|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: Murtada Gafar)
|
هـــذا .. أو الطوفـــان !!
(و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب) صــدق الله العظيم
غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، و صونا لهما ، وهما الإسلام و السودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، و سعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، و أصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، و لا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم ..
و جاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، و أساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، و مخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر و لا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، و عقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة و نصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، و أهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، و الإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود و القصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..
إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، و قسمت هذا الشعب في الشمال و الجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، و آية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، و إنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، و إنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-
1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، و لإذلالها الشعب ، و لتهديدها الوحدة الوطنية..
2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، و اللجوء إلى الحل السياسي و السلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..
3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، و التربية ، بهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، و لمشكلة الشمال ، معا … أما الهوس الديني ، و التفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، و الحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، و أن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها و وحدتها و أمنها .. وعلي الله قصد السبيل.
أم درمان 25 ديسمبر 1984م 2 ربيع الثاني 1405هـ الأخـــــوان الجمهوريون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: Sabri Elshareef)
|
ومن موقع الفكرة أيضاً على الرابط:
http://www.alfikra.org/index.php
Quote: الكيد السياسى والمحكمة المهزلة
● فى صباح الخامس من يناير 1985م اعتقلت سلطات النظام المايوى الاستاذ محمود محمد طه بعد أن كانت قد اعتقلت عددا من الجمهوريين قبله ، ليتم بذلك تنفيذ التدبير المعد سلفاً لمحاكمة الاستاذ محمود والجمهوريين أمام المحاكم التى شكلها النظام من خصوم الجمهوريين من قوى الهوس الدينى. ● فى يوم الاثنين 7 يناير 1985م قُدّم الاستاذ محمود وأربعة من تلاميذه للمحاكمة أمام محكمة الطوارئ ، برئأسة حسن ابراهيم المهلاوى ، فأعلن الاستاذ محمود محمد طه رفضه التعاون مع المحكمة ، بعبارات خلّدها التأريخ فى سجل الشرف ، واضعا المحكمة ، والقانون الذى تحاكم به ، والسلطة التى تأتمر بأمرها فى موضعها الصحيح من أنها مجرد أدوات لقمع الشعب وأسكات صوت الأحرار من أبنائه. ● فى يوم الثلاثاء 8 يناير 1985م أصدرت المحكمة المهزلة حكمها المعد سلفا بالاعدام على الاستاذ محمود وتلاميذه الأربعة ، لتغطى سماء البلاد موجة من الحزن والذهول. ● فى يوم 15 يناير 1985م أصدرت محكمة الاستئناف المزعومة برئاسة المكاشفى طه الكبّاشى حكمها المتوقع بتأييد حكم المحكمة المهزلة ، بعد أن قامت بتحويل الحكم من معارضة للسلطة واثارة للكراهية ضدها ، الى اتهام بالردة ، لتتضح ملامح المؤامرة أكثر . ● فى يوم الخميس 17 يناير 1985م صادق الرئيس جعفر نميرى على حكم الاعدام ، بعد أن أوسع الفكرة الجمهورية تشويهاً ، ونصب نفسه قاضيا على أفكارها ، فاتجهت الانظار الى سجن كوبر بالخرطوم بحرى فى انتظار تنفيذ الحكم.
|
وأيضاً
Quote: ابتسامة على حبل المشنقة!
● عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1985م ، الموافق للسادس والعشرين من ربيع الآخرة من عام 1405ه ، صعد الاستاذ محمود درجات السلم الى المشنقة تحت سمع وبصر الآلاف من الناس ، وعند ما نزع الغطاء الذى كان يغطى رأسه قبيل التنفيذ، انكشف وجهه عن ابتسامة وضاءة لفتت الأنظار، فانفتحت بموقفه الاسطورى هذا ، وبابتسامة الرضا تلك ، دورة جديدة من دورات انتصار الانسانية على عوامل الشر فى داخلها وفى الآفاق.
● فى السادس من أبريل 1985م سقطت سلطة مايو أمام انتفاضة الشعب السودانى ، وفى 18 نوفمبر 1986م أصدرت المحكمة العليا السودانية حكمها بابطال أحكام المحكمة المهزلة ومحكمة الاستئناف المزعومة بحق الاستاذ محمود. وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان فيما بعد يوم 18 يناير يوما لحقوق الإنسان العربي ..
