محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2008, 10:22 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل

    قرأت هذه الخواطر للأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل فأعجبتني و حفزتني للتفكير في بعض الأمور. أظن أن من لم يقرأها من قبل ستعجبه.
    كتب الأستاذ شوقي بدري في سودانايل:
    Quote: محن سودانيــــة 1

    لا أزال أحسب نفسى أكثر السودانيين فخرا بسودانيتى . التى لا تقتصر على قبيلة أو مكان معين ، بل أحسب كل سودانى وكل مكان فى السودان جزءا منى. ولكن هنالك عجز القادرين على الكمال . ونحن السودانيون ، وأنا منهم ، نأتى بالمحن والعجائب . وأظن لأن حساباتنا مختلة أو لأننا لا نهتم فى أغلب الآوقات .

    هذا الصيف ، وفى يوم عيد الفطر، ذهبنا بحافلة فى معية الأستاذة أميرة الجزولى ومحجوب شريف ومجدى وأسرته ومى ، احدى فراشات محجوب شريف الى هولندا بمناسبة حفل رد الجميل . وبينما أنا فى السيارة مع الابن الأخ أحمد مصباح منظم الحفل ، سألت الأخت الفنانة رشا شيخ الدين عن القاعة التى ستغنى فيها . وعندما عرفت أنها نفس القاعة التى غنت فيها أخيرا ، سألت اذا كانوا قد حسنوا الاضاءة أو غيروها . وعندما كان الجواب بالنفى ثارت ثائرتها . وبحساسية الفنان ومشاعر المبدعين أبدت غضبها . وحاولت التدخل وأنتهى الأمر بغضب الأخت رشا وتألم الأبن أحمد . لهما التحية . فذكرت لهم موضوع محن سودانية الذى كتبته من قبل .
    قبل سنتين أتت الفنانة الأخت سمية حسن الى السويد وتاخر الحفل عدة ساعات . لأن ( الساوند سستم) عصلج . وبعدها بأيام أقيم حفل فى الدنمارك . وكان من المفروض أن يبدأ الحفل فى السابعة مساء . الا أن الغناء بدأ بعد العاشرة مما جعل بعض الأوربيين يذهبون. خاصة زوجات السودانيين الأوروبيات اللآئى لهن أطفالا صغارا. بالرغم من أن الجميع دفعوا للحفل والعشاء . والسبب كان (الساوند سستم) .

    من ألأسطوانات التى لا أمل سماعها هى أغانى الأخ مصطفى السنى وأغانى رشا شيخ الدين . ولكن فى حفل هولندا لم نستمتع بها بالرغم من أنها ، بعد خيبة أملها فى الاضاءة ، وافقت على الغناء ولكن لم تتمكن من أن تؤدى نصف أغنية ، بالرغم من أنها أتت من اسبانيا . فلقد بدأ الحفل متأخرا كعادة السودانيين . وعندما أتى دور غناء رشا كانت المدة المحددة لايجار القاعة قد أنتهت . ووقفنا أمام القاعة لأكثر من ساعة لأنه كانت هنالك مشكلة جديدة . لأن الهندى صاحب ( السساوند سستم) والمعدات الضخمة لم يستطع أخراجها لأن المصعد يتوقف فى الحادية عشر ، والسلم ضيق . والسودانيين كانوا يعرفون كل هذه الأشياء . المسئول الهولندى قد ذهب الى منزله . والهندى كان يرقص رقصة المطر . لأنو عنده اتفاق فى الغد . والمسئول لن يرجع الا بعد نهاية العطلة الأسبوعية . غلطان البدخلو شنو مع السودانيين ! . والغريبة أن الأخ كابو والأخ الدكتور محمد جميل الذى حضر من ألمانيا خصيصا أصروا على أخذى الى مطعم للعشاء ( يا خى الساعة سبعة شنو ؟ ما فى سودانيين بيبدوا فى مواعيدهم) ولقد صدق حدثهم .

    قبل ثلاثة سنوات أتت مجموعة من شباب المراقبة الجوية فى السودان . والمجموعة الأولى كانت مكونة من تسعة من الرجال وثلاثة من الفتيات . ثم تبعتهم مجموعة أخرى من اثنا عشر شخصا . وأذكر أننى قابلت الأخ محمد الحسن مدير الطيران المدنى عندما حضر لتوقيع أتفاق من السويديين قبل حضورهم بمدة . وعندما سمعنا بحضور المجموعة الأولى ، هرعنا اليهم فى مسكنهم . وكالعادة يأتى مجدى الجزولى بأخبار طالبى اللجوء الجدد أو أى سودانى جديد . فنهرع اليهم لأنو هذا أقل من يمكن أن نعملو . وهذا حق المواطنة وحقهم علينا . ولا جميلة أى زول .

    ودعاهم مجدى لحفلة شاى . وأذكر أننى قلت لهم ( حنجى ناخدكم ، وحنطر نرجع مرتين. ما فى لزوم أقول ليكم تكونى جاهزين. انتو ناس بتنزلوا الطيارات بالثانية . تنتظرونا بره جاهزين . ) وبالرغم من أنو معاهم اتنين من مدرسينهم ، تأخروا كعادة السودانيين . وفى نهاية الحفل قلت لهم ( تجوا تقيّلوا معانا يوم الأحد . لكن يا جماعة ما فى تأخير المرة دى. الساعة واحدى تكونا جاهزين واقفين برا السكن . )

    وتصادف فى ذلك اليوم أن زوجتى كانت ستسافر لزيارة شقيقتها بسبب اتفاق قديم ، وكانت ستأخذ معها والدتها . فقلت يا شوقى انت أماتك كان بوضبوا الخروف بليلو للضيوف . وجهزت كل شيىء بنفسى . الكبدة النية بالدكوة ، وشطة خضرة وشطة حمرة ، وشية صاج وشية جمر . وطربزتين وست . وغلاط وخرخرة وكنت أحس بالدموع فى عينيى . وكان من أسعد أيام حياتى . بالرغم من أننى ذهبت فى الساعة الواحدة والجماعة كانوا (فى اللسه بطمطا والما لبس بالرغم من كلامى وتشديدى) .

    هنالك شيىء آخر ، فى موقف مثل هذا ، لأن زوجتى لم تكن موجودة ، لم يساعدنى سوى صديقى فريد العراقى ، فالمتوقع أن بعض هؤلاء الشباب أن يشارك ، أن يقدم ، أن يساعد . ولكن السودانيين عادة على عكس الأوروبيين لا يتحركون . ولا يشاركون . هذا الشباب الجميل الذى أتى لزيارتى كان يعتبر من زبدة المجتمع السودانى ، ولكن الحلو ما يكمل.

    لاحظت أن هذه المجموعة يشترون للميز من دكاكين صغيرة غالية . وعددهم قد صار أربعة وعشرين . فأقترحت أخذهم الى متاجر تبيع بالجملة حيث يقل السعر أربعين فى المائة . وعندما رجعت بالسيارة الكبيرة ، وكان يساعدنى شخص واحد ، كنت أحمل جوالات الأرز والطحين والسكر بالجوز على أكتافى . وبعض هؤلاء الشباب فى عمر أبنائى، لم يكن يتحركون . وكأنما الأمر لا يهمهم .

    أقترحت عليهم أن آخذهم الى أحد الأسواق المفتوحة حيث يمكن شراء الجوالات بثلثى الثمن الذى دفعه بعضهم . كما يمكنهم شراء الجاكيتات وأشياء أخرى بأسعار رخيصة . ولأن لى سيارة تحمل سبعة أشخاص ، فلقد اقترحت أن ينتظرنى ستة منهم . وسبب لى هذا مشكلة لأنو من المفروض ألا أترك ابنتى تذهب الى تمرين كرة السلة بالدراجة بعد الظلام وهى فى الثالثة عشر . وعندما حضرت كان هنالك شخص واحد فى انتظارى . وعندما أحس بغضبى وثورتى قال لى ( يا خى فى ناس نايمة وناس مشغولة وأنا ما مسئول من التانيين . ) فأخذته الى السوق المفتوح وحاولت أن أنسى الموضوع . وحددنا مواعيد أخرى . وفى المرة الثانية لم يحضر انسان . فتوقفت من فرض نفسى عليهم . آخذا بنصيحة الأخ حسين ود الحاوى ( ما تعمل أى حاجة الا الناس تطلب منك . والزول كان ما عرفتو منو ، أهلوا منو بيعمل ليك مشاكل . وليه تتعب نفسك ؟) . وفجاة يتصل بى أحد المبعوثين ونحدد مواعيدا ونتقابل . ويطلب منى أن أتوسط له عند السويديين لأنه لم ينحج فى الامتحان وسعيدونه الى السودان . وأفهمته بأن فى السويد لا توجد وساطات . وحتى اذا وجدت فأنا لا أمتلك العضلات أو الأهمية . ويقترح أن أساعده فى تدبير اقامة . أو لجوء أو أى شيىء والرجل حسب كلامه متزوج وله أطفال كبار .

    وشرحت للأخ أن موضوع اللجوء معقد وطويل ، وأن الاقامة لا يمكن أن تمنح الا بسبب لجوء أو زواج ، أو لأمر خاص كلاعب كرة قدم أو مغنى أو خبير فى منظمة . ونحن فى سيرنا تتصل بى ابنتى نظيفة التى كانت قد حضرت من ميامى – فلوريدا ، حيث تدرس فى المدرسة الثانوية ، للأحتفال بعيد ميلادها الثامن عشر مع والدتها وجدتها . فهى محور حياتهم . وكانوا يعتقدون أن الدراسة السويدية ، بالرغم من أنها جيدة ومجانية ، لن تشبع رغبتها فى التعرف بالعالم . والمدرسة الخاصة فى فلوريدا تشمل نشاطات مختلفة فى التأقلم على الحياة البرية والفروسية والرياضة ، كرياضة الدفاع عن النفس وغيرها . وعرجت على بنتى وقابلتها والرجل معى وحددنا مواعيدا لكى نتقابل قبل رجوعها الى فلوريدا .

    وبعد أيام اتصل بى نفس الشخص من منزل مجدى الجزولى وطلب حضورى السريع . وتركت كل شيىء وهرعت اليه . ووجدته مع مجدى الجزولى وزوجته الأخت التومة . وبدون اضاعة أى وقت أقترح على أن أحل مشكلة اقامته بأن أزوجه ابنتى نظيفة لأنها أكملت التمنتاشر سنة . والغريبة أننى لم أغضب ، بل كان هو الغاضب . وعندما قلت له أن ابنتى سترجع لاكمال دراستها فى فلوريدا وأنا لن أحلم فى أن أفرض عليها زواج أى انسان . وان لابنتى أحلامها وطموحاتها . ولا أظن أن والدتها أو جدتها سيوافقون . وكان رده ( ما انت أبوها ، ديل دخلهم شنو ؟ . أنا حأعرسها ليك سنة وأفكها . بعد ما آخد اقامتى تعمل العاوزاهو . وانت لا قينى وين ؟ . انت قايل أنا زول ساهل؟ . )

    بعد المصائب لا تغضب لأن الانسان يكون قد دخل فى مرحلة المحنة . ولم أقل له أن والدة ابنتى التى تتمتع بجمال ملفت حتى فى السويد ، وجدتها التى كانت تدير شركة للتصاميم وتبالغ فى أناقتها مثل ابنتها ، يتوقعون الكثير لنظيفة . وهذا الصيف عادت من البرازيل بعد أن قضت سنة كاملة فى دراسة رياضة الدفاع البرازيلية والعيش فى البرية . وأنه رجل متزوج فوق الأربعين وله أطفال .

    وعندما أخذته الى مسكنه رجعت الى مجدى االذى سألنى مباشرة ( آ ها ، الراجل دقيتو ؟ أنا قلت للتومة شوقى ساقو يدقو) فقلت له ( يا خى الراجل مسكين ما بستاهل الدق .) والغريب أن الرجل أتى لمجدى فى الأول قائلا أنه قد قابل طليقة مجدى السودانية . وعرف أنها تحمل جواز سفر سويدى . فطلب من مجدى أن يزوجها له . فقال له مجدى ( هو وقت أنا طليقتى دى مالى فيها ايدى قدر ده ، مطلقها ليه ؟ ) فقلت ( انت ما دقيتو ليه ؟ ) فقالت الأخت التومة دا زول يمحن . ورد الفعل كان أن قلت لنفسى ( انتى يا شوقى مالك ومال الحمار البرمى سيدو؟ ) الى أن اتصل بى الشخص الوحيد الذى حضر للذهاب الى السوق المفتوح الذى أعتبرته أكثر معقولية من الآخرين . ويبدو أنه كان يفتكر أنه يتكلم مع خدام بدفتر ، أو صبى نجاروهو الأسطى . وهذا قبل يومين من عيد الفطر . ( بكره عاوزنك تجينا عشان تودينا للجزار اللى اشتريت منو الخروف عشان تجهز لينا اللحمة بالطريقة العملتها لينا . وتجهز نفسك عشان يوم العيد تكون معانا كل اليوم ، وتجيب لينا المنقد بتاعك معاك والفحم والحاجات ) وكانت يتكلم عن ( القريل) الذى يمشى على عجلات ويحتاج لشاحنة لنقله .وأنا ما مفروض يكون عندى أى شغلة ولا ضيوف أجونى ، ولا عندى أولاد ، ده كلو ما مهم ، سيادته عاوز شية . ) وأكتفيت بعدم الرد وأخذت معطفى وذهبت .

