عيونك يا حمادة فيها حاجة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2007, 11:34 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عيونك يا حمادة فيها حاجة

    يا رفيقى الحاضر هنا , ما من احد حملك على الفرار .. ولست مسئولا عن ذلك .. لقد بنيت سلامك الشخصى بكثرة ما سددت بالملاط - كما تفعل حيوانات السرف - جميع منافذ النور , لقد تقوقعت فى طمأنينتك البرجوازية , فى رتابتك , فى طقوس حياتك الريفية الخانعة , رفعت هذا السور فى وجه الرياح والمد والنجوم .. انك لا تريد الانشغال بالمعضلات الكبرى .. كلفت نفسك ما يكفيها من عناء لكى تنسى وضعك كانسان .
    (انطوان سانت اكسوبرى) .
                  

04-17-2007, 12:09 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (1)
    1998
    - حمادة الحاج نور العليم .
    - نعم استاذ .
    رفع راسه الضخم من على اوراقى المبعثرة على سطح مكتبه الابنوسى الفخم
    - وهسع يا حمادة لو الزول داير يدلعك يقول ليك شنو ؟ .
    - يقول لى محمد .
    - ها ها ها ها .
    سخيفة سمعتها مليون مرة , والاستاذ الوغد الكبير (عصام الدين) يظن نفسه (محمد حسنين هيكل) السودانى
    -عمرك أأأأ 46 سنة ؟ .
    - نعم استاذى .
    - تقريبا نحنا من نفس الجيل .
    نفس الجيل !!! .. يا ابن الكلب هل تظن الورنيش الاسود على شعرك سيخفى تجاعيد الوجه المنتفخ ؟ .. انت يا ابن الكلب تحدثت مع (اسماعيل الازهرى) يوم رفع علم الاستقلال البائس
    - معليش يا حمادة سمعتا انك كنتا يسارى متعصب ايام الجامعة .
    - طيش شباب معاليك .
    - فعلا .. اليسارية دى زى العادة السرية لازم اى مثقف يجربها .. ها هاها ها .
    - فعلا زى العادة السرية .
    انت اكلت فى كل الموائد .. مقالاتك فى 1969 و 1970 احفظها عن ظهر قلب , تفضحك وتعريك .. يا ابن (فلاديمير اليتش لينين) القديم
    - طيب وخليت الكتابة فى السياسة ليه ؟ .
    - لقيت يا استاذنا الكتابة الاجتماعية والمواضيع الخفيفة اقرب لى من السياسة .
    - بس السياسة عندها بريق ونكهة خاصة .
    - كفاية يكون فى معلم الاجيال استاذ عصام الدين .. ما بقدر انافس قمم .
    ارتج الكرش الضخم من الفرحة ولمعت العيون خلف زجاج النظارة الشبابية - التافه معبود النساء
    التافهات -
    - انتا شاب مليان ذوق واحترام .
    - دى حقايق يا استاذى وانا زول ما بعرف اكذب .
    جاء هذا الفيل ايام زمان الى الجامعة .. كنت ايامها عضوا نشطا فى تنظيم يسارى , وكان هو صحفى يعرض مؤخرته على رجال ثورة مايو الظافرة والمنتصرة بأذن الله .. هتفنا ضده وضربناه بقشر الموز والبرتقال .
    نظر لى بحدة
    - انتا وسيم عارف كده ؟ .
    لم اسمع انه شاذ !
    - ش ش شكرا ده بس من لطفك المعهود يا استاذى .
    - لا والله تعرف مرة كنا قاعدين نتكلم عن احلى صحفية واوسم صحفى والناس جابت سيرتك .
    هكذا اذا انتهيت !
    - ودلوقتى يا سيدى ح نشوفك كل يوم وده من حظنا السعيد .
    هل هذا الحيوان شاذ جنسيا ؟
    - شكرا يا شهاب الصحافة السودانية .
    - بس معليش سؤال سخيف .. اول مرة اشوف سودانى عيونو خضرا .. مركب عدسات لاصقة
    ولا شنو ؟ .. ها ها ها ها .
    يا ابن ال , اكره ما اكره ان اضحك للنكتة السمجة .. مكانك ايها الخراء الكبير فى فرقة الفاضل سعيد العبيطة
    - ها ها .. دى من بواقى جدة تركية من جهة الوالد .
    - واللون الكاكاوى بتاع البشرة ؟ .
    - الوالدة اثيوبية .
    - والوالد ؟ .
    - جعلى من شندى .
    - يا اخى دى خلطة ما حصلت ..عشان كده العصير طلع ممتاز .
    هل هذا الفيل شاذ ؟
    ..........
    ..........
    1983
    - عارف انو لونك كاكاوى ؟ .
    - يا بت انا بحب الشاى .
    كانت تنام على صدرى عارية تماما .. احبها بعد الانتهاء من الجنس , بعد الشهقة الاخيرة
    - اها .
    بعد الوصول للذروة ,تنقلب طفلة وديعة , مبتلة بالعرق .. اداعب شعرها الخشن .. اجعلها تنام على جسدى .. تنطق اسمى متقطعا
    - ح م ا د ة .
    تريد المزيد , واريد المزيد .. اقلبها بعنف , انظر لها
    - لا يا حمادة عيونك بتدوخنى .. لا , لا , لا .
    انطق اسمها كانها بعيدة عنى
    - ابتسام .. ابتسام .
    ..........
    ..........
    رتب الحيوان اوراقى دون اهتمام كبير
    - انشاء الله تكون معنا فى صحيفة الشروق من الاسبوع الجاى وبرتب ليك الصفحة الاخيرة كل يوم جمعة .
    - ده شرف كبير لى انى اكون تلميذك يا استاذ .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.

    (عدل بواسطة shaheen shaheen on 04-18-2007, 10:25 AM)

                  

04-17-2007, 12:10 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شاهين ازيك وكيف حالك ؟ . . .
                  

04-18-2007, 10:19 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (2)
    اين انتى يا (ابتسام) ؟ .. اين طعم الجسد ؟ .. ابحث عنك فى شوارع الخرطوم والقاهرة والخليج العربى .. افتش عن خارطة الجسد الانثوى .. انهمكت فى البحث عنك فى اجساد الاوروبيات والافريقيات والاسيويات ولم اعثر عليك .
    اين انتى ؟ .. يا يمامة الجنس البديع , شهقة الذروة الانثوية النادرة عندما يلتحم الجسدان .
    - اها .
    ..........
    ..........
    1961
    - داير قروش يعنى داير قروش .
    - مافى .. والله كان فى برضو ما بديك .
    كان ابى يضع قدمه القذرة على رقبة امى , وهى ممددة على الارض تنزف من الفم والانف
    - انا ما طرطور , عارفك يا تافهة (..) , عارفك بتمشى للرجال , داير قروش يا (..) , قايلانى ما عارف انو حمادة ده ما ولدى ؟ .. ده ولد حرام , ولد عيونو خضرا يكون ولدى كيف ؟ يا (..) .
    ..........
    ..........
    1980
    - ماشى امدرمان ؟ .
    - أأأأيوه .
    - تعال اتفضل اركب انا ماشية لحدى الاذاعة .
    - شكرا .
    اصعد واجلس جوارها
    - مالك مسكين كده ؟ البلد فيها مظاهرات وما ح تلقى مواصلات بسهولة .
    - شكرا جزيلا .
    - موظف ؟ .
    - استاذ ثانوى عالى .
    - بس اوعا تكون بتاع رياضيات ؟ عندى عقدة منها .
    - انجليزى .
    - no .. yes , خشمك ما بيتعب من الانجليزى ؟ .
    - اتعودنا .. وانتى موظفة ؟ .
    - مذيعة فى الاذاعة .. ابتسام فيصل .. ما سمعتا بالاسم ده قبل كده ؟ .
    - معليش انا اكتر حاجة بسمع لندن .
    - الظاهر عليك مثقف كبير , اذاعتنا دى سجمانة ساكت .. متزوج ؟ .
    - لا ابدا .
    - غريبة ! رغم انك وسيم وعيونك خضرا .
    - ش ش شكرا .
    - الاسم منو بالمناسبة ؟ .
    - حمادة .
    - لا بالجد اسمك منو ؟ .
    - بالجد والله حمادة .
    - ح م ا د ة .
    - متزوجة ؟ .
    - متزوجة للاسف .
    - تاجر ؟ .
    - ها ها ها .. يعنى عشان راكبة عربية ؟ .. لا , متزوجة عميد فى جهاز الامن .
    - يا ساتر .. يا ساتر .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-19-2007, 10:41 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (3)
    الحلم ياتى ويذهب .. لا يريد ان يختفى .. يعذبنى مثل حرقة الجمر على القدم العارى
    استيقظ على جسد ضخم يرتدى قميصا ناصع البياض فى الظلام الدامس , ينظر الينا انا وامى
    من على حافة السور الخارجى للمنزل , يقف على السور الطينى المتأكل .. اريد ان اصرخ
    - حررررامى .
    ينعقد اللسان من الخوف , والجسد يهبط الى حوش المنزل , ضخم , بقميص وسروال .. ينظر
    لى ويتقدم نحو سرير امى .. اتخبط فى العرق والهلع .. اتكلم دون ان افتح فمى
    - يمة , يمة , اعملى حسابك .. حررررامى .
    اللسان لا ينطق والجسد الضخم ينحنى على امى , وهى تقاوم فى ضراوة , يرفع ساقيها محاولا
    انتزاع سروالها الداخلى
    - ووب على , ووب على .. عليك الله لا .. حمادة ولدى بشوفنا .
    اصرخ بكل قوتى
    - حررررامى .
    تنهض امى مفزوعة
    - حمادة بسم الله .. بسم الله حبيبى .
    تضع راسى الصغير على صدرها الريان
    - ده حلم يا حمادة .. اعوذ بالله من شر الاحلام .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
    تقراء على اذنى بصوتا ارهقته السنوات
    - قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق .
    ..........
    ..........
    1990
    - لا يا استاذ حمادة , انتا تمام التمام , دى بس ضغوط الاغتراب .
    - لكن يا دكتور الحلم ده متكرر معاى من الطفولة , معقول دى تكون حاجة عادية ؟ .
    - شوف يا سيدى ح نقوم نعمل جلسات تتكلم فيها براحتك عن السودان والاهل والماضى والحاضر , عن كل شى فى حياتك .. واتاكد برضو انو الاغتراب احيانا بيلعب دور كبير
    على الصحة النفسية للزول .. وكويس نحنا سودانيين زى بعض , يعنى ممكن افهمك بسهولة .
    ..........
    ..........
    1980
    - حمادة , حمادة .. ابتسام فيصل ترحب بكم يا مخستكين وتقراء عليكم نشرة اخبارنا
    المخستكة .
    انظر لها باندهاش
    - اهلا استاذة ابتسام !! .
    - وليه يعنى استاذة ؟ .. عشان اقول ليك استاذ حمادة ؟ .. يا ح م ا د ة .
    اخر ما اتوقع ان تنتظرنى جوار المدرسة
    - تعال مش انتهيت من الحصص ؟ .. راكنة العربية تحت الشجرة .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-19-2007, 11:01 AM

KOSTA
<aKOSTA
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شاهين

    تحياتى


    قال لا فض فوه "حمادة بت" فى احد اغانيه و فى حفلة فى احد الاحياء العاصمية تتبعه الموسيقى و تردد نفس ما يقوله:


    اكتب لى..... ،( فاصل موسيقى من العازفين .........)
    اكتب لى..... ،( فاصل موسيقى من العازفين .........)
    اكتب لى..... ،( فاصل موسيقى من العازفين .........)

    اكتب لى دهب امك
    اريتك بالبلى يخمك !!!!!!!



    وا حر قلباه من ما اسمه حمادة.... و تحسب شحمه ورم!
                  

04-21-2007, 09:08 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)


    (4)
    1981
    تضع اصبعها على شفتى
    -الليلة يوم 6/6 .
    - تعادل .
    - عيد ميلادك يا حمار .. كل سنة وانتا طيب .
    6/6/1952 .. شقاء جديد ظهر للعالم .. صرخة بائسة لانسان بائس .. هل يحتاج العالم لشخص مثلى ؟ .. ابن الحبشية .. (لولو) الحبشية .. يا جسد تعذب تحت اجساد الرجال .
    من هو ابى ؟ .
    - 29 سنة ؟ .
    - 29 زفت .
    - وانا 35 زفت يا زفت .
    شمعتى على جسدك .. سنواتى .. اعياد ميلادى .. كل ما عندى اضعه على عتبات افخاذك .
    - اها .
    لو استمرت النشوة دون طعام وشراب , ونوم وسياسة .. حتى نتحول هياكل عظمية .
    النشوة يا (ابتسام) ورائحة العرق المخلوطة بالروائح .
    - من بعد بكرة ما ح تشوفنى .
    افزع
    - ليه خير ؟ .
    - ال ع ا د ة , يا ح م ا د ة .
    ..........
    ..........
    - عارف انا فى الجامعة كنتا ناصرية .
    - والله العظيم ؟ .
    - والله العظيم , ولحدى هسع بحب جمال عبدالناصر .. وكنتا بكتب شعر كمان .
    - بالجد يا ابتسام ؟ .
    - بالجد .. اقول ليك حاجة من شعرى ؟ .
    - ياريت , انا بحب الشعر شديد .
    - بس ما تضحك على .
    - ما بضحك .
    - وعد ؟ .
    - اى والله ما بضحك .
    - الليلة يوم الدم
    ح تنور مشانق شمس
    وين فجر الوطن ؟
    الناس تعاين للسماء
    الناس تفتش عن نجم
    دنقرتا نظرى على الارض
    يا ناس بفتش عن وطن
    رجل عجوز عاين , ضحك
    (يا بتى لو ضاع الوطن .. فمن الصعب نلقاهو فى قش الزمن) .
    صفقت فى فرحة
    - برافو بسبوسة .. برافو .. خطيرة .
    نظرت لها , كانت تبكى بحرقة .. وضعت شفتى على العنق المستدير واخرجت لسانى
    - وين فجر الوطن ؟ .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.

    (عدل بواسطة shaheen shaheen on 04-21-2007, 09:10 AM)

                  

04-22-2007, 09:10 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (5)
    (لولو) الحبشية .. اين مشاوير الزيت والسكر والشاى ؟ .. اين نقود الحلوى .. والشخصيات عجيبة الاشكال ؟
    - حمادةامشى جيب لى تمباك واشترى لنفسك حلاوة .
    اذهب واعود , اطرق الباب المغلق .. لماذا اغلقت امى الباب , لماذا ؟
    - حمادة امشى جيب زيت من الدكان .
    اذهب واعود , والباب مغلق .. لا احد يفتح .. اجلس بجوار الباب وابكى
    - يمة .. يمة .. افتحى لى عليك الله .. ا سخنة يمة .
    ينزاح الحجر الضخم من على ظهر الباب الحديدى المتأكل بالصداء
    - تعال حمادة , معليش حبيبى .. معليش .
    مرهقة فى لباس شفاف .. قوية مثل فرسة .. كاكاوية .. ينسدل الشعر المجعد على الاكتاف .. رجل ذو شارب كث يجلس على (عنقريب) امى , عربجى حقير
    - حمادة يا بطل ارجع تانى جيب لى سجاير .
    تصرخ امى
    - يا زول انتا ما عندك شغلة ؟ .. الشمس سخنة على الولد .. وبعدين كفاية انا تعبتا .
    ..........
    ..........
    فى الايام التى ماتت فيها , طلبت منى (الانجيل) .. قرأت لها وانا فى اندهاش
    - انتى رجعتى مسيحية تانى ؟ .
    - كلو كلام الرب حبيبى .. كلو كلام واحد .
    فى يوم ثلاثاء عصرا ماتت (لولو) .. فى يوم ثلاثاء صباحا احتضنت (الانجيل) على الصدر الضامر وقالت الكلمات الاخيرة لها فى هذه الدنيا قبل الدخول فى الغيبوبة الابدية
    - انا عارفة انك عارف انا شنو .. سامحنى , ما كان عندى طريقة تانية .. معليش حبيبى معليش .. اغفر لى .
    هل كانت تتكلم معى ؟ .. ام مع الرب ؟ .
    ليغفر الله لنا الخطايا ويرحمنا جميعا .
    حتى فى الموت كانت غامضة .
    بعد مراسم الدفن وانفضاض الناس .. ركعت على قبرها واضعا يدى على كومة التراب الكبيرة .. قرأت لها من (الانجيل) صفحات عديدة .
    عاشت مسلمة وماتت مسيحية , ودفنت فى مقابر المسلمين الفقراء .
    يا جسد تعذب تحت اجساد الرجال .
    ارحمنا يا رب .
    رحم امى الحبيبة .. (لولو) الحبشية .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-23-2007, 09:44 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)


    (6)
    2006
    عجوز تماما انت الان يا حمادة .. عجوز ووحيد .. لا زوجة ولا اطفال .. اربعة وخمسون عاما , كم تبقى للعمر , وللقبر ؟ .. سنة ؟ , سنتان ؟ , ايام معددوة ؟ .
    الخبر امامك يتراقص .. السطور تتداخل .. صدق او لا تصدق !!
    (يرحب الاعلاميين السودانيين بالعودة النهائية للاعلامية السابقة والقديرة د/ ابتسام فيصل خليل , بعد هجرة طويلة فى الولايات المتحدة الامريكية , مبروك الدكتوراة , مبروك العودة لارض الوطن الحبيب) .
    تعود (ابتسام) وهى فى التاسعة والخمسين من العمر !! .. عجوز مثلك يا دكتورة .. تسربت عقارب الساعة .. نضبت العادة الشهرية .. توارت النشوة خلف الباب .. مد الفراغ لسانه , الا جدوى , والا معنى .
    د/ ابتسام فيصل خليل تعود لارض الوطن الحقير .
    (يا فرحتى ما زلت احيا)
    - اها .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.

    (عدل بواسطة shaheen shaheen on 04-23-2007, 09:46 AM)

                  

04-23-2007, 10:07 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (7)
    2004
    الا (مصطفى شكرى) .. الا (مصطفى) ياربى .
    على ردهة حوادث مستشفى الخرطوم شاهدت (عزيزة) , تقف مثل تمثال اغريقى قديم منحوت من الجرانيت , صاحت عندما راتنى قادما من بعيد
    - مصطفى مات يا حمادة .. مصطفى خلاص مات .
    لم افهم , لم استوعب , كاننى استمع الى اخبار قيام الحرب العالمية الثالثة .
    (عزيزة) اداب , (حمادة) اداب , (مصطفى) زراعة .. ثلاثى الجبهة الديمقراطية الشهير .. جامعة الخرطوم وسينما النيل الازرق .. الشعارات البلهاء , والشعب الاشد بلاهة .. المظاهرات , و (مصطفى) ينتزعنى من براثن ايدى (بتاعين الامن) امام البوابة الرئيسية .
    (مصطفى شكرى) عضو الحزب الشيوعى السابق .. سنوات الاعتقال والاختفاء , والخروج الجريح
    - الماركسية انتهت .. لازم نفتش عن مفاهيم جديدة .
    الكوميديا السوداء , خرج هو وبقيت زوجته (عزيزة) عضوا نشطا فى الحزب .
    فرعون اركان النقاش مات فى مزبلة مستشفى الخرطوم على يد طبيب مخنث , عديم ضمير وخبرة , واحد من كائنات ثورة تعليمهم الواطى .. اشتكى من ضيق حاد فى التنفس وسقط قتيلا على يد طبيب (ابن عز) .
    عندما اقتربت من (عزيزة) تبعثرت حبات (البرتقال) التى كنت احملها .. امسكت قميصى بكلتا يديها القويتين
    - واااااى يا مصطفى .. مصطفى يا حمادة .. واااااى .
    سقطت هى على الارض وقميصى ممزقا بين اصابعها .. وقفت انا ب(الفلنة) الداخلية ابكى وانادى عليه
    - يا مصطفى ماشى وين ؟ .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-23-2007, 03:17 PM

معاذ حسن
<aمعاذ حسن
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 3353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شاهين ..سلام
    متابع تماماأوراق (حماده) المبعثرة هذه ..
    ستكون قصة رائعة جدا لو قمت بترتيبها..إقتراح..
                  

