الخزي والعار لمن يهدد عالية عوض الكريم !

Quote: أولا اثبت مرة أخرى تضامني مع الأستاذة عالية، وهذا موقفي المبدئي، مع تثبيت قناعتي بأن مصدر التهديد ( إن كان الأمر تهديدا حقيقي) ، ليس أي من منظمات دارفور أو منتسبيها ( راجع/ى ) مداخلتي الأولى في هذا الخيط ، ولا استبعد أن يكون المصدر يسعى لخلق الفتنة مرتكزا على الموضوع الذي تكتب فيه الأخت عالية في سودان فور وول، المعنون " السودان بين رحى الحرب وسندان الا رهاب الجهوي ودورسودانيزاونلاين ..في تمزيق جسد الوطن" . أختلف مع الأستاذه عالية في معالجتها لقضية قوى الريف الثائرة، وإطلاقها الاتهام على عواهنه لكل القوى التي حملة السلاح في دارفور دون التطرق للظروف والمناخ الذي مهد لذلك ، ووضعت الجميع في سلة واحدة مطلقة عليهم كثير من الاتهامات، كل ذلك دون أن تتطرق للقتل وحرق القرى واغتصاب النساء الذي مارسته السلطة وحلفائها من الجنجويد. قد نختلف مع المصطلحات التي يستخدمها الكثيرين لتعريف الكثير من الأشياء، لكن لا يوجد إنسان عادل لا يقر بفظاعة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها السلطة في دارفور ، ويستطيع أي شخص منصف أن يتفهم أن ردة الفعل على تلك الجرائم الفظيعة التي صدمت أهل دارفور خصوصا واغلب السودانيين وغيرهم من البشر عموما، وعادة ما تسبب مثل هذه الصدمة الناتجة من الفعل الوحشي الحادث عبر أجهزة الدولة المناط بها حماية الناس، غالبا ما تأخذ ردة الفعل أشكالا تعادل تطرف جريمة الدولة أو تفوقها عنفا وتطرفا. ثم علينا تفهم أن الريف السوداني عموما في أركان البلاد الأربعة منذ الاستقلال يعانى من إهمال الحكومات السودانية المختلفة ، ولابد لنا من ملاحظة أن الطائفية قد لعبت دورا مهما في تخلف الريف وتكبيله في اسر الجهل، أما التنظيمات التي كانت قد رفعت لواء الاستنارة، فلقد فشلت في الإسهام في توعية إنسان الريف واستنهاضه، بتلمس كل هذه العوامل، يمكننا فهم ضعف الوعي بوسائل المقاومة وفعل الصدمة المشروع قد أنتج خطابا متطرفا. العنصرية الواضحة التي ينضح بها خطاب الأخت عالية تثير فيني الرعب، هل هذا خطاب إنسانة ديمقراطية مثقفة ؟ ، والاتهام المجاني لحركات الريف بالعمالة للنظام و لبعض دول الجوار ينبئ عن عدم المسؤولية، والافتقار للوعي بقدرة الكلمة على الفعل ومسئولية الكاتب تجاه ما يكتبه وإلا فما الفرق بينها وبين منسوبي منبر السلام العادل؟ ليس من مصلحة احد تفجير الموقف ومعالجة الوضع باتخاذ منحى متطرف مضاد، لان ذلك يصب في خانة معالجة الأخطاء بأخطاء أكثر غباء، خاصة وبلادنا تمر بظروف حرجة وهى في اشد الحاجة لبرنامج الحد الأدنى الذي يمكن أن يجمع كل القوى لأجل البحث عن سبل سلامة الوطن بعد كل هذه المصائب والمحن. ثم اتهامها للأخ العزيز بكرى ابوبكر بالتواطؤ مع حركات الريف الثائرة، كأنما حرية الرأي في اعتبارات الأستاذة عالية تواطؤ، أو ربما تتمنى أن يقمع الأخ بكرى أراء الذين اكتووا بنيران الرعب والقتل والدمار لا يمكن معالجة الأمر بتكميم الأفواه، علينا الاستماع لخطابهم ومحاورته مهما تطرف لان حوار وجهات النظر المختلفة ببساطة هو من أنجع الحلول التي توصلت لها الإنسانية للوصول لنتائج أكثر إنسانية. سبب ذلك الخطاب المتطرف الجائر يا أستاذه عالية الحرائق التي التهمت أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم والاغتصاب البشع الذي طالهن، وكنت أظن أن المرأة السودانية هي الأقدر والأقرب للإحساس بمعانات الناس في كل المناطق التي حدث بها قتل واغتصاب وحرق، كجبال النوبة، الجنوب ، ودارفور ، لانى كنت دائما أظن أن النساء يدركن ببساطة أن أكثر من يعانوا في مثل تلك الظروف والمناطق هم النساء والأطفال! الخطاب المنفلت (لبعض) منسوبي حركات دارفور لا يمكن معالجته من موقع استعلاء بل يجب النظر الفاحص لمسبباته عن طريق خطاب يملك قدرة التفهم لدواعيه والوعي بآلامه وهواجسه وأحلامه. تحاورنا في هذا الموقع المحترم مع الذين نختلف معهم في الرأي من منسوبي حركات الريف الثائرة بدارفور بكل احترام، وعلى الرغم من بعد الشقة في الرؤى إلى أنى احسب أن الحوار وتراكم التجربة سيقرب متباعد الرؤى ويخلق مناخا للتفاهم والتفكر حول الوطن مستقبله ومآله والظلمة وكيفية هزيمتهم ومحاسبتهم. ارجواأن ننتبه إلى إننا جميعا ولمجرد انتمائنا لوطننا السودان مسئولون عن ضعف القوى السياسية السودانية، وضعف العمل المدني السوداني، مسئولون عن تأخر عملية انتشار الوعي، وضعف ثقافة المقاومة ، مسئولون عن التهاون مع النخبة التي العربوأسلاموية التي سيطرت على البلاد منذ الاستقلال وحتى الآن وأفقرتها وجعلتها هباء منثورا.