك ديزل أم لا؟ فالعلاقة بين المحرك والوقود هي التي تحدد الأفضلية، والوضع كذلك بالنسبة للكائنات الحية، فالكائنات الموجودة حالياً ليست "أرقى" من سابقتها بالضرورة، فقط هي الأكثر ملائمة للظروف التي وجدت فيها. المثال الشهير لفراشة البتيولاريا ( Biston betularia) يوضح هذا الأمر بجلاء، فكل من اللون الأسود والأبيض يمكن اعتباره أفضل من الآخر ولكن في بيئات مختلفة. للأسف الشديد نحن أعتدنا على عزل مختلف العوامل التي تؤثر في أمر ما ثم نُطلق حكما على كل عامل على حده، متناسين تماماً أن هذه العوامل تعمل مجتمعه.

    "الإنسان أرقى الكائنات" .... "الإنسان حيوان مفكر" .... "الإنسان حيوان ناطق" .... "الإنسان حيوان ضاحك" .... "الإنسان كائن مُبدع" .... أعتدنا على سماع عبارات كثيرة بهذا المعنى. وهي لا تستند على حقيقة موضوعية بقدر استنادها إلى تحيزنا (المُبرر بالطبع) إلى جنسنا البشري، ببساطة نحن نبحث عما يميزنا. الأمر أشبه بشعار "كن فخور بصناعة بلدك"، فإذا كنت فرنسي فيجب عليك أن تعتبر السيارة البيجو هي الأفضل وتشتريها إما إذا كنت ألماني فستشتري السيارة المرسيديس بلا تردد، إذا كنت موضوعي فستنظر للأمر نظرة مختلفة تماماً. قبل اختيار السيارة "الأفضل" يجب عليك أولاً وضع قواعد التقييم بدون تحيز، أي لا يكفي أن تنتمي لبلد تنتج سيارات ذات شكل انسيابي لتعتبر أن هذا هو أهم الشروط الواجب أخذها في الاعتبار!! هناك كفاءة عمل المحرك ومستوى الآمان في السيارة وكفاءة استهلاك الوقود .... الخ، وكل شرط له أهميته النسبية التي تتوقف على الهدف من التقييم نفسه. على سبيل المثال، نحن لا نقول "الفيل حيوان بخرطوم" بل نكتفي بالقول أن الفيل حيوان، بالرغم من أن الـخرطوم شيء مميز للغاية بالنسبة للفيل فهو من الدقة بحيث يمكنه من التقاط ورقة شجر ومن القوة بحيث تمكنه من اقتلاع شجره بأكملها!! وبالمثل نحن لا نلقي بالاً إلى قدرة الكلب على الشم، أو قدرة الخفاش على تحديد مواضع الأشياء باستخدام الصدى، أو قدرة الفهد على الجري بسرعة تتجاوز الـ 120 كيلومتر في الساعة!! فقط نحن نـُقيم الكائنات بناء على مقدرتها العقلية، لا لشيء إلا لأننا نتفوق في هذا المجال، ثم نخلص إلى أننا "أرقى الكائنات"!!!! في حين أن التقييم بناء على القدرة على الجري مثلاً سيظهر أننا كائنات بدائية للغاية فأقصى سرعة يمكننا أن نجري بها هي 36 كيلومتر في الساعة وأين هذا من سرعة الفهد أو النمر التي تتخطى الـ 100 كيلومتر في الساعة!! ولو قمنا بالتقييم بناء على امتلاك الخرطوم لأصبحنا محل سخرية أفيال العالم أجمع، فأين خرطوم الفيل ذو القدرات المدهشة من هذه الأنف البدائية التي نمتلكها، والتي لا تقوى على فعل أي شيء بالمرة باستثناء سماحها بمرور الهواء وتنقيته من بعض الشوائب!! باختصار نحن نختار نظام التقييم الذي يثبت تفوقنا ثم نستنتج تفوقنا!!
    وبعد أن نتوصل – بمنتهى النرجسية واللاموضوعية – إلى أننا "أرقى" الكائنات الحية جميعاً، نبدأ في النظر إلى باقي الكائنات نظرة تصنيفية بناء على مدى تشابههم أو اختلافهم عنا، لنعتبر الكائن الأكثر مشابهة لنا هو الكائن الأكثر رقياً من غيره!! في الواقع لا يوجد سبب موضوعي يجعلنا نعتبر الإنسان أكثر رقياً من خيار البحر إلا بالمقدار نفسه الذي يجعلنا نعتبر البطيخ أكثر رقياً من الاثنين. فجميع الكائنات – والإنسان من ضمن – يتم تصنيفها في شجرة واحدة، ولا يوجد فرق حقيقي بين الإنسان وباقي الكائنات إلا ..... أننا نتبع هذا النوع دون غيره.


    زيادة التعقيد ما بين الأنثروبي وشياطين ماكسويل
    في بداية القرن التاسع عشر قام سادي كارنو "Sadi Carnot" بصياغة المبدأ الثاني للثرموديناميك والذي يؤكد على تزايد الانثروبي "Entropy" في أي نظام مغلق، أو - بكلمات أقل تعقيداً – زيادة الفوضى والاضطراب في أي نظام معقد وبالتالي يحدث تلف محتوم وتتلاشى البنية المعقدة تماماً بمرور الوقت وينفرط عقدها. ويبدو أن التطور يتعارض تماماً مع هذا، فالتطور يجعل الكائنات تزداد تعقيداً بمرور الوقت وليس العكس؟! والأمر لا يقتصر على التطور فقط بل أن نمو جنين أو طفل يشمل زيادة تعقيد جسمه، وبالمثل تكون كوكب أو نجم هو أيضاً زيادة في التعقيد!! باختصار نحن نعرف العديد من المجموعات المادية المركبة القادرة على تعقيد نفسها بنفسها وهي تفعل ذلك بالفعل إذا ما ساعدتها الظروف فأين يكمن الخلل وما سبب هذا التناقض الظاهري؟!

    على صعيد آخر هناك تجربة شهيرة تثبت خطأ مبدأ "كارنو"، وهي تعرف باسم مفارقة شياطين ماكسويل(2) والفكرة باختصار هي أن نملأ غرفة محكمة الإغلاق بغاز، ونفصلها إلى حجرتين أصغر (أ) و(ب) بواسطة حاجز مثقوب بثقب صغير، في البداية الضغط سيكون متساوي في الحجرتين وكما نعلم فالغاز ما هو إلا مجموعة من الجزيئات تتحرك باستمرار، وهذه الحركة قد تجعل الجزيئات تنتقل من القسم (أ) إلى القسم (ب) وبالعكس، والمنتظر أن تتساوى الجزيئات التي تتحرك في الاتجاه أ ب مع تلك التي تتحرك في الاتجاه ب أ وبالتالي يظل الضغط متساوي في القسمين (أ، ب) والنظام بأكمله يكون في حاله توازن. ولكن دعونا نتخيل أن شيطان يحرس الثقب، وعندما يرى جزيئة ستمر من (أ) إلى (ب) فإنه يسمح بذلك ولكنه لا يسمح بحدوث العكس، أي يمنع مرور الجزيئات من (ب) إلى (أ) عن طريق غلق الثقب أمامها. من الواضح أن هذه العملية على المدى الطويل ستؤدي لانتقال الغاز بأكمله إلى القسم (ب) وسيصبح القسم (أ) فارغ، أي ستنتهي حالة التوازن البدائية ويزيد الضغط في قسم على حساب الآخر، فكيف حدث هذا بالرغم من تناقضه مع مبدأ كارنو؟!

    في الواقع لا توجد مفارقة بالمرة ولا يوجد تناقض، لأن عمل الشيطان يلغي الفرضية الأساسية التي يقوم عليها برهان زيادة الانثروبي، فالمبدأ الثاني للثرموديناميك ينطبق على بنيات معزولة بالفرض، وللأسف لم يتم دائماً توضيح هذه النقطة بشكل كاف، والتي بدونها لن يعود لمبدأ كارنو أي سند. أي أن السؤال الأول الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا قبل الشروع في حل أي من المفارقات السابقة هو: هل البنية التي ندرسها معزولة؟ الإجابة في المعتاد لا بالتأكيد، فالبنية الوحيدة المعزولة فعلاً هي الكون نفسه، لكن المجوعة الشمسية والأرض والكواكب والنجوم التي تنشأ والكائنات الحية التي تتطور والطفل الصغير الذي ينمو .... الخ كل هذه المجموعات غير معزولة بالمرة بل هي مجموعات مخترقة تتلقى واردات من الخارج تساعدها في زيادة تعقيدها على حساب مصادر أخرى. فلا التطور يتعارض مع المبدأ الثاني للثرموديناميك ولا شياطين ماكسويل تلغي المبدأ الثاني.