04-28-2007, 09:04 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (8)
    2005
    - الو .. عمو حمادة , الحقنى ماما تعبانة شديد .. الحقنى بسرعة عمو .
    منذ رحيل (مصطفى) و (عزيزة) تعانى تدهور صحى متعاقب .. صدمة الرحيل قاسية وموجعة هو الذى اعطنا انا وهى معنى جديد , غريب , مختلف , للحياة .
    لو تعود تلك الايام ! .. ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .
    احيانا عندما كنت اعود فى اجازاتى المتباعدة من الخليج , كانت (عزيزة) تدبر لنا اللقاء ويخرج هو من الاختفاء لمقابلتى
    - لسه ما زهجتا من النضال يا مصطفى ؟ .
    يضحك ويمسح فخذى بيده الرقيقة
    - لسه يا حمادة .. انتا عامل شنو فى الخليج ؟ .. طبعا هناك مافى يسار .
    - مصطفى انا ممكن اشوف ليك طريقة انتا وعزيزة وميادة .. كفايك بهدلة وضياع عمر فى كلام فارغ .. يا مصطفى حرام عليك الايام بتجرى .
    - معاك سجاير مستوردة ؟ .. مشتاق ليك يا ابو عيون خضرا يا عواليق .
    يغير الموضوع ويتهرب
    - اعمل حسابك الناس ديل لو لموا فيك بقتلوك .. وبعدين وشك اصفر كده ليه ؟ .. ناس الحزب الخراء ديل ما بياكلوك ولا شنو ؟ .
    ينظر لى فى حيرة واندهاش
    - انتا اتغيرتا كتير يا حمادة !! .. رغم كده انتا اكتر واحد بحبو فى حياتى , عندى يا سيدى مشاكل فى التنفس .. تعرف يوم من الايام ممكن اموت بعدم التنفس .
    - عليك الله تعال معاى الخليج .. كفاية سياسة وزفت .
    لا يا حمادة , لا .. انا لو طلعتا بره السودان شبر واحد باموت .
    - فى مليون الف شيوعى قاعدين بره مرتاحين ومواصلين نضالهم زى الترتيب .. اشمعنى انتا دينك يطلع براك هنا ؟ .
    - ديل قاعدين بره لانهم ما مصطفى شكرى .. وبعدين تعال هنا يا ود الكلب انتا ما اتزوجتا لحدى هسع ليه ؟ .. اوعا المكنة بتاعتك تكون باظت .
    ..........
    ..........
    - عزيزة مالك سلامتك ؟ .
    - ميادة يا حمادة .. ميادة اتقدم ليها واحد عايش فى استراليا وعايزة تمشى تعيش معاهو هناك .. اعمل شنو .. يعنى لا القى مصطفى , لا القى ميادة .
    هى الحياة يا عزيزتى (عزيزة) .. هى الحياة اللذيذة .. كلنا لها .. فى النهاية نصبح وحيدين , لا اهل ولا ابناء ولا احزاب .. ننزل الى لحد القبر وحدنا .. ينسانا الناس , وتتبول الكلاب على شاهد قبرنا .
    ذات مرة فى ازمنة سحيقة ضربونا بالبمبان , سقطت العلبة جوارى تماما , لم استطع الرؤية اصابنى شلل بصرى , سقطت على الارض .. امتدت فجأة يد طرية وعفية من بين الدخان كريه الرائحة
    - انا عزيزة يا حمادة , انا جنبك ما تخاف غمض عيونك .. زول يجيب قميص مبلول ب موية .
    مددت لها يدى
    - ما تخافى يا عزيزة انا جنبك ,, خلى ميادة تختار حياتها .. غمضى عيونك وحاولى تنومى انتى تعبانة .
    اين انت يا (مصطفى) ؟
    - الزملاء والزميلات .. الجبهة الديمقراطية تدعوكم الى ركن نقاش حول الوضع السياسى الراهن .
    ليرحمنا الله جميعا .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-29-2007, 05:01 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (9)
    2006
    - ثنية لو فاضية عايزك شوية .
    هى التى تعرف جميع اسرار وفضائح قبيلة الاعلاميين .. (ثنية) المسكينة تعرف من صعد على الاكتاف وكيف صعد .. تحفظ اسماء الصحفيات , تعرف من خلعت سروالها الداخلى لرئيس التحرير , وكم مرة خلعته , وكم كان الثمن .. مصيبة متحركة تمشى على قدمين .. هى التى تجعل من ساعات عملى فى جريدة (الشروق) محتملة .
    - الشمارات شنو يا ثنثن ؟ .
    تكفى حتى اعرف ما يدور فى الخرطوم داخل الدهاليز , واعرف تفاهة الاسماء الرنانة .
    - الزول داك بتاع عمود للشرف والامانة .. قبضوا مراتو مع طلبة من جزر القمر .. لكن الجماعة الطيبين طفوا الموضوع بسرعة عشان هو محسوب عليهم .
    - وهى المعفنة دى ما لقت غير ناس جزر القمر المضربوين بالايدز ؟ .. مش كان اخير ليها الطلبة الخليجين ؟ على الاقل كانت لقت ليها كم ريال .
    - تقول شنو .. الظاهر بتحب الفحولة الافريقية .
    - الله يودينا جزر القمر .
    - ها ها ها ها .. والله يا حمادة انتا شكلك ثعلب مكار .
    ..........
    ..........
    - ثنثن فى اعلامية قديمة جات من امريكا اظن اسمها ابتسام او ابتهاج حاجة زى كده .
    - ابتسام فيصل ؟ .
    - ايوه , ايوه .. ابتسام فيصل .. عايز نمرة تلفونها .
    رفعت النظارة قعر الكباية الى بداية انفها
    - انتا بتعرفها من وين ؟ .
    يا بت الحرام تريدين مادة خصبة للنميمة
    - لا بس عايز اكتب عن الاعلاميين الاشتغلوا بره السودان واظن هى اشتغلت فترة فى صوت امريكا .
    - يا زول الزولة دى كانت متزوجة ايام ناس مايو عميد مهم فى جهاز الامن , وكانت شنة ورنة فى الاذاعة عشان راجلها .
    - اصلوا ما معقول ؟ .
    - اى والله .
    - طيب نمرة تلفونها ممكن القها وين ؟ .
    - عندى فى الموبايل , سجلتها لما قابلتها .
    - قابلتيها وين ؟ .
    - وين شنو .. الزولة دى درست معاى , بعرفها زى جوع بطنى .
    يا الهى هل هذا العالم صغير لهذه الدرجة ؟
    عندما اخرجت هاتفها المحمول بحثا عن الرقم .. وقف شعر راسى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-30-2007, 05:31 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (10)
    شقتى فى حى (كوبر) هى معقلى , زنزانتى , وحصنى الحصين .. لا احد يدخل فيها الا من ارغب انا ان يدخلها .. حصاد ضياع العمر فى الخليج .. اقف فى شرفتها انظر للناس , بينى وبينهم ما صنع الحداد .. (مصطفى شكرى) هو الوحيد الذى كان يقتحم وحدتى .. يتجول فى ارجاء الشقة الانيقة ويعبث فى الكتب التى قرفت منها وهربت
    - فردية مطلقة يا حمادة .
    - وانتا الجماعية المطلقة عملت ليك شنو ؟ .
    - لازم يكون عندك هدف فى الحياة انشاء الله انو المريخ يفوز ببطولة الدورى .. لكن كده دى حياة ما عندها طعم .
    - انتا هدفك شنو فى الحياة ؟ .
    - هدفى بتى ميادة تعيش حياة كويسة , وعزيزة تكون مبسوطة .. وافتش عن مفاهيم جديدة لافكارى .
    - طظ فى كل حاجة .
    - اتزوج يا حمادة .. صدقنى ده احسن حل لحالة انعدام الوزن بتاعتك .
    - قصة الزواج دى انا حسمتها وانتهيت .
    - بتمارس جنس ؟ .
    - عندك رغبة ؟ .
    - ها ها ها ها .. مشكلتك لسانك طويل .. المذيعة ديك وين ؟ هى كان اسمها اخلاص ولا بسمات ؟ .
    - ابتسام فيصل .
    - كسرت قلبك .. يا مهترش فى زول يحب عضوة اتحاد اشتراكى .
    - ما كان عندها علاقة بالاتحاد الاشتراكى .
    - المهم كانت مايوية .
    - الحب والجنس ما عندهم علاقة بالسياسة .. يعنى انتا لو لقيت امبريالية عريانة فى السرير ما ح تنوم معها ؟ .
    - ممكن انوم معها عشان اقنعها تبقى اشتراكية .. ها ها ها .. والله انتا كلك محن يا حمادة .. قوم اعمل لى شاى عندى صداع وضيق نفس .
    - بالجد يا مصطفى ما حصل خنتا عزيزة ؟ .
    - انا قبل عزيزة مارست الجنس مرتين بس فى حياتى , وبعد ارتباطى بيها فى الجامعة ما حصل انو لمستا مراة غيرها .
    - انتا ح تخش الجنة .
    - عندى احساس انى ما ح اعيش كتير يا حمادة .. عارف كده ؟ .
    - عليك الله ما تقلبها لى امينة رزق .. انا براى زهجان .
    - لا والله عندى احساس قوى .. صحتى فى النازل .
    - انتا ارهقتا نفسك فى شعارات وكلام فارغ .. متابع مع الدكتور ؟ .
    - متابع يا سيدى وبقول كلو تمام التمام , ما فى حاجة, خلى البخاخة جنبك طوالى .. كلام دكاترة ما عندهم شغلة زيك كده .
    - اتشاكلتا مع عزيزة ؟ .
    - كالعادة .
    - عشان قصة مرقتك من الحزب ؟ .
    - مافى موضوع غيرو اليومين ديل .. بتقول نصلح من الداخل , وانا بقول تنظيم جديد .
    - انتو الاتنين دراويش .
    - انتا كرهتا السياسة ليه يا حمادة ؟ .
    - مافى زول يستاهل تضحى عشانو .
    - خلى الخستكة دى وقوم اعمل لى شاى .
    عندما عدت من المطبخ حاملا (صينية) الشاى , كان (مصطفى) يغط فى نوما عميق وصوت تنفسه المتقطع يغطى ارجاء شقتى , زنزانتى , وحصنى الحصين .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

04-30-2007, 07:02 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (11)
    الايام التى مرت .. والايام التى ستاتى .. الرعب من انقلاب الحلم الجميل الى كابوس مريع .. احدق فى رقم الهاتف , ضغطة واحدة واسمع الصوت ينساب عبر الاثير , ويعود الماضى الشبح كائن حى يسعى على قدمين .. ضغطة واحدة ! ولا اضغط .. حالة من حالات تعذيب النفس .
    ماذا لو انها لا تتذكر ؟ .
    - حمادة ؟ .. حمادة منو ؟ .
    بالامس حلمت بك يا (ابتسام) فى نفس الصورة القديمة , وانا كما كنت فى التاريخ البعيد , بدون تجاعيد الوجه اللعينة , ارتدى قميص احمر اللون , هديتك لواحد من اعياد ميلادى الكثيرة المنسية .. نجلس على شاطى نيلنا الغجرى العجوز , تفتحين ازرار قميصى وتداعبين شعر صدرى فى اشتهاء ملتهب , تتسلل اصابعى بين فتحات البلوزة , تصل الى كرة اللحم الطرية ذات الحلمة القرمزية
    - احى .. يا ود , الناس بشوفونا .
    - مش قلت ليك مليون مرة تلبسى سنتيان .
    - لا .. ما بحب البسو .
    ماذا فعلت بك السنوات ؟ .. انا هنا فى قلعتى فى حى (كوبر) , زنزانتى وحصنى الحصين , انظر الى المدرسة الثانوية الخاصة للبنات والتى تقع على يمين شقتى .. ارقب ضجة المراهقات وصخبهن الجامح , فى عيونهن الرغبة فى الحب والجنس ولفت الانظار .. ادرك ان الدنيا مثل قطار متهالك ناخذ منه النصيب ويلفظنا فى اول المحطات بقسوة متناهية ليصعد اخرين .. لعبة لا تنتهى الا لتبداء من جديد .. سخيفة , مكررة .
    كنت احب ان اتفلسف عن معنى الحياة امام (مصطفى شكرى) , كان ينظر لى فى حزن وحيرة بالغة
    - الماركسى القديم تحول ل سارترى عبثى وطبلة جوفاء .
    - الله فى ولا مافى يا مصطفى ؟ .
    - عندك قروش ؟ .. عايز اشترى بخاخة .
    عندما مات ادركت اننى فقدت لوحة تنشين غالية كنت اطلق عليها سهام الاكتئاب والقلق , والقرف , والخوف من الدنيا وما فيها .
    - انتا يا خراء ما عندك زول تانى تفك فيهو دبرستك ؟ .. ملعون ابو امك .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-01-2007, 08:38 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (12)
    2005
    اليوم هو يوم زواج (ميادة مصطفى شكرى) انطق الاسم ثلاثيا لاعرف انها ابنة الغالى .. يوم واحد فقط وكان من الممكن ان تكون ابنتى انا
    - عزيزة عايز اتكلم معاك فى موضوع .
    - معليش يا حمادة بعد المحاضرة ماشية زراعة , مصطفى قال عايزنى ضرورى .
    يوم واحد فقط وكنتى ستصبحين زوجتى يا (عزيزة)
    - مصطفى طرح لى يا حمادة .
    - طرح ليك كيف ؟ .
    - قال انو بحبنى .
    القلب النازف اصلا ازداد نزفا .. قلب ابن الحرام الموجوع من الدنيا .. ابن (لولو) الحبشية
    - ووووانتى رايك شنو ؟ .
    - محتارة .. ما عارفة .. اصلى ما اتخيلتا انو مصطفى ممكن يحبنى .
    - يازولة مصطفى ده انسان راقى وابن ناس .. والف زولة تتمنهو .. انا شخصيا لو كنتا بت كنتا حبيتو .. ها ها ها .
    والان ماذا يا موجوع ؟ .. (حمادة) اداب , (عزيزة) اداب , و (مصطفى) زراعة .. ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .. اوجعتنى يا حبيبى (مصطفى) , اوجعتنى .. طعنتى فى الصميم يا صديقى , يا ابن (الموردة) يا شيوعى .. كانت حلمى الشخصى والخاص جدا ابنة الطبيب الشهير (راشد الفاضلابى) .. (عزيزة راشد الفاضلابى) , زهرة جامعة الخرطوم , قصيرة القامة , شعر ينسدل على الاكتاف , عيون مستديرة شديدة السواد , وثقة فى النفس تعطى الجمال الانثوى بريقا خاصا .
    اليوم زواج (ميادة) .. العريس خروف (استرالى) حقير وسمين .. واحد من تلك (الكلاب) السودانية التى اخذت حق اللجوء السياسى دون ان تعرف معنى السياسة او الوطن .. جاء يتحدث انجليزية شوارع ثقيلة ويستعرض فى حماقة الجواز الاجنبى .. فى المقابلة الاولى اخذ يحشر بين اضراسه كلمات انجليزية دون اى مبرر , و(ميادة) المسكينة مبهورة بهذا ال(مايكل وست) السخيف .. كان لابد من كسر انف استعراضه القذر
    - بالمناسبة انا وعزيزة عندنا ماجستير فى اللغة الانجليزية .
    عندها عاد الى قواعده سالما متحدثا لغة القرأن الكريم بلهجة ابناء الجزيرة
    - وشغال شنو هناك يا ابنى ؟ .
    - شغال فى شركة كبيرة .
    - شركة بتاعت توزيع بيتزا ؟ .
    - لا .. استيراد وتصدير .
    - ماشاء الله عليك رافع راس البلد .. وانتا ماسك الاستيراد ولا التصدير ؟ .
    عرف اننى اسخر منه .. كلاب اللجوء السياسى .. ماسحى المراحيض العمومية , منظفى بصاق الخواجات فى الشوارع .. كلاب اللجوء السياسى , زبالة المجتمع السودانى .. يحفظون عشر كلمات من لغة اجنبية ويمتلكون جواز سفر اجنبى ويعتقدون انهم انبياء الله فى التحضر والثقافة .
    فى يوم العرس واصل (الخروف الاسترالى) ابهار الغلابة بنقود مسح مراحيض (سدنى) الخاصة والعامة , صالة افراح باهظة الثمن , وفنان مشهور بالشذوذ غالى الثمن فى الجنس والغناء .. (عزيزة) كانت جميلة فى ثوبها الوقور , تبتسم دون اى مناسبة
    - حمادة ما تخلينى براى .
    كانت خائفة من فراق ابنتها الوحيدة ربما الى الابد .. (عزيزة) اداب , ذات مرة قال لها خواجة
    - انتى يا سيدتى تتحدثين الانجليزية افضل من الملكة اليزابيث شخصيا .
    اهل (الخروف) كانوا محتشدين فى صالة الافراح , معجبين بانجازات ابنهم العظيم ماسح خراء الاستراليين فى جمع النقود واختيار اليمامة .
    انحنيت عليها هامسا
    - بالجد راجل بتك ده عايش فى استراليا .
    - ليه ؟ .
    - اصلو بنطط فى الرقيص زى الكانغرو .
    ضحكت تلك الضحكة القديمة الصافية .. ضحكة ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .
    فجأة ودون مقدمات نظرت فى عيونى مباشرة وهمست لى
    - بالمناسبة انتا لسه وسيم زى زمان يا حمادة .
    يوم واحد فقط وكنتى ستصبحين زوجتى يا (عزيزة راشد الفاضلابى)
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-02-2007, 04:50 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (13)
    1962
    شاهدت كل شيء من خلال النافذة الخشبية القديمة .. الصراخ والشتائم البذئية .. ارتفاع الصوت وانخفاضه .. ابى السكران دائما , وامى التى نبتت فيها مخالب لبوة شرسة .. البحث الدائم عن النقود , لا ياتى الا من اجلها .. يختفى اسابيع ويعود , مدمن لا يعرف الرحمة .
    فجأة صرخ
    - لا , لا , لا .
    ارتفع (الساطور) محطما الجمجمة .. امى تمتلك قوة بدنية هائلة .. ارتفع (الساطور) فى رشاقة بديعة وهوى على الراس السكران
    - أأأأأأأأأأأخ .
    نوافير الدم تصاعدت .. اتذكر كلما شاهدت مهرجانات الالعاب النارية , الدم وهو يتطاير من راس من يفترض انه ابى .
    - موت يا ود الكلب .. موت .
    (الساطور) يتابع الجسد وهو يسقط على الارض .. امى وجسمها الذى مثل مهرة جامحة
    - موت يا خول .. موت .
    جريت .. جريت .. جريت .. جريت , حافى القدمين , مرعوب , اللسان لا ينطق ولا يتكلم
    - يمة لا .. يمة لا .. يمة لا .
    كثيرا ما ذهبت الى الشارع الذى جريت فيه تلك الليلة , امشى فيه متمهلا , اتذكر الطفل حافى القدمين وهو يجرى وامه ترتكب جريمة قتل .. امى الذكية , ندمت اننى لم اعرف منها كيفية ارتكاب جريمة دون عقاب .
    عندما عدت فى المساء مرعوبا كانت هناك حشود هائلة من البشر امام البيت
    - ابوك مات يا حمادة شد حيلك .. انتا هسع راجل .
    سمعت من الهمهمات انه تشاجر فى (الانداية) .. كانت هناك فى العيون مؤامرة .. وصمت خفى , حتى الفقراء يعرفون كيفية التحايل على قوانين البرجوازية المتعفنة .
    كيف خرج وذهب (للانداية) ؟ .
    - لا حول ولا قوة الا بالله .. اللهم اغفر له وارحمه .
    الغرفة التى تمت فيها المذبحة كانت نظيفة دون اى قطرة دم .. ظللت ابحث اسابيع طويلة عن (الساطور) دون جدوى
    - حمادة حبيبى .. بتفتش على شنو ؟ .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.