    بعد العيد اتصل بى أربعة من المبعوثيين وقالوا لى أنهم يحسون بأننى قد توقفت عن زيارتهم وسيأتون لزيارتى . وأنهم لا يريدون أن يكلفونى مشقة احضارهم وأنهم يعرفون الطريق وسيأتون . وبعد ساعتين اتصلوا بى وقالوا لى أنهم قد ضاعوا . وسألتهم من تحديد المكان وكان ردهم ( نحن جنب يافطة مكتوب عليها (مالمو آفييشن) ، وهذه شركة طيران أعرفها جيدا ، لأن والدة نظيفة تعمل فى ادارتها ، ولهذا زارت نظيفة ووالدا تها العالم ، من أستراليا الى نيو زيلندة الى أمريكا اللأتينية ، أفريقيا وجزر الكاريبى والصين واليابان ، وهذه هى نظيفة التى يريد الأخ أن يتزوجها ويفكها . ولكن اليافطة كانت اعلان للشركة . وطلبت منهم اعطائى اسم الشارع ، وبعد عدة تلفونات وتعب حددت مكانهم ، وكانوا فى الاتجاه الآخر من المنزل. وأحسست بروعتهم ودفىء العلاقة السودانية وتألمهم الحقيقى لانقطاعى عنهم . فالسودانيون شعب عظيم لا يماثلنا أى شعب فى الحميمية وسهولة وعمق التواصل . وسنهرع ونركض عندما نسمع بأى سودانى فى أى مكان . المشكلة بس نحن شعب بتاع محن . نأتى بتصرفات غير معقولة . وكنت ، ولا أزال أقول للآخرين انتم لستم مثلنا . نحن نعرف كل سودانى بالرغم من أن السودان قارة ، ونعرف أخبار كل السودانيين وأبنائهم ، وليس هنالك سودانى من أى جزء من السودان لا نعرفه ، أو نعرف شخص يعرفه ، أو نعرف أهله وقبليته . بس الله يكفينا شر المحن . ونواصــــل .

    http://sudaneseonline.com
                  

01-10-2008, 01:49 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    و يواصل الأستاذ شوقي في سرد محن بعض من قابلهم:
    Quote: محن سودانيــة 2


    بعد كتابة الموضوع الأخير قبل حوالى أسبوع ، قلت للأخ عثمان الذى يساعدنى فى الطباعة ( تعال أوريك محنة سودانية ) وكنت قد أتيت الى منزله ماشيا . لأنه بعد شارعين من منزله توقفت السيارة ولحسن الحظ فى شارع قليل الحركة . وبعد محاولات اكتشفت أن العربية قاطعة بنزين . وهذه ليست أول مرة . وقد لا تكون آخر مرة . جيرانى السويديين يقوومون بألطواف حول السيارة بعد اخراجها من الجراج . ويتأكدون من أن الاطارات بضغط مناسب ، والاضاءة والاشارة كلو تمام . ويتركون السيارة لفترة قبل الانطلاق بها حتى يكون الزيت قد ارتفع الى المكنة وغطى كل الأطراف . ولكن نحن بس دوّر ودوس . ما بنعرف حتى مستوى البنزين وعندما يسألنا شخص عن ضغط الهواء فى اطاراتنا يكون الجواب ما عارف.

    هذه المرة كان السبب هو عدم الاهتمام وليس عدم الفلوس . آخر مرة وقفت السيارة كان خارج عن الارادة . فلقد اتصل بى طبيب اخصائى من مدينة لوند الجامعية وذكر لى أن أحد زملائه سيأتى من استكهولم لمؤتمر طبى وأنه يريد أن يتعرف بى ، ففرحت . وبالرغم من أن الأمور ( كانت حارقة ) فلقد استدنت وعملت غداء أعتبره مشرّفا. وبعد أيام اتصل بى الدكتور طالبا منى أن أحضر له الطبيب الضيف لمنزله ، لتناول طعام الغداء . فدبرت مبلغ لشراء عشرة لترات بنزين ما يكفى فقط للمشوار. وفى حوالى الخامسة مساء ، اتصل الطبيب قائلا ( يا خى فى شوية مطرة زى ما شايف ، والراجل ده عاوز تجى تسوقو ) وطبعا لم يكن فى الامكان أن أقول له والله أنا ما عندى بنزبن . واذا كان هذا أوروبيا لتفهم الموضوع بسهولة . والأوروبى عادة لا يكلف الآخرين . وقد يأتى بالباص أو المواصلات العامة . ولكن نحن السودانيين لا نقيّم ولا نأخذ ظروف بعضنا البعض فى الاعتبار . والمشوار بتاكسى (مينى) لا يزيد عن عشرين يورو. وهذا مبلغ صغير جدا فى السويد لن يؤثر على أى من الدكاترة الأخصائيين . والغداء الأكلو ده أنا ذاتى ما عزمونى ليهو ، ولا كشكرو لى . والدكتور صاحب البيت ممن نسميهم (بيق بن) ، لا يقدم ولا يؤخر .

    وفجأة تذكرت القزاز الفاضى الذى يملأ الجراج . ولكن كيف الوصول الى الدكان والبنزين على الحركرك . وتذكرت الجركن بتاع مكنات الجنينة . وعندما أرجعت الدكتور الى هويتيله ، اقترح أن آخذه فى جولة فى المدينة . فأقترحت أن أحضر فى اليوم الآخر حتى يكون هنالك وقتا كافيا . وانا سعيد لأن السيارة الكبيرة التى تلتهم كميات ضخمة من البنزين أوصلتنا الهويتل وسترتنى . الا أنها لم تصل الى البيت فلقد قطعت فى الطريق . لماذا لا يعرف أغلب السودانيين ما هو الاتزان ؟ ولماذا نصرف أكثر من الأكثر فى الجيب ؟ ولا ننتظر الغيب بل نفترض بأن الغيب ملزم بأن يأتى بما نريد . ولماذا لا نقول بوضوح وأمانة ، ما عندى ، ما بقدر ؟ ولماذا لا يسأل الآخر عن وضع وظروف الناس ؟ . ولماذا الليلة عندنا وبكرة ما عندنا ؟ ولمن يكون عندنا نصرف صرف من لا يخشى الفقر ولا نتعلم من غلطاتنا.

    من الأشياء التى تحسب ضدنا هو تدخلنا الشديد فى خصوصيات الآخرين . بل اسداء النصح ومطالبة الآخرين بتقبله بدون أن يطلب منا ذلك . يكفى أن نتصافح حتى يقتنع الآخرون بأن عندهم حق فى احتلال حياتك .

    فى صيف 1994 ، أتى سودانى لزيارتى ومعه ابن أخته ، وزوجة ابن الأخت وطفلتهم . وقضوا معنا عطلة نهاية الأسبوع . وقبل ذهابهم قال لى ابن الأخت الذى كان يحضر شهادة دكتوراة وهو الآن مدرس فى كلية الطب . ووالد زوجته من أعظم بروفسورات كلية الطب فى السودان ( يا شوقى يا خى انت مدلع ولدك ده وما مؤدبو ) . وولدى الذى كان يتحدث عنه هو ( فقوق نقور ) وكان عمره ثمانية أشهر .



    فى مايو 1995 عندما حضر البشير وعصابته الى مؤتمر كوبنهاجن العالمى كنا ننظم مظاهرة . وعندما قدم الأكل فى منزل الأخ صلاح عبدالجليل الذى يعمل ك ( شيف) فى أحد المطاعم الراقية فى كوبنهاجن . ومستوى الأكل كان جيدا . وكأغلب السودانيين ، كان السيد الدكتور يفتك باللحوم وكأنه عنده غبينة . ويعزم علي . وعندما قلت له أنا ما باكل لحم كان رده ( انت عوير ولا شنو ؟ . كيف ما تاكل لحم ، تاكل. ) وكنت على وشك أن أرد عليه . عندما كابسنى صاحب الدار بنظرة ( بالله عليك ما تعمل لى مشكلة ) .

    فى الصيف قابلت الدكتور الذى صار بروفيسورا . وعندما عرف أننى لم أذهب الى السودان لفترة ، هاج وماج وأعتبر تصرفى كلام فاضى . ( تمشى تقطع تذكرة طوالى تمشى تشوف أهلك . خلى الكلام الفاضى البتسوى فيهو ده . المقعدك شنو الوقت ده كلو ؟ . ) فقلت له (شوف يا دكتور. دى المرة التالتة والأخيرة تتكلم معاى أو تدينى نصيحة . أنا ممكن أديك نصايح كتيرة جدا جدا ، من طريقة لبسك الى اسلوبك . انت العرفك شنو بظروفى . امكن أنا قاتل فى السودان ، أو ما عندى أهل ، أو عندى أسباب شخصية حاميانى . فى 1994 قلت لى ولدى العمرو تمانية شهور ما مؤدب . فى 1995 وصفتنى بالعوارة . دى الوقت بدون ما تربطنى معاك أى معرفة خلاف مقابلات طايرة . العوارة البتسوى فيها هسى انت ده . ولو ما احترامن لنسيبك البروفيسور أنا كنت من الأول وقفت فى حدك . )

    بهذه المناسبة ، ذكر لى الأخ صلاح عبدالجليل الذى دارت المناقشة فى بيته ، ذكر لى أنه كان جالسا فى مقهى فى كوبنهاجن مع سودانى آخر من أولاد العرضة متخصص فى تقديم النصائح . فمر بهم أخ من جيبوتى يعرف صلاح . فعزموا عليه بكباية بيرة . وعندما عرف الآخر بأنه من جيبوتى ، ذكر له بأنه كان فى جيبوتى. وأنه يجب أن يرجع مباشرة الى جيبوتى لأن هنالك فرض خيالية . كل ما يحتاجه هو قارب وشباك وأن يقوم بصيد الأسماك وأن يبيعها لأن الأسماك موجودة بكثرة وأن أثمانها غالية . ويمكن ان يتطور هذا الأمر الى مخازن مبردة وأسطول شاحنات . ولساعتين كان الجيبوتى المسكين يتلوى ووجهه يتغير وهو يستمع الى حياته كيف ستكون ولماذا وعشان شنو . ولم يشرب البيرة حتى سخّنت . فقال صلاح بعد انصراف الجيبوتى ( هل انت ممكن تتصور الجيبوتى ده حق البيرة دى ما عندو فى جيبو . وكيف تحكم للراجل وتخطط ليهو حياتو فى ثوانى ) . امكن الراجل ده عوم ما بعرف بعوم . عاوزين يشغلو سماكى

    من الأشياء الغريبة انو السودانيين يسألون عن أشياء تعتبر من المحرمات . أحد الاخوة قديما قال لى ( يا اخى السودانيين البجو زيارة ديل بعتبروك انت جزء من الأساس الفى أوربا . وبتعاملو معاك على هذا الأساس . بعدين بسألوك عن زوجتك أم أولادك الأوربية أسئلة ما ممكن تخطر على بال انسان . حتى عن طريقة ممارسة الجنس . وقدر ما تتزاوغ منهم يصروا على التفاصيل وعاوزين يعرفوا . ويضايقوك لدرجة انو ما فى طريقة تجاوب على أسئلتو دى الا تقول ليهو قوم اخد ليك سحبة .

    فى التمانينات اتصل بى مهندس سودانى يعمل فى الخليج . لأنه عرف بأننى أمثل شركات أوروبية تتعامل بالألياف البصرية قبل أن تصير شيئا معروفا وعاديا . وبعد تلتلة وتعب كنا على وشك أن نفوز بعقد مع شركة بيرلّى الايطالية التى تشتهر أكثر بصناعة الاطارات . الا أن المهندس السودانى أراد أن يذهب الى السودان بمناسبة العيد . فذكرته بأنه حدث وأن فقدت عقدا ضخما لأن مندوب شركة انجليزية والذى كان معى أراد أن يرجع الى انجلترا لقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة . والخليج فى السبعينات كان مملا ، ووافقت أنا . وعندما رجعنا كانوا قد صرفوا النظر عن الموضوع ، وألغى . والمطلوب منا كان اعطائهم قائمة مفصلة بالأسعار لكل غرض صغير بسبب التأمين. وبدلا من أن نجلس لأيام ونعطيهم اللستة فضلنا الاجازة. ولم أرد أن أكرر الغلطة . الا أن المهندس السودانى كان مصرا على قضاء العيد فى السودان وكان يقول ( يا اخى ما ممكن أخلى أولادى يعيدوا براهم فى السودان ، ويا خى أنا مشتاق لأولادى . ) فأردت أن أخفف عنه وقلت ( ما أنا برضو يا خى مخلى أولادى . ) فتغير وجهه وبدأ عليه الغضب . وقال ( يا شوقى أنا بتكلم ليك عن أولادى أولادى أنا من سودانية . انت حتقارنهم لى مع أولادك من الأوروبية . انت بتهظر يا شوقى ، مش كده ؟ ) فقلت له طبعا بهظر . معقول أقارن أولادى من الخواجية بأولادك . فبدأ الارتياح عليه وقال لى والله فى الحقيقة أنا قربت أزعل منك . وسافر المهندس الذى كان يلقب بالكابتن . وتصادف أن قابلت الأخ محمد محجوب رحمة الله عليه الذى كان يمثل الشركة المنافسة لنا ، وأن الكابتن يتعامل معهم . وعندما رجع الكابتن سأل عن نصيبه . فقلت له ( نصيبك اتقاسمناه أنا والانجليزى شريكى . وحقى أنا صرفته على أولادى المساكين الأمهم أوروبية .) الغريبة أن هذا الشخص فى السودان كان يواجه التفرقة . وزوجته فى السودان تعتبر حلبية . وكنت أنا أتعاطف معه من هذا المنطلق الى أن عرفت منه أن أبنائى من الأوربية هم خارج المنظومة البشرية .

