|
نشكو الي الله ظلم الجبهجية !
|
نشكو الي الله ظلم الجبهجية
ثمانية عشر عاماً والعيد يمر بنا ولم نذق له طعم , ولم نستشعر فيه , بهجة او تلم بنا فرحة , وغطت غيوم الأسي وظلام الحزن سماءنا الصافية , وذلك منذ ان سلب وطننا بليل هذه الطغمة التي وفدت من غياهب الظلمة . انهم ناس الجبهة القومية الاسلامية بمختلف مسمياتهم المتغيرة والاصل والنوع واحد . ومنذ مجيئهم احاطت بنا الكوارث من كل جانب , وحاق بنا الموت بمختلف الاسباب , فمن لم يمت بالبندقية او القنبلة من الطائرة في دارفور , او بالتعذيب في بيوت الاشباح , يمت بالوباء والمرض من الملاريا او السرطان او الاسهال المائي (الكوليرا) , او الايدز , او الحمي النزفية و او التهاب الكبد الوبائي , فقد اصبح السودان مزرعة هائلة للأمراض والاوبئة يحصد منها الموت محصولاً متنوعاً عظيم الوفرة من البشر , وكلما حصد الموت نبتة قامت مكانها نبتة او اثنتان اخريان اشد فتكاً وشراسة ! نشكو الي الله , والشكوي لغير الله مذلة , نشكو الي الله الحاكم وهو رئيس الجمهورية المشير عمر البشير واعوانه من السدنة والجلاوزة , نشكو الي الله ما فعلوا بشعب السودان من مصائب تشيب من هولها الولدان , فأطفالنا حرموا اللبن لأن آباءهم لا يستطيعون شراءه بعد ان شردوهم من أعمالهم واوصدوا في وجوههم ابواب الرزق , وعندما تظاهر المعاشيون الشيوخ والمفصولون للصالح العام مطالبين بصرف معاشاتهم الضئيلة المتأخرة قابلوهم بالقنابل المسيلة للدموع وبالهراوات والعصي ! نشكو الي الله و فقد انشب الجوع مخالبه في الاجسام الهزيلة التي تقتات علي وجبة واحدة في اليوم من البوش . نشتكي الي الله من التعذيب النفسي والبدني في اوكار الامن وبيوت الاشباح , ونشكو هذه الطغمة من اهراق دماء الابرياء , وهتك اعراض الحرائر , وحرق الاخضر واليابس في دارفور . ونشكوهم الي الله بعد ان صار التعليم الجيد وقفاً علي اثرياء آخر الزمن منهم بعد ان استأثروا بالمال والثروات , وصار المال دُولة بينهم , وغدا الغالبية العظمي من السودانيين من الفقراء والمساكين والمعوزين . لقد وضعوا أعزة الناس ورفعوا خساس البشر . لقد ارغموا السودانيين علي الشتات لاجئين ونازحين في اقطار الارض فارين بأنفسهم من جحيم وطنهم السليب . واصبح الظلم والفساد والاستبداد معايير الحكم . نشكو الي الله ونتضرع اليه ان ينصفنا منكم في الدنيا , ونكلكم اليه في الاخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم .
هلال زاهر الساداتي [email protected]
|
|
|
|
|
|