                  

05-03-2007, 05:04 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (14)
    1985
    ح م ا د ة
    عندما تستلم هذا الخطاب يا حبيبى سوف اكون فى القاهرة .. لا احب تلك الجملة الشهيرة والقبيحة
    - مع السلامة .
    لا استطيع ان انظر فى عيونك واقولها .. اخيرا يا (حمادة) بعد القلق الطويل والسؤال المحير
    - ح تعملى شنو ؟ .
    اغادر السودان ربما الى الابد .. زوجى مع (نميرى) فى القاهرة لا يستطيع العودة ولن يستطيع .. وابنائى فى السودان .. وانت فى السودان .. فى الاذاعة تغيرت المعاملة واصبحت نغمة - تطهير بقايا مايو - هى نشيد الصباح السخيف .. ادركت ان هذه (الخرابة) ما عادت بلدى .. خلاص يا (حمادة) انتهت ايامى هنا .. هل تتذكر عندما طلبت منى ان اطلب الطلاق ؟ .. اقول لك كما قلتها سابقا , مستحيل .
    انت ما زلت شابا صغير السن .. وانا ام لثلاثة ابناء , واكبر منك بسبع سنوات كاملة - حرام , حرام - .. اعرف اننى لن اجد شخصا احبه ويحبنى مثلك .. بينى وبينك الاطفال الثلاثة .. بينى وبينك (علوية) طفلتى المعاقة ذهنيا , هل تعرف معنى عذاب ان تصبح مسئولا عن كائن حى حتى اخر لحظة من عمرك ؟ عن الاكل والشرب والاستحمام وتنظيف الفضلات حتى اخر نفسك فى صدرك ؟ .
    انت الذى ايقظ معنى الانوثة الحقيقية فى جسدى .. علمتنى كيف يصبح الجنس انسانيا دون اى مقابل او اكاذيب .. انا التى بعت جسدى وشبابى وجمالى لصاحب المنصب المرموق , قطعة ديكور حلوة يعرضها فى فخر على مجتمع تافه ملوث .. عندما كنت انام مع زوجى كنت اشعر اننى داعرة محترفة !! ومعك كنت اشعر اننى انسانة .
    احبك يا (حمادة) احبك .. سوف اتذكر كل لمسة منك على جسدى .. اتذكر كل لحظة حميمة .. فى يوم من الايام سوف تتزوج وتنسى .. واطلب منك ان تنسى (ابتسام فيصل خليل) .
    يا حبيبى اترك لك هذا الخطاب فى منزل صديقك (مصطفى) فى (الموردة) لاننى جبانة لا استطيع الوداع , سوف انهار من الحسرة والالم .
    اعتنى بنفسك جيدا من اجلى ارجوك .. ارجوك اعتنى بصحتك .
    ربما - من يدرى ؟ - قد نتقابل فى زمنا ما وقد اصبحنا عجوزين تماما .. ربما !!
    سامحنى يا حبيبى على الهروب
    حبيبتك السابقة/ بسبوسة
    الخرطوم 2 سبتمبر 1985
    ملحوظة: تركت لك فى ثنايا الخطاب خصلة من شعرى .
    مع السلامة .. مع السلامة .. مع السلامة .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-04-2007, 02:22 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (15)
    1999
    (هنادى بتى) سقط صريعا .
    ازمة قلبية حادة .. سقط تماما بالقرب من مكتبه , سحب معه اثناء السقوط كل ما هو موجود على سطح المكتب الابنوسى الفخم .. تمثال افريقى من العاج وجهاز راديو صغير والمستندات ذات الاوراق الكثيرة وجهاز التلفون .
    منذ اليوم الاول لعملى فى صحيفة (الشروق) وانا اطلق عليه سرا اسم (هنادى بتى) .. هى ابنته الوحيدة , او على الاصح هى اخر من تبقى من الذرية الطالحة , الكبير (عوض) مات غرقا فى رحلة ايام عيد , والاوسط (عابد) طفش فى بلاد الله الواسعة وانقطعت اخباره .. كل خمس دقائق كان المرحوم الوغد (عصام الدين عوض) رئيس تحرير جريدة (الشروق) الثورية يتحدث عن الابنة المعجزة
    - بتى طالبة فى السنة النهائية فى طب جامعة الخرطوم .
    - ماشاء الله استاذى , هذه الشبلة من هذا الاسد .
    يرتج الكرش الضخم من الفرحة , وتلمع العيون الضيقة خلف زجاج النظارة الطبية الشبابية
    - وانتا ما اتزوجتا لحدى هسع ليه يا حمادة .
    - ما لاقى زولة زى الدكتورة هنادى .
    - ها ها ها .. يا سلام يا حمادة والله كمية الذوق الفيك تكفى بلد كامل .
    هى الخالق الناطق مثل المرحوم الوغد , (فيلة) متحركة , نفس جينات البلاهة
    - ممكن اقول ليك انسة هنادى ؟ ولا بتحبى اقول ليك دكتورة هنادى ؟ .
    - احسن تقول لى هنو .
    - حاضر يا هنو .
    ارتج كرشها الضخم من الفرحة ولمعت العيون الضيقة خلف زجاج النظارة الطبية غريبة الشكل
    - وانا ممكن اقول ليك حمادة بدون استاذ ؟ .
    - يا ريت يا هنو .
    اصبحت تاتى الى مقر الصحيفة اكثر من العاملين فيها
    - هنادى بتى بتسلم عليك .
    - حمادة يا اخى ما تساعد هنادى بتى فى الترجمة .
    ننفرد سويا فى المكتب
    - انا يا هنو عندى مشكلة فى ترجمة المصطلحات الطبية .
    - انتا بس ورينى الحاجات العارفها .
    تضع نهدها - ثمرة البطيخة الصيفية الكبيرة - على كتفى وهى تتنفس بعمق
    - هنو لا .. كده غلط , انا زى ابوك .
    - معليش ما قادرة .. انا بتعذب .
    عندما كانت تنطق جملة (انا بتعذب) كنت اتخيل ان الوغد شخصيا هو من يضع ثمرة بطيخه على كتفى .
    - هنادى بتى بتشكر فيك كتير يا حمادة وقالت هى ما فهمت الا منك .
    - لا شكر على واجب .. نحنا تحت الخدمة .
    صراع (المنشية) و (القصر) قصم ظهره
    - يا جماعة الحاصل شنو ؟ .. يعنى كده شيخ حسن طار ولا شنو ؟ .
    فى ثالث ايام الخلاف الشهير انزل مقاله حول مفاهيم الخلاف داخل الاسرة الواحدة الكبيرة وتحدث فى غباء عن ضرورة تجاوز الازمة وان السودان فى حاجة الى جهود (حسن الترابى) و (عمر البشير) .. ولان السودان حقيقة ليس فى حوجة الى جهد الرجلين , فقد جاءت مكالمة قصيرة للغاية من جماعة (القصر) , ومكالمة اكثر طولا من جماعة (المنشية) ادرك عندها الوغد الكبير انه قد دخل المصيدة
    - حمادة , حمادة .. تحليلك للوضع السياسى شنو ؟ .
    - والله يا استاذى انا بعدتا عن السياسة لى فترة طويلة وما بقدر ....
    يقاطعنى فى انفعال
    - معقول , معقول تكون مسرحية ؟ .. الزول يقيف مع منو ؟ .
    فى يوم وفاته مر من امامى دون ان ينظر لى
    - صباح الخير استاذى .. دكتورة هنادى كيف ؟ .
    - كويسة يا حمادة كويسة .
    ارتفعت الهمهمات عن الاقالة
    - الزول ده ركب التونسية , اصحاب الجريدة كانوا مراهنيين على حسن الترابى , وبعد كده لازم عصام الدين يزح ويجى احتمال فى رئاسة التحرير جابر جمعة لانو عندو علاقة كويسة مع على عثمان محمد طه .
    ارتفعت الصرخات فى مكتب الوغد الكبير .. وهو يستقبل مكالمة الاطاحة به من رئاسة التحرير سقط بالازمة القلبية .
    - معليش ما قادرة .. انا بتعذب .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-04-2007, 05:42 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (16)
    2006
    اخيرا تسافر (ميادة مصطفى شكرى) .. تغادر ارض وطن غير رحيم .
    مثقلة بالحزن انتى يا سيدتى .. يا (عزيزة)
    - ح تجى معنا المطار حمادة .
    - ما بحب تفاصيل الوداع والهبالات بتاعت البكاء , وقصة مع السلامة والتفاصيل دى .
    - عليك الله ده ما وقت فلسفة انا محتاجة انك تكون معاى .
    - ok خلاص اقفلى الخط ربع ساعة بكون معاك .
    مثقلة انتى بجراحات الغياب والفقد .
    تحركنا مثل من سقطت مدينتهم فى يد الاعداء .. انا وهى فقط .. اهل (الخروف الاسترالى) اصروا ان تنطلق صفارة البداية من منزلهم غير العامر .. (ميادة) هناك عندهم .. بروفة الوحدة يا (عزيزة) , وحدة خانقة , قاتلة
    - يدك بترجف لشنو يا عزيزة ؟ .
    - مافى حاجة .
    انطلقت تباشير موشحات البكاء والنهنهة
    - ياااا الله .. عشان كده ما كنتا عايز اجى .
    - خلاص , خلاص .
    مسحت عيونها بمنديل ورقى
    - متذكرة يوم , كنتا قلتا ليك عايزك ضرورى ؟ .
    - متين ؟ .
    - فى الجامعة .
    - انتا ما عندك موضوع .
    - فعلا ما عندى موضوع .
    - كنتا عايزنى فى شنو ؟ .
    - لا ابدا بس عايزك ما تقعدى تبكى لى وانا سايق .. عشان كده بتكلم معاك فى كلام خارم بارم .
    صمت ثقيل .. هل شعرت ذلك اليوم ؟ .. هل تعرف بواسطة الغريزة الانثوية انها كانت حلم حياتى الشخصى فى يوم من الايام .
    - انا عطشان حقو اركن هنا ونشرب حاجة باردة .. تشربى كولا ؟ .
    - سفن اب او اسبريت .. ما بحب الكولا , ومعاك اسبرين عليك الله , عندى صداع عنيف .
    عدت حاملا زجاجة كولا وزجاجة سفن اب
    - اليوم البتتكلم عنو فى الجامعة هو نفس اليوم الطرح لى فيهو مصطفى مش كده ؟ .
    مددت لها زجاجة الكولا
    - لا انا حقتى التانية , والاسبرين وين ؟ .. مصطفى كان بقول لى انو مشكلتى انى ذكية زيادة عن اللزوم .
    - اقول ليك حاجة .. احسن تبكى بدل الكلام المسيخ ده .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-05-2007, 04:21 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (17)
    عندى يوم (الجمعة) طقوسى الخاصة منذ عودتى من الخليج .. ابداء يومى بالاستماع لصوت (عبدالباسط عبدالصمد) وهو يتلو القرأن .. يجعل الصوت من هذا اليوم يوما شجيا .. كثيرا ما حاولت ان اصلى ولكننى فشلت , حتى اننى لا تذكر الان كيفية الصلاة الصحيحة, عدد الركعات , والفرق بين صلاة الجهر والسر .. عند عودتى النهائية لارض الجحيم , اشتريت من الخليج سجادة صلاة فارسية غالية الثمن وسبحة من الكهرمان , والمصحف المرتل بصوت البديع (عبدالباسط) .. قررت ان اتصوف , ان انتمى .. مشكلتى هى عدم الانتماء لشىء اى شىء
    اضع السبحة الكهرمان حول رقبتى
    - دى شنو الموضة الجديدة دى كمان يا حمادة ؟ .
    - انتا يا مصطفى زول ملحد ما بتفهم فى الحاجات الروحية .
    - وهى الحاجات الروحية الا الزول يلبس سبحة فى رقبتو ؟ .
    - عايز اخش الطريقة السمانية .
    - الا منتمى يبحث عن الانتماء .
    - انا جاد .
    - واشمعنى يعنى الطريقة السمانية ؟ ليه ما العركية ولا الشاذلية ؟ .
    - عشان ناس الطريقة السمانية قريبين من شقتى .
    - ها ها ها .. خلاص بالله اعزمنى فى الحضرة عشان اضرب الزلابية وشاى اللبن .
    - اصلو الزول ما يتكلم تانى معاك فى موضوع جاد .
    احسد اصحاب الطرق الصوفية , القناعة والايمان الراسخ الذى لا يتزعزع
    اجلس على سجادتى الفارسية غالية الثمن
    - يا رب عايز اصلى .. عايز الايمان يخش قلبى .. يا رب عايز ارتاح .
    الدعوة لا تستجاب , لا تصل حتى الى السماء
    - شوف ليك جمعية بتاعت اطفال مشردين ساهم فيها او اتبنى ليك طفل يتيم , كده ممكن تلقى جرعة روحانية وانسانية انتا محتاج ليها .
    - عايز اصلى يا مصطفى , عايز اصلى , انا تعبان شديد .
    - شاعر بيك .. شاعر بيك يا حمادة .. بس للاسف ما عندى حل او اجابة .
    - عايز اصلى .
    - يا حمادة ما تعمل لى صداع اهى ديك الماسورة امشى اتوضى وصلى .. ما عايز امام ؟ .
    - يا اخى انتا زول ملحد ود حرام ساكت .
    - ها ها ها ها .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-07-2007, 12:01 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (18)
    1997
    حمادة الحمار
    خامس خطاب وانت لا ترد .. اخبرنى (الواثق) انك كنت تعبان نفسيا فى الفترة الاخيرة وعندك مشاكل فى الشغل , ارجو ان تكون الامور الان تمام التمام , حاول ان ترد على بخطاب يتيم يتم ارساله على عنوان (مدرسة امدرمان الثانوية النموذجية بنات ليد الاستاذة/ عفاف مكى ) .. (عفاف) هى صديقة (عزيزة) فى المدرسة .. طبعا يا حمار لو ارسلت الخطاب باسم (عزيزة) سوف يستمتع ناس جهاز الامن الا وطنى بخطك البديع واسلوبك الرشيق .
    ايها - الواطى الكبير - , اخبارى كما هى لا جديد تحت الشمس , ما زلت فى الاختفاء غير المفهوم ومقابلاتى ل (عزيزة) و (ميادة) تتم عبر مغامرات اشبه بقصص (اجاثا كريستى) .
    هذه الايام لا حديث لنا غير (الخاتم عدلان) , اريد منك معلومات بالتفصيل الممل عن المؤتمر الصحفى الذى عقده فى (لندن) قبل سنتين .. لا اثق فى كلام عجائز الحزب عنه هنا , ولا اثق حتى فى الصحف السودانية .
    (الواثق) تحدث عن ابتعادك عن الجالية السودانية وانك لا تحب ان تذهب لاحد .. ما الذى يحدث لك ؟ .
    انا هنا ايضا تعبان نفسيا بشكل حاد , التكاليف الحزبية اصبحت روتينية بلا طعم ولا لون او رائحة , لو تحدثت عن التجديد والتحديث وانتخاب القيادة يتم اتهامك بانك من مجموعة (اولاد الخاتم) .
    اصبحت مع مطلع شمس كل يوم جديد , اتساءل عن معنى النضال !!! .
    هل هذه الاجتماعات التى لا تقدم ولا تأخر , هى النضال ؟ .
    هل الثرثرة التى لا تنتهى حول حتمية انتصار الارادة الشعبية , هى النضال ؟ .
    توزيع البيانات هو النضال ؟ .
    هل يشعر الناس بما نفعل ؟ .. وهل لما نفعل اى قيمة فى زحزحة جبل القهر والتخلف الجاثم على الصدور ؟ .
    اسئلة تدق فى الراس مثل الشواكيش , والراس من الاساس متعب بالاسئلة .
    هل صحيح انك تفكر فى العودة النهائية للسودان ؟ .
    شكرا , شكرا , شكرا , على ال 150 الف جنيه التى ارسلتها مع (الواثق) لان (ميادة) تحتاج فعلا لرسوم دراسية عاجلة - هل تتذكر ايام الدراسة المجانية فى هذا الوطن الانتيكة ؟ - .
    صحتى عال العال , مثل الحصان , مواصل مع (البخاخة) اللعينة التى اصبحت مثل عشيقتى , فقط اتعب ايام الغبار الشديد .
    كل التحايا يا حمار .. ارجو الرد السريع .
    (مصطفى شكرى)
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-07-2007, 04:31 PM

Ahmed El Gasim
<aAhmed El Gasim
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    صديقي الودود
    ابو الشوش..
    اتابعك باهتمام..
    مشتاقين كميات..
                  