|
-----------------
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: Murtada Gafar)
|
فداء الأستاذ الشهيد محمود محمد طه للشعب السودان ، بتمسكه بالمطالب الثلاثة والتى هى من صميم حوجة الشعب للحرية والكرامة ، هذا الفداء سيظل منارة لنضال الشعب السودانى ضد الظلم بكل ألوانه وأشكاله وضد الهوس الدينى الذى إستغل الإسلام ، للقضاء على حرية الإنسان ، بغرض التمتع بنيل أغراضه الدنيئة .... ولكنهم لم يفلحوا ... فهاهى فكرة الأستاذ محمود ودعوته للحرية والكرامة للإنسانية، تجد صداها على طول العالم وعرضه ... شكرا مرتضى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: حسن زمراوي)
|
الدكتور حيدر بدوي
تحياتي
درجت على إحياء هذه الذكرى وبصورة شخصية كلما حلت علينا، ولعل زيارتي إلى منزل الأستاذ محمود في مدينة المهدية الحارة الأولى في خريف العام 2004 كانت فصلاً جديداً من هذا الاحتفال الشخصي، وكذلك جاءت زيارتي إلى منزل الأستاذ عبد اللطيف عمر خلال ذات الطواف، والتي عنيت منها إبراز تقديري الشخصي لتلك الوقفة الباسلة، ولعل مرد ذلك يجئ من إدراكي إلى أن قطاعاً عريضاً من مثقفي السودان ومتعلميه لم يقدروا تلك الوقفة الأبية حق قدرها ولم يوفوها من الإجلال ما تستحق حتى الآن. ولعلني لا أكذبك حين أقول بإنني قد حفظت-عن ظهر قلب- كلمات الأستاذ الباسلة تلك في محكمة المهلاوي، ومنذ وقت مبكر، أبعد من ذلك فإنني قد وجدت نفسي أردد هذه الكلمة في المواطن التي يردد فيها منا أغنية يطرب لها أو أعجب بكلماتها، حتى مخارجه للحروف أو نطقه للكلمات ضبطت نفسي أحاول تقليدها، فهي عندي حالة طربية خالصة، إن جاز لي أن أقول ذلك. فهي كلمات معدودات قيلت في حيز زماني محدود وقصير وفي حيز مكاني مستفز وعجول، لكنني استطيع أن أقول بأنها خلدت وستظل باقية نضرة ذكية وضافية. لي حولها العديد من التأملات، فهي بالنسبة لي متجددة كل يوم تضم معنىً جديداً. ففي التالي من المداخلات بعض تلك التأملات وتلك المعاني
شكري ومودتي
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: Yasir Elsharif)
|
كتب العزيز صبري الشريف ما يلي
(للشهيد الاستاذ محمود التجلة والسلام لقد فدي شعبه في يناير المجيد يناير انتصار واصبحت ذكري اغتياله ميلاد للتحرر من كهنوت العقل السلفي وانبثاق عهد المعرفة والتنوير له السلام فقد وضع فكرا لم يفض اختامه بعد
سلام الاخ مرتضي وهذه السنة الذكري اطعم من السنة الماضية
وحتما سنحتفل به احتفال يماثل تلك الوقفه الابية تعبيرا عن الصمود والبطولة)
أتابع بكثير من التقدير جهدك التنويري في هذه الساحة، وكنت قد وعدت أن أسترسل في بعض التأملات التي ألمحها كل يوم في كلمات الأستاذ الباسلة أمام محكمة المهلاوي. كنت أتحدث عبر الهاتف مساء هذا البوست مع الصديق خلف الله عبود، وقلت له لنتأمل قول الأستاذ "أما من حيث التطبيق فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً وقد ضعفوا أخلاقياً"، ولو اكتفى الاستاذ بذلك لبدت وكأنها الإهانة والشتم، لكن الأستاذ الذي تعف سيرته عن هذا اللغو، أردف مفسراً هذا الوصف قائلاً في العبارة التي تلت: "عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام وإهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين"، ولعلني لن أجد معنىً أبلغ من هذا في وصف عدم الأهلية الفنية والضعف الأخلاقي لقاض يفترض فيه تحقيق العدالة ويفترض فيه تأمين إستقلالية القضاء، ودعنا نتأمل أيضاً رباطة الجأش وإتساق الفكر مع السلوك الذي يبديه الأستاذ من خلال كلماته تلك وفي أحلك الظروف التي يقف فيها مواجهاً عسف السلطان الجائر ولك أن تتخيل المئالات المحتملة لتلك الوقفة، إنه تجسد رباطة الجأش في أبهى تجلياتها وإتساق الفكر والسلوك في أروع صورهـ.
