الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2003, 00:18 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)

    وهذه مساهمات لكتاب اخر ؛ تكشف بعض شهصية الصادق المهدي

    جاء في مقال للدكتورد. عمر مصطفى شركيان
    بعنوان: آفاق الحل السِّياسي للمحتوى التأريخي بين حكَّام الخرطوم وأهل التخوم
    التَّجربة الديمقراطيَّة الثَّالثة (1986-1989م): دروس وعبر
    التالي:
    ----------

    ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ كتابتنا لتجربة الديمقراطية الثالثة في السودان ليست من باب تبخيس الناس أشياءهم بقدر ما هي محاولة منا لتقييم مسالبها ومن ثَمَّ الانكباب على تقويتها وتلافي منابت الخطل والزلل فيها عند استعادة الحياة البرلمانية، هذا إذا كنا نبغي لهذه الحياة البرلمانية الديمومة في السُّودان.
    على أية حال، فبعد أن تهاوى نظام المشير جعفر نميري وانتخاب السيد الصادق المهدي في انتخابات شبه عامة في العام 1986م(26) استبشر السودانيون خيراً بان سليل المهدى جدير بأن ينهض بالبلاد إلى ما يصبو إليه العباد. كان أمل القوم في الصادق (أمل الأمة) عظيماً، وخاصة في شعارات الصحوة الإسلاميَّة التي رفعها في الحملة الانتخابية.
    لكن ماذا حدث؟ وما هي الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها حكومته؟ كان الهدف من تبني الصَّادق هذا الشعار الرنَّان هو الكسب الدعائي الذي لا يعكس فلسفة وأسلوب عمل يسعى إلى الاستجابة للتحديات الداخلية والخارجيَّة التي كان السُّودان يواجهها يومئذٍ، كما أنَّه كان يفتقر رؤية متكاملة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. لذلك فشل الصَّادق وحزبه – حزب الأمة القومي الجديد من دون جديد جدي – في أن يبتني من القيم الأخرى التي نرى أنها دافعة لعملية التنمية مثل المواطنة كأساس للمساواة التَّامة في الحقوق والواجبات، وتحديد الهوية السُّودانيَّة، وضمان احترام حقوق الإنسان، وتعزيز مسيرة الديمقراطية ومستقبل التعددية الحزبيَّة في السُّودان من خلال تفعيل الحريات العامة وتأكيد مبادئ الشفافيَّة والمساءلة في العمل العام، وتعزيز دور المجتمع المدني كشريك في التنمية، وتطوير الإصلاح السياسي. بيد أنَّ ما يتأسَّى له الفؤاد ويعتصر ألماً هو الافراط المتعمد والرغبة الجانحة لهتك الأعراض وإهدار حقوق الإنسان تحت دعاوي الحفاظ على الوحدة الوطنيَّة وبسط الأمن.
    ..................
    مخطىء من ظن أن الديمقراطية في السودان بيضاء من غير سوء. فعلى الرغم من إطلاق الحريات العامة المتمثلة في حق التعبير والنشر والتجمع والإضراب، إلا أن حكومة الصادق المهدى الديمقراطية أمرت بمضايقة واعتقال الذين شاركوا في في ورشة عمل أمبو (4-7 شباط (فبراير) 1989م) بإثيوبيا عقب عودتهم. فقد تعرَّضوا للتفتيش في مطار الخرطوم، واعتقلتهم السلطات الحكوميَّة بأمر من وزير الداخلية، السيد مبارك الفاضل المهدي، الذي هرول إلى الجمعيَّة التأسيسية بأمر مستعجل – هكذا زعم – لمناقشة أمر هؤلاء الذين شاركوا في في ورشة عمل أكاديمي مع "المتمرِّدين".(29) وعند اشتداد النقاش رد أحد النواب الجنوبيين – مجادلاً بالحق - أنَّه شخصيَّاً لا يعرف الدكتور قرنق، وإذا كان اللقاء به جريمة يعاقب عليها القانون فإنَّ السيد الصَّادق المهدي، رئيس الوزراء، أول من يطاله هذا القانون لأنَّه إلتقى بقرنق في أديس أبابا لمدة تسع ساعات بدون استراحة أو إحراز تقدم
    (Without a break or a breakthrough).
    ........................
