وزرت ( قناة الشروق ) السودانية .. وهكذا وجدتها يا سادتي .

Quote: أحبتي جميعا : قبل ان ادلف الى رواق الجزء الثاني من حديثي عن قناة ( الشروق ) الوليدة.. دعوني ان أقف بكم عند بعض الملاحظات التي كشفت لي عنها مداخلاتكم على تنوعها واختلاف مآلاتها : أولا : ليس في الأمكان ارضاء كل انسان مهما كان وكان..ولكن علينا ألا نبخس من لا نتفق معه أشياءه. ثانيا : نحن معشرالسودانيين قد جبلنا على الاختلاف حتى في بعض ثوابت حياتنا .. وكذلك على التعجل بالحكم على ما يروقنا وايضا على ما لايروق لنا أحيانا..هذا قدرنا وعلينا القبول به شئنا ام ابينا . ثالثا: يقول بعض علماء الاجتماع - وتساندهم في ذلك كثير من آراء الفلاسفة - ان مايثير الغبار لابد أنه يعلن - وبقوة - عن نفسه ودليل وجوده .. أعني هنا ذلكم الجدل واللغط الذي أستطاعت قناة (الشروق) ان تثيره هنا - وفي هذا البوست تحديدا - هو دليل وجود أتفق حولها الناس اواختلفوا !!!. رابعا:أزعم ان هذا ( البوست ) شكل في مجمله استفتاءا في اوساطنا - كسودانيين - حول هذه القناة وهو استقتاء ربما أدى الى فتح عيون القائمين عليها على كثير من العيوب والنواقص التي تحتاجها لتدخل سوق المنافسة الحامي الوطيس .. صراع الفيلة الكبار في عالم اسفيري متطور لن يبقى في مضماره الا من هو جدير حقا بالبقاء بامتلاكه أدوات ذلك البقاء والاستدامة . خامسا: جاء البعض منا وهو يحمل احكاما مسبقة عن هذه القناة ويصر على فرضها على آخرين لهم أراء مغايرة يرون فيها صوابا.. والا تم رمي الواحد من هؤلاء الآخرين بالمداهنة والتدليس والارتزاق وربما العمالة اوحتى عضوية( القاعدة ) نفسها!!!!.. اللهم لا شماتة . سادسا: ربما كشف كل ما تقدم أيضا عن أن البعض منا أحلامه اكبر من امكاناته.. فيريد لقناة لا تزال في مقتبل العمر ان تكون في مصاف قنوات هي بمثابة دولة اليوم وتكون لها صيت في عالم فضاء لا تحده حدود .. وينتظر منها برامج في مستوى : LARRY KING LIVE / 60 MINTUES / HARD TALK / OPERA / CROSSFIRE.. أو ما شابه . سابعا : ربما كل ما يمكنني ان أخرج به - على الصعيد الشخصي - من المداخلات هنا هو الزعم بانني قد فتحت - بزيارتي تلك - كوة من خلالها يمكن استطلاع الآراء بغية الوصول لما نطمح اليه جميعا اعلاميون ومتلقون من فضاء سوداني معافى يكون صوتنا بحق وحقيقة ومعبرا عن امالنا وتطلعاتنا في حياة لا نفي فيها لأخر ولا اقصاء له .. كلا ولا ازدراء لرأي أو تسفيه لفكر . هذا ما وددت تسجيله يا سادتي .. وأعلم أن بعضكم قد يتفق معي وأخرون لا يفعلون .. ولكنها تظل في نهاية الأمر مجرد وجهة نظر ليس الا . *************************************************************** لا شك ان قناة (الشروق ) ربما شكلت منعطفا جديدا في مسار الاعلام السوداني وهي تقتفي آثار قنوات عملاقة وذات باع طويل وصيت باتساع الكون .. ولا أعتقد انها - حتى الآن على الأقل - قد حققت ما يؤهلها للحكم عليها حكما حاسما وجازما .. ولكنها تتحسس طريقها نحو ذلك باعتقادي . وبما ان جميع الفضائيات العربية تفتقر - حتى الآن - لمشروع اعلامي واضح الملامح يمكن أن يميزها عن غيرها من الفضائيات العالمية .. فبالتالي لن تكون ( الشروق )استثناءا دون شك وهي في هذا المرحلة من عمرهاالقصير . كلنا يعلم أن القنوات الفضائية ظاهرة خرجت الينا من رحم العدم عام 1996 بمولد قناة ( الجزيرة) التي ظلت تستقطب ملايين المشاهدين داخل وخارج الوطن العربي الكبير رغم ما تثيره من جدل لم يتوقف منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم رغم امتلاكها لناصية المهنية العالية والتقنية الحديثة.. فما بالنا بقناة حديثة المنشأ ويعتقد- على نطاق واسع - أنها تعبر عن رأي واحد أحد رغم انها تنفى ذلك سواء من خلال ديباجتها التعريفية أو خارطة برامجهاالمعلنة . ويبقى التحدي الحقيقي أمام هذه القناة الوليدة هو الحيادية والنزاهة في التناول والطرح .. حتى ترقي لمستوى الطموح المرجو من قبل الكثيرين من أهلنا داخل وخارج السودان . واذا كنت قد نوهت في الجزء الاول من هذا ( البوست ) الى روح الانسجام التي لمستها بين العاملين في اروقتها رغم انتمائهم الى أكثر من 17 بلدا عربيا حسب ما أفادني مصدر من العاملين فيها. فان مثل هذا الانسجام لابد أن يقود الى خلق عمل اعلامي يرضى طموح الاغلبية من مشاهديها ليس من السودانيين فحسب وانما غيرنا من تلك البلاد التي تنتمي اليها تلك الجنسيات مجتمعة . ولا شك أن هذا التنوع في الجنسيات سيزيد من رقعة المشاهدة ويجعل من برامجها ذات نكهة مختلفة وطابع مختلف . وان كان لي ملاحظات على هذه القناة هو أنها لا تزال تحتاج بالفعل للمزيد من العمل والعمل الدؤوب لتكون بقدر الشعارات التي رفعتها حتى قبل ان تبدأ بثها بصورة رسمية .. فهي : - شمس السودان التي لا تغيب - مستقلة لا تمثل حزبا سياسيا ولا فصيلا عرقيا ولا مذهبا دينيا .. - وانما تمثل عموم الجمهور السوداني .. - وتنطلق من أهدافه ومصالحه الفردية والمجتمعية والوطنية.. - تلتزم بمبادئ المهنة واخلاقها وتحترم حق الجمهور في المعرفة وحرية الرأي والتعبير .. - تساهم في نهضة السودان دولة وشعبا وترسيخ وحدته ونشرالسلام في ربوعه .. - تساهم في تعزيز الاستقرار والبناء ............ الخ . - خطت لنفسها سياسة مستقلة لا تقف فيها مع جهة دون أخرى أو ضد أخرى .. وانما تقف مع الجميع للعمل من اجل مصالح الجمهور وأهدافه الاستراتيجية في المرحلة الراهنة وما يليها , هذا ما ورد بالنص في دليل برامجها .. فما مدى ما تحقق منه ؟؟ وماذا بقي ؟؟ .. ونواصل في الجز الثالث باذن الله تعالى .. وللجميع محبتي دون استثناء . خضرعطاالمنان [email protected]