ونواصل
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: kh_abboud)
|
وفى جريدة السودانى:
في الذكرى الـ(23) لإعدامه :محمود محمد طه..... قال كلمته ثم مضى
تقرير: الفاتح عبدالله
*محمود محمد طه كان يعلم بالمؤامرة التي دبرت له وكان يقول: لابد أن يضحي البعض حتى يتخلص الناس من نظام نميري ومن الظلم الشديد. يصادف اليوم الذكرى الـ(23) عاماً لاعدام المفكر ورئيس الحزب الجمهوري الاستاذ محمود محمد طه الذي نفذ فيه حكم الاعدام شنقاً حتى الموت في مثل هذا اليوم قبل (23) عاماً في اواخر عهد الرئيس السابق المشير جعفر نميري بعد اعتقاله على خلفية اصدار الحزب الجمهوري بياناً أسماه (هذا او الطوفان) رفضاً لتطبيق النميري لقوانين سبتمبر. واعتبرت السلطة ذلك البيان بمثابة خروج عن القانون. الحاجة لـ(الجمهوري) ويرى عدد من المراقبين أن الحزب الذي اسسه طه تظل الحاجة ماسة له في الوقت الراهن ليسهم في المجالات الفكرية والدينية لخلق حالة من التوازن، لكن يرى البعض أن طه اعدم لآرائه المثيرة للجدل والتي جلبت له عداوة العديد من الجهات التي سارعت لاستغلال موقفه الرافض لقوانين الشريعة التي اعلن النميري تطبيقها في سبتمبر 1983م والتي اعتبرها ليست في الموقع الصحيح وانها ستعمل على تمزيق السودان اذا استمر العمل بها ونتيجة ذلك تم اعتقاله عدة مرات في سجن كوبر، إلى أن اصدرت محكمة حكماً باعدامه والذي نفذ عليه في الثامن عشر من يناير 1985م بمقصلة سجن كوبر. وانشأ الحزب الجمهوري في السادس والعشرين من أكتوبر 1945م الذي صادف يوم الجمعة، فبالاضافة لطه فقد شارك في تأسيس الحزب الجمهوري كل من (محمود عبد القادر المرضى، محمد المهدى المجذوب، يوسف مصطفى التّنى، منصور عبدالحميد، محمد فضل الصدّيق، محمود المغربى، واسماعيل محمد بخيت حبّة). واقترح يوسف مصطفى التّنى تسمية الحزب بـ(الجمهوري) لمطالبتهم بقيام جمهورية سودانية مستقلة عن دولتى الحكم الثنائى، وأُختير محمود رئيساً للحزب، وعبد القادر المرضى سكرتيراً له. وكان الحزب الجمهوري هو الحزب السياسى الوحيد وقتها المطالب بالحكم الجمهورى، وفى المطالبة بالاستقلال التام، فى الوقت الذى كانت فيه الحركة الوطنية السودانية بقسميها والتى يقودها حزبا الاتحادى والامة لا يناديان الا بالاتحاد مع مصر (الاتحاديون) أو بالاستقلال فى تحالف مع التاج البريطانى (الامة). وكانت مشاكل السودان تجد اهتماماً لدى مؤسس الحزب وبالأخص مشكلة الجنوب والتي قال فيها مقولته الشهيرة: (حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال)، داعيا الى استخدام الحكمة حتى توزن الأمور بميزان التوحيد. أكثر المؤمنين بالوحدة واعتبر القيادي بالحركة الشعبية ونائب رئيس المجلس الوطني اتيم قرنق محمود محمد طه من رواد الفكر في القارة الافريقية لدعوته للتعددية الاثنية والثقافية والسياسية وضرورة ارساء المساواة والعدالة بين ابناء الوطن الواحد بالاضافة الى انه كان قوي الحجة والبرهان. وقال اتيم في حديثه لـ(السوداني) ان محمود كان من اكثر الناس الذين يؤمنون بوحدة السودان في وقت كان الحديث عن الوحدة من الاشياء الصعبة رغم عدم التجانس في البلاد، مشيراً الى انه اذا تم تطبيق تلك الآراء والافكار لما استفحلت مشاكل السودان وتطورت لهذا الحد. ووصف الذين اصدروا حكماً باعدامه بـ(المفلسين فكرياً واصحاب بصيرة عمياء فشلوا في أن يجادلوا رأيه بالرأي والمنطق فاختاروا أقصر الطرق). معتبراً السلطة سعت بإعدامه لارسال رسالة للشعب السوداني بأن محمود كان وحده من يحمل تلك الآراء ثم قامت بقهر تلاميذه ومريديه وشردتهم من البلاد لحصر نشاطهم ومن ثم اجتثاث الفكر الجمهوري من على أرض الواقع. واعتبر في ذات الوقت ان الفكر الذي انتهجه محمود كان يمثل خطراً على بعض الاحزاب التقليدية، ودعا الاخوان الجمهوريين للعودة