    أخى أحمد عبداللطيف حمد تحصل على وظيفة جيدة فى الدفاع فى أبوظبى بعد أن تخرج من براغ . وزوجته أوربية . وهو كان ولا يزال كما يقول صديقه الأقرب الشنقيطى ابراهيم بدرى رحمة الله عليه ( أحمد أسرع انسان فى الدنيا بطلع جزلانو) ولهذا كان يسكن معه بعض السودانيين فى السبعينات خاصة من أبناء مدينته ودمدنى . وزوجته كان تقول أن السودانيين لا يحترمون المرأة الأوربية . وتحاول أختى الهام أن تخفف عنها وكانت تقول لالهام ( انتى لامن تجى ، الأولاد ديل بجروا أوضهم ، يغيروا هدومهم ، ويقعدوا بأدب وأنا يجونى فى أوضة النوم داخلين بدون ما يدقوا . ويصحوا عبداللطيف ولدى ، ويسألو من البهارات ، الشطة وين ، الفلفل وديتيهو وين ؟ زى كأنو المرأة الأوربية دى واحدة منهم . وكانت تقول أن هذا الأمر حتى فى أوروبا كان عاديا . زملاء زوجها كانوا يعرفون أنها تفهم الشتائم العربية الا أنهم كانوا يتبادلونها بسهولة أمامها .



    والدة أحمد عبداللطيف حضرت الى الامارات وقابلت حفيدها عبداللطيف . بعد الاجازة وبعد أن خدمتها زوجة أحمد الأوربية بادينها وكرعينها ، قالت لأحمد وهى فى الطريق الى المطار ( أها يا ولدى العرس متين ؟ .)

    نحن السودانيون نحسب فى بعض الأحيان أن الأوربيين ديل ناس أغبياء . ولكن نحن السودانيين حيرنا الأوربيين كثيرا . كنا نحتاج تأشيرات دخول لكل العالم تقريبا . وعندما تقدمنا بطلب فيزا ترانزيت للدنمارك فى طريقنا الى براغ ، سالنا القنصل الدنماركى عن تأشيرة الدخول لألمانيا الشرقية . وعندما قال له الأخ صديق بدوى مصطفى الموجود الآن فى واشنطن اننا لا نحتاج فيزة دخول لألمانيا الشرقية بدأ محتارا . ثم رجع ، بعد التأكد ، ليقول لنا ان بلادكم كانت لا تحتاج لفيزات لألمانيا الغربية . تخليتم عنها ، وقطعتم علاقتكم مع بريطانيا التى تربطكم معها مصالح اقتصادية ضخمة . كل هذا بسبب العرب . والعرب لم يقاطعوا ولم يقيموا علاقات مع ألمانيا الشرقية . وهز رأسه غير مصدق .

    هذا الدبلوماسى العجوز أتانى مصحوبا بسيدتين دنماركيتين تعملان فى السفارة وهو يبدو سعيدا وقال لهم لقد كسبت الرهان . هذا شاب فى العشرينات يكتب رقم التسعة بأرجل . انتو قلتو أنا الانسان الوحيد فى الدنيا دى البيعمل للتسعات رجلين ، وكان هذا فى بداية التسعينات .

    وبعد فترة استدعيت الى مكتب بغرفة جلوس فى داخل القنصلية الألمانية . وواجهت سيدة واثنين من الرجال . ومباشرة أحسست بأن الموضوع ليس نكتة كما كان فى القنصلية الدنماركية . فلقد كان جوازى المسكين على التربيزة وأطلس كبير مفتوح وأوراق وكتب . وقالت لى السيدة ( أنظر الى جوازك هذا . لقد قطّع بطريقة معوجة . الزاوية ليست قائمة كأى كتاب أو كراس 90 درجة . الخياطة بارزة ، والخيط ظاهر . اسمك مكتوب خطأ . فى سجلاتنا أنت بدرى بالحرف (اى) لماذا صارت (أيه) . فشرحت لها ان اسم خروتشوف الرئيس السوفيتى كان يكتب بعشرات الطرق . فقالت هذا ما فكرنا فيه . ولكن انت كنت مولود فى الأبيض . لماذا صرت فجأة مولود فى أمدرمان ؟ . لقد فكرنا أن الأبيض جزء من أمدرمان أو بالقرب منها . ولكن بالنظر الى الخرط هنالك مئات الكيلومترات بينهما . وهذا القطع فى حاجبك الأيمن لقد انتقل الى حاجبك الأيسر . تفسيرنا أن العفريتة قد طبعت بالغلط . ولكن كيف يطبع صاحب استديو مسئول صورة وثائقية بهذا الاهمال ؟ وكيف فات هذا على سلطاتكم ؟ . ولماذا لم تهتم أنت عندما استلمت أنت هذا الجواز بالتدقيق ؟ . ,أخرجت من حقيبتها مرآة صغيرة لترينة القطع. وكلمة ( بسنس مان) مكتوب بال (بى) التقيلة بدلا من الخفيفة ؟ وهل طولك خمسة قدم وستة بوصة ؟ لقد قطعوا منك أقل شيىء سبعة بوصات .

    قديما كان كل السودانيين ولا يزال ، العيون عسلية ، الطول خمسة قدم وستة بوصة . وهذا يشمل أى زول من البعيو الى الأخ دينق لاعب كرة السلة فى أمريكا الذى كان طوله 2 متر و 37 سنتميتر . وأغلب السودانية يا محمد ، يا أحمد ، وكلهم مولودين يوم 1/1 مما كان يحيّر الناس فى المؤتمرات . ولكن السلطة فى السودان وفى كل العهود لم تكن تهتم . يعنى الأوروبى يقيف قدامو سودانى رأسو فى العرش ومكتبو طوله خمسة قدم وستة بوصة .

    والدبلوماسية الألمانية فى مالمو أعطتنى فيزة لألمانيا ، لأنها كانت تقول ما دام السويديين أدوك اقامة ، أنت مسئولية السوديين حتجيعهم راجع . ولم يكن فى امكانى أن أشرح لها أن من يكتب الجوازات شخص نصف متعلم . وتوضع أمامه جبالا من الجوازات ليقوم بنسخها حسب مزاجه . واذا أحتجيت يقولون لك يا خى احنا غلطنا فى البخارى ؟ . وبعدين لامن تستلم جوازك ده ما تكون صدقت . بس تقبضو وتقوم طاير . وبعدين نحنا بقينا فارغين زى الألمان ؟ نقعد ندقق القطع فى الشمال ولا اليمين . أنا مما ضربنى على جادالله بالقزازة فى مدرسة بيت الأمانة الأولية ، وشيخ الريّاحى عمل لى صبغة يود ولف لى شريط عمة تانى ما اشتغلت بيها وما اتذكرتها .



    المناضل حسن قسم السيد رحمة الله عليه ، كان وكيل بوستة . وترجمت كلمة وكيل هذه ( ايجنت) أو عميل . ووقع الأخ حسن قسم السيد فى يد المخابرات المجرية ، وهؤلاء كانوا أصعب ناس فى شرق أوروبا. وبعد تلتلة وتحقيقات كان يقول لهم ( وقت أنا بقيت عميل ، يعنى حأكتبها عديل فى الباسبورت يعنى ) . والجدير بالذكر أن الأخ حسن قسم السيد كان فارع الطول وشخصية طاغية . يعنى ممكن يكون عميل من أبو تقيل .

    الخال محجوب عثمان كتبوا ترجمة لمهنته ( كاتب) الى (كلارك) بدل ( رايتر) أو (أوثر) . وفى المؤتمرات كانوا يتجاهلونه على زعم أنه (كلارك) يكون جاى عشان يكتب وقائع جلسة أو شيىء من ذلك .

    الأخ عمر الشامى وهو حفيد الشيخ العبيد ود بدر ، ويسكن الآن فى برلين . درس الفنون فى جامعة الخرطوم . ترجمت كلمة فنان الى ( ِآرتست) . وطبعا للانسان العادى ( آرتست) قد تكون ممثل فى مسرح أو مقدم نمر فى حفل منوعات . وتطلق ( آرتست) فقط على كبار الفنانين مثل بيكاسو وسلفادور دالى . والذين يفهمون كانوا يطلقون صرخات الاعجاب عندما يلاحظون صغر سن عمر الشامى واللقب الضخم ولا يعرفون أن الأمر كله محن سودانية . وسنواصـــل .



    التحية



    شــوقى

                  

01-10-2008, 04:47 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    و هنا يحدثنا الأستاذ مصطفى عبد العزيز البطل بقلمه الممتع عن بعض محن سودانيي أمريكا:
    Quote: غربا باتجاه الشرق:

    مِحن سودانية امريكية!

    مصطفي عبدالعزيز البطل
    [email protected]

    قرأت قبل ايام مقالا للموسوعة الامدرمانية الفذة شوقي بدري بعنوان (محن سودانية). و كنت قد ادمنت قراءة اية مادة اجد عليها اسم شوقي منذ ان وقعت علي اول مقال له في منتصف التسعينات في صحيفة (الرأي الاخر) التي كانت تصدر في تكساس و توزع في طول الولايات المتحدة و عرضها، ثم توقفت عن الصدور بسبب متاعبها المالية الناجمة عن ان السواد الاعظم من مشتركيها السودانيين، الذين كانت الصحيفة تصلهم بالبريد و كانوا يترقبونها بصبر فارغ و يستهلكون كلماتها كلمةً كلمة، لم يكونوا يسددون اشتراكاتهم. فكان توقف (الرأي الاخر) و فقدان السودانيين الامريكيين لذلك الوسيط الاعلامي الثقافي المتميز محنة من (المحن السودانية) التي يمكن ان يضيفها شوقي الي سلسلة المحن التي كتب عنها بقلمه الفريد و لغته الجذابة. و النماذج التي يطلق عليها شوقي صفة (محنة سودانية) تدور وجودا و عدما مع أوجه معينة من اوجه القصور التي تطبع سلوك بعض السودانيين دون غيرهم من شعوب العالم و تعتور مناهج حياتهم و تعبر عن واقع افتقار هؤلاء الي المنطق السديد في بعض متطلباتهم و رغائبهم. من النماذج التي قدمها المقال مواطن سوداني جاوز الاربعين من العمر وصل الي الدولة الاوربية التي يقيم بها شوقي و طلب مساعدته في الحصول علي اوراق للاقامة الدائمة فاوضح له ان سلطات الهجرة تمنح الاقامة في حالات محددة و اتفق ان كان الزواج من حاملة لجنسية الدولة واحدا منها كما هو الشأن في كل اوربا و الولايات المتحدة. و قد تصادف في نفس اليوم ان شاهد المواطن الضيف إبنة شوقي ذات الثمانية عشر ربيعا، من زوجة اوربية، والتي تحمل بطبيعة الحال جنسية ذلك البلد الاوربي، فسأل مواطننا شوقي و علي الفور ان كان من الممكن ان يزوجه ابنته حتي يحصل عن طريقها علي الاقامة القانونية بعد عام واحد، فلما ابدي شوقي دهشته من هذا الطلب و شرع في توضيح الصعوبات التي تحول دون الاستجابة و منها ان ابنته لديها طموحات كبيرة و مشروعات ضخمة تتعارض تماما مع الزواج المبكر رد الرجل علي الفور: (ما انا حاتزوجها و حافكها ليك بعد سنة طوالي)!! وقد وقعت من ذهني هذه (المحنة) من محن شوقي موقعا خاصا، كوني اب لبنتين من ناحية، ثم بسبب كثرة الرسائل التي يبعث بها الي بريدي الالكتروني اشخاص مختلفون من السودان يشيدون بمقالي الاسبوعي في (الاحداث) و يسبغون علي قدراتي في الكتابة الصحفية اوصافا يستخذي امامها و يتواري خجلا محمد حسنين هيكل، ثم يشفعون رسائلهم بطلب مساعدتي لهم في الهجرة الي الولايات المتحدة!