    أما في مناطق النزاع المسلَّح - أو التماس - فقد اقترفت حكومة الصَّادق المهدي جرائماً تعادل في مقدارها وبشاعتها ما اعتادت أن تمارسه الحكومات العسكرية في السُّودان، خاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بسياسة الحريات في الجنوب وجبال النوبة. وعلى سبيل المثال - لا الحصر - نجد أن صحيفة بريطانيَّة(30) قد نشرت أنباءاً عن اغتصاب إناث من قبيلة الدينكا في بحر الغزال، ونهب ممتلكات بعض مواطنيهم، وتعرضهم لأفظع أنواع التعذيب، والقتل الجماعي للمدنيين، كإستراتيجية سياسيَّة تستخدمها الحكومة ضد الحركة الشَّعبيَّة والجيش الشعبى لتحرير السُّودان. وقد امتدت آثار التدمير إلى النُّوبة في جنوب كردفان ومناطق الفونج في جنوب النيل الأزرق وبعض القبائل الأفريقية في دارفور. كما أوردت مجلة تعني بشؤون أفريقيا أن اللواء أبو قرون، القائد العسكري لمنطقة بحرالغزال آنذاك، قد أجبر أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 6-10 أعوام على قتل ذويهم طعناً بالحراب، وجلس ينظر بإعجاب إلى ماهم بأهليهم يفعلون.(31)
    وفى قرينتي في مدينة واو أمر نفس القائد بوضع 62 مواطناً فى مخزن فارغ، وقتلوا بغاز أول أكسيد الكربون من عربة مدرعة بعد توصيلها بأنبوب الى هذه الحجرة.
    فماذا فعلت حكومة السيد الصادق المهدى بهؤلاء الجناة فى حق أولئك الضحايا؟ لم نسمع بتكوين لجنة للتحقيق في هذه التجاوزات اللانسانية كأضعف الايمان، حتى يشعر سكان الريف السُّوداني بأن السلطة فى الخرطوم التى ما فتئت تذكر الناس بأنها "حكومة وحدة وطنية" صادقة في مسعاها. إنَّ هؤلاء الذين لا يميِّزون بين النزعة الإنسانيَّة والوحشة الحيوانيَّة
    (Human reason and animal savagery)
    هم أولئك الذين ينتمون إلى الفئات التي قال عنها الدكتور فرانسيس دينج في محاضرة له بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم إنَّ أكثر القبائل شراسة في حربها ضد الجنوب هي التي تمازجت مع الجنوبيين في مناطق التماس كمحاولة للتبرؤ من الدماء الأفريقيَّة لأنَّهم يعانون عقدة التأريخ والجغرافيا. كان هذا ما شهدناه في "مذبحة الضعين والرق في السُّودان" في آذار (مارس) 1987م،(32) حيث صاحبت عمليات الاسترقاق أحداث الضعيين الأليمة، وكتب عنها الأساتذة الأجلاء عشاري محمود وسليمان بلدو.
    بالطبع والطبيعة، لم يعجب هذا التقرير أهل السلطة في البلاد، فبدلاً من تعقُّب الجناة والقسط فى الميزان، تم اعتقال الدكتور عشاري محمود، والتحقيق معه، لأنَّه – كما صرَّح السيد الصَّادق المهدي لوسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئيَّة - أساء إلى الدولة. أيهما أكبر إساءة وساء سبيلاً: استعباد الإنسان لأخيه لأنَّه ليس من بني جلدته، أم الكشف عن هذا الاستعباد والمطالبة بإحقاق الحق وبسط العدل؟ ما لهم كيف يحكمون! ولعل أعظم وصمة عار لحقت بحكومة الصادق المهدي هي صمتها المطبق على ممارسة الاسترقاق فى مناطق الاحتكاك في بحر الغزال. فقد صرح السيد ألدو أجو دينج - وزير النقل والواصلات في حكومة الصادق المهدي يومذاك - أن أطفالاً قد اختفوا، أو اُختطفوا، في منطقة بحر الغزال، مسقط رأس الوزير. بيد أن حديث الوزير لم يُؤخَذ مأخذ الجد.
    ...........