05-09-2007, 10:58 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (19)
    2006
    - الو .
    صوت من الثريا يهبط على الارض
    - مساء الخير وحمدالله على السلامة .
    - حمادة ؟ .
    ماضى يخرج مندهشا من صفحات كتاب تاريخ مدرسى
    - ما نسيتى صوتى يا ابتسام ؟ .
    - عمرى , عمرى ما نسيتك ولا لحظة .. لا انتا , ولا صوتك , ولا اى ثانية كنا فيها مع بعض .
    - مرت كم سنة بسبوسة ؟ .
    - ياااااه .. ياااااه يا حمادة , مشتاقة شديد اسمع كلمة بسبوسة من خشمك .
    اخيرا بعد الانتظار الطويل .. سلحفاة تريد قطع صحراء (العتمور) فى صيف قائظ .. اخيرا
    انفجرت شجيرات الصبار عن ازهار صفراء لطيفة بين الاشواك .
    ننطق فى نفس اللحظة , نفس السؤال الكئيب
    - عاملة شنو ؟ .
    - عامل شنو ؟ .
    حبل غسيل مثقل بالملابس البيضاء النظيفة المبتلة يريد ان يسقط على ارض قذرة تمتد ايدى مسرعة متلهفة لمنعه من السقوط .
    فترات صمت قلقة .. حوار متخبط بلا ترتيب او اعداد مسبق
    - عجزنا .
    ضحكة خافتة سريعة , مثل رصاصة منطلقة من سلاح كاتم للصوت .. اخيرا بعد التردد الطويل .. محاولة بناء جسر يعبر هاوية السنوات السحيقة
    - اتزوجتا ؟ .
    - معقول !!!! .
    - ليه ؟ .
    - عشان بحبك .
    صمت فى الطرف الاخر , صوت (مكيف هواء) يهدر فى نعومة مصحوبا مع صوت تلفزيون مرتفع ياتى واضحا فى اذنى , مسرحية (شاهد ما شفش حاجة)
    - انا اخاف م الكلب يطلع لى اسد .
    ضجة جمهور ضاحك , بلا هموم او اسئلة كبيرة .
    - ابتسام .
    اقفز على حاجز الصمت
    - ايوه يا حمادة .
    صوت جرس الباب فى شكل زقزقة عصفور (عندليب) حزين
    - حمادة الظاهر فى ضيوف .. بضرب ليك بعد شوية , مش دى نمرتك ؟ .
    رددت فى خشونة غريبة عنى
    - ايوه دى نمرتى .
    شعرت فجأة اننى تسرعت فى الاتصال الهاتفى .. يا قوس قزح السماء الملون البديع , كيف يستطيع الانسان قبضك باليد البشرية
    - دقيقة , دقيقة , عايزة اقول ليك حاجة .
    - شنو ؟ .
    - ح م ا د ة .
    تنهار جبال الثلج
    - ابتسام عايزك .. تعالى .. انا محتاج ليك شديد .
    - يلا يا حمادة .. عشان الناس الواقفين فى الباب , بعد شوية بضرب ليك .
    زقزقة (العندليب) تتواصل فى الحاح عنيد .
    لو تعود تلك الايام .. ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-10-2007, 09:39 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (20)
    - انا عاهة مستديمة فى جسد الحياة .
    (نجوى كمبال) , واحدة من الكوارث البشرية التى مرت فى حياتى , تقف عارية على سريرى وترفع يديها وهى تنظر لسقف الغرفة فى حركة مسرحية تعود للقرن الثامن عشر , وتنطق الجملة الخالدة
    - انا عاهة مستديمة فى جسد الحياة .
    بعد عودتى النهائية من الخليج بفترة قصيرة , قابلت هذه الكارثة , كنت اقود سيارتى اليابانية بلا هدف , مستمتعا بجهاز تبريد الهواء الذى يحول السيارة الى جنة مصغرة فى لهيب صيف الخرطوم الكريه .. كانت هى تقف واضعة يديها فى صدرها على جانب الشارع المرصوف .. وقفت على بعد نصف متر منها - قليل من قلة الادب فى هذا الصيف مفيدة للصحة - .. جاءت فى خطوات بطيئة , فتحت الباب الامامى وجلست بجوارى
    - برجوازى متعفن .
    كانت تفوح منها رائحة سجائر رخصية
    - ماشية وين ؟ .
    - اى حتة يا برجوازى , ما عندى مانع .
    - عندى شقة فاضية .. افتكر دى حتة مناسبة , مش كده ؟ .
    - فاضية , مليانة , اى حتة .
    - طالبة ؟ .
    - نجوى كمبال من مدنى , طالبة فى جامعة الاحفاد علم نفس , 22 سنة , بحب الجنس وبوب مارلى .. عندك فى الشقة سجاير ؟ .
    - اتشرفنا , ما بدخن .
    - بنقو ؟ عرقى ؟ بيرة ؟ .
    - يا بت الناس انا ما زول منحرف .
    - برجوازى تعشق فقط لحم نساء الفقيرات ؟ .
    - ماشاء الله , ماشاء الله , اختنا فى الله ماركسية ؟ .
    - كارل ماركس ده انسان يمينى منحرف .. الثورة ما محتاجة تنظير , الثورة محتاجة شلالات دم .. لازم 99 فى المية من الشعب يموت عشان الباقيين يبدوا صاح .
    - انتى عيانة نفسيا ولا شنو ؟ .
    شاعرة فاشلة , وفنانة تشكيلية رسمت لوحتين , تكتب مسرحيات لا تعرف البداية من النهاية فيها , وتفكر فى انشاء تنظيم سياسى اعضائه من ماسحى الورنيش والمشردين و (ستات الشاى) .
    - وده ح يكون حزب سياسى ولا وزارة شئون اجتماعية ؟ .
    نموذج غريب من جيل يتخبط بلا هدف .. مارست معها الجنس مرتين.. وبعد ذلك لم اقترب منها , تركتها تتجول فى الشقة عارية كما ولدتها امها عندما تزورنى
    - مالك ؟ .. زهجتا من جسدى ؟ .
    - لا ابدا , بس حصل لى ضعف جنسى بعيد عنك .
    - ضعف جنسى فجأة كده ؟ .
    - فجأة كده .
    كنت اجلس وانا اراقبها .. قرد فى حديقة حيوان
    - مقطع اول
    نجوم فى تخوم السماء
    أأأأأه
    ابتعاد
    سنبلة قمح
    نص قصير
    طاغية
    جهازى التناسلى
    يختلط فى جهاز خلط الفواكه
    جان جاك روسو
    لوحة مرسومة بالزيت على اوراقى
    مقطع ثانى
    أأأأأأه .
    - ده شنو يا بت ؟ .. ده نص ادبى بيعمل وجع راس عديل كده .
    - انا تلميذة ادونيس .
    - و ادونيس ده ما لقى زولة غيرك تكون تلميذتو ؟ .
    - انتا طبعا يا عمو من انصار مدرسة الشعر العمودى , ناس عنترة والمتنبى والكلام الفارغ ده .
    شعلة الضياع والا جدوى تنتقل من يد جيل الى يد جيل اخر بكل سلاسة ويسر واخلاص .

    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-11-2007, 05:47 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    تحية للمتداخلين
    استاذ/طارق .. شكرا على السلام .
    ابن الكلاكلة .. استاذ/كوستا .
    صديق ايام شباب بائد .. استاذ/احمد على القاسم .
    استاذ/ معاذ حسن .. شكرا على اقتراح ترتيب القصة .
    لكم خالص الشكر والامتنان .
                  

05-12-2007, 09:10 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (21)
    حالات تستحق الدراسة والتحليل العميق .. كل العاملين هنا فى صحيفة (الشروق) يستحقون عطف انسانى بدرجة او اخرى , انا الوحيد بينهم - دون اى غرور - الذى ادرك سخافة معنى اصدارة ورقية فى بلد لا يقراء فيه احد , ومن يقراء لا يهتم , انا و (ود الزين) المسؤول عن القسم الرياضى فى الجريدة , (ود الزين) انسان لذيذ لو اطمئن انك لن تشى به يفتح لك صدره
    - كورة شنو ؟ .. دى بلد لا فيها كورة ولا زفت , دى اكبر عملية استهبال فى التاريخ الحديث .
    - تصدق يا حمادة , لو شوفتا اجسام الاعبين السودانيين على الطبيعة تبكى عديل , يا اخى ديل عندهم انيميا حادة .
    وصلت به الحالة انه كان يذهب الى بيته ويرسل ابن اخته الى الاستاد فى اى مبارة هامة وعندما يعود يحكى له ما حدث ويكتب هو .. ذات مرة انتصر فريق القمة على واحد من الاندية الافريقية التى تعانى بلدها من حرب اهلية ومجاعات , وكتب هو بالبنط العريض (اخيرا الكرة السودانية نحو المجد) .. اعجبه ما كتبه
    - شايف يا حمادة انا كتبتا شنو .. يا اخى ده لواط فكرى عديل كده .. الغريب فى ناس ممكن تصدق الكلام ده .. ها ها ها ها .
    - الله يسخطك زيادة .. حتى فى الكورة بتغشوا الناس .
    - عارف يا حمادة لو العساكر والراسمالية الطفيلية المدنية ديل زحوا من الكورة الاوضاع ممكن تتحسن .
    - طيب ما تكتب الكلام ده .
    - احا , انا ما عزابى زيك , عندى اولاد عايز اربيهم .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-14-2007, 08:40 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (22)
    - معاى زول بره .
    - زول ؟ .. زول منو ؟ .
    (نجوى كمبال) اصبحت تعرف مواعيد تواجدى فى الشقة .. اتركها تاتى كيفما اتفق لها , تغيب بالشهور وتظهر .. تتعرى وتتجول (طرزان) بدون قطعة الجلد التى تغطى نصفه الاسفل .. اصبحت بالنسبة لى تسلية , بوهيمية مثل شعرها , غجرية تتمنى ان تكون (حلبية) تسكن الخيام وتتسول بالقرب من (الجامع الكبير) وتمارس الجنس مع العسكر فى ميدان (عبدالمنعم) .
    - واحد اسمو الكنج .
    - وده كمان كنج فى ياتو مملكة ؟ .. احنا مش دولة جمهورية ؟ .
    - ده زول بتاع ورنيش من دارفور واقف تحت .
    - وعايز منى شنو بتاع الورنيش ؟ .. ما عندى جزمة عايزة تتورنش .
    - خلى خفة الدم دى .. الزول ده امنية حياتو انو يمارس جنس مع زولة شمالية , ودى حاجة من حقو لاننا دولة موحدة .
    - وانتى قررتى تقومى بالمهمة دى نيابة عن الشماليات ؟ .
    - بالظبط كده .
    - نجوى كمبال .. الجنون عندو حدود , انا شقتى ما بيت داعرة .. عايزة توحدى السودان شوفى ليك خرابة فاضية او اى مكان تانى , ما تكررى الحركة دى تانى معاى , مفهوم ؟ واتفضلى اطلعى بره .
    - برجوازى لوطى .. تافه .. شمالى حقير , اتفو عليك .
    - اطلعى بره يا زبالة , منحطة .. بره .
    دفعتها بعنف سقطت وارتطم راسها بعنف على مقبض الباب الخارجى , نهضت ووجهها تغطيه الدماء
    - ده دم ؟ .. حيوان , حيوان وسخ .
    اخذت تبكى وهى تضربنى بحقيبة يدها الجلدية على وجهى .. احتضنتها
    - انا اسف نجوى .. انا اسف .. ما كان قصدى .
    - زح منى .. زح منى .
    حملتها بين ذراعى , ريشة صغيرة ضائعة .. ضحية من ضحايا هذا الوطن الغبى .
    (ايها الوطن الحقير ها هى قرابين التعاسة ) .
    - تعالى اغسل ليك الدم واشوف لو كان جرح كبير نمشى مستوصف .. انتى لسه بت صغيرة ليه البشتنة دى يا نجوى ؟ .

    - من يفهمنى فى هذا العالم ؟
    انظر كم فردا فيه
    كم انسان ؟
    لكنى احتاج لفردا واحد
    يا هذا العالم احتاج لانسان
    هل اطلب لبن الطير ؟ .
    - لا حول ولا قوة .. ده ما وقت شعر , دنقرى راسك فى الحوض عشان اغسل ليك الدم .
    - جسدى ملك للفقراء
    ادفع فاتورة هذا القبح
    يا هذا القبح .. هذا جسدى
    فتعال لتغسل قبحك .. يا قبح .
    - انتى الظاهر حصل ليك ارتجاج فى المخ , غسلى البلوزة من الدم عشان نمشى اقرب مستوصف .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-14-2007, 03:35 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (23)
    1999
    - شوفتا الخول ده عمل لى شنو ؟ .
    - خلاص استاذى .. حصل خير .
    - انا الزول التافه ده يضرب لى يدى وما داير يسلم .. هو قايل نفسو شنو ؟ .
    واقفين كنا خارج نادى الضباط .. دعوة للاعلاميين بمناسبة عودة شاعر تقدمى كبير عارض نظام مايو بجسارة متناهية .. وخرج من السودان بعد 1989 , وبعد ان ادرك ان النظام لن يسقط عاد يجرجر اذيال الهزيمة ويتمسح فى افخاذ السادة الجدد .. النظام فرح به , وقرروا تكريمه , مارس كل العهر فى الدنيا من اجل ان يقنع جمهوره الحبيب بان البطولة كانت فى معارضة (مايو) وان البطولة فى التعاون مع (الانقاذ) ضد الاستهداف الخارجى الطامع بطبيعة الحال فى ثروات هذه البلد الطاهرة .
    ذهبت مع رئيس تحريرى الوغد الكبير (عصام الدين)
    - يا حمادة لازم تعرف الناس , اهم حاجة فى الصحافة العلاقات العامة , هى راسمال الصحفى الحقيقى .
    عندما دخلنا النادى , كانت جميع الوجوه المشبوهة موجودة وهى تبتسم وتتحدث عن مخاطر العولمة على القيم الاسلامية السمحة .
    عندما دخل الشاعر الكبير ضجت القاعة بالتصفيق وهرول الجميع للمصافحة , جلست فى مقعدى ارقب مسرح العبث هذا واقول لنفسى
    - مثقف سودانى , يواصل مسيرة السلف فى الزحف نحو طريق التعريص .. من سيبقى فى اليسار والجميع يشد الرحال نحو اليمين ؟ .
    عندما حان دور استاذى الصحفى الخطير فى تقديم فروض الولاء والطاعة , ضرب الشاعر التقدمى الكبير يده بعنف
    - انا ما بسلم على المايويين .. ابعد يدك الملوثة بدم ابناء الشعب السودانى .
    ولان الجميع ايديهم ملوثة بالدماء , فقد تكهرب الجو وحدثت ضجة .. خرج استاذى وهو يسب ويسخط
    - شوفتا عمل شنو ؟ .. عايزك تنبذوا بكرة فى مقال .. انا عارف فضايحو كلها .
    - خلاص استاذى .. حصل خير .. ده اصلو انسان كلب .
    انفجرت الدموع فى الوجه السمين
    - ديل كلهم ناس تافهين .. كلهم دايرين يبيعوا .. كلهم يا حمادة .. الفرق بس فى التوقيت فى ناس باعت وهى لسه شباب وفى ناس قررت تبيع بعد ما وصلت الستين .
    وضعت يدى اربت على كتفه
    - انا بعرف اربى الواطى ده كيف , انا عصام الدين عوض بعرف اتعامل مع الاشكال دى كويس .
    عندما ذهب بسيارته .. وقفت وحيدا امام بوابة النادى .. بداء الشاعر التقدمى فى القاء قصيدة قديمة مشهورة كانت تلهب حماسنا ايام الجامعة , اصبحت الان مثل رغيف الخبز البايت
    جلست على مقدمة سيارتى من الخارج
    - حكمة اليوم .. فى ناس باعت وهى لسه شباب وفى ناس قررت تبيع بعد ما وصلت الستين .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-16-2007, 10:40 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (24)
    1973
    - حمادة الحاج نور العليم .. ازيك .
    - أأأهلا وسهلا .
    - انا عزيزة راشد الفاضلابى .. طالبة معاك هنا فى اداب , برلومة .
    - اهلا , شايفك كتير .
    - فى اركان النقاش ؟ .
    - يعنى فى اركان النقاش وفى الكلية .
    - بتعرف مصطفى شكرى بتاع زراعة ؟ .
    - مش الزول الشيوعى البتكلم فى الاركان ؟ .
    - ايوه هو ذاتو , عارف انو الامن اعتقلو امبارح من الداخلية ؟ .
    - شايف الملصقات .
    كثيرة وكبيرة , بخط جميل احمر واصفر - اطلاق سراح المناضل الفذ مصطفى شكرى - .. - يا حكومة الردة والدماء ارفعى يدك الملوثة بدماء الشيوعيين الشرفاء عن طلاب الجامعة - .. كانت هناك رسومات لحمامات بيضاء ترفرف فى سماء صافية .. ويد ضخمة تحاول فتح شباك زنزانة .
    - فى مظاهرات الليلة .. ح تشترك معنا ؟ .
    - انتى شيوعية ؟ .
    ضحكت ضحكة صافية
    - يعنى تقدر تقول حاجة زى كده .. انا ابوى طبيب معتقل من السنة الفاتت .
    - بس انا عندى محاضرات مهمة .
    - فى حاجات اهم من المحاضرات ومن حياتنا نفسها .. مش كده ؟ .
    - وووالله ما عارف .
    - لا لازم تعرف .. احنا يا حمادة ما جينا الجامعة عشان ندرس وبس , احنا زبدة المجتمع السودانى ولازم نكون صوتو فى وش الطغيان .
    نظرت لها , عندها عادة غريبة عندما تتكلم , تنظر فى عيونك مباشرة ولمدة طويلة
    - اعزمك شاى ممكن ؟ .
    - مافى مانع .
    عادت تحمل كوبين
    - عارف مصطفى مسميك شنو ؟ .
    - هو بعرفنى من وين ؟ .
    - شايفك فى اى ركن هو بتكلم فيهو .. بقول عليك الزول الكديسة , عشان عيونك خضرا زى الكديسة .. عندك جذور اجنبية ؟ .
    - جدتى تركية .
    - الاختلاط بين الاجناس البشرية حاجة راقية شديد , عشان كده الاممية بتدعو انو نقيف مع كل شعوب الارض المظلومة .
    انشغلت ارسم باصبعى دوائر وهمية على كوب الشاى الزجاجى .. كلمات غريبة , مدهشة , الاممية , تيار اليسار العالمى , تشى جيفارا , الجديد ينفى القديم , مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية , 19 يوليو , الاتحاد السوفيتى الصديق , المطرقة والسندان , الطبقة العاملة , عمال عطبرة يخرجون من الورش حالمين بدولة المستحيل
    - معليش عملتا ليك صداع .. انا زولة جنى كلام فى السياسة .
    - لا بالعكس .. انا بحب اسمع كلامكم .
    - شكرا ليك كتير يا حمادة .. واحنا ذاتنا ملاحظين كده .. وعايزنك تكون معنا .. ممكن ؟ .
    رفعت راسى من دوائرى الوهمية على سطح الكوب .. كانت تنظر لى دون ان يرف لها جفن .. هززت راسى
    - ممكن .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-19-2007, 09:19 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (25)
    عادة غريبة تملكت (مصطفى شكرى) , كان يشعل السيجارة بين اصبعيه ويتركها تحترق حتى النهاية دون ان تقترب من شفتيه
    - ممنوع من التدخين ب أمر الاطباء .. وممنوع من السياسة ب أمر الحكومة .
    كان يغضب لو لم احضر له من الخليج علب السجائر غالية الثمن
    - وليه العذاب ده يا مصطفى ؟ .
    - عشان بتكيف من شعور العجز , حاجة بين ايدك وما قادر ترفعها لخشمك .. حاجة زى العلاقة بين قوى التحديث والشعب .
    - عليك الله ما عايزين كلام فى السياسة , بلا شعب بلا كلام فارغ .
    من هو الشعب ؟ .
    ايام مراهقتى السياسية , كانت هذه الكلمة تعنى لى الكثير .. الان اصبحت بلا طعم مثل طعام مستشفيات القطاع العام .. اكره خطابات السادة الاشاوس فى الحكم والمعارضة عن الشعب الذى يفهم ويعى .. هل لو كان يفهم ويعى , كنا سنصل لهذا الانحطاط ؟
    افهم تماما الان الحكمة فى سجائر (مصطفى) المحترقة بين اصبعيه
    - حليلك يا درش .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-20-2007, 09:37 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (26)
    2007
    - يمة عطشان , عطشان .. افتحى الباب يمة الشمس سخنة , يمة .
    ينزاح الحجر الضخم من على ظهر الباب الحديدى المتأكل بالصداء .. (لولو) مثل فرسة جامحة , كاكاوية
    - معليش يا حمادة حبيبى , تعال , معليش .
    سن الذهب يلمع فى الوجه المشرق .. تسحبنى من يدى للغرفة الطينية البائسة .. رجل ممدد فى (العنقريب) الخشبى غارقا فى دمائه , اتراجع مذعورا
    - ده شنو يمة ؟ .
    - ده ابوك .. ما تخاف حمادة حبيبى .
    ينهض ابى مذبوحا
    - انتا ولد حرام .. انتا ما ولدى .
    اصرخ فى عنف
    - حررررامى .
    اجرى فى الشارع , حافى القدمين , اجرى , اجرى .. الناس تنظر لى فى استغراب
    - حررررامى .
    انهض مبتلا بالعرق , اتخبط فى الظلام , مفتاح النور , جهاز هاتفى المحمول
    - عزيزة .. عزيزة انا باموت .
    - فى شنو حمادة ؟
    انظر لساعة الحائط , الثالثة صباحا
    صوت (عزيزة) ملتاعا وعاليا
    - حمادة حاصل شنو ؟ .
    - تعبان شديد , مصطفى وين ؟ .
    يسقط من يدى جهاز الهاتف
    ..........
    ..........
    - حمادة .
    اضاءة خافتة جميلة .. غرفة غريبة عنى
    - حمادة انا عزيزة حمدالله على سلامتك .
    - حصل شنو عزيزة .
    - ازمة ..
    تختنق بالبكاء
    - ازمة قلبية يا حمادة .
    - انا وين ؟ .
    - نحنا فى المستشفى .
    - معقول كبرتا للدرجة دى ؟ .
    - ما تتكلم كتير .
    - عارفة زمان فى الجامعة فى يوم كنتا عايز اتكلم فيهو معاك عن موضوع .
    - عارفة حمادة .. عارفة .
    - عارفة شنو .
    - عارفة اى حاجة .. اى حاجة .
    وضعت شفتيها على شفتى .. شفتين مكتنزتين .
    - اوعا تموت حمادة انا محتاجة ليك .
    (عزيزة راشد الفاضلابى) زهرة جامعة الخرطوم فى السبعينيات .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.