    و لكن (المحن) الاخري التي يعالج امرها شوقي ليست كلها علي ذات القدر من الطرافة، اذ ان منها ما يثير الحنق بينما تبعث اخري علي الاسي. و قد خطر لي و انا اراجع مسيرة ثلاثة عشر عاما من الحياة الممتدة في الولايات المتحدة ان (محن) السودانيين في المهجر الامريكي لا تختلف كثيرا عن محن سودانيي اوربا، بل تمتاز عليها بنوع جديد من روح الجماعية في السلوك و الممارسة تضاف الي قائمة المحن الفردية! في احدي ولايات الجنوب الامريكي شهدت مراسم تشييع جثمان رجل سوداني و مواراته الثري. هالني و انا اقف علي حافة المقبرة ساعة الدفن الخلاف الذي نشب فجأة، من حيث لم احتسب، بين طوائف شتي من المشيعين السودانيين. کان الخلاف حول الطريقة الصحيحة للدفن الاسلامي. قال البعض: لا بد من " ود اللحد " ثم تسجية الجثمان علي كتفه، فرد مسئول المركز الاسلامي القائم علي امر الدفن، وكان سوري الجنسية، باستحالة ذلك لان للولاية قوانين معينة خاصة بالدفن و ان الطريقة المتبعة من قبل المركز هي طريقة اسلامية صحيحة و في ذات الوقت مطابقة للقانون. و لكن الجدل و الضجيج تصاعد و استطال و الجثمان ينتظر مواراته، فوقف احد الاشخاص و قال بانه مع ان كلمة "لحد" كلمة عربية صحيحة الا ان "ود اللحد" لا تعدو ان تكون كلمة دارجية سودانية ليس لها ثمة اصل ديني و لا تعكس بالتالي شرطا شرعيا من شروط الدفن و انه عاش في دول اسلامية متعددة و شاهد الدفن في كل منها يتم بصورة مختلفة عن الاخري و ان توجيه رجل المركز الاسلامي صحيح وواجب الاتباع. اكمل الرجل تلك الكلمات و "عينك ما تشوف الا النور" علي قول عادل امام اذ كاد بعض المشيعين ان يقذفوا به هو نفسه الي قاع المقبرة بدلا من المتوفي. حسم النزاع رجل ذو شكيمة اغضبه الهرج و المرج فاعلن علي الملأ ان الامر ليس مفتوحا للجدل الفقهي وان اهل الفقيد قرروا الاخذ بتوجيهات المركز الاسلامي في الولاية! و بصرف النظر عن هذه الحالة الخصوصية فإن المرء ليحار فعلا في محن التشييع و الدفن عند المسلمين بوجه عام. فبينما وجدت في كل مناسبات التشييع التي شاركت فيها مجاملة لامريكيين او اوربيين، مسيحيين و يهود و بوذيين، انضباطا شديدا في الزي و الحركة و التعبير، و التزاما دقيقا بمراسم و طقوس و تقاليد، و قبل ذلك كله احتراما عاليا لهيبة الامر الجلل، فانني لا اكاد اذكر مناسبة تشييع اسلامية واحدة حضرتها دون ان يستغرقني الاحساس بالمرارة و انا اشاهد صورا و مرائي تغلب عليها العشوائية و يغيب فيها كل معني لجلال الموت. و مهما يكن فاننا في السودان افضل حالا من مسلمين اخرين في الاراضي الفلسطينية شاهدتهم علي شاشات التلفاز. فلطالما ضربت كفا بكف و" تحوقلت " امام مشاهد تشييع ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية، و المشيعون - و قد استغرقتهم حماسة تفتقد التوجيه - يطلقون الرصاص في الهواء بلا معني و يهزون الحامل الخشبي الذي يرقد عليه الجثمان هزا و يخجّونه خجا و الميت المسكين يتقافز يمينا و شمالا و الي اعلي ثم الي اسفل مرة اخري ليرتطم بالحامل!



    من نماذج المحن السودانية الامريكية المثيرة للدهشة سودانيون تطالع وجوههم فتري ملامح افريقية خالصة و تتأمل الوانهم فاذا الواحد منهم أسود من غراب البين، و مع ذلك تجده يملأ الدنيا عويلا عن التمييز الذي صاروا يتعرضون له بعد كارثة ١١ سبتمبر، فاذا سألت مستعلما عن اصل هذا التمييز و مظاهره زعموا ان البيض الامريكيين اضحوا ينظرون اليهم شذرا في المحافل العامة لانهم من (الشرق الاوسط)! و من الحق ان نظرة الامريكيين عموما لذوي الاصول الشرق اوسطية تغيرت نوعا ما بعد الكارثة المروعة، و لكن من يقنع الديك انه ليس من الشرق الاوسط و ان سحنته لا تختلف عن اي من الامريكيين السود؟ و الذي لا مرية فيه ان بيضان امريكا الشمالية و سودانها معا لا ينظرون الينا نحن معشر السودانيين، شمالييين و جنوبيين، الا في صورتنا الحقيقية الماثلة: افريقيون كاملي الدسم، بينما يصنفون شعوب الشرق الاوسط علي انها امم قوقازية بيضاء.



    و من المحن السودانية الامريكية، التي يشارك بعض السودانيين فيها اساتذتهم من اخوة العقيدة الصوماليون، ظاهرة الاحتيال المنظم علي القانون و الالتفاف علي القيم الاجتماعية و الاخلاقية المستقرة. فهناك الالاف المؤلفة من المزورين الذين يزاحمون الفقراء و المعوزين في مكاتب الاعانة الاجتماعية و لا يترددون في تعبئة الطلبات بكل انواع المعلومات الكاذبة و يسلكون كل طريق، مهما بلغت مخاطره، لايهام موظفي الرعاية الانسانية و تضليلهم بصور ووقائع وهمية عن اوضاعهم الحياتية، ثم - و يا للهول - يحرضون اطفالهم و يدربونهم علي الكذب عند الزيارات المفاجئة للاخصائيين الاجتماعيين لمساكنهم بغرض تمرير مزاعم تسهل التزييف كالادعاء بهتانا بان الام مطلقة و انهم لا يعرفون للاب طريقا، فيأتيهم السكن المجاني او شبه المجاني و الشيكات المالية و بطاقات الطعام و الشراب وغيرها من امتيازات الفقراء فيرتع الاب مع ابنائه في نعيم اعانات المعوزين بغير حق مشروع. ثم يأتي يوم تصادف فيه الرجل من هؤلاء المتكذبين في مناسبة اجتماعية فتسمعه يرغي و يزبد في امور الدين و يتبرع بالفتاوي عن ان اظهار الاحتفاء بمناسبات عيد الميلاد و رأس السنة مخالف للشرع و تراه يُكثر من السؤال عن مصدر اللحوم المقدمة في المناسبة و عما اذا كان ذبحها و تجهيزها قد تم وفق احكام الاسلام!



    و لكن اكبر المحن السودانية الامريكية علي الاطلاق في ظني هي تلك الطوائف من الناس التي حرمها الله روح المبادأه و الاستباق الي المكارم و الخيرات، ممن قال في شأنهم عميد الادب العربي طه حسين: ( الذين لا يعملون و يؤذي نفوسهم ان يعمل الناس). ينهض البعض الي امر من امور الجماعة ثم يُدعي هؤلاء الي ان يمدوا يدا او يسدوا ثغرة فيتثاقلون الي الارض لا يحركون ساكنا يكاد حالهم ينطق بلسان: اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون! فاذا تم الامر بغير يد منهم ولا قدم، ثم استوي علي سوقه بارادة العاملين وعزيمتهم و اهتزت شجرته و ربت و انبتت من كل زوج بهيج، اجتمع المتقاعسون و الخاملون و سقط المتاع يكدرون الماء و يضيقون الطريق و يثيرون الشبهات! و بسبب هذا الفريق من الناس الذين امتحنت بهم المَهَاجر استعصي علي تجمعات ديمغرافية سودانية كبري انحاء متعددة من الولايات المتحدة التوحد تحت رايات كيانات جامعة تعبر عن هويتهم الثقافية وتستثمر قدراتهم و توجه طاقاتهم، وذلك علي الرغم من ان قوانين النشاط الاهلي في الولايات المتحدة تحتفي بالاقليات و تشجعها علي الانتظام في بنيات فاعلة و تضع بين يديها اشكالا شتي من الدعم المالي و اللوجستي. و لطالما حيرني وأشكل علي قدراتي في استيعاب و تحليل الظواهر هذا الاستعداد الفطري التلقائي و تلك المهارات الخلاقة لكثير من السودانيين في الخارج علي تكلف ذرائع الاختلاف واصطناع وسائل الرؤية المختبرية للشوائب و الطحالب و السوالب في كل عمل جماعي. فمن التشكيك في الغايات و الاهداف و الدوافع الكامنة وراء كل مشروع عام الي ترصد ما عسي ان يكون اهواءً ذاتية او مصالحاً مادية او اغراضاً سياسية قد تستخفي وراء كل من تسول له نفسه التصدي للعمل العام و تولي زمام المبادرة في شأن القضايا العليا ايا كان مضمونها ومهما كانت اهدافها. و انظر – هداك الله - الي تلك المواقع الالكترونية المحلية التي يرتادها سودانيو المهاجر الامريكية و تأمل جذور الخلافات و فروعها. و الحال انه ما ان اجتمعت جماعة و اختارت من بينها فريقا عهدت اليه بتسيير شأن من الشئون حتي انبري من المجهول كل متشكك و مرتاب و طاعن يطرح تساؤلات ما انزل الله بها من سلطان حول شرعية الفريق و اهلية اعضائه!



    غير ان اغرب ما شهدت، علي وجه الاطلاق، من محن السودانيين في الولايات المتحدة مهندس معماري لم يتمكن من الحصول علي عمل في مجاله فاستأجر سيارة اجرة و اتخذ منها موردا لرزقه. و قد اشتهر عن هذا الاخ بين رفاقه انه كثيرا ما يدخل في مشادات مع بعض زبائنه من عامة الامريكيين اذ كان منهم من يحمل ضمن اغراضه خمورا وكان هو يصرعلي عدم توفير خدمة النقل لمن يحملون المواد الكحولية التزاما باخلاق الاسلام و احكامه. و تصادف ذات يوم و انا في طريقي الي احد المطاعم في منطقة وسط المدينة انني شاهدته امام احد الفنادق الكبري و هو يصرخ في احد طلاب خدمة التاكسي و يرفض ترحيله لذات السبب. ثم حدث ان قرر الرجل ان يصطحبني الي المطعم و هناك طلبت ساندوتشا وكوبا من الكوكا كولا، و لدهشتي سأل رفيقي النادل ان كان لدي المطعم بيرة هولندية من نوع " هينيكين " و أمر بزجاجة باردة. و لما رأي المسلم الغيور جحوظ عيناي تبرع بتوضيح هو الاول من نوعه، قال: ان دخله من سيارة الاجره هو ما ينفقه علي اولاده وهو لا يريد لهم ان يأكلوا حراما، اما بالنسبة له هو شخصيا فلا يهم! و محنتي مع هذا السوداني الامريكي لا تدانيها، في ما احسب، الا محنة الامام ابوحنيفة النعمان الذي نقل عنه الراحل عبدالرحمن الشرقاوي في سفره القيم (أئمة الفقه التسعة) رواية عن اغرب ما رأي الامام في مدينة زارها اذ قال: رأيت رجلا جاوز الثمانين، جعل صناعته و مورد رزقه تعليم القيان و تدريبهن علي الرقص، فكان الرجل يقضي سحابة يومه قائما يقفر ويهز جسده هزا، فاذا جاء وقت الصلاة صلي قاعدا!

    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )

    http://sudaneseonline.com/sudanile16.html
                  

01-10-2008, 05:28 PM

هاشم أحمد خلف الله
<aهاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    Elawad

    أفادك الله والله إستمتعت كثيراً بهذه المحن
    لكن بيني وبينك كده مافي اي فايدة نحنا
    يانا نحنا ومهما حاولنا نغير من سلوكنا
    ما بنقدر وهذا هو قدرنا علي ما أعتقد
    والمحن كثيرة وخاصة هذه الأيام في السودان
    والله نزلت إجازة ولاول مرة اقود سيارة في السودان
    اهلي سيبك من الناس التانين عملوا لي فيها
    السبعة وذمتها لا ماتمشي من هنا واعمل حسابك
    الزول الجاي ديك شكلو مجنون والشارع ده حوادثه
    كتيرة وهلمجرا
                  

01-10-2008, 07:04 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    الأخ هاشم
    شكرا لك على الدعاء و لك مثله. بالله شفت السواقة في السودان كيف؟ لما مشيت السنة الفاتت اتجنبتها لكن ما كان في طريقة غير إني أسوق... مرة في الإشارة بتاعت شارع أفريقيا في ركن المطار الجنوبي الغربي و الزحمة شديدة و الإشارة حمراء و طولت شوية و الوراي اضرب في البوري و يكورك لي ياخي دي ما شغالة اتقدم شوية شوية و أنا مصر على إنو ما أتحرك و هو مواصل لما أنا اتوترت و في النهاية طلعت الإشارة شغالة بس مبرمجة كدا و بيني و بينك هي طولت شديد امكن تلت ساعة لما أنا شكيت.
    لكن السواقة رغم مشقتها أريح من الركوب مع بعض الناس... والله يوم راكب مع واحد و هو جاري و يتخطى دا و يزوغ من دا وأنا كرعيني بتحت شغالات فرامل ساكت. و علي العليهو يقوم الموبايل يضرب و صاحبك في جريهو يتمطى و يدخل يدو في جيبو و يرد على التلفون بيد و يد في الدركسون و التعشيقة بأمانة أنا خفت عديل و لكن عزائي زي ما قال الجعلي والله دا لو كان شايقي كان .... عديل كدا. مع أخلص التحايا لأحبابنا الشوايقة.
    صراحة نحن محنا كتيرة و الله بس ممشي لينا أمورنا بطيبة قلوبنا. لي عودة بإذن الله.
                  