    المثال الخاص بشياطين ماكسويل يمكنه أن يقدم لنا نموذج جيد لفهم التطور. فالطفرات تحدث بصورة عشوائية (تماماً مثل حركة الجزيئات في الغرفتين) والانتخاب الطبيعي يلعب دور شيطان ماكسويل فهو يسمح للطفرات المفيدة فقط بالمرور إلى الأجيال التالية ويستبعد الطفرات الضارة وبالتالي يسمح بزيادة التعقيد باستمرار. ولكن هل يجب أن يكون "الشيطان" واعي لما يفعله؟! بكلمات أخرى هل يجب أن يكون هناك عقل مفكر حتى يزداد التعقيد في منظومة ما؟ دعوني أقص عليكم هذه القصة فهي تحمل بين طياتها إجابة هذا السؤال.

    في أحد الضواحي الريفية القريبة من دنفر (تقع في ولاية كولورادو في الولايات المتحدة) عام 1951، جاءت بلاغات غريبة من المزارعين(3) ، فالبعض لاحظ ظهور أمراض غير مفهومة لحيوانات المزرعة والبعض عانى من وفاة بعض حيواناته وطيوره الداجنة. أيضاً جاءت بلاغات عديدة عن اصفرار أوراق النباتات وفشل بعض المحاصيل في أكمال دورة حياتها بصورة طبيعية، كما أبيدت بعض المحاصيل عن أخرها، وجاءت أيضاً بلاغات عن إصابة بعض المزارعين بأمراض غير مفهومة. الأمر كان كارثة بحق، كان هناك وباء في المنطقة، لكنه وباء من نوع عجيب أصاب جميع الأحياء من نبات وطيور وحيوانات وبشر!! المهم، وبدون الاستطراد كثيراً، بدأت الجهات الفيدرالية في الولاية بالتعاون مع عدة شركات وعدة ولايات أخرى في بحث الأمر، وأتضح أن سبب كل هذا هو تلوث المياه بمادة4-dichlorophenoxy acetic acid تعرف اختصاراً باسم 2-4-D، الشكل التالي يوضح البنية الجزيئية لها C8H6Cl2O3، وهكذا أصبح الأمر مفهوم، فمادة مثل هذه بالكميات التي وجدت بها في المياه كافية لتفسير سبب هذه الكوارث، ولكن، تُرى من الذي قام بتصنيع هذه المادة بهذه الكميات المهولة وقام بتلويث المياه بها؟ وكيف وصل لهذه التكنولوجيا التصنيعية التي كانت جديدة في هذا الوقت؟ وما هو هدفه من إيذاء الناس وتدمير المحاصيل وتسميم الحيوانات والطيور بهذه الطريقة المرعبة؟!

    2,4-dichlorophenoxy acetic acid


    قبل أن أجيب عن التساؤلات السابقة، أودّ ذكر بعض المعلومات عن مادة الـ 2,4-d. هذه المادة تعتبر من الأوكسينات (auxin) (الأوكسينات هي منظمات نمو أو هرمونات نباتيه ينتجها النبات لتقوم بتنظيم معدل نموه)، ولم يبدأ تصنيعها إلا في عام 1941. كان هناك رغبة مُلحة للحصول على أوكسين نباتي فالاستخدامات التجارية له ستكون كثيرة للغاية، ولكن كانت المشكلة أن النبات ينتج هذه المواد بكميات قليلة جداً بالإضافة لأنها مواد غير ثابتة بالمرة وتتحل بسرعة واستخلاصها من النبات عملية شاقة للغاية وهي وأن كانت مفيدة في نطاق الأبحاث العلمية إلا أنها ستكون غير مجدية بالمرة للاستخدام التجاري، وبالتالي فقد حاول الكيميائيون تصنيعه بدلاً من استخلاصه من النباتات، ولم تكلل هذه المحاولات بالنجاح إلا في أربعينات القرن الماضي عندما تم تصنيع الـ 2,4-D لأول مرة وبتكلفة منخفضة نسبياً (مقارناً بالعائد الناتج من استخدامها). وبالفعل أصبح لها تطبيقات تجارية وعلمية عديدة، فهي تستخدم لتنظيم نمو النباتات حسب الرغبة والتحكم في مواعد الأثمار كما يمكن استخدامها بتركيزات عالية نسبياً لجعل النبات ينمو بمعدل سريع جداُ يؤدي لتدميره – وبالتالي تستخدم كمبيد للأعشاب الضارة – أيضاً أصبحت هذه المادة جزء رئيسي من كيماويات جميع معامل زراعة الأنسجة في أنحاء العالم(4)، باختصار إنتاج هذه المادة صناعياً كان إنجاز بشري رائع فتح أبواب عديدة لإنجازات ضخمة للغاية على الصعيد العلمي والتجاري.

    والآن نعود لهذا اللعين الذي قام بإنتاج هذه المادة ونحن في أشد درجات الدهشة. لو كان باع هذه المادة لحصل على ثروة طائلة وأفاد نفسه وأفاد البشر، بدلاً من إلقائها هكذا ليضيع ثروة من بين يديه ويدمر صحة البشر والحيوانات ويتلف الكثير من النباتات!!

    في الواقع يا أعزائي من فعل هذه الفعلة لم يكن "يعي" أنه بفعلته هذه يؤذي الناس ولم يهدف إطلاقاً لإيذاء أحد بل أكثر من هذا، من قام بهذه الفعلة لم يكن يدرك ما يفعله على الإطلاق، باختصار شديد من قام بتركيب هذه المادة المعقدة هو أحد شياطين ماكسويل

    بعد دراسات طويلة ودقيقة اتضحت تفاصيل القصة كاملة، ففي عام 1943 كانت ترسانة السلاح الكيماوي للجيش في روكي ماونتن (القريبة من دنفر) تقوم بتصنيع بعض المواد الحربية، ثم بعد 8 سنوات قامت بتأجير الموقع لإحدى شركات البترول الخاصة التي كانت تخطط لتصنيع بعض المبيدات الحشرية، بعد هذا بقليل جاءت البلاغات الغامضة. ولكن الجيش لم يكن ينتج مادة الـ 2,4-D وشركة المبيدات الحشرية لم تكن تنتجها أيضاً (في الواقع شركة المبيدات الحشرية لم تكن قد قامت بتغيير خطوط الإنتاج أو بفعل أي شيء بعد، فقط هي استلمت الموقع ثم بدأت البلاغات تأتي). الذي حدث كان كالتالي، أحواض النفايات الخاصة بالجيش التي كانت تستقبل المواد الكيمائية الفائضة من عمليات التصنيع الحربية، من كلوريدات وأملاح حامض الفوسفونيك وفلوريدات وزرنيخ وخلافة، لم تتحمل التفاعلات التي تحدث بين هذه الكيماويات فبدأت جدرانها بالتآكل مما سمح لهذه الكيماويات بالرشح إلى الخارج لتختلط بالمياه الجوفية وتحملها إلى مناطق أخرى وتحت تأثير الهواء والشمس بدأت الكيماويات تتفاعل لتنتج مركبات أخرى على أسطح الصخور وتبدأ في دورة أخرى من التفاعلات، وفي خلال ما يقرب من 8 سنوات تم تصنيع مادة الـ 2,4-d بكميات خرافية بطريقة تلقائية وبدون أدنى تدخل واعي. وانتقلت المادة مع المياه الجوفية إلى القرية المنكوبة لتسبب مأساة. مجموعة من العناصر البسيطة كلور Cl ، أكسجين O، ... الخ، بالإضافة لضوء الشمس والهواء والماء أدت لإنتاج مراكب على درجة عالية من التعقيد. هذا أحد الأمثلة على تكون تعقيد تلقائي بدون أدنى تدخل "واعي" أو موجه.