    (عدل بواسطة shaheen shaheen on 05-20-2007, 10:05 PM)

                  

05-22-2007, 07:45 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (27)
    1990
    - حمادة .. الشيخ عايزك فى المكتب .
    - خير يا عنايات .
    - مش عارفة والله .. بس هو عايزك حالا .
    (عنايات) المصرية , السكرتيرة العلنية والعشيقة السرية للشيخ (فارس القبسى) , كائن بترولى لزج , يعرف اننا هنا من اجل النقود , يعاملنا على هذا الاساس مجرد عبيد فى هذه الصحراء المزروعة بالذهب الاسود
    اصعد الى الطابق الثانى .. مؤسسة (القبسى للاستثمار المحدودة) .
    - حاصل شنو عنايات .
    - اتفضل على طول الشيخ مستنيك .
    تفتح باب الغرفة الخضراء الانيقة .. الشيخ جالسا يتفحص اوراق
    - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    واحدة من مصائب الخليج هذه التحية الطويلة , مثل مسلسلات رمضان الدينية , اتخيل انه سوف ينهض شاهرا سيفه فى وجهى وصارخا
    - اما زال اعداء الدين الجديد فى يثرب ؟ .
    لا يرد التحية , ولا يرفع عيونه حتى من على اوراقه , اشار بيده ان اجلس , جلست على حافة اقرب مقعد
    - حمادة والله انتا سودانى زين .. اسلوبك فى الترجمة كتير حلو .
    - ش ش شكرا يا طويل العمر .
    ماذا يريد منى ؟
    رفع نظره الى جهاز تبريد الهواء الامريكى الصنع وهو يحرك بين اصبعيه قلم من الذهب الخالص
    - ما تكتب فى الجرايد السودانية ؟ .
    - باكتب باستمرار .
    لو عرف اننى كنت اكتب فى صحف الحائط اليسارية , لكان قد شنقنى على جهازه الامريكى البارد
    - عندى والله مجموعة من الصحف الامريكية والبريطانية .. ابغى والله اطلع داتا عن الغزو العراقى للكويت الشقيق .. ابغى اكتب مقال فى جريدة الشرق الاوسط .
    فهمت المطلوب .. كاتب الظل الشهير
    - تحت امرك يا شيخ .
    - شوف عنايات بره .. المقال يكون جاهز بعد ساعتين .. تعرفنى , لو انبسطت , ابسطك .
    اشار بيده ان اخرج .
    حملت من (عنايات) كمية من الصحف الاجنبية , المطلوب مفهوم .
    جلست اكتب :
    اليوم الاسود فى تاريخ المنطقة العربية .. يوم الاحتلال الغاشم من قبل الرئيس العراقى
    على (الكويت) , هذا البلد الذى ظل يقدم بسخاء منقطع النظير للشعب وللحكومة العراقية , فهل كان الجزاء من جنس العمل ؟ .. تعالوا نقراء الارقام والتواريخ .
    ضربت جبينى بالقلم الفرنسى الفاخر
    - ماشاء الله عليك يا حمادة بقيت معرص كبير .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-23-2007, 06:53 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (28)
    1992
    قصاصة من صحيفة الشرق الاوسط :
    الولايات المتحدة الامريكية .. الصديق الوفى
    بقلم / الشيخ (فارس القبسى)
    كل الاحداث التى مرت على المنطقة العربية , اثبتت بكل شفافية ان الولايات المتحدة الامريكية هى الصديق الحقيقى وقت الضيق العربى الذى لا ينتهى الا ليبداء من جديد
    بفضل جهودها تم تحجيم الخطر الايرانى الذى ظهر بكل وضوح بعد العام 1979 .
    الولايات المتحدة الامريكية هى التى قدمت الكثير للمجاهدين الافغان لتحجيم مخاطر الشيوعية والالحاد .
    ..........
    ..........
    انظر لكلماتى , بنات افكارى .. استعجب من قدرتى على تركيب الكلمات .. المعادلة البسيطة , اقراء جيدا , تابع نشرات الاخبار بدقة , وبواسطة اصبع مبلول ستعرف اتجاه الريح .. اسهل الاشياء فى الدنيا هى كتابة مقال سياسى .. واسخف الاشياء فى الدنيا هى قراءة ما كتبت , ستشعر بالغثيان من نفسك
    ..........
    ..........
    - مبسوط منك يا سودانى يا زين .
    - كتر خيرك شيخنا .
    - مبسوط ؟ .
    ظرف ابيض يحتوى على نقود معقولة عقب كل مقال
    - ربنا يزيد نعيمك ويحفظك شيخنا .
    - عنايات والله بنية مسكينة .. ما تبغى تكمل نص دينك يا سودانى يا زين ؟ .
    اصمت .. اعرف الى اين يريد ان اسير .
    - ايش تسكت .. هى مصرية وانتا سودانى .
    يحملق فى جهاز تبريد الهواء الامريكى
    - فكر .. انشاء الله خير .
    اشار بيده اشارة ملك لشاعر صعلوك ان يخرج .
    خرجت .. (عنايات) , جمال مصرى فاتن .. تعيش مع اخيها الاكبر
    - بتشبهى ليلى علوى .
    - ليلى علوى مين يا عم .. دا احنا ناس على اقد حالنا .
    ......
    شاهين.
                  

05-23-2007, 07:01 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (29)
    2005
    - معقول !! نجوى كمبال شخصيا !! .
    - شخصيا .. ممكن ادخل ؟ .. ولا برضو ح تطردنى ؟ .
    - اطردك كيف ؟ .. انا مشتاق ليك شديد .
    كانت شاحبة وهزيلة .. تحمل اطارين من الخشب تغطيهما بورق صحف يومية
    - عندى ليك هدية .. عيد ميلادك كان قبل اسبوع مش كده ؟ .
    - متذكرة يوم عيد ميلادى ؟ .
    اشعر بالذنب منذ اليوم الذى دفعتها بقسوة , اثر الجرح القديم ما زال واضحا اعلى حاجبها الايسر
    - وغطسانة وين الزمن ده كلو ؟ .. رجعتى مدنى ؟ .
    - قاعدة فى الخرطوم التعيسة .
    بدات فى التجرد من الثياب .. تعجبنى حركاتها وهى تلقى بالثياب بعيدا على الارض فى اهمال لذيذ
    - لسه عندك ضعف جنسى ؟ .
    - احتمال اكون اتعالجتا .
    وقفت عارية تماما بعد ان كورت اخر قطعة من ثيابها الداخلية بين يدها والقت بها بعيدا
    - عايزة حمام بارد وكباية قهوة تقيلة .
    جلست امامى تتمطى مثل قطة صغيرة
    - انتى بتحبى تقلعى هدومك ليه ؟ .
    - الهدوم دى يا عزيزى مسألة متخلفة , انتا عارف الناس دى بتلبس الهدوم لشنو ؟ .
    - افتينا .
    - الهدوم دى اساسا عشان المناخ , يعنى تحميك من البرد والشمس وكده , ومادام الزول قاعد فى جو لطيف معتدل مافى داعى للهدوم .
    شعرت فجأة برغبة قوية ان اعتصر شفتيها , جذبتها نحوى وقبلتها
    - لا , انتا الظاهر عليك اتعالجتا بالجد .
    - عارفة يا نجوى , واحد من اتنين يا اما الناس دى كلها مجنونة وانتى العاقلة الوحيدة او العكس .
    جذبت (بنطلون الجينز) من على الارض واخرجت علبة السجائر , اشعلت واحدة
    - لسه زعلانة منى ؟ .
    اطلقت من فمها سحابة كبيرة من الدخان
    - عادى .. فى بلد متخلف رجعى زى السودان الزولة ممكن تتوقع اى حاجة , احنا بنعيش فى مجتمع ذكورى مغفل .. عاين هديتك .
    جردت الاطارين من ورق الصحف
    - دى يا سيدى اللوحتين الرسمتهم فى حياتى .. لو بتحب الفن التشكيلى ؟ .
    شعرت بامتنان غريب نحوها
    - ياالله يا نجوى دى هدية قيمة جدا , اشكرك عليها .
    - اعمل ليك قهوة معاى ؟
    - يا ريت .
    اعطتنى ظهره وهى تتجه (للمطبخ) لديها جسم بديع ومؤخرة صلبة متماسكة وبديعة .. جاء صوتها من (المطبخ)
    - البن والسكر وين ؟ .
    - فوق راس التلاجة .
    شعور غريب .. ان تسمع صوت انثى تتحدث معك من (المطبخ) .. شعور غريب , ان تاتى الى انفك رائحة قهوة تصنعها لك انثى وانت تحدق بغباء فى لوحة فن تشكيلى بدون (راس او قعر) جاء صوتها من جديد
    - ممكن ابيت معاك الليلة يا عمو .
    رددت بسرعة كأن شخص اخر هو الذى يتحدث
    - يا ريت يا نجوى , انا زهجتا من النوم براى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-27-2007, 12:26 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (30)
    2007
    فى المستشفى هنا قررت ان اكتب قصة حياتى .. كتبت الاسم على صفحة بيضاء (مرثية جيل) رواية بقلم (حمادة الحاج) , لم يعجبنى العنوان , يبدو متعاليا وقريب الشبه من كتاب (كفاح جيل) , يعذبنى اختيار الاسم المناسب .. رغبتى تشتد مع مرور الايام ان اكتب قبل ان اموت عن (لولو) الحبشية , امى الحبيبة .. عن (ابتسام فيصل) حبى المرسوم على الجبين مثل شلوخ قبائل الشمال .. اكتب عن (عزيزة راشد) و (مصطفى شكرى) , ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .. عن ضعفى وقوتى , الحادى وايمانى .. عن ابى المجهول .. (عنايات) المصرية زوجتى وعشيقة غيرى .. اين قبر امى الان ؟ .. عن (نجوى كمبال) هذا الجيل الاشد تعاسة منذ 1956 .. قصة حياتى دون تزوير او رتوش
    - عمو , عمو , عمو .. بابا فين ؟ .
    - سبحان الله يا نجوى هسع كنتا قاعد افكر فيك .
    - حمد الله على سلامتك .
    جلست على حافة سريرى , ونامت على صدرى
    - يا نجوى , اعقلى , احنا فى مستشفى دولة اسلامية ما ناقصين رجم بالحجارة .. امشى اقعدى على الكرسى هناك .. عرفتى كيف انى فى المستشفى ؟ .
    - سألت بتاع البقالة التحت العمارة .. عندك شنو ؟ .
    - ازمة قلبية .. ومرزوع هنا تحت الملاحظة .. اليوم عندهم ب 250 الف جنيه وهم دايرين قروش يحلوا بيها ازمات السودان الكتيرة .
    - ح تموت .
    - احتمال كبير .
    شبكت يديها على ركبتها اليسرى ونظرت الى الارض فى حزن حقيقى
    - انا رسمتا لوحة جديدة امبارح .
    - كده يكونوا تلاتة .
    اخرجت من حقيبة يدها الجلدية - التى ضربتنى بها ذات ليلة فى وجهى - ورقة سميكة
    - عاين , رايك شنو ؟ .
    كانت خضراء بالكامل وعلامة استفهام كبيرة باللون الازرق السماوى فى المنتصف , واسفل اللوحة كتبت : (عيونك يا حمادة فيها حاجة) ثم الامضاء بخط اسود رقيق (نجوى ك)
    - رايك شنو فى اللوحة ؟ .
    - ممتازة .. كده انا لقيت اسم الرواية ولوحة الغلاف الرئيسية .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

05-29-2007, 11:05 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (31)
    1991
    منذ الايام الاولى لزواجى من (عنايات) المصرية , اكتشفت كم هى مسكينة ومكسورة الجناح .. من (طنطا) تلك المدينة الفلاحية .. قالت ان زوج امها الضريرة تسلل يوما الى فراشها - حصيرة على الارض - وهى طفلة وجعل الدم يسيل بين فخذيها
    - عارف يا حمادة كان عندى حداشر سنة , بس كنت زى فلاحات طنطا جسمى اكبر من سنى .
    زوج امها فحل زنيم , يمتلك دكان خردوات , يعشق (الحشيش) , وفى ساعات الصهللة والمزاج العالى يصبح زبونا دائما للطفلة التى تنام على الحصيرة
    - دلوقتى لما اتذكر الايام دى , مش عارفة سكت ليه ؟ .. يمكن اكون كنت خايفة انو امى تعرف .. او يمكن اكون كنت عايزة الحاجة اللى بيعملها .. مش عارفة .
    جدعة , اصيلة , علمت نفسها بنفسها , ودخلت معهدا للسكرتارية
    - عندى دبلوم عالى ودرست فرنساوى وانجليزى .. لما كنت فى المعهد حبيت استاذ عبدالمنصف .. اول واخر حب فى حياتى , كان انسان وسيم وبسيط وطيب , صعيدى من سوهاج , لبست الحجاب عشان خاطرو .. فى يوم اعتقلوه بتهمة انو من الاخوان المسلمين , ومات من التعذيب فى مباحث امن الدولة .. متعرفش ده عمل فى نفسى شرخ اقد ايه .. كرهت مصر وحسنى مبارك .
    تصنع شايا مصريا رائقا يجعلك تشتاق لان تسمع (ام كلثوم) وانت ترتشفه
    - بكره الخليج , وبكره مصر , عايزة اسافر فى دولة محترمة .. بلد ما يكونش فيها جوز امى او الشيخ فارس .
    وجه ابيض ناصع .. ابنة شعب تعرض للظلم والاضطهاد عبر مسيرة ال 7000 سنة حضارة
    - فضلت ازن فى ودن عبدالرحمن اخويا عايزة اجى الخليج جنبك واشتغل , شاف لى الشغلانة دى , قلت فى نفسى يا بت احمدى ربك واعملى لنفسك قرشين سافرى بيهم اى دولة محترمة بعيد عن التخلف والوساخة .. من اول اسبوع وحياتك الشيخ فارس ابن الوسخة مسك بزازى وهو بيتكلم معايا , يا كده يا ارجع للبهدلة وقلة القيمة فى مصر .
    عاشت مصر والسودان تحت تاج سحق الاحذية الخليجية .. ليست اللغة ولا الدين او النيل والتاريخ الطويل والمصير الواحد .. العامل الرئيسى بين الدولتين هو سحق كرامة ابناء ادم الاعزاء بين الدولتين الشقيقتين
    - عارف يا حمادة , الانسانة مننا لو اقدرت تعيش فى ظروف محترمة عمرها ما تنحرف .
    مشغولا عنها كنت اكتب المقال الجديد (حقوق الانسان فى الاسلام بين الواقع والتطبيق) بقلم الشيخ (فارس القبسى)
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

06-16-2007, 02:18 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (32)
    ما كنت اخاف منه يا (ابتسام) قد حدث .
    كنت اخاف على الحلم القديم .. اتشبث به مثل طفل عنيد .. كنتى انتى الماضى والحاضر , او ربما انتى ماضى اتمسك به فى مواجهة حاضر لا احبه , ومستقبل غامض لا اريده .
    لماذا اعتقدت انك نفس (الزولة بتاعت زمان) ؟ .. نفس الشكل والضحكة وغمزة العين .. نفس الشبق القديم , والفخذ البنى اللحيم فى استدارة رائعة .
    انتى ادركتى لعبة الزمن .. وانا ركبت الة الزمن , اعود عندما اشاء للحظات بهيجة عشتها .
    انتى واقعية .. وانا مجرد حالم اخرق .
    عندما شاهدتك ترتدين النقاب , انكسر قلبى تماما .
    عيون غريبة باهتة تطل من خلال ثياب سوداء كثيفة تحجب التفاصيل والمشاعر
    - ربنا يا حمادة .. ده هو الحب الحقيقى , واللذة الجسدية الما بتنتهى .
    - وانا يا ابتسام ؟ .
    تركتى السؤال معلق .
    فى شقتى , معقلى , وحصنى الحصين .. اعيد تركيب الالغاز .. لماذا يتغير الناس ؟ .. لماذا تغيرت انا ؟ .. لماذا تغيرت (عزيزة) و(مصطفى) .
    - معقول رجعتى من امريكا انصارية سنة ؟ .
    - ربنا يا حمادة عايز كده .. صدقنى لو حبيتو ح تتغير وترتاح زى ما انا مرتاحة .
    (ابتسام فيصل خليل) تعود من الولايات المتحدة الامريكية وقد ارتدت النقاب .
    (يا فرحتى مازلت احيا)
    - اها .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