01-11-2008, 01:38 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    Quote:
    و من المحن السودانية الامريكية، التي يشارك بعض السودانيين فيها اساتذتهم من اخوة العقيدة الصوماليون، ظاهرة الاحتيال المنظم علي القانون و الالتفاف علي القيم الاجتماعية و الاخلاقية المستقرة. فهناك الالاف المؤلفة من المزورين الذين يزاحمون الفقراء و المعوزين في مكاتب الاعانة الاجتماعية و لا يترددون في تعبئة الطلبات بكل انواع المعلومات الكاذبة و يسلكون كل طريق، مهما بلغت مخاطره، لايهام موظفي الرعاية الانسانية و تضليلهم بصور ووقائع وهمية عن اوضاعهم الحياتية، ثم - و يا للهول - يحرضون اطفالهم و يدربونهم علي الكذب عند الزيارات المفاجئة للاخصائيين الاجتماعيين لمساكنهم بغرض تمرير مزاعم تسهل التزييف كالادعاء بهتانا بان الام مطلقة و انهم لا يعرفون للاب طريقا، فيأتيهم السكن المجاني او شبه المجاني و الشيكات المالية و بطاقات الطعام و الشراب وغيرها من امتيازات الفقراء فيرتع الاب مع ابنائه في نعيم اعانات المعوزين بغير حق مشروع. ثم يأتي يوم تصادف فيه الرجل من هؤلاء المتكذبين في مناسبة اجتماعية فتسمعه يرغي و يزبد في امور الدين و يتبرع بالفتاوي عن ان اظهار الاحتفاء بمناسبات عيد الميلاد و رأس السنة مخالف للشرع و تراه يُكثر من السؤال عن مصدر اللحوم المقدمة في المناسبة و عما اذا كان ذبحها و تجهيزها قد تم وفق احكام الاسلام!

    دي ذكرتني قصة بحكوها السودانيين في تورنتو - و العهدة على الراوي – قالوا قبل ما تتغير قوانين الضمان الاجتماعي في اونتاريو كانت الحكاية مبهولة جدا و لو مقدم الطلب عندو حيوان أليف مربيهو بيدوهو مبلغ إضافي. فقالوا الجماعة المستهبلين كانوا مربين كلب واحد كل ما زول يكون عندو مواعيد مع المكتب بسوق الكلب دا. فالكلب من كترة المشية بقى بعرف المكتب أول ما اصلوا المبنى طوالي يقوم جاري على المكتب المختص و الزول الجديد ما محتاج وصف بس اتبع الكلب و هو بوصلوا لغاية الموظف المعين.
                  

01-11-2008, 07:00 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    Quote: لا أزال أحسب نفسى أكثر السودانيين فخرا بسودانيتى . التى لا تقتصر على قبيلة أو مكان معين ، بل أحسب كل سودانى وكل مكان فى السودان جزءا منى. ولكن هنالك عجز القادرين على الكمال . ونحن السودانيون ، وأنا منهم ، نأتى بالمحن والعجائب . وأظن لأن حساباتنا مختلة أو لأننا لا نهتم فى أغلب الآوقات .



    يالصبر هذا الرجل...ليست محن انما تجاوزات بعضها اخلاقي وممعن في ذلك وبعضها نوع من الاستغفال والاخري اهمال ... و المحن هو قبولنا لهذه التجاوزات بحجة حبنا لبلدنا ...بلادنا تحتاج لمن يحترم الاخر .. فكيف احترم مثل هؤلاء .. في غني عنهم وبلادنا ان اردنا ان ترمي لقدام كما يقول هؤلاء فاليحترم اهلها الوقت والناس ...المنافسة في الخارج تعلم الكثيرين من السودانيين بعض من احترام للوقت ولكن كثير منهم يستسهل الاستغفال والاهمال فيفقد العمل ....
                  

01-11-2008, 07:29 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    يا مصطفي فلنترحم علي والدينا فوالدك كنت احدد معه وفقا لاوامر والدي يوم وساعة ميعاد زيارتي له في البيت وانا طالب في عطبرة وكان اللقاء لا يختلف في فترته والمواضيع التي اسال عنها واجاباتي ثم اخرج وكان والدك صارما بحيث لا اقدر علي تجاوزات في الاجابة .. التزام والدي بعمله واستعداده لكل سفرة وهو كمساري تذاكر وما يسبق ذلك وساعات نومه وانضباطنا داخل المنزل وخارجه ثم ترتيب الامورعند كل حدث سفر او مرض او خلافه بحيث تسيير الامور دون ضجيج وبالتزام بالوقت كان يخنقنا احيانا ونحن اطفال.. أ حمد الله اليوم عليه فلقد التزمت بذلك طيلة دراستي وعملي في السودان وخلال العقود الثلاث الماضيات في الخليج وانا الان احضر اكثر من ثلاث اجتماعات يوميا في العمل واحيانا في اماكن مختلفة واكون انا بحكم العمل رئيسها وتجدني داخل غرف الاجتماع موجودا قبل ان ياتي احد واكون في عملي صباحا مبكر بنصف ساعة وعندما ازداد الزحام حيث اعيش وصار مشوار الامس الذي كان في نصف ساعة يتجاوز الساعتيين احيانا فاستيقظ مبكرا بحيث اواظب علي التواجد المبكر ... الالتزام بالوقت والعمل وباوقات العلاقات الاجتماعية والزيارات امر اخلاقي لا يقبل التنازل او الخلاف.. ارتباط بلوائح وقوانيين عامة كالمرور وزيارات المستشفي امور لا تقبل المفاصلة ...لست ملتزما بحضور مناسبات لا يلتزم اصحابها بالوقت وان حضرت ولاحظت ذلك انسحبت.. لاحظت ان هذه المعايير هي التي لدي اخوتي واولادنا فحمدت الله ...بلادنا تقتلها فوضي عارمة لا اعرف لذلك مثيلا وسط الاجناس التي اعايشها وتتجاوز المائة .. ابتعاد السودانيين عن الانتاج وعدم ارتباط رزقهم بانتاج measurable علي اساسه ينالون مرتباتهم او قيمة عملهم جعلهم لا يلتزمون بالوقت ولا العمل .. ومصيبة اخري هي اللبس ..ويكفي ان تعرف بعض السودانيين في الاسواق من لبسهم العشوائي وفي المطارات من صوتهم العالي والمستشفيات من تراصهم في ممراتها وغرف المرضي...ابتعدت عن كل ذلك والتزمت بالوقت والعمل والقوانيين وما زلت سودانيا مستعد ان اموت لاجلعه في اي لحظة ... القبول بتلك الفوضي في العمل والاجتماعيات والوقت باسم الحميمة السودانية تشجييع للتجاوزات ...
                  

01-11-2008, 08:11 AM

الزوول
<aالزوول
تاريخ التسجيل: 05-14-2003
مجموع المشاركات: 2463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    السلام عليكم
    الأخ العوض
    شكراً للاختيارات الجميلة
    والإمتاع الذي جلبته لنا من الأستاذين الجليلين شوقي بدري ومصطفى البطل
    وهو إبداع في الموضوع وكيفية السرد ولغته وأسلوبه السلس.
    وبدون شك فنحن في حاجة ماسة أولاً لنقد سلوكنا ومن ثم العمل على محاولة إصلاحه
    وصدقني أخي العوض
    لا يمكننا تصور أخطائنا والالتفات إليها إلا عندما تجيئنا مطروحة كهذا الطرح الجميل
    الذي لا يخلو من الطرافة .
    إذ إننا – والحق يقال- كلنا نكاد نكون سواء في هذه التصرفات
    وموقفنا من الوهلة الأولى هو موقف (defensive )
    ً وغالباً ما تنقلب محاولة تصويبنا إلى ضدها باتخاذنا الهجوم كأن نسخر من الذي يحاول أن يكون دقيقاً في مواعيده ، صادقاً في معاملته مع السلطات إلى نغمة ( ياخي ده شايف نفسه ، ياخي ده عامل فيها خواجة .... الخ)
    لتنقلب بقدرة قادر الإيجابيات إلى سلبيات وعيوب
    شخصياً بعد قراءة المقالات تأملت في تصرفاتي حينما أزور الناس وكيفية تعاملي مع مواعيدهم ، أطفالهم ....الخ
    قبل فترة قرأت مقالاً للأديب أبو جهينة عن شيء شبيه لهذا السرد
    وهو عن السودانيين في جدة والمواقف التي تمر بهم مع المعتمرين والذين يودون البقاء للحج
    وسآتيك به إن لم يمر أخونا أبو جهينة بنفسه هنا
    كامل الود

    وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
                  

01-11-2008, 06:06 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    الأخوة الكرام باشمهندس أبو بكر و الزول
    شكرا للإضافات المفيدة... إلى حين عودة.
                  

01-11-2008, 09:25 PM

غباشي
<aغباشي
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 1729

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    الأخ العوض .. و الإخوة المتداخلون
    تحية طيبة .....
    كالعادة أتحفني الأستاذ شوقي بدري في محننا كسودانيين, كما أحي الأستاذ مصطفى البطل و بالفعل محن

    أذكر في عام 2005 بالمملكة العربية السعودية و في مدينة جدة بعد ادينا عمرة رمضان في تلك السنة ... غالبا ما تكون هنالك مشكلة في الحجوزات بل إنعدامها خصوصا على الخطوط السعودية وقد تكرر الموقف معي قبلها عام 2003 , الشي الذي يستدعي المرابطة لساعات طويلة خلال اليوم داخل مكتب الحجز الرئيسي بالقرب من مبني محمود سعيد الشهير.
    و ما يجدر زكره بأن موظفي الخطوط السعودية في غاية الإحترام و التفهم الشئ الذي يجعلهم يتعرضون لبعض السخافات المقصودة نظرا للإنطباع العام تجاههم ... فتستمع للتذمر و الضيق علانية في وجه الموظف الذي كل ما يوده هو أن يحل مشكلة لمجموعة من المعتمرين حيث و من باب العدل كلنا لم يكن لدينا حجز مؤكد للعودة و مع ضغط الطيران في فترة عيد الفطر لا نجد أي فرصة للتحصل على حجز , كنت أقوم ببعض المحاولات مبكرا خلال تواجدي بمكة المكرمة و المدينة المنورة و ذلك نسبة لمرافقتي لوالدتي مرتين و أختي مرة واحدة , و ذلك لتجنب (التلتلة في المطارات ) بالنسبة لهن. كما انني مرتبط بمواعيد عمل يجب أن أعود إليه.
    أذكر أن الموظف السعودي كان يحاول أن يشرح لنا أنهم يحاولون أن يضيفوا رحلات إضافية للخرطوم لحل المشكلة إلا أن البعض يصر و بحماقة بأنهم لديهم حجوزات مؤكدة تم إلغائها بواسطة مكتب الخطوط و أن من حقهم أن يوفر لهم مكاناً على الرحلة الأساسية. وما بين إنقسام الآراء و (الشتارة) في إنتقاء الألفاظ وجدت نفسي أرثى لما وصلنا إليه من تردي ...
    في أحد المرات التي كنا مرابطين فيها بمكتب الخطوط السعودية جاء وقت صلاة الظهر فأغلق المكتب للصلاة , توجهنا جميعا لمصلى ملحق بالمكتب, و بينما بعضنا يتنفل و يقراء القرءان فإذا ببعض الإخوة يتهامسون فيما بينهم و سرعان ما إنتشر التهامس بين الصفوف و و تعالى .. فتبينا أن وقت الصلاة قد وجب و علينا أن نصلي و بدأ الجدال ما بين الإنتظار و البدء ... مع العلم بأن مسئول المسجد و بعض السعوديين كانوا متواجدين إلإ إنهم أصروا على تقديم السعودي للصلاة بعد أن وضعوه أمام الأمر الواقع بإقامة الصلاة !!!