    أحداث غير محتملة – أحدث يصعب التنبؤ بها
    "انفجار ... انفجار ... أنفجر تشالنجر"، هكذا صاح المعلق التلفزيوني عام 1986 وهو يعلن عن انفجار المكوك الفضائي تشالنجر بعد ثواني من إقلاعه. قبل كارثة المكوك الفضائي كان رقم التقدير الرسمي لاحتمال وقوع حادث لمكوك فضائي هو واحد في المئة ألف(5)، ولكن هذا لم يمنع تشالنجر من الانفجار! في الواقع، انخفاض احتمال حدث ما لا يعني أنه "غير محتمل" بل يعني – ببساطة – أنه حدث "يصعب التنبؤ به مسبقاً"، ولكن بمجرد حدوثه لا يكون هناك أي معنى للقول أنه حدث منخفض الاحتمال، فمن وجهة نظر إحصائية طالما وقع الحدث فهو يسمى "حدث مؤكد" واحتمال حدوثه 100% لأنه حدث بالفعل. إن مفهوم الاحتمالية هنا ليس له معنى كبير، هناك "ممكنات" أو "احتمالات" عديدة و"الواقع" ما هو إلا مفردة من ضمن تشكيلات عديدة لمجموع الممكنات كل منها يبدو انه "غير محتمل بشدة". ولكن لأن الواقع هو "مفردة" واحدة فقط لا غير من مجموعة تكاد تكون غير منتهية فأنه يبدو لنا مُدهش في تفرده. فيما يخص تشالنجر مثلاُ، كان من الممكن أن يصاب جميع ركابه بحاله إسهال مفاجئ قبل موعد الإطلاق نتيجة تناولهم بيتزا مسممة مما يستدعي تأجيل الإطلاق ليوم آخر لحين شفائهم، وتأجيل الإطلاق كان من الممكن أن ينقذ المكوك من الكارثة نتيجة أن يوم الإطلاق الجديد كان أكثر دفئاً وبالتالي لن يحدث شرخ في جدار المكوك نتيجة اختلاف درجات الحرارة ... الخ، هذا الاحتمال كان سيبدو مُدهشاً في تفرده أيضاً. كان من الممكن أن يحث آلاف الأشياء وكل منها "غير محتمل بشدة" ومع هذا فلا يوجد أي سبب للاستغراب أو للحديث عن معجزة ما عند حدوث أحد هذه الاحتمالات. فلنكن حذرين من الاستخدام المتسرع لمصطلح الاحتمالية، فاحتمالية حدث قادم يعتمد على الدقة التي أصفه بها، أي أنه ليس تابع فقط لطبيعة هذا الحدث بل للشكل الذي أوحي به كذلك، دعوني أطرح مثال على هذا:

    تبعاً لمجلس توليد الكهرباء المركزي في بريطانيا فأن احتمال حدوث حادث كارثي في محطة نووية لتوليد الكهرباء هو واحد كل عشرة آلاف سنة(6). وكارثي هنا تعني كارثة بحجم تشيرنوبيل أو أكبر، بمعنى إطلاق كميات كبيرة من المواد المشعة في المحيط البيئي. ويبدو أن احتمال واحد كل عشرة آلاف سنة مطمئنا جداً، ولكن دعونا نلقي نظرة أقرب على هذا الرقم. هذا الرقم يعني أن كل مفاعل نووي يواجه احتمال حصول حادث كارثي في أي سنة يساوي 0.0001 سنوياً. وهناك في بريطانيا حوالي 40 محطة لتوليد كهرباء نووية، وبذلك يكون احتمال حصول حادث كارثي واحد في أي من هذه المحطات في أي سنة هو مجموع 40 احتمال، أي 0.004 واحتمال حصول حادث كارثي واحد على الأقل في بريطانيا خلال السنوات الـ 25 المقبلة هو 25 ضعف، أي 0.1 وهذا معناه أن هناك فرصة بنسبة واحد من عشرة. ويبدو هذا الرقم غير مطمئن بالمرة مثل القول "واحد كل 1000 سنة"، ولكن المسألة هنا ليست إلا مسألة اختلاف في طريقة التعبير عن الشيء ذاته. وعلى أي حال فالمفاعل الذري تشيرنوبيل انفجر دون أن يعبئ لا بالرقم الأول ولا بالرقم الثاني.

    للأسف الشديد هناك سوء فهم متأصل عند البشر لما تعنيه الاحتمالات، والمثل الشائع لسوء الفهم هذا هو ما يعرف بقانون المتوسطات (law of averages) والذي يقول أن الصاعقة لا تضرب في المكان نفسه مرتين، وفي الحروب كثيراً ما يختبئ الجنود في الحفر التي تنتج عن سقوط القنابل على أساس أن احتمال سقوط قذيفة ثانية في نفس المكان هو احتمال نادر جداً. وللأسف لا الاحتمال الأول صحيح ولا الآخر، فبالنسبة للصاعقة فهي بالفعل تميل لأن تضرب نفس المكان، فالأسباب التي جعلتها تضرب في بقعة معينة ستجعلها تكرر الفعل ذاته. أما قذائف المدفعية وقنابل الطائرات فهي لا تتذكر المكان الذي سقطت فيه لتتجنبه في المرة الثانية، وبالرغم من أن احتمال سقوط قذيفتان في مكان واحد هو احتمال بالغ الصغر إلا أنه احتمال وارد. ربما كان أفضل توضيح لمدى خطأ قانون المتوسطات هو الدعابة التي تتحدث عن رجل كان يحمل معه دوماً قنبلة عند السفر بالطائرة على أساس أن احتمال وجود قنبلتين على نفس الطائرة هو احتمال بالغ الصغر لدرجة أنه قد لا يحدث أبدا.

    "الاحتمالات" وسيلة لدارسة الأحداث قـبل حدوثها وليس بعد حدوثها بالفعل، فوقوع الحدث يعني – ببساطة – أنه كان من ضمن فضاء العينة أو بكلمات أخرى من مجموعة الممكنات المتاحة.
    وهم الغائية
    هناك تجربة بسيطة تظهر ما أعنيه بـ "وهم الغائية" بجلاء، التجربة تعرف باسم "لعبة الصندوق"، والأمر يتم كالآتي، نحضر صندوق ونضع به كرتين واحدة بيضاء والأخرى سوداء. ثم نسحب واحده منهما كيفما أتفق ونرى لونها، ثم نعيدها إلى الصندوق ونضيف كرة ثالثة من نفس اللون. ثم نكرر هذه العملية باستمرار، أي سحب كرة ومعرفة لونها وإضافة كرة أخرى مثلها، وهكذا، وفي كل مرة نسجل نسبة الكرات لبعضها. في البداية ستكون نسبة الكرات 0.5 لكل منهما، ثم ستبدأ النسبة تتأرجح صعوداً وهبوطاً، ولكن مع الوقت سنلاحظ ظاهرة غريبة، وهي تقارب تكرار الكرات السوداء من رقم محدد جداً. أجريت هذه التجربة سابقا وحصلت على رقم 0.375. ترى، لماذا هذا الرقم بالتحديد؟
    بدءاً من المرة الثانية والعشرين توقف تغير الرقم العشري الثاني، واستمر الرقم الثالث في التغير ليقترب حسيساً من 0.375، أمر محير للغاية ما الشيء المميز في هذه النسبة؟!
    في الواقع، لا يوجد أي شيء مميز لهذه النسبة بالمرة، ولو كان لدينا فرصة لتكرار التجربة مرة أخرى لاكتشفنا هذا عن طريق حصولنا على رقم مختلف تماماً، الشيء الوحيد الذي سيتكرر بنفس الطريقة هو هذا التقارب التدريجي نحو رقم محدد، يبدو للوهلة الأولى أنه مميز، وأن هناك "غاية ما" في الاقتراب منه إلا أن الأمر عشوائي تماماً.
    السبب ببساطة هو أنه بزيادة عدة الكرات يقل التباين(variance( في الصندوق، والتباين بدوره هو الذي يحدد التكرار في المرة القادمة. ففي البداية يكون التباين مقداره 0.5 (نصف الكرات تحمل لون مختلف) وتكرار الكرات متساوي وهناك فرصة متساوية لكل منهما في الظهور، ثم بعد أول دوره سينخفض التباين (كرتان بلون واحد وكرة واحدة فقط بلون مختلف)، وهذا سيقلل من احتمال اختيار الكرة ذات اللون المختلف، ولكن قد يحدث – بالصدفة وحدها – أن نختار هذه الكرة وبالتالي يزداد التباين مرة ثانية، ولكن في المرة التالية سنعود لنفس هذا الاختيار مرة ثانية. وأن عاجلاً أو آجلاً سيزيد تكرار لون من الاثنين مما سيؤدي لتقليل التباين والذي سيعمل بدوره على جعل لون من الاثنين يتغلب على الآخر ويحدث التقارب شيئاً فشيء من رقم محدد جداً ومميز جداً، يقع بين 0.1 و 0.999 ولكن من المستحيل توقع هذا الرقم قبل وقوعه، أضف لهذا أن أي رقم سيظهر ليس له معنى بالمرة، وتكرار التجربة سيظهر رقم أخر، ولكن وبمجرد ظهور رقم محدد فأنه يدهشنا بتفرده. من تعاقب الأحدث يظهر في كل مرحلة ممكنات جديدة من المنجزات السابقة، والتي ستصبح بدورها هي ممكنات اللحظة التالية.
    يقول ألبير جاكار(7)
    "علينا الحذر من خطأ شائع في التأويل: وهو وأن ملاحظة تتابع حوادث معينة، يعني قبول أنها كانت ضرورية، ثم البحث عن الآلية التحتية التي جعلتها ضرورية، في الحقيقة أن الذي تم، يصف لنا الوقائع المتعاقبة، من غير أن يضئ لنا كثيراً الممكنات."