للبلاد والعمل على تأسيس الحزب الجمهوري حتى يستطيع الحزب ان يسهم في الساحة السياسية. كان يعلم بالمؤامرة ومن جانبه قال القيادي الجمهوري خالد الحاج عبد المحمود ان محمود محمد طه كان يعلم بالمؤامرة التي دبرت له وانه كان يقول: لابد أن يضحي البعض حتى يتخلص الناس من نظام نميري ومن الظلم الشديد، وقال ان طه كان في عام 1955م ينادي بضرورة الفيدرالية لحكم السودان، مشيراً الى ان العالم كله اصبح متجهاً للوحدة وان انفصال الجنوب غير وارد واذا حدث ذلك سيعود لمربع الوحدة مرة اخرى. واضاف ان طه لم يكن يريد ان يكون حزباً سياسياً بالمفهوم التقليدي وانما كان يرى ان يوظف المنابر السياسية للدعوة للدين، واشار الى أنه في احدى المرات ذكر له بان عدد الجمهوريين قد زاد والنواة لم تصبح قومية حتى الآن وعبر عن تخوفه من ان يأتي يوم يظن ان الدعوة للسياسة وينحرف بالفكرة عن طريق الاغلبية الميكانيكية، مشيراً الى ان طه دعا الى تقسيم السودان لخمس ولايات الجنوبية،الوسطى، الشرقية، الغربية، الشمالية، لتحكم حكم ذاتياً. واضاف خالد في حديثه لـ(السوداني) انه في احدى المرات كان يتحدث في محاضرة بمدينة الابيض قام احد (المهوسون) بضربه بعصا في رأسه وساعتها تساءل طه: لماذا هذا الرجل مستعجل؟ في اشارة الى ان هناك من يتربص به.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: kh_abboud)
|
الأخ مرتضى تحياتى هذا ماأورده الأستاذ محمود محمد طه فى جريدة الجمهورية ، جريدة الحزب الجمهورى فى عام 1945 وهو يمثل تصوره للعالم الذى يدعو له :
خَلْقُ الجَّمَالِ
نَحْنُ نُبَشِّرُ بِعَالَمٍ جَدِيدٍ، ونَدْعُو الى سَبِيلِ تَحْقيقِهِ، ونَزْعَمُ أنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ السَّبِيلَ مَعْرِفَةً عَمَلِيَّةً.. امَّا ذَلِكَ العَالَمُ الجَّدِيدُ، فَهوَ عَالَمٌ يَسْكُنُهُ رِجَالٌ ونِسَاءٌ، أحْرَارٌ، قَدْ بَرِئَتْ صُدُورُهُم مِن الغِلِّ والحِقْدِ، وسَلِمَتْ عُقُولُهُم مِن السَّخَفِ والخُرَافَاتِ.. فَهُمْ فى جَمِيعِ أقْطَارِ هَذَا الكَوْكَبِ مُتَآخُوْنَ، مُتَسَالِمُوْنَ، مُتَحَابُّونَ.. قَدْ وَظَّفُوا أنْفُسَهُم لِخَلْقِ الجَّمَالِ فى أنْفُسِهِم، وفى مَا حَوْلَهُم مِن الأشْيَاء.. فَأصْبَحُوا بِذَلِكَ سَادَةَ هَذَا الكَوْكَبِ.. تَسْمُو بِهِم الَحيَاةُ فِيهِ سَمْتاً فَوْقَ سَمْتٍ، حَتَّى تُصْبِحَ وكَأنَّهَا الرَّوْضَةُ المُونِقَةُ.. تَتَفَتَّحُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ جَدِيدٍ مِن الزَّهرِ، وجَدِيدٍ مِن الثَّمَرِ. الأستاذ محمود محمد طه الجمعة 10 جمادى الأولى 1373 هـ 15 يوليو 1954 م جريدة الجمهورية - العدد الأول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى أبينا الأستاذ محمود محمد طه في ذكرى فدائه...أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها (Re: kh_abboud)
|
أستاذنا العزيز الفنان خلف الله عبود
تحياتي ومودتي الأكيدة
كنت غائباً في الايام الماضية، فلك الإعتذار. أشكرك جزيل الشكر على إيراد المقالات أعلاهـ، والتي أعتبرها علامة مميزة في سيرورة الإحتفال السنوي بالذكرى، حيث أن الصحف السودانية، والتي تصدر من داخل السودان، أصبح مأذوناً لها الآن أن تكتب بحرية وبإيجابية عنها، فما بال المهوسيين أمثال كمال فرانكي-المتمتعين بحريات الغرب وسعة الرزق الحلال فيه- في ضلالهم يعمهون؟!! المقالة الأولى والمعنونة "لماذا يصمت الجميع عنها؟ .. قضية محمود محمد طه بين محكمتين" الصادرة في جريدة الصحافة الإليكترونية بقلم المحرر السياسي، أعتقد بأنها التأكيد على ما ذهبت إليه، فنحن الآن أمام بداية جديدة لعهد جديد للإحتفال بهذه الذكرى. سأعود بالتعليق على هذه المقالة.
إحترامي يا استاذ خلف الله
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
|