|
Re: هل ضحك " المشيب " برأسك فبكيت ؟؟؟ (Re: KOSTA)
|
سلامات أخانا صديق، وكل سنة وأنت والأهل بألف خير
ٍسأبادر بالإجابة: نعم ، بكيت وما أزال! وحديث الشيب حديثٌ ذو شجون. وكنت قد نشرت عموداً صحفيا بالمغرب أوائل الألفية الحالية، يدور حول شيبي (المبكر نسبيا!)، الذي شعرت أنه يسرق شيئا من عمري. وزينت العمود بقصيدة "حلمنتيشية" ـ سأوردها في ختام هذه المداخلة ـ نسجتها على منوال القصيدة ذائعة الصيت، التي مطلعها: عيرتني بالشيب وهو وِقارُ *** ليتها عيّرت بما هو عار لم أتأقلم قط أو أتصالح مع الشيب ... إلى الآن. وبالرغم من ذلك فإنني لم ألجأ إلى الصبغة وأشباهها من وسائل التحايل على ما أفسد الدهر. عندما ظهرت أولى الشعيرات في رأسي، حاولت أن أتعامل معها باستخفاف (لا أدري إن كانت هذه هي العبارة الصحيحة). وكنت أمنّي النفس باختفائها ذات يوم كأي عارض صحي أو طفح جلدي أو نزلة برد ... ولكن هيهات! ومع مرور السنوات كان شعري يزداد بياضاً بقدرما كانت الفتيات (في محيطي) يزددن حلاوةً وصبا. وكنت أستمع ـ منكِراً ـ لقول الشاعر: إذا شاب رأسُ المرء أو قلّ ماله فليس له في ودّهنّ نصيبُ وأنظر إلى نفسي فأجدني قد شاب رأسي وقل مالي وأنا لم "أدخل دنيا" بعد، ولم أنل نصيبي من "ودّهن" فأزداد بؤساً على ... شيب. وأخيراً اقتنعت... وأسبابي مقنعة: ـ شيبي ليس دليك كبر سن، وإنما وراءه حفنة أسباب، أهمها: العطور ... والشامبوهات ... والعبقرية ... والهموم ... وغسل الشعر بمياه المحيط الأطلسي عوض ماء النيل ... ـ قال لي من أثق في ذائقته الجمالية، إن نصف جاذبيتي هي في الشعيرات البيضاء التي تتخلل شعري الأسود، والنصف الآخر في الشعيرات السوداء التي تتخلل شعري الأبيض. ـ "الشيب وِقار" ... وأنا أريد أن أكون وقوراً بالمظهر على الأقل، ما دام رأسي "يمور بطفولةٍ شريرة" وفوضى لا أظنها تليق بسني. ----------------------- قال محجوب البيلي: عيّرتني بالشيبِ بنتُ الغبيّة *** ويحها! عيّرت بما هو فيّ وادّعت أنني صرتُ كهلاً *** همّهُ النومُ بكرةً وعشيّة يا فتاةً ترومُ قتل شبابي *** وطموحي في بِتْ حلالٍ رضيّة قبّح الله سعيَ من بهتتني *** بالمشيبِ المقيتِ، وهي بِنيّة إن تكن شابت الذوائبُ مني *** فبياض الفؤاد أيضاً لديّ! هنّ سبعٌ من الشعيرات، زانت *** جانب الرأسِ، ثم زادت ... شويّه لستُ ـ والله ـ بالعجوز، ولكنْ *** كيمياءُ العطور جارت عليّ لن يفيد العلاجُ في مأساتي *** حتى لو صبغتها "بمبية" ذات يومٍ ستطلبين ودادي *** رغم شيبي، والحبُّ بالأقدمية فتعالي أحبك الآن أحسن *** واقبليني كما أنا، يا شقيّة
|
|
|
|
|
|
|
|
|