    Quote: ثم نريد منك إجابة كيف بدأت الحياة، أى من أين أتت المواد الكيميائية ذاتها وكيف؟


    حقيقة لا اعرف ... ولا اخجل من ان اقول انني لا اعرف. فموضوع اصل الحياة هو موضوع معقد وشائك وتدور حوله العديد من النظريات منها نظرية ميلر حول تكون الاحماض الامينية في الرفوف القارية العميقة، علي العموم كل النظريات التي تدور حول اصل الحياة غير مثبتة وغير حاسمة حتي الان.

    اتمني ان اكون قد اوضحت وجهة نظري الي حد ما.
    ــــ هوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) العمر المقدر للكون حالياً هو 13.4± 1.6 مليار عام، إلا أن الرقم يُغري بالتقريب لـ 15 مليار، تماماً مثل سرعة الضوء البالغة 299792 كيلومتر في الثانية والتي تقرب إلى القيمة المشهورة 300 ألف كيلومتر في الثانية لسهولة الاستخدام.


    (2) أنتجت شركة Microsoft مجموعة من الألعاب عرفت باسم WEP أحد هذه الألعاب كان باسم "شيطان ماكسويل" (Maxwell's Maniac) حيث يمكنك أن تقوم بدور الشيطان اللعبة لطيفة للغاية، مُفيدة ومسلية في آن، يمكنك تحميلها من هنــــــــــا، فإذا لم تكن قد استفدت من هذه المقالة بأي شيء فعلى الأقل يمكنك أن تسلي نفسك قليلاً


    (3) أنظر تفاصيل هذه القصة في: راشيل كارسون (1990). الربيع الصامت، ترجمة د. أحمد مستجير، مركز النشر لجامعة القاهرة، صـ 60 وما بعدها.


    (4) إنتاج نباتات مهندسة وراثياً يتضمن بالضرورة زراعة النبات في مزرعة للأنسجة وبالتالي فأن معملنا الموقر ظل يدفع "قربان" سنوي لشركتي Sigma وAldrich نظير بضع جرامات من هذه المادة المدهشة، وحالياً أتحدت الشركتان تحت اسم Sigma- Aldrich بهدف مص دماء الباحثين ومازالت تجمع ملايين الدولارات نظير بيع هذه المادة ومواد أخرى مشابهة.


    (5) في التحقيق الذي جرى بعد الحادث أوضح الفيزيائي الأمريكي ريتشارد فينمان أن الحسابات الخاصة باحتمال الانفجار كانت غير دقيقة ولم تأخذ في الحسبان عدة عوامل مثل أن إطلاق المكوك في يوم بارد يزيد كثيراً من احتمال وقوع أحداث عديدة تزيد احتمال الانفجار ... الخ، إلا أن دقة الرقم لا تعنيني كثيراً الآن سواء كان 1 في المئة ألف أو أكبر أو قل، فالمحصلة بالنسبة لي واحد وهو أنه احتمال صغير نسبياً.


    (6) لمزيد من التفاصيل حول الاحتمالات المذكورة أنظر، مقالة Ian Stewart في العدد 33 من: Inside Science تحت عنوان "Risky business". يمكنك الإطلاع على المقالة كاملة online هنــــــــــــا مقابل 5 دولارات، أو يمكنك أن تأتي لمنزلي وتقرئها مقابل ثلاثة دولارات فقط

    (7) لمزيد من التفاصيل، أنظر آلبير جاكار (1996) إبتداع الإنسان. ترجمة د. إياس حسن، دار الكنوز الأدبية، بيروت – لبنان. تحت عنوان "الانتقاء الطبيعي" صـ 25 وما بعدها.



    ملحوظة:

    بعض ما ورد هنا نشر من قبل في منتدي اخر.

    (عدل بواسطة Shihab Karrar on 01-29-2008, 09:35 AM)

                  

01-28-2008, 02:43 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    الأخ شهاب كرار

    شكراً على هذا المقال الجيد

    فعلاً نظرية التطور لن تكون النظرية العلمية الوحيدة التي تزعزع إحدى مكونات الإيمان التقليدي

    ربما مر العديدين بهذه التجربة .. في السنة الأولى بكلية العلوم ..
    و ينبغي هنا الإشادة بأساتذه كلية العلوم بجامعة الخرطوم ، و الذين رغم كل الصعوبات و المخاطر يصرون على تدريس نظرية التطور و يبتعدون عن خلط الدين بالعلم ..

    ضمن مناهج مطلوبات الجامعة ، تصر الجهات الأيدولوجية الإسلامية على فرض منهج للثقافة الإسلامية ، أول محاضراته هي شتائم غير موضوعبة لكل من كارل ماركس ، فرويد ، شارلس داروين ...
    وهؤلاء بغض النظر عن الإختلاف أو الإتفاق مع نظرياتهم أحدثوا ثورات في المعرفة الإنسانية لا زالت بصماتها إلى اليوم

    في إمتحان نهاية العام ، مادة الثقافة الإسلامية .. كانت هناك أسئلة ثابتة عن العلمانية ، و التطور ، الماسونية و الصهيونية

    كان البعض منا يكتب كلاماً مقتنعاً به في ورقة أجوبة علم الحيوان ، و يكتب عكسه تماماً مع بعض الغضب المفتعل حتى يضمن إجتياز السنة في مادة الثقافة الإسلامية ..
    و البعض يفعل العكس
    كان أمراً محزناً و مضحكاً في نفس الوقت

    نظرية التطور موقعها في علم الأحياء لا يقل عن الgenetics أو نظرية الخلية
    وهذا أمر يعرفه المتخصصون في هذه المجالات جيداً

    وهي نظرية علمية ، و إن حاول البعض التعامل معها كنظرية فلسفية أو دينية
    و كل النقد لنظرية التطور من قبل الثيوقراطيين هو نقد غير علمي .. بالمعني الدقيق لكلمة غير علمي

    و لكن هؤلاء لن يقتنعوا إلا إذا رأؤوا تطور الإنسان الذي حدث في ملايين السنين ، بكل طفراته و تبادلات المادة الجينية ، و كل المؤثرات البيئية .. ألا إذا رأوه يحدث أمام أعينهم في ثوان ... ومطلبهم هذا ببساطة يتطلب قدرة خيالية على التواجد في أزمان مختلفة !!!

    التطور حدث ، ويحدث الآن في كل لحظة ، من الviral strains و حتى الإنسان ، ...
    من قال لهؤلاء أن التطور يتم بالقفز ؟ يعني primate بدائي يصحى الصباح يلقى نفسو زول !!!

    و داورين شخص عبقري بلا شك ... توصل لكل ذلك و لم يكن في عصره الناس يعرفون شيئاً إسمه الكروموسوم أو الجين أو الطفرة
    وعندما أتى كل ذلك إنسجم مع نظريته و فسرها على المستوى الخلوي و الجزيئي ..
                  