06-19-2007, 10:40 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (33)
    2006
    تلك (الكافتريا) الراقية , رذاذ معطر الجو يفوح فى المكان ويصل للانف قويا .. نسمات هواء باردة , منعشة .. بيننا على المنضدة الرخامية اكواب مياه معدنية وعصير مانجو طازج .
    (ابتسام فيصل خليل) ترتدى النقاب الاسود الكامل .. فقط العيون هى التى تظهر من الجسد العائد للقرون البعيدة .. عيون غريبة , قلقة , تنظر فى كل اتجاه .
    صمت بارد احمق .. ارتباك .. محاولة يائسة لاجراء تنفس صناعى لجثة ماتت وتحللت منذ عشرات السنين .. اجابات عن اسئلة لم تطرح , واسئلة بدون اجابات .. منالوج نفسى طويل , وديالوج وجد الابواب مغلقة , عصية , مفاتيحها سقطت فى قاع سحيق لبحر هائج
    - ليه كده يا ابتسام ؟ .
    - الخلاص الروحى يا حمادة .. الاخرة هى الباقية .. الدنيا دى مجرد جسر .. عربية توصلك لحاجة اهم ومحطة تقدر ترتاح فيها بشكل ابدى .
    - عايز اشوف وشك .. ممكن ؟ .. ارجوك .
    - انا قبل ما اجى السودان مشيت الحج .. فى الطواف سمعتا صوت قال لى البسى النقاب يا ابتسام يا بت فيصل .. البسى النقاب وانتى ح ترتاحى .
    - ده سيدنا جبريل ؟ .
    رشقتنى بنظرة حادة , غاضبة .. توغلت فى مستنقع الدروشة والهروب من المجتمع الحديث .. مسكينة ؟ او ربما سعيدة ؟ .
    أأأأه من تلك العيون الغريبة والبعيدة منى .. أأأأه من جسد كان ملكى , افعل فيه وبه ما اشاء , جسد تمترس خلف حصون قماش داكن كثيف , حقير , مرعب , جسد اصبح عصيا على الامساك .
    قمت بمغامرة مجنونة , كانت يديها ترتاح على سطح المنضدة , وضعت فى حركة سريعة يدى - العجوز ذات العروق النافرة - على يديها .. يديها ذات القفازات القطنية .. جفلت منى
    - ارجوك لا يا حمادة .. ارجوك .. احترم خياراتى الدينية .
    مجنون يبحث عن حلم عاش عليه , وها هو الان يتناثر دون شفقة
    - عندى ليك هدية يا حمادة .
    اخرجت اسطوانة كمبيوتر زاهية اللون مكتوب عليها ( الطريق الى الله ) كان وجه (عمرو خالد) مطبوعا وهو يبتسم تلك الابتسامة الانثوية الرقيقة .
    وضعت الاسطوانة فى جيبى .. يا مسكينة , الحادى لا حل له .. وايمانى بالله والشعب مستحيل - رغم كل محاولاتى الفاشلة - .. سجادة صلاتى الفارسية غالية الثمن , ضاجعت فيها (نجوى كمبال) فى مساء تعيس , وبقيت فيها اثار حيواناتى المنوية صفراء باهتة .. سبحتى الكهرمان سرقوها منى
    - عايز اشوف وشك بسبوسة .. ارجوك .
    اخر ما اريد التحدث عنه هو كيفية النجاة من الجحيم .. انا ابن الجحيم فيه ولدت وفيه اعيش واليه اعود .. سلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا .
    نظرت حولها .. (كافتريا) شبه خالية .. وطاقم الخدمة مشغول بمتابعة مباراة تافهة فى كرة القدم على شاشة تلفاز كبير .. رفعت ببطء قطعة القماش .. اطل الوجه المستحيل .. وجه امرأة ضاعت فى ساعات سن اليأس المريرة , تجاعيد حول العيون والفم , شعر اشيب ناصع البياض .. ملامح بعيدة ل (ابتسام) القديمة .. ارتجفت اصابعى وهى تلمس الوجه الذى نام على صدرى العارى سنوات كثيرة .. وجه امرأة عجوز .. وجه اشتاق اليه منذ 1985
    - كبرتا يا حمادة .. مش كده ؟ .. انا على عتبات الستين .
    لوعة التمسك بشباب لا يدوم
    ابعدت يدى فى رفق لطيف .. واسدلت الستار
    - دى اخر مرة ح تشوف وشى .
    فى هذه اللحظة احرز منتخب (السودان) الوطنى هدفا قاتلا فى مرمى منتخب افريقى حزين .. ضج الشارع بالتصفيق
    - اتهزمنا يا ابتسام .
    نظرت هى الى كوب عصير المانجو فى اسى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

06-23-2007, 10:39 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (34)
    2007
    اخرج اليوم من المستشفى الخاص .. هدواء نفسى لذيذ يجتاحنى .. سعيد بعودتى لشقتى - زنزانتى , معقلى , حصنى الحصين - .. سعيد بوجود (عزيزة) و (الواثق) .. شلة الجامعة , ازهار كبيرة صامدة , تتحدى الزمن وتقف فى وجه رياح الذكريات المثقلة بذرات غبار خانق .. لم يكن ينقصنا الا (مصطفى شكرى) .
    (عزيزة) مشغولة بترتيب اغراضى الصغيرة فى حقيبة جلدية انيقة - هدية عنايات قبل رحيلها للسويد -
    - المعجون وفرشة الاسنان وين ؟ .
    - فى الحمام .
    (الواثق) يثرثر فى هاتفه المحمول حول بيع قطعة ارض فى مكان ما من هذه العاصمة القذرة .. هو الوحيد الذى ظل على وفاق نفسى كامل واتصال مع جميع الاطراف التى خرجت من الحزب , والتى خانت الحزب , والتى بقيت فيه .
    كل محاولات ضمه (للجبهة الديمقراطية) او الحزب فشلت ايام الجامعة فشلا ذريعا , ولكنه ظل صديق وفيا - للناس - .. وظل فى نظرنا , حتى الان
    - زول كويس شديد .
    يحب اليساريين هكذا دون اى غرض .. بكى فى سماعة الهاتف عندما خرج (الخاتم عدلان) .. بعد تخرجه من (قانون) لم يطرح اى اطروحات عبيطة .. شد الرحال الى بلاد نفط صحراوية وتزوج من (شايقية) حمقاء !! ارنبة , وضعت له فى العش ستة من الذكور .. لكنه ظل لصيقا - بالناس - , هو من قدم لى فرصة العمل فى الخليج , هو من وقف ماديا ومعنويا مع (مصطفى) , هو من بكى عندما ترك الاخير الحزب خلف ظهره .
    عاد (للسودان) صاحب مكتب عقارى ضخم فى (اركويت) .. يتحدث عن الاسعار الفلكية وعندما يأتى دور السياسة يتحدث فى مرارة .
    اصر على دفع ما تبقى من حساب - السلخانة البشرية - .
    خرجنا نحن الثلاثة , ونحن نمسك ايدى بعضنا البعض .. قال فى صوت قريب من صوت (مصطفى)
    - الزملاء والزميلات .. ترحب بكم الجبهة الديمقراطية فى ركن نقاش هام .
    (عزيزة) هى اول من احتضننى ثم جاء (الواثق) .. تكومنا على بعضنا ونحن نبكى
    - الله يرحمك يا مصطفى .. حمدالله على سلامتك حمادة .
    عرفت ان هناك من يحبنى فى صفيحة القمامة التى تعرف باسم الوطن
    (يا فرحتى ما زلت احيا)
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

06-29-2007, 01:20 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    الاخ شاهين شاهين

    استمتعت بقراءة كل سطر من هذا الامتاع...

    Quote: (اواصل)


    "الحكاية دي انتهت وللا لسه؟"...

    لم ار أي إضافة منذ 23/06



    كل الود
                  

07-02-2007, 11:41 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (35)
    1997
    حبيبى درش
    تحيات حارة من مدنية اسمنتية خرساء .
    البشر هنا يا (مصطفى) يدركون عقدتهم التاريخية .. انهم شعب بدون حضارة ولا تحضر .. بدو , رغم انهم - لسه ما بدوش - .. تخيل رغم الازياء الباريسية الراقية والعربات الفارهة , الا انهم يشعرون فى قرارة انفسهم انهم اقل من شعوب اخرى كثيرة .
    (الواثق) هنا هو النسمة الراقية التى اذهب اليها عند حوجتى لجرعة استنشاق اوكسجين نقى .. باقى الجالية السودانية هنا لا احبهم ولا احب ان اعرف قصصهم المكررة .
    افكر فى العودة الى السودان .. ليس حبا فيه , ولكن تحت شعار مكرها اخاك لا بطل .
    كيف هى (عزيزة) والحلوة (ميادة) .. صحتك كيف ؟ .. هل ما زلت تحلم بالثورة التى لن تأتى ؟
    انا تركت هذه الاوهام خلف ظهرى منذ زمن بعيد , واكتشفت ان امامى صحراء قاحلة !! .. كده ووب , كده ووبين .. لا ادرى ماذا افعل .
    هذا خطاب قصير ليس لاننى مشغول بل لانى غير راغب فى ان اكتب اى كلام على الاطلاق .
    عندما تنتهى حالة القرف من الورقة والقلم سوف اقوم بكتابة خطاب اطول من لسانك .
    اعمل حساب ل صحتك .
    حمادة .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

07-17-2007, 04:31 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (36)
    تعلمت الخوف .. ازمتى القلبية والمحاذير الطبية السخيفة .. لا افراط فى الجنس , النوم المبكر , عدم الاجهاد .. اخاف من الموت .. تحولت وحدتى لجحيم , اول مرة يحدثنى (الواثق) عن الزواج , طيلة هذه السنوات كان يرفض الخوض فى خصوصياتى
    - حمادة انا قلقان عليك .
    - ما تخاف .. ان الكلاب طويلة الاعمار .
    اغتصب ابتسامة باهتة على شفتيى , يتجهم هو
    - فى زول فى اركويت , عندنا فى الحلة , مات ومافى زول جاب خبرو لحدى ما الجثة ريحتها فاحت .
    - انا جثتى ح تكون ريحتها كالونيا .
    - عليك الله اتزوج يا حمادة , يا اخى حرام عليك , الزول يشيل هم شغلو واسرتو وكمان همك !! .
    - انا زى الحديد يا الواثق .
    - بالله لا حديد ولا صفيح , بكل صراحة وما تزعل منى , عزيزة بقت وحيدة وانتا وحيد .
    - خليت السمسرة وبقيت خاطبة ؟ .
    - انتا بتحب عزيزة يا حمادة .
    انا لا اعرف ما اريد يا (الواثق) .. انظر لزحام الناس فى الشوارع , هل يعرفون اهداف وخطط معينة يعيشون من اجلها ؟ .
    حالة عقاب النفس هذه تجعلنى فى منتهى السعادة .. لو عرفت ماذا اريد من الدنيا كنت ساكون انسان طبيعى , يتزوج ويخون ويموت .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

07-18-2007, 08:45 PM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    متابعين بشغف وفي انتظار بقية عصابة الاحلامات
                  

07-21-2007, 09:33 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شكرا استاذ/سيف على المداخلة .. سوف احاول الانتظام فى الكتابة
    تحيات استاذة/ ريهان .
    شكرا لكما .
                  

07-21-2007, 09:39 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)


    From: "mustafa bashir" Add to Address Book Add Mobile Alert
    Yahoo! DomainKeys has confirmed that this message was sent by yahoo.com. Learn more
    Subject: 36 hamada iyoonak fiha haja
    To: [email protected]
    Dear Shaheen Shaheen,

    It is way after midnight where I live. Today is 7/18/2007 and I have
    just finished part 36 of your story in sudaneseonline.

    You are a rare Sudanese talent and a great writer. I don't care about what
    you are writing about, whether it is friendship, love, sex, communism or life
    itself. There is no magic there , the magic is in your words , your style and the
    marvelous way in which you mix Arabic and Sudanese Arabic together in your
    brilliant narration and flashbacks. And I believe that you know Sudan as much as
    very few people do.

    I have read your poetry before reading the story of Hamada. It was excellent and
    pioneering because no one in Sudan wrote poetry like that. But Hamada is even better.
    You know that the art of writing is a cruel master that requires a lot of seriousness,
    a lot of concentration and a lot distilling words , thoughts and technique.. Please obey
    your cruel master. You cannot escape your talent, and I expect you to work hard at your
    art and to do your best.

    With my salam to a tragically happy Khartoum..


    M.
    Washington 7/18/07


    --------------------------------------------------------------------------------
                  

07-21-2007, 09:43 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    استاذ/ مصطفى بشير
    رفعت من روحى المعنوية كثيرا .
    اشكرك هنا على العلن .. وعد منى بتجويد خامة ما اكتب .
    لك منى التحايا .
                  

07-23-2007, 02:36 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (37)
    2007
    قارة (اطلنطا) التى ابتلعتها المياه .. استيقظ الناس ذات صباحا كالح ولم يجدوها .
    اختفت (عزيزة راشد الفاضلابى) , رحلت عن خارطة من تعرفهم ويعرفونها .
    امكث فى شقتى اياما طويلة دون ان اخرج , اقول ربما ستأتى , انتفض مع كل صوت لخطوات ادمية على (بلاط) الردهة الخارجية .
    احسب الساعات والثوانى , اكملت اليوم شهرها الثالث بالتمام والكمال .. تحول البحث عنها الى قضية سمائية , نعمل انا و (الواثق) لنشرها على الارض .
    يوم (سبت) ثقيل , ماتت (ميادة مصطفى شكرى) ودخل زوجها (الخروف الاسترالى) فى غيبوبة عميقة لمدة اسبوع قبل ان يقرر اخيرا ان يصعد هو الاخر الى الملكوت الالهى .
    تفاصيل غير مترابطة , اخبار متناثرة , شباب مراهق ابيض اللون طاردهما بواسطة سيارة رياضية سريعة , تم تبادل كلمات عنصرية وقحة قبل الدهس .. اتخيل وجه (ميادة) المرعوب , اتخيل تفاصيل النهاية , اطارات مطاطية تحطم قفصها الصدرى , دمها النازف على اسفلت قارة بعيدة , انجليزيتها العرجاء .. اضعها على قدمى طفلة تحب البسكويت
    - بتويت .. بتويت .
    اجلب لها منه اشكال والوان , طفلة ذات ضفيرة .. اضحك عليها شابة من معاناتها مع اللغة الانجليزية
    - مش عيب عليك يا ميدو ؟ ماما اشهر استاذة لغة انجليزية وانتى بليدة فى الانجليزى .
    - ما بحبو .
    (ميادة مصطفى شكرى) .. كم مرة تبولتى على بنطالى ؟ .. كم مرة تحدثتى معى عن ماما (عزيزة)
    - ماما ما دايرة تقتنع انى بقيت زولة كبيرة يا عمو حمادة , لسه قايلة انى شافعة صغيرة .
    - معليش ميدو .. انتى بتها الوحيدة فى الدنيا ولازم تحبك شديد .
    - بس فى فرق بين الحب والامتلاك .. يعنى ما ممكن ماما ترسم لى طريق حياتى .
    - ممكن تفرضى رأيك ووجهة نظرك بدون حدة وعصبية , ودايما حاولى تخليها تحس انك بتحبيها زى ما هى بتحبك .. فاهمنى يا ميدو .
    وصل الخبر نفس يوم (السبت) الثقيل .. حاولت (اجلال) الشقيقة الكبرى وزعيمة أل (الفاضلابى) تخفيف وقع الصدمة الكارثية على (عزيزة) , قالت انها لم تذرف دمعة واحدة , طلبت هاتفها المحمول وارسلت لى رسالة قصيرة
    (ميادة ماتت فى حادث حركة فى استراليا البركة فينا)
    وبعدها اختفت من المنزل .. بحثنا عنها فى كل شبر من (الموردة) .. بحثنا عنها فى مشرحة المستشفيات العامة .. وضعنا احتمال الاعتقال , قام (الواثق) باجراء اتصالات مع شخصيات رفيعة المستوى .. انتهت كل المحاولات بالفشل الذريع .
    (خرجت ولم تعد)
    للشهر الثالث على التوالى , ابحث عنها كالمجنون فى الشوارع .
    بعد ان طبعت قبلتها على شفتى فى المستشفى وهى ترفض ان تنظر فى عيونى مباشرة مثل ايام زمان .
    اين انتى ؟ .. اين ؟ .
    (اجلال) زعيمة أل (الفاضلابى) اعتبرت ما حدث فضيحة صادمة فى تاريخ اسرة امدرمانية عريقة , ان تختفى امرأة فى ظروف غامضة .
    اعرف معنى العذاب يا (عزيزة) تعالى نتزوج ونضع صورة (مصطفى) و (ميادة) فى غرفة نومنا .. تعالى .
    مثل الاساطير القديمة .. تبخرت (عزيزة) فى الهواء .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

08-04-2007, 11:40 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (38)
    الغروب والوحدة .. خيوط الشمس الذهبية وهى تنعكس على شرفتى .. البخار يتصاعد من كوب الشاى امامى مثل (كوبرا) تتراقص على انغام فقير (هندى) .. وحيدا , انظر للناس فى الشارع , يتكلمون بحماس منقطع النظير فى مواضيعهم التافهة المعتادة .. من بعيد شاهدت (نجوى كمبال) , لديها (بنطلون جينز) اسود و (تى شيرت) ابيض عليه صورة (جون قرنق) يبتسم , رفعت بصرها نحو شقتى فى الطابق الثالث , التقت العيون , رفعت يدها نحوى فى تهليل صبيانى بهيج .. شعور متناقض اجتاحنى , شعور انها ستجعل من ليلتى قوسا بهيجا من قزح ملون , والرغبة ان ابقى وحيدا .
    اين انتى يا (عزيزة راشد) ؟ .
    سمعت صوت فتح الباب - اصبحت تملك الان مفتاحا - .
    - حمادة .. حى انا منك .
    احتضنتى بشدة
    - يا بت احنا واقفين فى البلكونة .
    حملت كوب الشاى وتبعتها داخل الغرفة
    - الحمام بسرعة عايزة ابول .
    كتلة من الحركة والتناقض .. احيانا افكر عندما اضع جسدى العجوز على جسدها الشاب , كم مرة مارست الجنس هذا اليوم ؟ , ومع كم شخص ؟ .. غضبت عندما استعملت ذات مرة (العازل الطبى)
    - انا ما عندى ايدز .
    - خايف عليك تحملى منى .
    - لا ما تخاف .. تانى مرة ما تستعمل العازل .
    جاء صوتها وهى تتبول
    - قلبك كويس .
    - حديد .
    متى ستاتى الازمة الثانية ؟
    - لو موتا ح تبكى يا نجوى ؟ .
    - لو انتا موتا انا ح انتحار ؟ .
    كلام , كلام .. لا احد ينتحر , ولا احد يتذكر احد
    خرجت عارية من الحمام , جسمها البرونزى قادر على اشعال النار فى جميع اعضائى , اصوم منه اسابيع واعود اليه اكثر نهما
    دفعتها بقوة نحو سريرى
    - تعالى نموت سوا .
    ارتميت عليها
    - ح ح حمادة ب راحة .
    فجأة جاء صوت (ابتسام فيصل خليل) يغمر الغرفة , اعود شابا يعلم التلاميذ اللغة الانجليزية وهو لم يتعلم لغة الحياة
    - ح م ا د ة .
    (ابتسام) التى ضاعت فى دروب الدروشة .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

