|
Re: عشوائية الإنقاذ في تكريم الرموز الوطنية - محمود أبو العزائم (Re: أشرف البنا)
|
الأخ الكريم أشرف
رحم الله العم يحى الفضلى دبنمو الحركة الوطنيه والشكر والتقدير للأستاذ الوفى محمود أبو العزائم لوفائه فى زمن قل فيه الوفاء.
لقد تعلمنا من أبائنا أن المرء لا يقول كان أبى ولكن نحن فى موقف مع التاريخ الذى عتمت فيه الحقائق وقد عاصرت فى مسيرة حياتى الكثيرون ممن عملوا فى الحياة العامة والسياسه، وعاصرت فترة ليست بالقصيرة يحى الفضلى ومحمود الفضلى، فهما مثالاً صادقاً لأبناء جيلهما ثقافة وأدباُ و وطنية ونكراناً للذات، حياتهما العامة وكفاحهما معروف، ولكن الذين تعاملوا معهما عن قرب تلمسوا فيهما جوانب أخرى الإيمان بالله والتوكل عليه، والطمأنينه والقناعة لا يجزعون من من رقه الحال، ويحمدون الله على كل حال. يدهم كانت العليا دائماً ويحسبهم الناس أغنياء من التعفف. ما ذكره أبو العزائم عن إرثهم المالى الضخم الذى صرفوه على الحركة الوطنيه، حقيقة يعلمها الأقربون إليهم، لم يكونوا يذكرونها أو يتحسروا أو يمتنوا أو يفتخروا بعطائهم المادى للوطن.
رغم ما تعلمناه منهم إلا اننى دائماً أشعر بالفرق الشاسع بينى وبينهم يحى الفضلى الذى سجنه نظام مايو وأراد أن يحاكمه مع إسماعيل الأزهرى وحسن عوض الله بتهمة الثراء الحرام، وقد أثر السجن عليه وكان سبب مرضه ووفاته فى عام 1973 . وجدوا أغناهم ثروته بضع جنيهات عندما كان يشاهد يحى الفضلى بمنزله فى التلفزيون مراسم تنصيب جعفر نميرى كأول رئيس جمهورية للسودان، دمعت عيناه و عندما سئل هل ذلك حسرة على أن مثل جعفر نميرى أصبح أول رئيس للسودان، أجاب بأنه إسترجع أحداث الكفاح ضد الإستعمار وتحرير السودان، وما كانوا ينادون به، وها هو اليوم يشهد سودانى يتقلد منصب رئيس الجمهوريه بغض النظر عمن هو!! و محمود الفضلى الذى من ضمن أدواره للوطن أن كان عضواً باللجنه الدوليه لسودنه الوظائف، ومن ضمن الوظائف التى سودنت وظيفة القائد العام للجيش السودانى، عندما جاء إنقلاب مايو العسكرى، سمع فى المذياع خبر إعفائه للصالح العام من وظيفته كمدير للمطبعة الحكومية ( ما عرف بالتطهير) فكتب لديوان الخدمه خطاباً أنه نما إلى علمه أنه قد اعفى من وظيفته مطالباُ بالإجراءت الرسميه. وقد عرضت عليه وظيفة مستشار لوزير التعليم بالسعودية فرفض مبدأ الخروج للعمل خارج السودان معلقاُ أنه بعد كفاحهم ومشاركتهم فى تحرير السودان لا يمكن أن يختم حياته بالعمل بعيدا عن الوطن! رغم حوجته الماسة للعمل! عندما فكرت فى الإغتراب كنت محرجاُ أن أطلب منه السماح لى بالإغتراب، ولكن وجدت قلب الوالد، فأذن لى ولأخى بالإغتراب مقدراُ لظروفنا وطموحات الشباب. والآن فى الغربه كلما ساورنى الحنين للوطن أقول يا ليتنى كنت فى قناعة وإيمان والدى!
لهما الرحمه ولكل زملائهم فى الحركة الوطنيه!
|
|
|
|
|
|
|
|
|