    إضافة إلى تجاوزات حقوق الانسان فى مناطق الحرب، فقد اتصفت الديمقراطية الثالثة بنواقص شتى وفي عدة مناحى، منها الصرف البذخى الذى تم في شكل "تعويضات مالية ضخمة منحها الصَّادق المهدي لأهله (آل المهدي) بلغت في جملتها خمسة وثلاثين مليوناً من الدولارات، في وقت كان أغلب السودانيين يشكون مر الشكوى من ندرة السلع التموينية بل أنَّ تلاميذ المدارس لم يتمكَّنوا من توفير الأدوات المدرسية لبداية العام الدراسي الجديد." ولا نحسب أنَّ النِّظام "المايوي" قد ألحق ضرراً بآل المهدي وحدهم لا شريك لهم، فقد تضرَّر أُناس كثر، ونخص بالذكر هؤلاء الأنصار من غرب السُّودان الذين زالوا (هاجروا) إلى الحبشة ومن ثَمَّ إلى ليبيا ليعودوا مع العميد محمد نور سعد للاستيلاء على السُّلطة في الخرطوم لصالح الجبهة الوطنية - التي كان الصَّادق المهدي لها رئيساً - لبضع أيام في تموز (يوليو) 1976م، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من انتظر وما بدَّلوا تبديلاً. وبعد الانتفاضة "الأبريليَّة"، في العام 1985م، لم يُنظر في أمرهم ولا في سبيل تعويضهم، فكانت والدة العميد الراحل محمد نور سعد تتردَّد على مكاتب القيادة العامة في الخرطوم وهي تسعى سعياً حثيثاً للحصول على معاش إبنها الذي أعدمه نميري مع الذين معه بعد فشل المحاولة العسكريَّة. فما بالهم وبال الآخرين الذي جذَّ نميري رؤوسهم في غير بر! أليس لهم أقارب يستحقون التعويضات؟
    ثم ندلف إلى مناوارت الصَّادق السياسيَّة مع حلفائه السياسيين من الحزب الاتحادي الدِّيمقراطي لنرى ماذا هو بهم فاعل. فليس بخاف على أحد رفض الصَّادق المهدي ترشيح الدكتور أحمد السيد حمد (اتحادي ديمقراطي) لتولي المقعد الخامس في مجلس رأس الدولة" خلفاً للعضو الإتحادي المستقيل، السيد محمد الحسن عبدالله يسن، بحجة أنه قد تعاون مع جعفر نميري. لكن والحق يقال فقد انضم الدكتور حمد إلى (حكومة) جعفر نميري بعد المصالحة الوطنية التي تزعمها الصَّادق المهدى نفسه، بل شارك هو شخصياً في وضع ميثاقها في مدينة بورتسودان في العام 1977م وإن يكن قد خرج منها ولعنها بعد ذلك ".(33)
    ذلكم هو الصَّادق المهدي الذي زعم أنَّه استقال من وظيفته بوزارة الماليَّة – قسم التخطيط – في العام 1958م كموقف سياسي احتجاجاً على انقلاب الفريق إبراهيم عبود، لأنَّه التحق بوزارة الماليَّة ليخدم في حكومة شرعيَّة.(34) فمن أين جاءت حكومة المشير جعفر نميري الإنقلابيَّة بالشرعيَّة حتى يخدم الصَّادق المهدي في أعلى أجهزتها التشريعيَّة (الإتحاد الإشتراكي السُّوداني) لا الخدمة المدنية كموظف صغير
    (Apprentice or novice)
    في وزارة المالية – قسم التخطيط؟ وإذا كان الأمر متعلقاً بسدنة نظام مايو فلماذا جاء الصادق المهدي بصهره الدكتور حسن الترابي إلى الحكومة وأصبح نائباً لرئيس الوزراء، ووزيراً للخارجيَّة، ووزيراً للعدل، مع علم الجميع أنَّ الترابي كان غارقاً فى نظام نميري حتى قبيل الانتفاضة حيث تقلَّد فيه عدة مناصب. ليس هذا فحسب، بل أن الترابي كان قد فشل في الحصول على مقعد نيابي في الدائرة 27 (الصحافة) – منافساً للسيد حسن شبو، ممثل الحزب الإتحادي الدِّيمقراطي - لدخول الجمعية التأسيسية في الانتخابات التي جرت في العام 1986م، مما يعني أنَّه ملفوظ من قبل الشَّعب السُّوداني.
