في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2007, 04:51 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم انا نشهد ان الموت حق و الجنة حق و النار حق و البعث حق و عذاب القبر حق وحق كل ما قلت حق فى كتابك او على ألسنة رسلك. اللهم انك خلقت الموت و الحياة لتبلونا اينا احسن عملاً وامرتنا ان ناتى مايرضيك قدر إستطاعتنا و ان نبتعد عن معاصيك ما استطعنا و انت الغنى الحميد لا تكلف نفس الا و سعها. اللهم انا لانقول الا ماقلت انت و قولك الحق " و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله ، كتابا مؤجلا" ، وقولك " و بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون". اللهم لك الحمد و لك الشكر على قضائك و قدرك. اللهم لا تفتنا بعد فاروق و لا تحرمنا أجره و افسح له فى قبره و أجعل قبره اول منازل الجنة. اللهم اّنسه فى وحشته و سله فى وحدته و انقله اللهم من وحشة و ظلمة اللحود الى مراتع الضياء و الخلود فى سدر مخضود و طلح منضود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة.
    اللهم ان فاروق عبدك بن عبدك بن امتك حل بك ضيفاً اللهم اكرم نزله ووسع مدخله و حول سيئاته حسنات فى موازينك.
    انعيك اليوم اخى و حبيبى و قرة عينى و رفيق دربى فاروق كدودة و انت تتوارى عنا فى هذا الظرف الحرج من ظروف أمتنا و تلتحق بالرفيق الاعلى بعد ان ضاقت بك الحياة و لم تضق بها وأستعصيت على الصعاب و المصائب و لم تهرب منها أو توهن أمامها، تحملت قدرك فى هذه الحياة بصبر الصالحين و يقين المؤمنين، حملت امانتك وما كنت خوانا و انت تعلم ان الله لا يحب كل خوان اثيم، واجهت موقعتك و ما كنت جبانا و انت تعلم ان الله يحب الصابرين فى البأساء و قلت قول الحق فى وجه الطفاة و الظالمين و انحزت لقضايا شعبك و الضعاف من خلق الله بعد ان تخلى عنهم من كنا نحسبهم مكلفون برعايتهم وما خلقو الا لذاك، و لكن حسبنا الله و نعم الوكيل. اللهم انا نشهد انه كان عفيفا و نظيفا و لطيفا، حفى بخلقك، متواضعاً، خلوقاً لا يفوته واجب و لا يعرف التقصير ولا خيبة الضمير ولا نزكيه عليك. اللهم اسكنه غديرا و اسقه نميرا و طهره تطهيرا.
    ان فقدى لك اخى و حبيبى كدودة موغل فى الخصوصية كخصوصية علاقتى بك التى امتدت خلا كل فترة التسعينات عقب عودتى من بريطانيا فى العام 1990. لقد جمعنى بالدكتور كدودة النزعة الى التقدمية فى الفكر و التحرر فى التفكير و الميل الى استخدام العقل هبة الله الى البشرية و الامانة التى عرضت على السموات و الارض و الجبال فأشفقن منها وأبين ان يحملنها و حملها الانسان ليوقع على نفسه الظلم و يحق عليه الوصف بالجهل. كنت بداية التسعينات استاذاً للبنوك و التمويل بجامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا و رئيساً لشعبة البنوك بكلية الدراسات التجارية و كنت فى