إرتفاع عدد المستشفيات في السودان إلي 375 مستشفي في عام 2006م بزيادة 83%

Quote: قضيت يوم امس الخميس باكمله متجولا بين مستشفيات ولاية الخرطوم من الثورات الى مستشفى امبده مرورا بمستشفى الخرطوم التعليمى ، حاملا على اكتافى مريض يحتاج الى عملية (باردة ) وبسيطة لاستخراج (خراج ) ، حيث تعرضت لمواقف هى هجين من الطرافة والاسى ولكنها فى النهاية رسخت عندى قناعة ان الفوضى فى مستشفيات العاصمة تجعل كل الجهود لتطوير خدمات الصحة محض هراء وترهات . فى المستشفى الاولى بام درمان اعتذر الاطباء بان غرفة العمليات غير معقمة ، وطالبونا بالذهاب الى (الخرطوم ) وهناك رفضوا استلام المريض لان المستشفى الاول لم يقم باجراءات (التحويل ) فدلفنا الى (الحوادث ) وانجز الاجراء بالخرطوم بعد شروحات مملة ثم عدنا الى المستشفى العاصمى العريق فافاد الاطباء بان علينا الذهاب الى (امبده ) لان تلكم العملية البسيطة من الافضل القيام بها هناك ! وبالطبع وبالنسبة لمواطن مسكين مثلى فان اطاعة الحكومة ممثلة فى اطباء المستشفى الحكومى الكبير مسالة واجبة ، فلست ابن وزير ليتحلق حول مريضى الاختصاصيين ولست حفيد باشا ليتوقف عمل المستشفى لصالح مريضنا فتوكلنا على الله الواحد الاحد وتحولنا الى (امبده ) وهناك قابلنا طبيب (حدث ) اعتذر لنا بلطف بان علينا الحضور صباح الجمعه وقد تجرى العملية وقد لا تجرى وان كنت قد رجوت فى سرى ان يحولنا الى (غونتانمو ) او (ابوغريب ) فعلى الاقل هناك يمكن لمريضنا ان يموت شهيدا او يحظى ببوستر فى واجهة القنوات الفضائية وزيارة من المجلس التشريعى المركزى او كبير بالبلد يتكرم علينا بنظرة وبيان . عدت الى منزلى ومريضى يتوجع حينا وحين يذهب عنه الالم يسب وزارة الصحة والحكومة وشرق افريقيا واشاركه بياناته المنددة لان ما راه اليوم كفيل بجعله من انصار اسرائيل والشيطان ضد السودان ولو حكمه الخلفاء الراشدين ما هذه الفوضى ، وما هذا الاهمال وسوء التقدير لظروف الناس ، فان كان هذا هو التعامل مع عملية لا تحتاج الى اكثر من مشرط معقم وتخدير موضعى وجراح لاستئصال الورم كيف يكون الموقف لو ان العملية ترتبط ارتباطا مباشرا بحياة او موت انسان !! غياب كامل للاختصاصيين وسيطرة ميدانية مطلقة كما هو واضح لاطباء الامتياز الذين لا يستطيعون جر قلم فى حالة مريض مع غياب الكبار بالمستشفيات الذين يهتمون بعياداتهم الخاصة والمستشفيات الفخمة ذات الدفع بالعملات الاجنبية ومبالغ الارقام الفكلية ، والادهى والامر ان الوزراة غائبة وان الدولة غير موجودة وكيف للدولة ان تاتى وترى ما يجرى والحكومة حكاما ومعارضين ان المت باحدهم نزلة برد طار الى الاردن ومصر . ونحنا لينا الله وعيشة السوق وامش وتعال بكره ! و ما هي الفائدة من زيادة عدد المستشفيات إذن!!!!!!!!!!!!! يعقوب