01-28-2008, 12:36 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Mohamed E. Seliaman)

    تحياتي اخي محمد سليمان

    Quote: محمود محمد طه قال أصله أميبيا أو حاجة بالشكل دا


    تصدق ما بعد كتير عن الصواب؟؟؟؟

    بينا وبين الاميبا الحرة 23% جينات مشتركة. هل تعتقد ان هذه الجينات المشتركة مصادفة؟؟

    اما بالنسبة لكتاب هارون يحي الذي يتحفنا به كل معارض لنظرية التطور - والذي قمت انت بإدراج رابطه مشكورا - فهو عبارة عن اكاذيب مفضوحة وفهم خاطئ ومعلومات مغلوطة ومزورة بشكل واضح. ولكي تفهم التطور بشكل صحيح امدك بهذه الروابط وهي لاقسام ابحاث التطور بجامعات محترمة تنتج ابحاث معترف بها ويستشعر البشر في جميع انحاء العالم فائدة الابحاث التي تخرج منها من ادوية ولقاحات وتحسين نسل الحيوانات والناباتات وابحاث المناعة الخلوية ومقاومة الفيروسات. فهي لا تلعب ولا تكذب مثل هارون يحي الذي لا نعرف له بحث واحد مفيد اكتشف فيه امر له فائدة حقيقية للبشرية.

    evolution.berkeley.edu
    www.ucmp.berkeley.edu/history/evolution.html
    www.talkorigins.org/origins/faqs-evolution.html
    jinrui.zool.kyoto-u.ac.jp/others/WelcomeE.html

    المشكلة الحقيقة تكمن في عدم وجود مصادر موثوق بها باللغة العربية عن التطور عدا بعض الكتب المترجمة القليلة للغاية والتي غالبا ماتكون محظورة في العالم الاسلامي لتظل الحقيقة غائبة مما يسمح لامثال هارون يحي بالكذب وتزوير الارقام - مثل تحديده لمدي العصر الكمبري في صفحة 11 للكتاب وكذلك تزوير حقيقة فك انسان هادار في صفحة 15 وغير ذلك من الارقام المغلوطة والمزورة- ولكن علي العموم يوجد كتاب واحد اعتقد انه جيد لحد ما اسمه صانع الساعات الاعمي للكاتب ريتشارد داوكنز صدر مترجما قبل عدد قليل من الاعوام في القاهره ولم يعره احدا التفاتا ولذلك هو ليس ضمن قائمة الكتب الممنوعة الي الان. واليك رابط تستطيع انزال الكتاب منه.
    http://www.el7ad.org/front/index.php?option=com_docman&...s&gid=100&Itemid=162

    تحياتي لك وشكرا علي المداخلة
                  

01-28-2008, 01:02 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)

    بالنسبة لنسبة التشابه بين جينات البشر و الشمبانزي وحتي لا نقع في فخ الاعيب هارون يحي وأكاذيبه فأحب ان اوضح ان التشابه الجيني بين البشر والشمبانزي هو اكثر من 99.9% في الحقيقة!!!!

    وذلك لان معظم الاختلافات توجد في الجزء الغير الفعال من ال DNA او ما يعرف بال Junk DNA وهي عبارة عن تسلسلات من الدي إن أيه توجد في الجينوم وليس لها اي فائدة معروفة، بل مجرد حشو فقط. وحذفها لا يؤدي الي اي شيء، ولان معظم الاختلافات والبالغة حوالي 5% بين البشر والشمبانزي تقع في هذا الجزء من الدي إن اي والذي يشكل حوالي 90% من اجمالي الجينوم فإن التشابه هو في الحقيقة اكثر من 99%. هذا الكلام مذكور في نفس المكان الذي إجتزء منه هارون يحي كلامه حول نسبة التشابه وهي مجلة سيانس، والاجتزاء كما تعرف يا عزيزي هو كذب متعمد.


    لك التحية مرة اخري وارجو منك مواصلة الحوار حتي نستفيد جميعا.
                  

01-28-2008, 01:43 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)

    لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟
    واضيف صوتى الى صوتك وجامعاتنا وسائل اعلامنا

    طبعا المناهج التعليمية فى السودان منذ 1989 اصبحت تروج (للاسلام السلفى)
    حكى لى احدهم ان قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم اصبح فقط يدرس الفلسفة الاسلامية(الباقى كله غلط طبعا)

    نظرية النشؤ فى نظر السلفين والكثير من المتدينين، تناقض قصة الخلق الموجودة فى الكتب السماوية
    لذلك يرفضونها.

    فالمرأة مخلوقة من ضلع رجل (خلاص شنو التنظير ليكم)
                  

01-28-2008, 01:47 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: أحمد أمين)

    للمقارنة
    قصة الخلق فى اليهودية كما وردت فى (سفر التكوين، الإصحاح الثاني)
    والتى لا تختلف عن قصة الخلق فى (المسيحية والاسلام) بل هى مأخذوه بحذافيرها من (سفر التكوين)

    ---------------------------------------------------------------------------
    4- هذه مبادئ السماوات و الأرض حين خلقت يوم عمل الرب الإله الأرض و السماوات.
    5- كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض و كل عشب البرية لم ينبت بعد لان الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض و لا كان إنسان ليعمل الأرض.
    6- ثم كان ضباب يطلع من الأرض و يسقي كل وجه الأرض. خلق آدم 7
    - و جبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض و نفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية.
    8- و غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا و وضع هناك آدم الذي جبله.
    9- و انبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر و جيدة للأكل و شجرة الحياة في وسط الجنة و شجرة معرفة الخير و الشر.
    10- و كان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة و من هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس
    11- اسم الواحد فيشون و هو المحيط بجميع ارض الحويلة حيث الذهب
    . 12- و ذهب تلك الأرض جيد هناك المقل و حجر الجزع.
    13- و اسم النهر الثاني جيحون و هو المحيط بجميع أرض كوش
    . 14- و اسم النهر الثالث حداقل و هو الجاري شرقي أشور و النهر الرابع الفرات
    .


    اخذ الرب الاله ادم و وضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها

    2: 16 و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا

    2: 17 و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت

    2: 18 و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره

    2: 19 و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها

    2: 20 فدعا ادم باسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره

    2: 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه و ملا مكانها لحما

    2: 22 و بنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم

    2: 23 فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت

    2: 24 لذلك يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكونان جسدا واحدا

    2: 25 و كانا كلاهما عريانين ادم و امراته و هما لا يخجلان

    3: 1 و كانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة

    3: 2 فقالت المراة للحية من ثمر شجر الجنة ناكل

    3: 3 و اما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه و لا تمساه لئلا تموتا

    3: 4 فقالت الحية للمراة لن تموتا

    3: 5 بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر

    3: 6 فرات المراة ان الشجرة جيدة للاكل و انها بهجة للعيون و ان الشجرة شهية للنظر فاخذت من ثمرها و اكلت و اعطت رجلها ايضا معها فاكل

    3: 7 فانفتحت اعينهما و علما انهما عريانان فخاطا اوراق تين و صنعا لانفسهما مازر

    3: 8 و سمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبا ادم و امراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة

    3: 9 فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت

    3: 10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات

    3: 11 فقال من اعلمك انك عريان هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تاكل منها

    3: 12 فقال ادم المراة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فاكلت

    3: 13 فقال الرب الاله للمراة ما هذا الذي فعلت فقالت المراة الحية غرتني فاكلت 3: 14
    فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك

    3: 15 و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه

    3: 16 و قال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا و الى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك

    3: 17 و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك

    3: 18 و شوكا و حسكا تنبت لك و تاكل عشب الحقل

    3: 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب و الى تراب تعود
    3: 20 و دعا ادم اسم امراته حواء لانها ام كل حي

    3: 21 و صنع الرب الاله لادم و امراته اقمصة من جلد و البسهما

    3: 22 و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و الان لعله يمد يده و ياخذ من شجرة الحياة ايضا و ياكل و يحيا الى الابد

    3: 23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها

    3: 24 فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم و لهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة
                  

01-28-2008, 03:56 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: أحمد أمين)

    الاخ امين صديق

    الاخ احمد امين

    شكرا علي المداخلات القيمة والاضافة الثرة
                  

01-28-2008, 09:37 PM

Hafiz Bashir
<aHafiz Bashir
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 7185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)






    الأخ شهاب كرار

    شكراً كثيراً على هذا التناول الرائع


    ساعود إذا سمح الوقت



    و لك شكري و تقدري




                  

01-29-2008, 09:39 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Hafiz Bashir)

    الاخ حافظ بشير

    سعدت بمرورك وفي انتظار عودتك...