نفس الوقت أستاذاً مشاركاً بكلية لاقتصاد و العلوم الادارية بجامعة امدرمان الاهلية التى كان يجلس على عمادتها البروفسير فاروق كدودة. و هو للامانة و التاريخ كان اخر البروفسيرات الجد جد فى ذلك الوقت لرصانته العلمية و بحوثهالجادة و مقدراته الفكرية و الانسانية و تواضعه الجم وقد كانت ام درمان الاهلية حتى ذلك التأريخ المعقل الاكاديمى و العلمى الوحيد الذى ظل متمترساً و عصياً على يد الدولة التى اعملتها تمزيقاً و تدميراً فى مؤسسات التعليم العالى. ظلت الجامعة الاهلية الوحيدة التى تستقطب بكرم و اريحية و إحتفاء كل الكوادر المهنية و العلمية التى طردتها الانقاذ من الجامعات الحكومية بسبب و بلا سبب. وفى مقدمة المحتفين فقيدنا الانسان فاروق كدودة. فى حين كانت الانقاذ تنتقى افذاذ العلماء و الباحثين و تلقى بهم فى الشوارع بلا رحمة و لا وخذة من ضمير كان فاروق كدودة و الطاقم الفريد من جامعة امدرمان الاهلية يستقبلون هذه الجموع بشجاعة الرجال و مسئولية العلماء. رحم الله استاذى و حبيبى البروفسور عبد الرحمن ابو زيد و رحم الله الانسان الخلوق ملح الفكر و المجتمع قشاش دموع الببكن و مقنع الكاشفات الاستاذ حذيفة الصديق عمر مدير مركز الدراسات السودانية بجامعة امدرمان الاهلية. خلال هذه الفترة توطدت علاقتى الفكرية و المهنية و الاجتماعية بفقيدنا الراحل و عرفته عن قرب. مما زاد القرب قرباً بدأت الانقاذ فى تجهيزى للقذف فى الشارع اذ عقب اعفاء البروفسير احمد الامين عبدالرحمن و تعيين عز الدين محمد عثمان خلفاً له بدأت الانقاذ التمكين فى جامعة السودان فأعفيت من رئاسة القسم وأعقبها اتهامى بعدم اطاعة قرارات الدولة بالتعريب و الاستمرار فى التدريس باللغة الانجليزية و لكن ثالثة الاثافى عندما تم كسر دولابى بالمكتب و سرقة نتائج الطلاب و العبث بها تمهيدا لإدخالى فى جحر ضب. اتصلت بالدكتور كدودة الذى انفجر ضاحكاً و قال لى بالحرف الواحد " انت الان فى بداية خط الانتاج، خارج نفسك و مكتبك بالجامعة الاهلية موجود و رئيس قسم كمان" و قد كان. تقدمت بإستقالتى و التحقت بالاهلية و لا أدرى حتى الان ان كانت استقالتى قد قبلت ام لا. خرجت و لسان حالى يقول ما قاله حبيبى و قرة عينى سيدنا محمد (ص) عند خروجه من مكة. ان جامعة السودان كانت حقاً احب الجامعات الى و لو لا انهم اخرجونى منها ما خرجت. هكذا سنن الله فى الارض. ثم بدأت رحلة القرب من الفقيد الذى كان موسوعة فى العلم و الفكر. تعلمنا منه و نحن فى هذه السن المتقدمة من العمل الاكاديمى الانضباط و المهنية و حب البحث و المعرفة و الكثير من الحكمة و تعلمنا منه اكثر ان لا تضيق مواعيننا بأحد. الدكتور فاروق كدودة استوعب فى كليته من هم الد خصومه على صعيد الفكر فى حين كانت الانقاذ تلفظ الى الشوارع بلا تمييز و لا تمحيص كالثور فى مستودع الخزف خيرة علماء السودان