    غير أن اكبر خزلان مُني به الشعب السوداني كان هو الزمن الذي أضاعه السيد رئيس الوزراء، الصادق المهدي، في الكلام والخطب المنبرية حتى تخصَّص نفر من السُّودانيين في احصاء الخطب التي ألقاها السيد الصَّادق المهدي في المناسبات العامة والخاصة. إذ أضحى، من بعد هذا الزمن الضائع، الوعد الحق فجراً كاذباً. ويقودنا هذا إلى وصف الشاعر أبو آمنة حامد الفكر السياسي للصَّادق المهدي "بأنه حذلقات رفيعة المضامين تحتاج إلى تفسير ....(وإنَّه) أكاديميات شكسبيرية منتقاة لزعيم أكاديمى فاخر لا يفتأ عن تذكيرنا دائماً بأنَّه مثقَّف".(35) فمثل الصَّادق المهدي كمثل عالم يريد أن يتفيهق ويظهر كثرة ما وعى من العلم، وفي أولئك الناس يقول الشاعر أبو نواس:
    فقل لمن يدِّعي في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
    ولا نكون قد حدنا عن الصواب إن قلنا إنَّ أكبر فشل لحكومة الصَّادق المهدي تمظهر فى عدم تحقيقه للسلام ووقف نزيف الدم فى الحرب الأهلية. فبدلاً من أن يشرع الصَّادق في اتخاذ خطوات عملية إزاء المبادرة السلمية المطروحة (كوكادام 26 آذار (مارس) 1986م) التى أجمع عليها معظم القوى المحبة للسَّلام بما فيها حزبه، بدأ الصادق فى مناورات جديدة مقترحاً ميثاق السُّودان. فما هو الجديد الذي أتى به ميثاق السُّودان؟ ميثاق السُّودان - حسب تعريف أولى الأمر - عبارة عن ورقة تصور تحاول تحديد الخطوط العامة لحقوق المواطنة وواجباتها وتتضمن تصورات محددة بشأن القضايا التي تثيرها حركة قرنق وبصفة خاصة الدين والسياسة، الهوية والقومية، المشاركة السياسية، واقتسام السلطة. ودعت ورقة الميثاق إلى العودة للعمل بأحكام اتفاقية أديس أبابا للعام 1972م التي تمنح الجنوب حكماً ذاتياً حتى ايجاد صيغة نهائية فى المؤتمر الدستورى، كما حددت الورقة معالجات معينة لقضايا إزالة آثار الحرب، وتأهيل المؤسسات الانتاجية والخدماتية والبنيات الاساسية في الجنوب، واستيعاب العناصر التي زعزعها القتال، وأكد ميثاق السودان على التزام موقعيه بالعمل السلمى كأساس لحل المشكلات القومية، والالتزام بالقرار الدِّيمقراطي وإدانة العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسيَّة.(36)
    بادىء ذى بدء، إنَّ الحديث عن الحكم الذاتي حديث ذو شجون، وتعميماً للفائدة دعنا نلج فى مدخل توضيحي لماهية الحكم الذاتي. كلمة الحكم الذاتي "أتونوميا" (Autonomy) أصلها يوناني، ومعناها حكم سياسي لمجموعة من البشر في مجتمع مدني واحد تسن قوانينه دون أي تدخل من عناصر خارجية. أما تعريف المصطلح اليوم فهو علاقة معينة لجهة سياسية أو اجتماعية أكثر شمولية واتساعاً، على أنَّ المجموعات الدينية والعرقية والمجموعات الثقافية والاقتصادية تحافظ على استقلالية معينة عن السلطة المركزية للحكومة. وهناك فرق بين حكم ذاتي اقليمي يمنح لمجموعة من الناس يعيشون على أرض معينة، وبين حكم ذاتي شخصي يمنح لأصحاب معتقدات معينة غير متركزين في أقليم معين لبلد ما، ولكنهم موزعون على كل مساحة البلد ومختلفون مع باقي السكان.(37) وبناءاً على هذا الفرق الجلي قد نضطر - غير باغين - بالمطالبة بحكم ذاتي شخصي لمجموعات النُّوبة والجنوبيين الذين يعيشون في مناطق منعزلة (فيما يُعرف إساءة بالسكن العشوائي) في العاصمة المثلثة، وذلك لحمايتهم من المخاطر والمجازر التي يتعرَّضون إليها في حياتهم اليوميَّة، كما حدث في بورتسودان (أحداث النُّوبة والبني عامر في شباط (فبراير) 1986م) والضعين (مذبحة الدينكا على أيدى الرزيقات في آذار (مارس) 1987م) وغيرها في المدن المختلفة، إضافة إلى أبشع ضروب الاضطهاد والمطاردة والترحيل القسرى (الكشة)، والسخرية واللمز والهمس والتنابز بالألقاب، "يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب إنَّ بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" (الحجرات 49/11)، وكما تقول الفرنجة: "إضافة الإساءة إلى الأذى (To add insult to injury). ومن أكثر الأشياء غرابة أن يدعو الميثاق إلى العودة إلى العمل باتفاقية أديس أبابا للعام 1972م، التي تجاوزها الزمن وفقدت مفعولها بسبب عوامل التعرية والعبث بها وفقدان الثقة في أسلوب الشمال في التعامل مع العهود والمواثيق السُّودانيَّة. بيد أنَّ الذي يزيد الأمر غرابة في دعوة ميثاق السُّودان هو ما خبرناه عن رأي أحزاب الجبهة الوطنية (الأمة والاتحادي الديمقراطي والأخوان المسلمين) عن اتفاق أديس أبابا منذ الوهلة الأولى من توقيعه. كانت لديهم آراء واعتراضات حيال الاتفاقية فى المصالحة الوطنية في العام 1977م بين الرئيس حينذاك جعفر نميري والصادق المهدي الذي تزعم بدوره جوقة المعارضة السياسية والعسكرية. وكانت اعتراضاتهم، كما فصلها عبدالسلام الأمين، تتلخص في الآتي3
    قيام ثلاثة أقاليم بدلاً من إقليم واحد.