    تحياتي لك
                  

01-29-2008, 04:04 AM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)

    Thanks.
    This is a mind-stimulating read


    Away from the "I agree/I disagree" raging dogma that we are drowned into these days
    Regards
    Iman
                  

01-29-2008, 07:17 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: إيمان أحمد)

    الأخ شهاب
    ألف شكر على هذا الرد الرائع .. وقد أستفدت كثيراً من الأمثلة التى أثرتها لتدعم بها وجهات نظرك .. أجدنى أتفق معكم فى سنة التغيير فى الكون وجميع المخلوقات .. وهى إن دلت إنما تدل، من وجهة نظرى، أن هناك نظام محكم ودقيق تسير عليه تلك الحالة المتغيرة والمتشظية .. وليس هناك أدل وأصدق دليل على تلك الحالة من وجود الحامض النووى الذى يقود بأحكام حركة التفاعلات والأنقسامات والأندمجات المستمرة داخل الخلية -- هذه الحالة المتفردة "الثبات فى التغير" مع عدم أختلال النظم العامة التى تسير عليها الحياة أو الكون من جراء تلك الفوضى العارمة فى تغير الأشياء يقودنا إلى وجود مدبر قدير .. سمى ذلك المدبر هو الخالق أو الطبيعية، ولكن دعنى نشير لماذا ذلك المدبر قدير .. يقول الكثيرون أن الغيبيات، لا تعنى أكثر من محدودية عقلنا أو قل عقل ذلك المخلوق الذى يرى الحالة بأنها من الغيبيات .. نأخذ مثالاً النملة وهى تسيطر على منضدة فى خط مستقيم، والناظر لتلك النملة يعلم علم اليقين أن تلك النملة سوف تقع فى الهاوية على حافة المنضدة إن لم تغير خط سيرها ..! بالنسبة للمشاهد أن الأمر لا يعدو كونه مسافة زمنية تسيرها تلك الحشرة حتى تسقط، فى الجانب الأخر بالنسبة للنملة التى لا تملك حيلة فى النظر أبعد من ركبتيها لا تعلم أن خط سيرها سوف ينتهى عند نهاية المنضدة أما أن تعود أدارجها أو تقع على وجهها .. هذه الحالة تفسر مهما أزداد مجال إداركنا الحسى أو قل البصرى فإن الغائب يصبح معلوم! فالحيتان معروف إنها تطلق أصواتاً، زبذبات صوتيه وهى فى المحيط الأطلسى ليسمعها صغارها فى جنوب الكرة الأرضية .. وأن الحشرات ترى الاشياء باللون الأخضر ونحن البشير نراها باللون الأبيض، وأن أن موجات سمعنا الصوتية محدوده فى مجال محدد وإن جاز لنا أن نسمع فى جيمع الموجات الصوتية لما استطعنا أن نميز الأصوات من الصخب والضجيج من حولنا، ولمسعنا أصوات الاموات "وهذا طبعاً أكثر ما يخوفنا" ولكن برحمة ذلك المدبر القدير فقد فصّل سمعنا ونظرنا وإدراكنا على حدود لحافنا ..!! وحينما رددت على سؤالى لك "حول كيف بدأت الحياة" فكان ردك عظيماً أن "حقيقة لا أعرف" وهذا رد عالم. وربما لم يكن هناك من البشر يعلم! فإن سر كيف بدأت الحياة ومتى وعلى أىّ طريقة تنتهى هى غيبيات بالنسبة لنا، ولكن أن جاز لشخص أن يكون واقف خارج إطار الحياة .. سمى ذلك الإطار "العرش" أو أى مسمى أخر، لكى يراقب فيه الحياة كما يراقب المشاهد النملة، هل يستطيع ذلك المشاهد أن يرى - كما نرى نحن إلى إين تنتهى النملة - أين ومتى وكيف تنتهى الحياة؟ فقط يا أخى شهاب هذه حجة عقلية وسوف أئتيك بحجج عقلية غيرها فى وقت لاحق ..
    نأتى إلى الأحتمالات .. وأراك هنا، أستعملت نفس الحجة العقلية فى دحض دور الأحتمالات وتطبيقاتها العملية التى لا تحصى، هل هناك أحصائيات تشير أن الأحتمالات صدقت كم مرة مقابل فشلها فى مرة واحدة ..؟ أو فشلت كم مرة مقابل نجاحها مرة واحدة؟ قلت ذلك وفى ذهنى أن أحتمال أن يكون الحامض النووى تكون بفعل الصدفة هو أحتمال متناهى فى الصغر .. لا يعد كونه أحتمال وراد الحدوث إن كان للأحتمالات مصداقية .. والأحتمالات نفسها هى التى أوصلتنا إلى دارسة الوراثة وأحتمالات الناتج الوراثى وغيره .. فلماذا ألقيت أهميتها أو كدت أن تمحوها من الوجود العلمى، هل ذلك يؤشر إلى نهاية عصر الأحتمالات وماهو البديل العلمى المقبول لقبول أو رفض النتائج العلمية التى تعتمد على المعلومات؟

    نتركك مع الحجة الأخرى .. ما يسمى ب Irreducible Complexity فى البكتيريا الفلاجليه .. bacterial flagellum فى الصورة التالية أشار المعارضون لنظرية التطور، بأن النظرية لا تستطيع أن تفسر وجود الموتور فى البكتريا أنفت الذكر .. كيف تصالح بين التطور وبين هذا المخلوق الغريب؟


    أخ شهاب .. وقصدى هنا أنت أنسان عالم بحق ونحن نريد أن نتعلم منك الكثير ..

    تحياتى وكثير أحترامى ..
    ونأسف على الاستعجال فى الرد

    بريمة
                  

01-29-2008, 10:36 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Biraima M Adam)

    خالص التحايا
    الزميل شوش
    Shihab Karrar
    كتابات رائعة ومحفزة وبداية موفقة ، لا اعتقد بان ظروف التي تعلمها ستسمح الآن بظروف المناقشة لكن بالتأكيد جايين جايين بالكتابة وضربة الناس المهابة..
    عزيزي اضيف الى حين كان لألبرت أينشتين الملاحظة التالية حيث يقول "لا يمكن حل المشكلات الرئيسية التي نواجهها بنفس مستوى التفكير الذي كنا عليه ساعة أوجدناها "...
    شوش اذا نظرنا لرائنا ان كل الكائنات الحية تنقل خواصلها الوراثية على شريط ال [DNA] المسماه الدنا، وان الجهاز المسئول عن قراءة الدنا في الشجر يستطيع ان يقرا شفرة الدنا في الخلايا البشرية . كما انه وقد تم بالفعل تغير الدنا في خلايا البكتريا البراز المتواضعة [E.col] لتتحول الى مصانع للانسولين البشيري الذي حل محل مكان الانسولين الذي كان يُستخلص من بنكرياس الخنازير . كما نجد بان خميرة البيرة تمثل [metabolizes] السكر بنفس العمليات التى يمثله بها الانسان ووالخ…
    كل هذه المتقاطعات تفتح كثير من التساؤلات حول اصول الانسان ، ولكنى اعتقد ببعض الاجتهادات ان جاز التعبير ان الانسان اقرب ما يكون للضفدعة في مرحلة الاولى قبل يتطور اذا جاز التعبير هنا ايضا…
    الموضوع ثر ويحتاج جهد للحديث حول ماتم وماسيتم في شكل التضارب في اصل الانسان..
    لكن اتفق معك في ان تُدرس النظرية..
    التحايا النواضر...
                  

01-29-2008, 11:03 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: معتز تروتسكى)

    تروتسكي

    كيفك يا زول...

    شكرا علي مرورك وتعليقك وفي انتظار العودة
                  

01-29-2008, 10:53 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Biraima M Adam)

    الاخ بريمة

    شكرا كثيرا علي اطرائك اللطيف ووصفك لي بالعالم، هذا الوصف الذي لا استحقه بل تستحقه انت وتستحقه كتاباتك القيمة التي اتابعها بشغف قبل ان اصبح عضوا في سودانيز اون لاين بزمن بعيد.

    نعود الي مداخلتك...