و امله الوحيد فى التطور و التنمية حتى اصبحت عبارة استاذ جامعى و دكتور مصدراً للسخرية و مصدراً للحرج. خلال هذه الفترة غابت جامعة الخرطوم تماماً عن التصنيف العالمى و القارى و تربعت على العرش جامعة الاحفاد للبنات و الجامعة الاهلية لبعدهما حتى ذلك التأريخ عن يد الانقاذ و انتهاجهما سياسة مستقلة ادارياً و اكاديمياً. و لكن دوام الحال من المحال فقد ظلت النار تضرم فى أحشاء الحكومة من هذا الوضع و بدأت تكيد للجامعة فأثارت فيها الفوضى عبر اتحاد الكيزان و اعتقال قياداتها و اساتذتها و الضغط على الادارة فما وهنت ولا لانت و توج العمل الانقاذى قبل سنوات خلين بإحراق الجامعة عن بكرة ابيها و لقد شاهدت ذلك بعينى عندما زرت الجامعة فى احدى اجازاتى. رأيت اثر الحريق فى كل شىء، حتى وجوه الاساتذة الذين التقيت بهم الدكتور عبدالرحمن، الاستاذة بثينة الخراسانى ، الاستاذ معوض الحلاب ( رحمه الله) الاستاذ حذيفة ( رحمه الله) الدكتور معتصم و الاستاذ الدكتور احمد التيجانى و بقية العقد الفريد من الصابرين المرابطين القابضين على الجمر فى زمان الفجيعة و الالم الممض. لقد اصبح كل هؤلاء غرباء فى بلاد هم صناع نهضتها و بناة حضارتها و املها المرتجى. ذبح هؤلاء معنوياً و حياتياً كأنهم لم يكونوا شيئاُ فى يوم من الايام و راحت سوام الانقاذ و بأسلوب بهيمى تأخذ كل شىء و تدمر كل شىء كأنهم لاينتمون الى هذا الوطن و لا الى اهله. فى ظل هذه المأساة ظل فقيدنا ممسكاً بلواء عزته منافحاً عن أهله مهموماً بقضايا المسحوقين من أهله يكر و يفر و لكن لا يضع السلاح، كان محصناً من الاحباط لا يعرف اليأس الى روحه طريقاً. عدت من احدى إجازاتى و انا أحمل له قميصين جديدين، لمعت عيناه بالفرحة للحظة ثم ما لبث ان غاب فى اسىً شفيف وقال لى يالفاضل " اقمصة حلوة ولكن تستاهل جسد مرتاح و روح هادئة و نفس مطمئنة لتتسق معها". و صلتنى رسالته فسألته " يا دكتور ايه رأيك تطلع من السودان و تجى معاى السعودية و لو لمجرد التقاط الانفاس" فرد على " اذاً شطبت على كل تاريخى بالاستيكة، اذاً فررت من الزحف و كشفت ظهر اخواتى و أماتى. هو نحن قاعدين شوف البسووا فيه كمان نطلع نخليها ليهم اذاً صارت جمل ام الحسن لا قيد لا رسن" عموماً الهدية مقبولة الاجازة الجاية ما تنسى الجزمة و فتيل الريحة. رحمة الله عليك اخى و حبيبى فاروق. رحمة الله عليك و انت تحدثنى عن التنمية و الناتج القومى ودخل الفرد و مرونة الصادرات مثل ما تحدثنى عن " كبس الجبة" و الجاك فى امدرمان و عن الارث الثقافى و الحضارى للنوبة واتحاد جامعة الخرطوم و موسكو و لندن و كوبر و سجن بورتسودان و هجمة الامن عليك انصاص الليالى و لو شئت لاخترت لين العيش و رغيده فى الخليج و اوربا و لكنها أقدار الرجال. حسبك انك عند مليك مقتدر بلا دين و لا غلول وفى فسحة من دينك إذ لم تصب دماً.