    دستور إسلامي بدلاً من دستور علماني.
    الاعتراض على الترتيبات الأمنية التي تمَّ الاتفاق عليها.
    أن يكون تعيين رئيس الإقليم الجنوبي حقاً لرئيس الحكومة المركزيَّة، حيث كانت ترمي الاتفاقيَّة لتقوية مركز الإقليم اقتصادياً.
    بهذه الشروط، التى استهدفت المرتكزات الجوهرية التى بنيت عليها الاتفاقية، استطاعت أحزاب الجبهة الوطنية تحطيم الاتفاقية بيد نميرى لا بيد قرنق. تلك هي حال الاتفاقية التي نحروها قادة الشمال وتنادوا مصبحين بالعودة إليها. ثم نتساءل فى عجب: كيف يستطيع الصادق المهدى - الذي أخفق في إزالة آثار مايو - أن يمحو آثار الحرب من دون العمل على وقفها في المقام الأول؟ لا ريب أن التعمير وإعادة التوطين لا يمكن أن تقوم بهما أية حكومة – كائنة ما كانت – قبل أن تضع الحرب أوزارها، وتُخرَج من الأرض ما فيها من الألغام المدفونة حتى يأمن الناس وتسهل الزراعة وتشييد الطرق والكباري والمدارس والمراكز الصحيَّة. فأي حديث عن التعمير وإعادة التوطين من دون االوصول إلى سلام عادل ودائم خبط عشواء من قبل المتفوهين به.
    ثم نقفز إلى دارفور لنذكِّر الناس بما كان يدورهناك من اقتتال وتخريب الممتلكات دون أدنى اعتبار من السلطة المركزية. كانت دارفور تعيش في حالة حرب مع قبائلها المختلفة، وأخذ الصراع يتخذ اشكالاً متباينة، تارة باسم النهب المسلح، وثانية باسم الحرب بين "العرب والزرقة"، فى اشارة إلى العناصر العربية ضد العناصر ذات الأصول الأفريقية في المنطقة، وثالثة تدخلاً أجنبياً، ورابعة تخلفاً تنمويَّاُ، وخامسة مزيجاً من كل ما ذُكر. واستمرت هذه الحالة منذ منتصف السبعينيات وظلَّت القوى السياسيَّة تتعامل معها بروح التراخي وعدم المبالاة، وتارة أخرى بمنظور المصالح الحزبيَّة الضيِّقة مما دفع المشكل أن يكبر وينمو ورجال الأحزاب في غفلة من أمرهم. على أية حال، عقدت الجمعيَّة التأسيسيَّة جلسة خاصة (رقم 54) في 13 كانون الأول (ديسمبر) 1988م لمناقشة المخاطر الأمنيَّة التي تواجه إقليم دارفور. وفي تلك الجلسة قدَّم السيد الصَّادق المهدي بياناً عن الوضع الأمني في دارفور ملخِّصاً ذلك في الأتي39)
    النهب المسلَّح؛ ويشمل النهب المسلَّح الحدودي، والنهب المسلَّح الداخلي، والنَّهب المسلَّح على الطرق الرئيسيَّة والأسواق، والنهب المسلح التشادي (عصابات وافدة وأخرى محليَّة).
    تفاقم الوضع الاقتصادي في الإقليم من جراء الجفاف والتصحر.
    التدخل الأجنبي.
    النزاعات القبليَّة.