    أثناء عودتنا من السعودية عام 2003 بمطار جدة و أيضا على الخطوط السعودية كان ميعاد الرحلة في ساعة مبكرة جدا مما حدا بنا الذهاب في ساعة متأخرة من الليل لتفادي عوارض السفر .... تم فتح الميزان دون و كان العدد كبيرا جدا و وسير العمل بطيئا جداَ حيث تم تشكيل ثلات صفوف و كانوا يمررون من هم في مقدمة الصفوف دفعة واحدة ... و تم إضافة ميزان آخر للتخفيف, و لكن قبل البدء كانت هناك أجراءات خاصة حيث كان هناك مضيقتين و فيما بعد جيئ بحقيبتين بواسطةعامل بنغالي توطئة لتكملة إجراءات وزنهما .. نسيت أن أشير خلال كل هذه الرتابة كنت قد سمعت أرتالا من السب واللعن و التذمر مما أضفى على شي من التوتر فوقتها كان همي الأوحد هو راحة والدتي , أما إذا إقتصر الأمر على شخصي فليست هناك مشاكل ....
    أعود للحقيبيتن فما أن رآهما أخواننا الوقوف بالصف فما كان منهم إلا إنقضوا عليها في منظر لا أنساه حتى الآن فالعامل البنغالي و الخوف يملأ عينينه , فقاموا بإطاحة الحقيبتين و إبعادهما من الصف فتم إستدعاء أمن المطار و للأسف عندما وصل لم يستطع أي من المتهورين بفتح أفواههم مبررين فعلتهم ... فالصف لم يكن قد بدأ العمل فيه بعد و لكن الشفقة و التسرع و التهور أبوا إلا أن يقولوا كلمتهم, بعدها بدأ الجميع في ترضية الضابط و أستجدائه و التودد اليه .... (وبقت الحكاية أجاويد)

    في زيارة شهداء أحد و مسجد قباء بالمدينة المنورة كنا نحاول الإتفاق مع سائقي العربات لنقلنا الى هناك و العودة بنا للمسجد النبوي .. كان السائقون يبالغون بعض الشئ في السعر و بينما أفاصل مع أحدهم و معي حاج مصطفى (أطال الله في عمره و بارك له فيه) و الأخ وليد (كانوا رفقة في عمرة 2003 و لم ألتقيهم بعد ذلك), إنضم إلينا أحد أعمامنا و تفاجأت به يفتح باب السيارة الأمامي و يركب مشيرا إلينا بالركوب و اننا قد قبلنا بالسعر مما أحرج الحاج مصطفى و الأخ وليد ... أما أنا فوجدت نفسي مضطراً للرضوخ فقط من أجل الأعزاء حاج مصطفى و وليد و في طريق السير حدث و لا حرج فمع إحترامي له إلا أن حديثه لم يخلو من (الهضربة) و الرغي في (الفاضي و المليان) على عكس الحاج مصطفى الذي كان جبلا من الرزانة و الحكمة (أتمني أن أراه مرة أخرى)

    في عمرة 2005 تم تفويجنا بواسطة وكالة تباشير و أشكر لهم حسن معاملة الإخوة ممثلي الوكالة في جدة مع تحفظي التام على حالة السكن الذي رمونا فيه بالمدينة المنورة و الذي لم أمكث به يوما فهم يتحملون المسئوليه مع الوكالة السعودية أيضاً .... في جدة كانو يوفروا لنا يوميا حافلتين لتوصيلنا لمكاتب الحجز سواء كان للخطوط السعودية أو السودانية و الباخرة ... و أذكر خلال المشوار نستمع للدرر, من أن بعضهم قد يكون لأول مرة تتاح له فرصة زيارة المملكة فيعتبر نفسه هو من قام بتخطيط مدينة جدة ... بدأوا بالحديث كيفية الوصول للسكن بالمواصلات العامة في حال عدم التوفق في اللحاق بالحافلة و بدأت النظريات و الأوصاف الخاطئة و المضحكة ... كنا نسكن بحي المروة (على ما أذكر) وكان اقرب معلم بالنسبة لنا هو برج دلة .... و بينما يستدلون ببرج دلة أشار أحد الحجاج إلى برج المطار القديم على أنه برج دلة و يجب على الجميع متى ما رأوه النزول بالقرب منه و بعد ذلك بالسؤال سيصل الى مكان السكن ....

    ليس من العيب ان يخطئ الإنسان و لكن مايعيب هو الأنفة و التمادي في الخطأ و عدم الإكتراث بعقول الغير بأسلوب فرض الرأي وأستعراض العضلات الفكرية في ما ينفع و يضر ....
    أوربا كلها صفوف و لكن لم نرى فيها الغوغائية و الفوضى ... كما لم نر موظف أو بائع أفترى على مواطن (أيا كان جنسه أو شكله)أو تجاهله فالسادية المتناولة في بلادنا هي ما تجعلنا نندهش عندما نرى مثل هذه المعاملة هنا ... اناس مرحبين مبتسمين (حتى و إن كانت صفراء) ما يهم هو أنه يحسن أستقبالك و يقضى لك مصلحتك و انت موفور الكرامة و الإنسانية فأنت لست بصدد أن تصاهره كما أنهم خدومين لأبعد الحدود ومن النادر أن تلجأ لأحد و لا يتجاوب معك , هنا تتعلم أن تبرمج لنفسك و تعودها على أستغلال الوقت و تنظيمه و الإعتماد على نفسك في قضاء حوائجك من غسيل ملابس و نظافة الغرفة و إذا كنت تسكن في أحد مساكن الطلبة فلزاما عليك أن تكون مسئولاً لمدة أسبوع على نظافة الـ Common Room أو المطبخ من تنظيف أرضية و تغيير سلة القمامة و مسح منضدة الطعام و نظافة الممر بجوار الغرف .... كل هذا يحدث في أوربا

    أخيرا, أعتز بنفسي و باهلي السودانيين و وطني الكبير فنحن ماذال فينا الخير و طيبة النفس و لكننا نفتقد للعملية و المنطقية لذلك نجد أنفسنا منساقين وراء عواطفنا كثيرا فنجد أن أخطائنا دائما متكررة و تدور بنمط تقليدي حتى بات من الصعب علينا التخلص منها, فنحن نتعامل ببساطة مع أكثر الأمور جدية و العكس في الإمور الصغيرة (نعمل من الحبة قبة) ......
    تحياتي و سلامي للجميع

    (عدل بواسطة غباشي on 01-11-2008, 09:28 PM)

                  

01-14-2008, 05:15 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    Quote: أخيرا, أعتز بنفسي و باهلي السودانيين و وطني الكبير فنحن ماذال فينا الخير و طيبة النفس

    Thank you, Ghabashi.x
                  

01-14-2008, 08:13 PM

الزوول
<aالزوول
تاريخ التسجيل: 05-14-2003
مجموع المشاركات: 2463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    السلام عليكم

    تحية مرة أخرى أخي العوض
    وعدت بأن آني ببوست الأخ أبو جهينة إن لم يمر من هنا ويأتي به بنفسه
    ويبدو انه لم يقرأ البوست
    عموماً هذا هو المقال
    لصلته الوثيقة بموضوع البوست
    فقط هنا يركز على السعودية ويخصص مدينة جدة بدلاً من الدنمارك وأمريكاو أظن ان من حقنا لأن نطلق عليها محن سعودية ...
    ..........................
    مدينة جدة ،،
    الشقة لمغترب سوداني يسكنها مع زوجته و أولاده و بناته ،،
    شقة واسعة في حى من أحياء جدة القديمة ،،
    هو محسي من الشمال و هي من بنات الجزيرة ،،
    الإثنين في منتهى الكرم و الأريحية و الصبر و طول البال ،،
    يستقبلون المعتمرين في كل المواسم ،،
    و يستقبلون الحجاج و الحاجات ،،
    و يستضيفون بقلب قوي شجاع كل الزائغين من الحج و العمرة و العاطلين عن العمل و الهاربين من كفلاءهم ،
    و الحردانات أزواجهن إلى حين حضور الأجاويد ،
    كل هؤلاء من أهل الشمال و الجزيرة ،،
    لذا تجد الشقة خليط من الثرثرة ( باللغة النوبية ) و إنبهال الكلام بلهجة أهل العوض ،،
    و تأتيك أحيانا زخات من الدوبيت و المسادير منطلقة من الصالون ،،
    و تنطلق من حين لآخر أغنية باللغة النوبية من مسجل في ركن قصي بنفس الصالون ،، فيختلط حابل ذاك بنابل هذا.
    أهل العوض يعرفون أن البساط أحمدي ،، لأن ست البيت ( بنتهم و هم أخوالها و أعمامها ) ،،
    أهلنا المحس ،، ماخدين راحتهم بالكامل ،، فصاحب البيت ( ولدهم و إبن حتتهم ).
    اللغة النوبية تنطلق دون توقف و هذا ما يزعج أهل العوض و يجعلهم ( يطنطنون تحت تحت : و الله ما فاهمين التَكْتَح ). فيستعملون كلمات لا يعرف أهلنا المحس مغزاها فهي من الدارجة ( العميقة الموغلة في مفردات بيئة أهل العوض ) ، حتى أن واحد من عندنا سمع من واحد من أهل العوض كلمة ( متل أَتَكَنٌو ) فحسبها ماركة ساعة يابانية فحاول أن يسأل عن سعرها و يقتنيها..
    ( ها يا زول إنت بي صُحَك ولا بتهظر ؟ ) .

    عُمْرة في عز الحر ،، الشقة عامرة بأهل العوض و أهل الزوج المحسي ،، نساء و رجال ،، شيبا و شبابا.
    الصالة و غرف البيت ،، و السطوح ،، لا مكان يخلو من البشر ، كتل متراصة دون ململة.
    الصالون جردوه من الطقم و تم فرش المساحة كلها بالسجاجيد و الأبسطة و المخدات و الملايات و البطاطين و الألحفة.
    العمائم في كل ركن و معلقة خلف الأبواب على المسامير ،، و شالات من كل الأشكال و الأحجام ،، بعض العراريق موضوعة على المخدات لتجف من العرق ..
    تقبع حفاظة ماء كبيرة بالقرب من الباب و ترقد عدة أكواب بلاستيكية على الغطاء.
    حقائب من مختلف الأشكال و الأحجام تملأ الأركان.
    سلال النفايات البلاستيكية عامرة ببقايا الصعوط و قشر الفواكه و التسالي.
    المكيف الصحراوي لا يتوقف ليل نهار ،، تشفق عليه و أنت تسمع أزيزه فكأنه يشتكي لك من البلل الدائم و نشفان القش و السيور.

    الزوجة تقف منذ الصباح الباكر كعادتها كل يوم ،،
    تطبخ حلة ماكنة من ملاح الويكة ،،
    ثم ( تلخ ) عجينا لزوم القراصة و آخر لزوم الكسرة.
    الإبن الأكبر لا يجد كراسة الرياضيات ، فقد أخذها إبن خالة أمه و إقتطع منها عدة ورقات لزوم ( تضريبات المنصرفات ) ثم رمى بالكراسة تحت السرير.
    حوض الغسيل مسدود و المياه طافحة و سائلة حتى باب غرفة النوم بسبب إستفراغ حاج عبدالله فيه إستفراغا كثيفا بعد إن إلتهم ( خمسة سندويتشات شاورما ) يبدو أنها كانت بايتة و مليئة بالمايونيز المضروب.
    المسجل الجديد في البيت لم يعد يعمل ، فقد وضعه أحدهم على خط 220 فإحترقتْ فيوزاته.
    إشتبك ( صالح ) مع ( الخير ) لأن الخير إنطلق ( يدوبي ) بأعلى صوته فإنتهره ( صالح ) : إنت هسع مش جيت من بيت الله ؟ أقرا ليك قرآن ولا حديث يا أخي ،، بعدين صوتك دة مزعج خالص.
    إنتهى الإشتباك بأن أقنعوا ( الخير ) بالذهاب للسطوح لإفراغ موهبته ، فخرج و هو يهجو ( صالح ) بأبيات من الدوبيت و هو يضغط على مخارج حروفها كمذيع برنامج ( البادية ) حتى لا يلتقط ( صالح ) معانيها.
    الحاجة بتول تصر على أن تترك ست البيت عملها في المطبخ و تناولها غويشات و ( أحفظ مالك ) و الخواتم التي تخص حفيدتها لتملأ عينيها من الأصفر الرنان.
    ( إسماعيل ) يحاول جاهدا أن يفهم فئات العملة السعودية ، فهو لا يعرف الفرق بين الفئات الورقية ، فقد إشترى علبة بيبسي و أعطى صاحب البقالة البنغلاديشي ورقة ( أم خمسين ) دون أن ينتظر الباقي و رجع إلى البيت و هو يتجشأ غازات المشروب ( و يصر عينو بعد كل تجشؤ ) ..
    أحد الجيران المصريين ، يشتكي لصاحب البيت بأن إثنين من الضيوف طرقوا باب شقته منتصف الليل و هم يصرون على أن هذه هي شقة الزول ، حتى و بعد أن أتى المصري بزوجته و عياله و قال لهم : أنا صاحب البيت يا قماعة ، شأتكو التانية اللي في الوش دي ،، حرام عليكو ،، عاوزين ننام بأة ..
    البنت الصغيرة و هي تبكي لأمها : يمة ،، الراجل أب صلعة داك أكل كيس الشيبس بتاعي كلو.
    (حمد ) بأعلى صوته من الحمام : يا جماعة صابونة الجن دي قدر ما أدسها ما ألقاها.. و بعدين منو دة البيستعمل بشكيري دة ؟
    يرد عليه ( جبريل ) بصوت خفيض و هو يغمز ( لبابكر ) : الصابونة ما بتاخد معاهو غير دعكة واحدة أب جسما زى أبو القنفد دة ،، هو بي نضمو دة عاوز ليهو صابونة شحدة ساي.