08-26-2007, 02:06 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (39)
    الكهرباء المقطوعة .. لا حزمة ضوء تدخل لشقتى , ظلام دامس , (الشمعة) احترقت عن اخرها , تركت فقط رائحة غريبة فى ارجاء الشقة .. الحرارة الخانقة , (مصطفى شكرى) يرقد على السرير المقابل , لا حديث بيننا , معادلة بسيطة اكتشفناها , فقط ان نبقى جوار بعضنا البعض , هذا يكفى
    - نومتا يا درش ؟ .
    - انوم كيف مع السخانة دى ؟ .
    ظلام المعتقلات المتعددة , جعل منه كائن يتكيف مع كل الظرف الصعبة
    - زعلان لسه من ناس الحزب ؟ .
    - انا ما اشتغلت سياسة عشان عايز تقدير من زول .
    كان الهجوم قاسيا , النبرات الحادة , السخرية المغلفة بالاحتقار
    - ده ما وقتو .. ما وقت الكلام عن الاصلاح او التخلى عن الماركسية .. اى نقد للحزب فى الظروف دى خيانة .
    تحول البيت لجحيم , الصداقات القديمة بدات فى الانسحاب المنظم
    - مصطفى صحبك باع القضية .
    - ملعون ابو امك .
    - طبعا ما انتا زيو .
    مددت يدى
    - مصطفى .
    جاء الصوت بعيدا
    - ايوه يا حمادة .
    لمست يدى كتفه العارى
    - اعمل الحاجة ال انتا مقتنع بيها وما تشتغل ب زول .
    - بقيت فيلسوف يا ود .
    - انتا عارف انتا بالنسبة لى شنو ؟ .
    - شنو ؟ .
    - حاجة كبيرة .
    - كم كيلو ؟ .
    - خلى التعرصة .. انا بتكلم جد .. مرات كتيرة كنتا بتمنى اكون زيك .. بتمنى انى اكون معتقل , عندى هدف , اى هدف .
    - الحياة دى غريبة يا حمادة .
    - لغز .
    سطعت الغرفة بالاضاءة , عادت الكهرباء من جديد , (مصطفى) بالملابس الداخلية يضع راسه تحت (المخدة)
    - الكهرباء جات .
    اريد ان يمتد الحوار .. اريد ان اغسل عنه الهموم .. ان احمل سيفى واغرزه فى كل انسان يتحدث عنه بسخرية
    - عندك عشاء ؟ .
    احيانا اشعر انه لا يريد ان اصل الى اعماق احزانه
    - فى فول وجبنة .
    - عشاء مناضلين حقيقيين ها ها ها .
    اخرج راسه من تحت (المخدة)
    - تعرف يا ود يا خايب انتا وعزيزة وميادة الناس الوحيدين لى فى الدنيا المعفنة دى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

10-14-2007, 08:19 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (40)
    1991
    دخلنا (طنطا) فى المساء .. ميدان فسيح هادىء , كانت المساجد تصدح باذأن العشاء , اصوات جميلة رائعة تغمرنى بحالة من الشجن والا توازن بين الالحاد والايمان .
    (عنايات) كانت سعيدة بالعودة للوطن ومسقط الراس - والتى لا تعنى عندى الكثير - .
    منذ البداية كان الاتفاق غير المكتوب بيننا واضحا , الجسد ملك للشيخ الخليجى , والعقل وحكاية الذكريات ملكى .
    ركبنا عربة (بيجو) بيضاء كبيرة من (القاهرة) وانطلقنا .. اجازة فى (مصر) هدية كتابة المقالات والزواج من العشيقة .. يموت الشيخ (فارس القبسى) لو عرفت زوجته شيخة (حسنة) بامر مغامرته الجنسية , هى الاقرب للاسرة المالكة وهى صاحبة راسمال الحقيقى .. اين انت يا صديقى القديم (كارل ماركس) ؟ حتى تعرف ماذا تصنع النقود فى البشر .
    (طنطا) مدينة تحبها من اول نظرة .. (احمد عدوية) يغنى مواويل شعبية حزينة , ومقاهى تنبعث منها رائحة (شيشة) لطيفة .
    شقة اهل (عنايات) فى الدور الثانى من بناية متهالكة , كانت مزدحمة بالاهل فى انتظار الهدايا والفرجة على الزوج السودانى , ما كسر قلبى فى هذا الزحام والدتها الضريرة وهى تلمس وجه الابنة وتبكى بكاء حارا .. عرفت عندها ان صديقى القديم كان محقا عندما تحدث عن الهم المشترك بين الفقراء فى كل ارجاء الدنيا .
    كانت (عنايات) متوهجة , فلاحة ورثت جينات الاضطهاد من سلالة غابرة .. انزويت بعيدا عن هذا الفرح الباكى , حتى انتهبت لى اخيرا وصاحت فى فخر
    - ده حمادة جوزى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

10-15-2007, 10:13 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (41)
    رائحة موت , وفناء قديم .. اخيرا قررت ان ازور (لولو) الحبشية , امى , وسبب الشقاء
    هذا ما جناه عليا ابى
    وما جنيت على احد
    لو فقط حدث الاجهاض قبل الميلاد , لما كانت مسيرة الاحباط هذه .. كم بلغت الان من العمر يا (حمادة) ؟ .. اشتكت منك (نجوى كمبال) ! الانتصاب لم يعد مثلما ما كان .. وحبة (الفياجرا) الزرقاء خطر على القلب العليل
    - ما قادر تشد زى زمان .
    - التوتر وضغط العمل .
    تكذب يا كذاب .. بعد الاربعين يصبح الجنس جحيم .. اين ايام الشباب ؟ و (ابتسام فيصل) تذوب بين ضرباتك السريعة , العفية
    - واى , واى , ح اموت .. حمادة حرام عليك .
    وانت تمضى .. ما فات اكثر من الذى سياتى .
    اسير فى (المقابر) القديمة المغلقة .. يريدون بيعها ! اصبحت فى موقع استثمارى خطير , لا مكان لعظام الموتى فى هذه البلد الحقيرة .. اين قبر (لولو) ؟ اصبحت هيكلا الان .. اريد ان اضع جمجمتها قربى فى السرير , انظر واتحدث اليها .. اقف عاجزا - مثلما كنت طيلة حياتى - .. تشابهت اكوام التراب , كلاب ضالة مصابة بالجرب عشقت رائحة الجثث المتحللة , فتاة صغيرة تتبول وهى تنظر لى فى تحدى وقح .
    وقفت احاول تحديد القبر , اين كان ؟ هل هى سعيدة الان ؟ على حبات العرق السائل من بين الفخذين اقف الان , كهلا متداعى , طبلة جوفاء , يسارى قديم , وملحد حائر , كاتب صحفى تعلم (التعريص) , انسان وحيد , خائف , ينظر للناس من علياء شرفته العاجية
    - تعرف يا حمادة اخطر حاجة انو الزول الشيوعى يتحول لكائن نخبوى .
    انت يا (مصطفى شكرى) وشعاراتك الحمقاء .. المظاهرات فى تاريخك القديم ! هل انت على استعداد لدخول المعتقل ؟ .
    ارفع يدى وارسم علامة الصليب
    - مع الرب ذلك حسنا جدا .
    اخرج نحو السور المتهالك .. اصبحت عندى مشكلة فى الانتصاب , ومشاكل فى معنى الحياة .. و (ابتسام فيصل) اختفت خلف نقاب اسود غليظ و (عزيزة راشد) اختفت فى ظروف غامضة .. وانا اخرج ادركت ان لا احد سوف يبحث عن قبرى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

10-23-2007, 04:52 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (42)
    1973

    مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية يا (بيت المال) .
    بيت متواضع من (الجالوص).. الاجتماع الاول .
    التحرك بحذر , قتلتنا الردة .. انكسرت الظافرة , والمرتد منتشى بيوم عودته العظيم .. مهمة الديمقراطيين والشيوعيين هى المحافظة على الجسم الهيكلى , المهم هو امتصاص الضربة , اللجنة المركزية للحزب تطلب من الجميع الخطوات المدروسة .
    فى شوارع (بيت المال) تنبعث رائحة مياه الاستحمام من برك الطين الصغيرة
    - ما تمشى البيت طوالى , امشى مسافة معقولة , وبعد ما تتأكد انك ما مراقب , ادخل بدون ما تدق الباب .
    رجل عجوز طيب اسمر اللون , يجلس تحت اشجار (النيم)
    - السلام عليكم يا حاج , الواثق موجود .
    تشع ابتسامة على الاسنان التى انهكتها الازمنة ودخان السجائر
    - حبابك عشرة , ادخل طوالى يا ابنى .
    يظهر (الواثق) متواضع مثل بيت ابيه
    - اتفضل يا زميل .
    ظلت كلمة زميل تحمل الشجن فى الدواخل طويلا .
    كانوا فى داخل الغرفة , اربعة , (عزيزة) مثل الهة جبال اغريقية عصية على التسلق .. التأمين , التأمين , مفتاح اى (قدة)
    - ما فى ورقة تتكتب , اى زول معاهو وثيقة يتخلص منها , احنا هنا عشان الواثق امها عيانة وهو صاحبنا فى الجامعة , ونحنا كلنا من شندى .
    اجواء مدهشة , انظر للرمل الاحمر الانيق على الارضية , مرشوش فى عناية , بخور مثل بخور (لولو) الحبشية , يسافر بك لازمنة (على بابا) القديمة .
    - الزميل مفروض يختار اسم حركى .
    حدقت نحوى اربعة ازواج من العيون المؤمنة بالطبقات الكادحة
    - أأأأ .. اسد الدين .
    - عديل كده !! .
    رنت ضحكات حذرة .. اوشكت على البكاء .. شعرت الهة جبال اغريق بورطتى
    - تعرف يا زميل لو قبضونا ح يقولوا نحنا من الاخوان المسلمين .
    (الواثق) يحمل اكواب الشاى دون كلل , يرفض دخول التنظيم , ويفتح بيته وقلبه للزملاء .. حماس طاغى , وتحايا حارة من السكرتير العام الجديد من مخبائه الغامض .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.

    (عدل بواسطة shaheen shaheen on 10-23-2007, 04:57 AM)

                  

10-24-2007, 08:46 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (43)
    2004
    يوم دفن جثمان الراحل المقيم (مصطفى شكرى) .. انا بقميصى الذى تمزق بين يدى (عزيزة) فى ردهة المستشفى , اشعر كأننى غريب , ونحن نقوم بغسل الجثمان , كانت هناك نظرات تسأل فى صمت
    - من انت ؟ .
    انا ذلك الجسد المسجى البارد يا اغبياء .. انا هو .. هو مثل (المسيح) الذى مات من اجل خطايا الملايين .
    لحظة الخروج كانت الاصعب .. خروج (مصطفى) فى (عنقريب) خشبى بليد .. محاولات (عزيزة) و (ميادة) بايقاف الزحف .. محاولات الخروج من الرمال المتحركة التى تسحب ببطء قاتل
    - مصطفى .. مصطفى .
    اكفكف دموعى .. احاول ان امسك طرف (العنقريب) ان اجعله يشعر اننى هنا فى المحنة
    - ما تخليهم يمشوا بيهو يا حمادة .. يا حمادة .
    تتشبث بامل بقاء الجسد داخل المنزل .
    - يا حمادة يا زميل .
    الخروج من المعتقل .. يرتدى قميصا مزركشا , يبدو نحيفا وسيما
    - حمدالله على السلامة .
    - مبروك دخولك الجبهة الديمقراطية .. عقبال الحزب .
    اول مرة اضع كفى فى كفه .. اول مرة يبتسم فى وجهى .. كيمياء من المودة تتدفق من عيون مجهدة من الزنزانة الرطبة
    - انا اول زول رشحتك .. عارف كده ؟ .
    شعرت بالفخر
    - ش ش شكرا .
    نزلت فى القبر .. استقبلت الجثمان فى احضانى , وضعت راسى عليه
    - مع السلامة يا مصطفى .
    رفضت ان اترك الجسد , رفضت .. رفضت
    - يا زول صلى ع النبى
    - استغفر الله .. كلنا لها .
    رفضت .. اغبياء .. اغبياء .. اغبياء .
    ماذا تعرفون انتم عن اجتماعات (بيت المال) ؟.. عن القلق الفكرى والعذاب ؟ .. عن اب روحى يصمت عن اخطائك ؟ .. يمسح لك شعر راسك فى حنان .. اخرجونى بالقوة , تركوا الجسد ينزلق فى فتحة معتمة
    - أأأأخ يا مصطفى .. أأأأخ .
    امسكونى مثل (عجل) ذهبوا به للذبح
    - أأأأخ يا مصطفى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

10-25-2007, 01:28 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    تحياتي يا shaheen


    منتظرين .... واصل
                  

10-26-2007, 05:54 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شكرا استاذة/ نهال .
    تحياتى .
                  

10-30-2007, 05:07 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (44)
    2007
    حتى انت يا (بروتس) ؟ .
    حتى انت يا سندى , وعكازى ؟ .
    يا شاى المغرب بالحليب الابيض المغذى ؟ .
    حتى انت ؟ .. ونحن نتحدث عن (عزيزة) , عن الاختفاء الغامض .. صوتك المتهدج
    - يا حلبى انتا وين ؟ مشتاق ليك شوق مطر .. تعال لى الليلة فى البيت .
    (الواثق) يسقط بالجلطة .. اخر الانباء فى اذاعة تعاستى الخاصة .
    شبكة غريبة التفت حول عنقه , شيكات بدون رصيد , تزوير فى اوراق قطعة ارض فى منطقة راقية .
    (الشايقية) تتحدث معى عبر سماعة الهاتف دون انقطاع
    - الواثق فى الحراسة .. اولاد الحرام ديل دبروا ليهو خازوق عشان يطلع من سوق العقارات , فى واحد من الاولاد الشغالين معاهو فى المكتب هو العمل فيهو المقلب ده .
    - الواثق هسع فى ياتو حراسة .
    كنت اسمع منه كلام غير مترابط عن مكتب عقارات مجاور له فى (اركويت)
    - المكتب ده بتاع وزير من الباطن ,كوز لطخ , عرضوا على نوحد الشغل , تعرف هددونى عديل كده .
    ذهبت اليه فى محبسه الاجبارى .. اسد الغابة نزعوا منه الصولجان خلف القضبان
    - ما فى عوجة .. ما فى عوجة يا حمادة .
    - الشيكات ب كم ؟ .
    - حمادة ما تشغل بالك .. بس خليك قريب من زوجتى والاولاد .
    - طيب وقصة الاوراق المزورة ؟ .
    - حمادة ده كلام ما ح تفهموا .. بس عايزك تعرف حاجة واحدة , انا ما حرامى .
    طعنتنى العبارة الاخيرة فى الصميم
    - انا ممكن اعمل شنو ؟ .
    - بس خليك قريب من الاولاد .. تمام ؟ .
    اتذكر اجتماعات (بيت المال) , والده , والدته , اخته الصغيرة ذات القدم الواحدة
    - ما قدرتا تقنع الواثق يخش لا الحزب لا الجبهة الديمقراطية يا مصطفى ! .
    - الواثق ده حالة خاصة جدا يا حمادة .. انسان نادر بشكل حقيقى لما يقول ما داير يعمل حاجة لازم الزول يحترم رغبتو .
    فى المساء صرخت (الشايقية) فى سماعة هاتفى
    - ووب عليا .. ووب عليا .. صحبك وقع ب جلطة فى الحراسة .. امشى وين انا ؟ امشى وين ؟
    عندما خرجت مهرولا فى الشارع اكتشفت اننى ارتدى ملابس داخلية فقط .
    (يا فرحتى ما زلت احيا) .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

10-31-2007, 04:18 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (45)
    تذكر انك انت من اخترت الرحيل .. تذكر ذلك جيدا .. عباراتك ترن فى اذنى
    - لما تكون مضايق وزهجان تعال لى نتونس سوا عشان ما تجن .
    اذهب اليك فى المكتب العقارى الفخم .. اداهمك على حين غرة جالسا على سجادة صلاة هادئة الالوان .. جالسا فى خشوع غريب عنى .. خشوع اشتاق اليه واشتهيه
    - هسع انتا مقتنع انو فى جنة ونار .
    حركة صغيرة من العيون ادرك انك لا تحب النقاش فى هذا الموضوع .
    يا ابن (مروى) رحلت وتركتنى للفراغ .. اصبحت مثل موظف مكتب الاحصاء احصى عدد الذين رحلوا عن ارضى المهتزة التى اقف عليها
    - اقتل جنا الشايقى وخلى جنا الدابى .
    حركة صغيرة من العيون ادرك انك لا تحب النقاش فى هذا الموضوع .
    رحلت ليلا .. و (مصطفى) رحل فى ظهيرة ساخنة .. فى تباشير خريف رحلت انت , حتى ان جثمانك كان مبتلا برذاذ مطر نقى .
    تركتهم فى طقوس صلاة جنازتهم وقفت فى الصف الاول , احدق فى الظلام فى جثمانك , الان اصبح عدد احبابى من الموتى اكثر من الاحياء
    - الواثق حسن مختار .
    نقف بين (مصطفى) و (عزيزة) فى يوم عرسهم .. رباعى لا علاقة له بهذا الزحام الصاخب .
    انت يا من حملت همى واخرجتنى للخليج .
    اندفعوا بعد الدفن مثل الجراد يتسابقون للمغادرة , ركب معى اربعة اشخاص متجهمين لا اعرفهم ولا احبهم , تحركت سيارتى فى بطء .. افكر فيك , وفينا .. الصمت الخشبى الذى حل محل الدموع بعد حذفها .. ارفع هاتفى المحمول , اطلب رقمك الخاص
    - هذا المشترك لا يمكن الوصول اليه حاليا .
    من قال ذلك ؟ .
    - يا جماعة اتفضلوا انزلوا هنا انا راجع المقابر تانى .
    نظرت الوجوه المتجهمة الى فى خوف وحذر واندفعوا للخروج فى خطوات سريعة
    - يا حاج حسن السلام عليكم .. الواثق موجود .
    تشع ابتسامة من الاسنان التى انهكتها الازمنة ودخان السجائر
    - اتفضل يا حمادة يا ابنى .
    اخته الصغيرة ذات القدم الواحدة تجلس على الرمل ترسم اشكالا عجيبة
    - الواثق حسن مختار .
    لو تعود تلك الايام .. ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

10-31-2007, 02:54 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    welcome back shaheen shaeen

    وجدت بي فرحة طفل صغير عند حصوله على لعبة كان موعودا بها "في العيد - مثلاً"
                  

11-01-2007, 03:31 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شكرا استاذ/ سيف
    شكرا حبيب على التشجيع
    تحياتى .
                  