    ولا نظن أنَّ السُّودانيين يومئذٍ كانوا لا يعرفون أسباب وطبيعة النزاع الدموي في دارفور ليأتي الصَّادق ويصنِّف هذه الأسباب على طريقته الكلاسيكيَّّة (His classical style)، بل كل الذي كانوا يودون حدوثه هو إيقاف الحرب، وبسط الأمن، وتصفية الوجود الأجنبي (الليبي-التشادي) في المنطقة، وتوفير الخدمات الأساسيَّة، وتحسين مستوى المعيشة، وإيقاف التدهور المؤسساتي. ومما أزعج حلفاء الصَّادق المهدي في الدول الغربيَّة السماح للمتمرِّدين التشاديين – المدعومين من قبل نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا – لشن هجمات على الحكومة التشاديَّة منطلقين من غرب السُّودان، وبالمقابل يقوم العقيد القذَّافي بمساعدة حكومة الصَّادق المهدي في حربها ضد الحركة الشَّعبيَّة والجيش الشَّعبي لتحرير السُّودان. ومن هنا برز دور البروتوكول اللِّيبي-السُّوداني، الذي كان الرائد يونس – عضو القيادة التأريخيَّة – له مهندساً من الجانب اللِّيبي. أيَّاً كانت الأسباب فإنَّ أولى الحزب اهتماماً بدارفور كان ينبغي أن يكون حزب الأمة – حزب الصَّادق المهدي – لما له من علائق تأريخية تعود إلى قيام الثورة المهديَّة في السُّودان (1881-1898م)، وبداية إحياء المهدية الجديدة (Neo-Mahdism) المتمثلة في حزب الأمة، حيث يعتبر الحزب دارفور منطقة نفوذ سياسي وكادر بشري.(40) ومهما يكن من أمر حزب الأمة ودارفور، فقد اجتمع أعيان القبائل المتناحرة فيما بينهم لإصلاح ذات البين من أجل التعايش السلمي ونبذ العنف. غير أن نتائج هذا الاجتماع أحكمت حلقاتها في عهد حكومة الفريق عمر حسن أحمد البشير، الذي اعتبر هذا العمل باكورة انجازات نظام الانقاذ، وبات يتباهى به. تلك هي الأحداث المأساوية التي راح ضحيتها آلاف من المواطنين الأبرياء. والأدهي والأمر أن يتناول الصَّادق المهدي هذه الأحداث تناولاً عابراً حينما كان يتحدث عن اختلافه مع "بعض العناصر من أعضاء (الحزب) الاتحادي الديمقراطي التي سبق أن أعفيت من الحكومة". وقد ذهب الصادق باخعاً نفسه عليهم حسرات، حيث قال: "وبلغ الأمر بالتيار المعارض أن نظم مسيرة موكب للاحتجاج على بعض الأوضاع في إقليم دارفور...."(41)
    وفي خلاصة الجدال، نستطيع أن نقول إنَّ الصَّادق المهدي قد كون ثلاث حكومات طيلة الفترة الديمقراطيَّة الثالثة التي امتدت ثلاث سنوات، وهذه الحكومات هي: حكومة الوحدة الوطنيَّة (1986-1987م)، وكان قوامها حزب الأمة والاتحادي الدِّيمقراطي وبعض أحزاب الجنوب، بينما بقي الحزب الشُّيوعي السُّوداني والجبهة القوميَّة الإسلاميَّة والحزب القومي السُّوداني في المعارضة. وقد تميِّزت هذه الحكومة بالتوتر الذي أثاره رفض الصَّادق المهدي ترشيح الدكتور أحمد السيد حمد خلفاً لعضو مجلس السيادة المستقيل، السيد محمد الحسن عبدالله يسن، وقضايا الفساد التي أشار إليها - واُثارها – الوزير الإتحادي المستقيل، محمد يوسف أبوحريرة. أما الحكومة الثانية فقد جاءت تحت مسمى حكومة الوفاق الوطني (1987-198، وشاركت فيها كل الأحزاب السياسيَّة عدا الحزب الشُّيوعي السُّوداني الذي جلس في المعارضة، وكان أبرز معالم هذه الحكومة رفض اتفاقية السلام السُّودانية (قرنق-ميرغني) الموقَّعة في أديس أبابا في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1988م، فكان من الطبعى أن تنهار هذه الحكومة لتخلفها حكومة الجبهة الوطنيَّة المتحدة (آذار (مارس) 1989 – حزيران (يونيو) 1989م)، التي جاءت بموجب الميثاق الذي جاء نتيجة مذكرة الجَّيش للحكومة في 20 شباط (فبراير) 1989م. وهكذا نجد أن هذه الحكومة ضمَّت كل القوى السياسيَّة بأجنحتها المختلفة والاتحادات النقابيّةَ الست. ففي كل هذ الحكومات - مهما تبدِّلت المسميات - كان العامل المشترك هو السيد الصَّادق المهدي، والفشل الذي صحاحب الأداء التَّنفيذي والتشريعي والقضائي. فأين تركَّز الفشل الأدائي في الحكومة التي كان الصَّادق المهدي رئيساً لوزرائها؟