    بالنسبة لحديثك حول التغير فنحن متفقين بأنه لا ثابت الا التغير، ويكمن اختلافنا في هل لهذا التغير سبب ما ورائي ام لا، انا اقول ان وجود سبب ما ورائي للتغير فرضية زائدة يجب اسخدام نصل اوكام معها، بينما انت تري ان هذا التغيير في الكون له سبب ما ورائي. وفي النهاية الموضوع قناعات شخصية لا تفسد للود قضية ولا تدخل في صلب الحديث عن التطور بل هي قضية منفصلة. ومداخلتك تستحق بوست منفصل حتي تأخذ حقها من النقاش.

    أما بالنسبة لحديثك عن الاحتمالات فقد اوضحت وجهة نظري، وقدذكرت انفا ما معناه ان الاحتمالات للتنبؤ بما قد سيحدث وليست لتفسير ما قد حدث فعلا، فعندما اقول ان احتمال انفجار ماكوك الفضاء 1 لكل 10000 فإن هذا في حال ان الماكوك ما زال يعمل كما صمم، لكن هذا الحديث لا ينطبق علي شالنجر لانه انفجر دون ان يعبأ بضآلة الاحتمال. فتعقيد ال DNA حدث فعلا دون تدخل من احد رغم ضآلة احتمال حدوث ذلك ولذلك نحن هنا الان. وأنا لم انكر ولن انكر اهمية علم الاحتمالات في التنبؤ بسلوك المادة وليس لتفسيرها، ويكفي الاحتمالات فخرا انها حجر الاساس في علم الفيزياء الحديث القائم علي مبدأ الشك او مبدأ عدم اليقين.

    بالنسبة للحديث عن التعقيد غير المختزل او ال Irreducible Complexity فى البكتيريا الفلاجليه وغيرها من الكائنات الحية فأليك ردي

    مغالطة النظم غير المختزلة او ما يعرف بالتعقيد غير المختزل irreducibly complex واحدة من أقوي الحجج التي اثيرت ضد نظرية التطور الداروينية القديمة، وهي ظهرت لأول مرة علي يد احد البايولوجيين المسيحيين من اتباع الكنيسة الكاثوليكية اسمه Michael Behe . يقول مايكل بي في مغالطته ان اي نظام غير قابل لإزالة اجزاء منه هو نظام غير مختزل، او بعبارة اخري انه اذا ازلنا عضو من اي نظام وفشل هذا النظام في اداء وظيفته يصبح هذا النظام غير قابل للأختزال. او بعبارة اخري فإن التطور البايولوجي مستحيل لأن اي عضو في الكائن الحي له وظيفة معينة يقوم بها ولا يمكن تصور الكائن الحي بدون هذا العضو، ويقفز مباشرة لاستنتاج ان الكائن الحي وجد بهذا العضو وإلا لما استطاع العيش. هذه هي مغالطة النظم غير المختزلة بأختصار وسأقوم هنا بتفنيدها حسب علمي المتواضع.

    تم الرد علي هذه المغالطة بواسطة علماء لأنهم وزنهم وبأكثر من طريقة ولكن اكثر الردود بساطة وقوة هو رد مؤسس علم الوراثة الجزيئية الحاصل علي جائزة نوبل في الاحياء H. J. Muller الذي اكتشف الية الطفرات بواسطة الاشعة السينية ونال الجائزة علي ذلك.صمم مولر نسق من خطوتين يبين كيف ان النظم غير المختزلة يمكن ان تأتي من نظم مختزلة وتعرف طريقته ب The Mullerian two-step او طريقة مولر ذات الخطوتين، يقول مولر ببساطة ان ظهور عضو جديد لكائن حي يتم عن طريق خطوتين بسيطتين:

    1 - يظهر العضو عن طريق الطفرات المتتالية او يتحور عضو موجود اصلا.(وهذا موضوع طويل)
    2-يصبح هذا العضو له فائدة.

    كمثال لبساطة ووضوح طريقة مولر افرض ان لدينا جسر يتكون من ثلاثة احجار، هذه الاحجار الثلاثة كافية لان يؤدي الجسر وظيفته، تخيل ان حجر جديد املس تمت اضافته لأعلي الجسر بحيث يغطي الاحجار الثلاثة بطول امتداد الجسر، هذا الحجر الجديد سيكون بلا فائدة لأن الجسر كا يقوم بوظيفته علي اكمل وجه قبل اضافة الحجر الجديد وهذه هي الخطوة الاولي. ولكن اذا حدث وسقط الحجر الاوسط فإن الحجر الجديد سيكون له وظيفة بل سيصبح اساسيا في الجسر وبدونه لايستطيع الجسر اداء مهمته وهذه هي الخطوة الثانية. وللمزيد من التوضيح انظر للصور ادناه

    الجسر الاصلي :



    الجسر بعد اضافة الحجر الجديد :



    الجسر بعد إزالة الحجر الاوسط :





    للمزيد ما القراءة حول هذه المغالطة والردود عليها راجع:
    http://talkorigins.org/faqs/comdesc/ICsilly.html

    وللجميع ودي واحترامي
                  

01-29-2008, 09:44 AM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: إيمان أحمد)

    الاخت ايمان احمد

    شكرا علي المرور والاطراء اللطيف..
                  

01-29-2008, 12:28 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)

    الأخ شهـاب،

    شكـرا على فتح هـذه النافذه العلمية الهامـة.
    أولا بالنسبـة للسـؤال الأساسى فأقول أن الأنسب لحكومات السـودان تدريس نظريـة
    التخلف للتلاميذ، لأن نظريـة التطور سـوف لا يصدفونهـا بما يرونه كل يوم أمامهم.

    نعود لمتن المقال!

    وأقول أن الوقت لدى غير كافى للتفصيل فى النقاش، ولكن أقول أن هناك نقاطـا يمكن
    أن تراجع من أجل الدقـة، وأخرى من أجل الوصول للحقيقـة.

    فإن قولك:
    Quote: ومن هذه النتائج الثلاثة نستنتج ان النسبية العامة تشكل خطورة علي الدين اكثر من اي نظرية اخري، فهي تنسف الاصل


    فلست أدرى كيف أتسق لك أن تستنتج هـذا، لأن النسبيـة العامة والفيزياء الحديثة لا
    تبحث فيما وراء المادة.. كل موضوعهـا هـو المادة بصورهـا المختلفـة، حتى صـور
    الطاقـة.. وهـذه المادة يبحث (دعنا نقول العلم) فى خصائصهـا prperties وليس فى
    ماهيتهـا.. وأينشاتاين نفسـه ذكر أن وراء هـذا الكون المادى قـوة عاقلـة، وأن
    التفكير العقلى والبحث والتحليل العلمى مدود ولن يوصلنا لحفيقة الوجود، وهو نعتقد
    أن هـذا يمكن أن يتأدى عن طريق الدين، وهو وظيفـة الدين.. أقرأ ما كبته:


    Quote: It is true that convictions can best be supported with experience and clear thinking. On this point one must agree unreservedly with the extreme rationalist. The weak point of his conception is, however, this, that those convictions which are necessary and determinant for our conduct and judgments cannot be found solely along this solid scientific way.

    For the scientific method can teach us nothing else beyond how facts are related to, and conditioned by, each other. The aspiration toward such objective knowledge belongs to the highest of which man is capabIe, and you will certainly not suspect me of wishing to belittle the achievements and the heroic efforts of man in this sphere. Yet it is equally clear that knowledge of what is does not open the door directly to what should be. One can have the clearest and most complete knowledge of what is, and yet not be able to deduct from that what should be the goal of our human aspirations. Objective knowledge provides us with powerful instruments for the achievements of certain ends, but the ultimate goal itself and the longing to reach it must come from another source. And it is hardly necessary to argue for the view that our existence and our activity acquire meaning only by the setting up of such a goal and of corresponding values. The knowledge of truth as such is wonderful, but it is so little capable of acting as a guide that it cannot prove even the justification and the value of the aspiration toward that very knowledge of truth. Here we face, therefore, the limits of the purely rational conception of our existence.

    But it must not be assumed that intelligent thinking can play no part in the formation of the goal and of ethical judgments. When someone realizes that for the achievement of an end certain means would be useful, the means itself becomes thereby an end. Intelligence makes clear to us the interrelation of means and ends. But mere thinking cannot give us a sense of the ultimate and fundamental ends. To make clear these fundamental ends and valuations, and to set them fast in the emotional life of the individual, seems to me precisely the most important function which religion has to perform in the social life of man.



    وســأعود للتفصيل بعد شهـر مارس إن شـاء الله.
                  