11-01-2007, 04:32 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (46)
    1980
    - احنا ماشيين وين ؟ .
    - ماشيين ود نوباوى .. عازماك غداء .. عندك مانع ؟ .
    - غداء عند منو ؟ .
    - خالتى ساكنة هناك نمشى نسلم عليها ونتغداء معاها .
    - ح تقولى ليها انا منو ؟ .
    - دى حاجة ما تخصك .
    اريد ان امضى فى المغامرة , واريد ان اتوقف
    - ما خايفة من راجلك ؟ .
    - اخاف ل شنو ؟ .
    - يعنى عميد فى الامن وكده .
    - ملعون ابوه وملعون ابو الامن وملعون ابوك انتا كمان .
    تضرب بيديها على مقود السيارة , تغنى اغنية قديمة فى صوت هامس جميل
    الشوق والريد
    والحب البان فى لمسة ايد .
    تلمس يدى دون ان تنظر فى اتجاهى
    - اول مرة شوفتك واقف فى الشارع مسكين ومنتظر المواصلات قلتا ده الزول الكنتا بحلم بيهو من ايام الثانوى العام .
    - معقولة ؟ .
    - اسمك حلو زيك .. ح م ا د ة .
    تبداء فى الضغط على فخذى بقوة بيد وتقود السيارة باليد الاخرى
    - ابتسام .. الناس فى الشارع .. خليكى عاقلة , كده ممكن نعمل حادث .
    اضع يدها على مقود السيارة
    - جبان .. لما نكون برانا برضو ح تكون كده ؟ .
    - انتى الظاهر عليك مجنونة رسمى .
    - الذ حاجة فى الدنيا الجنون .. هسع عليك الله الدنيا دى فيها شنو عشان نقعد نتصرف ب عقل ؟ .. بكرة نكبر ونعجز ونندم على الايام دى .
    تقرصنى فى فخذى قرصة مؤلمة
    - اقعدى ساكت يا ابتسام الناس فى الشارع .
    تواصل الغناء .. مجنونتى الجميلة
    ليك يا هاجر
    ليك رسالة
    لو روحك يوم تنسى دلالها
    تشوفنا قريب ما تتعالى
    تسالنا ونسال عن حالها .
    - ممكن ابوسك هنا قدام العالم الوهم ديل ؟ .
    - ح انزل منك وتانى ما ح تشوفينى .
    - سجمى .. ده اول حادث اغتصاب المراة تكون هى المعتدية .
    اعجبتنى النكتة .. ضحكت
    نخلى الحب يسرح بينا
    يبقى جناحين ويطير بينا .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

11-04-2007, 04:52 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (47)
    - ثنثن .. صباح الورد يا وردة .
    (ثنية) تجلس قبالة مكتبى , اعرف انها تريد (الفضفضة) .. نتحدث عن كل شىء ولا نتحدث فى النهاية عن شىء مهم .
    (وكالة رويتر) , هذا هو اسمها السرى هنا فى صحيفة (الشروق) .. تعشق النميمة والانتقال مثل نحلة لتلقيح الاذان بالفضائح التى تحدث لقبيلة الاعلاميين - وهى كثيرة بالمناسبة -
    ابنة كلب حقيقية
    مع مرور السنوات قام جسر غريب بينى وبينها , تجاوزت الخمسين منذ فترة طويلة .. دميمة , عاقر , تضع فى حقيبتها صورة طفل المانى اشقر سمين يبتسم فى وجه الكاميرا .. زوجها عربيد , تحاول المحافظة عليه حتى يتبقى لها على الاقل مظهر اجتماعى وحيد فى مجتمع بليد .
    محاولة ال new look فشلت فشلا ذريعا , وخلفت لها جرحا نفسيا عميق .. استبدلت النظارة الطبية (قعر الكباية) ب (عدسات لاصقة) , انتهت المحاولة بعيون دائمة الاحمرار
    - يا ثنثن احنا الجو هنا غبار وشمس وقرف , العدسات الاصقة عايزة هواء ما ملوث وطقس بارد .
    التقينا فى المحيط الهادى .. سفينتان فى يوما عاصف , ضلتا الطريق , فقدنا البوصلة , ادركنا ان العودة للمسار الصحيح مستحيلة , اقتنعنا بالمصير , والضياع الابدى .. فى كل احتفال بمناسبة نجاح باهر لابن غبى من ابناء طاقم الصحيفة اللعين , كانت تتمترس بالقرب من مكتبى , شعور اننى مثلها منبت بلا جذور ولا اغصان , كان يعطيها الثقة انها ليست وحدها فى التعاسة
    - الشمارات شنو يا ثنثن ؟ .
    نتحدث عن كل شىء .. وفى النهاية لا نتحدث عن شىء مهم .
    الزوج الذى يدرك المحنة ويتعامل على هذا الاساس .. شاهدت ذات مرة اثار سياط جلدية على ظهرها
    - الزول ده مريض نفسى عديل كده .. اطلبى الطلاق يا ثنثن .
    نظرت لى بعيون دائمة الاحمرار
    - امشى وين يا حمادة ؟ .
    ابحث معها عن معنى كلمة سعادة .. ما معنى ان يكون الانسان سعيد ؟
    تخصصت فيها صحفية شابة لعينة اوصلتها افخاذها البيضاء الطرية لصدر الصفحة الاولى
    - انتى يا ثنية ما بتعرفى معنى الاسرة السعيدة .. عشان كده جنك شمارات وشرمطة فى اى زولة ناجحة فى بيتها وشغلها .
    عندما تحاصرها الريح العاتية تقترب من سفينتى فى خضم امواج المحيط الهادى - مثلها لا اعرف معنى الاسرة السعيدة - .. تنظر لى من خلال (قعر الكباية) .. عيون دائمة الاحمرار , حائرة
    - امشى وين يا حمادة ؟ .
    انا الذى عندى ملايين الاسئلة , ولا اجد حتى نصف جواب
    - والله ما عارف يا ثنثن .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

11-04-2007, 05:57 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (48)
    اتركه لهم يا (حمادة) .. الخبيثون للارض الخراب .. اتركه , وارحل , عرض (عنايات) من الممكن تجديده
    - فى اى لحظة يا حمادة عايز تيجى السويد انا تحت امرك .
    اتركه لهم يا (حمادة) .. هو ليس لك .. حتى اثار حذائك فى الطرقات الملطخة ببقايا المخاط ولطعات (السعوط) , ليست لك
    اضرب على الارض بقوة
    - الخبيثون للخبيثات .
    اتركه .. احمل قلبك العليل , وجسدك العجوز , وارحل
    قلتا ارحل
    اسوق خطواتى عن زولا نسى الألفة .
    كسرتنى يا (الواثق) .. يا عكازة طريقى .. العهد , العهد , ان نبحث عن (عزيزة) حتى نهاية العمر , العهد , و أل (الفضلابى) اغلقوا ملف الاختفاء الفضيحة .. كيف ابحث عنها وحدى ؟ .
    يا شاى اللبن , وشفق المغيب .. والحديث عن الزواج دون حب , (الشايقية) الحمقاء التى لا تعرف معنى (بيت المال) , الحمقاء المهتمة بحفرة دخانها اللعينة
    - نحنا الطلبة سلاحنا الطوب .. لن يحكمنا طيش حنتوب .
    - تعرف مرة فى النشاط مصطفى لمح ليك زول بتاع امن مشى ليهو براحة وقال ليهو يا خول يا تهتف معايا ضد مايو يا الليلة ما تمرق حى من هنا .. يا زول بتاع الامن ده بيهتف ضد نميرى نص ساعة كاملة باعلى صوته .
    - ها ها ها ها .
    - اللذيذة ناس جبهة كفاح الطلبة قالوا ناس الجبهة الديمقراطية مخترقين جهاز الامن .
    - ها ها ها .. الله يرحمك يا مصطفى .
    اتركه يا (حمادة) .
    مانشيت كبير بلون فاقع
    (خطوات جادة نحو التحول الديمقراطى) !!! .
    سافر يا (حمادة) .. سافر وابتعد .. انفخ مرة اخرى فى روح علاقتك مع (عنايات) المصرية , ابتعد عن هنا وللابد
    رحلتا وجيت
    فى بعدك لقيت
    كل الارض منفى .
    ارحل ؟
    وهل يتركنى وجعى الذى يتبعنى مثل ظلى ؟
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

11-06-2007, 03:44 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (49)
    ستة من الذكور وقفوا يسدون عين الشمس
    - الفاتحة .
    يقفون فى حركة واحدة متناسقة , مثل فرقة راقصة للفنون الشعبية موحدة الايقاع
    - الفاتحة .
    انظر لهم فى قلق .. ستة من الذكور الاصحاء , الاقوياء .. ابناء (الواثق حسن مختار) .. اشعر اننى غريب بينهم , علامة لا معنى لها فى جملة غير مفيدة
    - خليك مرتاح يا خال .
    حتى وقفتى معهم فى طقوس (الفاتحة) العجيبة , طلبوا منى ان ارتاح !! .
    - ما فى تحديد نسل يا ابو الشباب ؟ .
    - الله اكبر عليك .. خمسة وخميسة .
    - لا بالجد والله , يعنى العالم ناقص ناس ؟ .
    - نحنا فى الصداقة واحد .. لكن فى النظرة للحياة الخاصة , نحنا مدرستين مختلفات .
    - كيف مدرستين مختلفات ؟ .. بنين , وبنات ؟ .
    - انا بحب العزوة , تخيل كده يوم موتك , ستة شباب يكونوا واقفين فى الصيوان ويشيلوا الفاتحة على روحك .
    - هسع بعد ما الزول يموت .. الفرق شنو بين انك ما تلقى زول يدفنك , او العالم كلو يقيف يشيل الفاتحة على روحك , فى النهاية انتا ميت .. مش كده ؟ .
    - وجهة نظر غبية .
    - شكرا على ذوقك يا سمسار الاراضى .
    - عارف معنى الحياة شنو ؟ .
    - انا لو كنتا بعرف معنى الحياة , ما اظن كنتا بتكلم معاك .
    - الاسرة يا حمادة .. تخيل ! .. حاجات كتيرة بتتراجع فى اهتماماتك كل ما العمر مشى , وفى النهاية كل تفكيرك بيكون فى اولادك .
    - وجهة نظر غبية .
    - ده قانون الطبيعة .
    - ده عشان نحافظ على النسل , غريزة موجودة فى كل الحيوانات , عشان ما تنقرض , وافتكر الانسان احسن ينقرض .
    - على الاقل بيكون فى تبرير انك عايش لشنو .. ده عيان , ده سقط فى الامتحان , ده داير يتونس معاك فى السياسة .. يعنى باختصار بتلقى نفسك بتعمل فى حاجة مفيدة .. عزوة يا حمادة , اكتاف من لحمك ودمك واقفة جنبك لو قلتا أأأخ .
    (لولو) الحبشية تقبض يدى فى الماضى السحيق .. وصوت شجارها مع الجارة اللعينة , الابناء الخمسة ضربونى حتى سال الدم من انفى , تجمعوا حولى واوسعونى ركلا
    - يعنى عشان حمادة وحيد ما عندو اخوان ؟ .. اتفو عليكم , بهايم ما عندكم رحمة .
    - الفاتحة .
    ستة من الذكور يقفون فى حركة متناسقة بديعة .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

01-23-2008, 12:50 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (50)
    القلب العليل .. الخطوات الحائرة غير الواثقة والموجوعة .. سنوات العمر التى تسربت من الصنوبر واوشكت على النفاذ .
    لمحت (ابتسام فيصل) امس .. لمحتها من بعيد , مغروسة فى كتلة بشرية تتحرك فى بلاهة وبلا هدف محدد .. من بعيد كان حلم العمر يمشى على قدمين .. خيمة سوداء بالكامل , عرفتها من طريقة مشيتها , لها طريقة خاصة جدا .
    وقفت انظر لها تختفى رويدا , رويدا , حتى بهتت تماما عند نهاية شارع (الجمهورية) .
    ندمت اننى لم اهرع اليها , ندمت اننى لم اوقفها
    - لسه بتكتبى شعر ؟ .
    حبى للشعر اضمحل , انزوى بعيدا فى اقصى الدماغ , مثل زائدة دودية بلا معنى .
    احمل قلمى وورقى جرد حساب رحلة العمر .. صفر كبير , الحساب النهائى يا (حمادة) .
    قصيدة بعيدة كتبتها فى ازمنة الحلم
    براك واقف
    وتل الرملة فى وشك
    وزى ظلك
    كما الشجر العنيد شكك .
    ارددها ولا اصدق اننى كتبتها فى سن صغيرة
    - ما تخلى الشعر يا حمادة .
    - بقى كلام فارغ يا مصطفى .. يعنى معقول فى زول ح يفهم ؟ .
    - المهم انو انتا تفهم , وترتاح لما تكتبا .
    كل الاشياء اصبحت رخصية , الانسان , والادب , والحب , والقيم النبيلة .
    يا وجعى .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

01-27-2008, 10:35 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (51)
    2007
    - تعال بسرعة يا حمادتى .
    (نجوى كمبال) , رفيقة الرحلة المتبقية لى فى الكوكب البشرى المخيف .
    لدينا لعبة منذ اشهر عديدة .. التفكير فى الانتحار
    - حاجة كده زى روميو وجوليت ؟ .
    - انا بتكلم جد , جادة جدا .. عارف فى حاجة اسمها تناسخ الارواح , يعنى لو متنا ممكن جدا روحنا تمشى فى جسد سعيد .
    - طيب لو روحنا مشت فى جسم كلب ولا غنماية نعمل شنو ؟ .
    - ننتحر تانى بكل بساطة .
    - ما بتخافى من الموت ؟ .
    - لا .. وانتا ؟ .
    - ما عارف .. لكن قصة الضلام فى ود اللحد دى صعبة شوية .
    - مرات فى حياة احسن منها الموت , مش كده ؟ .
    - كتير .
    - انتا عارف الفرق بين الشعوب المتقدمة والمتخلفة شنو ؟ .
    - شنو ؟ .
    - نسبة الانتحار .. هنا فى السودان مثلا تلقى الواحد دينو طالع ومع كده اطلاقا ما بيفكر فى الانتحار .. فى امريكا واليابان والسويد نسبة الانتحار عالية جدا , يعنى مثلا واحد زى الكاتب الامريكى همنجوى انتحر بكل بساطة , واحدة زى مارلين مونرو انتحرت بكل بساطة .. الحيوانات هى الوحيدة الما بتنتحر .
    - واحنا فى العالم التالت حيوانات .
    - اكيد .
    اصبحت لعبتنا المفضلة .. نجلس ساعات طويلة نحدق فى شاشة (الاب توب) .. نبحث عن قصص الانتحار فى ارجاء العالم .. شخصيات مشهورة و شخصيات تخترع اديان مجنونة .. نتشاجر حول افضل طريقة للرحيل
    - عارف احسن حاجة نقفل الشقة ونفتح انبوبة البوتجاز ونرقد فوق بعض عريا .
    - يعنى موت وفضيحة ! .. احسن طريقة موت وبدون الم هى الحبوب المنومة .. نبلع كمية كبيرة ونقعد نقراء فى شعر لحدى ما ننوم نومة ابدية .
    لعبة وفى قرارة انفسنا حل حقيقى .
    - تعال بسرعة حمادتى .
    ترقد عارية على بطنها وامامها شاشة (الاب توب)
    - شوف ده .. انتحار مراهق يابانى فى السادسة عشر من عمره .
    - يعنى اصغر منى ب تسعة وتلاتين سنة .
    كان وجهه الاسيوى المشرق يبتسم فى حزن غريب .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.




                  

02-05-2008, 11:04 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    (52)
    1995
    بعد هذه السنوات تغادر (عنايات) المصرية .. بعد اجراءات معقدة , واوراق زيارة الى (الدنمارك) من صديقة من تلك البلاد البعيدة عرفتها فى الدولة النفطية .. والشيخ (فارس القبسى) قد ضجر من اللحم الشرقى , وترك الحمامة تغادر بكل هدواء .
    تجولنا فى (القاهرة) الكبيرة المزدحمة .. كانت سعيدة , وردية الخدود, فلاحة تغادر كل هذا الجهل والقذارة .
    انهينا معاملات الطلاق الروتينية , سكبنا فيها دمعتان
    - تعال معايا يا حمادة .
    - كل الارض منفى .
    - فى اى لحظة زهجت من الخليج , انا ممكن اساعدك وتيجى عندى .
    الايام التى قضيناها معا فى (القاهرة) , خلقت بيننا خيط متين .. كلانا نشعر اننا عشنا تجربة لا انسانية من نوع خاص .
    ذهبنا الى (الموسكى) واتحفتنى بحقيبة جلدية فاخرة
    - دى عشان تتذكرنى .
    كنا نتجول فى الشوارع حتى منتصف الليل
    - مش عارفة ح ارجع مصر تانى امتى .. يمكن ما ارجعش خالص .
    خطتها كانت واضحة من (الدنمارك) ستدخل الى (السويد) وتطلب حق اللجوء السياسى .
    زرنا قبر (عبدالمنصف) حبيب قلبها الوحيد الذى سقط ميتا بين ايدى مباحث امن الدولة , بكت حتى سقطت على الارض
    - والنبى تيجى معايا .
    - عايزك تبداى حياة جديدة .. وتنسى الماضى يا عنايات , اتولدى من تانى , ارمى الفات وراء ضهرك .
    عندما سافرت شعرت ان (القاهرة) قد اصبحت مدينة موحشة .
    (اواصل)
    ......
    شاهين.
                  

02-06-2008, 08:37 AM

sama7
<asama7
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    up
    عشان القاها بسهولة لسة باقى كتير
                  

02-06-2008, 09:54 AM

sama7
<asama7
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شاهين

    i really don't know what to say

    SPECTACULAR

    وزى ما قال ليك مصطفى بشير

    Quote: You cannot escape your talent, and I expect you to work hard at your
    art and to do your best.


    دائما وانا بقرأ قصة بتخيلها زى مسلسل أو فيلم بتدور كل الأحداث فيه بطريقة متحركة
    بس هنا تخيلتها من خلال صور . ما عارفة ليه بس يمكن cuz i like drawing

    على فكرة رسمت وأنا بقرأ فيها



    KEEP IT UP

    مودتى

    سماح
                  

02-06-2008, 01:49 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    شكرا .. شكرا .. شكرا
    استاذة/ سماح على الاطراء .. اتمنى ارسال بعض من رسوماتك عن طريق بريدى الالكترونى , ساكون فى غاية الامتنان .
                  

02-06-2008, 02:26 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)

    صديقي شاهين:

    المرّة دي طولت شوية... لكن برضو

    لا نمل الانتظار!!


    كن بخير "مستلفة من محسن خالد"



    سيف بشير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de