    فشلت حكومة الصَّادق المهدي في إخراج البلاد من عنق الزجاجة سياسيَّاً واقتصاديَّاً، وأخفق الصادق شخصيَّاً في حل الخلافات بين حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي حول وضع مجلس رأس الدولة، وجهاز الأمن القومي الجديد، ومستقبل الحكومة، وحول بعض توجهات السياسة الخارجيَّة ولا سيَّما العلاقات السُّودانيَّة-المصريَّة. فبينما كان يرى المصريون ضرورة العمل باتفاقية الدفاع المشترك، كان يرى الصَّادق المهدي على أن تقوم العلاقات السُّودانيَّة-المصريَّة على أسس جديدة حدَّدها "ميثاق الإخاء" ليكون بديلاً "لاتفاقات التكامل"، لكن ميثاق الإخاء هذا لم يحرز شيئاً مذكوراً. كذلك شهد البلاد تأزُّم القضية الاقتصاديَّة وارتفاع تكاليف المعيشة على كاهل المواطن السُّوداني العادي، وتردِّي الوضع الأمني حتى في العاصمة القوميَّة.(42) إزاء هذا الإخفاق السياسي، علَّقت صحيفة بريطانية عشية انقلاب العميد عمر حسن أحمد البشير "أنَّه ليس هناك أحد آسف أن يرى السيد الصَّادق المهدي مطروداً من السُّلطة. فكما تمتَّع الصَّادق بالسُّلطة كثيراً، إلاَّ أنَّه لم يستطع استخدامها في شطب قوانين الشريعة. فقد عجز الصَّادق في اتخاذ القرار سواء فيما يختص بالاستثمار الاقتصادي، أو التعامل مع الحرب الأهلية في السُّودان أو نظافة شوارع الخرطوم. لم يفلح الصَّادق في انجاز شئ."(43) فلا نظن أنَّ قائداً يمتلك هذا الوهن السياسي ينبغي أن يحكم السُّودان. وحين ترك الصَّادق السُّلطة - أو أُجبِر على تركها – بلغت ديون السُّودان الخارجيَّة 12 بليون دولار، فكان السُّودان تقريباً أكبر دولة في العالم مثقلة بالديون.(44) وكما شمتت صحف بريطانيا العظمى على حكومة الصَّادق المترهلة المخلوعة، لم ترفق بها صحف الولايات المتحدة الأمريكيَّة. فقد علَّقت صحيفة النيويورك تايمز (New York Times): "أنَّ السُّودان قطر واسع جداً، فربما احتاج إلى تقليمه إلى حجم صغير". ومضت الصحيفة في وصف حكومة الصَّادق المهدي "بأنَّها حكومة ضعيفة تعاني من الفوضى وتدَّعي أنَّها تمسك بزمام الأمور في منطقة مساحتها تساوي ضعف مساحة ألسكا، ويقطنها 25 مليون شخص، ويتحدَّثون 115 لغة، وبها 42 حزب سياسي." ومن غير الخوض والولوج فى تفاصيل أخرى، هذه هي لمحات من عيوب الممارسة الديمقراطية فى عهدها الثالث. ومن المهم بمكان أن نشير هنا إلى خلاصة الكاتب السعودى محمد صلاح الدين، حيث أفصح قائلا: "فللصادق المهدي كزعيم سياسي ورئيس وزراء سجل سياسي عمره أكثر من ثلاثين عاماً لخصته هيئة الإذاعة البريطانية فى كلمتين: الفشل والفساد."(45)
    فالصادق المهدي قد لا يكون من الذين يحبون المال حباً جماً، لذلك أراد الصَّادق أن يعمل رئيساً للوزراء دون أجر، مما أثار ثائرة منتقديه الذين قالوا يومئذٍ نريد رئيس وزراء له راتب حتَّى نتمكن من محاسبته إذ هو أخطأ، ولا نبتغي حاكم متطوِّع. بيد أنَّ الصَّادق المهدي يعشق الجاه والسلطان ويسعى إليهما سعياً حثيثاً منذ وقت باكر ووقتما يفتقدهما، وهذا وجه آخر من أوجه الصَّادق المتعدِّدة. فقد ظفر الصَّادق بهاتين الحسنيين مرتين، لكن معترك الحياة السياسيَّة في السُّودان وتناقضات الصَّادق نفسه حالتا دون الاحتفاظ بسرابيلهما، فضعف الطالب والمطلوب. غير أنَّ اجتماع خصلتي الإعراض عن المال وطلب السلطان – وهما نقيضان متنافران- في شخصية الصَّادق قد جعله يغض البصر عن الفساد الذي تصايح به وزيره المستقيل – القاضي محمد يوسف أبو حريرة. فقد سكت الصَّادق عن تهم غليظة في الفساد الحكومي ضد أحد حُوارييه (بضم الحاء).(46) فالتستُّر على الخطيئة كمرتكبها، وقديماً قالوا الساكت عن الحق شيطان أخرس.