    ( كرار ) و هو يضحك حتى يستلقي على قفاه و هو يشير بأصبعه إلى رأس ( السر ) المحلوقة و قطع من القطن تتناثر في عدة أماكن من رأسه : إنت الزول دة حلق ليك بي أسنانو ولا شنو ؟
    جو الصالة يعبق برائحة غريبة ، فقد أشعلتْ الحاجة زينب قطعة من القماش لتستنشق دخانه مقتنعة بأنه علاج للصداع النصفي الذي يلازمها منذ زواجها من ( صابر ) ذو الثلاث زوجات قبلها تحت إلحاح أبيها الطامع في ثروة ( صابر ). لا تبالي بإحتجاجات بقية النساء و تواصل الإستنشاق و هي تقول : ربنا ما يوريكن وجع الشقيقة دة ،، و الله لو قالوا ليكن إتبخرن بي بعر غنم كان ما بتابَنٌو. حاجة ما بتتقابل.
    و تشد نفسا عميقا حتى تدمع عيناها.
    ( الرضية ) تدخل خلف ست البيت في غرفة النوم ، و تطلب منها على إستحياء سلفة لأنها ترغب في شراء ( تياب و شباشب ) للمتاجرة بها في الحلة بالسودان. ست البيت و هي محرجة تعتذر لها و تقول : و الله زوجي ليهو شهرين ما أدوهو الراتب ،، بيدوهو على قدر مصاريفنا.
    فتلوي الرضية بوزها و تخرج و هي تتمتم : تلقاكي خاتاهن رُزَم رزم.

    منتصف الليل ، ينطلق شخير ، بدأ منخفضا ، ثم بدأ يعلو شيئا فشيئا من الصالون ،، فينطلق الإحتجاج من سكان الغرفة المجاورة ، سرعان ما هدأتْ الإحتجاجات فقد بدأ صوت شخير آخر بغرفة المحتجين يفوق درجته ذاك الآخر بأكثر من درجة على مقياس ( شِخْتَر ) ..
    ( الحاجة سكينة ) تتسلل إلى المطبخ لتسكت جوع بطنها ، فهى قد حردتْ العشاء بعد ملاسنتها مع ( الرضية ) بسبب إنتقاد الثانية لها بأن ( توبها ) ما توب واحدة في عمرها. تصطدم بحلة كبيرة على الأرض فيتحدث صوتا إيقظ ست البيت التي جاءت مهرولة إلى المطبخ ،، مما حدا بالحاجة سكينة بأن تتظاهر بأنها تريد أن تشرب الماء ،، فناولتها ست البيت ( جك الماء ) فكرعته كله حتى تنسى الجوع ، و عادت إلى فراشها و هى تلعن الرضية و تلعن المكابرة...
    ينتهي موسم العمرة ..
    و تبقى الشقة كميدان معركة إنجلتْ لتوها ...
    لتستعد لموسم آخر ..
    ...............................................


    شقة مغترب ... ( بانوراما )



    وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
                  

01-21-2008, 05:42 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    الأخ الزول
    شكرا لك لاتحافنا بهذ القطعة الأدبية الرائعة لأستاذنا أبي جهينة. أرجو أن يسمح لي زمني بالعودة لهذا البوست.
                  

01-21-2008, 09:45 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    الاخ العوض
    سلامات
    ويشارككم قاريء آخر من استراليا الاهتمام بمحن شوقي بدري السودانيه:
    Quote:

    Last Update 20 يناير, 2008 10:09:37 PM

    محن سودانية

    عوض مختار/ ملبورن/ أستراليا
    [email protected]

    طالعت مقالات العزيز شوقى بدرى...محن سودانية ....فأعجبت بها ووقعت موضع الجرح الذى يدمى بدنى كله ...فهلا سمح لى الأخ شوقى بدرى بمشاركته العنوان ....محن السودان والسودانيين لا تحصى ولا تعد ....يكون العمل طيبا لو تقاسمنا مع الأخ شوقى هذه المحن ....وما أكثرها ....

    محن جماعية ....محن فردية .....محن أسرية .....محن وزارة التربية ....محن وزارة الصحة ....محن الأمن ...محن حتى فى لعب الأطفال ... مثل شلين والثعلب فات فات ...والمحنة الكبرى التى محّن بها السودان العالم كله ....محنة دارفور)

    لا أريد أن أكتب فى المحن النابعة من أفراد أو المحن الشخصية فقد (فقعوا بها مرارتنا )...لأن فى رأى كل المحن وفى أى مثاق كانت ....جاءت نتيجة أخطاء تربوية سواء كانت تربية أسرة ...أو مدرسة ...أو دولة ..وهذه المحن هى فطرة صاحبتنا منذ النشأة وأصبحت سلوك وثقافة يصعب التخلص منها ....

    (ينشأ الزول فطرتو حسب مرباه عادة جده نحل أباهو نباهو يلبس توب قبيلتو رضاهو ولا أباهو ) هكذا نشأنا وتربينا على المحن ...

    ( تسلم يا أب عاج أخوى يا دراج المحن )

    ويهتز نميرى طربا ....(ويهز ويرقص ويعرض منتشيا ) وكلنا يعلم إن أبو عاج (كديس ) ويستدرج نميرى المحن ....شيوعيا قحا ....ويغدر بهم ويقتلهم ...إسلاميا قحا ويغدر بهم ويقتلهم ...الهادى المهدى ....محمود محمد طه ...ويمحنا ويبلينا بقوانيين سبتمبر ...والمقطع لا يعنى ما عناه عمر الحاج موسى حين قال لنميرى (وعمدوك كجورا أعظم ) فى هذه الحال قد يعنى الشاعر عاج الجنوب ...

    كما ذكرت لا أريد أن أسترسل فى المحن الخاصة ...لكن هناك ثلاث محن أحب أن أستدل بها على ما أنوى الكتابة فيه ..

    المحنة الأولى ......

    سودانى اسمه جادين ....يعمل لدى كفيل سعودى وأختلفا ... ثم أبعد السعودى عامله جادين إلى السودان ...ومرت الأيام و يلتقى السعودى بجادين وهو يعمل فى محل تجارى ...سلّم السعودى على جادين بإسمه ..أنكر جادين معرفته بالسعودى ....وتجادلا فقال جادين للسعودى أول حاجة أنا إسمى حسين مش جادين (ولم يتمالك السعودى نفسه من الضحك ثم قال (والله دى محنة الواحد يسافر جادين ويرجع حسين )

    نبعت هذه المحنة من إدارة الهجرة والجوازات ....ومن وزارة الصحة قسم الإحصاء والسجلات ....وشاركت فيها الأسرة التى لم تربيه على الصدق ....وشاركت فيها ظروف السودان السياسية والإقتصادية التى إضطرت جادين وساعدته بأن يغترب متى أراد وكيف شاء ...حجة وزوقة ...عمرة وزوقة ..يحج جادين ويعتمر حسين ....

    المحنة الثانية ....

    ذهب رجل دين إلى جبال النوبة فوجدهم يضربون مواطنا ضرب غرائب الإبل ....ولما سألهم ماذا فعل قالوا سرق تعريفة .,..فما كان من رجل الدين إلا وأن أعطاهم التعريفة وقال (أحيانا تبالغون يا معشر النوبة ).

    فى السودان تسرق تعريفة ....تضرب هكذا ...لأن هذه أخلاق الناس عندما كانت بكرا فى كامل طهرها ....

    تسرق سيارة لا شىء ..

    تسرق أراضى ....تصبح وزيرا ...

    تسرق محافظة تصبح واليا ...

    تسرق ولاية تصبح وزيرا ...

    فى السودان ....سرقوا مصانع ....وزارات ...طرق .....منظمات ...سرقوا الدولة كلها ...إنها محن ....محن ...محن ....

    المحنة الثالثة ....

    فى أستراليا ...طالب البعض بطرد السودانيين ....من بين كل الناس طالبوا بطردهم ....الأستراليون جاؤوا من مئتى دولة ...والسودانيون يطلبون من الحكومة الأسترالية المزيد من تهجير السودانيين( طلبوا العكس تماما ) ...إذا (ما بتفهموا كمان كرامة ما عندكم ) بدلا من أن يسألوا أنفسهم لماذا أرادوا طردهم ذهبوا يحتجون ... محن ....محن ...محن ....وهاهم يحملون الجنسية الأسترالية فى سنتين ....ويطردون بعضهم من رابطتهم ....بإسم الأعضاء المؤسسين ...كأنهم قد أسسوا أستراليا ....(.........) ...(.........) ...(.........).....فى أى لجنة تتشكل بطريقة عنصرية ...(.........) ....(.........)...(.........)...لكل من يحاول إقصاء البعض.

    فى بريطانيا عرضوا لهم تذكرة زائد ألفى جنيه إسترلينى زائد وظيفة فى السودان براتب مليون جنيه ولمدة ستة أشهر تدفعه بريطانيا .....ورفضوا العودة الطوعية ...ما زال العرض مستمر ...محن .....محن ...محن ....ويطردون معلمة جاءت لتشارك فى تعليم متطور ....تعليم عصرى ....وليس تعليم لمس الولد الأسد ...ما هذا الكذب الذى ندرسه للأطفال... ويستغرب العزيز شوقى المحن ...نحن ندرسها فى المدارس ....

    وتتوالى المحن ....إدريس دبى وحكومته ....التى وصلت للحكم من السودان ....ومن داخل أراضينا ....يهدد بضرب السودان ....كذلك أفورقى الذى حملت له كراسى الرئاسة من بلدنا يتطاول علينا ...أصبحنا مهزلة فى دول الخليج ....نقتل فى ميدان المهنسين المصرى ....وكلما غضب العقيد طردنا من بلدهم ....ونعرض رقيقا جاهزا للبيع فى فرنسا.... وأميركا تأخذ 7000 طفل (ولم تدفع الثمن؟) محن ...محن...محن....وفى العراق وقد هجرها أهلها بحثا عن وطن آمن ...ما زلنا هناك ....وتستمرالمحن تطاردنا حيثما ذهبنا ...وكلما حلت بنا مصيبة يقول دكتور الترابى إنها إبتلاء...إنها نتيجة ثقافتنا ...يا دكتور حسن ....

    إذا ما وردنا منهلا صاح أهله علينا فما ننفك نرمى ونضرب

    لماذا تحولت هذه المشاريع إلى محن ....محن...محن..

    1)شركة مصانع لحوم كوستى تأسست قبل نصف قرن ....وحتى اليوم يصيح الكمسارى ....شركة اللحوم نازل..

    2)تجفيف الألبان ..

    3)تعليب الخضر والفاكهة.

    4)قنال جونقلى.

    5)تعلية خزان الرصيرص.

    6)مشروع سندس.

    7)ترعة كنانة والرهد .

    8)مشروع ساق النعام .

    9)مشروع سكر ملوط .

    10 )مصانع النسيج في كوستى والدويم ومدن أخرى ...

    11)والمحنة الكبرى سد كجبار ....لماذا نعترض على قيامه..

    المحن التى تسببت فى فشل هذه المشاريع هى نفس المحن التى تسببت فى فشل نواحى الحياة الأخرى ...مبانى سيئة ....مدارس أسوأ ....طرق رديئة مستشفيات أكثر رداءة ....سيارات متهالكة بشر متهالك ...محن ....محن ...

    ونواصل معا عزيزى شوقى بدرى

    و التحيايا للحبيب شوقي بدري
    ويا شوقي لو مريت من هنا صديقك الكردي لم يتصل لليوم يبدو راجل ماعنده كلمة.
                  

01-22-2008, 04:55 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    شكرا يا تراجي على هذا النقل. الظاهر انو نحن فعلا محنا كتيرة.. هسع غطت اوروبا و امريكا الشمالية و استراليا.
                  

01-23-2008, 04:33 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    يواصل الأستاذ شوقي بض حاياته عن محن السودانيين التي تأتي ظريفة و إيجابية هذه المرة:
    Quote: صور من الدنيا

    شوقي بدري
    [email protected]

    في عام 1992 ظهر أحمد الفكي في منزلي بقامته النحيلة ولم نكن قد تعارفنا من قبل بصورة شخصية. وكان يكتب كشيوعي في صحيفة الميدان ويشارك الحاج وراق في إصدار صفحة كاملة، كانت تربطه صداقة بشقيقي الشنقيطي رحمة الله عليه وبقية العقد الفريد من الزملاء لذا صار السكن مع بعض سالكآ. إنضم إلينا مجموعة من المناضلين الآخرين بعد مدة.
    في أحد الأمسيات أتي أحمد مبتسمآ بل منتشيآ بالرغم من أنه كان محبطآ في الصباح وربما بسبب البعد عن الأولاد والزوجة والتي هي صيدلية وشيوعية . أحمد قال ضاحكآ والله البلد دي أحسن بلد، أنا من صغير أي زول حاقر بي، في المدرسة ، في الحلة ، أول مرة في حياتي زول يخاف مني! السويديين في الليل يخلوا لي الشارع؟ .