    الفقيد معروف بعلاقته الحميمة مع الجنوب لذالم يتردد فى العمل كعميد لكلية الاقتصاد بجامعة جوبا عند انشاءها و مما يذكر انه بعد تعيين بروفسير عبدالعال مديراً للجامعة قام بفصل الدكتور كدودة بحجة انه رأى فى المنام ان يفصله. بالجد يا يا جماعة دى قصة واقعية تلتها قضايا فى المحاكم قضت ببطلان قرار الفصل لافتقاده للحيثيات المنطقية و استناده على روؤية منامية و لكن الدكتور رفض العودة الى الجامعة لانه عل حد قوله" انو الراجل دا فصلنى لانو حلم فى النوم ان يفصلنى و النوم حالة لا تتم فيها الروؤى بارادة الانسان فأنا أخشى ان يرى فى المنام انه يفعل بى ما هو اسوأ و غير مقبول فماذا سيكون مصيرى. احسن اتخارج بدرى بدرى". رغم طرافة هذه الرؤيا و غرابة ما تبعها من احداث فقد تركت فى الدكتور اثراً عميقاً تجاوزه بخبرته ونضجه. و أذكر اننى عندما تصوفت أو بالاحرى اتجهت الى منهج التصوف قال لى " انتو ناس الحلم الجد جد". قلت ليه نحن نحلم مننا و فينا جانى الشيخ فلان و شفت الرسول فى النوم احسن ليك أدخل معانا على الاقل بنديك الاوراد البتحصنك من جنس دا. هؤلاء القوم يا جماعة بصرف النظر عن المنهج الفكرى الذى اعتنقوه فى حياتهم و ساروا عليه كانو نموذجاً للالتزام بالفكر و المنهج و اتساق الحال مع المقال. البروفسير عبد الرحمن ابو زيد كان متكفلاً بمجموعة من بنات الجنوب يسكن معه فى البيت و يصرف عليهن و على دراستهن و هو افقر من فار المسيد و قدم للسودان جامعة جوبا و الاهلية و المدارس العالمية بالخرطوم لا يلتفت الى متاع الدنيا فذلك شأن الدواب و القادمين من مستنقعات الفقر و الحرمان و الذين لا يجدون فى فقرهم و حرمانهم شرفاً و لا فخراً و هم يدعون التأسى بخير البرية صلوات الله و تسليماته عليه و هو الذى كان يمر الشهر و الشهران و لا توقد فى بيته نار و هو الذى كان يأكل الخبز الجاف بالخل و يقول " نعم الادم الخل" و هو الذى يعود فلذه كبده فاطمة الزهراء وهى مريضة و جائعة وهى تقول له ان الجوع اشد على من المرض و ان على فقير لا يملك شيئاً. يا لطيييييييييييف. اتعظوا و تعلموا يا اولى الابصار. يا الله يا الله. و لا يجد رسول الله ما يطعمه فاطمة و لا يملك الا الدموع . انها ارادة الله الماضية. الفقر عز ر سول الله ، الفقر عز رسول الله و شرف ال بيته و لو شاء (ص) لحول له الله الجبال الى ذهب ينفقه كيف يشاء.
    رحم الله اخى و حبيبى كدودة و رحم الله عبدالرحمن ابو زيد و رحم الله حذيفة الصديق و رحم الله كل فقداء الجامعة الاهلية. و ستكون لى عودة مرات و مرات لسيرة كدودة و بقية العقد الفريد توثيقاً لادوارهم فى الحياة اذا تكرم على المهندس بكرى بعضوية المنبر وإن لم يكن لى نصيب فى العضوية فإنى اناشد كل الاخوة الاعضاء فى المنبر و الذين لديهم ما يرفدون به سيرة هؤلاء العظام ان لا يتوانوا فى ذلك ففى سيرتهم دروس و عبر لمن اراد ان يعتبر.
    اللهم لا تفتنا بعدهم و لا تحرمنا اجرهم و سبحان الحى الذى لا يموت.
                  

العنوان الكاتب Date
في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة هشام هباني12-28-07, 04:51 AM
  Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة abubakr12-28-07, 05:19 AM
    Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة هشام هباني12-28-07, 07:58 AM
      Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة Tragie Mustafa12-28-07, 08:03 AM
  Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة Basheer abusalif12-28-07, 10:23 AM
    Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة هشام هباني12-28-07, 09:55 PM
      Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة علاء الدين صلاح محمد12-29-07, 02:05 PM
        Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة عبدالأله زمراوي12-29-07, 02:10 PM
          Re: في نعي الراحل بروفسور فاروق كدودة/ بقلم الفاضل ابو شنقرة هشام هباني12-30-07, 03:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de