الزغـاوة سَـــرَقة إبريق النبي ( ص )

Quote: الأخ الكريم الصادق ضرار تحية طيبة مباركة أرجو أن انضم إلى قائمة المعجبين باسلوبك الأدبي الراقي، وأن أثمن عاليا منهجك في تسليط الضوء على بعض خبايا حياتنا الإجتماعية التي - شئنا ام ابينا- تشكل جزءا من وجداننا وشعورنا الباطن، اختلف مع الأخ ابوعسل في ما ذهب إليه واعتقد أن انجع السبل لمعالجة هذه التعرجات المعتمة في حياتنا هو تسليط المزيد من الضوء عليها، وعلى سبيل المثال فقد كان احد الإخوة من اهالي جزيرة ناوا في الشمالية والذين شاع بانهم سحاحير، يضع صورة كبيرة في صالون منزلهم دبلجت بطريقة فنيةلتظهر والده فاغرا فاهه وفي داخل تجويف الفم صورة صغيرة اخرى لهذا الأخ وهو طفل صغير، كأنه يقول للزائر اهل بك في بيتنا واحترس فقد التهمي ابي من قبل!!! أما قبيلة الزغاوة فلا أظن أن مثل هذه الروايات تحط من قدرها الذي حفرته باظافر المثابرة والإجتهاد فانا أجزم بأنني لم اعرف في السودان قبيلة أكثر ضربا في الأرض من قبيلة الزغاوة، حتى شاع عنهم أنهم شوام السودان في اشارة إلى الشطارة في التجارة والمهنة الحرة، وإن كان ذلك ليس حكرا على قبيلة الزغاوة وحدها فانا من بين المعتقدين أن من نعم الله على مجمل دارفور أنها بعدت مكانا من المركز الذي اتخذته الحكومات المتعاقبة مقرا لها، والبعد الجغرافي خلق بعدا نفسيا هاما من وظائف الخدمة المدنية( الاسم الكودي لتجارة الرق الجديدة) ودفع بقبائل دارفور إلى الحرفة اليدوية وامتهان التجارة، بينما تم استرقاق أهلنا الشماليين في وظائف الحكومة حتى أًٌثر عن الراحل عبدالخالق محجوب القول بان الشايقية قبيلة يطارد نصفها نصفها الآخر، في اشارة إلى عمل الشايقية بالبوليس والجيش واهتمامهم المبكر بالتنظيمات العقائدية، ولعل ذلك مما فات على فطنة الإخوة الذين توفروا على كتابة (الكتاب الأسود) المشهور. عفوا للإطالة ولكن الموضوع عميق وارجو ان تتوافر عليه بالإضافة وعميق طرحك الجميل. ولك مودتي.