    وهذا كان بعد ان قام الاخوه الصوماليين بقتل عدة سويديين . وشاهد السويديون ما قام به الصوماليون بالجنود الامريكان .
    في الستينات سمعنا عن مجموعة السودانيين الكبيرة التي سبقتنا إلي ألمانيا وأحد هؤلاء السودانيين كان ضعيف البنية ولكن قلبه حار. تعرض للضرب عدة مرات بواسطة الألمان وصار يجد الإستفزاز والإستخفاف. والكثير من الألمان يميلون للعنف خاصة بعد الشراب وبعضهم لا يزال يعيش إحباط هزيمة الحرب.
    صديقنا السوداني بعد أن وجد الإحتقار والإستفزاز والضرب خاصة أمام صديقته حل الإشكال بطريقة عملية، فقد إبتاع "سكينين" بنفس الشكل والحجم. وعند أول إستفزاز قام بكل بساطة بإخراج السكينين وطلب من الخواجة بكل بساطة من الخواجة أن يوقف الكلام ويحسم الأمر بمعركة رجولية. إنصرف الخواجة مزعورآ وسط ضحك الجميع وإرتاح صاحبنا وعرف بالرجل الذي علي إستعداد للقتل أو الموت.

    الألبان عادة يستقوون علي الآخرين ويعتمدون مثل الإخوة الصوماليين علي كثرتهم العددية وعصبيتهم ووقوفهم كمجموعة متحدة ضد الآخرين. إثنين من الشباب السودانيين طالبي اللجوء في التسعينات تعرضوا لمعاملة سيئة وإحتقارآ وتغولآ علي حقوقهم في أحد معسكرات اللاجئين من الألبان. تفتقت أخيلة أحدهم عن حيلة جميلة إذ قام بشراء كمية كبيرة من الكبدة وهي عادة رخيصة جدآ في أوروبا علي عكس السودان وبعض الدول. وطلب الشاب من صديقه أن يقوم بنفس حركاته ، وضعوا الكبدة علي طاولة وقلب عيونه وأصدر زمجرة وكأنه مصاب بنوبة سعر وهجم علي الكبدة قضمآ ونهشآ والدماء تسيل من فمه وعيونه تزيد إتساعآ وحركة ، وبدأ زميله ينازعه في الكبدة ويصدر زمجرة أعلي وعندما خلصت الكبدة حاول أن ينازع صديقه علي ما بين أسنانه. تدافع الألبان نحو الباب وسقط بعضهم وصرخت سيدة ألبانية وخطفت طفلها وهربت. وإستلقي السودانيين وكأنهم فهود ترتاح بعد حفلة صيد. وإلي أن تركوا المعسكر لم يقترب الألبان منهم.


    http://sudaneseonline.com/sudanile26.html
                  

01-29-2008, 08:18 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل (Re: Elawad)

    مقالة جديدة للأستاذ شوقي بدري:
    Quote: محن سودانيه

    كتله الخواجه

    شوقي بدري
    [email protected]

    نحن السودانيون نصر ان نعيش فى اى مكان بمفاهيمنا وقوانينا وطريقه حياتنا . واى حاجه ما بتناسبنا بنعتبرها غلط ونصر اننا نعيش فى اى حته فى العالم ذى كأنه نحنا لسه فى السودان . والما عاجبه الكلام ده نقد ليه عينو .

    مرات تلاقى سودانى زعلان وقد يسب ويشاكل خواجه لانه مره عليه وما سلم . والخواجه يكون ما بفكر فى اى شئ خطاء والخواجه قد يمر على اخوه ود امو وابوه بدون ما يسلم عليه وبدون ما يشوف فى غلط

    الاخ سيد ساجد من اهلنا فى القويلد تقاعد رحمه الله عليه فى الثمانينات واخذ معاشه البحرى كبحار . وسكن فى مالمو وشاركه فى الشقه الاخ احمد مجذوب من كسلا الذى انتقل بجوار ربه هذا الصيف . كما شاركهم السكن فاروق الحلفاوى الذى كان يعيش فى فترة ما بين عملين بين وظيفتين وتتكفل النقابه بدفع مرتبه . وكان كالعاده يزورهم كثير من الاخوان . والحله والونسه والموسيقى مدوره .

    وبعد فتره يستدعى البوليس الاخ سيد صاحب الشقه للتحقيق معه . لان جارهم السويدى وجد ميتاً فى شقته وخطاب يقول انه قد كره الدنيا بسبب جيرانه السود وقرر الانتحار ونفذ عمليه الانتحار . السويدى كان يمر بفترة احباط وطلاق وظروف نفسيه ضاغطه . وكان يحاول الخلود الى الراحه والاستجمام . الا ان جيرانه السود يعزفون موسيقى واغانى رتيبه لمده اربعه وعشرين ساعه ونغمات لا تتغير . ويهمهمون كل اليوم بكلام غريب ثم يرتفع صوتهم . وهم يتنقلون كل اليوم بملابسهم الفضفاضه البيضاء مما يجعله يحس بانه فى الجحيم وان هؤلاء الناس لا بد انهم يكونوا ملائكه فى الجحيم لتعذيبه . وحتى بعد ان يأخذ حبه منومه ليرتاح يستيغظ على صوت خبط شديد .

    واخيراً قرر السويدى ان يرتاح من الدنيا ومن السود اللذين يشاهدهم من بلكونته التى تواجه بلكونتهم ويفصلهم عدة امتار . البوليس كان يعرف ان هؤلاء الناس لم يقابلوا السويدى ولم يحسوا به والقانون لا يعاقبهم ولكن حسب اللوائح كان من المفروض ان يستفسر الامر .

    وبعد ان تناولت الموضوع مع الاخوه وبقيه الزوار . عرفت ان للاخ سيد رحمه الله عليه طقوس خاصه فى الاكل . فعندما ذهب بعض الشباب الجدد لاخذ الاخ الريح البلوله لمأدبه غداء عند الاخ سيد وجدوه قد وضع الطعام على الطاوله فى شقته وطلب منهم الاكل . لان الاخ سيد لا يبداء فى طهى الاكل الا بعد حضور الضيوف . والحله توضع على نمره واحد لكى تأخد اربعه الى سته ساعات فى النار . فى هذه الفتره يكون النقاش والموسيقى السودانيه والغلاط وقد ترتفع الاصوات . وبالسؤال عن الخبيط الذى اقلق منام السويدى كان الرد ما انا كل ربع ساعه بدى الحله صوطه وبدى الحله طقه طقتين بالكمشه . شنو يعنى ما نطبخ كمان , ده سويدى مجنون ياخ .

    فانا مثلا بالرغم من اربعه عقود في بلاد الفرنجه اظلمهم في بعض الاحيان و اخذ الجميع بجريرة البعض . قبل سبعه سنين ، انعقد مؤتمر عالمي في جامعة لوند لمناقشة مشاكل القرن الافريقي و دعيت له شخصيات عالميه و بروفيسرات .و صار هذا تقليدا يحدث كل سنه .

    كان المتحدث الاول عمدة مدينة لوند . و وزير التعليم السويدي . و مسئول العلاقات الافريقيه في البرلمان الاوربي اولا اشميتس . فبدأ اولا شميتس حديثه بانه ابن فلاح و لم يكن يعرف الكثير عن السود و الافارقه و انه درس في جامعة لوند في نهاية الستينات و بداية السبعينات . و يسكن الان كجار لاحد الافارقه .

    عندما كان ابني فقوق في دار الحضانه كنت اشاهد سويدي يأتي لاخذ ابنه . ثم بدأت اشاهده عندما بدأ ابني المدرسه و في المعسكرات الصيفيه . و تمارين كرة القدم و الهوكي . و الدورات الرياضيه التي تأخذ عدة ايام و معسكرات التدريب .

    و بالرغم من انني كنت احيي والد فريدريك زميل ابني فقوق الا انني كما كنا نقول في السودان ( استبوخه ) و ارد عليه باقتضاب . و اقول لزوجتي ( الراجل ده مضيقها و طوالي مستعجل و عامل مهم . و مره مره بربط ليه كرفته ) و الكرفتات دي في السويد ما عاديه .

    قبل فتره في التلفزيون السويدي اشوف ليك اولا شميتس في اجتماع البرلمان السويدي مطير شكله مع رئيس الوزراء و الاثتين من مدينة مالمو . و كان يتكلم بصفته احد زعماء الحزب الليبرالي .و ده جاري والد فريدريك .

    في دوره تنافسيه لكرة القدم استمرت ثلاثه ايام في مدينة هلسنبورج علي بعد سبعين كيلومتر من مالمو كنت اشاهد جاري اولا شميتس طيلة اليوم لان ابنه حارس المرمي . و في المباراة النهائيه انتقلنا الي مدينه علي بعد عشرين كيلومتر لاكتشف ان ابني فقوق قد نسي الكداره في هلسنبورج . فاقترح اولا شميتس ان ياخذ فقوق لاحضار الكداره . فقلت له بتأفف ( و ليه تمشي انته ؟ ) فقال ( لان فقوق لاعب مهم و هو يعرف طريق قصير و له درايه بالمنطقه ) فقلت له ( هذا ابني انا ، و انا اعرف المنطقه ) . و النتيجه انني ضعت و عندما رجعت كان الماتش قد انتهي و النتيجه الهزيمه لان فقوق لم يكن موجودا . و لم يقل اي شخص اي شئ . وده لو كنت انا او اى واحد سودانى تانى لكان الكلام ما قلنا ليك وفهمناكم وما بتعرفوا وما بتفهموا . .

    قبل سبعه سنوات المت بنا عاصفه قويه و عندما حضرت في الصباح الي المنزل، لاحظت ان بعضا من بلاط السقف ( مارسيليا ) قد اختفي . فقالت زوجتي ( انته زايع و البيت عاوز يطير ، العربيه الواقفه في اخر الشارع دي بتصلح البيوت . امشي اتكلم معاهم ) .

    و وجدت شاحنه صغيره عليها اسم شركه . فابتدرني صاحب العربه ( انته البيت الفي الزاويه . عندك زي عشرين بلاطه طاروا من الجزء الشمالي و زي اربعتاشر بلاطه من الجزء الجنوبي . دي المنطقه فوق البلكونه . لانو كان في ضغط علي السقف عن طريق ا لبلكونه . عندنا بيتين حنخلصهم و نجيك ) فقلت له ( انته طبعا كل يوم بتصحي من النوم و تتمني حاجه زي دي تحصل للناس ) . فلم يرد علي .

    و بعد ساعتين طرق الباب ثلاثه اشخاص و طلبوا مني ان احضر لهم السلم و بلاط اسبير لان كل البيوت عندها بلاط اسبير . فاعطيتهم البلاط و انا اتحسس الخمسمائه دولار التي في جيبي و اتمني ان تكفي لان اليوم احد . و لان المطر كان يصب في شكل رذاذ متواصل و الريح البارده تصفع الوجه فذهبت لاستلقي علي الاريكه . و حضر المهندس و طلب شاكوشا من المطاط . فقلت له و انا لا ازال اتحسر علي الخمسمائه دولار ( انتو حكايتكم شنو ، عده ما عندكم ؟ ) .

    و بعد ساعتين من العمل المتواصل في البرد و المطر كان السقف قد اكتمل . فسالت عن الاجر و كان الجواب ( اي اجر نحن جيرانك ) و بالرغم من اصراري رفضوا ان يقبلوا اي شئ . بل رفضوا صندوقين من المشروبات ودى كانت طبظه اكبر كلما اتذكرها اخجل . اكتشفت فيما بعد ان احدهم طبيب و الاخر مهندس و الشاحنه تخص شركته ، و جار ثالث .

    في بعض الاحيان افكر . اولا شميتس الذي يسكن علي بعد خمسين متر مني يمر امام بيتي عدة مرات في اليوم . و لاننا ازلنا السور المكون من النباتات المتشابكه و جعلناه قصيرا فهو يشاهدنا طيلة الصيف بالسراويل و العراريق و جلاليب و طواقي و ناس سافه و ناس راقده و شيه و كترابه و صحانة باشري و مفروكه و الناس تاكل بايدينا . و شفعنا و شفع اصحابنا جايطين المنطقه كلها . لدرجة انه احد الاخوه قال لي ( انته يا شوقي اولادك ديل اليوم كلو في الشارع عجلات و كوره و جري و كوراك ، ما بتخاف ) فقلت له ( بخاف جدا ، بخاف علي الشارع و الناس منهم ) .

    حسي لو جاء هندى او كنقولي او خواجه و سكن وسطنا في امدرمان و سقفو طار ، في دكتور بمشي يعزيهو خليه يصلح ليهو بيتو !! و لا في زعيم حزب بقول ليهو امشي اجيب جزمة ولدك !! و الغريبه انا مستبوخو و ما عارف ليه ، الراجل ده ما عمل لي اي حاجه بطالا . بسلم و مرته بتسلم و بتتكلم بأدب . و قبل فتره لمن مشيت المطار استقبل بنتي الجات من شمال السويد شفته زوجة جاري ده مقابلنها بي ليموزين و هيلمانه ، الظاهر برضو عندها وظيفه كبيره .



    نواصل ...

    شوقى ....


    http://sudaneseonline.com/sudanile26.html
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de