01-29-2008, 02:26 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Abureesh)

    الاخ ابو الريش

    تحية طيبة

    Quote: فلست أدرى كيف أتسق لك أن تستنتج هـذا، لأن النسبيـة العامة والفيزياء الحديثة لا
    تبحث فيما وراء المادة.. كل موضوعهـا هـو المادة بصورهـا المختلفـة، حتى صـور
    الطاقـة.. وهـذه المادة يبحث (دعنا نقول العلم) فى خصائصهـا prperties وليس فى
    ماهيتهـا.. وأينشاتاين نفسـه ذكر أن وراء هـذا الكون المادى قـوة عاقلـة، وأن
    التفكير العقلى والبحث والتحليل العلمى مدود ولن يوصلنا لحفيقة الوجود، وهو نعتقد
    أن هـذا يمكن أن يتأدى عن طريق الدين، وهو وظيفـة الدين


    لقد استنتجت هذا من النتائج الفلسفية للنظرية النسبية والتي كتبتها سابقا في المقال:

    Quote: اولي هذه النتائج هي اقراره ضمنا بنظرية هيوم حول السببية، وهي نظرية تقر ان علاقة السبب بالمسبب هي علاقة تجربة وليست اقتضاء عقلي، وبالتالي يهدد المعتقدات الدينية التي تقول ان وجودنا لا بد ان يكون مبرر، فهناك اشياء لا تحتاج لتبرير لوجودها.
    ثاني هذه النتائج ان الكون لا يحتاج لفروض من خارجه من اجل تفسيره، فالكون يفسر نفسه بنفسه بدون اي حاجة لقوي اخري مجهولة تعمل علي ذلك، وهو يهدد وجود الاله بشكل مباشر.
    ثالث النتائج هي انه لابد ان يكون للزمن بداية، فلا وجود لما هو سرمدي، واي سؤال عن ماذا كان قبل بداية الزمن هو سؤال لا معني له، لان قبل ظرف زمان والزمان لم يكن موجود فلا يوجد معني لعبارة قبل بداية الزمن، وهي نتيجة خطورتها واضحة لكل انسان. فالخالق لابد ان يكون سرمدي وإلا كان هو نفسه حادث زماني، وإذا كان حادث فلا يمكن ان يكون خالق، وبما ان النسبية العامة تقول انه لا يوجد ما هو سرمدي فإن ...... إكملوها علي كيفكم.


    اما بالنسبة لانشتاين فإنه لم يكن في يوم من الايام مؤمن بإله يتحكم في المصائر، فهو مؤمن بالالوهية الضعيفة وهو مقتنع تمام الاقتناع بأن الكون نظام مغلق لا يحتاج لاي محرك خارجي لادارته بل هو يتحرك هكذا من تلقاء نفسه دون تدخل من احد، ولو لم يكن انشتاين مؤمن بهذا لما تسني له ان يبحث ويكتشف النسبية العامة، بل ان النسبية العامة ككل قائمة علي فكرة ان الكون نظام مغلق.

    واتركك مع بعض اقوال اينشتاين:

    " لقد كانت، بالطبع، كذبة ما قرأتموه عن اعتقاداتي الدينية، كذبة تكرر بانتظام. انا لا اؤمن بالاله الشخصاني ولم انكر هذا ابداً بل عبرت عنه بكل وضوح. اذا كان هناك شيء في داخلي يمكن ان يسمى ديناً، فهو الاعجاب اللامحدود لبنية العالم التي استطاع العلم اكتشافها حتى الان"
    حسناً يا اينشتاين اذا كان الهك هو "بنية الكون" فهنيئاً لك ! فالهك موجود !!!
    ولنسمع اقتباساً ثانياً له:
    "انا لا اؤمن بخلود الانسان، واعتبر الاخلاق اهتماماً مقصوراً على البشر بلا مرجعية فوق بشرية خلفه"(13)
    "انا اؤمن باله سبينوزا (سبينوزا Spinoza فيلسوف هولندي اعتقد بوحدة الوجود) الذي يوحي بنفسه في التناغم المنظم لماهو موجود، لا بالاله الذي يقصر اهتمامه على المصير وعلى افعال البشر"
    ان هذا يفسر مقولته المشهورة "الاله لايلعب النرد" !
    ولكن اينشتاين لم يكن يظن ان هناك اي غائية في الكون او تصميم دقيق من اله خارج الكون وكانت كتاباته عن رأيه في الاله المكتوبة باللغة الالمانية غالباً ما يساء ترجمتها:
    "ان سوء الفهم هنا يعود الى خطأ في الترجمة من النص الالماني، وبالتحديد في استخدام كلمة "روحاني"، انا لم الصق بالطبيعة اية غاية او هدف او اي شيء يفهم منه على انه صفة بشرية، ما اراه في الطبيعة هو بنية رائعة لانستطيع ان نفهمها الا بصورة ناقصة وان هذا يجب ان يملأ الانسان المفكر بالتواضع. ان هذا هو احساس رهباني بالاصل ولا علاقة له بالروحانيات."


    المصدر: http://einsteinandreligion.com

    والان ما رأيك ياعزيزي؟
    في انتظار عودتك في مارس

    لك مني كل التقدير والاحترام
                  

01-30-2008, 03:02 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Shihab Karrar)

    غايتو عضويتك في المنتدى دا يا شهاب
    يستحق بكري ابو بكر الشكر عليها؛ رغم خرمجته الكثيرة ...
                  

02-23-2008, 10:09 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا لا تدرس نظرية التطور في مدارسنا؟ (Re: Abdel Aati)

    كتب الاستاذ محمد عثمان الحاج

    Quote: تحياتي للجميع، فرانسيس كريك Francis Crick ، مكتشف الدي إن أي، كان مقتنعا تماما باستحالة نشوء الحياة بالصدفة وذلك عبر الحسابات الرياضية لنظرية الاحتمالات التي تؤكد هذه الاستحالةلآنها تتطلب مادة أكبر مما في الكون بأجمعه وزمنا يبلغ أضعافا مضاعفة من عمر الكون بكامله ناهيك عن عمر الحياة على الأرض، وكان تفسير كريك أن الحياة على كوكب الأرض نشأت بفعل قيام سكان كوكب آخر ببذر بذرة الحياة على الأرض، وطبعا سيقفز للذهن فورا في هذه الحالة كيف نشأت الكائنات الأخرى؟ والأجابة أنها قد تكون نشأت بطريقة مختلفة تماما وأشد بساطة عن الحياة على الأرض بحيث لو فحصنا صور الكائنات الأولية على ذلك الكوكب فسيتضح لنا بجلاء كيفية نشوءها بمحض الصدفة وتثبت نظرية الاحتمالات إمكانية ذلك بطريقة مقنعة ! لكن هذ سيقود للمزيد والمزيد من التساؤلات.

    رئيس مشروع الجينوم البشري فرانسيس كولينز Francis Collins لديه كتاب أثار ضجة في الغرب حاليا عنوانه لغة الله The Language Of God أصبح من الكتب الأكثر مبيعا، يؤكد فيه أن العلم يدعم الإيمان ولا ينقضه، وأتمنى أن أجد من الزمن ما يتيح لي عرض هذا الكتاب في بوست منفصل.

    وأحب أن أضيف أن هناك أشياء في الملكة الحيوانية لا يمكن أبدا أن تشرحها نظرية التطور، مثلا هناك نوع من الحشرات يقوم بحقن بيضه داخل جسم نوع من العناكب والعنكبوت حي، ثم يقوم بحقن العنكبوت بماده تجعله يهلوس ويكف عن نسج بيته بالطريقة المعتادة ويقوم بنسج بيت آخر بشكل مخالف تماما للشكل الدائري العنكبي فيقوم بنسج بيت تابوتي معد أساسا لتعيش فيه يرقات الحشرة التي ستفقس قريبا ومن ثم يموت العنكبوت لتعيش اليرقات في البيت الذي بناه لها وتقتات عليه كيف تفسر نظرية التطور شيئا كهذا؟

    أما حقيقة أن الكائنات مرتبة في شكل تسلسلي من الآبسط للأعقد فداروين لم يكن أول من اكتشفها فإبن عربي ذكر هذا في مؤلفاته ولا أدري هل هناك من سبقه أم لا

    انتظرني قليلا استاذ محمد حتي احضر ردا يليق بمداخلتك القيمة

    تحياتي واحترامي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de