    ----------------------
    المصدر : سودان نايل .
                  

العنوان الكاتب Date
الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 09:58 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 10:10 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 10:21 AM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 10:26 AM
        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 10:41 AM
          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 10:57 AM
            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 11:00 AM
              Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 11:04 AM
                Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 11:43 AM
                  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 12:32 PM
                    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 12:59 PM
                      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-26-03, 01:09 PM
                        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 10:50 PM
                          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 10:55 PM
                            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 10:57 PM
                              Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 11:00 PM
                                Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 11:03 PM
                                  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 11:07 PM
                                    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 11:16 PM
                                      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-28-03, 11:22 PM
                                        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 00:06 AM
                                          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 00:20 AM
                                            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 00:33 AM
                                              Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 00:48 AM
                                                Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 00:51 AM
                                                  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:15 AM
                                                    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:23 AM
                                                      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:25 AM
                                                        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:26 AM
                                                          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:36 AM
                                                            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:39 AM
                                                              Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:40 AM
                                                                Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:41 AM
                                                                  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:43 AM
                                                                    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:44 AM
                                                                      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:45 AM
                                                                        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:46 AM
                                                                          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:47 AM
                                                                            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:49 AM
                                                                              Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:51 AM
                                                                                Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:52 AM
                                                                                  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:54 AM
                                                                                    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 07:56 AM
                                                                                      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:01 AM
                                                                                        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:03 AM
                                                                                          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:05 AM
                                                                                            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:05 AM
                                                                                              Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:07 AM
                                                                                                Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:08 AM
                                                                                                  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:11 AM
                                                                                                    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:14 AM
                                                                                                      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:15 AM
                                                                                                        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:16 AM
                                                                                                          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:18 AM
                                                                                                            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 09:22 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة sentimental05-26-03, 10:37 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة ودقاسم05-26-03, 02:19 PM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة محمد الواثق05-29-03, 06:14 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 07:45 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة khalid elwasila05-29-03, 07:29 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 08:00 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة WadalBalad05-29-03, 07:29 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-29-03, 08:11 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة محمد الواثق05-29-03, 08:49 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة خالد عويس05-29-03, 05:14 PM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati05-30-03, 09:43 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة baballa05-30-03, 05:44 PM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة مارد05-30-03, 06:42 PM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 10:10 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 10:12 AM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة مارد06-09-03, 04:06 PM
        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 06:24 PM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة EXORCIST706-09-03, 07:45 PM
        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-12-03, 10:48 PM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Mandela10-30-03, 09:24 PM
        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati10-31-03, 01:11 AM
          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati10-31-03, 01:37 AM
            Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati10-31-03, 01:44 AM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة msd10-31-03, 03:47 AM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Amin Elsayed11-06-03, 01:38 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة محمد الواثق06-09-03, 06:05 PM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati06-09-03, 06:22 PM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati10-30-03, 08:33 PM
        Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة degna10-31-03, 07:09 AM
          Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة مارد10-31-03, 07:22 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة AbuSarah10-31-03, 03:45 PM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة AbuSarah10-31-03, 03:46 PM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة AbuSarah10-31-03, 09:17 PM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة msd11-01-03, 01:34 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة AbuSarah11-01-03, 11:42 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة AbuSarah11-02-03, 10:33 PM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati11-03-03, 00:14 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة نصار11-03-03, 00:10 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة msd11-03-03, 00:48 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati11-03-03, 01:44 AM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati11-03-03, 02:00 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة lana mahdi11-03-03, 02:58 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة lana mahdi11-03-03, 04:10 AM
    Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati11-03-03, 05:38 AM
      Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة Abdel Aati11-03-03, 05:43 AM
  Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة أبوالزفت11-03-03, 08:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de